الطبعة الفنية PDF
Document Details
Uploaded by Deleted User
Tags
Summary
This document provides an overview of the history of printing, exploring its origins and evolution from ancient practices to modern techniques. It examines the different types of printing, highlighting the distinction between mass production and fine art printing.
Full Transcript
# تعريف الطباعة :- قبل الدخول في التفاصيل المتعددة لدراسة تاريخ الطباعة ، ينبغي التعرف ولو بشكل موجز لما تعنيه كلمة " الطباعة " لغة ومعنى ، مما يساعد على الفهم الصحيح لهذا النوع من الفنون واللفظ " طباعة " مشتق من كلمة " الطبع " وقد تناولته معظم المعاجم العربية واللاتينية بالشرح والتفصيل واتفقت الم...
# تعريف الطباعة :- قبل الدخول في التفاصيل المتعددة لدراسة تاريخ الطباعة ، ينبغي التعرف ولو بشكل موجز لما تعنيه كلمة " الطباعة " لغة ومعنى ، مما يساعد على الفهم الصحيح لهذا النوع من الفنون واللفظ " طباعة " مشتق من كلمة " الطبع " وقد تناولته معظم المعاجم العربية واللاتينية بالشرح والتفصيل واتفقت المعاجم العربية على مفهوم موحد لمعنى كلمة " الطباعة " ، كان أكثر هذه المفاهيم أو التعريفات هي الموجودة في قاموس "لسان العرب" ( أحد قواميس العربية الشهيرة ) وموجزها :- - (1) معناه طبع والطبيعة والخليقة والسجية ( أي الطبيعة ) والعادات التي جبل أى تعود عليها الإنسان - (2) وجمع كلمة " طبع " هي " طباعاً " وهو ما طُبعَ عليه الإنسان من طباع مآكله ومشربه وتصرفاته التي تتسم بالخير أو الشر . - (3) والطبع أيضاً بمعنى الختم ، وهو التأثير في الطين أو أي مادة تقبل حبراً عليها . - (4) والطابع هو الخاتم الذي يختم به . - (5) ومعنى طبع في اللغة وختم واحد . - (6) وبشيء من التحليل يتبين أن هناك تشابهاً بين كل من المفهومين ( 1 ، 3 ) من حيث اشتراكهما في صفة التكرار والتشابه فالطبع بمعنى السلوك الإنساني يكون متشابهاً في كل مرة ويتكرر على فترات متفاوتة وهذا ما يحدث تقريباً في عملية الطبعة بمعنى الختم ، إذ يترك الإنسان أثراً في السطح المطبوع من الممكن تكراره على مرات متعددة ، كما أنه يكون متشابهاً في كل مرة . ## كيف نشأت الطباعة إن فن الطباعة واحداً من أقدم فنون الإنسان التي نشأت وتطورت معه فلقــــد ظهرت فكرة الطباعة منذ القدم وأخذ الإنسان يتناولها بالبحث والتطور حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن ، بل أصبحت مقياس تقدم الشعوب ونهضتها . وتبدأ فكرة الطباعة مع الإنسان البدائي منذ نشأ ، فإن آثار قدميه فوق الأرض الطينية لينظر إلى شكل القدم المحفور بدقة فوق الأرض اللينة جعلته يفعل هذا عن قصد، لا لشيء إلا لمجرد الاستمتاع . ولعل آثار يده الملطخة بدماء الفريسة على جدران الكهوف أو محاولته لترك بقعة لونية على الجدران الصخرية ( الكهوف ( مستخدماً يديه ، ومستعيناً ببعض الصبغات الطبيعية والأكاسيد الموجودة حوله في الطبيعة والتي سحقها وجعل منها محلولاً ملوناً ، ثم أحضر قطعة من عظام الحيوان أو قصبة من نبات ( بوصة ) ، ثــم وضع يديه على جدران الكهف وقام بالرش حولها بالصبغة عن طريق النفخ ، هو فـــــي الحقيقة شكل آخر من أشكال الطباعة ومن الطريف أن تكون هذه المحاولات الأولى في استخدام طريقة الحجب ( الاستنساخ بالطباعة ) والاستنسل في الطباعة . لقد كانت محاولته هذه دافعاً إلـــى تكرار هذا الفعل الذي يؤكد عنده حاسة الإبداع الفني التي وجدت مع الإنسان منذ نشأته ( الفن ضرورة من ضروريات الحياة ) ، تلك الحاسة التي دفعته إلى تلوين جسمه ونقش جدران كهفه بالصور والرموز وغير ذلك . وحين عرف الإنسان كيف يتخذ لنفسه رداءً من الجلد أو من ورق الشجر أو من الصوف أو من اى مادة وجدها مناسبة لتقيه برد الشتاء وحر الصيف ، أخذ يضيف على هذا الرداء إضافات خطية ولونية لا لهدف إلا الاستمتاع بما يفعله ويراه أو ليفسر بعض المظاهر الكونية التي تحيط به . + وحين عرف الإنسان المنسوجات ، ثم تعرف على الأكاسيد الملونة التي حوله وقام بصبغ هذه المنسوجات ، ظلت الرغبة في تجميل كل ما يحيط به تدفعه إلى زخرفتها بأسلوب أكثر تطوراً أو تهذيباً . ويرجع بعض العلماء والمؤرخين ان ظهور فكرة الطباعة على النسيج كانت عن طريق الصدفة ، وذلك عند وقوع ورقة شجر منداة ( مبللة) بالماء فوق سطح مناسب، سواء كان هذا السطح قماش أو لوح من الخشب أو أى شيء آخر يقبل الطبــــع عليه ، وبضغط ورقة الشجر المنداة كانت تترك أثراً لشكل النبات المضغوط الغير مقصودت وهناك قصة تقول ان هذه العملية العفوية أو المقصودة قد لفتت النظر بعد ذلـــك الطباعة بعض الرسوم بتحكم وعن قصد ، ثم تدرج التطور لإخراج وحدات من اللون الأبيض فوق أرضية ملونة . ويرجع الفضل في اكتشاف تلك الطريقة إلى وجود نقطة من الشحم أو الشمع عن طريق الصدفة فوق بعض الأنسجة التي كانت معدة لصباغتها بلون معين . فالقصة تقول أنه في الصين القديمة كانت هناك فتاة صينية تعيش في قرية صغيرة حيث تكثر مياه الأنهار والغابات ، وكانت هذه الفتاة بارعة في صباغة الحرير والأقمشة بألوان حمراء وخضراء وزرقاء وذات يوم حينما كانت الفتاة تعد قطعة من الحرير الأبيض للصباغة ، هبطت نحلة على هذا القماش ووقفت عليه فترة من الزمان ثم طارت وبعد صبغ هذا القماش ثم غسله ، وجدت الفتاة نقطة بيضاء عليه واستنتجت من هذه النقطة البيضاء أن شمع العسل مادة مقاومة لهذه الصبغة فأخذت تقوم بوضعها على القماش وترسم بشكل مقصود ، ثم تقوم بصباغتها وبذلك اخترعت طريقة العزل بالشمع قبل الصبغ ( طريقة الباتيك الحديثة (Patik واطلق على هذه الفتاة "ربــــة الشمع"، ومن وقتها انتقل فن العزل بالشمع من جيل إلى جيل حتى صار حرفة يدوية بين كثير من العائلات الصينية حتى وقتنا هذا وانتشر انتشاراً سريعا ، وتعتبر الأقمشة المطبوعة بهذه الطريقة عملاً فنيا خالصاً . ولقد تطورت أساليب الطبع مع تطور الطقوس التي كان يمارسها الإنسان الأول ، فظهر الختم الذي يرجح أن يكون قد تطور عن التميمة ( الحجاب ) وهي في اغلب الظن كانت على شكل خرزة منقوش عليها بعض الرموز أو الصور ، واعتقد أنها تملك قوة سحرية لإبعاد الشر ، لذلك استخدمت في طبع بعض الصور من هذه النقوش المحفورة (الغائرة) أو البارزة على التميمة إلى الطين اللين ( على قدور الفخار مثلاً ) ، وكان يظن بهذه الطريقة أن القوة السحرية تنتقل إلى السطح المطبوع وقــــد وُجِدَت أمثلة كثيرة لهذا النوع من الأختام في المساكن والحفائر التي وُجدت في بلاد الرافدين ( الحضارة الآشورية البابلية بالعراق ) . ## س : ما الفرق بين الطباعة الانتاجية والفنية ؟ هم أهم فرق بينهم هو العدد من المسلم به أن الإنسان ككائن اجتماعي يحتاج إلى وسائل للتعبير تؤدي إلى سهولة الاتصال بالآخرين ، بغرض تلبية احتياجاته الاجتماعية ، وهو دون غيره من الكائنات الاجتماعية ، قد امتلك قدرات عقلية مكنته من إنتاج أساليب خاصة أهمها الأساليب الفنية البصرية للتعبير ، فمنذ أن بدأ الإنسان الاتصال ، بداية من التعبير بالإشارة والرسوم المصورة ، إلى استخدامه للغة الكلام ، ثم إهتدائه للكتابة ، والتي بفضلها تمكن من نقل وتبادل وتوارث الخبرات والمعارف و القيم الجمالية ، سواء عن طريق تسجيلها نقشاً على الأحجار وقطع الفخار ، أو كتابتها على الجلود واوراق البردى ، فأسمهت بذلك الكلمات المكتوبة إلى جانب الرسوم المصورة او المنقوشة بدور فعال في مسيرة التقدم الروحي والمادي للأفراد والجماعات . وقد أخذت هذه الأساليب والوسائل في التطور والرقي إلى أن طرحت إلى الوجود فكرة الطباعة ، وهي تقنية إنتقلت بالكلمة والصورة إلى خارج حدود المكان ، فبفضلها إتسعت رقعة الإنتشار والذيوع والشيوع ، وخصوصاً بعد أن تبلورت تقنياتها وتطورت أساليبها ، وتنوعت فيها الطرق والوسائل . وإذا سلمنا بأن الفنون بمختلف أشكالها سمعية وبصرية تؤلف عناصر الثقافة التي يمكن نقلها أو توصيلها من فرد إلى آخر ، أو من جماعة إلى أخرى ، أو من جيل إلى آخر على إعتبار أن الثقافة "اتصال" على حد قول " أدوارد هول ( Adward.T.Hall) " ، فإن فنون الطباعة تعد من اشد الفنون تأدية للوظيفة الاتصالية، فالكلمة والصورة المطبوعة تعد اكثر وسائل الاتصال فاعلية للإنسان ، فهو لا يستطيع ان يستغنى عن الصحف والمجلات والكتب التي تحمل في ثناياها الحقائق والأفكار للملايين من البشر في جميع انحاء العالم هذا بالإضافة إلى ما تزودهم به هذه المطبوعات من القيم الفنية الجمالية ، فهي تؤثر تأثيراً بالغاً في بناء الفكر الإنساني ، وأصبحت تمثل قاسماً مشتركاً أعظم فى معظم تصرفات وانشطة الفرد اليومية والجدير الذكر ان المطبوعات التي تنتج لهذه الأغراض والتي يجب ان تتسم بصفة الشيوع والانتشار عن طريق طبعها بوسائل تيسر الحصول علي أعداد هائلة منها، تندرج تحت تصنيف مجال الطباعة الإنتاجية Mass production. وإلى جانب ذلك ، فهناك مجال من مجالات فنون الطباعة يهتم بشكل خاص بإبراز القيم الفنية والجمالية ، وهو مجال الطباعة الفنية Fine print ، هذا المجال الذي يهتم بإنتاج طبعات فنية لها من القيم والأصالة ما يجعلها تندرج تحت تصنيف ## الأعمال الفنية الأصلية - كاعمال فن النحت والتصوير على سبيل المثال - حيث يتميز العمل الفنى المطبوع فى هذه الحالة بلمسات الفنان المباشرة ، بداية من التخطيط والإعداد الرسوم وتفاصيل الموضوع التعبيرى ، حتى إعداد السطح الطباعي وطباعته أو على الأقل الإشراف على طباعته ، ثم إعتماد النتائج النهائية للطبعات ذات الأعداد المحدودة والجدير بالذكر انه في عام ١٩٦٤ عَرَّف المركز الامريكي للطباعة الطبعة الأصلية كالتالي :- " **الطبعة الفنية هي عمل من أعمال الفن** " ومن شروطها الأساسية : - ١- يصنع الفنان بمفرده الصورة الأصلية على اللوح المعدني ، أو الحجر أو قطع الخشب وغيرها من الخامات بهدف إبتكار نسخة طباعة - ٢- يتم عمل الطبعة بطريقة مباشرة من إحدى الخامات المذكورة ( معدن خشب ( بواسطة الفنان ، أو أحد المنتمين لإتجاهه . حجر - ٣- يفُحص الفنان الطبعة النهائية ويعتمدها