مذكرة في الفلسفة اليونانية PDF

Summary

هذه مذكرة تتناول طبيعة الفلسفة اليونانية ومبادئها وتأثير العوامل المختلفة عليها، بما في ذلك العوامل الاجتماعية والدينية والروحية. تتناول المذكرة جوانب مثل خصائص الفلسفة اليونانية، والعوامل التي ربما أسهمت في ظهورها، وغاياتها. كما تتضمن هذه المذكرة نقاطاً نقاش حول الفلسفة اليونانية وعلاقتها بثقافات شرقية أخرى

Full Transcript

‫‪.I‬طبيعة الفلسفة اإلغريقية ومسائلها‬ ‫خصائص الفلسفة اإلغريقية‬ ‫ال يوجد إمجاع بني الباحثني يف اتريخ الفلسفففا اإغريقيا حول مصففدر المسفف"يا فةلسفففاف ‪ ،)Philo-Sophy‬اليت تعين‬ ‫حرةيفا فح...

‫‪.I‬طبيعة الفلسفة اإلغريقية ومسائلها‬ ‫خصائص الفلسفة اإلغريقية‬ ‫ال يوجد إمجاع بني الباحثني يف اتريخ الفلسفففا اإغريقيا حول مصففدر المسفف"يا فةلسفففاف ‪ ،)Philo-Sophy‬اليت تعين‬ ‫حرةيفا فحمبفا اكم"فاف ‪Philo‬تعين فحمف"ف "فد ف ف ف ف ففدي ف بين"فا ‪ Sophia‬تعين فحم"فاف)‪ :‬البعض يردهفا إىل ةيثفاغور ‪ ،‬لمن على‬ ‫الرغم من رجحان تلك النسفبا‪ ،‬إال أنه ال يوجد دليل اترخيي يقطع بصفحماا‪" ،‬من انحيا أخرى‪ ،‬يبد" أن تلك العبارة تشفمل يف ظل‬ ‫حميط ديين املقص ففود هنا‪ ،‬على أغل" ال ن‪ ،‬البيئا الفيثاغوريا اليت تلون بلون ديين ذي طابع ذ"قي "أخالقي) يفرتض أن فاكم"اف‬ ‫أبمسى دف ف ففورها ال ملماا سف ف ففوى اآلهلا‪ ،‬أما البشف ف ففر ةال من هلم إال أن يقرتبوا مناا عرب ممارسف ف ففا المأمل الفلسف ف فففي؛ أي الرغبا "حمبا‬ ‫اكمساب حم"ا "معرةا قريبا من حم"ا "معرةا اآلهلا‪ ،‬ةاي حمبا "رغبا ال من اشباعاا أبدا‪ ،‬إذ اإنسان د"ما يسعى يف طلباا‪.‬‬ ‫"مبا أن مصففطل" فحمبا اكم"اف ال يمش ف لنا بصففورة دقيقا ""اضففحا طبيعا الفلسفففا‪ ،‬ةإنه رمبا من األةضففل لنا اللجوء إىل‬ ‫طريقا أخرى قد تمشف لنا بعضفا من مالحماا‪" ،‬خصفاصصفاا‪" ،‬أسفلواا‪" ،‬مناجاا‪" ،‬أسفباب ييهها عن أحناء أخرى من المفمري‪" ،‬ذلك‬ ‫عرب الن ر يف حممواها‪" ،‬مناجاا‪" ،‬الغايا مناا ابلصورة اليت ةا"اا الفالسفا اإغري القدماء‪.‬‬ ‫ من جاا احملموى‪ :‬حبسف" الطريقا اليت بسفط ةياا الفالسففا اإغري القدماء ةلسففمام‪ ،‬هتدف الفلسففا إىل تفسفري المون أ"‬ ‫الوجود بصف ففورة شف ففاملا ‪)the totality of things‬؛ أي تفسف ففري املبادئ األسف ففاسف ففيا اليت مم العامل اكسف ففي املمغري "املممثر‬ ‫بص ف ف ف ففورة ش ف ف ف ففاملا من د"ن الرتكيه على قس ف ف ف ففم منه د"ن آخر هم اةرتض ف ف ف ففوا "جود تلك املبادئ‪ ،‬حاهلم يف ذلك حال عل"اء الفيهايء‬ ‫المقليديا)‪ ،‬إن اهم"ام الفلسف فففا بمفسف ففري األشف ففياء عاما ميهها بنيواي "غاصيا عن فالعلومف اجلهصيا اليت هتمم بدراسف ففا بعد من أبعاد الوجود‬ ‫ةقط علم الرايضيات‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬يامم بدراسا اجلان" الم"ي العددي "اهلندسي) لألشياء احملسوسا))‪.‬‬ ‫ من جاا املناج‪ :‬سف ففعى الفالسف فففا اإغري إىل المش ف ف عن حقيقا األشف ففياء "تفسف ففريها بطريقا عقليا اسف ففمدالليا منطقيا من د"ن‬ ‫اللجوء إىل األسف ففطورة نعم‪ ،‬بعض الفالسف فففا اةالطون‪ ،‬على سف ففبيل املثال)‪ ،‬اسف ففمادم األسف ففطورة كوسف ففيلا ا يا إيصف ففال ةمرة أ"‬ ‫تص ف ف ففور) ةلس ف ف فففيا معينا))‪ 1،‬ة"ا هو جوهري يف الفلس ف ف فففا "مناجاا هو اخلط االس ف ف ففمدالي العقلي الذي تمبعه يف المحري عن مبادئ‬ ‫الوجود "اثبات النماصج اليت تودل إلياا عرب هذا البحث‪.‬‬ ‫ من جاا غايا الفلس فففا‪ :‬ذه" أرس ففطو إىل أن الفلس فففا ذات طبيعا ن ريا ‪ )Theoretical‬فأتملياف‪ :‬ةاي تس ففعى إىل العثور‬ ‫على أ" اكمشففاف) اكقيقا يف ذاهتا‪ ،‬بصففرف الن ر عن ةاصدهتا الع"ليا‪" ،‬الفلسفففا تطل" "يار لذاهتا ال لشففيء آخر‪" ،‬اذا املعن‪،‬‬ ‫‪ 1‬لكن ذلك لم يمنع من تسرب بعض األفكار ذات الطابع الديني واألسطوري في فلسفاتهم‪ ،‬وهذا األمر ليس بغريب‪ ،‬ألن اإلنسان‪ ،‬في‬ ‫النهاية وبصورة أو بأخرى‪ ،‬ابن بيئته وزمانه ومكانه‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الفلس فففا فةعل حرف ما دام ال ختدم أي غرض خاص أجنيب علياا "على موض ففوعاا الوجود أ" المون)‪.‬من هنا نفام مقولا فح"‬ ‫اكم"ا من أجلاا‪.‬ف‬ ‫ داةع الفلسفففا‪ :‬الداةع الرصيس "راء البحث الفلسفففي عن اكقيقا هو ‪-‬حبسفف" أرسففطو‪ -‬الفضففول الفضففول ملعرةا حقيقا المون‬ ‫"حقيقا اإنسان‪" )-‬الدهشا‪" ،‬هذان الداةعان منبعا"ا الطبيعا االنسانيا ذاهتا اليت تنحو إىل البحث "المساؤل‪.‬‬ ‫ نقطا نقاش‪ :‬هل الفلسفا‪ ،‬ابملعن الذي تقدم بيانه‪ ،‬نماج العقل اإغريقي‪ ،‬أم ثقاةات شرقيا أخرى؟‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.II‬العوامل اليت رمبا أسا" يف ظاور الفلسفا عند اإغري ‪:‬‬ ‫من الص ف ففع" الوقوف على العوامل "األس ف ففباب اكقيقيا اليت أدت إىل ظاور الفلس ف فففا عند اإغري ‪" ،‬ذلك لعدم توةر املادة‬ ‫المفارخييفا المفاةيفا اليت تس ف ف ف ف فف"" لنفا ابلقيفام بفذلفك‪ ،‬لمن على الرغم من ذلفك‪ ،‬من امل"من خت"ني عوامفل عفدة بنفاء على مفا توةر لفدى‬ ‫املؤرخني من معلومات حول األ"ضفاع السفياسفيا‪" ،‬االقمصفاديا‪" ،‬االجم"اعيا‪" ،‬الدينيا اليت كان سفاصدة آنذا ‪" ،‬اليت رمبا لعب د"را‬ ‫يف ظاور الفلسفا يف هذه البقعا من العامل‪.‬‬ ‫"من مجلا تلك العوامل‪:‬‬ ‫ طابع أشففعار هومري" "هيهيود‪ :‬لقد كان أشففعار هومري" "هيهيود املنبع الرصيس أ" أحد أهم املنابع الرصيسففا) الذي اسففم"د منه‬ ‫اإنسف ففان اإغريقي منوذجه للسف ففلو األخالقي "االجم"اعي‪" ،‬رؤيمه للطبيعا "اكياة‪" ،‬ةياا تم"ن بعض العنادف ففر البنيويا "املاديا اليت‬ ‫سنالح اا الحقا يف كماابت مع م الفالسفا اإغري ‪.‬‬ ‫تم"مع أشففعار هومري" ابنسففجام‪" ،‬اتسففا ‪" ،‬تناغم منطقي ما بني أجهاصاا "ةصففوهلا‪" ،‬من حيث طريقا السففرد الر"اصي ‪-‬‬ ‫▪‬ ‫خصاصص سنالح اا يف أةمار ةالسفا الطبيعا اإغري ‪ ،‬أي الفالسفا املمقدمون على سقراط‪.‬‬ ‫" موي أش ف ف ف ف فعففار هومري" على ةن االممففاع أ" المحريض ريض اخليففال)؛ مبعن‪ ،‬أن هومري" ال يقوم يف ملح"مففه‬ ‫▪‬ ‫الش ففعريا بس ففرد حماايت "قص ففص عن الش ففاص ففيات "الوقاصع اليت تمض فف"ناا ةحس فف"‪ ،‬بل أيض ففا ليل تلك اكماايت‬ ‫"القصففص ليال شففعراي – أي إن هنا فحبماف ‪ )Plot‬منطقيا) تمحمم يف طريقا انمقال األحداث "تطورها‪" ،‬تع"ل‬ ‫ع"ل الرابط ةي"ا بيناا‪ ،‬لمشف ففمل ع"ال ةنيا يمسف ففم ابلوحدة "االتصف ففال‪".‬من انحيا أخرى‪ ،‬تشف ففاد األحداث املذكورة يف‬ ‫األشعار تطورا من مرحلا إىل أخرى بصورة سببيا ‪ ،)causal‬حبيث إن كل ةعل ممأدل يف الشاصيا "انبع مناا‪.‬‬ ‫تقدم أشف ف ففعار هومري" "هيهيود على "جه اخلصف ف ففوص) تصف ف ففورا عن بنيا المون "بيان الميفيا اليت نش ف ف فأ اا‪ ،‬لمن هذا‬ ‫▪‬ ‫العرض أخذ د ففورة أس ففطوريا ‪ )Mythical‬ش ففأنه يف ذلك ش ففأن األس ففاطري الش ففرقيا القد ا‪ ،‬حيث المون مقس ففم إىل‬ ‫إله ما أسفل األرض))‪.‬‬ ‫إله الس"اء)‪ ،‬اترتيو‬ ‫عدة أقاليم هي يف اكقيقا آهلا غااي إهلا األرض)‪ ،‬أ"رانو‬ ‫ هيهيود‪ :‬حا"ل هيهيود يف كماابته "الدة اآلهلا ‪ " ))Theogony‬األع"ال "األايم)) توضفي" أدفل المون‪" ،‬مبادصه‪" ،‬نسف"‬ ‫اآلهلا أيض ففا مبا أن المون عبارة عن "وعا من اآلهلا‪ ،‬ةإن تمبع أد ففل اآلهلا هو أيض ففا تمبع ألد ففل المون)‪ :‬ةبحس فف" هيهيود‪ ،‬العامل‬ ‫عبف ففارة عن "وعف ففا من اآلهلف ففا الس ف ف ف ف ف"ف ففاء‪ ،‬األرض‪ ،‬العف ففامل الس ف ف ف ف فففلي‪ ،‬اخل)‪" ،‬هو حمموم من قبف ففل آهلف ففا هلم د ف ف ف ف ففورة بش ف ف ف ف فريف ففا‬ ‫‪ ،)anthromorphic‬لمنام ‪-‬يف الوق نفس ففه‪ -‬ملمون د فففاات خارقا تفو قدرات البش ففر الفانني‪ :‬مثل اخللود "الض ففااما‬ ‫اجلس ففديا "القوة البدنيا اهلاصلا‪" ،‬هم أيض ففا حي"لون مش ففاعر مثل البش ففر من غض فف"‪" ،‬رض ففا‪" ،‬رغبا‪" ،‬تدبر‪" ،‬حس ففد‪" ،‬تناةس‪" ،‬غرية‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫"غريها من انفعاالت سف ففلبيا "إةابيا مالح ا‪ :‬أ"اصل اآلهلا ‪ -‬مثل األرض )‪" ،)Gaia‬السف فف"اء أ" السف فف"ا"ات ‪-)Ouranos‬‬ ‫أقل بشريا من اآلهلا املمأخرين)‪.‬‬ ‫يمحمم هؤالء اآلهلا جب"يع ش ففؤ"ن المون "اكياة مبا ةياا الش ففؤ"ن اإنس ففانيا)‪" ،‬هم الس ففب" يف مجيع األحداث اليت تقع يف‬ ‫المون‪" ،‬عفادة مفا يوجفد تنفاةس ‪"-‬أحيفاان تنفاحر‪ -‬مفا بني اآلهلفا‪ ،‬ممفا خيفل ابنم فام المون‪" ،‬ترتيبفه‪" ،‬انس ف ف ف ف فجفامفه‪" ،‬من مث "قوع أحفداث‬ ‫"ظواهر فغري طبيعياف‪".2‬لآلهلا القدرة على إيذاء البشف ف ففر أ" مسف ف ففاعدهتم ‪-‬حبسف ف فف" مهاجام مهاج اآلهلا)‪ ،-‬مما يوج" على البشف ف ففر‬ ‫المقرب إليام عرب تقدمي القرابني "اهلدااي "الصالة)‪ ،‬لنيل رضاهم "تفادي غضبام أحياان ال ينج" ذلك معام)‪.‬‬ ‫"يعمقد هيهيود أن العامل من م مصف ف ف ففطل" ف‪Cosmos‬ف يعين المون‪-‬املن م) إىل درجا يفا"اا البشف ف ف ففر ةمرة االنم ام يف‬ ‫المون حاضرة بشدة يف الفلسفا اإغريقيا)‪.‬‬ ‫ د"ر الداينا الرمسيا "الدايانت السف فريا‪ :‬هنا د ففوراتن من الداينا عند اإغري ‪ :‬الداينا الرمسيا‪" ،‬الدايانت السف فريا الداينا األ"رةيا‬ ‫فالذ"قياف)‪".‬بصورة عاما‪ ،‬تقوم الداينا الرمسيا للد"لا‪-‬املدينا اإغريقيا على أشعار هومري" "هيهيود‪ ،‬ةبالنسبا إىل إنسان هومري"‬ ‫‪"-‬إىل الفرد اإغريقي بصفورة عاما‪ -‬كل شفيء إهلي؛ أي إن كل شفيء ممصفل ابلفرد‪" ،‬األسفرة‪" ،‬اجملم"ع‪" ،‬الطبيعا‪" ،‬المون‪ ،‬يقع "ةقا‬ ‫إرادة اآلهلا "رغباهتم‪ ،‬لمن من هم هؤالء اآلهلا؟ هم أنصاف بشر أنصاف آهلا؛ مبعن أهنم ملمون قدرات "قوى البشر‪ ،‬لمن بدرجا‬ ‫أكرب "أكثر مسوا "أكثر ضففااما منام البشففر)‪".‬على الرغم من اممال اآلهلا دفففات إةابيا‪ ،‬ةام ملمون أيضففا دفففاات سففلبيا؛ ةقد‬ ‫يمذبون "يسرقون‪" ،‬يقملون ‪-‬حاهلم من حال البشر‪" ،-‬من هذا املن ور‪ ،‬هم ك"يا أرةع مقاما من البشر‪ ،‬لمن كيفيا مشااون هلم‪ ،‬إذ‬ ‫إن هلم د فففات "د ففورة البش ففر ذاهتا‪.‬الداينا الرمسيا ‪-‬إذن‪ -‬د ففورة من د ففور الدايانت الطبيعيا اإله ال يقع خارج الطبيعا منفص ففال‬ ‫عناا‪ ،‬بل مرتبط اا "حاضف ففر ةياا)‪" ،‬من هنا‪ ،‬إذا كان االخمالف ما بني اآلهلا "اإنسف ففان اإغريقي اخمالف ابلدرجا ال يف النوع‪ ،‬ةإنه‬ ‫من الطبيعي أن يرى اإنسف ف ف ف ففان اإغريقي نفسف ف ف ف ففه يف اآلهلا‪" ،‬لمي يرتقي إىل منهلمام أي اآلهلا) عليه أن يمون يف حالا "ائم مع قواه‬ ‫الطبيعيا ال يف حالا خصف ف ف ففام "دف ف ف فراع معاا؛ أي هو ة" أال وت من أجل نفسف ف ف ففه ك"ا هو اكال يف الميارات الذ"قيا ذات الطابع‬ ‫الصويف اليت حيا"ل ةياا اإنسان فقملف رغباته "نهعاته الطبيعيا)‪ ،‬بل أن يمون نفسه‪" ،‬عليه‪ ،‬ة"ا يطلبه اآلهلا من اإنسان ليس اجراء‬ ‫تغيري جذري يف طبيعمه "س ف ف ف ففلوكه‪" ،‬ال أن يمون يف دف ف ف ف فراع داصم مع ميوله "غراصهه الطبيعيا‪ ،‬بل العمس‪ ،‬إذ ة" أن يقدر كل ما هو‬ ‫طبيعي ةيه؛ ة"ا هو ذ" قي"ا لإلنس ف ف ففان‪ ،‬ةله قي"ا أيض ف ف ففا لدى اآلهلا‪" ،‬مش ف ف ففر"ع له كذلك‪ ،‬لذا‪ ،‬اإنس ف ف ففان فاإهليف ابملعن المام‪ ،‬هو‬ ‫اإنسففان الذي يبدي أ" يمشف عن قواه للج"اور "لآلهلا) بصففورة قويا "مؤثرة؛ ةواج" اإنسففان فالديينف ‪"-‬ةقا للداينا الرمسيا‪-‬‬ ‫هو الع"ل "ةقا لطبيعمه "ليس على الضد مناا‪.‬‬ ‫‪ 2‬ربما تم االعتقاد بتعدد اآللهة لتفسير الظواهر الطبيعية المتضاربة من حيث أثرها وآثارها على اإلنسان‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫شففاعر تراقي ‪ )Thracian Poet‬من القرن السففابع‬ ‫ اكركات السفريا اكركا األ"رةيا على "جه المحديد—نسففبا أل"رةيو‬ ‫ا" الثامن قبل امليالد))‪" :‬من أهم تعاليم هذه اكركا االعمقاد أبن يف اإنسفان عنصفرا فإهلياف أطلقوا عليه اسفم فالر"ح السفاكناف‪" ،‬تلك‬ ‫الر"ح حل يف البدن‪ ،‬بس ففب" خطيئا أد ففليا ارتمباا‪" ،‬هلا "جود س ففاب عليه‪" ،‬ال تفس ففد "ال تفن بفناصه‪ ،‬ألهنا خالدة‪" ،‬تنمقل النفس‬ ‫من بفدن إىل آخر المنفاس ف ف ف ف ففخ)‪".‬لن تموق تلفك الع"ليفا‪" ،‬لن يحى تلفك اخلطيئفا إال بمطاري النفس من أدران ش ف ف ف ف ففواصف") البفدن‪.‬‬ ‫"خبالف فالفداينفاف الرمسيفا‪ ،‬تفذهف" فالفداينفا أ" اكركفاف األ"رةيفا إىل القول بوجود د ف ف ف ف فراع "ليس تواة ) بني النفس "البفدن ← تلفك‬ ‫الفمرة س ف ففنراها حاض ف ففرة‪" ،‬بقوة‪ ،‬عند الفيثاغوريني "بعض الفالس ف فففا أمثال‪ :‬هريكليمس "أةالطون "رمبا س ف ففقراط أيض ف ففا‪ ،‬لمن على حنو‬ ‫ألط "أخ ‪.‬‬ ‫ عدم "جود كماب مقد ‪" ،‬من مث عدم "جود طبقا ما"ماا اكفاظ على تعالي"ه "توريثاا‪ :‬مل يمن لدى اإغري كمااب مقدس ف ف فا يدعي‬ ‫االتصففال بعامل ما "راء الطبيعا "يشففرح ةيه بشففمل جا م "قطعي أدففل المون "موقع اإنسففان ةيه‪ ،‬ك"ا هو اكال عند بعض الثقاةات‬ ‫الش ف ف ف ففرقيا‪".‬خلو الثقاةا اليواننيا من كماب مقد ‪-‬ابملعن املش ف ف ف ففار إليه‪ -‬يعين غياب طبقا رجال الدين المانا) اليت أحد "ظاصفاا‬ ‫حفظ تعالي"ه "الع"ل على تطبيقاا "توريثاا "المبش ف ف ف ففري اا‪".‬عدم "جود د"ر كبري لطبقا رجال الدين أ" المانا) رمبا يمون أحد أهم‬ ‫أسباب نشأة اكركا الفمريا الفلسفيا لدى اإغري ‪.‬‬ ‫ عوامل ثقاةيا "سف ففياسف ففيا "اجم"اعيا "اقمصف ففاديا‪ :‬يمع املسف ففموطنات اإغريقيا يف حاضف ففرة اليوانن المربى آسف ففيا الصف ففغرى تركيا‬ ‫اكاليا)‪ ،‬اليوانن اكاليا‪ ،‬جنوب إيطاليا) يف بداايت القرن السفاد قبل امليالد حبركا اقمصفاديا نشفطا "مهدهرة مع ثقاةات "حضفارات‬ ‫أخرى قريبا مناا البابليني‪ ،‬الفر ‪ ،‬الفينيقيني‪ ،‬املص ف ف فريني) "بعيدة اهلند)‪،‬ك"ا كون ما يسف ف فف"ى ابلد"لا‪-‬املدينا مدن تم"مع ابكمم‬ ‫الذايت) ذات طابع د وقراطي بشفمل عام) "دسفموري‪ ،‬مما مس" بوجود جو ةمري اخر ابملناقشفات "املناظرات "احملا"رات اليت تمنا"ل‬ ‫الشف ففؤ"ن االجم"اعيا "السف ففياسف ففيا "الفمريا – عادة ما تمم املناقشف ففات يف السف ففو ‪ ،)Agora‬ةال "جود لقيصف ففر أ" كسف ففرى يفرض‬ ‫أحمامه على شعبه "يعامل من قبلام معاملا اإله أ" شبه اإله‪.‬‬ ‫ الط"‪ :‬لع" الط" د"را كبريا يف المطور الفمري لإلغري ‪" ،‬يف تن"يا مااراهتم الذهنيا "االسففمدالليا‪".‬يقمضففي هذا العلم اسففمادام‬ ‫مناجيا المع"يم من حاالت مرضف ف ف ففيا جهصيا‪" ،‬بعدها تشف ف ف ففميل قواعد عاما تطب على حاالت ةرديا جديدة تداخل الن ري ابلع"لي‬ ‫الذي هو أسف ف ففا املناج المجرييب‪ ،‬الذي أمهله حىت ةالسف ف فففا اليوانن‪" ،‬هو امهال انجم عن احمقار الثقاةا اإغريقيا‪-‬بصف ف ففورة عاما‪-‬‬ ‫للصناعا "اكرف اليد"يا)‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ مالح مان هاممان بشأن طبيعا البحث الفلسفي عند الفالسفا الطبيعيني‪:‬‬ ‫املدر عن طري‬ ‫‪.1‬اةرتض الفالس ف ف فففا الطبيعيون أن هنا مبادئ أ" مبدأ) "علل حمددة للمون اليت تم"ن خل العامل احملس ف ف ففو‬ ‫اكس) الذي يمصف ابلمغري "المثرة‪".‬عد هؤالء الفالسففا تلك املبادئ سفببا جوهراي لمغري األشفياء "كثرهتا؛ أي هي السفب" األسفاسفي‬ ‫يف تمون األشفياء‪" ،‬ةسفادها‪" ،‬تغريها‪" ،‬تنوعاا‪.‬ك"ا عد"ها العنادفر أ" املبادئ النااصيا ‪ )ultimate substances‬اليت يقوم‬ ‫علياا "جود تلك األش ف ف ففياء العامل احملس ف ف ففو )‪ ،‬ك"ا اعمقد هؤالء الفالس ف ف فففا أن تلك املبادئ الثابما "اخلالدة "األ ليا تدر عن طري‬ ‫العقل ال اكوا ؛ "هي اليت تسمح ‪ ،‬من مث‪ ،‬االتصاف بصفا فالوجود اكقيقي‪،‬ف بين"ا العامل اكسي هو أقرب ما يمون ‪-‬عند البعض‬ ‫منام على أقفل تقفدير‪ -‬إىل الوهم؛ ةفاكوا تعطينفا االنطبفاع بوجود المغري "المثرة "عفدم الثبفات‪ ،‬ممفا قفد يوحي بوجود قفدر من عفدم‬ ‫االنم ام يف المون‪ ،‬لمن هذا المصفور غري مقبول ابلنسفبا إليام‪ ،‬للسفب" املذكور‪.‬أما العقل ةاو الذي ملك القدرة على إدرا البنيا‬ ‫األساسيا للمون املبادئ أ" العلل) اليت فختمبئف خل العامل اكسي ا" اليت يق علياا العامل اكسي)‪" ،‬من مث إحرا معرةا حقيقيا‪.‬‬ ‫"ما ةلسف ف ف ف فففا ما "راء الطبيعا امليماةيهيقا) اال انمقال من العامل اكسف ف ف ف ففي إىل عامل فاكقيقاف الذي حيموي على مبادئ الوجود عن طري‬ ‫اسف ففمادام الن ر العقلي المأمل)‪.‬إن المعرف على عامل اكقيقا يعطينا تصف ففور أ"ضف فف" "أد عن طبيعا العامل احملسف ففو ‪".‬بمعبري آخر‪،‬‬ ‫حبس" هؤالء الفالسفا‪ ،‬حمصلا الن ر العقلي للوجود سمعطينا تفسريا منطقيا عقليا للمغري "المثرة اكادلا يف العامل اكسي‪.‬‬ ‫‪.2‬يامم الفالسف ف فففا املا"راصيون) برد المثرة كثرة العنادف ف ففر "االشف ف ففياء) إىل "حدة "حدة املبادئ ا" العلل)‪" ،‬ذلك عرب تفسف ف ففري عامل‬ ‫حمددة‪3.‬‬ ‫المثرة "ةقا ملبادئ‬ ‫‪ 3‬دور المبادىء هنا قريب من دور قوانين الفيزياء في الطبيعة‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫نشف ف ف فأة الفلس ف ف فففا الفالس ف ف فففا الطبيعيون المحول من ‪ methos‬إىل ‪ Logos‬من األس ف ف ففطورة إىل‬ ‫‪:III‬‬ ‫العقل))‬ ‫ تدين الفلس فففا الغربيا ‪"-‬الفلس فففا بص ففورة عاما‪" -‬العلم الطبيعي يف بدايما"ا ملدينا ملطيا هي د"لا‪-‬مدينا تقع يف حاض ففرة أيونيا‬ ‫الواقعا على سف ففاحل حبر إةا يف آسف ففيا الصف ففغرى تركيا اكاليا))‪ ،‬إذ ظار ةياا أ"ل شف ففاص طاليس ‪ ))Thales‬مار ما سف ففوف‬ ‫يعرف الحقا ب فالمفمري الفلسفففيف‪" ،‬هلذا السففب" اسففمح طاليس الودف ‪ :‬فاملؤسففس األ"ل [الرمسي] للفلسفففا‪،‬ف "هو "دف أطلقه‬ ‫عليه املعلم األ"ل أرسطو‪.‬‬ ‫"إىل جان" طاليس جند أيضا ةيلسوةني ملطيني آخرين أنمس"ندر "أنمس"ينيس) شاركا طاليس االهم"امات الفلسفيا ذاهتا‬ ‫ليشملوا ما سيعرف الحقا بفاملدرسا امللطيا األيونياف‪.‬‬ ‫ اةرتض الفالسف ف فففا امللطيون "جود مبادئ حمددة "علل ماديا معينا للعامل احملسف ف ففو ‪" ،‬بناء على هذا االةرتاض حا"لوا المعرف على‬ ‫تلك املبادئ "العلل "بيان حقيقماا "طبيعماا "الميفيا اليت تدير اا ع"ليا المون "الفس ف ففاد المغري) يف العامل احملس ف ففو ‪".‬القص ف ففد من‬ ‫ع"ليا المعرف أ" العلم هنا هو إحرا أ" اكمشاف العنصر أ" العنادر) األساسي الذي نشأ منه المون‪" ،‬الذي يعد املصدر املسؤ"ل‬ ‫عن مجيع المغريات "المحوالت اليت تطرأ على األشففياء ةيه المون)‪ ،‬ك"ا أنه يعد ‪-‬عند البعض منام‪ -‬عنصفرا مقوما للمون "للحياة‪.‬‬ ‫"ع"ليا االكمشاف تلك مبنيا على الن ر "االسمدالل العقلي‪ ،‬ك"ا سب "أن ي اإشارة إليه‪.‬‬ ‫ اتف عاما ةالسفا اإغري على اممناع الوجود من عدم؛ ةالمون مل أيت من العدم‪ ،‬بل من شيء موجود سلفا املبدأ أ" املبادئ)‪.‬‬ ‫ معن فاملبدأف ‪ ))physics = )Arche‬عند الفالسف ف ف فففا الطبيعيني هو‪ :‬فاألدف ف ف ففل الذي بدأت منه أ" أت منه) األشف ف ف ففياء‪،‬‬ ‫"الذي تنحل أ" تنماي) إليه مجيع األشف ف ففياء؛ف‪" 4‬هو املبدأ) الشف ف ففيء اكقيقي اكقيقا األدف ف ففليا) الذي ال تمغري ذاته بمغري فم اهرهف‬ ‫مثال‪ :‬املاء‪ ،‬ابعمبار كونه مبدأ مقوما لألشف ففياء‪ ،‬حبسف فف" طاليس‪ ،‬يبقى حممف ا مباهيمه "حقيقمه "طبيعمه ك"اء حىت يف "جوده يف أشف ففياء‬ ‫أخرى؛ مثل اخلشفف" أ" اكجر؛ ةال يمحول إىل عنصففر آخر حال "جوده يف أشففياء أخرى)‪".‬بمعبري آخر‪ ،‬حىت يعد عنصفرا أ" شففيئا ما‬ ‫مبدأ‪ ،‬ة" أن يمون حقيقا ذات "جود مسففم"ر "غري ممغري ضفف"ن "جود ممغري "غري مسففم"ر ابملمغري "املسففم"ر أعين أقصففد األشففياء‬ ‫اكسيا اليت تطاهلا يد المون "الفساد)‪" ،‬عليه‪ ،‬املبدأ األ"ل هو‪:‬‬ ‫مصدر األشياء "أدلاا‪.‬‬ ‫ ‬ ‫الوجاا الغايا) اليت تؤ"ل إلياا األشياء‪.‬‬ ‫ ‬ ‫املقوم األبدي مبثابا فالبنيا المحميا األسففاسففياف) لألشففياء الذي من د"نه تفقد األشففياء اكسففيا بنيماا‪" ،‬حقيقماا‪" ،‬قابليماا‬ ‫ ‬ ‫لالسم"رار "الوجود‪.‬‬ ‫‪ 4‬يشير المبدأ عند فالسفة ما قبل سقراط ‪-‬على األغلب‪ -‬إلى العلة المادية (‪.)Peters, 1967, p. 23‬‬ ‫‪7‬‬ ‫⚝ ينبغي أن نلمف هنا إىل أن ةمرة املبدأ هذه "ةرت األرضف ف ففيا المصف ف ففوريا لمشف ف ففميل مفاوم الصف ف ففورة املثال) عند أةالطون‪" ،‬مفاوم‬ ‫اجلوهر املاهيا) عند أرسف ففطو‪" ،‬كال املفاومان يشف ففريان إىل ذلك العنصف ففر املقوم الثاب خالل ع"ليا المغري "المحول العرضف ففي ماهيا‬ ‫سقراط تبقى اثبمه ال تمبدل خالل ع"ليا منو سقراط "تغري دفاته اجلس"انيا من مرحلا طفولمه اىل شياوخمه)‪.‬‬ ‫§ طاليس ‪" )Thales‬لد يف النص األ"ل من القرن الساد قبل امليالد)‬ ‫ من عد طاليس ممثال لل"رحلا االنمقاليا من فالمفمري االس ف ف ففطوريف إىل المفمري الفلس ف ف فففي "العل"ي‪" ،‬هلذا الس ف ف ففب" دار نقاش بني‬ ‫بعض مؤرخي الفلسفففا حول مدى أدففالا أةماره "اسففمحقاقه لنيل دفففا فالفيلسففوفف ‪-‬مع م مسففامهاته الفلميا "اهلندسففيا أخذها من‬ ‫البابليني كانوا مم"رسف ففني يف علم الفلك ألغراض تطبيقيا "للمنجيم) "املصف فريني مشف ففاود هلم ابسف ففمادام مفاهيم "تصف ففورات هندسف ففيا‬ ‫األدىن‪6.‬‬ ‫ألغراض تطبيقيا ‪-‬قيا مساحات األراضي بعد أن تغ"رها مياه هنر النيل‪ ،‬مثال)‪" 5‬ثقاةات الشر‬ ‫ يعد أحد حم"اء اإغري السبعا‪.‬‬ ‫ تنبأ بمسوف الش"س سنا ‪ 585‬قبل امليالد‪.‬‬ ‫ السؤال األساسي عند طاليس هو‪ :‬ما هو مصدر مجيع األشياء؟ "ليس‪ ،‬ك"ا سأل بعض ممن أتى بعده من الفالسفا‪ :‬ما هو املمون‬ ‫أ" املقوم) األسفاسفي أ" العنادفر األسفاسفيا) جل"يع األشفياء؟) املاء هو أدفل األشفياء‪ ،‬ةي" طاليس‪.‬تلك اإجابا مبنيا‪ ،‬رمبا‪ ،‬على‬ ‫املالح فا اليوميفا للفد"ر اكيوي الفذي يلعبفه املفاء يف اكيفاة ‪-‬يف تبفدل الطقس على "جفه المحفديفد مثفل اخميفار طفاليس لل"فاء عنفد بعض‬ ‫مؤرخي الفلسفا اليواننيا على أنه يعمس أتثرا ابلمفاسري اإغريقيا "حضارات الشر األدىن اليت عدت املاء أدل األرض‪ ،‬مما قد يرةع‬ ‫دفا االبممار عن ةلسفمه)‪.‬‬ ‫❖ يعين طاليس ابملاء هنا الشيء الرط" يف األشياء‪ :‬يف البحر‪ ،‬املطر‪ ،‬اخل‪.‬‬ ‫❖ املاء هو قوة اكياة‪" ،‬هو قوة حيا موجودة يف كل شففيء‪ ،‬لمناا قوة ت ار بصففورة جليا يف األشففياء الرطبا‪".‬من هنا‪،‬‬ ‫املاء كاصن إهلي ا ي خالد ة" المنبيه هنا‪ ،‬على أن كل ما ما بصفا اخللود "األ ليا يعد إهلي عند اإغري )‪.‬‬ ‫❖ يعمقد طاليس أن األرض مس ف ف ف ففمقرة على املاء أ" ‪-‬بمعبري آخر‪ -‬األرض تطفو على املاء)‪.‬رمبا بس ف ف ف ففط اعمقاده هذا‬ ‫بودفه تربيرا كد"ث الهال ل "ليس بوسايدن إله البحر ك"ا كان يعمقد اإغري )‪ ،‬مما يبعده عن المفسريات المقليديا‬ ‫ذات الطابع األسففطوري‪".‬من انحيا أخرى‪ ،‬اةرتاضففه سففببا طبيعيا غري مالحظ حسففيا ل اهرة طبيعيا حمسففوسففا أسففس‬ ‫أسلواب من المفمري ما ال يعد ركنا أديال من أركان المفمري العل"ي‪.‬‬ ‫‪ 5‬الهندسة النظرية والرياضيات النظرية هي‪ ،‬على األرجح‪ ،‬من ابتكارات اإلغريق‪.‬‬ ‫‪ 6‬أرسطو اعتبره مؤسس الفلسفة‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫❖ "مبا أن كل شيء حيموي على ذلك العنصر اإهلي‪ ،‬كل شيء ‪-‬إذن‪ -‬مملوء ابآلهلا‪.‬‬ ‫❖ اعمقد طاليس أن املواد املغناطيسفيا يملك ر"حا‪ ،‬كوهنا تسفمطيع جذب املعادن رمبا الر"ح هنا ترمه إىل حضفور املاء‪،‬‬ ‫الذي هو مبدأ حي)‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫§ أنمسف ف"ندر ‪" )Anaximander of Miletus‬لد تقريبا يف النصف ف األ"ل من القرن الس ففاد قبل‬ ‫امليالد)‪:‬‬ ‫ يعد أنمس"ندر أ"ل ةيلسوف أل كمااب ةقد "مل يمبقى منه اال شذرات قليلا) يمض"ن حما"لا لمفسري عامل اخلربة اإنسانيا‪.‬‬ ‫ اشفمغل ابلفلك‪" ،‬قيل إنه أ"ل من "ضفع امله"لا السفاعا الشف"سفيا) ‪ -‬تلك املعلوما حمل ن ر‪ ،‬ألنه رمبا أ"ل من قدماا إىل اإغري‬ ‫بعد أن نقلاا من البابليني‪.‬‬ ‫ هو أ"ل من "ضع خريطا للعامل من اإغري ‪" ،‬بذا يعد أ"ل جغرايف‪.‬‬ ‫ن ريمه الطبيعيا األبري"ن)‪:‬‬ ‫ االعمقاد السففاصد بني الباحثني يف الفلسفففا اليواننيا أن أنمسفف"ندر هو أ"ل من اسففمادم مصففطل" ‪- )Arche‬الذي يعين فاملبدأف‬ ‫أ" فاألدف ففلف‪ -‬عند حديثه عن أدف ففل األشف ففياء "مبدؤها؛ أي اكقيقا األدف ففليا النااصيا املقوما لوجود األشف ففياء‪" ،‬املصف ففدر األ"ل الذي‬ ‫انبث منه المون عامل المون "الفساد أ" عامل اكس)‪.‬‬ ‫ ذه" أنمسفف"ندر إىل أن أدففل األشففياء هو األبري"ن أ" ‪-‬بمعبري أد ‪ -‬مجيع األشففياء تممون من األبري"ن)‪:APEIRON 7.‬‬ ‫البادصا ‪ )a-‬من ‪ )APEIRON‬تعين فالف أ" فليسف‪ ،‬أما كل"ا ‪ )PEIRON‬ةاي مشفمقا من االسفم ‪ )PEIRAR‬أ"‬ ‫‪" )PEIRAS‬تعين فحدف أ" فنطا ف)‪".‬تعين لف ا فاألبري"نف‪ :‬فالالحمددف أ" فالالممعنيف؛ ةاألبري"ن غري حمدد من جاات ثالث‪:‬‬ ‫‪" ،)quality‬من جا ففا المم ‪" ،)quantity‬من جا ففا الهم ففان ‪.)Time‬أم ففا اجلا ففا األ"ىل ةف فداخليف فا‬ ‫من جا ففا المي‬ ‫‪" ،)internal‬الثفانيفا خفارجيفا ‪".)external‬نعين ابلال فديفد الميفي‪ :‬أن املبفدأ األ"ل األبري"ن) ليس مبفاء أ" تراب‪ ،‬أ" انر‪،‬‬ ‫أ" هواء؛ "هو ‪-‬أيض ففا‪ -‬ليس حار أ" ابرد‪" ،‬ليس رط" أ" ايبس‪" ،‬ليس ليل أ" هنار‪ ،‬إىل آخره من الميفيات‪.‬أما الال ديد الم"ي‬ ‫ةيعين أن هذا املبدأ غري حمدد ممانيا هو كبري بصففورة غري حمددة)‪ 8،‬بودفففه مصففدرا لألكوان أنمسفف"ندر يقول بوجود عدد ال ممناه‬ ‫من األكوان)‪ ،‬أما الال ديد الهماين‪ ،‬ةاو مبعن اخللود؛ ةاألبري"ن شيء خالد ال بدايا له "ال هنايا‪.‬‬ ‫⚝ مالح ا‪ :‬هنا إش ف ففمال يف كون أنمس ف فف"ندر قد عن ‪-‬ك"ا ةا"اا أرس ف ففطو‪ -‬ابألبري"ن فالال ممناهيف ‪ ،)Infinite‬إذ يبد" أن‬ ‫مفاوم فالالممناهيف قد ظار على يد املدرسا اإيليا ‪-‬ميليسيو " ينو على "جه المحديد‪.‬‬ ‫‪ 7‬الحظ ‪ J.B. Wilbur‬و‪ H. J. Allen‬أن اختيار أنكسمندر لألبيرون (مبدأ الوجود الغير محدد من حيث الكيف) لم يتم بناء على‬ ‫المالحظة الحسية كما هو الحال مع أستاذه طاليس‪ ،‬بل عبر التأ مل في الصورة التي ينبغي أن يكون عليها هذا المبدأ حتى يعد مصدرا‬ ‫نهائيا للكون وبدايته‪.‬وهذا اللجوء إلى التصور (‪ )concept‬في محاولة تحديد مبدأ التفسير يعد أمرا مميزا بحسب الفهم المعاصر‬ ‫( ‪)(The worlds of the Early Greek Philosophers)1979, p. 37‬‬ ‫‪ 8‬وبذا كسر فكرة "سقف السماء" التقليدية‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ هذا فالال حمددف حيمم "يشف فف"ل كل شف ففيء‪" ،‬هو خالد "غري قابل للفسف ففاد‪" ،‬هو أيضف ففا يف حالا حركا أ ليا رمبا اةرتاضف ففه هذا جاء‬ ‫لمربير ع"ليا المغري اليت جنم عناا ف"الدةف المون)‪" ،‬مبا أنه خالد‪" ،‬إهلي "يف حركا‪ ،‬ةاو ‪-‬ك"ا هو اكال مع طاليس‪ -‬فحيف‪" ،‬بذا له‬ ‫القدرة على تموين ليس مبعن اخلل ) األشياء اكيا؛ أي انبثا العامل اكسي منه‪.‬‬ ‫المون) عن الال حمدد‪:‬‬ ‫❖ تفسريه لنشأة العامل احملسو‬ ‫ ابلنس ففبا إىل انمس فف"ندر‪ ،‬مل يمن المفس ففري الذي طرحه طاليس حول نش ففأة المون "مادته املقوما مقنعا‪ ،‬ألس ففباب عدة‪ ،‬مناا‪ :‬عجهه‬ ‫عن تفس ففري "جود األض ففداد "تفاعلاا مع بعض فاا‪ :‬ةل"اذا مل يقدم تفس ففريا لوجود النار‪" ،‬هي على الض ففد من املاء؟ أي ما الذي يفس ففر‬ ‫بقاء عنصففر النار "عدم ةناصه إذا كان املاء هو العنصففر الغال"؟ حىت "إن سففل"نا أبن املاء مام "ضففر"ري لوجود األشففياء "اسففم"رارها‪،‬‬ ‫ةاذا ال يعين ‪-‬ابلض ف ففر"رة‪ -‬أنه املقوم الوحيد‪".‬جل"يع تلك األس ف ففباب‪" ،‬رمبا غريها أيض ف ففا‪ ،‬طرح أنمس ف فف"ندر رؤيا جديدة حول كيفيا‬ ‫نشأة المون من املبدأ األبري"ن) "طبيعا هذا املبدأ‪.‬‬ ‫ هنا شففيء مل حيدد انمسفف"ندر ماهيمه) أتى من أ" انفصففل عن) األبري"ن‪.‬امملك هذا الشففيء ‪-‬لسففب" مل يوضففحه‪ -‬القدرة على‬ ‫توليد اكار "البارد أ"ل األضداد "أمهاا من الناحيا المموينيا‪" ،‬ذلك من جاا مسامهمه يف ع"ليا تموين العامل احملسو )‪" ،‬من هذين‬ ‫الضدين البارد‪-‬اكار) أت أضداد أخرى مادت ‪-‬بد"رها‪ -‬ل اور المون "فتطوره‪.‬ف‬ ‫ مل يص ففل إلينا مما ألفه أنمس فف"ندر تعليال منطقيا يفس ففر "يوض فف" أس ففباب ع"ليا االنفص ففال من األبري"ن "كيفيماا‪" ،‬هويا هذا الش ففيء‬ ‫الذي أدى أ" سب") إىل ظاور األضداد‪.‬‬ ‫ مرت ع"ليا تمون العامل احملسف ف ففو يف مراحل عدة‪ :‬يثل املرحلا األ"ىل يف "جود األبري"ن اخلالد‪ ،‬أما املرحلا الثانيا ةقد شف ف ففادت‬ ‫ال رف الذي انفص ف ف ففل ةيه ش ف ف ففيء ما عن األبري"ن الذي ملك القدرة على توليد اكار "البارد‪ :‬اكرارة عبارة عن هل"‪ ،‬أما البارد ةاو‬ ‫عبارة عن سف ف ففدمي أ" ضف ف ففباب قا ‪".‬اللا" ‪-‬يف هذه املرحلا‪ -‬اختذ هيئا غالف أ" دف ف ففدةا داصريا كر"يا) تطو حلقات) السف ف ففدمي‬ ‫بشدة ك"ا فيطو اللحاء الشجرة‪.‬ف‬ ‫ "سوف يشاد اللا" الحقا انقسامات داصريا أخرى أتخذ دورة حلقات من النار املغلفا ابلضباب هنا الضباب ةعل من حلقات‬ ‫النار خمفيا ابسففمثناء املناط املثقوبا منه‪ ،‬أي من الضففباب) اليت تد"ر حول األرض ذات ‪-‬حبسفف" أنمسفف"ندر‪ -‬الشففمل األسففطواين‪.‬‬ ‫"من جان" آخر‪ ،‬حيموي الضف ف ففباب على ثقوب تنفذ مناا أشف ف ففعا حلقات النار‪".‬يثل تلك األشف ف ففعا أ" ثقوب اكلقات)‪ :‬الشف ف فف"س‪،‬‬ ‫الق"ر‪" ،‬النجوم األخرى‪".‬يعمقد انمس ف ف فف"ندر أن الش ف ف فف"س هي أبعد النجوم‪ ،‬بين"ا النجوم األخرى قريبا من األرض‪ ،‬أما الق"ر ةيقع‬ ‫بينام‪.‬‬ ‫ ابلنسبا إىل اهلواء الذي نسمنشقه "األرض اليت نق علياا ةمموان نميجا انقسامات انفصاالت) حدث للضباب الداكن‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫⚝ مالح ا‪ :‬انفصف ففال العنادف ففر األ"ىل عن املبدأ األ"ل الواحد) هي خطيئا "جور حبسف فف" أنمسف فف"ندر "ذلك لمضف ففاد هذا الفعل مع‬ ‫"حدة املبدأ يبد" أن للوحدة مقاما ما "راصيا أرةع من مقام المثرة عند البعض من الفالس ف ف ف ف فففا اإغري ) ‪" -‬هي خطيئا ة" الممفري‬ ‫عنافا عرب "ال العفامل نفس ف ف ف ف ففه‪" ،‬عنفدها تمحق العفدالا‪".‬من انحيفا أخرى‪ ،‬هنفا خطيئفا أخرى "جفان" آخر من اجلور يم"ثفل يف طغيان‬ ‫الض ففد على ض ففده مثال‪ ،‬طغيان الرب"دة على اكرارة‪" ،‬الليل على الناار يف الش ففماء)‪" ،‬العامل الذي يض فف"ن عدم الطغيان المام لض ففد‬ ‫على آخر‪" ،‬من مث قي العدالا ةي"ا بينا"ا هو الهمان‪ ،‬إذ الهمان هو ما حيدد املدة الهمنيا اليت يس ف ف ف ف ففيطر ةياا أحد الض ف ف ف ف ففدين على‬ ‫اآلخر‪.‬‬ ‫ ينبغي االلمففات هنفا على أن األبري"ن ي ار عنفد بفدايفا ع"ليفا نشف ف ف ف ف فأة المون ةقط‪ ،‬إذ بعفد ذلفك يري ع"ليفا المموين أي تموين‬ ‫االشياء) بصورة آليا "تلقاصيا‪.‬‬ ‫ السؤال هنا هو‪ :‬ملاذا اةرتض أنمس"ندر مبدأ غري حمدد لألشياء؟ اإجابا احملم"لا‪ :‬يبد" أن ذلك يرجع إىل أسباب عدة‪" -1 :‬جود‬ ‫أ" نضف ففوب) ع"ليا تمون "نشف ففوء األشف ففياء يف العامل "من مث عدم توق ع"ليا المموين‪.‬‬ ‫مصف ففدر مادي غري حمدد يضف فف"ن عدم توق‬ ‫"‪ -2‬لض ف ف فف"ان عدم غلبا عنص ف ف ففر على آخر غلبا املاء على اهلواء "النار "الرتاب مثال)‪" ،‬من مث خل نوع من الموا ن بني العناد ف ف ففر‬ ‫الداخلا يف تموين األشففياء‪ -3" ،‬المحديد هي مسا األشففياء املمغرية "احملد"دة‪" ،‬من مث ة" أن يمون املبدأ األ"ل غري حمدد ليسففمح‬ ‫االتصاف بصفا املبدأ‪.‬‬ ‫ ذه" أنمس"ندر إىل أن اكياة أت من املاء مث انمقل إىل اليابسا قال فبفمرةف قريبا ‪-‬بدرجا ما‪ -‬من ن ريا المطور لدار"ين)‪.‬‬ ‫ قال بمعدد األكوان‪.‬‬ ‫ قال أبن األرض معلقا يف الفضاء بناء على ةرضيا الموا ن ةال تسمند على شيء آخر ك"ا قال طاليس "من هو قبله)‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫§ أنمس"ينيس ‪:)Anaximenes‬‬ ‫ مل يقبل أنمس"ينيس قول فأسماذهف أن األبري"ن هو مبدأ األشياء‪" ،‬ذلك لعدم "جود دليل على "جوده‪" ،‬لعدم "ضوحه للعقل الذي‬ ‫يسعى لموضي" أدل الوجود عرب اكمشاف مبدأ أ" مبادئ "اضحا "حمددة "مألوةا حسيا‪" ،‬هلذا السب" اةرتض مبدأ آخر أقل ديدا‬ ‫من املبدأ الذي اةرتضه طاليس‪ ،‬لمنه أكثر "ضوحا من املبدأ الذي اخماره أنمس"ندر ‪" -‬هذا املبدأ هو اهلواء‪.‬‬ ‫ ذه" أنمس ف فف"نيس إىل أن اهلواء نفس العامل الواه" للحياة) هو أد ف ففل األش ف ففياء رمبا ألمهيمه يف اس ف ففم"رار حياة الماصنات اكيا)‪.‬‬ ‫"أد ففل األش ففياء هنا اهلواء) ‪-‬حبس فف" هذا الفيلس ففوف‪ -‬غري حمدد اكجم أ" الم"يا‪ ،‬لمنه ذ" كيفيا معينا مالح ا‪ :‬اهلواء‪ ،‬ابلنس ففبا‬ ‫إىل أنمس"ينيس‪ ،‬له طبيعا حمسوسا‪ ،‬إال أنه غري مرصي)‪.‬‬ ‫❖ "تممون األشياء نميجا تغريات تطرأ على اهلواء‪.‬‬ ‫❖ تممون األشف ف ف ففياء عن طري ختلال أدف ف ف ففب" أخ ) اهلواء "تمثفه؛ ةإذا ادت كثاةمه أي أدف ف ف ففب" اهلواء أثقل) تغري‬ ‫م اره املادي ال طبيعمه املاديا) ليماذ دفورة أكثر ياسفما "دفالبا كسفحاب أ" ماء أ" تراب مثال)‪ ،‬أما إذا قل‬ ‫كالنار أ" الباار‪ ،‬مثال)‪.‬‬ ‫كثاةمه "ختلال‪ ،‬ةسوف يماذ دورة ماديا أخ‬ ‫❖ ابلنسبا إىل أنمس"ينيس‪ ،‬اهلواء له القدرة على المغري أكثر من أي عنصر آخر حيموي أيضا على حركا)‪.‬‬ ‫❖ "ك"ا أن النفس ‪"-‬اليت هي هواء حبسف فف" ةيلسف ففوةنا)‪ -‬مقوما كياتنا‪ ،‬اهلواء أيضف ففا مقوم لمل المون األشف ففياء حيا‬ ‫طاملا تمنفس اهلواء)‪.‬اهلواء هنا يلع" د"را حيواي يف المون مثل د"ر النفس يف البدن‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ – Θ‬المدرسة الفيثاغورية‪ :‬الكون عبارة عن بنية هندسية رياضية منسجمة ومتسقة‬ ‫"الفلسفة هي أسمى أنواع الموسيقى‪".‬‬ ‫أفالطون‪ :‬محاورة فيدون‬ ‫‪ :‬جد العقل اإغريقي ةمرة الوضف ف ف ف ففوح "المحديد‪" ،‬ينفر من ما هو غامض "غري حمدد‪" ،‬هلذا السف ف ف ف ففب" أعطى كثري من‬ ‫ إشاااا‬ ‫الفالسفففا اإغري القدماء أمهيا كربى ملفاوم فاحملد"ديا‪،‬ف "عد"ه دفففا إةابيا يسففمح أن يمصف اا املبدأ األ"ل املوجود اكقيقي)‪.‬‬ ‫أما ةمرة فالالحمد"دياف أ" فالالتعنيف ةاي تشففري إىل الغ"وض "عدم المعني‪" ،‬من مث هي تعد عندهم دفففا سففلبيا ال تلي ابملبدأ األ"ل‬ ‫أ" هللا‪ ،‬إذا جا المعبري)‪.‬‬ ‫ تنبيه‪ :‬ختمل اكركا الفيثاغوريا اإيطاليا) عن الفلسفا األيونيا طاليس "أنمس"ندر "أنمس"ينيس) من حيث الداةع "احملموى‪:‬‬ ‫❖ ابلنسففبا إىل الفلسفففا األيونيا‪ ،‬الداةع الرصيس هلا هو حما"لا تفسففري ال واهر الطبيعيا تفس فريا عقالنيا‪ ،‬ك"ا سففب "أن‬ ‫ي اإشف ففارة إليه‪ ،‬أي إن الفلسف فففا األيونيا كان مدةوعا ابلرغبا الفلسف فففيا المأمليا لإلجابا عن عدد من األسف ففئلا‬ ‫اليت تد"ر حول حقيقا "جود العامل اكسفي‪" ،‬مدى قدرة اكوا على المشف عن مبادئ هذا الوجود‪ ،‬أما الفلسففا‬ ‫اإيطاليا الفيثاغوريا‪ ،‬ةمان داةعاا األسفاسفي ‪"-‬ذلك عند حما"لماا تفسفري بنيا المون "أركانه األسفاسفيا‪ -‬داةع ديين‬ ‫"ليس ةلسففي عل"ي ‪ -‬االسفمعانا ابلرايضفيات كان لغاايت دينيا غايا الفلسففا عند ةيثاغور "املدرسفا الفيثاغوريا‬ ‫هي المشبه ابإله "ليس الن ر يف الطبيعا "تفسري ظواهرها املاديا)‪.‬‬ ‫❖ الفيلسوف الوحيد من إيطاليا الذي من أن نعده اممدادا للفلسفا الطبيعيا هو إمباد"كليس ‪،)Empedocles‬‬ ‫لمنه أيضا أتثر ابلمعاليم الدينيا للحركا الفيثاغوريا‪.‬‬ ‫❖ تلك االخمالةات الفمريا ما بني الفلس ف ف ف ففا اإيطاليا الفيثاغوريا "الفلسف ف ف فففا األيونيا تعمس ال ر"ف السف ف ف ففياسف ف ف ففيا‬ ‫"االجم"اعيا "االقمص ف ف ف ف ففاديا اليت نش ف ف ف ف ففأت ةياا‪ ،‬إذ ينبغي االنمباه على حقيقا أن منطقا جنوب إيطاليا املنطقا اليت‬ ‫ا دهرت ةياا اكركا الفيثاغوريا) تض ف ففم "وعا من اكركات "الطواص الدينيا الس ف فريا‪ ،‬على رأس ف ففاا اكركا األ"رةيا‬ ‫اليت من أبر اهم"اماهتا املوت االس ف ف ف ففمعداد لل"وت "ما بعده)‪" ،‬عبادة آهلا أس ف ف ف فففل العامل ‪)Hades‬ن لمن تلك‬ ‫اكركا ‪"-‬مثيالهتا‪ -‬كان هلا أثر ضعي يف ساصر املدن االيونيا جنوب تركيا اكاليا)‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫❖ "من اجلدير ابالنمباه أيض ففا‪ ،‬أنه يف جنوب إيطاليا ‪"-‬ليس أيونيا‪" -‬لد أهم تص ففورين عن الفلس فففا‪ :‬األ"ل ‪"-‬هو من‬ ‫"ض ففع املدرس ففا الفيثاغوريا‪ -‬أن اكميم هو من يقوم بمعليم البشف فر معن اكياة "املوت‪.‬أما المص ففور اآلخر للفلس فففا‬ ‫ي د ففياغمه على "قع الفلس فففا فالعقلياف لبارمنيديس ‪ ))Parmenides‬ةاو‪ :‬أنه ليس من "ظاص الفلس فففا‬ ‫الن ر يف الطبيعفا يف ذاهتفا‪ ،‬بفل ليفل مفاذا يعين القول أبن األش ف ف ف ف فيفاء موجودة‪ ،‬أ" يف حركفا‪ ،‬أ" يف كثرة أي الن ر يف‬ ‫املفاهيم "المصورات العقليا ابعمبار حمايماا عن اخلارج)‪.‬‬ ‫❖ نش ففأت اكركا الفيثاغوريا يف النصف ف الثاين من القرن الس ففاد يف جنوب إيطاليا على يد ش ففاص امسه ةيثاغورا ‪.‬‬ ‫لقد كان ةيثاغورا أكثر من رجل س ف ففياس ف ففا‪ ،‬إذ هو يعد مص ف ففل" ديين‪" ،‬أخالقي‪" ،‬د ف ففاح" مس ف ففلك حمدد "مميه يف‬ ‫اكياة‪" ،‬كان عاملا مرب ا يف الرايضيات‪ ،‬حيث نسب إليه اكمشاةات كربى يف هذا امليدان يبد" أنه هو من جعل من‬ ‫الرايضف ففيات عل"ا ن راي "ليس تطبيقيا ك"ا كان اكال عند قدماء املصف فريني)‪".‬لقد كان اتباعه خملصف ففني له "لمعالي"ه‪،‬‬ ‫حيث قاموا ابالهم"ام اا "تذاكرها "يريرها شف ف ف فففايا ألتباعام‪" ،‬لقد اشف ف ف ففمار يف عصف ف ف ففره أبمور أربعا‪ – 1 :‬ابهم"امه‬ ‫مبص ففري النفس بعد املوت‪" – 2 ،‬خبربته يف الطقو الدينيا‪" – 3 ،‬أبنه مش ففمغل‪-‬رحالا من أن يوجد يف ممانني يف‬ ‫الوق نفسف ففه‪" ،‬أبن له ةاذا من ذه"‪" – 4 ،‬بمأسف ففيسف ففه منطا ممشف ففددا من اكياة الذي يم"يه بمأكيده على القيود‬ ‫الشاصي‪9.‬‬ ‫الغذاصيا‪" ،‬الطقو الدينيا‪" ،‬االنضباط‬ ‫❖ "لد ةيثاغور ‪ )Pythagoras‬سنا ‪. 570‬م يف جهيرة سامو ‪ ،‬مث رحل عناا سنا ‪ 530‬على إثر خالف مع‬ ‫سففياسففات الطاغيا بوليمراتيس ‪" ،)Polycrates‬يف هذا الوق ‪ ،‬أ" قبل ذلك بقليل‪ ،‬ار ةيثاغور مصففر "اببل‪،‬‬ ‫"بعدها اس ففمقر يف كر"تون جهيرة يواننيا تقع يف جنوب ايطاليا)‪ ،‬حيث قام اكياة الس ففياس ففيا آنذا على ي"عات‬ ‫"منمدايت اجم"اعيا "س ففياس ففيا‪.‬ا دهرت اكركا الفيثاغوريا يف هذه اجلهيرة‪" ،‬تعاظم د"رها حىت د ففار هلا اليد الطوىل‬ ‫يف الشؤ"ن العسمريا "االقمصاديا إىل درجا اسمفهت مواطين تلك اجلهيرة‪ ،‬ةثار"ا على أتباعاا ثورة دمويا‪.‬‬ ‫❖ اكركا الفيثاغوريا حركا دينيا يف األد ف ف ففل‪" ،‬العلم ابلنس ف ف ففبا إلياا رد "س ف ف ففيلا لغايا دينيا‪" ،‬ليس غايا يف حد ذاته‪.‬‬ ‫ةالفلسففا ابلنسفبا إىل ةيثاغور عبارة عن مسفلك للحياة‪"" ،‬سفيلا للاالص األبدي من عجلا المناسفخ اليت تد"ر ةياا‬ ‫النفس اإنسانيا‪.‬‬ ‫❖ هنففا تيففاران من الفيثففاغوريني‪ :‬يطل على الميففار األ"ل اس ف ف ف ف ففم فاكومسففاتيمويف ‪)AKOUSMATIKOI‬‬ ‫مشفمقا من ‪" AKOUSMA‬تعين فالشفيء املسف"وعف أي املنقول شففايا))؛ "الميار الثاين اسفم فاملاثي"اتيمويف‬ ‫‪ - )MATHEMATIKOI‬مش ف ف ف ف ففمق ففا من ‪" MATHEMA‬تعين فالمعلم‪،‬ف أ" فال ففدراسف ف ف ف ف ف ففا‪،‬ف أ"‬ ‫‪9‬‬ ‫‪Stanford Encyclopedia of Philosophy.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫فالمذاكر‪.‬ف الصف ف ف ففن األ"ل ملمهم ابلمعاليم الشف ف ف فففايا اليت خلفاا ةيثاغور ألتباعه اليت هي عبارة عن قواعد ع"ليا‬ ‫للس ف ف ف ف ففلو األخالقي‪" ،‬توجيافات دينيفا لن"ط العيش الفيثفاغوري ← هفذا الميفار غري مام لنفا هنفا البمعفاده عن منط‬ ‫المفمري االس ف ف ف ف فمفدالي الفذي يه المفمري الفلس ف ف ف ف فففي‪ ،‬أمفا الميفار اآلخر‪ ،‬ةاو ‪-‬إض ف ف ف ف ففاةفا إىل عنفايمفه بمطبي المعفاليم‬ ‫الفيثاغوريا‪ -‬يامم أيض ف ف ففا بود ف ف ف ال واهر الطبيعيا "د ف ف فففا رايض ف ف ففيا‪ ،‬أي إبرجاع المي إىل كم إىل أعداد)‪".‬هذا‬ ‫الصففن جدير ابلدراسففا الفلسفففيا الحمواصه على "دف عقالين لبنيا المون ← مالح ا‪ :‬هذا الصففن غري معرتف‬ ‫به من قبل الفري األ"ل من املدرسا الفيثاغوريا‪.‬‬ ‫❖ يف جانباا الديين‪ ،‬أتثرت اكركا الفيثاغوريا ابلداينا األ"رةيا رمبا نشففأت يف القرن السففابع قبل امليالد)‪ 10،‬خصففودففا‬ ‫يف عدها ر"ح اإنسف ففان إله مسف ففجون يف اجلسف ففد‪" ،‬كذلك اعمقادها بفمرة المناسف ففخ طبعا الفيثاغوريني أضف ففاةوا أمورا‬ ‫أخرى)‪11.‬‬ ‫كثرية إىل الداينا األ"رةيا "شذ"ا عناا يف أمور‬ ‫❖ أما يف جانباا العل"ي "طبيعا رؤيماا للعامل أ" المون‪ 12:‬ةقد أعط املدرس ففا الفيثاغوريا ماثي"اتيموي) د"را جوهراي‬ ‫للعدد أبن له األ"لويا الوجوديا على األجرام احملسفوسفا‪" ،‬أنه هو العدد) أدفل "مبدأ مجيع األشفياء‪" ،‬أن األشفياء يف‬ ‫حقيقماا أعداد‪" ،‬من مث من المعبري عناا ك"يا عدداي) نالحظ هنا المفس ففري الرايض ففي العددي) لل واهر الطبيعيا‬ ‫خطوة كبرية يف اياه الود العل"ي الم"ي))‪.‬‬ ‫❖ اسففم"د الفيثاغوريون رؤيمام حول "جود عالقا أنطولوجيا "جوديا) بني األشففياء "بني األعداد من املوسففيقى‪" ،‬ذلك‬ ‫عرب مالح مام لعالقا "نسف ف فف" ‪ )ratio‬أطوال األ"اتر "مساكماا) ابلنغ"ا اليت تصف ف ففدرها آلا القيثارة فاكمشف ف ف ف‬ ‫ةيثاغور إممانيا رد المعبري عن) النغ"ات "الفواد ففل املوس ففيقيا الس ففلم املوس ففيقي) إىل نس فف" عدديا‪.‬ك"ا اس ففمطاع‬ ‫أتباعه المعبري عن ال واهر الطبيعيا "اإنس ف ففانيا تعبريا رايض ف ففيا الح وا البعد العددي يف تقس ف ففيم الس ف ففنني "األش ف ففار‬ ‫"الفصول) "األايم "الساعات‪.‬كذلك مدة "ضع اجلنني‪...‬اخل)‪.‬‬ ‫❖ نالحظ حضفور االنسفجام ‪ )Harmony‬يف املوسفيقى بصفورة "اضفحا اسفمادم قدماء اإغري املوسفيقى لمطاري‬ ‫النفس من األمراض النفسيا)‪.‬‬ ‫‪ 10‬في الحقيقة التأثير بينهما كان متبادال‪.‬‬ ‫‪ 11‬ينبغي التنبيه هنا على أنه ربما يكون المؤرخ اليوناني المعروف هيرودوتوس غير مصيب في قوله إن اإلغريق استعاروا فكرة‬ ‫التناسخ من قدماء المصريين‪ ،‬إذ لم يالحظ في ما تركوه من معلومات وجود مثل هذه الفكرة‪.‬ما هو معروف عنهم هو أنهم قالوا بفكرة‬ ‫التحول (‪ )Metamorphosis‬في الشكل أو الصفات نتيجة السحر أو شيء آخر‪.‬ومن هنا‪ ،‬من المحتمل أن اإلغريق قد اقتبسوا فكرة‬ ‫التناسخ (‪ )Metempsychosis‬من الهند أو آسيا الوسطى أو جنوب روسيا ( ‪The Presocratic Philosophers, G.S. Kirk,‬‬ ‫‪ )J.E. Raven and M. Schofield: p.220‬بتصرف‪.‬‬ ‫‪ 12‬يعد المفكر الفيثاغوري فيلوالوس (‪ 470( )Philolaus‬ق‪.‬م‪ 385 –.‬ق‪.‬م‪ ).‬أحد أهم المفكرين الفيثاغوريين (كان معاصرا‬ ‫لسقراط) الذين وضعوا تصورا "عدديا" لبنية الكون‪ ،‬ورده إلى مبدأين رئيسين هما المحدود والال محدود (أو دمج المحددات والال‬ ‫محددات) ‪ ،‬وقد سبق كوبرنيكوس بالقول بال مركزية األرض وبكونها (األرض) كوكبا سيارا مثل سائر الكواكب األخرى‪ ،‬وهو ربما‬ ‫أول من ألف كتابا من الفيثاغوريين بعنوان (في الطبيعة) (‪ )On Nature‬لم يتبقى منه سوى شذرات قليلة (أحد عشرة شذرة‪ ،‬على وجه‬ ‫التحديد)‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫❖ أسف ففقط الفيثاغوريون مفاوم االنسف ففجام على فالعامل المبريف المون) "فالعامل الصف ففغريف النفس أ" اإنسف ففان) ‪ -‬العامل‬ ‫الصغري يعمس العامل المبري‪ :‬من هنا‪ ،‬هنا دوراتن مرتبطمان من االنسجام‪ :‬انسجام النفس "انسجام المون‪.‬‬ ‫❖ تمحق ع"ليا تطاري النفس اإنسففانيا " قي االنسففجام ةياا من خالل معرةا المون هنا نالحظ "حدة بني اجلان"‬ ‫العقلي "املعنوي يف المفمري الفيثاغوري)‪.‬‬ ‫❖ الفيثففاغوريون أ"ل من "ض ف ف ف ف ففع أ" اس ف ف ف ف ففماففدم كل"ففا ‪".Cosmos‬لملففك اللف ففا عنففدهم معنيففان‪ -1 :‬االنم ففام‬ ‫‪" )order‬االطراد الثبات أ" الممرار)‪ -2" ،‬اجل"ال "الم"ال‪.‬من هنا‪ ،‬المون ذ" بنيا رايضف ف ف ففيا منم "ا‪" ،‬هذا‬ ‫االنم ام "االنسف ففجام اهلندسف ففي "الرايضف ففي للمون هو مصف ففدر مجاله‪" ،‬علا "ضف ففوحه للذهن هنا عالقا بني اجل"ال‬ ‫"ةمرة المناس "االنسجام بني أجهاء المون)‪.‬‬ ‫❖ تعين لف ا هارمونيا ‪ Harmonia‬ابللغا اإغريقيا القد ا ربط األشف ف ففياء بعضف ف ففاا ببعض‪" ،‬ي"يعاا "المألي ةي"ا‬ ‫بيناا‪".‬من تلك المل"ا اش ف ففمق كل"ا هارموين ‪".Harmony‬ةي"ا بعد‪ ،‬اس ف ففمادام تلك املفردة لمعين أ"اتر‬ ‫القيثارة‪ ،‬مث اس ف ف ف ففمادم للداللا على الطريقا اليت يمم ةياا ض ف ف ف ففبط إيقاع أ"اتر القيثارة‪.‬اعمقد ةيثاغور أن جوهر‬ ‫الن فام يف العفامل يم"ن يف ترابط أجهاءه ترابطفا هنفدس ف ف ف ف فيفا رايض ف ف ف ف فيفا؛ أي إن المون ‪ )cosmos‬قفاصم على مبفدأ‬ ‫االنس ففجام "االتس ففا الداخلي العددي "اهلندس ففي‪".‬الش ففمل املقدم يف األس فففل ‪ )tetractys‬هو ش ففمل مقد‬ ‫عند أتباع اكركا الفيثاغوريا "عليه يؤد"ن قسف ف فف"ام للحفاظ على سف ف فريا تعالي"ام‪".‬هذا الشف ف ففمل ثل األعداد اليت‬ ‫"وعافا يش ف ف ف ف فمفل العفدد األك"فل العفدد ‪" )10‬هو مبفدأ انم فام المون مالح فا‪ :‬عرب الفيثفاغوريني عن الوحفدات‬ ‫العدديا بصورة نقاط)‪:‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‪17‬‬ ‫❖ كل ش ف ف ففيء عبارة عن أعداد‪13‬؛ ةاألعداد هي العناد ف ف ففر اليت تمش ف ف ففمل مناا األش ف ف ففياء ‪-‬مبا يف ذلك حنن‪ ،‬لمن حىت‬ ‫األعداد نفسفاا ليسف العنادفر النااصيا األ"ليا للمون‪ ،‬ألهنا خاضفعا ملبادئ أخرى‪ :‬مبدأ اله"جي "الفردي الواحد‪،‬‬ ‫حبس ف ف فف" تلك املدرس ف ف ففا‪ ،‬ال هو به"جي "ال ةردي‪ ،‬بل كالمها معا‪ ،‬ألنه قادر على توليد كليا"ا؛ ةاو الواحد)‪ ،‬بناء‬ ‫على ذلك‪ ،‬املبدأ‪ :‬ةعندما نض ف ف ففي "احد إىل عدد "جي ينمج عدد ةردي‪" ،‬إذا أض ف ف فففنا "احد إىل عدد ةردي ينمج‬ ‫عدد "جي)‪".‬كل ش ف ف ففيء حيموي على أعداد "جيا "ةرديا‪.‬لمن حىت اله"جي "الفردي ال يعدان العناد ف ف ففر النااصيا‬ ‫لألش ف ف ف ف فيفاء بفل يعربان عن أ" يردان إىل) مبفدأين آخرين مهفا‪ :‬الال حمفد"د اله"جي) "احملفد"د الفردي)‪.‬هفذا يعين أن‬ ‫مبدأ األعداد مها احملد"د ‪" )peras‬الال حمد"د ‪ )apairon‬معا‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫‬ ‫‬ ‫‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫❖ ةاألشف ففياء إما حمد"دة‪ ،‬أ" غري حمد"دة‪ ،‬أ" معا‪ ،‬لذا‪ ،‬مبا أن العدد أدف ففل األشف ففياء‪ ،‬ةاو يعد مبدأ حمددا هلا‪ ،‬ةالمون‪،‬‬ ‫اآلتيا‪14:‬‬ ‫إذن‪ ،‬فددرف ابلصورة‬ ‫الواحفد ) احملفد"د "الالحمفد"د ← األعفداد اله"جيفا "الفرديفا) ← األش ف ف ف ف فمفال اهلنفدس ف ف ف ف فيفا ذات األبعفاد الثالثيفا‬ ‫العامل اكس ففي أ" المون ‪- 15)the universe or cosmos‬األش ففياء اكس ففيا عبارة عن مهيج من األعداد‬ ‫اله"جيا "الفرديا‪.‬‬ ‫❖ يف البدايا تمون األش ف ف ف ففمال اهلندس ف ف ف ففيا من األعداد اليت بد"رها انبثق من احملد"د "الالحمد"د اليت رمبا) بد"رها‬ ‫انبثق من أ" هي ذات) الواحد)‪" ،‬من األش ف ففمال اهلندس ف ففيا أتى المون‪ :‬فمن الوحدة ‪" )unit‬من احملد"د "الال‬ ‫حمفدد نبعف األعفداد‪" ،‬من األعفداد أتف النقفاط‪" ،‬من النقفاط أتف اخلطوط‪" ،‬من اخلطوط أتف األش ف ف ف ف فمفال ذات‬ ‫األسفط" املسفمويا‪" ،‬من األشفمال ذات األسفط" املسفمويا أت األشفمال ذات األبعاد الثالثيا‪" ،‬من األشفمال ذات‬ ‫‪ 13‬نظرا إلى أن النظام العددي (‪ )numerals‬ربما لم يكن موجودا عند اإلغريق زمن فيثاغور‪ ،‬فقد استخدم الفيثاغوريون الحصى‬ ‫لتمثيلها (األعداد) ( ‪.)The worlds of the Early Greek Philosophers,1979, p. 87‬‬ ‫‪ 14‬هناك سؤال شغل بال بعض الباحثين في الفلسفة الفيثاغورية حول طبيعة تفسير عملية الصدور المطروحة من قبل تلك المدرسة‪ :‬أهي‬ ‫منطقية أم زمنية؟‬ ‫‪ 15‬ربما جاء هذا الترتيب في عملية نشأة الكون من تلميذ فيلوالوس‪ ،‬يو يتوس (‪ ،)Eurytus‬إذ هو من حاول تفسير عملية رد األشياء‬ ‫الحسية إلى ما يطابقها من ترتيب ثالثي األبعاد للنقاط (التي تمثل األعداد عند الفيثاغوريين)‪ ،‬وردها بعد ذلك إلى أصولها ومبادئها‬ ‫العددية‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫األبعاد الثالثيا أت األجرام أ" العناد ف ف ف ففر املاديا األربعا احملس ف ف ف ففوس ف ف ف ففا‪ :‬املاء‪ ،‬الرتاب‪ ،‬اهلواء‪ ،‬النار‪" 16.‬تمبادل تلك‬ ‫العناد ف ففر ةي"ا بيناا‪" ،‬يمحول أحدها إىل اآلخر بش ف ففمل كامل‪" ،‬يمج"ع بعض ف ففاا "اآلخر إنماج المون اكي‪ ،‬العاقل‬ ‫‪ ،)intelligent‬الداصري‪...،‬ف‪.‬‬ ‫❖ العدد ‪ 1‬هو أدل األعداد‪ ،‬لمنه ال يعد مناا‪ ،‬ةاو يقع خارجاا‪" ،‬ة"ع اله"جي "الفردي معا‪" ،‬منه انبثق األعداد‬ ‫اله"جيا "الفرديا‪.‬‬ ‫❖ ينبغي االلمفات هنا إىل أن الفيثاغوريني يقولون بوجود انسجام "ترابط بني احملد"د "الال حمد"د‪.‬‬ ‫❖ ينبغي املالح ا أيضفا أن الفيثاغوريني عد"ا األعداد أشفياء ماديا ذات مقادير "أحجام إال أهنا‪ ،‬حبسف" تقرير أرسفطو‬ ‫عن أةمار تلك املدرس ففا‪ ،‬بال " ن) "ليس ف عقليا ك"ا يعدها البعض يف "قمنا اكاض ففر‪ ،‬مما ةعل انمقال الفيثاغوريون‬ ‫من األعداد إىل األشمال اهلندسيا "مناا إىل األشياء اكسيا أمرا منطقيا "مفاوما‪.‬‬ ‫❖ ابلنس ففبا إىل الفيثاغوريني‪ ،‬الواحد ثل النقطا‪ ،‬بين"ا العدد ‪ 2‬يعرب عن اخلط‪" ،‬العدد ‪ 3‬يعرب عن الس ففط"‪ ،‬أما العدد‬ ‫‪ 4‬ةي"ثل جس"ا ثالثي األبعاد‪" ،‬القول إن كل شيء حمدد يعين أن مجيع األجسام ممونا من "حدات "نقاط‪.‬‬ ‫❖ أنمر الفيثاغوريني ةمرة مركهيا األرض "ذهبوا ‪-‬ك"ا ينقل عن أرسف ف ففطو‪ -‬إىل أن النار هي املركه‪" ،‬ما األرض سف ف ففوى‬ ‫أحفد النجوم اليت تفد"ر حوهلفا مس ف ف ف ف ففببفا الليفل "النافار طبعفا هفذا خطفأ‪ ،‬إذ علفا الليفل "النافار هو د"ران األرض حول‬ ‫حمورهفا) ‪.‬لقفد رةض أرس ف ف ف ف ففطو تلفك الن ريفا على اعمبفار أهنفا ختفال بفديايفات المجربفا اليوميفا ال واهر) اليت تبني أن‬ ‫األرض هي املركه أخطأ أرسف ففطو يف اسف ففمدالله هذا)‪" ،‬قد عاب عليام ذلك بقوله‪ :‬إهنم شف ففيد"ا ن رايهتم‪"" ،‬ضف ففعوا‬ ‫مبادصام يف تلك املسف ف ف ف ففألا من د"ن أدىن اعمبار للميفيا اليت تبد" اا األشف ف ف ف ففياء حبسف ف ف ف فف" اخلربة اليوميا طبعا أثب‬ ‫كوبرنيمس بعد أكثر من أل سنا اخلطأ الفلمي "االسمدالي الفادح الذي ارتمبه أرسطو "من سار على دربه)‪.‬‬ ‫❖ ةمرة يانس المون "تصفوره على أسفا عددي‪ ،‬يعين‪ ،‬تلقاصيا‪ ،‬أن المون من م "مممن تفسفريه "المشف عن اسفراره‬ ‫عن طري العلم الرايضي‪.‬‬ ‫❖ نسمطيع القول بناء على ما سب ‪ ،‬أنه ةي"ا خيص العالقا ما بني الرايضيات "الطبيعا‪ ،‬قام الفيثاغوريني مبا يلي‪:‬‬ ‫ ارجاع المي إىل كم‪.‬‬ ‫ دراسا العدد ← "ضعوا ن ريا يف االعداد‪.‬‬ ‫ قاموا ابكساب من خالل األعداد ‪-‬دراسا خواص "مبادئ االعداد‪.‬‬ ‫ الفيثاغوريني هم أ"ل من ميه "عرف االعداد اله"جيا "الفرديا‪" ،‬األعداد املربعا "الممعيبيا‪.‬‬ ‫‪ 16‬ربما تشكلت تلك النظرية بعد إمبادوكليس صاحب نظرية العناصر األربعة‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫❖ "من انحيا اخرى‪ ،‬ةمرة األضف ف ف ففداد جندها مسف ف ف ففم"رة عند الفيثاغوريني‪.‬الح وا اجلد"ل األضف ف ف ففداد اآليت ملحوظا‪:‬‬ ‫اجلان" األ ن ثل اخلري‪ ،‬بين"ا اجلان" األيسر ثل الشر)‪:‬‬ ‫األضداد‪17‬‬ ‫جد"ل‬ ‫الال حمد"د‬ ‫احملد"د‬ ‫اله"جي‬ ‫ةردي‬ ‫كثرة‬ ‫"حدة‬ ‫يسار‬ ‫ني‬ ‫أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫حركا‬ ‫سمون‬ ‫ماصل‬ ‫مسمقيم‬ ‫ال ل"ا‬ ‫النور‬ ‫الشر‬ ‫اخلري‬ ‫مسمطيل‬ ‫مربع‬ ‫األةمار الدينيا للحركا الفيثاغوريا‪:‬‬ ‫❖ قال الفيثاغوريني خبلود األر"اح "تناسااا من كاصن إىل آخر‪.‬‬ ‫❖ القول خبلود النفس رةع االخمالف ما بني اآلهلا "البشر ← اخللود ابلنسبا إىل اإغري مسا" لأللوهيا‪.‬‬ ‫❖ النفس هي انسففجام األعداد للنفس فبنياف عدديا)‪ ،‬لمن قد خيمل هذا االنسففجام إذا تعلق ابلبدن "ادرانه‪" ،‬لمي‬ ‫يعود للنفس انس ففجاماا "اتس ففاقاا الداخلي علياا أن تمالص من تلك األدران من الش ففاوات "امللذات‪" ،‬ذلك عن‬ ‫طري المأمل الن ري يف االنسجام "االتسا اكادل يف المون‪.‬‬ ‫❖ العنايا ابلنفس أمر ضر"ري عند أتباع اكركا الفيثاغوريا‪.‬‬ ‫❖ النفس عندهم يف تضاد مع البدن‪" ،‬ليس يف حالا "ائم معاا‪.‬‬ ‫‪ 17‬ربما فيثاغور قد تأثر بفكرة األضداد (النور والظلمة) الموجودة عند زرادشت أو أنكسمندر‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫❖ مجيع الماصنات اكيا ذات نفس "حدة "ترابط الطبيعا)‪" ،‬هلذا السف ف ف ف ففب" منع أتباع املدرسف ف ف ف ففا الفيثاغوريا عن أكل‬ ‫اللحوم‪.‬‬ ‫❖ منط اكياة الفيثاغوري ينصف فف" على هتذي" النفس‪ ،‬إما لمحقي مآل مصف ففري) أةضف ففل أبن صف ففل على أةضف ففل هيئا‬ ‫يسد‪ ،‬ا" إبحرا اكريا الماملا من عجلا المناسخ "من مث االنض"ام ا" اال اد ب) إىل ر"ح العامل االهلي‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪ :V‬هريكليمس ‪. 500 )Heraclitus‬م‪ :).‬ةلس ف ف ف فففمه "أهم أةماره المغري "اكركا ‪Change and‬‬ ‫‪)Motion‬؛ اللوغو ‪)λóγος‬؛ د ف ف ف ف فراع األض ف ف ف ف ف ف ففداد ""ح ف ففدهت ف ففا ‪the conflict between‬‬ ‫‪)opposites and their Unity‬؛ الوحدة "المثرة ‪:)Multiplicity and Unity‬‬ ‫فمن املسمحيل أن ننهل إىل النار نفسه مرتنيف‬ ‫هريكليمس امللق" ابلفيلسوف الغري")‬ ‫فبل أن ال تسمطيع أن تنهل إىل النار نفسه حىت مرة "احدة!ف‬ ‫أحد أتباعه‬ ‫¶ مالح ات يايديا حول طبيعا ةلسفا هريكليمس "مناجه‪:‬‬ ‫ك"ا هو اكال عند ةالسففا ما قبل سفقراط الفالسففا الطبيعيون)‪ ،‬كان هريكليمس شفغوةا ابلمغري املادي الذي يسفري على‬ ‫▪‬ ‫كل ش ففيء يبد" أن هريكليمس ‪"-‬خبالف املدرس ففا الفيثاغوريا‪" ،‬الفلس فففا األةالطونيا ةمرة الص ففور) "األرس ففطيا ةمرة‬ ‫الواقعيا)‪18.‬‬ ‫اجلوهر‪/‬املاهيا)‪ -‬ال يعطي للثبات الصوري ح ا من‬ ‫يه هريكليمس مففا بني الرأي "اكم"ففا‪ :‬الرأي طبيعمففه ظنيففا‪" ،‬هو ممعل ب ففاهر األش ف ف ف ف فيففاء ال حقيقماففا املافيففا)؛ يقول‬ ‫▪‬ ‫هريكليمس‪ :‬فدعوان ال خن"ن بص ففورة عش ففواصيا يف املس ففاصل الع ي"اف ش ففذرة‪ ،)47.‬أما اكم"ا ةمس ففعى إىل إحرا اكقيقا‬ ‫فاكقيقا تعش اخلفاء‪،‬ف يقول هريكليمس)‪،‬‬ ‫حقيقا الوجود)‪".‬اكقيقا ليس ظاهرة لنا بل ‪-‬نوعا ما‪ -‬خمفيا عن اكوا‬ ‫"إن كان األشف ففياء اكسف ففيا تشف ففري إلياا "تدل علياا‪ :‬فالسف فف"ع "البصف ففر شف ففاهدا "ر ملن لك ر"حا بربريا‪،‬ف‪ ،19‬فخفاءف‬ ‫اكقيقفا هنفا ‪-‬إذن‪ -‬ليس خففاء اتمفا "مقص ف ف ف ف ففودا من قبفل الطبيعفا‪ ،‬إذ حقيقمافا من أن تفدر إذا اتبعنفا املس ف ف ف ف فلفك الفذي‬ ‫ينصحنا هرياكليمس به من "جاا ن ره ابلطبع)‪.‬‬ ‫‪20،)Self-Knowledge‬‬ ‫"غايا اإنس ف ف ف ففان ‪-‬حبس ف ف ف فف" هريكليمس‪ -‬هي المفمر ‪" ،)thinking‬معرةا النفس‬ ‫▪‬ ‫"المفمري السليم ‪.)Right Thinking‬‬ ‫‪ 18‬سنتاول تلك المسألة بالتفصيل الحقا‪.‬‬ ‫‪" 19‬البربري"عند اإلغريق هو من ال يتحدث اللغة اإلغريقية (لكن يبدو هنا أنها ذات داللة سلبية)‪.‬‬ ‫‪ 20‬ينبغي عدم فهم النفس هنا بالمعنى الديني المتأخر‪ ،‬على أنها ذات طبيعة غير مادية مجردة‪ ،‬فأغلب الظن أن المقصود بالنفس هنا‬ ‫الجزء المتصل بالمبدأ أو القانون العام الذي يحكم ويدير كل شيء (اللوغوس أو النار (األثير))‪ ،‬وله (النفس) كينونة مشابهة للهواء‪،‬‬ ‫فاإلنسان يلتفت إلى حضور هذا المبدأ وحاكميته على التغير الحاصل في العالم المحسوس عبر ممارسة التأمل الداخلي‪ ،‬واالمساك بذلك‬ ‫الجزء (النفس أو اللوغوس) المتصل بالمبدأ ‪-‬وبصورة أكثر دقة‪ ،‬المبدأ العام (اللوغوس‪/‬النار)‪ -‬يظهر في النفس على أنه القوة العاقلة‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫اكمش ف ف ف ف ففاف اكقيقفا المليفا للعفامل احملس ف ف ف ف ففو يمم من خالل‪ -1 :‬معرةا النفس معرةا النفس تقود إىل معرةا هذا املبفدأ‪،‬‬ ‫▪‬ ‫التصاهلا به)‪ -2" ،‬االسمادام السليم للحوا مبعيا الن ر العقلي‪.‬‬ ‫ينبغي أن تمم ع"ليا البحث عن حقيقا الوجود املبدأ الملي الذي يوحد ما بني مجيع األشفياء املمضفادة) بصفورة من "ا‪،‬‬ ‫▪‬ ‫"ذلك عن طري إدرا "حدة المون‪" ،‬انس ف ف ف ففجامه‪" ،‬تناغم أجهاصه "ترابطاا‪" ،‬ما مل منملك ةمرة مس ف ف ف ففبقا عن "جود مبدأ‬ ‫حيمم "ين م كل شيء ملا شرعنا يف البحث عنه من األسا ‪" ،‬ملا كان لمحقيقنا الفلسفي أي هدف "معن‪.‬‬ ‫"لمي نص ف ف ف ف ففل إىل حقيقفا الوجود ةف" أن نمعلم اإنص ف ف ف ف ففات الفام) ‪ -‬اإنص ف ف ف ف ففات إىل دالالت المل"فات اليت يطلقافا‬ ‫▪‬ ‫هريكليمس حول طبيعا املبدأ الملي "عالقمه بع"ليا المغري اكادلا يف العامل اكسي‪.‬‬ ‫"مبا أن اكقيقا غري ظاهرة للحوا "غري "اضفحا‪ ،‬ة" ‪-‬إذن‪ -‬اسفمادام لغا رمهيا للمعبري عناا‪ ،‬ألن اللغا ال تسفمطيع‬ ‫▪‬ ‫المعبري عناا اكقيقا) بصففورة مباشففرة‪ ،‬لمن عندما تسففمادم اللغا بطريقا سففلي"ا "دقيقا‪ ،‬ةأهنا سففوف يملك القدرة على‬ ‫حماكاة الواقع ‪ -‬اللغا هنا سممون مبثابا املرآة اليت تعمس الواقع‪.‬‬ ‫يدعي هريكليمس أنه قد قام ابكمشفاف ع يم األمهيا‪ ،‬ألنه مفماح لفام لمل شفيء العامل املادي‪" ،‬األخال ‪" ،‬السفياسفا‪،‬‬ ‫▪‬ ‫"الدين‪" ،‬األمور ذات الطابع الفلسفي كذلك)‪" ،‬هذا املفماح هو اللوغو أ" القانون اإهلي‪ ،‬حبس" تعبري هريكليمس‪.‬‬ ‫املبففدأ أ" القففانون اللوغو ) الففذي يمحففدث عنففه هريكليمس ينبغي أال يؤخففذ ابملعن األيوين املبففدأ الففذي دف ف ف ف ف ففدر عنففه‬ ‫▪‬ ‫المون)‪ ،‬بفل مبعن العنص ف ف ف ف ففر املقوم "اكفاكم "املقيفا ) لع"ليفا المغري "الص ف ف ف ف ففري"رة ‪".)Becoming‬هفذا املبفدأ غري‬ ‫مفار للعامل بل ممأدفل ةيه‪" ،‬ي ار من خالل ذات ع"ليا المغري "الوحدة اكاضفرة ما بني األضفداد‪".‬بمعبري آخر‪ ،‬يعرف‬ ‫‪21:‬‬ ‫أ" القانون العام) ب‬ ‫هريكليمس اللوغو‬ ‫‪ )1‬المل"ات املس"وعا "املنطوقا‪" ،‬‬ ‫‪ )2‬الفمر نفسفه‪ ،‬بودففه قوة حمركا "موجاا عاقلا ال يقصفد هنا قوة عاقلا ردة كا‪..‬مفاوم المجرد أتى ممأخرا رمبا يف من‬ ‫أةالطون أ" قبله بقليل)‪.‬‬ ‫‪ )3‬النار أ" األثري‪ ،‬حبسف ف ف فف" بعض الش ف ف ف فراح) املاديا‪".‬النار هنا أتخذ دف ف ف ففورة دخان أ" ةري ةوحان) سف ف ف ففاخن‪.‬ةبحسف ف ف فف"‬ ‫هريكليمس‪ ،‬النار قوة ماديا حمركا هي املبدأ الذي حير األش ف ف ففياء "يدير ع"ليا المغري "يوحد األض ف ف ففداد "يو ن ةي"ا بيناا‪،‬‬ ‫"هي ع"ليا المغري) أتخذ دورة دراع ما بني أضداد‪).‬‬ ‫غري املمغري) "الداصم الذي من خالله يمم تفسري األشياء املمغرية بصورة "اضحا‪.‬‬ ‫‪ )4‬املبدأ املنطقي الثاب‬ ‫‪21‬‬ ‫‪Wilbur J.B., Allen H. J., the Worlds of the GreeK Philoosphers (Prometheus BooKs, Buffalo: New‬‬ ‫‪York), p. 63.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪ )5‬املصدر اإهلي للقي"ا السياسيا "األخالقيا "الدينيا‪.‬‬ ‫هفذا املبفدأ فقوةف عفاقلفا خفالفدة‪ 22،‬لمنافا غري ردة؛ ةاي ذات طبيعفا مفاديفا‪".‬هفذا املبفدأ مفا هو إال النفار‪ ،‬اليت هي أكثر‬ ‫▪‬ ‫العنادر املاديا خفا "أقراا إىل المجريد تفسري ممأخر عن هريكليمس يعلل ةيه اخمياره للنار ك"بدأ)‪ ،‬ك"ا يدر عن طري‬ ‫‪.)Intuition‬‬ ‫اكد‬ ‫المون ‪-‬ابلنسبا إىل هريكليمس‪ -‬قدمي "غري خملو ؛ مل يصنعه دانع "مل خيلقه خال ‪ ،‬كان "سيمو

Use Quizgecko on...
Browser
Browser