علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية 2023 PDF

Document Details

Uploaded by Deleted User

جامعة الفيوم

2023

محمد إبراهيم مبروك

Tags

علم الاجتماع خدمة اجتماعية نظريات علم الاجتماع تاريخ علم الاجتماع

Summary

هذه مذكرة حول علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية، وتتناول أهمية هذا العلم في فهم الحياة الاجتماعية. تغطي المذكرة أهمية ومبادئ علم الاجتماع، والخدمات الاجتماعية في المجتمع. تتضمن المقدمة، وفصولا عن طبيعة وحجم العمل الاجتماعي.

Full Transcript

‫عمػػػػػػػـ االجتمػػػػػاع‬ ‫الموضوع ‪..‬المنيج ‪..‬النظرية‬ ‫دكػػػػػتػػػػػػور‬ ‫محمد إبراىيـ مبروؾ‬ ‫استاذ عمـ االجتماع المساعد‬ ‫كمية الخدمة االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوـ‬ ‫‪1‬‬ ...

‫عمػػػػػػػـ االجتمػػػػػاع‬ ‫الموضوع ‪..‬المنيج ‪..‬النظرية‬ ‫دكػػػػػتػػػػػػور‬ ‫محمد إبراىيـ مبروؾ‬ ‫استاذ عمـ االجتماع المساعد‬ ‫كمية الخدمة االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوـ‬ ‫‪1‬‬ ‫المػػقػػػدمة‬ ‫أفضت المحاكالت المستمرة لمفبلسفة ‪ ،‬كالمفكريف عمى مر التاريخ‬ ‫؛ لفيـ السمكؾ االنسانى ‪ ،‬إلى ظيكر مجمكعة مف العمكـ االجتماعية تترابط‬ ‫فيما بينيا ؛ مف أجؿ فيـ كتفسير كاصبلح الكاقع االجتماعى ‪ ،‬ك يعد عمـ‬ ‫االجتماع أحد تمؾ العمكـ ‪.‬‬ ‫كغنى عف القكؿ إف عمـ االجتماع أصبح فى الكقت الراىف مف أىـ‬ ‫العمكـ االجتماعية التى تيتـ بدراسة الحياة االجتماعية كالجماعات‬ ‫كالمجتمعات اإلنسانية ‪ ،‬كمف ثـ فيك ييتـ بدراسة سمكؾ األفراد كأسمكب‬ ‫حياتيـ ‪ ،‬كثقافة المجتمع ‪ ،‬كالمشكبلت التى تقكض مسيرة التنمية ‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى الدكر الجكىرل ليذا العمـ فى تكجيو سياسات اإلصبلح‬ ‫االجتماعى ‪ ،‬كاالرتقاء بالمجتمع ‪.‬‬ ‫كعمى الرغـ مف أف بدايات ظيكر ىذا العمـ بيذا االسـ كانت فى‬ ‫أكركبا – بعد أف صؾ اسمو أكجست ككنت فى القرف التاسع عشر – فإنو‬ ‫يرجع الفضؿ فى انتشاره كتطكره إلى العمماء األمريكاف الذيف ساىمكا فى‬ ‫حصكؿ المتخصصيف فيو عمى مكانة عالية عند صناع القرار ‪ ،‬فقد كاف –‬ ‫كال يزاؿ – يتـ الرجكع إلييـ لتقديـ االستشارات فيما يتعمؽ بشئكف المجتمع‬ ‫‪2‬‬ ‫كالسياسة العامة لمدكلة ‪.‬ككذلؾ ساىمت نتائج أبحاثيـ فى تكجيو السياسات‬ ‫االجتماعية كاحداث تغييرات إيجابية لبعض الظكاىر االجتماعية ‪ ،‬حيث‬ ‫ساىمت بعض بحكث عمـ االجتماع – حسبما قاؿ أنتكنى غيدنز فى كتابو‬ ‫الشيير المعنكف بعمـ االجتماع – بصكرة مباشرة أك غير مباشرة فى إصدار‬ ‫بعض القكانيف كالتشريعات التى كانت ليا أثر مممكس فى الحياة االقتصادية‬ ‫كاالجتماعية كالثقافية ‪ ،‬عبلكة عمى تأثر أنماط السمكؾ كالتفكير االجتماعى‬ ‫لؤلفراد بالمعرفة السكسيكلكجية السائدة‪.‬‬ ‫كاذا كاف ىذا الكضع ىك السائد فى الغرب ‪ ،‬فإف فى الدكؿ النامية‬ ‫بعامة كالعربية بكجو خاص ال يمقى ىذا التخصص االىتماـ الكاؼ مف‬ ‫متخذل القرار كالسياسييف؛ كذلؾ لجممة مف األسباب أبرزىا‪ ،‬كجكد فجكة‬ ‫معرفية إزاء ىذا العمـ كأىميتو كمسيرتو التاريخية لدل الغالبية العظمى مف‬ ‫أفراد المجتمع كخاصة متخذل القرار ‪.‬‬ ‫كما مف شؾ أف عمـ االجتماع فى العالـ العربى فى الكقت الراىف‬ ‫يعانى مف مشكبلت كثيرة أبرزىا صعكبة فيـ العامة كالمبتدئيف فى دراسة ىذا‬ ‫العمـ لو ‪.‬كيرد جزء كبير مف ذلؾ إلى طريقة طرح بعض األعماؿ‬ ‫السكسيكلكجية لمكضكع ىذا العمـ‪ ،‬كلبلتجاىات النظرية فيو بأسمكب يكتنفو‬ ‫بعض الغمكض كتغمب عميو النزعة الفمسفية ؛ مما يصعب استيعابو مف غير‬ ‫" بير بورديو" فى كتابو المكسكـ‬ ‫المتخصصيف ‪.‬كفى ىذا الصدد أشار‬ ‫‪3‬‬ ‫بمسائؿ فى عمـ االجتماع " إلى أف عمـ االجتماع يختمؼ عف العمكـ األخرل‬ ‫فى مسألة تتمثؿ فى إنو مطالب أف يككف كاضحان ‪ ،‬فى حيف ال يطمب ىذا‬ ‫مف عمـ الفيزياء ‪ ،‬أك السيميكلكجيا أك الفمسفة ‪...‬كما كاف لعمـ االجتماع أف‬ ‫يستحؽ ساعة مف الجيد لك بقى عممان يخص الخبراء كالمتخصصيف كحسب‬ ‫" ؛ كلذا ظيرت الحاجة إلى مؤلؼ يقدـ رؤية شاممة كمبسطة ألساسيات ىذا‬ ‫العمـ مسمطان الضكء بإيجاز شديد عمى مكضكعو كأىميتو كمنيجو كالنظريات‬ ‫المرتبطة بو منذ نشأتو كحتى الكقت الراىف ‪،‬مع عدـ إغفاؿ دكر تمؾ‬ ‫النظريات إزاء استشراؼ المستقبؿ‪.‬‬ ‫كعميو جاء الكتاب الذل بيف أيدينا مككنان مف ستة فصكؿ عدا المقدمة‬ ‫‪ ،‬طرح الفصؿ األكؿ صمة عمـ االجتماع بالعمكـ االخرل ‪ ،‬كأىتـ الفصؿ‬ ‫الثانى بكيفية دراسة المجتمع فى إطار العمكـ االجتماعية ‪،‬ك عرض الفصؿ‬ ‫الثالث ألسس عمـ االجتماع ‪ ،‬كجاء الفصؿ الرابع ‪ ،‬مسمطان الضكء عمى‬ ‫ركاد عمـ االجتماع ‪ ،‬كأىـ أفكارىـ ‪ ،‬ك عرض الفصؿ الخامس ‪ ،‬االتجاىات‬ ‫الحديثة كالمعاصرة فى عمـ االجتماع ‪ ،‬كجاء الفصؿ السادس ‪ ،‬مسؾ الختاـ‬ ‫طارحا أىـ المشكبلت االجتماعية المعاصرة التى يعانى منيا المجتمع‬ ‫كأخي انر كليس بآخر إذا كانت المعرفة العممية ال تعرؼ‬ ‫المصرل ‪.‬‬ ‫الكممة األخيرة ‪ ،‬فإننى عمى ثقة بأف ىذا الكتاب الذل آمؿ أف يككف لبنة فى‬ ‫مجاؿ المعرفة السكسيكلكجية ‪ ،‬تسيـ فى تبسيط ىذا العمـ لمطبلب المبتدئيف‬ ‫فى دراستو بو أكجو قصكر عديدة ذلؾ ألف الكماؿ هلل كحده‪ ،‬أتمنى أف‬ ‫‪4‬‬ ‫استكمميا فى طبعات قادمة لو إف أراد المكلى عز كجؿ كقدر لى الحياة ‪.‬‬ ‫واهلل مف وراء القصد؛؛‬ ‫د‪ /‬محمد إبراىيـ مبروؾ‬ ‫الفصؿ األوؿ‬ ‫صمةعمـ االجتماع بالخدمة االجتماعية والعموـ اآلخرى‬ ‫‪5‬‬ ‫تمييد‪:‬‬ ‫إف التعرؼ إلى المبلمح العامة لعمـ االجتماع كدكره كأىميتو في‬ ‫المجتمع يقتضي أف نقؼ عمى عبلقة عمـ االجتماع بالعمكـ الطبيعية‬ ‫االجتماعية األخرل‪.‬تمؾ التي تتداخؿ معو مف حيث اىتماميا بجانب أك أكثر‬ ‫مف جكانب المجتمع فعمـ االجتماع ييتـ بدراسة كتفسير السمكؾ اإلنساني‬ ‫سكاء في الماضي أك الحاضر ككذلؾ محاكلة استشراؼ ىذا السمكؾ في‬ ‫المستقبؿ‪.‬‬ ‫إف كضع حدكد فاصمة بيف عمـ االجتماع كالعمكـ األخرل سكؼ تككف‬ ‫محاكلة قاصرة‪ ،‬ذلؾ أف السمكؾ أك الفعؿ اإلنساني ينتمي إلى معظـ ىذه‬ ‫العمكـ كمجاالتيا‪.‬أك باألحرل كؿ يرتبط بيا‪ ،‬إف االرتباط جمي بيف فركع‬ ‫المعرفة العممية كافة(‪ ،) 1‬فعمى سبيؿ المثاؿ تفسير أم ظاىرة في المجتمع‬ ‫البد أف يأخذ في االعتبار األبعاد السكسيكلكجية كالنفسية كاالقتصادية‬ ‫كالسياسية‪.....‬إلى غير ذلؾ‪.‬‬ ‫كيرتبط سؤاؿ العبلقة بيف العمـ كغيره مف العمكـ االجتماعية كالطبيعية‬ ‫التي تدرس المجتمع كاإلنساف‪ ،‬بتحديد مكضكع العمـ نفسو كتحديد‬ ‫مكضكعات العمكـ األخرل‪.‬كلذا نجد أكثر مف كجية نظر تقابمنا تنتج عف‬ ‫‪6‬‬ ‫(‪2‬‬ ‫اختبلؼ اآلراء إزاء مكضكعات عمـ االجتماع ذاتو كالعمكـ األخرل كنطاقيا‬ ‫)‪.‬‬ ‫كعميو جاء الفصؿ الراىف لمكقكؼ عمى صمة عمـ االجتماع بالعمكـ‬ ‫الطبيعية كاالجتم اعية كدكره في الحياة العممية كالعممية‪ ،‬كلذا اشتمؿ الفصؿ‬ ‫عمى بعض المباحث سنسمط الضكء عمييا فيما يمي‪:‬‬ ‫اوال – أىمية وفمسفة ووظيفة الخدمة االجتماعية ‪:‬‬ ‫تعرؼ الخدمة االجتماعية عمى أنيا خدمة مينية تقدـ لمناس بيدؼ‬ ‫مساعدتيـ كأفراد أك فى جماعات لمكصكؿ إلى عبلقات طيبة كالى مستكيات‬ ‫لمحياة تتمشى مع رغباتيـ الخاصة كقدراتيـ التى يجب أف تتكافؽ مع رغبات‬ ‫كقدرات المجتمع الذل يعيشكف فيو ‪.‬كىناؾ مف عرؼ الخدمة االجتماعية‬ ‫تعريفان إجرائيان يتضمف كصؼ جامع لممفيكـ كما يمى ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الخدمة االجتماعية مينة ليا قاعدتيا العممية المككنة مف المعرفة التى‬ ‫تـ أخذىا مف بعض العمكـ االجتماعية ‪ ،‬كالتى عمى رأسيا عمـ‬ ‫االجتماع كعمـ النفس ‪ ،‬كليا طرقيا المينية ( خدمة الفرد – خدمة‬ ‫الجماعة – تنظيـ المجتمع ) ‪ ،‬كما أف ليا أساليبيا الفنية التى تطبؽ‬ ‫بيا تمؾ الطرؽ ‪ ،‬كلممينة ميارات فنية أىميا ‪ ،‬الميارة فى تككيف‬ ‫عبلقات مينية ىادفة مع الكحدة اإلنسانية التى يتعامؿ معيا‬ ‫‪7‬‬ ‫اإلخصائى ‪ ،‬كما أف لمخدمة االجتماعية إطارىا الفمسفى كقيميا‬ ‫كمعاييرىا األخبلقية ‪ ،‬كليا جماعة متخصصة تمارس المينة ليا‬ ‫تدريبيا كاعدادىا المينى كتنظيماتيا المينية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬تيدؼ الخدمة االجتماعية بصفة أساسية إلى إحداث تغييرات مرغكب‬ ‫فييا فى األفراد كالجماعات كالمجتمعات كحؿ مشاكميـ ‪.‬‬ ‫‪ -3‬لتحقيؽ تمؾ األىداؼ تعمؿ الخدمة االجتماعية فى مجاالت متعددة ‪،‬‬ ‫منيا المجاؿ المدرسى‪ ،‬الطبى‪ ،‬األحداث‪ ،‬كبار السف‪ ،‬المجاؿ‬ ‫العمالى‪ ،‬المجاؿ الريفى‪ ،‬رعاية الشباب‪... ،‬إلى غير ذلؾ ‪.‬‬ ‫‪ -4‬يمارس المينة أخصائيكف اجتماعيكف يتصفكف بالخمؽ المينى‬ ‫كيمتزمكف بفمسفة المينة كأىدافيا كقيميا ‪.‬‬ ‫‪ -5‬تمارس الخدمة االجتماعية عف طريؽ مؤسسات متخصصة يديرىا‬ ‫أخصائيكف اجتماعيكف متخصصكف ‪.‬‬ ‫‪ -6‬تتفاكت المينة مع غيرىا مف الميف األخرل فى المجاالت المختمفة‬ ‫لمساعدة األفراد كالجماعات كالمجتمعات ‪.‬‬ ‫االجتماعية باستثمار كؿ المكارد المادية كالبشرية‬ ‫‪ -7‬تقكـ الخدمة‬ ‫المتاحة كالكامنة لتحقيؽ أىدافيا ‪.‬‬ ‫كفى ىذا الصدد نستطيع أف نجد االفتراضات المحكرية لفمسفة الخدمة‬ ‫االجتماعية فى ‪:‬‬ ‫‪ -1‬احتراـ اإلنساف كقدراتو ‪ ،‬كأف تحترـ كرامتو ‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ -2‬اإليماف بالطبيعة االجتماعية لئلنساف كمخمكؽ متميز يدخؿ فى‬ ‫عبلقات مع غيره ‪ ،‬كى يؤكد ىذه الخصكصية ‪.‬‬ ‫‪ -3‬االعتقاد كاإليماف بقدرة اإلنساف عمى التغير كالنمك كالكصكؿ إلى‬ ‫األفضؿ ‪.‬‬ ‫واألخصائى االجتماعى فى اطار الخدمة االجتماعية يمزـ أف يتدرب عمى ما‬ ‫يمى ‪:‬‬ ‫‪ -1‬التدريب عمى طرؽ اكتساب ثقة األفراد كالجماعات ‪ ،‬كما مف شؾ أف‬ ‫ىذا يتطمب إعدادان ذىنيان كماديان ككظيفيان ‪.‬‬ ‫‪ -2‬التدرب عمى طرؽ البحث كتحميؿ البيانات ‪ ،‬كىناؾ سمات يجب أف‬ ‫يتحمى بيا األخصائى ‪ ،‬مثؿ القدرة عمى المبلحظة ‪ ،‬معرفة الطرقة‬ ‫التى عف طريقيا يقؼ عمى اتجاىات الرأل العاـ ‪.‬‬ ‫‪ -3‬التعرؼ عمى أنكاع البرامج البلزمة ‪ :‬إف األخصائى االجتماعى يجب‬ ‫أف يثقؼ عمى تفاصيؿ دقيقة لمشركعات اجتماعية كثيرة ‪ ،‬كيعرؼ‬ ‫نقاط الضعؼ كالقكة فى الجيكد السابقة ‪ ،‬كأسباب النجاح كالفشؿ فى‬ ‫كؿ حالة ‪.‬‬ ‫‪ -4‬دراسة طرؽ االتصاؿ كاعداد القادة المحمييف لدكرىـ ‪ ،‬كذلؾ ألف‬ ‫لمقادة المحمييف أث انر كبي انر فى النيكض بالمجتمعات ‪ ،‬كىذا يعتبر مف‬ ‫الميارات األساسية لؤلخصائى االجتماعى فى طريقة تنظيـ المجتمع‬ ‫كإحدل الطرؽ الرئيسة فى مينة الخدمة االجتماعية ‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ -5‬التدريب عمى أفضؿ طرؽ اإلعبلـ ‪ ،‬كذلؾ ألف نجاح أل مشركع‬ ‫يتكقؼ عمى القياـ بحمبلت لتنكير الرأل العاـ بطبيعة نشاط المؤسسة‬ ‫كالخدمات التى تسعى إلى تحقيقيا ‪ ،‬كليذا كاف مف األشياء اليامة أف‬ ‫تتضمف برامج إعداد األخصائييف االجتماعيف التدريب عمى أفضؿ‬ ‫طرؽ اإلعبلـ ‪)(.‬‬ ‫ثالثاً – األدوار الوظيفية لمخدمة االجتماعية‪:‬‬ ‫يقكـ األخصائييف االجتماعييف فى مجاالت الخدمة االجتماعية كافة ‪،‬‬ ‫بأدكار تنتمى المينة كتدخؿ فى صميـ عمميا ‪ ، ،‬إذ أف بنيتو التعميمية‬ ‫كتأىيمو العممى يسمح لو بذلؾ كيساعده عمى النجاح فى ىذا الدكر‬ ‫المجاؿ العمالى ‪:‬‬ ‫تتركز كظيفة الخدمة االجتماعية بالمجاؿ العمالى فى تنظيـ قكاعد العمؿ‬ ‫التنظيمى ‪ ،‬كيتكقؼ نجاح الخدمة االجتماعية بالمجاؿ العمالى عمى قدر‬ ‫فيـ األخصائى االجتماعى لكظيفتة كالمينة التى ينتمى الييا ‪ ،‬فيك يستطيع‬ ‫مف خبلؿ كظيفتو أف يسيـ فى عممية اختيار المكظفيف الجدد فى إطار‬ ‫تكافؽ قدراتيـ كمياراتيـ كميكليـ مع العمؿ المرشحيف لو ‪.‬كيساعد‬ ‫األخصائى االجتماعى العماؿ كالمكظفيف الجدد عمى التكيؼ مع أعماليـ‬ ‫كالتدريب كالمتابعة ‪ ،‬خاصة كأف ىؤالء عادة يحممكف ثقافات فرعية متباينة ‪،‬‬ ‫يمكف أف تقكض تكيفيـ مع زمبلئيـ كالتكافؽ معيـ ‪ ،‬ككذلؾ تتناكؿ الخدمة‬ ‫‪11‬‬ ‫االجتماعية المشاكؿ الخاصة باإلنتاج ‪ ،‬كنظاـ الحكافز كاصابات العمؿ‬ ‫كالظكاىر السمبية بالمؤسسة كتحاكؿ أف تحميا ‪.‬‬ ‫كمف ضمف أدكارىا فى ىذا المجاؿ كذلؾ االتصاؿ بكسائؿ اإلعبلـ ‪،‬‬ ‫كتقديـ أبطاؿ اإلنتاج فى الصحؼ ؛ مما يسيـ فى تركيج نشاط المؤسسة‬ ‫كمنتجاتيا ‪ ،‬فضبلن عف تنظيـ حفبلت تكريـ أبناء العامميف المتفكقيف دراسيان‬ ‫الداخمى لممؤسسة ‪.‬كاستقباؿ طبلب‬ ‫‪ ،‬مما يسيـ فى إرضاء الجميكر‬ ‫الجامعات كالمدارس كاثراء كعييـ بنشاط المؤسسات كأىدافيا كالخدمات التى‬ ‫تقدميا لممجتمع ‪)(.‬‬ ‫‪-1‬المجاؿ الطبى ‪:‬‬ ‫إلى إعبلـ الجماىير‬ ‫تيدؼ الخدمة االجتماعيةفى المجاؿ الطبى‬ ‫بالخدمات الصحية بالمستشفى ‪ ،‬كمحاكلة كسب ثقتيا كتأييدىا كتنمية الكعى‬ ‫الصحى فى المجتمع تيدؼ إلى محاربة الشائعات كمحك سكء التفاىـ ‪ ،‬فيما‬ ‫يتعمؽ بنكعية الرعاية الطبية المقدمة ‪ ،‬فضبلن عف تحسيف العبلقة بيف الفريؽ‬ ‫المعالج كالمرضى ‪ ،‬كيمجأ األخصائى االجتماعى فى إطار العبلقات العامة‬ ‫بالمستشفيات إلى كسائؿ االتصاؿ كاإلعبلـ كاعداد النشرات ك الكتيبات ‪..‬‬ ‫‪11‬‬ ‫إلى غير ذلؾ ‪.‬كيمكف رصد بعض كاجبات اإلخصائى االجتماعى فى إطار‬ ‫العبلقات العامة بالمجاؿ الطبى فيما يمى ‪:‬‬ ‫التحدث باسـ المستشفى أماـ الصحافة أك الجميكر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫استطبلع رأل الجميكر ؛ مما يسيـ فى تحسيف بعض األكضاع‬ ‫‪-‬‬ ‫السمبية ‪.‬‬ ‫رسـ خطة لئلعبلـ كبياف أكجو الخدمات كالرعاية الطبية كالصحية‬ ‫‪-‬‬ ‫فى المستشفى ‪.‬‬ ‫اإلشراؼ عمى العبلقات بيف ىيئة التمريض كالفريؽ العبلجى‬ ‫‪-‬‬ ‫كالمرضى ‪.‬‬ ‫العمؿ عمى تييئة جك مف اليدكء بالمستشفى بكافة السبؿ ‪)(.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫المجاؿ المدرسى ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫تيدؼ الخدمة االجتماعية المدرسية إلى إعبلـ الجماىير بنشاط‬ ‫المدرسة ‪ ،‬كمحاكلة كسب ثقتيا كتأييدىا ‪ ،‬كتنمية الكعى بأىمية‬ ‫التربية فى المجتمع ‪ ،‬كما تيدؼ إلى تحسيف العبلقات بيف المدرسيف‬ ‫كاآلباء ‪ ،‬ككذلؾ العناية بالمبنى المدرسى كاالىتماـ بالنكاحى الرياضية‬ ‫كاالجتماعية كالعممية‪ ،‬كالعمؿ عمى زيادة مرتبات المعمميف كالعناية‬ ‫بشئكنيـ ‪.‬كيتعيف عمى األخصائى االجتماعى فى المدرسة أف يدرس‬ ‫كؿ جميكر عمى حدا ( التبلميذ‪ -‬المدرسيف‪ -‬اآلباء أك أكلياء األمكر)‬ ‫‪12‬‬ ‫‪ ،‬كأف يتعرؼ إلى شعكر الطبلب إزاء المدرسة كالعمؿ عمى تعاكنيـ‬ ‫مع المدرسيف كاحداث التكافؽ بينيـ كبيف المدرسيف كأكلياء األمكر ‪،‬‬ ‫كادارة المدرسة ‪ ،‬كيمكف رصد أىـ كاجبات األخصائى االجتماعى‬ ‫بالمدرسة فيما يمى ‪:‬‬ ‫‪ -‬نشر الكعى التربكل بيف األىالى ‪.‬كتفسير سياسات التعمـ كاعبلميـ‬ ‫بكؿ ما يتـ إنجازه مف مشركعات بالمدرسة كتصحيح األفكار الخاطئة‬ ‫عف المدرسة ‪.‬‬ ‫‪ -‬دراسة رغبة أىؿ المنطقة التى تكجد المدرسة فى نطاقيا ‪ ،‬كالتعرؼ إلى‬ ‫مشاكميا كقياس احتياجاتيا كالمساعدة فى إشباع ىذه االحتياجات مف‬ ‫خبلؿ المدرسة ‪.‬‬ ‫‪ -‬التحدث باسـ المدرسة أماـ الصحافة أك الجميكر ‪.‬‬ ‫‪ -‬رسـ خطة اإلعبلـ كبياف أكجو النشاط فى المدرسة ‪.‬‬ ‫‪ -‬يعتبر األخصائى كخبير عبلقات عامة حمقة الكصؿ بيف الك ازرة‬ ‫كالمدرسة ‪ ،‬كىك مسئكؿ عف كافة االتصاالت بالمجاف كالجمعيات‬ ‫كالييئات المعنية بشئكف التعميـ ‪.‬‬ ‫‪ -‬تنمية العبلقات الطيبة بيف المدرسيف كجميكر المدرسة مف خبلؿ‬ ‫اإلشراؼ عمى الطمبة المغتربيف ‪ ،‬كاقامة الحفبلت المدرسية كالمعارض‬ ‫‪ ،‬كانشاء األندية كتنشيط اإلذاعة المدرسية ‪ ،‬كاصدار مجمة مدرسية‬ ‫كتنظيـ الرحبلت الترفييية كالندكات لمطبلب كلآلباء‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ -‬تحسيف العبلقة بيف اآلباء كالمعمميف كزيادة مساىمتيما معان فى مكاجية‬ ‫مشكبلت كحاجات الطمبة بالمدرسة ‪)(.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬عالقة عمـ االجتماع بالعموـ الطبيعية‪:‬‬ ‫يشػ ػػى ت ػ ػراث عمػ ػػـ االجتمػ ػػاع بتػ ػػأثير عممػ ػػاء االجتمػ ػػاع األكائػ ػػؿ بالتقػ ػػدـ‬ ‫العممػػي فػػي مجػػاؿ العمػػكـ الطبيعيػػة كقػػدرتيا عمػػى اسػػتنتاج القػكانيف كالنظريػػات‬ ‫العمميػػة الرص ػػينة الت ػػي تؤك ػػدىا الش ػكاىد الميداني ػػة أك أع ػػادة التجرب ػػة العممي ػػة‪،‬‬ ‫األم ػ ػػر ال ػ ػػذم ظي ػ ػػر ف ػ ػػي اقتب ػ ػػاس بع ػ ػػض العمم ػ ػػاء ل ػ ػػبعض المفيكم ػ ػػات مث ػ ػػؿ‬ ‫"الباثكلكجيػ ػ ػػة‪ -‬كالفيزيػ ػ ػػاء االجتماعيػ ػ ػػة‪ ،‬كاالسػ ػ ػػتاتيكا االجتماعيػ ػ ػػة كالػ ػ ػػديناميكا‬ ‫االجتماعي ػػة‪ ،‬كالبن ػػاء العض ػػكم كالفس ػػيكلكجيا االجتماعي ػػة إل ػػى غي ػػر ذل ػػؾ م ػػف‬ ‫المفيكمػػات‪ ،‬بػػؿ ال يسػػتطيع أحػػد أف ينكػػر أف الػػدافع الرئيسػػي مػػف نشػػأة عمػػـ‬ ‫االجتمػػاع عنػػد ركاده‪ ،‬ىػػك محاكلػػة التكصػػؿ إلػػى الق ػكانيف العمميػػة التػػي تحكػػـ‬ ‫الظكاىر االجتماعية مثمما تكصمت العمػكـ الطبيعيػة إلػى القػكانيف العمميػة التػي‬ ‫تحكـ الظكاىر التي تقع في إطار دراستيا‪.‬‬ ‫كمما ال جداؿ فيو أف عبلقة عمـ االجتمػاع بػالعمكـ الطبيعيػة لػـ تنقطػع‬ ‫اء أكانت طبيعية أـ إنسػانية تظيػر فػي‬ ‫أبدا‪ ،‬كذلؾ ألف االىتمامات العممية سك ن‬ ‫ن‬ ‫مجتمػػع كاحػػد يتػػأثر بيػػا كػػؿ مػػف اإلنسػػاف كالطبيعػػة بػػؿ إف اليػػدؼ الػرئيس مػػف‬ ‫العم ػ ػكـ الطبيعيػ ػػة ى ػ ػك سػ ػػيطرة اإلنسػ ػػاف عمػ ػػى العػ ػػالـ الطبيعػ ػػي فػ ػػي المجتمػ ػػع‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫كالعم ػػؿ م ػػف أج ػػؿ ت ػػذليؿ البيئ ػػة لخدم ػػة اإلنس ػػاف كتحقي ػػؽ س ػػعادتو ف ػػي‬ ‫المجتمع ‪.‬إف العمكـ اإلنسانية بمػا فػييبل مػف عمػكـ الفمسػفة كالمنطػؽ كاألخػبلؽ‬ ‫كمػ ػػا ظيػ ػػرت فػ ػػي العصػ ػػكر القديمػ ػػة كفػ ػػي المجتمعػ ػػات الشػ ػػرقية أك ف ػ ػي بػ ػػبلد‬ ‫اإلغري ػؽ تكضػػح أف الس ػبؽ العممػػي كػػاف ليػػذه العمػػكـ‪.‬كىػػذا مػػا يؤكػػده عممػػاء‬ ‫العمػػكـ الطبيعيػػة أنفسػػيـ‪.‬كمػػا جػػاءت عمميػػة التطػػكر خػػبلؿ العصػػكر الكسػػطى‬ ‫أحػػد م ارحػػؿ االنتقػػاؿ إلػػى العصػػكر الحديثػػة‪ ،‬لتؤكػػد أف جميػػع نظريػػات كمنػػاىج‬ ‫العمػػكـ الطبيعيػػة‪ ،‬كانػػت أفكػػار كخيػػاؿ عممػػي(‪ ،) 3‬تػػـ أج ػراء التجػػارب المتكػػررة‬ ‫حتى تـ التحقؽ مف صدقو‪.‬‬ ‫‪ -1‬عمـ االجتماع والطمب‪:‬‬ ‫تظيػػر الباثكلكجيػػة البيكلكجيػػة فػػي المجتمػػع نتيجػػة التفاعػػؿ االجتمػػاعي‬ ‫بعضا‪ ،‬فضبلن عف احتكاؾ اإلنسػاف بالبيئػة كمػا تحممػو مػف‬ ‫ن‬ ‫بيف الناس بعضيـ‬ ‫عناصػػر أك فيركس ػػات قػػد تص ػػيب اإلنسػػاف‪ ،‬كرغ ػػـ تقػػدـ العم ػػكـ الطبي ػة كأح ػػد‬ ‫فػ ػػركع العمػ ػػكـ الطبيعيػ ػػة اليامػ ػػة فػ ػػي المجتمػ ػػع فإنيػ ػػا ال تسػ ػػتطيع أف تتجاىػ ػػؿ‬ ‫الدراسات االجتماعية كنتائجيا‪ ،‬حيث إنيا تستفيد مف نتائج تمؾ الد ارسػات فػي‬ ‫التعرؼ إلى المجتمع كمشاكمو كتفسيرىا‪.‬‬ ‫فالطب كعمـ يرتبط بعمـ االجتماع فثمػة قكاسػـ مشػتركة بينيمػا فكبلىمػا‬ ‫يي ػػتـ بد ارس ػػة مش ػػكبلت اإلنسػ ػاف ف ػػي المجتم ػػع‪.‬ع ػػف طري ػػؽ اس ػػتخداـ الم ػػنيج‬ ‫العمم ػػي ال ػػذم يس ػػتند إل ػػى ط ػػرؽ كأس ػػاليب كأدكات ت ػػـ االتف ػػاؽ بص ػػددىا ب ػػيف‬ ‫العممػػاء‪.‬ى ػػذا فضػ ػبلن ع ػػف أف ع ػػالـ الطػػب كالطبي ػػب ييتم ػػاف بأس ػػاليب كط ػػرؽ‬ ‫‪15‬‬ ‫د ارسػػة الظ ػكاىر االجتماعيػػة األمػػر الػػذم ترتػػب عميػػو أف أصػػبحت مػػادة عمػػـ‬ ‫االجتماع مف المكاد المقررة في كميػات الطػب كالصػيدلة كالتمػريض فػي الكقػت‬ ‫الراىف‪.‬‬ ‫كنجػ ػػد بكميػ ػػات الطػ ػػب قسػ ػػـ الطػ ػػب المجتمعػ ػػي كنجػ ػػد فػ ػػي فػ ػػركع عمػ ػػـ‬ ‫‪ Medical sociology‬كمػػا‬ ‫االجتمػػاع‪ ،‬فػػرع يسػػمى عمػػـ االجتمػػاع الطبػػي‬ ‫نجػػد فػػركع أخػػرل متخصصػػة فػػي عمػػـ االجتمػػاع الطبػػي كالتػػي يطمػػؽ عمييػػا‬ ‫سكسػػيكلكجيا المستشػػفى ‪ Sociology of hospital‬أحػػد المجػػاالت اليامػػة‬ ‫الت ػ ػ ػػي تي ػ ػ ػػتـ بد ارس ػ ػ ػػة األمػ ػ ػ ػراض المتكطن ػ ػ ػػة كغي ػ ػ ػػر المتكطن ػ ػ ػػة كتنظ ػ ػ ػػيـ إدارة‬ ‫المستشفيات‪ ،‬كأسػاليب رعايػة المرضػى‪....‬كالطاقػة اإلنتاجيػة المثمػى لكػؿ مػف‬ ‫الفئػػات العاممػػة بالمستشػػفى مثػػؿ األطبػػاء‪ ،‬كىيئػػة التم ػريض‪ ،‬كالفئػػات المينيػػة‬ ‫المعاكنة األخرل‪.‬‬ ‫كيي ػػتـ عمم ػػاء الط ػػب كاالجتم ػػاع باالس ػػتفادة م ػػف خبػ ػرات تخصص ػػاتيـ‬ ‫الميني ػػة كد ارس ػػتيـ األكاديمي ػػة‪.‬فع ػػالـ الط ػػب أك الطبي ػػب المع ػػالج ال يمك ػػف أف‬ ‫يشػػخص حالػػة مرضػػاه دكف الرجػػكع إلػػى كثيػػر مػػف المتغي ػرات السكسػػيكلكجية‪:‬‬ ‫مثػػؿ التػػاريخ المرضػػي لممػريض أسػرتو كمػػا يعػػرؼ بالحالػػة المرضػػية‪ ،‬كالكضػػع‬ ‫الطبقػػي‪ ،‬كالمينػػة‪ ،‬كالػػدخؿ كاألسػرة‪ ،‬كمسػػتكل التعمػػيـ‪ ،‬كالثقافػػة(‪....)4‬إلػػى غيػػر‬ ‫ذلؾ‪.‬‬ ‫‪ -2‬عالقة عمـ االجتماع باليندسة‪:‬‬ ‫‪16‬‬ ‫م ػ ػػا م ػ ػػف ش ػ ػػؾ أف رج ػ ػػؿ ع ػ ػػالـ اليندس ػ ػػة يس ػ ػػتفيد م ػ ػػف نت ػ ػػائج البح ػ ػػكث‬ ‫كالدراسات التػي يجرييػا عػالـ االجتمػاع ‪ ،‬فعنػد التخطػيط لممػدف كتعبيػد الطػرؽ‬ ‫كاقام ػػة الم ػػدف كالمجتمع ػػات الجدي ػػدة عم ػػى س ػػبيؿ المث ػػاؿ‪ ،‬يي ػػتـ ع ػػالـ اليندس ػػة‬ ‫باألبعاد كالمتغيرات السكسيكلكجية مثؿ البيئة االجتماعيػة كالكضػع االقتصػادم‬ ‫جاذبػ ػػا‬ ‫ك كالطبقػ ػػي‪ ،‬كالمسػ ػػتكل الثقػ ػػافي‪....‬كالتػ ػػي قػ ػػد تجعػ ػػؿ المكػ ػػاف الجديػ ػػد ن‬ ‫لمسكاف أـ ال‪.‬كم ػػا أف رجػ ػػؿ االجتم ػػاع عنػ ػػد أج ػ ػراء د ارس ػػتو ييػ ػػتـ بالد ارسػ ػػات‬ ‫اليندسػػية التػػي قػػد تػػؤثر بشػػكؿ كاضػػح فػػي سػػكاف المكػػاف كتسػػعد حيػػاتيـ أك‬ ‫العكس‪.‬‬ ‫باإلض ػػافة إل ػػى أف د ارس ػػة ت ػػاريخ العم ػػارة كاليندس ػػة أك نكعي ػػة اإلنش ػػاء‬ ‫كالبنػ ػ ػػاء فػ ػ ػػي المجتمػ ػ ػػع الحػ ػ ػػديث‪ ،‬ال يمكػ ػ ػػف أف يتجاىػ ػ ػػؿ مجمكعػ ػ ػػة العكامػ ػ ػػؿ‬ ‫كالمؤش ػرات االجتماعيػػة كاالقتصػػادية كالثقافيػػة كالمينيػػة كالطبقيػػة كالتش ػريعات‬ ‫القانكني ػػة الت ػػي ارتبط ػػت بي ػػا نم ػػاذج العم ػػارة كاليندس ػػة الت ػػي كج ػػدت بالفع ػػؿ‪.‬‬ ‫كما ترتبط كثير مف فنكف العمارة كالبنػاء بالتػاريخ االجتمػاعي لمعصػكر‬ ‫فعمػى سػػبيؿ المثػػاؿ نجػػد العمػػار الفرعكنيػػة أك اإلسػػبلمية أك المسػػيحية أك تقسػػـ‬ ‫(‪)5‬‬ ‫أك الفرنسػية‪.....‬إلػى‬ ‫كفقنا لطبيعة المجتمعات مثؿ البريطانية‪ ،‬أك االيطاليػة‬ ‫غير ذلؾ‪.‬‬ ‫‪ -3‬عالقة عمـ االجتماع بالفيزياء‪:‬‬ ‫‪17‬‬ ‫أف الي ػػدؼ الرئيس ػػي كالمش ػػترؾ ب ػػيف عم ػػـ االجتم ػػاع كالعم ػػكـ الطبيعي ػػة‬ ‫كالفيزيػػاء مػػف بينيػػا ىػػك الفيػػـ السػػميـ لممجتمػػع كالكػػكف ك مػػا يشػػتمؿ عميػػو كميػػة‬ ‫م ػ ػػف ظػ ػ ػكاىر رغب ػ ػػة ف ػ ػػي التكص ػ ػػؿ إل ػ ػػى القػ ػ ػكانيف العممي ػ ػػة‪ ،‬أك النظري ػ ػػات أك‬ ‫التعميمػ ػػات التجريبيػ ػػة التػ ػػي تجعػ ػػؿ اإلنسػ ػػاف يسػ ػػيطر عمػ ػػى الكػ ػػكف كيخضػ ػػعو‬ ‫إلرادتو كيعيش حياة سعيدة‪ ،‬فاليدؼ األكؿ لمعمػـ ىػك إسػعاد اإلنسػاف كاالرتقػاء‬ ‫بػ ػػو كتييئػ ػػو لعبػ ػػادة الخػ ػػالؽ فػ ػػي جػ ػػك اجتمػ ػػاعي سػ ػػميـ نظيػ ػػؼ مػ ػػف األم ػ ػراض‬ ‫البيكلكجية كاالجتماعية‪.‬فالحكمة مف خمؽ اإلنساف ىي عبادة الرحمف‪.‬‬ ‫كتأثر عمماء االجتماع بالفيزياء‪ ،‬يتضح مف كثير مػف المفيكمػات التػي‬ ‫اقتبسػ ػػكىا مػ ػػف ىػ ػػذا العمػ ػػـ‪ ،‬كمنيػ ػػا مفيػ ػػكـ الفيزيػ ػػاء االجتماعيػ ػػة كالتػ ػػي كانػ ػػت‬ ‫ستصبح االسـ الجديد لعمـ االجتماع عمى يد أكجست ككنػت كالػذم عػدؿ عػف‬ ‫ى ػػذا االس ػػـ بع ػػد ظي ػػكر د ارس ػػة ف ػػي اإلحص ػػاء مكس ػػكمة بي ػػذا االس ػػـ‪.‬كعمم ػػاء‬ ‫الفيزيػ ػػاء ييتمػ ػػكف كػ ػػذلؾ بد ارسػ ػػة مشػ ػػكبلت الكػ ػػكف كالبيئػ ػػة الخارجيػ ػػة كالبيئػ ػػة‬ ‫الطبيعية‪ ،‬كالتعرؼ إلى الكائنػات كالمخمكقػات التػي تعػيش فييػا‪.‬كعميػو ظيػرت‬ ‫عمػػكـ بينيػػة بػػيف عمػػـ الطبيعػػة كالعمػػكـ االجتماعيػػة عامػػة كعمػػـ االجتمػػاع بكجػػو‬ ‫‪Ecology‬الػ ػػذم ييػ ػػتـ بالبيئػ ػػة الطبيعيػ ػػة‬ ‫مثػ ػػؿ االيككلكجيػ ػػا‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫كاالجتماعية أك بعبلقة اإلنساف بالبيئة‪.‬‬ ‫كاذا كاف عمـ الطبيعػة (الفيزيػاء) ييػتـ بالدرجػة األكلػى بد ارسػة عناصػر‬ ‫البيئ ػػة المكاني ػػة أك الككني ػػة‪ ،‬كعم ػػـ االجتم ػػاع يي ػػتـ بد ارس ػػة كمككن ػػات كأس ػػباب‬ ‫كعكامؿ كمظاىر البيئة االجتماعية التي يعيش فييا اإلنساف ذاتو‪.‬كعميػػو فػػإف‬ ‫‪18‬‬ ‫ميم ػ ػػة عم ػ ػػـ االجتم ػ ػػاع تكج ػ ػػو لد ارس ػ ػػة ظ ػ ػػركؼ البيئ ػ ػػة المكاني ػ ػػة كاالجتماعي ػ ػػة‬ ‫إف عبلقػػة عمػػـ الطبيعػػة (الفيزيػػاء) بعمػػـ االجتمػػاع تتضػػح مػػف‬ ‫كالثقافية‪.‬‬ ‫خػ ػ ػػبلؿ أىمي ػ ػ ػػة كبلىمػ ػ ػػا فيم ػ ػ ػػا يتعمػ ػ ػػؽ بد ارس ػ ػ ػػة البيئػ ػ ػػة الطبيعي ػ ػ ػػة (المكاني ػ ػ ػػة)‬ ‫كاالجتماعيػػة كالثقافيػػة لخدمػػة اإلنسػػاف كمسػػاعدتو عمػػى التكيػػؼ فػػي المجتمػػع‬ ‫الذم يحيى في إطاره(‪.) 6‬‬ ‫‪ -4‬عالقة عمـ االجتماع بعمـ اإلحياء (البيولوجيا)‪-:‬‬ ‫تػػأثر عممػػاء االجتمػػاع األكائػػؿ بعمػػـ األحيػػاء (البيكلكجيػػا)‪ ،‬كاتضػػح ذلػػؾ‬ ‫فػػي اسػػتعارتيـ كثيػػر مػػف مفيكم ػات عمػػـ االجتمػػاع مػػف ىػػذا العمػػـ‪.‬لدرجػػة أف‬ ‫كثير منيـ شبو المجتمع بالكائف الحي كأف كؿ جزء فيو لو كظيفة يقكـ بيا‪.‬‬ ‫كنجػػد ذلػػؾ عنػػد سبنسػػر كنظريتػػو عػػف المماثمػػة البيكلكجيػػة‪ ،‬كمحاكلتػػو‬ ‫لمكشؼ عف مكاطف التشػابو كاالخػتبلؼ بػيف المجتمػع كالكػائف العضػكم‪ ،‬حتػى‬ ‫يح ػػدد نكعيػ ػة الكظ ػػائؼ الت ػػي يق ػػكـ بي ػػا كػ ػبلن م ػػف االثن ػػيف‪ -‬المجتم ػػع كالك ػػائف‬ ‫العضػػكم‪ -‬كمعرفػػة طبيعػػة الخمػػؿ الػػكظيفي ليػػذه األعضػػاء‪.‬كجػػاءت كثيػػر مػػف‬ ‫أفكار عمماء االجتماع أك العمكـ االجتماعية األخرل لتقتبس مف أفكػار داركف‬ ‫‪ Darwn‬كنظريتو في أصؿ األنكاع كالبقاء لؤلصمح‪ ،‬لتطػكر مفػاىيـ كنظريػات‬ ‫سكسيكلكجية ترتبط كؿ منيا بعمـ البيكلكجيا‪.‬‬ ‫كم ػػا ج ػػاءت كثي ػػر م ػػف التحم ػػيبلت السكس ػػيكلكجية الحديث ػػة لتي ػػتـ مػ ػرة‬ ‫أخػػرل بأحيػػاء النظريػػات الداركنيػػة عػػف التطػػكر‪ ،‬أك نظريػػة المماثمػػة البيكلكجيػػة‬ ‫عنػػد سبنسػػر‪ ،‬كتطمػػؽ عمػػى نفسػػيا بالداركنيػػة المحدثػػة أك النظريػػات التطكريػػة‬ ‫‪19‬‬ ‫الحديثػ ػػة‪.‬كالتػ ػػي اىتمػ ػػت بمعالجػ ػػة العديػ ػػد مػ ػػف التطػ ػػكرات س ػ ػكاء فػ ػػي المجػ ػػاؿ‬ ‫االقتصادم أك التكنكلكجي أك الديمكجرافي(‪...) 7‬إلى غير ذلؾ‪.‬‬ ‫ثالثا‪ -‬عالقة عمـ االجتماع بالعموـ االجتماعية‪:‬‬ ‫أفضى تعدد أنشطة اإلنساف في المجتمػع إلػى تعػدد العمػكـ االجتماعيػة‬ ‫التػػي تيػػتـ بد ارسػػة تمػػؾ األنشػػطة‪.‬كعمػػى الػػرغـ مػػف أنيػػا كميػػا تيػػتـ باإلنسػػاف‬ ‫كالنػػاس الت ػػي تع ػػيش ف ػػي المجتمع ػػات اإلنس ػػانية‪ ،‬ف ػػإف كػ ػبلن مني ػػا يي ػػتـ بجان ػػب‬ ‫معيف مف جكانب الحياة االجتماعيػة‪ ،‬كمػف ثػـ كػؿ جانػب مػف ىػذه الحيػاة ييػتـ‬ ‫بػػو عمػػـ محػػدد‪ ،‬كلكػػؿ عمػػـ مػػف ىػػذه العمػػكـ مكضػػكعو المحػػدد كمجالػػو الخػػاص‬ ‫كيطمػ ػ ػ ػػؽ لفػ ػ ػ ػػظ العمػ ػ ػ ػػكـ االجتماعي ػ ػ ػ ػػة عمػ ػ ػ ػػى عمػ ػ ػ ػػـ االجتم ػ ػ ػ ػػاع‬ ‫بو‪.) 8(0‬‬ ‫كاالنثركبكلكجي ػ ػػا‪ ،‬كاالقتص ػ ػػاد كالسياس ػ ػػة‪ ،‬كعم ػ ػػـ ال ػ ػػنفس‪ ،‬كالت ػ ػػاريخ‪ ،‬كالق ػ ػػانكف‪،‬‬ ‫كيبلحظ أف بعػض أبحػاث عمػـ الػنفس ال‬ ‫كالخدمة االجتماعية‪ ،‬كالسياحة‪.‬‬ ‫تدخؿ فنطاؽ العمكـ االجتماعية كىػي التػي تتنػاكؿ السػمكؾ الحيػكاني حيػث أنػو‬ ‫إنسانيا‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ال يعد سمك نكا‬ ‫أما الجغرافيا فيقع جانػب كبيػر منيػا كىػك الجانػب الػذم يتنػاكؿ السػطح‬ ‫كالمن ػػاخ خػ ػػارج نطػ ػػاؽ العمػ ػػكـ االجتماعي ػػة‪ ،‬بينمػ ػػا تتػ ػػداخؿ المكضػ ػػكعات ذات‬ ‫الصبغة االقتصادية فػي مباحػث عمػـ االقتصػاد‪.‬أمػا المكضػكعات التػي تتعمػؽ‬ ‫بالجكانب البشرية فتتػدخؿ مػع مباحػث األنثربكلكجيػا كاأليككلكجيػا البشػرية التػي‬ ‫تعني بيا عمـ االجتماع‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫اجتماعيػ ػػا ألنػ ػػو ال يحتػ ػػكم عمػ ػػى‬ ‫ن‬ ‫عممػ ػػا‬ ‫كبالنسػ ػػبة لئلحصػ ػػاء فػ ػػبل يعػ ػػد ن‬ ‫كمػػا يطمػػؽ‬ ‫أسمكبا في الدراسة كالبحث‪.‬‬ ‫ن‬ ‫مضمكف اجتماعي‪ ،‬كانما يمثؿ‬ ‫اص ػػطبلح العم ػػكـ اإلنس ػػانية ف ػػي الع ػػادة عم ػػى عم ػػـ االجتم ػػاع كاالنثركبكلكجي ػػا‬ ‫كاالقتص ػػاد كالسياسػ ػػة كعم ػػـ الػ ػػنفس‪ ،‬كقػ ػػد ي ػػدخؿ فػ ػػي دائرتي ػػا التػ ػػاريخ ككػ ػػذلؾ‬ ‫اإلدارة‪.‬كتختمػ ػػؼ العمػ ػػكـ اإلنسػ ػػانية عػ ػػف اإلنسػ ػػانيات التػ ػػي يقصػ ػػد بيػ ػػا األدب‬ ‫كالفمسفة كالفف(‪.) 9‬‬ ‫كعمػػى الػػرغـ مػػف أف ثمػػة عبلقػػة بػػيف عمػػـ االجتمػػاع كالعمػػكـ الطبيعيػػة‬ ‫أكضػػحناىا فػػي الصػػفحات الفائتػػة‪ ،‬فػػإف عبلقتػػو بػػالعمكـ االجتماعيػػة األخػػرل‬ ‫أقكل‪.‬كيتضح ذلؾ فيما يمي‪:‬‬ ‫‪ -1‬عالقة عمـ االجتماع باالقتصاد‪.‬‬ ‫عمـ االقتصاد ييتـ بدراسة نظـ اإلنتاج كالتكزيع كاالستيبلؾ كقػد عرفػو‬ ‫"آدـ سػػميث" بأنػػو العمػػـ الػػذم يػػدرس طبيعػػة ثػػركة األمػػـ‪.‬كأسػػبابيا كاسػػتيبلكيا‬ ‫كذلػػؾ عػػاـ ‪ 1776‬فػػي كتابػػو الشػػيير ثػػركة األمػػـ‪.‬كلمػػا كانػػت الػػنظـ كالظػكاىر‬ ‫المختمفة في المجتمع تتفاعؿ فيما بينيا‪ ،‬كتتبػادؿ التػأثير فػإف عممػاء االجتمػاع‬ ‫في دراساتيـ ييتمكف بدراسة تأثير الظػكاىر االقتصػادية فػى البنػاء االجتمػاعي‬ ‫كآليات الحد مف اآلثار السمبية ليذا التأثير(‪.) 10‬‬ ‫‪21‬‬ ‫كعمي ػػو يي ػػتـ عم ػػـ االجتم ػػاع بد ارس ػػات االقتص ػػاد كيس ػػتفيد مني ػػا كك ػػذلؾ‬ ‫ييػػتـ عمػػـ االقتصػػاد بالد ارسػػات التػػي تجػػرم فػػي إطػػار عمػػـ االجتمػػاع‪ ،‬حتػػى‬ ‫يس ػ ػػتطيع د ارس ػ ػػة الظػ ػ ػكاىر االجتماعي ػ ػػة كيص ػ ػػؿ إل ػ ػػى الحم ػ ػػكؿ الس ػ ػػديدة لي ػ ػػا‪.‬‬ ‫كالتػي تسػيـ فػػي الحػد مػػف المشػكمة االجتماعيػة كالقضػػاء عمييػا‪.‬كعميػػو‬ ‫فثمة عبلقة بيف عمـ االقتصاد كعمـ االجتماع فعمى سػبيؿ المثػاؿ الثػركة كأحػد‬ ‫أى ػػـ مكض ػػكعات عم ػػـ االقتص ػػاد ال تكج ػػد إال ف ػػي مجتم ػػع‪ ،‬كال تن ػػتج إال ع ػػف‬ ‫طريػ ػ ػػؽ أيػ ػ ػػدم عاممػ ػ ػػة‪ ،‬كال تتػ ػ ػػداكؿ إال بػ ػ ػػيف أف ػ ػ ػراد تػ ػ ػػربطيـ نظػ ػ ػػـ كعبلقػ ػ ػػات‬ ‫اجتماعية(‪.) 11‬‬ ‫‪ -2‬عالقة عمـ االجتماع واإلحصاء‪:‬‬ ‫ييػدؼ أم عمػػـ مػػف العمػػكـ إلػػى الد ارسػػة العمميػػة لمظػكاىر التػػي تقػػع فػػي‬ ‫نطػػاؽ تخصصػػو كالتكصػػؿ إلػػى العبلقػػات االرتباطيػػة التػػي تربطيػػا بغيرىػػا مػػف‬ ‫الظػ ػكاىر اآلخ ػػرل أك المتغيػ ػرات م ػػف أج ػػؿ التع ػػرؼ إل ػػى العكام ػػؿ الت ػػي تس ػػبب‬ ‫ظيػ ػػكر تمػ ػػؾ الظ ػ ػكاىر فػ ػػي المجتمػ ػػع‪ ،‬كمػ ػػف أجػ ػػؿ القيػ ػػاس االجتمػ ػػاعي لتمػ ػػؾ‬ ‫العبلقػػات يػػتـ االسػػتعانة باإلحصػػاء كالتػػي تعػػد القنط ػرة التػػي تمػػر مػػف خبلليػػا‬ ‫المعمكمػ ػػات كالبيانػ ػػات لتتحػ ػػكؿ إلػ ػػى قضػ ػػايا مصػ ػػاغة تكضػ ػػح عبلقػ ػػات ت ػ ػربط‬ ‫الظكاىر ببعضيا‪.‬‬ ‫كعميو فأم عمـ مف العمكـ ال تتحقؽ لو صػفة العمػـ إال إذا اعتمػد عمػى‬ ‫مقػػاييس إحصػػائية لقيػػاس العبلقػػات بػػيف المتغي ػرات التػػي يقػػكـ بد ارسػػتيا األمػػر‬ ‫‪22‬‬ ‫الذم يشير إلى أىمية اإلحصاء بالنسبة إلى العمكـ كافة كلػيس عمػـ االجتمػاع‬ ‫كحسب‪.‬‬ ‫‪ -3‬عالقة عمـ االجتماع باالنثروبولوجيا‪:‬‬ ‫ظير مصطمح األنثركبكلكجيا في بريطانيا عاـ ‪ 1593‬ككاف المقصػكد‬ ‫بػػو د ارسػػة اإلنسػػاف مػػف جميػػع جكانبػػو الطبيعيػػة‪ ،‬كالسػػيككلكجية كاالجتماعيػػة‪،‬‬ ‫ككممػػة انثركبكلكجيػػا مػػف الناحيػػة االشػػتقاقية مشػػتقة مػػف الكممػػة‬ ‫كالثقافية‪.‬‬ ‫اإلغريقية ‪ Anthropo‬أم اإلنسػاف‪ ،‬كالمفظػة ‪ logy‬أم العمػـ أم معناىػا عمػـ‬ ‫دراسة اإلنساف‪.‬‬ ‫كيتضح مف ذلؾ أف ثمة عبلقة بيف عمػـ االجتمػاع كاالنثركبكلكجيػا فػي‬ ‫ككنيما يدرسػاف المجتمػع كاإلنسػاف حيػث إف د ارسػتيما كأبحاثيمػا تنصػب عمػى‬ ‫أكاديميػا ذا‬ ‫ن‬ ‫عممػا‬ ‫كفي الجامعات البريطانيػة نجػد االنثركبكلكجيػا ن‬ ‫اإلنساف‪.‬‬ ‫تقاليد أقكل مف تقاليد عمـ االجتماع‪ ،‬بينمػا نجػد االنثركبكلكجيػا كعمػـ االجتمػاع‬ ‫مع ػػا مج ػػاالن كاح ػ نػدا م ػػف مج ػػاالت‬ ‫ف ػػي كثي ػػر م ػػف الجامع ػػات األمركي ػػة يم ػػثبلف ن‬ ‫الدراسة‪.‬كىذا يشي بقكة العبلقة بينيما‪.‬‬ ‫كم ػػع ذل ػػؾ فين ػػاؾ أكج ػػو اخ ػػتبلؼ ب ػػيف العمم ػػيف‪ ،‬فاالنثركبكلكجي ػػة تي ػػتـ‬ ‫بدراسة اإلنساف البػدائي أك غيػر المػتعمـ‪ ،‬بينمػا يتنػاكؿ عمػـ االجتمػاع بالد ارسػة‬ ‫‪23‬‬ ‫ػدما‪ ،‬فضػبلن عػػف أف االنثركبكلكجيػػكف يميمػػكف إلػػى د ارسػػة‬ ‫الحضػػارات األكثػػر تقػ ن‬ ‫المجتمعات مف كؿ جكانبيا دراسة كمية شاممة‪.‬‬ ‫غالبا‪ -‬إلى دراسة قطاعات أك أجزاء‬ ‫أما عمماء االجتماع فيميمكف‪ -‬ن‬ ‫معينة مف المجتمع‪.‬كأف يدرسكا نظاـ بعينو أك عممية كالحراؾ االجتماعي‪.‬‬ ‫كعادة ما يعيش االنثربكلكجيكف في المجتمع الذم يدرسو‪.‬حيث يبلحظكف‬ ‫السمكؾ مبلحظة مباشرة‪.‬‬ ‫فغالبا ما يعتمدكف عمى اإلحصاءات أك‬ ‫أما عمماء االجتماع ن‬ ‫االستبيانات‪.‬فضبلن عف أف الكسط الطبيعي لعالـ االنثركبكلكجيا المجتمعات‬ ‫المحمية الصغيرة‪ ،‬بينما عالـ االجتماع يدرس التنظيمات الكبرل كالعمميات‬ ‫االجتماعية المعقدة(‪.) 12‬‬ ‫‪ -4‬عالقة عمـ االجتماع بالتاريخ‪:‬‬ ‫تعنى كممة تاريخ أنيػا اإلعػبلف عػف الكقػت كمػا كقػع خػبلؿ ىػذا الكقػت‬ ‫مػػف حػكادث ككقػػائع‪.‬فالتػػاريخ ىػػك د ارسػػة ماضػػي المجتمعػػات اإلنسػػانية كعميػػو‬ ‫فالتاريخ عمـ اجتماعي ألنو يحاكؿ معرفة الجكانػب الماضػية كتحقيقيػا كربطيػا‬ ‫كثمػػة ارتبػػاط بػػيف عمػػـ التػػاريخ كعمػػـ االجتمػػاع فإننػػا إذا‬ ‫بعضيا ببعض‪.‬‬ ‫أردنا أف نفيـ أم ظاىرة أك مكقؼ اجتماعي البد مف التعرؼ إلى تطكرىػا فػي‬ ‫كالتػ ػػاريخ كاألحػ ػػداث التاريخيػ ػػة ىامػ ػػة بالنسػ ػػبة لرجػ ػػؿ االجتمػ ػػاع‬ ‫الماضي‪.‬‬ ‫حي ػػث إن ػػو ال يس ػػتطيع أف يفي ػػـ كيفس ػػر ظ ػػاىرة م ػػف الظػ ػكاىر إال بع ػػد د ارس ػػة‬ ‫‪24‬‬ ‫تطكرىػػا التػػاريخي كالتعػػرؼ إلػػي تػػاريخ السػػياؽ االجتمػػاعي التػػي ظيػػرت فيػػو‬ ‫كىذا ما جعؿ رايت ميمز يرل في كتابو المخيمة االجتماعية أنو ال منػاص مػف‬ ‫المعرفػػة التاريخيػػة لعػػالـ االجتمػػاع حتػػى يسػػتطيع أف يقػػكـ بميمتػػو إزاء تفسػػير‬ ‫الكقػ ػػائع االجتماعيػ ػػة كالتػ ػػي بػ ػػدكنيا (المعرفػ ػػة التاريخيػ ػػة) يصػ ػػبح عػ ػػاج اىز عػ ػػف‬ ‫التفسير السميـ لمكاقع االجتماعى‪.‬‬ ‫كعالـ التاريخ كذلؾ يستفاد مف الدراسات التي يجرييا عممػاء االجتمػاع‬ ‫في التعرؼ إلػى طبيعػة البنػاء االجتمػاعي التػي يكتػب عنيػا كطبيعػة العبلقػات‬ ‫كالبناء الطبقي كالتحكالت االجتماعية التي مرت بيػا الػنظـ االجتماعيػة ككيفيػة‬ ‫تأثيرىما في المجتمعات‪.‬‬ ‫كعمػػى الػػرغـ مػػف االرتبػػاط بػػيف عمػػـ التػػاريخ كاالجتمػػاع فػػإف ثمػػة بعػػض‬ ‫االختبلف ػػات بينيم ػػا‪ ،‬فع ػػالـ الت ػػاريخ ي ػػدرس الماض ػػي كع ػػالـ االجتم ػػاع ي ػػدرس‬ ‫فجػ ػ ػػكىر الخػ ػ ػػبلؼ‬ ‫الماضي كالحاضر كيسعى إلى استشراؼ المستقبؿ‪.‬‬ ‫بػػيف عمػػـ التػػاريخ كاالجتمػػاع ىػػك ىػػدؼ الد ارسػػة كالزاكيػػة التػػي ينظػػر كػػؿ منيمػػا‬ ‫بيا إلى المكضكع محؿ الدراسة‪.‬فعالـ التاريخ يدرس الظاىرة عمػى أنيػا حػدث‬ ‫يخيػػا‪ ،‬بينمػػا عػػالـ االجتمػػاع يدرسػػيا عمػػى أنيػػا ظػػاىرة قابمػػة لمتكػرار‬ ‫أك فعػبلن تار ن‬ ‫مثاؿ ظاىرة تعاطي المخدرات‪.‬‬ ‫‪ -5‬عالقة عمـ االجتماع بعمـ النفس(‪:) 13‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ييػ ػػتـ عمػ ػػـ الػ ػػنفس بد ارسػ ػػة السػ ػػمكؾ اإلنس ػ ػاني بأنكاعػ ػػو كافػ ػػة‪ ،‬الظػ ػػاىر‬ ‫كمػ ػ ػ ػػا ييػ ػ ػ ػػتـ عمػ ػ ػ ػػـ‬ ‫كالباطف كالشعكرم كغير الشعكرم‪ ،‬كالفطرم كالمكتسب‪.‬‬ ‫الػ ػ ػػنفس بد ارسػ ػ ػػة العمميػ ػ ػػات العقميػ ػ ػػة كػ ػ ػػاإلدراؾ كالتفكيػ ػ ػػر كالتخيػ ػ ػػؿ‪ ،‬كالتعمػ ػ ػػيـ‪،‬‬ ‫كالمشػػاعر‪ ،‬كالػػدكافع كالح ػكافز‪...‬إلػػى غيػػر ذلػػؾ‪.‬كتجػػرم ىػػذه الد ارسػػات فػػي‬ ‫الدرسػة فػي عمػـ الػنفس‪.‬كىنػاؾ فػرع فػي‬ ‫إطار شخصية الفرد حيث إنيا كحدة ا‬ ‫عمـ النفس يسمى عمـ النفس االجتماعي كىك الذم يدرس السمكؾ االجتماعي‬ ‫الناشئ عف التفاعبلت االجتماعية‪.‬كعميو فعمـ النفس ييػتـ بد ارسػة مكضػكعات‬ ‫يي ػػتـ بي ػػا عم ػػـ االجتم ػػاع مث ػػؿ االتجاى ػػات كالػ ػرأم الع ػػاـ كالفع ػػؿ االجتم ػػاعي‪،‬‬ ‫كعميو فعمـ الػنفس يشػترؾ مػع عمػـ االجتمػاع فػي د ارسػة‬ ‫كقياس العبلقات‪.‬‬ ‫السمكؾ اإلنساني كالشخصية اإلنسانية في السياؽ االجتماعي‪.‬‬ ‫كىنػ ػ ػػاؾ اتجػ ػ ػػاه داخػ ػ ػػؿ عمػ ػ ػػـ االجتمػ ػ ػػاع ييػ ػ ػػتـ كػ ػ ػػذلؾ بد ارسػ ػ ػػة الفعػ ػ ػػؿ‬ ‫االجتمػػاعي‪.‬كيسػػتفيد عممػػاء االجتمػػاع مػػف الد ارسػػات النفسػػية‪ ،‬ككػػذلؾ يسػػتفيد‬ ‫عمماء النفس مف الدراسات التي تجرم في إطػار عمػـ االجتمػاع كالتػي تكضػح‬ ‫األكضاع االجتماعية كاالقتصادية لممجتمع‪.‬‬ ‫‪ -6‬عالقة عمـ االجتماع باإلدارة‪:‬‬ ‫يع ػد عمػػـ اإلدارة مػػف العمػػكـ االجتماعيػػة التػػي انفصػػؿ حػػديثنا عػػف عمػػـ‬ ‫االقتصػػاد كأخػػذت مفػػاىيـ مثػػؿ ‪ Administration , Management‬كلقػػد‬ ‫ارتػػبط عمػػـ اإلدارة بعمػػـ االجتم ػاع فقػػد اىػػتـ عمػػـ االجتمػػاع بد ارسػػة المؤسسػػات‬ ‫‪26‬‬ ‫كالتنظيمػػات االجتماعيػػة‪ ،‬كعميػػو ظيػػر فػػرع مػػف فػػركع عمػػـ االجتمػػاع ىػػك عمػػـ‬ ‫اجتماع التنظيـ لييػتـ بد ارسػة طبيعػة اإلدارة داخػؿ التنظيمػات االجتماعيػة بػدء‬ ‫مػ ػ ػػف الشػ ػ ػػركات متعديػ ػ ػػة الجنسػ ػ ػػيات حتػ ػ ػػى جماعػ ػ ػػة أك تنظيمػ ػ ػػات عصػ ػ ػػابات‬ ‫كعميػػو ييػػتـ عمػـ االجتمػػاع بد ارسػػة سػػمككيات األفػراد داخػػؿ تمػػؾ‬ ‫األحداث‪.‬‬ ‫التنظيم ػػات م ػػف أج ػػؿ الكق ػػكؼ عم ػػى المش ػػكبلت الت ػػي تكاج ػػو األفػ ػراد ف ػػي تم ػػؾ‬ ‫المنظمات كالتكصؿ لحؿ فعاؿ ليا‪.‬‬ ‫‪ -7‬عالقة عمـ االجتماع بعمـ السياسة‪:‬‬ ‫يرتبط عمـ السياسة بعمـ االجتماع حيث إف القاسـ المشترؾ بينيما ىػك‬ ‫د ارسػػة اإلنسػػاف‪.‬كىنػػاؾ عػػدد غيػػر قميػػؿ مػػف عممػػاء السياسػػة يؤمنػػكف بتبعيػػة‬ ‫الكاقع السياسي لمكاقع االجتماعي‪.‬كمػ ػ ػ ػػف ىنػ ػ ػ ػػا فػ ػ ػ ػػإنيـ يحممػ ػ ػ ػػكف الظ ػ ػ ػ ػكاىر‬ ‫السياسية في ضكء البناء االجتماعي لممجتمع ككؿ‪.‬كت ػػـ تت ػػكيج ال ػػركابط الت ػػي‬ ‫بػػيف عمػػـ االجتمػػاع بعمػػـ السياسػػة مػػف خػػبلؿ ظيػػكر عمػػـ االجتمػػاع السياسػػي‪.‬‬ ‫كاذا كاف عمـ االجتماع العاـ ييػتـ بد ارسػة كػؿ الظػكاىر االجتماعيػة‪ ،‬فػإف عمػـ‬ ‫السياس ػػة ى ػػتـ بد ارس ػػة الظػ ػكاىر السياس ػػية كتأثيرى ػػا ف ػػي المجتم ػػع‪.‬كلق ػػد لع ػػب‬ ‫ىامػػا فػػي تطػػكر عمػػـ االجتمػػاع السياسػػي‪.‬‬ ‫دكر ن‬ ‫مػػاكس فيبػػر ك ركبػػرت ميشػػمز نا‬ ‫كمع ذلؾ ىناؾ اختبلفات أساسية بيف عمـ السياسة كعمػـ االجتمػاع السياسػي‪.‬‬ ‫كلقد عبر "ليبست ‪ Lipset‬عف ذلؾ قػائبلن "ييػتـ عمػـ السياسػة بػاإلدارة العامػة‪،‬‬ ‫‪27‬‬ ‫أم كيفية جعؿ التنظيمات الحككمية فعالة‪.‬أمػا عمػـ االجتمػاع السياسػي فييػتـ‬ ‫بالبيركقراطية كمشكبلتيا الداخمية(‪.) 14‬‬ ‫‪ -8‬عالقة عمـ االجتماع بالفمسفة‪:‬‬ ‫م ػػا م ػػف ش ػػؾ أف الفمس ػػفة ى ػػي أـ العم ػػكـ‪ ،‬كأف ك ػػؿ العم ػػكـ االجتماعي ػػة‬ ‫يجيا‪.‬‬ ‫كالطبيعية انفصمت عف الفمسفة تدر ن‬ ‫خاصػػا كيطػػكر أسػػاليب‬ ‫ن‬ ‫ػدانا‬ ‫حتػػى أصػػبح لكػػؿ عمػػـ مػػف ىػػذه العمػػكـ ميػ ن‬ ‫خاصػػة فػػي البحػػث كالتحميػػؿ‪.‬كعمػػـ االجتمػػاع كغيػره مػػف العمػػكـ نشػػأ فػػي إطػػار‬ ‫الفمسفة‪ ،‬كاىتـ بدراسة تاريخ المجتمعات اإلنسانية‪.‬كت ػ ػػاريخ المجتمع ػ ػػات فػ ػ ػي‬ ‫دكر جكىرنيػا‬ ‫نشؤىا كتطكرىا‪.‬كظير في إطار ذلؾ فمسفة التػاريخ كالتػي لعبػت نا‬ ‫في نمك عمـ االجتماع كاكتماؿ مبلمحو‪.‬‬ ‫كمع أف عمػـ االجتمػاع كجػد أف سػبيمو لمنمػك كالتطػكر ىػك االبتعػاد عػف‬ ‫الد ارسػات الفمسػفية‪ ،‬إال أنػو لػيس فػي غنػى عػف مػا تمػده بػو الفمسػفة مػف قكاعػد‬ ‫لبلستقراء كاالستنباط‪.‬‬ ‫كػ ػػذلؾ فػ ػػإف عمػ ػػـ االجتمػ ػػاع بػ ػػدء يقػ ػػدـ تفسػ ػػيرات لكثيػ ػػر مػ ػػف القضػ ػػايا‬ ‫الفمسفية‪ ،‬فدراسة األخبلؽ كالكظيفػة االجتماعيػة لمػديف كػؿ ىػذه د ارسػات يسػيـ‬ ‫عمـ االجتماع في دراستيا‪.‬‬ ‫‪28‬‬ ‫فمنابع الفكر في العمميف كاحػدة‪ ،‬كاف العكامػؿ التػي تجمعيمػا أكثػر مػف‬ ‫العكامػ ػؿ الت ػػي تف ػػرؽ بينيم ػػا‪.‬كم ػػف ث ػػـ ال غن ػػى لعم ػػـ االجتم ػػاع ع ػػف الفمس ػػفة‬ ‫كالعكس صحيح(‪.) 15‬‬ ‫‪ -9‬عالقة عمـ االجتماع بالخدمة االجتماعية‪:‬‬ ‫إذا كانت الخدمة االجتماعية كمينة تسعى إلى تقديـ العكف كالمسػاعدة‬ ‫لؤلفػ ػراد ف ػػي المجتم ػػع‪ ،‬كاس ػػتمدت أطرى ػػا النظري ػػة م ػػف عم ػػـ االجتم ػػاع كال ػػنفس‬ ‫كغيرىػا مػػف العمػكـ االجتماعيػػة األخػػرل األمػر الػػذم يشػػير إلػى اعتمادىػػا عمػػى‬ ‫د ارس ػػات عم ػػـ االجتم ػػاع كنظريات ػػو كاالس ػػتفادة مني ػػا ف ػػي ممارس ػػة المين ػػة ف ػػي‬ ‫الميػ ػػداف كفػ ػػي المؤسسػ ػػات كالجمعيػ ػػات األىميػ ػػة ككػ ػػذلؾ فػ ػػي محاكلػ ػػة تفسػ ػػيرىا‬ ‫لبعض الظكاىر كالمشكبلت االجتماعيػة فػي المجتمػع كاذا كػاف عمػـ االجتمػاع‬ ‫ييتـ بدراسة مجاالت الحياة االجتماعية كيحاكؿ الكقكؼ عمى المشكبلت التػي‬ ‫تظي ػ ػػر ف ػ ػػي المجتم ػ ػػع كايج ػ ػػاد الحم ػ ػػكؿ الرص ػ ػػينة لي ػ ػػا‪.‬فإن ػ ػػو يت ػ ػػرؾ لمخدم ػ ػػة‬ ‫االجتماعيػة بطرقيػا الػثبلث الفػرد كالجماعػة كالمجتمػع مكاجيػة تمػؾ المشػكبلت‬ ‫كالتدخؿ مف أجؿ حميا مف خبلؿ برامج اجتماعية محكمة تعد لذلؾ‪.‬‬ ‫‪ -11‬عالقة عمـ االجتماع بعمـ السياحة‪:‬‬ ‫‪29‬‬ ‫ييتـ عمـ االجتمػاع بد ارسػة المجتمػع‪ ،‬كالتفػاعبلت االجتماعيػة كالسػمكؾ‬ ‫اإلنس ػ ػ ػػاني كال ػ ػ ػػنظـ االجتماعي ػ ػ ػػة كالظػ ػ ػ ػكاىر االجتماعي ػ ػ ػػة كك ػ ػ ػػذلؾ العبلق ػ ػ ػػات‬ ‫االجتماعي ػػة الت ػػي تنش ػػأ ب ػػيف األفػ ػراد ف ػػي المجتم ػػع‪ ،‬كالس ػػياحة كنش ػػاط إنس ػػاني‬ ‫ت ػرتبط بعمػػـ االجتمػػاع‪ ،‬حيػػث إنيػػا تسػػتفيد مػػف د ارسػػات عمػػـ االجتمػػاع لػػبعض‬ ‫األماكف كالمجتمعات الحضرية أك البدكية أك المنػاطؽ السػياحية كالتعػرؼ إلػى‬ ‫العادات كالتقاليد كالقيـ التي تسكد تمؾ المجتمعات كالبناء الطبقػي ليػا‪ ،‬ككػذلؾ‬ ‫أىـ المشكبلت التي تعاني منيا كاألساليب كاإلجراءات التي يمزـ إتباعيػا لكػي‬ ‫أيضػػا منػػاطؽ جاذبػػة‬ ‫تتطػػكر تمػػؾ المنػػاطؽ‪ ،‬كتصػػبح منػػاطؽ مؤىمػػة لممعيشػػة ك ن‬ ‫لمسياحة الداخمية كالخارجية‪.‬‬ ‫ككػػذلؾ يسػػتفيد عمػػـ االجتمػػاع مػػف الد ارسػػات السػػياحية التػػي تجػػرم فػػي‬ ‫إط ػػار عم ػػـ الس ػػياحة حيػ ػػث ي ػػتـ التع ػػرؼ إلػ ػػى التط ػػكر الت ػػاريخي لممجتمعػ ػػات‬ ‫كالتعرؼ إلى الثركات الطبيعية كغير الطبيعية المكجكدة في تمؾ المنػاطؽ كأف‬ ‫العبلق ػػة الكش ػػيجة ب ػػيف عم ػػـ االجتم ػػاع كالس ػػياحة أف ػػرزت ف ػػرع جدي ػػد م ػػف عم ػػـ‬ ‫االجتماع ىك عمـ االجتماع السياحي‪.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫مراجع الفصؿ األوؿ‬ ‫‪ -1‬عبػػد اليػػادل كالػػي‪ :‬مػػدخؿ إلػػى عمػػـ االجتمػػاع‪ :‬الزى ػراء لمطباعػػة‪ ،‬كالنشػػر‪،‬‬ ‫‪ ،1995‬ص ‪.22 ،21‬‬ ‫‪ -2‬عادؿ مختار اليكارم‪ :‬أسس عمػـ االجتمػاع‪ ،‬مكتبػة نيضػة الشػر‪ ،‬القػاىرة‪،‬‬ ‫‪ ،1983‬ص ‪.65‬‬ ‫‪ -3‬عب ػ ػػد اهلل عب ػ ػػد ال ػ ػػرحمف‪ ،‬مب ػ ػػادئ عم ػ ػػـ االجتم ػ ػػاع‪ ،‬دار الطباع ػ ػػة الحػ ػ ػرة‪،‬‬ ‫اإلسكندرية‪2010 ،‬ص ص ‪.51 -49‬‬ ‫‪ -4‬عبد اهلل عبد الرحمف‪ :‬مبادئ عمـ االجتماع‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.57‬‬ ‫‪ -5‬عبد اهلل عبد الرحمف‪ ،‬مبادئ عمـ االجتماع‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.59‬‬ ‫‪ -6‬عبد اهلل عبد الرحمف‪ :‬مبػادئ عمػـ االجتمػاع‪ ،‬مرجػع سػابؽ ص‪ ،‬ص ‪،60‬‬ ‫‪.61‬‬ ‫‪ -7‬عبد اهلل عبد الرحمف‪ :‬مبادئ عمـ االجتماع‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.62‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪ -8‬محمد سعيد فرح ‪ :‬ما ‪..‬عمػـ االجتمػاع‪ ،‬منشػأة المعػارؼ ‪ ،‬اإلسػكندرية‪ ،‬د‬ ‫ت ‪،‬ص ‪.203‬‬ ‫‪ -9‬عبد الباسط محمد حسف‪ :‬عمـ االجتماع‪ ،‬الكتاب األكؿ‪....‬ص ‪.129‬‬ ‫‪ -10‬عبد اليادم كالي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.24‬‬ ‫‪ -11‬أماني حامد إبراىيـ‪ ،‬مبادئ عمـ االجتماع العاـ‪ ،‬مركز التعميـ‬ ‫المفتكح‪ ،‬جامعة الفيكـ‪ ،2013 ،‬ص‪44‬‬ ‫‪ -12‬عادؿ مختار اليكارم‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.77‬‬ ‫‪ -13‬عبد اليادم كالي‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪31 ،30‬‬ ‫‪ -14‬عادؿ مختار اليكارم‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.75 ،74‬‬ ‫‪ -15‬عبد اليادم كالي‪ :‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.24‬‬ ‫‪ -16‬محمكد يكسؼ مصطفى عبده ‪ :‬مقدمػة فػى العبلقػات العامػة ‪( ،‬د ‪.‬ف)‬ ‫‪ ،2004 ،‬ص ‪. 7‬‬ ‫‪ -17‬س ػ ػػمكل عثم ػ ػػاف كأميػ ػ ػرة منص ػ ػػكر ‪ :‬مرج ػ ػػع س ػ ػػابؽ ‪ ،‬ص ص ‪-133‬‬ ‫‪.148‬‬ ‫‪ -18‬كجدل بركات ‪ :‬مرجع سابؽ ص ص ‪.77 -75‬‬ ‫‪ -19‬محم ػػكد محم ػػد مني ػػر كمحم ػػد بيج ػػت كش ػػؾ‪ ،‬مرج ػػع س ػػابؽ ‪ ،‬ص ص‬ ‫‪.212 ،211‬‬ ‫سمير حسف منصكر ‪ :‬مرجع سابؽ ‪ ،‬ص ص ‪.304 ،303‬‬ ‫‪-20‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪ -21‬محمػػكد محمػػد منيػػر كمحمػػد بيجػػت كشػػؾ ‪ :‬مرجػػع سػػابؽ ‪ ،‬ص ص‬ ‫‪.228 -225‬‬ ‫الفصؿ الثانى‬ ‫كيؼ ‪....‬ولماذا ندرس المجتمع ؟‬ ‫تمييد ‪:‬‬ ‫لقد اعتاد اإلنساف منذ ظيكره عمى كجو األرض عمى محاكلة فيـ‬ ‫كتفسير أحداث الككف التى تقع مف حكلو ‪ ،‬كقد كاف كال يزاؿ باعث اإلنساف‬ ‫األساسى لفيـ الظكاىر الككنية المحيطة بو ‪ ،‬ىك إخضاع الطبيعة إلرادتو‬ ‫كاالستفادة منيا فى إشباع احتياجاتو المتزايدة ‪.‬فاهلل خمؽ اإلنساف كمنحو‬ ‫القدرة عمى تغيير كتعديؿ الطبيعة ؛ لكى تساعده عمى إشباع احتياجاتو ‪،‬‬ ‫ككذلؾ أعطاه القدرة عمى تطكير نفسو كمجتمعو باستمرار؛ ليتكافؽ مع‬ ‫‪33‬‬ ‫األكضاع المتغيرة فى الحياة مف حكلنا ‪.‬كلقد أفضى بحث اإلنساف الدائـ‬ ‫عف الحقيقة كرغبتو فى تفسير ظكاىر الككف مف حكلو إلى ابتكاره لعديد مف‬ ‫الكسائؿ التكنكلكجية التى تساعده عمى التكيؼ مع الحياة كانجاز الكثير مف‬ ‫األعماؿ ‪ ،‬كلعؿ مف أىـ ىذه الكسائؿ كاألدكات ىك الحاسب اآللى ‪ ،‬الذل‬ ‫أصبح مف أىـ اإلنجازات فى العصر الحالى ‪ ،‬حيث دخؿ فى مجاالت‬ ‫الحياة كالعمكـ كافة ‪.‬كما مف شؾ أف الحاسب اآللى كتطكر تكنكلكجيا‬ ‫المعمكمات كاالتصاؿ ‪ ،‬قد أفاد العمماء االجتماعييف فى تنفيذ بحكثيـ ‪ ،‬كفى‬ ‫عرض بياناتيـ كتحميميا ‪ ،‬فيناؾ حزـ برمجيات إحصائية مصممة خصيصان‬ ‫لمعمماء فى مجاؿ العمكـ االجتماعية ‪ ،‬مثؿ حزمة ‪ SPSS‬كىى متاحة عمى‬ ‫نطاؽ كبير فى األقساـ العممية بالجامعات ‪.‬‬ ‫كقد تسبب ظيكر تكنكلكجيا المعمكمات كاالتصاؿ فى إثارة عديد مف‬ ‫القضايا البحثية ‪ ،‬فظيكر االنترنت قد كفر منظكمة اتصاؿ كبيرة عمى‬ ‫مستكل العالـ أجمع ‪ ،‬كقد أفضى ذلؾ بالطبع إلى تغيير طبيعة العبلقات‬ ‫االجتماعية ‪ ،‬كالسياسية ‪ ،‬كاالقتصادية ‪.‬‬ ‫كفى الكقت الراىف تعد الكفاءة فى استعماؿ تكنكلكجيا المعمكمات‬ ‫كاالتصاؿ جزءان مف " الميارات األساسية" التى ال غنى عنيا فى المدارس‬ ‫كالكميات ‪ ،‬فقد أصبحت الحاسبات ك تكنكلكجيا المعمكمات كاالتصاؿ شائعة‬ ‫فى المدارس كالكميات ‪ ،‬كتأسيسان عمى ذلؾ كاف اليدؼ مف الفصؿ الراىف ‪،‬‬ ‫‪34‬‬ ‫ىك تكضيح دكر الحاسب اآللى فى البحث العممى متضمنان عدة مباحث كما‬ ‫يمى ‪:‬‬ ‫أوالً ‪ :‬ما العمـ وما أىدافو ؟‬ ‫لعؿ مف نافمة القكؿ إف العمـ يندرج تحت بكتقة أكبر كأشمؿ منو تسمى‬ ‫المعرفة ‪ ،‬كالمعرفة عبارة عف مجمكعة مف المعانى كالمعمكمات كالتصكرات‬ ‫كاآلراء كالمعتقدات كالحقائؽ التى تتككف لدل اإلنساف نتيجة لمحاكالتو‬ ‫المتكررة لفيـ الظكاىر كاألشياء المحيطة بو ‪.‬‬ ‫كمفيكـ المعرفة ليس مرادفان لمفيكـ العمـ ‪.‬فالمعرفة أكسع حدكدان‬ ‫كمدلكالن ‪ ،‬كأكثر شمكالن كامتدادان مف العمـ كالمعرفة فى شمكليا تتضمف معارؼ‬ ‫عممية كمعارؼ غير عممية ؛ كلذا يمكف القكؿ بإف كؿ عمـ معرفة كليست‬ ‫كؿ معرفة عممان ‪ ،‬كتقكـ التفرقة بيف المعرفة العممية كالمعرفة غير العممية‬ ‫عمى محؾ محكرل ‪ ،‬كىك استخداـ قكاعد المنيج كأساليب التفكير التى تتبع‬ ‫فى تحصيؿ المعارؼ ‪ ،‬فإذا اتبع الباحث قكاعد المنيج العممى فى التعرؼ‬ ‫عمى األشياء كالكشؼ عف الظكاىر ‪ ،‬فإف المعرفة حينئذ تصبح عممية ‪،‬‬ ‫كيفرؽ بعض الباحثيف بيف المعرفة كالعمـ بتعريفيـ لمعمـ بأنو " المعرفة‬ ‫المصنفة " أك " المعرفة المنسقة" ‪ ،‬بينما يذىب فريؽ آخر إلى تعريؼ العمـ‬ ‫بأنو عبارة عف " المعرفة المنسقة التى تنشأ مف المبلحظة كالدراسة كالتجريب‬ ‫‪35‬‬ ‫‪ ،‬كالتى تتـ بيدؼ تحديد طبيعة كأصكؿ الظكاىر التى تخضع لممبلحظة‬ ‫كالدراسة ‪.‬‬ ‫كيرل عبد الباسط حسف أف العمـ منيج أكثر مما ىك مادة لمبحث ‪،‬‬ ‫كيؤكد " كارؿ بيرسكف ‪ Karl Pearson‬ىذا الرأل بقكلو ‪ :‬كؿ ميداف يعد‬ ‫عمـ ‪ ،‬ماداـ يستخدـ عمى نحك متسؽ قكاعد المنيج العممى ‪.‬كيذىب " محمد‬ ‫الجكىرل " إلى أف العمـ ىك التناكؿ المنيجى كالتفسيرل لبعض جكانب الكاقع‬ ‫‪.‬‬ ‫كالعمـ بالصكرة التى حددت فى األطركحات السابقة يمثؿ مرحمة‬ ‫متطكرة فى مراحؿ التفكير اإلنسانى ‪ ،‬كقد حاكؿ أكجست ككنت أف يثبت أف‬ ‫المعرفة العممية جاءت متأخرة فى تطكر العقؿ البشرل عند صكغ قانكنو‬ ‫المعركؼ بقانكف األدكار الثبلثة ‪ ،‬كالذل انتيى فيو إلى أف المعرفة العممية‬ ‫كانت ثمرة لعممية بطيئة مف النضج العقمى ‪ ،‬استطاع اإلنساف بعدىا أف‬ ‫يتخمص مف كؿ التفسيرات الدينيبة ‪ ،‬كالتفسيرات الميتافيزيقية ‪ ،‬كأف يتجو إلى‬ ‫تفسير الظكاىر تفسي انر عمميان يقكـ عمى ربط الظكاىر بعضيا ببعض ربطان‬ ‫مكضكعيان بحتان‪.‬‬ ‫كصفكة القكؿ إنو إذا كاف العمـ لغةن يعنى معرفة الشىء أك تيقنو ‪ ،‬أك‬ ‫ىك إدراؾ حقيقة الشىء ‪ ،‬فإف العمـ اصطبلحان يعنى الحصكؿ عمى المعرفة‬ ‫‪36‬‬ ‫كاإلدراؾ كاليقيف ‪،‬باتباع قكاعد المنيج العممى ‪ ،‬أل أف العمـ ىك المعرفة‬ ‫المنيجية ‪.‬‬ ‫كبناء عمى ما سبؽ يمكف تقسيـ المعرفة إلى ثبلثة أنماط ‪:‬‬ ‫ن‬ ‫‪-1‬المعرفة الحسية ‪:‬‬ ‫كيطمؽ ىذا المسمى عمى المعرفة التى تقتصر عمى مجرد المبلحظة‬ ‫لمظكاىر مبلحظة بسيطة تقؼ عند مستكل اإلدراؾ الحسى العادل دكف أف‬ ‫تتجو إلى إيجاد الصبلت أك تسعى إلى إدراؾ العبلقات القائمة بيف الظكاىر‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-2‬المعرفة الفمسفية ‪:‬‬ ‫تعتبر المعرفة الفمسفية المرحمة التالية مف مراحؿ التفكير ‪.‬فكراء‬ ‫األمكر الكاقعة المكتسبة بالمبلحظة مسائؿ أعـ ‪ ،‬كمطالب أبعد تعالج بالعقؿ‬ ‫كحده ‪ ،‬كتتناكؿ الفمسفة ىذه المسائؿ بالدراسة كالبحث كال يقتصر عمى العالـ‬ ‫الطبيعى كحده بؿ ترتقى إلى العالـ " الميتافيزيقى" أل البحث فيما كراء‬ ‫الطبيعة فتبحث عف الكجكد كعف عمتو ‪ ،‬كعف صفات الكاجد ( اهلل) ككثي انر‬ ‫مف المسائؿ التى تتصؿ بمعرفة اهلل ‪ ،‬كاثبات كجكده كمسائؿ الفمسفة يتعذر‬ ‫الرجكع فييا إلى الكاقع كحسميا بالتجربة ‪.‬‬ ‫‪ -3‬المعرفة العممية ‪:‬‬ ‫‪37‬‬ ‫تقكـ المعرفة العممية عمى األسمكب االستقرائى الذل يعتمد عمى‬ ‫المبلحظة المنظمة لمظكاىر ‪ ،‬كفرض الفركض ‪ ،‬كاجراء التجارب كجمع‬ ‫البيانات كتحميميا لمتثبت مف صحة الفركض أك عدـ صحتيا ‪ ،‬كال يقؼ‬ ‫العمـ عند المفردات الجزئية التى يتعرض لبحثيا ‪ ،‬بؿ يحاكؿ الكشؼ عف‬ ‫القكانيف كالنظريات العامة التى تفسر الكاقع االجتماعى ‪ ،‬بما فيو مف‬ ‫ظكاىر اجتماعية كتكضح العبلقة التى تربط تمؾ الظكاىر ببعضيا ‪.‬‬ ‫كتجدر اإلشارة فى ىذا الصدد إلى أف المعرفة العممية تتسـ بعدة‬ ‫خصائص أىميا ‪:‬‬ ‫ب‪ -‬التراكمية ‪.‬‬ ‫أ‪ -‬المكضكعية ‪.‬‬ ‫د‪ -‬التجريد ‪.‬‬ ‫ج‪ -‬البحث عف األسباب ‪.‬‬ ‫ك‪ -‬التعميـ ‪.‬‬ ‫ق‪ -‬الدقة ‪.‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬أىداؼ المعرفة العممية‪:‬‬ ‫تنطمؽ المعرفة العممية مف ثبلثة أىداؼ رئيسة ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الفيـ ‪ :‬يقصد بو فيـ الظكاىر االجتماعية المكجكدة فى البناء‬ ‫االجتماعى ‪ ،‬كالتكصؿ إلى أبعادىا كأسبابيا ‪ ،‬كآثارىا فى البنية‬ ‫االجتماعية كعبلقاتيا بالظكاىر األخرل ‪.‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪ -2‬التوقع ‪ :‬إذا تعرفنا عمى أبعاد الظكاىر كأسبابيا كالعبلقة التى تربطيا‬ ‫بغيرىا مف الظكاىر ‪ ،‬أفضى ذلؾ إلى سيكلة تكقع السيناريكىات‬ ‫المحتممة كالممكنة لتمؾ الظكاىر ‪.‬‬ ‫‪ -3‬الضبط والتحكـ ‪ :‬ينتج عف فيـ الظاىرة كالتعرؼ عمى السيناريكىات‬ ‫المتكقعة ليا سيكلة السيطرة عمييا كالحد مف آثارىا السمبية فى المجتمع ‪.‬‬ ‫** ما طرؽ الوصوؿ إلى المعرفة العممية ؟‬ ‫ىناؾ طرؽ قديمة كحديثة لمكصكؿ إلى المعرفة العممية ‪:‬‬ ‫‪-1‬الطرؽ غير العممية ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تفسير الظكاىر بكاسطة المحاكلة كالخطأ ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬المجكء إلى شيخ القبيمة لتفسير بعض الظكاىر ‪.‬‬ ‫ج‪ -‬استخداـ التفكير االستقرائى فى القياس عمى جمع الحقائؽ‬ ‫المتعمقة بمكقؼ ما قبؿ إصدار الحكـ ‪.‬‬ ‫‪-2‬الطرؽ العممية ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تحديد المشكمة ‪.‬‬ ‫جمع المعمكمات كالبيانات المتعمقة بالمشكمة ‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ج‪ -‬كضع بعض الفركض أك الحمكؿ المؤقتة لممشكمة ‪.‬‬ ‫د‪ -‬اختبار صحة الفركض ‪.‬‬ ‫ق‪ -‬الكصكؿ إلى النتائج كحؿ المشكبلت ‪.‬‬ ‫ثالثاً ‪ :‬ما البحث العممى ؟‬ ‫ما مف شؾ أف البحث العممى ليس جمع الكقائع كرصد المبلحظات‬ ‫بشكؿ عشكائى ‪ ،‬كانما البحث ىك نشاط عممى منظـ يسعى إلى كشؼ‬ ‫الحقائؽ اعتمادان عمى مناىج مكضكعية ؛ مف أجؿ التعرؼ عمى العبلقات‬ ‫بيف الظكاىر كدرجة االرتباط بينيا ‪ ،‬ثـ استخبلص التعميمات التجريبية أك‬ ‫القكانيف التى تسيـ فى تفسير العبلقة بيف تمؾ الظكاىر ‪ ،‬كيذىب جيمفكرد‬ ‫مكدل ‪ G. Mody‬إلى أف البحث ىك منيج الكتشاؼ الحقيقة ‪ ،‬يعتمد عمى‬ ‫التفكير النقدل التحميمى ‪ ،‬كيقكـ ىذا المنيج بتحديد كصكغ المشكبلت العممية‬ ‫‪ ،‬كفرض الفركض ‪ ،‬كاقتراح الحمكؿ ‪ ،‬كجمع المعمكمات كتنظيميا ‪ ،‬ثـ‬ ‫كبناء عمى ذلؾ يعد البحث العممى كسيمة الكتساب‬ ‫ن‬ ‫يستخمص النتائج ‪.‬‬ ‫المعارؼ ‪ ،‬فضبلن عف اعتباره دراسة عممية منظمة لظاىرة معينة لمتحقؽ مف‬ ‫صدؽ فرضيات محددة حكليا ‪.‬‬ ‫كقد مر البحث العممى بأربعة مراحؿ رئيسة ‪:‬‬ ‫‪ -1‬مرحمة المبلحظة العشكائية لمظكاىر كجمع بيانات عنيا ‪.‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪ -2‬مرحمة البحث المنظـ ‪ ،‬كفييا يتـ تحديد مكضكع كمجاؿ البحث‬ ‫كأىدافو كأدكات جمع البيانات ‪.‬‬ ‫‪ -3‬مرحمة البحكث التى تستند إلى فركض محددة تنطمؽ منيا كتكجو‬ ‫الباحث نحك الحصكؿ عمى بيانات محددة ‪.‬‬ ‫‪ -4‬مرحمة التجريب العممى ‪ ،‬التى تيدؼ إلى التكصؿ إلى التعميمات‬ ‫كالنظريات ‪.‬‬ ‫كنستخمص مف ذلؾ أف كظيفة البحث العممى تتمثؿ فى سبر أغكار‬ ‫الظكاىر االجتماعية المكجكدة فى المجتمع ؛ مف أجؿ فيميا كتفسيرىا‬ ‫كالتعرؼ عمى السيناريكىات المحتممة ليا كالسيطرة عمييا كتكجيييا ‪ ،‬عبلكة‬ ‫عمى ذلؾ التكصؿ إلى التعميمات التجريبية ‪ ،‬كبناء التصكرات فى ضكء‬ ‫النتائج التى تكصؿ إلييا كالمكضكعية تقتدل القكؿ بإف إجراء البحث العممى‬ ‫فى مجتمعنا الحالى ليس باألمر اليسير ‪ ،‬بؿ إف ىناؾ عدة معكقات تقكض‬ ‫إجراء البحث العممى فى المجتمع أىميا‪:‬‬ ‫‪ -1‬انتشار الفكر األسطكرل كالفكر الخرافى ‪ ،‬كالذل يمجأ إلى األسطكرة‬ ‫كالخرافة فى تفسير الظكاىر االجتماعية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬االعتماد عمى األفكار الشائعة االنتشار ‪ ،‬كاألفكار القديمة كاألفكار‬ ‫التى يؤمف بيا غالبية أفراد المجتمع ‪ ،‬كيزداد التمسؾ بتمؾ األفكار‬ ‫‪41‬‬ ‫كمما كاجو اإلنساف ظركؼ صعبة كمشكمة تعكؽ التعبير الحر كالتفكير‬ ‫العممى ‪.‬‬ ‫‪ -3‬إنكار قدرة العقؿ البشرل ‪ ،‬كالذل ينظر إليو بالمحدكدية كالعجز عف‬ ‫الكصكؿ إلى الحقيقة ‪ ،‬كعدـ القدرة عمى إيجاد حمكؿ سديدة‬ ‫لممشكبلت ‪.‬‬ ‫رابعاً – البحث العممى االجتماعى ‪:‬‬ ‫أصبح العالـ اآلف يكاجو التغير كؿ لحظة ‪ ،‬بؿ كنسمع عف اختراع جديد‬ ‫كؿ ثانية كمع كؿ ىذه التغيرات ظيرت عديد مف الظكاىر االجتماعية‬ ‫الجديدة ‪ ،‬مثؿ التطرؼ كاإلرىاب كالعكلمة ‪ ،‬ككميا عكامؿ تؤثر فى اإلنساف‬ ‫كعبلقاتو ‪ ،‬ككذلؾ فى النظـ االجتماعية التى يتفاعؿ معيا ؛ كلذا أصبحت‬ ‫الحاجة إلى البحكث االجتماعية ضركرة ممحة لمكاجية تمؾ الظكاىر كفيميا‬ ‫‪ ،‬كالسيطرة عمييا كالتكيؼ مع اإليجابى منيا ‪.‬‬ ‫إف البحث االجتماعى شكؿ مف أشكاؿ السعى لمكشؼ عف حقائؽ‬ ‫جديدة تتعمؽ بالمجتمع ‪ ،‬كمف ثـ فإف البحث يصؿ إلى حقائؽ جديدة متصمة‬ ‫باألنشطة االجتماعية ‪ ،‬كاألكضاع االجتماعية ‪ ،‬كالتصكرات االجتماعية ‪،‬‬ ‫كالجماعات االجتماعية ‪ ،‬كالقيـ كاألنساؽ االجتماعية ‪ ،‬عبلكة عمى أنو‬ ‫ييدؼ إلى التكصؿ إلى العبلقة التى تربط الظكاىر االجتماعية بعضيا‬ ‫‪42‬‬ ‫ببعض ‪ ،‬كتتمثؿ غاية البحث االجتماعى فى بناء كصكغ القكانيف العممية‬ ‫المرتبطة بالبناء االجتماعى كظكاىره ‪.‬‬ ‫كيتككف العمـ مف شقيف أساسييف ال انفصاـ بينيما ‪ ،‬ىما الجانب‬ ‫الحسى كالذل يتمثؿ فى االعتماد عمى معطيات الحس فى التعرؼ عمى‬ ‫الظكاىر التى يدرسيا العالـ ‪ ،‬كىذا ما ينجزه البحث التجريبى ‪ ،‬كالجانب‬ ‫العقمى كالذل يتمثؿ فى التحميؿ المنطقى لممبلحظات كاستخبلص ما بيف‬ ‫الكقائع المختمفة مف عبلقات كالكصكؿ إلى تعميمات بشأنيا كصكغيا عمى‬ ‫شكؿ بناء أك نسؽ فكرل مترابط يعتمد عمى المفيكمات بكصفيا مككنات‬ ‫أساسية ‪ ،‬كيسمى ىذا البناء بالنظرية ‪ ،‬كفى ىذا الصدد يعرؼ البحث‬ ‫االجتماعى بأنو " عممية تقص مقصكد كدقيؽ كمنظـ كمتعمؽ لمكضكع‬ ‫محدد ؛ بيدؼ إثراء المعرفة العممية بكقائع كأحداث اجتماعية ‪ ،‬تساعد‬ ‫اإلنساف عمى التعامؿ بكفاءة أكبر مع ىذه الظكاىر مف حي?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser