أصول - الثالثة PDF
Document Details
Uploaded by AmazedHeliotrope960
جامعة النجف الحوزوية الإلكترونية النسائية
1440
Tags
Summary
هذا الكتاب الدراسي في علم أصول الفقه مخصص للمبتدئين في الدراسة. يقدم دروسًا في علم الأصول للمرحلة الثالثة في جامعة النجف الحوزوية الإلكترونية النسائية. الكتاب مطبوع في عام 1440 هـ.
Full Transcript
دروس ال وﱃ(ُ )اﳊﻠﻘﺔ اﻷ ٰ ﻛﺘﺎب دراﳼ ﰲ ﻋﻠﻢ ُأﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ ُأ ِﻋﺪﱠ ﻟﻠﻤﺒﺘﺪﺋﲔ ﰲ دراﺳﺔ ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ ا ا إاد دروس ﰲ ﻋﻠﻢ اﻷُﺻﻮل وﱃ( ُ )اﳊﻠﻘﺔ اﻷ ٰ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ...
دروس ال وﱃ(ُ )اﳊﻠﻘﺔ اﻷ ٰ ﻛﺘﺎب دراﳼ ﰲ ﻋﻠﻢ ُأﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ ُأ ِﻋﺪﱠ ﻟﻠﻤﺒﺘﺪﺋﲔ ﰲ دراﺳﺔ ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ ا ا إاد دروس ﰲ ﻋﻠﻢ اﻷُﺻﻮل وﱃ( ُ )اﳊﻠﻘﺔ اﻷ ٰ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ إﻋﺪاد ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻨﺠﻒ اﳊﻮزوﻳﺔ اﻻﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ اﻟﻨﺴﻮﻳﺔ اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷُو ٰﱃ١٤٤٠ :ﻫـ اﻟﻨﺠﻒ اﻷﴍف اﻟﻌﺪد ١٠٠٠ :ﻧﺴﺨﺔ رﻗﻢ اﻹﺻﺪار١٦ : ﲨﻴﻊ اﳊﻘﻮق ﳏﻔﻮﻇﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﲪﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ ّا: اﻵﻳﺎت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﺪﱠ ﺛﺖ ﻋﻦ اﻟﻌﻠﻢ وﻓﻀﻠﻪ واﻟﺴﻌﻲ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﲢﺼـﻴﻠﻪ وﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﻌﻠﲈء ﻋﻨﺪ اﷲ ﺗﻌﺎ ٰﱃ وﻣﻘﺎﻣﻬﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎس وﻣﺎ ﺳﻴﻨﺎﻟﻮﻧﻪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣـﺔ ﻣـﻦ رﻓﻌﺔ وﻣﻘﺎ ٍم ﻋﻈﻴﻢ ،ﻛﺜﲑة ﺟﺪا ،واﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺸـﺮﻳﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﺪﱠ ﺛﺖ ﻋـﻦ ذﻟـﻚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﻘﺼﺎؤﻫﺎ واﻟﻮﻗﻮف ﻋﻨﺪ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ،وﻣﻦ ﻗﺒﻴـﻞ ذﻟـﻚ ﻗـﻮل اﷲ ﺗﻌـﺎ ٰﱃ ﰲ ﻋﲆ اﻟﻌﻠﻢ وﻃﺎﻟﺒ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس رﺟﺎﻻً ﻛﺎﻧﻮا أو ﻧﺴﺎ ًء ،أ ْن ﱠ ﻳﺘﻮﺟﻬـﻮا ﳏﻜﻢ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺣﺎﺛﺎ ٰ ََْ ََ َ ْ ُ إﱃ ﺣﻴﺎﺿﻪ وأ ْن ﻳﻨﺘﻬﻠﻮا ﻣﻦ ﻣﻨﻬﻞ اﻟﻌﻠﲈء ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎل ﺗﻌﺎ ٰﱃ :ﻓﻠﻮ ﻻ ﻔﺮ ِﻣـﻦ ﻓ ْﺮﻗَﺔ ﻣﻨْ ُﻬ ْﻢ ﻃﺎﺋ َﻔ ٌﺔ َﺘَ َﻔﻘ ُﻬﻮا ا ﻳﻦ َو ُﻨْﺬ ُروا ﻗَ ْﻮ َ ُﻬ ْﻢ إذا َر َﺟ ُﻌﻮا إ َ ْﻬ ْ ـﻢ ﻟَ َﻌﻠ ُﻬ ْ ـﻢ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ َ َ ْﺬ ُرون ) اﻟﺘﻮﺑﺔ ،(١٢٢ :ﻓﺒﻌﺪ أ ْن أﻣﺮ اﻟﺒﺎري ﺗﻌﺎ ٰﱃ ﺑﺎﻟﻨﻔﺮ ﻟﻄﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﱠ ﺣﺚ َ ﻋﲆ اﺳـﺘﲈع ﻗـﻮﳍﻢ اﻟﻨﺠـﺎة واﻷﻣـﺎن ﻣـﻦ اﻟﻨﺎس ﺑﺄ ْن ﻳﺼﻐﻮا إ ٰﱃ اﻟﻔﻘﻬﺎء ،ورﺗﱠﺐ ٰ اﻟﻮﻗﻮع ﰲ ﺣﻴﺎض اﳉﻬﻞ. ﻓــﺎﻟﺘﻌ ﱡﻠﻢ واﻟﺴــﻔﺮ ﰲ ﺳــﺒﻴﻞ ﻃﻠــﺐ اﻟﻌﻠــﻢ ﻟﺘﺤﺼــﻴﻞ اﻟﻌﻘﻴــﺪة واﻟﻔﻘــﻪ واﻷﺧﻼق ﻣـﻦ أو ٰﱃ أوﻟﻮﻳـﺎت اﻹﻧﺴـﺎن اﳌﺘـﺪ ﱢﻳﻦ ،وﻗـﺪ ﻋـﺪﱠ ه اﻟﺸـﺎرع اﳌﻘـﺪﱠ س ﻛـﻞ ﻣﺴـﻠﻢ وﻣﺴـﻠﻤﺔ ،وﻣـﻦ اﻟﻌﻴﻨﻴـﺔ إذا اﻧﺤﺼــﺮ ﻋـﲆ ﱢ ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺒﺎت اﻟﻜﻔﺎﺋﻴﺔ ٰ ﺑﺬﻟﻚ ،وﻛﺎن ﰲ ﻣﻌﺮض اﻻﺑﺘﻼء ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ أو ﻓﺮﻋﻴﺔ ﻓﻘﻬﻴﺔ. اﻷوﻟﻴــﺔ ﰲ ﻣــﺬﻫﺐ اﻹﻣﺎﻣﻴﱠ ـﺔ اﻟﺘــﻲ ﺗﻘﺘﻀــﻴﻬﺎ اﻷُﺻــﻮل ﺑــﻞ إ ﱠن اﻟﻘﺎﻋــﺪة ﱠ اﻟﻌﻘﻼﺋﻴــﺔ واﳉﺒ ﱠﻠ ـﺔ اﻟﻔﻄﺮﻳــﺔ ﻣﻀــﺎﻓ ًﺎ إﱃ اﻷد ﱠﻟ ـﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴــﺔ أ ﱠن ﻛـ ﱠ ـﻞ إﻧﺴــﺎن ﳚــﺐ ﴐوري. ﱞ ﻋﻠﻴﻪ أ ْن ﻳﺘﻌ ﱠﻠﻢ ُأﺻﻮل دﻳﻨﻪ ،وﻫﺬا اﳌﻘﺪار ﻣﻦ اﻟﺘﻌ ﱡﻠﻢ )(٣ وﱃ( /اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔُ ُ ...................................... ٤دروس ﰲ ﻋﻠﻢ اﻷﺻﻮل )اﳊﻠﻘﺔ اﻷ ٰ اﻷﺋﻤـــﺔ ﰲ ﻃﻠـــﺐ اﻟﻌﻠـــﻢ وإذا أردﻧـــﺎ أ ْن ﻧﺴـــﺘﻌﺮض أﺣﺎدﻳـــﺚ ﱠ ﱢ واﳊﺚ ﻋﻠﻴـﻪ ،ﻧﺠـﺪ ﻣـﺎ ﻻ ﻳﻤﻜـﻦ إﺣﺼـﺎؤه وﻧﻘﻠـﻪ ﰲ ﻫـﺬه اﻟﺴـﻄﻮر اﻟﻘﻠﻴﻠـﺔ، ﻓﻘﺪ ﲢﺪﱠ ث أﻣﲑ اﳌـﺆﻣﻨﲔ ﰲ ﳖﺠـﻪ ﻋـﻦ اﻟﻌﻠـﻢ وﻓﻀـﻠﻪ ﺑﺄﺣﺎدﻳـﺚ ﳐﺘﻠﻔـﺔ ـﲆ َﺳـﺒِ ِ ِ ِ ﻴﻞ ـﺎﲏَ ،و ُﻣـﺘَ َﻌ ﱢﻠ ٌﻢ َﻋ َ ٰ ﱠـﺎس َﺛ َﻼ َﺛـ ٌﺔَ :ﻓ َﻌـﺎﱂ ٌ َر ﱠﺑ ﱞ وﻛﻠﲈت ﻣﺆ ﱢﺛﺮة ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎل» :اﻟﻨ ُ ٍ ﻗﺴــﻢ اﻟﻨــﺎس ﺛﻼﺛــﺔ ،وﻟﻠﻤــﺮء أن ﳜﺘــﺎر أﻳ ـﺎ ـﺞ َر َﻋــﺎ ٌع« ،ﻓﻬــﻮ ﱠ ﻧ ََﺠــﺎةَ ،و َ َ ﳘـ ٌ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﻗﺴﺎم ﻳﻜﻮن. ـﺮ اﻟﺘــﺎرﻳﺦ اﻟﺴــﻔﺮ إ ٰﱃ ﺣــﻮاﴐ اﻟﻌﻠــﻢ ـﲆ ﻣـ ﱢ وﻛــﺎن دﻳــﺪَ ن اﳌﺘﻌ ﱢﻠﻤــﲔ ﻋـ ٰ ﻟﻴﻨﺘﻬﻠﻮا ﻣﻨﻬـﺎ ﻣﺒـﺎدئ اﻟﻌﻘﻴـﺪة و ُأﺳـﺲ اﻟﻔﻘـﻪ ﻓﲑﺟﻌـﻮا إ ٰﱃ أوﻃـﺎﳖﻢ ﺣـﺎﻣﻠﲔ اﻟﺴــﻮي ،وﻗــﺪ ُﻋ ِﺮ َﻓــﺖ ﰲ ّ اﻟﻔﻜــﺮ اﳌﺴــﺘﻘﻴﻢ واﻟﻌﻘﻴــﺪة اﻟﺼــﺤﻴﺤﺔ واﻟﺴــﻠﻮك وأوﳍـﺎ ﻗﻤﺘﻬـﺎ ﺑـﻞ ﱠ ﺣﻮاﴐ اﻹﺳﻼم ﺣﻮزات ﻋﻠﻤﻴـﺔ ﻛﺜـﲑة ،ﻛـﺎن أﻋﻤﻘﻬـﺎ وﰲ ﱠ ـﺮ اﻟﺘــﺎرﻳﺦ ـﲆ ﻣـ ﱢ ﺣـﻮزة اﻟﻨﺠــﻒ اﻷﴍف اﻟﺘــﻲ اﻧﺘﻬــﻞ ﻣﻨﻬــﺎ ﻣﺌــﺎت اﻵﻻف ،ﻋـ ٰ ﳏﻤﺪ وﻓﻜﺮﻫﻢ وﻓﻘﻬﻬﻢ. ﻋﻠﻮم آل ّ وﻋـﲆ ٰ ﻋﲆ اﻟﺮﺟـﺎل ﻣـﻨﻬﻢ ،ﺑـﻞ ُﻋـ ِﺮ َ ف ﻣـﻦ اﻟﻨﺴـﺎء وﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﺑﻤﻘﺘﺼـﺮ ٰ ﻣﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻜﺜـﲑ ﻣـﻦ اﻟﻔﺎﺿـﻼت اﻟﻌﺎﳌـﺎت ﳑـﻦ ﺑـﺬﻟﻦ اﳉﻬـﺪ ﺣﺘﱠـﻰ ُﻋ ِ ـﺪ ْد َن ٰ َ ﱠ ﱢ ﰲ ﺳﻠﻚ اﻟﻔﻘﻴﻬﺎت ،وﻗﺪ ُﻋﺪﱠ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬ ﱠﻦ: -ﺳــﻌﻴﺪة ﻣـــﻮﻻة ﺟﻌﻔـــﺮ ،ﻗــﺎل ﻋﻨﻬـــﺎ اﻹﻣـــﺎم اﻟﺮﺿـــﺎ : ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ«.»ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﻔﻀﻞ ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﱠ ﳏﻤــﺪ ﺑــﻦ أﲪــﺪ ﺑــﻦ ﻋﺒــﺪ اﷲ ﺑــﻦ ﺣــﺎزم -ﻓﺎﻃﻤــﺔ ﺑﻨــﺖ اﻟﺸــﻴﺦ ّ اﻟﻌﻜــﱪي ،ﻛﺎﻧــﺖ ﻋﺎﳌــﺔ ﻓﺎﺿــﻠﺔ ﻓﻘﻴﻬــﺔ ﻣــﻦ ﻣﺸــﻴﺨﺔ اﻟﺴ ـ ﱢﻴﺪ ﺗــﺎج اﻟــﺪﱢ ﻳﻦ اﺑــﻦ ﺑﺘﻮﺳـﻂ اﻟﺴـﻴﱢﺪ اﳌـﺬﻛﻮر ،وﻗـﺪ أﺟﺎزﻫـﺎ اﻟﺸـﻴﺦ ﻋﺒـﺪ ﻣﻌﻴﱠﺔ ،ﻳﺮوي اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﱡ اﻟﺼﻤﺪ ﺑﻦ أﲪﺪ. -اﺑﻨﺘـﺎ اﻟﺸـﻴﺦ اﻟﻄـﻮﳼ ݥ ،وﻛﺎﻧﺘـﺎ ﻋـﺎﳌﺘﲔ ﻓﺎﺿـﻠﺘﲔ ،وﻗـﺪ أﺟﺎزﳘـﺎ ﻣﻘﺪّ ﻣﺔ اﳉﺎﻣﻌﺔ ٥.............................................................................. ﻋــﲇ ﲨﻴــﻊ ُﻛﺘ ِ ُﺒــﻴﻬﲈ ،وواﺣــﺪة ﺗﻜــﻮن ُأ ﱡم اﻟﺴــﻴﱢﺪ اﺑــﻦ ﱟ أﺑﻮﳘــﺎ وأﺧﻮﳘــﺎ أﺑــﻮ ﻃﺎووس ،واﻷُﺧﺮ ٰى ُأ ﱡم اﺑﻦ إدرﻳﺲ. ﳏﻤ ـﺪ ﺑــﻦ ﻣ ّﻜ ـﻲـﺖ اﳌﺸــﺎﻳﺦ( ﺑﻨــﺖ اﻟﺸــﻬﻴﺪ ّ -ﻓﺎﻃﻤــﺔ ُأ ﱡم اﳊﺴــﻦ )ﺳـ ّ اﻟﻌﺎﻣﲇ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﳌﺔ ﻓﺎﺿﻠﺔ ،ﻓﻘﻴﻬﺔ ﺻﺎﳊﺔ ﻋﺎﺑﺪة. ﳊ ـ ﱡﺮ اﻟﻌــﺎﻣﲇُ :أ ﱡم ﻋـ ﱟ ـﲇ زوﺟــﺔ ُ -أ ﱡم ﻋـ ﱟ ـﲇ زوﺟــﺔ اﻟﺸــﻬﻴﺪ ،ﻗــﺎل ﻋﻨﻬــﺎ ا ُ اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺎﺿﻠﺔ ،ﺗﻘﻴﱠـﺔ ﻓﻘﻴﻬـﺔ ﻋﺎﺑـﺪة ،وﻛـﺎن اﻟﺸـﻬﻴﺪ ﻳﺜﻨـﻲ ﻋﻠﻴﻬـﺎ وﻳـﺄﻣﺮ اﻟﻨﺴﺎء ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻴﻬﺎ. واﻟﻴﻮم وﻣـﻦ اﻟﻨﺠـﻒ اﻷﴍف وﻣـﻦ ﺣﻮزﲥـﺎ اﻟﻌﺮﻳﻘـﺔ ،وﺑـﺪل أ ْن ﺗـﺄﰐ اﻟﻨﺴﺎء اﳌﺆﻣﻨﺎت ﻟ َﻴـﻨْ َﻬ ْﻠ َﻦ ﻣـﻦ ﺣﻮزﲥـﺎ اﻟﺸـﺎﳐﺔ -ﺣﺮﺳـﻬﺎ اﷲ ﺗﻌـﺎ ٰﱃ -اﻟﻌﻠـﻮم ُ ﻟﻴـﺪﺧﻞ اﻟﺒﻴـﻮت وﻫـﺎج ﻣـﻦ ﻫـﺬه اﳊـﻮزة اﳌﺒﺎرﻛـﺔ واﳌﻌﺎرف ،ﻳﻨﻄﻠـﻖ ﺷـﻌﺎع ّ ﻣﻦ أﺑﻮاﲠﺎ ،وﰲ ﲨﻴﻊ أﺻﻘﺎع اﻟﻌﺎﱂ. إﻧﱠــﻪ ﺷــﻌﺎع ﺟﺎﻣﻌــﺔ اﻟﻨﺠــﻒ اﳊﻮزوﻳــﺔ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴــﺔ اﻟﻨﺴــﻮﻳﺔ اﻟــﺬي اﻧﻄﻠﻖ ﺑﻤﺒﺎرﻛـﺔ اﳌﺮﺟﻌﻴـﺔ اﻟﺪﱢ ﻳﻨﻴـﺔ اﻟﻌﻠﻴـﺎ ﰲ ﺣﺎﴐﲥـﺎ اﻟﻌﺮﻳﻘـﺔ ﻟﻴُﻘـﺪﱢ م ُأﺻـﻮل اﻟﻌﻠــﻢ وﻣﺒــﺎدئ اﻟﻌﻘﻴــﺪة و ُأﺳــﺲ اﳋُ ُﻠــﻖ اﻟﻨﺒﻴــﻞ وﻣﻨﻬــﺎج اﻟﻔﻘــﻪ اﻟﻘــﻮﻳﻢ، ﻓﺘﺴﻠﻚ ﺑﻪ اﻟﻄﺎﻟﺒﺔ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻜﲈل. إ ﱠن اﻟﺪراﺳﺔ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ اﻻﻓﱰاﺿﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺢ ﰲ واﻗﻊ اﻓﱰاﴈ أﺗﺎﺣـﺖ ﻟﻠﻤﺘﻌ ﱢﻠﻤﲔ ﻓﺮﺻﺔ ﻛﺒﲑة ﺟﺪا ﺧﺼﻮﺻ ًﺎ اﻟﻨﺴﺎء ﻣـﻨﻬ ﱠﻦ ،ﳑﱠـﺎ دﻋـﺎ اﳊﺮﻳﺼـﲔ ٰ ﻋـﲆ ﻣﺘﺪرﺟـﺔ، ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻫﺬه اﳉﺎﻣﻌﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل وﺿﻊ ﻣﻨﺎﻫﺞ رﺻﻴﻨﺔ ،ﺳﻬﻠﺔ اﻟﻌﺒـﺎرة ،ﱢ ﻣﺘﺴﻠﺴﻠﺔ اﳌﺮاﺣﻞ ،ﻓﺎﻧﺒﺜﻘﺖ ﻣﻦ ﺗﻠﻜﻢ اﻷﻓﻜﺎر ﻫﺬه اﳊﺎﴐة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. : ﺪرس اﳌﻨــﺎﻫﺞ اﻟﺪﱢ ﻳﻨﻴــﺔ اﳌﻌــﺪﱠ ة ﻣﺆﺳﺴــﺔ ﺣﻮزوﻳــﺔ إﺳــﻼﻣ ﱠﻴﺔ ُﺗ ـ ﱢ اﳉﺎﻣﻌــﺔ ﱠ ّ ﻟﻄﻼب اﳊﻮزة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﺠﻒ اﻷﴍف ﺑﻤﻨﻬﺞ أﻛﺎدﻳﻤﻲ. وﱃ( /اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔُ ُ ...................................... ٦دروس ﰲ ﻋﻠﻢ اﻷﺻﻮل )اﳊﻠﻘﺔ اﻷ ٰ اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻹﻧﱰﻧﻴﺖ وﻟﻴﺴﺖ ﻣﺒﺎﴍة. ﻣﺘﺨﺼﺼــﲔ، ﱢ ﻋــﲆ أﻳــﺪي أﺳــﺎﺗﺬة ٰ اﳌﻨــﺎﻫﺞ واﳌــﻮا ّد اﻟﺪراﺳــﻴﺔ ُﺗ َﻌــﺪﱡ ﺪرس ﻣـﻦ ِﻗ َﺒـﻞ ُأﺳـﺘﺎذات ﻛﻔـﻮءات ﲢـﺖ إﴍاف أﺳـﺎﺗﺬة أﻛﻔـﺎء ﰲ ﺣـﻮزة و ُﺗ ﱠ اﻟﻨﺠﻒ اﻷﴍف. ﻋﲆ اﳉﺎﻣﻌﺔ ﻓﻀﻼء اﳊﻮزة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﺠﻒ اﻷﴍف. ُﻳﴩف ٰ اﳉﺎﻣﻌﺔ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ اﳌﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟﺪﱢ ﻳﻨﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ. أاف ا: ﲥــﺪف اﳉﺎﻣﻌــﺔ إ ٰﱃ اﻟﻨﻬــﻮض ﺑــﺎﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻌﻠﻤــﻲ واﻟﺜﻘــﺎﰲ واﻟﱰﺑــﻮي ﻟﺸـــﺮﳛﺔ واﺳــﻌﺔ ﻣــﻦ اﻟﻨﺴــﺎء ﻣــﻦ ﺧــﻼل ﻣﻨﺎﻫﺠﻬــﺎ اﻟﺪراﺳــﻴﺔ ودوراﲥــﺎ اﻟﺘﻘﻮﻳﻤﻴﺔ وﻧﺸﺎﻃﺎﲥﺎ اﳌﻴﺪاﻧﻴﺔ. اا ارا: ﻋﲆ ﺷﻜﻞ ﻣﺮاﺣﻞ ﲬﺴﺔ: ﺗﻜﻮن اﻟﺪراﺳﺔ ﰲ اﳉﺎﻣﻌﺔ ٰ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪﻳﺔ: اﻟﻼﺋﻲ ﱂ ﻳﻜﻤﻠ َﻦ اﻹﻋﺪادﻳﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴ ًﺎ. وﺗﺴﺘﻬﺪف ﴍﳛﺔ اﻟﻨﺴﺎء ّ ﺪرس ﻓﻴﻬﺎ اﳌﻮا ّد اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: و ُﺗ ﱠ أ -اﻟﻌﻘﺎﺋــﺪ :ﻣــﺎ ﱠدة دراﺳــﻴﺔ ﺗﺘﻨــﺎول ُأﺻــﻮل اﻟــﺪﱢ ﻳﻦ اﳋﻤﺴــﺔ ﺑﺸــﻜﻞ ﻣﺒﺴﻂ وﻋﺒﺎرة ﺳﻠﺴﺔ وﺑﻴﺎن واﺿـﺢ ﻳﻨﺎﺳـﺐ اﳌﺴـﺘﻮ ٰى اﻟـﺪراﳼ ﳍـﺬه اﳌﺮﺣﻠـﺔﱠ وﳛﻔﻆ اﻷﻫﺪاف اﳌﺘﻮ ّﺧﺎة ﻣﻨﻬﺎ. اﻷﺋﻤﺔ ﲨﻴﻌ ًﺎ. ب -اﻟﺴﲑة :وﺗﺘﻨﺎول ﺑﺸﻜﻞ ﳐﺘﴫ ﺳﲑة ﱠ ج -اﻟﻔﻘــﻪ :وﻳﺘﻨــﺎول أﻏﻠــﺐ اﳌﺴــﺎﺋﻞ اﻻﺑﺘﻼﺋﻴــﺔ ﰲ ﺑــﺎب اﻟﻌﺒــﺎدات ﺑﺄﻳﴪ ﻋﺒﺎرة وأوﺿﺢ ﺑﻴﺎن. ﻣﻘﺪّ ﻣﺔ اﳉﺎﻣﻌﺔ ٧.............................................................................. اﳌﻬﻤـﺔ د -اﻟﻨﺤﻮ واﻟﺼـﺮف واﻹﻣﻼء :و ُﺗﻌﺘَﱪ ﻫﺬه اﳌﺎ ﱠدة ﻣـﻦ اﳌﻘـﺪﱢ ﻣﺎت ﱠ ﻟﺘﺄﻫﻴﻞ اﻟﻄﺎﻟﺒﺔ إ ٰﱃ اﳌﺮاﺣﻞ اﻟﻼﺣﻘﺔ ،وﺗﺘﻨﺎول أﺳﺎﺳﻴﺎت ﻋﻠـﻢ اﻟﻠﻐـﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ﺑـﲈ ﻳﻨﺎﺳﺐ اﳌﺮﺣﻠﺔ. وﱃ:ُ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷ ٰ وﰲ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠـﺔ ﺗـﺪرس اﻟﻄﺎﻟﺒـﺔ اﻟﻌﻘﺎﺋـﺪ واﻟﻔﻘـﻪ واﻷﺧـﻼق واﳌﻨﻄـﻖ واﻟﺴﲑة واﻟﻨﺤﻮ واﻟﴫف. اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ُﻜﻤﻞ اﻟﻄﺎﻟﺒﺔ ﰲ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠـﺔ دراﺳـﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤـﻮا ﱢد اﻟﺴـﺎﺑﻘﺔ ﺑﺸـﻜﻞ أﻋﻤـﻖ ﺗ ِ ﻟﺘﺘﺄﻫﻞ ﺑﻌﺪﻫﺎ إ ٰﱃ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ. وأوﺳﻊ ﱠ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: وﺗﺪرس اﻟﻄﺎﻟﺒﺔ ﻓﻴﻬﺎ اﳌﻮا ّد اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :اﻟﻔﻘﻪ اﳌﻌﺎﻣﻼﰐ ،واﻟﻔﻘـﻪ اﻻﺳـﺘﺪﻻﱄ، وﻋﻠﻢ اﻟﻜﻼم اﳉﺪﻳﺪ ،و ُأﺻﻮل ﻋﻠﻢ اﻟﻔﻘﻪ ،وﳐﺘﺼـﺮ ﻋﻠﻮم اﻟﻘـﺮآن ،واﻷﺧـﻼق، ﻟﺘﺘﺄﻫﻞ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إ ٰﱃ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ. واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸـﺮﻳﺔ ،ﱠ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ: ﻣﻮﺳﻊ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إ ٰﱃ ﻣﻮا ّد ُأﺧﺮ ٰى. وﺗﺪرس ﻓﻴﻬﺎ اﳌﻮا ّد اﳌﺘﻘﺪﱢ ﻣﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﱠ و امء إ ا: ـﺮج ﻣــﻦ ﻻ ﻳﺘﻄ ﱠﻠـﺐ اﻻﻧــﺘﲈء إ ٰﱃ اﳉﺎﻣﻌـﺔ أ ﱠﻳــﺔ ﴍوط ﳏــﺪﱠ دة ﺳـﻮ ٰى اﻟﺘﺨـ ﱡ ﻣﺮﺣﻠــﺔ اﻹﻋﺪادﻳــﺔ ﰲ اﻟﺪراﺳــﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴــﺔ ﳌــﻦ ﺗــﺪﺧﻞ اﳌﺮﺣﻠــﺔ اﻷُو ٰﱃ ،أ ﱠﻣ ـﺎ ﺗﺘﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺘﺪﺧﻞ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪﻳﺔ. ﻣﻦ ﱂ ﱠ إدارة اﳉﺎﻣﻌﺔ ّ ُﻳﻤﺜﱢ ـﻞ ﻋﻠــﻢ اﻷُﺻــﻮل اﻟﻌﺼــﺐ اﻟﻔﻜــﺮي ﻟﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻻﺳــﺘﻨﺒﺎط ،وﳍــﺬه ـﲆ ﻣــﺪ ٰى ﻗــﺮون ﻣﺼ ـﻨﱠﻔﺎت ﻋﺪﻳــﺪة ﻟﺘــﺬﻟﻴﻞ ﳘﻴــﺔ اﻟﻘﺼــﻮ ٰى أﻋــﺪﱠ اﻟﻌﻠــﲈء ﻋـ ٰ اﻷ ّ اﻟﺼﻌﺎب أﻣﺎم اﻟﺪارﺳـﲔ ﳍـﺬا اﻟﻌﻠـﻢ ،وإﻳﺼـﺎل اﳌـﺎ ﱠدة اﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ ﺑـﺄوﺟﺰ ﻋﺒـﺎرة وأﻛﺜــﺮ ﲢﻘﻴﻘ ـ ًﺎ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟــﺐ اﻷُﺻــﻮﻟﻴﺔ.وﻣــﻦ ﺑــﲔ ﺗﻠــﻚ اﳌﺼ ـﻨﱠﻔﺎت )دروس ﰲ وﲤﺜﱢ ـﻞ اﳊﻠﻘــﺔ اﻷُو ٰﱃ ﻣﻨﻬــﺎ ﻋﻠــﻢ اﻷُﺻــﻮل( ﻟﻠﺴ ـﻴﱢﺪ ّ ﳏﻤ ـﺪ ﺑــﺎﻗﺮ اﻟﺼــﺪر ُ ، ﺆﻫـﻞ اﻟـﺪارس ﳍـﺎ إ ٰﱃ دﺧـﻮل اﻟﺒﺤـﺚ اﳋـﺎرج ﰲ اﳊـﻮزة واﺣﺪة ﻣـﻦ ﺛﻼﺛـﺔ ُﺗ ﱢ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. وﻫــﺬه اﳌﺠﻤﻮﻋــﺔ ﻣــﻦ اﻟــﺪروس ﻫــﻲ ﺧﻼﺻــﺔ ﻟﻠﺤﻠﻘــﺔ اﻷُو ٰﱃ ﺑــﲈ ﻟﻠﺼــﻒ اﻟﺜﺎﻟــﺚ ﰲ ﺟﺎﻣﻌــﺔ اﻟﻨﺠــﻒ اﳊﻮزوﻳــﺔ ﱢ ﻳﻨﺎﺳــﺐ ﻣﺴــﺘﻮ ٰى اﻟﺪراﺳــﺔ اﻻﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ اﻟﻨﺴﻮﻳﺔ. ﻧﺴﺄل اﷲ ﺗﻌﺎ ٰﱃ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ * * * )(٩ ارس اول ﺑﻌــﺪ أن آﻣــﻦ اﻹﻧﺴــﺎن ﺑــﺎﷲ واﻹﺳــﻼم واﻟﺸـــﺮﻳﻌﺔ ،وﻋــﺮف أﻧﱠــﻪ ﻣﺴــﺆول ﺑﺤﻜــﻢ ﻛﻮﻧــﻪ ﻋﺒــﺪ ًا ﷲ ﺗﻌــﺎ ٰﱃ ﻋــﻦ اﻣﺘﺜــﺎل أﺣﻜﺎﻣــﻪ ﻳﺼ ـﺒﺢ ﻣﻠﺰﻣ ـ ًﺎ ﺑــﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑــﲔ ﺳــﻠﻮﻛﻪ ﰲ ﳐﺘﻠــﻒ ﳎــﺎﻻت اﳊﻴــﺎة واﻟﺸـــﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳــﻼﻣﻴﱠﺔ، اﻟﻌﻤـﲇ اﻟـﺬي ﺗﻔﺮﺿـﻪ ﻋﻠﻴـﻪ ﺗﺒﻌ ﱠﻴﺘـﻪ ﻟﻠﺸــﺮﻳﻌﺔ ،وﻷﺟـﻞ ﻫـﺬا ّ ﱢ وﺑﺎﲣﺎذ اﳌﻮﻗﻒ ﻌــﲔ ﻫــﺬا اﳌﻮﻗــﻒ اﻟﻌﻤــﲇ ،وﻳﻌــﺮف ﻛﻴــﻒ ﻋــﲆ اﻹﻧﺴــﺎن أن ُﻳ ﱢ ٰ ﻛــﺎن ﻟﺰاﻣــ ًﺎ ﻳﺘﴫف ﰲ ﱢ ﻛﻞ واﻗﻌﺔ. ﱠ ﻛــﻞ اﻟﻮﻗــﺎﺋﻊ واﺿــﺤ ًﺔ وﺿــﻮﺣ ًﺎوﻟــﻮ ﻛﺎﻧــﺖ أﺣﻜــﺎم اﻟﺸـــﺮﻳﻌﺔ ﰲ ﱢ ﻛـﻞ اﻟﻌﻤـﲇ اﳌﻄﻠـﻮب ﲡـﺎه اﻟﺸــﺮﻳﻌﺔ ﰲ ﱢّ ﺑﺪﳞﻴ ًﺎ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻟﻜـﺎن ﲢﺪﻳـﺪ اﳌﻮﻗـﻒ ٍ ودراﺳــﺔ ﻋﻠﻤــﻲ ٍ ﺑﺤــﺚ ﱢ ﻟﻜــﻞ أﺣــﺪ ،وﳌَــﺎ اﺣﺘــﺎج إ ٰﱃ ٍ واﻗﻌــﺔ أﻣــﺮ ًا ﻣﻴﺴــﻮر ًا ﱟ واﺳﻌﺔ ،وﻟﻜـ ﱠﻦ ﻋﻮاﻣـﻞ ﻋﺪﻳـﺪة ،ﻣﻨﻬـﺎ :ﺑﻌـﺪﻧﺎ اﻟﺰﻣﻨـﻲ ﻋـﻦ ﻋﺼــﺮ اﻟﺘﺸــﺮﻳﻊ ٍ ــﲑ ﻣـــﻦ أﺣﻜـــﺎم اﻟﺸــــﺮﻳﻌﺔ واﻛﺘﻨﺎﻓﻬـــﺎ أ ﱠدت إ ٰﱃ ﻋـــﺪم وﺿـــﻮح ﻋـــﺪ ٍد ﻛﺒـ ٍ ﺑﺎﻟﻐﻤﻮض. ّٰ ﻳﺘـﻮﱃ دﻓـﻊ ﻮﺿـﻊ ﻋﻠـﻢ ﺮوري أن ُﻳ َ ﱢ وﻋﲆ ﻫﺬا اﻷﺳـﺎس ﻛـﺎن ﻣـﻦ اﻟﻀــ ٰ ٍ اﻟﻌﻤـﲇ ﲡــﺎه اﻟﺸــﺮﻳﻌﺔ ﰲ ﱢ ﻛـﻞ واﻗﻌـﺔ ﺑﺈﻗﺎﻣـﺔ اﻟــﺪﻟﻴﻞ اﻟﻐﻤـﻮض ﻋـﻦ اﳌﻮﻗـﻒ ﱢ ﻋﲆ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ. ٰ اﳌﻬﻤـﺔ ،ﻓﻬـﻮ ﻳﺸـﺘﻤﻞوﻫﻜﺬا ﻛﺎن ،ﻓﻘﺪ ُأﻧﺸـﺊ ﻋﻠـﻢ اﻟﻔﻘـﻪ ﻟﻠﻘﻴـﺎم ﲠـﺬه ﱠ ـﲇ ﲡــﺎه اﻟﺸ ــﺮﻳﻌﺔ ﲢﺪﻳــﺪ ًا اﺳــﺘﺪﻻﻟﻴ ًﺎ ،واﻟﻔﻘﻴــﻪ ﰲ ـﲆ ﲢﺪﻳــﺪ اﳌﻮﻗــﻒ اﻟﻌﻤـ ّ ﻋـ ٰ )(١١ وﱃ( /اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔُ ُ ..................................... ١٢دروس ﰲ ﻋﻠﻢ اﻷﺻﻮل )اﳊﻠﻘﺔ اﻷ ٰ ٍ ﺣـﺪث اﻟﻌﻤـﲇ ﰲ ﱢ ﻛـﻞ ﻋـﲆ ﺗﻌﻴـﲔ اﳌﻮﻗـﻒ ّ ﻋﻠﻢ اﻟﻔﻘـﻪ ﻳـﲈرس إﻗﺎﻣـﺔ اﻟـﺪﻟﻴﻞ ٰ ﻣــﻦ أﺣــﺪاث اﳊﻴــﺎة ،وﻫــﺬا ﻣــﺎ ﻧﻄﻠــﻖ ﻋﻠﻴــﻪ اﺳــﻢ )ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﺳــﺘﻨﺒﺎط اﳊﻜــﻢ اﻟﴩﻋﻲ(. وﻷﺟــﻞ ﻫــﺬا ﻳﻤﻜــﻦ اﻟﻘــﻮل ﺑــﺄ ﱠن ﻋﻠــﻢ اﻟﻔﻘــﻪ ﻫــﻮ :ﻋﻠــﻢ اﺳــﺘﻨﺒﺎط ٍ ﺑﺘﻌﺒﲑ آﺧﺮ. اﻷﺣﻜﺎم اﻟﴩﻋﻴﺔ ،أو ﻋﻠﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺳﺘﻨﺒﺎط ﻳﺘﻢ ﰲ ﻋﻠﻢ اﻟﻔﻘﻪ ﺑ ُﺄﺳﻠﻮﺑﲔ: ٍ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﱡ اﻟﻌﻤﲇ ّ وﲢﺪﻳﺪ اﳌﻮﻗﻒ أﺣﺪﳘﺎ :ﲢﺪﻳﺪه ﺑﺘﻌﻴﲔ اﳊﻜﻢ اﻟﴩﻋﻲ. واﻵﺧــﺮ :ﲢﺪﻳـــﺪ اﻟﻮﻇﻴﻔــﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴـــﺔ ﲡـــﺎه اﳊﻜــﻢ اﳌﺸـــﻜﻮك ﺑﻌـــﺪ ﱡ وﺗﻌﺬر ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ. ﱢ اﻟﺸﻚ اﺳﺘﺤﻜﺎم ــﻤﻴﻬﺎ ﺑﺎﻷد ﱠﻟـــﺔ ،أو واﻷد ﱠﻟــﺔ اﻟﺘـــﻲ ُﺗﺴـــ َﺘﻌﻤﻞ ﰲ اﻷُﺳـــﻠﻮب ﱠ اﻷول ُﻧﺴـ ّ ـﺮز ﲠــﺎ اﳊﻜــﻢ اﻟﺸ ــﺮﻋﻲ.واﻷد ﱠﻟ ـﺔ اﻟﺘــﻲ ُﺗﺴ ـﺘَﻌﻤﻞ ﰲ اﻷد ﱠﻟ ـﺔ اﳌﺤــﺮزة ،إذ ُﳛـ َ ﺴﻤ ٰﻰ ﺑﺎﻷد ﱠﻟﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،أو اﻷُﺻﻮل اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. اﻷُﺳﻠﻮب اﻟﺜﺎﲏ ُﺗ ّ وﰲ ﻛــﻼ اﻷُﺳــﻠﻮﺑﲔ ﻳــﲈرس اﻟﻔﻘﻴــﻪ ﰲ ﻋﻠــﻢ اﻟﻔﻘــﻪ اﺳــﺘﻨﺒﺎط اﳊﻜــﻢ اﻟﻌﻤﲇ ﲡﺎﻫﻪ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ. ّ اﻟﴩﻋﻲ ،أي ُﳛﺪﱢ د اﳌﻮﻗﻒ وﻋﻤﻠﻴــﺎت اﻻﺳــﺘﻨﺒﺎط اﻟﺘــﻲ ﻳﺸــﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻋﻠــﻢ اﻟﻔﻘــﻪ ﺑــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣــﻦ ﻋـﲆ ٍ ﻣﻮﺣـﺪة وﻗﻮاﻋـﺪ ﻋﺎ ﱠﻣـﺔ ﺗـﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬـﺎ ٰ وﺗﻨﻮﻋﻬﺎ ﺗﺸﱰك ﰲ ﻋﻨـﺎﴏ ﱠ ﺗﻌﺪﱡ دﻫﺎ ﱡ وﺗﻨﻮﻋﻬﺎ ،وﻗـﺪ ﺗﻄ ﱠﻠﺒـﺖ ﻫـﺬه اﻟﻌﻨـﺎﴏ اﳌﺸـﱰﻛﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻻﺳـﺘﻨﺒﺎط ﺗﻌﺪﱡ دﻫﺎ ﱡ ﺧﺎص ﲠﺎ ﻟﺪراﺳـﺘﻬﺎ وﲢﺪﻳـﺪﻫﺎ وﲥﻴﺌﺘﻬـﺎ ﻟﻌﻠـﻢ اﻟﻔﻘـﻪ ،ﻓﻜـﺎن ﻋﻠـﻢ ﱟ وﺿﻊ ﻋﻠ ٍﻢ اﻷُﺻﻮل. ال: ﻌــﺮف ﻋﻠــﻢ اﻷُﺻــﻮل ﺑﺄﻧﱠــﻪ )اﻟﻌﻠــﻢ وﻋــﲆ ﻫــﺬا اﻷﺳــﺎس ﻧــﺮ ٰى أن ُﻳ ﱠ ٰ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﴏ اﳌﺸﱰﻛﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺳﺘﻨﺒﺎط اﳊﻜﻢ اﻟﴩﻋﻲ(. اﻷول :ﻛﻠﻤﺔ ﲤﻬﻴﺪﻳﺔ ١٣................................................................ اﻟﺪرس ﱠ ﺪرس اﻟﻌﻨـــﺎﴏ اﳌﺸــﱰﻛﺔ ،وﰲ ﻋﻠـــﻢ اﻟﻔﻘـــﻪ وﰲ ﻋﻠــﻢ اﻷُﺻـــﻮل ﺗُــ َ ﻛﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ. اﳋﺎﺻﺔ ﰲ ﱢ ﱠ ﺪرس اﻟﻌﻨﺎﴏ ُﺗ َ وﻋﻠﻢ اﻷُﺻـﻮل ﻻ ُﳛـﺪﱢ د اﻟﻌﻨـﺎﴏ اﳌﺸـﱰﻛﺔ ﻓﺤﺴـﺐ ،ﺑـﻞ ُﳛـﺪﱢ د أﻳﻀـ ًﺎ درﺟــﺎت اﺳــﺘﻌﲈﳍﺎ واﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑﻴﻨﻬــﺎ ،ﻛــﲈ ﺳــﻨﺮ ٰى ﰲ اﻟﺒﺤــﻮث اﳌﻘﺒﻠــﺔ إن ﺷــﺎء اﷲ ﺗﻌﺎ ٰﱃ. * * * ارس ام ع ال ﻧﺤﻦ إذا ﻻﺣﻈﻨـﺎ اﻟﺘﻌﺮﻳـﻒ اﻟـﺬي ﻗـﺪﱠ ﻣﻨﺎه ﻟﻌﻠـﻢ اﻷُﺻـﻮل اﺳـﺘﻄﻌﻨﺎ أن ﻧﻌــﺮف أ ﱠن ﻋﻠــﻢ اﻷُﺻــﻮل ﻳــﺪرس ﰲ اﳊﻘﻴﻘــﺔ اﻷد ﱠﻟـﺔ اﳌﺸــﱰﻛﺔ ﰲ ﻋﻠــﻢ اﻟﻔﻘــﻪ ﺻـﺢ اﻟﻘـﻮل ﺑـﺄ ﱠن ﻣﻮﺿـﻮع ﻋﻠـﻢ اﻷُﺻـﻮل ﻫـﻮ اﻷد ﱠﻟـﺔﱠ ﻹﺛﺒﺎت دﻟﻴﻠﻴﺘﻬﺎ ،وﲠﺬا اﳌﺸﱰﻛﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺳﺘﻨﺒﺎط. وﻋﻠﻢ اﻷُﺻﻮل ﻳﺸـﺎﺑﻪ ﻋﻠـﻢ اﳌﻨﻄـﻖ ﻣـﻦ ﻧﺎﺣﻴـﺔ أﻧﱠـﻪ ُﳛـﺪﱢ د اﻟﻨﻈـﺎم اﻟﻌـﺎ ّم ﺧـﺎص ﻣـﻦ ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻟﺘﻔﻜـﲑ ،أي ﻋـﻦ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﱟ ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ ﻏﲑ أ ﱠﻧﻪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧـﻮ ٍع اﻟﻔﻘﻬــﻲ ﰲ اﺳــﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜــﺎم ،وﻳــﺪرس اﻟﻌﻨــﺎﴏ اﳌﺸــﱰﻛﺔ اﻟﺘــﻲ ﱢ اﻟﺘﻔﻜــﲑ ﳚــﺐ أن ﺗــﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬــﺎ ﻟﻜــﻲ ﻳﻜــﻮن اﻻﺳــﺘﻨﺒﺎط ﺳــﻠﻴ ًﲈ ،ﻓﻬــﻮ ُﻳﻌ ﱢﻠﻤﻨــﺎ ﻛﻴــﻒ ﻋـﲆ اﻟﺼـﺎﺋﻢ ،وﻛﻴـﻒ ﻧﺴـﺘﻨﺒﻂ اﻋﺘﺼـﺎم ﻣـﺎء ﻧﺴﺘﻨﺒﻂ اﳊﻜﻢ ﺑﺤﺮﻣﺔ اﻻرﲤـﺎس ٰ اﻟﻜـﺮ ،وﻛﻴـﻒ ﻧﺴــﺘﻨﺒﻂ اﳊﻜـﻢ ﺑﺎﺳــﺘﺤﺒﺎب ﺻـﻼة اﻟﻌﻴــﺪ أو وﺟﻮﲠـﺎ ،وذﻟــﻚ ﱢ ﺑﻮﺿﻊ اﳌﻨﺎﻫﺞ اﻟﻌﺎ ﱠﻣﺔ ،وﲢﺪﻳﺪ اﻟﻌﻨﺎﴏ اﳌﺸﱰﻛﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﺳﺘﻨﺒﺎط. ﻋـﲆ ﻋﻠـﻢ اﻷُﺻـﻮل اﺳـﻢ ﻣﻨﻄـﻖ ﻳﺼـﺢ أن ُﻳﻄ َﻠـﻖ ٰ ﱡ وﻋﲆ ﻫـﺬا اﻷﺳـﺎسٰ ﺮي ﻋﻠــﻢ اﻟﻔﻘــﻪ؛ ﻷ ﱠﻧ ـﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ إﻟﻴــﻪ ﺑﻤﺜﺎﺑــﺔ اﳌﻨﻄــﻖ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ إ ٰﱃ اﻟﻔﻜــﺮ اﻟﺒﺸ ــ ﱢ ٍ ﺑﺼﻮرة ﻋﺎ ﱠﻣﺔ. أ ّال ا: ﳘﻴــﺔ ﻋﻠــﻢ اﻷُﺻــﻮل ٍ ﻋــﲆ أ ّ ٰ ﺑﺤﺎﺟــﺔ إ ٰﱃ اﻟﺘﺄﻛﻴــﺪ وﻟﺴــﻨﺎ ﺑﻌــﺪ ذﻟــﻚ )(١٤ اﻟﺪرس اﻟﺜﺎﲏ :ﻣﻮﺿﻮع ﻋﻠﻢ اﻷُﺻﻮل ١٥........................................................ وﺧﻄــﻮرة دوره ﰲ ﻋــﺎﱂ اﻻﺳــﺘﻨﺒﺎط؛ ﻷﻧﱠــﻪ ﻣــﺎ دام ُﻳﻘــﺪﱢ م ﻟﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻻﺳــﺘﻨﺒﺎط ﻋﻨﺎﴏﻫــﺎ اﳌﺸــﱰﻛﺔ ،وﻳﻀــﻊ ﳍــﺎ ﻧﻈﺎﻣﻬــﺎ اﻟﻌــﺎ ّم ،ﻓﻬــﻮ ﻋﺼــﺐ اﳊﻴــﺎة ﻓﻴﻬــﺎ، وﺑــﺪون ﻋﻠــﻢ اﻷُﺻــﻮل ﻳﻮاﺟــﻪ اﻟﺸــﺨﺺ ﰲ اﻟﻔﻘــﻪ ُرﻛﺎﻣــ ًﺎ ﻣﺘﻨــﺎﺛﺮ ًا ﻣــﻦ اﻟﻨﺼـــﻮص واﻷد ﱠﻟـــﺔ دون أن ﻳﺴـــﺘﻄﻴﻊ اﺳـــﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ واﻻﺳـــﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬـــﺎ ﰲ اﻻﺳﺘﻨﺒﺎط. ا ا ّو: اﳊﻜـﻢ اﻟﺸــﺮﻋ ّﻲ :ﻫـﻮ اﻟﺘﺸــﺮﻳﻊ اﻟﺼـﺎدر ﻣـﻦ اﷲ ﺗﻌـﺎ ٰﱃ ﻟﺘﻨﻈـﻴﻢ ﺣﻴـﺎة واﻟﺴـﻨﱠﺔ ﻣـﱪزة ﻟﻠﺤﻜـﻢ وﻛﺎﺷـﻔﺔ اﻹﻧﺴﺎن.واﳋﻄﺎﺑـﺎت اﻟﺸــﺮﻋﻴﺔ ﰲ اﻟﻜﺘـﺎب ﱡ اﻟﴩﻋﻲ ﻧﻔﺴﻪ. ّ ﻋﻨﻪ ،وﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ اﳊﻜﻢ ﺮﻋﻲ ﻻ ﻳﺘﻌ ﱠﻠــﻖ ﺑﺄﻓﻌــﺎل اﳌﻜ ﱠﻠﻔــﲔ داﺋــ ًﲈ ،ﺑــﻞ ﻗــﺪ ﻳﺘﻌ ﱠﻠــﻖ اﳊﻜــﻢ اﻟﺸـــ ّ ﺑــﺬواﲥﻢ ،أو ﺑﺄﺷــﻴﺎء ُأﺧــﺮ ٰى ﺗــﺮﺗﺒﻂ ﲠــﻢ؛ ﻷ ﱠن اﳍــﺪف ﻣــﻦ اﳊﻜــﻢ اﻟﺸ ــ ّ ﺮﻋﻲ ـﻖ ﺑﺄﻓﻌــﺎلـﺎب ﻣﺘﻌ ّﻠـ ٍ ﺗﻨﻈــﻴﻢ ﺣﻴــﺎة اﻹﻧﺴــﺎن ،وﻫــﺬا اﳍــﺪف ﻛــﲈ ﳛﺼــﻞ ﺑﺨﻄـ ٍ ــﻢ( و)ﻻ ﺗﺸـــﺮب اﳋﻤــﺮ( ،-ﻛــﺬﻟﻚ اﳌﻜ ﱠﻠﻔــﲔ -ﻛﺨﻄــﺎب ) ﱢ ﺻــﻞ( و) ُﺻ ْ ﺑﺨﻄـﺎب ﻣﺘﻌ ّﻠ ٍ ـﻖ ﺑـﺬواﲥﻢ ،أو ﺑﺄﺷـﻴﺎء ُأﺧـﺮ ٰى ﺗـﺪﺧﻞ ﰲ ﺣﻴـﺎﲥﻢ ،ﻣـﻦ ٍ ﳛﺼﻞ ﻗﺒﻴﻞ اﻷﺣﻜﺎم واﳋﻄﺎﺑـﺎت اﻟﺘـﻲ ﺗُـﻨ ﱢﻈﻢ ﻋﻼﻗـﺔ اﻟﺰوﺟﻴـﺔ وﺗﻌﺘـﱪ اﳌـﺮأة زوﺟـ ًﺔ ٍ ﴍوط ﻣﻌﻴﱠﻨــﺔ ،أو ﺗُــﻨ ﱢﻈﻢ ﻋﻼﻗــﺔ اﳌﻠﻜﻴــﺔ وﺗﻌﺘــﱪ اﻟﺸــﺨﺺ ﻟﻠﺮﺟــﻞ ﰲ ﱢ ﻇــﻞ ٍ ﴍوط ﻣﻌﻴﱠﻨــﺔ ،ﻓــﺈ ﱠن ﻫــﺬه اﻷﺣﻜــﺎم ﻟﻴﺴــﺖ ﻣﺘﻌ ّﻠﻘــ ًﺔ ﻣﺎﻟﻜــ ًﺎ ﻟﻠــﲈل ﰲ ﱢ ﻇــﻞ ﴍﻋــﻲ ﻣﺘﻌ ّﻠــﻖ ﺑــﺬواﲥﻢ ،واﳌﻠﻜﻴــﺔ ّ ﺑﺄﻓﻌــﺎل اﳌﻜ ﱠﻠﻔــﲔ ،ﺑــﻞ اﻟﺰوﺟﻴــﺔ ﺣﻜــﻢ ﴍﻋﻲ ﻣﺘﻌ ّﻠﻖ ﺑﺎﳌﺎل. ّ ﺣﻜﻢ * * * ارس ا وو ا إ وﻋﲆ ﺿﻮء ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﳊﻜﻢ إ ٰﱃ ﻗﺴﻤﲔ: ٰ واﳌﻮﺟـﻪ ﻟﺴـﻠﻮﻛﻪ ّ ﺮﻋﻲ اﳌﺘﻌ ّﻠـﻖ ﺑﺄﻓﻌـﺎل اﻹﻧﺴـﺎن أﺣﺪﳘﺎ :اﳊﻜـﻢ اﻟﺸــ ّ ﻣﺒـــﺎﴍ ًة ﰲ ﳐﺘﻠـــﻒ ﺟﻮاﻧـــﺐ ﺣﻴﺎﺗـــﻪ اﻟﺸﺨﺼـــﻴﺔ واﻟﻌﺒﺎدﻳـــﺔ واﻟﻌﺎﺋﻠﻴـــﺔ واﻻﺟﺘﲈﻋﻴــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻋﺎﳉﺘﻬــﺎ اﻟﺸــــﺮﻳﻌﺔ وﻧ ﱠﻈﻤﺘﻬــﺎ ﲨﻴﻌــ ًﺎ ،ﻛﺤﺮﻣـــﺔ ﴍب ﻋـﲆ ﺑﻌـﺾ اﻷﻗـﺎرب ،وإﺑﺎﺣـﺔ اﳋﻤﺮ ،ووﺟﻮب اﻟﺼـﻼة ،ووﺟـﻮب اﻹﻧﻔـﺎق ٰ ﻋﲆ اﳊﺎﻛﻢ. إﺣﻴﺎء اﻷرض ،ووﺟﻮب اﻟﻌﺪل ٰ ﻣﻮﺟﻬ ـ ًﺎ ﻣﺒــﺎﴍ ًا ﻟﻺﻧﺴــﺎن ﺮﻋﻲ اﻟــﺬي ﻻ ﻳﻜــﻮن ّ واﻵﺧــﺮ :اﳊﻜــﻢ اﻟﺸــ ّ ﻛﻞ ﺣﻜ ٍﻢ ُﻳﺸــ ﱢﺮع وﺿـﻌ ًﺎ ﻣﻌ ﱠﻴﻨـ ًﺎ ﻳﻜـﻮن ﻟـﻪ ﺗـﺄﺛﲑ ﻏـﲑ ﰲ أﻓﻌﺎﻟﻪ وﺳﻠﻮﻛﻪ ،وﻫﻮ ﱡ ﻣﺒــﺎﴍ ﰲ ﺳــﻠﻮك اﻹﻧﺴــﺎن ،ﻣــﻦ ﻗﺒﻴــﻞ اﻷﺣﻜــﺎم اﻟﺘــﻲ ﺗُــﻨ ﱢﻈﻢ ﻋﻼﻗــﺎت ٍ ـﻮرة ﻣﺒـ ٍ ـﺎﴍة ﻋﻼﻗـ ًﺔ ﻣﻌﻴﱠﻨـ ًﺔ ﺑــﲔ اﻟﺮﺟــﻞ واﳌــﺮأة، اﻟﺰوﺟﻴــﺔ ،ﻓﺈﳖـﺎ ُﺗﺸــﺮع ﺑﺼـ ٍ ﱢ ﱠ ﻮﺟﻬـﻪ؛ ﻷ ﱠن اﳌـﺮأة ﺑﻌـﺪ أن ﺗﺼـﺒﺢ ٍ ٍ و ُﺗﺆ ﱢﺛﺮ ﺑﺼـﻮرة ﻏـﲑ ﻣﺒـﺎﴍة ﰲ اﻟﺴـﻠﻮك و ُﺗ ﱢ ﺴـﻤ ٰﻰ ﻫـﺬا اﻟﻨـﻮع ﻣـﻦ ٍ ﺑﺴـﻠﻮك ﱠ ٍ زوﺟ ًﺔ -ﻣﺜﻼً -ﺗ َ ﻣﻌـﲔ ﲡـﺎه زوﺟﻬـﺎ ،و ُﻳ ّ ُﻠـﺰم اﻷﺣﻜﺎم ﺑﺎﻷﺣﻜﺎم اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ. واﻻرﺗﺒــﺎط ﺑــﲔ اﻷﺣﻜــﺎم اﻟﻮﺿــﻌﻴﺔ واﻷﺣﻜــﺎم اﻟﺘﻜﻠﻴﻔﻴ ـﺔ وﺛﻴــﻖ ،إذ ﻻ وﺿـﻌﻲ ﱠإﻻ وﻳﻮﺟـﺪ إ ٰﱃ ﺟﺎﻧﺒـﻪ ﺣﻜـﻢ ﺗﻜﻠﻴﻔـﻲ.ﻓﺎﻟﺰوﺟﻴـﺔ ﺣﻜـﻢ ﱞ ﻳﻮﺟﺪ ﺣﻜﻢ ـﻌﻲ ﺗﻮﺟــﺪ إ ٰﱃ ﺟﺎﻧﺒــﻪ أﺣﻜــﺎم ﺗﻜﻠﻴﻔﻴــﺔ ،وﻫــﻲ :وﺟــﻮب إﻧﻔــﺎق ـﻲ وﺿـ ّ ﴍﻋـ ّ ﻋــﲆ اﻟﺰوﺟــﺔ.واﳌﻠﻜﻴــﺔ ﺣﻜــﻢ ٰ ﻋــﲆ زوﺟﺘــﻪ ،ووﺟــﻮب اﻟﺘﻤﻜــﲔ ٰ اﻟــﺰوج )(١٦ ووﺿﻌﻲ ١٧........................................... ﱟ ﺗﻜﻠﻴﻔﻲ ﱟ إﱃ اﻟﺪرس اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺗﻘﺴﻴﻢ اﳊﻜﻢ ٰ وﺿﻌﻲ ﺗﻮﺟﺪ إ ٰﱃ ﺟﺎﻧﺒـﻪ أﺣﻜـﺎم ﺗﻜﻠﻴﻔﻴﱠـﺔ ،ﻣـﻦ ﻗﺒﻴـﻞ ﺣﺮﻣـﺔ ﺗﺼــ ﱡﺮف ّ ﴍﻋﻲ ّ ﻏﲑ اﳌﺎﻟﻚ ﰲ اﳌﺎل ﱠإﻻ ﺑﺈذﻧﻪ ،وﻫﻜﺬا. أ ا ا:ّ اﻟﺘﻜﻠﻴﻔــﻲ -وﻫــﻮ اﳊﻜــﻢ اﳌﺘﻌ ّﻠــﻖ ﺑﺄﻓﻌــﺎل اﻹﻧﺴــﺎن ّ ﻳﻨﻘﺴــﻢ اﳊﻜــﻢ واﳌﻮﺟﻪ ﳍﺎ ﻣﺒﺎﴍ ًة -إ ٰﱃ ﲬﺴﺔ أﻗﺴﺎم ،وﻫﻲ ﻛﲈ ﻳﲇ: ّ ﴍﻋـﻲ ﻳﺒﻌـﺚ ﻧﺤـﻮ اﻟﺸــﻲء اﻟـﺬي ﺗﻌ ﱠﻠـﻖ ّ - ١اﻟﻮﺟﻮب :وﻫـﻮ ﺣﻜـﻢ ـﲆ ﺑـﻪ ﺑﺪرﺟــﺔ اﻹﻟــﺰام ،ﻧﺤـﻮ وﺟــﻮب اﻟﺼــﻼة ،ووﺟـﻮب إﻋﺎﻧــﺔ اﳌﻌــﻮزﻳﻦ ﻋـ ٰ و ﱢﱄ اﻷﻣﺮ. ﴍﻋــﻲ ﻳﺒﻌــﺚ ﻧﺤــﻮ اﻟﺸ ــﻲء اﻟــﺬي ّ - ٢اﻻﺳــﺘﺤﺒﺎب :وﻫــﻮ ﺣﻜــﻢ ﺗﻌ ﱠﻠ ـﻖ ﺑــﻪ ﺑﺪرﺟـ ٍ ـﺔ دون اﻹﻟــﺰام ،وﳍــﺬا ﺗﻮﺟــﺪ إ ٰﱃ ﺟﺎﻧﺒــﻪ داﺋ ـ ًﲈ رﺧﺼــﺔ ﻣــﻦ اﻟﺸﺎرع ﰲ ﳐﺎﻟﻔﺘﻪ ،ﻛﺎﺳﺘﺤﺒﺎب ﺻﻼة اﻟﻠﻴﻞ. ﴍﻋـﻲ ﻳﺰﺟـﺮ ﻋـﻦ اﻟﺸــﻲء اﻟـﺬي ﺗﻌ ﱠﻠـﻖ ﺑـﻪّ - ٣اﳊﺮﻣﺔ :وﻫﻲ ﺣﻜـﻢ ﺑﺪرﺟـﺔ اﻹﻟـﺰام ،ﻧﺤــﻮ ﺣﺮﻣـﺔ اﻟﺮﺑــﺎ ،وﺣﺮﻣـﺔ اﻟﺰﻧـﺎ ،وﺑﻴــﻊ اﻷﺳـﻠﺤﺔ ﻷﻋــﺪاء اﻹﺳﻼم. ـﻲ ﻳﺰﺟــﺮ ﻋــﻦ اﻟﺸــﻲء اﻟــﺬي ﺗﻌ ﱠﻠ ـﻖ - ٤اﻟﻜﺮاﻫــﺔ :وﻫــﻲ ﺣﻜــﻢ ﴍﻋـ ّ ـﺔ دون اﻹﻟــﺰام ،ﻓﺎﻟﻜﺮاﻫــﺔ ﰲ ﳎــﺎل اﻟﺰﺟــﺮ ﻛﺎﻻﺳــﺘﺤﺒﺎب ﰲ ﳎــﺎل ﺑــﻪ ﺑﺪرﺟـ ٍ اﻟﺒﻌـﺚ ،ﻛــﲈ أ ﱠن اﳊﺮﻣــﺔ ﰲ ﳎــﺎل اﻟﺰﺟــﺮ ﻛــﺎﻟﻮﺟﻮب ﰲ ﳎــﺎل اﻟﺒﻌــﺚ ،وﻣﺜــﺎل اﳌﻜﺮوه :ﺧﻠﻒ اﻟﻮﻋﺪ. - ٥اﻹﺑﺎﺣــﺔ :وﻫــﻲ أن ﻳﻔﺴــﺢ اﻟﺸــﺎرع اﳌﺠــﺎل ﻟﻠﻤﻜ ﱠﻠ ـﻒ ﻟﻜــﻲ ﳜﺘــﺎر اﳌﻮﻗﻒ اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪه ،وﻧﺘﻴﺠـﺔ ذﻟـﻚ أن ﻳﺘﻤﺘﱠـﻊ اﳌﻜ ﱠﻠـﻒ ّ ﺑﺎﳊﺮﻳـﺔ ،ﻓﻠـﻪ أن ﻳﻔﻌـﻞ وﻟﻪ أن ﻳﱰك. * * * ارس اا أماع اد ا ا اﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﺴـﺘﻨﺪ إﻟﻴـﻪ اﻟﻔﻘﻴـﻪ ﰲ اﺳـﺘﻨﺒﺎط اﳊﻜـﻢ اﻟﺸــﺮﻋﻲ :إ ﱠﻣـﺎ أن ﻳﺆ ّدي إ ٰﱃ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﳊﻜﻢ اﻟﴩﻋﻲْ ،أو ﻻ. وﺣﺠﻴﺘــﻪ ّ ﻓﻔــﻲ اﳊﺎﻟــﺔ اﻷُو ٰﱃ ﻳﻜــﻮن اﻟــﺪﻟﻴﻞ ﻗﻄﻌﻴـ ًﺎ ،وﻳﺴــﺘﻤﺪﱡ ﴍﻋﻴﺘــﻪ ﺣﺠ ـﺔ ﺑﺤﻜــﻢ ﺣﺠﻴــﺔ اﻟﻘﻄــﻊ؛ ﻷ ﱠﻧـﻪ ﻳــﺆ ّدي إ ٰﱃ اﻟﻘﻄــﻊ ﺑــﺎﳊﻜﻢ ،واﻟﻘﻄــﻊ ﱠ ﻣــﻦ ّ ﻋــﲆ أﺳﺎﺳــﻪ اﺳــﺘﻨﺒﺎﻃﻪ ﻟﻠﺤﻜــﻢ ٰ ﻋــﲆ اﻟﻔﻘﻴــﻪ أن ﻳﻘــﻴﻢ ٰ اﻟﻌﻘــﻞ ،ﻓﻴﺘﺤــﺘﱠﻢ اﻟﺸ ــﺮﻋﻲ.وﻣــﻦ ﻧﲈذﺟــﻪ اﻟﻘــﺎﻧﻮن اﻟﻘﺎﺋــﻞ) :ﻛ ﱠﻠ ـﲈ وﺟــﺐ اﻟﺸ ــﻲء وﺟﺒــﺖ ﻋــﲆ وﺟــﻮب اﻟﻮﺿــﻮء ٰ ﻣﻘﺪّ ﻣﺘــﻪ( ،ﻓــﺈ ﱠن ﻫــﺬا اﻟﻘــﺎﻧﻮن ُﻳﻌﺘَــﱪ دﻟــﻴﻼً ﻗﻄﻌﻴــ ًﺎ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﻘﺪّ ﻣ ًﺔ ﻟﻠﺼﻼة. وأ ﱠﻣ ـﺎ ﰲ اﳊﺎﻟــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴــﺔ ﻓﺎﻟــﺪﻟﻴﻞ ﻧــﺎﻗﺺ؛ ﻷ ﱠﻧ ـﻪ ﻟــﻴﺲ ﻗﻄﻌﻴ ـﺎ ،واﻟــﺪﻟﻴﻞ ﺤﺠﻴﺘـــﻪ وأﻣـــﺮ ﺑﺎﻻﺳـــﺘﻨﺎد إﻟﻴـــﻪ ﰲ ﻋﻤﻠﻴـــﺔ اﻟﻨـــﺎﻗﺺ إذا ﺣﻜـــﻢ اﻟﺸـــﺎرع ﺑ ّ ـﲆ ـﻲ وﲢ ـﺘﱠﻢ ﻋـ ٰ ـﲆ اﻟــﺮﻏﻢ ﻣــﻦ ﻧﻘﺼــﺎﻧﻪ أﺻــﺒﺢ ﻛﺎﻟــﺪﻟﻴﻞ اﻟﻘﻄﻌـ ّ اﻻﺳــﺘﻨﺒﺎط ﻋـ ٰ اﻟﻔﻘﻴــﻪ اﻻﻋــﺘﲈد ﻋﻠﻴــﻪ.وﻣــﻦ ﻧــﲈذج اﻟــﺪﻟﻴﻞ اﻟﻨــﺎﻗﺺ اﻟــﺬي ﺟﻌﻠــﻪ اﻟﺸــﺎرع ﺣﺠ ًﺔ :ﺧﱪ اﻟﺜﻘﺔ ،ﻓﺈ ﱠن ﺧـﱪ اﻟﺜﻘـﺔ ﻻ ﻳـﺆ ّدي إ ٰﱃ اﻟﻌﻠـﻢ؛ ﻻﺣـﺘﲈل اﳋﻄـﺄ ﻓﻴـﻪ أو ﱠ ﺣﺠـ ًﺔ وأﻣــﺮ ﺑﺎ ﱢﺗﺒﺎﻋــﻪ ّـﻲ ﻧــﺎﻗﺺ وﻗــﺪ ﺟﻌﻠــﻪ اﻟﺸـﺎرع ﱠ اﻟﺸـﺬوذ ،ﻓﻬــﻮ دﻟﻴـﻞ ﻇﻨ ﱞ وﺗﺼـــﺪﻳﻘﻪ ،ﻓـــﺎرﺗﻔﻊ ﺑـــﺬﻟﻚ ﰲ ﻋﻤﻠﻴـــﺔ اﻻﺳـــﺘﻨﺒﺎط إ ٰﱃ ﻣﺴـــﺘﻮ ٰى اﻟـــﺪﻟﻴﻞ اﻟﻘﻄﻌﻲ. )(١٨ اﻟﺪرس اﻟﺮاﺑﻊ :أﻧﻮاع اﻷد ﱠﻟﺔ ٰ ﻋﲆ اﳊﻜﻢ اﻟﴩﻋﻲ ١٩.............................................. ﺣﺠـﺔ ،وﻻ ﺑﺤﺠﻴــﺔ اﻟــﺪﻟﻴﻞ اﻟﻨــﺎﻗﺺ ﻓــﻼ ﻳﻜــﻮن ﱠ وإذا ﱂ ﳛﻜـﻢ اﻟﺸــﺎرع ّ ﳚﻮز اﻻﻋﺘﲈد ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﻻﺳﺘﻨﺒﺎط؛ ﻷ ﱠﻧﻪ ﻧﺎﻗﺺ ﳛﺘﻤﻞ ﻓﻴﻪ اﳋﻄﺄ. ﺣﺠـ ًﺔ ْأو ﻻ، ﻧﺸﻚ وﻻ ﻧﻌﻠـﻢ ﻫـﻞ ﺟﻌـﻞ اﻟﺸـﺎرع اﻟـﺪﻟﻴﻞ اﻟﻨـﺎﻗﺺ ﱠ وﻗﺪ ﱡ ٍ وﻋﻨﺪﺋـﺬ ﳚـﺐ وﻻ ﻳﺘﻮ ﱠﻓﺮ ﻟﺪﻳﻨﺎ اﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟـﺬي ﻳﺜﺒـﺖ اﳊﺠﻴـﺔ ﴍﻋـ ًﺎ أو ﻳﻨﻔﻴﻬـﺎ. ﻘﺮرﻫـﺎ اﻷُﺻـﻮﻟﻴﻮن ﲠـﺬا اﻟﺼـﺪد ،وﻫـﻲ اﻟﻘﺎﻋـﺪة ٍ ٍ أن ﻧﺮﺟﻊ إ ٰﱃ ﻗﺎﻋـﺪة ﻋﺎ ﱠﻣـﺔ ُﻳ ﱢ ﺣﺠ ـ ًﺔ ﻣــﺎ ﱂ ﻳﺜﺒــﺖ ﺑﺎﻟــﺪﻟﻴﻞ اﻟﺸ ــ ّ ﺮﻋﻲ ـﻞ ﻧـ ٍ ـﺎﻗﺺ ﻟــﻴﺲ ﱠ ـﻞ دﻟﻴـ ٍ اﻟﻘﺎﺋﻠــﺔ) :إ ﱠن ﻛـ ﱠ اﻟﻌﻜــﺲ( ،وﻫــﺬا ﻫــﻮ ﻣﻌﻨ ـ ٰﻰ ﻣــﺎ ﻳﻘــﺎل ﰲ ﻋﻠــﻢ اﻷُﺻــﻮل ﻣــﻦ أ ﱠن )اﻷﺻــﻞ ﰲ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻄﻌﻲ(.ٍ اﳊﺠﻴﺔ ،ﱠإﻻ ﻣﺎ ﺧﺮج اﻟﻈ ﱢﻦ ﻫﻮ ﻋﺪم ّ وﻧﺴــﺘﺨﻠﺺ ﻣــﻦ ذﻟــﻚ :أ ﱠن اﻟــﺪﻟﻴﻞ اﳉــﺪﻳﺮ ﺑــﺎﻻﻋﺘﲈد ﻋﻠﻴــﻪ ﻓﻘﻬﻴـﺎ ﻫــﻮ ٍ ﺑــﺪﻟﻴﻞ ﺣﺠﻴﺘــﻪ ﴍﻋــ ًﺎ اﻟــﺪﻟﻴﻞ اﻟﻘﻄﻌــﻲ ،أو اﻟــﺪﻟﻴﻞ اﻟﻨــﺎﻗﺺ اﻟــﺬي ﺛﺒﺘــﺖ ّ ﻗﻄﻌﻲ. ا: واﻟﺪﻟﻴﻞ اﳌﺤـﺮز ﰲ اﳌﺴـﺄﻟﺔ اﻟﻔﻘﻬﻴـﺔ ﺳـﻮاء ﻛـﺎن ﻗﻄﻌﻴـﺎ ْأو ﻻ ﻳﻨﻘﺴـﻢ إ ٰﱃ ﻗﺴﻤﲔ: ﻛـﻞ ﻣـﺎ ﻳﺼـﺪر ﻣـﻦ اﻟﺸـﺎرع ﳑﱠـﺎ ﻟـﻪ اﻟﴩﻋﻲ ،وﻧﻌﻨﻲ ﺑـﻪ ﱠ ّ اﻷول :اﻟﺪﻟﻴﻞ ﱠ ـﲆـﲆ اﻟﻜﺘـﺎب اﻟﻜــﺮﻳﻢ ،وﻋـ ٰ ﺮﻋﻲ ،وﻳﺸــﺘﻤﻞ ذﻟـﻚ ﻋـ ٰ ـﲆ اﳊﻜـﻢ اﻟﺸــ ّ دﻻﻟـﺔ ﻋـ ٰ اﻟﺴﻨﱠﺔ ،وﻫﻲ :ﻗﻮل اﳌﻌﺼﻮم وﻓﻌﻠﻪ وﺗﻘﺮﻳﺮه. ﱡ اﻟﻌﻘــﲇ ،وﻧﻌﻨــﻲ ﺑــﻪ اﻟﻘﻀــﺎﻳﺎ اﻟﺘــﻲ ُﻳــﺪرﻛﻬﺎ اﻟﻌﻘــﻞ ّ اﻟﺜــﺎﲏ :اﻟــﺪﻟﻴﻞ وﻳﻤﻜــﻦ أن ُﻳﺴــﺘَﻨﺒَﻂ ﻣﻨﻬــﺎ ﺣﻜــﻢ ﴍﻋــﻲ ،ﻛﺎﻟﻘﻀــﻴﱠﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴــﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠــﺔ ﺑــﺄ ﱠن ﳾء ﻳﺴﺘﻠﺰم إﳚﺎب ﻣﻘﺪّ ﻣﺘﻪ(. )إﳚﺎب ٍ اﻷول ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺑﺪوره إ ٰﱃ ﻧﻮﻋﲔ: واﻟﻘﺴﻢ ﱠ وﺳﻨﱠ ًﺔ. اﻟﴩﻋﻲ اﻟﻠﻔﻈﻲ ،وﻫﻮ ﻛﻼم اﻟﺸﺎرع ﻛﺘﺎﺑ ًﺎ ُ ّ أﺣﺪﳘﺎ :اﻟﺪﻟﻴﻞ وﱃ( /اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔُ ُ ..................................... ٢٠دروس ﰲ ﻋﻠﻢ اﻷﺻﻮل )اﳊﻠﻘﺔ اﻷ ٰ ﺮﻋﻲ ﻏــﲑ اﻟﻠﻔﻈــﻲ ،ﻛﻔﻌــﻞ اﳌﻌﺼــﻮم وﺗﻘﺮﻳــﺮه، واﻵﺧــﺮ :اﻟــﺪﻟﻴﻞ اﻟﺸ ــ ّ ﻋﲆ ﻗﺒﻮﻟﻪ. أي ﺳﻜﻮﺗﻪ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ ﻏﲑه ٍ ﺑﻨﺤﻮ ﱡ ﻳﺪل ٰ اﻷول ﺑﻜﻼ ﻧﻮﻋﻴﻪ ﻧﺤﺘﺎج إ ٰﱃ أن ﻧﻌﺮف: وﰲ اﻟﻘﺴﻢ ﱠ ﻋﲆ ﻣﺎذا ﱡ ﻳﺪل ﺑﻈﻬﻮره اﻟﻌﺮﰲ. اﻟﴩﻋﻲ ،وأ ﱠﻧﻪ ٰ ّ ﱠأوﻻً :دﻻﻟﺔ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﺣﺠﻴﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺪﻻﻟﺔ وذﻟﻚ اﻟﻈﻬﻮر ووﺟﻮب اﻟﺘﻌﻮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ. وﺛﺎﻧﻴﺎًّ : وﺛﺎﻟﺜ ًﺎ :ﺻﺪور اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﺎرع ﺣﻘﺎ. ٍ أﺑﺤــﺎث ﻣﻮزﻋــ ًﺎ إ ٰﱃ ﺛﻼﺛــﺔ اﻷول ﱠ وﻣــﻦ ﻫﻨــﺎ ﻛــﺎن اﻟﺒﺤــﺚ ﰲ اﻟﻘﺴــﻢ ﱠ وﻓﻘـ ًﺎ ﳍــﺬا اﻟﺘﻔﺼــﻴﻞ :ﻓﺎﻟﺒﺤــﺚ ﱠ اﻷول ﰲ ﲢﺪﻳــﺪ اﻟﺪﻻﻟــﺔ ،واﻟﺒﺤــﺚ اﻟﺜــﺎﲏ ﰲ ٍ دﻻﻟـﺔ وﻇﻬـﻮر ،واﻟﺒﺤـﺚ اﻟﺜﺎﻟـﺚ ﰲ إﺛﺒـﺎت ﺻـﺪور ﺣﺠﻴﺔ ﻣـﺎ َﻟـﻪ ﻣـﻦ إﺛﺒﺎت ّ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﺎرع. * * * ارس ا ا ا دﻻﻻت اﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﴩﻋﻲ اﻟﻠﻔﻈﻲ: ا: ـﺔ ﻣـﻦ اﻷﻟﻔــﺎظ وﳎﻤﻮﻋـ ٍ ـﺔ ﻣــﻦ ـﺔ ﺗﻘــﻮم ﻋﻼﻗـﺎت ﺑــﲔ ﳎﻤﻮﻋـ ٍ ﻛـﻞ ﻟﻐـ ٍ ﰲ ﱠ ﺗﺼـﻮرﻧﺎ اﻟﻠﻔـﻆ ﺧـﺎص ارﺗﺒﺎﻃـ ًﺎ ﳚﻌﻠﻨـﺎ ﻛ ﱠﻠـﲈ ﻛﻞ ٍ ﻟﻔﻆ ﺑﻤﻌﻨـ ٰﻰ اﳌﻌﺎﲏ ،وﻳﺮﺗﺒﻂ ﱡ ﱠ ﱟ ﺗﺼــﻮر اﻟﻠﻔــﻆ ﱡ ﺗﺼــﻮر اﳌﻌﻨــ ٰﻰ ،وﻫــﺬا اﻻﻗــﱰان ﺑــﲔ ﱡ اﻧﺘﻘــﻞ ذﻫﻨﻨــﺎ ﻓــﻮر ًا إ ٰﱃ وﺗﺼﻮر اﳌﻌﻨـ ٰﻰ واﻧﺘﻘـﺎل اﻟـﺬﻫﻦ ﻣـﻦ أﺣـﺪﳘﺎ إ ٰﱃ اﻵﺧـﺮ ﻫـﻮ ﻣـﺎ ﻧﻄﻠـﻖ ﻋﻠﻴـﻪ ﱡ اﺳﻢ )اﻟﺪﻻﻟﺔ(. اﻷﺳــﺎﳼ ﺑﺸــﺄن ﻫــﺬه اﻟﻌﻼﻗــﺔ اﻟﺘــﻲ ﺗﻮﺟــﺪ ﰲ اﻟﻠﻐــﺔ ﺑــﲔ ّ واﻟﺴــﺆال ﺗﻜﻮﳖـﺎ ،ﻓﻜﻴـﻒ اﻟﻠﻔﻆ واﳌﻌﻨ ٰﻰ ﻫﻮ اﻟﺴﺆال ﻋـﻦ ﻣﺼـﺪر ﻫـﺬه اﻟﻌﻼﻗـﺔ وﻛﻴﻔﻴـﺔ ﱡ ـﻮر اﻟﻠﻔــﻆ ﺗﻜﻮﻧــﺖ ﻋﻼﻗــﺔ اﻟﺴــﺒﺒﻴﺔ ﺑــﲔ اﻟﻠﻔــﻆ واﳌﻌﻨـ ٰﻰ؟ وﻛﻴــﻒ أﺻــﺒﺢ ﺗﺼـ ﱡ ﱠ ﻟﺘﺼﻮر اﳌﻌﻨ ٰﻰ ،ﻣﻊ أ ﱠن اﻟﻠﻔﻆ واﳌﻌﻨ ٰﻰ ﺷﻴﺌﺎن ﳐﺘﻠﻔﺎن ﱡ ﻛﻞ اﻻﺧﺘﻼف؟ ﱡ ﺳﺒﺒ ًﺎ ﻋـﲆ ﻳـﺪ ٍ إ ﱠن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻠﻐﻮﻳـﺔ ﺑـﲔ اﻟﻠﻔـﻆ واﳌﻌﻨـ ٰﻰ ﻧﺸـﺄت ﰲ ﱢ ﻛـﻞ ﻟﻐـﺔ ٰ اﻷول ،أو اﻷﺷــﺨﺎص اﻷواﺋــﻞ اﻟــﺬﻳﻦ اﺳــﺘﺤﺪﺛﻮا ﺗﻠــﻚ اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﺸــﺨﺺ ﱠ ٍ ﺧﺎﺻـﺔ ،ﻓﺎﻛﺘﺴـﺒﺖ وﺗﻜ ﱠﻠﻤﻮا ﲠـﺎ ،ﻓـﺈ ﱠن ﻫـﺆﻻء ﱠ ﺧﺼﺼـﻮا أﻟﻔﺎﻇـ ًﺎ ﻣﻌ ﱠﻴﻨـ ًﺔ ﳌﻌـﺎن ﱠ ٍ ﻟﻔـﻆ اﻷﻟﻔﺎظ ﻧﺘﻴﺠـ ًﺔ ﻟـﺬﻟﻚ اﻟﺘﺨﺼـﻴﺺ ﻋﻼﻗـ ًﺔ ﺑﺘﻠـﻚ اﳌﻌـﺎﲏ ،وأﺻـﺒﺢ ﱡ ﻛـﻞ اﳋـﺎص ،وذﻟـﻚ اﻟﺘﺨﺼـﻴﺺ اﻟـﺬي ﻣﺎرﺳـﻪ ُأوﻟﺌـﻚ اﻷواﺋـﻞ ﱢ ﻋﲆ ﻣﻌﻨـﺎه ﱡ ﻳﺪل ٰ )(٢١ وﱃ( /اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔُ ُ ..................................... ٢٢دروس ﰲ ﻋﻠﻢ اﻷﺻﻮل )اﳊﻠﻘﺔ اﻷ ٰ ﺴـﻤ ٰﻰ اﳌُ ِ ـﲈرس ﻟـﻪ )واﺿـﻌ ًﺎ(، ﺴـﻤ ٰﻰ ﺑــ )اﻟﻮﺿـﻊ( ،و ُﻳ ّ وﻧﺘﺠﺖ ﻋﻨﻪ اﻟﺪﻻﻟـﺔ ُﻳ ّ واﻟﻠﻔﻆ )ﻣﻮﺿﻮﻋ ًﺎ( ،واﳌﻌﻨ ٰﻰ )ﻣﻮﺿﻮﻋ ًﺎ ﻟﻪ(. إ ﱠن اﻟﻠﻔــﻆ واﳌﻌﻨــ ٰﻰ ﻣــﺎ دام ﻻ ﻳﻮﺟــﺪ ﺑﻴــﻨﻬﲈ ﻋﻼﻗــﺔ ذاﺗﻴــﺔ ،وﻻ ﱡ أي ارﺗﺒﺎط ﻣﺴﺒﻖ ،ﻓﻜﻴـﻒ اﺳـﺘﻄﺎع ﻣﺆﺳـﺲ اﻟﻠﻐـﺔ أن ُﻳ ِ ﻮﺟـﺪ ﻋﻼﻗـﺔ اﻟﺴـﺒﺒﻴﺔ ﺑـﲔ ٍ ﱢ ﺆﺳـﺲ ﻟ ﱠﻠﻔـﻆ وﺗﻌﻴﻴﻨـﻪ ﳎـﺮد ﲣﺼـﻴﺺ اﳌ ﱢ ﺷﻴﺌﲔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﲈ؟ وﻫـﻞ ﻳﻜﻔـﻲ ﱠ ﻟﺘﺼـﻮر اﳌﻌﻨـ ٰﻰ ﺣﻘﻴﻘـ ًﺔ؟ وﻛ ﱡﻠﻨـﺎ ﻧﻌﻠـﻢ ﱡ ﻟﺘﺼﻮر اﳌﻌﻨ ٰﻰ ﻟﻜﻲ ﻳﺼـﺒﺢ ﺳـﺒﺒ ًﺎ ﱡ ﻟﻪ ﺳﺒﺒ ًﺎ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ﻳﻌﺠـﺰ أن ﳚﻌـﻞ ﻣـﻦ ﲪـﺮة اﳊـﱪ اﻟـﺬي ﻳﻜﺘـﺐ ٍ وأي اﳌﺆﺳﺲ ﱠ أ ﱠن ﱢ ﺑﻪ ﺳـﺒﺒ ًﺎ ﳊـﺮارة اﳌـﺎء ،وﻟـﻮ ﻛـﺮر اﳌﺤﺎوﻟـﺔ ﻣﺎﺋـﺔ ٍ ﺼـﺖ ﲪـﺮة ﺧﺼ ُ ﻣـﺮة ﻗـﺎﺋﻼً :ﱠ ﱠ ﱠ ـﺐ ﺑــﻪ ﻟﻜــﻲ ﺗﻜــﻮن ﺳــﺒﺒ ًﺎ ﳊــﺮارة اﳌــﺎء.ﻓﻜﻴــﻒ اﺳــﺘﻄﺎع أن اﳊــﱪ اﻟــﺬي أﻛﺘـ ُ ـﺮد ﲣﺼﻴﺼــﻪ ﻟــﺬﻟﻚ دون ـﻮر اﳌﻌﻨ ـ ٰﻰ ﺑﻤﺠـ ﱠ ﻳــﻨﺠﺢ ﰲ ﺟﻌــﻞ اﻟﻠﻔــﻆ ﺳــﺒﺒ ًﺎ ﻟﺘﺼـ ﱡ ٍ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﲔ اﻟﻠﻔﻆ واﳌﻌﻨ ٰﻰ؟ ٍ ﻋﻼﻗﺔ أي ّ إ ﱠن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘـﻮم ﰲ اﻟﻠﻐـﺔ ﺑـﲔ اﻟﻠﻔـﻆ واﳌﻌﻨـ ٰﻰ ﺗﻮﺟـﺪ وﻓﻘـ ًﺎ ﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﺎ ﱟم ﻣﻦ ﻗﻮاﻧﲔ اﻟﺬﻫﻦ اﻟﺒﴩي. ٍ ﺗﺼــﻮر أﺣــﺪﳘﺎ ﻣــﻊﱡ ﻛــﻞ ﺷــﻴﺌﲔ إذا اﻗــﱰن واﻟﻘــﺎﻧﻮن اﻟﻌــﺎ ﱡم ﻫــﻮ :أ ﱠن ﱠ ﻋـﲆ ﺳـﺒﻴﻞ اﻟﺼـﺪﻓﺔ ﻗﺎﻣـﺖ ﺗﺼﻮر اﻵﺧﺮ ﰲ ذﻫﻦ اﻹﻧﺴﺎن ﻣـﺮار ًا ﻋﺪﻳـﺪ ًة وﻟـﻮ ٰ ﱡ ﺗﺼــﻮر ﱡ ـﻮرﻳﻦ ﺳــﺒﺒ ًﺎ ﻻﻧﺘﻘــﺎل اﻟــﺬﻫﻦ إ ٰﱃ ﺑﻴــﻨﻬﲈ ﻋﻼﻗــﺔ ،وأﺻــﺒﺢ أﺣــﺪ اﻟﺘﺼـ ﱡ اﻵﺧﺮ. ﺗﺼـﻮر اﻟﻠﻔـﻆ ﺑﻤﻌﻨـ ٰﻰ ﱡ وﻳﺒﻘ ٰﻰ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻌـﺪ ﻫـﺬا أن ﻧﺘﺴـﺎءل :ﻛﻴـﻒ اﻗـﱰن ٍ ﻇﺮف ﻣﺆ ّﺛ ِ ٍﺮ ﻓﺄﻧﺘﺞ ﻗﻴﺎم اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺑﻴﻨﻬﲈ؟ ﺧﺎص ﻣﺮار ًا ﻛﺜﲑة ،أو ﰲﱟ ﺑﻤﻌـﺎن ﻣﻌﻴﻨـﺔٍ ٍ ﻋﲆ ﻫـﺬا اﻟﺴـﺆال :أ ﱠن ﺑﻌـﺾ اﻷﻟﻔـﺎظ اﻗﱰﻧـﺖ ﱠ واﳉﻮاب ٰ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﻓﻨﺸـﺄت ﺑﻴـﻨﻬﲈ اﻟﻌﻼﻗـﺔ اﻟﻠﻐﻮﻳـﺔ.وﻗـﺪ ﻳﻜـﻮن ﻣـﻦ ٍ ٍ ﺑﺼﻮرة ﻣﺮار ًا ﻋﺪﻳﺪ ًة أﺣـﺲ ﱠ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ ﻛﻠﻤﺔ )آه( إذ ﻛﺎﻧـﺖ ﲣـﺮج ﻣـﻦ ﻓـﻢ اﻹﻧﺴـﺎن ﺑﻄﺒﻴﻌﺘـﻪ ﻛ ﱠﻠـﲈ اﻟﺪرس اﳋﺎﻣﺲ :اﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﴩﻋﻲ٢٣............................................................ ﺑﺎﻷﱂ ،ﻓﺎرﺗﺒﻄـﺖ ﻛﻠﻤـﺔ )آه( ﰲ ذﻫﻨـﻪ ﺑﻔﻜـﺮة اﻷﱂ ،ﻓﺄﺻـﺒﺢ ﻛ ﱠﻠـﲈ ﺳـﻤﻊ ﻛﻠﻤـﺔ )آه( اﻧﺘﻘﻞ ذﻫﻨﻪ إ ٰﱃ ﻓﻜﺮة اﻷﱂ. وﻣـﻦ اﳌﺤﺘﻤـﻞ أ ﱠن اﻹﻧﺴــﺎن ﻗﺒـﻞ أن ﺗﻮﺟـﺪ ﻟﺪﻳــﻪ أي ٍ ﻟﻐـﺔ ﻗـﺪ اﺳــﱰﻋ ٰﻰ ﱡ اﻧﺘﺒﺎﻫــﻪ ﻫــﺬه اﻟﻌﻼﻗــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻗﺎﻣــﺖ ﺑــﲔ اﻷﻟﻔــﺎظ ،ﻣــﻦ ﻗﺒﻴــﻞ )آه( وﻣﻌﺎﻧﻴﻬــﺎ ٍ ﻋﻼﻗـﺎت ﺟﺪﻳـﺪة ﺑـﲔ ﻋـﲆ ﻣﻨﻮاﳍـﺎ ِ ٍ ﻧﺘﻴﺠ ًﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﺑﻴﻨﻬﲈ ،وأﺧـﺬ ُﻳﻨﺸـﺊ ٰ ﱟ ﻻﻗﱰان ٍ ﻣﻘﺼـﻮدة ٍ واﻋﻴـﺔ ٍ ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻷﻟﻔﺎظ واﳌﻌﺎﲏ.وﺑﻌـﺾ اﻷﻟﻔـﺎظ ُﻗ ِﺮﻧَـﺖ ﺑـﺎﳌﻌﻨ ٰﻰ ﰲ ٍ ﻧﻤــﻮذج ﻟــﺬﻟﻚ :اﻷﻋــﻼم ﻟﻜــﻲ ﺗﻘــﻮم ﺑﻴــﻨﻬﲈ ﻋﻼﻗــﺔ ﺳــﺒﺒﻴﺔ.وأﺣﺴــﻦ ﻋــﲇ ﱟ ﺴــﻤﻲ اﺑﻨــﻚ )ﻋﻠﻴــﺎ( ﺗﻘــﺮن اﺳــﻢ ﻓﺄﻧــﺖ ﺣــﲔ ﺗﺮﻳــﺪ أن ُﺗ ّ َ اﻟﺸﺨﺼــﻴﺔ، ِ ﺑﺎﻟﻮﻟﻴــﺪ اﳉﺪﻳــﺪ ﻟﻜــﻲ ﺗُﻨﺸــﺊ ﺑﻴــﻨﻬﲈ ﻋﻼﻗـ ًﺔ ﻟﻐﻮﻳــﺔ وﻳﺼــﺒﺢ اﺳــﻢ )ﻋـ ﱟ ـﲇ( داﻻ ﺴﻤ ٰﻰ ﻋﻤﻠﻚ ﻫـﺬا )وﺿـﻌ ًﺎ( ،ﻓﺎﻟﻮﺿـﻊ ﻫـﻮ :ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﺗﻘـﺮن ﲠـﺎ ﻋﲆ وﻟﻴﺪك ،و ُﻳ ّ ٰ ﻟﻔﻈ ًﺎ ﺑﻤﻌﻨ ٰﻰ ﻧﺘﻴﺠﺘﻬﺎ أن ﻳﻘﻔﺰ اﻟﺬﻫﻦ إ ٰﱃ اﳌﻌﻨ ٰﻰ ﻋﻨﺪ ﱡ ﺗﺼﻮر اﻟﻠﻔﻆ داﺋ ًﲈ. ـﲆ ﻫــﺬا اﻷﺳــﺎس ﻧﻌــﺮف أ ﱠن ﻣــﻦ ﻧﺘــﺎﺋﺞ اﻟﻮﺿــﻊ :اﻧﺴــﺒﺎق اﳌﻌﻨ ـ ٰﻰوﻋـ ٰ ﺑﻤﺠـﺮد ﺳـﲈع اﻟﻠﻔـﻆ ﺑﺴـﺒﺐ ﺗﻠـﻚ اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﱠ اﳌﻮﺿﻮع ﻟـﻪ وﺗﺒـﺎدره إ ٰﱃ اﻟـﺬﻫﻦ ـﲆ اﻟﻮﺿــﻊ ﺑﺎﻟﺘﺒــﺎدر،اﻟﺘــﻲ ُﳛ ﱢﻘﻘﻬــﺎ اﻟﻮﺿــﻊ.وﻣــﻦ ﻫﻨــﺎ ﻳﻤﻜــﻦ اﻻﺳــﺘﺪﻻل ﻋـ ٰ ﻋـﲆ أ ﱠن اﳌﻌﻨـ ٰﻰ اﳌﺘﺒـﺎدر ﻫـﻮ اﳌﻌﻨـ ٰﻰ اﳌﻮﺿـﻮع ﻟـﻪ؛ ﻷ ﱠن اﳌﻌﻠـﻮل وﺟﻌﻠﻪ ﻋﻼﻣـ ًﺔ ٰ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﻌ ﱠﻠﺔ ﻛﺸﻔ ًﺎ إﻧّﻴ ًﺎ ،وﳍﺬا ُﻋﺪﱠ اﻟﺘﺒﺎدر ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎت اﳊﻘﻴﻘﺔ. * * * ارس ادس ال؟ ﻟﺘﺼــﻮر ﱡ ﺗﺼــﻮر اﻟﻠﻔــﻆ ﺳــﺒﺒ ًﺎ ﱡ ﻮﺿــﻊ اﻟﻠﻔــﻆ ﳌﻌﻨــ ٰﻰ ﻳﺼــﺒﺢ ﺑﻌــﺪ أن ُﻳ َ ﻋﻨﺪﺋـﺬ دور اﻻﺳـﺘﻔﺎدة ﻣـﻦ ﻫـﺬه اﻟﻌﻼﻗـﺔ اﻟﻠﻐﻮﻳـﺔ اﻟﺘـﻲ ﻗﺎﻣـﺖ ٍ اﳌﻌﻨ ٰﻰ ،وﻳـﺄﰐ ﻳﺘﺼـﻮره ﰲ ﱠ ٍ ﻟﺸـﺨﺺ آﺧـﺮ وﲡﻌﻠـﻪ ﻌـﱪ ﻋـﻦ ذﻟـﻚ ﺑﻴﻨﻬﲈ ،ﻓﺈذا ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳـﺪ أن ُﺗ ﱢ ﻟﺘﺼـﻮر اﳌﻌﻨـ ٰﻰ، ﱡ ذﻫﻨﻪ ﻓﺒﺈﻣﻜﺎﻧـﻚ أن ﺗﻨﻄـﻖ ﺑـﺬﻟﻚ اﻟﻠﻔـﻆ اﻟـﺬي أﺻـﺒﺢ ﺳـﺒﺒ ًﺎ وﺣﲔ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺻﺎﺣﺒﻚ ﻳﻨﺘﻘـﻞ ذﻫﻨـﻪ إ ٰﱃ ﻣﻌﻨـﺎه ﺑﺤﻜـﻢ ﻋﻼﻗـﺔ اﻟﺴـﺒﺒﻴﺔ ﺑﻴـﻨﻬﲈ، ــﻤ ٰﻰ اﺳـــﺘﺨﺪاﻣﻚ اﻟﻠﻔـــﻆ ﺑﻘﺼـــﺪ إﺧﻄـــﺎر ﻣﻌﻨـــﺎه ﰲ ذﻫـــﻦ اﻟﺴـــﺎﻣﻊ و ُﻳﺴـ ّ )اﺳﺘﻌﲈﻻً(. ﻓﺎﺳــﺘﻌﲈل اﻟﻠﻔــﻆ ﰲ ﻣﻌﻨــﺎه ﻳﻌﻨــﻲ :إﳚــﺎد اﻟﺸــﺨﺺ ﻟﻔﻈ ـ ًﺎ ﻟﻜــﻲ ﻳﻌــﺪﱠ ﻣﺴــﺘﻌﻤﻼً( ،واﳌﻌﻨــ ٰﻰ َ ﺴــﻤ ٰﻰ اﻟﻠﻔــﻆ ) ذﻫــﻦ ﻏــﲑه ﻟﻼﻧﺘﻘــﺎل إ ٰﱃ ﻣﻌﻨــﺎه ،و ُﻳ ّ ﻣﺴــﺘﻌﻤﻼً ﻓﻴــﻪ( ،وإرادة اﳌﺴــﺘﻌﻤﻞ إﺧﻄــﺎر اﳌﻌﻨــ ٰﻰ ﰲ ذﻫــﻦ اﻟﺴــﺎﻣﻊ ﻋــﻦ َ ) ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻠﻔﻆ )إرادة اﺳﺘﻌﲈﻟﻴﺔ(. ا واز: ـﻲ ﻫــﻮ زي ،ﻓﺎﻻﺳــﺘﻌﲈل اﳊﻘﻴﻘـ ّ ـﻲ وﳎــﺎ ﱟ ﻘﺴــﻢ اﻻﺳــﺘﻌﲈل :إ ٰﱃ ﺣﻘﻴﻘـ ﱟ و ُﻳ ﱠ اﺳﺘﻌﲈل اﻟﻠﻔﻆ ﰲ اﳌﻌﻨ ٰﻰ اﳌﻮﺿـﻮع ﻟـﻪ اﻟـﺬي ﻗﺎﻣـﺖ ﺑﻴﻨـﻪ وﺑـﲔ اﻟﻠﻔـﻆ ﻋﻼﻗـﺔ ﻟﻐﻮﻳـﺔ ﺑﺴـﺒﺐ اﻟﻮﺿـﻊ ،وﳍـﺬا ُﻳﻄ َﻠـﻖ ٰ ﻋـﲆ اﳌﻌﻨـ ٰﻰ اﳌﻮﺿـﻮع ﻟـﻪ اﺳـﻢ )اﳌﻌﻨـ ٰﻰ اﳊﻘﻴﻘﻲ(. )(٢٤ اﻟﺪرس اﻟﺴﺎدس :ﻣﺎ ﻫﻮ اﻻﺳﺘﻌﲈل؟ ٢٥......................................................... ﻮﺿ ـﻊواﻻﺳــﺘﻌﲈل اﳌﺠــﺎزي ﻫــﻮ :اﺳــﺘﻌﲈل اﻟﻠﻔــﻆ ﰲ ﻣﻌﻨ ـ ٰﻰ آﺧــﺮ ﱂ ُﻳ َ ﻟﻪ ،وﻟﻜﻨﱠﻪ ﻳﺸﺎﺑﻪ ﺑﺒﻌﺾ اﻻﻋﺘﺒـﺎرات اﳌﻌﻨـ ٰﻰ اﻟـﺬي ُو ِﺿـ َﻊ اﻟﻠﻔـﻆ ﻟـﻪ ،وﻣﺜﺎﻟـﻪ: أن ﺗﺴـﺘﻌﻤﻞ ﻛﻠﻤــﺔ )اﻟﺒﺤــﺮ( ﰲ اﻟﻌــﺎﱂ اﻟﻐﺰﻳــﺮ ﻋﻠﻤـﻪ؛ ﻷ ﱠﻧـﻪ ﻳﺸــﺎﺑﻪ اﻟﺒﺤــﺮ ﻣــﻦ اﳌــﺎء ﰲ اﻟﻐــﺰارة واﻟﺴــﻌﺔ.و ُﻳﻄ َﻠ ـﻖ ﻋـ ٰ ـﲆ اﳌﻌﻨـ ٰﻰ اﳌﺸــﺎﺑﻪ ﻟﻠﻤﻌﻨـ ٰﻰ اﳌﻮﺿــﻮع ﻟــﻪ اﳌﺠــﺎزي ﻋﻼﻗــ ًﺔ ّ اﺳــﻢ )اﳌﻌﻨــ ٰﻰ اﳌﺠــﺎزي( ،و ُﺗﻌﺘَــﱪ ﻋﻼﻗــﺔ اﻟﻠﻔــﻆ ﺑــﺎﳌﻌﻨ ٰﻰ ﻷﳖـﺎ ﺗﻨﺒــﻊ ﺛﺎﻧﻮﻳـ ًﺔ ﻧﺎﲡـ ًﺔ ﻋـﻦ ﻋﻼﻗﺘــﻪ اﻟﻠﻐﻮﻳـﺔ ﱠ اﻷوﻟﻴـﺔ ﺑـﺎﳌﻌﻨ ٰﻰ اﳌﻮﺿــﻮع ﻟـﻪ؛ ﱠ ﻋﻦ اﻟﺸﺒﻪ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﲔ اﳌﻌﻨ ٰﻰ اﳌﻮﺿﻮع ﻟﻪ واﳌﻌﻨ ٰﻰ اﳌﺠﺎزي. ـﻲ ﻳــﺆ ّدي ﻏﺮﺿــﻪ -وﻫـﻮ اﻧﺘﻘــﺎل ذﻫــﻦ اﻟﺴــﺎﻣﻊ إ ٰﱃ واﻻﺳـﺘﻌﲈل اﳊﻘﻴﻘـ ّ أي ﴍط؛ ﻷ ﱠن ﻋﻼﻗــﺔ اﻟﺴــﺒﺒﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤ ـﺔ ﰲ اﻟﻠﻐــﺔ ﺑــﲔـﻮر اﳌﻌﻨ ـ ٰﻰ -ﺑــﺪون ّ ﺗﺼـ ﱡ اﻟﻠﻔﻆ واﳌﻌﻨ ٰﻰ اﳌﻮﺿﻮع ﻟﻪ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا اﻟﻐﺮض. اﳌﺠـﺎزي ﻓﻬـﻮ ﻻ ﻳﻨﻘـﻞ ذﻫـﻦ اﻟﺴـﺎﻣﻊ إ ٰﱃ اﳌﻌﻨـ ٰﻰ ،إذ ﻻ ّ وأ ﱠﻣﺎ اﻻﺳـﺘﻌﲈل ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻐﻮﻳﺔ وﺳـﺒﺒﻴﺔ ﺑـﲔ ﻟﻔـﻆ )اﻟﺒﺤـﺮ( و)اﻟﻌـﺎﱂ( ،ﻓﻴﺤﺘـﺎج اﳌﺴـﺘﻌﻤﻞ ٍ ﻗﺮﻳﻨـﺔ ﺗﺸــﺮح ﻣﻘﺼـﻮده ،ﻓـﺈذا اﳌﺠـﺎزي إ ٰﱃ ﻟﻜﻲ ُﳛ ﱢﻘـﻖ ﻏﺮﺿـﻪ ﰲ اﻻﺳـﺘﻌﲈل ّ ﻋــﲆ اﳌﻌﻨــ ٰﻰ ٰ ﺑﺤــﺮ ﰲ اﻟﻌﻠــﻢ( ﻛﺎﻧــﺖ ﻛﻠﻤــﺔ )ﰲ اﻟﻌﻠــﻢ( ﻗﺮﻳﻨــ ًﺔ ﻗــﺎل ﻣــﺜﻼًٌ ) : ـﺔ دون اﳌﺠــﺎزي ،وﳍــﺬا ﻳﻘــﺎل ﻋــﺎد ًة :إ ﱠن اﻻﺳــﺘﻌﲈل اﳌﺠــﺎزي ﳛﺘــﺎج إﱃ ﻗﺮﻳﻨـ ٍ ٰ ّ ّ اﻻﺳﺘﻌﲈل اﳊﻘﻴﻘﻲ. ﺣـﺎق اﻟﻠﻔـﻆ؛ ﱢ اﳌﺠـﺎزي ﺑﺎﻟﺘﺒـﺎدر ﻣـﻦ ّ اﳊﻘﻴﻘﻲ ﻋـﻦ اﳌﻌﻨـ ٰﻰ ّ و ُﻧﻤﻴﱢﺰ اﳌﻌﻨ ٰﻰ ﻷ ﱠن اﻟﺘﺒﺎدر ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﻮﺿﻊ ،ﻛﲈ ﺗﻘﺪﱠ م. * * * ارس ا ن ا ٍوٍ ا إ وﻓﻌﻞ وﺣﺮف.ٍ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﻛﻠﲈت اﻟﻠﻐﺔ -ﻛﲈ ﻗﺮأﺗﻢ ﰲ اﻟﻨﺤﻮ -إ ٰﱃ اﺳ ٍﻢ ـﺪل ﻋــﲆ ﻣﻌـ ٍ ـﺎن ﻧﻔﻬﻤﻬــﺎ ﻣــﻦ ﺗﻠــﻚ اﻷﺳــﲈء ،ﺳــﻮاء ﺳــﻤﻌﻨﺎ ﻓﺎﻷﺳــﲈء ﺗـ ﱡ ٰ ﳎﺮد ًا أو ﰲ ﺿﻤﻦ ﻛﻼم. اﻻﺳﻢ ﱠ ﻣﻌﻨﻰ ﱠإﻻ إذا ﺳﻤﻌﻨﺎه ﺿﻤﻦ ﻛـﻼم.وﻣـﺪﻟﻮل ٰ ﻳﺘﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﱠ وأ ﱠﻣﺎ اﳊﺮف ﻓﻼ اﳊﺮف داﺋ ًﲈ ﻫﻮ اﻟﺮﺑﻂ ﺑﲔ اﳌﻌﺎﲏ اﻻﺳﻤﻴﺔ ٰ ﻋﲆ اﺧﺘﻼف أﻧﺤﺎﺋﻪ ،ﻓﻔﻲ ﻗﻮﻟﻨﺎ) :اﻟﻨﺎر ٍ ﳐﺼﻮص ﺑﲔ ﻣﻔﻬﻮﻣﲔ اﺳﻤﻴﱠﲔ ،وﳘﺎ :اﻟﻨﺎر ﺗﺪل )ﰲ( ﻋﲆ ٍ رﺑﻂ ﰲ اﳌﻮﻗﺪ ﺗﺸﺘﻌﻞ( ﱡ ٰ ﻋﲆ أ ﱠن ﻣﻔﺎد اﳊﺮوف ﻫﻮ اﻟﺮﺑﻂ أﻣﺮان: واﳌﻮﻗﺪ.واﻟﺪﻟﻴﻞ ٰ أﺣــﺪﳘﺎ :أ ﱠن ﻣﻌﻨ ـ ٰﻰ اﳊــﺮف ﻻ ﻳﻈﻬــﺮ إذا ُﻓ ِﺼـ َ ـﻞ اﳊــﺮف ﻋــﻦ اﻟﻜــﻼم، ٍ ﻣﻌـﺎن وﻟﻴﺲ ذﻟﻚ ﱠإﻻ ﻷ ﱠن ﻣﺪﻟﻮﻟﻪ ﻫـﻮ اﻟـﺮﺑﻂ ﺑـﲔ ﻣﻌﻨﻴـﲔ ،ﻓﺤﻴـﺚ ﻻ ﺗﻮﺟـﺪ ُأﺧﺮ ٰى ﰲ اﻟﻜﻼم ﻻ ﳎﺎل ﻻﻓﱰاض اﻟﺮﺑﻂ. ﺷــﻚ ﰲ أ ﱠن ﻣﺪﻟﻮﻟــﻪ ﻣــﱰاﺑﻂ اﻷﺟــﺰاء ،وﻻ ﱠ واﻵﺧــﺮ :أ ﱠن اﻟﻜــﻼم ﻻ ـﻂ وﻣﻌـ ٍ ـﺎن ﻣﺮﺗﺒﻄــﺔ ،وﻻ ـﻚ ﰲ أ ﱠن ﻫــﺬا اﳌــﺪﻟﻮل اﳌــﱰاﺑﻂ ﻳﺸــﺘﻤﻞ ﻋــﲆ رﺑـ ٍ ﺷـ ﱠ ٰ دال ﻋﻠﻴـﻪ ،ﱠ وإﻻ أﺗـﺖ اﳌﻌـﺎﲏ ﻳﻤﻜﻦ أن ﳛﺼـﻞ ﻫـﺬا اﻟـﺮﺑﻂ ﻣـﺎ ﱂ ﻳﻜـﻦ ﻫﻨـﺎك ﱞ ﻋـﲆ ﻫـﺬا ﱡ اﻟـﺪال ٰ إ ٰﱃ اﻟﺬﻫﻦ وﻫـﻲ ﻣﺘﻨـﺎﺛﺮة ﻏـﲑ ﻣﱰاﺑﻄـﺔ ،وﻟـﻴﺲ اﻻﺳـﻢ ﻫـﻮ وإﻻ ﳌَــﺎ ﻓﻬﻤﻨــﺎ ﻣﻌﻨــﺎه ﱠإﻻ ﺿــﻤﻦ اﻟﻜــﻼم؛ ﻷ ﱠن اﻟــﺮﺑﻂ ﻻ ُﻳﻔ َﻬ ـﻢ ﱠإﻻ ﰲ اﻟــﺮﺑﻂ ،ﱠ ﻋﲆ اﻟﺮﺑﻂ ﻫﻮ اﳊﺮف. ﻓﻴﺘﻌﲔ أن ﻳﻜﻮن ﱡ اﻟﺪال ٰ إﻃﺎر اﳌﻌﺎﲏ اﳌﱰاﺑﻄﺔ ،ﱠ وﲣﺘﻠــﻒ اﳊــﺮوف ﺑــﺎﺧﺘﻼف أﻧﺤــﺎء اﻟــﺮﺑﻂ اﻟﺘــﻲ ﺗـ ﱡ ـﺪل ﻋﻠﻴﻬــﺎ ،وﻟ ــ ﱠﲈ )(٢٦ وﺣﺮﻓﻴ ٍﺔ ٢٧........................................ ﱠ اﺳﻤﻴ ٍﺔ ﱠ ٍ ﻣﻌﺎن إﱃ اﻟﺪرس اﻟﺴﺎﺑﻊ :ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﻠﻐﺔ ٰ ـﺢ أن ﻳﻘــﺎل :إ ﱠن اﳌﻌــﺎﲏ اﳊﺮﻓﻴــﺔ ٍ ﻛــﺎن ﻛـ ﱡ ـﻞ رﺑــﻂ ﻳﻌﻨــﻲ ﻧﺴــﺒ ًﺔ ﺑــﲔ ﻃــﺮﻓﲔ ﺻـ ﱠ ـﺎن رﺑﻄﻴــﺔ ﻧﺴــﺒﻴﺔ ،وإ ﱠن اﳌﻌــﺎﲏ اﻻﺳــﻤﻴﺔ ﻣﻌـ ٍ ـﺎن اﺳــﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ،وﻛـ ﱡـﻞ ﻣــﺎ ﻳـ ﱡ ـﺪل ﻣﻌـ ٍ ﻋـﲆ ﻣﻌﻨـ ٰﻰ ﻳـﺪل ٰ وﻛـﻞ ﻣـﺎ ﱡ ﱡ ﻧﻌﱪ ﻋﻨﻪ ُأﺻـﻮﻟﻴﺎ ﺑـﺎﳊﺮف، ﻧﺴﺒﻲ ﱢ ﱟ رﺑﻄﻲ ﱟ ﻋﲆ ﻣﻌﻨ ٰﻰ ٰ ﻌﱪ ﻋﻨﻪ ُأﺻﻮﻟﻴﺎ ﺑﺎﻻﺳﻢ. اﺳﺘﻘﻼ ﱟﱄ ُﻧ ﱢ ﻣﻜﻮن ﻣـﻦ ﻣـﺎ ﱠد ٍة وﻫﻴـﺄ ٍة ،وﻧﺮﻳـﺪ ﺑﺎﳌـﺎ ﱠدة :اﻷﺻـﻞ اﻟـﺬي وأ ﱠﻣﺎ اﻟﻔﻌﻞ ﻓﻬﻮ ﱠ اﳋﺎﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﻴﻐﺖ ﺑﻪ اﳌﺎ ﱠدة. ﱠ اﺷﺘﻖ اﻟﻔﻌﻞ ﻣﻨﻪ ،وﻧﺮﻳﺪ ﺑﺎﳍﻴﺄة :اﻟﺼﻴﻐﺔ ﱠ أي اﺳـ ٍﻢ ﻣـﻦ اﻷﺳـﲈء ،ﻓﻜﻠﻤـﺔأ ﱠﻣﺎ اﳌﺎ ﱠدة ﰲ اﻟﻔﻌﻞ ﻓﻬـﻲ ﻻ ﲣﺘﻠـﻒ ﻋـﻦ ﱢ )ﺗﺸﺘﻌﻞ( ﻣﺎ ﱠدﲥﺎ اﻻﺷﺘﻌﺎل ،وﻫﺬا ﻟﻪ ﻣﺪﻟﻮل اﺳـﻤﻲ ،وﻟﻜـ ﱠﻦ اﻟﻔﻌـﻞ ﻻ ﻳﺴـﺎوي ﻣﺪﻟﻮل ﻣﺎ ﱠدﺗﻪ ،ﺑﻞ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻋﺪم ﺟﻮاز وﺿﻊ ﻛﻠﻤﺔ )اﺷـﺘﻌﺎل( ﻣﻮﺿـﻊ ﻛﻠﻤﺔ )ﺗﺸﺘﻌﻞ( ،وﻫﺬا ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ أ ﱠن اﻟﻔﻌﻞ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻤﺪﻟﻮﻟﻪ ٰ ﻋـﲆ ﻣـﺪﻟﻮل اﳌـﺎ ﱠدة، وﻫﺬه اﻟﺰﻳﺎدة ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻦ اﳍﻴﺄة ،وﺑﺬﻟﻚ ﻧﻌﺮف أ ﱠن ﻫﻴﺄة اﻟﻔﻌﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﳌﻌﻨ ٰﻰ ،وﻫﺬا اﳌﻌﻨ ٰﻰ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻨ ٰﻰ اﺳﻤﻴ ًﺎ اﺳﺘﻘﻼﻟﻴ ًﺎ ،ﺑﺪﻟﻴﻞ أ ﱠﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻛـﺬﻟﻚ ﻷﻣﻜـﻦ اﻟﺘﻌـﻮﻳﺾ ﻋﲆ ﻣﺪﻟﻮل ﻣﺎ ﱠدﺗﻪ ،ﻣﻊ أﻧّﺎ ﲆ ذﻟﻚ اﳌﻌﻨ ٰﻰ واﻻﺳﻢ ﱢ اﻟﺪال ٰ ﻋﻦ اﻟﻔﻌﻞ ﺑﺎﻻﺳﻢ ﱢ اﻟﺪال ﻋ ٰ ﻧﻼﺣﻆ أ ﱠن اﻟﻔﻌﻞ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺳـﻴﺎق اﻟﻜـﻼم ﺑﻤﺠﻤـﻮع اﺳـﻤﲔ، رﺑﻄـﻲ ،وﳍـﺬا اﺳـﺘﺤﺎل اﻟﺘﻌـﻮﻳﺾ ّ ﻧﺴـﺒﻲ ّ وﺑﺬﻟﻚ ﻳﺜﺒﺖ أ ﱠن ﻣﺪﻟﻮل اﳍﻴﺄة ﻣﻌﻨ ٰﻰ ﺗﺪل ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻴﺄة اﻟﻔﻌﻞ رﺑـﻂ ﻗـﺎﺋﻢ ﺑـﲔ ﻣـﺪﻟﻮل اﳌـﺎ ﱠدةاﳌﺬﻛﻮر.وﻫﺬا اﻟﺮﺑﻂ اﻟﺬي ﱡ ٍ وﻣﺪﻟﻮل آﺧﺮ ﰲ اﻟﻜﻼم ،ﻛﺎﻟﻔﺎﻋﻞ ﰲ ﻗﻮﻟﻨـﺎ) :ﺗﺸـﺘﻌﻞ اﻟﻨـﺎر( ﻓـﺈ ﱠن ﻫﻴـﺄة اﻟﻔﻌـﻞ ﻣﻔﺎدﻫﺎ اﻟﺮﺑﻂ ﺑﲔ اﻻﺷﺘﻌﺎل واﻟﻨﺎر. وﻧﺴــﺘﺨﻠﺺ ﻣــﻦ ذﻟــﻚ :أ ﱠن اﻟﻔﻌــﻞ ﻣﺮ ﱠﻛـﺐ ﻣــﻦ اﺳـ ٍﻢ وﺣـ ٍ ـﺮف ،ﻓﲈ ﱠدﺗــﻪ ﺻـﺢ اﻟﻘـﻮل ﺑـﺄ ﱠن اﻟﻠﻐـﺔ ﺗﻨﻘﺴـﻢ إ ٰﱃ ﻗﺴـﻤﲔ: ﱠ اﺳﻢ ،وﻫﻴﺄﺗﻪ ﺣـﺮف ،وﻣـﻦ ﻫﻨـﺎ اﻷﺳﲈء واﳊﺮوف. * * * ارس ا ة ا ﻋﲆ اﻟﺮﺑﻂ ،-وﻛﺬﻟﻚﻋﲆ ﻣﻌﻨ ٰﻰ ﺣﺮﰲ -أي ٰ ﻋﺮﻓﻨﺎ أ ﱠن اﻟﻔﻌﻞ ﻟﻪ ﻫﻴﺄة ﱡ ﺗﺪل ٰ اﳊﺎل ﰲ اﳉﻤﻠﺔ أﻳﻀ ًﺎ.وﻧﺮﻳﺪ ﺑﺎﳉﻤﻠﺔّ : ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺘﲔ أو أﻛﺜـﺮ ﺑﻴـﻨﻬﲈ ﺗـﺮاﺑﻂ ،ﻓﻔـﻲ ﻋﲇ( ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻻﺳﻤﻲ ،وﻣـﻦ ﻛﻠﻤـﺔ )اﻹﻣـﺎم(ﻋﲇ إﻣﺎم( ﻧﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ ) ّ ﻗﻮﻟﻨﺎ ) :ﱞ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻻﺳﻤﻲ ،وﻧﻔﻬﻢ إﺿـﺎﻓ ًﺔ إ ٰﱃ ذﻟـﻚ ارﺗﺒﺎﻃـ ًﺎ ﺧﺎﺻـﺎ ﺑـﲔ ﻫـﺬﻳﻦ اﳌﻌﻨﻴـﲔ ﻋﲇ( ﺑﻤﻔﺮدﻫﺎ ،وﻻ ﻛﻠﻤﺔ اﳋﺎص ﻻ ﱡ ﺗﺪل ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻠﻤﺔ ) ّ ّ اﻻﺳﻤﻴﱠﲔ ،وﻫﺬا اﻻرﺗﺒﺎط اﳋﺎص ،وﻫـﺬا ﻳﻌﻨـﻲ أ ﱠن ﻫﻴـﺄة ﱢ )إﻣﺎم( ﺑﻤﻔﺮدﻫﺎ ،وإ ﱠﻧﲈ ﱡ ﺗﺪل ﻋﻠﻴﻪ اﳉﻤﻠﺔ ﺑﱰﻛﻴﺒﻬﺎ ﻋﲆ ﻧﻮ ٍع ﻣﻦ اﻟﺮﺑﻂ ،أي ٰ ﻋﲆ ﻣﻌﻨ ٰﻰ ﺣﺮﰲ. اﳉﻤﻠﺔ ﱡ ﺗﺪل ٰ ٍ ﻧﻈــﺮ ﻧﺴــﺘﺨﻠﺺ ﳑﱠــﺎ ﺗﻘــﺪﱠ م :أ ﱠن اﻟﻠﻐــﺔ ﻳﻤﻜــﻦ ﺗﺼــﻨﻴﻔﻬﺎ ﻣــﻦ وﺟﻬــﺔ ٍ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ إ ٰﱃ ﻓﺌﺘﲔ: إﺣــﺪاﳘﺎ :ﻓﺌــﺔ اﳌﻌــﺎﲏ اﻻﺳــﻤﻴﺔ ،وﺗــﺪﺧﻞ ﰲ ﻫــﺬه اﻟﻔﺌــﺔ اﻷﺳــﲈء، وﻣﻮا ﱢد اﻷﻓﻌﺎل. ﺧــﺮى :ﻓﺌــﺔ اﳌﻌــﺎﲏ اﳊﺮﻓﻴــﺔ -أي اﻟــﺮواﺑﻂ ،-وﺗــﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬــﺎ ٰ واﻷُ ﳉ َﻤﻞ. اﳊﺮوف ،وﻫﻴﺌﺎت اﻷﻓﻌﺎل ،وﻫﻴﺌﺎت ا ُ ا ا وا ا: ﻋــﲆ ﻣﻌﻨــ ٰﻰ ٰ ﱡ ﺗــﺪل وإذا ﻻﺣﻈﻨــﺎ اﳉُ َﻤــﻞ وﺟــﺪﻧﺎ أ ﱠن ﺑﻌــﺾ اﳉُ َﻤــﻞ ٍ ﻣﻜﺘﻤــﻞ ﻳﻤﻜــﻦ ﻟﻠﻤــﺘﻜ ﱢﻠﻢ اﻹﺧﺒــﺎر ﻋﻨــﻪ ،وﻳﻤﻜــﻦ ﻟﻠﺴــﺎﻣﻊ ﺗﺼــﺪﻳﻘﻪ أو )(٢٨ اﻟﺪرس اﻟﺜﺎﻣﻦ :ﻫﻴﺄة اﳉﻤﻠﺔ ٢٩................................................................. ﻗـﻮة اﻟﻜﻠﻤـﺔ وﻛﺄﳖـﺎ ﰲ ﱠ ﺗﻜﺬﻳﺒﻪ ،وﺑﻌـﺾ اﳉﻤـﻞ ﻧﺎﻗﺼـﺔ ﻻ ﻳﺘـﺄ ّﺗ ٰﻰ ﻓﻴﻬـﺎ ذﻟـﻚ ،ﱠ اﻟﻮاﺣﺪة ،ﻓﺤﻴـﻨﲈ ﺗﻘـﻮل) :اﳌﻔﻴـﺪ اﻟﻌـﺎﱂ( ﻧﺒﻘـ ٰﻰ ﻧﻨﺘﻈـﺮ ﻛـﲈ ﻟـﻮ ﻗﻠـﺖ) :اﳌﻔﻴـﺪ( ٍ ﺣﻴﻨﺌـﺬ ﻋﲆ ذﻟـﻚ ،ﺑﺨـﻼف ﻣـﺎ إذا ﻗﻠـﺖ) :اﳌﻔﻴـﺪ ﻋـﺎﱂ( ﻓـﺈ ﱠن اﳉﻤﻠـﺔ وﺳﻜﺖ ٰ ﱠ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ وﺗﺎ ﱠﻣﺔ. وﻣــﺮ ﱡد اﻟﻔــﺮق ﺑــﲔ اﳉﻤﻠــﺔ اﻟﺘﺎ ﱠﻣ ـﺔ واﳉﻤﻠــﺔ اﻟﻨﺎﻗﺼــﺔ إ ٰﱃ ﻧــﻮع اﻟــﺮﺑﻂ ﻋـﲆ ﺗـﺪل ٰ ﺗﺪل ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻴﺄة اﳉﻤﻠﺔ وﺳـﻨﺦ اﻟﻨﺴـﺒﺔ ،ﻓﻬﻴـﺄة اﳉﻤﻠـﺔ اﻟﻨﺎﻗﺼـﺔ ﱡ اﻟﺬي ﱡ ـﻮ ﻳﺼــﺒﺢ ـﺒﺔ اﻧﺪﻣﺎﺟﻴــﺔ ،أي ﻳﻨــﺪﻣﺞ ﻓﻴﻬــﺎ اﻟﻮﺻــﻒ ﺑﺎﳌﻮﺻــﻮف ﻋــﲆ ﻧﺤـ ٍ ﻧﺴـ ٍ ٰ ﺧﺎﺻـ ًﺔ ،وﻣــﻦ أﺟــﻞ ذﻟــﻚ ﺗﻜــﻮن وﺣﺼ ـ ًﺔ ﱠ ﱠ اﳌﺠﻤــﻮع ﻣﻔﻬﻮﻣـ ًﺎ واﺣــﺪ ًا ﺧﺎﺻـﺎ ﻋـﲆ ﺗـﺪل ٰ ﻗـﻮة اﻟﻜﻠﻤـﺔ اﳌﻔـﺮدة.وأ ﱠﻣـﺎ اﳉﻤﻠـﺔ اﻟﺘﺎ ﱠﻣـﺔ ﻓﻬـﻲ ﱡ اﳉﻤﻠﺔ اﻟﻨﺎﻗﺼﺔ ﰲ ﱠ ـﺔ ﻳﺒﻘ ـ ٰﻰ ﻓﻴﻬــﺎ اﻟﻄﺮﻓــﺎن ﻣﺘﻤ ﱢﻴــﺰﻳﻦ أﺣــﺪﳘﺎ ﻋــﻦ اﻵﺧــﺮ، ـﺒﺔ ﻏــﲑ اﻧﺪﻣﺎﺟﻴـ ٍ ﻧﺴـ ٍ وﻳﻜﻮن أﻣﺎم اﻟﺬﻫﻦ ﺷﻴﺌﺎن ﺑﻴﻨﻬﲈ ارﺗﺒﺎط ،ﻛﺎﳌﺒﺘﺪأ واﳋﱪ. وﻧﺤــﻦ إذا د ﱠﻗﻘﻨــﺎ ﰲ اﳉﻤﻠــﺔ اﻟﻨﺎﻗﺼــﺔ وﰲ اﳊــﺮوف ﻣــﻦ ﻗﺒﻴــﻞ ) ِﻣــ ْﻦ( ﻳﺼـﺢ اﻟﺴـﻜﻮت ﻋﻠﻴﻬــﺎ، ﻧﺴـﺐ ﻧﺎﻗﺼـ ٍ ـﺔ ﻻ ٍ ﻋـﲆ و)إ ٰﱃ( ﻧﺠـﺪ ﱠأﳖـﺎ ﲨﻴﻌـ ًﺎ ﺗـ ﱡ ﱡ ـﺪل ٰ ﻓﻜﲈ ﻻ ﳚﻮز أن ﺗﻘـﻮل) :اﳌﻔﻴـﺪ اﻟﻌـﺎﱂ( وﺗﺴـﻜﺖ ،ﻛـﺬﻟﻚ ﻻ ﳚـﻮز أن ﺗﻘـﻮل: )اﻟﺴﲑ ﻣﻦ اﻟﺒﺼــﺮة( وﺗﺴـﻜﺖ ،وﻫـﺬا ﻳﻌﻨـﻲ أ ﱠن ﻣﻔـﺮدات اﳊـﺮوف وﻫﻴﺌـﺎت ﻧﺴـﺐ اﻧﺪﻣﺎﺟﻴـﺔ ،ﺧﻼﻓـ ًﺎ ﳍﻴـﺄة اﳉﻤﻠـﺔ اﻟﺘﺎ ﱠﻣـﺔ ٍ ﻋـﲆ ﺗـﺪل ٰ اﳉُ َﻤﻞ اﻟﻨﺎﻗﺼﺔ ﻛ ﱠﻠﻬﺎ ﱡ
