تلخيص التّأويل الحديث للتّراث PDF
Document Details
Uploaded by Deleted User
إبراهيم السكران
Tags
Summary
يُلخّص هذا النصّ كتاب "التأويل الحديث للتراث" للشيخ إبراهيم السكران. يدرس الكتاب التيارات الحديثة في تأويل التراث الإسلامي، وعلاقتها بالفكر الغربي. ويُناقش الكتاب أسباب اعتماد هذه التيارات على المصادر الغربية في قراءتها للتراث الإسلامي.
Full Transcript
ﺗﻠﺨﻴﺺ »اﻟﺘﺄوﻳﻞ اﳊﺪاﺛﻲ ﻟﻠﺘﺮاث« للشيخ إبراهيم السكران -فرج الله كربه- ﺗﻮﻃﺌﺔ ع&&لى وق&&ع م&&ا ي&&سمى ب&&الح&&رب ال&&عامل&&ية ع&&لى اإلره&&اب ص&&ارت وس&&ائ&&...
ﺗﻠﺨﻴﺺ »اﻟﺘﺄوﻳﻞ اﳊﺪاﺛﻲ ﻟﻠﺘﺮاث« للشيخ إبراهيم السكران -فرج الله كربه- ﺗﻮﻃﺌﺔ ع&&لى وق&&ع م&&ا ي&&سمى ب&&الح&&رب ال&&عامل&&ية ع&&لى اإلره&&اب ص&&ارت وس&&ائ&&ل اإلع&&الم ت&&روج ل&&فهم ج&&دي&&د ل&&لتراث اإلس&&الم&&ي ،وس&&رع&&ان م&&ا ت&&بني أن ه&&ذه امل&&ادة ال&&تي ت&&بثها مس&&تمدة م&&ن امل&&كتبة الح&&داث&&ية ال&&عرب&&ية ،وب&&خاص&&ة م &&ما س &&مي ع &&ند الح &&داث &&يني ال &&عرب بـ»مش &&روع &&ات إع &&ادة ق &&راءة ال &&تراث« ،ال &&قائ &&م ع &&لى ن &&قد ت &&اري &&خ ال &&تراث اإلس&الم&ي ،وع&ملت ه&ذه ال&وس&ائ&ل اإلع&الم&ية ع&لى ن&فخ رم&وز ه&ذا ال&تيار ،م&ن أم&ثال مح&مد ع&اب&د ال&جاب&ري، ومحمد أركون ،وفهمي جدعان ،وحسن حنفي. وك&&ان له&&ذا ال&&تيار دور أس&&اس&&ي ف&&ي ت&&وج&&يه رواده م&&ن الش&&باب إل&&ى ال&&تعلق ب&&امل&&وروث ال&&فلسفي ال&&غرب&&ي، م&ثل رم&وز ال&قرن ال&سادس عش&ر )م&ارت&ني ل&وث&ر( ،أو رم&وز ال&قرن ال&ساب&ع عش&ر )ف&ران&سيس ب&يكون ،دي&كارت، ت&&وم&&اس ه&&وب&&ز( ،أو رم&&وز ال&&قرن ال&&ثام&&ن عش&&ر )ج&&ون ل&&وك ،ه&&يوم ،روس&&و ،ك&&ان&&ط( ،أو رم&&وز ال&&قرن ال&&تاس&&ع عشر )بنتام ،هيغل ،شوبنهارو ،كيركيجارد ،سبنسر ،نيتشه( ،ونحو هؤالء. وس &&بب ذل &&ك أن ك &&تب الح &&داث &&يني ال &&عرب تفخ &&م م &&نزل &&ة ال &&فلسفة ،ل &&كن ك &&تب ال &&فلسفة امل &&ترج &&مة ل &&لعرب &&ية ال ت &&عرض إال "امل &&وروث" ال &&فلسفي ال &&غرب &&ي ،دون ع &&رض "ال &&راه &&ن" ال &&فلسفي ال &&حال &&ي ،ل &&ذا ص &&ارت ال &&برام &&ج الح&داث&ية ف&ي ق&راءة ال&تراث م&رك&بة ت&نقل ال&قارئ امل&حاف&ظ م&ن ال&قراءة ف&ي "امل&وروث" اإلس&الم&ي إل&ى ال&قراءة في "املوروث" الفلسفي الغربي. ون&&تيجة ل&&ذل&&ك ف&&قد ب&&دأ ي&&صعد ت&&يار ي&&نادي ب&&األخ&&د ب&&ال&&فلسفة ال&&غرب&&ية امل&&حضة ،دون ال&&تقيد ب&&جعلها أداة ل&&تأوي&&ل ال&&تراث ،وم&&ن رم&&وز ه&&ذا ال&&تيار :ف&&تحي امل&&سكيني )و (١٩٦١ال&&ذي رأى أن ق&&صر وظ&&يفة ال&&فلسفة الغربية على تأويل التراث هو صورة حديثة لعلم الكالم ،وليس فلسفة. وي&&زاح&&م ه&&ذا ال&&تيار :ت&&يار »ال&&فلسفة امل&&تصوف&&ة« ال&&ذي ي&&قوده :د.ط&&ه ع&&بد ال&&رح&&من ،وح&&قيقة ه&&ذا ال&&تيار ه&و) :ت&قدي&م س&ند ف&لسفي ح&دي&ث ل&لتصوف( ،وق&د ط&رح ه&ذا ف&ي ك&تاب&ه» :ال&عمل ال&دي&ني وتج&دي&د ال&عقل« ،ث&م خ&طا خ&طوة أخ&رى وط&رح ت&نظيرا لـ)ال&تصوف ال&سياس&ي( ف&ي ك&تاب&ه» :روح ال&دي&ن« ،واس&تجلب ه&ذا ال&طرح ف &&ئة م &&ن ال &&تيارات اإلس &&الم &&ية ال &&ناع &&مة ،ال &&تي ش &&عرت ب &&ضعف الح &&رك &&ات اإلس &&الم &&ية أم &&ام ال &&دول &&ة ال &&عرب &&ية املعاصرة. والذي نقمه املسكيني على هذا التيار :أنه اعتبره امتدادا ملدرسة علم الكالم ،لـ"تقيده" بالوحي. وال&ذي دف&عه له&ذا ال&نقد :أن ط&ري&قة ط&ه ع&بد ال&رح&من تح&طم م&برر وج&ود ال&فلسفة امل&علنة؛ ول&كن ه&ذا غ&ير دق &&يق ،ف &&قد ت &&قدم ذك &&ر ف &&حوى ال &&فلسفة ال &&طاه &&وي &&ة ،ف &&هو ال ي &&سعـى إل &&ى ب &&ره &&نة ال &&عقائ &&د اإلي &&مان &&ية ب &&ال &&حجج العقلية ،بل يسعى إلى )تقديم سند فلسفي حديث للتصوف(. ١ وامل&&عني به&&ذا ال&&صراع ه&&و الش&&ري&&حة امله&&تمة ب&&ال&&ثقاف&&ة ،دون الش&&ري&&حة امله&&تمة ب&&االح&&تجاج ال&&سياس&&ي، وإن كانت )برامج التأويل الحداثي للتراث( تشكل رافدا للشريحتني في الخليج. من أين جاء الحداثيون العرب بهذه املادة التراثية الخام أثناء قراءتهم وتأويلهم للتراث اإلسالمي؟ ل&يس ف&ي الح&داث&يني ال&عرب ش&خص واح&د م&تخصص ف&ي ق&راءة وت&حقيق ال&نصوص ال&تراث&ية؛ وق&د خ&لص امل&&ؤل&&ف ب&&عد دراس& ٍ&ة إل&&ى أن مش&&روع&&ات )ال&&تأوي&&ل الح&&داث&&ي ل&&لتراث( مس&&تندة إل&&ى االس&&تشراق ال&&فيلول&&وج&&ي، وهو الذي يدرس تكوينات الثقافة عبر تحقيق وتحليل النصوص واملخطوطات املبكرة. وي&&بني ه&&ذا أن مش&&روع الح&&داث&&يني ق&&ائ&&م ع&&لى رك&&يزت&&ني :األول&&ى :رد ع&&لوم ال&&تراث اإلس&&الم&&ي إل&&ى ث&&قاف&&ات س&اب&قة ،وه&و م&ا س&ماه امل&ؤل&ف بـ)ت&قنية ال&توف&يد( ،وال&ثان&ية :إرج&اع ع&لوم ال&تراث اإلس&الم&ي إل&ى أن&ها ح&صيلة ص&راع&ات س&ياس&ية فحس&ب ،وه&و م&ا س&ماه امل&ؤل&ف بـ)ت&قنية ال&تسييس(؛ واالس&تشراق ال&فيلول&وج&ي ق&ائ&م ع&لى هاتني الركيزتني. وم& &&شكلة ه& &&ذا ال& &&بحث ه& &&ي ال& &&كشف ع& &&ن ال& &&عالق& &&ة غ& &&ير امل& &&برزة ب& &&ني )ال& &&تأوي& &&ل الح& &&داث& &&ي ل& &&لتراث( وب& &&ني )االستشراق الفيلولوجي(. وق&&د ع&&رض امل&&ؤل&&ف ف&&ي ال&&باب األول األط&&ر ال&&نظري&&ة وال&&تاري&&خية له&&ذي&&ن االت&&جاه&&ني ،وع&&رض ف&&ي ال&&باب&&ني ال & &&الح & & َقني ن & &&ماذج ت & &&طبيقية ل & &&الت & &&جاه & &&ني ت & &&بني اس & &&تمداد الح & &&داث & &&يني ال & &&عرب م & &&ادت & &&هم م & &&ن املس & &&تشرق & &&ني ال&&فيلول&&وج&&يني ،دون م&&ناق&&شة األط&&روح&&ات م&&ن ال&&داخ&&ل ،ث&&م ع&&رض )م&&حنة اإلم&&ام أح&&مد( ،وب&&ني ك&&يف تس&&رب&&ت آراء املستشرقني في تأويلها إلى الحداثيني العرب. وق&&د اس&&تعمل امل&&ؤل&&ف م&&صطلح "الح&&داث&&يني" ب&&معناه ال&&عام ،ال&&ذي ي&&نظر إل&&ى ال&&عال&&م ب&&رؤي&&ة غ&&رب&&ية ،دون قصر استعماله على االتجاه الحديث في النقد األدبي ،وهو الذي شاع في بعض األوساط املحلية. اﻟﺒﺎب اﻷول ﻣﺴﺒﻘﺎت اﻻﺳﺘﻤﺪاد الفصل األول أجواء الفيلولوجيا ال&&فيلول&&وج&&يا ه&&ي :ع&&لم التح&&ليل ال&&ثقاف&&ي ل&&لنصوص ال&&لغوي&&ة امل&&بكرة ،وه&&ي ق&&ائ&&مة ع&&لى ت&&حقيق ال&&نصوص املبكرة ،ودراستها ،واستكشاف عالقتها بنصوص سبقتها. وقد صعد نجمها في الفكر الغربي في القرن التاسع عشر. ول&م ي&رت&ض امل&ؤل&ف ال&تعبير ع&ن ه&ذا امل&صطلح ب&ال&ترج&مة ال&شائ&عة ل&ه ،وه&و "ف&قه ال&لغة"؛ ل&وج&ود ال&تباي&ن ب&ني املصطلحني ،واختار أن يعبر باللفظ املعرب وهو )الفيلولوجيا(. َ فحوى وقد كان هذا العلم أحد ركائز الحالة االستشراقية في دراسة التراث اإلسالمي. ٢ وي&عد )آرنس&ت ري&نان( )ت (١٨٩٢امل&مثل األب&رز ل&الس&تشراق ال&فيلول&وج&ي ،وق&د ب&لغ ح&به ل&لفيلول&وج&يا ح&د ال &&غلو ،ك &&ما أن &&ه ص &&اح &&ب أط &&روح &&ات ع &&نصري &&ة ح &&اق &&دة ،ف &&هو ص &&اح &&ب ال &&نظري &&ة ال &&عنصري &&ة ال &&تمييزي &&ة ب &&ني ال&سام&ية واآلري&ة ،ب&ما ف&يها م&ن اح&تقار وت&هوي&ن م&ن ش&أن ال&لغة ال&عرب&ية ،وق&د س&اع&د أح&مد أم&ني ،وال&جاب&ري في ترويجها للمستهلك العربي. وري&&نان ه&&و ال&&قائ&&ل» :أن&&ا امل&&عروف ب&&وداع&&تي م&&ع ج&&ميع ال&&ناس ،وال&&ذي أع&&ات&&ب ن&&فسي ع&&لى ع&&دم ك&&ره&&ي للشر ،أعلن أني لست أشفق على اإلسالم ،وإني أتمنى لإلسالم املوت املخزي ،أتمنى إذالله«. وم &&ثل ه &&ذا ال &&كالم ي &&بني ل &&نا أن ش &&خصا م &&ثل )ري &&نان( ال ب &&د أن ي &&كون ب &&عيدا ع &&ن امل &&وض &&وع &&ية ف &&ي ن &&قده لإلسالم. وم &&ن خ &&الل ه &&ذا ال &&عرض ن &&علم أن ت &&قنية )ال &&توف &&يد( ال &&تي اس &&تخدم &&ها املس &&تشرق &&ون ه &&ي ج &&زء ال &&بحث االستشراقي ،الذي يهدف إلى إعادة املوروث اإلسالمي إلى ثقافات سابقة. أم &&ا أول ب &&اح &&ث ع &&رب &&ي اس &&تخدم ال &&فيلول &&وج &&يا ع &&لى ال &&لغة ال &&عرب &&ية ف &&قد ذك &&ر ش &&يخ املس &&تشرق &&ني ال &&روس )إغ &&ناط &&يوس ك &&رات &&شكوف &&سكي )١٩٥١ -١٨٨٣م(= ذك &&ر أن &&ه :ج &&رج &&ي زي &&دان ،وذل &&ك ف &&ي ك &&تاب &&ه »ف &&لسفة اللغة العربية« )١٨٨٦م(. الفصل الثاني سؤال معدات االستشراق ب&ني امل&ؤل&ف ه&نا ُب&عد املس&تشرق&ني ال&فيلول&وج&يني ع&ن ام&تالك األدوات ال&الزم&ة ل&لنظر ف&ي ال&علوم اإلن&سان&ية، وأنهم لجؤوا إلى الفيلولوجيا لنقد التراث ألنها طريق سهل ال يحتاج إلى دراسة. ن&قد ك&ل م&ن أن&ور ع&بد امل&لك ،وامل&غرب&ي ع&بد اهلل ال&عروي ،وط&يب ت&يزي&ني ،وحس&ني م&ر ّوة ط&ري&قة املس& &&تشرق& &&ني ،ل& &&كن ن& &&قده& &&م ك& &&ان م& &&وج& &&ها ل& &&تفضيل ن& &&موذج االس& &&تشراق ال& &&يساري ،ال إل& &&ى ن& &&قد االستشراق ذاته. وامل& &&ادة ال& &&تي ي& &&درس& &&ها االس& &&تشراق ه& &&ي )ال& &&نص( و)ال& &&تاري& &&خ(؛ أم& &&ا ال& &&تاري& &&خ ف& &&ليس ل& &&هم ك& &&بير ص& &&لة ب &&مناه &&جه ،وأم &&ا ال &&نص ف &&إن املس &&تشرق &&ني ي &&تعام &&لون م &&ع أن &&واع م &&ختلفة م &&ن ال &&نصوص بـ)أدوات امل &&ثقف ال &&عام( ،وال ي &&وظ &&فون ف &&ي ت &&عام &&لهم م &&ع ن &&صوص ال &&تراث األدوات ال &&فلسفية ل &&فهم وت &&فسير ال &&نصوص ال &&تي ُيتعامل بها في الفكر الغربي كـ)فلسفة اللغة ،واللسانيات ،والنقد األدبي ،والهرمنيوطيقيا(. واله&رم&ينوط&يقيا ت&مثل )ع&لم ن&ظري&ة ال&تفسير( ف&ي ال&فكر ال&غرب&ي ،ول&ها أدوات "ت&ضبط" ف&هم ال&نص ،وم&ع ذلك فلم يتفاعل املستشرقون معها عند دراستهم لنصوص التراث اإلسالمي. ٣ وما سبب ذلك؟ ذكر املؤلف جوابني ،وردهما. األول :أن ال&فيلول&وج&يا ل&ون م&ن أل&وان اله&رم&ينوط&يقيا؛ وه&ذا وإن ك&ان ف&يه ج&زء م&ن ال&حقيقة ،إال أن م&ن ذك&ر ال&فيلول&وج&يا ك&لون م&ن اله&رم&ينوط&يقيا ]ش&الي&رم&اخ&ر[ ذك&ره&ا م&ن ب&اب االس&تيعاب ال&تنظيري ،وإال ف&هناك تباين في الواقع بينهما. ال==ثان==ي :أن املس &&تشرق &&ني ل &&م ي &&واك &&بوا ت &&طور ال &&علوم اإلن &&سان &&ية؛ ل &&كن ه &&ذا ال &&جواب ق &&اص &&ر ،وق &&ائ &&م ع &&لى النظرة الجزئية لعالقة حقل بحقل ،وفيه غفلة عن النظرة لهذه املسألة في كامل السياق الفكري الغربي. واق&ترح امل&ؤل&ف أن ت&كون ه&ذه امل&شكلة م&تعلقة ب&ال&علوم اإلن&سان&ية ال&غرب&ية ع&موم&ا ،وليس&ت خ&اص&ة ب&ال&فجوة ب&ني االس&تشراق واله&رم&ينوط&قيا ،ف&ال&غرب ب&عيد -م&ن ن&اح&ية ع&ملية واق&عية -ع&ن اس&تعمال اله&رم&ينوط&يقيا ف&ي ال &&تعام &&ل م &&ع ال &&نصوص ،ف &&في ن &&صوص ال &&قان &&ون يس &&تعمل ال &&قان &&ون &&يون أدوات ت &&عطي ف &&هما مح &&ددا يخ &&دم ال &&واق &&ع ،وف &&ي ال &&نصوص ال &&اله &&وت &&ية يس &&تعمل ع &&لماء ال &&اله &&وت ب &&عض أدوات ال &&تفسير امل &&باش &&ر ،أو ق &&واع &&د التفسير التقليدية في التاريخ الكنسي؛ وال يستعملون الهرمينوطيقيا الفلسفية املفرطة في النسبية. وح&&تى ال&&نصوص األدب&&ية ف&&ي ال&&غرب ال ت&&خضع ب&&شكل واض&&ح لله&&رم&&ينوط&&يقيا ،ب&&ل ي&&تعام&&ل م&&عها ال&&قارئ بأدوات املثقف العام. إذا ع=لمنا ه=ذا ت=بني ل=نا م=قدار ال=فجوة ب=ني ال=تنظير امل=فهوم=ي ،والتطبيق ال=تفسيري ف=ي الفكر الغربي؛ وهذا يعطينا نتيجتني: األول==ى :أن مشه &&د االن &&فصام ب &&ني االس &&تشراق وب &&ني اله &&رم &&ينوط &&يقيا ل &&يس وح &&يدا ،وال &&سؤال ع &&ن س &&بب ه&&ذا االن&&فصام خ&&طأ ،ألن&&ه ي&&تضمن ف&&رض&&ية ان&&فراده ب&&ذل&&ك ع&&ن ال&&فكر ال&&غرب&&ي ع&&موم&&ا ،وم&&ع أن املس&&تشرق&&ني ينفرون منها ،إال أن هناك من الحداثيني العرب من يحاول التمسك بها. ال==ثان==ية :أن ال &&دع &&وات املح &&موم &&ة ل &&تطبيق ن &&ظري &&ات اله &&رم &&ينوط &&يقيا وال &&نقد األدب &&ي ال &&غرب &&ي ف &&ي ت &&فسير ن&&صوص ل&&تراث اإلس&&الم&&ي= دع&&وات س&&اذج&&ة غ&&ير واق&&عية ،وإذا ك&&ان ال&&غرب ق&&د اب&&تعد ع&&نها ف&&كيف ن&&دع&&و إليها ،وندعو إلى إحاللها محل أصول الفقه ،وعلم البالغة؟ ف &&كيف إذا ع &&لمنا أن ن &&ظري &&ات اله &&رم &&ينوط &&يقيا ال ت &&قوم ع &&لى أس &&اس م &&حكم ،ول &&م ت &&ختبر م &&دى ص &&حتها وق&&وت&&ها ،ب&&ل ه&&ي خ&&اض&&عة ألش&&خاص ي&&ضعون ت&&لك ال&&نظري&&ات ،م&&ن غ&&ير أن ت&&خضع مل&&حاك&&مات ت&&ختبر م&&دى صحتها؛ فضال عما في هذه النظريات من تضارب وتناقض. أم&&ا أص&&ول ال&&فقه وال&&بالغ&&ة ف&&إن&&هما ع&&لمان م&&نضبطان ،ال ت&&وج&&د ف&&يهما ق&&اع&&دة إال وق&&د خ&&ضعت ل&&لفحص واالختبار والعرض على الكتاب والسنة. ٤ الفصل الثالث صعود حقل »تاريخ التراث« أوال :مفهوم تاريخ التراث: ال&&نظر وال&&تعام&&ل ف&&ي ال&&علوم اإلس&&الم&&ية ي&&كون ع&&لى مس&&توي&&ني؛ مس&&توى )امل&&حور امل&&وض&&وع&&ي( ،ومس&&توى )املحور التاريخي(. أم&ا امل&حور امل&وض&وع&ي ف&هو ي&تعلق ب&دراس&ة م&سائ&ل ال&علم وم&فردات&ه ب&ال&تفصيل ،ك&من ي&درس ال&فقه ،ف&يبدأ بالطهارة ،ويختم بالقضاء ،دارسا كل مسائله.وهذا هو الغالب على حال طالب العلم. أم&ا امل&حور ال&تاري&خي ف&هو ال ي&دخ&ل ف&ي ال&تفاص&يل ،ب&ل ي&درس ن&شأة ال&علم ،ون&قاط ال&تحول ف&يه.وم&ناط&ق التأثير والتأثر.وهذا هو الغالب على حال املثقف العام. ثانيا :تاريخ التراث في التفكير االستشراقي: ت&سجيل وق&ائ&ع )ال&تاري&خ ال&سياس&ي( ك&ان ه&و ال&غال&ب ع&لى م&ناه&ج ع&لم ال&تاري&خ ،إل&ى أن ظه&ر ف&ي ال&قرن التاسع عشر ما يعرف بـ)التاريخ الثقافي( ،وهو ما جذب االهتمام. وم&ن رم&وز ه&ذه امل&درس&ة :امل&ؤرخ ال&سويس&ري )ج&اك&وب ب&ورك&هارت( )١٨٩٧ -١٨١٨م ( ،وه&و م&لهم ه&ذه امل& &&درس& &&ة.وم& &&ن ال& &&ساب& &&قني ف& &&ي ه& &&ذا امل& &&جال :ال& &&فيلسوف اله& &&رم& &&ينوط& &&يقي )دي& &&لتاي( )١٩١١ -١٨٣٣م (، واملس&&تشرق ال&&نمساوي )أل&&فرد ف&&ون ك&&ري&&مر( )١٨٨٩ -١٨٢٨م( ،و)ي&&ول&&يوس ف&&لهاوزن( )١٩١٨ -١٨٤٤م(، و)بي ّكر( )١٩٣٣ -١٨٧٦م(. وي&بدو م&لموس&ا أن االت&جاه ال&عام للمس&تشرق&ني ي&ميل إل&ى ه&ذا االت&جاه ال إل&ى ات&جاه امل&شارك&ة امل&باش&رة، وهو االتجاه الذي يميل إليه الحداثيون العرب الذين كتبوا في برامج )إعادة قراءة التاريخ(. وه &&م م &&ع ذل &&ك ي &&طرح &&ون ف &&ي أث &&ناء ت &&لك ال &&دراس &&ات ال &&تاري &&خية ب &&عض امل &&شارك &&ات غ &&ير امل &&باش &&رة ،ال &&تي ي&&لبسون&&ها ث&&وب "امل&&ق ّيم"امل&&حاي&&د ،م&&ن خ&&الل رف&&ع ب&&عض امل&&دارس ووض&&ع أخ&&رى ،وال&&ترك&&يز ع&&لى أس&&ئلة م&&عينة وت&هميش أخ&رى ،وه&و م&ا ي&ؤث&ر ع&لى ال&قارئ م&ن غ&ير ش&عور ك&اف ،ألن ال&قارئ ع&ادة أق&ل اح&تراس&ا وم&مان&عة تجاه الرسائل غير املباشرة. ثالثا :البرامج العربية الشاملة لـ)تاريخ التراث(: املراد هنا الحديث عن البرامج الحداثية الكبرى لقراءة التراث ،ذات العروض الشاملة أو الواسعة. -١- رائ&&د مش&&روع&&ات )ت&&اري&&خ ال&&تراث( امل&&عتمدة ع&&لى امل&&ناه&&ج االس&&تشراق&&ية ه&&و :األدي&&ب ال&&صحفي ال&&لبنان&&ي ج&&ورج&&ي زي&&دان )١٩١٤ -١٨٦١م( ،وأه&&م ك&&تبه ف&&ي ت&&أري&&خ ال&&تراث ك&&تاب&&ان» :ت&&اري&&خ ال&&تمدن اإلس&&الم&&ي«، و»تاريخ آداب اللغة العربية« ،وثمة تداخل بني الكتابني. ٥ واع&&تمد زي&&دان ب&&شكل واض&&ح وص&&ري&&ح ع&&لى ك&&تاب&&ات املس&&تشرق&&ني ،ويظه&&ر ه&&ذا م&&ن خ&&الل م&&ا ذك&&ره ف&&ي م&قدم&ات ك&تبه ،وم&ن خ&الل ذك&ره ل&لمصادر االس&تشراق&ية ف&ي ح&واش&يه ،ويظه&ر ه&ذا م&ن خ&الل م&ا ص&رح ب&ه بعض املستشرقني حيث ذكروا اعتماده على كتب املستشرقني. وقد بدأت عالقته باملستشرقني ملا سافر في صيف عام )١٨٨٦م( إلى لندن ،وكان عمره ٢٥سنة. -٢- واس &&تلم ال &&راي &&ة م &&ن ب &&عده أح &&مد أم &&ني )١٩٥٤ -١٨٨٦م( ،وذل &&ك م &&ن خ &&الل س &&لسلته امل &&شهورة» :فج &&ر اإلس &&الم«)ج &&زء واح &&د( ،و»ض &&حى اإلس &&الم« )ث &&الث &&ة أج &&زاء( ،و»ظه &&ر اإلس &&الم« )أرب &&عة أج &&زاء( ،و»ي &&وم اإلسالم« )جزء واحد(. وف&ي ك&ل ت&لك األج&زاء ك&ان ي&قسم ك&ل ح&قبة إل&ى ق&سمني :ق&سم يتح&دث ف&يه ال&ظواه&ر االج&تماع&ية ،وق&سم يتحدث فيه عن الحركة العلمية ،بنظرة مجملة ،ثم مفصلة. وم &&ع ت &&ميز ه &&ذه الس &&لسلة إال أن أم &&ني ك &&ان منه &&زم &&ا أم &&ام تح &&ليالت املس &&تشرق &&ني ،م &&ذع &&نا ل &&طعون &&هم ف &&ي العلوم اإلسالمية ،وبخاصة في السنة النبوية. وك&ان م&ن م&نهجه ف&ي ح&يات&ه ،وف&ي ه&ذه الس&لسلة أن ي&عرض ب&ضاع&ة املس&تشرق&ني ف&ي ث&وب دب&لوم&اس&ي ال يج&&رح ال&&قارئ م&&ن خ&&الل&&ه ،وه&&ذا ال&&غش والخ&&داع ل&&لقارئ ي&&تواف&&ق م&&ع مس&&توى ال&&تدي&&ن امل&&تدن&&ي ألح&&مد أم&&ني، حيث ذكر عنه ابنه أنه لم يره مرة يصلي ،أو يقرأ القرآن ،كما أشار إلى عدم صيامه في رمضان. وب&دأت ع&الق&ة أم&ني ب&االس&تشراق م&ن خ&الل ك&تاب للمس&تشرق األم&ري&كي )م&اك&دون&ال&د( )١٩٤٣ -١٨٦٣م( يتح &&دث ف &&يه ع &&ن ت &&اري &&خ ال &&تراث اإلس &&الم &&ي ،وق &&د ت &&أث &&ر ب &&ه ت &&أث &&را ك &&بيرا ،وأك &&ثر م &&ن ال &&نقل ع &&نه ف &&ي »فج &&ر اإلسالم«. واع &&تمد ك &&ذل &&ك ع &&لى :دائ &&رة امل &&عارف االس &&تشراق &&ية األول &&ى ،وك &&تابَ &&ي )أول &&يري(» :ال &&عرب ق &&بل اإلس &&الم«، و»ال&فكر ال&عرب&ي« ،وك&تابَ&ي )ج&ول&دزيه&ر(» :ال&عقيدة والش&ري&عة« ،و»دراس&ات مح&مدي&ة« ،وك&تاب )ف&لهاوزن(، وك&تاب )ب&راون(» :ال&تاري&خ األدب&ي ل&فارس« ،ك&ما ن&قل ع&ن ب&عض امل&جالت االس&تشراق&ية ،واط&لع ع&لى ك&تاب جرجي زيدان. -٣- وف&&ي الس&&بعينيات وال&&ثمان&&يات ظه&&رت مش&&روع&&ات ج&&اء أص&&حاب&&ها م&&ن خ&&لفيات م&&ارك&&سية ،وم&&ن أشه&&ره&&م خ&مسة :ط&يب ت&يزي&ني )و١٩٣٤م( ،وحس&ني م&ر ّوة )١٩٨٧ -١٩٠٨م( ،وأدون&يس )و١٩٣٠م( ،وح&سن ح&نفي )و١٩٤٥م( ،ومحمد عابد الجابري )٢٠١٠ -١٩٣٦م(. أم&ا ط&يب ت&يزي&ني ف&هو م&فكر س&وري م&ارك&سي ،نش&ر ع&ام )١٩٧١م( ك&تاب&ه» :مش&روع رؤي&ة ج&دي&دة ل&لفكر ال&&عرب&&ي ف&&ي ال&&عصر ال&&وس&&يط« ،ووض&&ع ف&&يه خ&&طة م&&قترح&&ة ل&&دراس&&ة ال&&تراث اإلس&&الم&&ي وال&&فلسفة ال&&يون&&ان&&ية والجاهلية العربية على أساس الزوج املاركسي :املثالية واملادية. ٦ وان &&تقد املس &&تشرق &&ني وال &&عرب الن &&طالق &&هم م &&ن م &&نطلقات م &&ثال &&ية )غ &&ير م &&ادي &&ة( أو غ &&يبية )م &&عتمدة ع &&لى الوحي(. -٤- وأم&&ا حس&&ني م&&ر ّوة ف&&هو ش&&يعي م&&ارك&&سي ل&&بنان&&ي ،درس ف&&ي ال&&نجف ث&&م اع&&تنق ال&&فكر امل&&ارك&&سي ،وك&&تب كتابه» :النزعات املادية في الفلسفة العربية-اإلسالمية«. وق&د ن&قد ال&تراث ع&لى أس&اس امل&فاض&لة ب&ني امل&ثال&ية وامل&ادي&ة ،ون&قد املس&تشرق&ني ال&بعيدي&ن ع&ن امل&ارك&سية، وفخم شأن القريبني منها. وه&&ذه األط&&روح&&ة وال&&تي ق&&بلها ك&&أن&&هما م&&وجه&&تان ل&&لقارئ امل&&ارك&&سي امل&&قتنع ب&&مبادئ امل&&ارك&&سية ،وليس&&تا موجهتني لالستقطاب الخارجي ،ألن لغتهما ليس فيها مداراة ،وليس فيها برهنة على املبادئ املاركسية. -٥- وأم&&ا أدون&&يس ف&&هو م&&فكر س&&وري /ل&&بنان&&ي ،ن&&صيري ملح&&د ،ورغ&&م خ&&لفيته امل&&ارك&&سية إال أن&&ه ي&&رك&&ز ع&&لى زوج )االت&باع /اإلب&داع( ،أو )ال&ثاب&ت /امل&تحول( ،ف&االت&باع وال&ثاب&ت ع&نده ه&و ال&فكر ال&ذي ي&قوم ع&لى ال&نص، وأم&ا اإلب&داع وامل&تحول ف&هو ال&فكر ال&ذي ي&قوم ع&لى ال&نص ل&كنه ي&تأول&ه ل&يواف&ق ال&واق&ع ،أو ه&و ال&فكر ال&ذي ال ي&&رى ف&&ي ال&&نص أي م&&رج&&عية ،وع&&لى ه&&ذا ب&&نى ك&&تاب&&ه» :ال&&ثاب&&ت وامل&&تحول :ب&&حث ف&&ي اإلب&&داع واالت&&باع ع&&ند العرب« ،ونقد بعض مشاهد التراث بناء على تعظيم الخروج عن النص ،وذم التقيد به. -٦- وأم &&ا ح &&سن ح &&نفي )و١٩٣٥م( ،ف &&قد ن &&شأ ن &&شأة م &&ارك &&سية ،وح &&اول أن يس &&تفيد م &&ن ال &&علوم اإلس &&الم &&ية ك&وق&ود ل&لفكر ال&يساري ،وذل&ك ل&الس&تفادة م&ن م&فاه&يم ال&تضحية والح&ماس ف&يها ،وه&ذا ه&و م&ا ي&سميه )إع&ادة بناء العلوم(. وع&&ليه ف&&قد ع&&دا ع&&لى امل&&فاه&&يم اإلس&&الم&&ية ل&&يجعلها م&&لهمة ل&&لفكر امل&&ارك&&سي ،ف&&حاول إع&&ادة ب&&ناء ال&&عقيدة ف &&ي ك &&تاب &&ه» :م &&ن ال &&عقيدة إل &&ى ال &&ثورة« ) ٥أج &&زاء ،أراد ف &&يه ت &&قري &&ر أن اإلل &&ه ه &&و ال &&ثورة( ،ث &&م إع &&ادة ب &&ناء ال &&فلسفة ف &&ي ك &&تاب &&ه» :م &&ن ال &&نقل إل &&ى اإلب &&داع« ) ٩أج &&زاء( ،ث &&م إع &&ادة ب &&ناء ع &&لوم ال &&تصوف والس &&لوك ف &&ي: »م & & &&ن ال & & &&فناء إل & & &&ى ال & & &&بقاء« )ج & & &&زءان( ،ث & & &&م إع & & &&ادة ب & & &&ناء ع & & &&لم أص & & &&ول ال & & &&فقه ف & & &&ي» :م & & &&ن ال & & &&نص إل & & &&ى الواقع« )جزءان ،أراد به تقرير أن الواقع هو مصدر التشريع ال النص(. وق &&د ح &&ظيت س &&لسلته بسخ &&ري &&ة ك &&بيرة ح &&تى م &&ن أص &&دق &&ائ &&ه ال &&يساري &&ني ،وذل &&ك بس &&بب ك &&مية ال &&تناق &&ضات وال&تأوي&الت البه&لوان&ية ال&غري&بة ف&ي ك&تبه ،ح&تى ي&شعر ال&قارئ ب&اب&تذال ال&علم وال&تاري&خ ،وق&د ك&ان&ت ت&ناق&ضات&ه ك &&بيرة ب &&شكل ك &&اف ل &&يجعلها امل &&فكر ال &&نصران &&ي ج &&ورج ط &&راب &&يشي م &&ادة ل &&رس &&ال &&ته األك &&ادي &&مية» :ازدواج &&ية العقل :دراسة تحليلية نفسية لكتابات حسن حنفي«. ٧ وه&&و ي&&غطي ك&&ل ذل&&ك ب&&ال&&توس&&ع ف&&ي ال&&نقول ع&&ن امل&&صادر اإلس&&الم&&ية -ك&&ما ي&&فعل ك&&ثير م&&ن الح&&داث&&يني- إليهام القارئ بقوة الصلة بينه وبني العلوم اإلسالمية. وقد صرح بأن تناقضه هذا سلوك متعمد إلخفاء آرائه السيئة. وق &&د ن &&قده ك &&ذل &&ك :ن &&صر أب &&و زي &&د ،وك &&ان ن &&قده ق &&ائ &&ما ع &&لى ن &&قد "ال &&تنازالت" ال &&تي ق &&دم &&ها ح &&نفي ل &&لتيار الديني. وق &&د ص &&رح ن &&صر أب &&و زي &&د ب &&أن ط &&ري &&قة ال &&علمان &&يني ه &&ي اس &&تغالل ال &&تراث اإلس &&الم &&ي ل &&بث بضاعتهم. وذك &&ر امل &&ؤل &&ف أن ن &&صر أب &&و زي &&د م &&ن أق &&ل الح &&داث &&يني إم &&كان &&يات ف &&كري &&ة ،وإن &&ما ه &&و أك &&ادي &&مي م&تواض&ع ،أقح&م ب&ني أص&حاب مش&روع&ات إع&ادة ق&راءة ال&تراث ،بس&بب ال&دوي اإلع&الم&ي امل&صاح&ب للحكم عليه بالكفر ،والتفريق بينه وبني زوجته. وم&&وس&&وع&&ات ح&&سن ح&&نفي ل&&م ت&&لق ق&&بوال ب&&ني الش&&باب ال&&عرب&&ي ،ألن&&ها ل&&م ت&&أت ف&&ي وق&&تها ،وق&&د اس&&تفادت منها املدرسة التنويرية )الليبروإسالمية( في شرق آسيا )أندونيسيا وماليزيا ونحوها(. -٧- وأم&&ا مح&&مد ع&&اب&&د ال&&جاب&&ري ) (٢٠١٠ -١٩٣٦ف&&هو ص&&اح&&ب س&&لسلة »ن&&قد ال&&لعقل ال&&عرب&&ي« ) ٤أج&&زاء(، وه &&و ي &&نطلق م &&ن خ &&لفية م &&ارك &&سية ،إال أن &&ه اس &&تخدم م &&عطيات ج &&دي &&دة ،ج &&علته ي &&شكل م &&نعطفا ف &&ي ال &&تأري &&خ الحداثي للتراث. وامل&فاه&يم امل&ارك&سية ح&اض&رة ب&قوة ف&ي ت&أوي&الت&ه ،إال أن&ه ي&دع&م املج&ددي&ن امل&ارك&سيني ف&ي ال&فكر ال&غرب&ي، الذين يحاولون الجمع بني مستجدات الحداثة الفكرية ،وبني نصوص ماركس! وقد تأثر بشكل ملحوظ بكتب املستشرقني ،وذلك في مرحلة التشكل املعرفي له. إال أن ال&جاب&ري ي&عتمد ع&لى ك&تب االس&تشراق امل&ترج&مة ،ك&ترج&مات مح&مد ع&بد ال&هادي أب&و ري&دة ،وم&نها: »تاريخ الفلسفة في اإلسالم« لـ)دي بور( ،وترجمات عبد الرحمن بدوي ]في صفحة ٧٥جملة منها[. ون &&تيجة ل &&ذل &&ك ف &&إن &&ه ي &&عتمد ع &&لى م &&ا تيس &&ر ل &&ه م &&ن ك &&تب م &&ترج &&مة ،ح &&تى ل &&و ل &&م ت &&كن ه &&ي ص &&اح &&بة ال &&قيمة األك&&بر ف&&يما ك&&تبه املس&&تشرق&&ون ،وق&&د اع&&تمد ك&&ثيرا ع&&لى ك&&تاب دي ب&&ور وغ&&ال&&ى ف&&ي م&&دح&&ه ،م&&ع أن&&ه ل&&يس م&&ن الكتابات العميقة ،بل هو ملخص مرتب ملا سبقه من أعمال. واع &&تمد ك &&ذل &&ك ف &&ي م &&وض &&وع ت &&اري &&خ ال &&فلسفة ع &&لى ال &&فيلسوف ال &&فرن &&سي )ه &&نري ك &&ورب &&ان( )-١٩٠٣ .(١٩٧٨ وأم&ا امل&ادة وامل&علوم&ات ال&خام ف&باإلض&اف&ة إل&ى امل&صادر االس&تشراق&ية ف&قد اع&تمد ال&جاب&ري ع&لى س&لسلة أحمد أمني ،وسلسلة »نشأة الفكر الفلسفي في اإلسالم«. ٨ أمثلة على استمداد الجابري من الخزان االستشراقي: اس &&تعارت &&ه م &&فهوم ان &&قسام ال &&فكر ال &&عرب &&ي إل &&ى مش &&رق &&ي غ &&نوص &&ي ي &&تبع اب &&ن س &&ينا ،وإل &&ى م &&غرب &&ي - عقالني يتبع ابن رشد= من فكرة املقابلة بني ابن سينا وابن رشد التي كررها )كوربان(. اس&&تعمال&&ه ل&&ألزواج ال&&ثالث&&ة :الش&&ري&&عة وال&&حقيقة ،وال&&ظاه&&ر وال&&باط&&ن ،وال&&نبوة وال&&والي&&ة مس&&تمدا ل&&ها م&&ن - )كوربان(. وأخذ كذلك مصطلح الزمان الدائري من )كوربان(. - وربط بني الهرمسية والشيعة تبعا له. - وفسر كلمة »تهافت« بالتحطيم الذاتي تبعا له. - وجعل املروءة هي محور القيم األخالقية عند العرب تبعا لـ)جولدزيهر(. - وأخد مصطلح "سلطة اإلجماع" من )جولدزيهر( ،ملا أرجع حجية السنة إلى اإلجماع. - ملا كتب كتابه »مدخل إلى القرآن« أخذ من كتاب »تاريخ القرآن« لـ)نولدكه(. - وم&&ن ال&&فروق ال&&جوه&&ري&&ة ب&&ني ال&&جاب&&ري وم&&ن س&&بقه :ت&&وظ&&يفه ل&&بعض م&&فاه&&يم ال&&علوم اإلن&&سان&&ية وإش&&اع&&تها وت&&روي&&جها ،م&&ع ش&&يء م&&ن ال&&تبسيط ،م&&ثل م&&صطلح ال&&قطيعة اإلبس&&تمول&&وج&&ية )ب&&اش&&الر( ،اإلبس&&تيما )ف&&وك&&و( وغيرها. وال&جاب&ري وض&ع ب&رن&ام&جا ش&ام&ال ف&ي ال&تراث ق&اص&دا ب&ه اس&تمال&ة ال&قارئ اإلس&الم&ي/الس&لفي ،وص&رح ب&&أن م&&قصوده التس&&لل إل&&ى ع&&قل ال&&قارئ دون ت&&صادم م&&باش&&ر ،م&&خال&&فا ب&&ذل&&ك االت&&جاه ال&&علمان&&ي ال&&ذي ي&&دع&&و إلى التصريح بالدعوة إلى إقصاء الدين عن الدولة. وال &&علمان &&يون ل &&هم ات &&جاه &&ان ف &&ي ال &&تعام &&ل م &&ع اإلس &&الم؛ ات &&جاه ي &&دع &&و إل &&ى ال &&تصري &&ح ب &&نتحية الش&ري&عة ،وات&جاه ي&دع&و إل&ى ت&قري&ر إب&قائ&ها ع&لنا م&ع إع&ادة ص&ياغ&تها ب&حيث ت&كون ع&مليا م&واف&قة ل& &&لنتائ& &&ج ال& &&علمان& &&ية؛ وال& &&خالف ب& &&ينهما ت& &&كتيكي ال اخ& &&تالف أه& &&داف ،وال& &&رأي ال& &&ذي ينتش& &&ر ب& &&ني العلمانيني هو بحسب قوة االتجاه اإلسالمي وتراجعه. وسلسلة أحمد أمني ومجموعة الجابري هما األكثر حضورا لدى القارئ العربي. وأم &&ا ط &&يب ت &&يزي &&ني وحس &&ني م &&روة فخ &&طاب &&هما م &&وج &&ه ل &&لداخ &&ل ال &&يساري ،وأدون &&يس ف &&أل &&فاظ &&ه اإلل &&حادي &&ة الظاهرة تبعد القارئ املؤمن عنه ،وأما حسن حنفي فاستنتاجاته الهرائية تبعد القارئ عنه. رابعا :البرامج العربية الحقلية لتاريخ التراث: ال &&كالم ه &&نا ع &&ن ال &&برام &&ج ال &&تي ب &&حثت م &&وض &&وع &&ا م &&عينا ،وم &&ن أه &&م أص &&حاب &&ها :مح &&مد أرك &&ون )-١٩٢٨ ٢٠١٠م( ،ف&&همي ج&&دع&&ان )و١٩٤٠م( ،ع&&بد امل&&جيد الش&&رف&&ي )و١٩٤٢م( ،ع&&بد امل&&جيد ال&&صغير ،وائ&&ل ح&&الق )و١٩٥٥م(. أما محمد أركون فهو يصرح باستفادته من الجهد االستشراقي في "الطعون" في القرآن. أما فهمي جدعان فالحديث عنه يأتي في الباب الثالث إن شاء اهلل. ٩ وأم& &&ا ع& &&بد امل& &&جيد الش& &&رف& &&ي ف& &&يحيل إل& &&ى ك& &&تب املس& &&تشرق& &&ني ص& &&راح& &&ة ،وك& &&تاب& &&ته ض& &&عيفة ذات م& &&حتوى مس &&تهلك ،ول &&غة واه &&ية ،ل &&كن ل &&ه دورا أك &&ادي &&ميا ظ &&اه &&را ف &&ي ت &&ون &&س ،ي &&تمثل ف &&ي إع &&داد ال &&طالب وش &&حنهم ب&&امل&&حتوى الح&&داث&&ي ،وب&&اإلش&&راف ع&&لى رس&&ائ&&ل أك&&ادي&&مية ت&&ساه&&م ف&&ي ت&&قوي&&ض ال&&تراث ،وق&&د م&&ارس&&ت ه&&ذه املجموعة اضطهادا غير صريح على اإلسالميني في الدراسات العليا. وأم&ا ع&بد امل&جيد ال&صغير -ص&اح&ب ك&تاب »ال&فكر األص&ول&ي« ال&ذي ح&اول ف&يه ت&فسير ن&شأة ع&لم أص&ول ال&فقه ت&فسيرا س&ياس&يا اس&تشراق&يا -ف&قد ص&رح ب&أن املس&تشرق&ني ه&م م&ن ف&تحوا ع&يون&ه ع&لى ف&كرة ت&سييس العلم في اإلسالم. وأم&&ا وائ&&ل ح&&الق ف&&حقيقة ك&&تاب&&ات&&ه ال تخ&&رج ع&&ن م&&حاول&&ة اإلض&&اف&&ة إل&&ى ال&&فكر ال&&غرب&&ي االس&&تشراق&&ي ع&&ن ط&ري&ق امل&زاي&دة ع&ليه؛ وع&لى ه&ذا األس&اس ك&ان ن&قده لـ)ش&اخ&ت( ،ح&يث اع&تمد ع&لى إدخ&ال م&عطى إض&اف&ي ف&&ي امل&&سأل&&ة ،وه&&و ف&&كرة ع&&دم اك&&تمال ال&&فقه ب&&صورت&&ه امل&&عروف&&ة إل&&ى ال&&قرن ال&&راب&&ع ،ب&&خالف )ش&&اخ&&ت( ال&&ذي ي&رى أن االك&تمال ح&دث ق&بل ذل&ك ،ف&حالق ي&قترح أن ال&فقه ن&تيجة ل&لعادات االج&تماع&ية ال&سائ&دة ف&ي ال&ثقاف&ة ال&عرب&ية ،وأن ال&صدر األول ك&ان&ت الس&لطة ف&ي لخ&لفاء ال&صحاب&ة ،وليس&ت للح&دي&ث ال&نبوي ،ث&م ان&قلب األم&ر وصارت السلطة لألحاديث. الفصل الرابع ما بعد الفيلولوجيا ف &&ي ال &&نصف األخ &&ير م &&ن ال &&قرن العش &&ري &&ن ب &&رزت م &&درس &&تان اس &&تشراق &&يتان أرادت &&ا ت &&جاوز االس &&تشراق الفيلولوجي ،وهما) :مدرسة أنثروبولوجيا اإلسالم( ،و)مدرسة املراجعني(. أم &&ا م==درس==ة أن==ثروب==ول==وج==يا اإلس==الم ف &&هي ته &&تم ب &&دراس &&ة امل &&جتمعات املس &&لمة امل &&عاص &&رة ب &&توظ &&يف &يره & &&ا ف & &&ي األس & &&اس ع & &&لى ال & &&نخب ال & &&غرب & &&ية، ب & &&عض ال & &&نماذج ال & &&تفسيري & &&ة ف & &&ي ال & &&علوم االج & &&تماع & &&ية.وت & &&أث & & ُ كالدوبلوماسيني واألكاديميني ،وبالتالي فقراراتهم وتصوراتهم تكون طبقا ملا تقوله هذه املدرسة. وأم&&ا م=درس=ة امل=راج=عني ف&&هي ت&&قوم ع&&لى ال&&تشكيك ف&&ي ك&&ل امل&&صادر اإلس&&الم&&ية ،وت&&عزو ت&&لك امل&&صادر إل &&ى أم &&م أخ &&رى.وال ي &&عتمد الح &&داث &&يون ال &&عرب ع &&لى أط &&روح &&ات ه &&ذه امل &&درس &&ة ،ل &&كنها ت &&شكل م &&ادة ل &&إلث &&ارة اإلعالمية للهجوم على اإلسالم ،كما يستخدمها امللحدون واملناظرون النصارى لزعزعة يقني املسلمني. أوال :مدرسة أنثروبولوجيا اإلسالم: أص &&ل ه &&ذه امل &&درس &&ة ه &&و م &&ا يُ &&عرف بـ"ع &&لم اج &&تماع اإلس &&الم" ال &&ذي ن &&شأ خ &&دم &&ة ألغ &&راض االس &&تعمار الفرنسي )منذ حملة نابليون علـى مصر )١٧٩٨م( إلى نهاية االستعمار الفرنسي للجزائر )١٩٦٢م((. ث& &&م ج& &&اء امل& &&ؤرخ ال& &&يهودي ال& &&بري& &&طان& &&ي )إرنس& &&ت غ& &&لنر( )١٩٩٥ -١٩٢٥م( ودم& &&ج ب& &&ني "ع& &&لم اج& &&تماع اإلس &&الم" ب &&نسخته ال &&فرن &&سية وب &&ني ع &&لم اج &&تماع ال &&دي &&ن واألن &&ثروب &&ول &&وج &&يا ال &&بري &&طان &&ية وب &&عض م &&فاه &&يم اب &&ن خلدون ،وذلك في كتابه» :مجتمع مسلم«. ١٠ وص&ار )غ&لنر( أي&قون&ة ل&حقل أن&ثروب&ول&وج&يا اإلس&الم ،وأص&بحت األع&مال ب&عده م&ع أو ض&د ،وج&ذب ن&موذج&ه الباحثني املستشرقني املبتدئني فنسجوا على منواله في دراسات حقلية أخرى في املجتمعات املسلمة. وم &&وض &&وع &&ات غ &&لنر امل &&فضلة ه &&ي :اخ &&تالف ن &&مط اإلس &&الم ب &&ني امل &&دن واألري &&اف ،ودور ال &&ول &&ي ال &&صوف &&ي، والنس&ب االن&قسام&ي )امل&كون ال&قبلي( ،وال&نموذج االن&قسام&ي )م&فهوم س&بكه دورك&اي&م وط&وره ب&ري&تشارد ف&ي األنثروبولوجيا البريطانية( ،والتمييز بني التدين الشعبي وتدين العلماء. ]إسقاط املصطلحات الكنسية على املفاهيم اإلسالمية[ واس&تعمل )غ&لنز( م&فهوم )ال&تطهيري&ة/ال&بيوري&تان&ية( -وه&و امل&فهوم امل&رك&زي ع&نده -ف&أط&لقه ع&لى "اإلس&الم ال &&نصوص &&ي" ،وال &&ذي ظ &&نه أن &&ه ي &&رف &&ض ال &&طقوس &&ية وال &&شعائ &&ر االح &&تفال &&ية ،وج &&عل ال &&فقه الس &&لفي ال &&حنبلي نموذجا لذلك. وال&&واق&&ع أن إس&&قاط م&&ثل ه&&ذه امل&&فاه&&يم ال&&كنسية ال&&قدي&&مة )ال&&نموذج ال&&تفسيري( ع&&لى امل&&عان&&ي اإلس&&الم&&ية )امل&&وض&&وع امل&&دروس( ف&&يه خ&&لل؛ ف&&إم&&ا أن ي&&كون امل&&فهوم ال&&كنسي أوس&&ع ف&&يدخ&&ل ف&&ي امل&&فهوم اإلس&&الم&&ي م&&ا ليس منه ،وإما أن يكون املفهوم الكنسي أضيق فيفوت بعض مكونات املفهوم اإلسالمي. وف &&ي م &&ثال &&نا ه &&ذا ف &&إن م &&فهوم )ال &&تطهيري &&ة/ال &&بيوري &&تان &&ية( ف &&ي ال &&كنيسة ال ي &&عترف ب &&ال &&شعائ &&ر ال &&تعبدي &&ة االح&تفال&ية ال&ظاه&رة ،ب&ينما ال&عينة ال&تي أس&قطوا ع&ليها ه&ذا امل&فهوم -وه&و ال&فقه ال&حنبلي ه&نا -ت&شكل ف&يه هذه الشعائر أمرا أساسيا ظاهرا ،وذلك كصالة الجمعة ،والتراويح ،والكسوف وغيرها. وه&ذا الس&لوك ف&ي ت&فسير ال&تاري&خ اإلس&الم&ي ب&ال&نماذج ال&كنسية ل&ه ن&ظائ&ر ك&ثيرة ف&ي ك&الم املس&تشرق&ني؛ وم&&ن ه&&ذا تش&&بيه )ف&&لهاوزن( م&&وق&&ف ال&&علماء م&&ن األم&&وي&&ني ب&&موق&&ف ع&&لماء ال&&كتاب وال&&فاروس&&يني ال&&يهود إزاء بيت الحشمونيني. وم&&نه :تش&&بيه )ج&&ول&&دزيه&&ر( ل&&عمر ب&&ن ع&&بد ال&&عزي&&ز بـ»ح&&زق&&يال ال&&بيت األم&&وي« ،وم&&ن ه&&ذا إط&&الق&&هم ع&&لى العالم اإلسالمي املجدد :لوثر اإلسالم. وع &&الوة ع &&لى م &&ا ف &&ي ه &&ذه ال &&طري &&قة م &&ن ت &&فوي &&ت وإض &&اف &&ة -ك &&ما ت &&قدم -ف &&إن &&ها ط &&ري &&قة ف &&يها س &&طحية واس&تعجال ،ألن&ها ته&در ال&فارق ال&جوه&ري ب&ني ص&يغ ال&عالق&ات ف&ي ال&تاري&خ ال&كنسي ون&ظيره&ا ف&ي ال&تاري&خ اإلسالمي ،وحال أصحابها كحال من يسمي -فرضا -التيارات املسيحية املحافظة بحنابلة املسيحية. واملس& &&تشرق& &&ون ال يس& &&تعملون ه& &&ذا األس& &&لوب ك& &&اس& &&تعارات ع& &&اب& &&رة ،ب& &&ل يس& &&تعملون& &&ها ع& &&لى أن& &&ها ن& &&ماذج تفسيرية ،ويصرون على ذلك. ل&&كن ال&&غري&&ب ح&&قا أن ي&&أت&&ي الح&&داث&&يون ال&&عرب ويس&&تعملوا ت&&لك اإلط&&الق&&ات ،وه&&م ل&&م ي&&عيشوا ال&&نصران&&ية أص&&ال ،وال ك&&ان&&ت م&&ن ذاك&&رت&&هم ال&&روح&&ية ،ف&&يأت&&ون ويس&&تعملون ت&&لك اإلط&&الق&&ات ت&&قليدا ،وه&&و م&&وج&&ود ف&&ي ك&&الم أركون بكثرة ،وكذلك في كالم الجابري ،وطرابيشي. وال زال ه& &&ذا ال& &&تيار )ع& &&لم اج& &&تماع اإلس& &&الم( مس& &&تمرا ف& &&ي دراس& &&ة امل& &&جتمعات املس& &&لمة وم& &&وق& &&فها م& &&ن مستجدات الحالة العاملية. ١١ وأم&ا الخ&ط امل&وازي لخ&ط )غ&لنر( داخ&ل ح&قل أن&ثروب&ول&وج&يا اإلس&الم ف&هو خ&ط األم&ري&كي )ك&ليفورد غ&يرت&ز( )٢٠٠٦ -١٩٢٦م( ،وه&&و أضخ&&م أث&&را م&&ن )غ&&لنر( ف&&ي م&&جال ال&&تنظير ،وه&&و رائ&&د امل&&درس&&ة األن&&ثروب&&ول&&وج&&ية الرمزية. وم&حور ف&كرت&ه ق&ائ&م ع&لى م&فهوم ال&رم&ز ،وع&كس م&رك&زي&ة امل&عنى ف&ي ال&فلسفة امل&عاص&رة ع&لى ن&ظرت&ه ح&ول "ال&دي&ن"؛ ف&جعل امل&رك&ز ف&يه ل&لرم&وز؛ إد ي&دور ت&عري&فه ل&لدي&ن ع&لى أرب&عة م&حاور ،وه&ي أن ال&دي&ن »ن&ظام م&ن الرموز ،يصوغ املفاهيم العامة للوجود ،يؤسس الدوافع النفسية الدائمة ،ويكسوها بهالة الواقعية«. وع&&ليه ف&&قد ج&&عل )غ&&يرت&&ز( وظ&&يف َة األن&&ثروب&&ول&&وج&&ي ف&&ي دراس&&ة ال&&دي&&ن ه&&ي :م&&حاول&&ة ت&&فسير ن&&ظام ال&&رم&&وز التي تمنح املعنى وتحرك الدافع وتسبغ الواقعية. ونستطيع القول إن هذا هو الفرق األساسي بني )غيرتز( و)غلنر(. ثم ربط هذا بالتركيب االجتماعي ،وهو الجانب الحاضر عند )غلنر(. ]ما هو اإلسالم في أنثروبولوجيا اإلسالم[ &بحث ف &&ي أن &&ثروب &&ول &&وج &&يا اإلس &&الم :ت &&عري &&ف اإلس &&الم ،ب &&معنى :ه &&ل ي &&مكن أن م &&ن امل &&سائ &&ل امل &&همة ال &&تي تُ & َ تكون كل املذاهب التي تنتسب إلى اإلسالم من اإلسالم أم ال؟ )غ&لنر( ي&ميل إل&ى أن ف&ي اإلس&الم م&رك&زا ن&صوص&يا ث&اب&تا ي&عود إل&يه املس&لمون ع&ند ال&حاج&ة )وق&د اس&تُغلت ه& &&ذه ال& &&فكرة ف& &&يما ب& &&عد وطُ& &&ورت ل& &&تشوي& &&ه اإلس& &&الم ،ل& &&تقول :إن اإلس& &&الم ف& &&يه ث& &&واب& &&ت ت& &&تعلق بـ"ال& &&عنف" و اضطهاد املرأة ،وأن املسلمني مهما "تتطوروا" فإنهم يعودون في النهاية لهذه املفاهيم(. أم &&ا م &&درس &&ة )غ &&يرت &&ز( ف &&تميل إل &&ى أن ك &&ل م &&ذه &&ب ينتس &&ب إل &&ى اإلس &&الم ف &&إن &&ه م &&ن اإلس &&الم ،س &&واء ك &&ان ت&&وح&&يدي&&ا أو وث&&نيا ،س&&نيا أم ب&&دع&&يا ،إس&&الم&&يا أم ع&&لمان&&يا ،ول&&يس م&&ن وظ&&يفة األن&&ثروب&&ول&&وج&&ي ع&&نده&&م تح&&دي&&د م&&اه&&ية اإلس&&الم؛ وه&&ذه ط&&ري&&قة غ&&ير ع&&لمية ،ت&&جعل اإلس&&الم ن&&صا ع&&ائ&&ما يح&&مل ال&&تناق&&ضات ،وه&&ي ته&&رب م&&ن عبء التحليل العلمي املوضوعي. ]مدرسة نقد أنثروبولوجيا بمفهوم غلنر[ من أبرز الكتاب في هذه املدرسة :طالل أسد ،وسامي زبيدة ،وقد ركزا على نقد مدرسة )غلنر(. وم &&نهم :ال &&نقاد ال &&يساري &&ون امل &&عادون ل &&إلم &&بري &&ال &&ية ،وه &&ؤالء ن &&قدوا االس &&تشراق األن &&ثروب &&ول &&وج &&ي ع &&موم &&ا، ومنهم) :فرد هاليداي(. أم &&ا ط &&الل أس &&د )و ١٩٣٣م( ف &&قد ك &&تب »ف &&كرة أن &&ثروب &&ول &&وج &&يا اإلس &&الم« ،وق &&د ن &&قد ف &&يه األس &&س ال &&كبرى الت&جاه أن&ثروب&ول&وج&يا اإلس&الم ،وي&دور ب&حثه ح&ول :ن&قد ال&تعري&ف ال&ضدي ل&إلس&الم ب&مقاب&لته ب&امل&سيحية ،ون&قد ج &&غرف &&ة اإلس &&الم ب &&الش &&رق األوس &&ط ،ون &&قد ت &&عري &&فات اإلس &&الم ف &&ي ال &&دراس &&ات األن &&ثروب &&ول &&وج &&ية ،ون &&قد الح &&لول ال&تي ط&رح&ها األن&ثروب&ول&وج&يون لح&ل م&شكلة ت&عدد ت&قسير اإلس&الم ،م&ع ت&رك&يزه ب&شكل واض&ح ع&لى أط&روح&ة )غلنر(. ١٢ وخ&لص إل&ى أن اإلس&الم ال ي&نبغي أن ي&درس ك&مزي&ج م&ن أف&كار م&تناق&ضة ،وال ع&لى أن&ه ب&ناء اج&تماع&ي؛ ب&&ل ي&&جب أن ي&&درس كـ"ت&&قليد" إرش&&ادي مس&&توح&&ى م&&ن ال&&قرآن وال&&سنة ،وب&&النس&&بة ل&&لغة ال&&عرب&&ية ف&&قد ف&&ضل استعمال كلمة "تقليد" معها بدل مصطلح "التراث". وركز على إبراز االختالفات في الداخل اإلسالمي لتقويض الصورة النمطية عن اإلسالم في الغرب. وم&ن ه&ؤالء س&ام&ي زب&يدة ،وق&د "ت&ميز" ب&أن&ه ي&داف&ع ع&ن اإلس&الم ع&ن ط&ري&ق إظ&هار ال&جوان&ب ال&تي ي&بتعد ف&يها ب&عض املس&لمني ع&ن إس&الم&هم ،ف&هو م&ثال ي&جعل م&ن ظ&هور أن&ظمة ال&حكم ال&علمان&ي ف&ي ب&الد املس&لمني دليال على "التطور" ،ودليال على إبطال القول بعدم تغيرهم! ب&&ل إن&&ه ل&&م ي&&ر ف&&ي ص&&عود الح&&رك&&ات اإلس&&الم&&ية ف&&ي ال&&عال&&م اإلس&&الم&&ي دل&&يال ع&&لى أن امل&&جتمعات املس&&لمة ت&نبذ ال&علمان&ية ،ب&ل ي&رى أن&ها ت&دل ع&لى رس&وخ ال&علمان&ية ف&ي امل&جتمع املس&لم ،ألن ه&ذه الح&رك&ات م&وج&هة - كما يقول -ضد "اإلصالحات املعلمنة". وم &&ن األم &&ور ال &&الف &&تة أن ال &&ظواه &&ر الج &&دي &&دة ف &&ي ال &&عال &&م اإلس &&الم &&ي ت &&حول &&ت إل &&ى م &&ادة إث &&بات ج &&دي &&دة يستعملها كل طرف من األطراف املشاركة في االستشراق ،ونقده ،لبرهنة تفسيراتهم ومواقفهم السابقة. »وع&ام&ة املس&تشرق&ني ال يخ&رج&ون ع&ن رأي&ني :إم&ا ال&تندي&د ب&اإلس&الم وت&شوي&هه والتح&ذي&ر م&نه ب&لغة م&وارب&ة ت&&تصنع ال&&رص&&ان&&ة ال&&علمية ،أو م&&رح&&بني ب&&اإلس&&الم ،ل&&كن ي&&رح&&بون ب&&ال&&صيغة املح&&رف&&ة ل&&إلس&&الم وه&&ي ال&&صيغة ال&&تغري&&بية ،وي&&ندر ج&&دا ف&&ي املس&&تشرق&&ني م&&ن ي&&رح&&ب ب&&ال&&صورة ال&&صحيحة وه&&ي م&&ذه&&ب أه&&ل ال&&سنة ،وه&&ي ط&&ري&&قة ال&&نبي ﷺ وأص&&حاب&&ه ،وغ&&ال&&ب م&&ن ي&&تصل م&&ن الح&&داث&&يني ال&&عرب ب&&املس&&تشرق&&ني وي&&زع&&م أن&&ه يس&&تميلهم ل&&إلس&&الم ،إن&&ما يس&&تميلهم إل&&ى اإلس&&الم امل&&عاد ت&&صنيعه ط&&بقا ل&&لذوق ال&&غرب&&ي ،وه&&و اإلس&&الم امل&&لبرل ،ول&&يس إسالم محمد ﷺ وأصحابه ،كما فعل سامي زبيدة في مرافعاته السابقة املشار إليها«. ثانيا :مدرسة املراجعني الشكوكيني: ]تحليل سبب نشأة هذه املدرسة[ م&&ن امل&&عروف أن ب&&ذور ال&&تشكيك ف&&يما تح&&مله امل&&صادر اإلس&&الم&&ية ح&&ول ال&&علوم الش&&رع&&ية ق&&د ظه&&رت ف&&ي االس &&تشراق ال &&فيلول &&وج &&ي ،وم &&ن ذل &&ك ت &&شكيك )ن &&ول &&دك &&ه( ف &&ي ب &&عض س &&ور ال &&قرآن ،وت &&شكيك )ج &&ول &&دزيه &&ر( و)شاخت( في موثوقية نقل السنة ،وتشكيك )مرجليوث( في صحة وجود الشعر الجاهلي. ول &&كن مل &&ا ج &&اء م &&ن ب &&عده &&م وأرادوا أن "يج &&ددوا" ف &&ي ه &&ذه امل &&درس &&ة ل &&م يج &&دوا س &&بيال غ &&ير رف &&ع مس &&توى املزايدة ،فبالغوا في التشكيك وأفرطوا فيه ،فتشكلت مدرسة املراجعني. ه &&ذه امل &&درس &&ة ف &&ي ح &&قيقتها ال تخ &&رج ع &&ن امل &&زاي &&دة ف &&ي ال &&تشكيك؛ ف &&املس &&تشرق &&ون ال &&فيلول &&وج &&يون ح &&ققوا املخ &&طوط &&ات وب &&حثوا ف &&ي ال &&نصوص امل &&بكرة ع &&ما ي &&مكن أن ي &&شككوا م &&ن خ &&الل &&ه ف &&ي اإلس &&الم ،وأم &&ا ه &&ذه امل &&درس &&ة ف &&إن &&ها ش &&ككت ف &&ي ه &&ذه ال &&كتب وامل &&صادر م &&ن أص &&لها ،وي &&رون أن &&ها ج &&ميعا م &&فبرك &&ة ألغ &&راض س &&ياس &&ية ،ث &&م ي &&تفننون ف &&ي ن &&سج ال &&خياالت ال &&سينمائ &&ية ح &&ول أص &&ل اإلس &&الم وال &&نبي مح &&مد ﷺ وال &&قرآن ومكة. ١٣ ي&قع أت&باع ه&ذه امل&درس&ة ف&ي إش&كال م&نهجي ظ&اه&ر ،وه&و أن&ه إذا ش&ككوا ف&ي امل&صادر اإلس&الم&ية به&ذه الطريقة فكيف سيصلون إلى كتابة تاريخ ظهور اإلسالم رجاله وعلومه؟ ف&&إن ق&&ال&&وا :ن&&رج&&ع إل&&ى ال&&كتب ال&&يهودي&&ة وال&&نصران&&ية ال&&تي ع&&اص&&رت ظ&&هور ال&&نبي مح&&مد ﷺ.ق&&لنا :إذا ك&ان&ت املخ&طوط&ات اإلس&الم&ية مح&ل ش&ك ف&لماذا ت&كون امل&خوط&وط&ات ال&يهودي&ة وال&نصران&ية م&وث&وق&ة؟ وإذا ك&ان املسلمون متهمون -عندهم -بتلميع أنفسهم ،فاليهود والنصارى متهمون بتشويه خصومهم. ي&تواط&أ ال&راص&دون له&ذا االت&جاه ع&لى أن املس&تشرق األم&ري&كي )ج&ون وانس&برو( )٢٠٠٢ -١٩٢٨م( ه&و الرمز امللهم لهذه املدرسة. وأم &&ا املس &&تشرق &&ون ال &&فاع &&لون ف &&يها ،ف &&منهم :اإلس &&رائ &&يلي )ي &&هودا ن &&يفو( )١٩٩٢ -١٩٣٢م( ،و)ج &&ودي &&ث ك &&وري &&ن( ،وال &&بري &&طان &&ي )م &&اي &&كل ك &&وك( )و ١٩٤٠م( ،و)ك &&رس &&توف &&ر ل &&وك &&سينبيرغ ،اس &&م ق &&لمي( ،وال &&برط &&ان &&ي )ج&يرال&د ه&اوت&ينج( )و١٩٤٤م( ،واإلس&رائ&يلي )م&وش&ي ش&ارون( )و١٩٣٧م( ،وال&دن&مارك&ية )ب&ات&ري&شيا ك&رون( )و١٩٤٥م( وهي أنشطهم. ]أمثلة على أفكارهم[ من األفكار الرائجة عندهم أن محمدا ﷺ غير موجود تاريخيا. وأن م& &&كة ه& &&ي ال& &&بتراء ف& &&ي األردن وليس& &&ت ف& &&ي ال& &&حجاز ،ث& &&م ج& &&اء ال& &&كندي )دان ج& &&يبسون( وزع& &&م أن مساجد املسلمني كانت تتجه إلى البتراء إلى سنة ) ٢٠٧هـ( ،أي إلى عصر األئمة األربعة! وأن ال &&قرآن م &&ن ت &&أل &&يف ال &&حجاج ،ح &&يث زع &&موا أن &&ه أت &&لف ال &&نصوص ال &&هاج &&ري &&ة ال &&قدي &&مة ،ث &&م ان &&تخب نصوصا توراتية وفرضها على الناس. وأن دي&&ن اإلس&&الم ت&&م اخ&&تراع&&ه زم&&ن ع&&بد امل&&لك ب&&ن م&&روان ،وأن أص&&له ه&&م "ال&&هاج&&ري&&ون" وه&&م -ع&&نده&&م- ع&رق ع&رب&ي ف&ي ال&شام ينح&در م&ن ه&اج&ر أم إس&ماع&يل ،أخ&ذوا ش&يئا م&ن دي&ن ال&سام&ري&ني ال&يهود ث&م ان&شقوا لتشكيل هوية دينية للعرب. وأم&ا أدل&تهم ع&لى م&ثل ه&ذه ال&خياالت ف&إن&هم ي&عتمدون ع&لى ال&تشاب&هات ال&لفظية ،ف&يرب&طون ب&ني "ه&اج&ر" و"املهاجرين" ،وبني "مكة" و" "Mocaاالسم القديم للبتراء! وه &&ذه ال &&خياالت ه &&ي ع &&ملية م &&جان &&ية ال تس &&تحق أي جه &&د ،وال ي &&منع م &&نها إال مس &&توى م &&ن اح &&ترام امل &&رء لذاته ولقارئه وملكانة البحث العلمي في النفوس السوية. وق &&د ن &&قد ه &&ذه األف &&كار ال &&تي ج &&اءت ف &&ي ك &&تاب »ال &&هاج &&ري &&ة« لـ)ك &&رون( و )ك &&وك( ع &&د ٌد م &&ن املس &&تشرق &&ني الفيلولوجيني ،مثل املستشرق األملاني )جوزيف فان إس( ،واالسكوتلندي )روبرت سيرجنت(. وأم&&ا الح&&داث&&يون ال&&عرب ف&&ليس له&&ذه امل&&درس&&ة ب&&ينهم ص&&يت إال إش&&ارات ق&&ليلة ،م&&نها ت&&نوي&&ه أرك&&ون ب&&كتاب )كرون( »عبيد فوق األحصنة«. وأول ك &&ات &&ب ع &&رب &&ي ن &&قد ه &&ذه امل &&درس &&ة ن &&قدا م &&فصال ه &&و امل &&ؤرخ ال &&لبنان &&ي امل &&ارون &&ي )ف &&كتور س &&حاب( )و١٩٤٢م( ،وأخذت عنه د.آمال الروبي. ١٤ ]أصل تسمية الهاجرية[ ل &&فظ ال &&هاج &&ري &&ة ال &&ذي اس &&تخدم &&ه )ك &&وك( و )ك &&رون( ل &&فظ ق &&دي &&م ،ك &&ان ي &&طلقه ال &&نصارى ع &&لى ال &&عرب ،وق &&د اس&&تخدم&&ه ي&&وح&&نا ال&&دم&&شقي )ت ١٣٢هـ( ،ف&&ي ك&&تاب&&ه »ي&&نبوع امل&&عرف&&ة« ،ح&&يث خ&&صص الج&&زء ال&&ثان&&ي م&&ن ك&تاب&ه لله&رط&قات امل&خال&فة ل&لمسيحية ،ف&كان ي&سمي املس&لمني ت&ارة ب&ال&هاج&ري&ني ،وت&ارة ب&اإلس&ماع&يليني ،وت&ارة بالساريني )نسبة لسارة(. ]نقد بعض التحليالت لظهور هذه املدرسة[ أرج& &&ع ب& &&عض ال& &&باح& &&ثني ظ& &&هور ه& &&ذه امل& &&درس& &&ة إل& &&ى ت& &&أث& &&ر أص& &&حاب& &&ها ب& &&امل& &&نهج ال& &&تفكيكي ،أو ال& &&شكية ال&دي&كارت&ية ،أو التج&ري&بية اإلنج&ليزي&ة ب&اع&تبار ال&نشأة األنج&لوس&كسون&ية ل&هم ،وم&نهم م&ن ي&رب&ط ه&ذه امل&درس&ة باألركيولوجيا )علم اآلثار واألحافير(. وهذه الفرضيات األربعة غير صحيحة. ف&ال&تفكيكية ه&ي م&درس&ة ف&لسفية ت&ع ّوم امل&عنى وت&فتح ال&قراءات إل&ى ن&هاي&ة ال&طري&ق ،أم&ا م&درس&ة امل&راج&عني فإنها تزيف القراءات األصلية وتجزم ببطالنها. وأم&&ا ال&&شك ال&&دي&&كارت&&ي ف&&له آل&&ية م&&نظمة ،ب&&خالف امل&&راج&&عني ف&&إن&&هم وق&&عوا ف&&ي االن&&تقائ&&ية ،فه&&دم&&وا امل&&كتبة اإلسالمية بالشك ،في حني وثقوا باملراجع اليهودية والنصرانية. وأما التجريبية اإلنجليزية فهي أشد ما تكون تناقضا مع خياالت مدرسة املراجعني. وأم &&ا األرك &&يول &&وج &&يا ف &&ذك &&ر امل &&راج &&عني ل &&ه ال ي &&عدو أن ي &&كون وس &&يلة إلره &&اب ال &&قارئ وإي &&هام &&ه ب &&وج &&ود أدل &&ة محسوسة على كالمهم ،والواقع أنه ال أدلة ،وإن ُوجدت فإنها تحتمل قراءات أخرى. وال&صحيح ه&و م&ا ت&قدم م&ن أن ه&ذه امل&درس&ة ع&بارة ع&ن م&زاي&دات ش&كية ان&تقائ&ية ،م&رت&بطة بخ&لفيات دي&نية حاقدة. وم &&ن أه &&م م &&ا ي &&الح &&ظ ع &&لى ه &&ذه امل &&درس &&ة ت &&راج &&ع ب &&عض رم &&وزه &&ا ع &&مليا ع &&ن ال &&تشكيك ف &&ي امل &&صادر اإلس&&الم&&ية ،ك&&ما ف&&علت )ب&&ات&&ري&&شيا ك&&رون( ف&&ي ك&&تاب&&ها »ال&&فكر ال&&سياس&&ي اإلس&&الم&&ي ال&&وس&&يط« ،و)م&&اي&&كل ك&&رون( ف&&ي ك&&تاب&&ه »األم&&ر ب&&امل&&عروف وال&&نهي ع&&ن امل&&نكر ف&&ي ال&&فكر اإلس&&الم&&ي« ح&&يث اع&&تمدا ف&&ي ك&&تاب&&يهما على عشرات املصادر اإلسالمية التي كانوا يتهكمون بمن يعتمد عليها. ١٥ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺗﻘﻨﻴﺔ اﻟﺘﻮﻓﻴﺪ الفصل األول التوفيد في االستشراق الفيلولوجي س&بق ب&يان ك&يف ت&شكل ال&توف&يد ع&ند املس&تشرق&ني ال&فيلول&وج&يني ،وامل&قصود ه&نا ع&رض ش&واه&د إلح&ال&تهم ن& &&ماذج م& &&ن ال& &&علوم وال& &&تصورات اإلس& &&الم& &&ية ل& &&لثقاف& &&ات ال& &&ساب& &&قة ،واس& &&تعراض ك& &&يفية ان& &&تقال ه& &&ذه اآلل& &&ية للمفكرين العرب. مل&ا رأى املس&تشوق&ون ال&فيلول&وج&يون ع&ظمة التش&ري&ع اإلس&الم&ي ل&جؤوا إل&ى ات&هام ال&فقهاء ب&االق&تراض م&ن أقرب ثقافة سابقة ،فعزاها بعضهم إلى الثقافة الرومانية ،أو اليونانية ،أو الساسانية. ب &&ل إن )أول &&يري( يس &&تعرض أب &&واب ال &&فقه ال &&داخ &&لية ل &&يرده &&ا إل &&ى ال &&ثقاف &&ات ال &&ساب &&قة ،ك &&ما أرج &&ع أح &&كام م&لكية األرض وال&ره&ن وامل&يراث ف&ي ال&فقه اإلس&الم&ي إل&ى ال&قوان&ني ال&تي ك&ان م&عموال ب&ها ع&ندم&ا ف&تح ال&عرب سوريا ومصر. وزعم )هينريش بكر( أن كل مسألة من مسائل الفقه متأثرة بثقافة اليونان. ومل&ا رأى )ب&روك&لمان( اخ&تالف&ا م&ا ب&ني ال&صيام ع&ند املس&لمني وال&صيام ع&ند ال&نصارى أرج&ع ال&صوم ع&ند املسلمني إلى أمة غير معلومة. وح &&اول املس &&تشرق &&ون إرج &&اع ف &&قه م &&درس &&ة ال &&رأي إل &&ى م &&صدر أج &&نبي ،وع &&زا )أول &&يري( -ب &&طري &&قة غ &&ير مباشرة -فقه أبي جنيفة وقاعدة االستحسان إلى الفلسفة اإلغريقية. وزع &&م )ج &&ول &&دزيه &&ر( أن ه &&ناك ج &&مال م &&ن الح &&دي &&ث ال &&نبوي أخ &&ذت م &&ن العه &&د ال &&قدي &&م والج &&دي &&د وال &&فلسفة اليونانية وأقوال الفرس والهنود. وأرج &&ع ب &&عضهم ت &&سجيل ع &&لماء امل &&غازي ل &&لسيرة إل &&ى س &&ير امل &&لوك البه &&لوي &&ة األص &&ل ،ال &&تي ك &&ان ال &&عرب يعرفونها أول اإلسالم. وأرجع بعضهم علم الخليل بن أحمد إلى ما في اللغة الفهلوية من علوم. وأم&ا ال&عقائ&د امل&تعلقة ب&ال&غيب وال&يوم اآلخ&ر ف&قد زع&م )ج&ول&دزيه&ر( أن&ها م&أخ&وذة م&ن ال&يهود ،وم&ن م&صادر فارسية وبابلية قديمة ،وجعل مسألة وجود الجن راجعة إلى الجاهلية. وج&عل م&عان&ي ال&زه&د وال&ورع م&أخ&وذة م&ن العه&د الج&دي&د ،إال أن ب&عض املس&تشرق&ني ت&غير م&وق&فهم ب&ات&جاه القول بأصالة التصوف في اإلسالم. وب&&عدم&&ا ك&&ان امل&&ؤرخ&&ون اإلس&&بان ي&&برزون أث&&ر املس&&لمني اإلي&&جاب&&ي ف&&ي األن&&دل&&س ،ص&&اروا ي&&رج&&عون ذل&&ك التطور إلى أصول التينية. ١٦ ومل&ا ل&م يج&دوا ل&قصة ع&اد وث&مود ذك&را ف&ي ال&كتاب امل&قدس راح&وا ي&تكلفون اإلج&اب&ات؛ ف&شكك ب&عضهم ف&ي وجود عاد ،وجعل كلمة )عاد( محرفة عن جملة )من عهد قديم( ،ثم صارت )عاد( اسما للزمن القديم! ول&م ي&ترك ب&عضهم ح&تى م&واق&ف ال&بكاء وامل&واق&ف ال&عاط&فية ع&ند ال&صحاب&ة ،ف&جعلوه&ا م&أخ&وذة م&ن العه&د الجديد! هذا ،وللمستشرقني كالم كثير في عزو جملة العلوم اإلسالمية القديمة والحديثة إلى ثقافات أخرى. وم &&ن ت &&ناق &&ضات &&هم امل &&نهجية :أن &&هم ان &&تقدوا ف &&قهاء املس &&لمني ألن &&هم ح &&رص &&وا ع &&لى ت &&أص &&يل ال &&قواع &&د ب &&ذك &&ر األدل&&ة ع&&ليها؛ م&&ع أن&&هم )املس&&تشرق&&ون( ي&&رج&&عون اإلس&&الم ج&&ملة إل&&ى ث&&قاف&&ات س&&اب&&قة» ،ف&&ان&&ظر ال&&تكلف ف&&ي اخ &&تراع ال &&صلة ب &&ال &&ساب &&ق ف &&يما ال ص &&لة ف &&يه ،وإن &&كار ال &&صلة ب &&ال &&ساب &&ق ف &&يما ق &&ام &&ت ال &&براه &&ني ع &&لى وج &&وده سابقا«. »فه &&ذه أم &&ثلة ع &&لى ن &&مط املس &&تشرق &&ني ف &&ي ال &&بحث ،وه &&و اف &&تراض أن املس &&لمني ع &&اج &&زون ع &&ن إن &&تاج أي ع&لم ،وب&ناء ع&لى ذل&ك ف&كل إب&داع ع&لمي تش&ري&عي أو ل&غوي أو غ&يره ،ف&يجب أن ي&كون مس&توردا م&ن ث&قاف&ات س&&اب&&قة ل&&إلس&&الم ،ث&&م ي&&تكلفون اخ&&تراع االت&&صال وال&&تشاب&&ه ع&&بر ت&&وظ&&يف ت&&قنيات ال&&فيلول&&وج&&يا ،وه&&ذا ه&&و ع&&مل االستشراق الفيلولوجي الكالسيكي«. الفصل الثاني إعادة التصنيع العربي للتوفيد أك &&ثر ش &&ري &&حة ع &&رب &&ية اب &&تعلت ال &&نتاج االس &&تشراق &&ي ال &&فيلول &&وج &&ي ه &&م امل &&فكرون ال &&عرب ال &&ذي &&ن ك &&ان ل &&هم مشروعات في إعادة قراءة الترث ،مثل :جرجي زيدان ،وأحمد أمني وغيرهم. وق&&د ع&&زا مح&&مد ع&&اب&&د ال&&جاب&&ري ال&&علوم اإلس&&الم&&ية ع&&موم&&ا إل&&ى ال&&ثقاف&&ات ال&&ساب&&قة ،وص&&رح ب&&أن ال&&كتاب والسنة متأثران بالثقافات السابقة. وج&عل أح&مد أم&ني )١٣٧٣هـ( إث&بات ال&صفات االخ&تياري&ة مس&تفادا م&ن ال&اله&وت ال&يهودي ،وواف&قه مح&مد عابد الجابري. وكرر الحداثي التونسي هشام جعيط دعوى املستشرقني في أن القرآن مأخوذ من الكتب السابقة. وت&اب&ع أرك&ون م&ا ادع&اه املس&تشرق&ون م&ن أن الح&دي&ث ال&نبوي راج&ع إل&ى ال&ثقاف&ات ال&ساب&قة ،وك&ذل&ك أح&ال الجابري بعض األحاديث الصحيحة كحديث »خلق اهلل آدم على صورته« عزاه إلى الثقافة الهرمسية. ونسب الجابري أحاديث الطاعة في املعروف إلى املوروث الفارسي. وتابع أركون املستشرقني في قولهم في السيرة النبوية ،وجعلها استعارة لثقافة الجاهلية. وتابعهم أحمد أمني فيما يتعلق باللغة العربية ،والجابري تابعهم فيما يتعلق بالسلوك. وأحال التونسي عبد املجيد الشرفي النبوة إلى اليهود ،وأحال الحج إلى العادات الجاهلية. ١٧ الفصل الثالث مناقشات -١التمييز بني توفيد األجنبي وتوفيد األصيل: ال&توف&يد ب&معنى م&الح&ظة أث&ر ال&ثقاف&ات ال&ساب&قة ف&ي ال&ثقاف&ات ال&الح&قة ه&و ج&زء م&عتبر م&ن أج&زاء أدوات تح&ليل الخ&طاب ،وق&د اس&تخدم&ه املس&لمون ب&شكل م&وض&وع&ي ب&اع&تباره ع&ام&ال م&ن ض&من ش&بكة ع&وام&ل م&رك&بة، ال ع &&لى أن &&ه ال &&عام &&ل ال &&حاس &&م ال &&وح &&يد ،وبه &&ذا يظه &&ر ال &&فرق ب &&ني االس &&تعمال امل &&وض &&وع &&ي له &&ذه األداة وب &&ني استعمال املستشرقيني الفيلولوجيني وأتباعهم من العرب لها. ف &&علماء املس &&لمني اس &&تخدم &&وا ه &&ذه األداة -م &&ثال -ف &&ي دراس &&ة ال &&فرق واألف &&كار ،ح &&يث ردوا ال &&عناص &&ر األج &&نبية إل &&ى م &&صادره &&ا ،وه &&ذا ه &&و )ت &&وف &&يد األج &&نبي( ،وأم &&ا املس &&تشرق &&ون ال &&فيلول &&وج &&يون ف &&إن &&هم ي &&وف &&دون األص &&يل ،ف &&يحاول &&ون رد م &&فاه &&يم ال &&تراث اإلس &&الم &&ي األص &&يلة إل &&ى ال &&ثقاف &&ات ال &&ساب &&قة بمج &&رد ال &&دع &&اوى وال&&خياالت ،ويس&&تبعدون ال&&وح&&ي م&&ن أن ي&&كون م&&صدرا ل&&تلك ال&&تصورات ،وه&&ذه امل&&قارن&&ة ت&&ؤك&&د ع&&لى ال&&فارق بني بنية االعتدال في املعرفة اإلسالمية ،وبنية التصعيد في املعرفة الغربية. وم&&ن أم&&ثلة االس&&تعمال امل&&وض&&وع&&ي ل&&توف&&يد األج&&نبي ع&&ند املس&&لمني :رص&&د أه&&ل ال&&سنة ل&&إلل&&هيات ال&&واف&&دة م&&ن ال&&فلسفة ال&&يون&&ان&&ية ،وب&&ينوا أن ط&&ري&&قة امل&&تكلمني ه&&ي إط&&الق امل&&صطلحات اإلس&&الم&&ية ع&&لى ت&&لك األف&&كار ال&واف&دة ،وم&ن ذل&ك إك&ثاره&م م&ن وص&ف اهلل ب&الس&لوب وه&ي ف&كرة ك&ان&ت م&وج&ودة ع&ند ف&الس&فة ال&صاب&ئة ك&ما ذكر ابن تيمية. وف&&ي ه&&ذا ي&&قول ال&&بيرون&&ي امل&&ؤرخ )٤٤٠هـ(» :وب&&قاي&&ا أول&&ئك ال&&صاب&&ئة بح&&ران ينس&&بون إل&&ى م&&وض&&عهم…، ون&&حن ال ن&&علم م&&نهم إال أن&&هم أن&&اس ي&&وح&&دون اهلل ،وي&&نزه&&ون&&ه ع&&ن ال&&قبائ&&ح ،وي&&صفون&&ه ب&&الس&&لب ال اإلي&&جاب، ك&قول&هم :ال يح&د ،وال ي&رى ،وال ي&ظلم ،وال ي&جور ،وي&سمون&ه ب&األس&ماء ال&حسنى م&جازا ،إذ ل&يس ع&نده&م ص&فة بالحقيقة«. -٢العالقة بني القرآن والكتب السماوية السابقة: يح &&رص املس &&تشرق &&ون ال &&فيلول &&وج &&يون ع &&لى ال &&بحث ع &&ن أوج &&ه الش &&به ب &&ني ال &&قرآن وب &&ني ال &&كتب ال &&ساب &&قة والثقافات السابقة ،وذلك ليردوا ما جاء في القرآن إلى تلك الكتب أو الثقافات. وال&عام&ل ال&جوه&ري ف&ي ه&ذا ال&ضالل االس&تشراق&ي ه&و غ&ياب ال&وع&ي ب&معطيني أس&اس&يني :األول :حج&م امل&فاه&يم املش&ترك&ة ب&ني ال&كتب ال&سماوي&ة.وال&ثان&ي :دور ال&نبوات وب&قاي&ا ال&كتب ال&سماوي&ة ف&ي ت&شكيل ث&قاف&ة األمم السابقة. أما األمر األول فيدل عليه أمور: -ق&&د أخ&&برن&&ا ال&&قرآن ب&&وج&&ود ال&&تواف&&ق ب&&ني ال&&نبوات ع&&لى ج&&نس ال&&دي&&ن ،ك&&ما ق&&ال ت&&عال&&ى) :ش&&رع ل&&كم م&&ن ال&&دي&&ن م&&ا وص&&ى ب&&ه ن&&وح&&ا وال&&ذي أوح&&ينا إل&&يك وم&&ا وص&&ينا ب&&ه إب&&راه&&يم وم&&وس&&ى وع&&يسى( ،وق&&ال) :ي&&ا أي&&ها ١٨ ال&&رس&&ل ك&&لوا م&&ن ال&&طيبات واع&&ملوا ص&&ال&&حا إن&&ي ب&&ما ت&&عملون ع&&ليم.وإن ه&&ذه أم&&تكم أم&&ة واح&&دة وأن&&ا رب&&كم فاتقون( ،واألمة هنا هي امللة ،كما قال تعالى) :بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة(. -ب&&ل أط&&لق اهلل ت&&عال&&ى اس&&م اإلس&&الم ع&&لى أدي&&ان األن&&بياء ج&&ميعا ،ك&&ما ق&&ال ع&&ن ن&&وح) :وأم&&رت أن أك&&ون م&&ن املس&&لمني( ،وق&&ال ع&&ن إب&&راه&&يم) :ول&&كن ك&&ان ح&&نيفا مس&&لما( ،وق&&ال ع&&ن ل&&وط) :ف&&ما وج&&دن&&ا ف&&يها غ&&ير ب&&يت م&&ن املس&&لمني( ،وق&&ال ع&&ن ي&&وس&&ف) :ت&&وف&&ني مس&&لما( ،وق&&ال ع&&ن ال&&توراة) :ي&&حكم ب&&ها ال&&نبيون ال&&ذي&&ن أس&&لموا للذين هادوا( ،وقال عن سليمان) :وكنا مسلمني( ،وقال عن حواريي عيسى) :واشهد بأننا مسلمون(. وقال) :إن الدين عند اهلل اإلسالم( ،وقال ﷺ» :األنبياء إخوة لعالت أمهاتهم شتى ودينهم واحد«. -رك &&زت امل &&رح &&لة ?