صناعة القرار | متعب القرني PDF

Document Details

FineLookingOklahomaCity

Uploaded by FineLookingOklahomaCity

متعب بن عالي القرني

Tags

decision-making personal development problem solving self-improvement

Summary

This Arabic book, "Decision-Making" by Muteb bin Ali Al-Qarni, details various aspects of personal development and decision-making, covering different approaches and techniques. The book offers multiple strategies and frameworks for effective choices and solutions.

Full Transcript

‫الربنامج التدريبي الرابع‬ ‫متعب بن عايل القرين‬ ‫الربنامج التدريبي الرابع‬ ‫متعب بن عايل القرين‬ ‫يف هذه الكتيبات الصغرية‪ ،‬سأطرح عدة دورات‬ ‫يف مسائل تطوير الذات‪ ،‬متس طرائق النجاح‬ ‫واختاذ القرارات وفنون التفاوض واإلقناع وحل‬ ‫املشكالت والتواصل الفعال وخطوات اإلبداع‬ ‫وبناء الثقة وطرق امل...

‫الربنامج التدريبي الرابع‬ ‫متعب بن عايل القرين‬ ‫الربنامج التدريبي الرابع‬ ‫متعب بن عايل القرين‬ ‫يف هذه الكتيبات الصغرية‪ ،‬سأطرح عدة دورات‬ ‫يف مسائل تطوير الذات‪ ،‬متس طرائق النجاح‬ ‫واختاذ القرارات وفنون التفاوض واإلقناع وحل‬ ‫املشكالت والتواصل الفعال وخطوات اإلبداع‬ ‫وبناء الثقة وطرق املذاكرة والدراسة وفنون‬ ‫العيش والسعادة وغريها كثري‪.‬وسأجعلها يف‬ ‫ثالثني دورة‪ ،‬كل دورة من ثالثني صفحة‪ ،‬والني ُة‬ ‫إن كتب اهلل التيسري أن أمجع هذه الكتيبات يف‬ ‫ٍ‬ ‫كتاب مطبو ٍع ملن حيب القراءة من املطبوعات‪.‬‬ ‫املؤلف‬ ‫متعب بن عايل القرين‬ ‫حمتويات دورة «صناعة القرار»‬ ‫‪ 16‬إرهاق القرار‬ ‫‪ 01‬احلياة قرار‬ ‫‪ 17‬قرارات مساندة‬ ‫‪ 20‬مسألة اختيار‬ ‫‪ 18‬فخ الحتيال‬ ‫‪ 03‬ستة معايري‬ ‫‪ 19‬وهم التحكم‬ ‫‪ 04‬الذوق اخلاص‬ ‫‪ 05‬وفرة املعلومات ‪ 20‬تقنية غويفر‬ ‫‪ 21‬تقنية ديسايد‬ ‫‪ 06‬أربعة أقسام‬ ‫‪ 22‬مخسة أمور‬ ‫‪ 07‬خيار التقليص‬ ‫‪ 08‬تسمم املعلومات ‪ 23‬املدى القصري‬ ‫‪ 24‬قرار صحيح‬ ‫‪ 09‬موازنة قرارية‬ ‫‪ 25‬فكرة القرعة‬ ‫‪ 10‬حتليل سوات‬ ‫‪ 26‬مولد األرقام‬ ‫‪ 11‬وضع املعايري‬ ‫‪ 27‬صوت األغلبية‬ ‫‪ 12‬خيار اإلرضاء‬ ‫‪ 28‬شدة التفضيل‬ ‫‪ 13‬رأي الناس‬ ‫‪ 29‬طريقة ديلفي‬ ‫‪ 14‬كره اخلسارة‬ ‫‪ 30‬كلمة ختامية‬ ‫‪ 15‬تكاليف غارقة‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫احلياة قرار‬ ‫هذه دورة جديدة وقصرية بعنوان «صناعة القرار»‪.‬‬ ‫وفيها سنناقش الطرق السليمة لختاذ القرارات‪،‬‬ ‫وليس أي قرارات‪ ،‬بل اختاذ القرارات الصائبة التي‬ ‫ل نندم عليها وذلك باتباع اسرتاتيجيات فعالة‬ ‫وتقنيات مفيدة كتقنية غويفر وديسايد وديلفي‬ ‫وغريها كثري‪.‬تكمن فائدة هذه الدورة يف كون‬ ‫«احلياة قرار»‪.‬نعم‪ ،‬احلياة قرار‪.‬‬ ‫فطريقة جلستك احلالية قرار‪ ،‬وهلا تأثري عليك فربام‬ ‫تصيبك بسمنة أو جلطة أو مرض ضغط الدم‪.‬‬ ‫وجلوسك يف البيت قرار‪ ،‬وله تأثريه إذ قد ُيسعدك‬ ‫وقد ُيتعسك‪.‬وكذلك قطع الشارع قرار‪ ،‬له تأثريه‬ ‫فقد تدهسك سيارة بسبب قرار خاطئ وقد تنجو‬ ‫بقرار صائب‪.‬إذن «احلياة جمرد قرارات»‪ ،‬فكيف‬ ‫نقرر هلا بالشكل الصحيح؟ هيا بنا إىل معرفة ذلك!‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪1‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫مسألة اختيار‬ ‫بداي ًة ما معنى «اختاذ القرارات»؟ اختاذ القرارات‬ ‫ٍ‬ ‫هي عملية اختيار ليشء من بني شيئني أو أكثر‪.‬‬ ‫إذن‪« ،‬اختاذ القرار مسألة اختيار»‪ ،‬ختتار وترجح‬ ‫بني شيئني وختتار األفضل فيهام‪.‬وعىل هذا‪ ،‬فإذا‬ ‫ش لبد منه‪ ،‬فاملتوقع أن‬ ‫كان ثمة خيار وحيد وهو ر‬ ‫رغام عنك‪ ،‬وهبذا ل يوجد هنا عملية اختاذ‬ ‫تتخذه ً‬ ‫للقرارات بسبب انتفاء اخليارات‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬ستجد يف أحايني كثرية خيارين أحالمها‬ ‫ُمر أو خيارين كالمها جيد‪ ،‬فتحتار فيهام‪.‬إن دورتنا‬ ‫هذه معني رة هبذه األمور الضبابية بالتحديد والتي‬ ‫تنتابك فيها احلرية والرتدد‪ ،‬إذ كيف ختتار بني‬ ‫شيئني مريرين أو جيدين بطريقة صائبة؟ هذا هدف‬ ‫الدورة‪ :‬كيف نتجاوز أزمة احلرية والرتدد باختاذ‬ ‫ً‬ ‫مستقبال؟‬ ‫قرار ل نندم عليه‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪2‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫ستة معايري‬ ‫إذا كان اختاذ القرار هو عملية اختيار‪ ،‬فالسؤال‬ ‫اهلام‪ :‬كيف خيتار اإلنسان ويقرر ويرجح؟ اجلواب‬ ‫املبدئي‪« :‬بنا ًء عىل عدة معايري»‪.‬دعنا نقول بأنك‬ ‫تريد شاء جوال‪ :‬إما آيفون أو سامسونغ‪.‬إنك لن‬ ‫ختتار أحدمها إل بعد مراجعة بعض املعايري كمعيار‬ ‫مال سيحدد اختيارك‪.‬‬‫«التكلفة» فام متلكه من ٍ‬ ‫ومعيار «احلاجة» فام يفي باحتياجاتك ستختاره‪.‬‬ ‫ومعيار «تأثري األصدقاء»‪ ،‬فإذا كان صديقك حيب‬ ‫اآليفون فستختار اآليفون بت ٍ‬ ‫أثري منه! ومعيار‬ ‫«العاطفة» فعاطفتك (إما محاس ليشء أو خوف‬ ‫من يشء) ستتدخل يف قرارك‪.‬ومعيار «املعرفة»‬ ‫فمعلوماتك احلالية عن كل جوال ستؤثر عيك‪.‬‬ ‫ومعيار «الذوق» فتفضيالتك اخلاصة ستتدخل‪.‬‬ ‫هذه ستة معايري ستؤثر يف قرارك يف اختيار اجلوال‪.‬‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫الذوق اخلاص‬ ‫حني ُتدرك بأن أي اختاذ لقرار هو مبني عىل عدة‬ ‫معايري‪ ،‬فستدرك بشكل مباش بأن تغيري هذه‬ ‫املعايري يعني تغيري القرار‪.‬ومع هذا‪ ،‬فثمة معايري مما‬ ‫سبق يمكن للمستشارين الناصحني أن يتدخلوا‬ ‫فيها ويغريوها‪ ،‬فيتغري عىل إثر ذلك قرارك‪ ،‬وثمة‬ ‫معايري ل يمكن ألحد أن يغريها‪.‬كمعيار الذوق‬ ‫ً‬ ‫مثال‪.‬فال يمكن ألحد أن يغري ذوقك!‬ ‫إن الذوق معيار مجايل فال يمكن لشخص أن يغري‬ ‫منظارك نحو اجلامليات‪.‬كذلك معيار التكلفة! فال‬ ‫يمكن ملستشار أن يغري التكلفة فيجعل اجلوال ً‬ ‫مثال‬ ‫بسعر أقل‪ ،‬وذلك لكي يقنعك برشائه‪.‬ما أريدك أن‬ ‫تستوعبه هنا هو أن ثمة معايري يمكن تغيريها فيتغري‬ ‫عىل إثر ذلك قرارك‪ ،‬وثمة معايري ل يمكن تغيريها‬ ‫وبالتايل ل يمكن تغيري القرارات املرتبطة هبا‪.‬‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪4‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫وفرة املعلومات‬ ‫أضف إىل معيار الذوق والتكلفة‪« :‬معيار احلاجة»‪،‬‬ ‫فلن يغري املستشارين احتياجاتك فأنت أعرف هبا‪.‬‬ ‫إن املستشارين يستطيعون فقط تغيري ثالثة معايري‬ ‫من املعايري الستة السابقة‪« :‬املعرفة»‪ ،‬و«العاطفة»‪،‬‬ ‫و«تأثري األصدقاء»‪.‬وعليها‪ ،‬يقول هريبرت سيمن‬ ‫بأن أي قرار ناجح هو مبني عىل (‪ )1‬وفرة‬ ‫املعلومات و(‪ )2‬دقة حتليلها و(‪ )3‬وفرة الوقت‪.‬‬ ‫فحتى حتسن قرارك‪ ،‬ستحتاج (‪ )1‬معلومات كافية‬ ‫(= فحني ُحتسن معيار املعرفة بكسب معلومات‬ ‫عن اجلوالني فستختار أفضلهام)‪.‬و(‪ )2‬حتليل‬ ‫املعلومات (= فحني ُتزيح تأثري األصدقاء عنك‪،‬‬ ‫وحتلل املعلومات بنفسك فستختار األفضل)‬ ‫و(‪ )3‬وفرة وقت (= فحني حتسن العاطفة وتأخذ‬ ‫وقتك بال محاس أو خوف فس ُتحسن الختيار)‪.‬‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪5‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫أربعة أقسام‬ ‫يف ضوء هذا اإلطار النظري والذي يقول بأن «أي‬ ‫قرار ناجح يعتمد عىل وفرة املعلومات ووفرة‬ ‫الوقت والقدرة عىل التحليل»‪ ،‬سنقسم هذه‬ ‫الدورة إىل ‪ 4‬أقسام‪ :‬القسم األول يمس القرارات‬ ‫الشخصية (كرشاء منزل أو بيع أرض أو قضية‬ ‫طالق‪ ،‬إلخ)‪.‬والقسم الثاين يمس القرارات‬ ‫احلياتية التي ختص طريقة العيش‪.‬‬ ‫أي أهنا قرارات حياتية كربى ليس هلا عالقة برشاء‬ ‫أرض ومنزل إلخ‪.‬أما القسم الثالث فيمس‬ ‫القرارات الروتينية كالقرارات التافهة التي تتخذها‬ ‫كل يوم كرشاء غداء ولباس إلخ‪.‬والقسم األخري‬ ‫يمس القرارات التنظيمية الكربى (كقرارات‬ ‫املجموعات كالرشكات واملؤسسات واألرس‬ ‫واألصدقاء إلخ)‪.‬فهيا بنا إىل القسم األول‪.‬‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪6‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫خيار التقليص‬ ‫هيتم القسم األول بالقرارات الشخصية كرشاء‬ ‫منزل أو أرض إلخ‪.‬ولنفرض بأنك تريد شاء‬ ‫سيارة‪.‬قلنا بأن عملية اختاذ القرارات هي مسألة‬ ‫اختيار بني خيارات‪ ،‬فاخليار الواحد يعني انتفاء‬ ‫عملية اختاذ القرار‪.‬اسأل نفسك‪ :‬كم من اخليارات‬ ‫أمامك؟ اثنان أم ثالثة أم مخسة؟! هل خياراتك‬ ‫كامري وكورول ولكزس و ِكيا فقط؟‬ ‫إن أفضل خطوة تبدأ هبا هي أن ُتكثر من اخليارات‪،‬‬ ‫فـ «التكثري» (‪ )maximizing‬مرحلة هامة يف‬ ‫علم اختاذ القرارات‪ ،‬أي أن تدخل خيارات جديدة‬ ‫وبعيدة‪.‬ثم تقوم بعد التكثري بعملية معاكسة هي‬ ‫«التقليص» (‪ )minimizing‬أي أن تبدأ يف‬ ‫حذف مجيع اخليارات واإلبقاء عىل اثنني أو ثالثة‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬هل ُتكثر خياراتك ثم تقوم بتقليصها؟‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪7‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫تسمم املعلومات‬ ‫إن تقليص خياراتك عىل اثنني أو ثالثة خطوة‬ ‫استباقية هامة لختاذ قرار فعال‪ ،‬فكثرة اخليارات‬ ‫تعني كثرة احلرية والرتدد‪ ،‬وقلتها تعني قلة احلرية‬ ‫والرتدد‪.‬بعد أن تقوم بحرص خياراتك عىل اثنني أو‬ ‫ثالثة‪ ،‬ابدأ باخلطوة التالية وهي «مجع املعلومات»‪.‬‬ ‫امجع معلومات عن كل خيار‪ ،‬ويكفي أن جتمع‬ ‫‪ %75‬من املعلومات الدقيقة والكافية لكل خيار‪.‬‬ ‫إن ‪ %75‬من املعلومات تغني عن ‪ %100‬منها‪،‬‬ ‫فاإلرصار عىل مجع ‪ %100‬من املعلومات ينتهي إىل‬ ‫تعطيل عملية اختاذ القرار كوهنا ُتصيب املرء بـ‬ ‫«التسمم املعلومايت» (‪ )infoxication‬أي أنه‬ ‫يتسمم من كثرة املعلومات فيرتدد يف اختاذ قراره‬ ‫أكثر من أن يبادر فيه‪.‬اسأل نفسك‪ :‬هل ُترص عىل‬ ‫مجع ‪ %100‬من املعلومات قبل اختاذ أي قرار؟‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪8‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫موازنة قرارية‬ ‫يأيت هنا السؤال التايل‪ :‬ماذا نقصد بجمع معلومات‬ ‫عن كل خيار؟ املقصد أن جتمع إجيابيات وسلبيات‬ ‫كل خيار‪.‬فتخصص ورقة لكل خيار من‬ ‫اخليارات‪ ،‬وتقسم الورقة نصفني‪ ،‬تكتب يف‬ ‫نصف‪« :‬اإلجيابيات»‪ ،‬ويف نصف‪« :‬السلبيات»‪.‬ثم‬ ‫تقارن بني اإلجيابيات والسلبيات وختتار اخليار‬ ‫«األكثر» إجيابية و«األقل» سلبية‪.‬‬ ‫إن هذه الطريقة البسيطة يف التحليل تسمى «أوراق‬ ‫املوازنة القرارية» ( ‪decisional balance‬‬ ‫‪ )sheets‬وهي فكرة ُتنسب إىل أفالطون وقد‬ ‫استخدمها بنجامني فرانكلني‪ ،‬وتعد اخلطوة التالية‬ ‫بعد مجع املعلومات إذ تشمل «حتليل املعلومات»‪.‬‬ ‫إهنا طريقة بسيطة وفعالة يف الرتجيح‪.‬اسأل‬ ‫نفسك‪ :‬هل ترجح بني اإلجيابيات والسلبيات؟‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪9‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫حتليل سوات‬ ‫من طرق ترجيح اإلجيابيات والسلبيات وحتليلها‪،‬‬ ‫«حتليل سوات» (‪.)SWOT analysis‬وكلمة‬ ‫(‪ )SWOT‬هي اختصار لـ ‪ 4‬كلامت‪« )1( :‬نقاط‬ ‫القوة» (‪ )Strengths‬و(‪« )2‬نقاط الضعف»‬ ‫«الفرص»‬ ‫و(‪)3‬‬ ‫(‪)Weaknesses‬‬ ‫«التهديدات»‬ ‫و(‪)4‬‬ ‫(‪)Opportunities‬‬ ‫)‪.(Threats‬تقول طريقة سوات ما ييل‪:‬‬ ‫ارسد نقاط القوة والضعف لكل خيار (أي‬ ‫اإلجيابيات والسلبيات) وهذا تعلمناه‪.‬وارسد‬ ‫معها «الفرص والتهديدات»‪ ،‬فاكتب لكل خيار‬ ‫ُفرص ُه وهتديداته‪.‬ف ً‬ ‫مثال‪ ،‬السيارة حتتفظ بسعرها‬ ‫وقت البيع (=هذه فرصة)‪.‬قطع غيار السيارة غالية‬ ‫(=هتديد)‪.‬صاحب السيارة مضطر للبيع‬ ‫(=فرصة)‪ ،‬يف املحرك عطل متوسط (= هتديد)‪.‬‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪10‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫وضع املعايري‬ ‫بعد أن حتدد نقاط القوة (=اإلجيابيات) ونقاط‬ ‫الضعف (=السلبيات) والفرص التي ستناهلا‬ ‫والتهديدات التي ينبغي أن تنتبه منها‪ ،‬جرب‬ ‫التحليل‪ :‬أي رجح واخرت اخليار «األكثر قوة‬ ‫واألقل ضع ًفا واألوفر فرصة واألدنى خطورة»‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬هل جربت هذه الطريقة البسيطة للمقارنة‬ ‫خاصا بشأهنام؟!‬ ‫قرارا ً‬ ‫بني خيارين لتتخذ ً‬ ‫بعد أن جتمع هذه املعلومات‪ ،‬جرب اخلطوة التالية‬ ‫وهي أن تصنف املعلومات احلالية ضمن معايري‪،‬‬ ‫فيام يسمى طريقة (‪ )MCDA‬وهي اختصار لـ‬ ‫‪Multiple-Criteria‬‬ ‫( ‪Decision‬‬ ‫‪ )Making‬أي «اختاذ القرار باملعايري املتعددة»‪.‬‬ ‫السؤال‪ :‬هل تستطيع تصنيف املعلومات السابقة‬ ‫بنا ًء عىل معايري كاجلودة والشكل والسعر إلخ؟‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪11‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫خيار اإلرضاء‬ ‫ً‬ ‫فمثال‪ ،‬تضع إجيابية أن «السيارة س مجيلة» يف معيار‬ ‫الشكل‪ ،‬وسلبية أن «السيارة ص غالية» يف معيار‬ ‫السعر! بعد التصنيف‪ ،‬تأيت اخلطوة التالية وهي‬ ‫ترتيب املعايري بحسب األمهية‪.‬أهيام أهم لديك‪:‬‬ ‫السعر أم اجلودة؟ الشكل أم املاركة؟ رتب‬ ‫مستذكرا بأن الرتتيب سيتأثر بطريقتني‪:‬‬ ‫ً‬ ‫معايريك‪،‬‬ ‫(‪« )1‬طريقة اإلرضاء» (‪.)satisficing‬‬ ‫أي أنك ختتار ما يرضيك فقط‪ ،‬ول هتتم بام يريض‬ ‫الناس‪ ،‬وهنا ستقدم معيار السعر املعقول وإرضاء‬ ‫الذات عىل معيار اجلودة العالية والشكل اجلميل!‬ ‫و(‪« )2‬طريقة الصطفاء» )‪ (optimizing‬وهي‬ ‫أيضا‪.‬وهنا‬ ‫أن ختتار ما ُيعجبك و ُيعجب الناس ً‬ ‫س ُتقدم معيار اجلودة العالية والشكل اجلميل عىل‬ ‫معيار السعر املعقول وإرضاء الذات!‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪12‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫رأي الناس‬ ‫حني ختتار «طريقة اإلرضاء» (أي أن تعتمد عىل ما‬ ‫يريض ذاتك ويلبي احتياجاتك فقط)‪ ،‬فاخرت‬ ‫السيارة التي تناسب معيارك األول والثاين واترك‬ ‫السيارة التي تناسب معيارك األخري وما قبل‬ ‫األخري! أما حني ختتار «طريقة الصطفاء»‪،‬‬ ‫سرتتب معايريك بحسب ما يرضيك ويريض‬ ‫ف ُ‬ ‫غريك‪ ،‬ولكن‪ :‬كيف ستعرف ما يريض غريك؟‬ ‫إن أهم خطوة يف مسألة الصطفاء ومعرفة آراء‬ ‫الناس هو أن تسأل الناس‪ ،‬أو بعبارة أخرى أن‬ ‫تستشريهم! فـ «الستشارة أهم ركيزة يف مسائل‬ ‫اختاذ القرارات»‪ ،‬لذلك ُيقال‪« :‬ما خاب من‬ ‫خمتصا يف‬ ‫ً‬ ‫خمتصا!‬ ‫ً‬ ‫استشار»‪.‬استرش‪ ،‬وليكن‬ ‫السيارات إن أردت شاء سيارة‪ ،‬أو يف العقار إن‬ ‫أردت شاء منزل‪.‬ولكن ما فائدة الستشارة؟‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪13‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫كره اخلسارة‬ ‫إن الستشارة عملية من عمليات مجع وحتليل‬ ‫املعلومات‪ ،‬ففيها معلومات جديدة وحتليالت‬ ‫قويمة‪ ،‬جتادل فيها املختصني عام تفكر فيه من‬ ‫قرارات مبدئية‪.‬مع ذلك‪ ،‬فإن استشارة املختصني‬ ‫لن تكون جمانية‪ ،‬فسيتعني عليك ً‬ ‫مثال أن تدفع‬ ‫‪ 500‬ريال لرشيطي ليختار سيارة أو ‪5000‬‬ ‫ملهندس ليؤكد سالمة املنزل الذي تنوي شاءه‪.‬‬ ‫يف هذه املرحلة وحني ترتدد يف الدفع لالستشارة‬ ‫بحجة اخلسارة فتذكر مغالطة «كره اخلسارة»‬ ‫(‪ )Loss-Aversion‬وهي مغالطة تقول بأن‬ ‫اإلنسان يتفادى اخلسارة ويرتدد فيها بحجة تكثيف‬ ‫املكاسب! إن املتوقع منك هو أن تردد يف دفع ‪500‬‬ ‫أو ‪ 5000‬بحجة أنك لو أضفتها إىل سعر السيارة‬ ‫واملنزل لكان أفضل! السؤال‪ :‬ملاذا سترتدد؟‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪14‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫تكاليف غارقة‬ ‫إن الرتدد يف الدفع للمستشارين املختصني هو‬ ‫بسبب استشعار املرء لوجود «خسارة بال مردود»‪.‬‬ ‫فحني ينصحك املهندس ً‬ ‫مثال أل تشرتي البيت‬ ‫لسبب ما‪ ،‬فإنك ستستشعر وجود خسارة ‪5000‬‬ ‫من جيبك ليس هلا مردود حقيقي سوى كال ًما‬ ‫عابرا‪.‬هلذا‪ ،‬فمن املتوقع أن ترتكب عدة محاقات‬ ‫ً‬ ‫ستتسبب يف إيقاعك يف قرارات مصريية خاطئة‪.‬‬ ‫فمن املتوقع ً‬ ‫مثال بعد أن تدفع ‪ 5000‬ملهندس‬ ‫فينصحك بعدم الرشاء أن تقوم برشاء البيت خمال ًفا‬ ‫استشارة املهندس يف عدم شائه! والسبب مغالطة‬ ‫‪(Sunk‬‬ ‫‪Costs‬‬ ‫الغارقة»‬ ‫«التكاليف‬ ‫)‪ ،Fallacy‬والتي تقول بأن اإلنسان حني يغرق‬ ‫يف مصاريف تبدو له بال مردود (كـ ‪ ،)5000‬فإنه‬ ‫يندفع لدفع مصاريف أكرب بدافع التعويض!‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪15‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫إرهاق القرار‬ ‫إن «مغالطة التكاليف الغارقة» تؤكد بأن اإلنسان‬ ‫ل حيب اخلسارة فعل ًيا‪ ،‬وحيب اللتزام باخلسارة‬ ‫الكربى (‪ 500‬ألف) طاملا أهنا تأيت بمردود (=‬ ‫بيت) عىل أن يقبل بخسارة قليلة (‪ 5000‬ملهندس)‬ ‫طاملا أهنا بال مردود (سوى مردود معنوي لفظي)‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬يدرك العاقل بأن خسارة ‪ 5000‬تعني‬ ‫ربح ‪ 495‬ألف‪ ،‬وهذا ربح كبري‪.‬‬ ‫املغالطة الثانية التي قد توقع املرء يف قرارات خاطئة‬ ‫أثناء عملية الستشارة هي «إرهاق القرار»‬ ‫(‪ )decision fatigue‬وهي حالة يشعر معها‬ ‫اإلنسان باإلرهاق الشديد بسبب طول التفكري‬ ‫قرارا اعتباط ًيا‬ ‫وكثرة الستشارة‪ ،‬فيقرر أن يتخذ ً‬ ‫لريتاح من هذه العملية حتى وإن كان بخسارة‪.‬‬ ‫متهورا وقت اإلرهاق؟‬ ‫ً‬ ‫قرارا‬ ‫السؤال‪ :‬هل تتخذ ً‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪16‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫قرارات مساندة‬ ‫إن أفضل احللول إليقاف تأثري إرهاق القرار هو أن‬ ‫قرارا ُحمد ًدا ثم ترجئ املبادرة يف تنفيذه ملدة‬ ‫تتخذ ً‬ ‫إسبوع‪.‬فـ «وفرة الوقت كام قلنا شط ثالث يضمن‬ ‫صحة القرار»‪.‬فإن وجدت نفسك بعد إسبوع من‬ ‫التفكري بنفس اهلمة يف املبادرة فقرارك صحيح‪.‬‬ ‫حني تستشعر رغبة صادقة بعد إسبوع وجتد ترد ًدا‪،‬‬ ‫فهذا الرتدد من مغالطة ثالثة تصنع قرارات خاطئة‪.‬‬ ‫إهنا «اخلوف من القرار» (‪)Decidophobia‬‬ ‫فالبعض يتخوف من اختاذ القرارات بحجة أن عدم‬ ‫اختاذه هو أفضل من اختاذه‪.‬ول حل إل أن تبادر يف‬ ‫مستشعرا بأن «كل قرار يمكن إصالحه‬ ‫ً‬ ‫قرارك‬ ‫بقرار مساند»‪.‬باختصار‪« ،‬ليس ثمة قرار خاطئ‪،‬‬ ‫فكل قرار يمكن إصالحه بقرار مساند»‪.‬نعم‪ ،‬بادر‬ ‫واخطئ‪ ،‬فثمة قرارات مساندة ستصلح خطأك‪.‬‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪17‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫فخ الحتيال‬ ‫رغم أن النتظار ملدة إسبوع سيوضح مدى رغبتك‬ ‫ٍ‬ ‫اجلادة يف يشء ما‪ ،‬إل أن ثمة مغالطة رابعة قد‬ ‫توقعك يف فخ القرارات اخلاطئة وهي مغالطة‬ ‫«الفومو» (‪ )FOMO‬وهي مغالطة ستشعرك‬ ‫بأمهية العجلة يف اختاذ القرار كيال ُتضيع فرص ًة ما‪.‬‬ ‫والفرص كام هو معلوم بيئة جذابة للنصب‬ ‫والحتيال‪.‬فإذا أردت ُخدعة‪ ،‬ف ُقل «هذه فرصة»‪.‬‬ ‫إن اخلوف من تضييع الفرص يعني الشعور بأمهية‬ ‫املسارعة يف اختاذ القرار‪.‬وهذا يعني بأن الرشط‬ ‫الثالث لختاذ القرار الصائب (= وفرة الوقت) قد‬ ‫ِ‬ ‫ُفقد و ُكس‪.‬وسبب عجلة اإلنسان يف اقتناص‬ ‫ِ‬ ‫الفرص هو «حب الكسب» (‪.)Love of Gain‬‬ ‫قرارا رسي ًعا‬ ‫احلل‪ :‬تريث كلام شعرت بأنك تتخذ ً‬ ‫حتت ضغط الوقت وبدعوى الفرصة النادرة‪.‬‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪18‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫وهم التحكم‬ ‫باإلضافة إىل مغالطة «الفومو» و«حب الكسب»‬ ‫التي يعاين منها اإلنسان والتي توقعه يف قرارات‬ ‫خاطئة بدعوى الفرصة النادرة‪ ،‬ثمة أيضا مغالطة‬ ‫خامسة تسمى «وهم التحكم» ( ‪illusion of‬‬ ‫‪ )control‬وهي مغالطة ُتوهم اإلنسان بأنه قادر‬ ‫عىل التحكم باألمر إن خرج عن السيطرة‪ ،‬فينقض‬ ‫عىل الفرص متوق ًعا قدرته عىل التحكم بمسارها‪.‬‬ ‫ثم يتفاجأ بوقوعه يف مصيدة ل يمكن إصالحها‬ ‫بقرار مساند إل بكلفة باهظة‪.‬إن كل متعاطي‬ ‫للمخدارات قد عانى من وهم التحكم‪ ،‬إذ ظن يف‬ ‫البداية بأنه يستطيع التحكم بنفسه بعد اجلرعة‬ ‫األوىل فوقع يف مصيدة إدمان‪.‬إهنا مغالطة «الثقة‬ ‫املفرطة» )‪ (overconfidence‬والتي تدفع إىل‬ ‫التهور واملبادرة دون حساب ال ُكلفة والعاقبة‪.‬‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪19‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫تقنية غويفر‬ ‫هذا باختصار طرق اختاذ القرار يف املسائل‬ ‫الشخصية مع تبيان مغالطاهتا التي تعيق مسارها‪.‬‬ ‫فكل قرار ناجح مبني عىل مجع املعلومات (‪%75‬‬ ‫منها يكفي) وحتليل املعلومات (مقارنة بني‬ ‫اإلجيابيات والسلبيات إلخ) ووفرة الوقت (أن‬ ‫تأخذ وق ًتا كافيا وحتذر املغالطات)‪.‬ونجد كل ما‬ ‫ملخصا يف املقاربات املطروحة لختاذ القرار‪.‬‬ ‫ً‬ ‫سبق‬ ‫كمقاربة «غويفر» (‪.)GOEFER‬وكلمة‬ ‫‪ GOEFER‬هي اختصار لعدة خطوات يمكنك‬ ‫اتباعها لختاذ القرارات وهي‪ )1( :‬حدد هدفك‬ ‫(‪ )2( ،)Goal‬اعرف خياراتك (‪،)Options‬‬ ‫(‪ )3‬امجع احلقائق (‪ )4( ،)Facts‬ادرس التأثريات‬ ‫(‪ )5( ،)Effects‬راجع قرارك (‪.)Review‬‬ ‫هذه خطوات اختاذ القرار بحسب مقاربة غويفر‪.‬‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪20‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫تقنية ديسايد‬ ‫إن مقاربة «غويفر» (‪ )GOFER‬مقاربة اقرتحها‬ ‫عامل النفس السرتايل ليون مان‪.‬ومل أفصل فيها‬ ‫ولن أفصل يف غريها ألهنا تبدو سلسلة من نصائح‬ ‫عامة‪ ،‬فهديف من عرضها هو أن تعرف عىل األقل‬ ‫املقاربات الشهرية يف علم اختاذ القرار‪.‬خذ ً‬ ‫مثال‬ ‫مقاربة ثانية تسمى «ديسايد» (‪)Decide‬‬ ‫اقرتحتها الباحثة يف علم اختاذ القرار كرستينا غو‪.‬‬ ‫وكلمة ‪ Decide‬هي اختصار خلطوات اختاذ‬ ‫القرارات وهي كالتايل‪« )1( :‬عرف» (‪)Define‬‬ ‫املشكلة و(‪« )2‬عدد» (‪ )Enumerate‬معايريك‪،‬‬ ‫و(‪« )3‬فكر» (‪ )consider‬يف البدائل و(‪)4‬‬ ‫«حدد» (‪ )identify‬األفضل و(‪« )5‬شكل»‬ ‫(‪ )develop‬خطة ثم (‪« )6‬قيم» (‪)evaluate‬‬ ‫األمر‪.‬إهنا نصائح عامة فاهلدف أن تكون واع ًيا هبا‪.‬‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪21‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫مخسة أمور‬ ‫بعد الفراغ من قسم القرارات الشخصية‪ ،‬سننتقل‬ ‫اآلن إىل قسم القرارات احلياتية الكربى والتي متس‬ ‫ٍ‬ ‫بشكل عام‪.‬سنبدأ بالقاعدة التالية فنقول‪:‬‬ ‫احلياة‬ ‫ٍ‬ ‫صائبة فهو صائب»‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫قاعدة‬ ‫بني عىل‬ ‫م‬ ‫ٍ‬ ‫قرار‬ ‫«كل‬ ‫ر‬ ‫قرارا‪ ،‬فاسأل‪ :‬هل هو مبني عىل قاعدة‬ ‫حني تتخذ ً‬ ‫صحيحة؟ إذا نعم‪ ،‬فهو قرار صحيح! إذا ل‪ ،‬فهو‬ ‫قرار خاطئ‪.‬السؤال‪ :‬هل لدينا قواعد صائبة؟‬ ‫نعم وقد أسميتها يف كتايب «احلياة الطيبة» بـ «مخسة‬ ‫أمور نشداهنا من اخلبال واجلنون» وهي مخسة‬ ‫خملدا‪.‬‬ ‫قواعد‪ )1( :‬اخللود‪ :‬ل تنشد اخللود فلست ً‬ ‫ناقصا‪)3(.‬‬ ‫(‪ )2‬الكامل‪ :‬ل تنشد الكامل‪ ،‬فستظل ً‬ ‫التفاق‪ :‬ل تنشد التفاق فالختالف سنة‪)4(.‬‬ ‫متأثرا‪.‬‬ ‫الستقاللية‪ :‬ل تنشد الستقاللية‪ ،‬فستظل ً‬ ‫و(‪ )5‬الوسطية‪ :‬ل تنشد الوسطية فستظل متطر ًفا‪.‬‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪22‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫املدى القصري‬ ‫إذا عرفت بأن القواعد اخلمس السابقة صحيحة‬ ‫ول شك فيها‪ ،‬فاختذ قرارات بنا ًء عليها وستكون‬ ‫قراراتك صحيحة ل شك فيها أيضا‪.‬نعم‪ ،‬إنك‬ ‫قرارا‬ ‫خملدا يف هذه احلياة! هذه قاعدة‪.‬فاختذ ً‬ ‫لست ً‬ ‫بنا ًء عليها‪ :‬قرر ً‬ ‫مثال أن ختطط لفرتات قصرية (لـ ‪5‬‬ ‫لدا‪.‬اعتذر ملن أخطأت بحقه‬ ‫سنوات) فلست خم ً‬ ‫ً‬ ‫طويال لالعتذار‪.‬‬ ‫خملدا‪ ،‬فال تضمن العيش‬ ‫فلست ً‬ ‫كذلك قاعدة «الكامل حمال»‪ ،‬فلن تكون كامال‪،‬‬ ‫هذه قاعدة صحيحة‪.‬إذن‪ :‬قرر بنا ًء عىل هذه‬ ‫صحيحا أيضا‪.‬مثال‪ :‬ل‬ ‫ً‬ ‫القاعدة وسيكون قرارك‬ ‫تشرتط تقديم عمل كامل! قدم ً‬ ‫عمال صحته ‪%85‬‬ ‫صحيحا‪ ،‬فالكامل عزيز‪.‬حتدث‬ ‫ً‬ ‫وهبذا تتخذ قر ًارا‬ ‫أمام الناس دون اشرتاط الكامل فهذا قرار صائب‬ ‫ألنه مبني عىل قاعدة صائبة تقول‪ :‬لن تكون ً‬ ‫كامال‪.‬‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪23‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫قرار صحيح‬ ‫كام قلنا ساب ًقا‪ :‬إن أي قرار تتخذه عىل أساس‬ ‫صحيحا‬ ‫ً‬ ‫وقاعدة صحيحة ‪ %100‬فسيكون‬ ‫‪.%100‬قلنا أيضا بأن التفاق حمال‪ ،‬فلن يتفق‬ ‫عليك الناس ولن تتففق معهم‪ ،‬فالختالف أصل‪.‬‬ ‫فإذا وعيت هذه القاعدة الصحيحة اختذت قرارات‬ ‫ً‬ ‫فمثال لن حتتد كثريا يف رأيك‪،‬‬ ‫صحيحة بشأنه‪.‬‬ ‫وهذا قرار صحيح ألنه مبني عىل قاعدة صحيحة‪.‬‬ ‫ملاذا حتتد يف إقناع الناس والختالف وارد؟ كذلك‬ ‫الوسطية‪ ،‬فلن تكون وسط ًيا‪ ،‬بل لبد أن تتطرف‬ ‫إىل فكرة‪.‬إذن‪ ،‬القرار الصحيح أن تراجع قراراتك‬ ‫فقد تكون قرارات متطرفة وغري متزنة‪.‬كذلك ل‬ ‫يمكن أن تستقل عن غريك فالبد أن تتأثر‬ ‫باآلخرين‪.‬إذن‪ ،‬فالقرار الصحيح أن تنفتح عىل‬ ‫الناس وتتعلم منهم ول تتجاهلهم‪.‬‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪24‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫فكرة القرعة‬ ‫لقد حتدثنا قبل قليل عن مخس قواعد صحيحة‬ ‫‪ ،%100‬فاسأل نفسك‪ :‬ما قراراتك اجلديدة وأنت‬ ‫مال ولست متف ًقا‬ ‫خملدا ولست كا ً‬ ‫تعلم بأنك لست ً‬ ‫ً‬ ‫مستقال ول وسط ًيا؟ سننتقل اآلن للقسم‬ ‫عليه ول‬ ‫الثالث وهو القرارات التي نتخذها يف األمور‬ ‫الروتينية العادية والتافهة‪.‬مثال‪ :‬هل حتتار يف لون‬ ‫مالبسك؟ هل حتتار يف غدائك هذا اليوم؟‬ ‫هل ترتدد وتتساءل‪ :‬هل أشرتي قميص أبيض أم‬ ‫أسود؟ هل أتغدى كبسة أم كباب؟ إن بعض الناس‬ ‫ً‬ ‫طويال عند مثل هذه القرارات التافهة‪.‬‬ ‫يتوقف‬ ‫وأفضل احللول هلذا الرتدد أن ختتار ما تستهويه‬ ‫نفسك دو تندم ودون تردد‪ ،‬فاألمر تافه‪ ،‬بل أن‬ ‫تعويد نفسك عىل حسم القرار يف األمور الروتينية‬ ‫يمنحك الثقة بنفسك أثناء القرارات املصريية‪.‬‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪25‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫مولد األرقام‬ ‫قرارا منضب ًطا حتى يف األمور‬ ‫ماذا لو كنت تريد ً‬ ‫الروتينية التافهة؟ إذن جرب القرعة‪.‬ار ِم هللة يف‬ ‫ٍ‬ ‫اهلواء وعىل أي وجه تقع‪ ،‬اخرت الغداء! سوا ًء كبسة‬ ‫أو كباب‪.‬اجعل القدر خيتار عنك واتركه ُيسري‬ ‫حياتك‪.‬ولكن ماذا لو مل يكن لديك هللة أو كانت‬ ‫لديك ‪ 3‬أو ‪ 4‬خيارات تافهة واحرتت يف أفضلها‪.‬‬ ‫جرب حينها «مولد األرقام العشوائي»‪.‬‬ ‫اكتب يف قوقل ( ‪Random Number‬‬ ‫‪ )Generator‬وحدد عدد اخليارات واربط كل‬ ‫خيار برقم يف ذهنك‪ :‬مثال اربط رقم ‪ 1‬بـ«الكباب»‬ ‫ورقم ‪ 2‬بـ«الكبسة»‪ ،‬ورقم ‪ 3‬بـ«الربياين»! ثم‬ ‫اضغط عىل مولد األرقام وسيختار لك الكمبيوتر‬ ‫رقام‪.‬فإن كان رقم ‪ 3‬فغداء اليوم برياين‪.‬اتبع‬ ‫ً‬ ‫القدر‪ ،‬ورتب حياتك التافهة بالقرعة العشوائية‪.‬‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪26‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫صوت األغلبية‬ ‫تبقى لدينا القسم الرابع وهو خاص بالقرارات‬ ‫التنظيمية (للجامعات من أرس وشكات إلخ)‪.‬‬ ‫نبدأ بأرسع وأضمن طريقة ألي قرار تتخذه‬ ‫تفكريا مجاع ًيا» ( ‪group‬‬ ‫ً‬ ‫اجلامعات ويتطلب «‬ ‫‪ )thinking‬وهي‪« :‬التصويت» (‪.)Voting‬إن‬ ‫خيارا عىل‬ ‫طريقة التصويت حتسم اجلدل‪.‬تطرح هبا ً‬ ‫املؤيدين واملعارضني‪ ،‬ورأي األغلبية ينترص‪.‬‬ ‫مع ذلك‪ ،‬فينبغي مراعاة أمرين أثناء العملية‬ ‫التصويتية ومها‪ )1( :‬احلد من «تأثري الزمالء»‬ ‫(‪ ،)peer pressure‬فينبغي أن تضمن عدم‬ ‫وجود تأثريات بني األفراد‪ ،‬و(‪ )2‬احلد من إقصاء‬ ‫األقلية‪ ،‬فال ُتغلب رأي األغلبية عليها باسم «حكم‬ ‫األغلبية» (‪ )majority rule‬بل تراعي رغبات‬ ‫األقلية وتوفر هلا احتياجاهتا من ذات القرار‪.‬‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪27‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫شدة التفضيل‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫إن التصويت فكرة عملية للرشكات واألرس ً‬ ‫فحني ختتلف أرسة عىل توزيع إرث من العقارات‬ ‫(هل ُيباع أم ُيستأنف الستثامر فيه)‪ ،‬فإن التصويت‬ ‫بني أفراد األرسة حيسم اجلدل‪ ،‬برشط النتباه لعدم‬ ‫وجود تأثري من أخ عىل أخواته‪ ،‬وبرشط مراعاة‬ ‫مصلحة األقلية‪.‬وأفضل طريقة للتصويت هنا‬ ‫«التصويت الدرجي»‪.)Score Voting(.‬‬ ‫أي بدل من أن تسأل «هل أنت مؤيد أو معارض»‪،‬‬ ‫فتكون اإلجابة «نعم أو ل»‪ ،‬تضع درجات لشدة‬ ‫التأييد‪ ،‬فتقول‪« :‬سنبيع العقارات‪ :‬هل أنت موافق‬ ‫بشدة‪ ،‬أو موافق‪ ،‬أو حمايد‪ ،‬أو غري موافق‪ ،‬أو غري‬ ‫موافق بشدة»‪.‬إن هذا التصويت سيوضح بدقة‬ ‫رأي األغلبية واألقلية وسيوضح الرغبات املوافق‬ ‫حد ما‪.‬‬‫عليها بشدة والرغبات املوافق عليها إىل ٍ‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪28‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫طريقة ديلفي‬ ‫رغم أن التصويت فعال يف القرارات اجلامعية‪ ،‬إل‬ ‫أنه كام ذكرنا قد يصادر حقوق األقلية وقد يتأثر‬ ‫برأي األفراد بعضهم يف بعض‪.‬هلذا برزت «طريقة‬ ‫ديلفي» (‪ )Delphi Method‬كتسوية لألمر‪،‬‬ ‫حيث يقرتح ديلفي أن ُيرتك التصويت يف الرشكات‬ ‫للمختصني والعلامء ل ُيدلوا بأصواهتم دون‬ ‫معلومات عن هوياهتم كيال يؤثر بعضهم يف بعض‪.‬‬ ‫ثم تعرض آراء املختصني عىل بعضهم البعض‬ ‫للتغيري والتعديل‪ ،‬وهبذا يكون القرار من صناعة‬ ‫املختصني يف الرشكة‪.‬وكذلك ثمة طريقة أخرية‬ ‫( ‪Decision‬‬ ‫القرار»‬ ‫«هندسة‬ ‫وهي‬ ‫‪ )Engineering‬وهي مناسبة للرشكات حيث‬ ‫قرارا بنا ًء عىل البيانات‬ ‫ُيرتك الكمبيوتر ليتخذ ً‬ ‫الضخمة‪.‬فالبيانات هي النفط اجلديد كام يقولون!‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪29‬‬ ‫صناعة القرار | متعب القرين‬ ‫كلمة ختامية‬ ‫وهنا نصل إىل ختام دورة «صناعة القرار»‪.‬وخري‬ ‫ما نختم به هو أن نتذكر دو ًما بأن القرار الناجح كام‬ ‫يقول هريبرت سيمن مبني عىل ‪ 3‬عوامل‪ )1( :‬مجع‬ ‫املعلومات (ويكفي منها ‪ )%75‬و(‪ )2‬وحتليل‬ ‫املعلومات (أي باملقارنة بني اإلجيابيات والسلبيات‬ ‫والفرص والتهديدات) و(‪ )3‬وفرة الوقت‬ ‫(فالعجلة تسبب محاقات ومغالطات كثرية)‪.‬‬ ‫وأختم هنا بنصيحة متس الذوق وهي «أن نعتز‬ ‫بقراراتنا حني ُتبنى عىل أذواقنا»! أي أن تعتز‬ ‫بذوقك وإن كان سي ًئا يف نظر غريك‪.‬يكفي أن تعرب‬ ‫للناقدين لذوقك بالتأكيد عىل أهنم ل يعرفون‬ ‫األذواق‪.‬يكفي أن تقول بأنك تفاجأت برأهيم عن‬ ‫ذوقك وسرتاهم يراجعون رأهيم يف ذوقك! اثبت‬ ‫عىل ذوقك‪ ،‬فالثبات عىل الذوق قرار صحيح‪.‬‬ ‫‪TWITTER: MIT3B2 | GMAIL: MUTEBALQARNI‬‬ ‫‪30‬‬ ‫ارتقبوا الدورة التدريبية القادمة‬ ‫يف هذه الكتيبات الصغرية‪ ،‬سأطرح عدة دورات‬ ‫يف مسائل تطوير الذات‪ ،‬متس طرائق النجاح‬ ‫واختاذ القرارات وفنون التفاوض واإلقناع وحل‬ ‫املشكالت والتواصل الفعال وخطوات اإلبداع‬ ‫وبناء الثقة وطرق املذاكرة والدراسة وفنون‬ ‫العيش والسعادة وغريها كثري‪.‬وسأجعلها يف‬ ‫ثالثني دورة‪ ،‬كل دورة من ثالثني صفحة‪ ،‬والني ُة‬ ‫إن كتب اهلل التيسري أن أمجع هذه الكتيبات يف‬ ‫ٍ‬ ‫كتاب مطبو ٍع ملن حيب القراءة من املطبوعات‪.‬‬ ‫املؤلف‬ ‫متعب بن عايل القرين‬ ‫املؤلف‬ ‫متعب بن عايل القرين‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser