🎧 New: AI-Generated Podcasts Turn your study notes into engaging audio conversations. Learn more

شرائح مقرر الثقافة الإسلامية خريف 2024 ).pdf

Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...
Loading...

Full Transcript

‫ﺨﺮﻳف‬ ‫قسم العقيدة والدعوة‬ ‫‪٢٠٢٤‬‬ ‫الثقافة اإلسالمية‬ ‫عروض مقرر الثقافة اإلسالمية‬ ‫أ‪.‬ﺑﻠﻘﯾس اﻟﻣرﻗب‬ ‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬ ‫الدين‬ ‫املفاهيم‬ ‫العلم‬ ‫الثقافة‬ ‫املفتاحية‬...

‫ﺨﺮﻳف‬ ‫قسم العقيدة والدعوة‬ ‫‪٢٠٢٤‬‬ ‫الثقافة اإلسالمية‬ ‫عروض مقرر الثقافة اإلسالمية‬ ‫أ‪.‬ﺑﻠﻘﯾس اﻟﻣرﻗب‬ ‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬ ‫الدين‬ ‫املفاهيم‬ ‫العلم‬ ‫الثقافة‬ ‫املفتاحية‬ ‫احلضارة‬ ‫(إن أكثر ما يضر بثقافتنا ويشيع البلبلة‬ ‫بيننا‪ ،‬هو اختالط املفاهيم واضطراب‬ ‫الدالالت‪ ،‬برتك بعض األلفاظ املهمة التي هلا‬ ‫رجراجة‪ ،‬دون ضبط وال‬‫قوة املصطلحات مائعة ّ‬ ‫حتديد ملدلوالتها‪ ،‬ليفسرها من يشاء كما‬ ‫يشاء)‪.‬‬ ‫القرضاوي‪ ،‬د‪.‬يوسف‪ :‬الفقه اإلسالمي بني‬ ‫األصالة والتجديد‪ ،‬جملة املسلم املعاصر‪،‬‬ ‫العدد (‪ ،)3‬رجب ‪ 1395‬هـ‪ ،‬يونيو ‪1975‬م‪،‬‬ ‫ص‪.49:‬‬ ‫مفهوم الدين‬ ‫الدين في اللغة‪ :‬مشتق من الفعل الثالثي‪( :‬دان)‪ ،‬وهو تارة يتعدى بنفسه‪،‬‬ ‫وتارة بالالم‪ ،‬وتارة بالباء‪ ،‬ويختلف المعنى باختالف ما يتعدى به‪.‬‬ ‫وهذه المعاني اللغوية للدين موجودة في (الدين) في المعنى االصطالحي كما‬ ‫سيتبين‪.‬‬ ‫فإذا تعدى بنفسه وإذا تعدى بالالم وإذا تعدى بالباء‬ ‫يكون (دان به)‬ ‫يكون (دانه)‬ ‫بمعنى اتخذه دينا ً‬ ‫)‬‫له‬ ‫دان‬‫(‬ ‫يكون‬ ‫بمعنى ملكه‪،‬‬ ‫وساسه‪ ،‬وقهره بمعنى خضع له‪ ،‬ومذهبا ً واعتاده‪،‬‬ ‫وتخلق به‪،‬‬ ‫وأطاعه‪.‬‬ ‫وحاسبه‪،‬‬ ‫واعتقده‪.‬‬ ‫وجازاه‪.‬‬ ‫الدين يف االصطالح‬ ‫اختلف المسلمون والغربيون في تعريف الدين اصطالحا ً‪ ،‬فكل يع ّر فه حسب مشر به ‪.‬‬ ‫بعض تعريفات الفكر الغربي للدين‬ ‫تعريف أكثر املسلمني للدين‬ ‫ّ‬ ‫تعريف أكثر المسلمين‪( :‬الشرع اإللهي تعريف كانط الذي ركز على الناحية‬ ‫األخالقية‪:‬‬ ‫المتلقَّى عن طريق الوحي) ‪.‬‬ ‫مالحظات حول هذا التعريف‬ ‫(الدين هو المشتمل على االعتراف‬ ‫ويالحظ على هذا التعريف قَ‬ ‫الدين‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫صر‬ ‫ُ‬ ‫على الدين السماوي فقط‪ ،‬مع أن بواجباتنا كأوامر إلهية)‪.‬‬ ‫إيوكن الذي خصصه‬ ‫ّ‬ ‫الصحيح أن كل ما يتخذه الناس تعريف رودلف‬ ‫ويتعبدون له يصح أن يسمى دينا ً‪،‬‬ ‫سواء كان صحيحاً‪ ،‬أو باطالً‪ ،‬بدليل بناحية التفكر والتأمل‪.‬‬ ‫سالَم‬‫ْ‬ ‫غ ْي َر اإل‬ ‫قوله عز وجل‪َ [ :‬و َمن يَ ْبتَغ َ‬ ‫دينًا فَلَن يُ ْقبَ َل م ْنهُ َو ُه َو في اآلخ َرة م َن (الدين هو التجربة الصوفية التي يجاوز‬ ‫اإلنسان فيها متناقضات الحياة)‪.‬‬ ‫ين] [آل عمران‪.]85 :‬‬ ‫ا ْل َخاسر َ‬ ‫ي دي ن ]‬ ‫عز وج َّل‪[ :‬لَ ُك ْم دينُ ُك ْم َول َ‬ ‫وقوله ّ‬ ‫هذه التعريفات نظرت إىل الدين من‬ ‫ّ‬ ‫[الكافرون‪ ،]6 :‬فس َّمى هللا ما عليه وجل‬ ‫زاوية معينة‪ ،‬وتركت أوجها وزوايا عدة‪.‬‬ ‫مشركو العرب من الوثنية دينا ً‪.‬‬ ‫أرجح التعريفات للدين أنه ‪ :‬اعتقاد قداسة ذات‪،‬‬ ‫ومجموعة السلوك الذي يدل على الخضوع لتلك الذات‬ ‫ً‬ ‫ذال وحب ًا‪ ،‬رغبة ورهبة‪.‬‬ ‫مشول‬ ‫املعبود‬ ‫ّ‬ ‫يتميز‬ ‫حال‬ ‫مشول‬ ‫التعريف‬ ‫العابد‬ ‫العبادات‬ ‫باآلتي‪:‬‬ ‫هدف‬ ‫العابد‬ ‫ التدين فطرة بشرية‬ ‫إن التجمعات البشرية لم تخل من دين تدين به‬ ‫وتضبط كثيرا ً من نواحي حياتها و فْق َ ه ‪.‬‬ ‫صرح كثير من أهل االختصاص في علم اآلثار والبحوث االجتماعية‬ ‫في التجمعات البشرية‪" :‬أن الجماعات البشرية القديمة والحديثة‪،‬‬ ‫المتحضرة وغير المتحضرة كان لها دين تدين به"‪.‬‬ ‫قال هنرى برجسون‪":‬لقد وجدت وتوجد جماعات إنسانية من غيرعلوم وفنون‬ ‫وفلسفات‪ ،‬ولكن لم توجد جماعة بغير ديانة "كتاب "الدين" د‪ /‬محمد دراز ص‪.83‬‬ ‫الدين ظاهرة إنسانية عامة شاملة مالزمة لإلنسان حيثما وجد‪ ،‬أقرت به معابد‬ ‫وأهرامات ودور مقدسة‪ ،‬كما شهدت به بقايا ما قبل التاريخ بما حوته من نقوش‬ ‫ورموز وآثار ذات صبغة دينية‪.‬يمكن مراجعة مقال د‪.‬عبد القادر بخوش‪ :‬مفهوم‬ ‫الدين بين الفكر اإلسالمي والمسيحي‪ ،‬موقع إسالم أونالين‪ ،‬عام ‪.2008‬‬ ‫فهذه الدالالت المؤكدة‪ ،‬تجعل الباحث والناظر في‬ ‫ذلك يتساءل عن الباعث على هذا التدين ما هو؟‬ ‫بل الدين له تبعات‬ ‫مع أن الدين ليس من‬ ‫ولوازم تجعل اإلنسان‬ ‫الماديات‪ ،‬وال من‬ ‫فلهذا كثر في بيان‬ ‫في كثير من األحيان‬ ‫الشهوات التي تتعلق‬ ‫الباعث على التدين‬ ‫يبذل دمه من أجله‬ ‫بها النفوس‬ ‫القيل والقال‪،‬‬ ‫فضال عن ماله ووقته‬ ‫واالستنتاجات‪،‬‬ ‫وعواطفه‪ ،‬ويتحكم‬ ‫والتخمينات‬ ‫الدين في كثير من‬ ‫تصرفات اإلنسان‬ ‫وعالقاته‪.‬‬ ‫آراء بعض فالسفة الغرب في بواعث التديّن‬ ‫ويرى ماكس مولر‪ :‬أن‬ ‫والرأي الثالث لعالم‬ ‫العقل هو الباعث على التدين‪،‬‬ ‫االجتماع الفرنسي‬ ‫وذلك أن العقل ميزة اإلنسان‬ ‫يرى الفيلسوف‬ ‫دوركايم‪ :‬وهو أن الحاجة‬ ‫عن الحيوان‪ ،‬وهو باعث على‬ ‫اإلنجليزي جيفونس‪ :‬أن‬ ‫اإلجتماعية هي الباعث‬ ‫النظر والتفكر في هذه‬ ‫الدافع إلى التدين الخوف‬ ‫على التدين‪ ،‬وذلك أن‬ ‫المخلوقات‪ ،‬واإلعجاب بها‪،‬‬ ‫من الطبيعة بما فيها من‬ ‫المجتمعات البشرية تحتاج‬ ‫وتعظيمها‪ ،‬ومن هنا أخذ العقل‬ ‫برق‪ ،‬ورعد‪ ،‬وزالزل‪،‬‬ ‫إلى نظم وقوانين ويؤدي‬ ‫يفكر فيما وراء الطبيعة‪ ،‬وأداه‬ ‫وبراكين‪ ،‬وحيوانات‬ ‫عقله مع اللغة المستخدمة في‬ ‫كل إنسان واجبه بمراقبة‬ ‫الحديث عن الجمادات إلى‬ ‫متوحشة‪ ،‬فألّه وعبد ما‬ ‫داخلية‪ ،‬مما جعل بعض‬ ‫صبغها بصبغة األحياء ذوات‬ ‫يرى أنه أقوى وأقدر‬ ‫األفذاذ يتولد في أذهانهم‬ ‫األرواح‪ ،‬مما جعله يتعبد لها‬ ‫على حمايته من‬ ‫الدين‪ ،‬ويبثونه في‬ ‫ويتخذها إلها ً‪.‬‬ ‫المخلوقات التي حوله‬ ‫جماعتهم‪ ،‬فتقبله الجماعة‬ ‫راجع‪:‬انظر‪:‬كتاب"الدين"د‪.‬درازص‬ ‫كالشمس والقمر والبحر‬ ‫لحاجتها لذلك؟‪".‬الدين"‬ ‫‪ ،114‬و"هللا جل جالله"للعقاد‬ ‫ونحو ذلك‬ ‫ص‪.150‬‬ ‫ص‪.17‬‬ ‫هذه األقوال تدّعي أن الدين مصدره اإلنسان‪ ،‬وهو أمر‬ ‫مردود‪ ،‬إذ إن هذه البواعث المذكورة كثيرا ً ما تكون غير‬ ‫موجودة‪ ،‬ومع ذلك يكون التدين ظاهرا ً واضحا ً يصدم‬ ‫دعاة اإللحاد ‪.‬‬ ‫فالدين له أوقات يظهر بها ويتضح جليا يف حياة اإلنسان‪ ،‬وهي‬ ‫أوقات األزمات واملخاوف التي يقع فيها اإلنسان‪.‬كما أن له أوقاتا‬ ‫وال يعدو ما ذكر هنا من‬ ‫باعث التدين أن يكون‬ ‫يكمن فيها وال يظهر‪ ،‬وهي أوقات الرخاء والغىن‪ ،‬إذ يقع اإلنسان‬ ‫ادّعاء وفرضا ً باطالً‪ ،‬إذ إن‬ ‫فيها فريسة سهلة للغفلة والبعد عن الدين‪.‬‬ ‫الحديث عن باعث التدين‬ ‫يحتاج إلى سبر أغوار‬ ‫كما أن الباحث يجب أن يكون في حال بحثه خاليا من‬ ‫النفس البشرية‪.‬‬ ‫المؤثرات البيئية والدينية والثقافية‪ ،‬وذلك من أجل أن‬ ‫يكون حكمه على الظواهر التي يقع عليها سليما من‬ ‫المؤثرات الخارجية وأنَّى للباحث أن يتخلص من ذلك‪.‬‬ ‫المرجع‪:‬‬ ‫فهذه األمور تجعل الوصول إلى‬ ‫باعث التدين الحقيقي من الصعوبة‬ ‫كتاب الدين ص‪-114‬‬ ‫والعسر ما ال يتمكن منه اإلنسان‪.‬‬ ‫‪.164‬‬ ‫تقدم الرؤية اإلسالمية ‪ :‬الفطرة بوصفها الباعث على التدين ‪ :‬اعتمادا على‬ ‫نصوص القرآن والسنة‪ ،‬إذ اإلقرار باخلالق والعبودية له أمر فطري ‪.‬‬ ‫ََ ْ َ ْ َ َ‬ ‫قال تعاىل‪{ :‬فأ ِقم وجهك‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ ر‬ ‫ر َْ َ َ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ضي الله عنه‪ ،‬قال‪ ،‬قال‬ ‫عن هريرة ر‬ ‫اهلل التي‬ ‫للدين حنيفا فطرة‬ ‫َّ َ‬ ‫ِ ر‬ ‫َ َّ‬ ‫ِ َ ِ َ َ ِ َّ ِ َ َ ِ َ ْ َ َ َ ِ ْ َ‬ ‫من‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬ما‬ ‫فطر الناس عليها ال تب ِديل‬ ‫َ َِر‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ ر َ ر َ‬ ‫َ ْر‬ ‫الفطر ِة‪ ،‬فأبواه‬ ‫ود إال يولد على‬ ‫مول‬ ‫ر َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ِْ ر َ ِّ َ‬ ‫ر َ ِّ َ ٍ ْ ر َ ِّ َ‬ ‫الدين القيِم‬ ‫اهلل ذلك‬ ‫ل خ لق‬ ‫انهِ‪}،‬‬ ‫انهِ أو ينصرانِ ِه‪ ،‬أو َي َمجس ِ‬ ‫يه ود ِ‬ ‫َِ َ ْ َ ر َ‬ ‫َ َِ َّ َ ِ ْ َ َِ َّ‬ ‫[الروم‪ ]30 :‬اآلية‪.‬‬ ‫اس ال يعلمون}‬ ‫ول ِكن أكثر الن ِ‬ ‫صحيح البخاري حديث رقم ‪1358‬‬ ‫سورة الروم ‪.20‬‬ ‫ر‬ ‫ملزيد التوسع يراجع‪ :‬د‪.‬سعود اخللف‪:‬‬ ‫دراسات يف األديان‪ :‬اليهودية والنصرانية‬ ‫مكتبة أضواء السلف‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1425 ،4/‬هـ‪2004 ،‬م‪ ،‬ص‪.27-26 :‬‬ ‫هناك من اعترب أن الثقافة هي مفهوم عام يعني ‪:‬‬ ‫والبعض يرى أن الثقافة علم يبحث‬ ‫معرفة شيء‬ ‫يف‪:‬‬ ‫عن كل شيء‬ ‫‪.1‬مبادئ اإلسالم والتصورات الكلية‬ ‫ملفاهيمه‬ ‫‪.2‬املستجدات وتأصيلها إسالميا‪.‬‬ ‫أو األخذ من‬ ‫‪.3‬التحديات والقضايا املعاصرة ورد‬ ‫الشبهات التي أثريت حول اإلسالم‬ ‫كل فن‬ ‫واملسلمني ‪.‬‬ ‫بطرف‪.‬‬ ‫التحديات‬ ‫املستجدات‬ ‫هي دراسة املوضوعات العصرية‪.1 ،‬دراسة التيارات الفكرية‬ ‫احلديثة‪.‬واحلركات واملذاهب‬ ‫باستخالص ما هو مبعثر يف‬ ‫املعاصرة مثل الوجودية‪،‬‬ ‫شتات الرتاث اإلسالمي وتقدميه‬ ‫والشيوعية‪،‬‬ ‫والعلمانية‪،‬‬ ‫يف حبوث مستقلة مرتابطة‬ ‫وغريها‪.‬‬ ‫متكاملة ومقارنة‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫‪.2‬التحديات اجلديدة كاإلرهاب‬ ‫‪.1‬قضايا الرتبية يف اإلسالم‪.‬‬ ‫والتكفري‪.‬‬ ‫‪.2‬قضايا الصحة‪.‬‬ ‫‪.3‬رد الشبهات وذلك بدراستها‬ ‫‪.3‬قضايا املرأة‪.‬‬ ‫وتفنيدها وردها السيما فيما‬ ‫والوحي‬ ‫باملرأة‬ ‫يتعلق‬ ‫‪.4‬قضايا التنمية‪.‬‬ ‫والنبوة‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬ ‫‪.5‬قضايا األسرة‪.‬‬ ‫المرجع‪ :‬محمد الجوهري (‪ ،)2009‬الثقافات‬ ‫‪.6‬العلم واإلميان‪.‬‬ ‫والحضارات‪ :‬إختالف النشأة والمفهوم‪ ،‬القاهرة‪-‬‬ ‫مصر‪ :‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬ص‪98 :‬‬ ‫‪.7‬النظم اإلسالمية‪.‬‬ ‫واملفهوم الراجح للثقافة‬ ‫اإلسالمية أنها‪ :‬معارف كلية‬ ‫قيمية‪ ،‬تنظم عالقة اإلنسان‬ ‫بالوجود‪ ،‬ومتيز كل جمتمع‬ ‫عن غريه‪.‬املرجع‪ :‬دليل مقرر الثقتفة جبامعة قطر‬ ‫العالقة بني الثقافة والدين‬ ‫والتواصل احلضاري بني األمم‬ ‫التواصل احلضاري بني األمم‪:‬‬ ‫العالقة بني الثقافة والدين‬ ‫إيراد أمثلة ملا استفاده‬ ‫الثقافة اإلسالمية تنوعت‬ ‫املسلمون من اليونان(حركة‬ ‫وتطورت يف كنف تشجيع‬ ‫الرتمجة) والفرس(تدوين‬ ‫الدين على اإلبداع الثقايف‪،‬‬ ‫الدواوين‪ ،‬علم اإلدارة)‪ ،‬ثم ما‬ ‫وحثه على التعارف بوصفه‬ ‫أفادت احلضارة اإلسالمية به‬ ‫اجلسر الذي تتثاقف عربه‬ ‫احلضارة الغربية على مدى‬ ‫احلضارات ويأخذ بعضها عن‬ ‫قرون يف جمالت العلم‬ ‫بعض‪.‬‬ ‫املختلفة‪.‬‬ ‫مفهوم العلم‬ ‫اختلفت عبارات أهل العلم في تعريفهم‬ ‫للعلم فنجد من ذلك‪:‬‬ ‫ولكن هذه التعريفات‬ ‫تعريف المحاسبي‬ ‫(تفتقر إلى توظيف‬ ‫تعريف ابن حزم له‬ ‫له بقوله‪( :‬انكشاف‬ ‫حقيقي للعلم في‬ ‫تعريف الغزالي له‬ ‫بقوله‪( :‬تيقّن‬ ‫المعلوم على ما هو‬ ‫أرض الواقع)‬ ‫بقوله‪( :‬معرفة‬ ‫الشيء على ما هو‬ ‫عليه)‬ ‫كتاب الثقافة‬ ‫الشيء على ما هو‬ ‫عليه)‬ ‫كتاب فهم القرآن‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬د‪.‬راحيل‬ ‫به)‬ ‫كتاب اإلحكام في‬ ‫ومعانيه‪ ،‬تحقيق‬ ‫غرايبة وآخرون‪:‬‬ ‫كتاب إحياء علوم‬ ‫أصول األحكام‪ ،‬دار‬ ‫حسين القوتلي‪ ،‬دار‬ ‫الثقافة اإلسالمية‪،‬‬ ‫الدين‪.29/ 1 ،‬‬ ‫الحديث‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫الكندي‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫ط‪2017 ،1/‬‬ ‫‪1404‬هـ‪.38/ 1 ،‬‬ ‫‪1398‬هـ‪،‬ص‪:‬‬ ‫ص‪.188:‬‬ ‫‪.249‬‬ ‫باعتباره علوم‪ :‬هو‬ ‫منظومة المفاهيم‬ ‫والمعارف المترابطة‬ ‫وهو مجموعة‬ ‫التي تميز صنفا ً من‬ ‫مسائل وأصول كليّة‬ ‫العلوم‪.‬‬ ‫باعتباره‬ ‫تدور حول موضوع‬ ‫عملية ذهنية‪:‬‬ ‫معين أو ظاهرة‬ ‫محددة وتعالج‬ ‫هو اإلدراك‬ ‫بمنهج معين وينتهي‬ ‫المستند إلى‬ ‫إلى النظريات‬ ‫يعرف العلم‬ ‫ّ‬ ‫دليل‪.‬‬ ‫والقوانين ‪.‬‬ ‫بعدة تعريفات‬ ‫بحسب‬ ‫العلم هو النشاط‬ ‫اإلنساني الذي‬ ‫االعتبارات‬ ‫العلم هو‬ ‫يهدف إلى زيادة‬ ‫المعرفة‪،‬‬ ‫قُدرة اإلنسان‬ ‫وهو عكس‬ ‫على السيطرة‬ ‫على الطبيعة‪.‬‬ ‫يعرف العلم‬ ‫الجهل‪.‬‬ ‫الشرعي بأنه ما‬ ‫أنزل هللا على‬ ‫النبي ‪-‬صلى هللا‬ ‫عليه وسلّم‪ -‬من‬ ‫الهدى والبيّنات‪.‬‬ ‫الخبر‬ ‫الصادق‬ ‫وسائل‬ ‫تحصيل‬ ‫العلم‬ ‫الحس‬ ‫العقل‬ ‫الفرق بين العلم والثقافة‬ ‫العلم مشاع‬ ‫أي غري‬ ‫مرتبط بهوية‬ ‫االستفادة القصوى يف‬ ‫معينة‬ ‫جمال العلوم من كل‬ ‫شعوب األرض مع‬ ‫التمسك خبصوصياتنا‬ ‫الثقافية ومحايتها من‬ ‫الذوبان يف ظل قطار‬ ‫أما الثقافة‬ ‫العوملة الكاسح‪.‬‬ ‫فهي خاصة‬ ‫أي مرتبطة‬ ‫بهوية حمددة‬ ‫التفريق بني العلم وأخالقيات العلم‬ ‫أما أخالقيات العلم فاملقصود‬ ‫منها‪:‬‬ ‫‪.1‬جمموعة املعايري والضوابط‬ ‫ّ‬ ‫املنشط‬ ‫حتكم‬ ‫التي‬ ‫تقدم‬ ‫العلمي‪.‬‬ ‫تعريف‬ ‫‪.2‬جمموعة اخلصائص التي‬ ‫العلم‬ ‫جيب أن يتصف بها‬ ‫العلماء‪.‬‬ ‫‪.3‬بنية العلم ‪.‬‬ ‫مفهوم احلضارة‬ ‫ر‬ ‫فهي إرث ّ اإلنسان ّاملادي‬ ‫واملعنوي الذي خلفه يف‬ ‫املاضي‪ ،‬والذي اعتمد عليه‬ ‫مسرية حياته‬ ‫ٌ‬ ‫اإلنسان إلكمال‬ ‫ّ‬ ‫هي نتاج تفاعل‬ ‫وتقدمه احلايل‪ ،‬سواء أكانت‬ ‫األمة أو اجملتمع‬ ‫مظاهر معنوية كأسلوب‬ ‫بدينها وثقافتها‬ ‫احلياة‪ ،‬واملعيشة اليومية‪،‬‬ ‫أدوات‬ ‫واملعارف‪ ،‬أو‬ ‫ّ‬ ‫والعلوم‪،‬‬ ‫وعلومها ومواردها‬ ‫ٍ‬ ‫ووسائل مادية ربقيت أثرا‬ ‫البشرية‬ ‫لوجوده كالبنيان‪،‬‬ ‫والطبيعية‬ ‫واملسكوكات‪ ،‬واألعمال‬ ‫اليدوية املختلفة‬ ‫التواصل احلضاري‬ ‫لمزيد التوسع‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ياسر تاج الدين (‪،)2015-8-26‬‬ ‫كل حضارة جاءت متممة للحضارة التي‬ ‫ر‬ ‫"تعريف الحضارة وأسسها في‬ ‫سبقتها‪ ،‬وتسهم هذه احلضارات يف البناء‬ ‫اإلسالم"‪،www.alukah.net ،‬‬ ‫احلضاري اإلنساني للعامل بأكمله‪ ،‬فاحلضارة‬ ‫ّ‬ ‫ا ّطلع عليه بتاريخ ‪.2017-12-3‬‬ ‫اإلغريقية وغريها من احلضارات القدمية‬ ‫ّ‬ ‫بتصرف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫متيزت بوضع أساسات البناء احلضاري‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫عبد الحميد حسين حمودة (‪،)2012‬‬ ‫وجاءت احلضارة اإلسالمية وعملت على‬ ‫الحضارة العربية اإلسالمية و تأثيرها‬ ‫ازدهار هذا البناء احلضاري‪ ،‬ومن بعد‬ ‫العالم (الطبعة األولى)‪ ،‬القاهرة‪ -‬مصر‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫املسلمني جاء األوروبيون وطوروا هذا البناء‬ ‫الدار الثقافية للنشر‪ ،‬صفحة ‪.10،11‬‬ ‫احلضاري‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫العالقة بني ّاحلضارة ّ والثقافة ‪ :‬ه ناك عد ة فروق بني مفه ومي‬ ‫احلضارة والثق افة حتد د طبيعة هذه العالقة بينهما منه ا ‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫احلضارة ّ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫الثقافة‬ ‫ٌ‬ ‫‪‬نتيجة نهائية وأثر‬ ‫‪‬إرادة وتصور‪.‬‬ ‫ملموس‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ٌ ر‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫‪‬وصف مختص باألمة‪.‬‬ ‫‪‬وصف خيتص بالفرد‪.‬‬ ‫ر‬ ‫مختلف‬ ‫‪‬تظهر يف‬ ‫‪‬تظهر يف الفلسفات‪،‬‬ ‫االخرتاعات‪،‬‬ ‫واللغات‪ ،‬واآلداب‪،‬‬ ‫والصناعات والعلوم‪،‬‬ ‫فة‬ ‫واآلثار العمرانية‪.‬‬ ‫والعلوم اإلنسانية بص ٍ‬ ‫عامة‪.‬‬ ‫أثر الدين في الحضارة‬ ‫تفاعل‬ ‫ينتج‬ ‫‪+‬العقل ‪+‬الواقع‬ ‫النص‬ ‫الحضارة‬ ‫احملور األول‬ ‫اإلنسان وفلسفة اخللق‬ ‫األسئلة الوجودية الكبرى‬ ‫من هو اإلنسان ؟‬ ‫ولماذا وجد؟‬ ‫وكيف يتحقق الهدف من‬ ‫وجوده؟‬ ‫المنزلة‬ ‫اإلنسان بني‬ ‫الرؤية‬ ‫اإلسالمية‬ ‫الغاية‬ ‫واملادية‬ ‫الطبيعة‬ ‫والوظيفة‬ ‫أهمية دراسة اإلنسان ومكانته يف معادلة‬ ‫احلضارة وطبيعته‬ ‫اإلسالمية وسط يف‬ ‫الثقافة ِ‬ ‫نظرتها إىل اإلنسان‪ ،‬بني‪:‬‬ ‫اإلنسان في العقيدة اإلسالمية‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫مخلوق مكلف مسؤول‪ ،‬سيّد في‬ ‫من ألهوا اإلنسان وأضفوا‬ ‫الكون ولكنَّه عبد هلل‪ ،‬له مشيئة‬ ‫عليه خصائص الربوبية‬ ‫واعتربوه إله نفسه وسيد‬ ‫محدودة ودور في الكون‪،‬‬ ‫مصريه‬ ‫وقدرة على تغيير حاله بقدر ما‬ ‫يغير ما بنفسه‪ ،‬قال تعالى‪( :‬إ َّن‬ ‫ومن جعلوه أسري جربية‬ ‫ّللا ال يُغَيّ ُر َما بقَ ْوم َحتَّى يُغَيّ ُروا‬ ‫َّ َ‬ ‫اقتصادية أو اجتماعية أو دينية‪،‬‬ ‫فهو كريشة يف مهب الرياح أو‬ ‫َما بأَنفُسه ْم ) (الرعد‪)11‬‬ ‫كدمية حيرك خيوطها اجملتمع‬ ‫واالقتصاد أو القدر‪.‬‬ ‫مكونات اإلنسان‬ ‫الفطرة‬ ‫الروح‬ ‫العقل‬ ‫النفس‬ ‫اجلسم‬ ‫مفهوم الفطرة‬ ‫ق ‪ ،‬هي الخلقة والجبل ة وهي‬ ‫الف طرة لغة ً ‪ :‬من الف َ ْ‬ ‫ط ر‪ ،‬وهو الشَّ ُّ‬ ‫االبتداء واالختراع‪ ،‬قال ابن منظور ‪ ( :‬وف َطَ َر هللا الـخـلق ي َفْطُ ُر هم ‪:‬‬ ‫خـلقهم وبدأ َهم)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ‬ ‫ْ َ َ َّ َّ‬ ‫قال تعاىل‪ِ (( :‬فطرت اللهِ ال ِتي فطر الناس عليها ال تب ِديل ِلخلقِ الله)) (الروم‪.)30 :‬‬ ‫التعريف األول للفطرة‪:‬‬ ‫التعريف الثالث للفطرة‪:‬‬ ‫التعريف الثاني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫العهد وامليثاق الذي أخذه اهلل على بني‬ ‫هي الطبع السوي واجلبلة‬ ‫آدم وهم يف صلب أبيهم آدم‪.‬‬ ‫للفطرة‪:‬‬ ‫املستقيمة التي خلق الناس‬ ‫قال تعاىل‪( :‬وإذ أخذ ربك من بني آدم‬ ‫عليها‪ ،‬وهي السالمة والقابلية‬ ‫من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على‬ ‫اإلسالم أو التوحيد‬ ‫واالستعداد والتهيؤ لقبول‬ ‫مبعىن اإلقرار‬ ‫أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا‬ ‫احلق‪ ،‬وهي اهليئة األصيلة‬ ‫ر‬ ‫أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا‬ ‫التي خلق عليها اإلنسان‬ ‫غافلني)‪[.‬سورة األعراف ‪]172‬‬ ‫بوجود اخلالق‪.‬‬ ‫ظاهرة وباطنة‪.‬‬ ‫وأرجح األقوال أن الفطرة‬ ‫معناها‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪.1‬الطبع السوي واجلبلة‬ ‫ولهذا قال ابن عبد البر‪( :‬ويستحيل‬ ‫املستقيمة التي خلق‬ ‫في المعقول أن يكون الطفل في حين‬ ‫والدته يعقل كفرا ً أو إيماناً‪ ،‬ألن هللا‬ ‫الناس عليها‪ ،‬والسالمة‬ ‫أخرجهم في حال ال يفقهون معها‬ ‫والقابلية واالستعداد‬ ‫شيئاً‪ ،‬قال هللا تعالى‪(:‬وهللا أخرجكم‬ ‫والتهيؤ لإلسالم‪،‬‬ ‫من بطون أمهاتكم ال تعلمون شيئا‬ ‫وليست هي اإلسالم‪.‬‬ ‫وجعل لكم السمع واألبصار‬ ‫واألفئدة)‪(.‬النحل ‪ ،)78‬فمن ال يعلم‬ ‫شيئا ً استحال منه كفر أو إيمان ‪ ،‬أو‬ ‫معرفة أو إنكار) التمهيد‪.59 /18،‬‬ ‫تتمثل الفطرة يف اجملتمعات السليمة بدون اتفاق وبدون إلزام قانوني‪ ،‬و هي ال‬ ‫تتغري ولكنها قابلة للتأثر بفعل مؤثرات خارجية‪ ،‬وكل ذلك َّليتحقق ال غرض‬ ‫من االبتالء إذ لو كانت الفطرة قوية ال تتأثر بشيء ملا حتق ق االبتال ء ‪.‬‬ ‫املؤثرات اخلارجية التي تؤثر يف الفطرة‬ ‫‪.3‬الغفلة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪.2‬األبوان‬ ‫ومن ورائهما اجملتمع‪ ،‬كما دلت على ذلك‬ ‫‪.1‬الشياطني‬ ‫وهو أقوى املؤثرات‪.‬اآلية‪ 172‬من سورة‬ ‫األعراف‪.‬‬ ‫الروح‬ ‫األدلة‬ ‫قال هللا تعالى‪﴿:‬فَإ َذا َ‬ ‫يعرف العلماء الروح على أنها‪:‬‬ ‫س َّو ْيتُهُ َونَفَ ْختُ‬ ‫ّ‬ ‫جوهر اإلنسان وهي أساس تكرميه‬ ‫ين﴾‬ ‫ساجد َ‬ ‫فيه م ْن ُروحي فَقَعُوا لَهُ َ‬ ‫(الحجر‪.)29 :‬‬ ‫* وهي أعظم خملوقات اهلل عز وجل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأكثرها أهمية‬ ‫الروح‬ ‫سأَلُونَ َك عَن ُّ‬ ‫﴿ويَ ْ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬‬ ‫ّ‬ ‫ح م ْن أ َ ْمر َربّي َو َما أُوتيت ُ ْم‬ ‫قُل ُّ‬ ‫الرو ُ‬ ‫وقد نسبها عز وجل له‪ ،‬تعظيما‬ ‫*‬ ‫م َن ا ْلع ْلم إ َّال قَلي ًال ﴾ [اإلسراء‪.]85‬‬ ‫وتبجيال‪.‬‬ ‫* وانفرد عز وجل بعلمها الكامل‪ ،‬فال‬ ‫ّ‬ ‫تزال ماهية الروح جمهولة وال يعلمها‬ ‫ّ‬ ‫إال اهلل‬ ‫‪.‬‬ ‫يتكون اإلنسان من جانب روحي مساوي وجانب مادي‬ ‫أرضي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ومن ثم حثت الشريعة على العناية بالروح وتغذيتها‬ ‫ّ‬ ‫بذكر اهلل وعبادته وبينت أثر ذلك على الفرد واجملتمع‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأسست لضرورة التوازن بني أشواق الروح واحتياجات اجلسم‪.‬‬ ‫ومن ثم مل جند يف اإلسالم رهبانية وال باملقابل عبادة للجسم‪.‬‬ ‫مفهوم العقل‬ ‫يقول الغزالي ‪ :‬يطلق الجمهور العقل على‬ ‫ثالثة أوجه‪:‬‬ ‫الثاني‪ :‬يراد به ما‬ ‫األول‪ :‬يرجع إلى‬ ‫الثالث‪ :‬يراد به‬ ‫يكتسبه اإلنسان‬ ‫وقار اإلنسان‬ ‫والخالصة أن‬ ‫صحة الفطرة في‬ ‫بالتجارب‪ ،‬فيكون‬ ‫وهيئته‪ ،‬ويكون‬ ‫اإلنسان فيكون‬ ‫حدّه أنه معان‬ ‫العقل‪ :‬قوة‬ ‫حدّه أنه قوة تدرك‬ ‫مجتمعة في الذهن‬ ‫حدّه أنه هيئة‬ ‫محمودة لإلنسان‬ ‫اإلدراك‪،‬‬ ‫صفات األشياء من‬ ‫تكون مقدمات‬ ‫في كالمه‬ ‫ومناط‬ ‫حسنها وقبحها‪،‬‬ ‫تستنبط بها‬ ‫واختياره وحركاته‬ ‫وكمالها ونقصانها‬ ‫األغراض‬ ‫التكليف‪.‬‬ ‫والمصالح‪.‬‬ ‫وسكناته‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أسست الشريعة‬ ‫قال تعاىل‪( :‬كذلك يبين اهلل لكم آياته‬ ‫اإلسالمية ألهمية‬ ‫لعلكم تعقلون)[سورة البقرة‪.]242‬‬ ‫العناية بالعقل من‬ ‫خالل التعلم والتفكري‬ ‫قال حجة اإلسالم أبو حامد‬ ‫مع احلذر من أن يستقل‬ ‫الغزايل (ت‪505‬هـ)‪[ :‬املكتفي‬ ‫ّ‬ ‫العقل عن الشرع‪ ،‬ومن أمجل‬ ‫مبجرد العقل عن أنوار‬ ‫ما قيل يف هذا الصدد عبارة‬ ‫الكتاب والسنة مغرور]‬ ‫النفس‬ ‫األدلة‬ ‫َ َ َ ْ َ ر َ ِّ َّ‬ ‫قوة اإلرادة واالختيار‬ ‫النفس‪:‬‬ ‫قال تعاىل‪ ﴿ :‬ومن يرغب عن مل ِة‬ ‫واملشاعر واالنفعاالت‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِإبراهِيم ِإال من س ِفه‬ ‫وهلذا عبر عنها البعض بأنها قوة‬ ‫َْ َ‬ ‫نفسه﴾البقرة‪.130:‬‬ ‫تنهض باإلنسان وحتييه‪ ،‬وقد جاء‬ ‫َ َ َ َ ْ‬ ‫ر َْ‬ ‫س ِبما كسبت‬ ‫لفظ النفس يف أحد معانيها يف‬ ‫((كل نف ٍ‬ ‫ٌَ‬ ‫قال تعاىل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫القرآن الكريم مبعىن العقل‪.‬وهذه‬ ‫هينة)) (املدثر‪،)38 :‬‬ ‫ر ِ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ َ ر ََ َْ‬ ‫املفاهيم للنفس تؤسس‬ ‫سهِ‬ ‫اإلنسان على نف ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫تعاىل‪((ٌ َ :‬ب ِ‬ ‫َ‬ ‫وقال‬ ‫للمسؤولية الفردية الواجبة على‬ ‫ّ‬ ‫صرية)) (القيامة‪.)14 :‬‬ ‫ب ِ‬ ‫كل مكلف‪.‬‬ ‫أوصاف النفس وأقسامها‬ ‫هل النفس واحدة أم ثالث؟‬ ‫وقع في كالم البعض أن البن آدم ثالثة أنفس‪:‬‬ ‫والتحقيق‪ :‬أنها‬ ‫نفس أمارة‬ ‫نفس لوامة‬ ‫نفس واحدة‪ ،‬ولكن‬ ‫بالسوء‬ ‫واحتجوا‬ ‫نفس مطمئنة‬ ‫هلا صفات‬ ‫واحتجوا‬ ‫بقوله تعالى‪:‬‬ ‫واحتجوا‬ ‫متعددة‪ ،‬فتسمى‬ ‫بقوله تعالى‪َ { :‬ال أ ُ ْقسم بيَ ْوم بقوله تعالى‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫باعتبار كل صفة‬ ‫س‬‫س ا ْلقيَا َمة * َو َال {إ َّن النَّ ْف َ‬ ‫{يَأَيَّت ُ َها النَّ ْف ُ‬ ‫باسم‬ ‫أ ُ ْقس ُم بالنَّ ْفس‬ ‫ارة‬‫َأل َ َّم َ‬ ‫ا ْل ُم ْط َمئنَّةُ}‬ ‫رابط المادة‪:‬‬ ‫‪http://iswy.co/e3v83‬‬ ‫سوء}‬ ‫بال ُّ‬ ‫اللَّ َّوا َمة}‬ ‫التكليف والمسؤولية على كل نفس انطالقا ً من قول هللا‬ ‫تعالى ‪(( :‬كُ ُّل نَفْس ب َم ا كَسَب َ ْ‬ ‫ت َره ينَة )) (المدثر‪.) 38 :‬‬ ‫فاإلنسان رهين عمله‪ ،‬مرهون بعمله‪ ،‬فإن استقام على أمر هللا فهو مطلق القيد‪،‬‬ ‫والتفلت ينتهي إلى القيد‪ ،‬إنك إن لزمت الشرع‪ ،‬ووقفت عند الحدود كنت طليقا ً يوم‬ ‫القيامة‪ ،‬أما إن كنت طليقا ً في الدنيا‪ ،‬كنت مقيدا ً يوم القيامة‪ ،‬التقيد بالمنهج يؤدي‬ ‫إلى الحرية‪ ،‬واالتفلت من منهج هللا عز وجل‪ ،‬يؤدي إلى القيد‪ ،‬والعبرة بالنتائج‬ ‫تماما ً كما لو كنت في مكان‬ ‫حدود هللا عز وجل سالمة‬ ‫منبسط تتنزه‪ ،‬فإذا بلوحة‬ ‫لإلنسان‪ ،‬الذي يتقيد‬ ‫كتب عليها‪ :‬ممنوع‬ ‫ال تنظر إلى حدود هللا‬ ‫بمنهج هللا يهديه هللا عز‬ ‫التجاوز حقل ألغام‪ ،‬هل‬ ‫عز وجل على أنها‬ ‫وجل سبل السالم‪ ،‬أي في‬ ‫تحقد على من وضع هذه‬ ‫سالم في بيته‪ ،‬في عمله‪،‬‬ ‫اللوحة أم تشكره؟ هل أراد‬ ‫قيود‪ ،‬ولكن انظر‬ ‫مع نفسه‪ ،‬مع ربه‪ ،‬مع من‬ ‫من هذه اللوحة أن يقيد‬ ‫إليها على أنها حدود‬ ‫حوله‬ ‫حريتك أم أن يضمن‬ ‫سالمتك؟‬ ‫النفس واملسؤولية الفردية‬ ‫قال تعاىل‪ (:‬من عمل صاحلا فلنفسه) فصلت آية ‪ ،46‬وقال تعاىل‪( :‬ومن‬ ‫شكر فإمنا يشكر لنفسه) النمل آية ‪ ،40‬وقال تعاىل‪( :‬ومن تزكى فإمنا‬ ‫يتزكى لنفسه) فاطر آية ‪ ،18‬وقال تعاىل‪(:‬ومن جاهد فإمنا جياهد‬ ‫لنفسه) العنكبوت آية ‪ ،6‬وقال تعاىل‪(:‬فمن اهتدى فإمنا يهتدي‬ ‫لنفسه)‪ ،‬اإلسراء آية ‪ ،15‬وقال تعاىل‪(:‬ومن يبخل فإمنا يبخل عن نفسه)‬ ‫حممد آية ‪ ،38‬وقال تعاىل‪(:‬فمن نكث فإمنا ينكث على نفسه)‬ ‫الفتح آية ‪ ،10‬وقال تعاىل‪(:‬ومن يكسب إمثا فإمنا يكسبه على نفسه)‬ ‫النساء آية ‪ ،11‬وقال تعاىل‪(:‬قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر‬ ‫فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم حبفيظ) األنعام آية ‪104‬‬ ‫من اآليات السابقة تتضح املسؤولية الفردية وحتمل نتائجها يف أوضح‬ ‫صورة وأقوى عبارة‬ ‫*جناتنا يوم القيامة أمر موكول ملسؤوليتنا وهلذا قال تعاىل‪( :‬كل‬ ‫نفس مبا كسبت رهينة)‪.‬‬ ‫اجلسم‬ ‫البدن هو الجسد‬ ‫اجلسم هو‪ :‬المكون‬ ‫الضخم‪ ،‬ومنه تأتي‬ ‫الفرق بين‬ ‫المادي والوعاء‬ ‫كلمة البدنة‬ ‫الجسم‬ ‫الطيني للعناصر‬ ‫والبدن‬ ‫األخرى التي تشمل‬ ‫قال تعالى‪( :‬فَا ْليَ ْو َم‬ ‫يك ببَدَن َك لتَك َ‬ ‫ُون‬ ‫نُنَ ّج َ‬ ‫والجسد‬ ‫الفطرة والروح‬ ‫ل َم ْن َخ ْلفَ َك آيَةً)‬ ‫والعقل والنفس‬ ‫اجلسم هو ما كان فيه روح‬ ‫ص َطفَا ُه‬ ‫قال تعالى‪( :‬إ َّن َّ َ‬ ‫ّللا ا ْ‬ ‫س َطةً في‬ ‫علَ ْي ُك ْم َو َزا َد ُه بَ ْ‬ ‫َ‬ ‫سم) وقال تعالى‪:‬‬ ‫ا ْلع ْلم َوا ْلج ْ‬ ‫( َوإ َذا َرأ َ ْيت َ ُه ْم ت ُ ْعجبُ َك‬ ‫سا ُم ُه ْم)‬ ‫أَجْ َ‬ ‫كلمة جسد أخص من اجلسم‪ ،‬وقد يتم استخدام كلمة جسد يف ال لغة‬ ‫للداللة على جسم االنسان دون غريه وال يقال لغريه من األجس ام‪،‬‬ ‫ومن الشائع استخدام كلمة جسد للداللة على اجلثة أو اجلسم ب ال‬ ‫روح ‪.‬فقد وردت كلمة جسد أربع مرات يف القرآن الكريم للداللة ع لى‬ ‫األجسام بال روح أو للداللة على اجلثث ‪:‬‬ ‫س ْلنَا قَ ْبلَ َك إال ر َجاال نُوحي‬ ‫‪َ ”.2‬و َما أَ ْر َ‬ ‫سأَلُوا أَ ْه َل الذّ ْكر إ ْن كُنت ُ ْم ال‬ ‫إلَ ْيه ْم فَا ْ‬ ‫ان‬ ‫‪َ ”.1‬ولَقَ ْد فَتَنَّا ُ‬ ‫سلَ ْي َم َ‬ ‫سدًا ال يَأ ْ ُكلُ َ‬ ‫سدًا ث ُ َّم‬ ‫علَى ُك ْرسيّه َج َ‬ ‫َوأَ ْلقَ ْينَا َ‬ ‫ون‬ ‫ون َو َما َجعَ ْلنَا ُه ْم َج َ‬ ‫تَ ْعلَ ُم َ‬ ‫طعَا َم َو َما كَانُوا َخالدي َن”‬ ‫ال َّ‬ ‫اب”‬ ‫أَنَ َ‬ ‫سى م ْن َب ْعده م ْن‬ ‫‪َ “.3‬وات َّ َخ َذ قَ ْو ُم ُمو َ‬ ‫سدًا لَهُ‬‫‪“.4‬فَأ َ ْخ َر َج لَ ُه ْم عجْ ًال َج َ‬ ‫سدًا لَهُ ُخ َوار أَلَ ْم يَ َر ْوا أَنَّهُ‬ ‫ُحليّه ْم عجْ ال َج َ‬ ‫ُخ َوار فَقَالُوا َه َذا إلَ ُه ُك ْم َوإلَهُ‬ ‫سبيال ات َّ َخذُوهُ‬ ‫ال يُكَلّ ُم ُه ْم َوال يَهْديه ْم َ‬ ‫سى”‬ ‫ُمو َ‬ ‫ين”‬‫َوكَانُوا َظالم َ‬ ‫وبذلك نرى أنه تم استخدام كلمة جسد في‬ ‫القرآن للداللة على الجماد أو الميت أو‬ ‫الجثة والجسم بال روح أو حياة‪.‬‬ ‫نشاط‬ ‫كيف نستدل‬ ‫أهمية العناية بالجسم‬ ‫بنصوص من‬ ‫صحيا ً ورياضيا ً‪.‬‬ ‫القرآن‬ ‫والسنة على‬ ‫منهج اإلسالم يف التعامل مع خمتلف املكونات ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫تؤكد ضرورات التوازن‬ ‫كثرية هي األدلة التي‬ ‫بني أشواق الروح واحتياجات اجلسم‪ ،‬وتبي ن توازن اإلسالم يف التعامل مع‬ ‫املكونات املختلفة ومراعاته خلصوصية كل عنصر من العناصر منها ‪:‬‬ ‫َ ْ َ َ َ ْ َ َ ًّ‬ ‫َّ َ ِّ َ َ َ ْ َ َ ًّ‬ ‫َْ َ ر‬ ‫إن ل ِر بَك َ ع ل َّي ك ح ق ا‪ َّ،‬ول ِن ف س ِك ْع ل ي ك َّح ق ا‪،‬‬ ‫عنه ‪ َّ "َ :‬ر‬ ‫رضي اهلل َ ٍّ‬ ‫الفارسي ْ ر َّ‬ ‫م ْان َ َ ًّ َ َ‬ ‫‪ْ َ.1‬‬ ‫قال َس ل َ َ‬ ‫وأل ه ل ِك ع ل ي ك ح ق ا‪ ،‬ف أ ع ط ِ ك َل َ َذ ِ ي َ ْح َق رح ق ه " ‪ ،‬فق ال رالن ب ِي صل ى اهلل علي ه وسل م ‪:‬‬ ‫((ص د ق س ل م ان )) ؛ رواه الب خاري ‪.‬‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َّ ر‬ ‫ََ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ َّ ر َّ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫من الدنيا ۖ وأحسِن كما أحسن الله‬ ‫صيبك ِ‬ ‫خرة ۖ وال تنس ن ِ‬ ‫‪(.2‬وابتغِ ِفيما آتاك الله الدار اآل ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ رْ‬ ‫َّ َّ َ َ ر‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ ْ َ ََ َ ْ ْ َ َ َ‬ ‫حب المفسِدِين) (القصص‪)77‬‬ ‫غ الفساد ِفي األرضِ ۖ ِإن الله ال ي ِ‬‫ِإليك ۖ وال تب ِ‬ ‫‪.3‬عن أنس رضي اهلل عنه قال‪( :‬جاء ثالثة رهط إىل بيوت أزواج النبي ﷺ يسألون عن عبادة النبي‬ ‫ﷺ فلما أخربوا كأنهم تقالوها وقالوا‪ :‬أين حنن من النبي ﷺ وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما‬ ‫تأخر‪.‬قال أحدهم‪ :‬أما أنا فأصلي الليل أبدا‪.‬وقال اآلخر‪ :‬وأنا أصوم الدهر أبدا وال أفطر‪.‬وقال‬ ‫اآلخر‪ :‬وأنا أعتزل النساء فال أتزوج أبدا‪.‬فجاء رسول اهلل ﷺ إليهم‪ ،‬فقال‪ :‬أنتم الذين قلتم كذا‬ ‫وكذا؟ أما واهلل إني ألخشاكم هلل‪ ،‬وأتقاكم له‪ ،‬لكني أصوم وأفطر‪ ،‬وأصلي وأرقد‪ ،‬وأتزوج النساء‪،‬‬ ‫فمن رغب عن سنتي فليس مني) متفق عليه‪.‬‬ ‫مقصد‬ ‫العبادة‬ ‫مقصد‬ ‫مقصد‬ ‫االختالف‬ ‫مقاصد‬ ‫الخالفة‬ ‫الخلق‬ ‫مقصد‬ ‫مقصد‬ ‫االبتالء‬ ‫العمارة‬ ‫تمهيد‬ ‫شرح مقاصد الخلق انطالقا ً من أن قيمة كل‬ ‫شيء في الغاية من وجوده‪.‬‬ ‫المقارنة بين فلسفة اإلسالم والفلسفات األخرى في‬ ‫موضوع الغاية من الخلق انطالقا ً من قوله تعالى‪:‬‬ ‫عبَثًا َوأَنَّ ُك ْم إلَ ْينَا َال ت ُ ْر َجعُ َ‬ ‫ون))‬ ‫((أفَ َحس ْبت ُ ْم أَنَّ َما َخلَ ْقنَا ُك ْم َ‬ ‫(المؤمنون‪.)115 :‬‬ ‫ذكر أمثلة من خالل نماذج من الفلسفات‬ ‫القلق‬ ‫الغربية‪ :‬الوجودية‬ ‫الوجودي والعبثية‬ ‫المادية واإللحاد‬ ‫الشيوعية‬ ‫مقصد العبادة‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫العبادة يف اللغة‪ :‬اخلضوع‪ ،‬والتذلل للغري لقصد‬ ‫تعظيمه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ويف االصطالح هي‪ :‬اسم ملا حيبه الله ويرضاه من‬ ‫ّ‬ ‫األقوال‪ ،‬واألفعال‪ ،‬واألعمال الظاهرة والباطنة‪.‬‬ ‫ومن شروط العبادة اإلسالم والنية‬ ‫وتسقط عن فاقد العقل‬ ‫وهلذا قالوا‪( :‬إذا أخذ اهلل ما وهب‪ ،‬أسقط ما أوجب)‬ ‫العبادةغاية الوجود اإلنساني وغاية كل وجود‬ ‫العبادة مبعناها العام‬ ‫العبادة مبعناها اخلاص‬ ‫تعني السير في الحياة ابتغاء‬ ‫هي تلك المحصورة‬ ‫رضوان هللا‪ ،‬وفق شريعة هللا‪.‬‬ ‫فكل عمل يقصد به وجه هللا يع ّد‬ ‫بأنواع الشعائر الخاصة‬ ‫عبادة‪.‬‬ ‫التي يؤديها المؤمن‪.‬‬ ‫تتحول أعمال اإلنسان ونشاطاته‬ ‫كلها مهما حققت له من نفع‬ ‫هذا المفهوم يضيّق‬ ‫دنيوي إلى عبادة إذا قصد بها‬ ‫نطاقها‪.‬‬ ‫رضاء هللا‪.‬‬ ‫المفهوم الشامل للعبادة‬ ‫ وهذا معنى قوله تعالى‪:‬‬ ‫ إن مفهوم العبادة في‬ ‫ وحين يصل المؤمن‬ ‫ا ْلج َّن‬ ‫َخلَ ْقتُ‬ ‫(( َو َما‬ ‫اإلسالم أعم وأشمل‬ ‫إلى أعلى مقامات‬ ‫نس إ َّال ل َي ْعبُدُون))‬‫َو ْاإل َ‬ ‫مما يعتقده كثير من‬ ‫العبودية هلل حينها‬ ‫(الذاريات‪ )56 :‬أي أن‬ ‫الناس‪ ،‬حين‬ ‫يتحرر من عبودية‬‫ّ‬ ‫المقصد األوضح في‬ ‫يحصرونها في مجرد‬ ‫من سواه‪.‬‬ ‫القرآن من الخلق هو‬ ‫الصالة والزكاة‬ ‫عبودية هللا وحده‪.‬‬ ‫والصيام والحج فقط‪،‬‬ ‫ للعبادات أثر كبير‬ ‫على النفس‬ ‫ ولكن هذا ال ينفي‬ ‫ولكن العبادة التي خلقنا‬ ‫وتزكيتها‪ ،‬فهي‬ ‫وجود مقاصد أخرى‬ ‫هللا من أجلها هي‬ ‫تنبهه إلى مراقبة هللا‬ ‫ولكن في اآلية نفي‬ ‫تعظيم هللا عز وجل‬ ‫‪-‬تعالى‪ -‬له‪ ،‬واطالعه‬ ‫لوجود معبود يستحق‬ ‫والخضوع والتذلل له‬ ‫عليه‪ ،‬كما تذكّره‬ ‫العبادة غير هللا تعالى‬ ‫وإفراده بالطاعة‬ ‫بارتباطه الدائم به‪،‬‬ ‫كما جاء في تفسير‬ ‫المطلقة‪.‬‬ ‫وحاجته المل ّحة إليه‪.‬‬ ‫التحرير والتنوير البن‬ ‫عاشور‪.‬‬ ‫خالصة مهمة ملقصد العبادة‬ ‫مقصد اخلالفة‬ ‫إنّ قصة خلق آدم عليه السالم تتضمن التصريح بالخالفة باعتبارها مقصداّ‬ ‫رئيساّ مستقالّ في السياق القرآني‪.‬‬ ‫ضّ‬‫اع ّل ِفي اْلَر ِ‬ ‫ك ِللم َال ِئ َّك ِّة ِإ ِني ج ِ‬ ‫َ‬ ‫َرُّب َّ َ‬ ‫الّ‬ ‫الوقوف على قول هللا تعالى‪َ (( :‬وِإذّ َق َ‬ ‫ح ِب َحم ِد َّ‬ ‫ك‬ ‫ن ُن َسِّب ُّ‬ ‫اء َوَنح ُّ‬ ‫ك ِ‬ ‫الد َم َّ‬ ‫َّوَيس ِف ُّ‬ ‫يها‬ ‫َ‬ ‫َخ ِلي َفةّ َقاُلوا أَ َتجع ّل ِفيها من يف ِسُّد ِ‬ ‫ف‬ ‫َُ َ َ ُ‬ ‫الّ ِإ ِني أَعَل ُّم َما َّل َتعَل ُمو َّ‬ ‫ن)) (البقرة‪ )30 :‬فاإلنسان إنما خلق‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ۖ‬ ‫ّ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫س‬ ‫ّ‬ ‫وُنَق ِ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫للخالفة في اْلرض خالفة تشريف كما يدل عليه السياق‪ ،‬وأوضح ابن‬ ‫ن خليفة لمخلوقات وجدت قبله‬ ‫عاشور أن اآلية ل تدل أن اإلنسان ُجعل ليكو ّ‬ ‫في هذا الكونّ‪.‬‬ ‫عناصر املوضوع‪:‬‬ ‫اإلشكالية ‪ :‬كيف يحقق اإلنسان من خالل االستخالف عبادة‬ ‫اهلل تعالى؟‬ ‫قال تعاىل‪ " :‬وأحسن كما أحسن اهلل إليك"‬ ‫‪.1‬مدخل مفاهيمي لالستخالف‬ ‫ـ مفهوم االستخالف‬ ‫ـ طبيعته‬ ‫ـ مقوماته‬ ‫ـ أهدافه‬ ‫ـ ضوابطه‬ ‫‪.2‬كيفية تحقيق االستخالف‬ ‫‪.3‬قيم االستخالف‬ ‫‪1‬ـ ﻣﻔﻬﻭﻡ ﺍﻻﺳﺗﺧﻼﻑ لغة‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ مدخل مفاهيمي لالستخالف‬ ‫مفهوم االستخالف لغة‪:‬‬ ‫يقول الراغب األصفهاني‪( :‬الخالفة‬ ‫النيابة عن الغير إما لغيبة المنوب‬ ‫عنه‪...‬وإما لتشريف المستخلف)‪.‬‬ ‫( المفردات في غريب القران‪ ،‬ص (‬ ‫‪156.‬‬ ‫ـ وتأتي مبعىن التعاقب والتداول‬ ‫مفهوم االستخالف اصطالحا‬ ‫الخالفةّهيّتكليف لإلنسانّوﺇﻧﺎﺑتهّﻋﻥ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺗﻭﻛﻳﻠﻪ وتف ّويضهّ‬ ‫بإدارةّاْلرضّوفقّمنهجّهللاّتعالى‪.‬‬ ‫ن‪" :‬اإلنسانّرئيسّبطبعهّبمقتضىّالستخالف‬ ‫ومنّثمّيقولّابنّخلدو ّ‬ ‫الذيّخلقّله" المقدمةّص‪.117:‬ومنّثمّفالمخلوقاتّذاتّالطبيعةّ‬ ‫الواحدةّإماّروحانيةّأوّماديةّلّيمكنهاّتحملّمهامّالستخالف فيّ‬ ‫اْلرض‪.‬‬ ‫مقتضيات االستخالف‪ :‬يقتضي‪:‬تكليف وهداية وتسخري‬ ‫التكليف بالخالفةّيحتاجّهداية فيّضوءّقولّهللاّتعالى‪ُ (( :‬قلَناّ‬ ‫ّخوفّ‬ ‫ال َ‬ ‫ايّ َف َّ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ّه‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫نّت‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ىّ‬ ‫د‬ ‫يّه‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫مّم‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫اّي‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫إ‬‫ِ‬‫ف‬‫َ‬ ‫اّ‬ ‫يع‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫اّج‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫اّم‬ ‫و‬‫ط‬‫ُ‬ ‫اه ِ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن)) (البقرة‪.)38 :‬‬ ‫ّيح َزُنو َّ‬ ‫ّهم َ‬ ‫ّوَل ُ‬ ‫َعَلي ِهم َ‬ ‫وأنّالتكليفّبالخالفةّيحتاجّتسخير مواردّالكونّلإلنسانّفيّضوءّ‬ ‫ضّج ِميع ِ‬ ‫اّمنّ ُهّ‬ ‫ِ‬ ‫َر‬‫يّاْل‬ ‫اتّوّم ِ‬ ‫اّف‬ ‫يّالسماو ِ‬ ‫َّ‬ ‫مّم ِ‬ ‫اّف‬ ‫َّ‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫خ‬‫وس َّ‬ ‫((‬ ‫‪:‬‬‫قولهّتعالى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن)) (الجاثية‪.)14 :‬‬ ‫ّيت َف َّكرو َّ‬ ‫وم‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ّل‬ ‫يات‬ ‫ٍ‬ ‫آل‬ ‫ك‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ّفيّ ََٰ‬ ‫ذ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ َّن‬ ‫ٍ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫طبيعة االستخالف‪:‬‬ ‫يكون االستخالف‪:‬‬ ‫ـ بتفويض من اهلل تعالى لإلنسان‪.‬‬ ‫ـ بالوكالة ال باألصالة‪.‬‬ ‫مقومات االستخالف‬ ‫اهلل‬ ‫المستخلف‬ ‫الكون‬ ‫اإلنسان‬ ‫المستخلَف فيه‬ ‫المستخلَف‬ ‫أهداف االستخالف‪:‬‬ ‫من أهم أهداف االستخالف‪:‬‬ ‫ـ تعمري الكون‪.‬‬ ‫ـ إصالح األرض‪.‬‬ ‫ـ احلفاظ على أعراض الناس‪.‬‬ ‫ـ حتقيق قيم العدل يف األرض‪.‬‬ ‫ضوابط االستخالف‪:‬‬ ‫أهم هذه الضوابط‪:‬‬ ‫ـ اتباع أوامر اهلل تعاىل وأحكامه‪.‬‬ ‫ـ حتقيق األخالق والقيم بني الناس‪.‬‬ ‫‪ -2‬كيفية تحقيق االستخالف‬ ‫أ‪ -‬الوحي اإلهلي‬ ‫إرسال اهلل لألنبياء و الرسل صلوات ربي وسالمه عليهم‪:‬‬ ‫‪ ‬هلداية الناس‪.‬‬ ‫‪‬لتحريرهم من اسرتقاق هوى النفس‪.‬‬ ‫‪‬إلرشادهم إىل املنهج اإلهلي مبا فيه من األوامر والنواهي‬ ‫والتوجيهات اخلاصة‪.‬‬ ‫‪‬أمام عجز العقل البشري بمفرده عن ادراك الغاية من الوجود‬ ‫وتحقيق ما به صالح دينه ودنياه‪.‬‬ ‫‪‬مثل االسالم خاتمة الرساالت االسالمية وأتى بشريعة شاملة لكل‬ ‫مجاالت الحياة مستجيبة لمتطلبات كل زمان ومكان‪.‬‬ ‫‪‬على األنسان تعقّل ما جاء فيها وفهمها تحقيقا للمصلحة‬ ‫وللهدف من استخالفه‪.‬‬ ‫ب ـ الكون المسخر ‪:‬‬ ‫ـ ﺍﻟﻛﻭﻥ ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ أ ﻧﻅﻣﺔ ﻭﻗﻭﺍﻧﻳﻥ ﺩﻗﻳﻘﺔ ﻭﺛﺎﺑﺗﺔ ﻭﻳﺳﻳﺭ ﻭﻓ ﻖ ﻧﻅﺎﻡ ﻣﺣﻛﻡ ﻻ ﻳﺿﻁﺭﺏ ﻭﻻ‬ ‫ﻳﻣﻳﺩ ﺗﺗﺣﻛﻡ ﻓﻳﻪ ﻣﺷﻳﺋﺔ إ ﻟﻬﻳﺔ ﻧﺎﻓﺫﺓ ‪.‬‬ ‫ـ ا ﷲ ﻭﺣﺩﻩ ﻭﺭﺍ ء ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﺳﻳﻳﺭ ﻭﺍﻟﺩﻗﺔ ﻭﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ‪.‬‬ ‫ـ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﻭﺍﻻﻧﺳﺟﺎﻡ ﺑﻳﻥ ﻋﻧﺎﺻﺭ ﺍﻟﻛﻭﻥ أ ﻭﺟﺩﻩ ا ﷲ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺧﻠﻘﻪ ﻟﺗﻳﺳﻳﺭ ﺍﻟﺣﻳﺎﺓ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻛﻭﻥ ‪.‬‬ ‫ﺃﻣﺛﻠﺔ ‪:‬‬ ‫ـّ ﺩﻭﺭﺍﻥ ﺍ ْل ﺭﺽ ﺣﻭﻝ ﻧﻔﺳﻬﺎ ‪.‬‬ ‫ـّ ﺗﻌﺎﻗﺏ ﺍﻟﻔﺻﻭﻝ‬ ‫ـّ ﺍﻣﺗﺩﺍﺩ ﺍﻟﺑﺣﺎﺭ ﻭﺍﻟﻣﺣﻳﻁﺎﺕ ‪.‬‬ ‫ـّ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺳﻣﺎﻭﺍﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﻋﻣﺩﺓ ‪..‬‬ ‫ـّ ﺍﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﺷﻣﺱ ﻭﺍ ْل ﺭﺽ مسافةّدقيقة ﻟﺣﻣﺎﻳﺔ ﺍﻟﺧﻠ ﻖ ﻣﻥ ﺍﻟﻬﻼﻙ فلوّ‬ ‫اقتربتّقليال ّلحترقتّاْلرضّبكلّماّفيهاّولوّابتعدتّقليالّلتجمدتّ اْلرضّب كلّماّفيها ‪.‬‬ ‫ـّ ﺍﻟﻛﻭﻥ ﻗﺎﺑﻝ ﻟﻠﻔﻬﻡ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻓﻬﻭ ﻣﺧﻠﻭﻕ مسخرّ ﻟﻺﻧﺳﺎﻥ ﻟﻳﺳﺗﺛﻣﺭﻩ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬الكتشافّالمعرفي‬ ‫ب ‪ -‬ﺍﻻﻧﺗﻔﺎﻉ المادي بخي راته‬ ‫ج ‪ -‬الستلهامّالجمالي‬ ‫اك بِ َه ا َو ُك لُ وا ِم نّ ِرزقِ ِهّ ۖۖ ّ‬ ‫ضّ َذ لُ ولّ َف ام ُش وا فِ ي م َن ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َر‬ ‫اْل‬ ‫ّ‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ‬‫ل‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪:‬ه و ّالَّ ِ‬ ‫ذ‬ ‫َُ‬ ‫ورّ ‪ " ":‬ﺍﻟﻣﻠﻙ ‪15‬‬ ‫َوإِ َل ي ِه ُّ‬ ‫ّالن ُش ُ‬ ‫ـّ الستثمارّالمعرفيّللكو ن ّبوصفه ﻛﺗﺎﺑﺎ ﻣﻔﺗﻭﺣﺎ ﻳﻘﺭﺃﻩ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻛﻝ ﺑﻁﺭﻳﻘﺗﻪ ‪.‬‬ ‫ـّ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺳﺎﻥ ﺍﺳﺗﻛﺷﺎﻑ ﺃﺳﺭﺍﺭ ﺍﻟﻛﻭﻥ ﻭﺣﻘﺎﺋﻘﻪ ﻗﺻﺩ ﺍﺳﺗﺛﻣﺎﺭﻫﺎ ﻭﺗﻭﻅﻳﻔﻬﺎ ﺗﺣﻘﻳﻘﺎ‬ ‫ﻟﻼﺳﺗﺧﻼﻑ ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ج ‪ :‬االنسان املكر م ‪:‬‬ ‫ـّ ﻳﻣﻠﻙ ﺍﻻﻧﺳﺎﻥ ﺟﻣﻠﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺅﻫﻼﺕ ﺍﻟﺫﺍﺗﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣﻥ‬ ‫ﺗﺣﻘﻳ ﻖ ﺍﻻﺳﺗﺧﻼﻑ ﻭﻫﻲ ﺟﻣﻠﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﻭﺍﻟﻁﺎﻗﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺑﺩﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻳﺔ ﻭﺍﻟﻧﻔﺳﻳﺔ ﻭﺍﻟﺭﻭﺣﻳﺔ ﻣﻥ ﺑﻳﻧﻬﺎ ‪:‬‬ ‫* ﺗﺳﻭﻳﺔ ﺍﻟﺧﻠ ﻖ ‪.‬‬ ‫* ﺍﻟﻘﻠﺏ ‪ :‬ﺟﻣﻠﺔ ﺍﻟﻣﺷﺎﻋﺭ ﻭﺍ ﻷ ﺣﺎﺳﻳﺱ ‪.‬‬ ‫* ﺍﻟﺣﻭﺍﺱ ‪.‬‬ ‫* ﺍﻟﻌﻘﻝ ﻭﺍﻟﻔﻛﺭ ‪.‬‬ ‫* ﺍﻻﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺣﺭﺓ ‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ قيم االستخالف‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬قيمة العبادة ‪:‬‬ ‫ـّ ﻫﻲ ﺍﻟﺣﻛﻣﺔ ﺍ ﻷ ﺻﻠﻳﺔ ﻣﻥ ﺧﻠﻖ ﺍ ﻻ ﻧﺳﺎﻥ‪.‬‬ ‫ـّ ﻻﺗﻘﺗﺻﺭ ﺍﻟﻌﺑﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍءّ ﺍﻟﻔﺭﺍﺋﺽ ﻣﻥ ﺻﻼﺓ‬ ‫ﻭﺻﻳﺎﻡ ‪....‬ﻭﻻ ﺗﻌﻧﻲ ﺍ ﻻ ﻧﻘﻁﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻣﻝ‬ ‫ـّ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻋﺑﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻌﻣﻝ ﻋﺑﺎﺩﺓ ﻭﻋﻣﺎﺭﺓ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﺑﺎﺩﺓ‬ ‫ـّﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺗﺣ ّ ﻣﻝ ﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﻳﻖ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻌﻧﻰ ‪.‬‬ ‫سّ إِ َّلّ ل َيع ُب ُد و ِنّ "‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫اإل‬‫و‬‫َ‬ ‫َّّ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ج‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪َ " :‬و َم ا َخ َل ق ُتّ ال‬ ‫( ﺍﻟﺫﺍﺭﻳﺎﺕ ‪( 56‬‬ ‫ب ـ قيمة العلم‪:‬‬ ‫ـّﺣﺙ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻧﻅﺭ ﻭﺍﻟﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻛﻭﻥ ﻷﻥ ﻧﺗﺎﺋﺞ‬ ‫ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺗﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻳﻣﺎﻥ ﺑﻌﻅﻣﺔ ﺍﻟﺧﺎﻟﻖ ﻭﻓﻲ ﻅﻝ‬ ‫ﺍﺳﺗﺷﻌﺎﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻅﻣﺔ ﻳﻘﺑﻝ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺯﻳﺩ ﻣﻥ‬ ‫ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﺍﻟﺗﻌﻣﻖ ﺗﺣﻘﻳﻘﺎ ﻟﻌﺑﻭﺩﻳﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪.‬‬ ‫ج ـ قيمة العمل ‪:‬‬ ‫ـّ ﺍﺳﺗﺧﻠﻑ ﷲ ﺍﻟﺑﺷﺭ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﺭﺿﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﻪ ﻟﻳﻘﻳﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺳﻧﻥ ‪ّ،‬‬ ‫ﻭ ﻳُﻅﻬﺭ ﺍﻟﻌﺟﺎﺋﺏ ﻭﺍﻷﺳﺭﺍﺭ ﻭﺍﻟﺑﺩﺍﺋﻊ ‪.‬‬ ‫ـّ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﻣﻁﺎﻟﺏ ﺑﺎﻟﺳﻌﻲ ﺍﻟ ّ ﺩﺍﺋﻡ ﻭﺍﻟﻛﺩﺡ ﺍﻟﻣﺗﻭﺍﺻﻝ ﺗﺣﻘﻳﻘﺎ ﻟﻠﻌﻣﺭﺍﻥ ﻭﻟﻛﻝ ﺧﻳﺭ ﻣﺎﺩﻱ‬ ‫ﺃﻭ ﻣﻌﻧﻭﻱ ﻓﻳﻬﺎ ‪.‬‬ ‫ّم نّ إََِٰل ٍهّ َ‬ ‫غ ي ُرهُّ "‬ ‫ّللاّ م اّ َل ُك م ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫وا‬ ‫د‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ُ‬ ‫اع‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ودّ أَ َخ اهُمّ ص الِ‬ ‫َ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪َ " :‬وإِ َل َٰىّ ثَ ُم َ‬ ‫وب وا إِلَ ي ِه ّ‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫ث‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬‫وه‬ ‫ُ ُ‬ ‫ر‬ ‫ضّ واس تَ ع م ر ُك مّ فِ يه ا َف اس تَغ فِ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َر‬ ‫اْل‬ ‫ّ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫َك مّ ِ‬ ‫م‬ ‫وقالّتعالى ‪ " :‬ه َوّ أَن َش أ ُ‬ ‫إِنَّّ َربِي قَ ِريبّ ُم ِج يبّ " ﻫﻭﺩ ‪61 :‬‬ ‫ـّ ﺗﺳﻬﻡ ﺟﻣﻠﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻘﻳﻡ ﻓﻲ ﺗﺣﻘ ﻖ ﻋﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻛﻭﻥ ﻣﻧﻬﺎ ﻗﻳﻡ ﺍﻟﻌﺩﻝ ﻭﺍﻟﺗﻛﺎﻓﻝ ﻭﺍﻟﺗﺿﺎﻣﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﻣﻭﺍﺳﺎﺓ ﻋﺑﺭ ﺍ إل ﻧﻔﺎﻕ ‪.‬‬ ‫ـّ ﺿﻣﺎﻥ ﺣﻘﻭﻕ ﺍﻟﻧﺎﺱ ﻭﺗﺭﺍﺣﻣﻬﻡ ‪.‬ـّ ﺍﺳﺗﻘﺭﺍﺭ المجتمعات ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﻣﺭﺍﻥ ‪.‬‬ ‫المنهج السليم في التعامل مع الكون المسخر‬ ‫ّ‬ ‫فضل اإلسالم على البشرية عظيم حني‬ ‫فالكون كتاب هللا‬ ‫ّ‬ ‫وهكذا ينظر المسلم إلى ما حوله‬ ‫جاء حبقائق تبين أن الكون يف خدمتها‬ ‫ّ‬ ‫المنظور الذي‬ ‫وتعرف‬ ‫ُّ‬ ‫نظرة صداقة ومودة‬ ‫وهذا ما أتاح للعلماء أن يتعرفوا على‬ ‫تتناغم آياته مع‬ ‫وأنس (سيد قطب‪ :‬في ظالل‬ ‫سنن الكون ويستخرجوا خرياته‪،‬‬ ‫كتاب هللا‬ ‫القرآن‪ ،)25 /1 ،‬فال يرى في‬ ‫فالعالقة بالكون عالقة استكشاف معريف‬ ‫ّ‬ ‫المسطور وهو‬ ‫الكون إل ًها يُرجى ويُخشى – كما‬ ‫وانتفاع مادي واستلهام مجايل‪.‬‬ ‫في بعض الديانات‪ -‬كما ال يراه‬ ‫ّ‬ ‫القرآن الكريم‬ ‫عدوا يحتاج أن يُقهره كما يُعَبّر‬ ‫ً‬ ‫فهذا الكون مسخر ومذلل لإلنسان‬ ‫لتأخذ بيد‬ ‫الغربيون عادة عن “قهر‬ ‫وهلذا عالقة اإلنسان بالكون والكائنات‬ ‫اإلنسان إلى‬ ‫الطبيعة” (د‪.‬يوسف‬ ‫عالقة مودة ال عالقة ندية وصدام‪ ،‬بشرط‬ ‫القرضاوي‪ :‬رعاية البيئة في‬ ‫مراعاة السنن والنواميس الكونية ال‬ ‫اإليمان باهلل‬ ‫شريعة اإلسالم ص‪.).34‬‬ ‫مصادمتها‪.‬‬ ‫تعالى‪.‬‬ ‫عالقة مفهوم االستخالف بنظرة اإلسالم للملكية من‬ ‫حيث الكسب واالنتفاع واإلنفاق والتصرف‪.‬‬ ‫ليس من أهداف االستخالف في ديننا تعميم الفقر على الناس بل تحقيق الرفاه‬ ‫اإلنساني والوصول إلى أعلى مستويات السعادة واالستقرار‪ ،‬قال تعالى‪( :‬قل‬ ‫من حرم زينة هللا التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)األعراف ‪.32‬‬ ‫ويرى أنه ال غنى عن‬ ‫الملكية العامة التي تعود‬ ‫كما يرى اإلسالم إباحة‬ ‫بالنفع المشترك على مجموع‬ ‫الملكية الفردية فذلك من‬ ‫وفي الوقت نفسه أمر‬ ‫أفراد المجتمع‪.‬‬ ‫االستجابة للفطرة‪ ،‬وهي‬ ‫أصحاب المال أن يتعبدوا هللا‬ ‫وسيلة فاعلة لتنمية المال‬ ‫المرجع‪ :‬غرايبة رحيل‬ ‫باإلنفاق سرا ً وعالنية‪،‬‬ ‫وزيادة اإلنتاج وتشجيع‬ ‫وآخرون‪ :‬الثقافة اإلسالمية‪،‬‬ ‫وتسخير المال في وجوه البر‬ ‫التنافس المشروع بين‬ ‫دار أسامة للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫والطاعة‪.‬‬ ‫األفراد لتحقيق نتائج‬ ‫عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪،1/‬‬ ‫إيجابية‪.‬‬ ‫‪ ،2017‬ص‪.141 :‬‬ ‫حفظ البيئة‪ :‬كلية من الكليات‬ ‫علّم االسالم أتباعه التعامل مع الكون برفق‬ ‫للمحافظة على التوازن بين بقائه إلى ما شاء هللا‬ ‫ويقول صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬أحد جبل يحبّنا‬ ‫وبين إشباع حاجات الخالئق كلّها‪ ،‬لذلك ينبغي‬ ‫ونحبّه " ‪ -‬حديث رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫صوغ منظومة معرفيّة وسلوكيّة قوامها صيانة‬ ‫والتلوث والتبديد باإلسراف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ثالثيّة للكون من التلف‬ ‫بينما مارست الحضارة الغربية‬ ‫االستغالل الفاحش لثروات الكون‬ ‫سس اإلسالم لفكرة أن الكون‬ ‫فأ ّ‬ ‫األرضيّة والجوفيّة والجويّة‬ ‫صديق لإلنسان‬ ‫البيئي بشكل ينذر‬ ‫ّ‬ ‫فاخت ّل التوازن‬ ‫بالوبال على البشرية كلّها‪.‬‬ ‫لمزيد التوسع يمكن الرجوع إلى‬ ‫قال تعالى‪ " :‬ولقد آتينا داود منا‬ ‫مقال متميز لألستاذ عبد العزيز‬ ‫كحيل‪ :‬منهجية التعامل مع‬ ‫أوبي معه‬ ‫فضالً يا جبال ّ‬ ‫والطيروألنّا له الحديد" ‪ -‬سورة‬ ‫الكون‪ ،‬بتاريخ ‪24-08-2010 :‬‬ ‫سبأ ‪.10‬‬ ‫الساعة ‪.17:32:21 :‬‬ ‫مقصد العمارة‬ ‫استخلف هللا اإلنسان في هذا الكون ليقوم بإعماره‬ ‫على الوجه األكمل الذي يحقق به مرضاة ربه‬ ‫العالقة بين مفهوم العمارة والخالفــة‪.‬‬ ‫وخدمة بني جنسه وخدمة الكون من حوله‬ ‫وإن كانت عمارة األرض قد تتحقق من المسلم‬ ‫وغير المسلم وأن العبرة باألخذ باألسباب‪.‬‬ ‫وعندما عرض القرآن قصة بدء الخليقة والنشأة‬ ‫األولى أشار – في سياق ذلك – إلى أن أكبر مهدد‬ ‫الستمرار الحياة الطبيعية على هذا الكوكب الوليد‬ ‫إنما يأتي من سفك الدماء واإلفساد في األرض؛‬ ‫ر َ َ ْ ََ ر ْ َ ْ َ ْ‬ ‫يقول سبحانه وتعالى‪َ { :‬وإ ْذ قَا َل َربُّكَ ل ْل َم َالئكَة إنّي‬ ‫َجاعل في ْاأل َ ْرض َخليفَةً قَالُوا أ َتَجْ عَ ُل في َها َم ْن يُ ْفس ُد‬ ‫من األرضِ‬ ‫تعاىل‪{ْ :‬هو َ أنشأكم ِ‬ ‫قال‬ ‫َ ْ َ ْ َ َ ر‬ ‫سفكُ ال ّد َما َء} [البقرة‪.]30 :‬‬ ‫في َها َويَ ْ‬ ‫واستعمركم ِفيها } [هود‪ ،]61 :‬وقال‬ ‫َّ‬ ‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ِ ( :‬إن‬ ‫ْ َ ر ْ َ ٌ َ َ ٌ َ َّ َّ َ‬ ‫الدنيا حلوة خضرة‪ ،‬وإن الله‬ ‫َ ِ َ َ ْ ِر ر َ ْ َ‬ ‫ر ْ َ ْ ر ر ْ‬ ‫مستخلِفكم ِفيها‪ ،‬فينظر كيف‬ ‫فاإلفساد ‪ -‬الذي هو ضد اإلعمار – أكبر خطر‬ ‫يتهدد الحياة‪ ،‬وهو البند األول من المهددات التي‬ ‫َ ْ َر َ‬ ‫استشعرها المالئكة الكرام أثناء الحوار عن‬ ‫تعملون) (رواه مسلم)‪ ،‬وذلك لبيان أن‬ ‫األرض وخليفتها‪ ،‬ومن ثم فقد حذر المولى تعالى‬ ‫العمارة مقصد مستقل‪.‬‬ ‫أشد تحذير من هذه الماحقة المدمرة؛ قال تعالى‪:‬‬ ‫ب ا ْل ُم ْفسد َ‬ ‫ين} [المائدة‪،]64 :‬‬ ‫ّللاُ َال يُح ُّ‬ ‫{ َو َّ‬ ‫الفروق بني مقصد اخلالفة ومقصد العمارة‬ ‫‪.1‬العمارة مرتبطة بالخالفة ولكنهما ليسا مترادفين فكل‬ ‫منهما مقصد مستقل‪.‬‬ ‫‪.2‬مقصد الخالفة أسمى من مقصد العمارة‪ ،‬وأشمل‬ ‫وأعظم‪.‬‬ ‫‪.3‬العمارة قد تتحقق من المسلم ومن غير المسلم فالعبرة‬ ‫فيها باتخاذ األسباب‪.‬‬ ‫‪.4‬تبقى العمارة معرضة للخراب والدمار عند مخالفة‬ ‫األوامر اإللهية وعدم القيام بمقتضيات الخالفة‪.‬‬ ‫يراجع لمزيد االستفادة‪ :‬المصلح‪ ،‬د‪.‬محمد أبو بكر‪ :‬مقاصد الخلق الخمسة وجوهر التربية األصيل‪ :‬دراسة‬ ‫في ضوء القرآن الكريم‪ ،‬بحث منشور بمجلة كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬بجامعة قطر‪ ،‬المجلد‬ ‫‪ ،38‬العدد ‪1442 ،2‬هـ‪2021 ،‬م‪ ،‬ص‪.193-187 :‬‬ ‫مقصد االبتالء‬ ‫معنى االبتالء ‪:‬ابتاله بمعنى‪ :‬جربه وعرفه واختبره‬ ‫ ‬ ‫وامتحنه‪«.‬والبالء من هللا يكون خيرا ً وشراً‪ ،‬سيئا وحسنا ً‪ :‬يقول سبحانه‪:‬‬ ‫{ َونَ ْبلُوكُم بالش َّّر َوا ْل َخ ْير فتْنَةً َوإلَ ْينَا ت ُ ْر َجعُ َ‬ ‫ون}(األنبياء ‪َ { )35 :‬وبَلَ ْونَا ُه ْم‬ ‫ون}(األعراف ‪)168 :‬‬ ‫سيّئَات لَعَلَّ ُه ْم يَ ْرجعُ َ‬ ‫سنَات َوال َّ‬ ‫با ْل َح َ‬ ‫‪ – 2‬االبتالء بنعمة التسخير ‪:‬ألن‬ ‫‪ – 1‬االبتالء باآليات الدالة على‬ ‫ولكن هناك فرق بين االبتالء‬ ‫تسخير الكون وما فيه‪ ،‬ومن فيه‬ ‫القدري واالبتالء التكليفي من حيث الصانع‪:‬إن اختالف اآليات دليل‬ ‫لإلنسان ليس نعمة وخيرا في‬ ‫على الصانع‪ ،‬ولما وهب هللا‬ ‫إن األول يكون بالخير والشر وهو‬ ‫ذاته‪ ،‬وإنما هو بالء لإلنسان‬ ‫لإلنسان حواس اإلدراك‬ ‫خارج إرادة اإلنسان‪ ،‬والثاني يكون‬ ‫أيهتدي أم يضل؟ أيحسن‬ ‫باألمر و?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser