الثقافة اإلسالمية - جامعة الشارقة

Summary

This document discusses the concept of Islamic culture and its characteristics from the perspective of جامعة الشارقة. It explores the relationship between culture, human life, and Islamic principles. The document likely serves as course material, or study notes for a lecture or exam.

Full Transcript

‫جامعة الشارقة‬ ‫كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‬ ‫قسم أصول الدين‬ ‫الثقافة اإلسالمية‬ ‫‪-1-‬‬ ‫املقدمة‬ ‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف املرسلني‪ ،‬س...

‫جامعة الشارقة‬ ‫كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‬ ‫قسم أصول الدين‬ ‫الثقافة اإلسالمية‬ ‫‪-1-‬‬ ‫املقدمة‬ ‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف املرسلني‪ ،‬سيدان حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‪.‬‬ ‫وبعد‪،‬‬ ‫ذال لإلنساان يلة ا هنإ سنساان لبعياي س سا ى يف مسااب‬ ‫فقد كان من خصااص ل خلقة لإلنساانةة ليت بل‬ ‫ذاه لحلةاة وحةدلً‪ ،‬وس نشأ فة ا فر دلً‪ ،‬ب كليا لمعد س ةإ يف ذاه لحلةاة تشابكت يالقاتإ لإلنسانةة‪.‬‬ ‫وقد نشأ من خالل ذال ليتعشابك لسبعياي منظومة من ليتعصوبلت ليتنظر ة وليت ادلت وليتعقايتةد وليتقةم ليتسلوكةة ليت يلةة‪،‬‬ ‫فانلثقت من ذاه لملنظومة فكرة ليتثقافة ‪ ،‬وكليا سا ا ا ا ا ا ااابت ليترحلة لإلنسا ا ا ا ا ا ااانةة يلى ذاه ل ب كليا ت ددت م ردلت ذاه‬ ‫ليتثقافة وتنويت مشاااب ا وتش ا لت مس اايتك ا‪ ،‬فأاااثت ذنا قافات س قافة ولحدة و رت يف بوذرذا ومظ رذا ب ولم‬ ‫فكر ة وبةئةة‪.‬‬ ‫وحني كان لإلس ا ا ااالا ديتكم ليتد ن ل اص ف نإ ف ا ا ااات قافةً لن لقت من نا ليتوح لإلهل ليتاي س أيتةإ ليتلاط من بني‬ ‫د إ وس من خل إ‪ ،‬فابع دت بايتك ين مصا اادب ة ليت ق لإلنسا ااا ليتاي ل ر ليت صا ااية يف مسا اااة ت كاه‪ ،‬وهوق لحلةاة‬ ‫لإلنس ا ااانةة هحةاتً يف تناق ا ااات ل تعوقا يند رد لسخعال ليتظاذري‪ ،‬ب لمعدت سا ف ا ارليات دلمةة هكلت ل خ ا ا اار‬ ‫وليتةابس‪.‬‬ ‫سن ليتثقافة لإلسا ا ا ااالمةة من الق ا من ليتوح لإلهل لت مشا ا ا ا لهلدل ة هلال لإلنسا ا ا ااان‪ ،‬تلك لهلدل ة ليت لسا ا ا ااعويلت‬ ‫مكوتتإ من بوح وبسد‪ ،‬من يق وقلب‪ ،‬من مشاير وغرلصز‪ ،‬فاسع ايت بايتك هن توبد فةغة تناسقةة آتيت ةة س ت ر‬ ‫ليا‪ ،‬ب س ا ااابت كل ا منس ا االكةً حنو حتقةق غا ة ولحدة وذ ليتغا ة من خلق ذال لإلنس ا ااان حةد يلود ة‬ ‫لن ص ا اااسً وس ف ا ار ً‬ ‫ل ايتق‪.‬‬ ‫ول كن م ىن لن الق ليتثقافة لإلس ااالمةة من هنولب ليتوح لإلهل تنكرذا يتل ق لإلنس ااا ‪ ،‬ب ستا قربت هن ذال ليت ق‬ ‫ن ياة بمنةاة ك و ومةزة تكرةةاة يظيى فت لعاإ مادلب ليتعكلةا لإلهل وبولباة لإلبادلع لإلنس ا ا ا ا ا ا ااا ‪ ،‬وو فب عاإ يتلنظر يف ل فااق‬ ‫ليتكونةة ول سا ارلب لإلنسا ااانةة يتةسا ااعكشا ااا ت ليتدليتة يلى يظيعإ ولمل ذنة يلى حكيعإ‪ ،‬ويتةثقق حلقات مععايتةة من‬ ‫ييابة ل ب ييابة حقةقةة تعتاو م طلة ة لإلنسان وتعسق م غا ة وبوده‪.‬‬ ‫ذاه‬ ‫إن هناك حاجة ملحة لدراسةةة الثقافة اإلسةةالمية وبف ااد الةايفا يف لإلنس ااان وليتكون ولحلةاة‪ ،‬وةكن تلخة‬ ‫ل مهةة يف ليتنقاط ليتعايتةة‪:‬‬ ‫أوال‪ :‬لحلااابااة سا م رفااة ليتعصا ا ا ا ا ا ااوبلت ليتك و لملعيثلااة يف ليتنظرة سا كا من لإلنس ا ا ا ا ا ا ااان وليتكون ولحلةاااة حةااد سن ذاااه‬ ‫ليتعص ااوبلت ليتك و ت رس اام مالمل ليتس ااا لإلنس ااا وحتدد وب عإ‪ ،‬وةكن بد ك لسخعالفات ليتثقافةة بني ليتلش اار سا منظومة‬ ‫ل فكاب ليت تن لق من ا ذاه ليتثقافات‪.‬‬ ‫اثنيا‪ :‬هن دبلس ا ا ااعنا يتلثقافة لإلس ا ا ااالمةة ت ا ا ا ه د نا يلى هبرم خص ا ا اااص ذاه ليتثقافة وما ةةزذا ين غاذا من ليتثقافات‬ ‫‪-2-‬‬ ‫فععشك بايتك يتد نا فوبة بلةة ولاثة ين حقةقة ذاه ليتثقافة وم افل ا ليترصةسة‪.‬‬ ‫اثلثا‪ :‬ليت لثد ين هفق سنسا دي ذال لإلنسان لحلاصر‪ ،‬ف نسان ليت صر بغم لمعالكإ يتكافة هوبإ ليتعقدا لملادي سس هنإ يف‬ ‫حاة حقةقةة تعنوع مظاذرذا وتعشا ب هاااكاهلا‪ ،‬ووث ليتثقافة لإلسااالمةة يتعشااك ل فق ليتاي دي ذال لإلنسااان‪ ،‬وديتك‬ ‫مبا حتوي من يقةدة فافةة وارلص حكةية وقةم سنسانةة ك و‪.‬‬ ‫سن ليتثقافة لإلس ااالمةة بعقر رذا مللده ل خوة لإلنس ااانةة‪ ،‬وديويفا ليتدلصية سا لحلولب وليتع ا ي‪ ،‬ووس ااةسا ا ا يت قإ ليت القات‬ ‫لإلنساانةة‪ ،‬وتقدة ا ااب سنساانةة يف ذال ليتصادد رد رة ن تواا يلى طاصلة ليتلثد ودولصر ليتدب ح تىب ل بةال‬ ‫لملعالحقة يلى ذاه ليتقةم لإلنسانةة‪ ،‬فعكون بايتك فوبلً ييلةة ت لةقةة ت كس يخظم ذاه ليتثقافة وهفايتع ا‪.‬‬ ‫ابعا‪ :‬هن دبلسااعنا يتلثقافة لإلسااالمةة تر نا كةا هن هفااول ذاه ليتثقافة مصااونة ل ع رق سيتة ا يلد‪ ،‬ي و ة ل عساال سيتة ا‬ ‫رً‬ ‫خل مما غر يف هن سنا قةنا ننا ةكن هن ن ةد لن القعنا لحل اب ة مرة هخرو من تلك ل فول‪.‬‬ ‫سن ذال ليتةقني ذو ليتدلف ل يظم يتس ةنا يف ذاه لحلةاة حنو همناط لمل رفة ومسعلزمات ليتعث ر‪.‬‬ ‫سن ليتثقافة لإلس ا ااالمةة تِّك خخون ا ا ااخص ا ااةة سنس ا ااانةة وليةة يتد ا بف ا ااةد من ذدل ة مساو ة وخا د م‪ ،‬وتن لق م حنو‬ ‫طر ق ليت الح يف ليتدنةا ول خرة‪.‬‬ ‫من أجل ما مضة ة ةةى أيث ذال ليتكعا يتةقر يت البنا ق ا ا ا ااا ليتثقافة لإلسا ا ا ااالمةة من لقني فةإ من من تةة م رفةة‬ ‫وس ةة اي بني ل فايتة ولمل افرة‪.‬‬ ‫انفعا‪.‬‬ ‫عمال ً‬ ‫وختاماً‪ :‬نسأل هللا تعاىل أن يتقبل منا هذا العمل وأن جيعله ً‬ ‫املؤلفون‬ ‫‪-3-‬‬ ‫الوحدة األوىل‬ ‫مفهوم الثقافة اإلسالمية‬ ‫وخصائصها‬ ‫‪-4-‬‬ ‫الوحدة األوىل‬ ‫مفهوم الثقافة اإلسالمية وخصائصها‬ ‫عناصر الوحدة‬ ‫‪ 1‬ا ا م وا ليتثقافة‪.‬‬ ‫‪ 2‬ا ليت القة بني ليتثقافة وليت لم ليتعتر يب‪.‬‬ ‫‪ 3‬ا ليت القة بني ليتثقافة ولحل ابة‪.‬‬ ‫‪ 4‬ا م وا ليتثقافة لإلسالمةة‪.‬‬ ‫ليتثقافة لإلسالمةة‪.‬‬ ‫‪ 5‬ا خصاص‬ ‫أهداف الوحدة‬ ‫هتدف هذه الوحدة إىل متكني الطالب من‪:‬‬ ‫‪ 1‬ا م رفة م وا ليتثقافة‪.‬‬ ‫‪ 2‬ا متةةز م وا ليتثقافة ين غاه من لمل اذةم لملقاببة‪.‬‬ ‫‪ 3‬ا ليتوي مب وا ليتثقافة لإلسالمةة‪.‬‬ ‫ليتثقافة لإلسالمةة‪.‬‬ ‫‪ 4‬ا سدبل خصاص‬ ‫‪-5-‬‬ ‫املبحث األول‬ ‫مفهوم الثقافة اإلسالمية‬ ‫واصطالحا‬ ‫ً‬ ‫أوالً‪ :‬تعريف الثقافة لغة‬ ‫الثقافة يف اللغة‬ ‫ترب ذاه ليتكلية سا لراب ليتلغوي ( خقا)‪ ،‬وقد بني ليتلغو ون هن ذاه ليتكلية ترب سا يدة م ان من ا ما ل ‪:‬‬ ‫ت ليتْقناة سخدل هق ْيت خيوب ا"‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫املعىن األول‪ :‬تقومي اعوجاج الشيء قال‪ " :‬افق ْ ِّ‬ ‫لسعخولء"(‪.)2‬‬ ‫خ خ‬ ‫خ‬ ‫خ خ‬ ‫املعىن الثاين‪ :‬إصابة الشيء على استواء قال‪" :‬ب ِّب قا يتقا‪ ،‬وديتك ه ْن ِّصةب يْلم ما ْسي ِّ ِّإ يلى ْ‬ ‫ت بخخإ سخدل خ ْرت بخخإ" (‪.)3‬‬ ‫خ‬ ‫املعىن الثالث‪ :‬حتصيل الشيء وإدراكه قال‪ " :‬ق ْ ِّ‬ ‫املعىن الرابع‪ :‬الفطنة واحلذق قال‪ " :‬خقا ه اً اق اً‪ ،‬مثال ت خب تا لاً‪ :‬يتغة يف ا ِّقا‪ ،‬هي فاب حادقاً ف ناً" (‪.)4‬‬ ‫اصطالحا‬ ‫ً‬ ‫تعريف الثقافة‬ ‫ذنا ليت د د من ليتع ر ات لسف الحةة يتلثقافة خنعاب من ا ليتع ر ا ليتعايل‪:‬‬ ‫جمموع ما توصلت إليه أمة أو بلد يف احلقول املختلفة من أدب وفكر وعلم وفن‪ ،‬وحنوها؛ هبدف استنارة‬ ‫(‪)5‬‬ ‫الذهن وهتذيب الذوق‪.‬‬ ‫اثنياً‪ :‬مفهوم الثقافة اإلسالمية‬ ‫س فن ذنا ليت د د من ت ر ات ليتثقافة لإلسالمةة خنعاب من ا ليتع ر ا ليتعايل‪:‬‬ ‫معرفة علمية مكتسبة تنطوي على جانب معياري مستمد من شريعة اإلسالم‪ ،‬ومؤسس على عقيدته‪ ،‬وتتجلى يف‬ ‫سلوك اإلنسان الواعي يف تعامله مع اخلالق واملخلوقات(‪.)6‬‬ ‫(‪ )1‬م تم مقا ةس ليتلغة‪ ،‬ه د بن فاب بن مكر ء ليتقزو ين ليترلمي‪ ،‬هبو لحلسني‪ ،‬دلب ليت كر‪1399( ،‬ذا‪1979 -‬ا‪ ،)،‬با‪1‬فا‪383‬‬ ‫(‪ )2‬لملرب ليتسابق‪ ،‬با‪1‬فا‪383‬‬ ‫(‪ )3‬لملرب ليتسابق‪ ،‬با‪1‬فا‪383‬‬ ‫(‪ )4‬ليتصثاح اتج ليتلغة وفثاح ليت ربةة‪ ،‬هبو نصر سمساية بن اد لروذري ليت ابلب‪ ،‬حتقةق‪ :‬ه د يلد ليتغ وب ي اب‪ ،‬دلب ليت لم يتليال ني‪ ،‬باوت‬ ‫طا‪ 1407 (،4‬ذا ‪1987 -‬ا) با‪4‬فا‪1334‬‬ ‫(‪ )5‬م تم ليتلغة ليت ربةة لمل افرة‪ ،‬ه د خمعاب يلد لحليةد يير‪ ،‬يال ليتكعب‪ ،‬طا‪ 1429(1‬ذا ‪ 2008 -‬ا) با‪1‬فا‪318‬‬ ‫(‪ )6‬نظر‪ :‬ليتثقافة لإلسالمةة‪ ،‬يزم طإ ليتسةد و خرون‪ ،‬فا‪ ،12‬دلب لملناذج ل بدن‪.‬‬ ‫‪-6-‬‬ ‫يتبني من خالل هذا التعريف األمور التالية‪:‬‬ ‫‪ 1‬ا هن ليتثقافة لإلسالمةة مسعيدة من لإلسالا‪ ،‬ف و ليتاي شك ذو ع ا وبوذرذا‪.‬‬ ‫حدث اتبخيةا لنع ى يف وقت ما‪ ،‬ب هلا لمعدلد ممعدلد ليترسايتة لملنلثقة ين ا‪.‬‬ ‫‪ 2‬ا هن ليتثقافة لإلسالمةة يتةست ً‬ ‫‪ 3‬ا ا ا ا ا ا ا هن ذنا و ة ة يتلثقافة لإلساالمةة‪ ،‬ومن ا هتا مصادب ليتوي ميتعصاوبلت ليتكلةة ليت تشاغ ليت ق لإلنساا ‪ ،‬وذ لإلنساان‬ ‫وليتكون ولحلةاة‪ ،‬وديتك يلى ليتنثو ليتعايل‪:‬‬ ‫(أ)‪ :‬اإلنسان‬ ‫اا‪:‬ﱡﭐﲌﲍ‬ ‫ت اا يلةإ بن ية ل لق ولإلجياد من ليت دا فقال ت‬ ‫ت اا‪ ،‬لمنت‬ ‫ لإلنسان خملوق من خملوقات‬ ‫ﲎﲏﲐﲑ ﲒﲓﲔﲕﲖﲗﱠ البقرة‪21 :‬‬ ‫ﭐﱡﭐﱽﱾ ﱿ ﲀﲁ ﲂ ﲃﲄﲅ ﲆ ﲇﲈ‬ ‫ لإلنسان خملوق ِّمكفرا كيا دل يلى ديتك قويتإ ت اا‪:‬‬ ‫ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏﱠ اإلسراء‪٧٠ :‬‬ ‫و لني لبن كثا م وا ذال ليتعكرمي فةقول‪" :‬خي ت اا ين تشر إ يتلين دا وتكرةإ س ذم يف خلقإ هلم يلى هحسن لهلةئات‬ ‫وهكيل ا كقويتإ ت اا‪ :‬ﭐﱡﭐﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱠ التين‪ 4 :‬هي ةش قاصيا منعصلا يلى ببلةإ وأيك بةد إ‪ ،‬وغاه من‬ ‫لحلةولتت ةش يلى هبب وأيك ب يإ‪ ،‬وب يتإ مس ا وبصرل وفؤلدل قإ بايتك كلإ و نع بإ‪ ،‬و رق بني ل اةاء‪ ،‬و ر‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫مناف ا وخولف ا وم ابذا يف ل موب ليتد نةة وليتدنةو ة"‬ ‫ومن مظاذر ذال ليتعكرمي ه فن ت اا ن خ فةإ من بوحإ كيا قال ت اا‪ :‬ﭐﱡﭐﲽﲾﲿﳀﳄﱠ الحجر‪ ،2٩ :‬ولإلاافة‬ ‫ذنا كيا دكر ليتقرطيب يتلعشرا وليتعكرمي كقويتإ‪ :‬هبا ومساص وبة وتقة وا ر (‪.)2‬‬ ‫ﭐﱡﭐﲮ ﲯ ﲰﲱ ﲲ ﲳ‬ ‫هذال يتلعكلةا ولرزلء كيا قال ت اا‪:‬‬ ‫ت اا ب لإ ً‬ ‫ذال لإلنسان هن‬ ‫ من خصاص‬ ‫ﲻﲽ ﲾﲿ ﳀﳁ ﱠ األحزاب‪٧2 :‬‬ ‫ﲼ‬ ‫ﲴ ﲵﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ‬ ‫ويقام‪ ،‬و سعأمن ن يلى ليتد ن‪،‬‬ ‫ير يلة ن ل مانة هن ىب يلة ن ليتد ن‪ ،‬وجي هلن و ًلم ً‬ ‫باء يف ت سا ليت ي‪ " :‬سن‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫يقام"‬ ‫فقلن‪ :‬س حنن مسخرلت مر ‪ ،‬س نر د و ًلم وس ً‬ ‫(ب)‪ :‬الكون‬ ‫ﱡﭐﱹﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿﲀ‬ ‫ ليتكون ال يظةم من است ليتعدبر وبؤ ة تإ ت اا كيا قال سلثانإ‪:‬‬ ‫ﲁ ﲂ ﲃﲄﱠ آل عمران‪1٩ :‬‬ ‫(‪ )1‬ت سا لبن كثا با‪5‬فا‪89‬‬ ‫(‪ )2‬ت سا ليتقرطيب با‪ 10‬فا‪24‬‬ ‫(‪ )3‬ت سا ليت ي با‪30‬فا‪ ،339‬و نظر‪ :‬لإلنسان يف ليتقر ن‪ ،‬يلا ليت قاد‪ ،‬دلب ت ة مصر‪ ،‬فا‪ ،10‬طا‪2005(4‬ا)‬ ‫‪-7-‬‬ ‫قال لبن يااوب‪ :‬ولملرلد خبلق ليتسياولت ول ب ذنا‪ :‬سما ثب خلق ا‪ ،‬وذو ليتنظاا ليتاي ِّب فة ا‪ ،‬وسما هن ِّرلد م لق‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫لملخلوقات‪.‬وهويتول ل يتلا هذ ليت قول ليتكاملة ن يتب ليتش ء ذو خالفعإ‬ ‫ﲟﲡ ﲢﲣ‬ ‫ﲠ‬ ‫ﲘﲚ ﲛ ﲜﲝ ﲞ‬ ‫ﲙ‬ ‫قال سلثانإ‪:‬ﭐﱡﭐﲓﲔﲕ ﲗ‬ ‫ﲖ‬ ‫ت اا كيا‬ ‫مر‬ ‫ وذو خاا‬ ‫ﲤﱠ البقرة‪11٦ :‬‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫وت ة‬ ‫قال ليتقرطيب‪ :‬هي م ة ون وخاا ون‪ ،‬فاملخلوقات كل ا تقنت هلل‪ ،‬هي خت‬ ‫ﭐﱡﭐﱁ ﱂﱃﱄﱅ ﱆﱇﱈ ﱉﱊﱋ ﱌﱍ ﱎ ﱏﱐ‬ ‫اا‪:‬‬ ‫ وذو م ةأ يتإلنسان يتة يره وفق لملن ج لإلهل كيا قال ت‬ ‫ﱑ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖﱗ ﱘ ﱙﱚﱛ ﱜﱝ ﱞ ﱟﱠﱠ لقمان‪2٠ :‬‬ ‫ﱒ‬ ‫قال ليتقرطيب‪" :‬دكر ن يإ يلى بين دا‪ ،‬وهنإ سخر هلم ما يف ليتسياولت من مشس وقير وجنوا ومالصكة حتوط م وار سيتة م‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫مناف م‪.‬وما يف ل ب ياا يف لرلال ول اتاب وليتثياب وما س حيصى‬ ‫(ج)‪ :‬الحياة‬ ‫ رفض لإلسالا تلك ليتنزيات ليت حترا معاع لحلةاة يلى لإلنسان وت ايتلإ ن كون يف م زل ين دنةاه ح سع ة‬ ‫من منع ا س ع اب م هي من دببات ليتع لد هلل ت اا فنتد يف‬ ‫ليتىبق بوحةا‪ ،‬و لني لإلسالا هن ليتعيع مبا همحإ‬ ‫ﱝ ﱟ ﱠﱡﱢ ﱣﱤ ﱥﱦﱧ‬ ‫ﱞ‬ ‫اا‪ :‬ﭐﱡﭐﱓﱔﱕﱖﱗ ﱘﱙﱚﱛﱜ‬ ‫ليتقر ن قويتإ ت‬ ‫ﱨﱪﱫﱬ ﱭﱮﱯﱠ األعراف‪32 :‬‬ ‫ﱩ‬ ‫ق‬ ‫قول لبن كثا‪ " :‬قول ت اا بدل يلى من حرا اةئا من لملآك هو لملشاب هو لملالبس من تلقاء ن سإ من غا ارع من‬ ‫(‪.)4‬‬ ‫ييد هلؤسء لملشركني‪ ،‬ليتا ن حيرمون ما حيرمون آببلص م ليت اسدة ولبعدلي م من حرا منة ليت هخرج يت لاده"‬ ‫ﱡﭐ ﲷ ﲸ ﲹ‬ ‫ ديا لإلس ا ااالا سا لختاد لحلةاة ليتدنةا س ا االةال يتل وم يف ل خرة ن ل خرة ذ ليتدلب ليتلاقةة‪ ،‬فقال ت اا‪:‬‬ ‫ﳎﳐﳑﳒ ﳓﳔﳕ ﱠ القصص‪٧٧ :‬‬ ‫ﳏ‬ ‫ﳈ ﳊﳋ ﳌ ﳍ‬ ‫ﳉ‬ ‫ﳂ ﳄﳅﳆ ﳇ‬ ‫ﳃ‬ ‫ﲼ ﲾ ﲿ ﳀﳁ‬ ‫ﲽ‬ ‫ﲺﲻ‬ ‫من ذااال لملااال لرزا وليتن يااة ليت اااصلااة يف طااايااة ببااك وليتعقر سيتةااإ نولع‬ ‫قول لبن كثا‪" :‬هي لس ا ا ا ا ا ااع يا مااا وذلااك‬ ‫(‪.)5‬‬ ‫ليتقرمت‪ ،‬ليت حيص يتك ا ليتثول يف ليتدنةا ول خرة"‬ ‫ليتعثرر وليتعنو ر‪ ،‬لبن يااوب‪ ،‬با‪4‬فا‪196‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ت سا ليتقرطيب‪ ،‬با‪2‬فا‪86‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫لملرب ليتسابق‪ ،‬با‪ ،14‬فا‪73‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ت سا لبن كثا‪ ،‬با‪3‬فا‪367‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫ت سا لبن كثا‪ ،‬با‪6‬فا‪228‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫‪-8-‬‬ ‫اثلثا‪ :‬العالقة بني الثقافة والعلم التجرييب‬ ‫وبفدل وبإ ليتعولفق‬ ‫سن من هف ب ليتنقاط ليتلثثةة ليتعيةةز بني لمل اذةم لملعقاببة؛ ن ديتك ع لب سحاط ًة بعلك لمل اذةم‪ً ،‬‬ ‫هوبإ‬ ‫همنودبا من ذاه لمل اذةم لملعقاببة‪ ،‬وةكن تلخة‬ ‫ولسخعال بةن ا‪ ،‬وأيث مص لثا ليتثقافة وليت لم ليتعتريب يتةشكال ً‬ ‫ليتعقاب ولسخعال بةن يا كايتعايل‪:‬‬ ‫أوجه التقارب بني الثقافة والعلم التجرييب‬ ‫‪ 1‬ا هن كال من يا ِّ د يتلنة من يتلنات ليتعقدا وليترق لإلنسا ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ا هن كال من يا عيد يلى منافا لمل رفة لإلنسانةة من ليت ق ولحلول لإلنسانةة‪.‬‬ ‫بزءل س عتزه من ليتعابخ لحل ابي لإلنسا ‪.‬‬ ‫‪ 3‬ا هن كال من يا شك ً‬ ‫(‪)1‬‬ ‫أوجه االختالف بني الثقافة والعلم التجرييب‬ ‫العلم‬ ‫الثقافة‬ ‫‪ - 1‬يامل تس م فةإ ك ل بنا بلغايفا لملخعل ة‪.‬‬ ‫‪ -1‬خافة مبتعي ب ةنإ هو بةئة ب ةن ا‪.‬‬ ‫‪ -2‬قوا يلى قوليد وهفول يددة باممة‪.‬‬ ‫‪ -2‬يتةست هلا قوليد وهفول يددة باممة‪.‬‬ ‫يف ال ولحد‪.‬‬ ‫‪ -3‬قاصم يلى ليتعخص‬ ‫فة ا‪.‬‬ ‫‪ -3‬ااملة س ختص‬ ‫‪ -4‬كعسب ميتع لم يف لملؤسسات ليتع لةيةة‬ ‫‪ -4‬تِّكعسب من ليتلةئة ولسحعكا م خر ن‪.‬‬ ‫‪ -5‬ليتناف منإ ؤخا بال قةد وس ارط‪.‬‬ ‫‪ -5‬س تِّؤخا سس بقةود واروط‪.‬‬ ‫‪ -6‬حيصر ليت ال يف دلصرة ختصصإ غايتلاً‪.‬‬ ‫‪ -6‬تربط لملثقا بولق لجملعي من حويتإ‬ ‫ابعا‪ :‬العالقة بني الثقافة واملدنية‬ ‫رً‬ ‫مص لل ليتثقافة ين‪ :‬ليترق يف ل فكاب ليتنظر ة‪ ،‬وهما مص لل لملدنةة فة ين‪ :‬ليترق يف ل موب لملاد ة (‪.)2‬‬ ‫‪ -1‬لملدخ سا ليتثقافة لإلسا ااالمةة‪ ،‬يل ليتصا ااةاح و خرون‪ ،‬مدبلء ليتوطن يتلنشا اار‪ ،‬ط ‪1431( ،11‬ه ‪2010 /‬ا) فا ا ا ا ا ا ا ا‪ ،10‬لملدخ سا يلم ليتثقافة لإلسا ااالمةة‪ ،‬كلةة ليتديوة‬ ‫لإلسالمةة‪ ،‬بام ة ل مذر‪ ،‬طا‪ ،3‬فا‪13‬‬ ‫‪ - 2‬نظر‪ :‬لإلسالا ولحل ابة ليت ربةة‪ ،‬ييد كرد يل ‪ ،‬مؤسسة ليترسايتة‪ ،‬باوت طا‪1402(5‬ذا) فا ‪8‬‬ ‫‪-9-‬‬ ‫خامساً‪ :‬العالقة بني الثقافة واحلضارة‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم احلضارة‪:‬‬ ‫حني نععل مص لل لحل ابة يف دسيتعإ ليتلغو ة ل وا جند هنإ دوب حول م نةني بصةسني‪:‬‬ ‫األول‪ :‬م ىن لحل وب‪.‬‬ ‫الثاين‪ :‬م ىن لإلقامة وليتعوطن(‪.)1‬‬ ‫وبغم واااوح ذا ن لمل نةني يف لمل ابم ليتلغو ة سس ه فن م ىن لإلقامة وليتعوطن قد لاااعِّ خ ر‪ ،‬وهاااثى ذو لملقدفا يف ليتععل‬ ‫ِّ‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫لرابي يتليص لل يتدو هكثر ليتلاحثني‬ ‫وأما احلضارة يف االصطالح ف نا ليت د د من ليتع ر ات ليت تناويتع ا خنعاب من ا ليتع ر ا ليتعايل‪:‬‬ ‫إحراز التقدم يف ميادين احلياة والعالقات االجتماعية ويف مظاهر الرقي العلمي والفين واألديب اليت تنتقل يف‬ ‫اجملتمع من جيل إىل جيل (‪.)3‬‬ ‫خالصة العالقة بني كل من الثقافة واحلضارة‬ ‫ه فن مصا لل لحل ااابة هيم من مصا لل ليتثقافة ن ليتثقافة ت ين ليترق يف ل فكاب ليتنظر ة‪ ،‬وهما لحل ااابة ف ‪ :‬ت لق‬ ‫– يف سطالق ا‬ ‫يلى ك ما نشا اائإ لإلنسا ااان يف ك ما عصا ا مبخعلا بولنلإ ونولحةإ‪ ،‬يقال وخلقاً‪ ،‬مادة وبوحاً‪ ،‬د ناً ودنةا‪ ،‬ف‬ ‫(‪.)4‬‬ ‫وييوم ا – قصة لإلنسان يف ك ما هجنزه يلى لخعال ليت صوب‪ ،‬وتقلب ليتزمان‪ ،‬وما فوبت بإ يالصقإ ميتكون وما وبلءه‬ ‫(‪ )1‬نظر‪ :‬يتسان ليت ر ‪ ،‬مجال ليتد ن لبن منظوب‪ ،‬دلب فادب‪ ،‬باوت‪ ،‬طا‪1414( ،3‬ذا) با‪4‬فا ‪ ،197‬لحل ابة‪.‬ليتثقافة‪.‬لملدنةة‪ ،‬نصر ييد ياب ‪ ،‬فا ‪55‬‬ ‫(‪ِّ )2‬نظر‪ :‬لحل ابة‪.‬ليتثقافة‪.‬لملدنةة‪ ،‬نصر ييد ياب ‪ ،‬فا ‪55‬‬ ‫(‪ )3‬م تم مص لثات لليت لوا لسبعيايةة‪ ،‬ه د مك بدوي‪ ،‬مكعلة يتلنان‪ ،‬باوت‪ ،‬فا‪80‬‬ ‫‪ - 4‬نظر‪ :‬لإلسالا ولحل ابة ليت ربةة‪ ،‬ييد كرد يل ‪ ،‬فا ‪8‬‬ ‫‪-10-‬‬ ‫املبحث الثاين‬ ‫خصائص الثقافة اإلسالمية‬ ‫يتقد ير ليتعاب خ لإلنسا ليت د د من ليتثقافات ليتك و ليت كان هلا و ا يلى مساة لحلةاة لإلنسانةة‪ ،‬ووث‬ ‫ما بني‬ ‫متةزذا ين غاذا‪ ،‬وتعنوع ذاه ل صاص‬ ‫ليتثقافة لإلسالمةة يتعكون هيظم ذاه ليتثقافات ملا متعلكإ من خصاص‬ ‫ترب سا مصدب ة ذاه ليتثقافة‪ ،‬وهخرو ترب سا بؤ ع ا لملعكاملة يتإلنسان‪ ،‬وثيتثة ت ود سا ولق ةع ا وقابلةع ا‬ ‫خصاص‬ ‫برم ذاه ل صاص ‪:‬‬ ‫يتلىبمجة ليت يلةة يف لحلةاة لإلنسانةة‪ ،‬وفةيا ل ير‬ ‫اخلاصية األوىل‪ :‬الرابنية‬ ‫مفهوم الرابنية‬ ‫يز وب ‪ ،‬ف و ب ك ا ء هي مايتكإ‪ ،‬ويتإ ليتربوبةة يلى مجة ل لق‪ ،‬وس قال‬ ‫ليترمنةة نسلة سا ليتر ‪ ،‬وذو‬ ‫ليتر يف غا ‪ ،‬سس مإلاافة فةقال ب ليتدلبة وب ليتدلب هي مايتك هليا (‪.)1‬‬ ‫وم ىن هن ليتثقافة لإلسالمةة قافة بمنةة هتا ت عيد يلى ليتوح لإلهل ‪ ،‬وليتقر ن ليتكرمي ؤف يتايتك يف ليت د د من‬ ‫اا‪:‬‬ ‫ﲝﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﱠ األعراف‪،2٠3 :‬وقويتإ ت‬ ‫تإ كقويتإ ت اا‪:‬ﭐﱡﭐﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜ ﲞ‬ ‫ﱗ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞﱠ‬ ‫ﱘ‬ ‫ﭐﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅ ﱇ‬ ‫ﱆ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ‬ ‫الشورى‪٥2 :‬‬ ‫وذ بمنةة كايتك تا تعتإ حنو غا ة ولحدة وذ حتقةق مرااة هلل ت اا كيا هسس يتايتك لهلدي ليتقر يف‬ ‫اا‪:‬ﭐﱡﭐﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨ ﲩﲪﲫﱠ األنعام‪1٦2 :‬‬ ‫قويتإ ت‬ ‫قول ليتس دي‪" :‬ومن هخل يف فالتإ ونسكإ لسعلزا ديتك سخالفإ هلل يف ساصر هييايتإ‪.‬وقويتإ‪{ :‬و ْيةاي ومم خاث}‬ ‫هي‪ :‬ما تةإ يف حةاث‪ ،‬وما جير إ يل ف ‪ ،‬وما اِّق خخدب يل ف يف مماث‪ ،‬لرية خف‬ ‫{ّلِلخ ب خخ ليتْ ايت خيني} {س ا خر ك يتإِّ} يف‬ ‫وبديا هتةعإ من تلقاء ن س ‪ ،‬ب‬‫لبعدليا مين ً‬ ‫ليت لادة‪ ،‬كيا هنإ يتةس يتإ ار ك يف لمللك وليتعدبا‪ ،‬ويتةس ذال لإلخالص هلل ً‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫حعيا‪ ،‬س هخرج من ليتعل ة سس ممعثايتإ {وهت ه فو ِّل ليتْ ِّي ْسلخ خيني} من ذاه ل مة"‬ ‫همرل ً‬ ‫ت} ً‬ ‫خ خ‬ ‫{بخايتك هِّم ْر ِّ‬ ‫(‪ )1‬نظر‪ :‬يتسان ليت ر ‪ ،‬لبن منظوب‪ ،‬با‪1‬فا‪399‬‬ ‫ليتس دي‪ ،‬حتقةق‪ :‬يلد ليتر ن بن م ال ليتلوحيق‪ ،‬مؤسسة ليترسايتة‪ ،‬طا‪1420(،1‬ذا ‪-‬‬ ‫(‪ )2‬تةسا ليتكرمي ليتر ن يف ت سا كالا لملنان‪ ،‬يلد ليتر ن بن تفر بن يلد‬ ‫‪2000‬ا‪ ،)،‬فا‪283‬‬ ‫‪-11-‬‬ ‫اخلاصية الثانية‪ :‬اتساقها مع الفطرة اإلنسانية‬ ‫نوبل من هنولب ذدل ة‬ ‫سن من هيظم مزل ذاه ليترسايتة ل امتة لتساق ا م ليت رة لإلنسانةة‪ ،‬تلك ليت رة ليت ت د ً‬ ‫ﲭﲯ‬ ‫ﲦﲨ ﲩ ﲪ ﲫﲬ ﲮ‬ ‫ﲧ‬ ‫ﭐﱡﭐﲣﲤﲥ‬ ‫هلال لإلنسان‪ ،‬ومن ليتنصوص لملؤفلة هلال لستساق قويتإ ت اا‪:‬‬ ‫ﲲﲼﱠ الروم‪3٠ :‬‬ ‫ﲰﲱ ﲳ‬ ‫ت اا قد ف ر ل لق يلةإ‪ ،‬يتال حص‬ ‫سن ذاه ل ة حتد يلى ليتعزلا ليت رة ليتنقةة وذ ليتعوحةد‪ ،‬حةد س فن‬ ‫سمجاع لمل سر ن يلى ه فن لملرلد ميت رة يف ل ة لإلسالا(‪.)1‬‬ ‫ت اا يتعزك نوب لإلةان ليتاي لسعقرت يلةإ ليت ر ليتسلةية‪ ،‬وتاِّق خخوا ما ليو فج من ليت ر لملنعكسة‪.‬‬ ‫ويتقد باءت بس‬ ‫ودكر لإلماا لبن ليتقةم هنإ ملا تغات ف ر ليتنا ب د ليترس بصالح ا وبدذا سا حايتع ا ليت ِّخلقت يلة ا‪ ،‬فين‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫لسعتا هلم بب سا هف ليت رة‪ ،‬ومن ل سعتب هلم لسعير يلى تغةا ليت رة وفسادذا‬ ‫وقد بةنت ليتثقافة لإلسالمةة هن ليت ر لملسعقةية ذ ليت تن لق من ليتعوحةد ح سنإ اِّ د ك خروج ين مقع ةاتإ‬ ‫خروبا يف لحلقةقة ين مقع ةات ليت رة ليتسلةية حةد س فن قلو ليت لاد قد فِّ رت يلى يلة سهل ا‪ ،‬فين تغةا ليت رة‬ ‫ً‬ ‫(‪)3‬‬ ‫فر ذاه لحمللة وليتعأيتإ سا غاه ت اا ‪.‬‬ ‫ويتقد فبني لهلدي ليتنلوي هن لسحنرل ليت قدي لده حقةقةً بعغةا ليت ر لإلنسانةة فقال ‪« :‬ما خم ْن م ْويتِّود سخفس ِّويت ِّد‬ ‫صرلنخخإ‪ ،‬ه ْو ِّة خختسانخخإ‪ ،‬كيا تاِّْناع ِّج ليتل خ ةيةِّ خةيةً مجْ اء‪ ،‬ذ ْ ِّخحتسون فخة ا خم ْن ب ْدياء» (‪.)4‬‬ ‫خ‬ ‫خخ‬ ‫خ‬ ‫يلى ليت ْرةخ‪ ،‬فأباولهِّ اِّ خخودلنإ ه ْو اِّن خ‬ ‫ومن فوب مولءمة ليتثقافة لإلسالمةة يتل رة لإلنسانةة ما جنده من لسع دلد ف ري يتلسا يف م رلج ليتع لد هلل ت اا‪،‬‬ ‫(‪.)5‬‬ ‫حةد تكين يف ن س لإلنسان قوة لحلب هلل‪ ،‬وليتعايت يتإ‪ ،‬وسخالص ليتد ن يتإ‬ ‫اخلاصية الثالثة‪ :‬الوسطية‬ ‫ليتثقافة لإلسالمةة ليت ت ين هلا لسنعشاب وليتا وع يف فاق ليتقلو وليت قول‪ ،‬وقد‬ ‫تاِّ د ليتوس ةة من هبرم خصاص‬ ‫ﭐﱡﭐﱚ‬ ‫هسس هلاه ل افةة ليت د د من نصوص ليتوح لإلهل ‪ ،‬ومن هوال ليتنصوص دسيتة يلى ديتك قويتإ ت اا‪:‬‬ ‫ﱥﲋﱠ البقرة‪143 :‬‬ ‫ﱦ‬ ‫ﱛ ﱜ ﱝﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ‬ ‫(‪ِّ )1‬نظر‪ :‬بام ليتلةان يف وو ليتقر ن‪ ،‬ييد بن برر هبو ب ر ليت ي‪ ،‬حتقةق‪ :‬ه د ييد ااكر‪ ،‬مؤسسة ليترسايتة‪ ،‬طا‪ 1420(،1‬ذا ‪ 2000 -‬ا)‪ ،‬با‪،20‬فا‪97‬‬ ‫(‪ِّ )2‬نظر‪ :‬سغا ة ليتل ان من مصا د ليتشة ان‪ ،‬ييد بن هب بكر بن قةم لرومة‪ ،‬حتقةق‪ :‬ييد حامد ليت ق ‪ ،‬مكعلة لمل اب ‪ ،‬ليتر ‪ ،‬لمليلكة ليت ربةة ليتس ود ة‪ ،‬با‪2‬فا‪158‬‬ ‫(‪ )3‬نظر‪ :‬هحكاا هذ ليتامة‪ ،‬ييد بن هب بكر بن قةم لرومة‪ ،‬حتقةق‪ :‬وسا بن ه د ليتلكري‪ ،‬ااكر بن توفةق ليت ابوبي‪ ،‬بمادو يتلنشر‪ ،‬ليتدماا‪ ،‬طا‪– 1418(،1‬‬ ‫‪ ،)1997‬با‪2‬فا‪158‬‬ ‫(‪ )4‬هخربإ ليتلخابي‪ ،‬كعا لرناصز‪ ،‬م سدل هسلم ليتصيب فيات‪ ،‬ذ صلى يلةإ‪ ،‬وذ ر يلى ليتصيب لإلسالا‪ ،‬با‪ ،2‬فا‪ ،94‬بقم ‪( 1358‬لرام لملسند ليتصثةل‬ ‫لملخعصر من هموب بسول ‪ ‬وسننإ وه مإ‪ ،‬ييد بن سمساية ليتلخابي‪ ،‬حتقةق‪ ،‬ييد مذا‪ ،‬دلب طوق ليتنتاة‪ ،‬ترقةم‪ ،‬ييد فؤلد يلد ليتلاق ‪ ،‬طا‪1422( ،1‬ذا)‬ ‫وم ىن بدياء‪ :‬هي‪ :‬مق وية ل طرل ‪ ،‬هو ولحدذا‪ ،‬ين هن ليتل ةية تويتد عي ة ل لق‪ ،‬سو ة ل طرل ‪ ،‬سلةية من لردع‪ ،‬يتوس ت ر ليتنا سيتة ا يتلقةت كيا ويتدت‬ ‫سلةية‪(.‬ليتن ا ة يف غرب لحلد د ول ر‪ ،‬د ليتد ن لبن ل ا‪ ،‬لملكعلة ليت ليةة‪ ،‬باوت‪1399( ،‬ذا ‪1979 -‬ا)‪ ،‬با‪ ،1‬فا‪247‬‬ ‫(‪ )5‬نظر‪ :‬هحكاا هذ ليتامة‪ ،‬لبن ليتقةم‪ ،‬با‪2‬فا‪1067‬‬ ‫‪-12-‬‬ ‫قال لبن كثا‪" :‬وكيا هن ليتك لة وسط ل ب كايتك ب لناكم همةً وس ًا‪ ،‬هي ب لناكم دون ل نلةاء وفوق ل مم‪.‬‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫وليتوسط‪ :‬ليت دل"‬ ‫ضرورة الوسطية للدين والدنيا‬ ‫قال لبن ليتقةم‪" :‬ليتوسط لملواوع بني طريف لإلفرلط وليتعخ ر ط‪ ،‬ذو ليت دل‪ ،‬وذو ليتخاي يلةإ بناء مصاحل ليت خدنةا‬ ‫ينإ دذب من‬ ‫ول خرة‪ ،‬ب ح خ مصلثة ليتلدن س تقوا خسس بإ؛ نخإ م خرج ب ض هخالطإ ين ليت دل وباومه هو نق‬ ‫يتشر ولحلركة ول خيتر اة ول لوة ولملخايت ة‬ ‫يتس ر ول ك ول خ‬ ‫وقوتإ حبسب ديتك‪ ،‬ومث ديتك ل ف ال ليت خلة ةخة كايتنخوا ول خ‬ ‫فثعإ خ‬ ‫خ‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫نقصا"‬ ‫نقصا وهمثرت ً‬ ‫يدس‪ ،‬وسن لحنرفت سا هحدمها كانت ً‬ ‫وغا ديتك‪ ،‬سدل كانت وس ًا بني ليت رفني لملامومني كانت ً‬ ‫يتسخاء‬ ‫وسط‪ " :‬ك خ خصلة ييودة هلا طرفان مامومان‪ :‬فا خ‬ ‫ت اا‪ -‬يف بةان هف لةخة ليتعخ خ‬ ‫وقال لبن ل ا‪ -‬ب إ‬ ‫يتشتاية وسط بني لرنب وليتعخ خوب‪ ،‬ولإلنسان مأموب هن عتنخب ك خ وفا ماموا‪ ،‬وانخلإ‬ ‫وسط بني ليتلخ وليتعخلا ر‪ ،‬ول خ‬ ‫تقرم؛ ويتايتك ف خن هب د لر ات ولملقاد ر ولمل ا‬ ‫كون ميتعخ خري منإ‪ ،‬وليتل د ينإ‪ ،‬فكلخيا لمدلد منإ ب دل لمدلد سا ليتوسط خ‬ ‫من ك خ طرفني وس ا‪ ،‬ف دل كان يف ليتوسط‪ ،‬فقد با ِّد ين ل طرل لملامومة بقدب لإلمكان"(‪.)3‬‬ ‫وبني ليتشاطيب هن ليتوس ةة بكةزة من بكاصز ليتشر ة لإلهلةة فقال‪" :‬ليتشر ة باب ة يف ليتعكلةا مبقع اذا يلى ليت ر ق‬ ‫ف‬ ‫ليتوسط ل يدل‪ ،‬ل خا من ليت رفني بقسط س مة فةإ‪ ،‬ليتدلخ حتت كسب ليت لد من غا مشقة يلةإ وس لحنالل‪ ،‬ب ذو‬ ‫(‪.)4‬‬ ‫يف مجة لملكل ني غا ة لسيعدلل‪ ،‬كعكايتةا ليتصالة‪ ،‬وليتصةاا‪ ،‬ولحلج"‬ ‫تكلةا باب يلى مولمنة تقع‬ ‫ﭐﱡﭐﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕ ﱖﱗﱘﱙ‬ ‫ومن ل ت ليت هسست مللده ليتوس ةة قويتإ ت اا‪:‬‬ ‫ﭐﱡﭐﳇﳈﳉ ﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑ ﳒ ﱠ الفرقان‪٦٧ :‬‬ ‫(‪)67‬‬ ‫اا‪:‬‬ ‫ﱚﱛﱠ اإلسراء‪ ،2٩ :‬وقويتإ ت‬ ‫صايتخل‪ ،‬و خلسقْعخصاد ِّب ْزء خم ْن َخْسة ويخ ْش خر ن‬ ‫صايتخل‪ ،‬وليت فس ْيت ليت ف‬ ‫وبني ليتنيب ‪ ‬مكانة ليتوس ةة فقال‪« :‬سخ فن ل ْهل ْدي ليت ف‬ ‫ف‬ ‫ِّب ْزءًل خمن ليتنالِّا فوةخ»(‪.)5‬‬ ‫ييد بن ه د ليتقرطيب‪ ،‬حتقةق‪ :‬ه د ليت دو ‪ ،‬دلب ليتكعب لملصرة‪ ،‬ليتقاذرة‪ ،‬طا‪1384 (،2‬ذا ‪1964 -‬ا)‪،‬‬‫(‪ )1‬لرام حكاا ليتقر ن لمل رو بع سا ليتقرطيب‪ ،‬هبو يلد‬ ‫با‪2‬فا‪154‬‬ ‫(‪ )2‬ليت ولصد‪ ،‬ييد بن هب بكر بن قةم لرومة‪ ،‬دلب ليتكعب ليت ليةة‪ ،‬باوت‪ ،‬طا‪1393( ،2‬ذا ‪1973 -‬ا)‬ ‫(‪ )3‬ليتن ا ة يف غرب لحلد د ول ر‪ ،‬د ليتد ن لبن ل ا‪ ،‬لملكعلة ليت ليةة‪ ،‬باوت‪1399(،‬ذا ‪1979 -‬ا)‪ ،‬حتقةق‪ :‬طاذر ه د ليتزلوو‪ ،‬ييود ييد ليت ناح ‪ ،‬با‪5‬فا‪184‬‬ ‫(‪ )4‬لملولفقات‪ ،‬سبرلذةم بن موسى ميتشاطيب‪ ،‬حتقةق‪ :‬هبو يلةدة مش وب بن حسن ل سليان‪ ،‬دلب لبن ي ان‪ ،‬طا‪1417(،1‬ذا‪1997 /‬ا)‪ ،‬با‪2‬فا‪279‬‬ ‫تسعا ‪ ،‬حتقةق‪ :‬ييد ية ليتد ن‬ ‫خ‬ ‫يتس ْ‬ ‫(‪ )5‬هخربإ هبو دلود يف سننإ‪ ،‬كعا ل د ‪ ،‬م يف ليتوقاب با‪4‬فا‪247‬بقم ‪( 4776‬سنن هب دلود‪ ،‬هبو دلود سلةيان بن ل ا د ل خ‬ ‫يلد لحليةد‪ ،‬لملكعلة ليت صرة‪ ،‬فةدل‪ ،‬باوت)‬ ‫‪-13-‬‬ ‫وقد كان ليتنيب ‪ ‬صلل هي نزية سنسانةة تر د هن تلع د ين تلك ليتوس ةة ليت قربذا‪ ،‬ف ن هنس بن مايتك‪-‬‬ ‫ِّخخ ِّول كأ فتِّْم‬ ‫خ خ‬ ‫خ‬ ‫خ‬ ‫فيب ‪ ،‬فال فيا ه ْ‬ ‫فيب ‪ْ ‬سأيتِّون ي ْن يلادة ليتنخ خخ‬ ‫ينإ‪ -‬هنخإ قال‪« :‬باء ال ةِّ بْذط سا باِّةِّوت ه ْمو خلج ليتنخ خخ‬ ‫با‬ ‫فيب ‪ ‬؟ ق ْد غِّ خ ر يتإِّ ما تاقدفا خم ْن دنْلخ خإ وما و فخر‪ ،‬قال هح ِّد ِّذ ْم‪ :‬ه فما هت فخخخ هِّفلخخ ليتلفْة‬ ‫خ‬ ‫تاقايتوذا ‪ ،‬فاقايتِّول‪ :‬وه ْن ْحن ِّن من ليتنخ خخ‬ ‫(‪)1‬‬ ‫لّلِلخ ‪ ‬فاقال‪:‬‬ ‫ول ف‬‫فذر وس هِّفْ خ ِّر‪ ،‬وقال خ ِّر‪ :‬هت ه ْيع خزِّل ليتنخخساء فال هتازفو ِّج هب ًدل‪ ،‬فتاء ب ِّس ِّ‬ ‫وا ليتد ْ‬ ‫ف ِّ‬ ‫هب ًدل‪ ،‬وقال خ ِّر‪ :‬هت ه ِّ‬ ‫وا وهِّفْ خ ِّر‪ ،‬وهِّفلخخ وه ْبقِّ ِّد‪ ،‬وهتازفو ِّج ليتنخخساء‪،‬‬ ‫خ‬ ‫اك ْم يتإِّ‪ ،‬يتك خخين ه ِّ‬ ‫ف ِّ‬ ‫اكم خفخ‬ ‫ّلِل وهتْاق ِّ‬ ‫«هنْاعِّم ليتف خا ن قِّالْعِّم كال وكال‪ ،‬هما و فخ خ‬ ‫لّلِل سخخ ْخش ِّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫في ْن بغخب ي ْن ِّسنفخ فالْةس خم خخين»(‪.)2‬‬ ‫يف ليتد ن؛ نإ خيربإ ين طلة عإ ليتسيثة ليتس لة‪ ،‬فقال ‪« :‬ذلك لملعان خ ِّون (قاهلا‬ ‫وح فاب ليتنيب ‪ ‬من ليتعن‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫ال ًث)»‬ ‫(‪.)4‬‬ ‫قال لإلماا ليتنووي‪(":‬ذلك لملعن ون) هي‪ :‬لملع يقون ليتغايتون لجملاومون لحلدود يف هقولهلم وهف اهلم"‬ ‫من جماالت الوسطية يف الثقافة اإلسالمية‬ ‫وسفرلده ميت لادة‪ ،‬وليتعيسك مبا ارع من دل ليتسلو ولمل املة‪.‬‬ ‫‪ -1‬يف ليت قةدة تقوا يلى توحةد‬ ‫‪ -2‬ويف ليتعشر تقوا يلى ليتةسر ومرلياة هحولل لإلنسان لسع دلءً نولب ليتوح لإلهل ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ويف ل خالق تقوا يلى خلوص ليتنةة‪ ،‬ونقاء ليت يا‪ ،‬وليتعزلا ل دل ليت رد ة ولسبعيايةة‪.‬‬ ‫‪ -4‬ويف لسبعياع تقوا يلى ل سرة لملعياسكة ليتقاصية يلى بكاصز لملودة‪ ،‬وليتر ة‪ ،‬ولإلخالص‪ ،‬ولسحىبلا وليتع اون‪.‬‬ ‫‪ -5‬ويف لسقعصاد تقوا يلى تلادل لملناف ‪ ،‬ولختاد لملال وسةلة س غا ة ولحىبلا لمللكةة ليت رد ة‪.‬‬ ‫‪ -6‬ويف ليت كر تقوا يلى لسعن ا ليت قول‪ ،‬ولإلبدلع ليت كري (‪.)5‬‬ ‫اخلاصية الرابعة‪ :‬اإلجيابية‬ ‫س فن ليتثقافة لإلسالمةة قافة سجيابةة ترو هن ك س تف يف ذاه لحلةاة بزء س عتزه من ييابة ل ب ليت ذ م لب‬ ‫ت اا هلال لإليياب سنناً ِّْحتكخم مساتإ‪ ،‬ونولمةس حتقق غا عإ‪ ،‬وأيث ليتس يتةكون هيظم ذاه ليتسنن‬ ‫سهل ‪ ،‬ويتقد ب‬ ‫وليتنولمةس‪.‬‬ ‫س فن ليتربط بني س لإلنسان وييابة ليتكون ن ليتعصادا بةن يا‪ ،‬ب ِّدبِّ لإلنسان هن ليتكون ِّمس فخر يتإ‪ِّ ،‬مم ف د يتلس‬ ‫يف بنلاتإ‪ِّ ،‬فىبسم بايتك فوبة مجةلة لملنظر ِّرو فة ا‪ :‬سنسان ساع يف تن ةا مرلد ‪ ،‬وكون مسخر من قخل ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬هي‪ :‬يدوذا قلةلة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬هخربإ ليتلخابي يف فثةثإ‪ ،‬كعا ليتنكاح‪ ،‬م ليتىبغةب يف ليتنكاح‪ ،‬با‪7‬فا‪ 2‬بقم ‪5063‬‬ ‫(‪ )3‬هخربإ مسلم يف فثةثإ‪ ،‬كعا ليت لم‪ ،‬م ذلك لملعن ون‪ ،‬با‪4‬فا‪ 2055‬بقم ‪2670‬‬ ‫(‪ )4‬لملن اج ارح فثةل مسلم بن لحلتاج‪ ،‬هبو مكر ية ليتد ن حيىي بن ار ليتنووي‪ ،‬دلب سحةاء ليتىبلث ليت رب‪ ،‬باوت‪ ،‬طا‪1392(،2‬ذا)‪ ،‬با‪20‬فا‪220‬‬ ‫(‪ )5‬نظر‪ :‬لحل ابة لإلسالمةة‪ ،‬ه د يلد ليترحةم ليتسا ل‪ ،‬لرام ة لسسالمةة مملد نة لملنوبة‪ ،‬طا‪ ،10‬ليت دد ليتثايتد‪ ،‬دو لحلتة ‪1397‬ذا‪ ،‬نوفي تشرن ث ‪1977‬ا‪ ،‬فا‪73‬‬ ‫‪-14-‬‬ ‫حد لإلسالا لإلنسان يلى ليتس يف بنلات ل ب ‪ ،‬وليتعكسب من خاليفا لملس فخرة يتإ؛ يتال فثني ِّسئخ ليتنيب‬ ‫يتقد ف‬ ‫ِّ‬ ‫ب هفْ ِّ؟ قال‪« :‬يي ِّ ليتفر ِّب خ بخة خدهخ وِّك باْة م ْ ِّوب»(‪.)1‬‬ ‫‪:‬هي ليتْكس خ‬ ‫ْ‬ ‫وبني ليتنيب ‪ ‬هن هف كسب كعسلإ لإلنسان ذو ما كان فةإ سجيابةا ن س ت فةإ دله‪ ،‬ووف ن إ سا ل لق‪،‬‬ ‫ف‬ ‫وفان بإ ن سإ ين دل ليتسؤ ل‪ ،‬ف ن لملقدلا ‪ ‬هن ليتنيب ‪ ‬قال‪« :‬ما هك هحد ط ًاما قط‪ ،‬خ ْ ًال خم ْن ه ْن أيْ ِّك خم ْن‬ ‫خ خ خ (‪.)2‬‬ ‫خخ‬ ‫لّلِلخ د ِّلود يلْة خإ ليت فسال ِّا‪ ،‬كان أيْ ِّك ِّ خم ْن يي ده»‬ ‫يب ف‬ ‫يي خ ده‪ ،‬وسخ فن نخ ف‬ ‫قد حد ليتنيب ‪ ‬يلى ليت ي لإلجياب وليتس يف ل ب ح يف خر حلظات لحلةاة‪ ،‬ف ن هنس بن مايتك ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫ت يلى هح خد ِّك ِّم ليتْ خقةامةِّ‪ ،‬وخيف خدهخ ف خسةلة(‪ )3‬فالْةا ْغ خر ْس ا» (‪.)4‬‬ ‫قال بسول ‪« :‬سخ ْن قام ْ‬ ‫لحلةاث لملثير‪ ،‬وتربة م يلى لحىبلا قةية ل وقات وليتزمان‪ ،‬فال‬ ‫ذاه ذ ليتثقافة لإلسالمةة ليت يفدي هتلاي ا سا ليتس‬ ‫‪.‬‬ ‫وقت يتلل ايتة‪ ،‬وس ال يتلع‬ ‫ستا تربة م يلى ه فن لحلةاة منثة من لملنل ليترمنةة‪ ،‬وس عم اكرذا سس مقعناص هوقايفا‪ ،‬ولسعغالل سايايفا‪.‬‬ ‫اخلاصية اخلامسة‪ :‬املثالية الواقعية‬ ‫ويقال ون ًسا‪ ،‬ونقصد‬ ‫نقصد مملثايتةة ه فن ليتثقافة لإلسالمةة يفد سا بق لإلنسان سا همسى دببات ليترق ً‬ ‫بوحا ً‬ ‫ميتولق ةة قابلةع ا ن تكون منادج ت لةقةة يف نا لحلةاة لإلنسانةة‪.‬‬ ‫والثقافة اإلسالمية يف مثاليتها تربط لملسلم بم ليتكيال ليتلشري وذم ل نلةاء وليترس ‪ ،‬ويلى بهس م ليترسول ل اص‬ ‫ﭐﱡﭐﲾﲿﳀﳁ ﳂ ﳃﳄ ﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏ ﱠ األحزاب‪21 :‬‬ ‫‪‬؛ يتال قال ت اا‪:‬‬ ‫‪ ‬يف هقوليتإ وهف ايتإ وهحوليتإ؛ وهلال هِّمر ليتنا‬ ‫قول لبن كثا‪" :‬ذاه ل ة ليتكرةة هف كلا يف ليتعأس برسول‬ ‫وسالمإ‬ ‫ميتعأس ميتنيب ‪ ‬وا ل حزل ‪ ،‬يف ف ه ومصابرتإ ومرلب عإ و اذدتإ ولنعظابه ليت رج من ببإ يز وب ‪ ،‬فلولت‬ ‫دلصيا سا وا ليتد ن"(‪.)5‬‬ ‫يلةإ ً‬ ‫(‪ ) 1‬هخربإ ليت ل يف لمل تم ليتكلا‪( ،‬لمل تم ليتكلا‪ ،‬سلةيان بن ه د بن ه و ‪ ،‬هبو ليتقاسم ليت ل ‪ ،‬حتقةق‪ :‬دي بن يلد لجملةد‪ ،‬مكعلة لبن تةيةة طا‪ ،2‬با‪4‬فا‪ ،276‬بقم‬ ‫‪)4411‬‬ ‫(‪ ) 2‬هخربإ لإلماا ليتلخابي يف فثةثإ‪ ،‬كعا ليتلةوع‪ ،‬م كسب ليترب وييلإ بةده با ‪ 3‬فا‪ ،57‬بقم (‪)2072‬‬ ‫(‪ )3‬هي خنلة فغاة سد ليت سة فغاب ليتنخ ‪ ،‬فةض ليتقد ر ارح لرام ليتصغا‪ ،‬من ليتد ن يلد ليترؤو لملناوي‪ ،‬لملكعلة ليتعتابة ليتك و‪ ،‬مصر طا ‪1356(1‬ذا) با‪ 3‬فا‪30‬‬ ‫ه د بن حنل ‪ ،‬حتقةق‪ :‬ا ةب ل بنؤوط و خرون‪ ،‬مؤسسة ليترسايتة‪،‬‬ ‫(‪ )4‬هخربإ ه د يف مسنده‪ ،‬با‪ 20‬فا‪ ،25‬بقم (‪( )12902‬مسند لإلماا ه د بن حنل ‪ ،‬هبو يلد‬ ‫طا‪1421(،1‬ذا ‪ 2001 -‬ا)‬ ‫(‪ )5‬ت سا ليتقر ن ليت ظةم‪ ،‬هبو ليت دلء سمساية بن كثا‪ ،‬حتقةق‪ :‬سام بن ييد سالمة‪ ،‬دلب طةلة‪ ،‬طا‪1420(2‬ذا ‪1999 -‬ا)‪ ،‬با‪6‬فا‪391‬‬ ‫‪-15-‬‬ ‫والثقافة اإلسالمية يف واقعيتها تلني ه فن هلال لإلنسان طاقة يدودة ووس ًا م ةنًا صلل من ليتش ط خت ةإ‪ ،‬ول اكر‬ ‫لإلسالا ذال لملليل يف نا لحلد د ين خلق لإلنسان فثسب‪ ،‬ب سنإ بب إ كايتك بق ةة هدلء ليتعكايتةا‪ ،‬فقال ت اا‪:‬‬ ‫ﲫ ﱠ البقرة‪2٨٦ :‬‬ ‫ﲬ‬ ‫ﭐﱡﭐﲦﲧ ﲨ ﲩﲪ‬ ‫ﳕ ﳗﳘﳙﳚﳛﳜﳝ ﱠ البقرة‪2٨٦ :‬‬ ‫ﳖ‬ ‫وقال‪ :‬ﭐﱡﭐﳈﳉ ﳊﳋﳌﳍﳎ ﳐ‬ ‫ﳏﳑ ﳒ ﳓ ﳔ‬ ‫س فن سخلاب لإلسا ااالا فن هلال لملخلوق طاقةً س ِّكلفا فوق ا‪ ،‬ووسا ا ا س ِّ ايتب مبا ز د ينإ يتةس ً‬ ‫سخلابل ين ق ا ااةة‬ ‫ؤسس يتزلو ة من مول ليتس لإلنسا لملن لق يف مساب ذاه لحلةاة‪.‬‬ ‫خ‬ ‫تشر ةة خافة‪ ،‬ب ذو مليل من ت ياا خ‬ ‫سنإ مليل ن سا ا و عي رخخاا اد ليتسا ا لإلنسا ااا فةين إ من ليتشا ا ط‪ ،‬ذال ليتشا ا ط ليتاي ا ااث فةإ لإلنسا ااان‬ ‫ينإ ه فن ب ِّسا اول خ ‪‬‬ ‫مؤذال هلا هفا ا ًاال؛ يتال باء ي ْن هنس با ا ا‬ ‫يابزل ين ليتع اط م مقع ا ااةايفا ليت ل ِّخيلق خل ًقا ً‬ ‫ً‬ ‫ول خ ‪« :‬ذ ْ ِّكْنت ت ْديِّو بخش ْ ء ه ْو ت ْسأيتِّإِّ سخ ف هِّ؟»‬ ‫ياد ب ِّب ًال خمن ليتْ ِّي ْسلخ خيني ق ْد خ ت فصاب خمثْ ليتْ ْرخخ (‪ ،)1‬فاقال يتإِّ ب ِّس ِّ‬ ‫ول خ ‪ِّ « :‬س ا ا ا اْلثان خ س‬ ‫ول‪ :‬ليتل ِّ فم ما ِّكْنت ِّم اقخخيب بخخإ خيف ل ْ خخرةخ‪ ،‬فا خختلْإِّ خيل خيف ليتدنْاةا‪ ،‬فاقال ب ِّس ا ا ا ا ِّ‬ ‫ت هقِّ ِّ‬ ‫قال‪ :‬نا ْم‪ِّ ،‬كْن ِّ‬ ‫تِّ خ ِّةقإِّ ‪ -‬ه ْو س ت ْس اع خ ة ِّإِّ ‪ -‬هفال قاِّلْت‪ :‬ليتل ِّ فم تخنا خيف ليتدنْاةا حس انةً وخيف ل ْ خخرةخ حس انةً‪ ،‬وقخنا يال ليتنفا خب قال‪ :‬فديا يتإِّ‪،‬‬ ‫فش اهِّ »(‪.)2‬‬ ‫وقد فبني لهلدي ليتنلوي كةا ه فن ليت لادة ميعلابذا غا ة يظيى من غا ت خلق لإلنس ا ا ا ا ااان مولفقة يت لة ة ذال ليتكاصن‬ ‫فيب ‪ ‬بهو اا اْة ًخا اِّ ادو ب ْني لبْاناْة خإ‪ ،‬قال‪« :‬ما م ِّل ذال؟»‪ ،‬قايتِّول‪:‬‬ ‫ف‬ ‫ويتةسا اات مصا ااادمة هلا‪ ،‬ف ْن هنس ب خاا ا ف‬ ‫لّلِلِّ يْنإِّ‪ ،‬هن ليتنخ خ‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫ب ذال نا ْ سإِّ يتغ خ ٌّ‬ ‫ين»‪ ،‬وهمرهِّ ه ْن ا ْركب‬ ‫لّلِل ي ْن تا ْ خا خ‬ ‫ناب ه ْن ةْ خش ‪ ،‬قال‪« :‬سخ فن ف‬ ‫اخلاصية السادسة‪ :‬العاملية‬ ‫س فن ليتنا ر يتلثقافة لإلسا ااالمةة دب من هول وذلة هن من هيظم خصا اااصصا ا ا هتا قافة ياملةة يفد سا ذدل ة ل لق يف‬ ‫ك بق ة ت ل يلة ا ليتشيس هو تغر ‪.‬‬ ‫اا‪:‬ﭐﭐﱡﭐ ﱓ‬ ‫ﱒ ﱔ ﱕ ﱖﱗ ﱘ ﱙ‬ ‫وقد تظاذرت نصوص ليتوح لإلهل يتعقر ر ذاه ل افةة‪ ،‬ومن ا قويتإ ت‬ ‫ﱚ ﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣ ﱠ إبراهيم‪1 :‬‬ ‫اا‪ :‬ﱡﭐﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫ‬ ‫وقويتإ ت اا‪:‬ﭐﱡﭐﲀﲁﲂﲃﲄﲅﱠ األنبياء‪ ، :‬وقويتإ ت‬ ‫ﲬﱠ الفرقان‪1 :‬‬ ‫(‪ )1‬خ ت ب عل ليت اء هي ا ِّا من خ ت سدل ا ا وسكن (فصاب)‪ :‬هي‪ :‬بسلب ليت ا (مث ليت رخ)‪ :‬وذو ويتد ليت ا هي مثلإ يف كثرة ليتنثافة‪ ،‬وقلة ليتقوة‪( ،‬مرقاة لمل اتةل‬ ‫ارح مشكاة لملصابةل‪ ،‬يل بن سل ان ييد ليتقابي‪ ،‬دلب ليت كر‪ ،‬باوت‪ ،‬يتلنان‪ ،‬طا‪1422(،1‬ذا ‪2002،‬ا)‪ ،‬با‪5‬فا‪1738‬‬ ‫(‪ )2‬هخربإ مسلم يف فثةثإ‪ ،‬كعا ليتاكر وليتدياء وليتعوبة ولسسعغ اب‪ ،‬م كرلذة ليتدياء بع تة ليت قوبة يف ليتدنةا با‪4‬فا‪ 2068‬بقم (‪)2688‬‬ ‫(‪ )3‬هخربإ ليتلخابي يف فثةثإ‪ ،‬كعا لحلج‪ ،‬م من ناب لملش سا ليتك لة با‪3‬فا‪ 19‬بقم (‪)1865‬‬ ‫‪-16-‬‬ ‫أسئلة ومترينات‬ ‫أوال‪ :‬ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة‪ ،‬وعبارة (‪ )X‬أمام العبارة اخلاطئة‬ ‫‪ 1‬ا ا من م ا ليتثقافة يف ليتلغة سفابة ليتش ء يلى لسعولء‪.‬‬ ‫‪ 2‬ا ا من م ا ليتثقافة يف ليتلغة تقومي ليوباج ليتش ء‪.‬‬ ‫‪ 3‬ا يتةس من م ا ليتثقافة يف ليتلغة ليت نة ولحلاق‪.‬‬ ‫‪ 4‬ا ك من ليتثقافة وليت لم ليتعتر يب عيد يلى منافا لمل رفة لإلنسانةة من ليت ق ولحلول لإلنسانةة‪.‬‬ ‫‪ 5‬ا ليت لم ليتعتر يب خاص مبتعي ب ةنإ هو بةئة ب ةن ا‪.‬‬ ‫‪ 6‬ا ليت لم ليتعتر يب يتةس يتإ قوليد وهفول يددة باممة‪.‬‬ ‫فة ا‪.‬‬ ‫‪ 7‬ا ليتثقافة ااملة س ختص‬ ‫اثنيا‪ :‬اخرت اإلجابة الصحيحة من بني اإلجاابت التالية‪:‬‬ ‫‪ 1‬ا ليتثقافة (س تؤخا سس بقةود واروط ا ا تؤخا بقةود دون اروط ا تؤخا بشروط دون قةود ا مجة لإلبامت خاطئة)‬ ‫‪ 2‬ا ليت لم ليتعتر يب ِّكعسب من (ليتلةئة فقط ا لسحعكا م خر ن فقط ا ليتلةئة ولسحعكا م خر ن ا مجة لإلبامت‬ ‫خاطئة)‬ ‫‪ 3‬ا لحل ابة (ت لق يلى ما نشئإ لإلنسان يف ليتنولح ليتنظر ة فثسب ا ت لق يلى ما نشئإ لإلنسان يف ليتنولح‬ ‫لملاد ة فثسب ا ت لق يلى ما نشئإ لإلنسان يف ليتنولح ليتنظر ة ولملاد ة ا ت لق يلى ما نشئإ لإلنسان يف ليتنولح‬ ‫ليتعتر لةة ولملاد ة)‬ ‫‪-17-‬‬ ‫الوحدة الثانية‬ ‫مصادر الثقافة اإلسالمية‬ ‫الوحدة الثانية‬ ‫مصادر الثقافة اإلسالمية‬ ‫عناصر الوحدة‬ ‫‪ 1‬ـ ـ املصدر األول‪ :‬القرآن الكرمي‬ ‫‪ 2‬ـ املصدر الثاين‪ :‬السنة النبوية‬ ‫أهداف الوحدة‬ ‫هتدف هذه الوحدة إىل متكني الطالب من‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ معرفة مفهوم القرآن الكرمي‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ متييز خصائص القرآن الكرمي‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ التدليل على أوجه إعجاز القرآن الكرمي‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ تبيني مفهوم السنة النبوية‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ إيضاح مكانتها من القرآن الكرمي‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ شرح مراحل تدوين السنة النبوية‪.‬‬ ‫املبحث األول‬ ‫القرآن الكرمي‬ ‫توطئة‬ ‫ميثل القرآن الكرمي املصدر األول واألعظم للثقافة اإلسالمية‪ ،‬فهو الكتاب الذي أسس دعاءمها‪،‬‬ ‫وأرسى أسسها‪ ،‬وقرر مفرداهتا‪.‬‬ ‫إن القرآن الكرمي منح الثقافة اإلسالمية مسة احلفظ واخللود‪ ،‬فال ميكن أن تبيد كما ابدت عشرات‬ ‫الثقافات‪ ،‬وال ميكن أن ممتحى كما حميت عشرات األفكار واملذاهب‪ ،‬بل ستظل حاملة مشعل اهلداية‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬ ‫والناظر إىل اتريخ األمة اإلسالمية جيد أن إقباهلا على هذا الكتاب العزيز قد سار يف مسالك ثالثة‪:‬‬ ‫وترديدا حىت رسخ يف قلبها‪ ،‬وانلت شرف أن تكون‬ ‫ً‬ ‫املسلك األول‪ :‬مسلك اإلقبال عليه تالوةً ً‬ ‫ومساعا‬ ‫ﱡﭐ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ‬ ‫سببًا يف حفظ الكتاب الذي تكفل هللا حبفظه يف قوله تعاىل‪:‬‬ ‫ﱠ الحجر‪٩ :‬‬ ‫وتفكرا انطالقًا من يقينها أبن مداده الروحي ال ينفد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وتدبرا‪،‬‬ ‫فهما‪ً ،‬‬‫املسلك الثاين‪ :‬مسلك اإلقبال عليه ً‬ ‫وأن عطاءه املعريف ال ينقطع‪ ،‬فأمثر هذا اإلقبال ترا ًًث معرفيًّا منقطع النظري ليس يف إطاره الكمي فحسب‪،‬‬ ‫بل يف إطاره الكيفي كذلك واملتمثل يف مناهج التفكري‪ ،‬وضوابط املعرفة‪ ،‬وآليات االستدالل‪ ،‬وعشرات من‬ ‫األفرع املعرفية اليت توجهت إليها آالف من العقول ممستَثارةً بدعوة هذا الكتاب إىل النظر والتفكر‪.‬‬ ‫املسلك الثالث‪ :‬مسلك اإلقبال على هذا الكتاب استهداءً مبا فيه‪ ،‬وترمجةً حلِ َك ِمه وعمال أبحكامه‪ ،‬فأمثر‬ ‫مثيال هلا ليس يف نتاجها املادي فحسب‪ ،‬بل ابألساس يف قيمها‬ ‫هذا اإلقبال حضارة مل يعرف التاريخ ً‬ ‫الروحية واالجتماعية واملعرفية‪.‬‬ ‫كتاب مساواي هبذا القدر يتوجب علينا التعرف عليه‪ ،‬والكشف عن خصائصه ومعرفة أوجه إعجازه‬ ‫إن ً‬ ‫إىل غري ذلك من املسائل اليت سنتطرق إليها يف الصفحات القادمة‪.‬‬ ‫واصطالحا‬ ‫ً‬ ‫أول‪ :‬تعريف القرآن الكرمي لغةً‬ ‫ً‬ ‫تعريف القرآن لغة‪:‬‬ ‫هناك عدة أقوال يف ذلك على النحو التايل‪:‬‬ ‫ القول األول‪ :‬القرآن مشتق من القرء مبعىن اجلمع‪ ،‬ومنه قرأت املاء يف احلوض إذا مجعته‪ ،‬مِ‬ ‫ومسمي‬ ‫الكالم املنزل على النيب املرسل به قرآان ألنه مجع السور أو مجع مثرات الكتب السابقة‪.‬‬ ‫ القول الثاين‪ :‬القرآن مشتق من قرنت الشيء ابلشيء إذا ضممته اليه‪.‬‬ ‫بعضا‪.‬‬ ‫ القول الثالث‪ :‬القرآن مشتق من القرائن ألن اآلايت فيه ي ِ‬ ‫ص مدق بعضها ً‬ ‫مَ‬ ‫ القول الرابع‪ :‬القرآن مشتق من قرأ مبعىن تال‪.‬‬ ‫مهموزا وال مشت ًقا‪ ،‬بل موضع‬ ‫ً‬ ‫ القول اخلامس‪ :‬ذهب اإلمام الشافعي إىل أنه اسم جامد ليس‬ ‫املنزل على سيدان حممد عليه الصالة والسالم(‪.)1‬‬ ‫ليكون َعلَما على الكالم َّ‬ ‫ويف هذا االسم داللة واضحة على أمهية أخذ القرآن ابلقراءة على أهل االختصاص لنؤدي األلفاظ‬ ‫كما أمنزلت على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وأن ال نكتفي ابملكتوب من غري مم َعلمِم يعلمنا كيفية‬ ‫األداء للتالوة‪.‬‬ ‫تعريف القرآن الكرمي يف الصطالح‬ ‫النيب حممد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬املكتوب يف املصاحف‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫هو كالم هللا املمعجز املم َّنزل على قلب ِم‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫املنقول ابلتواتر‪ ،‬واملتعبَّد بتالوته‪ ،‬من أول الفاحتة إىل آخر سورة الناس‬ ‫شرح التعريف وإخراج احملرتزات‬ ‫هذا التعريف تعريف جامع مانع‪ ،‬موضعت فيه عدة قيود نفهم من خالله األمور اآلتية‪:‬‬ ‫قولنا‪ :‬كالم هللا‪ :‬قيد خيرج به كالم غريه كاإلنس واجلن واملالئكة‪.‬‬ ‫املعجز‪ :‬قيد يبني ضعف اخللق وعجزهم جمتمعني عن أن أيتوا مبثله أو مبقدار أقصر سورة منه‪.‬‬ ‫وقولنا ِ‬ ‫املنزل‪ :‬قيد خيرج به ما استأثر هللا بعلمه أو ألقاه إىل مالئكته من الكالم ليعملوا به ال لينزلوه على‬ ‫وقولنا َّ‬ ‫أحد من البشر‪.‬‬ ‫‪ - 1‬ينظر‪ :‬إعراب القرآن وبيانه‪ ،‬حميي الدين بن أمحد مصطفى‪ ،‬دار الشئون اجلامعية‪ ،‬محص‪ ،‬سوراي‪ ،‬جـ‪4‬صـ ‪216‬‬ ‫‪ - 2‬ينظر‪ :‬مناهل العرفان‪ ،‬حممد عبد العظيم الزرقاين‪ ،‬مطبعة عيسى البايب احلليب وشركاه‪ ،‬القاهرة‪ ،‬جـ ‪1‬صـ‪21‬‬ ‫وقولنا‪ :‬على قلب النيب حممد ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬قيد خيرج به الكالم املنزل على غريه من‬ ‫األنبياء كالتوراة املنزلة على موسى عليه السالم واإلجنيل املنزل على عيسى عليه السالم والزبور املنزل على‬ ‫داود عليه السالم والصحف املنزلة على إبراهيم عليه السالم‪.‬‬ ‫وقولنا‪ :‬املتعبد بتالوته قيد خترج به األحاديث القدسية‪.‬‬ ‫وح ِفظ منذ عهد النيب‬ ‫وقولنا املكتوب يف املصاحف‪ :‬قَـيد يدل على مزية للقرآن وهي أنه مد مون ابلكتابة م‬ ‫صلمى هللا عليه وسلم وإبشرافه واعتنائه‪.‬‬ ‫وقولنا املنقول بلتواتر‪ :‬قيد خيرج ما ليس متواترا‪ ،‬وسيأيت احلديث عن التواتر يف خصائص القرآن‪.‬‬ ‫إن تعريف القرآن الكرمي يعكس لنا مدى تفرده عن غريه من الكتب‪ ،‬ومن مث تفرد الثقافة اليت أتسست‬ ‫عليه وهي الثقافة اإلسالمية‪ ،‬فبينما قامت العديد من الثقافات على جمرد أقوال بشرية رأينا يف تعريف‬ ‫وضوحا من خالل احلديث عن خصائصه‬ ‫ً‬ ‫القرآن الكرمي مكانته السامقة ودرجته الرفيعة‪ ،‬وسيزداد األمر‬ ‫وما متثله كل خاصية منها للثقافة اإلسالمية‪.‬‬ ‫اثنيا‪ :‬خصائص القرآن الكرمي‬ ‫صصتمهم) بكذا ابلفتح إذا جعلته له دون غريه فهي امليزة اليت ال‬‫ويقال(خ َ‬ ‫َ‬ ‫اخلصائص مجع خاصية‪،‬‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫تنفك عن الشيء‪ ،‬فتكون مميزة للشيء عن غريه‬ ‫والقرآن الكرمي نزل على سيدان حممد عليه الصالة والسالم ليخرج الناس من الظلمات إىل النور‪ ،‬ولكنه‬ ‫كتاب خيتلف عن الكتب اليت سبقته من حيث أن كل نيب ممن أنزل عليهم كتاب‪ ،‬كان يـم َؤيَّد ابملعجزة‬ ‫من أجل أن يصدقه قومه فكانت املعجزة غري الكتاب املنزل ‪ ،‬فسيدان موسى عليه الصالة والسالم‬ ‫كتااب له يهتدي به قومه‪ ،‬أما معجزاته فكانت شيئًا آخر‪ :‬العصا واليد‪ ،‬وكذلك سيدان‬‫أمنزلت عليه التوراة ً‬ ‫عيسى عليه الصالة والسالم‪ ،‬أمعطي اإلجنيل ومعه من املعجزات ما معه مما ال خيفى‪ ،‬فانفرد القرآن الكرمي‬ ‫( ‪.)4‬‬ ‫معا‬ ‫أبنه كان كتاب تشريع ومعجزة ً‬ ‫كتااب مساواي فهو كذلك معجزة للنيب صلى‬ ‫ومن هنا كان هلذا القرآن خصائص‪ ،‬انفرد هبا‪.‬فهو مع كونه ً‬ ‫هللا عليه وسلم‪.‬‬ ‫‪ 3‬املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري للرافعي‪ ،‬أمحد بن حممد بن علي املقري الفيومي‪ ،‬املكتبة العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬جـ‪171 ،1‬‬ ‫عباس‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬األردن‪ ،‬صـ‪403‬‬‫‪ - 4‬التفسري واملفسرون أساسياته واجتاهاته ومناهجه يف العصر احلديث‪ ،‬فضل حسن َّ‬ ‫ومما ل شك فيه أن خصائص القرآن الكرمي كثرية نذكر منها‪-:‬‬ ‫‪-1‬نقله بلتواتر‪:‬‬ ‫والتواتر يف أصل اللغة عبارة عن جميء الواحد بعد الواحد بفرتة بينهما‪ ،‬وأما يف اصطالح‬ ‫( ‪.)5‬‬ ‫العلماء‪ ،‬فهو خرب أقوام بلغوا يف الكثرة إىل حيث حصل العلم بقوهلم‬ ‫وتواتر القرآن معناه أن الذي نقل القرآن الكرمي مجع عن مج ٍع يستحيل تواطؤهم على الكذب‬ ‫( ‪.)6‬‬ ‫فالتواتر يفيد العلم القطعي‪ ،‬فهم مجع ميتنع تواطؤهم على الكذب يف مجيع الطبقات من أول‬ ‫السند إىل منتهاه‪.‬‬ ‫ويرى اإلمام النووي أن املتواتر ما نقله من حيصل العلم بصدقهم ضرورةً عن مثلهم من أول‬ ‫السند إىل آخره(‪ ،.)7‬وهلذا فإن القراءات العشر املتواترة ثبتت ابلتواتر‪.‬‬ ‫ما خيرج هبذه اخلاصية‬ ‫وخترج هبذه اخلاصية القراءات الشاذة فهي ابلتأكيد ليست قرآانً؛ ألهنا مل تمنقل ابلتواتر وإمنا‬ ‫نمقلت خبرب اآلحاد‪ ،‬ولكن ميكن االستفادة منها يف تفسري آي الكتاب املبني‪.‬‬ ‫‪- 2‬وجوب أدائه كما أُنزل بلفظه‬ ‫فإن لفظه من هللا عز وجل‪ ،‬وهذا يعىن أن ما أوحاه جربيل إىل النيب‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬ليس‬ ‫جلربيل عليه السالم دور فيه إال إنزاله على قلب النيب‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،-‬وليس للنيب ‪-‬صلى هللا‬ ‫ﭐﱡﭐ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ‬ ‫عليه وسلم‪ -‬إال تبليغه للعاملني‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﱠ الشعراء‪1٩٥ - 1٩٢ :‬‬ ‫‪ 5‬نفائس األصول يف شرح احملصول‪ ،‬شهاب الدين أمحد بن إدريس القرايف‪ ،‬حتقيق‪ :‬عادل أمحد عبد املوجود‪ ،‬علي حممد معوض‪ ،‬مكتبة نزار مصطفى‬ ‫الباز‪ ،‬طـ‪1416(1‬هـ ‪1995 -‬م) جـ‪6‬صـ‪2808‬‬ ‫‪ 6‬ينظر‪ :‬نظم املتناثر من احلديث امل?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser