ملخص فاينل ثقة 1 PDF

Summary

ملخص حول اإليمان بالقدر ، ومناقشة مراتب القدر وأقسامه. يستعرض مفهوم اإليمان بالقدر في الإسلام، وكيفية االحتجاج به.

Full Transcript

‫اإليمان بالقدر‬ ‫الوحدة السادسة‪:‬‬...

‫اإليمان بالقدر‬ ‫الوحدة السادسة‪:‬‬ ‫منزلة اإليمان بالقدر‬ ‫‪-‬اإليمان بالقدر من اإليمان بربوبية الله سبحانه وتعالى ؛ إذ اإليمان به يعني اإليمان يعلم الله السابق ومشيئته وكتابته وخلقه ‪ ،‬وكلها‬ ‫أفعال الله تعالى تتدرج في توحيد الربوبية‪ ،‬قال تعالى‪(:‬إنا كل شيء خلقناه بقدر)‬ ‫‪-‬التصديق واإلقرار الجازم بأن الله تعالى قدر مقادير الخالئق قبل أن يخلقهم ‪ ،‬وقدر آجالهم وأرزاقهم وأعمالهم ‪ ،‬وعلم كل شيء جملة‬ ‫وتفصيال أزال وأبًد ا ‪ ،‬وهو الذي كتب ما يصيرون إليه من سعادة أو شقاوة ‪ ،‬وهو الذي له المشيئة النافذة فما شاء كان وما لم يشأ لم‬ ‫معنى االيمان بالقدر‪:‬‬ ‫يكن ‪ ،‬وهو خالق كل شيء وربه ومليكه‪.‬‬ ‫ما يتضمنه اإليمان بالقدر‬ ‫ثانيا‪ :‬التصديق واإلقرار الجازم بالكتابة في اللوح المحفوظ ‪،‬‬ ‫أوال‪ :‬التصديق واإلقرار الجازم بعلم الله األزلي المحيط‬ ‫اوال‪:‬مراتب القدر‬ ‫قال تعالى‪(:‬ما فرطنا في الكتاب من شيء)‬ ‫بكل شيء ‪ ،‬قال تعالى‪(:‬ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء‬ ‫واألرضۗ إن ذلك في كتابۚ إن ذلك على الله يسير)‬ ‫وقال النبي‪ «:‬كتب الله مقادير الخالئق قبل أن يخلق السموات واألرض‬ ‫بخمسين ألف سنة»‪.‬‬ ‫ثالثا‪:‬التصديق واإلقرار الجازم بمشيئة الله النافذة‬ ‫رابعا‪ :‬التصديق واإلقرار الجازم بأن الله خالق كل شيء ‪،‬‬ ‫وقدرته الشاملة ‪ ،‬قال تعالى‪(:‬وما تشاءون إال أن يشاء الله رب العالمين)‬ ‫قال تعالى‪(:‬الله خالق كل شيءۖ وهو على كل شيء وكيل)‬ ‫وقال النبيﷺ لمن قال له ما شاء الله وشئت‪ «:‬أجعلتني لله عدًال! بل ما شاء الله وحده»‪.‬‬ ‫وقال تعالى‪(:‬والله خلقكم وما تعملون)‬ ‫أقسام التقدير بحسب وقت وقوعه هي‪:‬‬ ‫‪-4‬التقدير‬ ‫‪-1‬التقدير العام‬ ‫ثانيا‪:‬أقسام التقدير‬ ‫‪-3‬التقدير‬ ‫‪-2‬التقدير‬ ‫اليومي‬ ‫السنوي‬ ‫العمري‬ ‫لجميع الكائنات‬ ‫‪ -‬وهو تقدير ما يجري كل يوم من‬ ‫‪-‬وهو تقدير ما يجري كل سنة ‪،‬‬ ‫‪-‬وهو تقدير كل ما يجري على العبد‬ ‫‪-‬وهو المكتوب في اللوح‬ ‫عّز وذل وعطاء ومنع وإحياء وإماتة‬ ‫✅‬ ‫ويحصل ذلك في ليلة القدر من‬ ‫من نفخ الروح فيه إلى نهاية أجله ‪،‬‬ ‫المحفوظ قبل خلق السموات‬ ‫وغير ذلك ‪،‬‬ ‫كل سنة ‪،‬‬ ‫واألرض بخمسين ألف سنة‪.‬‬ ‫وفي الحديث قال النبيﷺ‪« :‬ثم يرسل‬ ‫قال تعالى‪(:‬يسأله من في السماوات‬ ‫قال تعالى‪(:‬وفيها يفرق كل أمر‬ ‫إليه الملك فينفخ فيه الروح ‪ ،‬ويؤمر بأربع‬ ‫واألرضۚ كل يوم هو في شأن)‬ ‫حكيم)‬ ‫كلمات‪ :‬بكتب رزقه ‪ ،‬وأجله ‪ ،‬وعمله ‪،‬‬ ‫وشقي أو سعيد»‪.‬‬ ‫‪-‬يجب اإليمان بأن للعباد مشيئة وقدرة يفعلون بها ما أقدرهم الله تعالى عليه ‪ ،‬مع اعتقاد أن العباد ال يشاؤون إال أن يشاء الله ‪،‬‬ ‫قال تعالى‪(:‬وما تشاءون إال أن يشاء الله)‬ ‫ثالثا‪:‬مسألة أفعال‬ ‫‪-‬فجميع األفعال المنسوبة للعباد ال تخرج عن خلق الله تعالى وتقديره‬ ‫العباد‪:‬‬ ‫وهي تنقسم‪ -‬من حيث اختيارهم‬ ‫واضطرارهم إلى قسمين‪:‬‬ ‫النوع ما ليس للعبد فيها مشيئة‬ ‫ما يكون للعبد فيها مشيئة‬ ‫النوع‬ ‫واختيار‬ ‫الثاني‪:‬‬ ‫واختيار‬ ‫األول‪:‬‬ ‫‪-‬ما ليس للعبد فيها مشيئة واختيار ‪ ،‬مثل‪ :‬اإلحياء واإلماتة والمرض‬ ‫‪-‬وهذه تتعلق بفعل العبد ومشيئته واختياره ‪ ،‬والله تعالى هو‬ ‫والصحة ‪،‬‬ ‫الذي أعطى العباد قدرة على الفعل أو الترك وجعل ذلك إليهم‪.‬‬ ‫قال تعالى‪(:‬وربك يخلق ما يشاء ويختارۗ ما كان لهم الخيرة)‬ ‫مثال على‪:‬افعال يحمد العبد على‬ ‫🛑‬ ‫قال تعالى‪(:‬لمن شاء منكم أن يستقيم)‬ ‫وقال تعالى‪(:‬هو الذي يصوركم في األرحام كيف يشاء)‬ ‫✅‬ ‫المحمود منها‬ ‫وقال تعالى‪(:‬فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)‬ ‫‪-‬والله تعالى ال يعاقب على النوع الثاني ‪ ،‬وهو األمر االضطراري ‪،‬‬ ‫وإنما يعاقب العبد على النوع األول وهو األمر االختياري ‪،‬‬ ‫‪-‬فالعباد يحمدون على المحمود منها ‪ ،‬ويذمون على المذموم‪.‬‬ ‫قال تعالى‪(:‬وما انا بظالم للعبيد)‬ ‫‪-‬واإلنسان يعرف الفرق بين االختيار واالضطرار ‪ ،‬فعند نزوله من‬ ‫سطح منزله قد ينزل بالسلم نزوال اختياريا‪ ،‬وقد يسقطه غيره من‬ ‫السطح ‪ ،‬فاألول اختيار والثاني إجبار‪.‬‬ ‫‪-‬فإذا أمن العبد فهو بمشيئته وإرادته ‪ ،‬وإذا كفر فهو كافر بمشيئته‬ ‫✅‬ ‫وإرادته ‪،‬‬ ‫قال تعالى‪(:‬فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)‬ ‫األحداث التي يحصل فيها االحتجاج بالقدر نوعان‪:‬‬ ‫رابعًا ‪:‬مسألة‬ ‫النوع الثاني‪ :‬االحتجاج‬ ‫النوع األول‪:‬االحتجاج‬ ‫االحتجاج بالقدر‪:‬‬ ‫بالقدر على المصائب‬ ‫بالقدر على المعاصي‬ ‫‪-‬يعني أن يفعل أحدهم المعصية ويحتج بأن عملها من قدر الله تعالي ‪ ،‬أو يترك أحدهم الطاعة ويحتج بأن تركها‬ ‫‪-‬يجوز االحتجاج بالقدر على المصائب ال على‬ ‫من قدر الله‪.‬‬ ‫المعائب والذنوب ‪ ،‬فإذا نزلت بالعبد مصيبة‬ ‫‪ -‬فنقول لمن يحتج بالقدر‪ :‬إن من المشاهد المحسوس أن لك إرادة ‪ ،‬تستطيع أن تحصل مطلوباتك بها ‪ ،‬فتأكل وتشرب‬ ‫⭕‬ ‫يحسن أن يقول‪ « :‬قدر الله وما شاء فعل » ‪،‬‬ ‫مثال ‪ ،‬ولم تترك الطعام والشراب اعتمادا على القدر ‪ ،‬بل سعيت في تحصيلهما وتناولهما ‪ ،‬فما الفرق بين الطعام والشراب‬ ‫وبين غيرهما من األعمال الصالحة‪.‬‬ ‫لقول رسول الله ﷺ‪« :‬وإن أصابك شيء فال تقل لو أني‬ ‫‪ -‬ونقول ايضا‪ :‬إن من المشاهد المحسوس أن لك إرادة ‪ ،‬تستطيع أن تبتعد عن مكروهاتك بها ‪ ،‬فتبتعد عن النار مثال ‪ ،‬ولم‬ ‫⭕‬ ‫تترك االبتعاد عنها اعتمادا على القدر ‪ ،‬بل سعيت في تجنبها واالبتعاد عنها ‪ ،‬فما الفرق بين النار وبين غيرها من المعاصي‬ ‫فعلت كان كذا وكذا ‪ ،‬ولكن قل قدر الله وما شاء فعل‬ ‫واآلثام‪.‬‬ ‫فإن ( لو ) تفتح عمل الشيطان»‪.‬‬ ‫‪ -‬ونقول أيضا‪ :‬لو جاز ألحد أن يحتج بالقدر على ما يفعله من السيئات أو ما يترك من الواجبات لم ُيعاقب ظالم ‪ ،‬ولم يقم‬ ‫⭕‬ ‫على أحد حد ‪ ،‬وهذا من الفساد في الدين والدنيا‪.‬‬ ‫‪-‬وأما االحتجاج بعلم الله السابق‪ :‬صحيح أن الله تعالى له العلم السابق ‪ ،‬ولكن ال يعلم الغيب إال هو وذلك معلوم الله‬ ‫تعالى ‪ ،‬ومجهول المكلفين ‪ ،‬فال يدري المكلف ما هو قدر الله قبل وقوعه ‪،‬‬ ‫لذلك قال النبيﷺ ‪« :‬اعملوا فكل ميسر لما خلق له فمن كان من أهل السعادة فسييسر لعمل أهل السعادة ‪ ،‬ومن‬ ‫كان من أهل الشقاوة فسييسر لعمل أهل الشقاوة ‪،‬ثم قرأ‪:‬‬ ‫‪(:‬فأما من أعطى واتقى (‪ )5‬وصدق بالحسنى (‪ )6‬فسنيسره لليسرى (‪ )7‬وأما من بخل واستغنى (‪ )8‬وكذب‬ ‫بالحسنى (‪)9‬فسنيسره للعسرى)‬ ‫والفرق بين االحتجاج بالقدر في النوع األول والثاني‪ :‬أن(المعاصي) من اختيار العبد فال يحتج بالقدر عليها ألن له اختيارا‬ ‫‪.‬‬ ‫✅‬‫وإرادة ‪ ،‬وأما (المصائب) فليست من اختيار العبد من األمور االضطرارية التي تقع عليه ‪ ،‬فال مانع أن يحتج بالقدر فيها‬ ‫✅‬ ‫‪-‬ما يعرض للعبد من األمور‪-‬‬ ‫من حيث قدرته على عمل شيء‬ ‫خامسا‪:‬مسألة‬ ‫تجاهه نوعان‪:‬‬ ‫األخذ باألسباب‪:‬‬ ‫النوع الثاني‪ :‬ما لم يكن للعبد فيه‬ ‫النوع األول‪ :‬ما كان للعبد فيه‬ ‫قدرة على عمل شيء تجاهه‬ ‫قدرة على عمل شيء تجاهه‬ ‫‪ -‬فينبغي أن ال يعجز عن العمل ‪ ،‬ويستعين بالله تعالى في فعل المأمور واجتناب‬ ‫‪-‬كوفاة قريب من أقربائه مثال ‪ ،‬فإذا وقع القدر وجب الرضا به والتسليم له ؛‬ ‫المحذور ‪ ،‬ويتوكل على الله‪.‬‬ ‫ألنه من تمام الرضا بربوبية الله تعالى ‪،‬‬ ‫‪-‬فإذا قصر العبد بإهمال األسباب والوسائل التي تجنبه الوقوع في مشكلة ما ؛فإنه مالم على‬ ‫‪-‬فينبغي لكل مؤمن أن يرضى بقضاء الله ؛ ألن فعل الله وقضاءه خير كله‬ ‫تقصيره في حماية نفسه وعدم استعماله لألسباب الطبيعية التي تحفظه األن األخذ باألسباب‬ ‫وعدل وحكمة ‪،‬‬ ‫ال ينافي القدر والتوكل بل هو جزء منه ‪ ،‬وآلن سبيل المكلف هو األخذ باألسباب المشروعة‬ ‫‪-‬فمن اطمأنت نفسه ورضي بالقضاء والقدر ؛ خلت نفسه من الحيرة والتردد‬ ‫ومدافعة األقدار باألقدار ‪،‬‬ ‫وانتفى من حياته القلق واالضطراب ‪ ،‬فال يحزن على ما فاته ‪ ،‬وال يتهيب من‬ ‫‪-‬فاألنبياء أخذوا باألسباب والوسائل التي تحفظهم من عدوهم مع أنهم مؤيدون بالوحي والحفظ‬ ‫مستقبله ‪ ،‬ويكون بذلك أسعد الناس حاًال وأطيبهم نفسًا وأهدأهم باال ‪ ،‬ألن‬ ‫✅‬ ‫من الله ‪.‬‬ ‫ما حصل له من خير أو شر ال يجاوزه إلى غيره ‪ ،‬وما لم يحصل له من خير أو‬ ‫شر فلن يصل إليه ؛ ألن الله لم يقدره له‪.‬‬ ‫‪،‬‬‫‪-‬وكان رسول الله ﷺ سيد المتوكلين يأخذ باألسباب مع قوة توكله على ربه ✅‬ ‫قال تعالى‪(:‬وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)‬ ‫قال النبيﷺ ‪« :‬واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن‬ ‫ليصيبك»‪.‬‬ ‫وقال تعالى‪(:‬هو الذي جعل لكم األرض ذلوال فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقهۖ وإليه النشور)‬ ‫‪-‬وقد جمع النبي ﷺ موقف المسلم من هذين النوعين في حديث واحد‬ ‫فقال‪« :‬احرص على ما ينفعك واستعن بالله وال تعجز ‪ ،‬وإن أصابك شيء فال تقل لو‬ ‫أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ‪ ،‬ولكن قل قدر الله ما شاء فعل فإن لو تفتح‬ ‫عمل الشيطان»‪.‬‬ ‫‪-‬من عرف أن أجله محدود ورزقه معدود فال‪ -‬الجبن يزيد في عمره ‪ ،‬وال الشح يزيد في رزقه ‪ ،‬صبر على ما أصابه من‬ ‫المصائب ‪ ،‬واستغفر لما فعله من الذنوب والمعائب ورضي بما قدره الله تعالى ‪ ،‬فيجمع بذلك كله بين طاعة الشرع‬ ‫ثمرات اإليمان بالقدر‬ ‫وبين الصبر على المصائب ‪ ،‬قال تعالى‪(:‬ما أصاب من مصيبة إال بإذن اللهۗ ومن يؤمن بالله يهد قلبهۚ والله بكل شيء عليم)‬ ‫‪-‬ولإليمان بالقضاء والقدر ثمار طيبة وآثار حسنة ‪ ،‬تعود‬ ‫على األمة والفرد بالصالح فمنها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬أنه يثمر أنواع العبادات الصالحة والصفات الحميدة كاإلخالص لله والتوكل عليه ‪ ،‬والخوف منه ‪ ،‬والرجاء ‪ ،‬وإحسان الظن به ‪ ،‬والقناعة وعزة النفس وعلو الهمة ‪ ،‬والحزم والجد في األمور ‪،‬‬ ‫واالعتدال في السراء والضراء ‪ ،‬والسالمة من الحسد واالعتراض ‪ ،‬وتحرير العقول من الخرافات ‪ ،‬وراحة النفس وطمأنينة القلب‪.‬‬ ‫ب‪-‬أنه يجعل المؤمن بالقدر يمضي في حياته على منهج سوي ‪ ،‬فال تبطره النعمة ‪ ،‬وال ييأس بسبب المصيبة ‪ ،‬ويستيقن أن ما أصابه من ضراء فبتقدير الله ابتالء له ‪ ،‬فال يجزع بل يطمئن ويصبر‬ ‫ويحتسب ‪ ،‬قال النبيﷺ ‪« :‬عجبًا ألمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إال للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ‪ ،‬وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له»‪.‬‬ ‫ج‪-‬أنه يثمر للمؤمنين مواجهة المصاعب واألهوال بقلب ثابت ويقين تام مع فعل األسباب والتوكل على الله تعالى‪.‬‬ ‫القسم الثاني‪ :‬العبادة ‪،‬حقيقتها وطريقها‬ ‫يشمل‪:‬‬ ‫الوحدة األولى ‪:‬حقيقة العبادة‬ ‫الوحدة الثانية ‪:‬دوافع العبادة‬ ‫الوحدة الثالثة ‪:‬قبول العبادة‬ ‫الوحدة الرابعة ‪:‬رأس العبادة‬ ‫الوحدة الخامسة‪ :‬الصوارف عن العبادة‬ ‫الوحدة السادسة‪:‬التفريط في العبادة‬ ‫تمهيد‬ ‫‪-‬تظهر أهمية العبادة إذا عرفنا ارتباطها الكبير بالعقيدة واإليمان ؛‬ ‫‪-‬فالعقيدة‪ :‬هي ما يجزم به اإلنسان ‪ ،‬وهي تشير إلى انعقاد القلب على أمر حصل به عند صاحبه جزم وإيمان ولم يخالط ذلك الجزم وال اإليمان‬ ‫أدنى شك أو ريب‪.‬‬ ‫فما يعتقده حقيقة ستظهر آثاره عليه ؛ ألن االعتقاد يؤثر على‬ ‫‪-‬والعقيدة كذلك تؤثر في سلوك صاحبها وعالقاته وتصوراته وأحكامه✅‬ ‫صاحبه سلًب ا أو إيجاًبا بحسب نوع وصحة المعلومة ودليلها‪.‬‬ ‫‪-‬فاإليمان إذا استقر في النفس قناعًة ‪ ،‬وَح ّل في القلب شعورا وإرادة ‪ ،‬ال بد وأن يظهر في السلوك قوال وعمًال ‪ ،‬وال بد وأن يرتبط العمل بما استقر‬ ‫في القلب من إيمان ‪ ،‬ويؤكد هذا المعنى قول الله تعالى قال تعالى‪(:‬قالت األعراب آمناۖ قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل اإليمان في قلوبكم)‬ ‫وقال تعالى‪(:‬إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول اللهۗ والله يعلم إنك لرسوله والله‬ ‫يشهد إن المنافقين لكاذبون)‬ ‫‪-‬والعقيدة اإلسالمية تضبط تصرفات المسلم وتوجه سلوكه ‪ ،‬فهي كالميزان الذي يزن العبد به أعماله ويحكم عليها ‪ ،‬وهو من خاللها رقيب على‬ ‫نفسه ‪ ،‬فيحرص على مراقبتها ومجاهدتها ‪ ،‬حيث إنه أعرف الناس بها ‪،‬‬ ‫ولذلك يقول الله تعالى في معرض إنكاره على معاذير العباد يوم القيامة ‪(:‬بل اإلنسان على نفسه بصيرة (‪ )14‬ولو ألقى معاذيره)‬ ‫‪-‬والعقيدة في مفهومها اللغوي" تؤكد ارتباط اإليمان بالعبادة وتشكلها في ُع قدة واحدة كعقدة الحبل التي تربط بين طرفيه‬ ‫✅‬ ‫فالعبادة تنعقد على اإليمان انعقاد طرفي الحبل ببعضهما البعض ‪ ،‬ولذلك فإن اإليمان يستلزم العبادة ‪.‬‬ ‫الوحدة االولى‪ :‬حقيقة العبادة‬ ‫قراءة️⬇‬ ‫🛑‬ ‫حكمة الخلق‪:‬‬ ‫حينما يتأمل اإلنسان في خلق الله تعالى للسماوات واألرض وعظمة خلقهما ‪ ،‬وفي خلق الله لإلنسان ودقة صنعه ‪ ،‬وفي خلق الله لكل ما حولنا وترتيب نظامه ‪ ،‬وفي تدبير الله وصنعه وإحكامه ورزقه لخلقه ‪ ،‬سوف‬ ‫يقوده هذا التأمل إلى سؤال كبير لماذا كل هذا ؟ ومن الطبيعي أن يسأل اإلنسان‪ :‬لماذا ؟‬ ‫‪-‬فلو قمت بعمل صغير جدا ؛ مثل رسم لوحة ‪ ،‬أو قراءة كتاب ‪ ،‬أو قيادة السيارة في طريق لكان من الطبيعي أن يكون هناك سبب لذلك ‪ ،‬ولهذا يسألك من حولك‪ :‬لماذا تفعل هذا الشيء ؟‬ ‫‪ -‬فكيف إذا كان العمل كبيرًا ‪ ،‬مثل بناء برج ضخم فإن السؤال يكون أكثر إلحاحًا ‪ ،‬وال يقبل العقالء أن يكون هذا الفعل بدون سببا ألن اإلجابة بعدم وجود سببه هو عبث يأباه العقالء في فعل صغير ‪ ،‬فضًال عن فعل كبير‪.‬‬ ‫‪-‬فكيف بخلق هذا الكون الفسيح العظيم الكبير المترامي األطراف المتسع األنحاء ‪ ،‬الدقيق التفاصيل ؟ وكيف إذا كان الخالق لهذا الكون هو الحكيم الذي اتصف بغاية وكمال الحكمة ؟ ال شك حينئذ أن سؤال‪ ( :‬لماذا ؟)‬ ‫قال تعالى‪(:‬إن في خلق السماوات واألرض واختالف الليل والنهار آليات ألولي األلباب (‪ )190‬الذين يذكرون الله‬ ‫✅‬ ‫يزداد إلحاحًا ‪ ،‬وال شك أن إجابة العبثية تزداد بعدا ‪.‬‬ ‫‪-‬والعبثية تنفى عن تصرفات عقالء البشر ؛ فكيف بأحكم الحاكمين سبحانه ‪ ،‬قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات واألرض ربنا ما خلقت هذا باطال سبحانك)‬ ‫وقال سبحانه‪(:‬أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا ال ترجعون (‪ )115‬فتعالى الله الملك الحقۖ ال إله إال هو رب العرش الكريم )‬ ‫‪-‬والمعنى‪ :‬افحسبتم أيها الخلق َأَّنَم ا َخ َلْق َن اُكم سدى وباطال ‪ ،‬تأكلون وتشربون وتمرحون‪.‬‬ ‫وتتمتعون بلذات الدنيا ‪ ،‬ونترككم ال نأمركم وال ننهاكم ‪ ،‬وال نثيبكم وال نعاقبكم ؟‬ ‫‪-‬وألن الله تعالى هو الخالق‪ :‬فقد أجاب عن حكمة الخلق بإجابة وصلتنا عن طريق رسله الذين بعثهم لتبليغ وحيه ‪ ،‬وكلهم قد بعثهم الله بهذه اإلجابة الواحدة ‪،‬‬ ‫وبهذا جاء رسولنا الكريم محمد‪(:‬أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من‬ ‫قال الله تعالى‪( :‬ولقد بعثنا في كل أمة رسوال أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)‬ ‫قبلكم لعلكم تتقون)‬ ‫وقال تعالى‪( :‬وما أرسلنا من قبلك من رسول إال لوحى إليه أنه ال إله إال أنا فاعبدون)‬ ‫‪-‬والله تعالى لم يخلق الخلق وهو محتاج إليهم ‪ ،‬بل هو الغني عنهم وهم المحتاجون إليه‪:‬‬ ‫قال تعالى‪(:‬وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون (‪ )56‬ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون (‪ )57‬إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)‬ ‫معنى العبادة وأركانها‪:‬‬ ‫العبادة لغة‪ :‬التذلل ‪ ،‬فيقال مثًال‪ :‬الطريق معبد ؛ إذا كان ُم ذلًال قد وطئته األقدام‪.‬‬ ‫وإذا اجتمعت المحبة مع ذّل الظاهر والباطن سمى ذلك عبادة ‪ ،‬وال يسمى العبد عابدًا لله إال باجتماع كمال الذل‬ ‫مع كمال الحب‪.‬‬ ‫للعبادة ركنان هما‪:‬‬ ‫قال ابن كثير‪ (( :‬العبادة في الشرع عبارة عّم ا‬ ‫يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف))‪.‬‬ ‫‪-2‬كمال الذل‬ ‫‪-1‬كمال الحب‬ ‫االستقامة‪:‬‬ ‫العمل الصالح‪:‬‬ ‫الطاعة‪:‬‬ ‫مرادفات العبادة في‬ ‫قال تعالى‪(:‬إن الذين‬ ‫قال تعالى‪(:‬من عمل‬ ‫القران الكريم‪:‬‬ ‫قال الله تعالى‪:‬‬ ‫قالوا ربنا الله ثم‬ ‫صالحا من ذكر أو أنثى‬ ‫استقاموا تتنزل عليهم‬ ‫وهو مؤمن فلنحيينه‬ ‫(وأطيعوا الله‬ ‫المالئكة أال تخافوا وال‬ ‫حياة طيبةۖ ولنجزينهم‬ ‫والرسول لعلكم‬ ‫تحزنوا وأبشروا بالجنة‬ ‫أجرهم بأحسن ما‬ ‫ترحمون)‬ ‫التي كنتم توعدون)‬ ‫كانوا يعملون)‬ ‫حكم العبادة‪:‬‬ ‫العبادة حق واجب الله تعالى على خلقه ‪ ،‬وتحقيقها هو الغاية من الخلق ‪ ،‬وإرسال الرسل ‪ ،‬وإنزال الكتب ‪،‬‬ ‫قال تعالى‪(:‬وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون) قالﷺ‪(( :‬حق الله على عباده أن يعبدوه وال يشركوا به شيئا))‪.‬‬ ‫وال أحد يخرج عن مقام العبودية تحت أي دعوى ال بدعوى الوالية ‪ ،‬وال بدعوى وصول‬ ‫اليقين ‪ ،‬وال ملك مقرب ‪ ،‬وال نبي مرسل ‪ ،‬بل الجميع عبيد لله ‪ ،‬وقد كان رسول الله‬ ‫ﷺ خاضعا متعبدا لله تعالى حتى قبضه الله على ذلك ‪ ،‬وهو خير البشرية‪.‬‬ ‫شرف العبودية لله‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫إن الذل والعبودية لله تعالى شرف عظيم ؛ بل هي أعلى وأجل مقامات‬ ‫اإلنسان في هذه الحياة الدنيا‪.‬ومما يدل على ذلك أمور ‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ثالثا‪:‬‬ ‫ثانيا‪:‬‬ ‫اوال‪:‬‬ ‫‪-‬أن من استكبر عن العبودية لله تعالى ؛‬ ‫‪ -‬أن رسول الله ﷺ اختار أن يكون عبدًا رسوًال‬ ‫‪-‬أن الله تعالى قد وصف الرسول ﷺ في أرفع مقاماته‬ ‫فإنه سيكون في هذه الدنيا عبدًا لغيره من‬ ‫على أن يكون ملكًا لما َخ َّي ره ربه بين أن يكون‬ ‫بأنه عبد الله تعالى ‪ ،‬وذلك في ثمانية مواطن في كتابه‬ ‫المخلوقات ‪ ،‬ومن زعم أنه ال يعبد شيئًا آخر‬ ‫الكريم ‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ملكًا وبين أن يكون عبدًا رسوًال‪:‬‬ ‫قال الله تعالى‪ ( :‬الحمد لله الذي أنزل على عبده‬ ‫فهو في واقع األمر إنما يعبد هواه‪.‬‬ ‫فعن أبي هريرة الله قال‪(( :‬جلس جبريل عليه‬ ‫الكتاب ولم يجعل له عوجا)‬ ‫السالم إلى النبي ﷺ فنظر إلى السماء ‪ ،‬فإذا‬ ‫قال تعالى‪(:‬أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله‬ ‫وقال الله تعالى‪ ( :‬تبارك الذي نزل الفرقان‬ ‫الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل‬ ‫ملك ينزل ‪ ،‬فقال له جبريل‪ :‬هذا الملك ما نزل‬ ‫على عبده ليكون للعلمين نذيًر ا)‬ ‫على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد اللهۚ أفال‬ ‫منذ خلق قبل الساعة ‪ ،‬فلما نزل قال‪ :‬يا محمد‬ ‫تذكرون)‬ ‫فوصفه بالعبودية في مقام اختياره واصطفائه‬ ‫أرسلني إليك ربك‪ :‬أملكا أجعلك أم عبدا رسوال ؟‬ ‫وشتان بين من كانت عبوديته لله الكبير العظيم‬ ‫لتنزيل الكتاب عليه‪.‬‬ ‫فقال له جبريل عليه السالم‪ :‬تواضع لربك يا‬ ‫الجليل ‪ ،‬ومن كانت عبوديته لمخلوق مثله‪.‬‬ ‫وقال الله تعالى‪ ( :‬إن كنتم امنتم بالله وما أنزلنا‬ ‫محمد ‪ ،‬فقال رسول الله ﷺ‪ :‬بل عبدا رسوال))‬ ‫َع َلى َع ْب ِد َنا َيْو َم اْلُف ْر َق اِن َيْو َم اْل َت َقى الَج ْم َع اِن )‬ ‫فوصفه بالعبودية في مقام انتصاره يوم بدر‪.‬‬ ‫وقال الله تعالى‪ ( :‬سبحان الذي أسرى بعبده ليال‬ ‫من المسجد الحرام إلى المسجد األقصا)‬ ‫وقال الله تعالى‪ ( :‬فأوحى إلى عبده ما أوحى)‬ ‫فوصفه بالعبودية في مقام اإلسراء والمعراج وهو أعلى مقام‬ ‫وصل إليه بشر ‪ ،‬وهو من أجل كرامات النبي الكريم‪.‬‬ ‫✅‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬ولم يصف الله تعالى نبيه الكريم بوصف العربي ‪،‬‬ ‫وال القرشي ‪ ،‬وال الهاشمي ‪ ،‬وإنما اختار أن يسميه‬ ‫في هذه المقامات العلَّي ة بأنه « عبد الله » ‪ ،‬وهذا‬ ‫✅‬ ‫يعني شرف مقام العبودية ‪.‬‬ ‫أشكال العبادة‪:‬‬ ‫أشكال العبادة تتمثل في‪((:‬كل ما ُيحب الله ويرضاه من األقوال واألعمال الباطنة والظاهرة))‪.‬‬ ‫وإذا تأملنا في العبادة وجدناها على‬ ‫أحد هذه المراتب‪:‬‬ ‫أعمال الجوارح‪:‬‬ ‫قول اللسان‪:‬‬ ‫قول القلب وعمله‪:‬‬ ‫‪-‬وهي مشهورة معروفة‪:‬‬ ‫‪-‬والمراد به ‪:‬أن ُيخبر العبد بما‬ ‫‪-‬والمراد به ‪:‬كّل ما يعتقده العبد في قلبه‬ ‫عن الله تعالى ومالئكته وكتبه ورسله‬ ‫كالصالة ‪ ،‬والصيام ‪ ،‬وأداء مناسك‬ ‫يعتقده من أركان اإليمان ‪ ،‬ويدعو‬ ‫واليوم اآلخر ‪ ،‬وما يعمله العبد بقلبه كمحبة‬ ‫الحج والعمرة ‪ ،‬والصدقة ‪،‬‬ ‫اآلخرين إليه ويرشدهم ويدلهم‬ ‫الله تعالى ‪ ،‬والخوف منه ‪ ،‬والرجاء فيما‬ ‫ومساعدة المحتاجين ‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬ ‫عليه ‪ ،‬وُيحذر الناس من البدع‬ ‫عنده والتوكل عليه ‪ ،‬وإخالص النية له ‪،‬‬ ‫والشرور ‪ ،‬متبعا في ذلك هدي النبي‬ ‫والصبر على طاعته وعن معصيته وعلى‬ ‫ﷺ في الدعوة إليه‪.‬‬ ‫أقداره ‪ ،‬وغير ذلك من أعمال القلوب التي‬ ‫لها مكانة عظيمة عند الله تعالى‪.‬‬ ‫للحياة جوانب عديدة ‪:‬كالجوانب اإليمانية واالجتماعية واالقتصادية واألخالقية وغيرها ‪،‬‬ ‫وكلها يشملها‪ (:‬مفهوم العبادة) ‪ ،‬فعبادة الله تعالى شاملة لكل جوانب الحياة ‪ ،‬وليست مقتصرة على جانب منها‬ ‫شمولية‬ ‫دون جانب آخر ‪ ،‬ولهذا أمر الله تعالى نبيه ﷺ َأْن ُيصرح بذلك‪:‬‬ ‫قال تعالى‪ ( :‬قل إن صالتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)‬ ‫العبادة‪:‬‬ ‫فالصالة لله تعالى ‪ ،‬وذبح النسك في الحج الله تعالى والله تعالى الذي أمر نبيه بالصالة هو ‪ -‬أيًض ا‪ -‬من أمره أن‬ ‫يكون ذبحه ألضحيته الله تعالى‪.‬‬ ‫التشريعات المالية المتعلقة بالمعامالت‬ ‫االقتصادية‪ :‬كإباحة البيع ‪ ،‬وتحريم الربا ‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫وللنية الصالحة مع العبد شأن عظيم ‪ ،‬تصاحبه في‬ ‫وتحريم الغرر‬ ‫سائر أحواله ‪ ،‬وتؤثر عليه في أعماله ‪ ،‬فأعمال اإلنسان‬ ‫اليومية الدنيوية ؛ كالنوم واألكل والشرب والتجارة‬ ‫التشريعات المتعلقة بتحريم الفساد‬ ‫والكسب تكتسب صفة العبادة إذا قصد بهذه األعمال‬ ‫في األرض والرشوة ‪ ،‬ووجوب الحكم بما‬ ‫‪2‬‬ ‫أنزل الله‪.‬‬ ‫وجه الله تعالى ومرضاته ‪ ،‬وكانت في سبيل تحقيق‬ ‫أهدافها المقصودة المشروعة ‪ ،‬فالطبيب والمهندس‬ ‫التشريعات المتعلقة بمظاهر الترف‬ ‫والصانع والتاجر وغيرهم تعتبر أعمالهم عبادة إذا‬ ‫قصد بها كل منهم نفع عباد الله ‪ ،‬واالستغناء عن‬ ‫واالستمتاع ‪:‬مثل تحريم الخمر والميسر ‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫والتبذير‪.‬‬ ‫الحاجة إلى الناس ‪ ،‬وإعالة العيال تحقيقا ألمر الله‬ ‫سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫القيام بما أمر الله به من تبليغ الدين‬ ‫وتعليمه للناس‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫التحلي باألخالق الرفيعة‪ :‬كالرحمة‪ ،‬واألمانة‪،‬‬ ‫والوفاء بالعهد‪ ،‬والصدق ‪،‬والصبر ‪،‬وبر‬ ‫بالوالدين‪ ،‬وصلة األرحام ‪،‬واإلحسان إلى‬ ‫‪5‬‬ ‫الجيران واليتامى والرفق بالحيوان‪.‬‬ ‫‪-‬بل حتى ما ُينفقه العبد على أهل بيته فإنه يؤجر عليه إذا استحضر النية واحتسب األجر عند الله تعالى ‪،‬‬ ‫فقد قال النبي ﷺ لسعد بن ابي وقاص رضي الله عنه‪َ((:‬و ِإَّنَك َل ْن ُتْن ِف َق َنَف َق ًة َتْب َت ِغ ي ِبَه ا َو جَه الَّل ه إَّال ُأِج ْر َت ِبَه ا َح َّت ى‬ ‫َم ا َتْج عُل في فِّي امرَأِتَك ))‬ ‫‪-‬وهذا معاذ بن جبل يترجم ذلك عملًّي ا ‪ ،‬فكان ينام أول الليل ‪ ،‬وينوي بتلك الَّن ْو مة أن يتقوى على العبادة في الليل ‪ ،‬ثم يقوم‬ ‫من نومه ويصلي ويقرأ القرآن ‪ ،‬ويسأل الله األجر في نومته كما يسأل الله األجر في قومته ‪،‬‬ ‫وبها أجاب معاذ أبا موسى األشعري رضي الله عن الجميع حين سأله كيف تقرأ القرآن فقال معاذ‪((:‬اما انا فأنام وأقوم‪,‬فأحتسب‬ ‫نومتي كما احتسب قومتي))‪.‬‬ ‫‪-‬وهذا ينطبق على كل شأن من شؤون الحياة ‪ ،‬من مأكل ومشرب ومنكح ونوم ويقظة وسفر وإقامة ‪ ،‬وهكذا ‪ ،‬فمن نوى‬ ‫بكل هذه وأمثالها وجه الله فهي عبادة مأجور عليها ‪ ،‬وكلما كانت النية أشمل كان األجر أعظم‬ ‫لقول الرسولﷺ‪ ((:‬إنما األعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى))‪.‬‬ ‫ولهذا عظم أئمة السلف شأن النية ‪ ،‬قال عبد الله بن المبارك‪ « :‬رب عمل صغير تعظمه النية ‪ ،‬ورب‬ ‫عمل كبير تصغره النية »‬ ‫‪-‬بل من كرم الله تعالى واحسانه أن العبد ينال أجر العمل الصالح الذي لم يعمله وقد كان في نيته أن يعمله ‪ ،‬لكن حال دونه‬ ‫حائل ‪ ،‬فعن أبي الدرداء ‪ ،‬عن النبي ﷺ قال‪((:‬من أنى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى أصبح؛‬ ‫كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه عز وجل))‬ ‫الوحدة الثانية‪ :‬دوافع العبادة‬ ‫دوافع العبادة‬ ‫إن إلقبال اإلنسان على عبادة الله تعالى واالنقياد له دوافع تدفع إليها ‪ ،‬وبواعث ترغب فيها ‪ ،‬وتلك الدوافع تبعث في المسلم‬ ‫روح اإلقبال على الطاعة ‪ ،‬والمحبة في العبودية ‪ ،‬والتعلق بالله ‪ ،‬واإلقدام على ممارسة العبادات المشروعة في اإلسالم ‪،‬‬ ‫ومن ابرز دوافع العبادة‪:‬‬ ‫الدافع الثاني‪:‬المحبة والشكر‬ ‫الدافع االول‪ :‬الفطرة السليمة‬ ‫قلب المؤمن يتعلق بالله تعالى محبة له ‪ ،‬وإقباال عليه ‪ ،‬وكلما تفكر العبد بكمال الله‬ ‫إن كل إنسان يجد بفطرته السليمة شعورًا فطريًا بالرغبة في عبادة الله تعالى ‪،‬‬ ‫وجالله وجماله ‪ ،‬وتفكر في نعمه وآالئه ؛ ازداد حبا وشوقا وشكرا لخالقه‪.‬‬ ‫فالله هو المحبوب لذاته ‪ ،‬وما سواه فإنما ُيحب لغيره‪.‬‬ ‫⭕‬ ‫وذلك ألن في فطرته إيمانا بأن له رًّبا خالقًا َأْو َج َد ه من العدم ‪ ،‬ومنحه الحياة‬ ‫والله تعالى هو المستحق للشكر حقيقة ‪ ،‬وما سواه فإنما هو سبب من األسباب‪.‬‬ ‫⭕‬ ‫وأسبابها ‪ ،‬ويشعر في أعماق نفسه أن الرب الخالق سبحانه مستحق للعبادة‬ ‫والخضوع لحكمه‪.‬‬ ‫‪-‬وقد جمع الله بين محبته لعباده ومحبتهم له في قوله تعالى️⬇‬ ‫‪ (:‬يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه)‬ ‫‪-‬فالعبودية لله تعالى مغروسة في الفطرة اإلنسانية ‪ ،‬ومتأصلة في‬ ‫الطبيعة البشرية ‪ ،‬وهي عهد الله تعالى الذي أخذه على بني آدم‪،‬‬ ‫‪-‬وكلما عظمت محبة العبد لربه كلما عظم تقُّر به له ‪ ،‬وقويت صلته به ‪ ،‬وازدادت‬ ‫فقال تعالى‪ (:‬وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على‬ ‫عبادته ‪ ،‬وبذلك تحصل محبة الله تعالى للعبد ‪،‬‬ ‫أنفسهم ألست بربكمۖ قالوا بلىۛ شهدناۛ أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا‬ ‫فعن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله ﷺ‪ :‬قال الله تعالى‪ (( :‬ما تقرب إلي عبدي بشيء‬ ‫غافلين)‬ ‫أحب إلي مما افترضته عليه ‪ ،‬وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه))‬ ‫وقالﷺ‪((:‬ما من مولود إال يولد على الفطرة ‪ ،‬فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو‬ ‫‪-‬فمن أحب الله حبا صادقا بحيث يدفعه للعمل المشروع والبعد عن المحذور فإن هذا‬ ‫بمجسانه‪.))..‬‬ ‫يورث محبة الله له ‪ ،‬ومن أحبه الله فهو من أوليائه الذين قال الله تعالى فيهم️⬇‬ ‫‪ (:‬أال إن أولياء الله ال خوف عليهم وال هم يحزنون (‪ )62‬الذين آمنوا وكانوا يتقون (‪)63‬‬ ‫‪-‬ولكن من الناس من انحرفت فطرتهم فعبد غير الله تعالى ‪ ،‬وجحد حقه عليه ‪،‬‬ ‫لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي اآلخرةۚ ال تبديل لكلمات اللهۚ ذلك هو الفوز العظيم )‬ ‫كما فعل قوم سبأ حين عبدوا الشمس من دون الله ‪،‬‬ ‫‪-‬وأخبر سبحانه عن أنبيائه ورسله عليهم الصالة والسالم أنهم شاكرين لنعمه ‪،‬‬ ‫فقال تعالى‪ -‬على لسان هدهد سليمان‪(:‬وجدتها وقومها يسجدون للشمس من‬ ‫دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم ال يهتدون)‬ ‫‪-‬فقال عن ابراهيم عليه السالم‪(:‬إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين‬ ‫(‪ )120‬شاكرا ألنعمهۚ اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم)‬ ‫‪-‬وكما عبد قوم إبراهيم عليه السالم القمر والكواكب ‪ ،‬وعبد المجوس النار ‪،‬‬ ‫‪-‬وقال عن نوح عليه السالم‪(:‬إنه كان عبدا شكورا )‬ ‫وعبدت العرب األحجار واألصنام ‪ ،‬إلى غير ذلك من المعبودات الباطلة‪.‬‬ ‫‪-‬وكان النبي ﷺ يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه‪،‬‬ ‫فتقول عائشة‪(( :‬لم تصنع هذا يا رسول الله ‪ ،‬وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما‬ ‫الدافع الثالث‪:‬الرجاء والخوف‬ ‫تأخر ‪ ،‬قال‪ :‬أفال أحب أن أكون عبدًا شکورا ))‬ ‫‪-‬فمحبة الله تعالى وشكره دافع وباعث للعبودية له سبحانه ؛وليس في الوجود أجدر‬ ‫من الله تعالى أن ُيحب ويشكر ‪ ،‬فهو صاحب الفضل واإلحسان ‪ ،‬الذي خلق اإلنسان‬ ‫✅‬ ‫‪-‬دافع الرجاء والخوف وباعث الرغبة والرهبة من أعظم دوافع العبادة ‪.‬‬ ‫‪-‬وقد أثنى الله تعالى على األنبياء والمرسلين برغبتهم ورهبتهم ️⬇‬ ‫ولم يكن شيئا مذكوًر ا‪.‬‬ ‫فقال تعالى‪ (:‬إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهباۖ وكانوا لنا‬ ‫خاشعين)‬ ‫الدافع الرابع‪:‬الحاجة واالفتقار‬ ‫‪-‬وأخبر سبحانه عن أحوال المؤمنين الصالحين ‪ ،‬وذكر من صفاتهم أنهم يرجون رحمة‬ ‫الله ويخافون عذابه️⬇‬ ‫فقال تعالى‪(:‬أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته‬ ‫‪-‬إن من الدوافع التي تدفع العبد لعبادة الله تعالى‪:‬‬ ‫ويخافون عذابهۚ إن عذاب ربك كان محذورا)‬ ‫حاجته إلى مواله ‪ ،‬وافتقاره إلى خالقه الذي يملك أمره ‪ ،‬وإلى سيده الذي بيده‬ ‫‪-‬ولذلك جاءت اآليات الكثيرة في القرآن بذكر الجنة والنار ‪ ،‬ترغيبا وترهيبا ‪ ،‬تحث على‬ ‫حياته وموته ‪ ،‬ورزقه وعافيته ‪ ،‬ويقدر على بعثه ونشره‪،‬وحسابه وعقابه‪،‬‬ ‫طاعة الله ‪ ،‬وتحذر من معصيته ️⬇‬ ‫قال تعالى‪ (:‬أال له الخلق واألمر تبارك الله رب العالمين)‬ ‫فمن ذلك قوله تعالى‪(:‬إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم‬ ‫‪-‬فهو فقير إلى الله تعالى غاية الفقر ‪ ،‬ومحتاج إليه غاية االحتياج ‪ ،‬والله تعالى‬ ‫بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذابۗ إن الله كان عزيزا حكيما (‪ )56‬والذين آمنوا وعملوا‬ ‫مستغن عنه وعن بقية خلقه غاية االستغناء غير محتاج إليهم ‪ ،‬بل هم المحتاجون‬ ‫الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها أبداۖ لهم فيها أزواج مطهرةۖ ‬ ‫إليه والفقراء إلى فضله️⬇‬ ‫وندخلهم ظال ظليال)‬ ‫كما قال تعالى‪ (:‬يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى اللهۖ والله هو الغني الحميد (‪)15‬‬ ‫‪-‬فالمؤمن ال يزال متعلقا بربه تعالى ‪ ،‬يرجو رحمته ‪ ،‬من غير يأس وال قنوط ألنه الرحيم سبحانه ‪،‬‬ ‫إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد)‬ ‫فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‪:‬قال رسول الله ﷺ ((قضى الله الخلق كتب عنه فوق‬ ‫عرشه‪ِ :‬إَّن َر ْح َم ِتي َس َب َق ْت َع َض بي))‪.‬‬ ‫ويكفي في بيان حاجة العبد إلى ربه وافتقاره إليه‪ :‬حديث أبي ذر له عن النبي فيما روى عن ربه‬ ‫تبارك وتعالى أنه قال‪ ((:‬يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فال تظالموا يا‬ ‫‪-‬ورجاء الله ليس اتكاال بال عمل صالح ‪ ،‬بل رجاؤه سبحانه وتعالى يدفع إلى العبادة️⬇‬ ‫عبادي كلكم ضال إال من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إال من أطعمته‬ ‫قال تعالى‪ (:‬إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله‬ ‫فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إال من کسوته فاستكسوني أكسكم ‪ ،‬يا عبادي إنكم‬ ‫غفور رحيم)‬ ‫تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم ‪ ،‬يا عبادي إنكم لن تبلغوا‬ ‫‪-‬وكذلك عندما يعصي العبد ربه فإنه يخاف عقابه ؛ ألنه يعصي العظيم الذي خضعت له‬ ‫ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا‬ ‫على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ‪ ،‬يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم‬ ‫السماوات واألرض ومن فيهما ‪ ،‬وكيف ال يخاف العبد عاقبة معصيته ‪ ،‬وقد توعد الله من‬ ‫وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ‪ ،‬يا عبادي لو أن أولكم‬ ‫يتعدى حدوده بعذاب النار‪،‬‬ ‫وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك‬ ‫قال تعالى‪ (:‬ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين)‬ ‫مما عندي إال كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ‪ ،‬يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم‬ ‫أوفيكم إياها ‪ ،‬فمن وجد خيرا فليحمد الله ‪ ،‬ومن وجد غير ذلك فال يلومن إال نفسه))‪.‬‬ ‫‪-‬فكما أن المسلم يعبد ربه تبارك وتعالى حبا له ورجاء لثوابه وطمعا في جنته ‪ ،‬فإنه كذلك‬ ‫يعبده خوفا من عقابه وحذرا من ناره‪.‬‬ ‫الوحدة الثالثة‪ :‬قبول العبادة‬ ‫شروط قبول العبادة‬ ‫لما شرع الله تعالى عبادته جعل لها شروطًا للصحة والقبول ‪ ،‬فال تكون صحيحة ومقبولة عنده إال إذا توافرت فيها هذه الشروط‪.‬‬ ‫وقد جمع الله بينها في قوله تعالى‪(:‬ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه‬ ‫اإليمان‬ ‫لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفاۗ واتخذ الله إبراهيم خليال)‬ ‫شرط المتابعة‪ (:‬وهو محسن)والمحسن‪:‬هو ما‬ ‫شروط‬ ‫اإلخالص‬ ‫✅‬ ‫كان عمله وفق ما جاء عن الله و رسوله ‪.‬‬ ‫شرط االخالص‪ (:‬أسلم وجهه لله )‬ ‫شرط اإليمان‪ (:‬واتبع ملة إبراهيم حنيفا)‬ ‫العبادة‪:‬‬ ‫المتابعة‬ ‫شروط العبادة‪:‬‬ ‫الشرط الثالث‪:‬‬ ‫الشرط الثاني‪:‬‬ ‫الشرط األول‪:‬‬ ‫متابعة النبي ﷺ‬ ‫إخالص العمل لله تعالى‪:‬‬ ‫ان تكون العبادة من مؤمن‪:‬‬ ‫‪-‬وهذا يعني أن تكون عبادة المسلم تابعة لما جاء‬ ‫‪-‬بان يكون العابد مؤمًن ا بما جاء عن الله وعن رسوله‬ ‫‪-‬اإلخالص هو‪ :‬أن يريد العبد بطاعته التقرب إلى الله‬ ‫عن رسوله ‪ ،‬وهو بذلك يحقق شهادة أن محمدا‬ ‫‪ ،‬مصدقا بكل خبر وجب اإليمان به ‪ ،‬وقد دل على‬ ‫سبحانه دون أي شيء آخر من تصنع لمخلوق ‪ ،‬أو‬ ‫رسول الله في نفسه بطاعته فيما أمر ‪ ،‬وتصديقه‬ ‫هذا الشرط️⬇‬ ‫اكتساب محمدة عند الناس ‪ ،‬أو محبة مدح من‬ ‫فيما أخبر ‪ ،‬واجتناب ما نهى عنه وزجر ‪ ،‬وأال يعبد‬ ‫الخلق ‪ ،‬أو أي معنى من المعاني سوى التقرب إلى‬ ‫وقد دل على هذا الشرط قوله تعالى‪(:‬ومن يعمل‬ ‫الله إال بما شرع عليه الصالة والسالم ‪،‬‬ ‫الله تعالى️⬇ ‪،‬‬ ‫من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك‬ ‫ودليل هذا الشرط قوله تعالى️⬇‬ ‫يدخلون الجنة وال يظلمون نقيرا)‬ ‫كما قال تعالى‪ (:‬وال يشرك بعبادة ربه أحدا)‬ ‫✅‬ ‫‪(:‬وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه‬ ‫‪-‬فهو لب الدين ‪ ،‬وعموده األعظم ‪.‬‬ ‫‪-‬وال يثاب الكافر في اآلخرة على أي عبادة من‬ ‫فانتهوا)‬ ‫العبادات ‪ ،‬وال على أي عمل من األعمال الخيرة التي‬ ‫‪-‬وقد وردت أدلة كثيرة في الكتاب والسنة ُم قّر رة‬ ‫عملها في الدنيا ألن سيئة الكفر والشرك تمحو كل‬ ‫وقال تعالى‪(:‬من يطع الرسول فقد أطاع الله)‬ ‫هذا الشرط ‪ ،‬ومنها قوله تعالى امرا نبيه محمد ﷺ‬ ‫حسنة️⬇‬ ‫وجاء في وصية النبي ﷺ لمالك بن الحويرث عليه حيث‬ ‫ان يوضح ألمته ما أمر به من قبل الله️⬇‬ ‫قال تعالى‪(:‬وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه‬ ‫قال له ولقومه‪..((:‬وصلوا كما رأيتموني أصلي))‬ ‫‪ (:‬قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين)‬ ‫هباء منثورا)‬ ‫وعن جابر الله ؛ قال‪ :‬رأيت النبي ﷺ يرمي على راحلته يوم‬ ‫‪-‬وقال تعالى مبينًا ما أمر به عباده المؤمنين️⬇‬ ‫وعن عائشة قالت‪(( :‬قلت‪ :‬يا رسول الله ‪ ،‬إَّن ابن جدعان‬ ‫النحر ‪ ،‬ويقول‪ « :‬لتأُخ ذوا مناسككم»‬ ‫كان في الجاهلية يصل الرحم ‪ ،‬وُيطعم المسكين ‪ ،‬فهل‬ ‫‪(:‬وما أمروا إال ليعبدوا الله مخلصين له الدين‬ ‫‪-‬وقد حذر النبي ﷺ من االبتداع في العبادة️⬇ ؛‬ ‫حنفاء)‬ ‫ذلك نافعه ؟ قال‪ :‬ال ينفعه ‪ ،‬إنه لم يقل يوًم ا‪ :‬رب اغفر لي‬ ‫خطيئتي يوم الدين))‪.‬‬ ‫فعن عائشة ‪ ،‬قالت‪ :‬قال رسول اللهﷺ‪« :‬من عمل عمال‬ ‫ليس عليه أمرنا فهو رد»‬ ‫وقالﷺ‪ (( :‬إن الله ال ينظر إلى صوركم وأموالكم ‪ ،‬ولكن‬ ‫‪-‬ومن كمال عدل الله تعالى أنه يعطي الكافر في الدنيا‬ ‫ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ))‬ ‫‪-‬فالواجب هو أن يتبع العبد هدي النبي ﷺ ‪،‬‬ ‫جزاء حسناتها وأما المؤمن فله ثواب الدنيا واآلخرة ‪،‬‬ ‫وكما قالﷺ‪..« :‬وخير الهدي هدي محـمد‪ ،‬وشر األمور‬ ‫‪-‬وإذا حّل إخالص العبد في العبادة ؛ نال بذلك قبول‬ ‫فعن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول الله ﷺ‪(( :‬إن الله ال‬ ‫محدثاتها ‪ ،‬وكل بدعة ضاللة»‬ ‫الطاعات وحصول البركات وتفريج الكربات ‪ ،‬وما‬ ‫يظلم مؤمنا حسنة ‪ ،‬يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في‬ ‫قصة الثالثة الذين انطبقت عليهم الصخرة ببعيد ‪،‬‬ ‫اآلخرة ‪ ،‬وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها الله في‬ ‫فقد كان من دعائهم‪ « :‬الَّل ُه َّم ِإْن ُكنُت َف َع لُت ذلك‬ ‫الدنيا ‪ ،‬حتى إذا أفضى إلى اآلخرة ‪ ،‬لم تكن له حسنة ُيجزى‬ ‫بها))‪.‬‬ ‫ابتغاء وجهك»‬ ‫‪-4‬الفرح بالعبادة‬ ‫‪-1‬فعل العبادة‬ ‫‪-5‬عدم االغترار بالعبادة‬ ‫احوال المسلم مع‬ ‫‪-2‬عدم استصغار‬ ‫وسؤال الله قبولها‬ ‫العبادة‪:‬‬ ‫العبادة‬ ‫‪-2‬عدم استصغار‬ ‫‪-6‬شكر الله على‬ ‫‪-3‬التسابق الى‬ ‫العبادة‪:‬‬ ‫التوفيق للعبادة‬ ‫العبادة‬ ‫‪-‬نوع الله تعالى العبادات ليستكثر العبد منها ال ليهجرها ‪ ،‬ومهما كانت‬ ‫العبادة صغيرة فإن المسلم ال يتركها بدعوى أنها صغيرة أو غير مهمة أو‬ ‫غير مؤثرة!‬ ‫‪-1‬فعل العبادة‪:‬‬ ‫‪-‬فإن الله ال يضيع عنده عمل صالح️⬇ ؛‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬على المسلم أن يستكثر من العبادات فهي الباقيات‬ ‫قال تعالى‪(:‬إن الله ال يظلم مثقال ذرةۖ وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من‬ ‫الصالحات التي تبقى له عند ربه يوم القيامة️⬇ ‪،‬‬ ‫لدنه أجرا عظيما)‬ ‫قال تعالى‪(:‬المال والبنون زينة الحياة الدنياۖ والباقيات‬ ‫‪-‬كما أمر النبي ﷺ بفعل الطاعة ولو كانت قليلة️⬇؛‬ ‫الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أمال)‬ ‫وقال رسول الله ﷺ ‪ «:‬اتقوا النار ولو بشق تمرة»‪.‬‬ ‫‪-‬أحب األعمال الى الله هي️⬇‪:‬‬ ‫وقال رسول الله ﷺ فيما يرويه عن ربه سبحانه أنه قال‪:‬‬ ‫الفرائض✅‬ ‫« وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته‬ ‫عليه ‪ ،‬وال يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه»‪.‬‬ ‫‪-5‬عدم االغترار بالعبادة‬ ‫وسؤال الله قبولها‪:‬‬ ‫‪-‬قد يدخل إبليس على المسلم الذي قام بعبادة من العبادات من مدخل العجب‬ ‫‪-3‬التسابق إلى‬ ‫والغرور فيوسوس له بأنه خيٌر من فالن الذي لم يقم بهذه العبادة ‪ ،‬وربما وسوس‬ ‫العبادة‪:‬‬ ‫له أنه قد صار من أهل الجنة ‪ ،‬فيدخل على هذا المسكين من العجب والغرور ما‬ ‫ُيفسد عليه عبادته ‪ ،‬وُيذهب عليه أجره‪.‬‬ ‫‪-‬إن من عرف أن الدنيا دار ممر وابتالء وفناء ‪ ،‬وأن اآلخرة دار مقر وجزاء وبقاء ‪ ،‬فال شك أنه‬ ‫سيكون مستكثرا من الطاعات ‪ ،‬مسابقا ومسارعا إليها‪.‬‬ ‫قال تعالى‪(:‬يمنون عليك أن أسلمواۖ قل ال تمنوا علي إسالمكمۖ بل الله يمن‬ ‫عليكم أن هداكم لإليمان إن كنتم صادقين)‬ ‫‪-‬ولذلك حذر الله تعالى عباده من الركون للحياة الدنيا واالغترار بزخرفها ‪ ،‬وبين لهم حقيقتها ‪،‬‬ ‫ثم أمرهم بالمسارعة إلى مغفرته ورضوانه والجنة الباقية️⬇ ‪،‬‬ ‫وقال تعالى‪(:‬يا أيها الذين آمنوا ال تبطلوا صدقاتكم بالمن واألذى‬ ‫فقال تعالى‪(:‬اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في األموال واألوالدۖ كمثل غيث‬ ‫كالذي ينفق ماله رئاء الناس)‬ ‫أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاماۖ وفي اآلخرة عذاب شديد ومغفرة من الله‬ ‫‪-‬فليس بالضرورة أن تكون كل عبادة مقبولة عند الله ‪ ،‬فربما لم تكن هذه‬ ‫ورضوانۚ وما الحياة الدنيا إال متاع الغرور (‪ )20‬سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء‬ ‫العبادة طبية كاملة مستوفاة ‪ ،‬والله تعالى طيب ال يقبل إال طيبا ‪ ،‬ولما قرب ابنا‬ ‫واألرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسلهۚ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاءۚ والله ذو الفضل العظيم)‬ ‫آدم قربانين ‪ ،‬تقبل الله من أحدهما ولم يتقبل من اآلخر‪.‬‬ ‫وقال تعالى‪(:‬ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين)‬ ‫قال تعالى‪ ۞ (:‬واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من‬ ‫✅‬ ‫‪-‬والتسابق إلى الطاعة هو منهج (صحابة رسول الله ﷺ )المهاجرين واألنصار ‪.‬‬ ‫أحدهما ولم يتقبل من اآلخر قال ألقتلنكۖ قال إنما يتقبل الله من المتقين)‬ ‫‪-‬ثبت عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه️⬇‪،‬‬ ‫‪-‬وقد ذكر الله في صفات عباده المؤمنين أنهم يخافون أن ال ُيقبل منهم ️⬇‪،‬‬ ‫قال‪ « :‬أمرنا رسول الله ﷺ أن نتصدق ‪ ،‬ووافق ذلك ن ماًال ‪ ،‬فقلت‪ :‬اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما‪.‬قال‪:‬‬ ‫كما قال تعالى‪ (:‬والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون)‬ ‫فجئت بنصف مالي ‪ ،‬فقال رسول الله ﷺ‪ ( :‬ما أبقيت ألهلك ؟) فقلت‪ :‬مثله‪.‬وأتى أبو بكر بكل ما عنده ‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫( يا أبا بكر ؟ ما أبقيت ألهلك ؟)‪.‬فقال‪ :‬أبقيت لهم الله ورسوله‪.‬قلت‪ :‬ال أسبقه إلى شيء أبدًا»‪.‬‬ ‫‪-‬وهذا يورث المسلم انكسارًا بين يدي الله ‪ ،‬فيطلب من الله أن يغفر له خطأه وتقصيره‬ ‫في العبادة ‪ ،‬ويطلب منه أيضًا أن يتقبل عبادته ويجبر ما فيها من نقص ‪ ،‬وأال يؤاخذه‬ ‫بتقصيره‪.‬‬ ‫‪-‬وال يعني هذا أن ال يفرح العبد بطاعة الله تعالى ؛ بل يجمع في تعبده بين الخوف‬ ‫‪-4‬الفرح بالعبادة‪:‬‬ ‫والرجاء ‪ ،‬فيفرح بالعبادة ولكن ال يغتر بها‪.‬‬ ‫‪-‬العبادة شرف للعابد ‪ ،‬وسمو لروحه وعزة ‪ ،‬وإباء ‪ ،‬ولربما يفرح الناس بدراهم‬ ‫يصيبونها ‪ ،‬ومنازل يسكنونها ‪ ،‬وتجارات يربحونها ‪،‬‬ ‫‪-6‬شكر الله على‬ ‫التوفيق للعبادة‪:‬‬ ‫‪ -‬ويغفلون عن الفرح بما هو أهم من ذلك وأعظم ‪ ،‬وهو الفرح بعبادة الله تعالى‬ ‫⭕‬ ‫ونعمه الدينية الشرعية ‪ ،‬مثل‪ :‬نعمته على عبده بتوفيقه لحفظ القرآن أو بعض أجزائه ‪،‬‬ ‫‪-‬إن المسلم العالم بالله يعلم أن الله تعالى هو الذي وفقه للخير وهداه إليه ‪،‬‬ ‫أو توفيقه إلقام الصالة وإيتاء الزكاة كما أمر الله ‪ ،‬أو توفيقه لنعمة بلوغ شهر رمضان‬ ‫ويعلم أنه لوال فضل الله ورحمته لكان من الكافرين أو الفاسقين ‪ ،‬وهذا يستدعي‬ ‫وتمامه ‪،‬‬ ‫منه اعترافًا منه بفضل الله عليه ‪ ،‬ونعمته عليه بأن وفقه لعبادته وطاعته‪.‬‬ ‫‪ -‬وسبب هذا الخلل منهم‪ :‬تعلق القلب بحب الدنيا الفانية ‪ ،‬ونسيان اآلخرة الباقية‪.‬‬ ‫⭕‬ ‫‪-‬بل حتى هذا التوفيق لشكر الله تعالى على العبادة يعد نعمة جديدة تستوجب شكرًا‬ ‫قال تعالى‪(:‬يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى‬ ‫جديدا فيبقى العبد يتقلب في نعم الله شاكرا لربه معترفا له بالفضل واإلنعام‪⬇️.‬‬ ‫ورحمة للمؤمنين (‪ )57‬قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)‬ ‫قال الشافعي‪« :‬الحمد لله الذي ال ُيؤَّد ى شكر نعمة من نعمه ؛ إال بنعمة منه »‪.‬‬ ‫قال ابن كثير‪(« :‬بفضل الله) أي بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق (‬ ‫‪-‬وثمرة هذا الشكر أن يوفق المسلم لعبادة جديدة ‪ ،‬فإن الله قد وعد الشاكر بالمزيد️⬇‬ ‫فليفرحوا) ‪ ،‬فإنه أولى ما يفرحون به ( هو خير مما يجمعون) أي‪ :‬من حطام الدنيا‬ ‫فقال تعالى‪ (:‬وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم ألزيدنكمۖ ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser