Summary

نظرية لوريا هي نظرية في علم الأعصاب تتناول تنظيم الدماغ ووظائفه. تُركز النظرية على كيفية تفاعل أنشطة مناطق مختلفة من الدماغ ليشكل سلوكًا واعيا. وتقترح النظرية أن الدماغ البشري يتكون من ثلاثة وحدات رئيسية تعمل بشكل مترابط.

Full Transcript

‫نظرية لوريا‬ ‫هناك مجموعة متنوعة من النظريات التي تتناول كيفية تنظيم الدماغ وكيف يعمل‪.‬على سبيل المثال‪ ،‬تحاول‬ ‫نظرية تجميع الخاليا لهيب (‪ )1949‬ونظرية الدماغ الثالثي لماكلين (‪ )1978‬تفسير وظائف الدماغ من منظور‬ ‫ميكروسكوبي وماكروسكوبي على حد سواء‪.‬ومع ذلك‪ ،‬ال يوجد أي تفسير نظري لوظائ...

‫نظرية لوريا‬ ‫هناك مجموعة متنوعة من النظريات التي تتناول كيفية تنظيم الدماغ وكيف يعمل‪.‬على سبيل المثال‪ ،‬تحاول‬ ‫نظرية تجميع الخاليا لهيب (‪ )1949‬ونظرية الدماغ الثالثي لماكلين (‪ )1978‬تفسير وظائف الدماغ من منظور‬ ‫ميكروسكوبي وماكروسكوبي على حد سواء‪.‬ومع ذلك‪ ،‬ال يوجد أي تفسير نظري لوظائف الدماغ مكتمل مثل‬ ‫ذلك الذي اقترحه ألكسندر لوريا‪.‬تُقتبس آراء لوريا حول وظائف الدماغ على نطاق واسع وكانت مفيدة في‬ ‫وضع تصور لكل من األبحاث والعمل السريري‪.‬استمد لوريا أفكاره من تحقيقاته حول البالغين الذين يعانون‬ ‫من أمراض دماغية‪ ،‬وتبرز أفكاره بشكل رئيسي في كتابين هما‪" :‬وظائف القشرة العليا عند اإلنسان" (‪)1966‬‬ ‫و"الدماغ العامل" (‪.)1973‬‬ ‫بدالا من تأييد رؤية صارمة لتوطين هيكل الدماغ ووظائفه‪ ،‬اقترح لوريا تصوراا أكثر ديناميكية‪.‬فقد أشار إلى أن‬ ‫السلوك الواعي يتوجه من خالل تفاعل األنشطة عبر مناطق مختلفة من الدماغ‪.‬أطلق على هذا التكوين المعقد‬ ‫لألنشطة الدماغية "النظام الوظيفي"‪.‬بمعنى آخر‪ ،‬وظيفة مثل التحدث أو الكتابة تُدار من خالل مجموعة من‬ ‫األنشطة الدماغية المنسقة‪.‬وعندما يكون هناك عجز في التحدث أو الكتابة‪ ،‬فإن ذلك يشير إلى خلل في مكان ما‬ ‫داخل النظام الوظيفي‪.‬يجب إجراء تقييم إضافي لتحديد الجزء الذي تعرض للضرر في هذا النظام الوظيفي‪.‬كما‬ ‫اقترح لوريا أنه ال يوجد جزء محدد من الدماغ يتحكم تماما ا في وظيفة معينة‪.‬لذلك‪ ،‬إذا تعرض جزء معين من‬ ‫الدماغ للضرر‪ ،‬فقد تحدث مجموعة متنوعة من االضطرابات السلوكية‪ ،‬وبالمثل قد تكون المناطق غير‬ ‫المتضررة من الدماغ قادرة على تولي بعض الوظائف التي تعرضت للضرر‪.‬ونتيجة لذلك‪ ،‬قد يكون أي جزء‬ ‫من الدماغ مشاركا ا في مجموعة متنوعة من السلوكيات‪.‬يُعرف هذا الظاهرة بـ "التعدد الوظيفي"‪ ،‬وهي تسلط‬ ‫الضوء على التداخل واالتصال بين الهياكل الدماغية المختلفة‪.‬‬ ‫وحدات الدماغ‬ ‫اقترح لوريا أن الدماغ البشري يتكون من ثالث وحدات رئيسية‪ ،‬أو وحدات وظيفية‪ ،‬وأن جميع األنشطة العقلية‬ ‫تعتمد على هذه الوحدات الثالث‪.‬ووصف نظ اما وظيفية تعمل وفق تنظيم عمودي (من األدنى إلى األعلى)‪،‬‬ ‫وتنظيم طولي للدماغ (من األمام إلى الخلف)‪ ،‬وتنظيم جانبي (من اليسار إلى اليمين)‪.‬‬ ‫‪-1‬وحدة االستثارة ‪:‬‬ ‫أول وحدة وصفها لوريا هي وحدة االستثارة‪.‬تتكون هذه الوحدة من شبكة من الهياكل المنتشرة في جذع الدماغ‬ ‫والمستويات المهادية‪ ،‬والمعروفة أيضاا باسم النظام المنشط الشبكي‪.‬تتولى وحدة االستثارة بشكل رئيسي تصفية‬ ‫المدخالت الحسية وضبط مستوى االستثارة أو نغمة القشرة الدماغية‪.‬هذه الوحدة ضرورية لقدرة الشخص على‬ ‫االنتباه أو االستجابة للمؤثرات‪.‬يمكن أن يؤدي الخلل في هذه الوحدة إلى اضطرابات في النوم أو الوعي‪،‬‬ ‫وصعوبات في تصفية المؤثرات الواردة‪ ،‬أو فرط االستجابة أو نقصها تجاه المواقف‪ ،‬وكذلك نقص في االنتباه‬ ‫أو التركيز‪.‬ترتبط الهياكل في وحدة االستثارة بشكل هرمي بمناطق أخرى من الدماغ‪ ،‬وخاصة القشرة الجبهية‬ ‫األمامية‪.‬‬ ‫مبكرا جداا‪.‬قد يؤثر الضرر الذي يلحق بهذه الوحدة‬ ‫ا‬ ‫من الناحية التطورية‪ ،‬تتطور هذه الوحدة األولى من الدماغ‬ ‫في شخص بالغ بشكل كبير على الوظائف النباتية والقدرة على االنتباه والتكيف بشكل كاف مع البيئة‪.‬أما‬ ‫االضطرابات التطورية التي تحدث لهذه الوحدة خالل السنة األولى من الحياة فقد تكون تأثيراتها أقل حدة على‬ ‫الفرد‪ ،‬ولكنها تبدو مرتبطة بمشكالت في االنتباه‪ ،‬وفرط النشاط‪ ،‬وعدم كفاية تصفية المعلومات‪.‬غالباا ما تكون‬ ‫هذه الوحدة السفلية في مقدمة األنظمة الوظيفية‪ ،‬حيث تدير العمليات األولية للمعلومات مثل االنتباه‪ ،‬واكتشاف‪،‬‬ ‫وتصفية‪ ،‬واكتساب المدخالت الحسية‪.‬‬ ‫‪-2‬وحدة استقبال الحس والتكامل ‪:‬‬ ‫الوحدة الثانية في الدماغ هي وحدة استقبال الحس والتكامل‪.‬تنسق هذه الوحدة أنشطة المناطق القشرية في‬ ‫الدماغ الواقعة خلف وأسفل التلم المركزي (وظائف الفصوص الصدغية والجدارية والقذالية)‪.‬وصف لوريا‬ ‫ضمن هذه الوحدة تنظي اما فرعياا ذا طبيعة هرمية‪ ،‬وينطبق هذا التنظيم الفرعي على كل من الفصوص الجدارية‬ ‫والصدغية والقذالية‪.‬يشكل أساس هذه الوحدة المنطقة األساسية‪ ،‬أو منطقة اإلسقاط األساسية‪ ،‬داخل كل من هذه‬ ‫الفصوص الثالثة في كل من نصفي الدماغ‪.‬على سبيل المثال‪ ،‬تقع المنطقة األساسية في الفص الجداري على‬ ‫طول التلم المركزي الخلفي وتكون مسؤولة بشكل رئيسي عن استقبال المدخالت الحسية الجسدية‪ ،‬مثل اللمس‪،‬‬ ‫واأللم‪ ،‬ودرجة الحرارة‪ ،‬واإلحساس العميق‪.‬تقع المنطقة األساسية في الفص الصدغي على طول التلم الصدغي‬ ‫العلوي‪ ،‬وهي منطقة اإلسقاط األساسية للمعلومات السمعية‪.‬أما المنطقة األساسية في الفص القذالي‪ ،‬فتقع في‬ ‫الجزء الخلفي من كل نصف كرة دماغية‪ ،‬وهي منطقة اإلسقاط األساسية للمؤثرات البصرية الواردة‪.‬تجدر‬ ‫اإلشارة إلى أن هذه المناطق األساسية في كل فص تكون مخصصة لنمط حسي محدد‪.‬لقد تم تفصيل خصائص‬ ‫الخاليا في هذه المناطق األساسية بشكل جيد في دراسات سابقة (مثل دراسة هوبل وويسل‪.)1963 ،‬ومن‬ ‫المثير لالهتمام أن التحفيز في هذه المناطق القشرية األساسية يؤدي إلى تجارب حسية غير ذات مغزى (مثل‬ ‫سماع أصوات) أو حركات غير منسقة‪.‬يتم دعم السلوكيات األكثر تعقيداا وتنسيقاا داخل كل فص من خالل‬ ‫المناطق الترابطية‪.‬‬ ‫تقع المنطقة الثانوية داخل كل فص بجوار المنطقة األساسية‪.‬هنا تكون الخصائص النمطية أقل تحديداا (مثل‬ ‫ارتباط المناطق الترابطية في الفص الصدغي بالرؤية وكذلك بالسمع)‪ ،‬وتتكون هذه المنطقة من خاليا عصبية‬ ‫تتصل بمناطق أخرى في الدماغ‪ ،‬بما في ذلك المناطق المماثلة في النصف المقابل من الدماغ‪.‬بشكل عام‪،‬‬ ‫تشارك هذه المناطق الثانوية‪ ،‬أو المناطق الترابطية‪ ،‬في تحليل وتشفير وتخزين المعلومات‪.‬على سبيل المثال‪،‬‬ ‫في وظيفة الرؤية‪ ،‬يبدو أن المنطقة الثانوية (الترابطية) في الفص القذالي تشارك في التحليل الزمني والمكاني‬ ‫وتحليل خصائص المنبه البصري‪.‬في الفص الجداري‪ ،‬تشارك المنطقة الثانوية (الترابطية) في الوظائف اللمسية‬ ‫المعرفية (مثل معرفة ما هو الشيء عن طريق لمسه‪ ،‬وكذلك معرفة موقع الذراع في الفضاء من خالل إدراك‬ ‫حركتها)‪.‬وبالمثل‪ ،‬تعمل المنطقة الترابطية في كل فص صدغي على تحليل المعلومات السمعية‪.‬عند هذا‬ ‫المستوى من المنطقة الثانوية‪ ،‬يبدأ التمايز بين نصفي الدماغ في الظهور‪.‬تُعنى المنطقة الثانوية في الفص‬ ‫الصدغي األيسر أكثر بإدراك أصوات الكالم‪ ،‬بينما يبدو أن النصف األيمن يشارك أكثر في تحليل األصوات‬ ‫صا الجوانب المتعلقة باإليقاع والنغمة والتردد‪.‬بشكل عام‪ ،‬تشارك هذه المناطق الثانوية‬ ‫غير الكالمية‪ ،‬وخصو ا‬ ‫أو الترابطية في القدرة على التعرف على المؤثرات الواردة‪ ،‬واكتشاف وتحليل المعلومات‪ ،‬وربط هذه‬ ‫المعلومات بالتجارب السابقة‪.‬‬ ‫منطقة أخرى داخل هذه الوحدة الثانية من الدماغ هي المنطقة الثالثية‪ ،‬التي تقع عند ملتقى الفصوص الجدارية‬ ‫والقذالية والصدغية في كل نصف كرة دماغي‪.‬في هذه المنطقة‪ ،‬يتم دمج البيانات من مصادر حسية مختلفة‪.‬‬ ‫وتكون الخصائص النمطية أقل تحديداا بكثير‪.‬في الواقع‪ ،‬تم تحديد هذه المنطقة على أنها متعددة األنماط الحسية‬ ‫(‪ ،)Pandya & Yeterian, 1990‬أو عابرة لألنماط الحسية في وظيفتها‪.‬يتمثل الدور الرئيسي للمنطقة‬ ‫الثالثية في تنظيم المعلومات‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالمعالجة المتزامنة للمعلومات‪.‬في هذه المنطقة‪ ،‬يتم تحقيق‬ ‫مستوى عال من تحليل المعلومات الواردة‪.‬هنا يمكن ربط المعلومات من نمط حسي معين‪ ،‬مثل المعلومات‬ ‫البصرية‪ ،‬بالمدخالت اللمسية أو السمعية‪ ،‬ويمكن تحويل جميع المعلومات إلى تمثيالت رمزية‪.‬ال يؤدي‬ ‫عجزا في مستويات‬‫ا‬ ‫اضطراب المنطقة الثالثية في أي من نصفي الدماغ عادةا إلى عجز حسي ظاهر‪ ،‬ولكنه ينتج‬ ‫أعلى من الوظائف اإلدراكية والمعرفية‪ ،‬مثل تلك المرتبطة بالقراءة والكتابة والرياضيات والسلوك المكاني‪.‬‬ ‫تجدر اإلشارة إلى أن المناطق الثالثة داخل هذه الوحدة الثانية من الدماغ هي مناطق ذات طبيعة تطورية‬ ‫وهرمية‪.‬بينما تتطور المناطق األساسية في وقت مبكر من الحياة وتتولى استقبال المعلومات الحسية‬ ‫المتخصصة‪ ،‬تنضج المناطق الثانوية والثالثية في وقت الحق وتشارك في عمليات عقلية أكثر تعقيداا وأقل‬ ‫صا لنمط حسي معين‪.‬‬‫تخص ا‬ ‫‪-3‬وحدة تنفيذ المخرجات ‪:‬‬ ‫أشار لوريا إلى الوحدة الثالثة من الدماغ‪ ،‬وهي في األساس الفصوص األمامية اليسرى واليمنى‪ ،‬باعتبارها‬ ‫وحدة التنفيذ أو المخرجات‪ ،‬أو الوحدة المسؤولة عن برمجة النشاط‪ ،‬تنظيمه‪ ،‬والتحقق منه‪.‬بينما تتلقى هذه‬ ‫الوحدة معلومات التوجيه والحسية من الوحدتين األخريين في الدماغ‪ ،‬فإنها تشارك بشكل أساسي في إخراج‬ ‫الحركات‪ ،‬التخطيط‪ ،‬وتقييم السلوك‪.‬يتم وصف هذه الوحدة أيضاا من حيث تنظيم فرعي‪.‬المنطقة األساسية في‬ ‫هذه الوحدة هي القشرة الحركية‪ ،‬التي تقع أمام التلم المركزي‪.‬من المعروف أن هذه المنطقة من الدماغ تتحكم‬ ‫بشكل رئيسي في اإلشارات الحركية المرسلة إلى الجانب المقابل من الجسم‪.‬تقع المنطقة الثانوية‪ ،‬أو المنطقة‬ ‫قبل الحركية‪ ،‬أمام الشريط الحركي‪.‬وتشارك في إعداد البرامج الحركية من خالل تحليل وتنظيم وترتيب‬ ‫األفعال الحركية‪ ،‬ثم تطبيق التحليل المكاني والزماني على الحركة المستمرة‪.‬تقع المناطق الثالثية لهذه الوحدة‬ ‫في الجزء األمامي من الدماغ‪ ،‬أي في القشرة الجبهية األمامية‪ ،‬وهي أيضاا غير مخصصة لنمط حسي معين‪.‬في‬ ‫الواقع‪ ،‬تحتوي القشرة الجبهية األمامية على العديد من االتصاالت الواردة والصادرة مع مناطق الدماغ األخرى‪.‬‬ ‫اقترح لوريا (‪ )1973‬وآخرون أن هذه المنطقة من الدماغ تلعب ا‬ ‫دورا مه اما في تشكيل النوايا والبرامج‪ ،‬وكذلك‬ ‫في التخطيط وتنظيم أشكال السلوك البشري األكثر تعقيداا‪.‬باإلضافة إلى التخطيط‪ ،‬تنفيذ وتقييم السلوك‪ ،‬تشارك‬ ‫الفصوص الجبهية األمامية في االنتباه االنتقائي‪ ،‬التركيز‪ ،‬المرونة العقلية‪ ،‬وأداء الشخصية‪ ،‬مثل تنظيم المزاج‪،‬‬ ‫الحكم‪ ،‬والدوافع‪.‬مرة أخرى‪ ،‬تتمتع هذه الوحدة الدماغية بتنظيم هرمي وتطوري‪.‬تصبح القشرة الحركية‬ ‫األساسية وظيفية بشكل كامل في وقت مبكر من الحياة‪ ،‬في حين أن المناطق الثالثية في الفص الجبهي تخدم‬ ‫وظائف أكثر تعقيداا وتبدو أنها تتطور تدريجياا خالل مرحلة الطفولة والمراهقة‪.‬‬ ‫تُعد صياغة لوريا النظرية ذات طبيعة واسعة إلى حد ما‪.‬على سبيل المثال‪ ،‬ال يصف وظائف الخاليا العصبية‬ ‫أو المسارات واإلسقاطات المحددة التي تشكل نظا اما وظيفياا معيناا‪.‬على الرغم من أن نظرية لوريا قديمة وغير‬ ‫إطارا مفيداا لفهم الكثير من وظائف الدماغ‪.‬يعتمد نهجه بشكل كبير على مفهوم‬ ‫ا‬ ‫كاملة‪ ،‬إال أنها ال تزال توفر لنا‬ ‫المعالجة التسلسلية بطريقة هرمية‪ ،‬حيث يضيف كل مستوى (وحدة االستثارة → المنطقة األساسية لوحدة‬ ‫االستقبال → المناطق الثانوية والثالثية‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser