مذكرة مقرر الثقافة الإسلامية 301(1) PDF
Document Details
Uploaded by WellBacklitLiberty
The Royal Commission at Yanbu Colleges and Institutes
دكتور/ مهدي المغربي
Tags
Summary
This document is a lecture note for an Islamic culture course (301(1)). It covers topics such as the moral system in Islam, professional ethics in Islam, and their applications. The document also outlines the structure of the course and the different topics to be covered.
Full Transcript
Kingdom of Saudi Arabia The Royal Commission at Yanbu Colleges and institutes at Yanbu General Studies Department MON 27 Tues 27 ﺍﻟﺜﻘﺎﻓــﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ (٣٠١) ...
Kingdom of Saudi Arabia The Royal Commission at Yanbu Colleges and institutes at Yanbu General Studies Department MON 27 Tues 27 ﺍﻟﺜﻘﺎﻓــﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ (٣٠١) ﺍﳌﻘــﺪﻣﺔ اﳊﻤﺪ ﷲ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﲆ أﴍف اﻷﻧﺒﻴﺎء واﳌﺮﺳﻠﲔ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﳏﻤﺪ وﻋﲆ آﻟـﻪ وﺻﺤﺒﻪ أﲨﻌﲔ ،أﻣﺎ ﺑﻌﺪ: ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﳜﻔﻰ ﻣﺎ ﻟﻠﻌﻠـﻢ ﻣـﻦ أﳘﻴـﺔ ﺑﺎﻟﻐـﺔ وﻣﻨﺰﻟـﺔ ﰲ ﺣﻴـﺎة اﻷﻣـﻢ واﻟﺸـﻌﻮب ﰲ ﺗﺼـﺤﻴﺢ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻬﺎ وﺗﺼﻮراﲥﺎ ﻟﻠﻜﻮن واﳊﻴﺎة ،وﰲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻊ رﲠﺎ وﺧﺎﻟﻘﻬﺎ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺎﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ ،وﻣـﻊ اﻟﺒﴩـﻳﺔ ﰲ ﲥﺬﻳﺐ أﺧﻼﻗﻬﺎ وﻗﻴﻤﻬﺎ اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ. وﻗﺪ أوﻟﺖ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻫﺘﲈﻣﺎ ﺑﺎﻟﻐﺎ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻧﺼﺖ »أن اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣـﺎدة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺳﻨﻮات اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ«. وذﻟﻚ أن ﻣﻦ أﻫﻢ أﻫﺪاف اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﳉﺎﻣﻌﻲ ﲣﺮﻳﺞ اﻟﻜﻔﺎءات اﳌﺆﻫﻠﺔ ﻟﻠﻤﺸـﺎرﻛﺔ ﰲ اﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ اﳊﻀﺎرﻳﺔ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﳎﺎﻻﲥﺎ. وﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗُﻌﻨﻰ ﺑﺘﺰوﻳﺪ اﻟﻄﻼب واﻟﻄﺎﻟﺒﺎت ﺑﻘـﺪر ﻣﻨﺎﺳـﺐ ﻣـﻦ اﳌﻔـﺎﻫﻴﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺗﻮﺿﺢ ﳍﻢ ﻣﻨﻬﺞ اﻻﻋﺘﺪال وﻣﺎ ﰲ اﻹﺳﻼم ﻣﻦ ﺣﻠﻮل ﳌﺸﻜﻼت اﳊﻀـﺎرات واﳊﻴـﺎة، ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻬﻢ أن ﳚﺘﻤﻊ اﳌﺨﺘﺼﻮن ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﺪﻗﻴﻖ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ واﻗﻊ ﻫﺬه اﳌﻘﺮرات وﻣﺎ ﺗﺘﻨﺎوﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻔﺮدات وﻗﻀﺎﻳﺎ ،وﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ان ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﺗﻘﺘﻀﻴﻬﺎ اﻟﻈﺮوف اﳌﺴﺘﺠﺪة ،وﻣـﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻮﻇﻒ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻘﻨﻴﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺘﻄﻮرة. وﺳﻌﻴ ًﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺴﻢ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ اﳉﻮدة اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻓﻴﲈ ﻳﻘﺪم ﻟﻄﻼب اﻟﻜﻠﻴـﺔ ﻣـﻦ ﻣﻘـﺮرات دراﺳـﻴﺔ ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻬﻢ ﺟﺪا أن ﺗﺘﻮﺟﻪ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ إﱃ ﻣﻘﺮرات اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺘﻌﺰﻳـﺰ ﺟﺎﻧﺒﻬـﺎ ﺑـﲈ ﻳﺘﻮاﻓـﻖ ﻣـﻊ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وأﻫﺪاف اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺎت اﳌﻤﻠﻜﺔ وﻛﻠﻴﺎﲥﺎ. واﺳﺘﻜﲈﻻ ﻟﺪراﺳﺔ ﻣﻘﺮرات اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻷﻧﻈﻤﺔ اﻹﺳﻼم وﻣﺎ ﲢﻤﻠﻪ ﻟﻸﻣـﺔ ﻣـﻦ ﺧـﲑ وﺻﻼح ﺟﺎء ﻫﺬا اﳌﻘﺮر ﻣﻘﺪﻣﺎ ﰲ ﻃﻴﺎﺗﻪ اﻟﻨﻈﺎم اﻷﺧﻼﻗﻲ ﰲ اﻹﺳﻼم وﻣـﺎ ﺗﻀـﻤﻨﻪ ﻣـﻦ ﺧﺼـﺎﺋﺺ وﻣﻨﺎﻓﻊ ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻔـﺮدي واﳌﺠﺘﻤﻌـﻲ ،وﻃـﺮح ﻗﻀـﻴﺔ أﺧﻼﻗﻴـﺎت اﳌﻬﻨـﺔ ﰲ اﻹﺳـﻼم وﺗﻨـﺎول ﻣﺼﺎدرﻫﺎ واﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﳌﻬﻨﻲ ،ﺛﻢ رﺻﺪ أﻫﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﻴﺔ اﻹﳚﺎﺑﻴﺔ واﻟﺴـﻠﺒﻴﺔ ووﺳﺎﺋﻞ ﺗﺮﺳﻴﺨﻬﺎ واﺳﺘﺸﻌﺎر أﳘﻴﺔ اﻟﻨﻈﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﳊﻴـﺎة اﳌﺠﺘﻤـﻊ اﻹﺳـﻼﻣﻲ وﺗﻄﺒﻴﻘﻬـﺎ ﻛﻤﻨﻬﺞ ﺣﻴﺎة ،واﺳﺘﻴﻌﺎب اﳌﻔﻬﻮم اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻸﺧﻼﻗﻴﺎت واﳋﺮوج ﲠـﺎ ﻣـﻦ ﻣﺮﺣﻠـﺔ اﻟﺘﻨﻈـﲑ اﳌﺜـﺎﱄ اﻟﺬي ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ،إﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴـﻖ وﻓـﻖ اﻷﺳـﺲ اﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ اﻟﺘـﻲ ﻫـﺪى إﻟﻴﻬـﺎ اﻟﻘـﺮآن واﻟﺴﻨﺔ. وﻳﻘﺪم اﻟﻘﺴﻢ ﻣﻘﺮرات اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﺘﻜﻮن ﰲ ﺻـﻮرة ﻣﻮاﺋﻤـﺔ ﻟﺮؤﻳـﺔ ورﺳـﺎﻟﺔ ﻗﻄـﺎع اﻟﻜﻠﻴﺎت ،وﻣﺎ اﺳﺘﺠﺪ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ وﻣﺎ ﺗﻢ إﻗﺮاره ﰲ اﳉﺎﻣﻌﺎت اﻷﺧﺮى وﺗﻮﺻـﻴﺎت اﻟﻨﺪوات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲤﺖ ُأﻗﻴﻤﺖ ﺣﻮل ﻣﻘﺮرات اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. وﺑﲈ أن ﻫﺪف ﻫﺬه اﳌﻘﺮرات ﻫﻮ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻘﺪ ﺣﺮص اﻟﻘﺴـﻢ ﻋـﲆ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺑﻠﻐﺔ واﺿﺤﺔ وﺳﻬﻠﺔ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻟﻐﺔ اﻟﺘﺨﺼﺺ اﻟﴩﻋﻲ اﻟـﺪﻗﻴﻖ ﻣـﻊ اﳊـﺮص ﻋـﲆ ﻋﺪم اﻟﺘﻮﺳﻊ ﰲ اﻟﺘﻔﺮﻳﻌﺎت واﳋﻼﻓﺎت اﳌﺬﻫﺒﻴـﺔ واﻟﱰﻛﻴـﺰ ﻋـﲆ اﻷﺻـﻮل واﻟﻜﻠﻴـﺎت اﻟﻌﺎﻣـﺔ اﻟﺘـﻲ ﻳﺸﱰك ﰲ اﻻﺣﺘﻴﺎج إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻄﺎﻟﺐ اﳌﺘﺨﺼﺺ وﻏﲑ اﳌﺘﺨﺼﺺ. وﲤﺖ ﻣﺮاﺟﻌﺘﻪ ﺑﺼﻮرة ﺗﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ اﻟﻄﺮح اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ اﳌﺘﻀﻤﻦ ﺗﻮزﻳﻊ اﳌﻨﻬﺞ ﻋـﲆ اﻷﺳـﺎﺑﻴﻊ اﻟﺪراﺳﻴﺔ ،ورﺻﺪ ﺧﻄﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺑﺘﻄـﻮﻳﺮ ﻃـﺮق ﺗـﺪرﻳﺲ اﳌﻘـﺮر واﻻﺳـﺘﻔﺎدة ﻣـﻦ ﺗﻘﻨﻴـﺎت اﻟﺘﻌﻠﻢ اﳊﺪﻳﺜﺔ وأدوات ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻔﻜﲑ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻧﺤﻮﻫﺎ. وﻗﺪ ﺗﻢ اﻋﺘﲈد ﻣﻔﺮدات اﳌﻘﺮر اﻟﺘﺪرﻳﴘ ﰲ اﳌﺠﻠﺲ اﻷول ﻟﻘﺴﻢ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﰲ اﻟﻌﺎم اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ١٤٣٧ﻫـ١٤٣٨ -ﻫـ ﺳﺎﺋﻠﲔ اﳌﻮﱃ ﻋﺰ وﺟﻞ أن ﻳﺘﻘﺒﻞ ﻣﻦ اﳉﻤﻴﻊ ﺟﻬﻮدﻫﻢ وأن ﻳﻜﺘﺐ ﳍﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﺒﻮل واﻟﻨﻔﻊ إﻧﻪ وﱄ ذﻟﻚ واﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻴﻪ وﺻﲆ اﷲ ﻋﲆ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ وﻋﲆ آﻟﻪ وﺻﺤﺒﻪ أﲨﻌﲔ. رﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ اﳌﻮاد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻘﻄﺎع اﻟﻜﻠﻴﺎت واﳌﻌﺎﻫﺪ دﻛﺘﻮر /ﻣﻬﺪي اﳌﻐﺮﰊ ﻭﺻﻒ ﺍﳌﻘﺮﺭ : وﻳﺘﻨﺎول اﳌﺤﺎور اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: اﻟﻨﻈﺎم اﻷﺧﻼﻗﻲ ﰲ اﻹﺳﻼم ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ وأﳘﻴﺘﻪ وآﺛﺎره. أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﰲ اﻹﺳﻼم ﻣﺼﺎدرﻫﺎ واﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﳌﻬﻨﻲ. أﻣﺜﻠﺔ ﻷﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ اﻹﳚﺎﺑﻴﺔ واﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ووﺳﺎﺋﻞ ﺗﺮﺳﻴﺨﻬﺎ. اﳉﻮاﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻷﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻌﻠﻮم اﻷﺧﺮى. رﻗﻢ اﳌﻘﺮر ٣٠١ ﻋﺪد اﻟﺴﺎﻋﺎت ٠٢ : ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ : - اﻟﺮﻗﻲ ﺑﻤﺴﺘﻮى ﺗﻔﻜﲑ وﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﻄﺎﻟﺐ. - ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﺒﺪأ اﻹﺻﻼح اﻟﺬاﰐ. - ﺗﺄﻛﻴﺪ ﴐورة اﻟﺘﻼزم ﺑﲔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ. ّ ﱡ ﳐﺮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ : (١ﺗﺰوﻳﺪ اﻟﻄﺎﻟﺐ اﳉﺎﻣﻌﻲ ﺑﺄدوات اﻟﺘﻌﺮف ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺎم اﻷﺧﻼﻗﻲ ﰲ اﻹﺳﻼم (٢إدراك أﳘﻴﺔ اﻟﻨﻈﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﳊﻴﺎة اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ. (٣إﻣﺪاد اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺤﺼﻴﻠﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﳌﻬﻨﻲ (٤ﺗﺮﺳﻴﺦ اﳌﻔﻬﻮم اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻷﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﰲ اﻹﺳﻼم وأﺛﺮ اﻻﻟﺘﺰام ﲠﺎ ﻋﲆ اﻟﻔﺮد واﳌﺠﺘﻤﻊ (٥اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ ﳑﺎرﺳﺔ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﻌﻤﲇ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ ﻷﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﰲ رؤﻳﺔ ﳎﺘﻤﻌﻴﺔ واﺿﺤﺔ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻷﺳﺒـﻮﻉ ٢ ﺍﳌﻮﺿـــــــﻮﻉ ﻣﻘﺪﻣﺔ :اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﳌﺎدة وأﳘﻴﺘﻬﺎ اﻟﻨﻈﺎم اﻷﺧﻼﻗﻲ ﰲ اﻹﺳﻼم ٤–٣ ﻣﻔﻬﻮم اﻷﺧﻼق ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ذات اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﻷﺧﻼق ٥ ٦ أﳘﻴﺔ اﻷﺧﻼق وﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ آﺛﺎرﻫﺎ ﻋﲆ اﻟﻔﺮد واﳌﺠﺘﻤﻊ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﰲ اﻹﺳﻼم ٧ ﻣﻔﻬﻮم أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ذات اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺄﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ٨ ٩ ﻣﺼﺎدر أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﰲ اﻹﺳﻼم واﻟﻌﴫ اﳊﺪﻳﺚ اﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﳌﻬﻨﻲ اﻻﺧﺘﺒﺎر اﻟﻨﺼﻔﻲ اﳉﻮاﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻷﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ١٠ ﻣﻌﺎﻳﲑ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ وﺳﺎﺋﻞ ﺗﺮﺳﻴﺦ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﺍﳌﻮﺿـــــــﻮﻉ ﺍﻷﺳﺒـﻮﻉ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ ﺗﻄﺒﻴﻖ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ١١ أﻣﺜﻠﺔ ﻷﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ اﻹﳚﺎﺑﻴﺔ واﻟﺴﻠﺒﻴﺔ أﻣﺜﻠﺔ ﻟﻸﺧﻼﻗﻴﺎت اﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ١٢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ١٣ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﲡﺎه اﳌﺮأة ﻋﻼﻗﺔ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻌﻠﻮم اﻷﺧﺮى ١٤ ﻋﻼﻗﺔ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﺑﺎﻹدارة ﻋﻼﻗﺔ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﺑﺎﳌﺤﺎﺳﺒﺔ ١٥ ﻋﻼﻗﺔ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد ﻋﻼﻗﺔ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺗﺪرﻳﺒﺎت ﻋﲆ اﻟﻔﺼﻞ ١٦ دراﺳﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ وﻇﻴﻔﻴﺔ ورﺻﺪ ﺟﺎﻧﺐ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ ﻟﺪﳞﺎ. ﺻﻴﺎﻏﺔ وﺛﻴﻘﺔ أﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﳌﻬﻦ ﳏﺘﻮﻳﺎﺕ ﻣﻘﺮﺭ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ٣٠١ ﻡ ﺍﳌﻮﺿــــــــــــﻮﻉ ١ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﻨﻈﺎم اﻷﺧﻼﻗﻲ ﰲ اﻹﺳﻼم ﺭﻗـﻢ ﺍﻟﺼﻔﺤــﺔ ٨ ٢ اﳌﺒﺤﺚ اﻷول :ﻣﻔﻬﻮم اﻷﺧﻼق ٩ ٣ اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﲏ :ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ذات اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﻷﺧﻼق ١٣ ٤ اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ :أﳘﻴﺔ اﻷﺧﻼق وﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ١٦ ٥ اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺮاﺑﻊ :ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ١٨ ٦ اﳌﺒﺤﺚ اﳋﺎﻣﺲ :آﺛﺎرﻫﺎ ﻋﲆ اﻟﻔﺮد واﳌﺠﺘﻤﻊ ٢٠ ٧ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﲏ :أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﰲ اﻹﺳﻼم ٢٢ ٨ اﳌﺒﺤﺚ اﻷول :ﻣﻔﻬﻮم أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ٢٣ ٩ اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﲏ :ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ذات اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺄﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ٢٥ ١٠ اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻣﺼﺎدر أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﰲ اﻹﺳﻼم واﻟﻌﴫ اﳊﺪﻳﺚ ٢٨ ١١ اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺮاﺑﻊ :اﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﳌﻬﻨﻲ ٣١ ١٢ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ :اﳉﻮاﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻷﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ٣٩ ١٣ اﳌﺒﺤﺚ اﻷول :وﺳﺎﺋﻞ ﺗﺮﺳﻴﺦ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ٤٠ ١٤ اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﲏ :اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ ﺗﻄﺒﻴﻖ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ٤٥ ﻡ ١٥ ﺭﻗـﻢ ﺍﻟﺼﻔﺤــﺔ ﺍﳌﻮﺿــــــــــــﻮﻉ اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ :أﻣﺜﻠﺔ ﻷﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ اﻹﳚﺎﺑﻴﺔ واﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ٤٦ ١٦ أوﻻ :أﻣﺜﻠﺔ ﻟﻸﺧﻼﻗﻴﺎت اﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ٤٦ ١٧ ﺛﺎﻧﻴﺎ :اﻷﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ٥٧ ١٨ ١٩ ٦٠ اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺮاﺑﻊ :أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﲡﺎه اﳌﺮأة اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ :ﻋﻼﻗﺔ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻌﻠﻮم اﻷﺧﺮى ٦٤ ٢٠ اﳌﺒﺤﺚ اﻷول :ﻋﻼﻗﺔ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﺑﺎﻹدارة ٦٥ ٢١ اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﲏ :ﻋﻼﻗﺔ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﺑﺎﳌﺤﺎﺳﺒﺔ ٦٦ ٢٢ اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻋﻼﻗﺔ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد ٦٦ ٢٣ اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺮاﺑﻊ :ﻋﻼﻗﺔ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ٦٧ ٢٤ ﺗﺪرﻳﺒﺎت ﻋﲆ اﳌﻘﺮر )دراﺳﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ وﻇﻴﻔﻴﺔ ورﺻﺪ ﺟﺎﻧﺐ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ ﻟﺪﳞﺎ ٧٠ ٢٥ ﺻﻴﺎﻏﺔ وﺛﻴﻘﺔ أﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﳌﻬﻦ ٧٠ ٢٦ أﻫﻢ اﳌﺮاﺟﻊ واﳌﺼﺎدر ٧١ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﰲ:ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ أوﻻ :ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻷﺧﻼق ﻟﻐﺔ: اﳋُ ُﻠﻖ :ﺑﻀﻢ اﻟﻼم وﺳﻜﻮﳖﺎ وﻫﻮ ﰲ ﻟﻐﺔ اﻟﻌﺮب اﻟ ﱠﻄ ْﺒﻊ واﻟﺴﺠ ﱠﻴﺔ ،وﻗﻴﻞ :اﳌﺮوءة واﻟﺪﱢ ﻳﻦ وﻗﺎل اﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر" :اﳋُ ُﻠﻖ :اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،وﰲ اﻟﺘﻨﺰﻳﻞَ ﴿ :وإِﻧ َﱠﻚ َﻟ َﻌ َﲆ ُﺧ ُﻠ ٍﻖ َﻋﻈِﻴ ٍﻢ ﴾ ]اﻟﻘﻠﻢ،[٤ : ﻜﴪ ﻋﲆ ﻏﲑ ذﻟﻚ. واﳉﻤﻊ :أﺧﻼق ،ﻻ ُﻳ ﱠ اﳌﺨﺘﺼﺔ ﲠﺎ ،ﺑﻤﻨﺰﻟـﺔ وﺣﻘﻴﻘﺘﻪ :أﻧﻪ ﻟﺼﻮرة اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ،وﻫﻲ ﻧﻔﺴﻪ وأوﺻﺎﻓﻬﺎ وﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﱠ ُ اﻹﻧﺴـﺎن ﺑـﻪ ﻧﻔﺴـﻪ اﳋَ ْﻠﻖ ﻟﺼﻮرﺗﻪ اﻟﻈﺎﻫﺮة وﻗﺎل اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ" :وﺣﻘﻴﻘﺔ اﳋُ ُﻠﻖ ﰲ اﻟﻠﻐﺔ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ اﻷدب. وﻗﺪ ﺟﺎء اﻻﺳﺘﺨﺪا َم اﻟﴩﻋﻲ ﻟﻠﻔﻆ "اﳋُ ُﻠﻖ" ،ﰲ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻠﻐﻮي ﰲ ﻣﻮﺿﻌﲔ: اﻷول :ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﲆ ﻟﺴﺎن ﻗـﻮم ﻫـﻮد﴿ :إِ ْن َﻫ َ ـﲔ ﴾ اﻟﺸـﻌﺮاء،١٣٧ : ـﺬا إِ ﱠﻻ ُﺧ ُﻠ ُ ـﻖ ْاﻷَ ﱠوﻟ ِ َ ُ ﻣﺮوي ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒـﺎس رﴈ ﻓﺨ ُﻠﻖ اﻷوﻟﲔ ﻫﻨﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ ِدﻳﻨﻬﻢ وﻋﺎدﲥﻢ وأﺧﻼﻗﻬﻢ وﻣﺬﻫﺒﻬﻢ ،وﻫﺬا ﱞ اﷲ ﻋﻨﻪ وﻗﺘﺎدة وﻏﲑﻫﻢ. ) (١ﻣﻌﺠﻢ اﳌﻘﺎﻳﻴﺲ ﰲ اﻟﻠﻐﺔ؛ ﻻﺑﻦ ﻓﺎرس) ،ص،(٣٢٩ : ) (٢ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب؛ اﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر ) ،(٨٧ ،٨٦ :١٠دار ﺻﺎدر -ﺑﲑوت. ) (٣اﳉﺎﻣﻊ ﻷﺣﻜﺎم اﻟﻘﺮآن؛ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ) ،(٢٢٧ :١٨دار إﺣﻴﺎء اﻟﱰاث اﻟﻌﺮﰊ -ﺑﲑوت. ) (٤اﻧﻈﺮ :ﺗﻔﺴﲑ اﻟﻄﱪي ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺒﻴﺎن )(١١٩ :١١ اﻟﺜﺎﲏ :ﻗﻮﻟﻪ -ﱠ ﴿وإِﻧ َ ﱠـﻚ َﻟ َﻌ َ ـﲆ ﺟﻞ وﻋﻼ -ﳐﺎﻃ ًﺒﺎ ﺳﻴﺪ اﳋَ ْﻠﻖ ﳏﻤﺪً ا ﺻﲆ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢَ : ُﺧ ُﻠ ٍﻖ َﻋﻈِﻴ ٍﻢ﴾ ]اﻟﻘﻠﻢُ.[٤ :ﻧ ِﻘﻞ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒـﺎس وﳎﺎﻫـﺪ واﺑـﻦ زﻳـﺪ واﻟﻀـﺤﺎك ﻗـﻮﳍﻢ ﰲ ﺗﻔﺴـﲑ: ُ ﴿ﺧ ُﻠ ٍﻖ َﻋﻈِﻴ ٍﻢ﴾؛ أي :دﻳﻦ ﻋﻈﻴﻢ ،وﻫﻮ اﻹﺳﻼم ،وﻗﺎل اﳌﺎوردي :أي إﻧﻚ ﻋﲆ َﻃ ْﺒﻊ ﻛﺮﻳﻢ . ﺛﺎﻧﻴﺎ :اﻷﺧﻼق اﺻﻄﻼﺣﺎ: ﻳﻌﺪ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﴩﻳﻒ ﻋﲇ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ اﳉﺮﺟﺎﲏ ﻣﻦ أﺻﺢ اﻟﺘﻌﺎرﻳﻒ ﻟﻸﺧﻼق وأﻛﺜﺮﻫﺎ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻟﻠﻨﺼﻮص اﻟﴩﻋﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺎل :اﳋُ ُﻠﻖ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻫﻴﺌﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ راﺳﺨﺔ ﺗﺼﺪر ﻋﻨﻬﺎ اﻷﻓﻌﺎل ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ و ُﻳ ْ ٍ ﴪ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺣﺎﺟﺔ إﱃ ﻓﻜﺮ ورو ّﻳﺔ. ﻓﺈن ﻛﺎﻧﺖ اﳍﻴﺌﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺼﺪر ﻋﻨﻬﺎ اﻷﻓﻌﺎل اﳉﻤﻴﻠﺔ ﻋﻘ ً ﻼ وﴍﻋ ًﺎ ﺑﺴـﻬﻮﻟﺔ ،ﺳـﻤﻴﺖ اﳍﻴﺌـﺔ ُﺧ ُﻠﻘ ًﺎ ﺣﺴﻨ ًﺎ ،وإن ﻛﺎن اﻟﺼﺎدر ﻣﻨﻬﺎ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻘﺒﻴﺤﺔ ،ﺳﻤﻴﺖ اﳍﻴﺌﺔ اﻟﺘـﻲ ﻫـﻲ اﳌﺼـﺪر ُﺧ ُﻠﻘـ ًﺎ ﺳـﻴﺌ ًﺎ. وإﻧﲈ ﻗﻠﻨﺎ :إﻧﻪ ﻫﻴﺌﺔ راﺳﺨﺔ؛ ﻷن َﻣﻦ َﻳ ْﺼﺪر ﻣﻨﻪ َﺑ ْﺬل اﳌﺎل ﻋﲆ اﻟﻨﺪور ﺑﺤﺎ ٍﻟﺔ ﻋﺎرﺿﺔ ،ﻻ ﻳﻘـﺎل ﺧﻠﻘـﻪ اﻟﺴﺨﺎء ،ﻣﺎ ﱂ َﻳ ْﺜ ُﺒ ْﺖ ذﻟﻚ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ. ٍ ﺑﺠﻬﺪ أو رو ّﻳﺔ ﻻ ﻳﻘﺎلُ :ﺧ ُﻠﻘﻪ اﳊﻠﻢ. ﻒ اﻟﺴﻜﻮت ﻋﻨﺪ اﻟﻐﻀﺐ وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﻜ ّﻠ َ وﻟﻴﺲ اﳋُﻠﻖ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﻟﻔﻌﻞ؛ ﻓﺮب ﺷﺨﺺ ﺧﻠﻘﻪ اﻟﺴﺨﺎء ،وﻻ َﻳ ْﺒﺬل :إﻣﺎ ﻟﻔ ْﻘـﺪ اﳌـﺎل ،أو ﳌﺎﻧﻊ.ورﺑﲈ ﻳﻜﻮن ُﺧﻠﻘﻪ اﻟﺒﺨﻞ ،وﻫﻮ ﻳﺒﺬل ﻟﺒﺎ ٍ ﻋﺚ أو رﻳﺎء. َ وﻫﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﲆ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ" :إﻧﲈ اﻷﻋﲈل ﺑﺎﻟﻨﻴﺎت "...ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ. ) (١ﺗﻔﺴﲑ اﻟﻄﱪي ) ،(٢٥ ،٢٤ :٢٩واﻧﻈﺮ ﺗﻔﺴﲑ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ).(٢٧٧ :١٨ ) (٢ﺗﻔﺴﲑ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ).(٢٢٧ :١٨ ﻟﻠﺠﺮﺟﺎﲏ ص ١٠١ ) (٣اﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎت، ّ ﻓﻘﺪ أوﺿﺢ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺣﺎﻟﺘﲔ ﻟﻸﺧﻼق: اﳊﺎﻟﺔ اﻷوﱃ :أن ﺑﻌﺾ اﻷﺧﻼق ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﺰاﺟﻴﺔ. اﳊﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :أن ﺑﻌﺾ اﻷﺧﻼق ﺗُﺴﺘﻔﺎد ﺑﺎﻟﻌﺎدة واﻟﺘﺪرﻳﺐ؛ وإﻻ ﳌَﺎ ﻛﺎن ﻓﺎﺋﺪ ٌة ﻣﻦ اﻟﺘﻬﺬﻳﺐ واﻟﺘﺄدﻳﺐ. ﻓﺎﳋُ ُﻠ ُﻖ إﻧﲈ ﻫﻮ ﺣﺼﻴﻠﺔ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﲔ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻔﻄﺮﻳﺔ واﳌﻜﺘﺴﺒﺔ؛ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺼﺒﺢ ﻋﺎد ًة ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ اﻟﺴﻠﻮك ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎدئ واﻟﻘﻴﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﲠﺎ اﻟﻮﺣﻲ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺣﻴﺎة اﻟﻔﺮد واﳌﺠﺘﻤﻊ. وﻣﻦ أﳘﻴﺔ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﲆ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﺨﻠﻖ ،أن ﻳﺮاﻋﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﰲ ﺗﻘﻮﻳﻤﻪ ﻷﺧـﻼق ﻧﻔﺴﻪ ،ﻓﻼ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺼﻼح أﻋﲈﻟﻪ ﰲ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻄﻤﺌﻦ إﱃ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﺒﻮاﻋﺚ واﻟﺪواﻓﻊ اﻟﺘﻲ ﺑﺴـﺒﺒﻬﺎ ﻋﻤﻠﻬﺎ. ﺛﺎﻟﺜﺎ :ﻃﺮق اﻛﺘﺴﺎب اﻷﺧﻼق: ﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻃﺮق اﻛﺘﺴﺎب اﻷﺧﻼق اﳊﻤﻴﺪة اﺳﺘﺜﲈرﻫﺎ ،وﳏﺎوﻟﺔ ﺗﻄﺒﻴـﻖ ﻣـﺎ ﻳﻤﻜـﻦ أن ِ ﳏﺎوﻟﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻛﺘﺴﺎب اﻷﺧﻼق اﳊﻤﻴﺪة واﻟﺘﺤﲇ ﲠﺎ. ﻳﻄ ّﺒﻘﻪ اﳌﺮء ﻣﻦ ذﻟﻚ ﰲ وﻟﻌﻞ أﻫﻢ ﻃﺮق اﻛﺘﺴﺎب اﻷﺧﻼق اﳊﻤﻴﺪة ﻣﺎ ﻳﲇ: .١ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﴩﻋﻴﺔ ﰲ اﳌﻌﺎﻣﻼت وأﺣﻜﺎم اﻷﺧﻼق واﺳﺘﺤﻀﺎر وﺟﻮب اﻟﻮاﺟﺐ وﺣﺮﻣﺔ اﳊﺮام؛ ﻓﺈن ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻷﻫﻢ ﰲ اﳌﻮﺿﻮع. اﻟﻌﻤﲇ واﻟﺮﻳﺎﺿﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ. .٢اﻟﺘﺪرﻳﺐ ّ .٣اﳊﻴﺎة ﰲ ﺑﻴﺌﺔ ﺻﺎﳊﺔ. .٤اﻟﻘﺪوة اﳊﺴﻨﺔ. .٥ﺳﻠﻄﺎن اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺴﻠﻤﺔ. .٦ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﲆ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ وﻋﲆ أﳘﻴﺔ اﻷﺧﻼق اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ وﻋﲆ أﳘﻴﺔ ﲢﺼﻴﻠﻬﺎ، ووﺳﺎﺋﻠﻪ ،واﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﲠﺎ. اﻟﺘﻌﺮض ﻟﱰﺑﻴﺔ اﳌﺮﺑﲔ ،وﻗﺒﻮل ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻦ اﳋﲑ وﻣﻜﺎرم اﻷﺧﻼق. .٧ ّ ٍ ﻣﺘﺤﻞ ﺑﺎﻷﺧﻼق اﳊﻤﻴﺪة ُﻳﻨ ّﺒﻬﻪ ﻋﲆ أﺧﻄﺎﺋﻪ ﰲ اﻟﺴﻠﻮك واﳋُ ُﻠ ِﻖ، ّ.٨اﲣﺎذ أخٍ ﺻﺎﻟﺢ ﻧﺎﺻﺢ وﻳﺴﺎﻋﺪه ﻋﲆ إﺻﻼح ﻧﻔﺴﻬﺎ .٩ اﻟﺪﻋﺎء :ﻓﻤﻦ رﻏﺐ ﺑﺎﻟﺘﺤﲇ ﺑﻤﻜﺎرم اﻷﺧﻼق ،ورﻏﺐ ﺑﺎﻟﺘﺨﲇ ﻣﻦ ﻣﺴﺎوﺋﻬﺎ ﻓﻠﻴﻠﺠﺄ إﱃ رﺑﻪ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء وﳍﺬا ﻛﺎن اﻟﻨﺒﻲ -ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم -ﻛﺜﲑ اﻟﴬاﻋﺔ إﱃ رﺑﻪ ﻳﺴﺄﻟﻪ أن ﻳﺮزﻗﻪ ﺣﺴﻦ اﳋﻠﻖ ،وﻛﺎن ﻳﻘﻮل ﰲ دﻋﺎء اﻻﺳﺘﻔﺘﺎح" :اﻟﻠﻬﻢ اﻫﺪﲏ ﻷﺣﺴﻦ اﻷﺧﻼق؛ ﻻ ﳞﺪي ﻷﺣﺴﻨﻬﺎ إﻻ أﻧﺖ ،واﴏف ﻋﻨﻲ ﺳﻴﺌﻬﺎ؛ ﻻ ﻳﴫف ﻋﻨﻲ ﺳﻴﺌﻬﺎ إﻻ أﻧﺖ" رواه ﻣﺴﻠﻢ "."٧٧١ .١٠اﻟﺘﻔﻜﺮ ﰲ اﻵﺛﺎر اﳌﱰﺗﺒﺔ ﻋﲆ ﺣﺴﻦ اﳋﻠﻖ :ﻓﺈن ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺛﻤﺮات اﻷﺷﻴﺎء ،واﺳﺘﺤﻀﺎر ﺣﺴﻦ ﻋﻮاﻗﺒﻬﺎ -ﻣﻦ أﻛﱪ اﻟﺪواﻋﻲ إﱃ ﻓﻌﻠﻬﺎ ،وﲤﺜﻠﻬﺎ ،واﻟﺴﻌﻲ إﻟﻴﻬﺎ .١١اﳌﺠﺎﻫﺪة :ﻓﺎﳋﻠﻖ اﳊﺴﻦ ﻧﻮع ﻣﻦ اﳍﺪاﻳﺔ ﳛﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺮء ﺑﺎﳌﺠﺎﻫﺪة ،ﻗﺎل ﻋﺰ وﺟﻞ: [] Z z y x w v ut s r q pاﻟﻌﻨﻜﺒﻮت .[٦٩ ) (١ذﻛَﺮ ﻫﺬه اﻷﺳﺲ اﳋﻤﺲ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﻦ ﺣﺒﻨﻜﺔ ﰲ "اﻷﺧﻼق اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وأﺳﺴﻬﺎ" ،٣١٠-١٩٦/١ :ﺑﻌﻨـﻮان :وﺳـﺎﺋﻞ اﻛﺘﺴﺎب اﻷﺧﻼق وﻗﺪ ﴍﺣﻬﺎ ﴍﺣ ًﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒ ًﺎ. ﻳﺘﺒﲔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاءة اﻟﻔﺎﺣﺼﺔ ﳌﻮﺿﻮع اﻷﺧﻼق وﺟﻮد ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ﳍﺎ ﺻـﻠﺔ ﲠـﺎ ﻣﺜـﻞ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﻌﺎدات واﻟﻘﻴﻢ واﻷﻋﺮاف اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﴍﺣﻬـﺎ ﺑﺎﺧﺘﺼـﺎر ﻣـﻦ أﺟـﻞ ﻳﺘﻀـﺢ اﻟﻔـﺮق ﺑﻴﻨﻬـﺎ اﻷﺧﻼق اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺴﻠﻒ ﻣﻔﺮدﻫﺎ :ﺗﻘﻠﻴﺪ. اﳋﻠﻒ اﳌﺘﻮارﺛﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘ ﱢﻠﺪُ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﰲ اﻟﻠﻐﺔ :اﻟﻌﺎدات َ ُ َ ﰲ اﻻﺻﻄﻼح :ﻫﻲ ﳏﺎﻛﺎة ﺷﺨﺺ ﻟﺴﻠﻮك ﻣﻌﲔ ﺳﻮاء ﺑﺎﻗﺘﻨﺎع ﺑﻪ أو ﻋـﺪم اﻗﺘﻨـﺎع ﻋـﲆ ﻫﻴﺌـﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻷﻋﻤﻰ ،وﺑﻌﺪ أن ﻳﺮﺳﺦ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ أو ذاك ﰲ ﺗﴫﻓﺎﺗﻪ ﻳﺘﺤﻮل إﱃ ﻋﺎدة ﺣﺴﻨﺔ أو ﻗﺒﻴﺤﺔ اﻟﻔﺮق ﺑﲔ اﻷﺧﻼق واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ :أن اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ أﻋـﻢ وأﺷـﻤﻞ ﻣـﻦ اﻷﺧـﻼق ؛ﻷن اﻟﻨـﺎس ﻗـﺪ ﻳﻘﻠﺪون أﺳﻼﻓﻬﻢ ﰲ اﻷﺧﻼق ،أو اﻷدﻳﺎن أو اﳌﻌﺎﻣﻼت واﳌﻬﻦ أو اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت وﻧﺤﻮه . اﻟﻌﺎدات: اﻟﻌﺎدة ﰲ اﻟﻠﻐﺔ اﺳﻢ ﻣﻦ أﺻﻞ اﻟﻌﻮد وﻳﻔﻴﺪ ﺗﻜﺮﻳﺮ اﻟﻔﻌﻞ واﻻﻧﻔﻌﺎل واﳌﻌـﺎودة ﻋﻠﻴـﻪ – دون ﺑﺬل ﺟﻬﺪ ﺧﺎص – ﺣﺘﻰ ﻳﺼﲑ ﺗﻌﺎﻃﻴﻪ ً ﺳﻬﻼ ﻛﺎﻟﻄﺒﻊ ،وﻟﺬﻟﻚ ﻗﻴﻞ " :إن اﻟﻌﺎدة ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ أﻣﺎ ﰲ اﻻﺻﻄﻼح ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﻬﺎ اﺑﻦ أﻣﲑ اﳊﺎج ﺑﺄﳖﺎ " اﻷﻣﺮ اﳌﺘﻜﺮر ﻣﻦ ﻏﲑ ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ " ) (١اﻟﻮﺟﻴﺰ ﰲ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﻌﻤﻞ ص ٢٠ﺑﺘﴫف ) (٢اﺑﻦ ﻓﺎرس ،ﻣﻌﺠﻢ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻠﻐﺔ ،ﲢﻘﻴﻖ :ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﻫﺎرون ،اﻟﻘـﺎﻫﺮة ١٣٦٦ﻫــ ١٣٦٩ -ﻫــ ،ﻣـﺎدة :اﻟﻌـﻮد "٤ : ١٨٢/؛ اﻷﺻﺒﻬﺎﲏ ،اﳌﻔﺮدات ﰲ ﻏﺮﻳﺐ اﻟﻘﺮآن ،ﻣﴫ١٣٢٤ ،ﻫـ ،ﻧﻔﺲ اﳌﺎدة ص ٣٥٨؛ اﺑﻦ ﻣﻨﻈـﻮر ﻟﺴـﺎن اﻟﻌـﺮب، ﺑﲑوت١٩٥٥ ،م – ١٩٥٦م٣٢٣ -٣١٥/ ٣ ، ) (٣اﺑﻦ أﻣﲑ اﳊﺎج ،اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ واﻟﺘﺤﺒﲑ ﴍح اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻻﺑﻦ ﳘﺎم ،ﺑﻮﻻق١٣١٦ ،ﻫـ ١٣٣٧ -ﻫـ.٢٨٢/ ١ ، ً ﺷﺎﻣﻼ واﺳﻊ اﳊﺪود ﻟﻠﻌﺎدة ﰲ اﻻﺻﻄﻼح ،ﻷن ﻟﻔـﻆ " اﻷﻣـﺮ " ﻫﻨـﺎ ﻓﻬﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻳﻌﻄﻲ ﻣﻔﻬﻮ ًﻣﺎ ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﺣﺎدث ﻳﺘﻜﺮر وﻫﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻳﺸﻤﻞ اﳊﺎﻻت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: )أ( ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺎده اﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﰲ ﺷﺆوﻧﻪ اﳋﺎﺻﺔ :ﻛﻌﺎدﺗﻪ ﰲ ﻧﻮﻣﻪ وأﻛﻠﻪ وﺣﺪﻳﺜﻪ. )ب( ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺎده اﳉﲈﻋﺎت واﳉﲈﻫﲑ ،ﳑﺎ ﻳﻨﺸﺄ ﰲ اﻷﺻـﻞ ﻋـﻦ اﲡـﺎه ﻋﻘـﲇ وﺗﻔﻜـﲑه ﺣﺴـﻨًﺎ ﻛـﺎن أم ﻗﺒﻴﺤﺎ.وﻳﻤﻜﻦ ﻗﺒﻮل ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﺎدة ﻣﺮاد ًﻓﺎ ﻟﻠﻌﺮف اﻟﺬي ﺳﻴﺄﰐ ﺑﻴﺎﻧﻪ. ً )ج( ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺘﻜﺮرة – ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ – ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ: أ -ﻧﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻃﺒﻴﻌﻲ ،ﻛﻨﻀﺞ اﻟﺜﲈر ﰲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﳊﺎرة وإﺑﻄﺎﺋﻪ ﰲ اﻟﺒـﺎردة ،وﻛﺜـﺮة اﻷﻣﻄـﺎر ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﺻﻴﻔﺎ ،وﰲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺷﺘﺎ ًء ﺑﺤﺴﺐ اﳌﻮﻗﻊ اﳉﻐﺮاﰲ واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ. ب -أو ﻧﺎﺷﺌﺔ اﻷﻫﻮاء واﻟﺸﻬﻮات وﻓﺴﺎد اﻷﺧﻼق ،ﻛﺎﻟﺘﻘﺎﻋﺲ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ اﳋﲑات ،وﺗﻔﴚ اﻟﻜـﺬب واﻟﻔﺴﻖ واﻟﻈﻠﻢ. ج -أو ﻧﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺣﺎدث ﺧﺎص ،ﻛﺎﻟﺘﻐﲑ ﰲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻨﺎﺷﺊ ﻣﻦ اﺧﺘﻼط اﻷﻗﻮام ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻊ اﻟﺒﻌﺾ. اﻷﻋﺮاف: واﺻﻄﻼﺣﺎ: اﻟﻌﺮف ﻟﻐﺔ ً ﻳﻄﻠﻖ اﻟﻌﺮف ﻟﻐﺔ ﻋﲆ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﻓﻪ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ اﳋﲑ وﺗﺄﻧﺲ ﺑﻪ وﺗﻄﻤﺌﻦ إﻟﻴﻪ. اﺻﻄﻼﺣﺎ" :ﻋﺎدة ﲨﻬﻮر ﻗﻮم ﰲ ﻗﻮل أو ﻓﻌﻞ" و اﻟﻌﺮف ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﺎدة . و ﻳﻨﻘﺴﻢ إﱃ ﻟﻔﻈـﻲ وﻋﻤـﲇ واﻟﻌـﺎدة ﻻ ﺗﺴـﻤﻰ ﻋﺮ ًﻓـﺎ إﻻ ﰲ اﻷﻣـﻮر اﳌﻨﺒﻌﺜـﺔ ﻋـﻦ اﻟﺘﻔﻜـﲑ واﻻﺧﺘﺒﺎر ﻷن ﻋﺎدة اﳉﲈﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﰲ ﻗﻮل أو ﻓﻌﻞ ﻻ ﺗﻜﻮن إﻻ ﻋﻦ ﻋﻘـﻞ واﺧﺘﻴـﺎر وإﻻ ﻛﺎﻧـﺖ ﺣﺎد ًﺛﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ. ِ اﻟﻘ َﻴﻢ: ِ اﻟﻘ َﻴﻢ :ﲨﻊ ﻗﻴﻤﺔ ،وﻫﻲ ﺛﻤﻦ اﻟﴚء ؛ ﺳﻤﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻳﻘﻮم ﻣﻘﺎﻣـﻪ ،وﻗﻮﻣـﺖ اﻟﺴـﻠﻌﺔ أي ﺛﻤﻨﺘﻬﺎ ،واﻟﻘﻴﻤﺔ ﻫﻨﺎ ﺗﺸﲑ إﱃ اﻟﺜﺒﺎت ﰲ اﻟﺜﻤﻦ أﻣﺎ اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﻓﻬﻮ اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻟﻴﺼﺒﺢ اﻟﴚء ﻣﺴﺘﻘﻴ ًﲈ ﺑﻌﺪ اﻋﻮﺟﺎج ،واﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ اﻻﻋﺘﺪال.وأﺑﺮز ﻣﻌﺎﲏ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻫﻲ : :اﻟﺜﺒﺎت واﻟﺪوام واﻻﺳـﺘﻘﺎﻣﺔ ﻣﺴﺘﻘﻴﲈ ﻻ ﻋﻮج ﻓﻴﻪ. ،واﻟﻘﺪر.وﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ] Z x w [ :اﻷﻧﻌﺎم ،[١٦١ :أي :دﻳﻨًﺎ ً ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘﻴﻢ اﳋﻠﻘﻴﺔ ﰲ اﻹﺳﻼم ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ: ﺗﻠﻚ اﳌﺒﺎدئ واﳌﺤﺪدات اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ واﳌﻌﺎﻳﲑ واﻟﻘﻮاﻋﺪ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺴﺠﺎﻳﺎ واﻟﻄﺒﺎع واﳌﻨﻈﻤـﺔ ﻟﻠﺴﻠﻮك اﻹﻧﺴﺎﲏ واﻟﺘﻲ ﳛﺪدﻫﺎ اﻟﻮﺣﻲ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺣﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن ﺗﻨﻈﻴ ًﲈ ﺧﲑ ًا ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﳛﻘﻖ اﻟﻐﺎﻳـﺔ ﻣـﻦ وﺟﻮده ﰲ اﻟﻌﺎﱂ ﻋﲆ أﻛﻤﻞ وﺟﻪ . ﻓﺎﻟﻘﻴﻢ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺧﻠﻘﻴﺔ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻋﺎدات ﺣﻈﻴﺖ ﺑﻘﺒﻮل واﺳـﻊ واﺣـﱰام ﻣـﻦ أﻏﻠﺒﻴـﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ وﻫﻲ ﺗﺮﻣﺰ إﱃ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺬي ﻳﲈرﺳﻪ اﻟﺸﺨﺺ ﺑﺎﻗﺘﻨﺎع ﺑﺄﳘﻴﺘﻪ ) (١اﳌﺪﺧﻞ اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻟﺰرﻗﺎء١٣١/ ١ :، ) (٢ﺗﺎج اﻟﻌﺮوس ) ، (٣١٢/٣٣اﻟﻘﺎﻣﻮس اﳌﺤﻴﻂ ) (١٤٨٧ وﳑﻜﻦ أن ﺗﺼﺒﺢ اﻟﻘﻴﻢ ﻋﺮﻓـﺎ ﺑﻌﺎﻣـﻞ اﻟـﺰﻣﻦ ﻻ ﺳـﻴﲈ إذا ﻛﺎﻧـﺖ ﻻ ﺗﺘﻌـﺎرض ﻣـﻊ اﻟﴩـﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. ِ ِ ﻧﻮﻋﺎن: واﻟﻘ َﻴﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﳎﻤﻮﻋﻬﺎ ِ -١ ِ ﻛﴩ ِ ﱢ ب اﻟﺘﺨﲇ :وﺗﺘﺠﲆ ﰲ اﻟﻘ َﻴﻢ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ،أو ِﻗ َﻴﻢ ﻫﺠﺮ ﻣﺎ ﳖﻰ اﷲُ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﴍور و ُﻣﻮﺑِﻘﺎت؛ ُ ِ واﻟﻜﺬب ،واﻟﴪﻗﺔ ...إﻟﺦ. واﻟﺰﻧﺎ، اﳋﻤﺮ ،ﱢ ِ اﻟﻘﻴﻢ اﻹﳚﺎﺑﻴﺔ :وﻫﻲ ِ ِ ﱢ وأﺧﺬ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻤﻘﺘﻀﻴﺎﲥﺎ؛ ﻣﺜﻞ: ﺑﺎﻟﺘﺤﲇ ﲠﺎ، اﳌﺴﻠﻢ اﻟﻘ َﻴﻢ اﻟﺘﻲ ُﻛ ﱢﻠﻒ َ -٢ ُ وﺻﻠﺔ ِ اﻟﺼﺪق ،واﻷﻣﺎﻧﺔ ،واﻟﺮﲪﺔِ ، وﺣﺴﻦ اﳉﻮار. اﻟﺮﺣﻢ ،واﻟﻜ ََﺮمُ ، ﱠ و اﳌﺴﻠﻢ ﻣﻄﺎ َﻟﺐ ﺑﺎﻟﻨﻮﻋﲔ ﻣﻌﺎ ،ﻣﻄﺎ َﻟﺐ ِ ﺑﱰك ﻣﺎ ﳖﻰ اﷲ ﻋﻨﻪ ،وﻣﻄﺎ َﻟﺐ ِﺑﻔﻌﻞ ﻣﺎ أﻣﺮ اﷲ ﺑـﻪ؛ ً [ ] Z w v u t s r q pاﳊﴩ.[٧ : ﺗﺒﲔ أﳘﻴﺔ اﻷﺧﻼق ﰲ اﻹﺳﻼم ﻣﻦ ﻋﺪة أﻣﻮر ،ﻣﻨﻬﺎ: ﻳﻤﻜﻦ ﱡ ﺻﺢ ﻋﻨﻪ -ﺻﲆ -Iﺟﻌﻞ اﻟﻨﺒﻲ -ﺻﲆ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ -اﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺑِﻌﺜﺘﻪ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻸﺧﻼق ،ﻓﻘﺪ ﱠ 2 ِ ﻷﲤﻢ ﻣﻜﺎرم اﻷﺧﻼق«. اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ » :-إﻧﲈ ُﺑﻌ ْﺜ ُﺖ َ أﻧﻪ أﻋﻈﻢ رواﺑﻂ اﻹﻳﲈن وأﻋﲆ درﺟﺎﺗﻪ؛ ﻳﺪل ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻣﺎ رواه أﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮة أن اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎل:ﲔ إِ َﻳﲈﻧًﺎ َأ ْﺣ َﺴﻨ ُُﻬ ْﻢ ُﺧ ُﻠ ًﻘﺎ« . » َأﻛ َْﻤ ُﻞ اﳌُْ ْﺆ ِﻣﻨِ َ ) (١اﻟﻮﺟﻴﺰ ﰲ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﻌﻤﻞ ص ٢١ﺑﺘﴫف وزﻳﺎدة. ) (٢أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ داود ﰲ ﺳﻨﻨﻪ ،ح ،(٤٦٨٤) :واﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﺳﻨﻨﻪ ،ح ،(١١٦٢) :وﻗﺎل :ﻫﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ. 3 اﻟﻨﺒﻲ -اﻹﺳﻼم ﻋﺪ اﻷﺧﻼق ﻋﺒﺎد ًة ﻳﺆﺟﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ،وﳎﺎﻻً ﻟﻠﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﲔ اﻟﻌﺒﺎد؛ ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻠﻪ ﱡ أﺳﺎس اﳋﲑ ﱠﻳﺔ واﻟﺘﻔﺎﺿﻞ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﻓﻌﻦ ﺟﺎﺑﺮ أن رﺳﻮل اﷲ ﺻﲆ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ -َ اﻟﻘﻴﺎﻣ ِﺔ َأﺣ ِ ِ ِ ِ ِ ﺎﺳﻨَﻜ ُْﻢ َأ ْﺧ َ ﻼ ًﻗﺎ( . ﻗﺎل) :إِ ﱠن ﻣ ْﻦ َأ َﺣ ﱢﺒﻜ ُْﻢ إِ َ ﱠﱄ َو َأ ْﻗ َﺮﺑِﻜ ُْﻢ ﻣﻨﱢﻲ َﳎْﻠ ًﺴﺎ َﻳ ْﻮ َم َ َ َ -4ﳚﻌﻞ اﳌﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺧﻴﺎر اﻟﻨﺎس ﻣﻄﻠ ًﻘﺎ ،ﻓﻌﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو رﴈ اﷲ ﻋﻨﻬﲈ أن اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎل: )إِ ﱠن ِﻣ ْﻦ ِﺧ َﻴ ِ ﺎرﻛ ُْﻢ َأ ْﺣ َﺴﻨَﻜ ُْﻢ َأ ْﺧ َﻼ ًﻗﺎ( . ﳾ ٌء -5ﻣﻦ أﻋﻈﻢ اﻟﻘﺮﺑﺎت وأﺟﻞ اﻟﻌﻄﺎﻳﺎ واﳍﺒﺎت؛ ﻓﻌﻦ أﰊ اﻟﺪرداء ﻗﺎل :ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ َ ) :ﻣﺎ َ ْ اﻟﻘﻴﺎﻣ ِﺔ ِﻣﻦ ُﺧ ُﻠ ٍﻖ ﺣﺴ ٍﻦ ،وإِ ﱠن اﷲﱠَ َﻟﻴﺒ ِﻐ ُﺾ اﻟ َﻔ ِ ِ ِ ِ ِ ﺎﺣ َﺶ اﻟ َﺒ ِﺬي َء( . ُْ َ َ َ َأ ْﺛ َﻘ ُﻞ ِﰲ ﻣ َﻴﺰان اﳌُْ ْﺆﻣ ِﻦ َﻳ ْﻮ َم َ َ ْ 6ﻳﺪرك ﺑﻪ اﳌﺴﻠﻢ درﺟﺔ اﻟﺼﺎﺋﻢ اﻟﻘﺎﺋﻢ ،ﻓﻌﻦ أﰊ ﻫﺮﻳﺮة ﻗﺎل :ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ) :إِ ﱠن اﷲﱠَ ﻟ ِ ُﻴ َﺒ ﱢﻠ ُﻎا ْﻟﻌﺒﺪَ ﺑِﺤﺴ ِﻦ ُﺧ ْﻠ ِﻘ ِﻪ درﺟ َﺔ اﻟﺼﻮ ِم واﻟﺼ ِ ﻼة( . ﱠ ْ َ ﱠ ََ َ َْ ُ ْ 7أﻧﻪ ﺧﲑ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ؛ ﻗﺎل اﻟﻨﺒﻲ ﻟﻌﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮوَ ) :أ ْر َﺑ ٌﻊ إِ َذا ُﻛ ﱠﻦ ﻓِ َ ﻴﻚ َﻓ َﻼ َﻋ َﻠ ْﻴ َﻚ َﻣﺎ َﻚ ِﻣﻦ اﻟﺪﱡ ْﻧﻴﺎِ :ﺣ ْﻔ ُﻆ َأﻣﺎﻧ ٍَﺔ ،و ِﺻﺪْ ُق ﺣ ِﺪ ٍ ﻳﺚَ ،و ُﺣ ْﺴ ُﻦ َﺧﻠِﻴ َﻘ ٍﺔَ ،و ِﻋ ﱠﻔ ٌﺔ ِﰲ ُﻃ ْﻌ َﻤ ٍﺔ( . َ َ َ َﻓﺎﺗ َ َ َ 8 -ﳛﺼﻞ ﺑﻪ ﺟﻮاﻣﻊ اﳋﲑات واﻟﱪﻛﺎت؛ روى اﻟﻨﻮاس ﺑﻦ ﺳﻤﻌﺎن اﻷﻧﺼﺎري ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﱪ ُﺣ ْﺴ ُﻦ ْ اﳋُ ُﻠ ِﻖ( . ﻗﻮﻟﻪ) :ا ْﻟ ِ ﱡ ٌ ﺣﺴﻦ ﻏﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻪ. ﺣﺪﻳﺚ ) (١أﺧﺮﺟﻪ اﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﺳﻨﻨﻪ ،ح ،(٢٠١٨) :وﻗﺎل :ﻫﺬا ٌ ) (٢أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ،ح ،(٣٥٥٩) :وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ،ح.(٢٣٢١) : ) (٣أﺧﺮﺟﻪ أﺑﻮ داود ﰲ ﺳﻨﻨﻪ ،ح ،(٤٧٩٩) :واﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﺳﻨﻨﻪ ،ح ،(٢٠٠٢) :وﻗﺎل :ﻫﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ. ) (٤أﺧﺮﺟﻪ اﳊﺎﻛﻢ ﰲ اﳌﺴﺘﺪرك ح ،(٢٠٠) :ﻗﺎل اﳊﺎﻛﻢ :ﺻﺤﻴﺢ ﻋﲆ ﴍط ﻣﺴﻠﻢ وواﻓﻘﻪ اﻟﺬﻫﺒﻲ ،وﺻﺤﺤﻪ اﻷﻟﺒـﺎﲏ ﰲ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ.(٧٩٤) : ) (٥أﺧﺮﺟﻪ أﲪﺪ ﰲ اﳌﺴﻨﺪ ،ﻣﺴﻨﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤـﺮو ﺑـﻦ اﻟﻌـﺎص ،ﺣـﺪﻳﺚ ،(٦٦٥٢) :واﳊـﺎﻛﻢ ﰲ اﳌﺴـﺘﺪرك ،ﻛﺘـﺎب: اﻟﺮﻗﺎق ،ﺣﺪﻳﺚ ،(٧٩٥٧) :وﺻﺤﺤﻪ اﻷﻟﺒﺎﲏ ﰲ اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ.( ٧٣٣) : ) (٦أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ،ﻛﺘﺎب :اﻟﱪ واﻟﺼﻠﺔ واﻵداب ،ﺑﺎب :ﺗﻔﺴﲑ اﻟﱪ واﻹﺛﻢ ،ﺣﺪﻳﺚ.(٢٥٥٣) : 9واﳋﻠﻖ اﳊﺴﻦ ﻫﻮ وﺻﻴﺔ رﺳﻮل اﷲ إﱃ ﲨﻴﻊ اﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﻋﻦ أﰊ ذر ﻗﺎل :ﻗﺎل ﱄ رﺳﻮل اﷲ ِ ﱠﺎس ﺑِ ُﺨ ُﻠ ٍﻖ َﺣ َﺴ ٍﻦ( . َ...) :و َﺧﺎﻟ ِﻖ اﻟﻨ َ اﳌﺆﴍ ﻋﲆ اﺳﺘﻤﺮار أ ﱠﻣﺔ ﻣﺎ أو اﳖﻴﺎرﻫﺎ؛ ﻓﺎﻷﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻬﺎر 10أﳖﺎ أﺳﺎس ﺑﻘﺎء اﻷﻣﻢ :ﻓﺎﻷﺧﻼق ﻫﻲ ﱢ ﻛﻴﺎﳖﺎ ،ﱡ وﻳﺪل ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻗﻮ ُﻟﻪ -ﺗﻌﺎﱃ Ä Ã Â Á [ :- أﺧﻼ ُﻗﻬﺎ ﻳﻮﺷﻚ أن ﻳﻨﻬﺎر ُ َ ] Z Ï Î Í Ì Ë Ê É È Ç Æ Åاﻹﴎاء.[١٦ : ﲤﻴﺰت اﻟﴩاﺋﻊ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻻﻫﺘﲈم ﺑﺎﻷﺧﻼق ،ﺑﲈ ﻻ ﻧﻈﲑ ﻟﻪ ﰲ ﻧﻈﺎم ﻣﻦ اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺒﴩﻳﺔ ،وﻟﻮﻻ ذﻟﻚ ﳌَﺎ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻦ ﺷﺎﻣ ً ﻼ. أـ ﻓﻔﻲ ﳎﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ: ﻳﻘﻮل ﺗﻌﺎﱃ^ ] \ [ Z Y X W V U T [ :_ ` ] Z aاﳊﺞ. [٤١ : وﻳﻘﻮل ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯ ® ¬ « ª © [ : ] Z ¹اﻟﻨﺴﺎء.[٥٨ : ِ ﻴﻤ َ وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﴈ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ أن اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎل) :إِﻧ َﱠﲈ َﻫ َﻠ َﻚ َﻣ ْﻦ ﻛ َاﳊﺪﱠ ﻮن ْ َ َﺎن َﻗ ْﺒ َﻠﻜ ُْﻢ َأ ﱠﳖ ُ ْﻢ ﻛَﺎﻧُﻮا ُﻳﻘ ُ ِ ُﻮن ﱠ ِ ﱰﻛ َ ﻳﻒَ ،وا ﱠﻟ ِﺬي َﻧ ْﻔ ِﴘ ﺑِ َﻴ ِﺪ ِه َﻟ ْﻮ َأ ﱠن َﻓﺎﻃِ َﻤ َﺔ َﻓ َﻌ َﻠ ْﺖ َذﻟ ِ َﻚ َﻟ َﻘ َﻄ ْﻌ ُﺖ اﻟﴩ َ َﻋ َﲆ ا ْﻟ َﻮﺿﻴ ِﻊَ ،و َﻳ ْ ُ َﻳﺪَ َﻫﺎ( . ) (١أﺧﺮﺟﻪ اﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﺳﻨﻨﻪ ،ﻛﺘﺎب :اﻟﱪ واﻟﺼﻠﺔ ،ﺑﺎب :ﻣﺎ ﺟـﺎء ﰲ ﻣﻌـﺎﴍة اﻟﻨـﺎس :ﺣـﺪﻳﺚ ،(١٩٨٧ ) :وﻗـﺎل :ﻫـﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ. ) (٢اﳋﻠﻖ اﳊﺴﻦ ﰲ ﺿﻮء اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ ،ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ وﻫﻒ اﻟﻘﺤﻄﺎﲏ (٨ ،٧) :ﺑﺘﴫف ﻳﺴﲑ ﺟﺪا. ) (٣أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ،ﻛﺘﺎب :اﳊﺪود ،ﺑﺎب :إﻗﺎﻣـﺔ اﳊـﺪود ﻋـﲆ اﻟﴩـﻳﻒ واﻟﻮﺿـﻴﻊ ،ﺣـﺪﻳﺚ،(٣٢٨٨) : وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ،ﻛﺘﺎب :اﳊﺪود ،ﺑﺎب :ﻗﻄﻊ اﻟﺴﺎرق اﻟﴩﻳﻒ وﻏﲑه واﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﺸـﻔﺎﻋﺔ ﰲ اﳊـﺪود ،ﺣـﺪﻳﺚ: ).(١٦٨٨ ب ـ وﰲ ﳎﺎل اﻻﻗﺘﺼﺎد: أرﺳﻰ اﻹﺳﻼم ﻋﺪ ًدا ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎﺋﻢ واﻷﺧﻼﻗﻴﺎت ﻟﻠﻨﺸﺎط اﻻﻗﺘﺼﺎدي ،ﲤﻴﺰت ﺑﺎﻟﻮﺿﻮح واﻟﻨﻈﺎم. ﻓﻔﻲ ﳎﺎل اﻟﺘﻮزﻳﻊ واﻟﺘﻤﻠﻚ ،ﻻ ﳚﻮز ﲤﻠﻚ ﺛﺮوة ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺧﺒﻴﺚ ،وﻻ ﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﻪ ،وﻻ ﳛﻞأﺧﺬ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﻖ؛ ﳍﺬا ﺣﺮم اﻹﺳﻼم اﻟﺮﺑﺎ واﳌﻴﴪ ،وأﻛﻞ أﻣﻮال اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ،واﻟﻈﻠﻢ. ﻮل اﷲﱠِ آﻛِ َﻞ اﻟﺮﺑﺎ وﻣﻮﻛِ َﻠﻪ وﻛَﺎﺗِﺒﻪ و َﺷ ِ ﻓﻌﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻗﺎلَ ) :ﻟ َﻌ َﻦ َر ُﺳ ُﺎﻫﺪَ ْﻳ ِﻪَ ،و َﻗ َﺎلُ :ﻫ ْﻢ ﱢَ َ ُ ُ َ َُ َ ﳛ َﺘﻜِ ُﺮ إﻻ َﺳ َﻮا ٌء( ،وﳖﻰ ﻋﻦ اﻻﺣﺘﻜﺎر ،روى ﻣﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ أن اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎل) :ﻻ َ ْ َﺧ ِ ﺎﻃ ٌﺊ( . -وﰲ ﳎﺎل اﻻﺳﺘﻬﻼك ،دﻋﺎ إﱃ اﻻﻋﺘﺪال واﻟﺘﻮﺳﻂ ،وﳖﻰ ﻋﻦ اﻟﴪف واﻟﺘﺒﺬﻳﺮ ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ: [] Z : 9 8 7 6 5 4 3 2 1 0 /.اﻹﴎاء: ،[٢٩وﻗﺎل ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ] Z 1 0 /. -, + * ) [ :اﻷﻋﺮاف.[٣١: ج ـ وﰲ ﳎﺎل اﻷﴎة: ﱪ ﺑﺎﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ،ﻓﻘﺎل ﺳﺒﺤﺎﻧﻪp on m l k j i h g [ : -أﻣﺮ ﺑﺎﻟ ﱢ ~}|{z yxwv utsrq ¡Z¯ ® ¬«ª©¨§¦¥¤ £¢ ]اﻹﴎاء٢٣:ـ .[ ٢٤ ودﻋﺎ إﱃ ﺧﻠﻖ اﳌﻮدة واﻟﺮﲪﺔ واﳌﻌﺎﴍة ﺑﺎﳌﻌﺮوف ،وﲢﻤﻞ اﳌﺴﺌﻮﻟﻴﺔ وأداﺋﻬﺎ ﻋﲆ أﺗﻢ وﺟﻪ ،ﻓﻌﻦاﺑﻦ ﻋﻤﺮ رﴈ اﷲ ﻋﻨﻬﲈ أن رﺳﻮل اﷲ ﻗﺎلُ " :ﻛ ﱡﻠﻜ ُْﻢ َرا ٍع َو َﻣ ْﺴ ُﺌ ٌ ﻮل َﻋ ْﻦ َر ِﻋ ﱠﻴﺘِ ِﻪَ ،ﻓ ْﺎﻷَ ِﻣ ُﲑ ا ﱠﻟ ِﺬي َﻋ َﲆ اﻟﻨ ِ اﻟﺮ ُﺟ ُﻞ َرا ٍع َﻋ َﲆ َأ ْﻫ ِﻞ َﺑ ْﻴﺘِ ِﻪ َو ُﻫ َﻮ َﻣ ْﺴ ُﺌ ٌ ﱠﺎس َرا ٍع َو ُﻫ َﻮ َﻣ ْﺴ ُﺌ ٌ ﻮل َﻋﻨ ُْﻬ ْﻢَ ،واﳌَْ ْﺮ َأ ُة ﻮل َﻋﻨ ُْﻬ ْﻢَ ،و ﱠ ) (١أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ،ﻛﺘﺎب :اﳌﺴﺎﻗﺎة ،ﺑﺎب :ﻟﻌﻦ آﻛﻞ اﻟﺮﺑﺎ وﻣﺆﻛﻠﻪ ،ﺣﺪﻳﺚ.(١٥٩٨) : ) (٢أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ،ﻛﺘﺎب :اﳌﺴﺎﻗﺎة ،ﺑﺎب :ﲢﺮﻳﻢ اﻻﺣﺘﻜﺎر ﰲ اﻷﻗﻮات ،ﺣﺪﻳﺚ.(١٦٠٥) : اﻋﻴ ٌﺔ َﻋ َﲆ ﺑﻴ ِ ِ ﺖ َﺑ ْﻌﻠِ َﻬﺎ َو َو َﻟ ِﺪ ِه َو ِﻫﻲ ﻣﺴ ُﺌﻮ َﻟ ٌﺔ َﻋﻨ ُْﻬﻢَ ،وا ْﻟ َﻌ ْﺒﺪُ را ٍع َﻋ َﲆ ﻣ ِ ﺎل َﺳ ﱢﻴ ِﺪ ِه َو ُﻫ َﻮ َﻣ ْﺴ ُﺌ ٌ ﻮل َﻋﻨْ ُﻪ، َْ َر َ َ َ ْ َ َ ْ َأ َﻻ َﻓ ُﻜ ﱡﻠﻜ ُْﻢ َرا ٍع َو ُﻛ ﱡﻠﻜ ُْﻢ َﻣ ْﺴ ُﺌ ٌ ﻮل َﻋ ْﻦ َر ِﻋ ﱠﻴﺘِ ِﻪ" . .١ﻛﺴــﺐ اﳌــﺮء رﺿــﺎ اﷲ وﺛﻮاﺑــﻪ ،ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﱃO N M L K J I [ : ] Z [ Z Y X W V U T S R Q Pاﻟﺮﻋﺪ.[٢٢: .٢اﻛﺘﺴﺎﺑﻪ ﻗﻮة اﻹرادة ،وﺳﻠﻮك اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻘﻮﻳﻢ ،واﻻﻫﺘﺪاء ﲠﺬه اﻷﺧﻼق ﰲ اﳊﻴﺎة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. .٣ إﻧﺠﺎز اﻷﻋﲈل وزﻳﺎدة اﻹﻧﺘﺎج؛ ﺣﻴﺚ ﲥﺪف إﱃ اﻟﻨﻈﺎم واﻷﻣﺎﻧﺔ واﻟﺼﺪق ،وﲢﻤﻞ اﳌﺴﺌﻮﻟﻴﺔ. .٤ﺧﲑ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻋﲆ ﻣﺸﻜﻠﺔ ازدﻳﺎد اﳉﺮاﺋﻢ واﻻﻧﺤﺮاﻓﺎت . .٥إﺗﻘﺎن اﻟﻌﻤﻞ وزﻳﺎدة اﻹﻧﺘﺎج ﻻﺳﺘﺜﲈر اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻴﲈ ﺧﺼﺺ ﻟﻪ. .٦ﺳﻴﺎدة روح اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﻮاﺣﺪ ﰲ اﻟﻌﻤﻞ ،ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺘﻮاﺿﻊ وإﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔﺮص. .٧ﲢﻘﻴﻖ اﻷﻣﻦ اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻹﻋﻄﺎء ﻛﻞ ذي ﺣﻖ ﺣﻘﻪ. .٨اﻟﺪﻋﻮة اﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ ﻟﻺﺳـﻼم وﲢﻘﻴـﻖ اﳌﺠﺘﻤـﻊ اﻹﺳـﻼﻣﻲ اﳌﻨﺸـﻮد ،ﻧﺘﻴﺠـﺔ ﻟﻼﻟﺘـﺰام ﺑـﺎﻟﻘﻴﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ. .٩اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﰲ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﳌﺴﻠﻤﺔ. .١٠اﻟﻘﻀﺎء ﻋﲆ اﻷﻣﺮاض اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻊ. .١١ﺗﻮﻓﲑ اﳌﺎل اﻟﻌﺎم ،ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻨﺰاﻫﺔ ﰲ اﳌﺴﺘﺤﻘﺎت واﻟﻨﻔﻘﺎت. ) ( ١أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ،ﻛﺘﺎب :اﻟﻌﺘﻖ ،ﺑﺎب :اﻟﻌﺒﺪ إذا أﺣﺴﻦ ﻋﺒـﺎدة رﺑـﻪ وﻧﺼـﺢ ﺳـﻴﺪه ،ﺣـﺪﻳﺚ،(٢٥٥٤) : وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ،ﻛﺘﺎب :اﻹﻣﺎرة ،ﺑﺎب :ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻹﻣﺎم اﻟﻌﺎدل وﻋﻘﻮﺑﺔ اﳉﺎﺋﺮ واﳊﺚ ﻋـﲆ اﻟﺮﻓـﻖ ﺑﺎﻟﺮﻋﻴـﺔ واﻟﻨﻬـﻲ ﻋﻦ إدﺧﺎل اﳌﺸﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﺣﺪﻳﺚ.(١٨٢٩) : ) (٢اﻧﻈﺮ :اﻷﺧﻼق اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﻦ ﺣﺒﻨﻜﺔ اﳌﻴﺪاﲏ ٥٢/١) :وﻣﺎ ﺑﻌﺪه( ،اﻷﺧﻼق ﰲ اﻹﺳﻼم ،اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ، د.إﻳﲈن ﻋﺒﺪ اﳌﺆﻣﻦ (٣٦) :وﻣﺎ ﺑﻌﺪه ،أﺻﻮل اﻟﺪﻋﻮة ،ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﻳﻢ زﻳﺪان ،(٨٠،٧٩) :اﻟﻘﻴﻢ اﻹﺳـﻼﻣﻴﺔ واﻟﱰﺑﻴـﺔ ،د. ﻋﲆ ﺧﻠﻴﻞ ﻣﺼﻄﻔﻰ أﺑﻮ اﻟﻌﻨﲔ.(٣٧) : ..................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................... :ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﳌﻬﻨﺔ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺃﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﳌﻬﻨﺔ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ أوﻻ :ﻣﻔﻬﻮم أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﰲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ اﻟﻌﺎم :ﻫﻲ ﳎﻤﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ اﻟﺴـﻠﻮﻛﻴﺎت واﻟﺴـﲈت اﻟﺘـﻲ ﻳﻨﻤﻴﻬـﺎ اﻟﻔﺮد أو ﻳﻜﺘﺴﺒﻬﺎ أﺛﻨﺎء أداﺋﻪ ﻟﻌﻤﻠﻪ وﳍﺎ ﺗﺄﺛﲑ واﺿﺢ ﻋﲆ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺳﻠﺒﺎ وإﳚﺎﺑﺎ. أﻣﺎ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﰲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ اﳋﺎص :ﻫﻲ ﳎﻤﻮﻋـﺔ اﻟﻘﻮاﻋـﺪ اﳌﺘﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺎﻟﺴـﻠﻮك اﳌﻬﻨـﻲ واﻟﺘﻲ وﺿﻌﺘﻬﺎ ﻣﻬﻨﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻟﻜﺎﻓﺔ أﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ،ﺣﻴﺚ ﲢﺪد ﻫﺬه اﻟﻘﻮاﻋﺪ وﺗﺮاﻗﺐ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ وﺗﺴﻬﺮ ﻋﲆ اﺣﱰاﻣﻬﺎ ،وﻫﻲ أﺧﻼق وآداب ﲨﺎﻋﻴﺔ وواﺟﺒﺎت ﻣﻜﻤﻠﺔ أو ﻣﻌﻮﺿﺔ ﻟﻠﺘﴩـﻳﻊ وﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗـﻪ ﻣـﻦ ﻗﺒـﻞ اﻟﻘﻀﺎة وﻋﺮف دﻛﺘﻮر ﻋﺎﻃﻒ أﺑﻮ ﻫﺮﺑﻴﺪ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﺑﺄﳖﺎ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﳌﻨﻈﻤـﺔ ﻟﺴـﻠﻮك اﻹﻧﺴـﺎن، وﺗﻌﻜﺲ ﻣﺪى اﻫﺘﲈم اﻟﻔﺮد ﺑﻤﻬﻨﺘﻪ ،وأﺿﺎف" :ﻓﻬﺬه ﺑﻌﺾ اﻷﺧﻼﻗ ّﻴـﺎت اﻟﴬـور ّﻳﺔ اﻟﺘـﻲ ﻻﺑـﺪ أن ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﰲ أي ﻋﻤﻞ أو وﻇﻴﻔﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻷﻫﺪاف ،وﻟﻜﻦ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻨﻤﻴـﺔ ﻫـﺬه اﻷﺧﻼﻗ ّﻴـﺎت ﻣـﻦ ﺣﲔ إﱃ آﺧﺮ؛ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻄﻐﻰ اﻟﺮﻛﻮن ،وﻳﻐﻔﻞ اﻹﻧﺴﺎن اﳌﺴﻠﻢ ﻋـﻦ ﻗﻴﻤـﻪ وﻣﺒﺎدﺋـﻪ؛ ﻓﻴـﺆﺛﺮ ذﻟـﻚ ﰲ ﻋﻤﻠﻪ وﻃﺮﻳﻘﺔ أداﺋﻪ". ) (١أﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻘﺪم اﳉﺰاﺋﺮ ،دار اﻷﻣﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﴩ ،ﺟﻮان ، ١٩٩٧اﻟﻄﺒﻌﺔ ، ١ص ٥١ ٌ دﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﻨﻬﻮض ﺑﺎﻷﻣﻢ واﳌﺠﺘﻤﻌﺎت د.ﻋﺎﻃﻒ أﺑﻮ ﻫﺮﺑﻴﺪ ) (٢أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﰲ اﻹﺳﻼم.. وﲥﺘﻢ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﻛﻌﻠﻢ ﻟﻠﻮاﺟﺒﺎت اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ اﳋﺎﺻـﺔ ﺑﻤﻬﻨـﺔ ﳏـﺪودة وﺑﺒﻴـﺎن اﻟﻘﻮاﻋـﺪ اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻷﻋﻀﺎء ﻣﻬﻨﺔ ﻣﺎ ﺳﻮاء ﻓﻴﲈ ﺑﲔ اﳌﲈرﺳﲔ أﻧﻔﺴﻬﻢ أو اﲡﺎه اﻟﻐﲑ. ﺛﺎﻧﻴﺎ :أﳘﻴﺔ دراﺳﺔ واﻟﺘﺰام أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ: ﲡﻠﺖ اﳊﺎﺟﺔ إﱃ دراﺳﺔ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ وﺗﺪرﻳﺴﻬﺎ ﻋﲆ اﳌﺴﺘﻮى اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ﺑﻌﺪ أن ﺳﻴﻄﺮ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﲆ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﳊﻴﺎﺗﻴﺔ ،وﻓﺠﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺎت وآﻟﻴﺎت وﻣﻨﺘﺠﺎت ﱂ ﲣﻄﺮ ﻋﲆ اﻟﺒﺎل ﻗﺒﻞ، ﺛﻢ ﺑﻌﺪ أن اﻧﻔﺘﺢ اﻟﻌﺎﱂ ﻋﱪ اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎت وﺷﺒﻜﺎت اﻻﺗﺼﺎﻻت؛ ﻓﺼﺎرت اﳊﺎﺟﺔ داﻋﻴﺔ ﻟﺪراﺳﺔ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﺑﻌﻨﺎﴏﻫﺎ اﻷرﺑﻌﺔ :اﻟﻌﺎﻣﻞ ،وﺻﺎﺣﺐ اﻟﻌﻤﻞ ،واﳌﺴﺘﻔﻴﺪ ،واﳌﺠﺘﻤﻊ. أﻣﺎ اﻟﻌﺎﻣﻞ :ﻓﻘﺪ ازدادت ﺣﺎﺟﺘﻪ إﱃ ﺧﻠﻖ اﻟﺮﲪﺔ ،واﻹﺣﺴﺎن ،واﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ،ﺑﻌﺪ أن اﺳﺘﻐﻨﻲ ﻋﻦاﻷﻳﺪي اﻟﺒﴩﻳﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ اﳌﻬﻦ واﻟﻮﻇﺎﺋﻒ؛ ﺑﺎﺗﺒﺎع ﻧﻈﺎم اﳌﻴﻜﻨﺔ واﻵﻟﺔ ،وﻣﻊ دﺧﻮل اﻵﻟﻴﺎت اﳋﻄﺮة واﳌﻌﻘﺪة ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﻀﺤﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻻﺑﺘﻌﺎد أﻫﻠﻪ ووﻃﻨﻪ؛ ﻓﺎﻧﺘﴩت اﳍﺠﺮة ﻟﻠﻌﻤﻞ. وﺻﺎﺣﺐ اﻟﻌﻤﻞ :ازدادت ﺣﺎﺟﺘﻪ إﱃ ﺧﻠﻖ اﻟﺼﺪق ،واﻷﻣﺎﻧﺔ ،واﳌﺒﺎدرة ،ﻣﻼﺣﻘ ًﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮراﻟﴪﻳﻊ ،ﻓﻼ ﻣﻜﺎن ﳌﺘﻜﺎﺳﻞ. واﳌﺴﺘﻔﻴﺪ :ازدادت ﺣﺎﺟﺘﻪ إﱃ ﺧﻠﻖ اﻹﺗﻘﺎن ،واﻟﻨﺼﺢ ،واﻟﻠﻴﺎﻗﺔ ،ﺑﻌﺪ أن ﺗﻌﺪدت اﳌﻨﺘﻮﺟﺎتوﺗﺸﺎﲠﺖ أﺷﻜﺎﳍﺎ وﺗﻔﺎوﺗﺖ ﻗﻴﻤﻬﺎ وﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ،وازدادت اﻹﺟﺮاءات اﳌﺘﺒﻌﺔ. واﳌﺠﺘﻤﻊ :ازدادت ﺣﺎﺟﺘﻪ إﱃ ﺧﻠﻖ اﻟﺘﻌﺎون ،واﻟﻌﻠﻢ ،وﺣﺴﻦ اﻟﺴﻤﻌﺔ ،ﻧﻈﺮا ﻻرﺗﺒﺎط ﻧﺴﺒﺔاﻟﺼﺎدرات ﺑﺤﺴﻦ اﻟﺴﻤﻌﺔ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ،واﻹﺗﻘﺎن؛ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻜﻮن إﻻ ﺑﺎﺗﺒﺎع اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﻌﺎون اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ واﳌﺆﺳﺴﺎت ﻟﻠﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم . ) (١اﳌﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ) (٢اﳌﻬﻨﺔ وأﺧﻼﻗﻬﺎ ،د.ﺳﻌﺪ اﻟﺪﻳﻦ ﻫﻼﱄ (٢٤٢ ،٢٤١) :ﺑﺘﴫف ﻳﺴﲑ. اﻟﻌﻤﻞ: ﻟﻐ ًﺔ :اﳌﻬﻨﺔ واﻟﻔﻌﻞ .وﻳﻘﺎل :أﻋﻤﻞ ﻓﻼن ذﻫﻨﻪ ﰲ ﻛﺬا وﻛﺬا ،إذا ﺗﺪﺑﺮه ﺑﻔﻬﻤﻪ . واﺻﻄﻼﺣﺎ :ﻳﻨﻘﺴﻢ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻌﻤﻞ إﱃ ﻣﻔﻬﻮم ﻋﺎم وﻣﻔﻬﻮم ﺧﺎص: ً ١ـ اﳌﻔﻬﻮم اﻟﻌﺎم :ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﻛﻞ ﻓﻌﻞ ﻳﻘﻮم ﺑﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻦ ﻗﺼﺪ ،وﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﻤﻞ اﳌﻬﻨﻲ ﺑﻤﻔﻬﻮﻣﻪ اﻟﻮاﺳﻊ ،وﻛﺬﻟﻚ أﻋﲈل اﳋﲑ واﻟﴩ وﻏﲑﻫﺎ ،ﲠﺪف ﻣﺎدي أو ﻣﻌﻨﻮي ،دﻧﻴﻮي أو أﺧﺮوي. ٢ـ اﳌﻔﻬﻮم اﳋﺎص :وﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﻘﺼﺪه ﰲ ﻫﺬا اﳌﻘﺮر؛ إذ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺰاوﻟﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ أﻧﺸﻄﺔ ﻣﺎدﻳﺔ أو ﻓﻜﺮﻳﺔ ﺑﻘﺼﺪ اﳌﻨﻔﻌﺔ. اﺻﻄﻼﺣﺎ :ﻛﻞ ﻧﺸﺎط ﺟﺴﻤﻲ أو ﻋﻘﲇ ﻳﻘﻮم ﺑﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﻳﺆدى ﰲ وﻗﺖ ﳏﺪد ﲠﺪف وﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ً اﻹﻧﺘﺎج ﰲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ ،أو ﰲ ﺣﺮﻓﺔ أو ﻣﻬﻨﺔ واﻟﻌﻤﻞ -ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ -ﻫﻮ اﻟﻌﻨﴫ اﻟﻔﻌﺎل ﰲ ُﻃﺮق اﻟﻜﺴﺐ اﻟﺘﻲ أﺑﺎﺣﻬﺎ اﻹﺳﻼم ،وﻫﻮ اﻟﺪﻋﺎﻣﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻺﻧﺘﺎج ،وﻋﲆ ﻗﺪر ﻋﻤﻞ اﳌﺴﻠﻢ ،واﺗﺴﺎع داﺋﺮة ﻧﺸﺎﻃﻪ ،ﻳﻜﻮن ﻧ ْﻔﻌﻪ وﺟﺰاؤه، واﻷﺻﻞ أن ُ ﻗﺎدرا ﻋﲆ ذﻟﻚ، ﻳﺸﺒﻊ اﻹﻧﺴﺎن ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﳌﻌﻴﺸﻴﺔ ﻣﻦ ﺛﲈر ﻋﻤﻠﻪ ،وﻧﺘﺎج َﺳﻌﻴﻪ إذا ﻛﺎن ً وإﻻﱠ ﻓﺈن ﲪﺎﻳﺘﻪ ﺿﺪ اﻟ َﻌ َﻮز ﺗﻜﻮن ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ. وﻳﻘﺮر اﻹﺳﻼم ﻫﺬه اﳊﲈﻳﺔ ﻋﲆ أﺳﺎس أن اﷲ ﻫﻮ اﻟﺮزاق؛ ﻛﲈ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ% $ # " [ : & ' ( ) * ] Zﻫﻮد ،[٦ :ﻟﻜﻦ اﷲ ﻳﻔﺮض ﻋﲆ اﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﺴﻌﻰ وﳛﺼﻞ ﻋﲆ ﻣﺎ ) (١ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب ،اﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر ،ﻣﺎدة) :ع م ل(. ) (٢ﲥﺬﻳﺐ اﻟﻠﻐﺔ ،اﻷزﻫﺮي.(١٧٠/٢) : ) (٣اﻧﻈﺮ :أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ،رﺷﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ ،وﳏﻤﻮد اﳊﻴﺎري.(٩) : ُﻳﺸﺒﻊ ﺑﻪ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ،وﰲ ﻫﺬا ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ> = < ; : 9 8 7 6 5 4 [ : ?@ ] Z B Aاﳌﻠﻚ.[١٥ : أ -اﳌﻬﻨﺔ: اﳌﻬﻨﺔ :ﻟﻐ ًﺔِ : اﳊ ْﺬق ﺑﺎﳋﺪﻣﺔ واﻟﻌﻤﻞ وﻧﺤﻮه . اﺻﻄﻼﺣﺎ :ﻳﺮى ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ أن ﻟﻠﻤﻬﻨﺔ إﻃﻼﻗﲔ :ﻋﺎم ،وﺧﺎص: و ً أـ اﻹﻃﻼق اﻟﻌﺎم :ﺑﺬل اﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﺻﻨﻌﺔ أو ﻋﻤﻞ ،وﻟﻮ ﺑﺪون ﻣﻘﺎﺑﻞ. ب ـ اﻹﻃﻼق اﳋﺎص :وﻫﻮ اﳌﺮاد ﻋﻨﺪ إﻃﻼق ﻣﺼﻄﻠﺢ اﳌﻬﻨﺔ ؛ ﻓﺘﻄﻠﻖ ﻋﲆ :اﻟﻨﺸﺎط اﳊﻴﺎﰐ اﻟﺬي ﻳﺘﺨﺬه اﳌﺮء وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻜﺴﺐ ﻣﻌﺎﺷﻪ وإﻋﺎﻟﺔ أﻫﻠﻪ. أﻣﺎ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﳌﺨﺘﺎر ﻟﻠﻤﻬﻨﺔ ﻓﺈﳖﺎ :ﻓﻬﻲ ٌ ﻋﻤﻞ ﻳﺸ َﻐﻠﻪ اﻟﻌﺎﻣـﻞ ﺑﻌـﺪ ْ أن ﻳﺘﻠ ﱠﻘـﻰ دراﺳـ ًﺔ ﻧﻈﺮﻳـﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ وﺗﺪرﻳ ًﺒﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻃـﻮﻳ ً ﻣﺘﺨﺼﺼـﺔ ،ﻓﺎﳌﻬﻨـﺔ ﺗﺘﻄ ﱠﻠـﺐ ﻼ ﰲ ﻣﺮاﻛـﺰ ﻋﻠﻤ ﱠﻴـﺔ أو ﻣﻌﺎﻫـﺪ وﺟﺎﻣﻌـﺎت ﱢ ِ واﳌﻌﺎرف اﻟﻨﻈﺮ ﱠﻳﺔ واﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺘـﻲ ﺗُـﻨ ﱢﻈﻢ اﻟﻌﻤـﻞ ﲠـﺎ .ﻣﺜـﻞ :ﻣﻬﻨـﺔ اﻟﻄـﺐ ﳎﻤﻮﻋ ًﺔ ﻣﻦ اﳌﻬﺎرات واﳍﻨﺪﺳﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ وﻧﺤﻮﻫﺎ. ب -اﳊﺮﻓﺔ: ﻳﻜﺘﺴﺐ . وﳛﱰف ﺑﻤﻌﻨﻰ ﳛﺮف ﻟﻌﻴﺎﻟﻪ ﻟﻐﺔ :اﺳﻢ ﻣﻦ اﻻﺣﱰاف ،وﻫﻮ اﻻﻛﺘﺴﺎب؛ ﻳﻘﺎل :ﻫﻮ ُ ُ ُ ) (١اﻧﻈﺮ :ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب :ﻣﺎدة ) م ﻫـ ن ( ،ﳐﺘﺎر اﻟﺼﺤﺎح ،ﻷﰊ ﺑﻜﺮ اﻟﺮازي.(٦٣٨) : ) (٢اﻧﻈﺮ :اﳌﻬﻨﺔ وأﺧﻼﻗﻬﺎ" دراﺳﺔ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮاﻧﲔ اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ،د.ﺳﻌﺪ اﻟﺪﻳﻦ اﳍﻼﱄ.(٥٠) : ) (٣اﻧﻈﺮ :اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﲣﻄﻴﻂ وﻇﺎﺋﻔﻬﺎ وﺗﻘﻮﻳﻢ أداﺋﻬﺎ ،ﻣﻨﺼﻮر أﲪﺪ ﻣﻨﺼﻮر.(١٩) : ) (٤أﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﻌﻤﻞ ،د.ﺑﻼل ﺧﻠﻒ اﻟﺴﻜﺎرﻧﺔ.(٢٧) : ) (٥اﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر؛ ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب ،ﻣﺎدة ﺣﺮف ،ط /دار اﳌﻌﺎرف. وﻗﺎل اﳉﻮﻫﺮي :ﻳﻌﻮد ﻣﺼﻄﻠﺢ اﳊﺮﻓﺔ إﱃ اﻟﻜﺴﺐ وﻃﻠﺐ اﳌﺎل وﺗَﻨﻤﻴﺘﻪ ،ﻳﻘﺎل :ﺟﺎء ﺑﺎﻹﺣﺮاف إذا ﺟﺎء ﺑﺎﳌﺎل اﻟﻜﺜﲑ. واﺻﻄﻼﺣﺎ ﻫﻲ :أي ﻧﺸﺎط ﻳﲈرﺳﻪ اﻟﺸﺨﺺ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﳛﺘﺎج إﱃ دراﺳﺔ أو ﲣﺼﺺ ،ﻓﻬﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻴﺪوي واﻟﺒﺪﲏ اﻟﺬي ُﻳ ِ ﲈرﺳﻪ اﳊﺮﰲ ﰲ اﻟﻮرﺷﺔ أو اﳌﺼﻨﻊ أو اﳋﺪﻣﺔ ﰲ اﻟﺒﻴﻮت وﻧﺤﻮﻫﺎ ،وﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﴬورة ْ أن ﻳﻜﻮن إﺗﻘﺎن َﻣﻬﺎرات ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﳊﺮﰲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻨﻈﺮ ﱠﻳﺔ اﳌﻜ ﱠﺜﻔﺔ ،ﺑﻞ ُﻳﻤﻜِﻦ ِ واﻟﺘﺠﺮﺑﺔ. اﳌﺸﺎﻫﺪة اﻛﺘِﺴﺎب ذﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻜﺮار َ ج -اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ: ﻟﻐﺔ :ﻣﺎ ﻳﻘﺪر ﻣﻦ ﻋﻤﻞ أو ﻃﻌﺎم أو رزق وﻏﲑ ذﻟﻚ ﰲ زﻣﻦ ﻣﻌﲔ ،وﺗﺄﰐ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﳋﺪﻣﺔ اﳌﻌﻴﻨﺔ. واﺻﻄﻼﺣﺎ ﻫﻲ :ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺒﺎت واﳌﺴﺆوﻟﻴﺎت ،ﲢﺪدﻫﺎ ﺳﻠﻄﺔ ذات اﺧﺘﺼﺎص.وﻫﻲ ﺗﻌﻨﻲ أي ﻧﺸﺎط ﻣﻜﺘﺒﻲ أو ﻣﻴﺪاﲏ ﻳﲈرﺳﻪ اﻟﺸﺨﺺ ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم أو اﳋﺎص وﻓﻘﺎ ﻟﻨﻈﺎم ﻣﻌﲔ ﳛﻜﻤﻪ ﺣﻀﻮر ًا وأداء ًا واﻧﴫاﻓ َﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ راﺗﺐ ﳏﺪد ﻣﺴﺒﻘﺎ وﻣﺘﻔﻘﺎ ﻋﻠﻴﻪ. واﳌﻮﻇﻒ: ﻫﻮ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺨﺪم ﺑﺼﻔﺔ ﻧﻈﺎﻣﻴﺔ ،ﻟﻴﻘﻮم ﺑﻮاﺟﺒﺎت وﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺎت وﻇﻴﻔﺔ ﻣﺎ ،ﻣﻘﺎﺑﻞ أﺟﺮ ﳏﺪد وﻳﺘﻤﺘﻊ ﻟﻘﺎء ذﻟﻚ ﺑﺎﳊﻘﻮق واﻻﻣﺘﻴﺎزات اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﲠﺎ. ) (١إﺳﲈﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﲪﺎد اﳉﻮﻫﺮي؛ ﺗﺎﺑﻊ اﻟﻠﻐﺔ وﺻﺤﺎح اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻣﺎدة )ﺣﺮف(. ) (٢اﻟﻮﺟﻴﺰ ﰲ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﻌﻤﻞ ص ،١٠٣واﻧﻈﺮ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ"؛ ﻟﺮﺷﻴﺪ ﻋﺒﺪاﳊﻤﻴﺪ وﳏﻤﻮد اﳊﻴﺎري -ط - ٢ﻋـﲈن اﻷردن :دار اﻟﻔﻜﺮ١٩٨٥ ،م ،ص.٩) (٣اﻟﻮﺟﻴﺰ ﰲ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﻌﻤﻞ ص ١٠٢ﺑﺘﴫف وﻇﻴﻔﺔ ﻣﺒﺎﺣﺔ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﳌﺴﻠﻢ ٍ ٍ ﺑﻨﻴﺔ ﺻﺎﳊﺔ ﻟﺒﻨﺎء ﳎﺘﻤ ٍﻊ إﺳﻼﻣﻲ ،أو ﺧﺪﻣﺔ اﳌﺴﻠﻤﲔ ؛ ﻓﻜﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﳛﺮث ﻟﻶﺧﺮة ،ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﴍﻋﻴﺔ ،أو ﻋﻠﻤﻴﺔ ،أو ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ،أو إدارﻳﺔ ،أو ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ،أو ٍ اﻣﺮئ ﻣﺎ ﻧﻮى " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ. ﻏﲑﻫﺎ ،ﻗﺎل ﺻﲆ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ":إﻧﲈ اﻷﻋﲈل ﺑﺎﻟﻨﻴﺎت وإﻧﲈ ﻟﻜﻞ وﺑﻨﺎ ًء ﻋﲆ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﱠ م ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﱠ ﺑﺄن اﻟﻌﻤﻞ ﻫﻮ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر أي ﻧﺸﺎط ﻳﲈرﺳﻪ اﻟﺸﺨﺺ ﺳﻮاء أﻛﺎن وﻇﻴﻔﺔ أو ﻣﻬﻨﺔ أو ﺣﺮﻓﺔ ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﳋﺎص أو اﻟﻌﺎم ،وإذا اﻟﺘﺤﻖ أي ﻣﻦ ذوي اﳌﻬﻨﺔ أو اﳊﺮﻓﺔ ٍ ﻋﻤﻞ ،ﱠ وﻇﻴﻔﺔ ٌ إﱃ ﺳﻠﻚ وﻇﻴﻔﻲ ﰲ أي ﻣﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋﲔ؛ أﺻﺒﺢ اﻟﻨﺸﺎط وﻇﻴﻔﺔ .إذ ًا ﱠ وﻛﻞ ﺣﺮﻓﺔ ﻓﻜﻞ ٌ ﻋﻤﻞ ،وﻛﻞ ﻣﻬﻨﺔ ﻋﻤﻞ. .١اﳌﺼﺪر اﻟﺪﻳﻨﻲ: ﺗﻌﺪ اﻷدﻳﺎن اﻟﺴﲈوﻳﺔ أﻫﻢ ﻣﺼﺪر ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر اﻷﺧﻼﻗﻴﺎت ،وأﻫﻢ ﻣﺼﺪر ﻫﻮ اﻹﺳﻼم اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻮ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ واﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ إﱃ ﻣﻜﺎرم اﻷﺧﻼق ،وإﺗﻘﺎن اﻟﻌﻤﻞ وﻣﺮاﻗﺒﺔ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﰲ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ،وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ﴿ :ﻳﺎ َأﳞﺎ ا ﱠﻟ ِﺬﻳﻦ آﻣﻨُﻮا َأو ُﻓﻮا ﺑِﺎ ْﻟﻌ ُﻘ ِ ﻮد﴾ اﳌﺎﺋﺪة ،١وﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ: ُ ْ َ َ َ ﱡَ ﴿إِ ﱠن اﷲﱠَ ﻳ ْﺄﻣﺮﻛُﻢ َأن ﺗ َُﺆدوا ْاﻷَﻣﺎﻧ ِ ﲔ اﻟﻨ ِ ﱠﺎس َأن َ ْﲢﻜ ُُﻤﻮا ﺑِﺎ ْﻟ َﻌﺪْ ِل﴾ اﻟﻨﺴﺎء َﺎت إﱃ َأ ْﻫﻠِ َﻬﺎ َوإِ َذا َﺣﻜ َْﻤﺘُﻢ َﺑ ْ َ ﱡ َ َ ُُ ْ .٥٨ .٢اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ: ﻛﺎن ﻣﻮﺿﻮع أﺧﻼﻗﻴﺎت ﻣﻬﻨﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎوﳍﺎ اﻟﻌﺮب واﳌﺴﻠﻤﻮن ﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ وﺳﺒﻘﻮا ﻓﻴﻬﺎ ﻏﲑﻫﻢ ،وﻛﺎﻧﻮا أول ﻣﻦ أدرﻛﻮا ﰲ ﻛﺘﺒﻬﻢ أﳘﻴﺔ اﳌﺒﺎدئ واﻷﺳﺲ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﻬﻨﺔ. .٣اﻟﺘﴩﻳﻌﺎت واﻟﻘﻮاﻧﲔ واﻷﻧﻈﻤﺔ: ﺗﻌﺪ اﻟﺘﴩﻳﻌﺎت واﻟﻘﻮاﻧﲔ واﻷﻧﻈﻤﺔ اﳌﻌﻤﻮل ﲠﺎ ﻣﻦ اﳌﺼﺎدر اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ؛ ﻓﻬﻲ ﲢﺪد ﻟﻠﻤﻮﻇﻔﲔ اﻟﻮاﺟﺒﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﳌﻄﻠﻮب إﻟﻴﻬﻢ اﻟﺘﻘﻴﺪ ﲠﺎ وﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ،وﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺘﴩﻳﻌﺎت دﺳﺘﻮر اﻟﺪوﻟﺔ، وﲨﻴﻊ اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﳌﻨﺒﺜﻘﺔ ﻋﻨﻪ. .٤اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻟﻘﻴﻢ: ﻳﻌﺘﱪ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪﲏ اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ اﻟﻔﺮد وﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﰲ ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺘﺸﺎﺑﻜﺔ وﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ ﻣﺼﺪر ًا ﻣﻬ ًﲈ ﻣﻦ اﳌﺼﺎدر اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﰲ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ ﻟﻸﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮن وﻳﺘﻌﺎﻳﺸﻮن ﰲ ﻫﺬا اﳌﺠﺘﻤﻊ ﺳﻮا ًء ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى ﻋﻼﻗﺔ اﳌﻮﻇﻒ ﺑﺎﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺤﲇ أم ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى ﻋﻼﻗﺘﻪ ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻪ داﺧﻞ اﳌﺆﺳﺴﺔ ،أم ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى ﻋﻼﻗﺘﻪ ﻣﻊ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ. .٥اﻷدب اﻟﱰﺑﻮي اﳊﺪﻳﺚ: ﻗﺪ رﻛﺰ ﻋﲆ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎت أﺧﻼﻗﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ اﻹﺧﻼص ﰲ اﻟﻌﻤﻞ ،واﺣﱰام ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻣﻌﻪ، واﻹﻧﺼﺎف ﺑﺎﳍﺪوء وﺳﻌﺔ اﻟﺼﺪر وﺗﻔﺘﺢ اﻟﺬﻫﻦ ،واﻟﺘﻮاﺿﻊ واﻟﻌﻔﻮ واﻟﻘﻨﺎﻋﺔ وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ .٦اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ: ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻫﺬه اﳌﺆﺳﺴﺎت إن ﺗﻠﻌﺐ دور ًا ﻣﻬﲈ ﰲ إﻋﺪاد اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻟﺪﺧﻮل اﳌﺠﺎل اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ،ﺣﻴﺚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﻢ وﺗﻮﻋﻴﺘﻬﻢ وﺗﺪرﻳﺴﻬﻢ ﺑﻌﺾ اﳌﺴﺎﺋﻞ ﰲ اﻟﺪﻳﻦ واﻷﺧﻼق واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺠﺢ ﰲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺳﻠﻮك اﻟﻄﺎﻟﺐ اﻹﳚﺎﰊ ﲡﺎه اﳌﺴﺌﻮﻟﻴﺔ واﻻﻧﺘﲈء واﻹﺧﻼص. .٧اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ: ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر اﻷﺧﻼﻗﻴﺎت واﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﺰﻣﻦ ،ﻳﺒﺪأ اﻷﻓﺮاد ﺑﺎﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺤﻴﻂ ﲠﻢ ﻣﺜﻞ اﻷﴎة واﳌﺪرﺳﺔ.وأن اﻷﴎة ﳍﺎ دور ﻛﺒﲑ ﰲ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت واﻷﺧﻼﻗﻴﺎت ) (١ﻣﺪوﻧﺔ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻬﻨﺔ واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ أم اﻟﻘﺮى. ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ أﻫﻢ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻬﻢ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻻﺟﺘﲈﻋﻲ ،ﻓﺎﻷﴎة اﻟﺼﺎﳊﺔ ﺗﻐﺮس اﻵداب وﺳﻠﻮﻛﻴﺎت ﻟﺪى أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ وﻛﺬﻟﻚ اﳌﺪرﺳﺔ ﳍﺎ دور ﻣﻬﻢ ﰲ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت واﻷﺧﻼﻗﻴﺎت. .٨اﳋﱪة اﳌﱰاﻛﻤﺔ :ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻤﺪ اﻟﻔﺮد ﻗﻴ ًﲈ وﺳﻠﻮﻛ ًﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻤﻪ وﻣﻦ ﺧﻼل ﺧﱪاﺗﻪ وﲡﺎرﺑﻪ وﺗﻔﺎﻋﻼﺗﻪ ﻣﻊ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻻﺟﺘﲈﻋﻴﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. .٩ﺗﴩﻳﻌﺎت اﳋﺪﻣﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ :إن ﳎﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﴩﻳﻌﺎت واﻟﻘﻮاﻧﲔ واﻷﻧﻈﻤﺔ واﻟﻠﻮاﺋﺢ اﻟﺼﺎدرة اﺳﺘﻨﺎد ًا إﱃ اﳌﺼﺎدر اﻟﺘﴩﻳﻌﻴﺔ اﳌﻌﻤﻮل ﲠﺎ ﰲ اﻟﺪول ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻦ اﳌﺼﺎدر اﳌﻬﻤﺔ ﻟﻸﺧﻼﻗﻴﺎت وذﻟﻚ ﻷﳖﺎ ﺗﻀﺒﻂ وﺗﺘﺤﻜﻢ ﰲ ﺗﺴﻴﲑ دﻓﺔ اﻹدارة ﰲ اﻻﲡﺎه اﻟﺬي ﺗﺮاه ﳜﺪم ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺪوﻟﺔ وﳛﻘﻖ أﻫﺪاﻓﻬﺎ .وﻣﻦ زاوﻳﺔ أﺧﺮى ﻷﳖﺎ ﺑﻨﺎء ﻋﲆ ذﻟﻚ ،ﺗﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﲢﺪﻳﺪ واﺟﺒﺎت وﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺎت اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ اﻟﺮﻛﻴﺰة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹداري ،ﻓﺘﺒﲔ ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻮاﺟﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ وﻣﺎ ﻫﻲ اﳌﺤﻈﻮرات اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﺪم اﻻﻗﱰاب ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﻫﺬه اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ. .١٠ﻟﻮاﺋﺢ آداب اﳌﻬﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪرﻫﺎ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺗﻀﻊ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﳌﲈرﺳﺎت اﻟﺴﻠﻮك ﻋﻨﺪ ﻗﻴﺎم اﳌﻬﻨﻴﲔ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﲥﻢ ﲡﺎه اﻷﻃﺮاف اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ )اﻟﻌﻤﻼء ،اﻟﺰﻣﻼء، اﳌﺮؤوﺳﲔ(. ) (١ﺑﻌﺾ أﻧﲈط اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﺑﲔ أوﺳﺎط اﻟﻄﻠﺒﺔ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ،اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﱰﺑﻴـﺔ ،ﳎﻠـﺪ ) ،(١٨اﻟﻌﺪد ).(١ ) (٢دور اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﳌﻬﻨﺔ اﳌﺤﺎﺳﺒﺔ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ اﻹﺑﺪاع اﳌﺤﺎﺳﺒﻲ :دراﺳـﺔ اﺳـﺘﻄﻼﻋﻴﺔ ،رﺳـﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴـﺘﲑ ،ﻛﻠﻴـﺔ اﻹدارة واﻻﻗﺘﺼﺎد ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳌﻮﺻﻞ.ﻟﺸﻴﲈء اﻟﺮاوي ) (٣أﺧﻼﻗﻴﺎت اﳌﻮﻇﻒ اﳌﺴﻠﻢ أ.د.أﲪﺪ اﻟﺸﻤﻴﻤﺮي ص ٣ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻀﻮاﺑﻂ ﻫﻨﺎ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ وﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﺎ إﱃ ﻗﺴﻤﲔ: اﻷول :اﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻟﴩﻋﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻬﻨﺔ: إن ﺿﻮاﺑﻂ ﳑﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﳌﻬﻨﻲ واﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻫـﻲ ﰲ اﳊﻘﻴﻘـﺔ أﺣﻜـﺎم ﴍﻋﻴـﺔ ﻳﻠـﺰم اﳌﺴـﻠﻢ اﻟﺘﺨﻠﻖ ﲠﺎ وﺑﻴﺎﳖﺎ ﻛﺎﻵﰐ: أ -أن ﻳﻜﻮن ﻣﺒﺎﺣ ًﺎ. ﻓﻴﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺬاﺗﻪ واﳍﺪف ﻣﻨﻪ ﻏﲑ ﳏﺮم ﴍﻋﺎ ،ﻓﺎﻟﻄﻴﺐ اﳊـﻼل ﻫـﻮ اﻷﺳـﺎس اﻟــﺬي ﻳﻘــﻮم ﻋﻠﻴــﻪ ﻃﻠــﺐ اﻟــﺮزق ،ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﱃT S R Q P O N M [ : ] Z Z Y X W V Uاﻟﺒﻘﺮة ،[١٧٢:وﻗﺎل ﺗﻌـﺎﱃhg f e d [ : ] Z l k j iاﳌﺎﺋﺪة.[٤: وﻋ?