مقدمة لفهم السيرة النبوية PDF
Document Details
Uploaded by HopefulYttrium
Northern Technical University
د. يحيى إبراهيم اليحي
Tags
Summary
مقدمة لفهم السيرة النبوية. هذا الكتاب مدخل لفهم السيرة النبوية، ويتناول أهداف دراسة السيرة النبوية، وكيفية الاستفادة من السيرة في حياتنا اليومية.
Full Transcript
ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺩ.ﳛﻲ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻴﺤﻲ ١ ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ: ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺑﻌﺚ ﺭﲪﺔ ﻟﻠﻌﺎﳌﲔ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒ...
ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺩ.ﳛﻲ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻴﺤﻲ ١ ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ: ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺑﻌﺚ ﺭﲪﺔ ﻟﻠﻌﺎﳌﲔ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﲨﻌﲔ ،ﻭﻣﻦ ﺍﺳﱳ ﺑﺴﻨﺘﻪ ﻭﺍﻫﺘﺪﻯ ﺪﻳﻪ ﻭﺍﻗﺘﻔﻰ ﺃﺛﺮﻩ ﻭﺳﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺠﻪ ﺇﱃ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ.ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ: ﻓﺈﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻭﳝﺘﻨﻊ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺩﻳـﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻳﺼﺢ ﻟﻚ ﺇﺳﻼﻣﻚ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻳﻪ ﻭﻋﻤﻠﻪ ﻭﺃﻣﺮﻩ ﻭﻴﻪ. ﻟﻘﺪ ﺳﺎﱂ ﻭﺣﺎﺭﺏ ،ﻭﺃﻗﺎﻡ ﻭﺳﺎﻓﺮ ،ﻭﺑﺎﻉ ﻭﺍﺷﺘﺮﻯ ،ﻭﺃﺧﺬ ﻭﺃﻋﻄﻰ ،ﻭﻣﺎ ﻋﺎﺵ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺳـﻠﻢ ﻭﺣﺪﻩ ،ﻭﻻ ﻏﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻣﺎﹰ ﻭﺍﺣﺪﺍﹰ ،ﻭﻻ ﺳﺎﻓﺮ ﻭﺣﺪﻩ. ﻭﻗﺪ ﻻﻗﻰ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﺫﻯ ،ﻭﻗﺎﺳﻰ ﺃﺷﺪ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻈﻠﻢ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﺮ ﻟﻪ. ﺑﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻞ ،ﻭﺿﻼﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﻭﺍﳓﺮﺍﻑ ﰲ ﺍﻟﻔﻄﺮ ،ﻭﻭﺍﺟﻪ ﺭﻛﺎﻣﺎﹰ ﻫﺎﺋﻼﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺍﻻﳓﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﷲ ،ﻭﺍﻹﻏﺮﺍﻕ ﰲ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ.ﻓﺎﺳﺘﻄﺎﻉ ﺑﻌﻮﻥ ﺍﷲ ﺃﻥ ﳜﺮﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﺇﱃ ﺍﳍﺪﻯ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ.ﻓﺄﺣﺒﻮﻩ ﻭﻓﺪﻭﻩ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ،ﻭﺍﻗﺘﺪﻭﺍ ﺑﻪ ﰲ ﻛﻞ ﺻﻐﲑﺓ ﻭﻛﺒﲑﺓ ﻭﺟﻌﻠﻮﻩ ﻧﱪﺍﺳﺎ ﳍﻢ ﻳﺴﺘﻀﻴﺌﻮﻥ ﺑﻨﻮﺭﻩ ﻭﻳﻬﺘﺪﻭﻥ ﺪﻳﻪ ﻓﺄﺻﺒﺤﻮﺍ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﳍﺪﻯ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ. ﻫﻞ ﺗﻄﻠﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﺷﻌﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺪﺍﺙ ﺃﺣﻴﺎﻩ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﻭﻟﺪ ﺍﳌﻮﺗﻮﺭ ﺁﺧﺎﻩ ﻣﻦ ﻭﺣﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺣﱴ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺗﺮﻫﻢ ﻭﻣﺎ ﺃﺻﻴﺐ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻹﺧﻼﻝ ﲜﺎﻧﺐ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﹼﻢ ،ﻭﺍﻷﺧـﺬ ﺪﻳـﻪ، ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺳﻨﺘﻪ ،ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ} :ﻟﹶﻘﹶﺪ ﻛﹶﺎﻥﹶ ﻟﹶﻜﹸﻢ ﻓﻲ ﺭﺳﻮﻝﹺ ﺍﷲِ ﺃﹸﺳﻮﺓﹲ ﺣﺴﻨﺔﹲ{. ﺣﱴ ﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﺳﲑﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﹼﻢ ﺑﻘﺮﺍﺀﺎ ﰲ ﺍﳌﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍﻻﺣﺘﻔـﺎﻻﺕ ﻭﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻻﻫﺘﺪﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ....ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻘﺮﺍﺀﺎ ﻟﻠﱪﻛﺔ ﺃﻭ ﻟﻼﻃـﻼﻉ ﻋﻠـﻰ ﺃﺣـﺪﺍﺛﻬﺎ ﻭﻭﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﺣﻔﻆ ﻏﺰﻭﺍﺗﻪ ﻭﺃﻳﺎﻣﻪ ﻭﺑﻌﻮﺛﻪ ﻭﺳﺮﺍﻳﺎﻩ. ﻭﻫﺬﺍ ﺭﺍﺟﻊ ﺇﻣﺎ ﳉﻬﻞ ﺑﺄﺻﻞ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻻﺗﺒﺎﻉ ﻭﺍﻻﻫﺘﺪﺍﺀ ﻭﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﺍﶈﺒﺔ ﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﺇﻣﺎ ﻟﻌﺪﻡ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺳﲑﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻧﻈﺮﺍﹰ ﻟﻀـﻌﻒ ﺍﳌﻠﻜﺔ ﰲ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺃﻭ ﻟﻘﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻻﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺄﰐ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻭﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻭﺍﻟﻌﻈﺎﺕ ﻭﺍﺳﺘﺨﻼﺹ ﺍﻟﻌﱪ ﻣﻦ ﺳﲑﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ٢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ. ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﺂﻟﻴﻒ ﰲ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﰲ ﲨﻊ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻣﺎ ﺑﲔ ﻣﻄﻴﻞ ﻭﳐﺘﺼﺮ ﻭﻧﺎﻇﻢ ﻭﻧﺎﺛﺮ ﳍﺎ ﻭﻣﻔﺼـﻞ ﻭﳎﻤﻞ. ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺃﲨﻊ ﳐﺘﺼﺮﺍﹰ ﰲ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﻣﻌﺘﻤﺪﺍﹰ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺇﻻ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﱂ ﻳﱭ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻣﺴـﺄﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺃﻭ ﺣﻜﻢ ﺷﺮﻋﻲ ﻓﺈﱐ ﻗﺪ ﺗﺴﺎﻫﻠﺖ ﰲ ﺫﻟﻚ ،ﻣﺴﺘﻨﺒﻄﺎﹰ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻭﺍﻟﻌﱪ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺋـﺪ ﻭﺍﻟﻌﻈـﺎﺕ، ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ )ﺩﺭﻭﺱ ﻭﻋﱪ ﻣﻦ ﺳﲑﺓ ﺧﲑ ﺍﻟﺒﺸﺮ( ﺗﺼﺪﺭ ﺗﺒﺎﻋﺎﹰ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ. ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ )ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺴﲑﺓ( ،ﻭﻫﻮ ﻣﻬ ﻢ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺩﺭﺍﺳـﺔ ﺍﻟﺴـﲑﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳـﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ،ﻟﻴﺪﺭﻙ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻣﻌﺎﱐ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﻭﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﻭﻣﻴﺰﺍﺎ ،ﻭﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﻣـﻦ ﺍﻟﻀـﻼﻝ ﻭﺍﻻﳓﺮﺍﻑ ،ﻭﻋﺠﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻣﺼﺎﳊﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺮﲪﺔ ﺍﷲ ﳍﺎ ﺑﺄﻥ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺭﺳﻮﻻﹰ ﳜﺮﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤـﺎﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻮﺭ. ﻭﺑﺈﺩﺭﺍﻛﻪ ﺣﺠﻢ ﺍﻻﳓﺮﺍﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻳﻌﺮﻑ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺬﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻹﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻗﺮﻭﻧﺎﹰ ﻃﻮﻳﻠﺔﹰ ﺣﱴ ﺍﺳﺘﻤﺮﺅﻭﺍ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﳍـﻮﺍﻥ، ﻭﱂ ﻳﻌﻮﺩﻭﺍ ﻳﻔﻜﺮﻭﻥ ﰲ ﺍﳋﻼﺹ ﻭﻧﺒﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﻛﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﻄﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﻢ ﻭﻃﻤﺲ ﻓﻄﺮﻫﻢ. ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﲑﺓ؟ ﺍﻟﺴﲑ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻭﺍﻻﺳﻢ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺴِﲑﺓ ،ﻭﺍﻟﺴِﲑﺓ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﲑ ،ﻭﺍﻟﺴِﲑﺓ ﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻭﺍﻟﺴِـﲑﺓ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘـﺔ. ﻳﻘﺎﻝ :ﺳﺎﺭ ﻢ ﺳﲑﺓ ﺣﺴﻨﺔ ،ﻭﺍﻟﺴِﲑﺓ :ﺍﳍﻴﺌﺔ ،ﻭﰲ ﺍﻟﺘﻨـﺰﻳﻞ} :ﺳﻨﻌﻴﺪﻫﺎ ﺳﲑﺗﻬﺎ ﺍﻷُﻭﻟﹶﻰ{ )ﻃﻪ ،(٢١ :ﻭﺳﻴﺮ ﺳﲑﺓ :ﺣﺪﺙ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ).(١ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﻗﺴﻢ ﻣﻦ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻳﻦ :ﺍﻷﻭﻝ :ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ ﺇﱃ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻـﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺳـﻠﻢ ﺍﳌﺸﺮﻉ ،ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺭﻭﺍﻳﺘﻬﺎ ﺑﺎﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ،ﻭﳍﺬﺍ ﺃﻓﺮﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﺘﺒﺎﹰ ﻭﺃﺑﻮﺍﺑﺎﹰ ﰲ ﻣﺼﻨﻔﺎﻢ ﰲ ﻣﻐﺎﺯﻱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﻳﺎﻣﻪ ،ﻭﴰﺎﺋﻠﻪ ﻭﺩﻻﺋﻞ ﻧﺒﻮﺗﻪ. ﻭﺍﻟﺴﲑﺓ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﺣﺪﺍﺛﻬﺎ ﻭﻭﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﺇﺫ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻫﻮ :ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻄﻠﻘـﺎﹰ ،ﻳﻘـﺎﻝ: ﺃﺭﺧﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺗﺄﺭﳜﺎﹰ ﻭﻭﺭﺧﺘﻪ ﺗﻮﺭﳜﺎﹰ. ﻗﺎﻝ ﰲ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ» :ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ :ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ،ﻭﺍﻷﻭﻟﻴـﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﻌﻠﻤـﺎﺀ، ﻭﺍﳊﻜﻤﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ،ﻭﺍﳌﻠﻮﻙ ﻭﺍﻟﺴﻼﻃﲔ ﻭﻏﲑﻫﻢ«).(٢ ) (١ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ).(٣٨٩/٤ ).(٢٥١/١) (٢ ٣ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺴﲑﺓ: ﺇﻥ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻻ ﺗﺪﺭﺱ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﳌﺘﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ﺑﲔ ﺃﺣﺪﺍﺛﻬﺎ ﺃﻭ ﻗﺼﺼﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﳊﻘﺒﺔ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﻀﺖ ،ﻭﻻ ﳏﺒﺔ ﻭﻋﺸﻘﺎﹰ ﰲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺳﲑ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ،ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨـﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﺇﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻘﺼﺪﺍﹰ ﻟﻐﲑ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺴﲑﺓ ،ﻓﺈﻥ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺷـﱴ ﻣـﻦ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺃﻭﻻﹰ :ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻮ ﳏﻞ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﻭﺍﻷﺳﻮﺓ ،ﻭﻫﻮ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻭﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ} :ﻟﹶﻘﹶﺪ ﻛﹶﺎﻥﹶ ﻟﹶ ﹸﻜﻢ ﻓﻲ ﺭﺳﻮﻝﹺ ﺍﷲِ ﺃﹸﺳﻮﺓﹲ ﺣﺴﻨﺔﹲ ﻟﻤﻦ ﻛﹶﺎﻥﹶ ﻳﺮﺟﻮ ﺍﷲَ ﻭﺍﻟﻴـﻮﻡ ﺍﻵﺧـﺮ ﻭﺫﹶﻛﹶـﺮ ﺍﷲَ ﻛﹶﺜﲑﺍﹰ{ )ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ،(٢١ :ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ} :ﻭﺇﹺﻥﹾ ﺗﻄﻴﻌﻮﻩ ﺗﻬﺘﺪﻭﺍ{ )ﺍﻟﻨﻮﺭ ،(٥٤ :ﻭﻗﺎﻝ} :ﻣﻦ ﻳ ﻄﻊﹺ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝﹶ ﻓﹶﻘﹶﺪ ﺃﹶﻃﹶﺎﻉ ﺍﷲ{ )ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ،(٨٠ :ﻭﻗﺎﻝ} :ﻗﹸﻞﹾ ﺇﹺﻥﹾ ﻛﹸﻨﺘﻢ ﺗﺤﺒﻮﻥﹶ ﺍﷲَ ﻓﹶﺎﺗﺒﹺﻌﻮﻧﹺﻲ ﻳﺤﺒﹺﺒﻜﹸﻢ ﺍﷲُ{ )ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ.(٣١ : ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺘﺠﺴﻴﺪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻄﻴﺒﻘﻴﺔ ﻟﻺﺳﻼﻡ ،ﻭﺑﺪﻭﺎ ﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻧﻄﻴﻊ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﻧﻌﺒﺪﻩ. ﻓﺴﲑﺗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺴﺘﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﻣﺮﺍﺣﻠﻬﺎ ،ﻭﻳﺘﻌﺮﻓﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﳉﻬﺪ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺬﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻋﻼﺀ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﷲ ،ﻭﻛﻴﻒ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻭﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ﻭﺍﻟﻔﱳ. ﻭﻳﺴﺘﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳌﺮﺑﻮﻥ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻭﺳﺎﺋﻠﻬﺎ. ﻭﻳﺴﺘﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﻣﻨﻬﺠﻬﺎ. ﻭﻳﺴﺘﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭﻣﻘﺎﺻﺪﻩ. ﻭﻳﺴﺘﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺃﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ﻭﻃﺮﻗﻬﺎ. ﻭﻳﺴﺘﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳌﺒﺘﻠﻮﻥ ﺃﲰﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺼﱪ ﻭﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﺗﻘﻮﻯ ﻋﺰﺍﺋﻤﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﲑ ﻋﻠـﻰ ﻣﻨﻬﺠـﻪ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﺑﺎﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻘﲔ. ﻭﻳﺴﺘﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﺎ ﻳﻌﻴﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﳛﺼﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺍﳌﻌـﺎﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﰲ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﺎ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺳﺦ ﻭﺍﳌﻨﺴﻮﺥ ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨـﺰﻭﻝ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻭﻏﲑﻫـﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ. ﻭﺗﺴﺘﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻷﻣﺔ ﲨﻴﻌﺎﹰ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﺋﻞ ﺍﳊﻤﻴﺪﺓ. ﻭﳍﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ» :ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻦ ﳑﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻻﻋﺘﻨﺎﺀ ﺑﻪ ،ﻭﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺑﺄﻣﺮﻩ ،ﻭﺍﻟﺘﻬﻴﺆ ﻟﻪ ،ﻛﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﳏﻤـﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﺪﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﲰﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﻳﻘﻮﻝ :ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﻐـﺎﺯﻱ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﻗﺪﻱ :ﻭﲰﻌﺖ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﻳﻘـﻮﻝ: ٤ ﲰﻌﺖ ﻋﻤﻲ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ ﻳﻘﻮﻝ :ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﳌﻐﺎﺯﻱ ﻋﻠﻢ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ«).(١ ﻭﻗﺎﻝ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻭﻗﺎﺹ» :ﻛﺎﻥ ﺃﰊ ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ ﻣﻐﺎﺯﻱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻳﻌﺪﻫﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ،ﻭﻳﻘﻮﻝ :ﻫﺬﻩ ﻣﺂﺛﺮ ﺁﺑﺎﺋﻜﻢ ﻓﻼ ﺗﻀﻴﻌﻮﺍ ﺫﻛﺮﻫﺎ«).(٢ ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ» :ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﻐﺎﺯﻱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴـﻮﺭﺓ ﻣـﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ«).(٣ ﻟﻘﺪ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻋﻈﻤﺎﺀ ﻭﻣﻠﻮﻛﺎﹰ ﻭﻗﹸﻮﺍﺩﺍﹰ ،ﻭﺷﻌﺮﺍﺀ ،ﻭﻓﻼﺳﻔﺔ ،ﻓﻤﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﺮﻙ ﺳـﲑﺓ ﻭﺃﺳـﻮﺓ ﻳﺆﺗﺴﻰ ﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ؟ ﻟﻘﺪ ﻃﻮﻯ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀ ﻭﺇﻥ ﺑﻘﻴﺖ ﺑﻌﺾ ﺃﲰﺎﺋﻬﻢ. ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺳﲑ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﺃﺿﺤﻮﻛﺔ ﻟﻠﺒﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻛﻠﻪ. ﻓﺄﻳﻦ ﳕﺮﻭﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻢ} :ﺃﹶﻧﺎ ﺃﹸﺣﻴﹺﻲ ﻭﺃﹸﻣﻴﺖ{؟! )ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ (٢٥٨ :ﻭﺃﻳﻦ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﺷﺄﻧﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ} :ﺃﹶﻧﺎ ﺭﺑﻜﹸﻢ ﺍﻷَﻋﻠﹶﻰ{ )ﺍﻟﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ،(٢٤ :ﻭﻗﺎﻝ} :ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻟﹶﻜﹸﻢ ﻣﻦ ﺇﹺﻟﹶﻪ ﻏﹶﻴﺮﹺﻱ{؟! )ﺍﻟﻘﺼﺺ.(٣٨ : ﺇﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﰲ ﺯﻣﺎﻢ ﻳﺴﺨﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺼﻐﲑ ﻭﺍﻟﻜﺒﲑ ﻭﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﺍﳉﺎﻫﻞ ،ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺩﻟﺴـﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻮﺍﻣﻬﻢ ﰲ ﺯﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﺨﻔﻮﺍ ﻢ ﻓﺄﻃﺎﻋﻮﻫﻢ؛ ﻓﻘﺪ ﺍﻓﺘﻀﺢ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﻌﺪ ﻫﻼﻛﻬـﻢ ،ﻭﺃﺻـﺒﺤﻮﺍ ﳏـﻞ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ. ﺇﻥ ﺳﲑﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﺈﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸـﺮﻙ ﻭﺍﻷﺧـﻼﻕ ﻭﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺇﱃ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﱀ} :ﻳﺎ ﺃﹶﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﹺﻲ ﺇﹺﻧﺎ ﺃﹶﺭﺳﻠﹾﻨﺎ ﻙ ﺷﺎﻫﺪﺍﹰ ﻭﻣﺒﺸﺮﺍﹰ ﻭﻧﺬﻳﺮﹰﺍ ﻭﺩﺍﻋﻴﺎﹰ ﺇﹺﻟﹶﻰ ﺍﷲِ ﺑﹺﺈﹺﺫﹾﻧﹺﻪ ﻭﺳﺮﺍﺟﺎﹰ ﻣﻨﹺﲑﺍﹰ{ )ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ.(٤)(٤٦-٤٥: ﺛﺎﻧﻴﺎﹰ :ﻧﺪﺭﺱ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﻟﻴﺰﺩﺍﺩ ﺇﳝﺎﻧﻨﺎ ﻭﻳﻘﻴﻨﻨﺎ ﺑﺼﺪﻗﻪ ،ﻓﺎﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺠﺰﺍﺗﻪ ﻭﺩﻻﺋﻞ ﻧﺒﻮﺗﻪ ﳑﺎ ﻳﺰﻳـﺪ ﰲ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺍﻟﻴﻘﲔ ﰲ ﺻﺪﻗﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻓﺪﺭﺍﺳﺔ ﺳﲑﺗﻪ ﺍﻟﻌﻄﺮﺓ ﻭﻣﺎ ﺳﻄﺮﺗﻪ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻋﻈﻴﻤﺔ ،ﻭﺣﻴﺎﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻛﺮﳝﺔ ،ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻤﺎﻟﻪ ﻭﺭﻓﻌﺘﻪ ﻭﺻﺪﻗﻪ. ﺛﺎﻟﺜﹰﺎ :ﻭﻟﻴﻨﻐﺮﺱ ﰲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺣﺒﻪ ،ﻓﻤﺎ ﲪﻠﺘﻪ ﺳﲑﺗﻪ ﻣﻦ ﺃﺧﻼﻕ ﻓﺎﺿﻠﺔ ،ﻭﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻛﺮﳝﺔ ،ﻭﺣﺮﺻﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺻﻼﺣﻬﻢ ﻭﺟﻠﺐ ﺍﳋﲑ ﳍﻢ ،ﻭﺑﺬﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣـﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤـﺎﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻮﺭ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ،ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﺮﺻﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻪ ﰲ ﺇﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﻋﻤﺎ ﻳﺸﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻳﻌﻨﺘﻬﺎ ،ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔﹶ ﻗﹶﺎﻟﹶﺖ» :ﺩﺧﻞﹶ ﻋﻠﹶﻲ ﺍﻟﻨﺒﹺﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻮﻣﺎﹰ ﻓﹶﻘﹶﺎﻝﹶ :ﻟﹶﻘﹶﺪ ﺻﻨﻌﺖ ﺍﻟﹾﻴـﻮﻡ ) (١ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ) ،(٢٤٢/٣ﻭﺍﻧﻈﺮ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻭﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺴﺎﻣﻊ ).(١٩٥/٢ ) (٢ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻭﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺴﺎﻣﻊ ).(١٩٥/٢ ) (٣ﺍﳉﺎﻣﻊ ﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻭﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺴﺎﻣﻊ ).(١٩٥/٢ ) (٤ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ،ﺍﶈﺎﺿﺮﺓ ﺍﻷﻭﱃ. ٥ ﺷﻴﺌﺎﹰ ﻭﺩﺩﺕ ﺃﹶﻧﻲ ﻟﹶﻢ ﺃﹶﻓﹾﻌﻠﹾﻪ ،ﺩﺧﻠﹾﺖ ﺍﻟﹾﺒﻴﺖ ﻓﹶﺄﹶﺧﺸﻰ ﺃﹶﻥﹾ ﻳﺠﹺﻲﺀَ ﺍﻟﺮﺟﻞﹸ ﻣﻦ ﺃﹸﻓﹸﻖﹴ ﻣﻦ ﺍﻵﻓﹶﺎﻕﹺ ﻓﹶﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺩﺧﻮﻟﹶﻪ ﻓﹶﻴﺮﺟﹺﻊ ﻭﻓﻲ ﻧﻔﹾﺴِﻪ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀٌ«).(١ ﻭﻻ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻭﺻﻒ ﺍﷲ ﺟﻞﱠ ﻭﻋﻼ ﻟﻪ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ} :ﻟﹶﻘﹶﺪ ﺟﺎﺀَﻛﹸﻢ ﺭﺳﻮﻝﹲ ﻣﻦ ﺃﹶﻧﻔﹸﺴِﻜﹸﻢ ﻋﺰﹺﻳﺰ ﻋﻠﹶﻴﻪ ﻣﺎ ﻋﻨﹺﺘﻢ ﺣﺮﹺﻳﺺ ﻋﻠﹶﻴﻜﹸﻢ ﺑﹺﺎﳌﹸﺆﻣﻨﹺﲔ ﺭﺅﻭﻑ ﺭﺣﻴﻢ) {ﺍﻷﺣـﺰﺍﺏ ،(١٢٨ :ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻭﺍﺻﻔﺎﹰ ﻧﺒﻴﻪ ﺻـﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ} :ﻭﺇﹺﻧﻚ ﻟﹶﻌﻠﹶﻰ ﺧﻠﹸﻖﹴ ﻋﻈﻴﻢﹴ{ )ﺍﻟﻘﻠﻢ ،(٤:ﻭﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻨﺘﻘﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻗـﻂ ،ﻭﻻ ﻓـﺮﺡ ﺃﻭ ﺣـﺰﻥ ،ﺃﻭ ﺿﺤﻚ ﺃﻭ ﻏﻀﺐ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻣﺼﺎﳊﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻗﻂ ،ﺃﻭ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ،ﺑﻞ ﻛﻞ ﺫﻟـﻚ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ. ﺭﺍﺑﻌﺎﹰ :ﻟﻨﻌﺒﺪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺬﻛﺮﻩ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ} :ﺇﹺﻥﱠ ﺍﷲَ ﻭﻣﻼﺋﻜﹶﺘﻪ ﻳﺼﻠﱡﻮﻥﹶ ﻋﻠﹶـﻰ ﺍﻟﻨﺒﹺﻲ ﻳﺎ ﺃﹶﻳﻬﺎ ﺍﻟﱠﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺻﻠﱡﻮﺍ ﻋﻠﹶﻴﻪ ﻭﺳﻠﱢﻤﻮﺍ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎﹰ{ )ﺍﻷﺣـﺰﺍﺏ ،(٥٦:ﻭﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ ﺃﹶﺑﹺﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓﹶ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﹶﻥﱠ ﺭﺳﻮﻝﹶ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﹶﺎﻝﹶ» :ﻣﻦ ﺻﻠﱠﻰ ﻋﻠﹶﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓﹰ ﺻﻠﱠﻰ ﺍﻟﻠﱠـﻪ ﻋﻠﹶﻴـﻪ ﻋﺸﺮﺍ«).(٢ ) (١ﻣﺴﻨﺪ ﺃﲪﺪ )ﺡ.(٢٤٦٧١ ) (٢ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ )ﺡ.(٤٠٨ ٦ ﻣﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻭﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ: ﺃﻭﻻﹰ :ﺃﺎ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻭﻣﺴﺠﻠﺔ ﻭﱂ ﳜﻒ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ ،ﻓﻤﺎ ﺗﺮﻙ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺎﺑـﺎﹰ ﻣـﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺇﻻ ﻭﻗﺪ ﺃﻟﻔﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻣﺆﻟﻔﺎﹰ ﻣﺴﺘﻘﻼﹰ ،ﴰﻞ ﺫﻟﻚ ﺩﻗﺎﺋﻘﻬﺎ ﻭﺟﺰﺋﻴﺎﺎ ﺣﱴ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻌﺎﻳﺸﻪ ﻭﻳﺸﺎﻫﺪﻩ ﲤﺎﻣﺎﹰ ﻟﻮﺿﻮﺣﻬﺎ ﻭﴰﻮﳍﺎ. ﻭﺳﻴﺄﰐ ﺑﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ،ﻭﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﻣﺎ ﺃﻟﻒ ﰲ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﻭﺭﺩﻳﺔ -ﻭﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ -ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻒ ﻛﺘﺎﺏ ،ﻭﻋﺪﺩ ﻣﺎ ﺃﻟﻒ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻒ ﻭﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ﻛﺘﺎﺏ ،ﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ).(١ ﺛﺎﻧﻴﺎﹰ :ﻣﺎ ﲤﻴﺰﺕ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﰲ ﻧﻘﻠﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺣﻈﻴﺖ ﺿﻤﻦ ﻣﺎ ﺣﻈﻴﻪ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺤﻴﺺ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﻭﺍﻟﺘﺜﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﻠﺔ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ،ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺃﺻﺢ ﺳﲑﺓ ﻧﻘﻠـﺖ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻋﻦ ﻧﱯ ﺃﻭ ﻋﻈﻴﻢ. ﺛﺎﻟﺜﺎﹰ :ﺃﻥ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﺎﻣﺔ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﳋﻠﻖ ﻣﻊ ﺧﻠﻮﺩﻫﺎ. ﻓﺴﲑﺗﻪ ﻗﺪﻭﺓ ﻭﺃﺳﻮﺓ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻗﺪ ﺳﺎﻭﺕ ﺑﲔ ﺍﳌﻠﻮﻙ ﻭﺍﻟﺴﻮﻗﺔ ،ﺳﲑﺓ ﻳﻨﺘﻔـﻊ ـﺎ ﺻـﻐﺎﺭ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﻭﻛﺒﺎﺭﻫﻢ ،ﻓﻬﻢ ﰲ ﺩﻳﻦ ﺍﷲ ﺳﻮﺍﺀ ﻗﺪ ﺭﻓﻊ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﳉﻤﻴﻊ. ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﲑ ﻭﺻﻼﺡ ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﺇﻻ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺘﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﻣﺎ ﻣـﻦ ﺷـﺮ ﻭﻓﺴﺎﺩ ﻭﺷﻘﺎﺀ ﻭﻇﻠﻢ ﻭﺟﻮﺭ ﺇﻻ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﳉﻬﻞ ﺎ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﺴﲑﺓ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ. ﻟﻘﺪ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -ﻭﻫﻮ ﺑﻌﺪ ﰲ ﻣﻜﺔ ﻭﳏﺎﺻﺮ ﻓﻴﻬﺎ -ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ} :ﻭﻣﺎ ﺃﹶﺭﺳﻠﹾﻨﺎﻙ ﺇﹺﻻﱠ ﺭﺣﻤﺔﹰ ﻟﻠﻌﺎﻟﹶﻤﲔ) {ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ،(١٠٧:ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﺍﳌﻬﺪﺍﺓ ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﳌﺴﺪﺍﺓ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ ﲨﻴﻌﺎﹰ ،ﺭﲪﺔ ﳍﻢ ﻭﻣﻨﻘﺬﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﻭﺍﻻﳓﻄﺎﻁ ،ﺇﱃ ﺍﻟﺴـﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﳍﺪﺍﻳـﺔ ﻭﺍﻟﻌـﺪﻝ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﺮﻓﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ} :ﻭﻣﺎ ﺃﹶﺭﺳﻠﹾﻨﺎﻙ ﹺﺇﻻﱠ ﻛﹶﺎﻓﹶﺔﹰ ﻟﻠﻨﺎﺱﹺ ﺑﺸﲑﺍﹰ ﻭﻧﺬﻳﺮﹰﺍ{ )ﺳـﺒﺄ،(٢٨: ﻭﻗﺎﻝ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ} :ﺗﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﱠﺬﻱ ﻧﺰﻝﹶ ﺍﻟﻔﹸﺮﻗﹶﺎﻥﹶ ﻋﻠﹶﻰ ﻋﺒﺪﻩ ﻟﻴﻜﹸﻮﻥﹶ ﻟﻠﻌﺎﻟﹶﻤﲔ ﻧﺬﻳﺮﺍﹰ{ )ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ.(١: ﻭﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ» :ﻭﻛﹶﺎﻥﹶ ﺍﻟﻨﺒﹺﻲ ﻳﺒﻌﺚﹸ ﺇﹺﻟﹶﻰ ﻗﹶﻮﻣﻪ ﺧﺎﺻﺔﹰ ﻭﺑﻌﺜﹾﺖ ﺇﹺﻟﹶﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱﹺ ﻛﹶﺎﻓﱠﺔﹰ«).(٢ ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺘﻄﻠﻊ ﺇﱃ ﻣﺜﻞ ﺃﻋﻠﻰ ﺗﻘﺘﺪﻱ ﺑﻪ ،ﻭﻟﻦ ﲡﺪ ﺳﲑﺓ -ﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﻭ ﻧﱯ -ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻏﲑ ﺳﲑﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ. ﺇﻥ ﺃﻱ ﺩﻳﻦ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﻴﺰﺗﲔ :ﺣﻘﻮﻕ ﺍﷲ ،ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺬ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻜﻤﺎﻝ. ) (١ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﶈﺎﺿﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ. ) (٢ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ )ﺡ- (٤٣٨ﻭﺍﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ ،-ﻭﻣﺴﻠﻢ )ﺡ.(٥٢١ ٧ ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻤﲔ :ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺫﻛﺮ ﷲ ﺍﻟﺒﺘﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺒﻮﺫﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ،ﻭﻣﻨـﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺮﺑﻪ؟ ﻭﺑﺄﻱ ﺻﻔﺔ ﻳﺼـﻔﻪ؟ ﻭﺑـﺄﻱ ﺷﻜﻞ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﰲ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ؟ ﺃﻣﺎ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﺎﲝﺚ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻫﻞ ﲡﺪ ﺗﻔﺼﻴﻼﹰ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ، ﻓﻀﻼﹰ ﻋﻦ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺸﺌﻮﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﺗﻔﺤﺺ ﰲ ﺳـﲑ ﲨﻴـﻊ ﺍﻷﻧﺒﻴـﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﻫﻞ ﲡﺪ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻟﺮﻛﻴﺰﺗﲔ ،ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺆﻛﺪ ﺃﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺼﻞ ﺇﱃ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺇﻻ ﰲ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳـﻼﻡ ﻭﺳﲑﺓ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ. ﺍﺳﺄﻝ ﺍﻟﺒﻮﺫﻳﲔ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻋﻦ ﺑﻮﺫﺍ ﻭﻣﺎ ﺃﺧﻼﻗﻪ؟ ﻭﻣﺎ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﻓﻘﻂ؟ ﻓﻠﻦ ﲡﺪ ﺟﻮﺍﺑﺎﹰ. ﻭﺍﺳﺄﻝ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻋﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ؟ ﻭﺍﻟﱵ ﳛﺪﺩﻭﺎ ﺑﺜﻼﺛﲔ ﻋﺎﻣـﺎﹰ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ،ﻭﻛﻴﻒ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺃﻣﻪ ،ﺃﻭ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺭﺑﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺑﻨﻮﺗﻪ ﻟﻪ؟ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﻋﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻈﺎﳌﻮﻥ ﻋﻠﻮﺍﹰ ﻛﺒﲑﺍﹰ ،ﻓﻠﻦ ﲡﺪ ﻋﻨﺪ ﲨﻴﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻱ ﺟﻮﺍﺏ ،ﺑﻞ ﺳﺘﺠﺪ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻩ ﲨﻴﻊ ﻣﻦ ﺗﺴﺄﻟﻪ ﻣﻦ ﻋﺎﱂ ﻭﻏﲑﻩ).(١ ﺭﺍﺑﻌﺎﹰ :ﻛﻤﺎﳍﺎ ﺑﻼ ﻋﻴﺐ ﺃﻭ ﻧﻘﺺ ﺃﻭ ﺿﻌﻒ ﺃﻭ ﺧﻠﻞ ،ﻗﻠﱢﺐ ﺑﺼﺮﻙ ﻭﻋﻘﻠﻚ ﰲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴـﲑﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳـﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻫﻞ ﲦﺖ ﺷﻲﺀ ﺗﻨﺘﻘﺪﻩ ،ﺃﻭ ﻋﻴﺐ ﲡﺪﻩ. ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﱂ ﻳﻘﺾ ﻭﻗﺘﻪ ﺑﲔ ﺃﺣﺒﺎﺑﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ،ﺑﻞ ﻗﻀﻰ ﺃﻏﻠﺐ ﻋﻤﺮﻩ ﺑﲔ ﺃﻟﺪ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ﻭﻫﻢ ﺍﳌﺸﺮﻛﻮﻥ ،ﻭﰲ ﺁﺧﺮ ﻋﻤﺮﻩ ﻛﺎﻥ ﳚﺎﻭﺭﻩ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﳌﻨﺎﻓﻘﻮﻥ ،ﻓﻠـﻢ ﻳﺴـﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﺮﻣـﻮﻩ ﺑﻨﻘﻴﺼﺔ ﰲ ﺃﺧﻼﻗﻪ ﻭﴰﺎﺋﻠﻪ ﻭﺻﺪﻗﻪ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺣﺮﺻﻬﻢ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺭﻣـﺎﻩ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ ﺑﺎﻷﻟﻘﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻭﻋﻴﺮﻭﻩ ﺑﺎﻷﲰﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺔ ،ﺇﻻ ﺃﻢ ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﺣﻮﺍ ﰲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﺧﻼﻗﻪ، ﺃﻭ ﻳﺪﻧﺴﻮﺍ ﻋﺮﺿﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺭﻏﻢ ﺇﻧﻔﺎﻗﻬﻢ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﻭﺇﺯﻫﺎﻗﻬﻢ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﰲ ﻋﺪﺍﺋﻪ ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ} :ﻗﹶﺪ ﻧﻌﻠﹶﻢ ﺇﹺﻧـﻪ ﻟﹶﻴﺤﺰﻧﻚ ﺍﻟﱠﺬﻱ ﻳﻘﹸﻮﻟﹸﻮﻥﹶ ﻓﹶﺈﹺﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻜﹶﺬﱢﺑﻮﻧﻚ ﻭﻟﹶﻜﻦ ﺍﻟﻈﱠﺎﻟﻤﲔ ﺑﹺﺂﻳﺎﺕ ﺍﷲِ ﻳﺠﺤﺪﻭﻥﹶ{ )ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ.(٣٣: ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﰲ ﺻﻌﻮﺩ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺼﻔﺎ ﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻴـﺚ ﻗﺎﻝ» :ﺃﹶﺭﺃﹶﻳﺘ ﹸﻜﻢ ﻟﹶﻮ ﺃﹶﺧﺒﺮﺗﻜﹸﻢ ﺃﹶﻥﱠ ﺧﻴﻼﹰ ﺑﹺﺎﻟﹾﻮﺍﺩﻱ ﺗﺮﹺﻳﺪ ﺃﹶﻥﹾ ﺗﻐﲑ ﻋﻠﹶﻴﻜﹸﻢ ﺃﹶﻛﹸﻨﺘﻢ ﻣﺼﺪﻗﻲ؟ ﻗﹶﺎﻟﹸﻮﺍ :ﻧﻌﻢ ،ﻣﺎ ﺟﺮﺑﻨـﺎ ﻋﻠﹶﻴﻚ ﺇﹺﻻﱠ ﺻﺪﻗﺎﹰ«).(٢ ﻭﻋﻦ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﺑﻦ ﺷﻌﺒﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ» :ﺇﻥ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﱐ ﺃﻣﺸﻲ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﺑﻮ ﺟﻬﻞ ﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺃﺯﻗﺔ ﻣﻜﺔ ،ﺇﺫ ﻟﻘﻴﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ) (١ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﶈﺎﺿﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ. ) (١ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻧﻈﺮ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ).(٣٦٠\٨ ٨ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻷﰊ ﺟﻬﻞ» :ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﳊﻜﻢ ﻫﻠﻢ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ،ﺇﱐ ﺃﺩﻋﻮﻙ ﺇﱃ ﺍﷲ« ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑـﻮ ﺟﻬﻞ :ﻳﺎ ﳏﻤﺪ ،ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﻨﺘﻪ ﻋﻦ ﺳﺐ ﺁﳍﺘﻨﺎ؟ ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﺸﻬﺪ ﺃﻥ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ؟ ﻓﻮﺍﷲ ﻟﻮ ﺃﱐ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺣﻖ ﻣﺎ ﺗﺒﻌﺘﻚ! ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻲ ﻓﻘﺎﻝ :ﻭﺍﷲ ﺇﱐ ﻷﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺣﻖ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑﲏ ﻗﺼﻲ ﻗﺎﻟﻮﺍ :ﻓﻴﻨﺎ ﺍﳊﺠﺎﺑﺔ ،ﻓﻘﻠﻨﺎ :ﻧﻌﻢ ،ﻗﺎﻟﻮﺍ :ﻓﻴﻨﺎ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ،ﻗﻠﻨﺎ :ﻧﻌﻢ ،ﻗـﺎﻟﻮﺍ :ﻓﻴﻨـﺎ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ،ﻗﻠﻨﺎ :ﻧﻌﻢ ،ﻗﺎﻟﻮﺍ :ﻓﻴﻨﺎ ﺍﻟﺴﻘﺎﻳﺔ ،ﻗﻠﻨﺎ :ﻧﻌﻢ ،ﰒ ﺃﻃﻌﻤﻮﺍ ،ﻭﺃﻃﻌﻤﻨﺎ ،ﺣﱴ ﺇﺫﺍ ﲢﺎﻛﹼﺖ ﺍﻟﺮﻛﹶﺐ ﻗﺎﻟﻮﺍ :ﻣﻨﺎ ﻧﱯ! ﻓﻼ ﻭﺍﷲ ﻻ ﺃﻓﻌﻞ«).(١ ﻭﻗﺼﺔ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﳌﻐﲑﺓ ﳌﺎ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻗﺮﻳﺶ ﰲ ﺍﳌﻮﺳﻢ ﻟﻼﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﳜﺘﻠﻘﻮﺎ ﰲ ﺷـﺄﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -ﻛﻤﺎ ﺳﻴﺄﰐ -ﺩﻟﻴﻞ ﺻﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﺻﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﻴﻌﺔ ﰲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﻨﻘﲑ ﻋﻦ ﺃﻱ ﻧﻘﻴﺼﺔ ﺃﻭ ﻋﻴﺐ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﱏ ﳍﻢ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺮﺍﺣﻮﺍ ﳜﺘﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣـﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺣﻴﺎﺀ. ﺟﻞ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻏﲑ ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ﻣﻊ ﺃﻫﻠﻬﻢ ﻭﰲ ﺑﻴﻮﻢ ،ﻭﻻ ﻳﺮﺿـﻮﻥ ﻟﺰﻭﺟـﺎﻢ ﺃﻥ ﲣﱪ ﻋﻦ ﺃﺣﻮﺍﳍﻢ ،ﺑﻞ ﺗﻌﺘﱪ ﺣﻴﺎﻢ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺳﺮﺍﹰ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﺇﻓﺸﺎﺋﻬﺎ ،ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛـﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺮﺿﻮﻥ ﺃﺑﺪﺍﹰ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻊ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﻢ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ. ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻬﻮ ﱂ ﻳﺮﺽ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻨﻪ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻓﺒﻠﻎ ﻋﻨـﻪ ﺃﺯﻭﺍﺟﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺭﺃﻭﻩ ﻣﻨﻪ ،ﺣﱴ ﺇﺎ ﻟﺘﺒﻠﻎ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﲢﺖ ﺍﻟﻠﺤﺎﻑ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ،ﻭﻋﻦ ﻏﺴﻠﻬﺎ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﳉﻨﺎﺑﺔ ،ﺣﱴ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﻌﺮﻑ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﺍﳌﻼﺻﻖ ﻟـﻪ ﻭﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﻣﻌﻪ! ﺧﺎﻣﺴﺎﹰ :ﴰﻮﳍﺎ ﳉﻤﻴﻊ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻓﻴﻬﺎ. ﻟﻘﺪ ﻋﺎﺵ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﲔ ﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﻭﺗﺰﻭﺝ ﺑﺘﺴﻊ ﻧﺴﻮﺓ ،ﻭﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻣﻨـﻬﻢ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ،ﻭﻗﺎﻝ» :ﺑﻠﻐﻮﺍ ﻋﲏ ﻭﻟﻮ ﺁﻳﺔ«) (٢ﻭﻗﺎﻝ» :ﻧﻀﺮ ﺍﷲ ﺍﻣﺮﺀﺍﹰ ﲰﻊ ﻣﻨﺎ ﺷﻴﺌﺎﹰ ﻓﺒﻠﻐﻪ ﻛﻤﺎ ﲰﻌﻪ ،ﻓﺮﺏ ﻣﺒﻠـﻎ ﺃﻭﻋﻰ ﻣﻦ ﺳﺎﻣﻊ«) (٣ﻭﻣﺎ ﺳﺎﻓﺮ ﻭﺣﺪﻩ ﻗﻂ ،ﻭﻻ ﺍﻋﺘﺰﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺃﺑﺪﺍﹰ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻀﺎﻓﺮ ﺍﻟﺼـﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻋﻨﻪ ،ﺑﻞ ﺗﻔﺮﻍ ﻋﺪﺩ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻠﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻪ ﻛﺄﻫﻞ ﺍﻟﺼﻔﺔ. ) (١ﺭﻭﺍﻩ ﻳﻮﻧﺲ ﺑـﻦ ﺑﻜـﲑ ﰲ ﺯﻭﺍﺋـﺪﻩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺴـﲑ ﻭﺍﳌﻐـﺎﺯﻱ ﻻﺑـﻦ ﺇﺳـﺤﺎﻕ )ﺹ ،(٢١٠:ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘـﻲ ﰲ ﺩﻻﺋـﻞ ﺍﻟﻨﺒـﻮﺓ ) ،(٢٠٧/٢ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ )ﺹ :(٩٣:ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺣﺴﻦ . ) (٢ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ )ﺡ.(٣٤٦١ ) (٣ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ )ﺡ ،(٢٦٥٧ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ )ﺡ ،(٣٦٦٠ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟـﺔ )ﺡ ،(٣٠٥٦ ،٢٣٦ ٢٣٢ ،٢٣١ ،٢٣٠ﻭﺃﲪـﺪ )ﺡ،٤١٤٦ ،(٦٢٩٣٧ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻲ )ﺡ.(٢٢٨ ٩ ﻟﻘﺪ ﻭﺻﻔﻮﻩ ﰲ ﻗﻴﺎﻣﻪ ﻭﺟﻠﻮﺳﻪ ،ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻨﺎﻡ ،ﻭﻫﻴﺌﺘﻪ ﰲ ﺿـﺤﻜﻪ ﻭﺍﺑﺘﺴـﺎﻣﺘﻪ ،ﻭﻛﻴـﻒ ﺍﻏﺘﺴـﺎﻟﻪ ﻭﻭﺿﻮﺅﻩ ،ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺸﺮﺏ ﻭﻳﺄﻛﻞ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺠﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ،ﻭﻭﺻﻔﻮﺍ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﻛﺄﻧﻚ ﺗﺮﺍﻩ ،ﺣﱴ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﰲ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﳊﻴﺘﻪ ،ﻭﶈﺔ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﺋﻞ ﲡﺪ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﺸﻤﻮﻝ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﰲ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻭﺍﻟﻨﻘﻞ).(١ ﺳﺎﺩﺳﺎﹰ :ﺃﺎ ﺑﻌﻤﻮﻣﻬﺎ ﱂ ﺗﺘﻌﺪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﺃﻱ ﺃﺎ ﱂ ﺗﺘﻜﺊ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻮﺍﺭﻕ ،ﺃﻭ ﻗﺎﻣﺖ ﻓﺼﻮﳍﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮ. ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ،ﻭﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺎ ،ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ. ) (١ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ،ﺍﶈﺎﺿﺮﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻨﺪﻭﻱ. ١٠ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ: ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺻﻠﻴﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺗﻜﻤﻴﻠﻴﺔ. ﻓﻤﻦ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ :ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ،ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﲑﺓ ،ﻭﺍﳌﻐـﺎﺯﻱ ،ﻭﺍﻟـﺪﻻﺋﻞ، ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﺋﻞ ،ﻭﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﺧﺮﻯ. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ :ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ ،ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻷﺩﺏ ،ﻭﺩﻭﺍﻭﻳﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ،ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻷﻧﺴﺎﺏ ،ﻭﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻟﺮﺟـﺎﻝ، ﻭﻛﺘﺐ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺎ. ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ: -١ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ :ﻭﻳﺘﻀﻤﻦ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،ﻭﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴـﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻸﻣﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺮﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﻭﺍﻟﻐﺰﻭﺍﺕ ﻭﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﻮﻗـﻒ ﺍﳌﻨﺎﻓﻘﲔ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ،ﻭﺗﻌﺘﱪ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻣﻮﺿﺤﺔ ﻭﺷـﺎﺭﺣﺔ ﻭﻣﺒﻴﻨﺔ ﻟﻶﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ).(١ -٢ﻛﺘﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ :ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﰲ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻧﻘﻠﺖ ﻟﻨﺎ ﺑﺄﺻﺢ ﺍﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﻛـﺜﲑﺍﹰ ﻣﻦ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﻭﻣﻐﺎﺯﻱ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﻭﺻﻔﺎﹰ ﺩﻗﻴﻘﺎﹰ ﳊﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼـﻴﺔ ﻭﺳـﲑﺗﻪ ﻣـﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺑﻴﺎﻥ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ. -٣ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ :ﻭﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﻭﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻭﻣﻦ ﺃﻗﺪﻡ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻳﺎﰊ )ﺕ٢١٢ﻫـ( ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ« ،ﰒ ﺍﳌﺪﺍﺋﲏ )ﺕ٢٢٥ﻫـ( ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﺁﻳـﺎﺕ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ «...ﺍﱁ. -٤ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺸﻤﺎﺋﻞ :ﻭﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﲔ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﳋﻠﻘﻴـﺔ ﻭﺍﳋﻠﻘﻴـﺔ، ﻭﺃﻗﺪﻡ ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺒﺨﺘﺮﻱ ﻭﻫﺐ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ ﺍﻷﺳﺪﻱ )ﺕ٢٠٠ﻫـ( ﰲ ﻣﺆﻟﻔﻪ »ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ« ،ﻭﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺸﻤﺎﺋﻞ »ﺍﻟﺸﻤﺎﺋﻞ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ« ﻟﻠﺘﺮﻣﺬﻱ. -٥ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﲑﺓ :ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﲎ ﺍﳌﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﰲ ﻭﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﳑﺎ ﻳﻀﻔﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣـﻞ ﰲ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﰲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﻞ ،ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﲑﺓ ،ﻣﻨﻬﻢ :ﺍﺑﻦ ﻋﺒـﺎﺱ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ،ﻭﺍﻟﱪﺍﺀ ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﲨﻌﲔ. ﻭﻛﺘﺒﺖ ﺑﻌﺾ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﺘﻮﺍﻓﺮﻭﻥ ﻣﻘﺮﻭﻥ ﳍﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻣﻦ ﻫـﺆﻻﺀ: ﺃﺑﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ )ﺕ١٠٥-١٠١ﻫـ( ﻭﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ )ﺕ٩٤ﻫـ( ،ﻭﺍﻟﺸﻌﱯ )ﺕ١٠٣ﻫـ(. ) (١ﺭﺍﺟﻊ ﻓﻬﺮﺱ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺻﻮﺭ ﻣﻘﺘﺒﺴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﶈﻤﺪ ﻋﺰﺓ ﺩﺭﻭﺯﺓ. ١١ ﻭﳑﻦ ﺍﻫﺘﻢ ﺑﺎﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ )ﺕ١٢٤ﻫـ( ﻓﻘﺪ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﻋﻦ ﲨﻊ ﻣﻦ ﺻﺤﺎﺑﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻋﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ. ﻭﻣﻦ ﺃﻭﺛﻖ ﻛﺘﺐ ﺍﳌﻐﺎﺯﻱ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻘﺒﺔ )ﺕ١٤٠ﻫـ( ،ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﲔ »ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻮﺳـﻰ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ ﻣﻦ ﺃﺻﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ« ،ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ» :ﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﳌﻐﺎﺯﻱ ﺃﺻﺢ ﻣﻦ ﻛﺘـﺎﺏ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻘﺒﺔ ﻣﻊ ﺻﻐﺮﻩ ﻭﺧﻠﻮﻩ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﰲ ﻛﺘﺐ ﻏﲑﻩ«. ﻭﳑﻦ ﺃﻟﻒ ﰲ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺃﺑﻮ ﺍﳌﻌﺘﻤﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻃﺮﺧﺎﻥ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ )ﺕ١٤٣ﻫـ( ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﺜﻘـﺎﺕ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﺍﻫﺎ ﻋﻨﻪ ﺍﺑﻨﻪ ﻣﻌﺘﻤﺮ ،ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺧﲑ ﺍﻷﺷﺒﻴﻠﻲ ﰲ »ﻓﻬﺮﺳﺘﻪ« )ﺹ،(٢٣١: ﻭﻧﻘﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﺍﻟﺴﻬﻴﻠﻲ ،ﻭﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ،ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻭﻏﲑﻫﻢ. ﻭﳑﻦ ﻋﻼ ﺻﻴﺘﻪ ﻭﺍﺷﺘﻬﺮ ﰲ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺣﱴ ﻧﺴﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ :ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ )ﺕ١٥١ﻫـ( ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ ،ﻭﻫﻮ ﺇﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ،ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﺼﺮﻫﺎ ﺍﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ )ﺕ٢١٨ﻫـ( ﻭﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺑﻘﻴﺖ ﰲ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﺍﻵﻥ ،ﺣﻴﺚ ﺣﺬﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻖ ﻟﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﲑﺓ ،ﻭﺣﺬﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ،ﻭﻣﺎ ﻻ ﻳﺼﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸـﻌﺮ، ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ ،ﰒ ﺷﺮﺣﻬﺎ ﺍﻟﺴﻬﻴﻠﻲ )ﺕ٥١٨ﻫـ(. ﻭﻣﻦ ﻛﹸﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﺪﻱ )ﺕ٢٠٧ﻫـ( ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ،ﻓﻘﺪ ﺍﻫﺘﻢ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺍﳌﻐـﺎﺯﻱ ﻭﺳﺄﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ،ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻊ ﺳﻌﺔ ﻋﻠﻤـﻪ ﻭﺷـﻬﺮﺗﻪ ﻭﺍﻃﻼﻋـﻪ ﻭﲣﺼﺼﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﺮﻭﻙ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ. ﻭﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﲑﺓ» :ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﺛﺮ ﰲ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﳌﻐﺎﺯﻱ ﻭﺍﻟﺴﲑ« ﻻﺑﻦ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ )ﺕ٧٣٤ﻫـ( ﻭ»ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ« ﻟﻠﺬﻫﱯ )ﺕ٧٤٨ﻫـ( ،ﻭﻣﻨﻬﺎ»:ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ« ﻻﺑﻦ ﻛﺜﲑ )ﺕ٧٧٤ﻫـ(. ﻭﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺴﲑﺓ :ﻛﺘﺐ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺴﲑﺓ ،ﻭﺃﻗﺪﻡ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﰲ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻷﺻﺒﻬﺎﱐ )ﺕ٤٣٠ﻫـ( ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﺍﳍﺪﻱ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ« ،ﻭﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺍﳌﺴﺘﻐﻔﺮﻱ )ﺕ٤٣٢ﻫـ( ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﺍﳍﺪﻱ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ«) ،(١ﻭ»ﺯﺍﺩ ﺍﳌﻌﺎﺩ ﰲ ﻫﺪﻱ ﺧﲑ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ« ﻻﺑﻦ ﻗﻴﻢ ﺍﳉﻮﺯﻳﺔ )ﺕ٧٥١ﻫـ(. ﻭﻛﻤﺎ ﺍﻫﺘﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﰲ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﲨﻠﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﻢ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﰲ ﺟﺰﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﻣﺜﻞ: »ﺗﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻟﺴﺒﻞ ﺍﻟﱵ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻓﻴﻬـﺎ« ﳊﻤـﺎﺩ ﺑـﻦ ﺇﺳـﺤﺎﻕ ﺑـﻦ ﺇﲰﺎﻋﻴـﻞ )ﺕ٢٦٧ﻫـ( ،ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺃﻛﺮﻡ ﺿﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﺮﻱ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ )ﻋـﺎﻡ١٤٠٤ﻫــ( ،ﻭ»ﺍﳌﺼـﺒﺎﺡ ﺍﳌﻀﻲﺀ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﻷﻣﻲ ﻭﺭﺳﻠﻪ ﺇﱃ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﻋﺮﰊ ﻭﻋﺠﻤﻲ« ﶈﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑـﻦ ﺣﺪﻳﺪﺓ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ )ﺕ٧٨٣ﻫـ( ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ )ﻋﺎﻡ١٣٩٦ﻫـ( ،ﻭﻛﺘﺎﺏ »ﺍﻟﻔﺨﺮ ﺍﳌﺘﻮﺍﱄ ﻓﻴﻤﻦ ﺍﻧﺘﺴﺐ ) (١ﺫﻛﺮﳘﺎ ﺍﻟﺴﺨﺎﻭﻱ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﻴﺦ )ﺹ.(٥٢٧: ١٢ ﻟﻠﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﳋﺪﻡ ﻭﺍﳌﻮﺍﱄ« ﶈﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﺨﺎﻭﻱ )ﺕ٩٠٢ﻫـ( ﺑﺘﺤﻘﻴـﻖ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﺣﺴﻦ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ )ﻋﺎﻡ١٤٠٧ﻫـ(. ﺍﳌﻮﺳﻮﻋﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺴﲑﺓ: ﻭﺃﻗﺪﻡ ﻛﺘﺎﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﻫﻮ »ﺳﺒﻞ ﺍﳍﺪﻯ ﻭﺍﻟﺮﺷﺎﺩ ﰲ ﺳﲑﺓ ﺧﲑ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ« ﶈﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺪﻣﺸـﻘﻲ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ )ﺕ٩٤٢ﻫـ( ﺍﻧﺘﺨﺒﻬﺎ ﻣﻦ ٣٠٠ﻛﺘﺎﺏ. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ :ﻛﺘﺎﺏ »ﺍﳉﺎﻣﻊ ﰲ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ« ﺗﺄﻟﻴﻒ ﲰﲑﺓ ﺍﻟﺰﺍﻳﺪ ،ﻭﻗﺪ ﲨﻌﺖ ﺍﳌﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻢ ،ﻭﻗﺪ ﺟﻌﻠﺖ ﳍﺎ ﻣﻨﻬﺠﺎﹰ ﻭﻫﻮ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﻭﲣـﺮﻳﺞ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﱂ ﲡﺪ ﻟﻪ ﰲ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺭﻭﺍﻳﺔ ،ﻭﱂ ﺘﻢ ﺑﺎﳊﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻭﺗﺘﺒﻊ ﲣﺮﳚﻬﺎ. ﺍﻟﻨﻈﻢ ﰲ ﺍﻟﺴﲑﺓ :ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻨﻈﻢ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﻭﻭﻗﺎﺋﻌﻬﺎ ﺣﱴ ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻭﳑﻦ ﺍﻋـﺘﲎ ﺑﻨﻈﻢ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ )ﺕ٨٠٦ﻫـ( ﻭﻗﺪ ﻃﺒﻊ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻊ ﺷﺮﺣﻪ »ﺍﻟﻌﺠﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ« ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺮﺅﻭﻑ ﺍﳌﻨﺎﻭﻱ )ﺕ١٠٣١ﻫـ(. ﺃﻭﺿﺢ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﺣﺘﻮﺕ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻣﻌﺘﱪﺍﹰ ﻭﻣﺎ ﻛـﺎﻥ ﻏـﲑ ﻣﻌﺘـﱪ، ﻭﺟﺮﻯ ﰲ ﻧﻈﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﻢ ﰲ ﻋﺪﻡ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ؛ ﻟﻜﻦ ﺇﻥ ﻭﺭﺩﺕ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻧﺒﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻭﻗﺪ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﻭﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﱃ ﺧﻴﻤﺔ ﺃﻡ ﻣﻌﺒﺪ ﺷﺮﻉ ﰲ ﺫﻛﺮ ﴰﺎﺋﻠﻪ ﻭﺧﺼﺎﺋﺼﻪ ﰒ ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺫﻛﺮ ﻣﻐﺎﺯﻳﻪ ،ﻭﺧﺘﻤﻬﺎ ﺑﺬﻛﺮ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ﻭﺃﺯﻭﺍﺟـﻪ ﻭﻣﻮﺍﻟﻴﻪ ﻭﺣﺮﺍﺳﻪ ﻭﺧﺪﻣﻪ. ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﰲ ﺃﻟﻔﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﲑﺓ. ﲤﻴﺰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭﻭﺿﻮﺣﻬﺎ ﻭﺍﺷﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﲨﻠﺔ ،ﻣﻊ ﺇﺷﺎﺭﺗﻪ ﺇﱃ ﺑﻌـﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎﹰ. ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻏﲑ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﻓﺘﺄﰐ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﰲ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎ :ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﻫﻲ ﳏﻞ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻭﳍﺬﺍ ﲡﺪ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﻭﺃﺣﺪﺍﺛﺎﹰ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺎ ﻭﲞﺎﺻـﺔ ﺍﻟﻜﺘـﺐ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ. ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻢ :ﻭﲞﺎﺻﺔ ﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﺜﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﱪ ،ﻭﺃﺳﺪ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻻﺑﻦ ﺍﻷﺛﲑ ،ﻭﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﻻﺑﻦ ﺣﺠﺮ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻏﻨﻴﺔ ﺟﺪﺍ ﺑﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﻭﺃﺣﺪﺍﺛﻬﺎ ﻭﺫﻛـﺮ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﰲ ﺍﳌﻐﺎﺯﻱ ﻭﺍﻟﺴﺮﺍﻳﺎ ﻭﺍﻟﺒﻌﻮﺙ. ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻷﺩﺏ ﳌﺎ ﲢﺘﻮﻳﻪ ﻣﻦ ﻭﺻﻒ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. ١٣ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﰲ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﻟﻠﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺫﻛﺮﻫﺎ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ،ﻭﻗﺪ ﺗﺸﲑ ﺃﺣﻴﺎﻧـﺎﹰ ﺇﱃ ﻣـﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ...ﺍﱁ. ﻭﳔﻠﺺ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﰲ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﴰﻞ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: -١ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ. -٢ﻛﺘﺐ ﺍﳌﻐﺎﺯﻱ. -٣ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﻭﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ. -٤ﺍﻟﺸﻤﺎﺋﻞ. -٥ﺍﳋﺼﺎﺋﺺ. -٦ﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺍﺕ. -٧ﺍﳌﻮﺳﻮﻋﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﺴﲑﺓ. -٨ﺟﺰﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﲑﺓ. -٨ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺴﲑﺓ. -٩ﳐﺘﺼﺮﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﺴﲑﺓ. -١٠ﺍﻟﻨﻈﻢ ﰲ ﺍﻟﺴﲑﺓ. ١٤ ﶈﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ: ﻟﻜﻲ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺬﻟﻪ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﰲ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻭﺍﳌﺸﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﻻﻗﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺻﺮﻳﻪ ،ﻭﻋﻠﻰ ﳒﺎﺣﻪ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﰲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻮﺭ ،ﻭﻛﻴـﻒ ﻭﺟـﻪ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﺪﻻﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺇﱃ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﳊﻨﻴﻒ ،ﻭﻟﻜﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﺣﺎﺟـﺔ ﺍﻟﺒﺸـﺮﻳﺔ ﺇﱃ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﻓﻀﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ. ﻭﺃﻣﺮ ﺁﺧﺮ ﻭﻫﻮ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﳊﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﻠﺔ ﰲ ﺍﳌﻨـﻊ ﺃﻭ ﺍﻹﺑﺎﺣـﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﺝ ﰲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ. ﻟﻜﻲ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻠﻢ ﺑﺸﻲﺀ ﳑﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺇﺑﺎﻥ ﺑﻌﺜﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﰲ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﻣﺘﺸﻌﺐ ﻭﻟﻪ ﻛﺘﺒﻪ ﻭﻣﺮﺍﺟﻌﻪ ،ﻭﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻟﻔﻆ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﺴﻌﺔ ﻓﻘﻂ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﲬﺴﻤﺎﺋﺔ ﻣﺮﺓ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻧﺬﻛﺮ ﶈﺎﺕ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﱂ ﻣﻦ ﺣﻴـﺎﺓ ﺗﻠـﻚ ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﻭﺗﺎﺭﳜﻬﺎ: ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ: ﻧﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﺍﳉﻬﻞ :ﻧﻘﻴﺾ ﺍﻟﻌﻠﻢ ،ﻭﺍﺳﺘﺠﻬﻠﻪ ﻋﺪﻩ ﺟﺎﻫﻼﹰ ﻭﺍﺳﺘﺨﻒ ﺑﻪ ،ﻭﺍﳉﻬـﻞ ﺍﻟﺴـﻔﻪ ﻭﺍﻟﻐﻀـﺐ ﻭﺍﻟﻨـﺰﻕ ،ﻭﰲ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻛﻠﺜﻮﻡ: ﻓﻨﺠﻬﻞ ﻓﻮﻕ ﺟﻬﻞ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﻨﺎ ﺃﻻ ﻻ ﳚﻬﻠﻦ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻱ ﻳﺘﺴﺎﻓﻪ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻭ ﻳﻄﻴﺶ ﺃﻭ ﻳﻈﻠﻢ).(١ ﻭﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﲰﺎﹰ ﻟﻠﺤﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻛﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻷﰊ ﺫﺭ» :ﺇﻧﻚ ﺍﻣﺮﺅ ﻓﻴﻚ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ«).(٢ ﻭﻗﻮﻝ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ» :ﺇﱐ ﻧﺬﺭﺕ ﻧﺬﺭﺍﹰ ﰲ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ«).(٣ ﻭﻗﻮﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ» :ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﰲ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ«).(٤ ﻓﺈﻥ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺍﻷﺻﻞ ﺻﻔﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺣﱴ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﲰـﺎﹰ ﻭﻣﻌﻨﺎﻫـﺎ ) (١ﺍﻧﻈﺮ :ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ) ،(١٢٩/١١ﻭﺍﻟﻘﺎﻣﻮﺱ ﺍﶈﻴﻂ )ﺹ.(١٢٦٧: ) (٢ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﰲ ﺍﻹﳝﺎﻥ -ﺑﺎﺏ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ )ﺡ ،(٣٠ﻭﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﺍﻹﳝﺎﻥ )ﺡ.(١٦٦١ ) (٣ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﰲ ﺍﻻﻋﺘﻜﺎﻑ )ﺡ ،(٢٠٣٣ﻭﻣﺴﻠﻢ )ﺡ.(١٦٥٦ ) (٤ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﰲ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ )ﺡ.(٥٥٢١ ١٥ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻣﻌﲎ ﺍﳌﺼﺪﺭ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﲰﺎﹰ ﻟﺬﻱ ﺍﳊﺎﻝ ﻓﺘﻘﻮﻝ :ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﻭﺷﺎﻋﺮ ﺟﺎﻫﻠﻲ ،ﻧﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﺍﳉﻬﻞ ﻭﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﱂ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﳊﻖ ﺟﺎﻫﻞ ﺟﻬﻼﹰ ﺑﺴﻴﻄﺎﹰ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺧﻼﻓﻪ ﻓﻬﻮ ﺟﺎﻫﻞ ﺟﻬﻼﹰ ﻣﺮﻛﺒﹰﺎ ،ﻓـﺈﻥ ﻗـﺎﻝ ﺧﻼﻑ ﺍﳊﻖ ﻋﺎﳌﺎﹰ ﺑﺎﳊﻖ ﺃﻭ ﻏﲑ ﻋﺎﱂ ﻓﻬﻮ ﺟﺎﻫﻞ ﺃﻳﻀﺎﹰ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ} :ﻭﺇﹺﺫﹶﺍ ﺧﺎﻃﹶﺒﻬﻢ ﺍﳉﹶﺎﻫﻠﹸﻮﻥﹶ ﻗﹶﺎﻟﹸﻮﺍ ﺳﻼﻣﺎﹰ{ )ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ ،(٦٣:ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﲞﻼﻑ ﺍﳊﻖ ﻓﻬﻮ ﺟﺎﻫﻞ ﻭﺇﻥ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﳐﺎﻟﻒ ﻟﻠﺤﻖ ﻛﻤﺎ ﻗـﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ} :ﺇﹺﻧﻤﺎ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔﹸ ﻋﻠﹶﻰ ﺍﷲِ ﻟﻠﱠﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﹸﻮﻥﹶ ﺍﻟﺴﻮﺀَ ﺑﹺﺠﻬﺎﻟﹶﺔ ﺛﹸﻢ ﻳﺘﻮﺑﻮﻥﹶ ﻣﻦ ﻗﹶﺮﹺﻳﺐﹴ{ )ﺍﻟﻨﺴـﺎﺀ(١٧: ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ» :ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺳﻮﺀﺍﹰ ﻓﻬﻮ ﺟﺎﻫﻞ ﻭﺇﻥ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﳐﺎﻟﻒ ﻟﻠﺤﻖ«. ﻭﺳﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺮﺍﺳﺦ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﳝﺘﻨﻊ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻌﻪ ﻣﺎ ﳜﺎﻟﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ،ﻓﻤﱴ ﺻﺪﺭ ﺧﻼﻓﻪ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻏﻔﻠﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻋﻨﻪ ﺃﻭ ﺿﻌﻔﻪ ﰲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﲟﻘﺎﻭﻣﺔ ﻣﺎ ﻳﻌﺎﺭﺿﻪ ،ﻭﺗﻠﻚ ﺃﺣـﻮﺍﻝ ﺗﻨـﺎﻗﺾ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺘﺼﲑ ﺟﻬﻼﹰ ﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ،ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﰲ ﻣﺴﻤﻰ ﺍﻹﳝﺎﻥ ﺣﻘﻴﻘـﺔ ﻻ ﳎﺎﺯ. ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺒﲔ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﻗﺒﻞ ﻣﺒﻌﺚ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﰲ ﺣﺎﻝ ﺟﺎﻫﻠﻴـﺔ ﺟﻬـﻼﹰ ﻣﻨﺴـﻮﺑﺎﹰ ﺇﱃ ﺍﳉﺎﻫﻞ ،ﻓﺈﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺇﳕﺎ ﺃﺣﺪﺛﻪ ﳍﻢ ﺟﺎﻫﻞ ﻭﺇﳕﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺟﺎﻫﻞ ،ﻭﺗﻠﻚ ﻛﺎﻧـﺖ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﻓﻤﻄﻠﻖ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﻣﺼﺮ ﺩﻭﻥ ﻣﺼﺮ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﰲ ﺷﺨﺺ ﺩﻭﻥ ﺁﺧﺮ ،ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ» :ﻻ ﻳﺰﺍﻝﹸ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﹸﻣﺘﻲ ﻇﹶﺎﻫﺮﹺﻳﻦ ﺣﺘـﻰ ﻳﺄﹾﺗﻴﻬﻢ ﺃﹶﻣﺮ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻭﻫﻢ ﻇﹶﺎﻫﺮﻭﻥﹶ«).(١ ) (١ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ )ﺡ ،(٣٦٤٠ﻭﻣﺴﻠﻢ )ﺡ.(١٩٢٠ﺍﻧﻈﺮ :ﺑﻠﻮﻍ ﺍﻷﺭﺏ ).(١٧ -١٥/١ ١٦ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ: ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﺟﻬﻼﺀ ﻭﺿﻼﻟﺔ ﻋﻤﻴﺎﺀ ،ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻻﻧﺘﺤـﺎﻝ ﺍﳌـﺒﻄﻠﲔ ﻭﲢﺮﻳﻒ ﺍﻟﻐﺎﻟﲔ ،ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﻟﻠﻌﺎﺑﺜﲔ ﻭﺍﳌﺘﻼﻋﺒﲔ ،ﺍﺳﺘﺒﺪﻟﺖ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ﺑﺎﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﺍﻟﻐﺎﺭﻗﺔ، ﻭﺍﻻﺟﺘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻐﲑ ﺣﻖ ،ﻭﺍﻟﺘﻄﺎﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻹﻻﻫﻴﺔ ،ﻭﺍﺭﺗﻔﻊ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺃﻫـﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺑﲔ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﰲ ﻋﺒﺎﺩﺍﻢ ﻭﺣﻴﺎﻢ ﻓﺎﺧﺘﻔﻰ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺳﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻛﺎﻡ ﺍﳍﺎﺋـﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﺒﺪﻳﻞ ﰲ ﻛﻼﻡ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ} :ﺍﺗﺨﺬﹸﻭﺍ ﺃﹶﺣﺒﺎﺭﻫﻢ ﻭﺭﻫﺒﺎﻧﻬﻢ ﺃﹶﺭﺑﺎﺑﺎﹰ ﻣ ﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲِ ﻭﺍﳌﹶﺴِﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ) {ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ،(٣١:ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﰲ ﻭﺻﻒ ﺣﻴﺎﻢ ﻭﺗﻌﺪﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻣـﺎﺕ ﺍﷲ: }ﻗﹶﺎﺗﻠﹸﻮﺍ ﺍﻟﱠﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥﹶ ﺑﹺﺎﷲِ ﻭﻻ ﺑﹺﺎﻟﻴﻮﻡﹺ ﺍﻵﺧﺮﹺ ﻭﻻ ﻳﺤﺮﻣﻮﻥﹶ ﻣﺎ ﺣﺮﻡ ﺍﷲُ ﻭﺭﺳﻮﻟﹸﻪ ﻭﻻ ﻳﺪﻳﻨﻮﻥﹶ ﺩﻳﻦ ﺍﳊﹶـﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﱠﺬﻳﻦ ﺃﹸﻭﺗﻮﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻄﹸﻮﺍ ﺍﳉﺰﻳﺔﹶ ﻋﻦ ﻳﺪ ﻭﻫﻢ ﺻﺎﻏﺮﻭﻥﹶ{ )ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ،(٢٩:ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﰲ ﺑﻴـﺎﻥ ﷲ ﻭﺃﹶﻳﻤﺎﻧﹺﻬﹺﻢ ﺛﹶﻤﻨﺎﹰ ﻗﹶﻠﻴﻼﹰ ﻓﹶﺼﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﺳﺒﹺﻴﻞﹺ ﺍﷲِ{ ﲢﺮﻳﻔﻬﻢ ﻟﻜﻼﻡ ﺍﷲ ﻭﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻟﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ} :ﺍﺷﺘﺮﻭﺍ ﺑﹺﺂﻳﺎﺕ ﺍ ِ )ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ،(٩:ﻭﻭﺻﻒ ﺍﷲ ﺷﺮﻙ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻛﻔﺮﻫﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ} :ﻭﻗﹶﺎﻟﹶﺖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻋﺰﻳﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﷲِ ﻭﻗﹶﺎﻟﹶﺖ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﳌﹶﺴِﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﺍﷲِ{ )ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ.(٣٠: ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻮﺳﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﻌﺎﺑﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﳍﺎ ﳛﺠﻮﻥ ،ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﻳﻨﺬﺭﻭﻥ ،ﻫﻲ ﻣﻌﺒﻮﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ،ﰒ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﺈﻻﻫﲔ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ. ﻭﻗﻞ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﻟﺒﻮﺫﻳﺔ ﺍﳌﻨﺘﺸﺮﺓ ﰲ ﺍﳍﻨﺪ ﻭﺁﺳﻴﺎ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ،ﻭﺍﻟﱪﳘﻴﺔ ﺩﻳﻦ ﺍﳍﻨﺪ ﺍﻷﺻﻠﻲ. ﻟﻘﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﰲ ﻗﺮﻥ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺃﻭﺟﻬﺎ ﺣﱴ ﻗﻴﻞ ﺇﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﳌﻌﺒﻮﺩﺍﺕ ﻭﺍﻵﳍﺔ ﻳﺼﻞ ﺇﱃ ) (٣٣٠ﻣﻠﻴﻮﻥ. ﻭﺃﻃﺒﻘﺖ ﻇﻠﻤﺔ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺍﶈﻴﻂ ﺇﱃ ﺍﶈﻴﻂ. ﺭﻭﻯ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﹾﻤﻘﹾﺪﺍﺩ ﺑﻦﹺ ﺍﻷَﺳﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ» :ﻭﺍﻟﻠﱠﻪ ﻟﹶﻘﹶﺪ ﺑﻌﺚﹶ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺍﻟﻨﺒﹺﻲ ﺻـﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﹶﻰ ﺃﹶﺷﺪ ﺣﺎﻝﹴ ﺑﻌﺚﹶ ﻋﻠﹶﻴﻬﺎ ﻧﺒﹺﻲ ﻣﻦ ﺍﻷَﻧﺒﹺﻴﺎﺀِ ﻓﻲ ﻓﹶﺘﺮﺓ ﻭﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ،ﻣﺎ ﻳﺮﻭﻥﹶ ﺃﹶﻥﱠ ﺩﻳﻨﹰﺎ ﺃﹶﻓﹾﻀـﻞﹸ ﻣـﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷَﻭﺛﹶﺎﻥ ،ﻓﹶﺠﺎﺀَ ﺑﹺﻔﹸﺮﻗﹶﺎﻥ ﻓﹶﺮﻕ ﺑﹺﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﹾﺤﻖ ﻭﺍﻟﹾﺒﺎﻃﻞﹺ ،ﻭﻓﹶﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﹾﻮﺍﻟﺪ ﻭﻭﻟﹶﺪﻩ.(١)« ) (١ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﳌﺴﻨﺪ )ﺡ.(٢٣٢٩٨ ١٧ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ: ﺗﺒﻌﺎﹰ ﻟﻼﳓﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﻘﺪﻱ ﻭﲢﺮﻳﻒ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺿﻠﺖ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺣﻴﺎﺎ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺑـﲔ ﲨﻴﻊ ﻃﺒﻘﺎﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺣﻀﺎﺭﺍﺎ ﻭﺃﺩﻳﺎﺎ ﻭﺑﻠﺪﺍﺎ ،ﻭﺳﺄﺫﻛﺮ ﳕﺎﺫﺝ ﻭﻣﻘﺘﻄﻔﺎﺕ ﺗﺼﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﳓﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ«. ﺃﻭﻻﹰ :ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ: ﻟﻘﺪ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺗﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﱵ ﺃﺛﻘﻠﺖ ﻛﻮﺍﻫﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌﻴﺶ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﳊﺎﻛﻤﺔ ﻭﻣﻦ ﻳﺘﺎﺑﻌﻬﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﺮﻑ ﻭﺍﻟﺘﺨﻤﺔ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ ،ﻭﺗﻀﻴﻴﻊ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ،ﻭﺍﳊﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﻭﺍﻟﻠﻌـﺐ ﻭﺍﻟﻄﺮﺏ ،ﻭﺍﻧﺸﻐﻠﻮﺍ ﺑﺎﳌﺴﻠﻴﺎﺕ ﻭﺍﻷﻟﻌﺎﺏ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﱀ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ،ﻭﻓﺘﺤﻮﺍ ﻣﻴـﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿـﺔ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔـﺔ ﻛﻤﺼﺎﺭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﻉ ﻭﻏﲑﻫﺎ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﻻﻳﺎﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺸﺎﻡ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺷﻌﻮﺏ ﻛﺎﺩﺣﺔ ﻟﻠﻄﺒﻘﺔ ﺍﳌﺴـﺘﻌﻤﺮﺓ ،ﺣﻴﺎـﺎ ﻋﺮﺿـﺔ ﻟﻼﺿﻄﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺒﺆﺱ ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ،ﺗﺴﻠﺐ ﺧﲑﺍﻢ ﻭﺗﺴﺎﺀ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﻢ. ﺛﺎﻧﻴﺎﹰ :ﺍﻟﻔﺮﺱ: ﻓﺈﻧﻪ ﳌﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﺰﺩﻙ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﺩﻋﺎ ﺇﱃ ﺍﻹﺑﺎﺣﻴﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺷـﺮﻛﺎﺀ ﰲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ،ﻓﻈﻬﺮ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﻫﺘﻜﺖ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﺴﻄﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﳌﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ،ﻭﻧﺸـﺄ ﺟﻴﻞ ﻻ ﺧﻼﻕ ﻟﻪ ﻭﻻ ﻣﺮﻭﺀﺓ ،ﺍﲣﺬ ﺍﻟﺴﻄﻮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﳉﻠﺐ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﺍﺳﺘﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻼﻙ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺍﺕ ﺣﱴ ﺃﻗﻔﺮﺕ ﺍﳌﺰﺍﺭﻉ ﻭﺧﺮﺑﺖ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻭﺗﺸﺘﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻠﻮﻙ ﻳﻌﺘﱪﻭﻥ ﻣﻦ ﻧﺴﻞ ﺁﺧﺮ ﻣﻐﺎﻳﺮ ﻟﺒﲏ ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﻓﻔﻴﻬﻢ ﳚﺮﻱ ﺩﻡ ﺍﻵﳍﺔ ،ﻓﻜـﺎﻧﻮﺍ ﳜـﺎﻃﺒﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻋﻠﻮ ﻭﺃﻢ ﺁﳍﺔ ﳍﻢ ﻳﺘﺼﺮﻓﻮﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﻛﻴﻒ ﺷﺎﺅﻭﺍ. ﻭﺗﻌﺘﱪ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻠﻜﺎﹰ ﻟﻸﻛﺎﺳﺮﺓ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺟﺎﺩ ﺎ ﻛﺴﺮﻯ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺗﻔﻀﻼﹰ ﻣﻨﻪ ﻭﻛﺮﻣﺎﹰ ﻭﺇﻧﻌﺎﻣﺎﹰ، ﻭﻗﺪ ﺗﻔﻨﻨﻮﺍ ﰲ ﺍﻛﺘﻨﺎﺯ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﺘﺤﻒ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ،ﻭﺍﳌﺴﺎﺑﻘﺔ ﰲ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻐﲎ ﻭﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﺇﱃ ﺣﺪ ﺍﳋﻴﺎﻝ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺒﺆﺱ ﻭﺍﳉﻮﻉ ،ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺪﺡ ﻟﻶﳍـﺔ ،ﻳﺘﻌﺒـﻮﻥ ﰲ ﲢﺼﻴﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺪ ﺭﻣﻘﻬﻢ ،ﻭﻳﺴﺘﺮ ﻋﻮﺭﺍﻢ ،ﲨﻴﻊ ﺇﻧﺘﺎﺟﻬﻢ ﺗﻘﻀﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻭﺍﻹﺗﺎﻭﺍﺕ ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺃﻢ ﻭﻗﻮﺩ ﻟﻜﻞ ﺣﺮﺏ ﳘﺠﻴﺔ ﻃﺎﺣﻨﺔ ﻳﺜﲑﻫﺎ ﺍﳌﻠﻚ. ١٨ ﺛﺎﻟﺜﺎﹰ :ﺍﳍﻨﺪ: ﻓﻬﻲ ﺃﺗﻌﺲ ﺑﻠﺪ ﻳﻌﻴﺶ ﺗﻔﺎﻭﺗﺎﹰ ﻓﺎﺣﺸﺎﹰ ﺑﲔ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﺘﻤﻊ ﻣﺪﻋﻤﺎﹰ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ،ﻓﻘﺪ ﻗﺴﻢ ﺳـﻜﺎﻥ ﺍﳍﻨﺪ ﺇﱃ ﺃﺭﺑﻊ ﻃﺒﻘﺎﺕ ،ﻫﻲ: -١ﻃﺒﻘﺔ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻫﻢ )ﺍﻟﱪﺍﳘﺔ(. -٢ﺭﺟﺎﻝ ﺍﳊﺮﺏ ﻭﺍﳉﻨﺪﻳﺔ ﻭﻫﻢ )ﺷﺘﺮﻱ(. -٣ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻔﻼﺣﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ )ﻭﻳﺶ(. -٤ﺭﺟﺎﻝ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﻭﻫﻢ )ﺷﻮﺩﺭ( ﻭﻫﻢ ﺃﺣﻂ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﻭﻟﻴﺲ ﳍﻢ ﺇﻻ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ،ﻭﻟـﻴﺲ ﳍﻢ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﺮﻭﺍ ﻣﺎﻻﹰ ،ﺃﻭ ﳚﺎﻟﺴﻮﺍ ﺑﺮﳘﻴﺎﹰ ،ﺃﻭ ﳝﺴﻮﻩ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ،ﺃﻭ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ. ﻭﻗﺪ ﺃﺿﻔﻴﺖ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻷﻭﱃ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻐﻔﻮﺭ ﻟﻪ ﻭﻟﻮ ﺃﺑﺎﺩ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﳍﻨﺪ ﳑﺰﻗﺔ ﲢﻜﻤﻬﺎ ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﺗﻌﺪ ﺑﺎﳌﺌﺎﺕ ،ﻭﺗﺴﻴﻄﺮ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺃﺭﻛﺎﺎ. ﺭﺍﺑﻌﺎﹰ :ﺃﻭﺭﺑﺎ: ﺍﳌﺘﻮﻏﻠﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﳍﻤﺠﻴﺔ ،ﻭﺗﺮﺯﺡ ﲢﺖ ﻇﻼﻡ ﺍﳉﻬﻞ ﻭﺍﻷﻣﻴﺔ ﻭﺍﳊﺮﻭﺏ ﺍﻟﺪﺍﻣﻴﺔ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺨﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ،ﻭﻛﺄﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﰲ ﻛﻮﻛﺐ ﺁﺧﺮ ﻻ ﺷـﺄﻥ ﳍﻢ ﺑﺎﻟﻌﺎﱂ. ﻳﺰﻫﺪﻭﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ،ﺗﻌﺸﻌﺶ ﺍﳍﻮﺍﻡ ﻓﻮﻕ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ،ﺃﺟﺴﺎﻣﻬﻢ ﻗﺬﺭﺓ ،ﻳﻐـﺎﱄ ﺭﻫﺒـﺎﻢ ﰲ ﺗﻌـﺬﻳﺐ ﺃﺟﺴﺎﻣﻬﻢ ،ﳛﺘﻘﺮﻭﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻭﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﻫﻞ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﳊﻴﻮﺍﻥ ﺃﻡ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ. ﻭﻋﻤﻮﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻗﺪ ﺃﻟﻔﺖ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺬﻟﺔ ﻭﺍﳋﻨﻮﻉ ،ﻭﺍﻋﺘﺎﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﳎـﺎﺭﺍﺓ ﺍﻷﻭﺿـﺎﻉ ﻭﻣﺴـﺎﻳﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ،ﻻ ﻳﻬﻴﺠﻬﻢ ﻇﻠﻢ ،ﻭﻻ ﺗﺴﺘﺤﻮﺫ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻜﺮﺓ ﻭﺩﻋﻮﺓ ﻳﺴﺘﺮﺧﺼﻮﻥ ﺎ ﺣﻴﺎﻢ ﻭﳚﺎﺯﻓﻮﻥ ﰲ ﺳـﺒﻴﻠﻬﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ. ﻗﺪ ﺃﻟﻔﻮﺍ ﺍﻟﺘﻬﺠﲔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺟﲔ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ،ﻓﻼ ﻳﺼﻠﺢ ﳍﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﺷﻴﺌﺎﹰ ،ﻷﻢ ﻟﻴﺴـﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻋﻨﺪ ﺣﻜﺎﻣﻬﻢ ،ﻓﻼ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﻓﻀﻼﹰ ﻋﻦ ﺇﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻓﻴﻪ. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺍﳌﻴﻼﺩﻱ ﰲ ﺃﺣﻂ ﺃﺩﻭﺍﺭﻫﺎ ،ﻭﺃﻗﺒﺢ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺗﺎﺭﳜﻬﺎ ،ﻗﺪ ﲢﻄﻤﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﲨﻴﻊ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﲢﺘﻀﺮ ﻗﺪ ﺃﻳﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳌﺼﻠﺤﻮﻥ ﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺘـﻬﻢ ﻭﻧﺪﺭﻢ ﻗﺪ ﻫﺮﺑﻮﺍ ﰲ ﺍﻟﻔﻴﺎﰲ ﻭﺍﻟﻘﻔﺎﺭ ﻓﺮﺍﺭﺍﹰ ﻭﻳﺄﺳﺎﹰ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﺼﺔ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ ﺭﺿـﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻋﺎﱂ ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﻛﻞ ﻋﺎﱂ ﺇﺫﺍ ﺍﺣﺘﻀﺮ ﺃﻭﺻﻰ ﺑﻪ ﺇﱃ ﻣﻦ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤـﺎﺀ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﻭﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺣﱴ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﱃ ﺍﻷﺧﲑ ﻣﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻵﻥ ﺃﺣﺪﺍﹰ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻻﹼ ﺃﻧﻪ ١٩ ﺣﺎﻥ ﻣﺒﻌﺚ ﻧﱯ ﺩﺍﺭﻩ ﰲ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻓﻮﺻﻒ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ،ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﺒﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺃﻗﻔﺮﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﱂ ﺃﻭ ﻣﺼﻠﺢ).(١ ﺧﺎﻣﺴﺎﹰ :ﺍﻟﻌﺮﺏ: ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻘﺪ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺩﻳﻦ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﻭﺍﺑﺘﻌﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﳊﻨﻴﻔﻴﺔ ﺩﻳﻦ ﺃﺑﻴﻬﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ،ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺑﻴﻨـﻬﻢ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ،ﻭﻏﻠﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﱃ ﺣﺪ ﻳﺜﲑ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﰲ ﺳﻔﺮﻩ ﳚﻤﻊ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺣﺠﺎﺭ ﺛﻼﺛﺔ ﻟﻘﺪﺭﻩ ﻭﻭﺍﺣﺪﺍﹰ ﻳﻌﺒﺪﻩ ،ﻭﺇﻥ ﱂ ﳚﺪ ﺣﻠﺐ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻡ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏ ﰒ ﻋﺒﺪﻩ. ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺃﰊ ﺭﺟﺎﺀٍ ﺍﻟﹾﻌﻄﹶﺎﺭﹺﺩﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ» :ﻛﹸﻨﺎ ﻧﻌﺒﺪ ﺍﻟﹾﺤﺠﺮ ،ﻓﹶﺈﹺﺫﹶﺍ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺣﺠـﺮﺍﹰ ﻫﻮ ﺃﹶﺧﻴﺮ ﻣﻨﻪ ﺃﹶﻟﹾﻘﹶﻴﻨﺎﻩ ﻭﺃﹶﺧﺬﹾﻧﺎ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻓﹶﺈﹺﺫﹶﺍ ﻟﹶﻢ ﻧﺠﹺﺪ ﺣﺠﺮﺍﹰ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﺟﺜﹾﻮﺓﹰ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺏﹴ ﺛﹸﻢ ﺟﹺﺌﹾﻨﺎ ﺑﹺﺎﻟﺸﺎﺓ ﻓﹶﺤﻠﹶﺒﻨـﺎ ﻩ ﻋﻠﹶﻴﻪ ﺛﹸﻢ ﻃﹸﻔﹾﻨﺎ ﺑﹺﻪ ،ﻓﹶﺈﹺﺫﹶﺍ ﺩﺧﻞﹶ ﺷﻬﺮ ﺭﺟﺐﹴ ﻗﹸﻠﹾﻨﺎ :ﻣﻨﺼﻞﹸ ﺍﻷَﺳﻨﺔ ﻓﹶﻼ ﻧﺪﻉ ﺭﻣﺤﺎﹰ ﻓﻴﻪ ﺣﺪﻳﺪﺓﹲ ﻭﻻ ﺳـﻬﻤﺎﹰ ﻓﻴـﻪ ﺣﺪﻳﺪﹲﺓ ﺇﹺﻻﱠ ﻧﺰﻋﻨﺎﻩ ﻭﺃﹶﻟﹾﻘﹶﻴﻨﺎﻩ ﺷﻬﺮ ﺭﺟﺐﹴ ،ﻭﺳﻤﻌﺖ ﺃﹶﺑﺎ ﺭﺟﺎﺀٍ ﻳﻘﹸﻮﻝﹸ :ﻛﹸﻨﺖ ﻳﻮﻡ ﺑﻌﺚﹶ ﺍﻟﻨﺒﹺﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴـﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻏﹸﻼﻣﺎﹰ ﺃﹶﺭﻋﻰ ﺍﻹِﺑﹺﻞﹶ ﻋﻠﹶﻰ ﺃﹶﻫﻠﻲ ،ﻓﹶﻠﹶﻤﺎ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺑﹺﺨﺮﻭﺟﹺﻪ ﻓﹶﺮﺭﻧﺎ ﺇﹺﻟﹶﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭﹺ ﺇﹺﻟﹶﻰ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔﹶ ﺍﻟﹾﻜﹶﺬﱠﺍﺏﹺ«).(٢ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﳊﻲ ﺍﳋﺰﺍﻋﻲ. ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﹾﻤﺴﻴﺐﹺ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﹶﺎﻝﹶ» :ﺍﻟﹾﺒﺤﲑﺓﹸ ﺍﻟﱠﺘﻲ ﻳﻤﻨﻊ ﺩﺭﻫﺎ ﻟﻠﻄﱠﻮﺍﻏﻴـﺖ ﻭﻻ ﻳﺤﻠﹸﺒ?