كتاب الاسلامية الرابع الاعدادي PDF

Summary

This is a textbook for fourth-grade secondary school students in Iraq. It covers the Quran and Islamic studies. The book is part of the curriculum for Islamic Education in Iraq.

Full Transcript

‫جمهورية العراق‬ ‫وزارة التربية‬ ‫المديرية العامة للمناهج‬ ‫القرآن الكريم‬ ‫والتربية اإلسالمية‬ ‫إعدادي‬ ‫ّ‬ ‫لل صف الرابع ال‬...

‫جمهورية العراق‬ ‫وزارة التربية‬ ‫المديرية العامة للمناهج‬ ‫القرآن الكريم‬ ‫والتربية اإلسالمية‬ ‫إعدادي‬ ‫ّ‬ ‫لل صف الرابع ال‬ ‫ت أليف‬ ‫جلنة متخ ص صة يف وزارة الرتبية‬ ‫‪ 1445‬هـ ‪ 2024 /‬م‬ ‫الطبعة الثامنة‬ ‫الم شرف العلمي على الطبع‬ ‫م‪.‬م ‪.‬محمد الجواد ضياء لفته‬ ‫الم شرف الفنـــي على الطبع‬ ‫خليل محمد خليل‬ ‫ت صميم‬ ‫خليل محمد خليل‬ ‫‪2‬‬ ‫ب سم اهلل الرحمن الرحيم‬ ‫مـقــدمــــة‬ ‫رب العالمين الذي أنـار قلوب عباده المتقين بنور كتابه المبين‬ ‫الحمد هلل ‪ ،‬ثم الحمد هلل ّ‬ ‫وال صالة وال سالم على خاتم الأنبيـاء و أ شرف المر سلين‪.‬نبينا الأمين محمد الذي أر سله‬ ‫اهلل هادي ًا ومب شر ًا ونذير ًا وعلى آلـه الطيبين الطاهرين و صحبه المنتجبيـن‪.‬‬ ‫و أما بعـد‪:‬‬ ‫فال يخفى على مدر سي التربية الإ سـالمية ومـدر ساتهـا ‪ ،‬ما للدين الإ سـالمي‪،‬‬ ‫ديننـا الـقويم ‪ ،‬الذي انه ض شعوب ًا‪ ،‬و ش ّيد ح ضارة االمة‪ ،‬من أثر كبير في حياة الفرد‬ ‫والمجتمع‪.‬فهو الدعـامة الروحيـّة التي يقـوم عليها تقـدمهما و سعادتهما‪.‬‬ ‫وهو الأ سا س والركن الركيـن الذي ُيعتمد عليه للنهـو ض بالحياة في تفا صيلها‬ ‫ومفا صلها كافـة‪.‬‬ ‫ولأن مادة التـربية الإ سـالمية هي ال سبيـل الأمثـل لتر سيخ أركان هـذا الدين العظيم‬ ‫وقـيمه ال ساميـة من خـالل العمليـة التربـويـة‪ ،‬فـقـد سعت وزارة التربيـة إلى الإعتناء‬ ‫بالتربية الإ سالميـة مـادة وكتابـ ًا‪ ،‬لجعلها أي سـر تنـاو ًال‪ ،‬و أقـل تعـقيـد ًا‪ ،‬و أكثر قبـو ًال‬ ‫ونفعــا‪ ،‬إذ ن ضع بين أيديكم كتب التربية الإ سالمية للمرحلة الإعدادية في ح ّلة جديدة‬ ‫فيها من الإغناء‪ ،‬والإثراء والتي سير وبمايتنـا سب مع احتياجـات طلبتنا الأعزاء وميولهم‬ ‫ويرتبـط بواقع الحيـاة‪.‬‬ ‫لذا فـقـد دمجت مــادتا الـقـر آن الـكـريم والتربيـة الإ سالميـة‪ ،‬في كتاب واحـد ُمي سر في‬ ‫خم س وحدات ض ّمت كل وحدة منها مباحث رئي سة كان في الر أ س منها التبـارك بالقـر آن‬ ‫الكريم الذي ت ّم الإعتنـاء التـام بانتـقـاء ن صو ص شريفـة منه منا سبة للمرحلة العمريـة ثم‬ ‫الإيتـاء بمعاني الكـلمات‪ ،‬فالـتف سيـر العـام‪ ،‬فملخ ص لأهم مـايـر شد إليه الن ص‪ ،‬ف ضال عن‬ ‫المناق شة‪.‬‬ ‫وقد أعقب ذلك درو س في الحديث النبوي ال شريف‪ ،‬وق ص ص من القر آن الـكـريم‪،‬‬ ‫والأبحـاث‪ ،‬ث ّم التهذيـب‪ ،‬وقد أكـدت المحاور جميع ًا الأ س س القويمـة لبنـاء ال شخ صيـة‬ ‫‪3‬‬ ‫الإ سالميـة ال سويـة الملتـزمـة بمبـادىء الإ سالم العظيم وقيمـه‪ ،‬البعيدة من روح التطرف‬ ‫المقيت‪.‬‬ ‫ إننا نرجو إخواننا و أخواتنا مدر سي المادة إغناء مباحث كتب التربية الإ سالمية‬ ‫بالتو ضيح والتعليـق و ضرب الأمثلة من حياتنا وواقعنا قـدر مايتـطلب الأمـر‪ ،‬مع‬ ‫ ضرورة االلتزام با ضفاء الهيبة والوقـاراللذين يتنا سبان ومكانة التربيـة الإ سالمية‪،‬‬ ‫و شرف الغاية المرجوة منها‪.‬‬ ‫ونختتم بالإ شارة إلى أننا الندعي الكمال بعملنا هـذا‪ ،‬فهو خ ص صية هلل مالك الملك‬ ‫العظيم‪ ،‬ولذلك ن سعـد بمالحظاتكم و آرائكم لالرتقاء به‪.‬‬ ‫رب غيره والخير إال خيره أن يجعل عملنــا هذا خال صا لوجهه الكريم‪،‬‬‫وندعو من ال ّ‬ ‫فهو نعم المولى‪ ،‬ونعم الن صير‪.‬‬ ‫اللجنة‬ ‫‪4‬‬ ‫ﭑ ﭒﭓﭔ‬ ‫الوحدة االولى‬ ‫ أحكام التالوة‬ ‫تفخيم الراء وترقيقها‬ ‫ أو ًال ‪ -‬التفخيم‪:‬‬ ‫وهو ت سمين الحرف وتغليظه‪ ,‬وترد الراء مفخمة في الحاالت الآتية‪:‬‬ ‫‪ -1‬اذا كانت م ضمومة مثل قوله تعالى‪ :‬ﭽﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭼ‬ ‫(الحجر‪ )2 :‬فالراء في كلمتي ( ُر َّبما) و (كف ُروا) مفخمة لكونها م ضمومة‪.‬‬ ‫‪ -2‬اذا كانت الراء مفتوحة‪ ,‬مثل قوله تعالى ﭽ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﭼ‬ ‫(الكهف‪ )٥٣ :‬فالراء في كلمة (ر أى) و (النار) مفخمة لأنها مفتوحة‪.‬‬ ‫‪ -3‬اذا كانت الراء ساكنة وقبلها حرف م ضموم ‪ ,‬مثل قوله تعالى‪ :‬ﭽﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬ ‫ر ضة) ساكنة وقبلها حرف م ضموم‪.‬‬ ‫ﯹ ﭼ (البقرة‪ )٢٢٤ :‬فالراء في كلمة ( ُع َ‬ ‫‪ -4‬اذا كانت الراء ساكنة وقبلها حرف مفتوح‪ ,‬مثل قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇﭼ‬ ‫( آل عمران‪ )37 :‬فالراء في كلمة (مريم) ساكنة وقبلها حرف مفتوح‪.‬‬ ‫‪ -5‬إذا كانت الراء ساكنة وقبلها ك سر عار ض‪ ,‬مثل قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ‬ ‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﭼ (النور‪ )٥0:‬فالراء في كلمة (ا ْرتابوا)‬ ‫ ساكنة وقبلها حرف ساكن وهو الميم في كلمة ( أ ْم) ونتيجة اللتقاء ال ساكنين (الميم‬ ‫والراء) ك سر ال ساكن الأول وهو حرف (الميم) أي ّأن الك سر قبل الراء لي س من‬ ‫ أ صل الكلمة بل نتيجة اللتقاء ساكنين‪.‬‬ ‫‪ -6‬إذا كانت الراء ساكنة وقبلها ك سر أ صلي وبعدها أحد حروف اال ستعالء (خ ص‬ ‫ ضغط قظ) مثل قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﮏ ﮐ ﮑﭼ (الفجر‪ )١٤ :‬فالراء في كلمة‬ ‫‪5‬‬ ‫(مر صاد) ساكنة وقبلها حرف مك سور ك سر ًا أ صلي ًا وبعدها أحد حروف اال ستعالء‪.‬‬ ‫‪ -7‬إذا كانت الراء ساكنة سكون ًا عار ضاَ للوقف وقبلها ساكن (عدا الياء) وقبل ال ساكن‬ ‫حرف م ضموم أو مفتوح‪ ,‬مثل قوله تعالى ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭼ (ال شورى‪)٥٣ :‬‬ ‫وقوله تعالى‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭼ (القدر‪ ,)١ :‬فالراء في كلمتي (الأمور) و‬ ‫(القَدر) ساكنة وقبلها حرف ساكن وقبل ال ساكن (حرف م ضموم) في الآية الأولى‬ ‫و (حرف مفتوح) في الآية الثانية‪.‬‬ ‫‪ -8‬إذا كانت ساكنة وقبلها ك سر أ صلي مف صول عنها مثل قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﯙ ﯚ‬ ‫ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﭼ (الإ سراء‪.)٢٤ :‬فالراء في كلمة (ا ْرحمهما) ساكنة وقبلها‬ ‫(رب)‪.‬‬ ‫حرف مف صول عنها في كلمة أخرى وهو حرف (الباء) في كلمة ِّ‬ ‫‪ -9‬إذا كانت ساكنة وقبلها ك سر عار ض مو صول‪ ,‬مثل قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﭥ ﭦ ﭧ‬ ‫ﭨ ﭩ ﭼ (الفجر‪ )٢٨ :‬عند الإبتداء بها‪.‬‬ ‫ثانياً ‪ -‬الترقيق‪:‬‬ ‫وهو تنحيف الحرف‪ ،‬وترد الراء مرققة في الحاالت الآتية‪:‬‬ ‫‪ -1‬إذا كانت مك سورة مثل قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﭼ ﭽ ﭾ ﭼ (ال شعراء‪)٩١ :‬‬ ‫فالراء الم شددة في كلمة ( ُب ِّرزت) مك سورة‪.‬‬ ‫‪ -2‬إذا كانت ساكنة وقبلها ك سر أ صلي ولم ي أت بعدها حرف ا ستعالء‪ ،‬مثل قوله تعالى‬ ‫ﭽ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﭼ (المائدة‪ )٤٨ :‬فالراء في كلمة ( شِ رعة)‬ ‫ ساكنة وقبلها حرف مك سور ك سر ًا أ صلي ًا ولم ي أت بعدها حرف ا ستعالء‪.‬‬ ‫‪ -3‬إذا كانت الراء ساكنة سكونا عار ضا وقبلها (ياء) ساكنة مثل قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﯧ‬ ‫ﯨ ﯩ ﯪﭼ (الحج‪.)٦٣ :‬‬ ‫‪ -4‬إذا كانت الراء ساكنة سكونا عار ضا وقبلها ساكن (عدا الياء) وقبل ال ساكن ك سر‪،‬‬ ‫مثل قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﭑﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭼ (‪ :1‬ص)‪ ،‬كما في كلمة (ﭕ) عند‬ ‫الوقف عليها‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫تطبيقات على أحكام الراء‬ ‫بين حكم الراء من حيث التفخيم والترقيق في الآيات القر آنية الآتية مع ذكر ال سبب‪:‬‬ ‫‪ -1‬ﭽ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﭼ (النب أ‪) ٤٠ :‬‬ ‫‪ -2‬ﭽﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ‬ ‫ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﭼ (الكهف‪)٥٨ :‬‬ ‫‪ -3‬ﭽﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭼ (الأنبياء‪)٢٨ :‬‬ ‫‪ -4‬ﭽﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﭼ (النور‪)٥٥ :‬‬ ‫‪ -5‬ﭽﮔ ﮕ ﮖ ﭼ (البقرة‪)١١٥ :‬‬ ‫‪ -6‬ﭽ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﭼ (الإ سراء‪)١٠٢ :‬‬ ‫‪ -7‬ﭽ ﮍ ﮎ ﮏﭼ ( سب أ‪)١٨ :‬‬ ‫‪ -8‬ﭽ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭼ (الفجر‪)٥ :‬‬ ‫‪ -9‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬ ‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭼ (قري ش‪)٤ – ١ :‬‬ ‫‪ -10‬ﭽﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬ ‫ﮛﮜﮝﮞﮟﮠ ﮡﮢﮣﮤﮥ‬ ‫ﮦ ﮧ ﮨ ﭼ (الفيل‪)٥ - ١ :‬‬ ‫‪7‬‬ 8 ‫الوحدة االولى‬ ‫الدر س االول‪ :‬من القر آن الكرمي‬ ‫من سورة ي س (‪1‬ـ‪)32‬‬ ‫ آيات احلفظ (‪)11-1‬‬ ‫ﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ﭶﭷ‬ ‫ﭸﭹﭺ ﭻ ﭼﭽﭾ ﭿ ﮀﮁﮂﮃ‬ ‫ﮄﮅﮆﮇﮈﮉ ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ‬ ‫ﮒﮓﮔ ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ‬ ‫ﮝ ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦ ﮧ‬ ‫ﮨﮩ ﮪﮫ ﮬﮭﮮﮯﮰ ﮱﯓﯔ‬ ‫ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬ ‫ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬ ‫ﯭ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛ‬ ‫ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢ ﭣ ﭤﭥﭦ‬ ‫ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ ﭮ ﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ‬ ‫ﭶﭷﭸﭹ ﭺ ﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ‬ ‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬ ‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬ ‫ﮜﮝﮞﮟﮠﮡ ﮢﮣﮤﮥﮦ‬ ‫ﮧﮨﮩ ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕ‬ ‫ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ ﯟﯠ‬ ‫ﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧ ﯨﯩﯪﯫ ﯬﯭ‬ ‫‪9‬‬ ‫ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ‬ ‫ﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅ ﭑﭒﭓﭔﭕ‬ ‫ﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛﭜ ﭝﭞﭟﭠﭡ ﭢ ﭣﭤﭥ‬ ‫ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬ ‫ﭵﭶﭷﭸ ﭹﭺﭻﭼ ﭽﭾﭿ ﮀﮁﮂﮃ‬ ‫صدق اهلل العلي العظيم‬ ‫ﮄﮅﮆﮇ ﮈ‬ ‫معاني الكلمات‬ ‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫جمع ُغ ّل وهو القيد الذي يو ضع يف اليد‪.‬‬ ‫ أغال ًال‬ ‫غ ض الب رص‪.‬‬ ‫رافعون الر ؤو س مع ّ‬ ‫مقمحون‬ ‫ال س ّد‪ :‬احلاجز واملانع بني ال شيئني‪.‬‬ ‫ سد ًا‬ ‫كتاب ب ِّينٍ وا ضح (اللوح المحفوظ)‪.‬‬ ‫ إمام مبني‬ ‫عزّزه‪ :‬قواه و ش ّد من أزره‪.‬‬ ‫فعززنا‬ ‫ت شاءمنا‪.‬والتطري‪ :‬الت شا ؤم‪.‬‬ ‫تطرينا‬ ‫ميتون الحراك لهم‪.‬‬ ‫خامدون‬ ‫الأمم‬ ‫القرون‬ ‫ﭬﭭ‬ ‫ي س‪ :‬الحروف المقطعة في أوائل بع ض ال سور الكريمة هي للتنبيه على إعجاز‬ ‫القر آن‪.‬ومعنى (ي س)‪ :‬يا إن سان في لغة طي‪ ،‬وقيل هو ا سم من أ سماء النبي ( ص)‬ ‫بدليل قوله بعده‪( :‬انك لمن المر سلين)‪ ،‬وقيل ال يعلمها إال اهلل وقيل هي ارقم ت شير‬ ‫الى حوادث مهمة في تاريخ اهل البيت‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ﭶﭷﭸ‬ ‫يق سم اهلل تعالى بالقر آن المحكم بما فيه من الأحكام والحكم والحجج‪ ،‬إنك أيها‬ ‫الر سول لمن المر سلين بوحي اهلل إلى عباده‪ ،‬على طريق م ستقيم معتدل‪ ،‬وهو‬ ‫الإ سالم‪.‬‬ ‫ﭹﭺ ﭻ ﭼ‬ ‫رب العزة ج َّل وعال‪ ،‬العزيز في ملكه‪ ،‬الرحيم بخلقه‪.‬‬ ‫ إن هذا القر آن هوتنزيل من ّ‬ ‫ﭽﭾ ﭿ ﮀﮁﮂﮃﮄ‬ ‫لتنذر يا محمد بهذا القر آن الذين ما جاءهم ر سول وال كتاب‪ ،‬فهم ب سبب ذلك‬ ‫ ساهون عن الهدى والإيمان‪ ،‬يتخ ّبطون في ظلمات ال شرك وعبادة االوثان‪.‬‬ ‫ﮅﮆﮇﮈﮉ ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ‬ ‫ﮔ ﮕﮖﮗﮘ‬ ‫لقد وجب العذاب على أكثر ه ؤالء الكافرين بعد أن عر ض عليهم الحق فرف ضوه‪،‬‬ ‫فهم ال ي صدقون باهلل وال بر سوله واليعملون ب شرعه‪.‬إنّا جعلنا ه ؤالء الكفار كمن‬ ‫ُجعل في أعناقهم أغال ًال‪ ،‬وجمعت أيديهم ب أعناقهم تحت أذقانهم‪ ،‬فا ضطروا إلى‬ ‫رفع ر ؤو سهم إلىال سماء‪ ،‬فهم مغلولون عن كل خير‪.‬‬ ‫ﮙﮚﮛﮜﮝ ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥ‬ ‫وجعلنا من أمام الكافرين سد ًا ومن ورائهم س ّد ًا‪ ،‬ف أعمينا أب صارهم ب سبب‬ ‫كفرهم وا ستكبارهم فهم ب سبب ذلك ال يب صرون شيئ ًا أ ص ًال‪.‬‬ ‫ﮦ ﮧﮨﮩ ﮪﮫ ﮬﮭﮮ‬ ‫ي ستوي عند ه ؤالء الكفار المعاندين تحذيرك يا ر سول اهلل لهم و إنذارك وتخويفك‬ ‫لهم وعدمه‪ ،‬فهم الي صدقون وال ي ؤمنون فقد عميت قلوبهم عن اتباع الحقّ ‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬ ‫ إنما ينفع إنذارك يا محمد من آمن بالقر آن وعمل بما فيه من أحكام‪ ،‬وخاف اهلل‬ ‫من دون أن يراه‪ ،‬فب ش ّره بمغفرة من اهلل لذنوبه‪ ،‬وثواب منه في الآخرة على‬ ‫ أعماله ال صالحة‪ ،‬وهو دخول الجنة‪.‬‬ ‫ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬ ‫ﯫ ﯬﯭ‬ ‫ إنا نحن نحيي الأموات جميعا ببعثهم يوم القيامة‪ ،‬ونكتب ما عملوا من الخير‬ ‫وال ش ِّر‪ ،‬و آثارهم التي كانوا سبب ًا فيها في حياتهم وبعد مماتهم من خير‪ ،‬كالولد‬ ‫ال صالح‪ ،‬والعلم النافع‪ ،‬وال صدقة الجارية ومن ش ّر‪ ،‬كال شرك والع صيان‪.‬وكل‬ ‫ شيء أح صيناه في كتاب وا ضح هو أُ ُّم الكتب‪ ،‬و إليه مرجعه‪ ،‬وهو اللوح المحفوظ‪،‬‬ ‫فعلى العاقل محا سبة نف سه ليكون قدوة في الخير في حياته وبعد مماته‪.‬‬ ‫ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛﭜﭝ‬ ‫ﭞﭟﭠﭡﭢ ﭣ ﭤﭥ‬ ‫وا ضرب ـ أيها الر سول ‪-‬لم شركي قومك مث ًال يعتبرون به لعلهم يتعظون‪ ،‬وهو‬ ‫ق صة أهل القرية‪ ،‬حين ذهب إليهم المر سلون‪ ،‬إذ أر سلنا إليهم ر سولين لدعوتهم‬ ‫ إلى الإيمان باهلل وترك عبادة غيره‪ ،‬فكذب أهل القرية الر سولين‪ ،‬فقويناهما‬ ‫بر سول ثالث‪ ،‬فقال الثالثة لأهل القرية‪ :‬إنا إليكم ‪ -‬أيها القوم ‪ -‬مر سلون‪.‬‬ ‫ﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ ﭮ ﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ‬ ‫فقال أهل القرية للمر سلين‪ :‬ما أنتم إال أنا س مثلنا‪ ،‬وما أنزل الرحمن شيئ ًا من‬ ‫الوحي‪ ،‬وما أنتم ‪ -‬أ ّيها ال ُّر سل ‪ -‬اَّإل تكذبون‪.‬‬ ‫ﭶﭷﭸﭹ ﭺ ﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂ‬ ‫قال المر سلون م ؤكدين‪ :‬ربنا الذي أر سلنا يعلم إنا إليكم لمر سلون‪ ،‬وما علينا‬ ‫ إال تبليغ الر سالة بو ضوح‪ ،‬وال نملك هدايتك‪ ،‬فالهداية بيد اهلل وحده‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ‬ ‫قال أهل القرية‪ :‬إنا تَ شاءمنا بكم‪ ،‬لئن لم تكفوا عن دعوتكم لنا لنقتلنكم رمي ًا‬ ‫بالحجارة ولي صيبنّكم منا عذاب أليم موجع‪.‬‬ ‫ﮑ ﮒ ﮓﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬ ‫قال المر سلون‪ :‬لي س ش ؤمكم ب سبب‪ ،‬و إنما ب سببكم‪ ،‬وبكفركم‪ ،‬وع صيانكم‪،‬‬ ‫و سوء أعمالكم‪.‬أ إن وعظتم بما فيه خيركم ت شاءمتم وتوعدتمونا بالرجم‬ ‫والتعذيب؟ بل أنتم قوم عادتكم الإ سراف في الع صيان والتكذيب‪.‬‬ ‫ﮝﮞﮟﮠﮡ ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨ‬ ‫ﮩ ﮪﮫﮬﮭﮮﮯ‬ ‫وجاء من مكان بعيد في المدينة (انطاكية) رجل م سرع (حين علم أن أهل القرية‬ ‫ه ّموا بقتل ال ُّر سل أو تعذيبهم)‪ ،‬قال‪ :‬ياقوم اتبعوا المر سلين إليكم من اهلل‪،‬‬ ‫اتبعوا الذين اليطلبون منكم أموا ًال على الإيمان‪ ،‬وهم على هدى وب صيرة فيما‬ ‫يدعونكم إليه من توحيد اهلل تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬ ‫ﮰﮱﯓﯔﯕ ﯖﯗﯘﯙ‬ ‫وك أن القوم س ألوا الرجل‪ :‬هل ت ؤمن بما يقولون ف أجابهم‪ّ :‬أي شيء يمنعني من‬ ‫ أن أعبد اهلل الذي خلقني‪ ،‬و إليه ت صيرون جميع ًا؟‬ ‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬ ‫ﯦﯧ ﯨﯩﯪﯫ ﯬﯭﯮﯯ ﯰﯱ ﯲ‬ ‫ﯳﯴ‬ ‫ أ أعبد من دون اهلل آلهة أخرى ال تملك من الأمر شيئ ًا‪.‬إن يردني الرحمن ب سوء‬ ‫فهذه الآلهة ال تملك دفع ذلك وال منعه‪ ،‬وال ت ستطيع إنقاذي مما أنا فيه ؟ إني إن‬ ‫فعلت ذلك لفي خط أ وا ضح ظاهر‪(.‬وبعدن صحه وتذكيره أعلن إ سالمه) قائ ًال‪:‬‬ ‫ إني آمنت بربكم فا ستمعوا إلى ما قلته لكم‪ ،‬و أطيعوني بالإيمان‪.‬فلما قال ذلك‬ ‫وثب إليه قومه وقتلوه‪ ،‬ف أدخله اهلل الجنة‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ‬ ‫فلما مات قيل له‪ :‬ادخل الجنة مع ال شهداء الأبرار‪.‬‬ ‫ﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅ‬ ‫قال‪ :‬وهو في النعيم والكرامة‪ :‬ياليت قومي يعلمون بغفران ر ِّبي لي و إكرامه‬ ‫ إياي‪ ،‬ب سبب إيماني باهلل و صبري على طاعته‪ ،‬واتباع ر سله‪.‬‬ ‫ﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛﭜ ﭝﭞﭟﭠ‬ ‫ﭡ ﭢ ﭣﭤﭥﭦﭧ ﭨ‬ ‫وما احتاج أمر إهالك الكافرين إلى إنزال ُجن ٍد من ال سماء لعذابهم‪ ،‬بعد قتلهم‬ ‫الرجل النا صح لهم وتكذيبهم ر سلهم‪ ،‬وما كنا منزلين المالئكة‪ ،‬بل نبعث عليهم عذاب ًا‬ ‫يدمرهم‪ ،‬وما كان هالكهم اَّإل ب صيحة واحدة‪ ،‬ف إذا هم م ّيتون لم تبقَ منهم باقية‪.‬‬ ‫ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬ ‫ياح سرة العباد وندامتهم يوم القيامة إذا عاينوا العذاب‪ ،‬ما ي أتيهم من ر سول‬ ‫من اهلل تعالى إال كانوا به ي ستهزئون وي سخرون‪.‬‬ ‫ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬ ‫ﮄﮅﮆﮇ ﮈ‬ ‫ ألم ي َر ه ؤالء الم ستهزئون ويعتبروا بمن قبلهم من الأمم التي أهلكناها‪ ،‬إنهم ال‬ ‫يرجعون إلى هذه الدنيا‪.‬وما ك ّل هذه الأمم التي أهلكناها وغيرهم‪ ،‬اّإل مح ضرون‬ ‫جميع ًا عندنا يوم القيامة للح ساب والجزاء‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫الن ص‬ ‫ أبرز ماير شد إليه ّ‬ ‫‪1-1‬ابتد أت ال سورة الكريمة بالق سم بالقر آن العظيم على صحة الوحي ‪ ،‬و صدق‬ ‫ر سالة محمد ( صلى اهلل عليه و آله و صحبه و سلم) ت أكيد ًا لعظمة القر آن الكريم‪.‬‬ ‫رب العزة‪.‬هو إنذار لمن نزل بينهم‪ ،‬مع أنهم ساهون‬ ‫‪2-2‬هذا القر آن تنزّل من ّ‬ ‫غافلون عن الهدى‪ ،‬متمادون في غ ّيهم و شركهم‪.‬‬ ‫‪3-3‬ولأنهم كذلك فقد حقّ عليهم العذاب ووجب‪ ،‬فجعل اهلل أمام الكافرين س ّد ًا‬ ‫ومن خلفهم س ّد ًا و أعمى أب صارهم ب سبب كفرهم‪.‬‬ ‫‪ 4-4‬إن اهلل سبحانه هو يحيي الموتى ببعثهم يوم القيامة للح ساب‪.‬‬ ‫‪ 5-5‬إن اهلل سبحانه ي ضرب الأمثال للنا س‪ ،‬ومن ذلك مثل أهل القرية التي‬ ‫ سخرت وا ستهز أت بالر سل الذين تعاقبوا عليها لهداية قومها‪ ،‬ولكن‬ ‫ أهل القرية ظلوا على شركهم وعنادهم و إنكارهم الحقَّ ‪ ،‬حتى أنهم‬ ‫قتلوا أحد النا صحين لهم ممن أعلن إ سالمه ودعاهم إلى الإيمان‪.‬‬ ‫‪ 6-6‬إن الكافرين م صيرهم واحد وهوالهالك فالعذاب‪.‬‬ ‫المناق شة‬ ‫‪1-1‬في أول هذه ال سورة يق سم اهلل تعالى بالقر آن الكريم‪ ،‬وفي آيات من سور‬ ‫ أخرى يق سم ‪ -‬سبحانه‪ -‬ب أ شياء عـديدة‪.‬تتب ْع ذلك‪ ،‬واكتب مقالة ق صيرة‬ ‫في هذا ال ش أن‪.‬‬ ‫‪ 2-2‬ساقت ال سورة ق صة أهل القرية الذين كذبوا الر سل ‪.‬حدثنا عن قرية أخرى‬ ‫ركب أهلها العناد نف سه‪ ،‬تحدث عن ق صة تلك القرية الأخرى‪ ،‬م شير ًا إلى‬ ‫ال سورة والآيات ذات العالقة‪.‬‬ ‫‪3-3‬التط ّير أمر مكروه في الإ سالم‪.‬حدثنا عنه وعن جذوره قبل الإ سالم‪ ،‬مع‬ ‫الإر شاد إلى الآيات التي تنهى عنه‪.‬‬ ‫‪4-4‬هناك أكثر من آية ت شير إلى عجز الأ صنام والأوثان والمعبودات من دون‬ ‫اهلل عن رفع ال ضرر عن االن سان أو تقديم الخير والعون له‪.‬قدم جدو ًال بهذه‬ ‫الآيات وموا ضعها من ال سور‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الدر س الثاين‪ :‬من احلديث النبوي ال رشيف‬ ‫من صفات امل ؤمن‬ ‫(لل شرح والحفظ)‬ ‫قال ر سول اهلل ( ص)‬ ‫اج ُ شوا‪َ ،‬وال َت َب َاغ ُ ضوا‪َ ،‬وال َتدَا َب ُروا‪َ ،‬وال َي ِب ْع َب ْع ُ ض ُك ْم‬ ‫ا س ُدوا‪َ ،‬وال َت َن َ‬ ‫((ال َت َح َ‬ ‫عَ َلى َب ْي ِع َب ْع ٍ ض‪َ ،‬و ُكو ُنوا ِع َبا َد اهلل ِ إ ْخ َواناً‪.‬ا ْل ُم ْ س ِل ُم أَ ُخو ا ْل ُم ْ س ِل ِم‪ ،‬ال َي ْظ ِل ُمهُ‪،‬‬ ‫‪،‬وال َي ْخ ُذ ُلهُ‪َ ،‬وال َي ْك ِذ ُبهُ‪َ ،‬وال َي ْح ِق ُر ُه‪.‬ال َّت ْق َوى هَ ا هُ َنا َ‬ ‫‪-‬و ُي ِ شي ُر‬ ‫وال ي سلمه َ‬ ‫ال ش ِ ّر َ أنْ َي ْح ِق َر َ أ َخا ُه ا ْل ُم ْ س ِل َم‪ُ.‬ك ُّل‬ ‫ات‪ِ -‬ب َح ْ س ِب ا ْم ِر ٍئ ِمنَ َّ‬ ‫ِ إلى َ ص ْد ِرهِ َث َ‬ ‫الث َم َّر ٍ‬ ‫ا ْل ُم ْ س ِل ِم عَ َلى ا ْل ُم ْ س ِل ِم َح َرا ٌم‪َ :‬د ُمهُ‪َ ،‬و َما ُلهُ‪َ ،‬و ِع ْر ُ ضهُ)) صدق ر سول اهلل ( ص)‬ ‫معاني الكلمات‬ ‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫تمني زوال نعمة الآخرين أو ال سعي في إزالتها‪.‬‬ ‫الح سد‬ ‫هو أن يزيد أحد في ثمن ال سلعة‪ ،‬حين ينادي عليها في‬ ‫ال سوق‪ ،‬وال رغبة له في شرائها بل يق صد أن يخدع غيره‬ ‫النج ش‬ ‫فيدفعه ل شرائها بثمن أعلى‪.‬‬ ‫هو أن ُيعر ض الإن سان عن صاحبه ويهجره‪.‬‬ ‫التدابر‬ ‫اليتركه مع من ي ؤذيه وال فيما ي ؤذيه‪.‬‬ ‫الي سلمه‬ ‫هو عدم الم ساعدة عند الحاجة إليها ‪.‬‬ ‫الخذالن‬ ‫ أن يتعامل الم سلم مع الم سلم بال صدق واجتناب الكذب‪.‬‬ ‫ال يكذبه‬ ‫ال ي صغر من ش أنه‪.‬‬ ‫ال يحقره‬ ‫مخافة اهلل وفعل ما أمر به واجتناب نواهيه‪.‬‬ ‫التقوى‬ ‫ِب َح ْ س ِب ا ْمرِئٍ م َِن َّ‬ ‫ال ش ِّر أي يكفيه من ال ش ِّر‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ رشح احلديث ال رشيف‬ ‫ي ؤكد ر سول اهلل ( ص) في هذا الحديث أهمية الأخوة بين أبناء الأمـة الواحدة‪ ،‬و إتبـاع‬ ‫الدين الواحد‪ ،‬بل بين الأ سرة الإن سانية‪.‬‬ ‫هذ ِه الأخوة منطقية وطبيعية فالنا س كلهم لآدم و آدم من تراب‪...‬ف ض ًال عن‬ ‫ذلك فرابطة ا لإيمان من أقوى الروابط‪ ،‬لذا فالم ؤمنون إخوة قال تعالى‪ :‬ﭽ ﯜ‬ ‫ﯝ ﯞ ﭼ (الحجرات ‪.)10‬‬ ‫والواجب على الم ؤمنين أن يكونوا كالبنيان المر صو ص ي ش ُّد بع ضه بع ض ًا‪،‬‬ ‫وكالج سد الواحد إذا ا شتكى منه ع ضو تداعى له سائر الج سد بال سهر والحمى وقد‬ ‫ت ضمن الحديث ال شريف المقومات الأ سا سية للأخوة فنادى بالآتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬اجتناب الح سد‪ :‬فمن مقت ضيات الأخوة عدم التحا سد بين الم سلمين‪ ،‬فالفقير ال‬ ‫ينقم على الغني لعلمه ّأن ال ّرزاق هو اهلل‪ ،‬وال ضعيف اليح سد القوي‪ ،‬وكذا المر ؤو س‬ ‫اليح سد رئي سه بل على العك س يجب أن يعينه ويع ضده في أمور الخير‪ ،‬قاطعا بذلك‬ ‫طريق الح سد‪.‬‬ ‫قال تعالى‪ :‬ﭽ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭼ (الن ساء‪)54:‬‬ ‫فالح سد الذي هو تمني زوال نعمة الآخرين مذموم‪ ،‬ووجه ذمه وقبحه‪ :‬أنه اعترا ض‬ ‫على إرادة اهلل تعالى ومعاندة له؛ إذ إنه سبحانه وتعالى أنعم على غيره‪.‬‬ ‫ولي س من الح سد تمني الح صول على ماح صل عليه المح سود وال سعي في تحقيق‬ ‫ذلك (فهذا َح َ سن) وال سيما إن كان في الأمور الدينية‪ ،‬فالر سول ( ص) تمنى ال شهادة‬ ‫في سبيل اهلل‪.‬‬ ‫والر سول ( ص) قال‪( :‬الح سد إال في اثنتين‪ :‬رجل آتاه اهلل ما ًال ف سلطه على هلكته في‬ ‫الحقِّ ‪ ،‬ورجل آتاه اهلل حكمة فهو يق ضي بها ويع ّلمها)‪.‬‬ ‫اما الأمور الدنيوية‪ ،‬فالح سد مذموم والح سن فيه إذا اقترن بتمني زوال نعمة‬ ‫الآخرين‪.‬‬ ‫‪ -2‬اجتناب التناج ش‪ :‬أمر الر سول ( ص) ب أن اليخدع الم سلم أخاه الم سلم‪ ،‬و صورة‬ ‫‪17‬‬ ‫هذا الخداع ان يح ضر الى ال سلعة التي ُينادى ببيعها ويزيد في سعرها ولي س ق صده‬ ‫ال شراء و إنما يق صد رفع ثمنها فقط‪ ،‬في ضطر الراغب في ال شراء الى دفع ثمن أعلى‬ ‫غ ش أي ضا قال ( ص) (من غ شنا فلي س‬ ‫لي شتريها فهذا الخداع محرم إجماع ًا وهو ّ‬ ‫منا) وهكذا فالواجب على الم سلم اجتناب التعامل بالغ ش واالحتيال‪.‬‬ ‫قال تعالى‪ :‬ﭽ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﭼ ( فاطر ‪)43/‬‬ ‫وقد يكون هذا االحتيال باالتفاق مع البائع في شتركان في الإثم وقد يفعله الناج ش‬ ‫من تلقاء نف سه فيكون وزره عليه‪.‬و إذا كان النج ش من المكر ال س ِّيئ الذي ال يحيق إال‬ ‫ب أهله؛ إذ إن فيه ال ضرر على الآخرين فقد حرمته ال شريعة كما حرمت أي ضا جميع‬ ‫ أنواع التعامل الذي ينطوي على ال ضرر بالآخرين ومن ذلك مانراه في ال سوق أحيانا‬ ‫من تكدي س ال سلع واحتكارها خفية لدى بع ض الباعة‪ ،‬وكذلك قيام بع ض الباعة بخلط‬ ‫الجيد بالرديء من الب ضاعة إلى غير ذلك فهذا ك ّله حرام وخروج عن أخالق ال شريعة‬ ‫الإ سالمية وواجباتها‪.‬‬ ‫والقائم بمثل هذه الأمور عا ص هلل ور سوله و آثم على فعله وهو إن سان ا شترى حطام‬ ‫الدنيا وعر ضها وزيفها ومغرياتها وعاف الآخرة ونعيمها‪.‬‬ ‫‪ -3‬اجتناب التباغ ض والتدابر‪ :‬و أراد الر سول الأعظم ( ص) أي ضا أن ت سود المحبة‬ ‫المجتمع و أن يتعا ضد الم سلمون في كل الظروف والأحوال و أن تنح سر الأنانية‬ ‫والبغ ضاء عنهم وتنتهي من م شاعرهم و سلوكهم والنهي عن التباغ ض والتدابر يعني‬ ‫نهي ًا عن الأ سباب الم ؤدية إليهما‪ ،‬ومن هذه الأ سباب الح سد والنج ش‪ ،‬و شرب الخمر‬ ‫ولعب القمار‪.‬‬ ‫قال تعالى‪ :‬ﭽﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭼ‬ ‫(المائدة ‪)91/‬‬ ‫ف شرب الخمر ولعب القمار كما في الآيه الكريمة سببان من أ سباب العداوة والكراهية‬ ‫لما ينتج عنهما من الفتن وال شرور والنزاع و إن تنازع م سلم مع م سلم آخر فال يجوز‬ ‫ أن يتماديا في القطيعة‪ ،‬وعليهما أن ي سعيا في ال صلح قال ( ص)‪ ( :‬ال يح ُّل لم سلم أن‬ ‫يهجر أخاه الم سلم فوق ثالث ليال يلتقيان فيعر ض هذا ويعر ض هذا وخيرهما الذي‬ ‫‪18‬‬ ‫يبد أ بال سالم )‪.‬‬ ‫‪ -4‬اجتناب البيع على بيع الآخرين‪ :‬هو أن يعر ض بائع على شخ ص يريد شراء سلعة‬ ‫من غيره أن يبيعه بثمن أقل من الذي اتفق عليه مع البائع الأول فهو بذلك يف سد على‬ ‫البائع الأول بيعه ليبيع هو بدال منه‪.‬وقد نهى ر سول اهلل ( ص) في حديثه أن ي ؤدي‬ ‫التناف س بين البائعين إلى طعن ك ّل منهما الآخر ب إغراء الم شترين بما ي ضر بع ضهم‬ ‫بع ض ًا في ؤدي ذلك في النهاية إلى ال شحناء والنزاع‪.‬فالبيع على البيع ال ي صدر إال‬ ‫ممن ضعف إيمانه‪.‬‬ ‫‪ -5‬الأخوة بين الم سلمين‪ :‬أمرنا ر سول اهلل ( ص) ب أن نكون أخوة مت آلفين فال ظلم بيننا‬ ‫وال تخاذل وال احتقار من أحدنا للآخر وال انق سام إلى فئات تتناحر بينها‪.‬ارادنا أخوة‬ ‫نترك التع صب للون أو الجن س وننبذ االرتماء في أح ضان أعداء الإ سالم والحذر كل‬ ‫الحذر من المبادئ الملحدة شرقيتها وغربيتها‪ ،‬فهي والإ سالم على طرفي نقي ض‬ ‫تماما‪.‬والحديث ي ش ّدد على الأخ ّوة؛ لأنها سبيل قويم لال ستقرار وال صفاء وال سعادة‬ ‫والبعد منها سبيل إلى الفرقة وال ضياع والتمزق‪.‬ومن ركائز ومقومات هذه الأخوة‬ ‫التي أمر بها ر سول اهلل ( ص) في الحديث ال شريف اجتناب ظلم الم سلمين بالقول أو‬ ‫ب سب أو طعن أو لعن أو فح ش أو إيذاء أو شهادة زور‪.‬وكذا اجتناب ال سخرية‬ ‫بالفعل ّ‬ ‫واال ستهزاء والغيبة والتنابز بالألقاب؛ لأن المقيا س الذي يتفا ضل به الم سلمون هو‬ ‫التقوى‪ ،‬ورب محتقر هو عند اهلل أف ضل ممن احتقره‪ ،‬ومن مقت ضيات الأخوة عدم‬ ‫االعتداء على الم سلمين‪ ،‬بالقتل أو ال ضرب‪ ،‬وعلى أموالهم بال سرقة أو الغ ش‪ ،‬وعلى‬ ‫ أعرا ضهم بالإهانه أو التدني س أو الإيذاء ب ّأي شكل كان‪.‬‬ ‫ ّإن قيمة الم سلم بالتقوى‪ ،‬ولي س في كثرة ماله أو ن سبه أو منظره أو قوته إنما‬ ‫قيمته في أعماله النافعة والتقوى م صدر صالح الفرد‪ ،‬و صالح الفرد موكل ب صالح‬ ‫ سريرته و صالح ال سريرة يكت سب بح سب ال صلة باهلل تعالى وذلك بالمداومة على‬ ‫الطاعات واجتناب المعا صي والمحرمات‪ ،‬فال سريرة القوية هي م صدر كل فعل خ ّير‬ ‫قال ر سول اهلل ‪ّ ( :‬إن اهللَ الينظر إلى صوركم وال إلى أج سادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم‬ ‫و أعمالكم)‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ أهم ماير شد إليه الحديث ال شريف‬ ‫ أ‪.‬الأخ ّوة هي الرباط الأمثل الذي ي ش ُّد الم سلمين بع ضهم إلى بع ض ويخلق‬ ‫‪ -‬من بعد ‪ -‬وحدة إجتماعية متينة‪.‬‬ ‫ب ‪.‬الخلق والف ضيلة هما ال سياج المتين للأخوة بين أبناء الأمة الواحدة‬ ‫ويجب اجتناب كل ما من ش أنه أن ي ضعف هذه الأخوة كالح سد والتناج ش‬ ‫والتباغ ض والتدابر واالحتقار‪.‬‬ ‫جـ‪.‬مقيا س التفا ضل في الإ سالم التقوى ولي س شيئ ًا آخر‪.‬‬ ‫قال تعالى ﭽﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﭼ (الحجرات‪.)13‬والم سلمون سوا سية‬ ‫ك أ سنان الم شط‪.‬‬ ‫د‪.‬ومن مقت ضيات الأخوة اجتناب طعن الم سلم لأخيه في عر ضه أو ماله أو‬ ‫دمه‪ ،‬بل ينبغي صيانة هذه الأخوة ب صيانة هذه الركائز البانية للفرد وللأ سرة‬ ‫الم سلمة‪.‬‬ ‫المناق شة‬ ‫‪ -1‬ما معنى ( التناج شوا) الواردة في الحديث النبوي ال شريف؟‬ ‫‪ -2‬ما الحكمة في نهي ر سول اهلل ( ص) عن الح سد والنج ش والتدابر‬ ‫والتباغ ض؟‬ ‫‪ -3‬ما مقيا س التفا ضل في الإ سالم؟ ا ست شهد لذلك بما تحفظ من القر آن‬ ‫الكريم‪.‬‬ ‫‪ -4‬الح سد نوعان مذموم ومحمود‪ ،‬و ضحهما ذاكر ًا الحديث النبوي في بيان‬ ‫الح سد المحمود‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫الدر س الثالث‪ :‬من ق ص ص القر أن‬ ‫نبي اهلل يعقوب (عليه ال سالم)‬ ‫ُّ‬ ‫قال تعالى‪:‬‬ ‫ﭽﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ‬ ‫ﯕ ﯖ ﭼ (البقرة‪.)١٣٢ :‬‬ ‫من هو يعقوب؟‬ ‫هو يعقوب بن إ سحاق بن إبراهيم خليل اهلل و إليه ينت سب جميع أنبياء بني ا سرائيل‪.‬‬ ‫ما سبب ت سميته بـ يعقوب‪:‬‬ ‫ولدته أمه مع أخ له فكانا‪ ،‬تو أمين فولد أخوه أو ًال وتاله يعقوب‪ ،‬ف سمي يعقوب؛ النه‬ ‫خرج يعقب أخاه‪.‬‬ ‫بماذا لقب يعقوب؟ وما معنى ذلك‬ ‫لقب يعقوب (عليه ال سالم) بـ « إ سرائيل ومعنى إ سرائيل عبد اهلل؛ ل ّأن ( إ سرا) هو‬ ‫عبد و( إيل) هو اهلل ع ّز وجل‪.‬‬ ‫كان يعقوب (عليه ال سالم) يخدم في بيت المقد س وكان أول من يدخل و آخر من‬ ‫يخرج وكان ي سرج القناديل‪.‬‬ ‫و صيا أوالدهما بالتوحيد ونبذ ال شرك‬‫يذكر اهلل سبحانه وتعالى ّأن نبيين كريمين قد ّ‬ ‫(ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ) (البقرة‪.)132‬‬ ‫لقد كان يعقوب (ع) منذ والدته صاحب سماحة وخُ لق كريم وحلم ودين وكان م ؤمن ًا‬ ‫لطيف الوجه رقيق القلب أ ّما تو أمه فكان مغرم ًا بال صيد و صار يغار من يعقوب (عليه‬ ‫ال سالم)‪ ،‬مما جعل والديه يخافان على يعقوب منه فن صحاه بالذهاب إلى خاله في العراق‬ ‫وهناك تزوج ابنتي خاله ( أختين) وقد كان ذلك جائزا في شريعتهم فلما جاء الإ سالم‬ ‫ح ّرم الجمع بين الأختيـن‪ ،‬حفاظا على المـودة والمحبة بينهما‪ ،‬فولدت إحداهما يو سف‬ ‫وبنيامين‪ ،‬وولدت الأخرى ع شرة أبناء‪.‬فكان ليعقوب (ع) اثنا ع شر ولد ًا ذكر ًا وكان‬ ‫يو سف أجمل أوالد يعقوب و أ شدهم طاعة لأبيه وكان يعقوب يحب ولده يو سف الذي‬ ‫لم ي صبر على فراقه أو البعد عنه لهذا ح سده أخوته وكادوا له و أبعدوه من أبيه الذي‬ ‫بالغ في حبه فحزن يعقوب على ولده يو سف حزن ًا شديد ًا حتى أ صبح م ضرب ًا للمثل في‬ ‫‪21‬‬ ‫كف ب صره من كثرة البكاء ‪.‬وبعد صبر جميل ال شكوى‬ ‫بكائه‪ ،‬وعـ ّد من البكائين حتى َّ‬ ‫فيه جمع اهلل يعقوب بولده يو سف (ع) الذي جعله اهلل نبيا و آتاه ملك ًا و سلطة ولقد كان‬ ‫يعقوب (ع) طوال سنوات غياب ولده يو سف عنه وعلى الرغم من شدة حزنه صابرا‬ ‫ آم ًال أن يجمعه اهلل به حتى كانوا ي سخرون من طول أمله بعد كل تلك ال سنين فكان (عليه‬ ‫ال سالم) يجيبهم أنه اليي أ س من رحمة اهلل اال الكافرون‪.‬‬ ‫نحن ن ؤمن ب ّأن اهلل سبحانه وتعالى يختبر دائم ًا صبر العبد و إيمانه ولربما خ ص‬ ‫ أولياءه ور سله بذلك أكثر‪ ،‬لما لهم من كرامة لديه وما به من رحمة نحوهم‪ ،‬اما المذنبون‬ ‫الآثمون فان اهلل سبحانه يمهلهم الى يوم القيامة‪ ،‬وي ؤخر عقوبتهم ليزدادوا إثما فيزداد‬ ‫عذابهم يوم الينفع فيه مال والبنون ونحن نعلم ّأن اهلل ( سبحانه وتعالى) يثيب العبد على‬ ‫ صبره وبلواه ولقد نال يعقوب أخير ًا ثواب صبره بلقاء ولده الحبيب يو سف الذي أكرمه‬ ‫اهلل سبحانه وتعالى وفرج عنه و أخرجه من الع سر إلى الي سر‪.‬‬ ‫وفاة يعقوب‬ ‫توفي يعقوب (ع) في م صر وعمره مئة و أربعون عام ًا فحمله يو سف (ع) ودفنه في‬ ‫فل سطين بجانب إبراهيم و إ سحاق (ع)‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ أهم الدرو س والعبر في ق صة نبي اهلل يعقوب (ع)‬ ‫‪ -1‬ان أهم دعامة في الإن سان الم ؤمن هو ال صبر حتى عدها اهلل سبحانه‬ ‫وتعالى من أف ضل درجات الإيمان‪.‬فيجب على الإن سان أن ي صبر على البالء‬ ‫والم صائب‪.‬‬ ‫يتوجه إلى اهلل سبحانه وتعالى في طلب الحاجة و أن‬‫‪ -2‬يجب على الإن سان أن ّ‬ ‫ي شكو همه هلل وحده‪.‬‬ ‫‪ -3‬وجوب الإبتعاد من الح سد ‪.‬‬ ‫‪ -4‬طاعة الوالدين تع ّد سبب ًا رئي س ًا في محبتهم للأبناء‪.‬فكان ذلك أحد أ سباب‬ ‫محبة يعقوب (ع) لولده يو سف أكثر من سواه‪.‬‬ ‫‪ -5‬يعقوب (ع) يفتقد حبيبه وابنه وفلذة كبده يو سف (ع) أربعين عام ًا‪ ،‬في صبر‬ ‫وال ي شكو إلى أح ٍد و إنما ي شكو إلى اهلل‪:‬‬ ‫ﭽ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﭼ‬ ‫[يو سف‪. ]86:‬‬ ‫‪ -6‬عدم الي أ س من رحمة اهلل‪.‬‬ ‫المناق شة‬ ‫‪ -1‬ما ن سب يعقوب ؟ ولماذا سمي بهذا اال سم وما معناه؟‬ ‫‪ -2‬كم ولد ًا كان ليعقوب (ع) ؟‬ ‫‪ -3‬من أحب أوالده إليه ولماذا؟‬ ‫‪ -4‬لماذا ذهب يعقوب إلى العراق؟‬ ‫‪ -5‬ما عمر يعقوب حين توفي ؟ واين دفن ؟‬ ‫‪23‬‬ ‫الإ سالم وبناء االن سان‬ ‫الدر س الرابع‪:‬‬ ‫في القر آن الكريم حوار بديع بين اهلل تعالى والمالئكة يك شف لنا عن الغاية التي من‬ ‫ أجلها خلق اهلل الإن سان‪.‬ومعرفة هذه الغاية هي الو سيلة إلى معرفة الأ س س التربوية‬ ‫التي أقام عليها الإ سالم بناء ال شخ صية الإن سانية‪.‬‬ ‫ إن هذه الأ س س هي العوامل الفعالة في إعداد الإن سان الجيد الذي يجعله صالحا كل‬ ‫ال صالحية لتحقيق الأهداف والغايات التي من أجلها خلقه اهلل‪.‬‬ ‫والحوار الذي ن شير إليه قوله تعالى‪:‬‬ ‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬ ‫( البقرة ‪)30/‬‬ ‫ﭭﭮ ﭼ‬ ‫ان هذا الحوار يك شف ب إيجاز أمور ًا منها‪:‬‬ ‫ أ ‪ -‬أن اهلل خلق الإن سان ليكون خليفة في الأر ض‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أن في الإن سان ا ستعداد آ لأن يكون من أهل الخير وال صالح‪ ،‬ومن أهل ال شر‬ ‫والف ساد‪ ،‬ا ستعداد ًا للترقي الى اح سن تقويم‪ ،‬وللتدني الى أ سفل سافلين‪.‬‬ ‫و إعداد االن سان الن يكون خليفته في الأر ض يتطلب‪:‬‬ ‫او ًال‪ :‬التربية العقلية‪:‬‬ ‫التي ترتفع به إلى الم ستوى الذي يمكنّه من إعمار الأر ض‪ ،‬وا ستثمار كل هذه النعم‬ ‫التي أنعم اهلل بها عليه‪ ،‬وكل هذه الكائنات التي سخّ رها له لينتفع بها ﭽ ﰄ ﰅ ﰆ‬ ‫ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﭼ (الجاثية‪)13 /‬‬ ‫وج َه َد الر سول الكريم‬ ‫والتربية العقلية والإعداد الذهني قد تكفّلهما القر آن العظيم َ‬ ‫( ص) في تعليم النا س الكتاب والحكمة بهدف إخراجهم من الظلمات والجهل إلى نور‬ ‫المعرفة‪.‬‬ ‫التب صر‬ ‫ّ‬ ‫والإعداد الذهني كما يقوم على التعليم‪ ،‬يقوم أي ضا على دفع العقل الى‬ ‫‪24‬‬ ‫والتد ّبر و إلى التفكير‪.‬وبهذا يح صل الإن سان على الحقائق العلمية الجديدة التي تعلي‬ ‫من قدر الإن سان وترفع من م ستوى الحياة‬ ‫ومن أجل القيمة الثقافية التي يح صل الإن سان عليها من التعلم أو من إدامة النظر‬ ‫في الأ شياء والتفكير فيها‪ ،‬قرر القر آن الكريم َّأن الإيمان باهلل صحة عقلية‪ ،‬والكفر مر ض‬ ‫ أو آفة عقلية‪ ،‬وع ّلل القر آن الكريم ذلك با ستعمال بع ض النا س أدوات التفكير من سمع‬ ‫وب صر وقدرات ذهنية‪ ،‬وعدم ا ستعمال آخرين لهذه االدوات‪.‬‬ ‫و إن إعمار الكون وا ستثمار مافيه من موارد طبيعية و ب شرية اليتم اّإل من طريق‬ ‫تنمية القدرات الذهنية والعقلية وهذا الأمر محل اعتبار من القر آن الكريم‪.‬ن ّبه النا س‬ ‫عليه في أكثر من منا سبة‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫ﭟﭠﭡﭢﭣ ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ ﭯﭰ‬ ‫ﭱﭲﭳﭴﭵ ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ‬ ‫( البقرة ‪)164 /‬‬ ‫ أي ي ستعملون آلة التفكير وهي العقل‪ ،‬وقال تعالى في ش أن أولئك الذين الي ستثمرون‬ ‫عقولهم بعد أن أراهم اهلل آياته الباهرة في الآفاق وفي أنف سهم قال تعالى‪:‬‬ ‫ﭽﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﭼ‬ ‫( ف صلت‪) ٥٣ /‬‬ ‫‪25‬‬ ‫والقر آن الكريم اليقف في تنمية العقل والذهن عند تعليم الكتاب والحكمة‪ ،‬أو النظر‬ ‫في الأنف س والآفاق و إنما يزيد عليها شيئا آخر هو التاريخ الب شري الذي يحكي لنا‬ ‫تجارب الأمم الأخرى‪.‬إن هذا التاريخ يدلنا على سنن اهلل التي ال تتبدل‪ ،‬وعلى الظواهر‬ ‫االجتماعية التي تختلف با ستمرار‪ ،‬ومن هنا تظهر قيمة الق ص ص القر آني في الك شف عن‬ ‫تلك ال سنن وعن هذه الظواهر‪.‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬ ‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﭼ (البقرة‪.)٢٦٩ :‬هنا العلم ال صحيح يكون‬ ‫ صفة محكمة في النف س حاكمة على الإرادة وتوجيهها نحو العمل ومتى كان العمل‬ ‫ صادر ًا عن العلم ال صحيح كان هو العمل ال صالح النافع الم ؤدي إلى ال سعادة‪.‬‬ ‫والمراد ب إيتائه الحكمة من ي شاء‪ :‬إعطا ؤه العقل النافع ل صاحبه‪ ،‬فالعقل من أعظم‬ ‫نعم اهلل على الإن سان و أنفعها و أجداها لديه‪ ،‬ميزَّه اهلل به‪ ،‬وخ صه بوظائفه به يميز الخبيث‬ ‫من الطيب والخير من ال ش ِّر‪ ،‬والف ضيلة من الرذيلة‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬التربية الخلقية‪:‬‬ ‫ إن إعداد الإن سان أن يقيم حقا في الأر ض‪ ،‬ويحقق عد ًال بين النا س يتطلب أي ضا تربية‬ ‫خلقية ت ساعده من خالل إيمانه بالإ سالم وقيمه من ممار سة الحياة وا ستثمارها اف ضل‬ ‫ا ستثمار‪ ،‬وتحول بينه وبين الإنزالق الى المهاوي والرذائل المتمثلة في الظلم والبغي‬ ‫والعدوان‪ ،‬وفي الخيانة واتباع الأهواء وتلبية ال شهوات‪.‬‬ ‫ ّإن الإن سان ‪ -‬بموجب وثيقة اال ستخالف ‪ -‬هو سيد هذه الأر ض‪ ،‬و صالحها وف سادها‬ ‫منوط ب صالحه وف ساده‪ ،‬ف إذا صلحت النف س الإن سانية أ صلحت ك ّل شيء ت أخذ به وتتولى‬ ‫ أمره ‪ ،‬و إذا ف سدت أف سدت ك ّل شيء كذلك‪.‬‬ ‫والتربيتان العقلية والخلقية هما اللتان تخلقان وتحددان البعد االجتماعي للإن سان‪،‬‬ ‫فترتفعان بالإن سان عن الم ستوى الحياتي والغريزي للحيوان‪.‬‬ ‫ إن التنمية العقلية قد ي صاحبها ش ٌّر أحيانا‪ ،‬ولكن التنمية الأخالقية هي التي تجعل‬ ‫ال ضمير م ستمد ًا قوته من المبادئ الدينية‪.‬‬ ‫و ّإن ال ضمير حين ي شت ّد ويقوى يوجه كل شيء إلى الم صلحة الب شرية‪ ،‬وتحقيق الخير‬ ‫العام ‪ ،‬فال خوف‪ ،‬إذن؛ على المجتمع من االنحراف ب سبب مايحققه له الرقي والرفاه‬ ‫االقت صادي من قوة وترف مادام ال ضمير الذي تربى في ح ضن التنمية الأخالقية هو‬ ‫‪26‬‬ ‫الحكم الذي يكبح جماح ال شر‪ ،‬ويطلق عنان الخير م ستمد ًا مفاهيمه من جوهر إيجابية‬ ‫اال سالم الحنيف‪.‬‬ ‫ إن الأخالق قوة إيجابية في المجتمع‪.‬وهي التي تخطط للأفراد سبل التعامل مع النا س‬ ‫على أ سا س من المبادئ والمعايير ال سلوكية ‪ ،‬ال شيء أف ضل من التربية الخلقية في بناء‬ ‫الأفراد وبناء ال شعوب‪.‬‬ ‫ومن هنا كانت عناية اال سالم بالتربية الأخالقية بالغة الأهمية‪ ،‬حتى أن القر آن اختارها‬ ‫ صفة مالزم ًة للر سول الكريم ( ص) إذ جاء فيه ﭽﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﭼ (القلم ‪.)4/‬‬ ‫يح سن اهلل خلقه (اللهم كما‬ ‫وكان يدعو به الر سول ربه ‪ -‬وهو القدوة الح سنة ‪ -‬ان ِّ‬ ‫ح سنت خَ لقْي ِّ‬ ‫فح سن خُ لقُي) كما أنه ( ص) ربط بين االيمان والأخالق الح سنة؛ إذ قال‬ ‫َّ‬ ‫( أكمل الم ؤمنين إيمانا أح سنهم أخالقا)‪.‬‬ ‫المناق شة‬ ‫‪ -1‬ما الغايات التي من أجلها خلق اهلل الإن سان؟‬ ‫‪ -2‬كيف دفع القر آن الكريم إلى التربية العقلية والإعداد الذهني؟‬ ‫‪ -3‬ان التربية العقلية والخلقية هما اللتان تخلقان البعد االجتماعي لالن سان‪،‬‬ ‫و ضح ذلك‪.‬‬ ‫‪ -4‬لماذا كانت عناية الإ سالم بالتربية الأخالقية بالغة الأهمية؟‬ ‫‪27‬‬ ‫الدر س اخلام س‪ :‬ال شكـــر‬ ‫ أ صل ال شكر هو االعتـراف ب إنعـام المنعم على وجه الخ ضوع له والــذلّ‪ ،‬وهو عرفـان‬ ‫النعمة من المنعم‪ ،‬وحمده عليها‪ ،‬وا ستعمالها في مر ضاته‪.‬وهو من صفات الخلق النبيل‪،‬‬ ‫و سمات ِّ‬ ‫الطي َبة والتوا ضع‪ ،‬ومن موجبات ازدياد النِّعم وا ستدامتها‪.‬‬ ‫وال شكر واجب مقد س لمن يتف ضل علينا من المخلوقين‪ ،‬فكيف هو واجبنا تجاه‬ ‫الخالق المنعم‪ ،‬الذي ال تح صى نَعما ؤه ومن الي شكر الخلق الي شكر اهلل‪ ،‬وعلينا أن‬ ‫نعلم أن اهلل غني عن شكرنا‪ ،‬لكن هذا ال شكر يعود أجره لنا‪ ،‬العترافـنا بنعم اهلل الإلهيـة‪،‬‬ ‫وا ستعمالها في طاعته ور ضاه‪ ،‬وفي ذلك سعادتنا وازدهار حيـاتنا‪.‬‬ ‫لذلك دعت ال شريعة الإ سالمية إلى التخ ّلق بال شكر‪ ،‬والتحلي به في الكتاب وال سنة‪:‬‬ ‫ق ـ ــال تعال ـ ـ ــى‪ :‬ﭽﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﭼ (البقرة‪.)152 :‬‬ ‫( سب أ‪.)15 :‬‬ ‫وقال عـ ّز وج ّل‪ :‬ﭽ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭼ‬ ‫وقال تعال ـ ـ ــى‪ :‬ﭽ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭼ‬ ‫(ابراهيم‪.)7:‬‬ ‫( سب أ‪.)13 :‬‬ ‫وقال تعال ـ ـ ـ ــى‪ :‬ﭽ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﭼ‬ ‫وقال ر سول اهلل ( ص)‪:‬‬ ‫«الطاعم ال شاكـر له من الأجـر‪ ،‬ك أجـر ال صائـم ال ُمحتَ سب‪ ،‬وال ُمعافى ال شاكر له‬ ‫من الأجر ك أجر المبتلى ال صابر‪ ،‬وال ُمعطى ال شاكر له من الأجر ك أجر المحروم‬ ‫القانع»‪.‬‬ ‫وعنه ‪ ( -‬ص )قوله‪:‬‬ ‫( أَ َّن َر ُجـ ًال َر أَى َكلبـًا َي أْ ُك ـ ُل ال َّثـ َرى م َِن ال َع َط ِ ش‪َ ،‬ف َ أخَ ـ َذ ال َّر ُجـ ُل خُ فَّـ ُه؛ َف َج َعـ َل َيغْـرِفُ َلـ ُه‬ ‫ِبـ ِه َحتَّى أَ ْر َوا ُه فَ شَ ـكـ َ َر اهلل َلـ ُه؛ َف أَ ْدخَ ـ َل ُه َ‬ ‫الجنَّـ َة)‪.‬‬ ‫لذا وجب شكر اهلل على كل نعمة ب أن نحمد اهلل ع ّز وج ّل عليها‪.‬‬ ‫‪28‬‬ ‫كما وجب شكر اهلل حين ترى من ابتاله اهلل‪ ,‬قال الإمام الباقر (ع)‪« :‬تقول ثالث م ّرات‬ ‫ إذا نظرت الى ال ُمب َت َلى من غير أن تُ سمعه‪ :‬الحمد هلل الذي عافـاني مما ابتالك به‪ ،‬ولو شـاء‬ ‫فعل‪.‬قال‪ :‬من قال ذلك لم ي صبه ذلك البالء أبد ًا»‪.‬‬ ‫و إن إكـرام اهلل تعالى النا س بالنعم هـو ابتـالء ي ستوجب ال شكـر والطاعـة قـال‬ ‫تعالى‪ :‬ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﭼ‬ ‫(الفجر‪.)١٥ :‬‬ ‫ال ص ْبر‪.‬‬ ‫فالبالء ‪ :‬االخْ تِبار بالخير لي َت َب َّين ال شُّ كر‪ ،‬وبال شَّ ر ْ‬ ‫ليظهر َّ‬ ‫ أق سام ال شكر‪:‬‬ ‫ينق سم ال شكر على ثالثة أق سام‪ :‬شكر القلب‪.‬و شكر الل سان‪.‬و شكر الجوارح‪.‬ذلك‬ ‫ أنه متى امتلأت نف س الإن سان وعيـ ًا و إدراك ـ ًا بع َِظـ ِم نِعم اهلل تعالى‪ ،‬وجزيل آالئه عليه‪،‬‬ ‫فا ضت على الل سان بالحمد وال شكر للمنعم الوهاب‪.‬‬ ‫ومتى تجاوبت النف س والل سان بال شكــر‪ ،‬ت أثرت به الجوارح‪ ،‬ف أ صبحت تُعرب عن‬ ‫ شكرها هلل (عز وجل) بانقيادها وا ستجابتها لطاعته‪.‬‬ ‫من أجل ذلك اختلفت صور ال شكر‪ ،‬وتنوعت أ ساليبه‪:‬‬ ‫ أ ‪ -‬ف شكر الـقـلب‪ :‬هو ت ص ّور النعمة‪ ،‬و أنها من اهلل تعالى‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬و شكر الل سان‪ :‬حمد المنعم والثنـاء عليه‪.‬‬ ‫جـ ‪ -‬و شكر الجوارح‪ :‬بالتذلل والخ ضوع هلل المنعم العظيم الذي تف ضل على المخلوقات‬ ‫وق سم أرزاقها‪ ،‬وبهذا ال شكر يزداد الإن سان قرب ًا إلى اهلل تعالى فال يفرح بالدنيا‬ ‫كلها ّ‬ ‫ومافيها من عطايا‪.‬‬ ‫و شكر الجوارح يكون في إعمالها في طاعة اهلل‪ ،‬والتح ّرج بها عن معا صيه‪ :‬كا ستعمال‬ ‫وغ ضها عن المحارم‪ ،‬وا ستعمال الل سان في ح سن‬ ‫العين في مجاالت التب صر واالعتبار‪ّ ،‬‬ ‫المقال‪ ،‬وتعففه عن الفح ش‪ ،‬والبذاء‪ ،‬وا ستعمال اليد في الم آرب المباحة‪ ،‬وكفّها عن‬ ‫الأذى وال شرور‪.‬‬ ‫وهكذا يجدر ال شكر على ك ّل نعمة من نعم اهلل تعالى‪ ،‬بما يالئمها‪.‬‬ ‫‪29‬‬ ‫من صور ال شكر ومظاهره‪:‬‬ ‫ف شكر المال‪ :‬إنفاقه في سبيل طاعة اهلل ومر ضاته‪.‬‬ ‫و شكر العلم‪ :‬ن شره و إذاعة مفاهيمه النافعة‪.‬‬ ‫و شكر الجاه‪ :‬منا صرة ال ضعفاء والم ضطهدين‪ ،‬وانقاذهم من ظالماتهم‪.‬ومهما بالغ‬ ‫المرء في ال شكر‪ ،‬فانه لن ي ستطيع أن يوفي النعم شكرها الحق‪ ،‬إذ ال شكر نف سه من‬ ‫مظاهر نعم اهلل وتوفيقـه‪ ،‬لذلك يعجز الإن ســان عن أداء واقع شكرها‪ :‬كما قال ال صادق‬ ‫(ع) « أوحى اهلل (عز وجل) الى مو سى (ع)‪ :‬يا مو سى ا شكرني حقَّ شكري‪.‬فقال‪ :‬يا‬ ‫علي‪.‬قال‪:‬‬ ‫رب وكيف أ شكرك حق شكرك‪ ،‬ولي س من شكر أ شكرك به‪ ،‬اّإل و أنت أنعمت به ّ‬ ‫يا مو سى الآن شكرتني حين علمت أن ذلك مني»‪.‬‬ ‫فمن خ صائ ص النفو س الكريمة عرفان النـعم ‪ ،‬و شكر م سديها‪ ،‬وك ّلما تعاظمت‬ ‫النِعم‪ ،‬كانت أحقّ بالعرفان‪ ،‬و أجدر بال شكـر الجزيل‪ ،‬حتى تجازي النعم الإلهية التي‬ ‫يق صر الإن سان عن إح صائها و شكرها‪.‬‬ ‫فك ّل نظـرة تنظرها العين‪ ،‬أو كلمة ينطق بها الفـم‪ ،‬أو ع ضو تحركه الإرادة‪ ،‬أو َنف ٍَ س‬ ‫ِنح ر ّبانية عظيمة‪ ،‬ال يق ّدر حقّها اّإل المحرومون منها‪.‬‬ ‫يردده المرء‪ ،‬كلها م ٌ‬ ‫ولئن وجب ال شكر للمخلوق فكيف بالمنعم الخالق‪ ،‬الذي ال تح صى نعما ؤه وال تق ّدر آال ؤه‪.‬‬ ‫وال شكر بعد هذا من موجبات الزلفى والر ضا من المولى (عز وجل)‪ ،‬وم ضاعفة‬ ‫نعمه و آالئه على ال شكور‪.‬‬ ‫ أما كفران النعم‪ ،‬ف إنه من سمات النفو س اللئيمة الو ضيعة‪ ،‬ودالئل الجهل بقيم النعم‬ ‫و أقدارها‪ ،‬و ضرورة شكرها‪.‬‬ ‫وقد أخبر القر آن الكريم‪ :‬أن كفران النعم هو سبب دمار الأمم ومحق خيراتها‪:‬‬ ‫ﭽﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬ ‫ﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴ ﭵﭶﭷﭸ‬ ‫ﭹ ﭼ (النحل‪.)112 :‬‬ ‫و سئل الإمام ال صادق (ع)‪ :‬عن قول اهلل عز وجل‪:‬‬ ‫ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﭼ ( سب أ‪)19 :‬‬ ‫فقال‪ :‬ه ؤالء قوم كانت لهم قرى مت صلة‪ ،‬ينظر بع ضهم إلى بع ض‪ ،‬و أنهار‬ ‫جارية‪ ،‬و أموال ظاهرة‪ ،‬فكفروا نِع َم اهلل (عز وجل)‪ ،‬وغ ّيروا ما ب أنف سهم من عافية‬ ‫‪30‬‬ ‫اهلل‪ ،‬فغير اهلل ما بهم من نعمة‪ ،‬و إن اهلل ال يغير ما بقوم‪ ،‬حتى يغيروا ما ب أنف سهم‪،‬‬ ‫ف أر سل اهلل عليهم سي ًال مدمر ًا‪،‬ف أغرق ب ساتينهم ودورهم‪،‬وذهب ب أموالهم‪ ،‬و أبدلهم‬ ‫مكان ب ساتينهم الغنّاء‪ ،‬ب ساتين قاحلة جرداء ذات أكل ُم ٍّر‪،‬و شيء من اال شجار التي‬ ‫الينتف ُع بثمرها ك شجر الأثل وال سدر وكان هذا الجزاء والعقاب ب سبب كفرهم‪.‬‬ ‫لذا وجب شكر اهلل تعالى على نعمه في حين أن شكر اهلل تعالى يجب أن يكون شكر ًا‬ ‫عملي ًا وذلك بح سن الت صرف في نعمه ب أن ن ستعملها فيما ير ضيه ال ب شيء مما ي سخطه‪،‬‬ ‫و أن يكون ممتث ًال لأوامره‪ ،‬م سارع ًا في طاعاته‪ ،‬مجتنب ًا نواهيه‪ ،‬حافظ ًا لحدوده‪ ،‬غيور ًا‬ ‫على دينه وحرماته‪ ،‬معظم ًا لر سوله‪ ،‬مقتدي ًا به في كل ما ي أتي ويذر‪ ،‬و أن يقوم بجميع‬ ‫ أنواع الجهاد الم ستطاعة لقمع المفتري على اهلل ور سوله‪ ،‬وتوقير دينه‪ ،‬و إعالء كلمته‪.‬‬ ‫كيف نتحلى بال شكر‪:‬؟‬ ‫‪ - 1‬التفكر فيما أغدقه اهلل على عباده من صنوف النعم‪ ،‬و ألوان الرعاية واللطف‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ترك التط ّلع إلى المترفين وال ُمن ّعمين في و سائل العي ش‪ ،‬وزخارف الحياة‪ ،‬والنظر‬ ‫ إلى الب ؤ ساء والمعوزين‪ ،‬ومن هو دون الناظر في م ستوى الحياة والمعا ش‪.‬‬ ‫‪ - 3‬تذ ّكر االن سان الأمرا ض‪ ،‬وال شدائد التي أنجاه اللهّ منها بلطفه‪ ،‬ف أبدله بال سقم صحة‪،‬‬ ‫وبال شدة رخا ًء و أمن ًا‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الت أمل في محا سن ال شكر‪ ،‬وجميل آثاره في زيادة المنعم‪ ،‬وازدياد نعمه‪ ،‬و آالئه‪،‬‬ ‫وفي م ساوئ كفران النعم واقت ضائه مقت المنعِم وزوال نعمه‪.‬‬ ‫المناق شة‬ ‫ع ِّرف ال شكر‪ ،‬وبين كيف يكون شكر اهلل تعالى ؟‬ ‫‪.1‬‬ ‫ما أق سام ال شكر؟‬ ‫‪.2‬‬ ‫كيف نتحلى بال شكر؟‬ ‫‪.3‬‬ ‫ماجزاء البطر وعدم شكر النعم؟ ا ست شهد على ذلك ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪31‬‬ ‫لئن شكرتم الزيدنكم‬ ‫قال ر سول اهلل ‪ ( -‬ص)‪:‬‬ ‫« إِ َّن َثال َث ًة فِي َبنِي إِ ْ س َرائِي َل أَ ْب َر َ ص َو أَ ْق َر َع َو َ أ ْع َمى‪َ ،‬ف أَ َرا َد اللهَّ ُ َ أ ْن َي ْب َت ِل َي ُه ْم‪َ ،‬ف َب َعثَ ِ إ َل ْي ِه ْم‬ ‫َمل ًكا ‪َ ،‬ف أَتَى الَْ أ ْب َر َ ص‪َ ،‬فقَا َل‪ :‬أَ ُّي شَ ْي ٍء أَ َح ُّب إِ َل ْي َك ؟‬ ‫َّا س‪َ.‬قا َل‪َ :‬ف َم َ س َح ُه‪،‬‬ ‫َقا َل‪َ :‬ل ْو ٌن َح َ س ٌن‪َ ،‬وجلْ ٌد َح َ س ٌن‪َ ،‬و َي ْذ َه ُب َعنِّي ا َّلذِي َق ْد َق ِذ َرنِي((( الن ُ‬ ‫َف َذ َه َب َع ْن ُه َق َذ ُر ُه ‪َ ،‬و أُ ْعطِ َي َل ْونًا َح َ سنًا َو ِجلْ ًدا َح َ سنًا‪.‬‬ ‫َقا َل ‪َ :‬ف أَ ُّي ا ْل َم ِال أَ َح ُّب إِ َل ْي َك ؟ َقا َل‪ِ :‬الْ إ ِب ُل‪َ.‬ف ُ أ ْعطِ َي نَا َق ًة ُع شَ َرا َء‪َ ،‬فقَا َل‪َ :‬با َر َك اللهَّ ُ َل َك فِي َها‪.‬‬ ‫َف أَتَى الَْ أ ْق َر َع َفقَا َل‪ :‬أَ ُّي شَ ْي ٍء َ أ َح ُّب ِ إ َل ْي َك ؟‬ ‫َقا َل‪ :‬شَ َع ٌر َح َ س ٌن‪َ ،‬و َي ْذ َه ُب َعنِّي َه َذا ا َّلذِي َق ْد َق ِذ َرنِي الن ُ‬ ‫َّا س‪.‬‬ ‫َقا َل‪َ :‬ف َم َ س َح ُه‪َ ،‬ف َذ َه َب َع ْن ُه‪َ ،‬و ُ أ ْعطِ َي شَ َع ًرا َح َ سنًا‪َ.‬قا َل‪َ :‬ف أَ ُّي ا ْل َم ِال أَ َح ُّب ِ إ َل ْي َك؟ َقا َل‪:‬‬ ‫ا ْل َب َق ُر‪َ ،‬ف أُ ْعطِ َي َب َق َر ًة َحا ِملاً ‪َ ،‬فقَا َل‪َ :‬با َر َك اللهَّ ُ َل َك فِي َها‪.‬‬ ‫َف أَتَى الَْ أ ْع َمى َفقَا َل‪ :‬أَ ُّي شَ ْي ٍء َ أ َح ُّب ِ إ َل ْي َك؟ َقا َل‪ َ :‬أ ْن َي ُر َّد اللهَّ ُ إِ َل َّي َب َ صرِي َف ُ أ ْب ِ ص َر ِب ِه الن َ‬ ‫َّا س‪.‬‬ ‫َف َم َ س َح ُه‪َ ،‬ف َر َّد اللهَّ ُ إِ َل ْي ِه َب َ ص َر ُه‪َ.‬قا َل‪َ :‬ف أَ ُّي ا ْل َم ِال أَ َح ُّب إِ َل ْي َك؟ َقا َل‪ :‬ا ْل َغ َن ُم‪َ.‬ف أُ ْعطِ َي شَ ا ًة َوا ِل ًدا‪،‬‬ ‫َف أُ ْنت َِج َه َذانِ َو َو َّل َد َه َذا‪َ ،‬ف َك َان ِل َه َذا َوا ٍد ِم ْن الْ إِ ِبلِ‪َ ،‬و ِل َه َذا َوا ٍد ِم ْن ا ْل َب َقرِ‪َ ،‬و ِل َه َذا َوا ٍد ِم ْن ا ْل َغ َن ِم‪.‬‬ ‫ِين‪َ ،‬ق ْد ا ْنق ََط َع ْت‬ ‫ُث َّم إِ َّن ُه أَتَى الملك إلى َالْ أ ْب َر َ ص فِي ُ صو َر ِت ِه َو َه ْي َئ ِتهِ‪َ ،‬فقَا َل‪َ :‬ر ُج ٌل م ِْ سك ٌ‬ ‫ِب َي ا ْلحِ َبا ُل فِي َ س َفرِي‪َ ،‬فلاَ َبلاَ َغ لِي ا ْل َي ْو َم إِ اَّل ِباللهَّ ِ ُث َّم ِب َك‪ ،‬أَ ْ س أَ ُل َك ِبا َّلذِي أَ ْع َط َاك ال َّل ْو َن‬ ‫ا ْل َح َ س َن َوا ْل ِجلْ َد ا ْل َح َ س َن َوا ْل َما َل َبعِي ًرا أَ َت َب َّل ُغ َع َل ْي ِه فِي َ س َفرِي‪َ.‬فقَا َل‪ :‬ا ْل ُح ُقوقُ َكثِي َرةٌ‪َ.‬فقَا َل‬ ‫َّا س‪َ ،‬فقِي ًرا َف أَ ْع َط َاك اللهَّ ؟ َفقَا َل ِ إ َّن َما َو ِر ْث ُت َه َذا‬ ‫َل ُه‪َ :‬ك أَنِّي أَ ْع ِرف َُك‪ ،‬أَ َل ْم َت ُك ْن َ أ ْب َر َ ص َي ْق َذ ُر َك الن ُ‬ ‫ا ْل َما َل َكا ِب ًرا َع ْن َكا ِب ٍر(((‪َ.‬فقَا َل‪ :‬إِ ْن ُكن َْت َكا ِذ ًبا َف َ ص َّي َر َك اللهَّ إِ َلى َما ُكن َْت‪.‬‬ ‫َو أَتَى الَْ أ ْق َر َع فِي ُ صو َر ِت ِه َفقَا َل َل ُه ِم ْث َل َما َقا َل ِل َه َذا‪َ ،‬و َر َّد َع َل ْي ِه ِم ْث َل َما َر َّد َع َلى َه َذا‪.‬‬ ‫َفقَا َل‪ :‬إِ ْن ُكن َْت َكا ِذ ًبا َف َ ص َّي َر َك اللهَّ إِ َلى َما ُكن َْت‪.‬‬ ‫(‪ )1‬قذره‪ :‬ا ستقذروه وابتعدوا عنه‪.‬‬ ‫ِين َو ِر ُثو ُه ِم ْن آ َبا ِئ ِه ْم َك ِب ًريا‬ ‫َ‬ ‫ِين َو ِر ُثو ُه ِم ْن أ ْج َدادِي ا َّلذ َ‬ ‫(‪ )2‬كابرا عن كابر يعني ‪َ :‬و ِر ْثته َع ْن آ َبائِي ا َّلذ َ‬ ‫َع ْن كبري‪.‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ أَتَى الَْ أ ْع َمى فِي ُ صو َر ِت ِه َو َه ْي َئ ِت ِه َفقَا َل‪َ :‬ر ُج ٌل م ِْ سكِي ٌن‪َ ،‬وا ْب ُن َ س ِبيلٍ‪ ،‬ا ْنق ََط َع ْت ِب َي ا ْلحِ َبا ُل‬ ‫فِي َ س َفرِي‪َ ،‬فلاَ َبلاَ َغ لِي ا ْل َي ْو َم إِ اَّل ِباللهَّ ِ ُث َّم ِب َك‪ ،‬أَ ْ س أَ ُل َك ِبا َّلذِي َر َّد َع َل ْي َك َب َ ص َر َك شَ ا ًة أَ َت َب َّل ُغ ِب َها‬ ‫فِي َ س َفرِي‪َ.‬فقَا َل‪َ :‬ق ْد ُكن ُْت أَ ْع َمى َف َر َّد اللهَّ ُ إِ َل َّي َب َ صرِي‪َ ،‬فخُ ْذ َما شِ ئ َْت‪َ ،‬و َد ْع َما شِ ئ َْت‪َ ،‬ف َواللهَّ ِ‬ ‫اَل أَ ْج َه ُد َك ا ْل َي ْو َم شَ ْي ًئا أَخَ ْذ َت ُه للِهَّ ِ(((‪.‬‬ ‫َفقَا َل‪ :‬أَ ْم سِ ْك َما َل َك‪َ ،‬ف إِ َّن َما ا ْب ُتلِي ُت ْم‪َ ،‬ف َق ْد ُر ِ ض َي َعن َْك َو ُ سخِ َط َع َلى َ صاحِ َب ْي َك»‪.‬‬ ‫ابرز ماتر شد إليه الق صة‪:‬‬ ‫‪ّ.1‬أن الدنيا دار امتحان‪ ،‬و إنما أوجدنا اهلل فيها ليبتلينا‪ ،‬قال سبحانه‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ‬ ‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬ ‫ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭼ (الملك‪.)٢ - ١ :‬‬ ‫‪ّ.2‬أن المالئكة يت شكلون‪ ،‬وهذا ورد كثير ًا في ال سنة‪.‬‬ ‫‪.3‬الترفق والتلطف في معاملة أهل البالء‪ ،‬فه ؤالء الثالثة مما زاد البالء عليهم ا شمئزاز‬ ‫النا س‪.‬ومن ر أى مبتلى يقول‪« :‬الحمد هلل الذي عافاني مما ابتالك به وف ضلني على‬ ‫كثير ممن خلق تف ضي ًال»‪ ،‬ولكن ينبغي أن الي سمعه لئال يجرحه‪.‬‬ ‫‪.4‬أن يحر ص الإن سان على أن يكون ممن تدعو له مالئكة الرحمن‪ ،‬فلقد دعا الملك له ؤالء‬ ‫الثالثة بالبركة في المال فبارك اهلل لهم في أموالهم‪.‬‬ ‫‪.5‬وجوب االعتراف بنعم اهلل وتف ضله علينا‪ ،‬و شكره ب أداء حقها من ال صدقة وغيره‪.‬‬ ‫المناق شة‬ ‫‪.1‬ما أهم العِبر من الق صة؟‬ ‫‪.2‬ال شكر ُيربي النعم ويزيدها‪ ،‬أين م صداق ذلك في الق صة؟‬ ‫(‪ )3‬أي ‪ :‬اَل أَ ْح َمدك َع َلى َت ْرك شَ ْيء حَ ْ‬ ‫تتَاج إِ َل ْي ِه ِم ْن َم يِال ‪.‬وهذا كرم ق َّل مثلُه ‪.‬‬ ‫‪33‬‬ ‫الوحدة الثانية‬ ‫الدر س الأول‪ :‬من القر آن الكرمي‬ ‫من سورة ي س االيات (‪33‬ـ‪)58‬‬ ‫ آيات احلفظ (‪)40-33‬‬ ‫ﭽﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬ ‫ﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ ﮙﮚ‬ ‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ‬ ‫ﮧﮨﮩﮪ ﮫﮬﮭﮮﮯ‬ ‫ﮰﮱﯓ ﯔﯕ ﯖﯗﯘﯙﯚ ﯛ‬ ‫ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ‬ ‫ﯪ ﯫﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬ ‫ﯧﯨ ﯩ‬ ‫ﯱ ﯲﯳﯴﯵ ﯶ ﯷﯸﯹ ﯺ ﯻﯼ‬ ‫ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬ ‫ﭖﭗﭘ ﭙﭚ ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢ‬ ‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ‬ ‫ﭱﭲ ﭳ ﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽ‬ ‫ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ ﮇﮈ ﮉﮊ‬ ‫ﮋ ﮌﮍﮎ ﮏﮐﮑﮒﮓ ﮔﮕﮖ‬ ‫ﮗﮘ ﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟ ﮠﮡﮢﮣﮤ‬ ‫ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬ ‫‪34‬‬ ‫ﮱﯓ ﯔﯕﯖﯗﯘﯙ ﯚﯛﯜ‬ ‫ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ ﯥﯦ ﯧﯨ‬ ‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬ ‫ﯶﯷﯸﯹ ﯺ ﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁ‬ ‫ﰂﰃﰄ ﰅﰆﰇﰈﰉ ﰊﰋﰌﰍ‬ ‫ﭑﭒﭓﭔﭕﭖ ﭗﭘﭙﭚ ﭛﭜﭝ‬ ‫ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ ﭥﭦﭧﭨﭩ‬ ‫صدق اهلل العلي العظيم‬ ‫ﭪﭫﭬﭭﭼ‬ ‫معاني الكلمات‬ ‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫القاحلة الجرداء‬ ‫الأر ض الميتة‬ ‫ننزع ونخرج منه النهار اخراجا‬ ‫ن سلخ منه النهار‬ ‫داخلون في الظالم‬ ‫مظلمون‬ ‫قدرنا سيره في منازل وم سافات‬ ‫قدرناه منازل‬ ‫كعود عذق النخلة العتيق‬ ‫كالعرجون القديم‬ ‫مدار طريق شبه م ستدير‬ ‫فلك‬ ‫ال سفن‬ ‫الفُلك‬ ‫من القبور‬ ‫من الأجداث‬ ‫ي سرعون في الخروج‬ ‫ين سلون‬ ‫متنعمون متلذذون‬ ‫فاكهون‬ ‫‪35‬‬ ‫المعنى العام‬ ‫ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏ ﮐ ﮑﮒﮓ‬ ‫ﮔﮕﮖﮗﮘ ﮙﮚﮛﮜﮝﮞ‬ ‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬ ‫ومن الآيات الباهرة‪ ،‬والعالمات الظاهرة الدالة على قدرة اهلل على البعث‬ ‫والن شور‪ :‬هذه الأر ض الميتة التي النبات فيها‪ ،‬أحييناها بالمطر‪ ،‬و أخرجنا‬ ‫منها أنواع النبات مما ي أكل النا س والأنعام‪ ،‬ومن أحيا الأر ض بالنبات أحيا‬ ‫الخلق بعد الممات‪ ،‬وجعلنا في هذه الأر ض ب ساتين من نخيل و أعناب‪ ،‬وفجرنا‬ ‫من عيون الماء ماي سقيها ‪ ,‬كل ذلك لي أكل العباد من ثمره‪ ،‬مما عملته أيديهم مما‬ ‫غر سوه وزرعوه‪.‬أفال ي شكرون الخالق على ما أنعم به عليهم‪.‬‬ ‫ﮩﮪ ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ ﯔﯕ‬ ‫ﯖﯗ‬ ‫تنزّه اهلل العظيم الذي خلق الأ صناف جميعا من أنواع نبات الأر ض‪.‬ومن أنف سهم‬ ‫ذكور ًا و إناث ًا ومما ال يعلمون من مخلوقات اهلل العجيبة الأخرى‪.‬‬ ‫ﯘﯙﯚ ﯛﯜﯝ ﯞﯟﯠﯡ‬ ‫وعالمة أخرى دالة على توحيد اهلل وكمال قدرته‪ ،‬هذا الليل نف صله عن النهار ‪،‬‬ ‫فاذا النا س داخلون في الظالم‪.‬‬ ‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬ ‫و آية أخرى لهم ال شم س تجري لم ستقر لها التتعداه والتق صر عنه‪.‬وهذا الجري‬ ‫والدوران بانتظام‪ ,‬وبح ساب دقيق هو تقدير الإله العزيز الذي ال يغالب‪ ،‬العليم‬ ‫الذي اليغيب عن عمله شيء‪.‬‬ ‫‪36‬‬ ‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ‬ ‫والقمر آية في خلقه‪ ,‬قدرناه منازل في كل ليلة‪ ,‬يبد أ هالال ضئيال حتى يكمل‬ ‫قمرا م ستديرا‪ ,‬ثم يرجع ضئيال مثل عذق النخلة المتقو س في الرقة واالنحناء‬ ‫وال صفرة لقدمه ويب سه‬ ‫ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬ ‫ﰃﰄ‬ ‫لكل من ال شم س والقمر‪ ,‬والليل والنهار وقت قدره اهلل له اليتعداه ‪ ،‬فال يمكن‬ ‫لل شم س أن تلحق القمر فتمحو نوره أو تغ ّير مجراه‪ ،‬واليمكن لليل أن ي سبق‬ ‫النهار‪ ،‬فيدخل عليه قبل انق ضاء وقته‪ ,‬وك ٌل من ال شم س والقمر والكواكب في‬ ‫فلك يجرون‪,‬‬ ‫ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙ‬ ‫ودليل لهم وبرهان على أن اهلل وحده الم ستحق للعبادة‪ّ ،‬أن اهلل تعالى حمل من‬ ‫نجا من ولد آدم في سفينة نوح (ع) المملوءة ب أجنا س المخلوقات‪ ،‬ال ستمرار‬ ‫الحياة بعد الطوفان‪.‬‬ ‫ﭚ ﭛﭜﭝﭞﭟﭠ‬ ‫وخلقنا لهم من مثل سفينة نوح‪ ،‬ال سفن العظيمة التي يركبونها ويبلغون عليها‬ ‫ أق صى البلدان‪.‬‬ ‫ﭡﭢﭣﭤﭥﭦ ﭧ ﭨﭩﭪ‬ ‫ولو أردنا إغراقهم في البحر فال مغيث لهم وال منقذ‪.‬‬ ‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ‬ ‫ إال أن نرحمهم فننجيهم ونمتعهم إلى أجل ووقت محدد‪.‬‬ ‫‪37‬‬ ‫ﭲ ﭳ ﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽ‬ ‫و إذا قيل للم شركين احذروا عذاب الآخرة و أهوالها‪ ,‬و أحوال الدنيا وعقابها‪,‬‬ ‫رجاء رحمة اهلل‪ ,‬أعر ضوا ولم

Use Quizgecko on...
Browser
Browser