تاريخ اليهود في مصر البطلمية PDF
Document Details
Uploaded by TimeHonoredColumbus
Tags
Summary
تُقدم هذه الوثيقة لمحةً تاريخيةً عن وجود اليهود في مصر خلال فترة حكم البطالمة، وتتناول تفاصيلً عن استقرارهم وتأثيرهم على المجتمع المصري في ذلك العصر.
Full Transcript
## البطلمي في أثناء السلم - حينما ينتشرون في الريف ويستقرون على مزارعهم، ليسهل حصرهم واستدعاؤهم بسرعة عند الحاجة - وإذا كانت كل "بوليتيوما" في أول الأمر قاصرة على أبناء جنس بعينه - فإنها فقدت هذه الصفة بمرور الزمن - أصبحت منذ منتصف القرن الثاني قبل الميلاد تضم أفرادا من عناصر أخرى - ومن أكب...
## البطلمي في أثناء السلم - حينما ينتشرون في الريف ويستقرون على مزارعهم، ليسهل حصرهم واستدعاؤهم بسرعة عند الحاجة - وإذا كانت كل "بوليتيوما" في أول الأمر قاصرة على أبناء جنس بعينه - فإنها فقدت هذه الصفة بمرور الزمن - أصبحت منذ منتصف القرن الثاني قبل الميلاد تضم أفرادا من عناصر أخرى - ومن أكبر الجاليات الأجنبية التي وجدت في مصر البطلمية الجالية اليهودية - وما من شك أن وجود اليهود في مصر يرجع إلى ما قبل العصر البطلمي - فقد أقام الفرس حامية من اليهود في جزيرة "إليفنتين" على حدود مصر - الجنوبية وقد عثر حديثا في تلك الجزيرة على مجموعة من أوراق البردي، كتوبة باللغة التي يتملكها يهود هذه الحامية - وهي الآرامية - وتثبت دراسة هذه البرديات أنه من الممكن التأريخ لهذه الحامية بصورة منتظمة في الفترة بين (٥٢٥ - 407 ق. م.) - ولكن منذ أن فتح "الإسكندر" مصر تقاطر اليهود إليها في اعداد كبيرة استقرت في مواطن متفرقة - وخاصة في الإسكندرية حيث كونوا لهم جالية كبيرة سكنت الحي الرابع المسمى "دلتا" من أحياء الإسكندرية الخمسة - على أن اليهود في مصر البطلمية سرعان ما تركوا اللغة الآرامية واتخذوا اللغة اليونانية بدلًا منها - وكان أكبر مظهر لهذا التغيير هو ترجمة التوراة إلى اللغة اليونانية التي تمت في مصر في ذلك العصر - وتسمى عادة بالترجمة السبعينية، نسبة إلى قصة أسطورية نسجت حول هذه الترجمة، وتروي هذه القصة أن الملك "بطليموس" الثاني أستقدم إلى الإسكندرية أثنين وسبعين عالمًا من يهود فلسطين - وكلفهم أن يقوم كل واحد منهم على انفراد بترجمة التوراة إلى اليونانية، وبعد أثنين وسبعين يوما فرغوا جميعًا من الترجمة، ولما قورنت التراجم المختلفة وجد أنها مطابقة بعضها لبعض - مما يعني أن ترجمة الكتاب المقدس قد تمت بوحي من الإله حتى لا تختلف