كتاب التربية الإسلامية (1) الحقوق PDF

Document Details

PunctualTrigonometry

Uploaded by PunctualTrigonometry

Delta University For Science And Technology

2019

زاد

Tags

Islamic rights Islamic education religious duties Islamic studies

Summary

This textbook provides a comprehensive overview of Islamic rights. It details various religious duties and obligations, including the importance of fulfilling the rights due to God and other individuals.

Full Transcript

# التربية الإسلامية (1) الحقوق ## كلمة الناشر الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد. فإن العلم الشرعي من أهم الضرورات التي يحتاجها المسلم في حياته وتحتاجها الأمة كلها في مسيرتها الحضارية لذا جاءت النصوص الشرعية في الإعلاء من شأنه...

# التربية الإسلامية (1) الحقوق ## كلمة الناشر الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد. فإن العلم الشرعي من أهم الضرورات التي يحتاجها المسلم في حياته وتحتاجها الأمة كلها في مسيرتها الحضارية لذا جاءت النصوص الشرعية في الإعلاء من شأنه وشأن حامليه قال تعالى : شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران : ۱۸] قال الشوكاني رحمه الله : «المراد بأولي العلم هنا علماء الكتاب والسنة» وقال تعالى : وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: ١١٤] وفي الحديث: من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة» رواه مسلم. وتأتي هذه السلسلة العلمية خدمة للمجتمع بهدف إيصال العلم الشرعي إلى الناس بشتى الطرق وتيسير سبله وتقريبه للراغبين فيه ونرجو أن تكون رافدة ومعينة للبرامج العلمية والقراءة الذاتية وعونًا لمن يبتغي التزود من العلم والثقافة الشرعية سعيًا لتحقيق المقصد الأساس الذي هو نشر وترسيخ العلم الشرعي الرصين المبني على أسس علمية صحيحة وفق معتقد سليم قائم على كتاب الله وسنة رسوله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشكل عصري ميسر، فنسأل الله تعالى للجميع العلم النافع والعمل الصالح والتوفيق والسداد والإخلاص. *** ## سلسلة زاد العلمية سلسلة متكاملة تهدف ­إ­لى تقريب العلم الشرعي للراغبين فيه، وتوعية المسلم بما لا يسعه جهله من دينه، ونشر العلم الشرعي الرصين، القائم على كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صافيا نقيا، وبطرح عصري ميسر، وبإخراج احترافي. ## كتاب التربية الإسلامية : يحتوي هذا الكتاب على بيان جملة من الحقوق الشرعية المتنوعة، وبيان  منزلتها وأهميتها، مع إيضاح فقه أدائها، وإبراز ما لمراعاتها من آثار، فيعرض الكتاب ­إ­لى بيان حق الله تعالى، وحق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحق الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وحق العلماء، وحق الوالدين، وحق الأولاد، وحق الزوجين، وحق ذوي الرحم، وحق الجار، وحق الضيف والمضيف، وحق الراعي والرعية. # حق الله عز وجل على العباد معرفة حقوق ­الل­ه تعالى ­على عباده أوجب الواجبات وأعظمها: ­و­ذلك ­أن­ حق ­الل­ه مقدم ­على حق غيره، فالقيام بحقوقه سبحانه قيام بالغاية التي خلق من أجلها الإنسان. وحق ­الل­ه على عباده ينحصر في القيام بعبادته وحده لا شريك له، والبعد عن الإشراك به. قال سبحانه: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: ۳٦]. وقال جل في علاه: ﴿يَأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: ٢١-٢٢]. قال ابن كثير رحمه الله حول هذه الآية ما خلاصته: شرع تبارك وتعالى في بيان وحدانية ألوهيته؛ لأنه تعالى هو المنعم على عبيده بإخراجهم من العدم إلى الوجود وإسباغه عليهم النعم الظاهرة والباطنة .. وأنه الخالق الرازق مالك الدّار وساكنيها ورازقهم فبهذا *يستحق أن يُعبد وحده ولا يشرك به غيره، وبهذا قال: ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) [البقرة: ٢٢]. وقال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: ٥٦]. وفي الصحيحين من حديث معاذ بن جبل رَضَ اللَّهُ عَنْهُ أنه قال: كنت رديف النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على حمار فقال لي: يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله ؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً فقلت: يا رسول الله، أفلا أبشر الناس؟ قال: «لا تبشرهم فيتكلوا» . والعبادة في الأصل: الخضوع والتذلل يقال: طريق معبد وبعير معبد أي: مذلّل. والعبادة ­ال­مأمور ­بها هي كما قال ­شيخ الإسلام ابن ­تي­مية رحمة ­الل­ه: «اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة». ## وحقوق الله له على عباده تتمثل في الآتي: - الإيمان به سبحانه وتعالى قال تعالى: عَامِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرُ كَبِيرٌ ﴾ [سورة الحديد: ٧]. - عبادته وحده سبحانه لا شريك له وترك عبادة ما سواه، قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: ٥٦]. وقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «حَقُّ اللَّهِ عَلَى العِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ... » أخرجه البخاري ومسلم. - الإيمان بأسمائه وصفاته كما وردت في الكتاب والسنة وكما فهمها السلف الصالح. وذلك ­أن­ الله سبحانه أعلم بذاته وأسمائه وصفاته من غيره قال تعالى : وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴾ [طه: ١١٠]. - مع ضرورة الإيمان ­بأن­ الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء قال تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: ١١]. - تعظيم الله سبحانه وتعالى وتوقيره قال تعالى: ﴿مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وقارا [نوح: ١٣] - أي: لا تخافون الله عظمة، وليس الله عندكم قدر. ## ومن صور تعظيم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : - تعظيم حرمات الله عَل . قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعْظِمْ حُرُمَتِ اللَّهِ ) أي: معاصيه، فيجتنبها ﴿ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِندَ رَبِّهِ ﴾ [الحج: ٣٠]. - تعظیم شعائر الله عَجَل . قال تعالى : ذَلِكَ وَمَن يُعَظِمْ شَعَيْرَ اللَّهِ أي أوامره فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: ٣٢]. - إكرام أهل طاعته وإجلالهم. عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضَ لَهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ ܘ الْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ» أخرجه أبو داود، وحسنه الألباني. ## ومن حقوق الله تعالى: - الحياء من الله عامل وخشیته في السر والعلن، قال تعالى: ﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ محيطا ﴾ [النساء: ١٠٨]. - الخضوع لحكم الله وحكم رسوله صل الل عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتطبيق شرعه، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ: أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ﴾ [الأحزاب: ٣٦]. ## محبة الله سبحانه وتعالى، لقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ثَلَاثُ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا .. » أخرجه البخاري ومسلم. قال ابن القيم رحمه الله : فمحبة العبودية هي أشرف أنواع المحبة، وهي خالص حق الله على عباده. - المداومة على ذكر الله وشكره على نعمه، قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: ١٥٢]. - الرضا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً. قال ابن القيم : من حقه سبحانه على كل أحد من عبيده أن يرضى به رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً». - عدم نسبة الشر لله عجَل ، لقوله صَلَّى اللَّهُ عَيْهِ وَسَلَّم : «وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ» أخرجه مسلم. - دوام الاستغفار والتوبة الله تعالى من الذنوب، قال تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: ٣١]. قال النووي : اعلم أن كل من ارتكب معصية لزمه المبادرة إلى التوبة منها، والتوبة من حقوق الله». - إحسان الظن بالله عيل، عن جابر بن عبد الله رضي عنها قال: سمعتُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «لا يَمُوتُنَّ أحدكم إلا وهو يُحْسِنُ الظَّنَّ بالله» أخرجه مسلم. ## من فوائد معرفة حقوق الله على العبد - يُخلّص الإنسان من العجب والكبر، ويورثه ازدراء النفس ومقتها. - يغلق باب رؤية العمل والعجب به والاتكال عليه. - يورث النفس الذل والخضوع والانكسار الله عزيجل. - تعلق القلب بالله ورجاء رحمته وعفوه. - مجاهدة النفس على إخلاص العمل وتحسينه. - يورث القلب الحياء منه سبحانه لتقصير الإنسان في عبادته. - محبة الله عَزَّوَجَلَّ والشوق للقائه والتنعم بعبادته. - من قام بحقوق الله أغناه عن خلقه. ## نشاط - من حقوق الله عزوجل عبادة وحده لا شريك له، اذكر ما يدل على ذلك؟ - الأصل في الإنسان التقصير في حقوق الله عَجَل ، اذكر طرقاً في علاج ذلك ؟ - مات إنسان وعليه ديون لآخرين، وقبل موته كان مستطيعاً للحج ولم يحج، فأيهما يقدم أن يحج عنه، أم تسدد ديونه؟ # حق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أمته للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علينا حقوق كثيرة، قائمة على الإيمان به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتعظيمه، ونصرته، والاقتداء به ، واتباعه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وخير من اقتدى به عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الصحابُةُ رَضَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، قال عروة بن مسعود الثقفي - وكان كافرا وقتئذ - : أَيْ قَوْمِ، وَاللَّهِ لَقَدْ وَقَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ وَوَقَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ، وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكاً قَطُّ يُعَظَّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّداً) أخرجه البخاري. ## ومن أعظم حقوق النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الأمة الآتي: - الإيمان بنبوته صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم . قال تعالى : ﴿فَتَامِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ 1 الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَتِهِ، وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: ١٥٨]. فلا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته، ويشهد بنبوته. - الإيمان بأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاتم الأنبياء والمرسلين. قال تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [الأحزاب: ٤٠] . وقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي أخرجه أبو داود وابن ماجه، وصححه الألباني. وأجمع المسلمون على أن من ادعى النبوة بعده صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو كافر كاذب، يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافراً. - الإيمان بعصمة النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ويشمل ذلك : - الإيمان بالعصمة في دعوى الرسالة، قال تعالى : ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (3) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ [الحاقة: ٤٤ - ٤٧] . - الإيمان بعصمة النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تبليغ الرسالة، قال تعالى : *وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: ٣-٤] . - الإيمان بعصمة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الكفر والشرك والفواحش قبل البعثة والنبوة وبعدهما ، قال تعالى : ﴿ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ﴾ [النجم: ٢]. - الإيمان بأن شريعته عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام ناسخة لكل الشرائع قبلها، قال تعالى: مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران : ٨٥] . وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْ فمن زعم اليوم دينا ­قائ­ما مقبولاً ­عند ­الل­ه سوى دين الإسلام، من دين اليهودية أو ­ال­نصرانية أو غيرهما فهو كافر يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتداً؛ لأنه مكذب للقرآن. - الإيمان ­بأن­ النبي صل اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلغ الرسالة تامة كاملة. قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه: «وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟» قَالُوا : نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، فَقَالَ: بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ ، يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ «اللَّهُمَّ، اشْهَدْ، اللهُمَّ، اشْهَدْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ . أخرجه مسلم. - الإيمان بعموم رسالته للجن والإنس. قال تعالى: ﴿ قُلْ يَتَأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ﴾ [الأعراف: ١٥٨]. وقال تعالى: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُنذِرِينَ ﴾ [الأحقاف: ٢٩]. وفي مسند الإمام أحمد بسند حسن عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا يَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، إِلَّا عَاصِيَ الْجِنَّ وَالْإِنْسِ». وفي الصحيحين عن جابر رض اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وكان النبي يُبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة. ## عدم الغلو في ذات النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو في وصفه، وهذا من أعظم الحقوق وأهمها عن أنس بن مالك رضوَاللَّهُ عَنْهُ أن رجلا قال: يا محمد يا سيدنا وابن سيدنا، وخيرنا وابن خيرنا، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (يا أيها الناسُ، قولوا بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بن عبد الله، عبد الله ورسوله ، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله أخرجه أحمد والنسائي في السنن الكبرى، وصححه الألباني. وقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : «لا تُطْرُونِي» الإطراء : الإفراط في المدح والتجاوز فيه كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فجعلوه إلها ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ ، فَقُولُوا عَبْدُ اللهِ، وَرَسُولُهُ» أخرجه البخاري. ## ومن صور الغلو في ذات النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : - اعتقاد أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس من جنس البشر مطلقاً، وهذا تكذيب لصريح القرآن، قال تعالى : ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ [فصلت : ٦] . - اعتقاد أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أول خلق الله. وهو كلام باطل لا أصل له، فأول خلق الله من البشر آدم عَلَيْهِ السَّلام بصريح القرآن، وبإجماع المسلمين، قال تعالى : * إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ ﴾ [ ص: ٧١]. - اعتقاد أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُلِقَ من نور، فإن الذي خلق من النور هم الملائكة فقط، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُور» أخرجه مسلم. ووصف القرآن للنبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بالنور إنما هو باعتبار ما أوحي إليه من الهدى من القرآن والسنة، وليس في ذاته، ومن اعتقد أنه مخلوق من نور فهو متقول على الله مالم يقله. - اعتقاد أن الأنبياء أو الخلق خُلِقُوا من نور النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وهذا باطل محض، قال تعالى : ﴿ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ﴾ [إبراهيم: ١١]. - ادعاء أن الله خلق الخلق والجنة والنار لأجله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وإنما خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لعبادته وحده، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) [الذاريات : ٥٦]. - القول بأن النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ليس له ظل، وأن الذباب لا يقف على جسده. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : من قال : إن الرسول صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ليس له ظل، أو أن نوره يطفئ ظله إذا مشى في الشمس؛ فكله كذب باطل». ## ومن صور الغلو في وصف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : - ادعاء أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينفع ويضر بعد موته. قال تعالى: ﴿قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا ﴾ [الجن: ٢١]. قال رسول الله عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : مَنْ كَانَ حَالِفاً، فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ». أخرجه البخاري ومسلم. - ادعاء أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم الغيب. قال تعالى: وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ [الأعراف: ١٨٨]. - الحلف بالنبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وهذا محرم. - الاحتفال بيوم مولده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذا ادعاء أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حي في قبره، بدعة وضلالة، لا يجوز فعلها أو إقرارها. كحياته قبل موته. ## ومن حقوقه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : محبته أكثر من الوالد والولد، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَهِ وَسَلَّمَ : لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» أخرجه مسلم. - تعظيم النبي صل الله عَيْهِ وَسَلَّمَ وتوقيره، قال تعالى: فَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ عظموه ووقروه وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: ١٥٧]. - اتباع النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والاقتداء به ظاهراً وباطناً، وعدم الابتداع في دينه، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أَسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: ٢١]، ويشمل ذلك: - طاعة الرسول صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فيما أمر ، قال تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النور: ٥٦]. - اجتناب ما نهى عنه النبي صلى لهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قال تعالى: ﴿وَمَا ءَالَنَكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نهنكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ﴾ [الحشر : ٧]. - الحذر من الكذب عليه صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قال عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ». أخرجه البخاري ومسلم. - محبة آل بيت النبي صل اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأزواجه وإكرامهم، دون غلو، قال رسول الله صَلَّ الَّهُ عَيْهِ وَسَهُ : «أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ) أخرجه مسلم. - إكرام أصحابه صلى العيلة وتعظيمهم واعتقاد فضلهم، والدفاع عنهم، قال صَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «لَا تَسُبُّوا أَصْح

Use Quizgecko on...
Browser
Browser