محاضرات في الميتافيزيقا PDF
Document Details
Uploaded by GoodlySerpentine8094
جامعة عين شمس
نادية محمد باشا
Tags
Summary
هذه المحاضرات في الميتافيزيقا، مقدمة من قبل أ.م.د. نادية محمد باشا في جامعة عين شمس، كلية البنات، قسم الدراسات الفلسفية، وتهدف إلى مناقشة مفاهيم الميتافيزيقا مع التركيز على الفلسفة المعاصرة وأهم أفكارها.
Full Transcript
كلية البنات قسم الدراسات الفلسفية محاضرات في امليتافيزيقا إعداد أ.م.د /.نادية محمد باشا الفرقة الرابعة :فلسفة /إنتظام /إنتساب نقاد امليتافيزيقا :ثالثا :الوضعية املنطقية أو ال...
كلية البنات قسم الدراسات الفلسفية محاضرات في امليتافيزيقا إعداد أ.م.د /.نادية محمد باشا الفرقة الرابعة :فلسفة /إنتظام /إنتساب نقاد امليتافيزيقا :ثالثا :الوضعية املنطقية أو التجريبية املنطقية هي واحدة من املدارس الفلسفية املعاصرة التي ظهرت في القرن العشرين على يد الفيلسوف النمساوي موريس شليك )1936-1882( Schlickالذي تزعم حركة فينا عام .1929وقد اجتمعت كلمة فالسفة الوضعية املنطقية -في الكتاب الذي أصدروه عام 1929تحت عنوان (حلقة فينا ً ربطا ً علميا وصياغة تصورها العلمي للعالم) -على أن املفهوم الوحيد للفلسفة هي ربط اللغة بالتجربة الو اقع الخارجي صياغة منطقية وال سبيل إلى تحقيق هذه الغاية إال عن طريق التسليح بأسلحة التحليل املنطقي من أجل صبغ التفكيرالفلسفي بخصاص املعرفة العلمية أال وهي: الوضوح واالتساق الباطني والقابلية للفحص والتكافؤ والدقة واملوضوعية. وملا كانت الحياة العادية مليئة بالغموض وااللتباس ،في حين أن املثل األعلى للعلم هو الدقة والوضوح فإن على الفلسفة أن تحاول التمييزبين الغامض والواضح ،وأن تقوم بتحليل العالقات الخارجية القائمة بين املعاني حتى نتوصل عن هذا الطريق إلى القضاء ً نهائيا على املشكالت الزائفة واملفاهيم الخاوية والقضايا الكاذبة.ومعنى هذا أن ثمة جانبين هامين في عملية التحليل املنطقي: جانبا ً سلبيا :يتمثل في استبعاد األحكام امليتافيزيقية من كافة العلوم الطبيعية والرياضية واإلنسانية ً إن لم نقل من املعرفة البشرية بصفة عامة. ً إيجابيا :يتمثل في توضيح مفاهيم العلوم ومناهجها والكشف عن عملية تكون املعرفة البشرية ً وجانبا بأسرها ابتداء من معطيات التجربة.ولم تكن هذه الدعوى التي نادي بها كل من كارناب Caranp ونيوارث Neurathوهان Hahnفي كتابهم املشترك الذي صدرعام 1929سوي مجرد ترديد للبرنامج الذي قد دعا إليه من قبل كارناب نفسه في كتابه التركيب املنطقي للعالم -1928والحق أن كارناب كان ومازال أظهرعلم من أعالم الوضعية املنطقية ومن هنا وقع اختيارنا عليه كنموذج لهذه الحركة الفلسفية الهامة . -1- رودلف كارناب :ومبدأ التحقق Verification لو أننا رجعنا إلي كتاب كارناب املسمي "الفلسفة والتركيب املنطقي "لوجدنا أنه يكرس الفصل االول من هذا الكتاب ملناقشة معيارالتحقق وهويقررفي هذا املوضع أن قضايا الرياضة والعلم الطبيعي -وحدهما دون سواهما -هي التي تنطوى علي معني في حين أن كل ماعداها من قضايا خلو من كل معني نظري.ولكن كارناب مع ذلك اليسهب في الحديث عن القضايا الرياضية أو التحليلية بل يوجه معظم اهتمامه إلي دراسة القضايا التأليفية أعني تلك القضايا التي التتحدد قيمة الصدق املتضمنة فيها عن طريق الرجوع إلي شكلها املنطقي .وهذه التفرقة التي يقيمها الفالسفة الوضعيون املناطقة -في العادة بين القضايا التحليلة والقضايا التأليفية هي بمثابة تفرقة بين نوعين من املعرفة :معرفة ترتبط بأشكال الفكروقواعد اللغة ومعرفة أخري ترتبط بأمورالو اقع وظواهرالتجربة .ولنضرب لذلك مثال فنقول :إن ثمة فارقا كبيرا بين أن يقرراملرء أنه إما أن تكون "الكرة حمراء وإما "أال تكون حمراء " وأن يقررأن "الكرة حمراء" ففي الحالة االولي نحن نستطيع أن نعرف أن القضية صادقة دون النظرإلي الكرة أصال ألننا هنا بإزاء قضية صادقة بمقتض ي صورتها املنطقية ،في حين أننا في الحالة الثانية النستطيع أن نعرف ماإذا كانت القضية صادقة أم كاذبة اللهم إال إذا عمدنا إلي فحص الكرة بالفعل .والقضية التي تكون صادقة أو كاذبة بمقتض ي شكلها أو صورتها فقط هي قضية تحليلية ،في حين أن القضية التي تتحددقيمة الصدق فيها بمقتض ي بعض الوقائع (غيراللغوية )هي قضية تأليفية . وكارناب يذهب إلي أن القضيايا التأليفية الوحيدة التي تنطوى علي معني إنما هي تلك القضايا التي تتحدد قيمة الصدق فيها بالرجوع إلي بينة الحس وكل هذه القضايا محصورة في نطاق العلم التجريبي .وحين يتحدث كارناب عن التحقق فإنه يستخدم هذا االصطالح باملعني الوضعي املنطقي املألوف ومن ثم فإنه يقررأن القضية تكون قابلة للتحقق إذا كانت قيمة الصدق -2- املشتملة عليها مما يمكن تحديده عن طريق الرجوع إلي الخبرة الحسية وتبعا لذلك فإن القضايا التأليفية الوحيد ة التي تنطوي علي معني أ و داللة هي تلك القضايا التي تقبل التحقق أو التثبت وهي جميعا قضايا علمية وهذا هو معيارالتحقق ألي معني تجريبي 1. مهمة الفلسفة : وأما مهمة الفلسفة -في رأى كارناب – فهي التحليل املنطقي للغة ذات املعني أو الداللة .وحين يتحدث كارناب عن اللغة ذات املعني فإنه يقصرهذا االصطالح علي القضايا التحليلية (قضايا املنطق والرياضة من جهة والقضايا التأليفية القابلة للتحقق تجريبيا (قضايا العلم الطبيعي )من جهة أخري وهذه النظرية تستلزم استبعاد بعض جوانب الفلسفة التقليدية من مجال التفكيرالفلسفي بوصفها مباحث غيرمشروعة مثل امليتافيزيقا واالخالق وعلم الجمال وسائرما اصطلحنا علي تسميته باسم العلوم املعيارية . نظرة كارناب إلي امليتافيزيقا : يتوقف كارناب عند بعض القضايا امليتافيزيقية التقليدية كا لقضية القائلة : بأن "ثمة إلها" أو أن "العلة االولي للعالم هي الالشعورأو أ ن " ثمة قوة فاعلية هي املبدأاملوجه لسائر الكائنات الحية ".هنا يقول كارناب أنه اليزعم أن أمثال هذه القضايا كاذبة ولكن يتساءل :ماذا تعني هذه العبارات ليصل في النهاية إلي االعتراف بأن كل هذه العبارات فارغة تماما من كل معني .والسبب في ذلك أن القضايا امليتافيزيقية ليست قضايا تحليلية كما انها ليست في الوقت نفسه التقبل التحقيق تجريبيا فهي اليمكن أن تكون إال مجرد "أشباه قضايا ". _______________________________________ -1د.زكريا ابراهيم :دراسات في الفلسفة املعاصرة جزء أول ص 271 -3- ومعني هذا أن الفيلسوف امليتافيزيقي يجد نفسه مضطرا إلي استخدام ألفاظ الضابط لها والطائل تحتها إن لم نقل ألفاط خاوية تماما من كل معني .هذا إلي ان امليتافيزيقين والالهوتيين يظنون أن عباراتهم تقررأشياء أوتحتوي علي مضامين في حين أنها قضايا فارغة التشيرإلي ش ئ والتعني شيئا وحين قال ديكارت مثال أنا افكرفأنا إذن موجود فإنه قد توهم أن االستعمال الوجودي لفعل الكينونة يمثل خاصية من نوع ما ومن ثم فقد راح يتحدث عن الفكر بوصفه وجودا وبذلك ارتكب خطأ لفظيا جسيما وباملثل حينما قال هيدجر"إننا نعرف العدم "فقد استخدم لفظ العدم كاسم في حين أن الكلمة التشير إال إلي عملية النفي أو السلب في مضماراملنطق .وكثيرا مانلتقي في كتب الفالسفة امليتافيزيقيين باصطالحات باملثل كا القول مثال "فكرالفكر" "وجود الوجود "وهلم جرا . وكارناب هنا يسيرفي نفس االتجاه الذي كان فتجنشتين قد شرع في انتهاجه وإن كان مقصده األ ساس ي من وراء رفض امليتافيزيقا هو العمل علي تطهيرالعلم الطبيعي والرياضيات وعلي حين أن فتجنشتين قد دعا إلي السكوت عما اليمكن للمرء أن يتحدث عنه نجد كارناب والوضعيون املناطقة يؤكدون أننا حين نصمت عن امليتافيزيقا فإن ما نصمت عنه ليس بش ئ أصال و أية ذلك أن العبارات امليتافيزيقية املزعومة هي مجرد تركيبات لغوية فارغة تتعارض مع االستعمال الحقيقي للكلمات من جهة وتضم في الوقت نفسه قضايا زائفة التقبل التحقق التجريبي (الذي هو املعياراالوحد لصدق القضايا التأليفية ) من جهة أخري . والو اقع انه البد لنا -فيما يقول كارناب -من أن نقيم تفرقة حاسمة بين وظيفتين مختلفتين من وظائف اللغة :فإن اللغة قد تعني شيئا ،أو قد تعبرعن بعض العواطف والرغبات .والفلسفة الكالسيكية قد دأبت علي الخلط بين هاتين الوظيفتين مما ترتب عليه أن أصبحت ألفاظ الفالسفة معبرة عن مجرد عواطف ال دالة علي معان ولكن الفالسفة امليتافيزيقيون مع ذلك ظلوا يتوهمون أن عباراتهم تمثل قضايا منطقية تقبل البرهنة في حين أنها مجرد تعبيرات عاطفية تكشف عن انفعاالت -4- ومشاعردفينة والتنطوي علي دالالت أو معان منطقية وهنا قديقال إذا كانت كل قضايا امليتافيزيقا هي مجرد أشباه قضايا فلماذا تمسكت االنسانية كل هذا األمد الطويل بنظريات امليتافيزيقيين ومذاهبهم ؟ ورد كارناب علي هذا االعتراض أن امليتافيزيقا التنطوى علي نظريات ،كما أنها التشتمل علي قضايا علمية ولكنها مع ذلك تعبرعن شيئ ما وما هذا الش ئ الذي تعبرعنه سوي الشعور بالحياة .فامليتافيزيقا أقرب ماتكون إلي الشعرواالساطيروإن كان الفارق بين امليتافيزيقي والشاعرأن االول منهما اليريد أن يعترف بأن أقواله وليدة االنفعال والعاطفة ،في حين أن الثاني منهما يسلم بأن شعره أداة فنية يعبر بواسطتها عن شعوره بالحياة .والفيلسوف امليتافيزيقي -فيما يقول كارناب -هو فريسة لوهم بالغ النه إذ يصوغ عباراته في قالب منطقي محاوال أن يقيمها علي أسس برهانية كثيرا ما يتوهم أن أداته هي العقل أو التفكيرال الخيال أو العاطفة بينما الو اقع أن تأمالته كلها التخرج عن كونها أحالم شاعر ضل سبيله .وهذا الوهم الذي سيطرعلي عقول الكثيرين لم يستطع أن يجد سبيله إلي عقل نيتشه - أكبرفيلسوف عرفه العصرالحديث -فلم يجد نيتشه حرجا في أن يصوغ فلسفته علي صوره أشعار أودعها كتابه "هكذا تكلم زرادشت "وبذلك اعترف -ضمنا -بأن الفلسفة تعبيرعن شعوربالحياة . هذا اللون الزائف الذي يدورالحديث فيه عن أشباه أشياء علي حين أنه يوهم بغيرذلك . ألفرد .ج.آير : A.J.AYER يسلم آيرمع غيره من أنصاراملذهب الوضعي الجديد بأنه البد للفلسفة من أن تتخلى عن مهمة بناء املذاهب امليتافيزيقية وأن تدع للعلم التجريبي مهمة البحث في الظواهرالتجريبية لكي تقنع هي بتحليل اللغة و إيضاح معرفتنا التجريبية بترجمتها إلى قضايا تنصب على املضامين الحسية ،فليس من شأن الفلسفة أن تتعدى التحليل املنطقي للمفاهيم والرموزالعلمية بل البد لها من أن تقف عند حدود املعطيات الحسية.حتي تكشف لنا عن قيمة الصدق في التركيب اللغوي بالرجوع إلي إمكانية التحقيق -5- التجريبي وإذا كان كارناب قد قررأن املهمة الرئيسية للفلسفة هي تحليل العلم فإن آيريريد أن يحصر الجهد كله في نطاق األلفاظ والتعريفات لكي يحلل الكالم ويفرغه ويجرده مقتصرا علي تناول صور التركيب وما ينشأ فيها من عالقات والفيلسوف االنجليزى يسايرجماعة الوضعيين املناطقة فيقول معهم بأن امليتافيزيقا مستحيلة ألنها تحاول تجاوزدائرة املحسوس فتقدم لنا قضايا زائفة ال سبيل ً تجريبيا.ومن ثم فهي قضايا فارغة في املعنى ،ألن املعيارالوحيد للمعنى إلى التحقق من صحتها أو كذبها في نظرآير– هو مبدأ التحقق . Verification آير والقول بمبدأ التحقق * عبرآيرعن مبدأ التحقق فقال "إن أية عبارة تكون ذات داللة حقيقية بالنسبة ألي شخص وإذا كان فقط هذا الشخص يعرف كيف يتحقق من القضية التي توحي هذه العبارة بالتعبيرعنها أي إذا عرف ماهي املالحظات التي تقوده -في ظروف معينة -إلي قبول قضية علي أنها صادقة أو رفضها علي أنها كاذبة1". فرق آير-فيما يتعلق بمبدأ التحقق – بين التحقق العملي أو الفعلي ،التحقق من حيث املبدا أو التحقق املمكن يقول "من الواضح أننا جميعا نفهم وفي حاالت كثيرة نعتقد في صحة قضايا -لم نبدأ أو نخطو خطوة في سبيل تحقيقها وكثيرمن هذه القضايا هي ما يمكن التحقق منها إذا ما بذلنا شيئا من الجهد لكي يتبقي لدينا عددا من القضايا ذات الداللة وتتعلق بأمورالو اقع إال أننا النستطيع أن نحققها حتي لو أردنا ذلك وهذا راجع إلي نقص الوسائل العلمية التي تمكننا من أن نضع أنفسنا في املوضع الذي يمكننا من القيام بهذه املالحظات واملثل علي هذه القضايا القضية القائلة " ً بأن هناك جباال في الجانب اآلخرمن القمر" عبارة ذات معنى على الرغم من أنه قد ال تكون تحت أيدينا في الوقت الحاضرالسبل املواتية للتحقق من صحة أو كذب تلك القضية والسبب في ذلك أنه _____________________________________ Ayer.,A. J:Language,Truth and logic.p.18- -6- ً مبدئيا مادام في وسعنا أن نتصوربناء سفينة ليس ما يمنع من أن تكون هذه العبارة قابلة للتحقق تخترق الفراغ على مدى واسع وبالسرعة الكافية. ولذا فإنني أقول هذه القضية تكون قابلة للتحقيق من حيث املبدأ(أي ممكنة التحقق )علي الرغم من كونها غيرقابلة للتحقق عمليا (بالفعل )ولهذا في ذات معني . أما إذا أخذنا "شبه القضية "امليتافيزيقية التالية : إن املطلق يدخل في كل عملية نمو وتطوروإن كان هو نفسه الينمو واليتطورفسنجد أنها غيرممكنة التحقق حتي ولو من حيث املبدأ . وكذلك القضية " :هللا موجود" بمعني ان ثمة كائنا فائقا للطبيعة هو الذي أوجد العالم وخلق الكائنات فإننا عندئذ إنما نتفوه بعبارة فارغة من كل معني ألننا نقررقضية التحتمل الصدق أو الكذب والتقبل التحقق علي أي نحو ما من األنحاء وما دمنا النستطيع أن نحدد (حتي ولو مبدئياعلي االقل ) نوع االجراءات او العمليات التي يمكننا القيام بها من اجل التحقق من صحة او كذب تلك القضية فإن قولنا بان هللا موجود لن يكون سوي لغو فارغ المعني له . خالصة القول : أن العبارات امليتافيزيقية ال تخرج عن كونها قضايا نطلقها على أشياء أو أحداث تعدو نطاق الحس، وليس لها بالتالي أدنى عالقة مباشرة باملالحظة الحسية ،فمن ثم ليس لها مجال للحكم عليها بأنها ______________________________________________ *=الو اقع أن القول بهذا املبدأ (مبدأ التحقق ) اليقتصر علي آير وكارناب وحدهما بل هو مبدأ أساس ي بالنسبة لكل فالسفة الوضعية املنطقية أستمدوه من قول شليك بأن معني القضية هو طريقة تحقيقها أو علي حد تعبيره هو أن القضية اليمكن لها معني إال إذا كان من املمكن التحقيق من صدقها أو كذبها والقضية التي تتكلم عن نفس الو اقع الخارجي الواحد وتكون صادقة وكاذبة أيضا إنما التقول شيئا عن العالم بل هي قضية فارغة ال أستطيع أن أقول إنها ذات معني .و التحقق الذي يذهب إليه شليك يعني أنه إمكان وجود مايقع في خبرتنا من الو اقع الخارجي بحيث يكون هو معيار صدق أو كذب القضية بناء علي مقارنتها -7- صادقة أو كاذبة إنها في الحقيقة – مثلما رأى آير– أشباه قضايا أو مجرد أقوال مفرغة من كل معنى ويصوغ هذا الحكم على صورة قياس ي منطقي فيقول: "كل قضية ال يمكن التحقق من صحتها بالرجوع إلى الوقائع املالحظة هي شبه قضية وبما أن القضايا امليتافيزيقية هي مما ال يمكن التحقق من صحته بالرجوع إلى الوقائع املالحظة". ً إذا فالقضايا امليتافيزيقية هي أشباه قضايا. بل يذهب آيرإلى أبعد من ذلك فيقول :إن كل قضايا امليتافزيقا هي بالضرورة لغو فارغ ال معنى لها مادام الهدف الذي ترمي إليه امليتافيزيقا هو أن تصف لنا حقيقة تكمن فيما وراء التجربة( .)1 أحكام القيمة والقضايا األخالقية: أما أحكام القيمة وشتى األحكام األخرى التي تنص على واجبات فهي ال يمكن أن تعد في نظر"آير" ً أحكاما صادقة أو كاذبة ،بل هي مجرد أقوال تعبرعن مشاعرأو انفعاالت املتكلم والعمل على توليد ً انفعاالت مماثلة لدى اآلخرين.ويضرب لنا آيرمثال لذلك فيقول" :إنني حينما أقول ألحدهم (إنك قد أخطأ ت حين سرقت هذا املال) فإنني ال أقرر ً شيئا أكثرمما لو أنني قلت له إنك قد سرقت هذا املال وحين أضف إلى هذا الفعل الخاطئ ،فإنني لم أخبربش يء جديد عن ذلك الفعل ،بل كل ما هنالك أنني قد أظهرت بوضوح استهجاني له. إن آيرحين يقول :إن األحكام األخالقية انفعالية ال وصفية ،وأنها تعبيرات إقناعية عن بعض املو اقف أو االتجاهات ،ال عبارات تقريرية تصف بعض الوقائع ،وأنها بالتالي ال يمكن أن تعد صادقة أو كاذبة. فإن قوله هذا قد يعني بأنه ليس ثمة خيرأو شر ،صواب أو خطأ ،وبالتالي ال أهمية على اإلطالق ملا يفعله اإلنسان.وهذا بالتأكيد ليس صحيحا. -8- -9- - 10 -