الفصل السابع PDF
Document Details
Uploaded by SmilingChlorine
Cairo University
Tags
Summary
This document details the importance of gratitude, its definition, components, and historical roots. It also explores gratitude through a psychological perspective. It explores issues relating to the interpersonal aspects of gratitude.
Full Transcript
االمتنان أهمية االمتنان وتعريفه ومكوناته. -الخصال المميزة لألفراد الممتنين. -الجذور التاريخية لبدايات االهتمام باالمتنان . -االمتنان من المنظور النفسى . -األبعاد األربعة لدراسة االمتنان . -...
االمتنان أهمية االمتنان وتعريفه ومكوناته. -الخصال المميزة لألفراد الممتنين. -الجذور التاريخية لبدايات االهتمام باالمتنان . -االمتنان من المنظور النفسى . -األبعاد األربعة لدراسة االمتنان . -أوجه النزعة لالمتنان . -العالقة بين أبعاد االمتنان وأوجهه. -ارتقاء االمتنان . -الفروق الجندرية فى االمتنان . وتعد قدرة الفرد على مالحظة عناصر حياته وتقديرها وتذوقها محددات ضرورية لرفاه الفرد . وقد أوضحت البحوث الحديثة أن االمتنان يُولد السلوكيات الموالية للمجتمع ،والتبادلية ،ويُفضى بالفرد إلى أن يستجيب على نحو فعال اجتماعيًا تجاه من ساعده أو قدم له هدية . والشخص الممتن يتصرف على نحو فعال اجتماعيًا كشكل من أشكال التعبير عن امتنانه ،لذلك يمكن أن تعزز هذه السلوكيات االمتنانية من التفاعالت االجتماعية للفرد الممتن . ويسهم االمتنان فى بناء الثقة فى العالقات االجتماعية ،ويحافظ على مصادر المساندة االجتماعية ،ويعززها . ضا حاالت الشعور بالسرور أكثر من كونه يقلل ويُعزز االمتنان أي َ االنفعاالت السلبية ،ويرتبط بالتدين والروحانيات ،ويفيد فى كف السلوكيات التخريبية المتبادلة ،واالمتنان كاتجاه يكمن خلف األداء الوظيفى الناجح للفرد عبر دورة الحياة . وباإلضافة إلى الفوائد النفسية واالجتماعية لالمتنان ،هناك أدلة علمية متنامية تشير إلى أن االمتنان والحاالت الوجدانية المرتبطة به يمكن أن يؤثر على الوظائف الفسيولوجية والصحة الجسمية . فالدراسات الخاصة بالتأثيرات الفسيولوجية للمشاعر اإليجابية المرتبطة باالمتنان – وأعنى هنا اإلعجاب بالنعم والرحمة – تكشف عن حدوث تغيرات ثابتة فى وظائف القلب واألوعية الدموية ، والمناعة . وقد أجرى إيمونز Emmonsوماكلو McCulloughدراسة سنة ( )2003حيث تم تقسيم المشاركين فى الدراسة ،وفقًا لظروف المعالجة التجريبية على النحو التالى : ظرف االمتنان اليومى طلب من المشاركين فى هذه المجموعة تسجيل مذكراتهم عن حيث ُ خبرات االمتنان التى يمرون بها بشكل يومى . ظرف المنغصات اليومية طلب من المشاركين تسجيل مذكراتهم عن المنغصات اليومية التى حيث ُ يمرون بها يوميًا. -3ظرف المقارنة االجتماعية حيث قام المشاركون فى ظل هذا الظرف بمقارنة أنفسهم باآلخرين. فتبين أن المشاركين الذين كتبوا مذكراتهم عن االمتنان ،عبروا عن أعراض جسمية مرضية أقل ،ويشعرون أنهم أفضل فى كل أمور حياتهم ،وكانوا أكثر تفاؤالً باألسبوع القادم ،وذلك بالمقارنة بالمشاركين الذين سجلوا المنغصات اليومية ،أو أولئك الذين قاموا بالمقارنات االجتماعية . صا آخر لديه وقرر المشاركون فى " ظرف االمتنان اليومى " أنهم ساعدوا شخ ً مشكلة شخصية ،أو قدموا مساندة وجدانية لآلخرين ،وذلك بالمقارنة بالمشاركين فى المجموعتين األخريين . والتساءل المهم الذى تثيره نتائج هذه الدراسة هو : إلى أى مدى تستمر هذه التأثيرات اإليجابية ؟ ال توجد إجابة محددة ،فنحن فى حاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات مستقبالً لفحص النواتج طوبلة المدى " لحصر النعم " كـــــــــــإستراتيجية لتعزيز االمتــــــنـــــــــــان. وكلمة امتنان مشتقة من الكلمة الالتينية gratiaالتى تعنى السمو والفضيلة والحفاوة واالعتراف بالجميل . وترتبط كل هذه المعانى المشتقة من األصل الالتينى بالطـيبة ،والكرم ،واإلنعام ،وجمال األخذ والعطاء ،أو أخذ شئ ما دون مقابل . سا ذاتيًا من العجب والشكر والتقدير ،يشعر بهويعتبر االمتنان إحسا ً الفرد لما يحصل عليه من مساعدات ،ويوجه هذا اإلحساس نحو األفراد ، أو يتعدى األفراد ليوجهه نحو هللا أو الطبيعة أو الكون ،ولكنه اليوجهه نحو الذات . وعلى الرغم من أن خبرات الحياة المتنوعة يمكنها أن تولد لدى الفرد مشاعر االمتنان ،فإنه عادة ما ينشأ عندما يدرك الفرد أنه: -1جنى نوات ًجا إيجابية أو عايش خبرة إيجابية. صا آخر (ال ُمحسن) قد بذل جهدًا مقصودًا ليمنحه هدية ولهذا -2أن شخ ً المبرر يعد االمتنان انفعاال تفهميًا ويُعرف االمتنان بأنه " شعور المرء باالبتهاج والسعادة كاستجابة لتلقى هدية أو منحة ،سواء أكانت الهدية التى تم تلقيها هدية مادية منحه إياها شخص آخر ،أو لحظة سعادة خالصة منحتها إياه الطبيعة الجميلة . وهو شعور باالعجاب الممزوج بالشكر لتلقيه شيئ ًا مرغوبًا حدد فيتسجيرالد ثالثة مكونات لالمتنان هى : إحساس قوى بالتقدير لشخص ما ،أو لشئ ما . إحساس بالنوايا الحسنة تجاه شخص ما أو شئ ما. ج-استعداد الفرد أن يتصرف بإيجابية تنبع من هذا التقدير ،ومن إحساسه بحسن النوايا ،فالشخص الممتن يعترف ويُقدر ما يقدمه له اآلخر من كرم وعطاء . -1يعبر األفراد الممتنون عن مستويات مرتفعة من الوجدان اإليجابى ، والرضا عن الحياة ،والحيوية ،والتفاؤل . -2ويعبرون عن مستويات منخفضة من االكتئاب والمشقة. -3ويتسم األفراد الممتنون بأنهم منفتحون على الخبرة . -4يكونون أكثر وعيًا . -5ويتسمون بالمقبولية االجتماعية . وإيثارا . ً -6يكونون أكثر تفه ًما وتعاطفًا ، -7يكونون أقل عصابية ،وأقل نرجسية (. -8ويتبنى الممتنون نظرة إيجابية نحو بيئاتهم االجتماعية. -8ويركزون على الجوانب اإليجابية فى البيئة . -10ويستخدمون إستراتيجيات مواجهة بناءة (.)97 -11اليضعون أهمية كبيرة للمكاسب المادية . -12من األقل احتماالً أن يُقدّروا نجاحهم ونجاحات اآلخرين من خالل ما يمتلكونه من أشياء مادية . -13والممتنون اليحسدون اآلخرين . -14ويقتسمون ممتلكاتهم مع اآلخرين (.)554 :69 -15واألفراد الذين يتسمون باالمتنان يقرون العبارات التالية : من المهم أن تُقدّر كل يوم تكون فيه حيًا. أنا غالبًا أتأمل إلى أى مدى حياتى أيسر نتيجة لما بذله اآلخرون من جهد من أجلى. الحياة بالنسبة لى منحة أكثر من كونها عبء. أفضل أوقات السنة بالنسبة لى هى األوقات التى أمارس فيها الشكر . ى لما قدماه من أجلى . أنا ممتن لوالد ّ أنا لم يكن بإمكانى أن أحصل على ما حصلت عليه اليوم لوال مساعدة الكثيرين لى. واعتبرت خبرات االمتنان وتعبيراته عبر الثقافات وعبر الزمن جوان ًبا أساسية ، ومرغوبة فى الشخصية اإلنسانية ،والحياة االجتماعية. فيعد االمتنان نزعة إنسانية قيّمة فى الفكر اليهودى والمسيحى واإلسالمى والبوذى والهندوسى. واعتبر الفالسفة الرومان القدامى أمثال :سينيكا وشيشرون االمتنان فضيلة إنسانية سامية ،وعلى النقيض ؛ اعتبر الجحود نو ًعا من االنحطاط األخالقى ، وقد أُخذت المقولة التالية من الفيلسوف ديفيد هيوم ،حيث يقول إن الحجود " من أبشع وأغرب الجرائم التى يمكن لإلنسان أن يرتكبها " ويوجد بالفعل إتفاق وإجماع بين كتاب العالم المتخصصون فى الدين واألخالق على أنه يجب أن يشعر األفراد باالمتنان ،ويعبروا عنه نظير ما يتلقونه من نعم من هللا ،وما يقدم لهم من مساعدات من قبل اآلخرين ،وقد أولى ال ُكتاب أهمية كبيرة لالعتراف باالمتنان . ويمكننا أن نستنتج من اآلراء التاريخية هذه أن استجابة األفراد الممتنة ال تفيد هؤالء األفراد فحسب ،وإنما تفيد المجتمع بأسره . وترجع فى أغلب االحتماالت أول معالجة نظرية مهمة لالمتنان من منظور مجتمعى واسع إلى كتاب آدم سميث " نظرية المشاعر األخالقية " الذى قدم فيه االمتنان كعاطفة اجتماعية أساسية ،تقف على قدم المساواة مع انفعاالت أخرى كاالستياء والمودة . ويعتبر االمتنان – وفقًا لسميث – أحد أهم الدوافع األساسية للسلوك الخيًر من الشخص فاعل الخير. واتبع عالم االجتماع "جورج سيميل" نهج " سميث " فى التفكير ،حيث برهن أن االمتنان يعد إمدادًا معرفيًا –عاطفيًا يحافظ على اإللتزامات المتبادلة بين األفراد ،ذلك أن البناءات االجتماعية الرسمية مثل القانون والعقود االجتماعية ال تعتبر كافية لتنظيم التبادلية فى التفاعل اإلنسانى ، وتأكيد تحققها ،ويعمل االمتنان على تذكير األفراد بحاجتهم إلى الرد بالمثل. صا ما (المستفيد)فعندما يحدث تبادل فى المساعدات ،يدفع االمتنان شخ ً إلى أن يرتبط بشخص آخر هو (فاعل الخير).وبالتالى يُذ ّكر المستفيدين بالتزاماتهم فى المعاملة بالمثل ،فقد أشار إلى االمتنان باعتباره " الذاكرة األخالقية لإلنسانية " .فإذا ما تم فجأة تجاهل كل عمل يعبر عن االمتنان ؛ فعندئذ ينهار المجتمع ( على األقل فى صورته التى عهدناها ) . فاالمتنان وفقًا لهذا المنظور السيوسيولوجى البحت يحقق وظيفة نفعية وهى التماسك االجتماعى ،وذلك مقارنة بالمنظور النفسى الذى يؤكد أن االمتنان حالة داخلية ذات قيمة ينميها الفرد ،ويحرص عليها لذاتها . لم يكن لدى علماء النفس حتى وقت قريب ما يقال عن االمتنان ، مقارنة بما أدلى به فالسفة األخالق ،وعلماء االجتماع ،حتى من تخصص من علماء النفس فى دراسة االنفعاالت قد فشل إلى حد كبير فى استكشاف معالم االمتنان. وقد اعتبر علماء النفس أن االمتنان وجدان أخالقى ،ونقصد به ماله من مقدمات وتبعات أخالقية . فافترضوا أنه عندما يمر الفرد بخبرة االمتنان ؛ فإنه يكون لديه دوافع ألن يقوم بسلوك اجتماعى إيجابى ،ويكون لديه الحماس للحفاظ على هذه ضا من الدوافع ما يمنعه من ارتكاب السلوكيات األخالقية ،ويكون لديه أي ً سلوكيات تدمر عالقاته مع اآلخر وقد افترض الباحثون ثالثة افتراضات : أوالً :أن االمتنان تحديًدا يعد بمثابة مقياس ومعيار أخالقى يزود األفراد صا ما قد عاملهم بصورة بقراءة انفعالية ،تصاحب إدراكهم أن شخ ً اجتماعية إيجابية . ثانيًا :أن االمتنان يعد دافعًا أخالقيًا ،يُحفز األفراد على التصرف بصورة اجتماعية إيجابية بعد أن كانوا أنفسهم المستفيدين من سلوك اآلخرين االجتماعى اإليجابى . ثالثًا :أن االمتنان يعد مدع ًما أخالقيًا يشجع السلوك االجتماعى االيجابى من خالل تعزيز وتدعيم األفراد على ما قاموا به من قبل من سلوك اجتماعى إيجابى. وقد قدم العلماء أدلة تدعم هذا التصور ،فيعد االمتنان عملية تطور وتكيف تهدف إلى التعديل من استجابات األفراد نحو األفعال اإليثارية ،وبهذا يعد عنصرا أساسيًا فى منظومة االنفعاالت يقوم عليه اإليثار المتبادل ً االمتنان . وتشير األبحاث الحديثة إلى أن االمتنان يعد آلية نفسية تكمن وراء التبادلية والمعاملة بالمثل ؛ تظهر لدى اإلنسان وغيره من الرئيسيات غير البشرية ،وهذا اليعنى أن يقتصر االمتنان على هذه الوظيفة فحسب ،أو أن يُختزل االمتنان ليكون مجرد آلية تبادل فى مجتمع اقتصادى ،فهناك أسباب أخرى تدعو إلى االعتقاد بأن خبرات االمتنان هذه ترتبط بمؤشرات السعادة والرفاة فى عالقة يمكن اعتبارها سببية. ويمكن تلخيص وجهات النظر التى تم عرضها حتى اآلن فى عدة نقاط ،تمثل ُجماع ما اتفقت عليه نظريات وأبحاث االمتنان ،وتتمثل فى اآلتى : أوالً :تتفق المعالجات القائمة على أن االمتنان جزء من جهاز نفسى وظيفى ، ضا . يساعد األفراد على الحفاظ على التزاماتهم تجاه بعضهم بع ً ثان ًيا :تتفق معظم المعالجات النظرية على أن االمتنان يوجد فى ظل مجموعة من الظروف ،تتمثل فى : تقديرا إيجاب ًيا . ً أ-عندما تُقدّر المنفعة أو المساعدة ب-عندما التتناسب المنفعة أو المساعدة التى تلقاها الفرد مع ما بذله من جهد ج-عندما تقدم المنفعة أو المساعدة من الشخص الخيّر عن عمد وبشكل قصدى . ثالثًا :يعد االمتنان خبرة ممتعة ترتبط بالرضا والسعادة واألمل . يُفترض أن هناك أربعة أبعاد -على األقل -يمكننا فى ضوئها فهم االمتنان . وتختص األبعاد األربعة التى يمكن من خاللها مالحظة االمتنان بــــــــــــ : أ – الميول والنزعات . ب-المنفعة أو المساعدة . ج-فاعل الخير . د-المنفعة xفاعل الخير . ويعتبر بُعد النزعة والميل البعد األعـــــــم الذى مــــــــن خالله نشير إلى الفرد بأنـــــــــه " ممتن " أو " ناكر للجميل " ،وتوضح هـــــــــــــذه التسميات ظاهريًا مدى استعداد الفرد ليمر بخبرة االمتنان على مر الزمن ،وعبر عديد من المواقف . ويُفهم االمتنان من خالل بُعد " المنفعة أو المساعدة " من خالل مالحظة درجة امتنان الفرد استجابة لمنفعة أو مساعدة مـا حصل عليها .ويكون السؤال هــــــنا هو : هل تشعر باالمتنان نحو شئ ما قًدم لك ؟ ويفهم االمتنان من خالل بُعد " فاعل الخير" من خالل مالحظة درجة امتنان األفراد تجاه شخص بعينه منحهم منفعة أو مساعدة ما فى الماضى . فيتوقع من األطفال أن يكونوا ممتنيين آلبائهم دون الحاجة إلى حصر أبرز المنافع والفوائد التى قُدمت لهم. وال تمثل طبيعة المنافع أو المساعدات التى تم الحصول عليها فى الماضى مركز االهتمام من منظور المستفيد ،وإنما تعد المسألة األساسية فى كون الشخص يشعر باالمتنان نحو شخص ما. أما عن بُعد " المنفعة أو المساعدة xفاعل الخير" فهو يمثل المزاوجة بين بُعد المنفعة ،والبُعد المتمركز حول فاعل الخير ،ونهتم فى هذا البعد األخير بدرجة االمتنان التى يشعر بها الفرد نحو منفعة بعينها. على سبيل المثال: رسوم الدراسة فى كلية فرد ما ،أو السماح لشخص ما بالمرور فى زحام المرور ،أو إخراج القمامة ،والتى يمنحها فاعل الخير الذى قد يكون األب ،أو غريب فى الطريق السريع ،أو مرافق الحجرة . وبنا ًء على ماسبق : يكون السؤال محط االهتمام فى ضوء هذا المنظور هـو : -هل يمكن أن يشعر الفرد باالمتنان نحو شخص ما لتقديمه شيئًا ما له؟ فالتركيز هنا على كل من المنفعة والمساعدة المقدمة ،ومن قدمها . إن النزعة لالمتنان تعد ميالً انفعاليًا نحو االعتراف واالستجابة لدور العوامل الخيرية األخالقية فى مخرجات الفرد اإليجابية ؛ لذا توجد عدة أوجه لهذه النزعة تعبر عن نفسها فى خبرات انفعالية متفردة ( ونعنى بذلك خبرات الفرد اليومية فى االمتنان ) . ونشير فى استخدامنا لمصطلح " أوجه" –بدالً من مصطلح " أبعاد " – كون النزعة لالمتنان ؛ ذلك ألننا النفترض أن إلى العناصر التى ت ُ ّ العناصر التالية من خبرات األفراد النفسية والشخصية لالمتنان عناص ًرا مستقلة ،أو منفصلة بالضرورة ،ولكننا نعتقد أن هذه األوجه تمثل مالم ًحا من خبرات امتنان متفردة يمر بها األفراد الممتنون . ويمكن تسمية الجانب األول لنزعة االمتنان بشدة االمتنان ،فالفرد الذى لديه نزعة قوية نحو االمتنان ،يتوقع أن يشعر باالمتنان بعمق عندما يعايش حدثًا إيجابيًا ،خاصة إذا ما قورن بشخص ذى نزعة أقل نحوه ، وعايش الحدث ذاته . ويعتبر عدد وتكرارات الشعور باالمتنان الجانب الثانى لنزعة االمتنان ، فيعلن الفرد ذو النزعة القوية نحو االمتنان عن إحساسه بالعرفان بالجميل مرات عديدة فى اليوم ،ويتجلى ذلك فى أبسط ما يُقدم له من معروف ،أو فيما يُقدم له من أفعال تتصف بحسن الخلق . وعلى النقيض ؛ ال يعد تقديم معروف أو أفعال تتصف بحسن الخلق للفرد ذى النزعة األقل نحو االمتنان كافيًا لظهور االمتنان ،سواء فى حينها أو فى المستقبل . وبنا ًء على ذلك ؛ تقل فرص هذا الشخص فى الشعور باالمتنان خالل مدة محددة ( على سبيل المثال ساعات ،أيام ،أسابيع .إلخ ). ويمثل مدى االمتنان الجانب الثالث منه ،ويقصد بذلك عدد األحداث الحياتية التى يشعر فيها الفرد باالمتنان فى وقت محدد. فالفرد الذى لديه نزعة قوية نحو االمتنان يشعر باالمتنان تجاه أسرته ،ووظيفته ،وصحته ،ونحو الحياة ذاتها ،وغير ذلك من أمور عديدة . أما الفرد الذى لديه نزعة أقل نحو االمتنان فيقتصر إدراكه لخبرة االمتنان على جوانب محدودة من حياته وثمة جانب رابع لنزعة االمتنان يتمثل فى كثافة االمتنان ،ويشير إلى عدد األفراد الذين يشعر الفرد باالمتنان لهم نتيجة لحدث واحد إيجابى ،أو نتيجة لظروف حياتية إيجابية مر بها . فعندما يُسأل الفرد عن األشخاص الذين يُكن لهم بالعرفان بالجميل نتيجة لحدث ما كحصوله على وظيفة جيدة ،فسوف تتضمن إجابة الفرد الذى لديه نزعة قوية نحو االمتنان قائمة كبيرة بأسماء عديد من األفراد كاآلباء، ومدرسى المرحلة االبتدائية ،والمدربين ،والموجهين ،والزمالء ،وذلك على خالف من لديه نزعة أقل نحو االمتنان ؛ فشعوره باالمتنان يكون نحو عدد أقل من األفراد . التنطبق أبعاد االمتنان األربعة بالتساوى على كل األوجه األربعة التى يمكن من خاللها دراسته . ففيما يتعلق ببُعد النزعة والميل ( حيث تعد سمات الفرد واستعداده العام ليكون ممتنًا نحو عديد من ظروف الحياة المختلفة محور االهتمام ) يمكننا قياس امتنان األفراد على جميع األبعاد األربعة (الشدة والتكرار والمدى والكثافة ) . وفيما يتعلق ببُعد المنفعة أو المساعدة ( ومحور اهتمامه امتنان األفراد نحو منفعة واحدة ومحددة بعينها ) سنكون مهتمين بشدة االمتنان ، وتــــــــــــكراره ،وكثافنه ،ولكن ليس بمداه . أما فيما يتعلق ببُعد فاعل الخير ( ومحور اهتمامه هو امتنان األفراد لشخص ما بعينه لما قدمه من منفعة ما غير محددة ،أو مجموعة مــــــــــــن المساعدات ) ،فاهتمامنا سينصب على بُعد شدة االمتنان ، وتكراره ،ولكن ليس على بُعد الكثافة أما عن بُعد المنفعة أو المساعدة xفى فاعل الخبر ( وفيه يعد شعور الفرد باالمتنان نحو فاعل خير ما بعينه لما قدمه من منفعة محددة هو موضع االهتمام ) فيكون اهتمامنا ببُعد شدة االمتنان ،وتكراره ،ولكن ليس بمداه أو كثافته تكشف البحوث االرتقائية أن فهم األطفال لالمتنان –كعملية -يحدث عبر سنوات عديدة ،وبشكل أكثر تحديًدا ،اليحدث االمتنان كاستجابة لتلقى هدية حتى مرحلة الطفولة المتوسطة . وقد وجد جيلسون Gleasonووينتروب Weintraub ()1976على سبيل المثال أن نسبة قليلة من األطفال ( )%21األقل من ست سنوات ،عبروا عن شكرهم للراشدين الذين قدموا لهم حلوى ،ولكن معظم األطفال فى سن العاشرة فأكثر ( )%80قد عبروا عن امتنانهم فى ذات الموقف . وبنا ًء على هذه البيانات ؛ يبدو أن خبرة االمتنان ،والرغبة فى عمل شئ طيب لمن يُحسن إلينا ،تبزغ فى المدى العمرى من 10:7سنوات . عن ولكن هناك ندرة فى الدراسات االرتقائية التى عنيت بالكشف توقيت بزوغ االمتنان لدى األطفال. التتوفر لدينا أدلة كثيرة تتعلق بالفروق الجندرية ،ولكننا نثير فى البداية التساؤل اآلتى : -هل يمكن لالمتنان كإستراتيجية معززة للشعور بطيب الحال أن يكون مؤثرا على الرجال والنساء بالقدر نفسه ؟ ً على الرغم من ارتباط االمتنان بالنواتج النفسية اإليجابية ،فإن االمتنان قد يكون انفعاال ينشد الرجال تجنب معايشته ،أو التعبير عنه ؛ ألنه يرتبط من منظورهم باالنفعاالت والظروف السلبية . ونظرا ً فالرجال عادة تعبر عن االنفعاالت التى ترتبط بالقوة والمكانة . الرتباط االمتنان باالعتمادية جزئيًا ،فقد يدرك الرجال معايشة االمتنان والتعبير عنه على أنه دليل على الضعف ،ويمثل تهديدًا لرجولتهم ، ويضر بمكانتهم ،وبالتالى لكى يحموا أنفسهم من االنفعاالت السلبية ، والعواقب االجتماعية المرتبطة بها ؛ فإنهم يتجنبون معايشته والتعبير عنه . أما النساء –مــــــــقـــــــارنة بالرجال -فإنهن من األكثر احتماالً أن يعايشن االمتنان ،ويعبرن عنه. وتوصلت ثالث دراسات مختلفة إلى أن معايشة النساء لالمتنان لم تكن خبرة جديدة بالنسية إليهن ،وهى خبرة مركبة ،وغير مؤكدة ،ويشوبها الصراع ،وهى خبرة مثيرة ،وعندما طلب منهن وصف موقف حديث كن فيه مستفيدات ،أوضحت النساء المشاركات أنهن كن أقل سأ ًما ، وأكثر امتنانًا . أخيرا :كانت النساء المشاركات األكثر امتنانًا على مدى ثالثة أشهر – ً مقارنة بالرجال المشاركين فى الدراسة -أكثر احتماالً ألن يُشبعن حاجاتهن النفسية لالنتماء واألستقاللية . وربما نكون فى حاجة إلى إعادة التعليم االنفعالى للرجال إلقناعهم أن عزو نحاجهم لآلخرين اليقلل من شعورهم باإلنجاز الذاتى