مقرر التعلم االجتماعي الوجداني PDF

Document Details

ElegantThulium

Uploaded by ElegantThulium

Faculty of Education, Ain Shams University

2025

صفاء يوسف األعسر

Tags

Social Emotional Learning Curriculum Educational Psychology Higher Education

Summary

This document describes a course called "Social Emotional Learning", intended for third-year students of Educational Psychology. It outlines the course objectives and expected learning outcomes, covering topics such as positive psychology, social-emotional skills, communication, anger management, conflict resolution, self-awareness, empathy, and gratitude..

Full Transcript

‫مقرر‬ ‫التعلم االجتماعي الوجداني‬ ‫‪Social Emotional Learning‬‬ ‫الفرقة الثالثة‬ ‫علم نفس تربوي‬ ‫مادة علمية مجمعة من عدة مراجع لألستاذة الدكتورة‬ ‫صفاء يوسف األعسر‬ ‫تنسيق‬ ‫د‪.‬هبة سرى‬...

‫مقرر‬ ‫التعلم االجتماعي الوجداني‬ ‫‪Social Emotional Learning‬‬ ‫الفرقة الثالثة‬ ‫علم نفس تربوي‬ ‫مادة علمية مجمعة من عدة مراجع لألستاذة الدكتورة‬ ‫صفاء يوسف األعسر‬ ‫تنسيق‬ ‫د‪.‬هبة سرى‬ ‫القائم بالتدريس‬ ‫د‪.‬سحر الشعراوى‬ ‫‪1‬‬ ‫العام الجامعي ‪2025 / 2024‬‬ ‫توصيف المقرر‬ ‫‪ -1‬بيانات المقرر‪:‬‬ ‫الفصل الدراسى‬ ‫الفرقة‪ :‬الثالثة‬ ‫اسم المقرر‪:‬‬ ‫الرمز الكودي‪3133 :‬‬ ‫األول‬ ‫عن‬ ‫الشعبة‪ :‬تربوى‬ ‫التعلم االجتماعي الوجداني‬ ‫نظري ‪4‬‬ ‫عدد الساعات الدراسية ‪) 4 ( :‬‬ ‫التخصص ‪ :‬علم النفس‬ ‫عملي‬ ‫يهدف هذا المقرر إلى‪:‬‬ ‫‪ -2‬هدف المقرر ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ترسيخ عالقة علم النفس االيجابى وأهدافه بتعلم المهارات االجتماعية‬ ‫والوجدانية‪.‬‬ ‫‪ -2‬تزويد الطالبة بقاعدة معلومات عن أهمية التعلم الوجدانى فى حياة المعلم‬ ‫والتلميذ والفرد بصفة عامة فى الحياة‪.‬‬ ‫‪ -3‬اكساب الطالبة عدة مهارات اجتماعية ووجدانية تساعدها على حياة‬ ‫أفضل تتصف فيها باالزدهار وطيب الحياة‪.‬‬ ‫‪ -4‬تحديد أهمية تدريب تالميذها ‪ /‬طالبها على المهارات االجتماعية‬ ‫والوجدانية الالزمة للنجاح الشخصى وفى العالقات مع اآلخرين‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ -3‬المستهدف من تدريس المقرر‪ :‬بانتهاء هذا المقرر ُيتوقع أن تكون الدارسة قادرة على أن ‪:‬‬ ‫أ‪.1.‬تتعرف على مجال علم النفس االيجابى وأهدافه‬ ‫أ‪.‬المعلومات والمفاهيم‪:‬‬ ‫أ‪.2.‬تذكر األسس النظرية التى نستند اليها في مجال تنمية المهارات‪.‬‬ ‫أ‪.3.‬تعدد أنواع التعلم‬ ‫أ‪.4.‬تحدد أهمية تعلم المهارات االجتماعية والوجدانية‬ ‫أ‪.5.‬تذكر أهداف التعليم‬ ‫أ‪.6.‬تعرف التنشئة االجتماعية‬ ‫أ‪.7.‬تعدد مؤسسات التنشئة االجتماعية‪.‬‬ ‫أ‪.8.‬تعرف التربية االيجابية ومبادئها‬ ‫أ‪.9.‬تميز بين التربية االيجابية وغيرها من أساليب التنشئة الخاطئة‪.‬‬ ‫أ‪.10.‬تحدد أهمية التربية االيجابية في التعلم االجتماعى الوجدانى‬ ‫أ‪.11.‬تحدد معنى العالقة القريبة‬ ‫أ‪.12.‬تحدد معنى التمعن فى العالقات القريبة ومكوناته‬ ‫أ‪ُ.13.‬تميز بين االتصال اللفظى وغير اللفظى‬ ‫أ‪ُ.14.‬تحدد مظاهر االتصال غير الفعال وعالمات وجود مشكلة فى االتصال‬ ‫أ‪.15.‬تصف مشتتات االتصال والعوامل المؤثرة فيه‬ ‫‪3‬‬ ‫أ‪.16.‬تذكر مهارتين من مهارات االتصال الفعال‬ ‫أ‪.17.‬تحدد أهمية مهارات االتصال فى التعلم االجتماعى الوجدانى‬ ‫أ‪.18.‬تميز بين السمع واالستماع الجيد‬ ‫أ‪.19.‬تحدد عوائق االستماع الجيد‪.‬‬ ‫أ‪.20.‬تحدد مهارات تحقيق االستماع الجيد‪.‬‬ ‫أ‪.21.‬تعرف مهارة االفصاح عن الذات‪.‬‬ ‫أ‪.22.‬تذكر النظريات المفسرة لإلفصاح عن الذات‪.‬‬ ‫أ‪.23.‬تصف أسباب وعقبات اإلفصاح عن الذات‬ ‫أ‪.24.‬تعرف الذكاء الوجدانى ومهاراته‬ ‫أ‪.25.‬تحدد أهميته فى التعلم االجتماعى الوجدانى‪.‬‬ ‫أ‪.26.‬تحدد عالقة مهارة إدارة االنفعاالت العاصفة بإدارة الغضب‪.‬‬ ‫أ‪.27.‬تحدد أهمية إدارة الغضب‪.‬‬ ‫أ‪.28.‬تذكر مظاهر الغضب المتعددة‪.‬‬ ‫أ‪.29.‬تصف تصعيد الغضب‬ ‫أ‪.30.‬تميز بين أنواع استجابات الفرد وقت الغضب‬ ‫أ‪.31.‬تتعرف على مقياس تقدير الذات وابعاده الفرعية‬ ‫أ‪.32.‬تتعرف على نظرية العالج العقالنى االنفعالى لتفسير وادارة الغضب‬ ‫أ‪.33.‬تميز بين العوامل الثانوية المثيرة وبين األفكار غير العقالنية المسئولة‬ ‫‪4‬‬ ‫عن الغضب‬ ‫أ‪.34.‬تصف موقفا مرت به وشعرت فيه بالغضب‪.‬‬ ‫أ‪.35.‬تذكر معنى الخالف‬ ‫أ‪.36.‬تعدد أنواع الخالفات والصراع‬ ‫أ‪.37.‬تعين أهمية تقبل االختالف‬ ‫أ‪.38.‬تصف العوامل التى تصعد ‪ /‬تخفض وتهدئ موقف الخالف‬ ‫أ‪.39.‬تميز الحل االيجابى لمواقف الخالف فى ضوء المكسب‪ /‬الخسارة‬ ‫أ‪.40.‬تحدد أهمية حل الخالفات فى التعلم االجتماعى الوجدانى‬ ‫أ‪.41.‬تعرف التوكيدية‬ ‫أ‪.42.‬تذكر أهمية التوكيدية فى التعلم االجتماعى الوجدانى‬ ‫أ‪.43.‬تحدد شروط التوكيدية‬ ‫أ‪.44.‬تميز بين االستجابة العدوانية واالنسحابية والتوكيدية‬ ‫أ‪.45.‬تسترجع أحد مواقف حياتها وتصف نوع استجابتها فى الموقف‬ ‫أ‪.46.‬تعرف الرضا عن الحياة‬ ‫أ‪.47.‬تحدد عالقة االنفعال بالتذكر والتفكير‬ ‫أ‪.48.‬تعين دور وتأثير صدمات الطفولة على الشخصية‬ ‫أ‪.49.‬تعرف الصفح‬ ‫أ‪.50.‬تحدد أهميته فى التعلم االجتماعى الوجدانى‬ ‫‪5‬‬ ‫أ‪.51.‬تحدد أهمية الصفح فى تحقيق الرضا عن الحياة والماضى وتحقيق‬ ‫السعادة‬ ‫أ‪.52.‬تذكر عوامل التمسك بعدم الصفح‬ ‫أ‪.53.‬تتعرف على خطوات تحقيق استراتيجية الصفح‬ ‫أ‪.54.‬تتعرف على مقياس دافعية التجاوز عن االساءة‬ ‫أ‪.55.‬تحدد عواقب عدم الصفح مع المسئ‬ ‫أ‪.56.‬تذكر متغيرات الشخصية المنبئة بالصفح‬ ‫أ‪.57.‬تتعرف على مقدمات الصفح‬ ‫أ‪.58.‬تصف نتائج الدراسات عن الصفح والصحة النفسية وطيب الحياة‬ ‫أ‪.59.‬تعرف االمتنان‬ ‫أ‪.60.‬تحدد أهمية االمتنان فى التعلم االجتماعى الوجدانى‬ ‫أ‪.61.‬تتعرف على مقياس االمتنان‬ ‫أ‪.62.‬تتعرف على عالقة االمتنان بتحقيق الرضا عن الحياة والماضى‬ ‫والسعادة‬ ‫أ‪.63.‬تميز بين حالة ‪ /‬سمة االمتنان‬ ‫أ‪.64.‬تذكر خصائص األشخاص الممتنين‬ ‫أ‪.65.‬تتعرف على نتائج دراسات االمتنان وعالقتها بالصحة النفسية‬ ‫أ‪.66.‬تصف متغيرات الشخصية ذات العالقة باالمتنان‬ ‫‪6‬‬ ‫أ‪.67.‬تذكر عالقة االمتنان بطيب الحياة‬ ‫أ‪.68.‬تعرف التراحم‬ ‫أ‪.69.‬تحدد أهمية التراحم فى التعلم االجتماعى الوجدانى‬ ‫أ‪.70.‬تعين أهمية التراحم فى المهن االنسانية‬ ‫أ‪.71.‬تصف متطلبات التراحم‬ ‫أ‪.72.‬تحدد عالقة التراحم بغيره من المفاهيم النفسية االيجابية‬ ‫أ‪.73.‬تعرف النفاذ لألخر‬ ‫أ‪.74.‬تحدد أهمية النفاذ لألخر فى التعلم االجتماعى الوجدانى‬ ‫أ‪.75.‬تتعرف على درجتها ومعناها بتطبيق استبيان لقياس النفاذ لألخر‬ ‫أ‪.76.‬تصف أهمية النفاذ لألخر وأهمية ممارسته‬ ‫أ‪.77.‬تحدد مكونات النفاذ لألخر‬ ‫أ‪.78.‬تحدد عالقة النفاذ لألخر بالغيرية‬ ‫أ‪.79.‬تذكر نتائج الدراسات المتعلقة بمهارة النفاذ لألخر‬ ‫أ‪.80.‬تتعرف على أساليب تنمية النفاذ لألخر من خالل عدة مهارات‬ ‫أ‪.81.‬تحدد كيفية تحقيق النفاذ لألخر‬ ‫ب‪.1.‬تخطط لتعليم تالميذ فصلها مهارات التعلم االجتماعى الوجدانى‬ ‫ب‪.‬المهارات المهنية‬ ‫ب‪.2.‬توظف المهارات المتعلمة لتحقيق تربية ايجابية ألبنائها وتالميذها‬ ‫الخاصة بالمقرر‪:‬‬ ‫ب‪.3.‬تخطط لتحسين عالقاتها القريبة‬ ‫‪7‬‬ ‫ب‪.4.‬توظف مكونات التمعن فى العالقات القريبة مع المقربين‬ ‫ب‪.5.‬تتذوق ما حققته من تقدم فى عالقاتها القريبة وخفض للمشكالت‬ ‫ب‪.6.‬تطبق المهارات المتعلمة لمواجهة مشكالتها فى االتصال‬ ‫ب‪.7.‬تستخدم مهارات االستماع الجيد فى مواقف حياتها‬ ‫ب‪.8.‬تستخدم مهارات االفصاح عن الذات عند الحاجة الى ذلك فى مواقفها‬ ‫مع المحيطين‬ ‫ب‪.9.‬تبحث عن وسائل للتغلب على عوائق االتصال لديها‬ ‫ب‪.10.‬تدير اتصالها اللفظى وغير اللفظى بكفاءة أعلى‬ ‫ب‪.11.‬توظف خطوات اليس فى نظرية العالج العقالنى االنفعالى لمواجهة‬ ‫غضبها بحكمة‬ ‫ب‪.12.‬تستخدم عدة مهارات إلدارة ذاتها فى مواقف االتصال خاصة عند‬ ‫الشعور باالنفعال السلبى‬ ‫ب‪.13.‬تطبق المهارات واالستراتيجيات والمفاهيم عن قصد لحل مواقف‬ ‫الخالف بكفاءة وايجابية‬ ‫ب‪.14.‬تتذوق االزدهار والتمكين وطيب الحياة بزيادة قدرتها على حل بعض‬ ‫أو كثير مما كانت تعجز عنه سابقا‬ ‫ب‪.15.‬تخطط الستخدام شروط التوكيدية عند استجابتها لمواقف الحياة‬ ‫اليومية‬ ‫‪8‬‬ ‫ب‪.16.‬تبحث عن بدائل لتحويل استجاباتها السلبية الستجابة أكثر توكيدية‬ ‫ب‪.17.‬تطبق مقياس الرضا عن الحياة وتفسر درجتها‬ ‫ب‪.18.‬تتحدث عن بعض الخبرات التى مرت بها وال تحقق لها الرضا عن‬ ‫الماضى‬ ‫ب‪.19.‬تطبق استراتيجية الصفح فى عالقاتها‬ ‫ب‪.20.‬تتذوق الحياة األفضل والراحة النفسية عند ممارسة الصفح‬ ‫ب‪.21.‬تتحدث عن االختالف لديها فى المواقف التى تنجح فى الصفح عن‬ ‫المسئ عن تلك التى لم تتمكن فيها من ممارسته‬ ‫ب‪.22.‬تبحث عن مواقف تعبر فيها عن امتنانها لمن قدم لها معروفا أو‬ ‫خدمة‬ ‫ب‪.23.‬توظف المفاهيم المتعلمة للتعبير عن امتنانها فى مواقف حياتها‬ ‫ب‪.24.‬توظف ما تعلمته لممارسة التراحم خاصة فى العالقات القريبة‬ ‫ب‪.25.‬تتذوق أهمية التراحم عند ممارسته‬ ‫ب‪.26.‬تستخدم مهارة النفاذ لألخر بكفاءة أعلى‬ ‫ب‪.27.‬تتذوق نجاح عالقاتها عند ممارسة المهارات والمفاهيم فى مواقف‬ ‫االتصال فى حياتها اليومية وداخل الفصل الدراسى‬ ‫ج‪.‬المهارات الذهنية‪ :‬ج‪.1.‬تلخص أهمية وأهداف علم النفس االيجابى‬ ‫ج‪.2.‬تفسر نجاح تنمية المهارات من خالل األساس النظرى للتنمية‬ ‫‪9‬‬ ‫ج‪.3.‬تترجم المفاهيم األساسية المتعلمة في المقرر ‪ /‬المجال‬ ‫ج‪.4.‬تقارن بين التربية االيجابية وغيرها من أساليب التنشئة االجتماعية‬ ‫ج‪.5.‬تستخلص دور التربية االيجابية في تنشئة أفضل لألبناء في األسرة‬ ‫والتالميذ في المدرسة‬ ‫ج‪.6.‬تقارن بين المواقف التى تمارس فيها التمعن وتلك التى ال تمارسه فيها‬ ‫لتحديد مدى التقدم فى عالقاتها القريبة‬ ‫ج‪.7.‬تحاور المجموعة فيما حققته من نمو وتطور بممارسة بعض أو كل‬ ‫مهارات ومكونات التمعن‬ ‫ج‪.8.‬تحلل مواقف االتصال للوقوف على ما يعترضها من مشكالت وعقبات‬ ‫ومشتتات‬ ‫ج‪ُ.9.‬تقوم دور الرسالة اللفظية وتعبيراتها غير اللفظية في نجاح االتصال أو‬ ‫إثارة المشكالت‬ ‫ج‪.10.‬تختار من بين مهارات االستماع الجيد ما يفيدها في مواقف حياتها‬ ‫ج‪.11.‬تعلل أسباب اقدامها لإلفصاح عن الذات أو احجامها عنه‬ ‫ج‪.12.‬تستخلص أهمية مهارات الذكاء الوجدانى في تحقيق االتصال الفعال‬ ‫في األسرة والفصل الدراسى‬ ‫ج‪.13.‬تحلل مواقف الغضب لتحديد األفكار غير العقالنية المسئولة عن‬ ‫اثارتها‬ ‫‪10‬‬ ‫ج‪.14.‬تستنتج أهمية استراتيجية الدحض للتشخيص ونجاح ادارة الغضب‬ ‫ج‪.15.‬تقارن بين أنواع الخالفات من حيث سهولة أو صعوبة حل الموقف‬ ‫ج‪.16.‬تفسر أسباب نجاح تهدئة موقف الخالف أو تصعيده‬ ‫ج‪.17.‬تقارن بين تأثير كل من االستجابة العدوانية واالنسحابية والتوكيدية‬ ‫عليها وعلى األخر في المواقف المتنوعة‬ ‫ج‪.18.‬تختار االستجابة التوكيدية في مواقفها اليومية بدال من العدوانية‬ ‫واالنسحابية‪.‬‬ ‫ج‪. 17.‬تختار ممارسة استراتيجية الصفح لتجاوز مواقف االساءة خاصة في‬ ‫عالقاتها القريبة‬ ‫ج‪. 18.‬تختار من األشخاص والمواقف من تعبر لهم عن مشاعرها باالمتنان‬ ‫لما قدموه لها من معروف أو خدمة أو مساعدة‬ ‫ج‪.19.‬تستخلص أهمية تراحمها مع األخرين في األسرة وتالميذها في الفصل‬ ‫ج‪.20.‬تستخلص أهمية نفاذها لألخر وتدريب أبنائها وتالميذها عليه‬ ‫ج‪. 21.‬تستخلص كيف لها أن تحقق النفاذ لألخر في عالقاتها‬ ‫د‪.1.‬تعبر ايجابياً عن دور التعلم االجتماعى الوجدانى في تحقيق حياة أفضل‬ ‫د‪.‬المهارات العامة ‪:‬‬ ‫وعالقات أكثر نجاحاً وازدهاراً‬ ‫‪11‬‬ ‫د‪ُ.2.‬ت َف ِّعل المهارات المتعلمة مع المحيطين في األسرة والمدرسة‬ ‫د‪.3.‬تتعامل بكفاءة أعلى في مواقف االتصال لفظياً وغير لفظياً‬ ‫د‪.4.‬تنقل المهارات االجتماعية والوجدانية في حياتها اليومية ولألخرين‬ ‫د‪.5.‬تجمع مادة علمية عن مزيد من المفاهيم والمتغيرات والمهارات غير تلك‬ ‫التى درستها في المقرر‬ ‫د‪ُ.6.‬تفعل مبادئ التربية االيجابية عن قصد عند تنشئة أبنائها وتالميذها‬ ‫د‪.7.‬تتواصل بتوكيدية آخذة حقوق األخر وحقوقها في االعتبار‬ ‫د‪.8.‬تعمل على استمرارية ممارسة المهارات االجتماعية والوجدانية بعد تغير‬ ‫خريطتها المعرفية‬ ‫د‪.9.‬تستثمر ما تعلمته لتشجيع غيرها من المحيطين على ممارسته‬ ‫األسبوع‬ ‫المحتوى‬ ‫‪ -4‬محتوى المقرر‪:‬‬ ‫األول‬ ‫مقدمة‪ ،‬أسباب مصداقية علم النفس االيجابى‪،‬‬ ‫‪1,4‬‬ ‫أهدافه‪ ،‬الثقافة النفسية‬ ‫الثاني‬ ‫األسس النظرية الثالث لتنمية المهارات واالمكانات‬ ‫‪2,4‬‬ ‫البشرية‬ ‫الثالث‬ ‫أنواع التعلم وأهداف التعليم‬ ‫‪3,4‬‬ ‫الرابع‬ ‫التنشئة االجتماعية ( تعريفها‪ ،‬مؤسساتها‪ ،‬العوامل‬ ‫‪4,4‬‬ ‫‪12‬‬ ‫المؤثرة‪ ،‬أساليب خاطئة فى التنشئة) والتربية‬ ‫االيجابية ( التعريف‪ ،‬والمبادئ)‬ ‫الخامس‬ ‫االتصال ( موقف االتصال‪ :‬عناصره‪ ،‬مشتتاته‪،‬‬ ‫‪5,4‬‬ ‫العوامل المؤثرة فى االدراك وفى االتصال‪ ،‬أنواع‬ ‫االتصال‪ ،‬أنواع الرسائل‪ ،‬العالقات القريبة معناها‬ ‫ودور التمعن ‪ ،‬مشكالت االتصال غير الفعال )‬ ‫السادس‬ ‫االستماع الجيد أو االصغاء الفعال من مهارات‬ ‫‪6,4‬‬ ‫االتصال ( معوقات االستماع الجيد‪ ،‬عمليات‬ ‫االستماع وأساليبه‪ ،‬كيف يحدث‪ ،‬كيف يكون أكثر‬ ‫كفاءة‪ ،‬مهاراته‪) ،‬‬ ‫السابع‬ ‫االفصاح عن الذات من مهارات االتصال ( العوامل‬ ‫‪7,4‬‬ ‫المؤثرة‪ ،‬الهدف ‪ ،‬النظريات المؤثرة‪ ،‬أسباب االفصاح‬ ‫عن الذات أو االحجام عنه‪ ،‬كيف ينجح االفصاح‬ ‫الثامن‬ ‫الذكاء الوجدانى ( التعريف‪ ،‬األهمية‪ ،‬المهارات)‬ ‫‪8,4‬‬ ‫التاسع‬ ‫إدارة الغضب ( معنى الغضب ومظاهره‪ ،‬التصعيد‪،‬‬ ‫‪9,4‬‬ ‫العوامل الثانوية التى تجعل الفرد أكثر تعرضاً‬ ‫لالستثارة االنفعالية‪ ،‬نظرية العالج العقالنى‬ ‫‪13‬‬ ‫االنفعالى‪ ،‬خطوات اليس‪ ،‬األفكار غير العقالنية ‪،‬‬ ‫الدحض‪ ،‬مهارات مساعدة)‬ ‫العاشر‬ ‫ادارة الخالفات ( معنى الخالف‪ ،‬أنواع الخالفات‪،‬‬ ‫‪10,4‬‬ ‫مقومات المناخ اآلمن‪ ،‬العوامل المؤدية للخالف‪،‬‬ ‫العوامل التى تعمل على تهدئة الموقف ‪ ،‬أساليب حل‬ ‫الخالف‪ ،‬الحل االيجابى للخالف)‬ ‫الحادي عشر‬ ‫التوكيدية ( معناها‪ ،‬الفرق بينها وبين االستجابة‬ ‫‪11,4‬‬ ‫العدوانية واالنسحابية‪ ،‬شروط التوكيدية ‪ ،‬تحديد نوع‬ ‫االستجابة وطرح بدائل الستجابة أكثر ايجابية)‬ ‫الثاني عشر‬ ‫الرضا عن الماضى والحياة‪ ،‬عالقة االنفعال بالتذكر‬ ‫‪12,4‬‬ ‫والتفكير‪ ،‬دور صدمات الطفولة وتأثيرها على‬ ‫االشخصية‪ ،‬الصفح ( موقف االتصال ‪ ،‬االساءة بين‬ ‫طرفى الموقف‪ ،‬دور الصفح فى تحقيق الرضا عن‬ ‫الماضى والحياة ‪ ،‬استراتيجية وورثنجتون للوصول‬ ‫للصفح‪ ،‬مقدمات الصفح ‪ ،‬أهمية الصفح لطيب‬ ‫الحياة للصحة النفسية‪ ،‬خصائص الشخصية المنبئة‬ ‫بالصفح)‬ ‫‪14‬‬ ‫الثالث عشر‬ ‫االمتنان ( موقف االتصال وطرفى الموقف‪ ،‬مقدم‬ ‫‪13,4‬‬ ‫المساعدة ومتلقى المساعدة والتعبير عن االمتنان‪،‬‬ ‫دور االمتنان فى تحقيق الرضا عن الماضى والحياة‪،‬‬ ‫خصائص األشخاص الممتنين‪ ،‬تعريف حالة وسمة‬ ‫االمتنان‪ ،‬نتائج دراسات االمتنان‪ ،‬أثره فى تحقيق‬ ‫طيب الحياة)‬ ‫الرابع عشر‬ ‫التراحم ( المعنى‪ ،‬التعريف‪ ،‬المتطلبات‪ ،‬أهمية‬ ‫‪14,4‬‬ ‫التراحم فى المهن االنسانية ‪ :‬العالج الطبى)‬ ‫الخامس عشر‬ ‫النفاذ لألخر ( قياس النفاذ لألخر وتفسير الدرجة‬ ‫‪15,4‬‬ ‫الخام ‪ ،‬التعريف‪ ،‬األهمية‪ ،‬مكوناته‪ ،‬مفهوم الغيرية‪،‬‬ ‫كيفية التعبير عنه‪ ،‬أهمية ممارسته‪ ،‬كيفية تنميته‬ ‫من خالل عدة مهارات‪،‬‬ ‫السادس عشر‬ ‫االمتحانات النهائية‬ ‫السابع عشر‬ ‫‪ -5‬أسااااااااااليب التعلااااااااايم ‪. 1,5‬المحاضرة المباشرة‬ ‫‪. 2,5‬المناقشة والحوار والتمثيل بمواقف حياتية‬ ‫‪15‬‬ ‫‪. 3,5‬التعلم اإللكتروني من خالل رفع بعض المحاضرات على المنصة‬ ‫والتعلم‬ ‫التعليمية‬ ‫‪. 4,5‬روابط لفيديوهات توسع قاعدة معلومات ومهارات الطالبة فى بعض‬ ‫موضوعات المقرر‪.‬‬ ‫‪ -6‬أسااااااااااليب التعلااااااااايم ‪. 1,6‬محاضرة مباشرة‬ ‫والااااااااتعلم للطااااااااالب ذوي ‪. 2,6‬تعلم الكترونى من خالل رفع بعض المحاضرات على المنصة التعليمية‬ ‫‪. 3,6‬روابط لفيديوهات توسع قاعدة معلومات ومهارات الطالبة فى بعض‬ ‫القدرات المحدودة‬ ‫موضوعات المقرر‬ ‫‪ -7‬تقويم الطاااالب ‪:‬‬ ‫جا‪ -‬توزيع الدرجات‬ ‫ب‪-‬التوقيت‬ ‫أ‪-‬األساليب المستخدمة‬ ‫‪%5‬‬ ‫األسبوع األول‬ ‫جمع مادة علمية عن برامج ‪SEL‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫األسبوع الثانى‬ ‫جمع مادة علمية عن التعلم المستند الى‬ ‫بنية المخ ووظائفه ‪Brain- Based‬‬ ‫‪Learning‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫األسبوع الرابع‬ ‫كتابة تقرير عن " كيف تجد التربية‬ ‫االجتماعية الوجدانية مكانا لها فى الفصل‬ ‫‪16‬‬ ‫الدراسى"‬ ‫‪%80‬‬ ‫نهاية الفصل الدراسى‬ ‫امتحان موضوعى‬ ‫‪ -8‬قائمة الكتب الدراسية والمراجع ‪:‬‬ ‫‪.1‬مذكرة لمادة علمية مجمعة على قرص مدمج لتغطية محتوى المقرر من‬ ‫أ‪.‬مذكرات‬ ‫عدة مراجع لألستاذة الدكتورة صفاء األعسر‬ ‫‪.1‬‬ ‫ب‪.‬كتب ُمْل ِّزَمة‬ ‫‪.1‬صفاء األعسر وآخرون ( ‪ ) 2013‬القياس فى علم النفس االيجابى ‪،‬‬ ‫ج‪.‬كتب مقترحة‬ ‫المركز القومى للترجمة‪ ،‬دار األوبرا المصرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪.2‬صفاء األعسر وآخرون ( ‪ ) 2005‬السعادة الحقيقية‪ ،‬دار عين‪ ،‬روض‬ ‫الفرج‪ ،‬القاهرة‬ ‫‪.3‬صفاء األعسر ( ‪ ) 2018‬دليل علم النفس االيجابى ‪ ،‬المركز القومى‬ ‫للترجمة‪ ،‬دار األوبرا المصرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫د‪.‬دوريات علمية أو‬ ‫‪.2‬‬ ‫نشرات‪...‬‬ ‫‪A. Empowering Parents‬‬ ‫ه‪.‬مواقع إلكترونية‬ ‫‪B. Positive Psychology Today‬‬ ‫‪17‬‬ ‫فهرس الموضوعات‬ ‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫‪19‬‬ ‫‪ -1‬مقدمة‬ ‫‪19‬‬ ‫‪ -2‬أنواع التعليم‬ ‫‪21‬‬ ‫‪ -3‬أهداف التعلم‬ ‫‪26‬‬ ‫‪ -4‬علم النفس االيجابى‬ ‫‪29‬‬ ‫‪ -5‬األسس النظرية للتدريب وتنمية المهارات واالمكانات البشرية‬ ‫‪38‬‬ ‫‪ -6‬التنشئة االجتماعية‬ ‫‪51‬‬ ‫‪ -7‬التربية االيجابية‬ ‫‪57‬‬ ‫‪ -8‬االتصال‬ ‫‪72‬‬ ‫‪ -9‬االفصاح عن الذات‬ ‫‪77‬‬ ‫االستماع الجيد‬ ‫‪-10‬‬ ‫‪81‬‬ ‫الذكاء الوجدانى‬ ‫‪-11‬‬ ‫‪87‬‬ ‫ادارة الغضب‬ ‫‪-12‬‬ ‫‪109‬‬ ‫ادارة الخالفات‬ ‫‪-13‬‬ ‫‪120‬‬ ‫السلوك التوكيدى‬ ‫‪-14‬‬ ‫‪127‬‬ ‫الرضا عن الحياة‬ ‫‪-15‬‬ ‫‪136‬‬ ‫الصفح‬ ‫‪-16‬‬ ‫‪150‬‬ ‫االمتنان‬ ‫‪-17‬‬ ‫‪167‬‬ ‫التراحم‬ ‫‪-18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪187‬‬ ‫النفاذ لآلخر‬ ‫‪-19‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪19‬‬ ‫تستمد الخدمات النفسية في المدارس معناها وفاعليتها من كونها أحد عناصر أو مقومات منظومة‬ ‫التعليم ‪ ،‬ويستمد التعليم مكانته من الدور الذي يلعبه في المجتمع ‪ ،‬فهو يعد النشء للحفاظ على ماضيه‪،‬‬ ‫وتفعيل حاضره‪ ،‬وصناعة مستقبله ‪ -‬ومن هنا كانت العالقة الوثيقة بين التعليم والتنمية البشرية أو بين‬ ‫التعليم واالستثمار في المستقبل‪.‬‬ ‫وألن التعليم يعتبر ‪ -‬كمنظومة تضم الخدمات النفسية ‪ -‬بناء دينامي يتفاعل مع حاجات المجتمع فيستجيب‬ ‫لها‪ ،‬ويستبصر بالمستقبل فيخطط له ‪ ،‬فهو في حالة تطوير ذاتی مستمر‪ ،‬يحكمه في ذلك قوتان ‪ :‬قوة‬ ‫داخلية تتمثل في خصوصية المجتمع‪ ،‬وقوة خارجية تتمثل في معطيات العصر أو في حركة الحضارة‬ ‫االنسانية المعاصرة‪.‬‬ ‫وتلتقي القوتان الحاكمتان عند اساسيات تتمثل في تدفق المستجدات العلمية والتكنولوجية واالجتماعية بما‬ ‫يتجاوز طاقة البشر على مالحقتها‪ ،‬فكما يقول الحكماء إن قدرة العقل البشري على خلق التحديات تفوق‬ ‫قدرته على مواجهتها‪.‬وهذا هو الحادث في واقع األمر‪ ،‬وإيقاع التغير الحادث نتيجة للمستجدات العلمية‬ ‫والتكنولوجية واالجتماعية قلب موازين الثوابت ووضع البشر أمام تحديات ال قبل لهم بها‪.‬‬ ‫انواع التعلم‬ ‫في هذا الخضم لم تعد فلسفة التربية من أجل المحافظة على المعلومات قادرة بمفردها على مواجهة هذه‬ ‫التحديات ‪ ،‬وكان البد من تغيير مسار التربية لتتجه إلى فلسفة التجديد ‪ -‬ففي فلسفة المحافظة على‬ ‫المعلومات تكون المهام واضحة ومحددة وتنحصر بشكل عام في نقل خبرات شبه مستقرة من جيل إلى‬ ‫الجيل الذي يليه‪ ،‬أما في فلسفة التربية من أجل التجديد فتصبح مهام التعليم إعداد النشء لمواجهة حاضر‬ ‫سريع التغير ومستقبل يصعب التنبؤ به‪ ،‬فهي بذلك تعد بشرا قادرا على توظيف امكاناته إلى أقصى‬ ‫حدودها ‪ ،‬قادرا على تعديل مساره بما يحقق التوازن بين مبادئه الثابتة ومتطلبات العصر المتغيرة‪.‬‬ ‫فضال عن ذلك فهناك التعلم االجتماعى الوجدانى ‪ Social Emotional Learning‬حيث تزويد الطالب‬ ‫بالمهارات الالزمة لمواجهة العالقات و المواقف والضغوط فى الحياة المدرسية أو الجامعية أو االجتماعية‬ ‫أو الشخصية جنبا ً الى جنب مع المعارف والعلوم المتنوعة‪.‬‬ ‫كما أن هناك التعلم المبنى على فسيولوجية المخ ووظائفه ‪Brain- based Learning‬‬ ‫‪20‬‬ ‫*( تقوم الطالبة بجمع مادة علمية عن هذا الموضوع كجزء من األعمال الفصلية بالرجوع لشبكة‬ ‫المعلومات)‬ ‫من هذا اإلطار كانت الحاجة للخدمات النفسية في المدارس‪.‬‬ ‫وفي إطار فلسفة التجديد التربوي‪ ،‬وفي إطار دينامية النظام التعليمي‪ ،‬وفي إطار السعی الدائم لتحسين‬ ‫التعليم نقدم بعض من سلسلة الجهود التي تبذل من أجل ‪ -‬رفع كفاءة التعليم ‪ -‬لمشاركته من أجل بناء‬ ‫راسخ ومرن ‪ -‬للخدمات النفسية بالمدارس‪ ،‬ونقصد بالرسوخ أن يقوم على أسس علمية ذات مصداقية‬ ‫نظرية وتطبيقية‪ ،‬ونقصد بالمرونة أن يكون بناء متفتحا وديناميا يتيح للممارس أن يطوره ويجدده ويعدله‬ ‫فى ضوء ما يكتسبه من خبرات وما يحققه من نضج مهني‪.‬‬ ‫ويجدر بنا أن نوضح أن الهدف هو التنمية المهنية لألخصائي النفسي والمعلم‪ ،‬من خالل توظيف‬ ‫المستجدات العلمية من أجل رفع كفاءة األداء‪..‬وقد اكتسب مفهوم التنمية المهنية مصداقيته في عصر‬ ‫المعلومات حيث تتدفق المعرفة العلمية المتجددة في شتى المجاالت مما جعل التغير هو القاعدة‪ ،‬وجعل‬ ‫التعليم المستمر هو الضمان لرفع الكفاءة‪..‬والتنمية المهنية قبل هذا وذاك عنصر اساسي في التعليم من‬ ‫أجل التجديد‪.‬‬ ‫وأما من حيث الفلسفة فنحن نتبنى الفلسفة االيجابية في علم النفس والتي ترى أن علم النفس علم يهدف‬ ‫إلى وقاية البشر من الوقوع في المشكالت أو االصابة باألمراض كما يهدف إلى مساعدة األفراد لتحقيق‬ ‫إمكاناتهم إلى الحد األقصى ( تحقيق الذات واالزدهار وطيب الحياة ‪ )Well - Being‬من خالل برامج‬ ‫التدخل ‪ Intervention‬قبل أن يهدف إلى حل المشكالت المرضية أو عالج الحاالت المنحرفة‪ ،‬ويتخذ‬ ‫من القوى سبيالً لتحقيق أهدافه دون اغفال القصور والعجز‪.‬وبذلك فإننا نتبنى فلسفة إثرائية وقائية وفي‬ ‫نفس الوقت ال نتجاهل االضطرابات او االنحرافات ‪.‬‬ ‫يمكن القول أن علم النفس اإليجابي هو الدراسة العلمية لكل ما يجعل الحياة طيبة جديرة بأن تعاش وبأن‬ ‫نحياها‪ ،‬دعوة لالهتمام بالقوة كما بالضعف‪ ،‬ينشغل ببناء األفضل في الحياة كما ينشغل بإصالح األسوأ‪،‬‬ ‫ينشغل بجعل حياة األسوياء مشبعة‪.‬‬ ‫لقد توصل العلم الحديث من خالل دراسات عديدة إلى تحديد العمليات المعرفية والوجدانية واالجتماعية‬ ‫التي ترتبط باألداء الناجح في شتى نواحي الحياة‪ ،‬حقيقة نحن ال ندعي أنها كاملة أو مطلقة ولكنها ذات‬ ‫‪21‬‬ ‫اساس نظری دقيق وذات مصداقية تطبيقية كبيرة ويكفي أن نذكر أن هناك مراكز بحوث متخصصة‬ ‫واقسام أكاديمية متخصصة اسهمت في نشر البحوث التي استخدمت هذه االستراتيجيات لتدريب التالميذ‬ ‫وغيرهم من مختلف األعمار والظروف االجتماعية واالقتصادية‪.‬وتوصلت لنتائج تفيد بل وتؤكد ان‬ ‫التوعية النفسية للتالميذ وتدريبهم على االستراتيجيات المعرفية الوجدانية االجتماعية تؤدي الى تنمية‬ ‫الشخصية وتنعكس هذه التنمية في التحصيل المدرسي والعالقات االجتماعية واالنجاز بصورة عامة بما‬ ‫يحقق االزدهار ‪ Flourishing‬وما يترتب على ذلك من انخفاض معدل االنحرافات والمشكالت السلوكية‬ ‫والنفسية‪.‬ويختلف المتخصصون في معنى االزدهار إال أننا نجده لدى سلجمان‪ Seligman‬يشتمل على‬ ‫خمس مقومات يطلق عليها )‪ ( PERMA‬وهى اختصار‪:‬‬ ‫المشاعر االيجابية‪Positive Emotions‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫االندماج‪Engagement‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫العالقات االيجابية ‪Relationships‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫المعنى‪Meaning‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫االنجاز ‪Achievement‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫وسوف ندرس من خالل هذا المقرر نماذج لتقديم التربية النفسية ( السيكولوجية أو التوعية النفسية )‬ ‫في جوانب الشخصية المختلفة‪.‬‬ ‫أهداف التعليم‬ ‫ما األهداف التي تسعى المؤسسة التعليمية إلى تحقيقها‪ ،‬وما الخصائص التي تريد للنشء أن‬ ‫يتصف بها ؟‬ ‫هذا هو التساؤل المحوري الذي يوجهنا ‪ ،‬فعلى ضوء الفلسفة التجديدية للنظام التعليمي تجاوزت أهداف‬ ‫التعليم نقل المعلومات والخبرات‪ ،‬إلى تنمية االمكانات المعرفية والوجدانية واالجتماعية وتمكين المتعلم‬ ‫من التعلم المستقل والمستدام بما ييسر له القيام بأدواره االجتماعية المتغيرة والمتنوعة بكفاءة واقتدار‪،‬‬ ‫ونجمل هذه األهداف فيما يلي‪:‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪ -1‬يجيد التفكير المركب ‪ :‬يحلل ويقيم ويؤلف بين المعلومات والبيانات التي يحصل عليها من‬ ‫المصادر المتنوعة والمتعددة من أجل اتخاذ قرارات رشيدة‪ ،‬يجيد صياغة المشكالت الذكية كما‬ ‫يجيد حلها‪.‬‬ ‫‪ - ۲‬يعبر عن رأيه ويجيد التواصل باستخدام الوسائط المختلفة ويجيد استخدام التكنولوجيا الحديثة‪.‬يعبر‬ ‫عن رأيه بمرونة باستخدام الوسائط المختلفة‪.‬‬ ‫‪- ٣‬لديه وعي وفهم عميق بثقافته وجذورها التاريخية والثقافات األخرى ‪ -‬يشارك بإيجابية في مجتمعه‬ ‫بما يحقق حياة أفضل ‪ -‬له موقف ايجابي فيما يدور حوله سواء في بيئته المحلية او في مجتمعه أو على‬ ‫المستوى االنساني المتعدد االتجاهات ‪ -‬يدرك ويقدر االعتماد المتبادل متمايزا عن االعتمادية‪.‬‬ ‫‪ -4‬قادر على التعلم المستقل مدى الحياة ‪ -‬يتحمل مسئولية تعلمه ومسئولية تنميته الذاتية ‪ -‬يخطط ويقيم‬ ‫ويعدل أداءه ‪ -‬يوظف خبرات الماضي من أجل مستقبل أفضل ‪ -‬يحقق التوازن بين الماضي والحاضر‬ ‫والمستقبل‪.‬‬ ‫ه ‪ -‬على خلق فيما يتخذ من قرارات تحقق التوازن بين مصالحه الشخصية ومصالح اآلخرين ‪ -‬وتعبر في‬ ‫ذات الوقت عن قيم مجتمعه بكل ما تحمله من عدالة وتسامح وأمانة‪.‬‬ ‫‪- ٦‬يعمل بكفاءة بمفرده أو كعضو في فريق ويحترم بذل الجهد النافع ‪ -‬ذو انتاج رفيع المستوى ويسعى‬ ‫لإلتقان‪.‬‬ ‫‪ -7‬لديه قيم أخالقية يلتزم بها في تفاعله مع البيئة بمعناها الواسع( الطبيعية والبشرية)‬ ‫‪ -8‬على وعى بما لديه من إمكانات‪ ،‬وبما في بيئته من فرص‪ ،‬وعليه يضع أهدافا ً تتحدى إمكاناته ويضع‬ ‫خططا ً مرنة لتحقيق أهدافه بما يحقق له طيب الحياة واالزدهار ولمجتمعه المباشر والمجتمع بصفة عامة‪.‬‬ ‫حين نتأمل هذه األهداف وفي أذهاننا تساؤل عام ‪ :‬كيف يمكن للنظام التعليمي أن يحقق هذه األهداف؟‬ ‫ويشتق من التساؤل العام تساؤل خاص‪ :‬ما دور المعلم واألخصائي النفسي في تحقيق هذه األهداف؟‬ ‫من هذا المنطلق كان تحليلنا لمتطلبات اهداف التعليم المعرفية والوجدانية واالجتماعية ونجملها فيما يلي‪:‬‬ ‫‪23‬‬ ‫أ‪ -‬تنمية مهارات التفكير‬ ‫تنمو مهارات التفكير من خالل التدريب على‪:‬‬ ‫عمليات و استراتيجيات التفكير التي اسهم علم النفس المعرفي في كشفها ورصدها والتي اصبحت‬ ‫‪-1‬‬ ‫متاحة للعاملين في المجال‪.‬‬ ‫مهارات التساؤل وإدراك العالقات وخلق معنى لما نراه وندرکه‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫المالحظة الدقيقة وربط االسباب بالنتائج‪.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫مهارات التحليل والتقييم‪.‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫ب‪ -‬تنمية مهارات التفكير في التفكير‬ ‫تنمو مهارات التفكير في التفكير بتدريب المتعلم على‪:‬‬ ‫‪- ۱‬تحديد المفاهيم واالفتراضات الخاطئة فيما حولنا من معطيات تاريخية أو ثقافية او شخصية‪.‬‬ ‫‪- ۲‬اكتشاف اوجه الغموض في اي منظومة اجتماعية أو علمية أو شخصية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬تكامل التفكير واتساعه‬ ‫تنمو مهارات تكامل التفكير واتساعه من خالل التدريب على‪:‬‬ ‫‪ -1‬استخدام التكنولوجيا الحديثة كامتداد لوظائف العقل البشري‪.‬‬ ‫‪- ۲‬ادراك العالقات المركبة والمتداخلة داخل أی منظومة (ظاهرة) او بين منظومة ما ومنظومة أخرى‪.‬‬ ‫‪- ٣‬إعادة صياغة مفاهيم قائمة لتصبح اكثر تكامال‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫د‪ -‬التعبير عن التفكير‬ ‫تنمو مهارات التعبير عن التفكير من خالل التدريب على‪:‬‬ ‫‪- ۱‬اصدار أحكام تدعمها الدالئل والوقائع الفعلية ‪.‬‬ ‫‪- ۲‬التعبير الدقيق عن التفكير واالقتصاد في الوقت والجهد‪.‬‬ ‫‪ -3‬تحديد العناصر المكونة ألى بناء تحديدا دقيقا‪ ،‬ووصفها وصفا واضحا‪.‬‬ ‫‪ -4‬مراعاة الجمال والوعي الجمالي في التعبير‪.‬‬ ‫‪-5‬تعدد وسائل التعبير وتنوعها‪.‬‬ ‫ه‪ - -‬التفكير مع الغير‬ ‫تنمو مهارات التفكير مع الغير بالتدريب على‪:‬‬ ‫‪- ۱‬احترام حقوق الغير‬ ‫‪- ۲‬االتساق بين القول والفعل‪.‬‬ ‫‪ -3‬االلتزام بالقيم عند اتخاذ قرار‪.‬‬ ‫‪ -4‬االلتزام بحقوق الغير وحقوق البيئة في كل ما يصدر عنه من سلوك‪.‬‬ ‫هذه هي المتطلبات المعرفية والوجدانية واالجتماعية وهي األساس الذي يبنى عليه النظام التعليمي‬ ‫ممارساته من أجل تحقيق أهدافه ‪ -‬وبالتالي فهي األساس الذي يبنى عليه االخصائي النفسي مهامه کی‬ ‫يقوم بدوره في تحقيق تلك األهداف ويعاونه المعلم لتحقيقها داخل منظومة المدرسة‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫التعليم وانسان القرن الحادي والعشرين‬ ‫نحتاج من المؤسسة التعليمية في القرن الحالي المليء بالتحديات إلي صناعة منتج يتصف بخصائص‬ ‫المحقق لذاته ولكن كيف يمكن للنظام التربوي ان يخلق الوعي لدي المتعلم للسعي نحو تحقيق الذات‬ ‫كمنطلق للتفكير؟ يعتبر نموذج المحقق لذاته كما قام ماسلو ‪ Maslow‬بتعريفه هو سعي الفرد لتحقيق ما‬ ‫لديه من امكانات معرفية ووجدانية وتأكيده علي التفكير المبدع المتجدد وعلي تجاوز االنشغال بالذات إلي‬ ‫االنشغال بالمجتمع االنساني وعلي تقبل االختالفات وتوظيفها (ناقشى صفات وخصائص المحقق لذاته عند‬ ‫دراستها ضمن النظرية االنسانية) لذلك فالتحدي الحقيقي للتعليم هو إعداد أفراد قادرين علي مواجهة‬ ‫المستقبل وتشكيله وليس االكتفاء بتقبله والتواؤم معه‪ ،‬كما يصبح الهدف األعلى للتعليم هو اتاحة الفرصة‬ ‫لتحقيق االمكانات المعرفية والوجدانية في االطار االجتماعي في ضوء المسلمات اآلتية ‪:‬‬ ‫أن االنسان لديه امكانات ولكنه قد ال يعي ما لديه منها وبالتالي ال يوظفها‪.‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫أن االمكانات البشرية قابلة للنمو والتعديل إذا توفرت لها البيئة الثرية والظروف المواتية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫قابلية العمليات المعرفية للمالحظة والقياس وعليه فهي قابلة للتدريب والنمو ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫إعادة التوازن بين المنتج التعليمي والعمليات المعرفية حقق نموا في البناء المعرفي‪0‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫خالصة القول أننا في حاجة إلي مؤسسة تعليمية هدفها تعليم من أجل التفكير والتجديد دون التركيز علي‬ ‫النجاح واجتياز االمتحانات‪ ،‬تنمية العمليات المعرفية والمهارات الوجدانية واالجتماعية وليس قياس‬ ‫التذكر أو تراكم المعلومات‪ ،‬تخصيص جزء من زمن الحصة للمناقشة التي تتطلب تفكيرا ً ناقدا ً وابداعيا ً‬ ‫وليس استظهار المعلومات‪ ،‬االهتمام بتوظيف المعلومات والحقائق والمهارات في الحياة اليومية بدرجة‬ ‫تفوق حشدها كاالهتمام بتعليم التالميذ القراءة والكتابة دون االهتمام بتنمية حب القراءة والكتابة‪ ،‬أو‬ ‫تلقين مواصفات وشروط الديمقراطية دون الممارسة الفعلية لها داخل المؤسسة أو خارجها‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫علم النفس اإليجابي ‪Positive Psychology‬‬ ‫التوجه اإليجابي في علم النفس‬ ‫نتبنى الفلسفة االيجابية في علم النفس والتي تركز على الجانب االثرائی والوقائي في الشخصية‬ ‫كأساس للممارسة المهنية وهي بهذا تهدف إلى التحكم في منع حدوث االنحرافات والمشكالت قبل وقوعها‬ ‫‪ -‬ويقترب هذا الهدف من المفاهيم الطبية برفع المناعة أو التطعيم باألمصال وقاية للبشر من االصابة‬ ‫بالمرض‪ ،‬وهذا ال يتعارض مع الدور الهام الذي يلعبه علم النفسي العالجي وعلم النفس االرشادي في‬ ‫معالجة االنحرافات والمشكالت النفسية‪.‬‬ ‫وقد أكتسب االتجاه االيجابي مصداقيته نتيجة لعوامل متعددة نذكر منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬ما أتاحه التقدم العلمي في فروع علم النفس وفروع العلم وثيقة الصلة به ومع تقدم تكنولوجيا‬ ‫دراسة المخ والجهاز العصبي من حقائق علمية تمكن المتخصصين من فهم أسباب الظواهر‬ ‫بصورة أفضل مما يتيح لهم التنبؤ بها قبل حدوثها ‪ ،‬والتحكم فيها بدرجة أفضل ‪ -‬وهذا هو لب‬ ‫البحث العلمي ‪ -‬وقد وظف الباحثون في مجال علم النفس باالستعانة بالعلوم الوثيقة الصلة به‬ ‫كبعض فروع الطب العصبي والعلوم التربوية واالجتماعية في بناء برامج تنموية ووقائية يجرى‬ ‫تطبيقها في المدارس كجزء متمم للمقررات المدرسية‪.‬‬ ‫‪ -2‬ارتباط التنافس العالمي في عصر المعلومات بسعي الدول نحو استخدام طاقات البشر إلى أقصى‬ ‫حدودها ‪ ،‬وظهرت االتجاهات العالمية نحو تمكين البشر من التميز‪ ،‬وظهرت ال نقول شعارات‬ ‫انما سياسات حقيقية قلبت موازين التعليم وسياساته لتحوله من فلسفة السكون السلوكية إلى‬ ‫فلسفة التجديد المعرفية وأساسها أن الثروة الحقيقية في البشر وأن االستثمار الحقيقي في التعليم‬ ‫ولكن تعليم من أجل انتقال الخبرة إلى مواقف الحياة وليس من أجل اكتساب المعلومة أو المهارة‬ ‫فقط‪.‬ومن هنا تعاظم دور علم النفس االيجابي الذي يركز دراساته وممارساته على تنمية الثروة‬ ‫البشرية وعلى تدريب التالميذ على مهارات معرفية ووجدانية واجتماعية وسلوكية مثل التفكير‬ ‫المنتج‪ ،‬وتدريبهم على االبداع وتدريبهم على مهارات التفاعل االجتماعي وتدريبهم على تنمية‬ ‫‪27‬‬ ‫دوافع االتقان والتميز وغيرها من المهارات الالزمة للحياة‪.‬ومن أجل ترسيخ هذه الفلسفة وما‬ ‫يتفرع منها من ممارسات انشئت مراكز البحوث المتخصصة في تنمية البشر‪ ،‬وصممت البرامج‬ ‫االثرائية لشتى جوانب الشخصية‪ ،‬هذا هو الدور الذي يعد له األخصائي النفسي ليقوم بدوره‬ ‫كعضو في الفريق المدرسي من أجل تحقيق التميز لجميع التالميذ كل بقدر إمكاناته فالتميز له‬ ‫معيار شخصی ومعيار مطلق‪ ،‬المعيار الشخصي يتحقق بأن يصل التلميذ ألقصى ما تسمح به‬ ‫امكاناته هو‪.‬اما المعيار المطلق فيتحقق حين تسمح له امكاناته لتحقيق مطالب عالمية أو قومية‬ ‫وكالهما تميز نسعى لتحقيقه‪.‬‬ ‫‪ -3‬العامل الثالث وراء فلسفة علم النفس اإليجابي ما يثيره ايقاع الحياة السريع من ضغوط يومية‬ ‫بعضها إيجابي وبعضها سلبی وجميعها يستنفد طاقة البشر‪.‬من أمثلة الضغوط اليومية االيجابية ‪،‬‬ ‫التنافس من أجل النجاح والطموح الذي يتطلب بذل مزيد من الجهد‪ ،‬ومن أمثلة الضغوط السلبية‬ ‫ازدحام المواصالت وعدم االلتزام بالمواعيد ‪.‬هذه الضغوط لم تكن ضمن دائرة اهتمام العلم حتى‬ ‫وقت قريب‪ ،‬باعتبارها تحدث في أمور يعتاد عليها االنسان وتصبح جزءا من حياته‪ ،‬وألنها ال‬ ‫تترك اثرا شديدا ومباشرا مثل االحداث الكبرى ‪..‬إال أن البحوث الحديثة اشارت الي خطورة‬ ‫الضغوط اليومية وما تثيره من توتر حيث انها ذات اثر تراکمی‪ ،‬هذا من ناحية ومن ناحية أخرى‬ ‫فإن االنسان ال ينتبه إليها فتتسرب إلى بنائه النفسي وتتسبب في مشكالت يصعب على صاحبها‬ ‫أن يفسرها أو يعرف اسبابها الحقيقية ولكنه يعاني من نتائجها‪.‬ويسعی علم النفس االيجابي من‬ ‫خالل الثقافة النفسية ‪ Psychological Education‬ان يساعد اإلنسان على أن ينتبه أو يدرك‬ ‫هذه الضغوط كما يساعده على توظيف االستراتيجيات المناسبة للحد من تأثيرها السلبي ‪.‬‬ ‫ويقصد بالتربية السيكولوجية أو الثقافة النفسية تنمية امكانات الفرد العقلية واالنفعالية بما‬ ‫يساعده على فهم ذاته وفهم بيئته وتزويده باالستراتيجيات والمهارات المعرفية والوجدانية‬ ‫والسلوكية التى تساعده على صياغة أهدافه ووضع خطة لتحقيقها وتنفيذ الخطة وتعديلها بما‬ ‫يساعده على تحقيق أهدافه واالستفادة من امكاناته‪.‬وتضم الثقافة النفسية أو التربية‬ ‫السيكولوجية الجانب المعرفى والوجدانى والسلوكى وتهدف برامجها إلى تنمية إمكانات الفرد‬ ‫‪28‬‬ ‫بحيث يتمثل الخبرة بعد استد خالها فتصبح جزءا ً من وجدانه وسلوكه وليس مجرد معلومة‬ ‫جديدة تضاف إلى معلوماته السابقة‪.‬‬ ‫وقد انبثق هذا المفهوم من مفاهيم النظرية االنسانية التى تركز على الجوانب االيجابية لدى الفرد‬ ‫واالهتمام بتفرد االنسان وتميزه والتأكيد على تنمية امكاناته‪ ،‬ومن أهدافها النمو الشخصى لألفراد من‬ ‫خالل الخبرات التعليمية التربوية الثقافية حيث ترى أن االنسان قادر على ادارة حياته والتحكم فيها اذا‬ ‫استغل قدراته وامكاناته‪.‬وتستمد التربية السيكولوجية جذورها من قدرة المخ على التعديل الذاتى وإعادة‬ ‫بنائه الشبكى بما له من مرونة وقدرة على التعديل والبناء أو ما يطلق عليه ‪ Brain Plasticity‬كما‬ ‫سيلى توضيحه عند تناول النظرية المعرفية ‪.‬‬ ‫‪ -4‬العامل الرابع وراء فلسفة علم النفس االيجابي ما تشير إليه االحصاءات العالمية والمحلية الى ارتفاع‬ ‫مؤشرات بعض الجرائم والمخالفات القانونية‪ ،‬وكذلك بعض المؤشرات السلبية في المجتمع ‪ -‬فقد اهتمت‬ ‫كثير من الدول بدراسة ورصد المؤشرات السلبية‪ ،‬وقامت بوضع قوائم لهذه المؤشرات تتضمن مظاهر‬ ‫االنحراف المختلفة كاإلدمان و الرشوة و ارتفاع معدل الطالق وارتفاع معدالت حوادث الطرق‪ ،‬وارتفاع‬ ‫معدالت التهرب الضريبي وغيرها‪.‬ويالحظ أن جميع هذه المظاهر تشير الى سوء تقدير أو خلل في اتخاذ‬ ‫القرار يؤدى الى نتائج ضارة بالفرد وبالمجتمع‪.‬‬ ‫ويحمل الباحثون هذه المظاهر تمت مظلة " التلوث الثقافي أو السمية الثقافية "‪ ،‬حيث انها مظاهر تهدد‬ ‫المجتمع وتتطلب التشخيص والمواجهة من جميع مؤسسات المجتمع‪.‬‬ ‫ويهمنا في هذا الشأن العالقة بين هذه المشكالت وعلم النفس االيجابي‪ ،‬فقد أصدرت الجمعية االمريكية‬ ‫لعلم النفس ‪ ، APA‬وهي أكبر جمعيات علم النفس في العالم تقريرا ربطت فيه بين غياب الثقافة او‬ ‫التوعية النفسية وبين مظاهر االنحراف او التلوث الثقافي ‪ ،‬ودعت الى نشر علم النفس االيجابي لتنمية‬ ‫مهارات البشر في فهم انفسهم وغيرهم وتدريبهم على استرايجيات حل المشكالت واتخاذ القرارات وفض‬ ‫المنازعات وغيرها من االستراتيجيات التي يقوم بها االنسان بتلقائية قد تورطه في مشكالت متعددة‪.‬‬ ‫هذه بعض العوامل وراء علم النفس االيجابي الذي يهدف الى نشر الوعي النفسي ونشر الثقافة النفسية‬ ‫اسوة بمجاالت الحياة األخري‪ ،‬فنحن نتقبل بل ونتحمس لنشر الثقافة الصحية أو الثقافة العلمية او‬ ‫‪29‬‬ ‫القانونية ‪..‬وهي المعارف والمهارات التي يحتاجها االنسان العادي أي غير المتخصص لتدبير شئون‬ ‫حياته بدرجة أعلى من الكفاءة ولكى يحيا حياة أفضل ‪. Better Quality Of Life‬‬ ‫واألصل في علم النفس االيجابي هو تحقيق النمو واالستقالل للفرد ‪ ،‬أما النمو فبتحقيق تنمية معرفته‬ ‫ببنائه النفسي وتدريبه على االستراتيجيات االساسية كما سبق االشارة اليه‪ ،‬أما االستقالل فيأتي من‬ ‫تمكين االنسان من مساعدة نفسه ‪ Empowerment‬بنفسه وأن يكون في أحسن أحواله‪.‬‬ ‫وهنا يجدر بنا أن نذكر أن مساعدة الذات أو مساعدة االنسان لنفسه اتجاه علمی عالمي يسعى لتحقيق‬ ‫استقاللية الفرد وحفاظه على خصوصيته ووقته وماله من خالل تدريبه على حل مشكالته ومساعدة الذات‬ ‫كمدخل هام في الخدمات النفسية‪ ،‬وهی نتيجة طبيعية لما يتعرض له االنسان في المجتمع من ضغوط‬ ‫ايجابية او سلبية يومية‪ ،‬أو من مشكالت حقيقية نتيجة لحركة التغير السريع في المجتمع ونتيجة النتشار‬ ‫اعراض التلوث الثقافي‪ ،‬في هذا االطار تصبح مسئولية المجتمع تمكين االنسان من استراتيجيات حل‬ ‫مشكالته ومواجهة تحدياته ‪ -‬وألن المدرسة اكثر المؤسسات انتشارا يصبح لإلخصائي النفسى دورا ً مهما ً‬ ‫لمساعدة التالميذ ومعلميهم على اكتساب مهارات حياتية متعددة ضمن برامج تدريبية إثرائية مثل برامج‬ ‫‪ ، SEL‬وغيرها من برامج التدخل لرفع معدالت السعادة الحقيقية ومنها االمتنان وإحصاء النعم‪ ،‬استخدام‬ ‫بصمة القوى‪ ،‬تنمية التدفق داخل الصف الدراسى‪ ،‬تدعيم ما لدى األطفال من قوى‪ ،‬كما يتركز دور علم‬ ‫النفس االيجابى المتزايد في المدارس على تشجيع ومكافأة المواهب والقوى المتنوعة لدى التالميذ إلظهار‬ ‫قواهم وليس معاقبتهم على ما لديهم من قصور‪ ،‬تنمية الكفاءة في المهارات األكاديمية والخبرات االيجابية‬ ‫والتفاعل مع األقران‪ ،‬تدريس القدرة على اتخاذ قرارات حكيمة وكل ما يمكن عمله والتدريب عليه من‬ ‫متغيرات ايجابية لجعل المدرسة والمؤسسة التعليمية أماكن سعيدة ‪.‬‬ ‫األسس النظرية التى نستند اليها فى علم النفس اإليجابي والتنمية البشرية‬ ‫نهتدى فى خطواتنا لتنمية مهارات االفراد االجتماعية والوجدانية والمعرفية بأهداف التعليم من ناحية ‪،‬‬ ‫وبأسس نظرية تيسر تحقيق هذه األهداف وتكسب عملنا معنى ‪.‬‬ ‫‪30‬‬ ‫االسس النظرية التي نتبناها ثالثية االبعاد‪:‬‬ ‫البعد األول‪ ،‬أنها نظرية انسانية أساسها تحقيق الذات‪.‬‬ ‫البعد الثاني‪ ،‬انها فلسفة معرفية أساسها مهارات التفكير‪.‬‬ ‫البعد الثالث انها فلسفة منظومية أساسها التكامل والتفاعل بين جوانب او مكونات أي بناء‪.‬‬ ‫النظرية االنسانية ويمثلها ماسلو وترى أن االنسان لديه حاجات متنوعة يسعى لتحقيقها وبقدر‬ ‫ ‬ ‫تمكنه أو تمكينه من تحقيقها تكون نوعية حياته‪.‬وكلنا نعرف هرم ماسلو الذي يبدأ بالحاجات الجسمية ثم‬ ‫الحاجة لألمن ثم الحاجة للحب ثم الحاجة للتقدير وفي قمة الهرم نجد الحاجة لتحقيق الذات‪.‬‬ ‫لماذا نتخذ من النظرية االنسانية اساسا لنا؟ ألن اهداف التعليم االساسية هي تمكين النشء من تحقيق‬ ‫ذاته ‪.‬‬ ‫النظرية المعرفية فهي النظرية التي تستمد جذورها من رافدين اساسيين ‪ ،‬األول دراسات المخ‬ ‫ ‬ ‫البشری ‪ -‬مركز النشاط العقلي المعرفي ‪ -‬والثاني دراسات علم النفس المعرفي‪.‬وحين نتكلم عن النشاط‬ ‫المعرفي فنحن نتكلم عن كل ما يصدر عن االنسان من افعال ارادية بدءا من العمليات البسيطة ‪۲ = 1+1‬‬ ‫إلى اتخاذ القرارات‪ ،‬فالنشاط المعرفي مظلة متعددة األبعاد فليس هناك نشاط عقلی خالص وليس هناك‬ ‫نشاط وجدانی خالص‪ ،‬إنما هناك نشاط معرفی عقلی ووجدانی‪.‬‬ ‫أما لماذا نتخذ النظرية المعرفية أساسا لنا فألن دراسات المخ الحديثة اكدت ان المخ ينمو ويضمر من‬ ‫خالل تفاعله مع البيئة‪.‬وان البيئة يمكن أن تنمی نشاط المخ او تثريه وتنعكس تنمية نشاط المخ على‬ ‫الوظائف المعرفية‪ ،‬وقد أثرت هذه الدراسات في تغيير مفاهيم علماء النفس للذكاء‪.‬‬ ‫ نظرية النظم البعد الثالث في هذه الفلسفة والتي تنظر ألي ظاهرة باعتبارها منظومة من مكونات‬ ‫تتفاعل فيما بينها وتؤثر في بعضها البعض‪ ،‬وهذه المنظومة ككل تتفاعل مع غيرها من‬ ‫المنظومات وهكذا‪.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫أما لماذا نتخذ نظرية النظم كأساس لنا‪ ،‬ألننا ال نستطيع ان نقدم خدمات للتالميذ دون أن نتفاعل مع‬ ‫منظومة المدرسة‪ ،‬ومنظومة االسرة ومنظومة المجتمع المباشر‪ ،‬وال نستطيع ان نتعامل مع تلميذ بذاته إال‬ ‫في إطار المنظومات التي يتفاعل معها وال يمكن ان نخطط للتعليم دون أن نأخذ في اعتبارنا متطلبات‬ ‫العصر او منظومة العصر‪.‬‬ ‫وفيما يلي نتناول البناء الفلسفي بشيء من التفصيل‪:‬‬ ‫‪ -1‬النظرية االنسانية‬ ‫قدم لنا ماسلو مؤسس النظرية االنسانية مدرج أو هرم الحاجات التي يسعى االنسان ليحققها ‪ ،‬والتي‬ ‫تتدرج من الحاجة للبقاء وتشمل الحاجات العضوية التي تحافظ على حياة االنسان ثم تتدرج إلى الحاجة‬ ‫إلى األمن ثم الحاجة الى الحب ثم الحاجة الى التقدير ثم الحاجة الى تحقيق الذات‪ ،‬وهذا يعني أن االنسان‬ ‫يسعى لتحقيق حاجاته من خالل تفاعله مع البيئة التي يعيش فيها وبقدر اشباع البيئة لهذه الحاجات او‬ ‫بقدر ما توفره من فرص إلشباع هذه الحاجات تكون بيئة ايجابية تيسر التقدم نحو تحقيق الذات‪ ،‬وبقدر ما‬ ‫تحرم االنسان من هذه الفرص بقدر ما تحرمه من التقدم لتحقيق الذات‪ ،‬لننقل هذه النظرية إلى حياة‬ ‫التلميذ في المدرسة‪ ،‬فنقول بقدر ما تيسر األسرة والمدرسة للتلميذ اشباع الحاجة للحب واألمن والتقدير‬ ‫بقدر ما تعده لتحقيق الذات‪ ،‬وبقدر ما تحرمه من تلك الحاجات بقدر ما تعوقه عن تحقيق الذات‪.‬وهنا‬ ‫يجدر بنا أن نحول مفهوم تحقيق الذات إلى خصائص او مواصفات يسهل مالحظتها وقياسها حتى تمكن‬ ‫األخصائي النفسي من توظيفها‪.‬‬ ‫يمكن تحليل مفهوم الذات الى (‪ )۱٣‬عامال او خاصية اشتقها ماسلو من دراساته العديدة على عينات من‬ ‫الشخصيات ذات االنجازات االنسانية أو المهنية‪ ،‬هذه الصفات تمثل نموذجا يتفاوت البشر قربا ً منه أو بعدا ً‬ ‫عنه ونذكرها فيما يلى‪:‬‬ ‫*إدراك دقيق وشامل للواقع‪.‬‬ ‫*تقبل الذات وتقبل اآلخرين وتقبل الطبيعة‪.‬‬ ‫* التلقائية ‪ -‬أو التخفف من القيود‪.‬‬ ‫‪32‬‬ ‫* االنشغال والتركيز على القضايا مقابل التركيز على البشر مثال ‪ :‬قدم شخص ما رأيا ً سديدا ً و قدم‬ ‫شخص ذو سلطة رأيا ً غير سديد‪.‬المحقق لذاته يهتم بالرأي وليس بصاحبه‪.‬‬ ‫*العزلة االيجابية والخصوصية مثال ‪ :‬شخص لديه أراء ذات قيمة ال يقبلها العامة‬ ‫المحقق لذاته يستطيع أن يضحي برأي العامة ليحافظ على آرائه ذات القيمة‪.‬‬ ‫* مقاومة االنسياق للضغوط الخارجية‬ ‫شخص لديه رؤية تخالف رؤية اآلخرين يتصرف تبعا لما يراه وليس تبعا لما يراه اآلخرون‪.‬‬ ‫*تجدد االدراك وتجدد العاطفة‬ ‫شخص يرى في زمالئه او في والديه او في الطبيعة جوانب ايجابية جديدة‪.‬‬ ‫*االهتمام باإلنسان دون التحيز للون أو دين أو جنس‪.‬‬ ‫*اقامة عالقات اجتماعية ناضجة‪.‬‬ ‫*الديمقراطية‪.‬فيتيح الفرصة للغير لکی يعبروا عن آرائهم أو يشاركوا في اتخاذ القرارات التي تهمهم‪.‬‬ ‫*التفكير اإلبداعي يأتي بأفكار جديدة ومفيدة‪.‬‬ ‫*المرونة في األمور التي تتطلب التغيير دون المساس بالثوابت‪.‬‬ ‫*تحقيق نجاحات فائقة في أي مجال من مجاالت الحياة‪.‬‬ ‫هذه األبعاد تتفاعل فيما بينها لتكون نموذج تحقيق الذات‪ ،‬وهو نموذج متجدد بمعنى أننا ال نستطيع ان‬ ‫نصنف البشر إلى فئتين محقق لذاته وغير محقق لذاته‪ ،‬فهذا تعميم ال يقبله العلم‪ ،‬اوال‪ :‬ألن النموذج‬ ‫مركب من عدد كبير من الخصائص قد يتوفر بعضها في شخص ما‪.‬وثانيا ‪ :‬أن هذه االبعاد أو هذه‬ ‫الخصائص يمكن تنميتها فمن لديه قدر محدود من تقبل الذات يمكن من خالل برامج تدريب جيدة أن‬ ‫يصبح اكثر تقبال لذاته‪.‬ومن هنا كانت اهمية نموذج تحقيق الذات كأساس فلسفي يبنى عليه األخصائي‪.‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ويمكن أن ندعو االخصائي النفسي لخلق عالقة بين أهداف التعليم ومتطلباتها وأبعاد تحقيق الذات‪ ،‬ويمكن‬ ‫أن ندعو األخصائي النفسي للتساؤل عن مدى تحقيق بعض الممارسات التربوية لحاجات التالميذ كما‬ ‫وردت في مدرج ماسلو‪ ،‬او كما وردت في ابعاد تحقيق الذات‪.‬وسوف نتخذ من هذه الصفات أو األبعاد‬ ‫قاعدة نقيم على أساسها مدى التقدم والتنمية في مواقف الحياة اليومية بعد اكتساب المفاهيم ‪.‬‬ ‫‪ -2‬النظرية المعرفية‬ ‫تعتبر النظرية المعرفية األساس الثاني لألخصائي النفسي‪ ،‬وذلك ألن أهداف التعليم لها متطلبات معرفية‬ ‫وجدانية اجتماعية تعظم دور التفكير وتعظم التعليم المستمر‪.‬‬ ‫النظرية المعرفية كما نقدمها لها رافدان األول دراسات المخ والثاني علم النفس المعرفي ‪.‬وقد اسهم‬ ‫التكامل بين هذين الرافدين في تغيير مفهوم العلم عن الذكاء والبناء المعرفي مما وضع النفسيون‬ ‫والتربويون في مواجهة تحد سافر مؤداه‪:‬‬ ‫إذا كان المخ نظاما ً مفتوحا ً قابل للنمو و للتعديل الذاتي نتيجة للتفاعل االيجابي مع البيئة ‪ -‬فكيف يمكن‬ ‫للبيئة المدرسية أن تنشط المخ ليحقق إمكاناته إلى حدها االقصى‪.‬‬ ‫*مفهوم حيز النمو الممكن‬ ‫لماذا نقدم النظرية المعرفية ونعتبرها أحد األسس الفلسفية للخدمات النفسية؟‬ ‫اذا رجعنا الى اهداف التعليم ومتطلباتها نجد أن تنمية معرفية وجدانية إنما تستمد جذورها من قابلية‬ ‫المخ للتشكل أو ما يطلق عليه ‪ -‬بالستيسية المخ ‪ Brain Plasticity‬من ناحية ومن تجارب ودراسات‬ ‫علم النفس المعرفي التي أيدت نتائج بحوث المخ بما حققته من نتائج في مجال تنمية التفكير من ناحية‬ ‫أخرى‪.‬‬ ‫فقد أظهرت نتائج بحوث علم النفس العصبى أثر البيئة في تعديل البناء التشريحى للمخ‪ ،‬وأن المخ قابل‬ ‫للنمو وهو ما سيتم تناوله بالشرح عند استعراض تجربة دياموند ضمن النظرية المعرفية‪.‬فالمخ يمكنه أن‬ ‫ينمو إذا أتيحت له أفضل الفرص االثرائية‪ ،‬وتوظيف امكانات الفرد على أفضل نحو ممكن‪.‬‬ ‫قدمت دياموند مفهوم طواعية المخ للتشكل لما له من قدرة على التطويع الذاتى بحيث يغير بناءه‪ ،‬هذه‬ ‫االمكانية في النمو هى التى تمكن االنسان من مواصلة التعلم والتوافق‪.‬وقد ارتبط نجاح التعليم بأبحاث‬ ‫‪34‬‬ ‫تشريح المخ وعمليات التفكير‪ :‬حيث قدمت نتائج هذه األبحاث وصفا ً لنمو المخ وكيف تنحت الخبرات المخ‬ ‫وتشكله‪.‬فاألفراد الذين يولدون في بيئات فقيرة نتيجة لإلهمال ونقص الخبرات الثرية يتأثرون بذلك‪،‬‬ ‫ويقصد بالبيئة الفقيرة تلك البيئة التى تحرم الفرد من ثراء الخبرة وليس المقصود الفقر المالى‪.‬‬ ‫وإذا كانت تجارب دياموند أحد األسس المهمة في مفهوم طواعية المخ من الناحية الفسيولوجية‬ ‫والبيولوجية فإن مفهوم فيجوتسكى عن حيز النمو الممكن هو األساس المعرفى وكذلك التعلم الوسيط عند‬ ‫فيرشتاين ‪Mediated Learning‬‬ ‫*تجربة دياموند‬ ‫لكي نزيد من توضيح العالقة بين نشاط المخ والسلوك االنساني سوف نذكر تجربة قامت بها ماريان‬ ‫دياموند ‪ -‬وهي عالمة في مجال تشريح المخ ‪ -‬بالمعمل استخدمت في تجربتها فئران حيث أحضرت‬ ‫مجموعة من الفئران وقسمتها إلى ثالث مجموعات متكافئة ‪ :‬المجموعة األولى وضعتها تحت ظروف‬ ‫بيئية يتوفر فيها الحد األدنى من الغذاء والضوء والمساحة‪ ،‬والمجموعة الثانية وضعتها في بيئة افضل‬ ‫من حيث العناصر الثالثة ‪ -‬اما المجموعة الثالثة فوضعتها تحت ظروف بيئية ثرية ‪.‬ويقصد بالبيئة‬ ‫الثرية تلك التي تتيح للفئران حرية الحركة‪ ،‬وتوفر لهم ما يستثير حواسهم من ألعاب صغيرة‪ ،‬مثل الكرات‬ ‫والساللم وغيرها من المثيرات‪ ،‬والتي كانت الباحثة تحرص على تغييرها كل يومين‪ ،‬حتى تضمن تجدد‬ ‫البيئة بالنسبة للفئران ‪.‬‬ ‫لماذا تعتبر البيئة ذات المثيرات المتنوعة والمتجددة بيئة ثرية؟ دعونا نرى كيف تستجيب الفئران‬ ‫للمثيرات المتنوعة‪.‬المثير الجديد يجذب االنتباه‪ ،‬أي يدعو المخ للنشاط‪ ،‬لالكتشاف‪ ،‬وللبحث عن أوجه‬ ‫الشبه واالختالف بين هذا المثير الجديد والمثيرات التي سبق أن عرفها‪ ،‬وهذا يتطلب أن يجرب اللعب بها‬ ‫بطرق تعودها أو بطرق جديدة ‪..‬المهم هنا أن كل حركة وكل إحساس وكل انفعال يصدر عن الفأر هو‬ ‫المظهر السلوكي لما يقوم به المخ من نشاط‪ ،‬وكلما نشط المخ كلما تكونت بين خالياه وصالت جديدة تعبر‬ ‫عن الخبرات الجديدة‪.‬‬ ‫لنتوقف ونتساءل ماذا نتوقع حين نقارن بين مجموعات الفئران الثالثة في الذكاء ؟‬ ‫‪35‬‬ ‫لكى تجيب الباحثة عن هذا السؤال وضعت الفئران من المجموعات الثالثة في متاهة‪ ،‬والمتاهة عبارة عن‬ ‫صندوق به باب للدخول واخر للخروج‪ ،‬وبينهما طرق بعضها مفتوح ويؤدي الى باب الخروج وبعضها‬ ‫مغلق ال يؤدي إلى باب الخروج وتستخدم المتاهة في قياس ذكاء الفئران ‪.‬‬ ‫هل نتوقع أن تتساوى الفئران في الذكاء ؟ ما حدث فعال أن الفئران في المجموعة الثالثة اجتازت المتاهة‬ ‫في وقت أقل وبأخطاء اقل وهذا دليل على أنها أكثر ذكاء من فئران المجموعتين اآلخرتين‪.‬‬ ‫ومن هذه النتيجة توصلت دياموند الى أن البيئة الثرية تنشط وظائف المخ وتنمي ذكاء الفئران‪.‬وهنا‬ ‫تقدمت الباحثة خطوة أكبر وأكثر خطورة‪ ،‬واكتشفت حقيقة غيرت فهم الباحثين لتأثير البيئة على المخ‬ ‫والذكاء فقد قامت الباحثة بتشريح الفئران جميعا‪ ،‬لتجد أن مجموعة الفئران التي تعرضت للبيئة الثرية‬ ‫يختلف وزن المخ فيها‪ ،‬وكذلك تختلف الوصالت العصبية بدرجة كبيرة بالمقارنة بمخ الفئران في‬ ‫المجموعتين االولى والثانية‪.‬‬ ‫وهذا دليل على أن البيئة الثرية تحدث تغييرا في البناء التشريحي للمخ‪ ،‬كما تحدث نموا في معدالت‬ ‫الذكاء‪.‬‬ ‫وقد أفاد الباحثون من نتائج هذه التجربة في مجال تنمية الذكاء لدى االطفال فقاموا بالعديد من التجارب‬ ‫التي أيدت نتائج دياموند على عينات من مختلف األعمار‪ ،‬وتبين نجاحها في رفع ذكاء هؤالء األطفال‬ ‫وتمكينهم من القيام بوظائف عقلية وانفعالية واجتماعية لم تكن متاحة لهم قبل التجربة‪.‬‬ ‫لقد وضعت هذه التجارب األساس الذي بني عليه العلماء مفاهيم جديدة في الذكاء وكلها تؤكد على قابلية‬ ‫المخ وقابلية الذكاء للنمو‪.‬‬ ‫*مفهوم فيجوتسكى عن حيز النمو الممكن‬ ‫الراصد لحركة التطور العلمي في علم النفس يذكر ثالث علماء غيروا موقع علم النفس على‬ ‫خريطة المعرفة هم فرويد وبياجيه وفيجوتسکی ‪ ،‬أما فرويد وبياجيه فال يوجد قسم من اقسام علم النفس‬ ‫ال يدرس نظرياتهما في التحليل النفسي وعلم النفسي االرتقائی‪ ،‬وأما فيجوتسکی فلم يحظ بما هو أهل له‬ ‫من تقدير من المدرسة المصرية‪.‬‬ ‫‪36‬‬ ‫تعتبر نظرية فيجوتسكى في بناء المعرفة إحدى النظريات األساسية التى ساهمت في تنمية مفهوم تنمية‬ ‫االمكانات البشرية‪ ،‬وهو المفهوم األهم الذى قدمه فيجوتسكى على المستوى النظرى والتطبيقى ‪ :‬ويشير‬ ‫إلى أن تقدير الوظائف العقلية ال يقتصر على ما تم تحقيقه فعال ويظهر في أداء الفرد الفعلى وبتلقائية‬ ‫وانما يجب االنتباه إلى ما يمكن للطفل أن يقوم به بشكل مقصود بمساعدة الوسيط ( حيز النمو الممكن )‪.‬‬ ‫كما قدم مفهوم االستدماج أو االستدخال ‪ 1‬حيث يرى أن عملية تحويل الخبرات من البيئة الخارجية إلى‬ ‫الداخل ( البناء المعرفى ) هى عملية ناتجة عن خبرات نمو مستمرة ومتطورة ‪.‬‬ ‫قدم فيجوتسکی مفهوم ( حيز النمو الممكن ) ليشير الى ان االنسان لديه طاقات وإمكانات ال يستخدمها‬ ‫وال يوظفها الى حدها االقصى وأنه إذا تعرض لبيئة ثرية فسوف يتقدم بقدر استفادته من هذه البيئة الثرية‬ ‫‪ -‬ويكون هذا التقدم في إطار حيز النمو الممكن ‪.‬‬ ‫وبعبارة أخرى فإن حيز النمو الممكن هو الفرق بين أداء الفرد الفعلي وما يمكن أن يحققه اذا توفرت له‬ ‫البيئة المناسبة‪.‬ان االفراد يختلفون في استفادتهم مما لديهم من إمكانات‪.‬واالمكانات تعني ما يمكن أن‬ ‫يتحقق وليس ما تحقق فعال‪ ،‬أی رصيد الفرد

Use Quizgecko on...
Browser
Browser