Issues of contemporary linguistics in the Arabic linguistic heritage PDF

Document Details

RaptShofar2004

Uploaded by RaptShofar2004

جامعة البويرة

عيسى شاغة

Tags

Arabic linguistics linguistic heritage contemporary linguistics linguistic research

Summary

This article explores the similarities between the linguistic approaches of ancient Arab linguists and contemporary Western linguistics. It argues that ancient Arab linguists engaged with a wide range of linguistic issues, comparable to those addressed in modern linguistics, including the definition of language, descriptive methods, linguistic acquisition, the role of context, and the arbitrariness of linguistic signs.

Full Transcript

‫ص ص ‪00 -22‬‬ ‫ّ‬ ‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 02 :‬جوان ‪)2020‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬ ‫غوية‬ ‫قضايا ّاللسانيات المعاصرة في التراث ّاللغوي العربي‬...

‫ص ص ‪00 -22‬‬ ‫ّ‬ ‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 02 :‬جوان ‪)2020‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬ ‫غوية‬ ‫قضايا ّاللسانيات المعاصرة في التراث ّاللغوي العربي‬ ‫عيسى شاغة‬ ‫أ‬ ‫والدب ّ‬ ‫العربي‪ ،‬جامعة البويرة‬ ‫قسم ّاللغة‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫تاريخ ّالنشر‪2020/00/11 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪.2020/00/00 :‬‬ ‫تاريخ اإلرسال‪2012 /12/02 :‬‬ ‫الملخص‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫لم يك تف الل غويون العرب القدماء بدراسة لغتهم دراسة سطحية لعالج مشكلة اللحن‬ ‫وانحراف الذوق‪ ،‬بل إنهم قد أابدعوا في بحوثهم واستقصوا اللغة من كل جوانبها ّ‬ ‫فخلفوا لنا تراثا‬ ‫لغويا على درجة عالية من الدقة العلمية والمنهجية يضاهي من حيث قيمته ومكانته اإلنتاج‬ ‫أ‬ ‫اللساني الغربي الحديث‪ ،‬بل ويتفوق عليه في بعض الحيان‪.‬‬ ‫تطرق إليها‬‫سانية ّالتي ّ‬ ‫السياق جاء هذا البحث ليكشف عن أا ّ‬ ‫هم القضايا ّالل ّ‬ ‫وفي هذا ّ‬ ‫اللغويون العرب القدماء‪ ،‬والتي كانت نتائج دراستها تتفق مع ما توصلت إليه اللسانيات‬ ‫أ‬ ‫المعاصرة‪ ،‬ومن اهمها تعريفهم للغة‪ ،‬واتباعهم المنهج الوصفي في دراستها‪ ،‬وكذا دراستهم‬ ‫قضية الك تساب اللغوي وتعلم اللغة‪ ،‬ودور السياق في فهم معاني الكالم‪ ،‬واعتباطية العالمة‬ ‫اللسانية‪ ،‬وعالقة اللغة بالمجتمع‪.‬‬ ‫وقد انطلقت في هذا البحث من إشكالية مفادها‪ :‬هل كانت القضايا اللسانية المعاصرة‬ ‫أ‬ ‫تدخل في صلب اهتمام اللغويين العرب القدماء؟ وما مدى عمق معالجتهم إياها؟ لتوصل بعد‬ ‫أ‬ ‫البحث والتحري إلى تاكيد وجود تشابه كبير بين اللغويين العرب ونظرائهم في اللسانيات‬ ‫الغربية المعاصرة في طريقة تناولهم للعديد من القضايا اللسانية‪.‬‬ ‫الکلمات المفاتيح‪ :‬قضايا اللسانيات‪ ،‬اللسانيات العربية‪ ،‬التراث اللغوي العربي‪،‬‬ ‫البحث اللساني‪.‬‬ ‫‪Issues of contemporary linguistics in the Arabic‬‬ ‫‪linguistic heritage‬‬ ‫‪Abstract: The ancient Arab linguists not only studied their language‬‬ ‫‪superficially to remedy the problem of linguistic error and deviation of taste,‬‬ ‫‪but they have excelled in their research and surveyed the language in all its‬‬ ‫‪27‬‬ 00 -22 ‫ص ص‬ ّ )2020 ‫ (جوان‬02 :‫ العدد‬/ 11 :‫المجلد‬ ّ ‫الممارسات ّالل‬ ‫غوية‬ aspects, leaving us with a linguistic heritage with a high degree of scientific accuracy and methodology equal in terms of its value and status linguistic production. Modern Western, and sometimes even outperformed. In this context, this research came to reveal the most important linguistic issues addressed by the ancient Arab linguists, whose results were consistent with the findings of contemporary linguistics, the most important of which is their definition of language, and their descriptive approach in their study, as well as their study of the issue of linguistic acquisition and learning Language, the role of context in understanding the meanings of speech, the arbitrariness of the tongue mark, and the relationship of language to society.This research was based on the following problem: were contemporary linguistic issues at the heart of the interest of ancient Arab linguists? And how deep is their treatment? After research and investigation, I can confirm that there is a great similarity between Arab linguists and their counterparts in contemporary Western linguistics in the way they deal with many linguistic issues Key words: Linguistics, Arabic linguistics, Arabic linguistic heritage, linguistic research. ّ -1 :‫مقدمة‬ ‫ْأ‬ ً ‫لقد هب العرب والمسلمون‬ ‫قديما إلى دراسة لغتهم بعد ان استدعت الحاجة إلى‬ ّ ‫يتوقفوا عند المالحظات‬ ‫أ‬ ّ ‫ فهم لم‬.‫والتاليف‬ ‫أ‬ ‫اللغوية والتعليقات‬ ‫ وتهيات لهم ظروف البحث‬،‫ذلك‬ ‫أ‬ ّ ‫ وعقد المجالس‬،‫ ولم يك تفوا بالتنبيه على الغالط وتصحيحها‬،‫الشكلية الخاطفة والموجزة‬ ‫ بل تجاوزوا ذلك إلى تدوين العلوم‬،‫العلمية لتفسير النصوص المستغلقة على الناس فحسب‬ ّ ‫النظرية‬ ّ ‫اللغوية‬ ّ ‫أ‬ ‫أ‬ ّ ‫ بضبط قواعد‬،‫العربية‬ ‫ ثم صياغة اسس‬،‫اللغوية في مؤلفات ليقراها الناس‬ ‫ ووضع‬،‫اللغوية التي يعنى كل واحد منها بجانب خاص من اللغة‬ ّ ‫ وتفريع العلوم‬،‫اللغة‬ ّ ‫ فدخلت اللسانيات‬،‫اللغوية‬ ‫العربية بذلك مرحلة‬ ّ ‫مصطلحات لهذه العلوم للتعبير عن القضايا‬ ‫ ثم استمر إلى القرون‬،‫التطور المتسارع الذي كانت انطالقته الفعلية في القرن الثاني للهجرة‬ ‫أ‬.‫ ويمكن ا ْن نتلمس مظاهر هذا التطور في مناح شتى من الدرس اللغوي العربي‬.‫الالحقة‬ ‫أ أ‬ ‫وقد حاول بعض المستشرقين والدارسين العرب المحدثين التقليل من شان ما انتجه‬ ‫ّأ‬ ّ ‫المحلي او المحدود والضيق الذي‬ ‫اللغوي‬ ‫ وتصويره في صورة البحث‬،‫اللغويون العرب القدماء‬ 28 ‫ص ص ‪00 -22‬‬ ‫ّ‬ ‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 02 :‬جوان ‪)2020‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬ ‫غوية‬ ‫العربية‪ ،‬والذي لم يدرس اللغة بصفتها ظاهرة ّ‬ ‫إنسانية يتواصل بها البشر‬ ‫ل يتجاوز حدود اللغة ّ‬ ‫ّ‬ ‫اللسانية الحديثة‪.‬‬ ‫فيما بينهم مثلما فعلت الدراسات‬ ‫اللغوي الممتد عبر قرون من اإلنتاج العلمي‬ ‫ّ‬ ‫ولكن القراءة المتفحصة في هذا التراث‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫المتقن والجاد تثبت لنا ا ّن ك ثيرا من الفكار اللغوية والقضايا التي عالجتها المدارس والنظريات‬ ‫اللسانيات الحديثة كان الدارسون العرب قد تطرقوا إليها في مباحثهم‪ ،‬وعالجوها في إطار‬ ‫العربية فحسب‪.‬‬ ‫اللسانية الواسعة ل في حدود اللغة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدراسة‬ ‫يقول عبد السالم المسدي‪ « :‬العرب بحكم مميزات حضارتهم وبحكم اندراج نصهم‬ ‫الديني في صلب هذه المميزات قد دعوا إلى تفكر اللغة في نظامها وقدسيتها ومراتب إعجازها‪،‬‬ ‫وني للغة فحسب‪ ،‬بل قادهم ّالنظر أا ً‬ ‫شمولي ك ّ‬‫ّ‬ ‫أ‬ ‫يضا إلى الكشف‬ ‫فافضى بهم النظر ل إلى درس‬ ‫مؤخرا بفضل ازدهار علوم‬‫عن ك ثير من أاسرار الظاهرة اللسانية‪ ،‬مما لم تهتد إليه البشرية إل ً‬ ‫(‪)1‬‬ ‫اللسان منذ مطلع القرن العشرين »‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫وبناء على ذلك سنحاول في هذه البحث رصد أا ّ‬ ‫اللسانية في التراث‬ ‫هم هذه الفكار‬ ‫ّ آ‬ ‫العربي‪ً.‬‬ ‫اإلشكالية ال ّتية‪ :‬هل كانت القضايا اللسانية المعاصرة تدخل في‬ ‫انطالقا من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اللغوي‬ ‫اللغويين العرب القدماء؟ وما مدى عمق معالجتهم لها؟‬ ‫صلب اهتمام ّ‬ ‫اللسانية المعاصرة التي شغلت بال‬‫ّ‬ ‫السياق قمنا برصد ّعينة من القضايا‬ ‫وفي هذا ّ‬ ‫وتطرقوا إليها في مباحثهم‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫اللغويين العرب القدماء‪ّ ،‬‬ ‫‪.2‬المفاهيم اللسانية المعاصرة في التراث العربي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫اللساني العربي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪.1/2‬مفهوم اللغة في التراث‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّعرف اللغويون العرب القدماء اللغة‪ ،‬ووضحوا ماهيتها في تعاريف ل تقل شانا عن‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ّ أ‬ ‫ولعل اشهرها تعريف ابن جني (ت ‪ 521‬ه) الذي جاء فيه‪ « :‬ا ّما‬ ‫تعريفات اللسانيات الحديثة‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫حدها ّفإنها اصوات يعبر بها كل قوم عن اغراضهم »‪.‬ويمكن ان نستنتج من هذا التعريف‬ ‫ْ‬ ‫(‪)2‬‬ ‫أ‬ ‫ا ّن‪:‬‬ ‫أ‬ ‫‪ ‬اللغة عبارة عن اصوات‪ ،‬فاللغة منطوقة وليست مك توبة‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫‪ ‬واللغة وسيلة يستعملها الناس للتعبير عن اغراضهم‪ ،‬اي‪ :‬ا ّن وظيفتها الساسية‬ ‫هي التواصل‪.‬‬ ‫ّ أ‬ ‫أ‬ ‫فلكل ا ّمة لغتها الخاصة‪.‬‬ ‫‪ ‬واللغات تتنوع بتنوع القوام‪،‬‬ ‫‪29‬‬ ‫ص ص ‪00 -22‬‬ ‫ّ‬ ‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 02 :‬جوان ‪)2020‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬ ‫غوية‬ ‫أ‬ ‫ويعرف ابن خلدون (ت ‪ 808‬ه) ّاللغة بقوله‪ « :‬اعلم ا ّن اللغة في المتعارف هي عبارة‬ ‫ّ‬ ‫ْأ‬ ‫المتكلم عن مقصوده‪ ،‬وتلك العبارة فعل ّ‬ ‫لساني ناشئ عن القصد بإفادة الكالم‪ ،‬فالبد ان تصير‬ ‫(‪)3‬‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫ملكة متقررة في العضو الفاعل لها وهو اللسان‪ ،‬وهو في كل امة بحسب اصطالحاتهم»‪.‬وقد‬ ‫(‪)4‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اشار تعريف ابن خلدون هذا إلى جملة من المور وهي‪:‬‬ ‫‪ ‬اللغة عبارة المتكلم عن مقصوده‪ :‬أا ْي أا ّنها وسيلة يستخدمها ّ‬ ‫المتكلم للتعبير عن‬ ‫أ‬ ‫مقصوده وافكاره‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫لساني ناشئ عن القصد بافادة الكالم‪ :‬ا ْي‪ :‬ا ّن اللغة فعل‬ ‫‪ ‬تلك العبارة فعل ّ‬ ‫إنشائي يؤديه اإلنسان عبر اللسان‪ ،‬وهذا الفعل نابع عن إرادة فكرية‪ ،‬وهي القصد‬ ‫بإفادة الكالم‪.‬‬ ‫أ أ‬ ‫‪ ‬ملكة متقررة في العضو‪ :‬ا ْي‪ :‬ا ّن مقدرة اإلنسان على التكلم وراءها ملكة لسانية‪،‬‬ ‫اك تسبها اإلنسان‪ ،‬وهي توجه عملية التكلم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫‪ ‬اللسان في كل امة بحسب اصطالحاتها‪ :‬ا ْي‪ :‬ا ّن ملكة اللغة تظهر في كل امة‬ ‫على شكل لغة خاصة بها‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ونحن نالحظ بعد تا ّمل تعريف اللغة عند ابن جني وابن خلدون ا ّنه ّيتفق في ك ثير من‬ ‫جوانبه مع تعاريف اللغة في اللسانيات الحديثة‪ ،‬والتي نذكر منها على سبيل المثال ل الحصر‪:‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫أ‬ ‫‪( ‬اندريه مارتينيه‪ :)André Martinet -‬اللغة اداة تواصل تحلل وفقها خبرة‬ ‫اإلنسان بصورة مختلفة في كل مجتمع إنساني عبر وحدات‪ ،‬تشتمل على محتوى‬ ‫دللي وعلى عبارة صوتية‪.‬‬ ‫‪( ‬انطوان مييه‪ :)Antoine Meillet -‬اللغة تنظيم متماسك مرتبط بوسائل‬ ‫أ‬ ‫التعبير المشتركة بين مجموعة متكلمين‪ ،‬ول وجود لهذا التنظيم خارج الفراد‬ ‫الذين يتكلمون اللغة‪.‬‬ ‫‪( ‬ادوارد سابير‪ :)Edward Sapir -‬اللغة وسيلة ل غريزية خاصة باإلنسان‪،‬‬ ‫أ‬ ‫يستعملها إليصال الفكار والمشاعر والرغبات عبر رموز يؤديها بصورة اختيارية‬ ‫وقصدية‪.‬‬ ‫‪30‬‬ ‫ص ص ‪00 -22‬‬ ‫ّ‬ ‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 02 :‬جوان ‪)2020‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬ ‫غوية‬ ‫أ‬ ‫ولضيق المقام نك تفي بهذه التعاريف الثالثة التي نالحظ ا ّنها تتقاطع مع تعاريف‬ ‫أ‬ ‫اللسانيين العرب القدماء في بعض النقاط‪ ،‬منها مثال‪ :‬اللغة عبارة عن اصوات‪ ،‬واللغة وسيلة‬ ‫أ‬ ‫للتواصل بين الناس‪ ،‬واللغة تتنوع بتنوع القوام‪ ،‬اللغة ملكة مك تسبة‪ ،‬وهي عملية مقصودة‬ ‫لذاتها‪.‬‬ ‫‪.2/2‬اعتباطية العالمة اللسانية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تحدثت اللسانيات الحديثة منذ ظهور محاضرات دوسوسير على العالقة بين الدال‬ ‫منطقية إلز ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫امية بينهما‪ ،‬فالعالقة بينهما‬ ‫والمدلول؛ حيث اكدت على عدم وجود عالقة‬ ‫أ‬ ‫اعتباطية؛ حيث كان باإلمكان تسمية الشجرة طريقا والعكس صحيح‪.‬وقد اشار إلى هذه الفكرة‬ ‫(‪)6‬‬ ‫علماء العربية القدماء‪.‬‬ ‫ومن بينهم عبد القاهر الجرجاني الذي كان يفرق بين ( حروف منظومة ) و(كلم‬ ‫أ‬ ‫ً‬ ‫بمقتضى‬ ‫منظومة )؛ حيث يرى ا ّن « نظم الحروف هو تواليها في النطق فقط‪ ،‬وليس نظمها‬ ‫أ‬ ‫عن معنى‪ ،‬ول الناظم لها بمقتف في ذلك رسما من العقل اقتضى ا ْن يتحرى في نظمه لها‬ ‫أ‬ ‫ما تحراه‪ ،‬فلو ا ّن واضع اللغة كان قد قال (ربض) مكان (ضرب) لما كان في ذلك ما يؤدي‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫إلى فساد‪.‬وا ّما نظم الكلم فليس المر فيه كذلك لنك تقتفي في نظمها اثار المعاني وترتبها‬ ‫على حسب ترتيب المعاني في النفس‪ ،‬فهو ًإذا نظم يعتبر فيه حال المنظوم بعضه مع‬ ‫(‪)7‬‬ ‫ضم الشيء إلى الشيء كيف جاء واتفق»‪.‬‬ ‫بعض‪ ،‬وليس هو ّالنظم الذي معناه ّ‬ ‫يتم بطريقة‬ ‫نطقا ّ‬‫رسما أاو ً‬ ‫ويفهم من كالم الجرجاني أا ّن توالي الحروف أاو ترتيبها ً‬ ‫امية لتوالي هذه‬ ‫اعتباطية ل دخل لعقل اإلنسان فيها‪ ،‬وليس هناك من عالقة منطقية إلز ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫الحروف في الكلمة‪ ،‬يقول عبد السالم المسدي‪ " :‬ا ّما الجرجاني ّفإنه يتناول قضية العتباط‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وصفية‪ً ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ملحا على ا ّن اقتران ا ّي لفظ بمعناه ّلما‬ ‫اختبارية ّ‬ ‫في الحدث اللساني من زاوية‬ ‫محضا‪ّ ،‬فإنه ل يقوم بين الدال والمدلول من القتضاء ما يمنع تصورّ‬ ‫تواطؤا ً‬ ‫كان في منشئه ً‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫اي دال اخر لنفس المدلول‪ ،‬كما يمكن ا ْن يقوم مقام الدال الول‪ ،‬وبنفس النتهاج‬ ‫أ‬ ‫آ أ‬ ‫ّ أ‬ ‫تصور ا ّي مدلول اخر ل ّي دال من دوال اللغة كان يمكن ا ْن يكون‬ ‫الستدللي ل يمنع‬ ‫(‪)8‬‬ ‫ً‬ ‫كامنا وراءه بدل عنه "‪.‬‬ ‫العربية قد سبقوا (فرديناند دوسوسير‪-‬‬ ‫وبهذا يكون الجرجاني وغيره من علماء ّ‬ ‫اطية العالقة بين دوال اللغة ومدلولتها‪،‬‬ ‫‪ )Ferdinand de Saussure‬إلى القول باعتب ّ‬ ‫بل وشرحوا ذلك ووضحوه بطريقة توحي إلى إدراكهم العميق لهذه الظاهرة اللغوية‪.‬‬ ‫‪.3‬مظاهر المناهج اللسانية المعاصرة في التراث اللغوي العربي‪.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ص ص ‪00 -22‬‬ ‫ّ‬ ‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 02 :‬جوان ‪)2020‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬ ‫غوية‬ ‫أ‬ ‫زأ‬ ‫‪.1/3‬المنهج الوصفي‪.‬‬ ‫عرفت الدراسات اللغوية مطلع القرن العشرين تحول بار ا ادى إلى نشاة ما يعرف‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫الوصفي‪ ،‬الذي جاء كرد فعل على المناهج السائدة قبل القرن العشرين‪ ،‬والتي اطلق‬ ‫بالمنهج‬ ‫ّ‬ ‫عليها مصطلح (النحو التقليدي)؛ حيث درج العلماء منذ دي سوسير على تتبع نقائص هذا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّالنحو ونقاط ضعفه وقصوره‪.‬وتبعهم في ذلك بعض اللسانيين العرب المحدثين الذين ساروا‬ ‫العربي‪ ،‬بدعوى أا ّنه نحو معيار ّي‬ ‫على خطاهم‪ ،‬فنقلوا عنهم تلك النتقادات وو ّجهوها إلى النحو ّ‬ ‫الوصفية فيه‪ ،‬والتي ل يخطئها المتتبع المنصف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بحت‪ ،‬متغافلين عن ك ثير من الجوانب‬ ‫الوصفي في النحو ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫العربي‪:‬‬ ‫وسنحاول فيما يلي تلخيص اهم مظاهر المنهج‬ ‫اللغوية على منهج خاص يقوم‬ ‫‪ ‬اعتمد النحاة واللغويون العرب القدماء في جمع المادة ّ‬ ‫اللغوي‪ ،‬فقد كانوا يذهبون إلى البادية ويشافهون‬ ‫ّ‬ ‫على التصال المباشر بالستعمال‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫العراب‪ ،‬لينقلوا عنهم المادة اللغوية‪.‬والقصص على ذلك ك ثيرة في ك تب الطبقات‬ ‫الهجري‪ ،‬وهو عصر ابن جني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والتراجم‪ ،‬وقد استمر هذا الوضع إلى غاية القرن الرابع‬ ‫أ‬ ‫الذي كان يجمع اللغة احيانا عن طريق التصال المباشر بالمتكلمين الفصحاء‪.‬وفي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫السياق يشير عبده الراجحي إلى ا ّن « التصال المباشر بالواقع اللغوي اصل من‬ ‫هذا ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫العربي نتيجة لطبيعة‬ ‫ّ‬ ‫الوصفي‪ ،‬وقد كان ايضا اصال من اصول ّالنحو‬ ‫ّ‬ ‫اصول النحو‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫الحياة ّ‬ ‫العلمية التي نشات في مناخ عام اساسه النقل‬ ‫العربية‪ ،‬ولطبيعة الحركة‬ ‫وصفي في تناول ك ثير من‬ ‫والرواية‪ ،‬وقد أادى هذا التصال أا ْن يكون في ّالنحو اتجاه ّ‬ ‫(‪)9‬‬ ‫ظواهر اللغة »‪.‬‬ ‫آ‬ ‫أ أ‬ ‫‪ ‬أاول عمل ّ‬ ‫لغوي قام به ابو السود الدؤلي (ت ‪ 02‬ه) ‪ -‬وهو ضبط القران الكريم‬ ‫ً أ‬ ‫محضا؛ ل ّنه يقوم على‬ ‫بالنقط المسمى (نقط اإلعراب) ‪ -‬كان في الحقيقة عمال ً‬ ‫وصفيا‬ ‫ئ أ‬ ‫المالحظة المباشرة لقراءة ّالنص؛ حيث اجتمع في هذا العمل قار يقرا وكاتب يالحظ‬ ‫وصفا لحركة الشفتين‬ ‫وتضمن هذا العمل كذلك ً‬ ‫حركة الشفتين ويسجل ما يالحظه‪ّ ،‬‬ ‫أ‬ ‫وكيفية حدوث الحركات اإلعر ّابية التي صارت اساس المصطلحات اإلعر ّابية في ّالنحو‬ ‫ّ (‪)10‬‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫أ‬ ‫‪ ‬لم يغفل ّالنحاة اللهجات ّ‬ ‫العربية؛ حيث ّإن ك تبهم تضمنت مادة ل باس بها تتبع‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الستعمال اللهجي‪ ،‬بل وتاخذ ببعض اللهجات وتفضلها في بعض الحيان‪.‬كما انهم‬ ‫(‪)11‬‬ ‫اللغوية بك ثرة الستعمال في كالم العرب‪.‬‬ ‫يفسرون بعض الظواهر ّ‬ ‫البنيوي الذي يرى اللغة بنية منظمة متكاملة‪ ،‬فيعنى بتصريف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الوصفي «‬ ‫‪ّ ‬إن الفكر‬ ‫‪32‬‬ ‫ص ص ‪00 -22‬‬ ‫ّ‬ ‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 02 :‬جوان ‪)2020‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬ ‫غوية‬ ‫الكلمات وصالتها الشتقاقية وصورها اإلسنادية واإلضافية‪ ،‬من حيث الفصل والوصل‬ ‫أ‬ ‫مع إبراز الطابع العضوي لنماط اللغة‪ ،‬وما يترتب على ذلك من فكرة المعاقبة في‬ ‫الموقع‪ ،‬ثم الربط بين الصورة والوظيفة التي تؤديها الصورة في النظام‪ ،‬وكل هذه‬ ‫ّ آ‬ ‫أ‬ ‫العربي وتاليفه‪ ،‬ولم تكن خافية على‬ ‫المور والمسائل المختلفة حفلت بها ك تب النحو‬ ‫(‪)12‬‬ ‫أ‬ ‫اذهان النحاة العرب »‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الوصفي؛ حيث وصف‬ ‫ّ‬ ‫العربي كان يقوم في اساسه على المنهج‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الصوتي‬ ‫‪ّ ‬إن ّالدرس‬ ‫أ‬ ‫علماء العربية مخارج الصوات وصفاتها‪ ،‬وبينوا كيفية نطقها‪ ،‬كما وصفوا جهاز النطق‬ ‫دقيقا ل يختلف ك ثيرا عن وصف المحدثين له‪ ،‬كما وصفوا القوانين‬ ‫وصفا ً‬ ‫البشري ً‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫الصوتية التي تتحكم في تطور الصوات‪ ،‬وبالجملة فقد اعتمد الدارسون العرب القدامى‬ ‫ّ أ‬ ‫وصفيا ً‬‫منهجا ًّ‬ ‫لالصوات ً‬ ‫أ‬ ‫الفلسفية‪ ،‬اساسه المالحظة‬ ‫خاليا من الفتراضات‬ ‫في دراستهم‬ ‫ّ أ‬ ‫الذاتية وتذوق الصوات‪.‬وهذا ما دفع بعض المستشرقين واللسانيين الغرب إلى‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫الصوتية؛ حيث يقول المستشرق ال لماني‬ ‫العتراف بتفوق العرب في الدراسات‬ ‫ّ‬ ‫(قوتهلف برجشتراسر‪ « :)Gotthelf Bergsträsser -‬لم يسبق الغربيين في هذا‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اللساني‬ ‫العلم إل قومان من اقوام الشرق‪ ،‬وهما اهل الهند‪ ،‬والعرب»‪ )13(.‬ويقول‬ ‫أ‬ ‫اإلنجليزي (جون روبرت فيرث ‪ّ « :)John Rupert Firth -‬إن علم الصوات قد نما‬ ‫ّ‬ ‫ّ (‪)14‬‬ ‫ّ‬ ‫السنسكريتية والعربية»‪.‬‬ ‫وشب في خدمة لغتين مقدستين هما‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫العربي‪ ،‬وغيرها ك ثير ويحتاج إلى تفصيل‬ ‫ّ‬ ‫الوصفية في ّالنحو‬ ‫ّ‬ ‫فهذه ًإذا بعض الجوانب‬ ‫اللغوي ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ أ‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫يخرج بنا عما نحن بصدده من تتبع اهم الفكار اللسانية في التراث‬ ‫‪.2/3‬أالمنهج التحويلي التوليدي‪.‬‬ ‫احصى الدارسون المحدثون العديد من النقاط التي تتقاطع فيها اللسانيات‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫التوليدي‪ ،‬بل قد اشاروا إلى وجود تقارب شديد بينهما؛ « ل ّن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التحويلي‬ ‫العربية مع ّالنحو‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫العربي في معضمه عن اساس‬ ‫ّ‬ ‫هناك اصول مشتركة بين المنهجين‪ ،‬ا ّهمها صدور ّالنحو‬ ‫أ‬ ‫ّ‬ ‫التوليدي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التحويلي‬ ‫عقلي»‪ )15(.‬وهو الساس نفسه الذي يقوم عليه ّالنحو‬ ‫ولعل من بين أالمثلة على ذلك التقارب ما نجده في مؤلفات أائمة ّالنحو ّ‬ ‫العربي‬ ‫ّ‬ ‫نحوي متكامل؛ حيث ذكر في باب‬ ‫وعلى أراسهم سيبويه (ت ‪ 180‬ه)‪ ،‬صاحب أا ّول عمل ّ‬ ‫أ‬ ‫الستقامة من الكالم واإلحالة ا ّن الكالم « منه مستقيم حسن‪ ،‬ومحال‪ ،‬ومستقيم كذب‪،‬‬ ‫آ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫ومستقيم قبيح‪ ،‬وما هو محال كذب‪.‬فا ّما المستقيم الحسن فقولك‪ :‬اتيتك امس‪ ،‬وساتيك‬ ‫أ‬ ‫آ أ‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫غدا‪ ،‬واما المحال فا ْن تنقض ا ّول كالمك باخره فتقول‪ :‬اتيتك غدا‪ ،‬وساتيك امس‪ ،‬وا ّما‬ ‫‪33‬‬ ‫ص ص ‪00 -22‬‬ ‫ّ‬ ‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 02 :‬جوان ‪)2020‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬ ‫غوية‬ ‫أ‬ ‫المستقيم الكذب فقولك‪ :‬حملت الجبل‪ ،‬وشربت ماء البحر ونحو ذلك‪ ،‬وا ّما المستقيم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫أ‬ ‫زيدا رايت‪ ،‬وكي زيد ياتيك واشباه‬ ‫القبيح كا ْن تضع اللفظ في غير موضعه نحو قولك‪ :‬قد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ذلك‪ ،‬وا ّما المحال الكذب فا ْن تقول‪ :‬سوف اشرب ماء البحر امس »‪ )16(.‬ومرجع هذا‬ ‫أ‬ ‫ّ أ‬ ‫النحوية او مخالفته‪ ،‬وسالمة الدللة او فسادها‪،‬‬ ‫التقسيم عنده إلى موافقة الكالم للقواعد‬ ‫وهو تقسيم يتفق مع تقسيم (نعوم تشومسكي‪ )Noam Chomsky -‬للكالم إلى‪ :‬كالم‬ ‫نحويا وغير‬‫أاصولي وكالم غير أاصولي‪ ،‬أاو الجمل القواعدية وغير القواعدية أا ْي المقبولة ً‬ ‫(‪)17‬‬ ‫المقبولة‪.‬‬ ‫اللغوية على‬‫وقد كان النحاة واللغويون العرب يعتمدون في اختيار مادتهم ّ‬ ‫العربي الموثوق به‪ ،‬أاو ما يسمى بالسليقة ّ‬ ‫العربية السليمة‪ « ،‬وهو اعتماد‬ ‫اللغوي ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحدس‬ ‫العربي ومقدرته اللغوية الصحيحة‪ ،‬تلك الك فاءة اللغوية‪ ،‬التي تمثل المعرفة‬ ‫ّ‬ ‫على هذا‬ ‫الضمنية لدى الم تكلم بقواعد اللغة‪ ،‬والتي تتيح له إنتاج الجمل على النحو الذي نجده‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫عند تشومسكي‪ ،‬وإن العتماد على نطق العراب البدو دون سواهم هو اعتماد على ادائهم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫الكالمي‪ ،‬واعتداد بقواعد هذا الكالم المنطوق والداء الفعلي الصحيح‪ ،‬ياتي هذا العتماد‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫متفقا مع ما حدده تشومسكي من قواعد الداء اللغوي او الكالم المنطوق‪ ،‬الذي ياتي متفقا‬ ‫(‪)18‬‬ ‫أ‬ ‫مع قواعد الك فاءة اللغوية او مختلفا عنه »‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ولعل افكار نظرية النظم للجرجاني اقرب الفكار اللسانية العربية إلى نظرية‬ ‫أ‬ ‫تشومسكي اللغوية‪ ،‬وجوانب التشابه بينهما واضحة لمن اراد البحث في هذه القضية؛‬ ‫حيث إن حد يث تشومسكي عن البنية العميقة والبنية السطحية كان قد سبقه إليه‬ ‫الجرجاني (ت ‪ 021‬ه) حين « ّفرق بين ّالنظم والترتيب والبناء والتعليق‪ ،‬فجعل نظم‬ ‫أ‬ ‫المعاني في ّالنفس‪ ،‬وهو تماما البنية العميقة عند تشومسكي‪ ،‬ا ّما البناء فهو البنية‬ ‫أ‬ ‫السطحية الحاصلة بعد الترتيب بواسطة الكلمات‪ ،‬كما ا ّن التعليق هو الجانب الدللي من‬ ‫ّ‬ ‫(‪)19‬‬ ‫هذه الكلمات التي في السياق»‪.‬‬ ‫‪.2/3‬المنهج السياقي‪:‬‬ ‫اهتمت اللسانيات الحديثة بالسياق أواولته عناية فائ قة‪ ،‬باعتباره يمثل عنصراً‬ ‫فاعال في توضيح الكالم‪ ،‬بل في صحته والوصول به إلى درجة القبول في معناه ومبناه‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫واللسانيون الغربيون يقسمونه على قسمين‪ :‬احدهما‪ :‬السياق اللغوي او سياق المقال‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫والثاني‪ :‬سياق الحال او السياق غير اللغوي؛ حيث ُيقصد بال ّول « وضع لبنات الكالم من‬ ‫آ أ‬ ‫حيث المواؤمة والتالف او اللزوم‪ ،‬بالنظر فيما يسبقها ويلحقها من لبنات »‪ُ )20(.‬ويقصد‬ ‫اللغوية المكونة للموقف الكالمي من شخصية المتكلم‬ ‫بسياق الحال‪ :‬جملة العناصر غير ّ‬ ‫‪34‬‬ ‫ص ص ‪00 -22‬‬ ‫ّ‬ ‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 02 :‬جوان ‪)2020‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬ ‫غوية‬ ‫اللغوي لمن يشارك في‬‫ّ‬ ‫والسامع‪ ،‬والعوامل الجتماعية ذات العالقة باللغة وبالسلوك‬ ‫الموقف‪ ،‬وعالقات الزمان والمكان وسائر الظروف المحيطة بالكالم‪ ،‬والتي تسهم في‬ ‫(‪)21‬‬ ‫تكوينه وتؤثر فيه‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وقد كان النتربولوجي اللغوي (مالينوفسكي‪)Bronisław Malinowski -‬‬ ‫أ‬ ‫من اوائل من اهتم بالسياق في اللسانيات الغربية‪ ،‬ومن بعده اللساني اإلنجليزي (فيرث‬ ‫‪ ،)Firth -‬الذي ُتسمى نظريته بالمدرسة السياقية؛ حيث حرص على تعميق البحث فيه‬ ‫(‪)22‬‬ ‫أ‬ ‫واللتزام بتطبيقه في كل اعماله‪.‬‬ ‫كبيرا واهتماما بالغا من‬‫حظا ً‬ ‫السياق بقسميه ً‬ ‫وفي اللسانيات العربية القديمة نال ّ‬ ‫أ‬ ‫علماء العربية على اختالف تخصصاتهم؛ حيث تكلم عنه الصوليون والمفسرون‬ ‫أ‬ ‫والبالغيون والنحويون واللغويون وعلماء الحديث‪ ،‬وتنبهوا إلى اثره في فهم المعنى‪،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫فتجدهم ينظرون في الحوال المصاحبة للكالم‪ ،‬كمعرفة حال المتكلم او السامع او البيئة‬ ‫أ‬ ‫آ أ‬ ‫أ‬ ‫العامة او سبب نزول الية او مناسبة القصيدة‪ ،‬او غير ذلك‪ ،‬مما ُيسمى بالعناصر غير‬ ‫اللغوية التي تساعد في الكشف عن المعنى المراد من النص‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وقد ّنبه على اهمية السياق عز الدين بن عبد السالم (ت ‪ 000‬ه) الذي يقول‪:‬‬ ‫«السياق مرشد إلى تبيين المجمالت‪ ،‬وترجيح المحتمالت‪ ،‬وتقرير الواضحات‪ ،‬وكل ذلك‬ ‫أ‬ ‫بعرف الستعمال»‪ )23(.‬كما ّنبه الزركشي (ت ‪ 220‬ه) إلى ا ّن دللة السياق تعين على‬ ‫المعنى عند اإلشكال‪ ،‬فهي « ترشد إلى تبيين المجمل‪ ،‬والقطع بعدم احتمال غير المراد‪،‬‬ ‫أ‬ ‫وتخصيص العام‪ ،‬وتقييد المطلق‪ ،‬وتنوع الدللة‪ ،‬وهو من اعظم القرائن الدالة على مراد‬ ‫أ‬ ‫(‪)24‬‬ ‫المتكلم‪ ،‬فمن اهمله َغلط في نظيره وغالط في مناظرته »‪.‬‬ ‫بالسياق في أاقدم النصوص ّالن ّ‬ ‫حوية المد ّونة التي‬ ‫وتظهر كذلك مؤشرات الهتمام ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وصلتنا وهو ك تاب سيبويه‪ ،‬الذي يقول فيه‪...« :‬وذلك قولك‪ :‬اتميميا مرة وقيسيا اخرى؟‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫وإنما هذا أا ّنك أرايت رجال في حال ّ‬ ‫ّ‬ ‫تلون وتنقل فقلت‪ ( :‬اتميميا مرة وقيسيا اخرى؟ )‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ً أ‬ ‫أكا ّنك قلت‪ ( :‬أاتحول ً‬ ‫وقيسيا اخرى؟ )‪ ،‬فانت في هذه الحال تعمل في تثبيت‬ ‫تميميا مرة‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫هذا له‪ ،‬وهو عندك في تلك الحال في تلون وتنقل‪ ،‬وليس يساله مسترشدا عن امر هو‬ ‫جاهل به ُليفهمه إياه ويخبره عنه‪ ،‬ولكنه ّوبخه بذلك‪.‬وحدثنا بعض العرب أا ّن ً‬ ‫رجال من‬ ‫أ أ‬ ‫بني أاسد قال يوم َج َبلة واستقبله بعير ّ‬ ‫فتطير منه‪ ،‬فقال‪ :‬يا َبني اسد اعور وذا ناب؟ فلم‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يسترشدهم ليخبروه عن عوره وصحته‪ ،‬ولكنه نبههم‪ ،‬كا ّنه قال‪ ( :‬اتستقبلون اعور وذا‬ ‫واقعا كما كان ّالتلون والتنقل عندك ثابتين‬ ‫ناب؟ ) والستقبال في حال تنبيهه إياهم كان ً‬ ‫‪35‬‬ ‫ص ص ‪00 -22‬‬ ‫ّ‬ ‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 02 :‬جوان ‪)2020‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬ ‫غوية‬ ‫أ‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫في الحال الولى‪ ،‬واراد ا ْن يثبت لهم العور ليحذروه »‪.‬‬ ‫(‪)25‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ويمكن ا ْن نالحظ في هذين المثالين اللذين ذكرهما سيبويه ا ّنهما قد تضمنا‬ ‫أ‬ ‫خطابا ل يمكن فهمه منعزل عن سياقه الذي ورد فيه‪ ،‬لذلك نقل سيبويه الحوال‬ ‫المصاحبة لهذا الخطاب‪ ،‬وحاول استعادة الجو ّالنفسي والجتماعي الذي رافقه‪ ،‬والذي‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫سماه ب (الحال) وراح يؤكد اهميته في فهم المعنى‪ ،‬وا ّنه بدونه قد ُيفهم خالف المقصود‬ ‫من الكالم‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫قضية في غاية الهمية تتعلق بسياق الحال‪ ،‬وهو ا ّنه ل‬ ‫وقد تنبه ابن جني إلى ّ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يك في احيانا ا ْن ُتنقل إلينا ظروف الكالم ومالبساته‪ ،‬بل نحتاج إلى حضوره ومشاهدة ما‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫يرافقه من احوال حتى نستطيع فهمه على الوجه التم‪ ،‬ففي ذلك وضوح الصورة‪ ،‬وجالء‬ ‫معاني الكالم‪ ،‬فهو يقول‪ « :‬فالغائب [ يقصد سياق الحال ] ما كانت الجماعة من علمائنا‬ ‫تشاهده من أاحوال العرب ووجوهها‪ ،‬وتضطر إلى معرفته من أاغراضها وقصودها‪...‬أال ترى‬ ‫إلى قوله‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫قاعس‬‫بالرحى ُالم َت ُ‬ ‫بعلي هذا َّ‬ ‫مينها ا َّ‬ ‫َتقول َو َصك ْت َو ْج َهها ِب َي ِ‬ ‫صك الوجه‪،‬‬ ‫بالرحى المتقاعس؟ من غير أا ْن يذكر ّ‬ ‫فلو قال حاكيا عنها‪ :‬أا ّ‬ ‫بعلي هذا ّ‬ ‫(وصكت وجهها) ُعلم‬ ‫ألعلمنا بذلك أا ّنها كانت متعجبة منكرة‪ ،‬لكنه لما حكى الحال فقال‪ّ :‬‬ ‫أ‬ ‫بذلك قوة إنكارها‪ ،‬وتعاظم الصورة لها‪ ،‬هذا مع ا ّنك سامع لحكاية الحال‪ ،‬غير مشاهد‬ ‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫لها‪ ،‬ولو شاهدتها لكنت بها اعرف‪ ،‬و ِل ِع َظم الحال في نفس تلك المراة ابين‪ ،‬وقد قيل‪:‬‬ ‫كالمعاين)‪...‬وليست كل حكاية ُتروى لنا‪ ،‬ول كل خبر ُينقل إلينا ُيشفع به‬ ‫المخبر ُ‬‫(ليس َ‬ ‫أ‬ ‫شرح الحوال التابعة له‪ ،‬المقترنة به‪.‬نعم ولو ُنقل إلينا لم ُن ْفد بسماعها ما ّكنا نفيده لو‬ ‫أ‬ ‫حضرناها‪...‬وعلى ذلك قالوا‪ّ :‬‬ ‫(رب إشارة ابلغ من عبارة)‪...‬وقال لي بعض مشايخنا رحمه‬ ‫أ أ‬ ‫أ أ‬ ‫(‪)26‬‬ ‫هللا‪ :‬انا ل احسن ا ْن ا ّكلم إنسانا في الظلمة »‪.‬‬ ‫‪.4‬قضايا اللسانيات التطبيقية في التراث اللغوي العربي‪.‬‬ ‫‪.1/4‬االك تساب ّاللغوي‪:‬‬ ‫لم يكن البحث في اك تساب اللغة عند الطفل غائبا عن اهتمامات اللسانيين‬ ‫أ‬ ‫العرب القدماء‪ ،‬فهذا ابن فارس (ت ‪ 521‬ه) يعالج المسالة في ك تابه (الصاحبي في فقه‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫اللغة) فيقول‪ « :‬تؤخذ اللغة اعتيادا كالصبي العربي يسمع ابويه وغيرهما‪ ،‬فهو ياخذ اللغة‬ ‫(‪)27‬‬ ‫أ‬ ‫عنهم على مر الوقات‪ ،‬وتؤخذ تلقنا من ملقن »‪.‬‬ ‫‪36‬‬ ‫ص ص ‪00 -22‬‬ ‫ّ‬ ‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 02 :‬جوان ‪)2020‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬ ‫غوية‬ ‫يفرق جيدا بين اك تساب اللغة الذي سماه‬ ‫وليس يخفى هنا أا ّن ابن فارس ّ‬ ‫(اعتيادا)‪ ،‬وتعلم اللغة الذي سماه (تلقنا)‪ ،‬وهو الفرق نفسه الذي وضعته اللسانيات‬ ‫الحديثة بين الك تساب الذي يتم بطريقة عفوية تلقائية في المحيط أال ّ‬ ‫سري‪ّ ،‬‬ ‫والتعلم الذي‬ ‫أ‬ ‫يحتاج إلى معلم يتولى العملية‪ ،‬وتخطيط يسبقها‪ ،‬ول يكون إل بعد اك تساب اللغة الم‪.‬‬ ‫‪.1/4‬اللغة والمجتمع‪.‬‬ ‫أ‬ ‫من فروع اللسانيات الغربية الحديثة ما يسمى بعلم الجتماع اللغوي‪ ،‬او علم‬ ‫اللغة الجتماعي‪ ،‬وهو علم يهتم « بدراسة العالقة بين اللغة ومختلف مظاهر حياة‬ ‫أ‬ ‫المجتمع‪ ،‬واثر حضارة المجتمع ونظامه وتاريخه وتركيبه وبيئته الجغرافية في اللغة‬ ‫أ‬ ‫وظواهرها المختلفة‪...‬وكان للعرب ايضا نصيب وافر في التعرض لمثل هذه الدراسات‪،‬‬ ‫أ‬ ‫فتكلموا على اثر التركيب الجتماعي للمجتمع اإلسالمي على ظهور اللحن وتطور ّاللغة‪ ،‬كما‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫بحثوا اثار اإلسالم على اللغة وما جاء معه من الفاظ جديدة ومعان جديدة‪ ،‬فعقدوا في‬ ‫افي في اللغة‬‫وال لفاظ اإلسالمية الجديدة‪ ،‬كما بحثوا أالثر الجغر ّ‬ ‫أ‬ ‫ُ ّ‬ ‫للمولد‪،‬‬ ‫ك تبهم فصول‬ ‫وسالمتها حين عرضوا لفصاحة اللهجات‪ ،‬ودرجاتها‪ ،‬ونقاوتها‪ ،‬وذكروا عامل المجاورة‬ ‫الجغرافي في ذلك‪...‬وغير ذلك مما يدل على تنبههم إلى العالقة بين اللغة والحياة‬ ‫(‪)28‬‬ ‫الجتماعية "‪.‬‬ ‫‪.1‬خاتمة‪.‬‬ ‫ّأ‬ ‫أ‬ ‫نخلص في الخير إلى ان اللغويين العرب القدماء قد تناولوا بالدراسة والتحليل‬ ‫هم القضايا التي تطرق إليها البحث اللساني المعاصر‪ ،‬ولم يقتصروا على دراستها‬ ‫المستفيض أا ّ‬ ‫في إطار اللغة العربية فحسب‪ ،‬بل كانت دراستهم لسانية شمولية من منظور لساني عام؛‬ ‫بحيث تصدق نتائج بحثهم على كل اللغات اإلنسانية مثلما فعل اللسانيون المحدثون‪ ،‬فقد‬ ‫ّعرفوا اللغة تعريفا يتفق في ك ثير من جوانبه مع ما توصلت إليه اللسانيات الحديثة‪ ،‬وتبنوا‬ ‫المنهج الوصفي في دراستهم للغة‪ ،‬انطلقا من استقراء المادة اللغوية ثم وصفها ووضع‬ ‫المصطلحات واستنباط القواعد من الشواهد‪ ،‬وكذا الهتمام بالجانب الصوتي في اللغة‪ ،‬كما‬ ‫اللغوي‪ّ ،‬‬ ‫وفرقوا بينه وبين تعلم اللغة‪ ،‬الذي يحتاج إلى تلقين منظم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫درسوا قضية الك تساب‬ ‫أ‬ ‫واهتموا بالسياق‪ّ ،‬‬ ‫ونبهوا إلى اهميته في فهم الكالم‪ ،‬باإلضافة إلى دراستهم بعض قضايا اللغة‬ ‫ّ‬ ‫اللسانية التي ل يتسع‬ ‫والمجتمع‪ ،‬واعتباطية العالقة في العالمة اللسانية‪ ،‬وغيرها من القضايا‬ ‫أ‬ ‫المقام لبسط الحديث فيها‪ ،‬وهذا كله ّإنما يثبت مرة اخرى مدى إسهام اللسانيين العرب القدماء‬ ‫‪37‬‬ ‫ص ص ‪00 -22‬‬ ‫ّ‬ ‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 02 :‬جوان ‪)2020‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬ ‫غوية‬ ‫أ‬ ‫في الحضارة اإلنسانية‪ ،‬ويدعونا إلى مزيد من العناية بهذه القضايا وإبرازها تاسيسا للمستقبل‬ ‫أ‬ ‫على اصول الماضي بما يسمح ببعث الجديد عبر إحياء المك تسب‪.‬‬ ‫‪.0‬مصادر البحث ومراحعه‪:‬‬ ‫أ‬ ‫ابن جني ابو الفتح عثمان‪ ،‬الخصائص‪ ،‬تح‪ :‬محمد علي النجار‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‬ ‫‪‬‬ ‫للك تاب‪ ،‬ط ‪ ،05‬القاهرة‪.1280 ،‬‬ ‫ابن خلدون عبد الرحمن‪ ،‬المقدمة‪ ،‬تح‪ :‬خليل شحادة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬د ط‪ ،‬بيروت‪.2001 ،‬‬ ‫‪‬‬ ‫ابن عبد السالم عز الدين‪ ،‬االمام في بيان ادلة االحكام‪ ،‬تح‪ :‬رضوان بن غربية‪ ،‬دار‬ ‫‪‬‬ ‫البشائر اإلسالمية‪ ،‬ط ‪ ،01‬بيروت‪.1282 ،‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ابن فارس ابو الحسين احمد‪ ،‬الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب‬ ‫‪‬‬ ‫في كالمها‪ ،‬تح‪ :‬عمر فاروق الطباع‪ ،‬مك تبة المعارف‪ ،‬ط ‪ ،01‬بيروت‪.1225 ،‬‬ ‫آ‬ ‫ال ياسين محمد حسين‪ ،‬الدراسات اللغوية عند العرب الى نهاية القرن الثالث‪،‬‬ ‫‪‬‬ ‫منشورات دار مك تبة الحياة‪ ،‬ط ‪،01‬بيروت‪.1280 ،‬‬ ‫برجشتراسر قوتهلف‪ ،‬التطور النحوي للغة العربية‪ ،‬مك تبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪،02‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪.1220‬‬ ‫بشر كمال‪ ،‬التفكير اللغوي بين القديم والحديث‪ ،‬دار غريب‪ ،‬دط‪ ،‬القاهرة‪.2001 ،‬‬ ‫‪‬‬ ‫البهنساوي حسام‪ ،‬اهمية الربط بين التفكير اللغوي عند العرب ونظريات البحث‬ ‫‪‬‬ ‫اللغوي الحديث‪ ،‬مك تبة الثقافة الدينية‪ ،‬دط‪ ،‬القاهرة‪.1220 ،‬‬ ‫الجرجاني عبد القاهر‪ ،‬دالئل االعجاز في علم المعاني‪ ،‬تح‪ :‬محمد رشيد رضا‪ ،‬دار الك تب‬ ‫‪‬‬ ‫العلمية‪ ،‬ط ‪،01‬بيروت‪..1288 ،‬‬ ‫الراجحي عبده‪ ،‬النحو العربي والدرس الحديث بحث في المنهج‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬ ‫‪‬‬ ‫دط‪ ،‬بيروت‪.1222 ،‬‬ ‫أ‬ ‫الزركشي بدر الدين‪ ،‬البرهان في علوم القران‪ ،‬تح‪ :‬محمد ابو الفضل إبراهيم‪ ،‬مك تبة دار‬ ‫‪‬‬ ‫التراث‪ ،‬دط‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دت‪.‬‬ ‫السعران محمود‪ ،‬علم اللغة – مقدمة للقارئ العربي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬دط‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪‬‬ ‫دت‪.‬‬ ‫أ‬ ‫سيبويه ابو بشر عثمان بن قنبر‪ ،‬الك تاب‪ ،‬تح‪ :‬محمد عبد السالم هارون‪ ،‬مك تبة‬ ‫‪‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ص ص ‪00 -22‬‬ ‫ّ‬ ‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 02 :‬جوان ‪)2020‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬ ‫غوية‬ ‫الخانجي‪ ،‬ط ‪،05‬القاهرة‪.1288 ،‬‬ ‫أ‬ ‫‪ ‬عمر احمد مختار‪ ،‬البحث اللغوي عند العرب‪ ،‬عالم الك تب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪.1288 ،00‬‬ ‫‪ ‬المسدي عبد السالم‪ ،‬التفكير اللساني في الحضارة العربية‪ ،‬الدار العربية للك تاب ‪ ،‬ط‬ ‫‪ ،02‬تونس‪.1280 ،‬‬ ‫‪ ‬نهر هادي‪ ،‬علم اللغة االجتماعي عند العرب‪ ،‬الجامعة المستنصرية‪ ،‬ط ‪ ،01‬بغداد‪،‬‬ ‫‪.1288‬‬ ‫‪.2‬الهوامش واالحاالت‪:‬‬ ‫(‪ – )1‬المسدي عبد السالم ‪ ،‬التفكير اللساني في الحضارة العربية‪ ،‬الدار العربية للك تاب‪ ،‬ط ‪ ،02‬تونس‪،1280 ،‬‬ ‫ص ‪.20‬‬ ‫(‪ - )2‬ابن جني‪ ،‬الخصائص‪ ،‬تح‪ :‬محمد علي النجار‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للك تاب‪ ،‬ط ‪ ،05‬القاهرة‪ ،1280 ،‬ج ‪:‬‬ ‫‪ ،01‬ص ‪.55‬‬ ‫(‪ - )3‬ابن خلدون‪ ،‬المقدمة‪ ،‬تح‪ :‬خليل شحادة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬د ط‪ ،‬بيروت‪ ،2001 ،‬ص ‪.215‬‬ ‫أ‬ ‫(‪ - )4‬انظر‪ :‬البهنساوي حسام ‪ ،‬اهمية الربط بين التفكير اللغوي عند العرب ونظريات البحث اللغوي الحديث‪،‬‬ ‫مك تبة الثقافة الدينية‪ ،‬دط‪ ،‬القاهرة‪ ،1220 ،‬ص‪ 11‬وما بعدها‪.‬‬ ‫(‪ - )5‬انظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ 15‬وما بعدها‪.‬‬ ‫(‪ - )6‬انظر‪ :‬المسدي عبد السالم‪ ،‬التفكير اللساني في الحضارة العربية‪ ،‬ص ‪.112 - 102‬‬ ‫(‪ - )7‬الجرجاني عبد القاهر‪ ،‬دلئل اإلعجاز في علم المعاني‪ ،‬تح‪ :‬محمد رشيد رضا‪ ،‬دار الك تب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‬ ‫‪.1288 ،01‬ص ‪.00‬‬ ‫(‪ - )8‬عبد السالم المسدي‪ ،‬التفكير اللساني في الحضارة العربية‪ ،‬ص ‪.115‬‬ ‫(‪ - )9‬الراجحي عبده‪ ،‬النحو العربي والدرس الحديث بحث في المنهج‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬دط‪ ،‬بيروت‪،1222 ،‬‬ ‫ص ‪.11‬‬ ‫(‪ - )10‬انظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫(‪ - )11‬انظر‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.18 ،10‬‬ ‫أ‬ ‫(‪ - )12‬البهنساوي حسام‪ ،‬اهمية الربط بين التفكير اللغوي عند العرب ونظريات البحث اللغوي الحديث‪ ،‬ص ‪.28‬‬ ‫(‪ - )13‬برجشتراسر قوتهلف ‪ ،‬التطور النحوي للغة العربية‪ ،‬مك تبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪ ،1220 ،02‬ص ‪.11‬‬ ‫أ‬ ‫(‪ - )14‬عمر احمد مختار‪ ،‬البحث اللغوي عند العرب‪ ،‬عالم الك تب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪ ،1288 ،00‬ص ‪.110‬‬ ‫(‪ - )15‬الراجحي عبده ‪ ،‬النحو العربي والدرس الحديث بحث في المنهج‪ ،‬ص ‪.105‬‬ ‫(‪ - )16‬سيبويه‪ ،‬الك تاب‪ ،‬تح‪ :‬محمد عبد السالم هارون‪ ،‬مك تبة الخانجي‪ ،‬ط ‪،05‬القاهرة‪ ،1288 ،‬ج ‪ ،01‬ص ‪.21‬‬ ‫أ‬ ‫(‪ - )17‬انظر‪ :‬البهنساوي حسام‪ ،‬اهمية الربط بين التفكير اللغوي عند العرب ونظريات البحث اللغوي الحديث‪ ،‬ص‬ ‫‪.02‬‬ ‫(‪ - )18‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫(‪ - )19‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.51‬‬ ‫(‪ - )20‬بشر كمال‪ ،‬التفكير اللغوي بين القديم والحديث‪ ،‬دار غريب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دط‪ ،2001 ،‬ص ‪.508‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ص ص ‪00 -22‬‬ ‫ّ‬ ‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 02 :‬جوان ‪)2020‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬ ‫غوية‬ ‫(‪ - )21‬انظر‪ :‬السعران محمود‪ ،‬علم اللغة – مقدمة للقارئ العربي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬دط‪،‬دت‪،‬ص‪.511‬‬ ‫وهادي نهر‪ ،‬علم اللغة الجتماعي عند العرب‪ ،‬الجامعة المستنصرية‪ ،‬ط ‪ ،1288 ،01‬ص ‪.182 –182‬‬ ‫(‪ - )22‬انظر‪ :‬بشر كمال‪ ،‬التفكير اللغوي بين القديم والحديث‪ ،‬ص ‪.502‬‬ ‫أ أ‬ ‫(‪ - )23‬عز الدين بن عبد السالم‪ ،‬اإلمام في بيان ادلة الحكام‪ ،‬تح رضوان بن غربية‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫ط ‪ ،1282 ،01‬ص ‪.112‬‬ ‫أ‬ ‫آ‬ ‫(‪ - )24‬الزركشي‪ ،‬البرهان في علوم القران‪ ،‬تح‪ :‬محمد ابو الفضل إبراهيم‪ ،‬مك تبة دار التراث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دط‪ ،‬دت‪،‬‬ ‫ج‪ ،02:‬ص ‪.200‬‬ ‫(‪ - )25‬سيبويه‪ ،‬الك تاب‪ ،‬ج ‪ ،01‬ص ‪.505‬‬ ‫(‪ - )26‬ابن جني‪ ،‬الخصائص‪ ،‬ج ‪ ،01‬ص ‪.201‬‬ ‫(‪ - )27‬ابن فارس‪ ،‬الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كالمها‪ ،‬تح‪ :‬عمر فاروق الطباع‪ ،‬مك تبة‬ ‫المعارف‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،1225 ،01‬ص ‪.00‬‬ ‫آ‬ ‫(‪ - )28‬محمد حسين ال ياسين‪ ،‬الدراسات اللغوية عند العرب إلى نهاية القرن الثالث‪ ،‬منشو ات دار مك تبة الحياة‪،‬‬ ‫ر‬ ‫بيروت‪ ،‬ط ‪ ،1280 ،01‬ص ‪.001‬‬ ‫‪40‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser