بطلميوس الخامس إبيفانيس (203-180 ق.م) PDF

Summary

This document discusses Ptolemaic V. It covers the period of 203-180 BC, and features the political and historical developments in Ptolemy V of Egypt. It includes details of foreign policy.

Full Transcript

‫المحاضرة الرابعة‬ ‫بطلميوس الخامس إبيفانيس ‪ 180-203‬ق‪.‬م ‪:‬‬ ‫توفی بطلميوس الرابع في عام ‪ ۲۰۳‬ق‪.‬م‪ ،‬وترك طفل لم يتجاوز عمره السابعة‪ ،‬وكان من المقرر أن تتولي‬ ‫الوصاية عليه أمه الملكة أرسينوي الثالثة‪.‬إال أن سوسيبيوس وأجاثوكليس دبر مؤا...

‫المحاضرة الرابعة‬ ‫بطلميوس الخامس إبيفانيس ‪ 180-203‬ق‪.‬م ‪:‬‬ ‫توفی بطلميوس الرابع في عام ‪ ۲۰۳‬ق‪.‬م‪ ،‬وترك طفل لم يتجاوز عمره السابعة‪ ،‬وكان من المقرر أن تتولي‬ ‫الوصاية عليه أمه الملكة أرسينوي الثالثة‪.‬إال أن سوسيبيوس وأجاثوكليس دبر مؤامرة‪.‬أودت بحياة هذه‬ ‫ادعيا أن هذه وصية الملك الراحل‪.‬وهي وصية يرى‬ ‫الملكة‪ ،‬وأعلنا توليهما الوصاية على الملك الطفل‪ ،‬و ً‬ ‫الكثيرون أنها موضع شك‪.‬وبعد وفاة سوسيبيوس انفرد أجاثوکليس بالوصاية على الملك الصغير‪ ،‬وتولي‬ ‫طالبا منها التوسط بين مصر وأنطيوخس الثالث‪،‬‬ ‫توجيه دفة السياسة الخارجية للدولة‪.‬فأرسل سفارة إلى روما ً‬ ‫إال أن الرومان لم يظهروا حماسة إلى إجابة هذا الطلب‪ ،‬الن بقاء الخالفات بين مصر وسوريا في مصلحة‬ ‫روما‪.‬ومن ناحية أخرى فقد تابع أجاثوكليس سياسة التقرب إلى دولة مقدونيا‪.‬والواقع أن كالً من فيليب‬ ‫الخامس‪ ،‬ملك مقدونيا‪ ،‬وأنطيوخس الثالث الملك السلوقی‪ ،‬ظلت تراوده أحالم االستيالء على ممتلكات مصر‬ ‫الخارجية‪ ،‬وعلى الرغم من التعارض الواضح في أهداف هذين الملكين‪ ،‬فقد اتفقا في هذا األمر‪.‬وجرت‬ ‫مفاوضات سرية بين الطرفين أسفرت عن توقيع معاهدة‪.‬وال نعرف على وجه التحديد فحواها‪ ،‬ولكن من‬ ‫المرجح أنه جرى االتفاق على اقتسام ممتلكات مصر الخارجية‪ ،‬بين الطرفين‪.‬أما الرأي الذي يقول بأن‬ ‫االتفاق شمل مصر ذاتها‪ ،‬فإنه ال يلقى قبوالً لدي الدارسين وبمقتضى هذا االتفاق‪ ،‬تقرر أن يستولي كل‬ ‫طرف على الممتلكات المصرية‪ ،‬القريبة من مملكته‪ ،‬فسيأخذ فيليب ما تبقى لمصر‪ ،‬في جزر الكيكالديس‪،‬‬ ‫وممتلكاتها في تراقيا والدردنيل‪.‬أما أنطيوخس فإنه يأخذ إقليم جنوب سوريا‪ ،‬وما تبقى لمصر من ممتلكات‬ ‫في آسيا الصغرى ‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫وفي داخل مصر‪ ،‬ضاق السكندريون ذرعا بممارسات أجاثوكليس‪ ،‬ولم يغب عن بالهم‪ ،‬الجريمة النكراء‬ ‫التي ارتكبها في حق الملكة أرسينوى الثالثة‪ ،‬وسرى اإلحساس بالسخط في الجيش‪ ،‬فأعلن قائد إحدى‬ ‫الحاميات التمرد‪ ،‬وانضمت إليه حامية اإلسكندرية‪ ،‬وعم االضطراب العاصمة‪ ،‬وأحاطت الجماهير الغاضبة‬ ‫بالقصر الملكي واقتحموا القصر‪ ،‬وأخرجوا الملك الصغير‪ ،‬وطالبوه بإنزال العقاب بالمفسدين‪ ،‬فوافق صاغ ار‬ ‫على طلب الجماهير‪ ،‬وقامت الحشود الغاضبة بسحل أجاثوكليس وأسرته في شوارع اإلسكندرية‪ ،‬ثم تلقفتهم‬ ‫الجماهير وقطعتهم إربا‪ ،‬وتولى تلبـولـيـمـوس الوصاية على الملك الصغير‪ ،‬إال أنه أثبت فشله في هذه المهمة‪،‬‬ ‫وجرى عزله وتعيين وصي آخر‪ ،‬هو أرستومنيس ‪.‬هيأت األحداث في اإلسكندرية‪ ،‬الفرصة أمام فيليب‬ ‫الخامس وأنطيوخس الثالث‪ ،‬لوضع اتفاقهما موضع التنفيذ‪.‬فتقدم أنطيوخس الثالث واجتاح جوف سوريا‬ ‫وفينيقيا‪.‬وعلي الرغم من تصدي الجيش البطلمي له‪ ،‬إال أنه تمكن من إنزال هزيمة قاسية بهذا الجيش‪ ،‬عند‬ ‫بانيون‪ ، Panion‬بالقرب من نهر األردن‪ ،‬في عام ‪ ۲۰۰‬ق‪.‬م‪.‬وفقدت مصر هذا اإلقليم إلى األبد‪ ،‬كما‬ ‫فقدت قبل ذلك ممتلكاتها في آسيا الصغرى‪.‬‬ ‫أما فيليب فإن لم يتوان عن تنفيذ ما يخصه في االتفاق‪ ،‬فقام باالنقضاض على ما تبقى ممتلكات في جزر‬ ‫الكيكالديس‪ ،‬وعند مضيق البسفور‪.‬وفي منطقة تراقيا) شمال بحر إيجة‪ ،‬ويمكن القول بأن مصر قد فقدت‬ ‫ممتلكاتها الخارجية بحلول عام ‪ ۲۰۰‬ق‪.‬م‪.‬ولم يعد في حوزتها سوى قبرص وقورينی‪.‬‬ ‫أدى نشاط فيليب الخامس في بحر إيجه‪ ،‬إلى االصطدام بجزيرة رودس‪ ،‬ومملكة برجامة مما دفع هاتين‬ ‫الدولتين إلى طلب حماية الرومان‪ ،‬وكانت روما من ناحيتها تراقب بكثير من الشك تحركات فيليب‪ ،‬وتتطلع‬ ‫إلى الفرصة الي تمكنها من التدخل لوقف نشاطه‪ ،‬فتلقفت بحماس طلب رودس وبرجـامـة‪ ،‬ومن ناحية أخرى‪،‬‬ ‫كانت روما تحرص أشد الحرص على المحافظة على توازن القوى‪ ،‬في شرق البحر المتوسط‪ ،‬فخشيت من أن‬ ‫‪2‬‬ ‫يؤدى تعاظم قـوة أنطيوخس وفيليب‪ ،‬إلى تفكيرهما في االستيالء على مصر ذاتها والحقيقة أن شخصية فيليب‬ ‫الخامس‪ ،‬أعادت إلى األذهان صورة اإلسكندر األكبر‪ ،‬الذي انطلق أيضا من مقدونيا‪ ،‬وأقام إمبراطورية‬ ‫عظيمة في الشرق‪ ،‬ولكن فيليب كان يرنو إلى الغرب‪ ،‬ويتطلع إلى إقامة إمبراطوريه مقدونية‪ ،‬على غرار‬ ‫إمبراطورية اإلسكندر‪.‬وكانت روما هي القوة التي كانت تقف حائالً أمام تحقيق طموحاته‪.‬لذا فإنه وجد في‬ ‫هانيبال الذي قام بغزو إيطاليا خير من يعاونه على إزاحة هذا الحائل وخرجت روما منتصرة‪ ،‬من الحرب‬ ‫البونية الثانية‪ ،‬وأخذت تتطلع إلى ما يحدث في شرق البحر المتوسط‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 200‬ق‪.‬م‪.‬أرسل مجلس الشيوخ الروماني(السناتو) بعثة‪ ،‬كان هدفها الظاهر العمل على التوفيق‬ ‫بين بطلميوس الخامس‪ ،‬وأنطيوخس الثالث‪ ،‬أما هدفها الحقيقي فكان الوقوف على أحوال المنطقة‪ ،‬والتأكد من‬ ‫وقوف أنطيوخس على الحياد‪ ،‬في حال وقوع الصدام بين روما وفيليب‪.‬وأخذ الرومان يعملون على تأليب‬ ‫المدن اإلغريقية ضد فيليب‪ ،‬ثم وجهوا إليه إنذار بالكف عن التدخل في شئون المدن اإلغريقية‪.‬إال أن فيليب‬ ‫إنذار أشد قسوة‪،‬‬ ‫لم يهتم بهذا اإلنذار وواصل سياسته ضد هذه المدن‪ ،‬ولم يلبث الرومان أن وجهوا إلى فيليب ًا‬ ‫وطالبوه بدفع تعويضات لجزيرة رودس‪ ،‬وعدم المساس بممتلكات مصر‪.‬وفي هذه المرة أيضا‪ ،‬رفض فيليب‬ ‫اإلنذار الروماني‪.‬وأبلغ البعثة الرومانية بأنه سيدافع عن نفسه بمساعدة اآللهة ‪.‬أدى رفض فيليب لإلنذار‬ ‫باهر على فيليب‪ ،‬في‬ ‫الروماني‪ ،‬إلى نشوب الحرب المقدونية الثانية‪ ،‬واستطاعت روما أن تحرز نص اًر ًا‬ ‫موقعة کينوس کبغاالی ‪ ، Kepalae Kyros‬أي رؤوس الكالب‪ ،‬في عام ‪ ۱9۷‬ق‪.‬م ‪.‬مما جعلها تحتل‬ ‫ساميا في العالم‪ ،‬وأن تقلم أظافر فيليب‪ ،‬وأتبعت ذلك بإعالن حرية المدن اإلغريقية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مكانا‬ ‫ً‬ ‫في أثناء حربها مع فيليب‪ ،‬كانت روما على استعداد ألن تغمض عينيها عن نشاط أنطيوخس الثالث ضد‬ ‫مصر‪ ،‬حتی يتلهي عن التدخل في هذه الحرب‪ ،‬فمضي أنطيوخس في تحقيق مشروعاته‪ ،‬وهو مطمئن البال‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫فاستولى على جوف سوريا‪ ،‬كما سلف الذكر‪ ،‬واستغل انهماك روما وفيليب في صراعهما‪ ،‬فاستولى على‬ ‫الممتلكات البطلمية في آسيا الصغرى‪.‬وأخذت روما تراقب سلوك أنطيوخس الثالث بكثير من الريبة‪ ،‬وظنت‬ ‫أنه يتقدم إلى آسيا الصغرى لتقديم العون إلى فيليب‪.‬إال أن أنطيوخس مضي إلى شوط بعيد في تحقيق‬ ‫أحالمه‪.‬فاستولى على بعض ممتلكات فيليب‪ ،‬في تراقيا وبالد اليونان‪.‬ومما هو جدير بالذكر‪ ،‬أن الرومان‬ ‫منذ انتصارهم على فيليب‪ ،‬كان يعتبرون بالد اليونان‪ ،‬منطقة خاضعة لنفوذهم‪ ،‬ومن ثم فقد أروا أن وصول‬ ‫تهديدا لمصالحهم‪ ،‬وقد حاولوا إقناعه بالتخلي عما استولى عليه‪ ،‬إال أنه‬ ‫ً‬ ‫أنطيوخس إلى هذا المدي‪ ،‬يشكل‬ ‫رفض‪ ،‬بل أمعن في تحدي الرومان بتعاونه مع العناصر المناوئة لهم ‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من حرص الرومان‪ ،‬على إبقاء مصر خارج دائرة الصراع‪ ،‬فإن الملك البطلمی خضع لتأثير‬ ‫الحزب المعادي للرومان داخل البالط السكندري‪ ،‬فسعى إلى التقارب مع أنطيوخس الثالث‪.‬وجرت مفاوضات‬ ‫بين الطرفين في عام ‪ ۱95‬ق‪.‬م‪.‬وكانت إحدى النتائج التي أسفر عنها هذا االتفاق‪ ،‬زواج بطلميوس الخامس‬ ‫من كيلوبات ار ابنة أنطيوخس‪.‬وتم االحتفال بهذا الزواج في رفح‪.‬ومن الغريب أن يتم اختيار رفح لكي تكون‬ ‫المكان الذي يشهد حفل الزواج‪ ،‬وهي التي سبق لها أن شهدت من قبل هزيمة أنطيوخس الثالث على يد‬ ‫فيلوباتور في عام ‪ ۲۱۷‬ق‪.‬م‪.‬ويذهب البعض إلى القول بأن المهر الذي قدمته العروس إلى زوجها‪ ،‬كان‬ ‫إقليم جوف سوريا‪.‬إال أن هذا الرأي ال يبدو مقبوال في ضوء ما نعرفه من استماتة أنطيوخس في االستيالء‬ ‫على هذا اإلقليم‪ ،‬ولكن أغلب الظن أن هدية كليوبات ار إلى زوجها‪ ،‬كانت دخل هذا اإلقليم فقط‪.‬فقد ذكر‬ ‫المؤرخ جوزيفوس أن دخل بعض مناطق جوف سوريا‪ ،‬كان تدفع مناصفة لكل من كليوبات ار وزوجها ‪.‬‬ ‫وما هو جدير بالذكر أنه كان لدي أنطيوخس ثالث بنات‪ ،‬وكان يخطط لالستفادة من هؤالء الفتيات في‬ ‫تحقيق مكاسب سياسية‪ ،‬في إطار صراعه المرتقب مع الرومان‪ ،‬فتزوجت األولى بطلمبوس الخامس‪،‬‬ ‫‪4‬‬ ‫وتزوجت الثانية التي كانت تدعي أنطيوخيس ‪ Antiochis‬من أريارئيس ‪ ، Ariarathes‬ملك كبادوكيا في‬ ‫عروسا ليومينيس الثاني ‪ Euments‬ملك برجامة‪ ،‬الذي رفض‬ ‫ً‬ ‫آسيا الصغرى‪ ،‬أما الثالثة فقد أرسلها لتكون‬ ‫هذه الزيجة‪ ،‬ألنه كان يتوقع نشوب الحرب بين روما وأنطيوخس‪ ،‬وانتصار الرومان فيها‪ ،‬فلم يشأ توريط نفسه‬ ‫باالرتباط مع أنطيوخس ‪.‬‬ ‫لم تتحقق آمال الملك السلوقی‪ ،‬في دعم مكانته في مصر‪ ،‬فسرعان ما تغير الوصی علی الملك البطلمي‬ ‫وحل محله آخر كان أكثر ميال للرومان‪ ،‬وقد رأى الوصي الجديد أن اتباع سياسة موالية للرومان تعد أفضل‬ ‫وسيلة الستعادة ممتلكات مصر الخارجية‪ ،‬لذلك نقض بطلميوس الخامس يديه من المعاهدة التي سبق له أن‬ ‫أبرمها مع صهره‪ ،‬وأرسل يعرض على الرومان المساعدة‪ ،‬في صد هجوم أنطيوخس على بالد اليونان في‬ ‫تعبير عن استيائها من قيام بطلميوس بتوقيع معاهدة من قبل مع‬ ‫ًا‬ ‫عام ‪ ۱9۲‬ق‪.‬م‪.‬ورفضت روما هذا العرض‬ ‫أنطيوخس‪ ،‬دون استشارتها‪.‬واستمرت على موقفها على الرغم من محاوالت بطلميوس المتكررة السترضائها‪،‬‬ ‫وفي عام ‪ ۱۸9‬ق‪.‬م‪.‬اشتبك الرومان مع أنطيوخس الثالث في معركة ماجنيسيا‪ ، Magnesia‬وأوقعوا به‬ ‫هزيمة منكرة‪ ،‬حيث طرد من بالد اليونان شر طردة‪ ،‬وأصبحت هذه البالد خاضعة للسيطرة الرومانية‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى آسيا الصغرى‪.‬‬ ‫بعد االنتصار فرض الرومان على أنطيوخس‪ ،‬أن يوقع معهم صلح مهين‪ ،‬وهو الذي يعرف بصلح أباميا‬ ‫‪Apamia‬عام ‪ ۱۸۸‬ق‪.‬م‪.‬وتم حرمان أنطيوخس من ممتلكاته‪ ،‬التي تقع شمال وغرب جبال طوروس‪،‬‬ ‫وأعلنت روما حرية المدن اإلغريقية‪.‬وقسمت ممتلكاته أنطيوخس السابقة في آسيا الصغرى‪.‬بين حليفتيها‬ ‫رودس وبرجامة‪.‬أما مصر فقد أصرت روما على االستمرار في معاملتها بجفاء‪ ،‬فلم تعد إليها ممتلكاتها‬ ‫السابقة‪.‬أدى صلح أباميا إلى تغيير خريطة القوى السياسية في العالم الهللينيستی‪ ،‬وصارت لروما الكلمة‬ ‫‪5‬‬ ‫العليا‪ ،‬في شئون شرق البحر المتوسط‪ ،‬وضاعت اإلمبراطورية البطلمية‪ ،‬وانكمشت ممتلكات مصر‪ ،‬وهكذا‬ ‫نرى أنه في عهد بطلميوس الخامس تكالبت القوي على مصر‪ ،‬فراحت تنهش في أوصالها‪ ،‬دون أن تستطيع‬ ‫ساكنا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أن تحرك‬ ‫وعلى صعيد األوضاع الداخلية في مصر‪.‬نالحظ أن بطلميوس الخامس‪ ،‬أخذ يعمل على اكتساب ود الكهنة‬ ‫المصريين‪ ،‬وانعكس ذلك بجالء في نص القرار الذي أصدره الكهنة عقب اجتماعهم في منف عام ‪196‬‬ ‫ق‪.‬م‪ ،‬وعبروا عن شعورهم باالمتنان‪.‬وقد كتب هذا القرار باللغة المصرية‪ ،‬بخطيها الهيروغليفي والديموطيقى‬ ‫مدونا على حجر من البازلت األسود‪ ،‬في أيام الحملة الفرنسية على مصر‪ ،‬في‬ ‫ثم باللغة اليونانية‪.‬وعثر عليه ً‬ ‫عام ‪۱۷99‬م‪.‬بالقرب من مدينة رشيد‪.‬لذا فإنه يعرف بحجر رشيد‪.‬وتمكن العالم الفرنسي شاملبيون من فك‬ ‫رموز الكتابة الهيروغليفية‪ ،‬من خالل هذا النص‪ ،‬ونفح آفاق واسعة لمعرفة الحضارة المصرية القديمة‪.‬‬ ‫وفي صعيد مصر‪ ،‬اندلعت في مدينة طيبة ثورات عنيفة‪ ،‬قام بها المصريون ضد الحكم البطلمي‪ ،‬وتطلب‬ ‫جهودا جبارة من الدول‪ ،‬ووجد العرش البطلمي نفسه بين شقي الرحى‪.‬أطماع الرومان في‬ ‫ً‬ ‫إخماد هذه الثروات‬ ‫تاركا ولدين‬ ‫الخارج‪ ،‬وثورات المصريين في الداخل‪.‬وفي عام ‪ ۱۸۰‬ق‪.‬م‪.‬توفی بطلميوس الخامس إبيفانيس ً‬ ‫وأبنة واحدة‪ ،‬من زوجته السورية كليوبات ار األولى‪ ،‬وكان أكبر األوالد يبلغ من العمر سبعة أعوام‪.‬‬ ‫بطلميوس السادس فيلوميتر ‪ 140 - ۱۸۰‬ق‪.‬م‬ ‫تولی بطلميوس السادس العرش‪.‬تحت وصابة أمه الملكة كليوبات ار األولى ولذلك حمل لقب المحب ألمه‬ ‫فيلوميتور‪ ، Philomnetor‬وقد ظلت العالقات بين مصر وسوريا طيبة‪ ،‬خالل وصاية الملكة كليوباترا‪ ،‬ولكن‬ ‫بعد وفاة هذه الملكة آلت الوصاية على الملك الصغير‪.‬إلى اثنين من عبيد القصر المعتقين‪ ،‬هما يوليوس‬ ‫‪ Eulaeus‬ولينابوس ‪ Lenaeus‬اللذان استأنفا سياسة العداء للدولة السلوقية‪ ،‬أماالً في استعادة جوف‬ ‫‪6‬‬ ‫سوريا‪.‬وعندما بلغ الملك الصغير سن الخامسة عشرة‪ ،‬تم تتويجه في منف في عام ‪ ۱۷۲‬ق‪.‬م‪.‬وكان قد‬ ‫سنا‪.‬‬ ‫سبق له الزواج من شقيقته كليوبات ار الثانية التي كانت أكبر منه ً‬ ‫في سوريا كان يتربع على العرش أنطيوخس الرابع‪ ،‬الذي انشغل بالصراع مع اليهود‪.‬ورأى رجال البالط في‬ ‫اإلسكندرية‪ ،‬أن الفرصة سانحة أمامهم الستعادة جوف سوريا‪ ،‬وأخذوا في إعداد الجيش لهذا الغرض‪.‬‬ ‫وأصبحت الحرب السورية السادسة على األبواب‪.‬وبادر كل طرف بإرسال بعثة إلى روما‪ ،‬لتبرير وجهة‬ ‫نظره‪.‬وإلقاء اللوم على الطرف اآلخر ولم تكن روما من جانبها حريصة على حل الخالف بين الطرفين‪،‬‬ ‫ألنها كانت تتأهب لخوض الحرب المقدونية الثالثة‪ ،‬وكان يهمها أن تنشغل األطراف األخرى بمشاكله‪.‬حتى‬ ‫ال يستطيع أحدها في المشاركة في الحرب‪.‬‬ ‫في عام ‪ ۱۷۰‬ق‪.‬م‪ ،‬زحف أنطيوخس الرابع‪ ،‬في اتجاه الحدود المصرية‪ ،‬فألتقي بالجيش البطلمي وتمكن من‬ ‫عونا‪ ،‬كما فعل اإلسكندر األكبر من قبل‪.‬‬ ‫هزيمته‪ ،‬وتقدم نحو منف‪ ،‬وتقول بعض اآلراء أنه توج في منف فر ً‬ ‫ومن ثم أرسل في استدعاء الملك البطلمي‪ ،‬وأرغمه على توقيع اتفاق يقبل به حماية أنطيوخس الرابع‪.‬ولما‬ ‫تناقلت هذه األنباء إلى السكندريين ثاروا ثورة عارمة على الوزيرين يوليوس ولينايوس‪ ،‬وأعلنوا الشقيق األصغر‬ ‫ملكا على مصر‪ ،‬وأخذوا يتأهبون للتصدي للملك أنطيوخس الرابع‪ ،‬إذا ما تقدم صوب اإلسكندرية‪.‬‬ ‫لفيلوميتر ً‬ ‫عندما علم أنطيوخس الرابع بما جرى في اإلسكندرية‪ ،‬قرر أن يتجه إلى هذه المدينة إلعادة فيلوميتور إلى‬ ‫العرش‪ ،‬ورفض قبول وساطة بعض سفراء المدن اإلغريقية‪ ،‬الذين تصادف وجودهم في مصر‪ ،‬ولكن تأتي‬ ‫الرياح بما ال تشتهي السفن‪ ،‬فقد قام اليهود بثورة في فلسطين‪ ،‬مما أضطر أنطيوخس إلى العدول عن خطته‬ ‫واالنسحاب من مصر واالتجاه إلى فلسطين‪.‬وبذلك أصبح في مصر ملكان‪ ،‬األول هو بطلميوس فيلوميتر‬ ‫الذي كان في منف‪ ،‬والثاني شقيقه األصغر الذي أقامه الشعب السكندري‪.‬ولكن نجحت الجهود في التوفيق‬ ‫‪7‬‬ ‫سويا بمشاركة شقيقتهما كليوبات ار الثانية بغرض تفويت الفرصة‬ ‫بين األخوين‪ ،‬واتفقا على أن يشتركا في الحكم ً‬ ‫على أنطيوخس في التدخل في شئون مصر‪.‬‬ ‫بعد أن فرغ أنطيوخس الرابع من قمع ثورة اليهود‪ ،‬عاود غزو مصر في عام ‪ ۱6۸‬ق‪.‬م‪.‬متذر ًعا بالرغبة في‬ ‫المحافظة على حقوق ف يلوميتور‪ ،‬وقام باالستيالء على جزيرة قبرص‪ ،‬ثم تقدم نحو مصر‪ ،‬وعلى الرغم من أنه‬ ‫تلقى من األخوين في مصر ما يفيد اتفاقهما‪ ،‬وعدم وجود ما يدعو إلى تدخله في شئون العرش البطلمي‪ ،‬فإنه‬ ‫أصر على موقفه‪.‬وتقدم نحو اإلسكندرية وحاصرها‪.‬وحاول األخوان التفاهم مع أنطيوخس بشتى الطرق‪ ،‬إال‬ ‫أنه عرض عليهما مطالب‪ ،‬لم يكن في وسعهما القبول بها‪ ،‬مما دفعهما إلى طلب التدخل من روما‪.‬وفي واقع‬ ‫األمر‪ ،‬فإن روما لم تكن تنتظر دعوة للتدخل‪ ،‬وكانت تراقب الموقف عن كثب ولم تكن على استعداد لترك‬ ‫الملك السلوقي يبتلع مصر‪ ،‬وكانت قد خرجت منتصرة من الحرب المقدونية الثالثة‪.‬‬ ‫قامت روما بإرسال بعثة إلى أنطيوخس‪ ،‬برئاسة النبيل الرومانی بوبليوس اليناس ‪ Laenis Popilius‬وحملته‬ ‫رسالة من السناتو الروماني إلى الملك السلوقي يطلب منه الجالء عن مصر فور‪.‬إذا أراد المحافظة على‬ ‫عدوا شن‬ ‫مما يستوجب صداقة الشعب الروماني‪ ،‬وفي حالة رفضه لهذا الطلب‪ ،‬فإنه يصبح في نظر الرومان ً‬ ‫الحرب عليه‪.‬وقد جرت أحداث المقابلة المثيرة بين السفير الروماني والملك السلوقی‪ ،‬بالقرب من اإلسكندرية‪،‬‬ ‫فعندما سلم بوبليوس الرسالة إلى أنطيوخس‪ ،‬طلب الملك من السفير الروماني إمهاله لبعض الوقت للتشاور‪.‬‬ ‫ولكن بوبليوس باغته بتصرف في غاية الجرأة‪ ،‬إذ رسم بعصاه دائرة في األرض حول أنطيوخس‪ ،‬وطلب منه‬ ‫ردا على الرسالة‪ ،‬وقد أخذ الملك السلوقي بجرأة السفير الروماني‪ ،‬إال‬ ‫أال يخرج من هذه الدائرة قبل أن يعطيه ً‬ ‫إعالنا عن رغبته في أن يظل صديًقا للرومان‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أنه لم يكن أمامه سوى الرضوخ‪ ،‬فمد يده مصا ًفا بوبليوس‪،‬‬ ‫عائدا الى بالده‪.‬‬ ‫وغادر مصر ً‬ ‫‪8‬‬ ‫وصف أحد المؤرخين ما أقدم عليه السفير الروماني بأنه دبلوماسية الغطرسة‪.‬وعلى أية حال‪ ،‬فإذا كانت‬ ‫دائرة بوبليوس قد أنقذت مصر‪ ،‬من االحتالل السلوقی‪ ،‬إال أنها أوقعتها في براثن التسلط الروماني‪ ،‬ومن اآلن‬ ‫فصاعدا أخذ الرومان يدسون أنفهم في كل كبيرة وصغيرة من شئون مصر‪ ،‬وقد أدى التدخل الروماني إلى‬ ‫إثارة شعب اإلسكندرية‪.‬فقامت ثورة تزعمها أحد رجال القصر ويدعي بتوسرابيس‪ ، Retoserapis‬وطالب‬ ‫بطرد فيلوميتور‪.‬وانفراد شقيقه بالعرش‪ ،‬وامتد لهيب الثورة إلى الوجه القبلي‪ ،‬مما اضطر فيلوميتور إلى‬ ‫التوجه بقواته إلى الجنوب لقمع االضطرابات‪ ،‬ولما عاد إلى اإلسكندرية وجد أن شقيقه دبر مؤامرة إلبعاده عن‬ ‫العرش‪ ،‬واالنفراد بالسلطة‪ ،‬فهرب إلى روما‪ ،‬لکی يناشد الرومان مساعدته في استرداد حقوقه ‪.‬قرر السناتو‬ ‫الروماني التدخل في الخال ف على العرش البطلمي‪ ،‬واقترح تقسيم المملكة بين األخرين‪ ،‬وأن يستمر فيلوميتر‬ ‫ملكا على مصر وقبرص‪ ،‬على أن يمنح الشقيق األصغر والية برقة وقورينی‪.‬لكي تكون مملكة خاصة به‪.‬‬ ‫وسعا إلثبات والئهما للرومان‪ ،‬وال أدل على ذلك من تلك الوصية التي تركها بطلميوس‬ ‫ولم يدخر األخوان ً‬ ‫الصغير ملك برقة‪ ،‬والتي أوصى فيها بأن تؤول مملكته لرومان في حالة وفاته دون وريث‪ ،‬وفي عام ‪- ۱5۳‬‬ ‫‪ ۱5۲‬ق‪.‬م‪.‬أشرك فيلوميتور ابنه األكبر الذي يدعی يوباتور ‪ Eupator‬معه في الحكم‪ ،‬إال أن هذا االبن‬ ‫توفی بعد فترة وجيزة‪.‬فأشرك معه ابنه الثاني‪ ،‬وكان ما يزال طفالً‪.‬وبعد وفاة والده تولى العرش تحت اسم‬ ‫نيوس فيلوباتور ‪ ، Philopator Necs‬وتولت الوصاية عليه أمه الملكة كليوبات ار الثانية‪.‬‬ ‫ضعيفا‪ ،‬في ظل وجود عمه ملك برقة الذي كان‬ ‫ً‬ ‫وكان األمل في استمرار هذا الملك الطفل على العرش‬ ‫يحظى بتأييد السكندريين‪ ،‬إضافة إلى دعم الرومان له وما هو جدير بالذكر أن الرومان صارت لهم السيطرة‬ ‫الكاملة على سياسات العالم آنذاك‪.‬فبعد وفاة فيليب الخامس ملك مقدونيا‪ ،‬أراد ابنه االنتقام من الرومان‪.‬إال‬ ‫أنهم هزموه في موقعة بودنا ‪ Pycna‬عام ‪ 168‬ق‪.‬م‪.‬وقاموا بتقسيم مقدونيا إلى أربع جمهوريات‪ ،‬تتمتع كل‬ ‫‪9‬‬ ‫منها االستقالل الذاتي‪ ،‬ولكنهم اضطروا في عام ‪ 147‬ق‪.‬م‪.‬إلى إلغاء هذا الوضع وتحويل مقدونيا إلى والية‬ ‫رومانية‬ ‫بطلميوس الثامن يوجيتيس الثانى ‪116-144‬ق‪.‬م‬ ‫عندما علم ملك برقة بوفاة شقيقه األكبر بطلميوس فيلوميتور‪ ،‬زحف على اإلسكندرية لكي يستولي على‬ ‫العرش‪ ،‬ويعزل كليوبات ار الثانية وابنها‪.‬وكادت البالد أن تشهد حرًبا أهلية‪.‬لوال تدخل الرومان‪.‬الذين بادروا‬ ‫بالتدخل من أجل مساعدة صديقهم‪ ،‬وقضوا بأحقيته في العرش‪ ،‬على أن يتزوج من شقيقته كليوبات ار الثانية‪،‬‬ ‫أرملة شقيقه‪.‬وتولی العرش تحت اسم يورجيتيس‪ ،‬وهو ذات اللقب الذي حمله بطلميوس الثالث‪.‬ولكن‬ ‫شتان ما بين االثنين‪ ،‬فقد كان هذا األخير صورة مجسدة للشر‪ ،‬وبدأ عهده بانتزاع الطفل الصغير‪ ،‬نيوس‬ ‫فيلوباترر من أحضان أمه‪ ،‬وأمر بإعدامه وبلغ به االستهتار أنه تزوج من ابنة أخيه كليوبات ار الثالثة في عام‬ ‫زوجا ألمها‪.‬مما أثار حنق كليوبات ار الثانية‪.‬فثارت عليه واستطاعت أن‬ ‫‪ 142‬ق‪.‬م‪.‬على الرغم من أنه كان ً‬ ‫تكتسب عطف الكثيرين‪.‬فاندلعت الثورة في كافة أرجاء البالد‪.‬واضطر بطلميوس الثامن إلى الهرب‪ ،‬ولم‬ ‫يتمكن من إلى العودة إال مساعدة الرومان‪ ،‬ويمكننا أن نالحظ أن هذه المرحلة تمثل بداية لعهد جديد من‬ ‫التدخل الروماني في شئون مصر‪.‬‬ ‫عندما عاد بطلميوس الثامن مؤيدا بالدعم الروماني‪ ،‬خاض حربا ضد شقيقته كليوبات ار الثانية‪ ،‬مما اضطرها‬ ‫إلى الهرب إلى أنطاكية‪ ،‬عاصمة الدولة السلوقية‪ ،‬ولكنها عادت إلى مصر مرة أخرى‪ ،‬وتم التصالح بينها‬ ‫وبين بطلميوس الثامن‪ ،‬وفي محاولة إعادة األحوال في البال د إلى سيرها الطبيعي‪ ،‬صدر قرار باسم الملك‬ ‫بطلميوس الثامن وكليوبات ار الثانية وكليوبات ار الثالثة في عام ‪ ۱۱۸‬ق‪.‬م‪.‬والذي يعرف بقرار العفو‪.‬وحملته لنا‬ ‫ورقة بردية‪ ،‬تعد من أهم النصوص البردية من عصر البطالمة ‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫وفي عام ‪ 116‬ق‪.‬م‪.‬توفي بطلميوس الثامن يورجينيس الثاني‪ ،‬أما كليوبات ار الثانية فقد اختفى ذكره‪ ،‬وربما‬ ‫تكون قد لقيت حتفها‪ ،‬بشكل غير طبيعي‪.‬وانفردت كليوبت ار الثالثة بشئون البالد‪ ،‬ألن بطلميوس الثامن لم‬ ‫يحدد َمن ِمن أبنائه يخلفه العرش‪ ،‬وانما ترك لكليوبات ار الثالثة‪ ،‬مهمة اختيار األصلح من بين االثنين‪ ،‬لتولى‬ ‫جسيما سوف يؤدی بالبالد إلى متاعب ال حصر لها‪ ،‬وال ينبغي أن يغرب عن‬ ‫ً‬ ‫العرش‪.‬وارتكب بذلت خطأ‬ ‫ملكا على برقة‪ ،‬والتي‬ ‫بالنا‪ ،‬من بين أخطاء هذا الرجل‪ ،‬تلك الوصية الغريبة التي كتبها عندما كان ما يزال ً‬ ‫أوصى فيها بأن تؤول ملكته إلى الشعب الروماني وفي حالة وفاته دون وريث‪.‬وعلى الرغم من أن هذه‬ ‫الوصية لم يتم تنفيذها آنذاك‪ ،‬ألن العرش آل إلى أحد أبنائه غير الشرعيين‪ ،‬ويدعى بطلميوس أبيون‬ ‫‪ ، Apion‬إال أن هذا األخير كرر وصيته أبيه‪ ،‬وتم تنفيذ الوصية بعد ذلك‪ ،‬وأصبحت برقة والية رومانية‬ ‫بطلميوس التاسع وسوتير الثاني‪ ،‬بطلميوس العاشر اإلسكندر األول ‪:‬‬ ‫بعد وفاة بطلميوس الثامن‪ ،‬تولى العرش ابنه بطلميوس التاسع‪ ،‬وحمل لقب سوتير الثاني‪ ،‬وكان قد سبق له‬ ‫الزواج عن شقيقته كليوبات ار الرابعة‪ ،‬إال أنه طلقها وتزوج من شقيقته األخرى كليوبات ار الخامسة‪.‬التي كانت‬ ‫تعرف بكليوبات ار القمر‪.‬مما أثار كليوبات ار الرابعة وجعلها تغادر مصر إلى سوريا‪ ،‬حيث توفيت هناك‪.‬ولم‬ ‫تكن كليوبات ار الثالثة راضية عن سلوك ابنها فحرضت عليه شعب اإلسكندرية‪ ،‬مما اضطره إلى الفرار إلى‬ ‫قبرص‪ ،‬وقامت باستدعاء شقيقه األصغر الذي ارتقى العرش تحت اسم بطلميوس العاشر اإلسكندر األول‬ ‫باالشتراك مع والدته‪.‬ولكن بعد وفاة األم في عام ‪ ۱۰۱‬ق‪.‬م‪.‬انفرد بالعرش‪.‬وتشكك بعض الروايات في أن‬ ‫يكون بطلميوس العاشر‪ ،‬هو الذي دبر مقتل والدته‪ ،‬حتى ينفرد بالحكم‪ ،‬وظل هذا الملك متر ً‬ ‫بعا على العرش‪،‬‬ ‫حتی ثار عليه شعب اإلسكندرية في عام ‪ ۸۸‬ق‪.‬م‪.‬فاضطر إلى الفرار إلى قبرص‪ ،‬حيث لقي حتفه‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫بعد فرار بطلميوس العاشر اإلسكندر األول‪ ،‬استدعى السكندريون شقيقه‪ ،‬بطلميوس التاسع سوتير الثاني‪،‬‬ ‫لتولى العرش مرة أخرى‪ ،‬وبعد عودته تزوج من شقيقته برنيکی الثالثة‪ ،‬على أمل أن ينجب منها وريثًا للعرش‪،‬‬ ‫إال أن هذه الرغبة لم تتحقق وتوفي الملك في عام ‪ ۸۱‬ق‪.‬م‪.‬وتولت زوجته الحكم بمفردها‪.‬ربما هو جدير‬ ‫بالذكر أن عهد سوتير الثانی يتسم بازدياد النفوذ الروماني في مصر‪ ،‬فقد راحت الوفود الرومانية تتقاطر على‬ ‫البالد‪ ،‬وكان الهدف الحقيقي لهذه الزيارات هو الوقوف على أحوال مصر‪ ،‬ومعرفة ثرواتها‪.‬وعلى الصعيد‬ ‫الداخلي‪ ،‬شهدت البالد حالة من التدهور والفوضى‪ ،‬فقد تجددت ثورات المصريين في عام ‪ ۸۸‬ق‪.‬م‪،‬‬ ‫واستمرت حتى عام ‪ 86‬ق‪.‬م‪ ،‬على الرغم من محاوالت الملك البطلمي التودد إلى المصريين‪ ،‬عن طريق بناء‬ ‫المعابد والتقرب إلى الكهنة‬ ‫‪12‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser