بطلميوس الخامس إبيفانيس (203-180 ق.م) PDF
Document Details
Uploaded by PleasedZombie2006
كلية البنات للآداب والعلوم والتربية
Tags
Summary
This document discusses Ptolemaic V. It covers the period of 203-180 BC, and features the political and historical developments in Ptolemy V of Egypt. It includes details of foreign policy.
Full Transcript
المحاضرة الرابعة بطلميوس الخامس إبيفانيس 180-203ق.م : توفی بطلميوس الرابع في عام ۲۰۳ق.م ،وترك طفل لم يتجاوز عمره السابعة ،وكان من المقرر أن تتولي الوصاية عليه أمه الملكة أرسينوي الثالثة.إال أن سوسيبيوس وأجاثوكليس دبر مؤا...
المحاضرة الرابعة بطلميوس الخامس إبيفانيس 180-203ق.م : توفی بطلميوس الرابع في عام ۲۰۳ق.م ،وترك طفل لم يتجاوز عمره السابعة ،وكان من المقرر أن تتولي الوصاية عليه أمه الملكة أرسينوي الثالثة.إال أن سوسيبيوس وأجاثوكليس دبر مؤامرة.أودت بحياة هذه ادعيا أن هذه وصية الملك الراحل.وهي وصية يرى الملكة ،وأعلنا توليهما الوصاية على الملك الطفل ،و ً الكثيرون أنها موضع شك.وبعد وفاة سوسيبيوس انفرد أجاثوکليس بالوصاية على الملك الصغير ،وتولي طالبا منها التوسط بين مصر وأنطيوخس الثالث، توجيه دفة السياسة الخارجية للدولة.فأرسل سفارة إلى روما ً إال أن الرومان لم يظهروا حماسة إلى إجابة هذا الطلب ،الن بقاء الخالفات بين مصر وسوريا في مصلحة روما.ومن ناحية أخرى فقد تابع أجاثوكليس سياسة التقرب إلى دولة مقدونيا.والواقع أن كالً من فيليب الخامس ،ملك مقدونيا ،وأنطيوخس الثالث الملك السلوقی ،ظلت تراوده أحالم االستيالء على ممتلكات مصر الخارجية ،وعلى الرغم من التعارض الواضح في أهداف هذين الملكين ،فقد اتفقا في هذا األمر.وجرت مفاوضات سرية بين الطرفين أسفرت عن توقيع معاهدة.وال نعرف على وجه التحديد فحواها ،ولكن من المرجح أنه جرى االتفاق على اقتسام ممتلكات مصر الخارجية ،بين الطرفين.أما الرأي الذي يقول بأن االتفاق شمل مصر ذاتها ،فإنه ال يلقى قبوالً لدي الدارسين وبمقتضى هذا االتفاق ،تقرر أن يستولي كل طرف على الممتلكات المصرية ،القريبة من مملكته ،فسيأخذ فيليب ما تبقى لمصر ،في جزر الكيكالديس، وممتلكاتها في تراقيا والدردنيل.أما أنطيوخس فإنه يأخذ إقليم جنوب سوريا ،وما تبقى لمصر من ممتلكات في آسيا الصغرى . 1 وفي داخل مصر ،ضاق السكندريون ذرعا بممارسات أجاثوكليس ،ولم يغب عن بالهم ،الجريمة النكراء التي ارتكبها في حق الملكة أرسينوى الثالثة ،وسرى اإلحساس بالسخط في الجيش ،فأعلن قائد إحدى الحاميات التمرد ،وانضمت إليه حامية اإلسكندرية ،وعم االضطراب العاصمة ،وأحاطت الجماهير الغاضبة بالقصر الملكي واقتحموا القصر ،وأخرجوا الملك الصغير ،وطالبوه بإنزال العقاب بالمفسدين ،فوافق صاغ ار على طلب الجماهير ،وقامت الحشود الغاضبة بسحل أجاثوكليس وأسرته في شوارع اإلسكندرية ،ثم تلقفتهم الجماهير وقطعتهم إربا ،وتولى تلبـولـيـمـوس الوصاية على الملك الصغير ،إال أنه أثبت فشله في هذه المهمة، وجرى عزله وتعيين وصي آخر ،هو أرستومنيس .هيأت األحداث في اإلسكندرية ،الفرصة أمام فيليب الخامس وأنطيوخس الثالث ،لوضع اتفاقهما موضع التنفيذ.فتقدم أنطيوخس الثالث واجتاح جوف سوريا وفينيقيا.وعلي الرغم من تصدي الجيش البطلمي له ،إال أنه تمكن من إنزال هزيمة قاسية بهذا الجيش ،عند بانيون ، Panionبالقرب من نهر األردن ،في عام ۲۰۰ق.م.وفقدت مصر هذا اإلقليم إلى األبد ،كما فقدت قبل ذلك ممتلكاتها في آسيا الصغرى. أما فيليب فإن لم يتوان عن تنفيذ ما يخصه في االتفاق ،فقام باالنقضاض على ما تبقى ممتلكات في جزر الكيكالديس ،وعند مضيق البسفور.وفي منطقة تراقيا) شمال بحر إيجة ،ويمكن القول بأن مصر قد فقدت ممتلكاتها الخارجية بحلول عام ۲۰۰ق.م.ولم يعد في حوزتها سوى قبرص وقورينی. أدى نشاط فيليب الخامس في بحر إيجه ،إلى االصطدام بجزيرة رودس ،ومملكة برجامة مما دفع هاتين الدولتين إلى طلب حماية الرومان ،وكانت روما من ناحيتها تراقب بكثير من الشك تحركات فيليب ،وتتطلع إلى الفرصة الي تمكنها من التدخل لوقف نشاطه ،فتلقفت بحماس طلب رودس وبرجـامـة ،ومن ناحية أخرى، كانت روما تحرص أشد الحرص على المحافظة على توازن القوى ،في شرق البحر المتوسط ،فخشيت من أن 2 يؤدى تعاظم قـوة أنطيوخس وفيليب ،إلى تفكيرهما في االستيالء على مصر ذاتها والحقيقة أن شخصية فيليب الخامس ،أعادت إلى األذهان صورة اإلسكندر األكبر ،الذي انطلق أيضا من مقدونيا ،وأقام إمبراطورية عظيمة في الشرق ،ولكن فيليب كان يرنو إلى الغرب ،ويتطلع إلى إقامة إمبراطوريه مقدونية ،على غرار إمبراطورية اإلسكندر.وكانت روما هي القوة التي كانت تقف حائالً أمام تحقيق طموحاته.لذا فإنه وجد في هانيبال الذي قام بغزو إيطاليا خير من يعاونه على إزاحة هذا الحائل وخرجت روما منتصرة ،من الحرب البونية الثانية ،وأخذت تتطلع إلى ما يحدث في شرق البحر المتوسط. وفي عام 200ق.م.أرسل مجلس الشيوخ الروماني(السناتو) بعثة ،كان هدفها الظاهر العمل على التوفيق بين بطلميوس الخامس ،وأنطيوخس الثالث ،أما هدفها الحقيقي فكان الوقوف على أحوال المنطقة ،والتأكد من وقوف أنطيوخس على الحياد ،في حال وقوع الصدام بين روما وفيليب.وأخذ الرومان يعملون على تأليب المدن اإلغريقية ضد فيليب ،ثم وجهوا إليه إنذار بالكف عن التدخل في شئون المدن اإلغريقية.إال أن فيليب إنذار أشد قسوة، لم يهتم بهذا اإلنذار وواصل سياسته ضد هذه المدن ،ولم يلبث الرومان أن وجهوا إلى فيليب ًا وطالبوه بدفع تعويضات لجزيرة رودس ،وعدم المساس بممتلكات مصر.وفي هذه المرة أيضا ،رفض فيليب اإلنذار الروماني.وأبلغ البعثة الرومانية بأنه سيدافع عن نفسه بمساعدة اآللهة .أدى رفض فيليب لإلنذار باهر على فيليب ،في الروماني ،إلى نشوب الحرب المقدونية الثانية ،واستطاعت روما أن تحرز نص اًر ًا موقعة کينوس کبغاالی ، Kepalae Kyrosأي رؤوس الكالب ،في عام ۱9۷ق.م .مما جعلها تحتل ساميا في العالم ،وأن تقلم أظافر فيليب ،وأتبعت ذلك بإعالن حرية المدن اإلغريقية. ً مكانا ً في أثناء حربها مع فيليب ،كانت روما على استعداد ألن تغمض عينيها عن نشاط أنطيوخس الثالث ضد مصر ،حتی يتلهي عن التدخل في هذه الحرب ،فمضي أنطيوخس في تحقيق مشروعاته ،وهو مطمئن البال، 3 فاستولى على جوف سوريا ،كما سلف الذكر ،واستغل انهماك روما وفيليب في صراعهما ،فاستولى على الممتلكات البطلمية في آسيا الصغرى.وأخذت روما تراقب سلوك أنطيوخس الثالث بكثير من الريبة ،وظنت أنه يتقدم إلى آسيا الصغرى لتقديم العون إلى فيليب.إال أن أنطيوخس مضي إلى شوط بعيد في تحقيق أحالمه.فاستولى على بعض ممتلكات فيليب ،في تراقيا وبالد اليونان.ومما هو جدير بالذكر ،أن الرومان منذ انتصارهم على فيليب ،كان يعتبرون بالد اليونان ،منطقة خاضعة لنفوذهم ،ومن ثم فقد أروا أن وصول تهديدا لمصالحهم ،وقد حاولوا إقناعه بالتخلي عما استولى عليه ،إال أنه ً أنطيوخس إلى هذا المدي ،يشكل رفض ،بل أمعن في تحدي الرومان بتعاونه مع العناصر المناوئة لهم . وعلى الرغم من حرص الرومان ،على إبقاء مصر خارج دائرة الصراع ،فإن الملك البطلمی خضع لتأثير الحزب المعادي للرومان داخل البالط السكندري ،فسعى إلى التقارب مع أنطيوخس الثالث.وجرت مفاوضات بين الطرفين في عام ۱95ق.م.وكانت إحدى النتائج التي أسفر عنها هذا االتفاق ،زواج بطلميوس الخامس من كيلوبات ار ابنة أنطيوخس.وتم االحتفال بهذا الزواج في رفح.ومن الغريب أن يتم اختيار رفح لكي تكون المكان الذي يشهد حفل الزواج ،وهي التي سبق لها أن شهدت من قبل هزيمة أنطيوخس الثالث على يد فيلوباتور في عام ۲۱۷ق.م.ويذهب البعض إلى القول بأن المهر الذي قدمته العروس إلى زوجها ،كان إقليم جوف سوريا.إال أن هذا الرأي ال يبدو مقبوال في ضوء ما نعرفه من استماتة أنطيوخس في االستيالء على هذا اإلقليم ،ولكن أغلب الظن أن هدية كليوبات ار إلى زوجها ،كانت دخل هذا اإلقليم فقط.فقد ذكر المؤرخ جوزيفوس أن دخل بعض مناطق جوف سوريا ،كان تدفع مناصفة لكل من كليوبات ار وزوجها . وما هو جدير بالذكر أنه كان لدي أنطيوخس ثالث بنات ،وكان يخطط لالستفادة من هؤالء الفتيات في تحقيق مكاسب سياسية ،في إطار صراعه المرتقب مع الرومان ،فتزوجت األولى بطلمبوس الخامس، 4 وتزوجت الثانية التي كانت تدعي أنطيوخيس Antiochisمن أريارئيس ، Ariarathesملك كبادوكيا في عروسا ليومينيس الثاني Eumentsملك برجامة ،الذي رفض ً آسيا الصغرى ،أما الثالثة فقد أرسلها لتكون هذه الزيجة ،ألنه كان يتوقع نشوب الحرب بين روما وأنطيوخس ،وانتصار الرومان فيها ،فلم يشأ توريط نفسه باالرتباط مع أنطيوخس . لم تتحقق آمال الملك السلوقی ،في دعم مكانته في مصر ،فسرعان ما تغير الوصی علی الملك البطلمي وحل محله آخر كان أكثر ميال للرومان ،وقد رأى الوصي الجديد أن اتباع سياسة موالية للرومان تعد أفضل وسيلة الستعادة ممتلكات مصر الخارجية ،لذلك نقض بطلميوس الخامس يديه من المعاهدة التي سبق له أن أبرمها مع صهره ،وأرسل يعرض على الرومان المساعدة ،في صد هجوم أنطيوخس على بالد اليونان في تعبير عن استيائها من قيام بطلميوس بتوقيع معاهدة من قبل مع ًا عام ۱9۲ق.م.ورفضت روما هذا العرض أنطيوخس ،دون استشارتها.واستمرت على موقفها على الرغم من محاوالت بطلميوس المتكررة السترضائها، وفي عام ۱۸9ق.م.اشتبك الرومان مع أنطيوخس الثالث في معركة ماجنيسيا ، Magnesiaوأوقعوا به هزيمة منكرة ،حيث طرد من بالد اليونان شر طردة ،وأصبحت هذه البالد خاضعة للسيطرة الرومانية، باإلضافة إلى آسيا الصغرى. بعد االنتصار فرض الرومان على أنطيوخس ،أن يوقع معهم صلح مهين ،وهو الذي يعرف بصلح أباميا Apamiaعام ۱۸۸ق.م.وتم حرمان أنطيوخس من ممتلكاته ،التي تقع شمال وغرب جبال طوروس، وأعلنت روما حرية المدن اإلغريقية.وقسمت ممتلكاته أنطيوخس السابقة في آسيا الصغرى.بين حليفتيها رودس وبرجامة.أما مصر فقد أصرت روما على االستمرار في معاملتها بجفاء ،فلم تعد إليها ممتلكاتها السابقة.أدى صلح أباميا إلى تغيير خريطة القوى السياسية في العالم الهللينيستی ،وصارت لروما الكلمة 5 العليا ،في شئون شرق البحر المتوسط ،وضاعت اإلمبراطورية البطلمية ،وانكمشت ممتلكات مصر ،وهكذا نرى أنه في عهد بطلميوس الخامس تكالبت القوي على مصر ،فراحت تنهش في أوصالها ،دون أن تستطيع ساكنا. ً أن تحرك وعلى صعيد األوضاع الداخلية في مصر.نالحظ أن بطلميوس الخامس ،أخذ يعمل على اكتساب ود الكهنة المصريين ،وانعكس ذلك بجالء في نص القرار الذي أصدره الكهنة عقب اجتماعهم في منف عام 196 ق.م ،وعبروا عن شعورهم باالمتنان.وقد كتب هذا القرار باللغة المصرية ،بخطيها الهيروغليفي والديموطيقى مدونا على حجر من البازلت األسود ،في أيام الحملة الفرنسية على مصر ،في ثم باللغة اليونانية.وعثر عليه ً عام ۱۷99م.بالقرب من مدينة رشيد.لذا فإنه يعرف بحجر رشيد.وتمكن العالم الفرنسي شاملبيون من فك رموز الكتابة الهيروغليفية ،من خالل هذا النص ،ونفح آفاق واسعة لمعرفة الحضارة المصرية القديمة. وفي صعيد مصر ،اندلعت في مدينة طيبة ثورات عنيفة ،قام بها المصريون ضد الحكم البطلمي ،وتطلب جهودا جبارة من الدول ،ووجد العرش البطلمي نفسه بين شقي الرحى.أطماع الرومان في ً إخماد هذه الثروات تاركا ولدين الخارج ،وثورات المصريين في الداخل.وفي عام ۱۸۰ق.م.توفی بطلميوس الخامس إبيفانيس ً وأبنة واحدة ،من زوجته السورية كليوبات ار األولى ،وكان أكبر األوالد يبلغ من العمر سبعة أعوام. بطلميوس السادس فيلوميتر 140 - ۱۸۰ق.م تولی بطلميوس السادس العرش.تحت وصابة أمه الملكة كليوبات ار األولى ولذلك حمل لقب المحب ألمه فيلوميتور ، Philomnetorوقد ظلت العالقات بين مصر وسوريا طيبة ،خالل وصاية الملكة كليوباترا ،ولكن بعد وفاة هذه الملكة آلت الوصاية على الملك الصغير.إلى اثنين من عبيد القصر المعتقين ،هما يوليوس Eulaeusولينابوس Lenaeusاللذان استأنفا سياسة العداء للدولة السلوقية ،أماالً في استعادة جوف 6 سوريا.وعندما بلغ الملك الصغير سن الخامسة عشرة ،تم تتويجه في منف في عام ۱۷۲ق.م.وكان قد سنا. سبق له الزواج من شقيقته كليوبات ار الثانية التي كانت أكبر منه ً في سوريا كان يتربع على العرش أنطيوخس الرابع ،الذي انشغل بالصراع مع اليهود.ورأى رجال البالط في اإلسكندرية ،أن الفرصة سانحة أمامهم الستعادة جوف سوريا ،وأخذوا في إعداد الجيش لهذا الغرض. وأصبحت الحرب السورية السادسة على األبواب.وبادر كل طرف بإرسال بعثة إلى روما ،لتبرير وجهة نظره.وإلقاء اللوم على الطرف اآلخر ولم تكن روما من جانبها حريصة على حل الخالف بين الطرفين، ألنها كانت تتأهب لخوض الحرب المقدونية الثالثة ،وكان يهمها أن تنشغل األطراف األخرى بمشاكله.حتى ال يستطيع أحدها في المشاركة في الحرب. في عام ۱۷۰ق.م ،زحف أنطيوخس الرابع ،في اتجاه الحدود المصرية ،فألتقي بالجيش البطلمي وتمكن من عونا ،كما فعل اإلسكندر األكبر من قبل. هزيمته ،وتقدم نحو منف ،وتقول بعض اآلراء أنه توج في منف فر ً ومن ثم أرسل في استدعاء الملك البطلمي ،وأرغمه على توقيع اتفاق يقبل به حماية أنطيوخس الرابع.ولما تناقلت هذه األنباء إلى السكندريين ثاروا ثورة عارمة على الوزيرين يوليوس ولينايوس ،وأعلنوا الشقيق األصغر ملكا على مصر ،وأخذوا يتأهبون للتصدي للملك أنطيوخس الرابع ،إذا ما تقدم صوب اإلسكندرية. لفيلوميتر ً عندما علم أنطيوخس الرابع بما جرى في اإلسكندرية ،قرر أن يتجه إلى هذه المدينة إلعادة فيلوميتور إلى العرش ،ورفض قبول وساطة بعض سفراء المدن اإلغريقية ،الذين تصادف وجودهم في مصر ،ولكن تأتي الرياح بما ال تشتهي السفن ،فقد قام اليهود بثورة في فلسطين ،مما أضطر أنطيوخس إلى العدول عن خطته واالنسحاب من مصر واالتجاه إلى فلسطين.وبذلك أصبح في مصر ملكان ،األول هو بطلميوس فيلوميتر الذي كان في منف ،والثاني شقيقه األصغر الذي أقامه الشعب السكندري.ولكن نجحت الجهود في التوفيق 7 سويا بمشاركة شقيقتهما كليوبات ار الثانية بغرض تفويت الفرصة بين األخوين ،واتفقا على أن يشتركا في الحكم ً على أنطيوخس في التدخل في شئون مصر. بعد أن فرغ أنطيوخس الرابع من قمع ثورة اليهود ،عاود غزو مصر في عام ۱6۸ق.م.متذر ًعا بالرغبة في المحافظة على حقوق ف يلوميتور ،وقام باالستيالء على جزيرة قبرص ،ثم تقدم نحو مصر ،وعلى الرغم من أنه تلقى من األخوين في مصر ما يفيد اتفاقهما ،وعدم وجود ما يدعو إلى تدخله في شئون العرش البطلمي ،فإنه أصر على موقفه.وتقدم نحو اإلسكندرية وحاصرها.وحاول األخوان التفاهم مع أنطيوخس بشتى الطرق ،إال أنه عرض عليهما مطالب ،لم يكن في وسعهما القبول بها ،مما دفعهما إلى طلب التدخل من روما.وفي واقع األمر ،فإن روما لم تكن تنتظر دعوة للتدخل ،وكانت تراقب الموقف عن كثب ولم تكن على استعداد لترك الملك السلوقي يبتلع مصر ،وكانت قد خرجت منتصرة من الحرب المقدونية الثالثة. قامت روما بإرسال بعثة إلى أنطيوخس ،برئاسة النبيل الرومانی بوبليوس اليناس Laenis Popiliusوحملته رسالة من السناتو الروماني إلى الملك السلوقي يطلب منه الجالء عن مصر فور.إذا أراد المحافظة على عدوا شن مما يستوجب صداقة الشعب الروماني ،وفي حالة رفضه لهذا الطلب ،فإنه يصبح في نظر الرومان ً الحرب عليه.وقد جرت أحداث المقابلة المثيرة بين السفير الروماني والملك السلوقی ،بالقرب من اإلسكندرية، فعندما سلم بوبليوس الرسالة إلى أنطيوخس ،طلب الملك من السفير الروماني إمهاله لبعض الوقت للتشاور. ولكن بوبليوس باغته بتصرف في غاية الجرأة ،إذ رسم بعصاه دائرة في األرض حول أنطيوخس ،وطلب منه ردا على الرسالة ،وقد أخذ الملك السلوقي بجرأة السفير الروماني ،إال أال يخرج من هذه الدائرة قبل أن يعطيه ً إعالنا عن رغبته في أن يظل صديًقا للرومان. ً أنه لم يكن أمامه سوى الرضوخ ،فمد يده مصا ًفا بوبليوس، عائدا الى بالده. وغادر مصر ً 8 وصف أحد المؤرخين ما أقدم عليه السفير الروماني بأنه دبلوماسية الغطرسة.وعلى أية حال ،فإذا كانت دائرة بوبليوس قد أنقذت مصر ،من االحتالل السلوقی ،إال أنها أوقعتها في براثن التسلط الروماني ،ومن اآلن فصاعدا أخذ الرومان يدسون أنفهم في كل كبيرة وصغيرة من شئون مصر ،وقد أدى التدخل الروماني إلى إثارة شعب اإلسكندرية.فقامت ثورة تزعمها أحد رجال القصر ويدعي بتوسرابيس ، Retoserapisوطالب بطرد فيلوميتور.وانفراد شقيقه بالعرش ،وامتد لهيب الثورة إلى الوجه القبلي ،مما اضطر فيلوميتور إلى التوجه بقواته إلى الجنوب لقمع االضطرابات ،ولما عاد إلى اإلسكندرية وجد أن شقيقه دبر مؤامرة إلبعاده عن العرش ،واالنفراد بالسلطة ،فهرب إلى روما ،لکی يناشد الرومان مساعدته في استرداد حقوقه .قرر السناتو الروماني التدخل في الخال ف على العرش البطلمي ،واقترح تقسيم المملكة بين األخرين ،وأن يستمر فيلوميتر ملكا على مصر وقبرص ،على أن يمنح الشقيق األصغر والية برقة وقورينی.لكي تكون مملكة خاصة به. وسعا إلثبات والئهما للرومان ،وال أدل على ذلك من تلك الوصية التي تركها بطلميوس ولم يدخر األخوان ً الصغير ملك برقة ،والتي أوصى فيها بأن تؤول مملكته لرومان في حالة وفاته دون وريث ،وفي عام - ۱5۳ ۱5۲ق.م.أشرك فيلوميتور ابنه األكبر الذي يدعی يوباتور Eupatorمعه في الحكم ،إال أن هذا االبن توفی بعد فترة وجيزة.فأشرك معه ابنه الثاني ،وكان ما يزال طفالً.وبعد وفاة والده تولى العرش تحت اسم نيوس فيلوباتور ، Philopator Necsوتولت الوصاية عليه أمه الملكة كليوبات ار الثانية. ضعيفا ،في ظل وجود عمه ملك برقة الذي كان ً وكان األمل في استمرار هذا الملك الطفل على العرش يحظى بتأييد السكندريين ،إضافة إلى دعم الرومان له وما هو جدير بالذكر أن الرومان صارت لهم السيطرة الكاملة على سياسات العالم آنذاك.فبعد وفاة فيليب الخامس ملك مقدونيا ،أراد ابنه االنتقام من الرومان.إال أنهم هزموه في موقعة بودنا Pycnaعام 168ق.م.وقاموا بتقسيم مقدونيا إلى أربع جمهوريات ،تتمتع كل 9 منها االستقالل الذاتي ،ولكنهم اضطروا في عام 147ق.م.إلى إلغاء هذا الوضع وتحويل مقدونيا إلى والية رومانية بطلميوس الثامن يوجيتيس الثانى 116-144ق.م عندما علم ملك برقة بوفاة شقيقه األكبر بطلميوس فيلوميتور ،زحف على اإلسكندرية لكي يستولي على العرش ،ويعزل كليوبات ار الثانية وابنها.وكادت البالد أن تشهد حرًبا أهلية.لوال تدخل الرومان.الذين بادروا بالتدخل من أجل مساعدة صديقهم ،وقضوا بأحقيته في العرش ،على أن يتزوج من شقيقته كليوبات ار الثانية، أرملة شقيقه.وتولی العرش تحت اسم يورجيتيس ،وهو ذات اللقب الذي حمله بطلميوس الثالث.ولكن شتان ما بين االثنين ،فقد كان هذا األخير صورة مجسدة للشر ،وبدأ عهده بانتزاع الطفل الصغير ،نيوس فيلوباترر من أحضان أمه ،وأمر بإعدامه وبلغ به االستهتار أنه تزوج من ابنة أخيه كليوبات ار الثالثة في عام زوجا ألمها.مما أثار حنق كليوبات ار الثانية.فثارت عليه واستطاعت أن 142ق.م.على الرغم من أنه كان ً تكتسب عطف الكثيرين.فاندلعت الثورة في كافة أرجاء البالد.واضطر بطلميوس الثامن إلى الهرب ،ولم يتمكن من إلى العودة إال مساعدة الرومان ،ويمكننا أن نالحظ أن هذه المرحلة تمثل بداية لعهد جديد من التدخل الروماني في شئون مصر. عندما عاد بطلميوس الثامن مؤيدا بالدعم الروماني ،خاض حربا ضد شقيقته كليوبات ار الثانية ،مما اضطرها إلى الهرب إلى أنطاكية ،عاصمة الدولة السلوقية ،ولكنها عادت إلى مصر مرة أخرى ،وتم التصالح بينها وبين بطلميوس الثامن ،وفي محاولة إعادة األحوال في البال د إلى سيرها الطبيعي ،صدر قرار باسم الملك بطلميوس الثامن وكليوبات ار الثانية وكليوبات ار الثالثة في عام ۱۱۸ق.م.والذي يعرف بقرار العفو.وحملته لنا ورقة بردية ،تعد من أهم النصوص البردية من عصر البطالمة . 10 وفي عام 116ق.م.توفي بطلميوس الثامن يورجينيس الثاني ،أما كليوبات ار الثانية فقد اختفى ذكره ،وربما تكون قد لقيت حتفها ،بشكل غير طبيعي.وانفردت كليوبت ار الثالثة بشئون البالد ،ألن بطلميوس الثامن لم يحدد َمن ِمن أبنائه يخلفه العرش ،وانما ترك لكليوبات ار الثالثة ،مهمة اختيار األصلح من بين االثنين ،لتولى جسيما سوف يؤدی بالبالد إلى متاعب ال حصر لها ،وال ينبغي أن يغرب عن ً العرش.وارتكب بذلت خطأ ملكا على برقة ،والتي بالنا ،من بين أخطاء هذا الرجل ،تلك الوصية الغريبة التي كتبها عندما كان ما يزال ً أوصى فيها بأن تؤول ملكته إلى الشعب الروماني وفي حالة وفاته دون وريث.وعلى الرغم من أن هذه الوصية لم يتم تنفيذها آنذاك ،ألن العرش آل إلى أحد أبنائه غير الشرعيين ،ويدعى بطلميوس أبيون ، Apionإال أن هذا األخير كرر وصيته أبيه ،وتم تنفيذ الوصية بعد ذلك ،وأصبحت برقة والية رومانية بطلميوس التاسع وسوتير الثاني ،بطلميوس العاشر اإلسكندر األول : بعد وفاة بطلميوس الثامن ،تولى العرش ابنه بطلميوس التاسع ،وحمل لقب سوتير الثاني ،وكان قد سبق له الزواج عن شقيقته كليوبات ار الرابعة ،إال أنه طلقها وتزوج من شقيقته األخرى كليوبات ار الخامسة.التي كانت تعرف بكليوبات ار القمر.مما أثار كليوبات ار الرابعة وجعلها تغادر مصر إلى سوريا ،حيث توفيت هناك.ولم تكن كليوبات ار الثالثة راضية عن سلوك ابنها فحرضت عليه شعب اإلسكندرية ،مما اضطره إلى الفرار إلى قبرص ،وقامت باستدعاء شقيقه األصغر الذي ارتقى العرش تحت اسم بطلميوس العاشر اإلسكندر األول باالشتراك مع والدته.ولكن بعد وفاة األم في عام ۱۰۱ق.م.انفرد بالعرش.وتشكك بعض الروايات في أن يكون بطلميوس العاشر ،هو الذي دبر مقتل والدته ،حتى ينفرد بالحكم ،وظل هذا الملك متر ً بعا على العرش، حتی ثار عليه شعب اإلسكندرية في عام ۸۸ق.م.فاضطر إلى الفرار إلى قبرص ،حيث لقي حتفه. 11 بعد فرار بطلميوس العاشر اإلسكندر األول ،استدعى السكندريون شقيقه ،بطلميوس التاسع سوتير الثاني، لتولى العرش مرة أخرى ،وبعد عودته تزوج من شقيقته برنيکی الثالثة ،على أمل أن ينجب منها وريثًا للعرش، إال أن هذه الرغبة لم تتحقق وتوفي الملك في عام ۸۱ق.م.وتولت زوجته الحكم بمفردها.ربما هو جدير بالذكر أن عهد سوتير الثانی يتسم بازدياد النفوذ الروماني في مصر ،فقد راحت الوفود الرومانية تتقاطر على البالد ،وكان الهدف الحقيقي لهذه الزيارات هو الوقوف على أحوال مصر ،ومعرفة ثرواتها.وعلى الصعيد الداخلي ،شهدت البالد حالة من التدهور والفوضى ،فقد تجددت ثورات المصريين في عام ۸۸ق.م، واستمرت حتى عام 86ق.م ،على الرغم من محاوالت الملك البطلمي التودد إلى المصريين ،عن طريق بناء المعابد والتقرب إلى الكهنة 12