محاضرات في تاريخ مصر PDF

Summary

هذه المحاضرات في تاريخ مصر تقدم لمحة عن تاريخ مصر القديمة والحديث والمعاصر. تتناول المحاضرات تكوين مصر والعوامل التي ساهمت في ذلك، و محطات مفصلية في التاريخ المصري، وتحليل الظواهر التاريخية مثل الثورات.

Full Transcript

‫محاضرات في تاريخ مصر‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬هالة محمود خلف‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬جمال شقرة‬ ‫أستاذ التاريخ القديم‬ ‫أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر‬ ‫كلية التربية – جامعة عين شمس‬ ‫كلية التربية – جامعة عين شمس‬ ‫القاهرة‬...

‫محاضرات في تاريخ مصر‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬هالة محمود خلف‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬جمال شقرة‬ ‫أستاذ التاريخ القديم‬ ‫أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر‬ ‫كلية التربية – جامعة عين شمس‬ ‫كلية التربية – جامعة عين شمس‬ ‫القاهرة‬ ‫‪2025‬م‬ ‫مقدمة‬ ‫إن دراسة التاريخ إثراء للفكر وتالحم مع أجيال كانت لها الفضل في وجودنا‪ ،‬وإيقاظ لكل القيم‬ ‫فضال عن المعرفة‪.‬‬ ‫ا‬ ‫اإليجابية‪ ،‬وتذكير بنتائج اإليجابيات والسلبيات‪،‬‬ ‫يقول المفكر الفرنسي فولتير‪" :‬التاريخ هو روضة األمم وكل أمة تحصد ما غرسته في هذه الروضة‬ ‫لبناء مستقبلها‪ ،‬أي أن حصاد اآلمال المستقبلية وثيق الصلة بالبذور التي نثرت في روضة التاريخ"‪.‬ويقول‬ ‫أحد األدباء وهو يصف التاريخ إنه المستقبل الذي تمتد جذوره من الماضي‪.‬والحقيقة أنه ال يجوز النظر‬ ‫إلى التاريخ على أنه الوقائع واألحداث التي وقعت في الماضي فقط‪ ،‬فالمستقبل يصنع في الماضي‪،‬‬ ‫والحاضر همزة الوصل بينهما‪.‬‬ ‫ومن هنا تأتي أهمية دراسة التاريخ بهدف استشراف المستقبل‪ ،‬وهي عملية تعتمد على أسس علمية‪،‬‬ ‫وليست من قبيل ضرب الودع أو قراءة الفنجان أو عمل السحر والشعوذة‪.‬إن استشراف المستقبل من خالل‬ ‫قراءة نتائج الحركة التاريخية عبر آالف السنين هو فن وعلم يهدف إلى التعرف على مالمح حركة التاريخ‬ ‫في المستقبل والتعرف على اإلمكانات والتحوالت لتحقيق أهداف محددة سلفا‪.‬لقد فرضت هذه التحوالت‬ ‫تحديات هائلة على علماء استشراف المستقبل وعلى المؤرخين وطرحت أسئلة وتحديات كثيرة في مواجهة‬ ‫البحث العلمي‪ ،‬لعل أهمها على اإلطالق‪ ،‬كيف ستكون طبيعة التاريخ وشكل الحركة التاريخية في المستقبل؟‬ ‫وهل هناك إمكانية للتحكم في حركة التاريخ؟ وهل من الممكن حماية الدولة من التآكل واالنهيار؟‬ ‫وفي هذا الكتاب نتناول بقليل من التفصيل وباختصار عدة موضوعات يمكنها أن تفتح آفااقا جديدة‬ ‫للمعرفة‪ ،‬وتمهد لدارس التاريخ طرياقا يربطه بالماضي المصري العريق‪.‬نبدأ بمعرفة التاريخ القديم‪ ،‬وتاريخ‬ ‫األرض والتربة المصرية والنيل والفيضان‪ ،‬ونذكر الناس ومعيشتهم وحكامهم وأسرهم‪ ،‬كما نذكر نبوغهم‬ ‫وكبواتهم‪ ،‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬نعرض بعض الصور والرسومات التي قد تساهم في إيضاح الشكل العام لما‬ ‫تتناوله بعض أجزاء الكتاب‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أرجو أن تكون هذه المجموعة من المحاضرات إضافة لمعرفتكم قبل أن تكون مادة دراسية‪ ،‬كما‬ ‫أرجو أن يتبع المعرفة وعي بما كنا عليه وإدراك لما يجب أن نستعيده من مجد‪ ،‬ونتجنبه من أخطاء‪.‬وهذه‬ ‫الموضوعات هي محاولة منا لكشف أسرار الماضي الذي يؤثر في صناعة المستقبل‪.‬‬ ‫أخير ‪...‬أتمنى لكم التوفيق وأعاننا هللا على أن نكون التاريخ المشرف للغد ‪...‬‬ ‫اا‬ ‫محتويات الكتاب‬ ‫مقدمة‬ ‫الفصل األول‪ :‬تكوين مصر‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬محطات مفصلية في تاريخ مصر‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬قالوا عن مصر‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬مصر وظاهرة الثورة عبر العصور‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬حروب مصر المعاصرة من نكبة ‪1948‬م إلى انتصار السادس من‬ ‫أكتوبر ‪1973‬م‬ ‫الفصل السادس‪ :‬أعالم وشخصيات بارزة في تاريخ مصر‬ ‫الفصل السابع‪ :‬وزراء بارزين في تاريخ مصر‬ ‫الفصل الثامن‪ :‬العلوم في مصر‬ ‫الفصل التاسع‪ :‬الفنون المصرية عبر العصور‬ ‫الفصل العاشر‪ :‬عواصم مصر عبر العصور‬ ‫خاتمة‬ ‫‪2‬‬ ‫الفصل األول‬ ‫تكوين مصر والعوامل التي ساعدت على ذلك‬ ‫التعقيب الزمني لمصر وحل اإلشكالية‬ ‫‪3‬‬ ‫تكوين مصر القديمة‬ ‫أحيانا أن الحضارة المصرية القديمة استمرت دون تغيير كبير ألكثر من ثالثة آالف عام‪،‬‬ ‫ا‬ ‫يقال‬ ‫وهذا صحيح جز ائيا فقط ألنه في الواقع‪ ،‬تغيرت أساليب الحياة والفلسفة ولغة الدين والفن المصري بشكل‬ ‫كبير بمرور الوقت‪.‬ومع ذلك‪ ،‬احتفظت الثقافة المصرية القديمة بهويتها وطابعها العام بدرجة ملحوظة‬ ‫على مدار تاريخها وموقعها‪ ،‬ويرجع ذلك جز ائيا إلى موقع مصر المناسب واآلمن‪.‬‬ ‫وكانت البالد في األساس واحة نهرية‪ ،‬وكانت تحدها الصحاري من الغرب والشرق‪ ،‬والبحر األبيض‬ ‫المتوسط من الشمال‪ ،‬والجندل األول لنهر النيل عند أسوان في الجنوب‪.‬لكن المصريين لم يكونوا معزولين‪.‬‬ ‫مركز لطرق التجارة من وإلى غرب آسيا والبحر‬ ‫تقع مصر في الركن الشمالي الشرقي من أفريقيا‪ ،‬وكانت اا‬ ‫األبيض المتوسط ووسط أفريقيا‪.‬‬ ‫كانت الحياة في وادي النيل وفي دلتا النيل األوسع يتخللها إيقاع متوقع إلى حد ما للفيضان السنوي‬ ‫لنهر النيل بين يوليو وأكتوبر‪ ،‬والذي سببته األمطار الغزيرة في أقصى الجنوب في إثيوبيا‪.‬وعندما انحسرت‬ ‫المياه‪ ،‬ترسبت التربة الخصبة في الحقول‪ ،‬وتبع ذلك الزراعة والحصاد‪.‬‬ ‫وأعقب فترة النمو موسم جاف النخفاض مياه النيل حتى ارتفعت الفيضانات مرة أخرى في العام‬ ‫التالي‪.‬اعتقد المصريون أن الغمر كان هبة من اآللهة‪ ،‬وكان ظهوره المنتظم يعزز ثقتهم في دورة الموت‬ ‫إلهيا‪.‬‬ ‫والحياة المنظمة ا‬ ‫تُعد مملكة مصر هي أقدم مملكة معروفة في أفريقيا‪.‬في عصور ما قبل التاريخ المبكرة‪ ،‬عاش‬ ‫الناس في مجموعات منفصلة على طول نهر النيل‪.‬مع توحيد مصر العليا والسفلى وإدخال الكتابة (حوالي‬ ‫‪ 3100‬قبل الميالد)‪ ،‬بدأ التاريخ المسجل لمصر كأمة‪ُ.‬يعتقد أن ملوك األسر الثالثين الذين حكموا مصر‬ ‫كانوا يحكمون بالحق اإللهي وبالقوة اإللهية‪.‬‬ ‫ويقسم المؤرخون تاريخ مصر القديمة إلى الفترات التالية‪:‬‬ ‫عصور ما قبل التاريخ (حتى ‪ 3100‬ق‪.‬م‪ ،).‬العصر العتيق (‪ 2650-3100‬ق‪.‬م‪ ،).‬الدولة القديمة‬ ‫(‪ 2150-2650‬ق‪.‬م‪ ،).‬الدولة الوسطى (‪ 1640-2040‬ق‪.‬م‪ ،).‬الدولة الحديثة (حوالي ‪1640-2040‬‬ ‫ق‪.‬م‪.).‬حوالي ‪ 1070 - 1550‬قبل الميالد)‪ ،‬والعصر المتأخر (حوالي ‪ 332 - 712‬قبل الميالد)‪،‬‬ ‫والعصر البطلمي (الهلنستي) والروماني (‪ 332‬قبل الميالد ‪ 395 -‬بعد الميالد)‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫وفي أوقات االزدهار هذه‪ ،‬بدأ الملوك العديد من مشاريع البناء وأرسلوا بعثات لتوسيع حدود مصر‬ ‫وتوسيع طرق التجارة‪.‬خالل ما يسمى بالفترات االنتقالية األولى والثانية والثالثة (حوالي ‪2040-2150‬‬ ‫قبل الميالد‪ ،‬وحوالي ‪ 1550-1640‬قبل الميالد‪ ،‬و‪ 712-1070‬قبل الميالد)‪ ،‬كانت األرض مجزأة‬ ‫وغالبا ما كانت تعود إلى الحكم المحلي في منطقتي مصر العليا والسفلى‪.‬‬ ‫ا‬ ‫سياسيا‪،‬‬ ‫ا‬ ‫وبعد نهاية الدولة الحديثة‪ ،‬تم إضعاف األسرات المصرية األصلية من قبل الفصائل المتنافسة في‬ ‫مصر العليا والسفلى‪ ،‬وتم إخضاع مصر في بعض األحيان من قبل الغزاة األجانب‪ :‬الليبيين واآلشوريين‬ ‫والنوبيين والفرس‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 332‬قبل الميالد‪ ،‬تم غزو مصر من قبل اإلسكندر األكبر‪ ،‬الذي تبعه كحاكم قائده‬ ‫بطليموس وأحفاد بطليموس‪.‬خالل العصر البطلمي (‪ 30-304‬قبل الميالد) دخلت مصر إلى العالم‬ ‫الهلنستي وأصبحت فيما بعد مقاطعة تابعة لإلمبراطورية الرومانية بعد غزو مصر على يد أغسطس قيصر‬ ‫عام ‪ 30‬قبل الميالد‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪5‬‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫محطات مفصلية في تاريخ مصر‬ ‫‪6‬‬ ‫أ ًول‪ :‬التاريخ المصري القديم‬ ‫لم يكن المصريون يحسبون الوقت من نقطة واحدة ثابتة‪.‬وبدالا من ذلك‪،‬‬ ‫اعتمدوا تسلسلهم الزمني على عدد السنوات التي حكمها كل ملك مثل قوائم‬ ‫الملوك القليلة الباقية مجزأة‪ ،‬وتحذف بعض فترات الحكم المثيرة للجدل‪ ،‬مثل‬ ‫حتشبسوت وأخناتون‪ ،‬وتدرج العديد من األسرات الحاكمة بشكل متواصل (في‬ ‫األوقات التي عادت فيها المملكة إلى الحكم المحلي في مصر العليا والسفلى)‬ ‫حجر بالرم‬ ‫كما لو أنهم حكموا على التوالي‪.‬‬ ‫عصور ما قبل التاريخ‬ ‫فترة ما قبل األسرات (أواخر األلفية السادسة ‪ -‬أواخر األلفية الرابعة‬ ‫قبل الميالد)‪:‬‬ ‫من المجتمعات الزراعية المبكرة إلى مجتمعات حضرية‪.‬هناك‬ ‫اختالفات واضحة بين مصر العليا (الجنوبية) والسفلى (الشمالية)‪،‬‬ ‫حيث أظهرت األخيرة‪ ،‬في المراحل المبكرة‪ ،‬ارتباطات مع ثقافات شمال‬ ‫صالية جرزة‬ ‫إفريقيا من جهة وثقافات غرب آسيا من جهة أخرى‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫▪ فترة ما قبل األسرات (حوالي ‪ 3100-3300‬قبل الميالد)‪:‬‬ ‫تغلغلت ثقافة مصر العليا بشكل متزايد في مصر السفلى‪ ،‬ربما‬ ‫أيضا البضائع من كنعان‪.‬‬ ‫من خالل التجارة التي شملت ا‬ ‫تحققت الوحدة السياسية تدريجي ا من خالل انتشار ثقافة مادية‬ ‫موحدة وسلسلة من الصراعات التي انتهت بالتوحيد‪.‬‬ ‫▪ العصر العتيق (حوالي ‪ 2650-3100‬قبل الميالد)‬ ‫(األسرة األولى‪ -‬األسرة الثانية)‪:‬‬ ‫في بداية األسرة األولى‪ ،‬توحدت مصر تحت حكم ملك وهو الملك‬ ‫مينا‪ ،‬وأقام العاصمة في منف‪(.‬ووجد له عدة أسماء ما زال النقاش حولها هل‬ ‫هي له أم لقادة سبقوه ومنها نارمر‪ ،‬وعحا)‪.‬‬ ‫ومن سمات العصر‪ :‬آثار دفن الملوك المبنية من الطوب اللبن في‬ ‫أبيدوس؛ وأيض ا مقابر كبيرة للمسؤولين بسقارة‪.‬باإلضافة إلى كميات كبيرة من‬ ‫البضائع المستوردة من كنعان والتجارة مع بالد النوبة‪.‬‬ ‫صالية نارمر‬ ‫▪ الدولة القديمة (حوالي ‪ 2150-2650‬قبل الميالد) (األسرة الثالثة ‪ -‬األسرة السادسة)‪:‬‬ ‫من سمات الدولة القديمة‪ :‬أول بناء حجري كبير في مصر‪ ،‬الهرم‬ ‫المدرج للملك زوسر (الذي صممه المهندس المعماري إيمحوتب)‪ ،‬في سقارة‪.‬‬ ‫أهرامات حوني في ميدوم وسنفرو في دهشور‪.‬تم بناء أهرامات خوفو وخفرع‬ ‫ومنكاورع بالجيزة‪.‬تم نحت تمثال أبو الهول من الصخر الطبيعي بجانب معبد‬ ‫الوادي‪.‬‬ ‫هرم زوسر المدرج بسقارة‬ ‫‪8‬‬ ‫وتستمر المقابر المعروفة باسم المصطبة الخاصة بالمسؤولين الملكيين في سقارة والجيزة من األسرة‬ ‫الرابعة‪ ،‬وهي مزينة بنقوش بارزة تصور مشاهد من الحياة اليومية‪.‬‬ ‫ُشيدت مقابر الملوك في سقارة‪.‬واحتوت على غرف للدفن منذ عهد الملك أوناس (آخر ملوك‬ ‫األسرة الخامسة) ومنقوش عليها تعويذات أطلق عليها اسم (نصوص األهرام) وهي عبارة عن تعاويذ‬ ‫لمساعدة الملك على تحقيق إعادة البعث وحماية المتوفي‪.‬‬ ‫▪ عصر النتقال األول (حوالي ‪ 2040-2150‬قبل الميالد) (األسرة السابعة إلى أوائل األسرة‬ ‫الحادية عشر)‪:‬‬ ‫اشتهر هذا العصر بضعف الحكومة المركزية‪.‬والتصارع بين حكام األقاليم‪.‬وأيض ا تعرضت مصر‬ ‫في هذه الفترة إلى جفاف ونقص في الغذاء مما أدى إلى اتسام هذه الفترة بعصر االنتقال األول‪.‬‬ ‫الدولة الوسطى (حوالي ‪ 1640-2040‬قبل الميالد) (أواخر األسرة الحادية عشر – األسرة الثانية‬ ‫عشر)‪:‬‬ ‫الملك منتوحتب الثاني ملك صعيد مصر‬ ‫يعيد توحيد البالد بعاصمتها طيبة‪.‬استئناف‬ ‫مشاريع البناء الضخمة في صعيد مصر‪ ،‬وكذلك‬ ‫التجارة مع األراضي المجاورة‪.‬‬ ‫منظر تخيلي لمجموعة منتوحتب الثاني بالدير البحري‬ ‫إحدى الفترات العظيمة في الفن واألدب المصري (صور الملوك والنصوص مثل 'قصة سنوحي'‪،‬‬ ‫'الفالح الفصيح‪ ،‬نصوص الحكمة وغيرها)‪.‬‬ ‫الملك األول لألسرة الثانية عشرة‪ :‬أمنمحات األول‪ ،‬ينقل العاصمة إلى الشمال في اللشت‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫تم بناء هرمه وهرم ابنه (سنوسرت األول) في اللشت وفاقا لنماذج الدولة القديمة‪.‬وأطلق عليها‬ ‫فيما بعد أهرامات دهشور والالهون وهوارة في الفيوم وقام بتوفير األراضي الجديدة للزراعة عن طريق الري‪.‬‬ ‫تم غزو النوبة السفلى وبناء الحصون عند الشالل الثاني‪.‬ومن اآللهة المهمة أوزوريس (في أبيدوس) وآمون‬ ‫(في طيبة)‪.‬‬ ‫▪ عصر النتقال الثاني (‪ 1550-1640‬ق‪.‬م) (األسرة الثانية عشر)‪:‬‬ ‫خالل األسرة الثانية عشرة بالدولة الوسطى بدأت أعداد كبيرة من المهاجرين من بالد الشرق األدنى‬ ‫القديم النزوح إلى صحراء مصر‪ ،‬ومن خالل النصوص وجدنا أنه بعد ذلك بدأوا االتجاه إلى الدلتا واالستقرار‬ ‫بها‪.‬وكان لهؤالء النازحين قادة وأطلق على أحد القادة لقب (الحكا خاسوت) أي حكام البالد األجنبية وهي‬ ‫الكلمة المألوفة (الهكسوس)‪ ،‬وهي كلمة إغريقية وال نعرف كيف وصل الهكسوس إلى السلطة‪.‬‬ ‫▪ األسرة الثالثة عشرة‪:‬‬ ‫كانت األضعف فلم تكن قادرة على منع هذا النزح وحماية الحدود‪.‬حيث نقلت األسرة عاصمتها من الدلتا‬ ‫إلى طيبة بعيدا عن دائرة نفوذ الهكسوس‪.‬هكذا بدأ عصر االنتقال الثاني علي يد أسرة الهكسوس‪.‬‬ ‫▪ األسرة الرابعة عشرة‪:‬‬ ‫كانت متمركزة في وسط الدلتا وتعايشت مع الهكسوس في البداية قبل أن تتالشي‪ ،‬وهي أسرة لم‬ ‫تدم طويالا وكانت متمركزة في أبيدوس‪.‬‬ ‫▪ األسرة الخامسة عشرة‪:‬‬ ‫استطاع الهكسوس أن يبسطوا نفوذهم على أجزاء من أراضي مصر وبدأت تظهر ثقافتهم وتتجلي‬ ‫في كثير من الجوانب مثل‪ :‬أسلوب الفخار‪ ،‬واألسلحة وتخطيط المنازل‪ ،‬وعادات الدفن وظهر هذا جليا في‬ ‫مركزهم مدينة أواريس‪.‬وحاولوا التشبه بملوك مصر القديمة‪.‬‬ ‫▪ األسرات السادسة عشرة‪:‬‬ ‫ظهرت األسرة السادسة عشرة في طيبة وبدأت أن تتشكل وتنمي قوتها بسبب أن تكوينها كان عسكريا تماما‪.‬‬ ‫وقد كان ملوك السابعة عشرة مثلهم أيض ا يتميزوا بالثراء وذوي خبرة عسكرية كبيرة وكان لديهم القوى الكافية‬ ‫لجمع وتدريب الجند وشن الحرب ضد الهكسوس‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫▪ األسرة السابعة عشرة‪:‬‬ ‫ساللة طيبة الحاكمة معاصرة للهكسوس والتي بدأت الكفاح ضدهم وكان على يد ثالث ملوك بداية‬ ‫بالملك سقنن رع وتاله ابنه كامس واستطاع االبن األصغر أحمس تحقيق النصر ومنذ ذلك الوقت أصبحت‬ ‫القوة العسكرية المصرية تعتمد على قوة الجيش باستخدام العربات الحربية‪.‬‬ ‫▪ الدولة الحديثة (حوالي ‪ 1070-1550‬ق‪.‬م) (األسرة الثامنة عشرة األسرة التاسعة عشرة األسرة‬ ‫العشرون)‪:‬‬ ‫شهدت هذه الفترة استعادة الملك أحمس للعاصمة منف‬ ‫منهيا بذلك حكم الهكسوس‪.‬‬ ‫ودمر أواريس (عاصمة الهكسوس)‪ ،‬ا‬ ‫وبذلك أصبحت مصر إمبراطورية تسيطر على أجزاء كبيرة من‬ ‫الشرق األدنى باإلضافة إلى وصولها إلى الشالل الثالث (بالد‬ ‫النوبة)‪.‬‬ ‫معبد الكرنك‬ ‫وخطت مصر خطوات ازدهار واسعة على يد ملوكها وأشهرهم الملك تحتمس الثالث صاحب أكبر‬ ‫عدد من الحروب وتاله أكبر ثورة دينية تدعو لعبادة آتون وكانت على يد الملك أخناتون وانتهت األسرة‬ ‫الثامنة عشر على يد القائد العسكري الذي حمى البالد وجلس على كرسي العرش لعدم وجود وريث ملكي‬ ‫بعد وفاة الملك توت عنخ آمون وكان هذا القائد هو حور محب‪.‬‬ ‫وتبدأ األسرة التاسعة عشر والتي أطلق عليها اسم عصر الرعامسة وتسمى أغلب ملوكها "رمسيس"‬ ‫وكان أشهرهم الملك رمسيس الثاني صاحب أول معاهدة سالم على وجه األرض وأيض ا صاحب‬ ‫إحدى العجائب الهندسية والمحيرة للعالم إلى اآلن وهي معبد أبو سمبل‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫معبد ابو سمبل‬ ‫أيضا الملك رمسيس الثالث الذي حارب شعوب البحر‪ ،‬وكانت مصر تمتلك في عهده أقوى أسطول حربي‬ ‫في البحر المتوسط وأيضا حدث في عهده ما عرفه العالم اليوم باسم االضراب السلمي‪.‬‬ ‫▪ عصر النتقال الثالث الفترة (حوالي ‪ 712-1070‬ق‪.‬م)‪:‬‬ ‫▪ األسرة الحادية والعشرين‪:‬‬ ‫مصر منقسمة من جديد‪:‬‬ ‫أسرة واحدة تحكم دلتا النيل‪ ،‬وأخرى تتقاسم السلطة مع كبار كهنة آمون في طيبة‪.‬‬ ‫▪ األسرات الثانية والعشرين‪ -‬الرابعة والعشرين‪:‬‬ ‫حكاما من أصل ليبي يتعايشون مع أسرات‬ ‫ا‬ ‫وزاد انقسام مصر تدريجي ا‪.‬في األسرة الثانية والعشرين‬ ‫أخرى معاصرة‪.‬‬ ‫طوال األسرات الحادية والعشرين الرابعة والعشرين‪ ،‬تضاءلت قوة مصر الدولية‪.‬انهيار حكم النوبة‪.‬‬ ‫وأصبحت المقابر الخاصة بالحكام أكثر تواضعا ومع ذلك تم الحفاظ على الجودة الفنية العالية بشكل خاص‬ ‫في زخرفة التوابيت وفي صب المعادن وترصيعها‪.‬‬ ‫▪ العصر المتأخر (القرن السابع‪-‬الرابع قبل الميالد)‪:‬‬ ‫▪ األسرة الخامسة والعشرين‪:‬‬ ‫حكام كوش من النوبة يغزون مصر ويعيدون توحيدها‪.‬هذه النقلة من الجنوب تحيي الفن والعمارة‬ ‫المصرية مرة أخرى‪ :‬المباني الجنائزية لكبار المسؤولين في طيبة‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫▪ األسرة السادسة والعشرين‪:‬‬ ‫اآلشوريون ينسحبون‪.‬ملوك سايس في الدلتا يحكمون مصر‪.‬‬ ‫تزداد أهمية المستوطنات اليونانية‪.‬أصبح دور المرتزقة اليونانيين في جيش الملك مهماَ‪.‬‬ ‫▪ األسرة السابعة والعشرين‪:‬‬ ‫أيضا دول المدن اليونانية) يغزون مصر ويحكمونها‪.‬‬ ‫الفرس األخمينيون (الذين يهددون ا‬ ‫▪ األسرات الثامنة والعشرين ‪-‬الثالثين‪:‬‬ ‫آخر الحكام الوطنيين يصدون الفرس‪.‬األسرة الثالثون هي فترة قصيرة (‪ 343-380‬قبل الميالد)‬ ‫الهوية المصرية؛ في الهندسة المعمارية والفن‪ ،‬تم إطالق المفاهيم األساسية التي‬ ‫ولكنها فترة مهمة لتأكيد ُ‬ ‫أسست لما هو مصري لقرون قادمة‪ ،‬مما أثر على كل من العصرين البطلمي والروماني‪.‬‬ ‫▪ العصر البطلمي (‪ 30-332‬ق‪.‬م)‪:‬‬ ‫في عام ‪ 332‬قبل الميالد‪.‬تم غزو مصر من قبل اإلسكندر األكبر‬ ‫(األسرة المقدونية في اليونان ‪ 304-332‬قبل الميالد)‪.‬وبعد وفاته‪ ،‬حكم‬ ‫اليوناني بطليموس ونسله‪.‬تم بناء المعابد المهمة بالكامل على الطراز‬ ‫ظا حتى يومنا هذا (مثال إدفو ودندرة)‪.‬‬ ‫المصري‪.‬وما زال الكثير منها محفو ا‬ ‫▪ الفترة الرومانية (‪ 30‬ق‪.‬م‪-‬القرن الرابع الميالدي)‪:‬‬ ‫آخر حكام البطالمة‪ ،‬كليوبات ار السابعة وانتهت فترة حكمها بعد‬ ‫الهزيمة في معركة اكتيوم التي دارت بين كليوبات ار وماركس أنطونيوس الذين‬ ‫هزموا على يد أكتافيوس في عام ‪ 30‬قبل الميالد‪.‬ونتيجة لذلك احتلت روما مصر‪.‬‬ ‫‪13‬‬ :‫مراجع‬ - De Montebello, Ph. and Lydecker, k. The Art of Ancient Egypt, pp.11-18 A Pdf version from The Metropolitan Museum of Art. - http://www.metmuseum.org :‫مراجع لالستزادة‬ - Kaster, joseph, The Wisdom of Ancient Egypt, London 1995, pp.21-39. - Wilson,Hilary,People of the Pharaohs ,London 1997, pp. 52-74. - R. Schulz &M.Seidel, Egypt : the World of the Pharaohs, Berlin, 1998. - Shaw,J. &Nicholson,P., British Museum dictionary of Ancient Egypt , London 1995. - Strouhal,E., Life in Ancient Egypt, London 1992. - Clayton, P.A., Chronicle of the Pharaohs, London 1994. - Hobson, Ch., Exploring the World of the Pharaohs, London 1987. * * * * * 14 ‫ثانيا‪ :‬مصر في الحقبة القبطية (‪641-284‬م)‬ ‫ً‬ ‫ُيعد تاريخ مصر وحضارتها خالل الحقبة القبطية مرحلة مهمة في سلسلة تاريخ مصر عبر العصور‬ ‫المختلفة‪ ،‬فهو بمثابة الرابطة القوية التي تربط تاريخ مصر في العصر الروماني بتاريخ مصر في العصر‬ ‫اإلسالمي‪.‬كما أنه يمثل المرحلة التي لبست فيها مصر رداء المسيحية‪ ،‬وتزينت بهذا الدين الجديد‪ ،‬الذي‬ ‫ما لبث أن أصبح الدين السائد خالل تلك الحقبة‪.‬لذلك يطلق البعض عليها الحقبة القبطية‪.‬ولكن تجدر‬ ‫اإلشارة إلى أن كلمة قبطي تعني مصري‪ ،‬وهي من اليونانية إيجيبتوس وتعني مصر‪ ،‬ومن ثم فإن كلمة‬ ‫قبطي ال يقصد بها المسيحي‪ ،‬بل المصري‪.‬‬ ‫دخلت المسيحية مصر في منتصف القرن األول الميالدي مع دخول القديس مرقس اإلسكندرية‬ ‫عام ‪65‬م وتأسيس أول كنيسة قبطية في مصر‪.‬‬ ‫انتشر اإليمان المسيحي سريعا بين أبناء مصر وفي نفس الوقت الحقته حلقات من االضطهادات‬ ‫وصلت الي قمتها في عهد االمبراطور الروماني دقلديانوس الذي تولى العرش سنة(‪284‬م)‪ ،‬وسمي عصره‬ ‫ب ـ ـ ـ "عصر الشهداء" لذلك اعتبر األقباط هذا التاريخ هو بداية التقويم القبطي‪.‬‬ ‫عانى المسيحيون في مصر من االضطهاد حتى صدور مرسوم ميالن (مرسوم التسامح الديني‬ ‫للمسيحية داخل اإلمبراطورية الرومانية) عام ‪313‬م من قبل اإلمبراطور الروماني قسطنطين األول والذي‬ ‫أعطى فيه المسيحيون حقوقا مساوية لبقية األديان‪.‬‬ ‫ومن أبرز مظاهر هذا العصر انتشار نزعة الزهد بين المسيحيين والتي نتج عنها قيام الرهبنة‬ ‫وإنشاء األديرة العديدة في جميع أنحاء مصر‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫نهضت العمارة القبطية بروح الفن الفرعوني القديم وأكملت حلقة من حلقات الفن المتصلة منذ‬ ‫الحضارة الفرعونية والحضارة اليونانية والرومانية بمصر‪ ،‬وتُعد الكنائس التي شيدت في القرن الخامس‬ ‫الميالدي نموذجا للعمارة والفن القبطي‪.‬‬ ‫الكنيسة المعلقة‪:‬‬ ‫تم بناؤها في أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الخامس الميالدي‪.‬وتُعتبر الكنيسة أول مقر بابوي‬ ‫في القاهرة فكانت تعقد بها كثير من االحتفاالت الدينية المسيحية الكبرى ولعل ما تشتهر به تلك الكنيسة‬ ‫هي أيقوناتها الموزعة على جدرانها والتي تبلغ ‪ 90‬أيقونة‪ ،‬وكذلك تمتاز بالطراز المعماري النادر الذي‬ ‫يجعلها واحدة من أجمل الكنائس وأشهرها ليس في مصر فقط‪ ،‬بل في الشرق األوسط وهو الطراز البازيليكي‪.‬‬ ‫تقع في حي مصر القديمة‪ ،‬وسبب تسميتها ب ـ ـ ـ "الكنيسة المعلقة" يرجع لبنائها على برجين من أبراج‬ ‫الحصن الروماني القديم المعروف "بحصن بابليون"‪ ،‬ذلك الحصن الذي تم بناؤه في عهد االمبراطور‬ ‫الروماني تراجان في القرن الثاني الميالدي‪.‬وقد تم بناءها على ارتفاع حوالي ‪ 14‬اا‬ ‫متر من سطح األرض‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪16‬‬ ‫ثال ًثا‪ :‬مصر في التاريخ اإلسالمي‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫بدأت مرحلة جديدة من مراحل الدعوة اإلسالمية بعد صلح الحديبية سنة ‪6‬هـ‪628 /‬م‪ ،‬وهي مرحلة‬ ‫نشر الدعوة عالمي ا حيث كان من أهم نتائجه إرسال الرسول (ص) الرسل إلى الملوك واألمراء في مختلف‬ ‫البلدان؛ ليدعوهم إلى اإلسالم‪.‬وكان من بين هؤالء الملوك حاكم مصر وهو المقوقس عظيم القبط‪.‬‬ ‫أجمعت المصادر التاريخية على أنه أحسن استقبال سفراء النبي (ص)‪ ،‬وردهم بهدية وهي جاريتين‬ ‫وبعض من خيرات مصر‪.‬فتزوج الرسول (ص) من إحداهما وهي السيدة "مارية القبطية"‪.‬مما أدى إلى‬ ‫تقوية العالقات بين مصر وبالد العرب في عهد الرسول الكريم (ص)‪.‬‬ ‫وبعد وفاة الرسول (ص) استمر المسلمون في فتوحاتهم في مختلف الدول؛ للدفاع عن الدولة اإلسالمية‬ ‫البلدان التي ُفتحت‬ ‫وتأمين حدودها‪ ،‬باإلضافة إلى نشر الدين اإلسالمي فيها‪ ،‬وقد كانت مصر من بين تلك ُ‬ ‫في عهد الخلفاء الراشدين‪.‬‬ ‫الفتح اإلسالمي لمصر‪:‬‬ ‫تم فتحها على يد القائد عمرو بن العاص سنة (‪21‬هـ ‪ 641 /‬م) في عهد الخليفة الراشد الثاني عمر‬ ‫بن الخطاب‪ ،‬ودخولها في عصر الوالة ثم انتقالها إلى عصر الدول المستقلة (سياسي ا عن الخالفة اإلسالمية‬ ‫مع االعتراف بسيادة الخليفة العباسي الروحية والدينية فقط عليها)‪.‬‬ ‫بدأ عصر الدول المستقلة بالدولة الطولونية‪ ،‬ثم الدولة اإلخشيدية‪ ،‬ثم الدولة الفاطمية ثم الدولة األيوبية‬ ‫وأخي ار الدولة المملوكية‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫أوالا ـ ـ ـ عصر الوالة (‪ 20‬ـ ـ ـ ـ ‪254‬هـ‪ 641 /‬ـ ـ ـ ـ ‪868‬م)‪:‬‬ ‫اتفق المؤرخون على تسمية الفترة التاريخية (منذ فتح العرب لمصر حتى قدوم أحمد بن طولون‬ ‫إليها) بـ ـ " عصر الوالة"؛ وذلك ألن مصر تحولت فيها من والية بيزنطية إلى والية عربية تابعة للخالفة‬ ‫اإلسالمية يحكمها والة من قبل الخلفاء الذين يرسلونهم إليها من مقر الخالفة‪ ،‬أي من المدينة المنورة في‬ ‫عهد الخلفاء الراشدين (أبو بكر الصديق‪ ،‬وعمر بن الخطاب‪ ،‬وعثمان بن عفان) ومن الكوفة في عهد‬ ‫الخليفة الراشد الرابع علي بن أبي طالب‪ ،‬ثم من دمشق في العصر األموي‪ ،‬وأخي ار من بغداد وسامراء في‬ ‫العصر العباسي‪.‬‬ ‫الخالفة العباسية‪:‬‬ ‫‪18‬‬ ‫تُعد الخالفة العباسية مرحلة مهمة من مراحل الحكم التي مرت بها مصر في العصر اإلسالمي والتي‬ ‫نشأت عندما أعلن قائد العباسيين أبو مسلم الخراساني الثورة على األمويين‪ ،‬ودارت بين األمويين والعباسيين‬ ‫معركة الزاب سنة ‪132‬ه والتي انتهت بمقتل آخر الخلفاء األمويين (مروان بن محمد) وانتصار العباسيين‬ ‫عليهم وإعالن قيام الدولة العباسية‪.‬‬ ‫قسم المؤرخون الدولة العباسية إلى عصرين‪:‬‬ ‫األول‪ :‬العصر العباسي األول (‪ 132‬ـ ـ ـ ‪232‬ه) وهو عصر القوة واالزدهار؛ وذلك ألن خلفاء هذا العصر‬ ‫حافظوا على وحدة الدولة واستقاللها‪ ،‬وقاموا بالعديد من اإلصالحات في مختلف المجاالت‪.‬ومن أشهر‬ ‫خلفائه‪( :‬أبو جعفر المنصور‪ ،‬وهارون الرشيد‪ ،‬والمأمون)‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬العصر العباسي الثاني (‪ 232‬ـ ـ ‪656‬ه) وهو عصر الضعف واالنهيار نتيجة ضعف الخلفاء‬ ‫العباسيين في السيطرة على األمور في الدولة مما أدى إلى ظهور الدول المستقلة‪.‬‬ ‫*****‬ ‫ثانيا ً ــــ عصر الدول المستقلة‬ ‫الدولة الطولونية (‪ 254‬ـ ـ ‪292‬هـ ‪ 868 /‬ـ ـ ‪905‬م)‪:‬‬ ‫أسس أحمد بن طولون أول دولة مستقلة في مصر خالل العصر العباسي الثاني وقام بالعديد من‬ ‫اإلصالحات االقتصادية والثقافية بها‪ ،‬حيث بدأ بإنشاء عاصمة إدارية جديد تسمى "القطائع"‪ ،‬وبنى فيها‬ ‫مسجده المعروف حاليا بمسجد ابن طولون المعروف بمئذنته الحلزونية الفريدة‪.‬وقد امتد حكم الطولونيون‬ ‫حوالي ثمانية وثالثين عام ا‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫جامع أحمد بن طولون‬ ‫*****‬ ‫الدولة اإلخشيدية (‪ 323‬ـ ـ ‪358‬هـ ‪ 935 /‬ـ ‪969‬م)‪:‬‬ ‫استمرت االضطرابات في مصر مدة إحدى وثالثين عاما بعد سقوط دولة بني طولون‪ ،‬حيث تسلط‬ ‫الجنود األتراك على البالد‪ ،‬وساءت أحوال مصر وتدهور اقتصادها؛ بسبب المنافسة بين الوالة وعمال‬ ‫الخراج فضالا عن ضعف الخلفاء العباسيين واضطراب األحوال في دولة الخالفة نفسها‪ ،‬وكذلك بسبب‬ ‫الغزو المستمر الذي تعرضت له مصر من قبل الفاطميين الذين أسسوا دولتهم في المغرب سنة ‪296‬هـ‬ ‫ومحاولتهم المستمرة لالستيالء على مصر لتكون مرك از لدعوتهم ومقر لخالفتهم لكنهم فشلوا في ذلك أكثر‬ ‫من مرة‪.‬‬ ‫تعاقب على والية مصر من قبل الخلفاء العباسيين عدد من الوالة‪ ،‬كان اخرهم محمد بن طغج اإلخشيد‬ ‫الذي تمكن من االستقالل بالبالد عن الخالفة العباسية للمرة الثانية في تاريخ مصر اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫الدولة الفاطمية (‪ 358‬ـ ‪567‬هـ‪ 969 /‬ـ ـ ‪1171‬م)‪:‬‬ ‫بعد وفاة كافور اإلخشيدي كانت أحوال مصر مضطربة‪ ،‬ومشاكلها متفاقمة حيث انخفض النيل‬ ‫وعم القحط واشتد الغالء وانتشرت األوبئة‪ ،‬فضالا عن انقسام الجيش إلى فرق وأحزاب وتعددت الفتن وكثرت‬ ‫الحروب بين الجند واألمراء وُقتل فيه خلق كثير وانتٌهبت أسواق البلد‪.‬كما هدد القرامطة مصر من جهة‬ ‫الشام‪ ،‬والنوبيون من جهة الجنوب‪.‬باإلضافة إلى ضعف الخالفة العباسية وعدم قدرتها على التصدي ألي‬ ‫خطر يهدد مصر‪.‬‬ ‫لم يتوان الخليفة الفاطمي عن إرسال جيش بقيادة جوهر الصقلي سنة ‪358‬هـ‪969 /‬م الذي استولى‬ ‫على مصر بدون مقاومة‪.‬وبهذا سقطت الدولة اإلخشيدية بعد أن حكمت حوالي أربعة وثالثين عام ا‪.‬وزال‬ ‫نفوذ الخالفة العباسية عن مصر تمام ا وأصبحت مصر تابعة للخالفة الفاطمية‪.‬‬ ‫أنشأ جوهر الصقلي مدينة جديدة؛ لتكون مق ار وعاصمة للخالفة الفاطمية ومرك از لنشر دعوتها الدينية‬ ‫فيها‪ ،‬فوضع أساس مدينة القاهرة‪ ،‬وبنى فيها قص ار للخليفة وكذلك بني الجامع األزهر ليكون معهدا لتدريس‬ ‫العلوم اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫جامع األزهر‬ ‫الدولة األيوبية (‪ 569‬ـ ـ ‪648‬هـ ‪ 1174 /‬ـ ‪1250‬م)‪:‬‬ ‫قلعة صالح الدين األيوبي‬ ‫بعد وفاة أسد الدين شيركوه كان من المتوقع أن يختار الخليفة العاضد الفاطمي للو ازرة أحد رجال الدولة‬ ‫الفاطمية‪ ،‬ولكنه اتخذ خطوة جريئة وعهد بالو ازرة إلى صالح الدين األيوبي الذي نجح في مواجهة العديد‬ ‫من األخطار الداخلية والخارجية التي واجهته حتى تمكن من إسقاط الخالفة الفاطمية وإعادة مصر تحت‬ ‫حكم الخالفة العباسية مرة أخرى معلن ا قيام الدولة األيوبية في مصر‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫اهتم بتحصين القاهرة من خالل بناء سور حولها وتوجها بتشييد قلعته المشهورة " قلعة صالح الدين"‪،‬‬ ‫وكذلك بدأ بتعميم حركة إنشاء المدارس‪ ،‬وأول مدرسة أنشأها هي المدرسة الناصرية في الفسطاط وذلك‬ ‫إلحياء المذهب السني‪.‬‬ ‫تعرضت مصر والشرق اإلسالمي كله للخطر الصليبي في عهد هذه الدولة التي تحملت عبء الجهاد‬ ‫في سبيل صد هذا الخطر عن العالم اإلسالمي‪.‬‬ ‫ومن أشهر المعارك التي خاضها المسلمون ضد الصليبين كانت معركة حطين سنة ‪583‬ه‪1187 /‬م‬ ‫والتي كان من أهم نتائجها انتصار المسلمين عليهم بقيادة صالح الدين األيوبي وتحرير بيت المقدس من‬ ‫أيديهم بعد حوالي تسعين عاما من االحتالل‪.‬وتسامحه مع أهل بيت المقدس حيث عفا عنهم وأمنهم على‬ ‫أموالهم وأرواحهم وكنائسهم‪.‬‬ ‫وفي أواخر أيام الدولة األيوبية سيطر المماليك على معظم الوظائف الكبرى في مصر‪ ،‬ودبروا مؤامرة‬ ‫للتخلص من السلطان "توران شاه" آخر سالطين الدولة األيوبية وقتلوه‪.‬وهكذا انتهت الدولة األيوبية‪.‬‬ ‫الدولة المملوكية (‪ 648‬ـ ـ ‪923‬هـ ‪1250/‬ـ ـ ‪1517‬م)‪:‬‬ ‫‪23‬‬ ‫تزوجت شجر الدر من أحد زعماء المماليك وهو " عز الدين أيبك التركماني" وتنازلت له عن الحكم‬ ‫فتولى زمام األمور وقامت بذلك دولة المماليك البحرية في مصر اإلسالمية وامتدت لتشمل بالد الشام‬ ‫والحجاز والنوبة وغيرها‪.‬‬ ‫ومن أشهر سالطينها‪:‬‬ ‫السلطان "سيف الدين قطز" الذي ألحق بالمغول أول هزيمة في تاريخهم في معركة عين جالوت‬ ‫سنة ‪658‬ه‪1260 /‬م وكان من أهم نتائجها حماية مصر والعالم اإلسالمي من الخطر المغولي‪.‬‬ ‫والسلطان "الظاهر بيبرس" الذي نجح في إحياء الخالفة العباسية في القاهرة عام ‪659‬ه بعد تدمير‬ ‫بغداد على يد المغول‪.‬كما أنشأ الجامع المعروف باسمه وهو مسجد الظاهر بيبرس والذي ُيعد أيقونة‬ ‫العمارة المملوكية في مصر‪.‬‬ ‫جامع الظاهر بيبرس‬ ‫وانتهت دولة المماليك بعد أن استمرت قرنين ونصف من الزمان‪ ،‬بدخول العثمانيين إلى مصر بعد انتصار‬ ‫السلطان سليم األول على "طومان باي" آخر سالطين المماليك في موقعة الريدانية سنة ‪923‬هـ ‪1517 /‬م‪.‬‬ ‫وأصبحت مصر والية عثمانية‪.‬‬ ‫مراجع‪:‬‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬سيدة كاشف وآخرون‪ :‬موسوعة تاريخ مصر عبر العصور (تاريخ مصر اإلسالمية)‪ ،‬إعداد‪:‬‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬عبد العظيم رمضان‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬مصر‪1993 ،‬م‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ابعا‪ :‬تاريخ مصر الحديث والمعاصر‬ ‫رً‬ ‫يكاد ينعقد اإلجماع أن تاريخ مصر الحديث يبدأ مع صعود محمد علي للحكم بعد نجاح ثورة‬ ‫الشعب المصري على الوالي العثماني خورشيد باشا‪ ،‬أما تاريخ مصر المعاصر فيبدأ مع إعالن الحماية‬ ‫غالبا عند اغتيال الرئيس أنور‬ ‫البريطانية على مصر ‪1914‬م ويتوقف عندما تضن المصادر‪ ،‬ويتوقف ا‬ ‫السادات وتولى الرئيس حسني مبارك الحكم عام ‪1981‬م وذلك بسبب صعوبة الحصول على وثائق‬ ‫الثمانينيات والتسعينات من القرن العشرين‪.‬وتجد اإلشارة إلى ان ما كتب عن تاريخ الرئيس الراحل حسني‬ ‫يخا وإنما مذكرات سياسية أو دراسات‬ ‫مبارك وعن ثورتي ‪ 25‬يناير ‪2011‬م و‪ 30‬يونيو ‪2013‬م ليس تأر ا‬ ‫تنتمي إلى فرع العلوم السياسية‪.‬‬ ‫▪ مصر في عهد محمد علي وخلفائه‪:‬‬ ‫وصول محمد على للحكم ‪1805‬م‪:‬‬ ‫يبدأ العصر الحديث في مصر بتولي محمد علي الحكم بإرادة الشعب المصري عام ‪ّ 1805‬‬ ‫متحدين‬ ‫بذلك سلطة الدولة العثمانية‪ ،‬يطلق على "محمد علي باشا" لقب مؤسس مصر الحديثة‪ ،‬وقد كانت فترة‬ ‫حكمه فترة قوة بالنسبة للدولة المصرية‪ ،‬وذلك لقيامه بعديد من الحمالت الخارجية بعضها بأمر الخليفة‬ ‫العثماني والبعض اآلخر في صراعه مع الدولة العثمانية‪ ،‬حيث خطط لنهضة شاملة بعد أن قام ببناء جيش‬ ‫اعتمد فيه على الجنود المصريين‪ ،‬وقد شملت دولته مصر والسودان والحجاز والشام وبالد المورة‪.‬إال أن‬ ‫تجربة محمد علي في التنمية والتحديث تعرضت لمؤامرة كبرى شاركت فيها الدول الغربية حيث عقدت‬ ‫اثيا في محمد‬ ‫معاهدة لندن ‪1840‬م وهي المعاهدة التي أعادت مصر إلى حدودها وجعلت حكم مصر ور ا‬ ‫ظا باستثناء فترة حكم الخديوي إسماعيل الذي خطط لتجربة‬ ‫تطور ملحو ا‬ ‫اا‬ ‫علي وأكبر أبنائه‪ ،‬ولم تشهد مصر‬ ‫تنموية أخرى انتهى مصيرها بعزله سنة ‪1879‬م‪.‬‬ ‫خلفاء محمد علي باشا‪:‬‬ ‫▪ إبراهيم باشا ‪1848‬م‪:‬‬ ‫تولى إبراهيم باشا االبن األكبر لمحمد على باشا من ‪1848‬م إلى أن توفي في‬ ‫‪ 10‬نوفمبر ‪1848‬م‪.‬قاد حملة عسكرية ناجحة ضد العثمانيين مما أدى إلى‬ ‫تعزيز نفوذ مصر في المنطقة‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫▪ عباس حلمي األول ‪1854 -1848‬م‬ ‫عباس حلمي األول ابن أحمد طوسون باشا ابن محمد على باشا من ‪10‬‬ ‫نوفمبر ‪1848‬م إلى ‪ 13‬يوليو ‪1854‬م‪ ،‬قام ببناء أول خط سكة حديد في‬ ‫مصر‪.‬‬ ‫▪ محمد سعيد باشا ‪1863 -1854‬م‬ ‫محمد سعيد باشا ابن محمد على باشا من ‪ 14‬يوليو ‪ 1854‬إلى ‪ 18‬يناير‬ ‫‪ ،1863‬ويذكر أنه أصدر "الالئحة السعيدية" حيث منح الفالحين حق االنتفاع‬ ‫امتياز لحفر قناة السويس‪ ،‬ليصل البحر‬ ‫اا‬ ‫باألرض‪ ،‬كما أعطى لديليسبس‬ ‫المتوسط بالبحر األحمر‪ ،‬وذلك في ‪ 14‬نوفمبر ‪1854‬م‪.‬‬ ‫▪ الخديوي إسماعيل ‪1879-1863‬م‬ ‫برهيم ابن محمد على (والى ثم خديوي) من ‪ 19‬يناير‬ ‫الخديوي إسماعيل بن إ ا‬ ‫‪ 1863‬إلى ‪ 26‬يونيو ‪ ،1879‬وهو صاحب ثاني تجربة تنمية وتحديث في‬ ‫مصر بعد محمد علي‪ ،‬وجدير بالذكر أنه امتد بممتلكات مصر حتى وصل‬ ‫ط االستواء‪ ،‬كما أنه أعطى حق‬ ‫نفوذه إلى سواحل البحر األحمر ومديرية خ ّ‬ ‫الملكية للمنتفعين باألرض‪.‬إال أنه تعرض لمؤامرة غربية وتم عزله‪.‬‬ ‫▪ الخديوي محمد توفيق ‪1892 -1879‬م‬ ‫الخديوي محمد توفيق بن إسماعيل باشا من ‪ 26‬يونيو ‪ 1879‬إلى ‪ 7‬يناير‬ ‫‪ 1892‬والذي تأرجحت سياسته بين تأييد الحركة الوطنية وخضوعه للتدخل‬ ‫األجنبي‪ ،‬األمر الذي أدى إلى قيام الثورة العرابية ضده وضد التدخل األجنبي‪،‬‬ ‫إال أن الثورة فشلت ووقعت مصر تحت االحتالل البريطاني في سنة ‪1882‬م‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫▪ الخديوي عباس حلمي الثاني ‪1914 -1892‬م‬ ‫الخديوي عباس حلمي الثاني تولى في ‪ 8‬يناير ‪ 1892‬وعزل في ‪ 19‬سبتمبر‬ ‫حاليا‬ ‫‪ ،1914‬واصل تأسيس الدولة الحديثة حيث بنيت الجامعة المصرية (تعرف ا‬ ‫بجامعة القاهرة)‪.‬شهد عصره انفجار الحركة الوطنية ضد االحتالل البريطاني‬ ‫وعزل من الحكم وبعد عزله تم إعالن الحماية‬ ‫وظهور التجربة الحزبية األولى‪ُ.‬‬ ‫البريطانية في مصر في ‪ 18‬ديسمبر ‪1914‬م‪.‬‬ ‫▪ السلطان حسين كامل ‪1917 -1914‬م‬ ‫السلطان حسين كامل تولى من ‪ 19‬ديسمبر ‪ 1914‬إلى أن توفي ‪ 9‬أكتوبر‬ ‫‪.1917‬تحول النظام السياسي في عهده من والية إلى سلطنة واقعة تحت الحماية‬ ‫البريطانية‪ ،‬كما شاركت مصر في عهده في الحرب العالمية األولى‪.‬‬ ‫▪ الملك فؤاد األول ‪ 9‬أكتوبر ‪1917‬م إلى ‪ 28‬إبريل ‪1936‬م‬ ‫الملك فؤاد األول تولى من ‪ 9‬أكتوبر ‪1917‬م إلى أن توفي في ‪ 28‬إبريل ‪1936‬م‬ ‫(سلطان ثم ملك)‪.‬اندلعت في عهده ثورة ‪1919‬م‪ ،‬وأُلغيت الحماية البريطانية عن‬ ‫مصر بمقتضى تصريح ‪ 28‬فبراير ‪1922‬م‪ ،‬وأُعلن دستور ‪1923‬م وتحولت‬ ‫مصر من سلطنة إلى مملكة‪ ،‬كما شهد عهده بدء مفاوضات معاهدة ‪1936‬م‪.‬‬ ‫▪ الملك فاروق األول ‪1952 -1936‬م‬ ‫الملك فاروق األول من ‪ 28‬أبريل ‪ 1936‬إلى أن تنازل عن العرش في ‪ 26‬يوليو‬ ‫‪.1952‬شهد عهده توقيع معاهدة ‪1936‬م بين مصر وبريطانيا‪ ،‬كما شهد عهده‬ ‫اندالع الحرب العالمية الثانية وقيام ثورة ‪ 23‬يوليو ‪1952‬م ضده‪.‬‬ ‫الملك أحمد فؤاد الثاني‬ ‫من ‪ 26‬يوليو ‪ 1952‬إلى إعالن الجمهورية في ‪ 18‬يونيو ‪.1953‬‬ ‫*****‬ ‫‪27‬‬ ‫▪ ثورة ‪ 23‬يوليو ‪1952‬م وقيام الجمهورية األولى‪:‬‬ ‫قاد جمال عبد الناصر ثورة ‪ 23‬يوليو عام ‪1952‬م والتي قامت بالعديد من اإلنجازات من أهمها‬ ‫إصدار قانون اإلصالح الزراعي وتوقيع اتفاقية جالء االحتالل البريطاني عن مصر ‪ -‬رحل آخر جندي‬ ‫يوم ‪ 18‬يونيو ‪ ،1956‬فاتخذ من هذا اليوم عيدا للجالء ‪ -‬مما دفع القوى االستعمارية السابقة (بريطانيا‬ ‫وفرنسا) إلى التحالف مع إسرائيل وشن عدوان غاشم على مصر بعد القرار المصري بتأميم قناة السويس‬ ‫‪ 23‬يوليو ‪ ، 1956‬وقد تصدت مصر لهذا العدوان وساندها الرأي العام العالمي الذى أجبر المعتدين على‬ ‫االنسحاب‪ ،‬ووضعت أول خطة خمسية للتنمية االقتصادية واالجتماعية في تاريخ مصر عام ‪1960‬م‬ ‫وحققت أهدافها في تطوير الصناعة واإلنتاج وتم إنشاء السد العالي (‪ )1970-1960‬ونهضت البالد في‬ ‫مجاالت التعليم والصحة واإلنشاء والتعمير والزراعة‪.‬‬ ‫الرئيس محمد أنور السادات‪( :‬حاصل على جائزة نوبل في السالم)‪:‬‬ ‫تولى الحكم الرئيس أنور السادات وبدأ سياسة إعداد الدولة لحرب التحرير ووضعت كافة إمكانات‬ ‫الدولة استعدادا للحرب حتى كان يوم السادس من أكتوبر ‪ ،1973‬قام الجيشان المصري والسوري في وقت‬ ‫‪28‬‬ ‫واحد ببدء معركة تحرير األرض العربية من االحتالل اإلسرائيلي وانتصر الجيش المصري ورفعت أعالم‬ ‫مصر على الضفة الشرقية لقناة السويس بعد ساعات من الهجوم‬ ‫وقد حققت القوات المصرية انتصا ار كبي ار في حرب أكتوبر ‪ 1973‬مما جعل الرئيس محمد أنور‬ ‫السادات يفكر في حل النزاع العربي اإلسرائيلي حالا جذريا وإقامة سالم دائم وعادل في منطقة ''الشرق‬ ‫األوسط" فوقعت مصر على معاهدة السالم مع إسرائيل في ‪ 26‬مارس ‪ 1979‬بمشاركة الواليات المتحدة‬ ‫وحصل على جائزة نوبل في السالم‪.‬‬ ‫الرئيس محمد حسنى مبارك‪:‬‬ ‫في أكتوبر ‪1981‬م تولى الرئيس مبارك حكم مصر وبدأ عهده بالعمل‬ ‫على تحقيق االستقرار الداخلي‪ ،‬وكان االهتمام األكبر هو تحقيق التنمية الشاملة‬ ‫والمتواصلة‪.‬وكان من أبرز انجازات عهده هو استرداد طابا من اسرائيل بالتحكيم‬ ‫الدولي في ‪ 19‬مارس ‪1989‬م‪.‬‬ ‫استمر الرئيس مبارك في الحكم لمدة تناهز الثالثين عاما‪ ،‬كان لسنوات‬ ‫حكمه التي امتدت لخمس فترات رئاسية‪ ،‬انجازات تمثل أغلبها في تحسين البنية‬ ‫التحتية‪ ،‬والتوسع في إقامة المجتمعات العمرانية الجديدة‪.‬‬ ‫إال ان األداء السياسي لحكمه نتج عنه العديد من السلبيات‪ ،‬تمثل أغلبها في انتشار الفساد‬ ‫والمحسوبية‪ ،‬وعدم قدرة الخطط الحكومية في تلبية االحتياجات الشعبية المتزايدة جراء الزيادة السكانية‬ ‫العالية‪ ،‬واالرتفاع المتوالي في عجز الموازنة‪ ،‬وتزايد أعباء التضخم علي المواطنين‪...‬كل ذلك أسهم في‬ ‫ثورة الشعب المصري وإزاحته النظام في فبراير ‪.2011‬‬ ‫الفترة النتقالية من فبراير ‪2011‬م الي نهاية يونية ‪2012‬م‪:‬‬ ‫أدار الفترة االنتقالية من فبراير ‪ 2011‬الي نهاية يونية ‪ 2012‬المجلس األعلى للقوات المسلحة‪،‬‬ ‫الذي استطاع قيادة سفينة الوطن العائمة وسط أمواج متالطمة‪ ،‬وقام بتسليم مقاليد السلطة ألول رئيس مدني‬ ‫منتخب "د‪.‬محمد مرسي"‪ ،‬ليقدم علي مدار عام أسوأ أداء سياسي في تاريخ مصر‪ ،‬حيث أشاع االنقسام‬ ‫بين أبناء الوطن‪ ،‬وذهب سريع ا في مخطط تمكين الجماعة وهيمنتها علي كافة مؤسسات الدولة‪ ،‬واستعداء‬ ‫"القضاء‪ ،‬الجيش‪ ،‬الشرطة‪ ،‬اإلعالم" فضالا عن األحزاب والفعاليات السياسية‪ ،‬األمر الذي أدى إلى أن‬ ‫‪29‬‬ ‫فاض الكيل بالشعب ليخرج في تظاهرات عارمة يوم ‪ 30‬يونيو ‪ ،2013‬وما تالها أيام ‪1‬و‪2‬و‪ 3‬يوليو‬ ‫مطالبة بإقصاء هذا الرئيس‪ ،‬حماية لمقدرات البالد والحفاظ علي أمنها واستقرارها‪.‬‬ ‫الفترة من يونيو ‪2013‬م إلى صدور دستور‪2014‬م‪:‬‬ ‫أطلق الشعب المصري في ‪ 30‬يونيو ‪ 2013‬ثورة جديدة لتصحيح مسار ثورة ‪ 25‬يناير‪2011‬‬ ‫واستعادة الوطن واآلمال من احتكار جماعة االخوان للحياة السياسية ومحاوالت هدمهم ألسس الدولة الحديثة‬ ‫وتعريض مصر إلى أخطار خارجية وداخلية‪.‬‬ ‫تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء الجماهير‬ ‫ّ‬ ‫لم يكن في مقدور القوات المسلحة أن‬ ‫التي استدعت دورها الوطني وليس دورها السياسي‪.‬وقدم القائد العام للقوات المسلحة "فريق أول عبد الفتاح‬ ‫حزب والشعب‪.‬‬ ‫السيسي"‪ ،‬خارطة طريق حظيت بترحيب األزهر والكنيسة وعديد من ممثلي السياسة واأل ا‬ ‫اشتملت خارطة الطريق على اآلتي‪:‬‬ ‫‪ -‬تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت‪.‬‬ ‫‪ -‬يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البالد خالل المرحلة االنتقالية لحين انتخاب رئيسا‬ ‫جديدا ولرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعالنات دستورية خالل المرحلة االنتقالية‪.‬‬ ‫‪ -‬تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصالحيات إلدارة المرحلة الحالية‪.‬‬ ‫‪ -‬وضع ميثاق شرف إعالمي يكفل حرية اإلعالم ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعالء‬ ‫المصلحة العليا للوطن‪.‬‬ ‫وخرج الشعب مجددا في ‪ 26‬يوليو ‪ 2013‬ليعلن تأييده الكامل لخارطة الطريق‪ ،‬ولجهود القوات‬ ‫المسلحة وو ازرة الداخلية في مكافحة اإلرهاب المنظم من قبل جماعة اإلخوان‪ ،‬ويؤكد مجددا انه يريد ق ارره‪،‬‬ ‫واستقالله‪ ،‬ونموه‪ ،‬واستق ارره لينطلق نحو الديمقراطية‪.‬‬ ‫دستور ‪2014‬م‪:‬‬ ‫يعد دستور ‪ 2014‬من أهم الدساتير المصرية في العصر الحديث فقد جاء بعد قيام الشعب المصري‬ ‫بثورة ‪ 30‬يونيو ‪ 2013‬ضد حكم اإلخوان‪.‬‬ ‫‪30‬‬ ‫النتخابات الرئاسية ‪2014‬م‪:‬‬ ‫أعلنت لجنة االنتخابات الرئاسية يوم الثالثاء ‪ 2014 /6 /3‬فوز‬ ‫السيد عبد الفتاح السيسي برئاسة مصر في انتخابات حره نزية بحصوله‬ ‫على ‪ 96.91‬في المائة من األصوات الصحيحة في االنتخابات وتولى‬ ‫المنصب في ‪ 8‬يونيو ‪.2014‬‬ ‫مجلس النواب ‪2015‬م‪:‬‬ ‫مجلس النواب ‪ 2015‬هو آخر مرحلة من مراحل خارطة الطريق التي تم إعالنها بعد قيام الشعب‬ ‫المصري بثورة ‪ 30‬يونيو ‪ 2013‬ضد حكم اإلخوان وتم عقد أول جلسة لمجلس النواب في ‪ 10‬يناير ‪2016‬‬ ‫عضوا عينهم رئيس‬ ‫ا‬ ‫منتخبا‪ ،‬باإلضافة إلى ‪28‬‬ ‫ا‬ ‫عضوا‬ ‫ا‬ ‫ويتألف مجلس النواب من‪ 596‬عضوا منها ‪568‬‬ ‫الجمهورية‪.‬‬ ‫▪ الجمهورية الجديدة (‪2023-2014‬م)‪:‬‬ ‫وتشهد مصر منذ صعود الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الحكم جمهورية جديدة‪ ،‬حيث تم إنجاز‬ ‫كثير من المشروعات القومية منها العاصمة اإلدارية الجديدة‪ ،‬وتنفيذ المشروع القومي للطرق‪ ،‬ومشروع‬ ‫تكافل وكرامة‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪31‬‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫قالو عن مصر‬ ‫‪32‬‬ ‫ماذا قالوا عن مصر؟‬ ‫تغنى الشعراء واألدباء والرحالة عبر الزمن بمصر وخصوصيتها ودورها الحضاري‪ ،‬وسوف نعرض‬ ‫في عجالة بعض ما قيل في مصر‪.‬‬ ‫مقولت تاريخية عبر العصور‪:‬‬ ‫" أنها باقت أي المضيئة والساطعة دوماً أو الزيتونة"‪.‬‬ ‫‪1‬ـــ‬ ‫وذلك نظ ار ألن وادي النيل هو الوادي األخضر الذي نما من فيض النيل فقد اعتبرت مصر المضيئة أو‬ ‫الزيتونة الخضراء"‪.‬‬ ‫" أطلق المصري على بلده مسمى تامٍري أي األرض المحبوبة أو األرض الحبيبة"‪.‬‬ ‫‪2‬ـــ‬ ‫يظهر هذا مدى مكانة مصر في قلوب أبناءها عبر العصور فهي الحبيبة األولى التي تربى على حبها‬ ‫أجيال متعاقبة‪.‬‬ ‫" ما من شعب قديم أو حديث غير قدماء المصريين قد صور لنفسه فن العمارة بهذا السمو وهذه‬ ‫‪3‬ـــ‬ ‫العظمة وهذه الفخامة"‪.‬‬ ‫قالها‪" :‬جان فرانسوا شمبليون" عند مشاهدته آثار طيبة‪.‬‬ ‫"مصر األرض السوداء "تاكمت"‪.‬‬ ‫‪4‬ـــــ‬ ‫وهو مسمى يدل على أن أرض مصر تكتسب لونها من طمي النيل الذي يأتي مع فيضان النهر‪ ،‬ونسب‬ ‫المصريون أنفسهم للون سمرة طينها وسموا أنفسهم "كمتيو" أي أهل األرض السمراء‪.‬‬ ‫"مصر مهد للحضارات ومهبط لألديان والعقائد ومصدر للعلوم"‪..‬‬ ‫‪5‬ـــــ‬ ‫قالها‪ :‬المؤلف "سيد كريم" وهو يزهو بما تمتاز به مصر من مميزات وخيرات كثيرة‪.‬‬ ‫"كانت المرأة الفرعونية تلعب أدوا اًر مهمة في الدين والسياسة والحكم وتولى العرش فأظهرت من‬ ‫‪6‬ـــــ‬ ‫المقدرة والمهارة في اإلدارة وحسن التدبير ما رفع شأن البالد إلى ذروة المجد والرقي"‪.‬‬ ‫‪33‬‬ ‫قالها‪" :‬وليم نظير" أثناء الحديث عن مكانة المرأة المصرية القديمة‪.‬‬ ‫"امدحوا سيدة البالد وسيدة جزر البحر األبيض المتوسط هي العظيمة القديرة التي تضلع بشئون‬ ‫‪7‬ــــــ‬ ‫مصر وهي التي جمعت جيشها وحمت الناس وأعادت الهاربين ولمت شتات المهاجرين وهدأت ما حل‬ ‫بالصعيد من خوف وأخضعت من كان فيه من العصاة"‪.‬‬ ‫وذلك لتوضيح دور إياح حتب كزوجة للبطل الشهيد الملك سقنن رع وأم الملوك المحاربين كامس وأحمس‬ ‫في طرد الهكسوس ورفع الروح المعنوية لجيش بالدها‪.‬‬ ‫"كنت رجالً زرع البذور وأحب إله الحصاد وحباني النيل وكل وديانه ولم يكن في أيامي جائع ول‬ ‫‪8‬ــــــ‬ ‫ظمآن وعاش الناس في سالم بفضل ما عملت وتحدثوا عني"‪.‬‬ ‫قالها‪" :‬الملك أمنمحات األول" أول ملوك األسرة الثانية عشرة‪.‬‬ ‫"إن مدينتنا (روما) ل تستطيع أن تطعم نفسها أو تقيم أودها دون ثروة مصر"‪.‬‬ ‫‪9‬ـــــ‬ ‫قالها‪" :‬الخطيب الروماني بلينيوس ‪ Plinius‬في الحديث عن ثروات مصر وأهميتها بالنسبة لروما‪.‬‬ ‫"إذا سقطت اإلسكندرية ضاع ملك الروم"‪.‬‬ ‫‪10‬ــــ‬ ‫قالها‪" :‬هرقل إمبراطور الروم " (‪610-641‬م) متحدثاا عن الفتح اإلسالمي لمصر‪.‬‬ ‫رحما بالعرب عامة‬ ‫عنصرا‪ ،‬وأقربهم ً‬ ‫ً‬ ‫يدا‪ ،‬وأفضلهم‬ ‫"أهل مصر أكرم األعاجم كلها‪ ،‬وأسمحهم ً‬ ‫‪11‬ــــ‬ ‫وبقريش خاصة"‪.‬‬ ‫قالها‪" :‬عبد هللا بن عمرو بن العاص" متحدثاا عن أقباط مصر وعالقتهم بالعرب‪.‬‬ ‫" َقهر ْت ِ‬ ‫قاهَرُتها األمم‪َّ ،‬‬ ‫وتمكَن ْت ملوكها نواصي العرب والعجم"‪.‬‬ ‫ََ‬ ‫‪12‬ـــ‬ ‫قالها‪ :‬الرحالة "ابن بطوطة" متحدثاا عن إحدى عواصم مصر اإلسالمية وهي (القاهرة)‪.‬‬ ‫"مصر بالجملة عامرة بالناس نافقة بضروب المطاعم والمشارب وحسن المالبس وفي أهلها‬ ‫‪13‬ــــ‬ ‫رفاهة وظرف شامل وحالوة ولها في جميع جوانبها بساتين وجنات وشجر ونخل وقصب سكر وكل ذلك‬ ‫يسقى بماء النيل ومزارعها ممتدة من أسوان إلى حد اإلسكندرية"‪.‬‬ ‫‪34‬‬ ‫قالها الرحالة اإلدريسي في وصف مصر وجمالها‪.‬‬ ‫أجل مدينة رُأيتها لجتماع أسباب الخيرات والفضائل بها"‪.‬‬ ‫"القاهرة‪..‬هي أطيب و ّ‬ ‫‪14‬ــــ‬ ‫قالها‪ :‬الرحالة والجغرافي "ياقوت الحموي" في وصف مدينة القاهرة‪.‬‬ ‫"مصر هي رأس األفعى‪ ،‬وأن الطريق إلى بيت المقدس يبدأ من القاهرة"‪.‬‬ ‫‪15‬ـــــ‬ ‫قالها‪" :‬ريتشارد األول" (ريتشارد قلب األسد) ملك إنجلت ار (‪1189-1199‬م)‪ ،‬عندما أخفقت الحملة‬ ‫الثالثة في تحقيق أهدافها وفشلت في انتزاع القدس من صالح الدين‪ ،‬وبعد عودة ريتشارد قلب الصليبية‬ ‫ير نصح فيه الغرب الصليبي بالسيطرة أواال على مصر ونص في تقريره على‬ ‫األسد الى أوروبا كتب تقر اا‬ ‫أن" الطريق إلى بيت المقدس يبدأ من القاهرة" ولذلك كان هدف معظم الحمالت التالية هو مصر‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪35‬‬ ‫الفصل الرابع‬ ‫مصر وظاهرة الثورة عبر العصور‬ ‫‪36‬‬ ‫مصر والثورة في التاريخ القديم‬ ‫نشأت على أرض مصر حضارة عتيقة كانت الشعاع الذي أنار الدنيا وخطى بالبشرية خطوات‬ ‫متدينا بطبعه‪ ،‬وكان لمصر القديمة بصمات واضحة‬ ‫ا‬ ‫واسعة نحو التحضر والتمدن كما كان المصري القديم‬ ‫في تشكيل الفكر اإلنساني وتفرد المصري القديم بأنه صاحب البصمة األولى في عديد من األفعال‬ ‫والمنجزات‪ ،‬كما كان المصري القديم صاحب أول ثورة اجتماعية في التاريخ‪ ،‬واتخذ طراقا متعددة للتعبير‬ ‫عن غضبه ورفضه واستيائه وتمرده على األوضاع السياسية واالقتصادية واالجتماعية التي ال تروق له‪.‬‬ ‫ومن أهم البصمات التي يمكن الحديث عنها‪:‬‬ ‫أول‪ :‬الثورة الجتماعية‪:‬‬ ‫ً‬ ‫لقد سقطت مصر في هوية عميقة في أواخر عصر الملك بيبي الثاني فانهار صرح الملكية‬ ‫وتدهورت سلطة البالد المركزية وبالتالي ازداد نفوذ حكام االقاليم وبدأ الشعب يفكر في الثورة ليتحرر من‬ ‫قيوده‪.‬‬ ‫‪37‬‬ ‫وكانت أسباب تلك الثورة االجتماعية األولى‪:‬‬ ‫‪ -1‬األسباب القتصادية‪:‬‬ ‫تشييد مقابر ومبان دينية كثيرة لألسرة الملكية وكبار رجال الدولة وحكام األقاليم مما أرهق الخزانة‬ ‫المصرية تخصيص أموال كثيرة كهبات دائمة للصرف منها على مقابر ومعابد الملوك والملكات‬ ‫واالمراء‪.‬‬ ‫‪ -2‬األسباب الجتماعية‪:‬‬ ‫استغل كبار رجال الدولة أغلب الوظائف الهامة‬ ‫في البالد وولوها لمن ال يستحق مما أدى إلى الشعور بعدم‬ ‫المساواة وأيضا ضعف الملوك أمام قوة حكام االقاليم‬ ‫واتجاههم لالستقالل بأقاليمهم وفرض ضرائب كل في إقليمه‬ ‫ليستطيع أن يكون ملكا بداخل إقليمه مما أزاد بسخط الشعب‬ ‫وتجريده من أمواله وقلبت الموازين‪.‬وعبر المصري القديم‬ ‫ذلك من خالل فن الكاريكاتير الموضح‪.‬‬ ‫قطعة من االوستراكا توضح قلب األوضاع وأيض ا‬ ‫أول من انتهج فن الكاريكاتير على وجه األرض‬ ‫‪ -3‬األسباب السياسية‪:‬‬ ‫ترجع االسباب السياسية إلى ضعف الملكية وتخاذلها‬ ‫أمام حكام االقاليم واستمر الحكام في تعلية مراكزهم حتى‬ ‫أصبحوا يستقبلوا الوفود األجنبية في بالطهم عوض ا عن البيت‬ ‫الحاكم في منف وبذلك منف بملكها شبه عاجزة عن تنفيذ‬ ‫أوامرها وممارسة حقوقها كما هو موضح بالشكل‪.‬‬ ‫نقش من مقبرة أحد كبار حكام األقاليم وهو يستقبل الوفود القادمة إلى مصر‬ ‫ويصف الحكيم إيبور الحالة السيئة التي وصلت إليها البالد‪:‬‬ ‫‪38‬‬ ‫"ما هذا الذي حصل في مصر؟‬ ‫إن نهر النيل ما يزال يأتي بفيضانه‬ ‫وليس يقوم هناك من يقوم بحرث حقله!‬ ‫لماذا أصبح الفقراء حقا يمتلكون الكنوز؟‬ ‫إن من كان ال يملك نعالا أصبح اآلن من األثرياء‬ ‫لماذا أصبح الموتى يدفنون في النهر؟‬ ‫جبانة وجعل الناس منه مكان ا للتحنيط‪.‬‬ ‫إن النهر أصبح ّ‬ ‫كما يصف إيبور الحالة النفسية التي تعيشها مصر في تلك‬ ‫الفترة فيقول‪:‬‬ ‫لقد اختفت البسمة‪ ،‬فال أحد يبتسم‬ ‫إن الشكوى تعم البالد مختلطة بالنحيب‬ ‫كنت ميتا‪.‬‬ ‫حقا فقد أصبح كل من العظيم والفقير يقول‪ :‬ليتني ُ‬ ‫وهنا بدأ يحس الشعب ان عليه أن يتحرك وهذا التحرك‬ ‫هو ما نسميه بالثورة‪ ،‬فالثورات تقوم عادة حين يحس الناس بالظلم وهذا ما حدث في ثورتنا هذه عندما أحس‬ ‫الشعب بالدور الذي يجب ان يقوم به ليخلع عن رقابة ظلم الملكية وفساد الكهنة وسوء استغالل الحكام‪.‬‬ ‫ويصف إيبور أحداث الثورة قائال‪:‬‬ ‫األغنياء في حزن والمعوزون في فرح‬ ‫وكل المدينة تقول دعونا نطرد األقوياء من الجدران‪.‬‬ ‫نتائج تلك الثورة‪:‬‬ ‫هذه الثورة كانت حج ار كبي ار ألقاه المصريون في المياه الراكدة‪ ،‬فهي باتفاق معظم الباحثين بأنها‬ ‫الثورة األولى التي يقوم بها أول مجتمع إنساني على وجه األرض في ذلك الوقت لمواجهة الظلم‪.‬وبدأوا‬ ‫يطالبون بتحقيق الماعت (أي العدالة االجتماعية)‪.‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الضراب السلمي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫كان المصري القديم ايضا يعبر عن‬ ‫غضبه واحتياجاته ويعبر عن الظلم الذي‬ ‫يشعر به بطريقة سلمية راقية ربما هذا يعبر‬ ‫عن قمة التحضر الذي بلغه المصري القديم‬ ‫في تلك الفترات‪ ،‬ومن أهم االمثلة على ذلك‪:‬‬ ‫نتائج الحفائر التي قامت في مدينة‬ ‫العمال المعروفة باسم دير المدينة بطيبة‪،‬‬ ‫حيث توضح الحياة االجتماعية للعمال الذين‬ ‫نقش للعمال في مقابر دير المدينة (المنيا)‬ ‫قامت على اكتافهم اغلب ما شيد من معابد ومقابر‪ ،‬حيث سكن هذه المنطقة فئة من الفنانين والنحاتين‬ ‫والحجارين والعمال بوجه عام‪ ،‬ونعرف من االعداد الوفيرة من االوستراكا (الفخار التي عثر عليها وما‬ ‫سجل عليها من نصوص) صو ار عن حياتهم وشكاواهم واالضراب الذين قاموا به عندما تأخرت رواتبهم‬ ‫الشهرية من التموين الذين يعيشون عليه‪.‬‬ ‫وعبر سنوات تاريخ مصر القديم لم يقف الشعب المصري مكتوف األيدي أمام الغزاة‪ ،‬حيث شهدت‬ ‫مصر تظاهرات وتمردات وثورات‪.‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪40‬‬ ‫ثورات في تاريخ مصر الحديث والمعاصر‬ ‫الثورة العرابية‪:‬‬ ‫قادها أحمد عرابي في الفترة من ‪ 1881‬إلى ‪ 1882‬ضد الخديوي توفيق والوجود األجنبي‪ ،‬وسميت‬ ‫آنذاك "هوجة عرابي"‪.‬واندلعت تلك الثورة إثر قرار طرد الضباط المصريين من الجيش المصري‪.‬في البداية‬ ‫طالب عرابي بضرورة مساواة الضباط والجنود المصريين مع زمالئهم من األتراك والشراكسة‪ ،‬ولكن تم‬ ‫القبض على عرابي وزمالءه وأنقذه أحد الضباط المصريين وأفرج عنهم وحظي بدعم كبير من الجيش‬ ‫المصري‪ ،‬وبعدها حصل على تأييد واسع من الشعب المصري مما دفعه للتقدم إلى الخديوي توفيق وتقديم‬ ‫مطالب الشعب المصري وكانت تتمثل في "تغيير الحكومة وإنشاء برلمان وتعزيز الجيش المصري"‪.‬‬ ‫وافق الخديوي على المطالب بعد مشاورات مع القنصل اإلنجليزي والفرنسي‪ ،‬وتم تعيين و ازرة جديدة‬ ‫برئاسة محمود سامي البارودي والذي عين فيها عرابي وزي ار للحربية‪.‬‬ ‫*****‬ ‫‪41‬‬ ‫ثورة ‪1919‬م‪:‬‬ ‫ثوره شعبية وسياسية مصرية حصلت في مصر سنة ‪ 1919‬في عهد الملك فؤاد االول كان هدفها‬ ‫األساسي المطالبة باستقالل مصر عن ب?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser