الفصل الرابع: المستشفى والقانون والأخلاقيات PDF

Summary

يُناقش هذا المستند مبادئ وأساسيات القانون الطبي والأخلاقيات في سياق المستشفيات. يقدم نظرة عامة على مصادر القانون، وأنواع القرارات الأخلاقية والقانونية المحتملة، والمسائل المتعلقة بمسؤولية المستشفى والعمال في مختلف المجالات. يقدم الفصل نظرة شاملة عن أخلاقيات المستشفيات.

Full Transcript

‫الفصل الرابع‬ ‫المستشفى والقانون والخالقيات‬ ‫‪ | 30‬ا ل ص ف ح ة‬ ‫لم تكن المستشفيات بالماضي مسئولة قانونيًا عن األذى الذي قد ينتج من اإلهمال في الممارسات‬ ‫الطبية التي يقوم بها األطباء‪ ،‬فكانت المحاكم تنظر للمستشفى كنظرتها للفندق الذي يقدم الخدمات‬...

‫الفصل الرابع‬ ‫المستشفى والقانون والخالقيات‬ ‫‪ | 30‬ا ل ص ف ح ة‬ ‫لم تكن المستشفيات بالماضي مسئولة قانونيًا عن األذى الذي قد ينتج من اإلهمال في الممارسات‬ ‫الطبية التي يقوم بها األطباء‪ ،‬فكانت المحاكم تنظر للمستشفى كنظرتها للفندق الذي يقدم الخدمات‬ ‫للنزالء دون تحمل مسئولية سلوك هؤالء النزالء‪.‬‬ ‫وبما إن المستشفى وعلى عكس األطباء غير مرخصة للممارسة الطب وإنما هي بيئة مادية مالئمة‬ ‫للخدمات العالجية فلذا ال يمكن تحميلها مسئولية قانونية عن القصور في المعالجة الطبية‪.‬‬ ‫ولكن في السنوات األخيرة نجد أن المحاكم قامت بتحميل المستشفى مسئولية قانونية عن جودة‬ ‫الرعاية الطبية المقدمة من األطباء المستقلين استجابة لتوقعات المجتمع بعدم وضع خطوط فاصلة‬ ‫بين مسئولية إدارة المستشفى ومسئولية األطباء الممارسين مما دفع بالمستشفى لمزيد من االهتمام‬ ‫بالخدمات المقدمة‪.‬‬ ‫مصادر القانون‪:‬‬ ‫القانون هو نظام من المبادئ والقواعد المتعلقة بالسوك البشري وهي قواعد محددة ومعروفة من‬ ‫ً‬ ‫مشتمال على القانون المدني والجرمي‪.‬‬ ‫قبل الهيئة الحاكمة‬ ‫ويجب التنويه ألن األخالق تتوقع من الفرد أكثر مما يتوقع القانون منه فالقانون يحدد السلوك‬ ‫األدنى فقط‪.‬‬ ‫وتنقسم مصادر القانون إلى مجموعتين رئيستين‪:‬‬ ‫‪ -1‬المصادر الرسمية‪:‬‬ ‫وهي المصادر الموجودة في النصوص المكتوبة والمصدر الرئيس هنا هو الدستور واللوائح‬ ‫القانونية‪ ،‬لذا فإن األنظمة والقوانين الداخلية التي تتبناها المستشفيات على درجة كبيرة من األهمية‬ ‫لمدير المستشفى حيث تعتمد عليها المحاكم لتقرير واجبات والتزامات المسئولين فيها‪.‬‬ ‫واألخالقيات المهنية تعد من ضمن المصادر الرسمية للقانون وهي خاضعة للتفسير القانوني الذي‬ ‫قد يكون األساس الذي يهتدى به في السلوك الالحق واتخاذ القرارات‪.‬‬ ‫‪ -2‬المصادر غير الرسمية‪:‬‬ ‫وهي المواد واالعتبارات الهامة قانونيًا التي لم تكتسب الصفة التنفيذية ولم يتم تضمينها في وثائق‬ ‫مكتوبة في وثيقة قانونية رسمية مثل معايير العدالة وأسس النطق واالعتبارات التي تحكم طبيعة‬ ‫األشياء‪.‬‬ ‫‪ | 31‬ا ل ص ف ح ة‬ ‫الساس الفلسفي (النظري) لألخالق‪:‬‬ ‫هناك ثالث نظريات هي األساس لدراسة األخالق‪:‬‬ ‫‪ -1‬نظرية الغاية‪ :‬أساس هذه النظرية هي أن صحة أو خطأ أي قرار أخالقي يتقرر على‬ ‫أساس فيما إذا كان هذا الفعل سينتج عنه منفعة أو عم منفعة بالمقارنة مع البدائل األخرى‪.‬‬ ‫ولذا فال يوجد فعل صحيح أو خطأ صحيح لذاته بناء على هذه النظرية إنما الصحة والخطأ تعتمد‬ ‫على النتائج المترتبة وأفضل ما يعبر عن هذه النظرية‪(( :‬الغاية تبرر الوسيلة))‪.‬‬ ‫‪ -2‬نظرية الواجب‪:‬‬ ‫ً‬ ‫مستقال بذاته دون النظر للنتائج المترتبة عليه‪.‬‬ ‫وترتكز هذه النظرية على الفعل‬ ‫فتقول النظرية بأن النتيجة غير مهمة الن علينا واجبات تجاه بعضنا البعض كأشخاص عقالء‬ ‫فالفعل يعتبر صحي ًحا لو نابع من النية الحسنة‪ ،‬وحسب (كانط) فإن الفعل يعتبر صحي ًحا إذا أمكن‬ ‫تعميمه عالميًا دون اختراق المساواة بين البشر‪.‬‬ ‫وتعبر عن هذه النظرية المقولة‪(( :‬يجب عدم التعامل مع اإلنسان ببساطة كوسيلة بل دائ ًما كغاية))‪.‬‬ ‫‪ -3‬القانون الطبيعي‪:‬‬ ‫وتقول هذه النظرية بأن األخالق يجب أن ترتكز دائ ًما على مصلحة البشر لذا فهي ترتكز على‬ ‫النتائج‪.‬‬ ‫وتتركز النظرية على فكر (أرسطو) الذي يفترض وجود نظام طبيعي في عالقات األفراد مما‬ ‫يجعل الفرد الرشيد يميل لعمل أشياء محددة ويكتشف ما الواجب فعله‪.‬‬ ‫وتعبر عن هذه النظرية المقولة‪(( :‬اعمل الخير وتجنب الشر))‪.‬‬ ‫عالقة القانون بالخالق‪:‬‬ ‫القانون هو معيار الحد األدنى لألداء المتوقع من أفراد المجتمع فالمهنة بطبيعتها تتوقع اإلذعان‬ ‫للقانون ولكنها تضيف للقانون مستوى اعلى وتطالب الفرد بمعيار أعلى مما يطلبه القانون‪.‬‬ ‫لذا فقانون أخالقيات المهنة يمكن أن يطب ما ال يطلبه القانون‪ ،‬والشكل التالي يوضح مصفوفة‬ ‫األخالط الممكنة عن القانوني واألخالقي وغيرهما‪.‬‬ ‫‪ | 32‬ا ل ص ف ح ة‬ ‫قرارات أخالقية وقانونية‪ :‬وهذه ال تشكل مشكلة في تحديدها‪.‬‬ ‫‪.1‬‬ ‫قرارات أخالقية غير قانونية‪ :‬تنشأ نتيجة استعمال مجموعتين من المبادئ والقواعد للحكم‬ ‫‪.2‬‬ ‫على الفعل مثل تكريم أحد مسئولي المستشفى هو عمل أخالقي ولكنه غير قانوني على‬ ‫اعتبار أنه رشوة غير مباشرة مما يجعله ال أخالقي من مدير المستشفى‪.‬‬ ‫قرارات غير أخالقية ولكن قانونية‪ :‬هي مثال واضح على تطبيق المعايير األخالقية‬ ‫‪.3‬‬ ‫المتعلقة بالمهنة والتي تلزم المهنة بأعباء أكثر مما يتطلبه القانون‪.‬‬ ‫قرارات غير قانونية وغير أخالقية‪ :‬حيث يعتبر كل ما هو غير قانوني غير أخالقي بشكل‬ ‫‪.4‬‬ ‫أوتوماتيكي‪.‬‬ ‫القضايا القانونية التي تواجه المستشفى‪:‬‬ ‫اإلهمال‪:‬‬ ‫اإلهمال هو حذف أو ارتكاب فعل من قبل شخص ما وهو يشكل انحراف عن معيار الرعاية‬ ‫المتعارف عليه مهنيًا؛ وهناك عدة أشكال لإلهمال كما يلي‪:‬‬ ‫القيام بفعل غير قانوني أو غير الئق‪.‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫األداء غير الصحيح للعمل‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫عدم التصرف عندما يدعو الواجب للتصرف‪.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫سوء الممارسة الناتج عن اإلهمال من جانب المهني‪.‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫اإلهمال الجرمي أي عدم االهتمام بسالمة الغير وهو عدم اهتمام متعمد‪.‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫‪ | 33‬ا ل ص ف ح ة‬ ‫مجاالت المسائلة القانونية العالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬األجهزة والمعدات غير الصالحة للعمل أو التي ال تعمل بشكل جيد‪.‬‬ ‫‪ -2‬اإلهمال في مناولة وإدارة الدواء وتطبيق خطة العالج ورصد مضاعفاته‪.‬‬ ‫‪ -3‬عدم تحذير المرضى حول أخطار المعالجة التي سيخضع لها‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإلهمال في متابعة حالة المريض أثناء العالج والرعاية‪.‬‬ ‫‪ -5‬اإلهمال في اإلشراف على المرضى ذوي الطبيعة العدوانية وغير المتعاونين‪ ،‬ويتوقع‬ ‫ضا توفير وسائل الراحلة ومسهالت الحركة على األسرة وغيرها‪.‬‬ ‫أي ً‬ ‫‪ -6‬حماية المرضى عقليًا حيث من المعروف قيام هؤالء المرضى بتصرفات قد تسبب األذى‬ ‫لهم ولغيرهم‪.‬‬ ‫‪ -7‬فشل المستشفى في صيانة وإدامة منشآته في حالة سليمة‪.‬‬ ‫‪ -8‬تعريض المرضى لإلصابة بالعدوى فالمتوقع أن يحافظ المستشفى على بيئة صحية ونظيفة‬ ‫وتعقيم األدوات الصحية المستخدمة لمنع حدوث العدوى‪.‬‬ ‫‪ -9‬األذى غير المادي ويقصد به النفسي الذي قد يحصل للمريض سواء عن عمد أو بإهمال‪.‬‬ ‫خدمات نقل الدم؛ فالبد للمستشفى من توفير الوسائل والمعدات الضرورية للقيام‬ ‫‪-10‬‬ ‫بخدمات الدم حسب المتطلبات القانونية والمعايير المهنية المتعارف عليها‪.‬‬ ‫المستشفى يتحمل المسئولية عن األفعال غير الصحيحة سواء عن قصد أو بإهمال‬ ‫‪-11‬‬ ‫أو عدم أهلية من منطلق مسئولية األعلى عن األدنى‪.‬‬ ‫االعتداء والضرب‪:‬‬ ‫االعتداء هو التهديد المقصود أو المحاولة مقرونًا بالقدرة الظاهرة إليقاع األذى على الغير ولذا ال‬ ‫مثال وكذلك الحصول على موافقة المريض قبل‬ ‫بد من تأمين موافقة المريض على لمس جسده ً‬ ‫القيام بأي إجراء جراحي أو طبي؛ لذا يجب الحصول على موافقة المريض في كافة اإلجراءات‬ ‫وإال اعتبر اعتدا ًء عليه‪.‬‬ ‫احتجاز المرضى رغ ًما عنهم‪:‬‬ ‫أي تقييد حرية شخص أو احتجازه بشكل غير قانوني وليس شر ً‬ ‫طا أن يكون بالقوة فقد يكون‬ ‫االحتجاز إلرغام المريض على دفع المستحقات المالية أو ألصحاب األمراض المعدية حتى ال‬ ‫ينشروا العدوى‪.‬‬ ‫وفي حالة إصرار البعض على المغادرة فالبد من توثيق ذلك في السجل الطبي والبد من إعالم‬ ‫المرضى عن األذى المحتمل نتوجه عن مغادرته المستشفى وتوقيع إخالء مسئولية إذا أصروا‬ ‫على الخروج رغم النصيحة الطبية‪.‬‬ ‫التشهير بالشخاص‪:‬‬ ‫ويشمل التشهير اللفظي أو الكتابي المسيء لشخص ما وينتج عنه أذى وضرر بالشخص ال ُمش َهر‬ ‫به وهناك أربعة أنواع من التشهير المسبب لألذى وهي‪:‬‬ ‫‪ -1‬اتهام شخص بارتكاب جريمة‪.‬‬ ‫ضا يثير االشمئزاز أو الكره‪.‬‬ ‫‪ -2‬اتهام شخص بأنه يحمل مر ً‬ ‫‪ -3‬استعمال كلمات وألفاظ تؤثر على مهنة شخص آخر أو عمله‪.‬‬ ‫‪ | 34‬ا ل ص ف ح ة‬ ‫‪ -4‬اتهام امرأة بعفتها‪.‬‬ ‫ويجدر بالذكر أن األطباء محميون بالقانون عند اإلبالغ عن األمراض المعدية أو الجنسية ولكن‬ ‫يجدر بهم عدم مناقشة حالة المريض مع غير المريض‪.‬‬ ‫التدليس‪:‬‬ ‫هو الغش أو الكذب المتعمد الذي قد يودي بخسارة شخص أو ممتلكاته فاألطباء الذين يصرحون‬ ‫بأشياء ليس لديهم دليل على صحتها يمكن أن يتعرضوا للمساءلة القانونية‪.‬‬ ‫اختراق سرية وخصوصية المريض‪:‬‬ ‫اختراق خصوصية المريض عمل غير أخالقي ويعرض للمساءلة القانونية وخاصة عندما يكون‬ ‫المريض في حالة ال تمكنه من حماية خصوصيته مثل عدم الوعي أو عدم القدرة على الحركة‪.‬‬ ‫وتعتبر المعلومات المدونة في السجل الطبي سرية تما ًما ال يمكن الكشف عنها بدون موافقة‬ ‫المريض نفسه إال في حالة األمراض المعدية والطلقات النارية على سبيل المثال وغيرها مما‬ ‫يتطلبها القانون‪.‬‬ ‫الحصول على موافقة المريض‪:‬‬ ‫الجزء األعظم من الشكاوى القانونية يكون بسبب عدم الحصول على موافقة المريض قبل أي‬ ‫إجراء جراحي وال بد من هذه الموافقة أن تكون مبنية على معلومات واضحة ودقيقة حول حالة‬ ‫المريض‪.‬‬ ‫هناك شكالن للموافقة على اإلجراءات الطبية‪:‬‬ ‫‪ -1‬الموافقة العامة‪ :‬وتكون عند دخول المريض للمستشفى وتعتبر صالحة لغايات القيام بتقديم‬ ‫الخدمات االستشفائية الروتينية وال يمكن استعمالها كموافقة على إجراء الجراحات الطبية‪.‬‬ ‫‪ -2‬الموافقة الخاصة والموقعة‪ :‬البد من الحصول عليها بشكل مسبق ألي إجراء جراحي أو‬ ‫طبي‪.‬‬ ‫وتستعمل كال الموافقتين لحماية المستشفى والعاملين فيه ومن حق المريض رفض إعطاء الموافقة‬ ‫والمعالجة في المستشفى‪.‬‬ ‫عناصر الموافقة الواعية‪:‬‬ ‫التشخيص الدقيق‪.‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫طبيعة اإلجراء والغرض منه‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫كافة المخاطر والنتائج المترتبة على اإلجراء‪.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫تقييم احتمالية تحقيق األضرار لألهداف المرجوة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫أية بدائل أخرى مقبولة للمعالجة مع المعلومات الواضحة كما هو الحال بالنسبة لإلجراء‬ ‫‪-5‬‬ ‫المرغوب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مستقبال في حالة عدم المعالجة‪.‬‬ ‫سلوك وتقدم المرض‬ ‫‪-6‬‬ ‫ويرتكز مبدأ الموافقة على قاعدة أولية وهي أن اإلنسان سيد جسده وبإمكانه وهو سليم العقل أن‬ ‫يمنع إجراء عملية جراحية أو أي شكل من أشكال العالج‪.‬‬ ‫‪ | 35‬ا ل ص ف ح ة‬ ‫وهناك عوامل أخرى تفرض اشتراك المريض في اتخاذ القرار‪:‬‬ ‫إمكانية االستغالل المادي من قبل مقدمي الخدمات الطبية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫ضبط االتجاهات المنحازة عند المهنيين‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫اشتراك المريض في اتخاذ القرار يعني احترام الشخص كشخص وهو من الشروط‬ ‫‪-3‬‬ ‫األساسية لتقديم الخدمة‪.‬‬ ‫حماية سلطة المهنة بعد تشجيع االدعاء بعدم المعرفة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫حمل المسئولية الكاملة عن حياة المريض يخلق مسئولية أخالقية مرعبة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫اشتراك المريض في اتخاذ القرار تعتبر من أنواع التعبير العلمي عن الروح الديمقراطية‪.‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫وأخيرا فإن روح الحصول على الموافقة ال تعني التركيز على فقرات معينة من المعلومات الطبية‬ ‫ً‬ ‫بل على البحث وتبادل الرأي بين المهني والمريض إليصال المعرفة واالهتمام والرؤية التي‬ ‫يحملها كل طرف‪.‬‬ ‫ولتقدير مدى أهمية مشاركة المريض فوجب التنويه أن التعامل مع حالة مرضية يحمل أحكا ًما‬ ‫قيمية مع القرارات التقنية النابعة من العلوم الطبية ولو تضاربت قيم الطبيب مع قيم المريض فإن‬ ‫األولوية لقيم المريض عند تقرير طريقة العالج‪.‬‬ ‫الهلية العقلية‪:‬‬ ‫في حالة فقد القدرة العقلية البد من إنابة أخرين التخاذ القرار ً‬ ‫بدال عنهم تحريًا للفائدة‪.‬‬ ‫القدرة على اتخاذ القرار تستلزم‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن يكون للشخص مجموعة من القيم واألهداف‪.‬‬ ‫‪ -2‬القدرة على االتصال وفهم المعلومات‪.‬‬ ‫‪ -3‬القدرة على التعقل والمحاكمة فيما يختص بخياراته‪.‬‬ ‫الخصوصية ‪:Confidentiality‬‬ ‫لكل مجتمع خصوصياته وأسراره وعالمه الخاص به فماذا يكون فكرة الشخص عن أن يكون كتابًا‬ ‫مفتو ًحا أو تُتداول أسراره على المأل؟‬ ‫تعتبر الخصوصية أساس لتقديم الرعاية الطبية حيث إن الفحص الطبي والعالج يستلزم عالقة‬ ‫صميمة بين المريض وطبيبه مما يعطي الطبيب الحق في معلومات تتعلق بحياة اإلنسان ومركزه‬ ‫التي ال يتشاركها مع أي شخص آخر؛ لذا شددت جميع القوانين الطبية المعروفة منذ األزل على‬ ‫احترام خصوصية المريض والحفاظ على سرية المعلومات الطبية‪.‬‬ ‫ومن الناحية القانونية فإن جميع دول العالم تحترم خصوصية المريض وال تسمح بإبرازها كبينة‬ ‫في المحكمة إال بإذن المريض نفسه وإال تعرض الطبيب لسحب رخصة ممارسة المهنة منه‪.‬‬ ‫قد يتطلب في بعض األوقات خرق لهذه القوانين مثل حاالت‪:‬‬ ‫‪ -‬األمراض المعدية‪.‬‬ ‫‪ -‬االشتباه بالجروح مثل الطلقات النارية واالعتداء على األطفال‪.‬‬ ‫‪ | 36‬ا ل ص ف ح ة‬ ‫‪ -‬طلب معونة طبيب آخر يستلزم اطالعه على جميع تفاصيل الحالة مهما‬ ‫كانت الخصوصية‪.‬‬ ‫لكن الخصوصية في الوقت الحالي يصعب المحافظة عليه إذ أن كل معلومات المريض وسجله‬ ‫الطبي يكون موجودًا في سجالت المستشفى سواء بشكل كتابي أو إلكتروني‪.‬‬ ‫مما سبق يتضح الفرق األساسي بين السرية والخصوصية‪:‬‬ ‫فالسرية‪ :‬هي أنه ال يحق للطبيب أن يشرك أحدًا غيره في معرفة المعلومات‪.‬‬ ‫والخصوصية‪ :‬هي إشراك جميع أفراد الجهاز الطبي واإلداري في هذه المعلومات بشرط أن يكون‬ ‫لهم حق شرعي في الوصول إليها‪.‬‬ ‫في المستشفيات التعليمية تتسع حلقة المطلعين على هذه المعلومات لتشمل المدرسين والطلبة ولكن‬ ‫يجب التشديد على كليهما بعدم إفشاء هذه األسرار‪.‬‬ ‫ويجب أن يكون تبادل المعلومات الخصوصية بين األطباء في مكان مغلق بحيث ال يستمع باقي‬ ‫الناس ممن ال حق لهم في معرفة هذه المعلومات لها‪.‬‬ ‫قواعد الخالق المهنية‪:‬‬ ‫اهتم العالمون في المهن الصحية بالمشاكل األخالقية التي تواجههم أثناء الممارسة ولذا وضعوا‬ ‫مجموعة من المبادئ األخالقية األساسية التي يجب أن يستلهمها الطبيب أثناء الممارسة المهنية‪.‬‬ ‫في التاريخ القديم كان تشريع حمو رابي ملك بابل هو اول مجموعة قوانين معروفة توضح‬ ‫بالتفصيل عالقة الطبيب بمرضاه‪.‬‬ ‫وفي التاريخ الحديث فإن أساس أخالقيات المهنة قائم على قسم أبقراط وهو ما يزال يؤديه العاملون‬ ‫في المجال الطبية يؤدونه حتى اليوم‪.‬‬ ‫فقد جاء في الفقرة السابعة من القسم ما يأتي‪:‬‬ ‫((يقول الطبيب‪ :‬كل ما يمكن أن أرى أو أسمع أثناء المعالجة أو حتى خارج المعالجة عن كل ما‬ ‫يتعلق بحياة الناس وال يجوز بأي حال من األحوال أن ينتشر في الخارج فإنني أحتفظ به لنفسي‬ ‫وأعتبر الكالم عنه ً‬ ‫عمال مشينًا))‪.‬‬ ‫وأصدرت كلية األطباء األمريكيين ً‬ ‫دليال لألخالقيات عام ‪ ،1984‬نختار منه بعض المقاطع‪:‬‬ ‫ تشخيص وعالج مريض ميؤوس من حالته يجب أال يتم أمام أسرته إال إذا سمح المريض‬ ‫بذلك‪.‬‬ ‫ يجب على الطبيب الحفاظ على سرية المريض ما لم تطبه الهيئات القضائية أو حدوث‬ ‫أضرار تفوق واجبه في الحفاظ على السرية‪.‬‬ ‫ من واجب الطبيب أن يؤمن للمريض الميؤوس من حالته الموت بكرامة وبأقل ألم وإذا‬ ‫تعارضت رغبات األسرة مع رغبات المريض فإن القضاء هو الذي يحكم في ذلك‪.‬‬ ‫‪ | 37‬ا ل ص ف ح ة‬ ‫ إنهاء حياة المريض إلنقاذه من آالم مبرحة ال تزال عقدة أخالقية فالقانون يمنع القيام بذلك‬ ‫ولكن الممارسة الغالبة هي احترام رغبة المريض إذا كان قد عبر عن ذلك في سجالت‬ ‫المستشفى‪.‬‬ ‫ يجب على الطبيب قبول قرار المريض في استخدام عالجات غير علمية‪.‬‬ ‫عا معقدًا إذا رفض المريض أن يرضخ للقانون‬ ‫ اإلعالن والتبليغ عن المرض يطرح صرا ً‬ ‫وهنا فإن الطبيب يجب أن يختار بين الرضوخ للقانون أو عدم التقيد بميثاق الخصوصية‬ ‫ولكاهما له نتائج وخيمة‪.‬‬ ‫البحث السريري‪:‬‬ ‫محصورا في تشخيص ومعالجة المريض الحالي‬ ‫ً‬ ‫هدف تعامل المريض مع البحث السريري ليس‬ ‫بل في الحصول على معلومات يمكن أن يستفيد منها عدد أكبر من المرضى فالفائدة األكبر هي‬ ‫نحو مرضى المستقبل وليس المريض الحالي‪.‬‬ ‫البحث العلمي يظل مطلبًا مه ًما فالحصول على معلومات جديدة هو واجب ضروري من واجبات‬ ‫الطبيب لتحسين قدرة الطبيب على القيام بمسئولياته المهنية‪.‬‬ ‫أما الوجه السلبي لها فهو إمكانية بروز تضارب بين هدف البحث وعملية التشخيص والمعالجة‬ ‫للمريض الحالي لذا فالعديد من الدول وضعت قوانين لتنظيم األبحاث التي تتناول اإلنسان‪.‬‬ ‫ملكية الطبيب للمؤسسات الصحية‪:‬‬ ‫قد يكون الطبيب مال ًكا في مؤسسة صحية قائمة وفي هذه الحالة فإن من واجل الطبيب األخالقي‬ ‫أن يعلن للمريض عن ملكيته قبل أن يُدخله إليها للتشخيص والعالج‪ ،‬وال يجوز أن يضع الطبيب‬ ‫مصلحته المادية فوق مصلحة المريض أو أن يطيل الطبيب مدة إقامة المريض في المستشفى دون‬ ‫ضرورة طبية؛ والغلبة تكون لمصلحة المريض ها هنا‪.‬‬ ‫الحياة والموت‪:‬‬ ‫الموت هو توقف الوظائف الحيوية بال رجعة‪.‬‬ ‫في العصور السابقة كانت الوظائف الحيوية هي الدوران والتنفس؛ فكان الموت مرادفًا لتوقف‬ ‫القلب والتنفس نهائيًا‪.‬‬ ‫أما في العصر الحديث تطورت نظرته لتتمركز حول وظائف الدماغ وانتقل تعريف الموت من‬ ‫موت الصدر إلى موت الدماغ وذلك إلمكانية حفظ الوظائف الطبيعية لفترة أطول‪.‬‬ ‫هذا االنتقال في تقرير أساس الموت أتاح المجال لتطوير فرع جديد طبي وهو نقل األعضاء‪.‬‬ ‫ولكا كان تقرير موت الدماغ مسألة أخالقية فقد وضعت الدول قواعد متعددة له ففي األردن يجب‬ ‫استكمال الشروط التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬المريض في غيبوبة ال يستجيب ألي محرض‪.‬‬ ‫‪ -2‬المريض موضوع على جهاز التنفس االصطناعي‪.‬‬ ‫‪ -3‬المريض مصاب بتلف دماغي بنيوي ال يمكن شفائه بعد مرور الوقت الكاف للتأكد من‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫‪ | 38‬ا ل ص ف ح ة‬ ‫‪ -4‬مراجعة جميع األدوية التي تعطى للمريض‪.‬‬ ‫‪ -5‬استبعاد جميع األسباب األخرى للغيبوبة‪.‬‬ ‫‪ -6‬غياب منعكسات جذع الدماغ‪.‬‬ ‫‪ -7‬إثبات وقف التنفس‪.‬‬ ‫‪ -8‬السكون الكهربائي في تخطيط الدماغ لمدة ال تقل عن ‪ 20‬دقيقة‪.‬‬ ‫‪ -9‬التشخيص النهائي يكون في المستشفيات المركزية فقط‪.‬‬ ‫الفحوص واالختبارات يجب إجراؤها من قبل ‪ 3‬أخصائيين أحدهم أخصائي‬ ‫‪-10‬‬ ‫أمراض عصبية‪.‬‬ ‫الفحوص واالختبارات يجب أن تجرى مرتين بفاصل ال يقل عن ‪ 4‬ساعات‪.‬‬ ‫‪-11‬‬ ‫ً‬ ‫نقل األعضاء ال يجوز أن يجرى إال بعد إثبات موت الدماغ وفقا للشروط السابقة‪.‬‬ ‫‪-12‬‬ ‫قانون أخالق المستشفى ‪:Hospital Code Of Ethics‬‬ ‫‪ )1‬أخالقيات المستشفى العائدة لرعاية المرضى وصحة المجتمع‪:‬‬ ‫أ‪ -‬المسئولية األولى للمستشفى هي رعاية المريض لذا يجب بذل أقصى طاقة لتقديم‬ ‫أفضل رعاية فاالعتبارات االقتصادية يجب أن تكون اهتما ًما ثانويًا‪.‬‬ ‫ب‪ -‬البد أن يقوم المستشفى بدور حيوي ونشط في تحسين المستوى الصحي العام‬ ‫للمجتمع‪.‬‬ ‫ج‪ -‬البد من المحافظة على عالقات مستقرة بين العاملين بالمستشفى وتعزيز العالقات‬ ‫لضمان البيئة المالئمة لرعاية المرضى‪.‬‬ ‫د‪ -‬المستشفيات يجب أن تقوم بنشاط التعليم والتدريب وتحفيز البحث العلمي‪.‬‬ ‫‪ )2‬أخالقيات المستشفيات المتعلقة بعالقاتها مع المستشفيات األخرى والمجتمع‪:‬‬ ‫أ‪ -‬يتوجب التعاون بين المستشفيات والمنظمات الصحية األخرى لتعزيز صحة‬ ‫المجتمع وترقيتها‪.‬‬ ‫ب‪ -‬يتوجب بذل الجهود الالزمة لضمان عدم استنساخ المنشآت والخدمات المقدمة من‬ ‫قِبل المستشفيات األخرى‪.‬‬ ‫ج‪ -‬يتوجب على المستشفيات االمتناع عن الحط من مكانة باقي المستشفيات‪.‬‬ ‫د‪ -‬يتوجب أن تكون أمينة في تحضير التقارير المتعلقة بأنشطتها وخدماتها للجهات‬ ‫المعنية‪.‬‬ ‫ه‪ -‬يتوجب دعم وتشجيع كل طريقة فعالة من شأنها تخفيف العبء المالي المترتب على‬ ‫معالجة المرضى ويشمل ذلك‪:‬‬ ‫‪ -‬العالج المجاني للفقراء‪.‬‬ ‫‪ -‬إجراء الفحوصات التشخيصية قبل إدخال المريض للمستشفى‬ ‫)‪.(Preadmission Testing‬‬ ‫‪ -‬تقليل مدة إقامة المرضى ما أمكن‪.‬‬ ‫‪ -‬االمتناع عن إدخال المرضى للمستشفى دون ضرورة طبيبة‪.‬‬ ‫‪ -‬االمتناع عن القيام باإلجراءات المشكوك بفاعليتها‪.‬‬ ‫‪ -‬إمكانية الدفع المؤجل لفاتورة المستشفى على أقساط‪.‬‬ ‫‪ | 39‬ا ل ص ف ح ة‬ ‫و‪ -‬يتوجب أن تكون المستشفيات أمينة وغير متحيزة في إدارة كل العالقات المتعلقة‬ ‫بإجراء صفقات األعمال مع اآلخرين‪.‬‬ ‫ي‪ -‬يتوجب على المستشفيات االستجابة لحاجات المجتمع المخدوم وتقديم الخدمات الجديدة‬ ‫استجابة للحاجات المستجدة للمجتمع‪.‬‬ ‫أخالقيات المستشفيات الحاكمة لسلوك الهيئة الطبية والعاملين‪:‬‬ ‫‪)3‬‬ ‫أ‪ -‬سرية المعلومات والتي تفرضها األخالق المهنية على األطباء والممرضات والعاملين‬ ‫ضا وال يجوز الكشف عن أي معلومات ألي شخص غير مخول‬ ‫بالمستشفى أي ً‬ ‫باالطالع عليها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مركزا‬ ‫ب‪ -‬ال يحق ألي موظف بالمستشفى قبول تعويض من أي منظمة بسبب إشغاله‬ ‫وظيفيًا‪.‬‬ ‫ج‪ -‬يتوجب على المستشفى والعاملين به االمتناع عن استدراج المرضى للمستشفى‬ ‫وخدماته‪.‬‬ ‫األخالقيات المتعلقة بالدعاية والشهرة‪:‬‬ ‫‪)4‬‬ ‫أ‪ -‬ال يجوز إعطاء معلومات تتعلق بالمرضى دون الحصول على موافقة المريض أو‬ ‫عائلته‪.‬‬ ‫ب‪ -‬يجب عدم استعمال المعلومات المتعلقة بأنشطة المستشفى لغايات الحصول على‬ ‫ميزات تنافسية على المستشفيات األخرى‪.‬‬ ‫أخالقيات مجلس الغدارة واألمناء‪:‬‬ ‫‪)5‬‬ ‫أ‪ -‬تحديد سياسات المستشفى المتعلقة بحاجات المجتمع‪.‬‬ ‫ب‪ -‬توفير األجهزة والمعدات بما ينسجم مع حاجات المجتمع‪.‬‬ ‫ج‪ -‬التأكد من مراعاة المعايير المهنية في الممارسة والمحافظة عليها‪.‬‬ ‫د‪ -‬التنسيق بين مصالح المهنيين ومصالح الغدارة والمصالح المالية وحاجات المجتمع‪.‬‬ ‫ه‪ -‬توفير التمويل المناسب عن طريق تأمين دخل كافي وممارسة رقابة صارمة‬ ‫للنفقات‪.‬‬ ‫و‪ -‬تعيين مدير المستشفى على أساس الجدارة وليس االنتماء السياسي أو المحاباة‪.‬‬ ‫ز‪ -‬ال يجوز ألي عضو تحقيق مكاسب نتيجة ارتباطه بالمستشفى‪.‬‬ ‫أخالقيات المستشفى المتعلقة بالهيئة الطبية‪:‬‬ ‫‪)6‬‬ ‫أ‪ -‬يجب أن تكون منظمة من خالل دوائر متخصصة ولجان وظيفية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬تقتصر العضوية على التعيين في المستشفى على األطباء المؤهلين قانونيًا‪.‬‬ ‫ج‪ -‬تتحمل الهيئة الطبية ومجلس اإلدارة حماية المصلحة العامة بحيث ال يسمح ألي‬ ‫ً‬ ‫مؤهال لذلك‪.‬‬ ‫عضو القيام بأي إجراء طبي ما لم يكن‬ ‫د‪ -‬يتوجب الحصول على استشارة طبية مناسبة لحماية المرضى في الحاالت‬ ‫المشكوك بها‪.‬‬ ‫ه‪ -‬طرد أي عضو من أعضاء الهيئة الطبية عند ارتكابه ً‬ ‫عمال ال أخالقيًا‪.‬‬ ‫أخالقيات المستشفى التي تحكم السجالت الطبية‪:‬‬ ‫‪)7‬‬ ‫أ‪.‬يتوجب توفير المنشآت المالئمة لتوثيق وحفظ سجالت طبية كاملة‪.‬‬ ‫ب‪.‬يتحمل المستشفى وموظفيه مسئولية حماية السجالت الطبية للمرضى والتأكد من‬ ‫أن السجالت الطبية يتم الوصول لها فقط من األشخاص المخولة بذلك‪.‬‬ ‫أخالقيات عالقة المستشفى مع أفراد المجتمع‪:‬‬ ‫‪)8‬‬ ‫‪ | 40‬ا ل ص ف ح ة‬ ‫أ‪ -‬حماية أفراد المجتمع من أية معالجة غير قانونية او غير مؤهلة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬إبالغ المعارف واألصدقاء إذا كان المريض بحالة خطرة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬احترام حق المريض في الخروج من المستشفى أو التحويل لمستشفى آخر أو‬ ‫رفض العالج‪.‬‬ ‫د‪ -‬تجنب تحميل المريض أجور مبالغ فيها أو غير اعتيادية‪.‬‬ ‫ه‪ -‬رفض تقديم أو صرف أي عالج سري واالقتصار على األدوية الرسمية فقط‪.‬‬ ‫‪ | 41‬ا ل ص ف ح ة‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser