التلوث األبيض وخطره على البيئة PDF

Summary

This document discusses white pollution and its environmental impact. It examines different types of plastic polymers and analyzes their effects on the environment. The document outlines the challenges of plastic waste disposal and explores various methods to mitigate the issue.

Full Transcript

‫التلوث األبيض وخطره علي البيئة (نموذج منهجي مستدام إلدارة التلوث األبيض)‪Cahp3--------------------------------------‬‬ ‫التلوث األبيض وخطره علي البيئة (نموذج منهجي مستدام إلدارة التلوث األبيض)‬ ‫‪.1‬ما هو التلوث األبيض؟‬ ‫يطلق مصطلح التلوث األبيض على التلوث الناتج عن مجموع النفايات الصلبة الناتجة ع...

‫التلوث األبيض وخطره علي البيئة (نموذج منهجي مستدام إلدارة التلوث األبيض)‪Cahp3--------------------------------------‬‬ ‫التلوث األبيض وخطره علي البيئة (نموذج منهجي مستدام إلدارة التلوث األبيض)‬ ‫‪.1‬ما هو التلوث األبيض؟‬ ‫يطلق مصطلح التلوث األبيض على التلوث الناتج عن مجموع النفايات الصلبة الناتجة عن أنواع مختلفة من‬ ‫المنتجات البالستيكية والتي تستخدم بانتشار كبير في حياتنا العصرية‪.‬‬ ‫عادة يتم إنتاج هذه المنتجات البالستيكية المتنوعة من البولي‪-‬ستيرين والبولي‪-‬بروبلين والبولي‪-‬فينيل‪-‬كلورايد‬ ‫وبوليمرات األخرى‪.‬وألن هذه البوليمرات تكون مقاومة للتحلل الحراري فإنه يعد من الصعب تحلل البالستيك‬ ‫والتخلص منه مما يؤدي إلى عواقب بيئية كبيرة‪.‬ومع تزايد انتاج هذه المواد وتراكم المخلفات الناتجة عنها‬ ‫أصبحت مشكلة التلوث األبيض واحدة من أكبر المخاطر التي تهدد البيئة في العصر الحالي‪.‬‬ ‫‪.2‬المواد المسببة للتلوث األبيض‬ ‫المواد البالستيكية المسببة للتلوث األبيض تتشار في انها جميعا تنتج من مجموعات محددة من البوليمرات‪.‬‬ ‫وأهم البلولمرات المنتجة لملوثات التلوث األبيض هي‪:‬‬ ‫أ) البولي‪-‬ستيرين )‪Polystyrene (PS‬‬ ‫هو واحد من أكثر البوليمرات شيوعا حيث يتم انتاج حاليا ما يقارب ‪ 2‬مليون طن من‬ ‫هذه البوليمرات سنويات في حين أنها يعاد تدوير فقط ‪ 03‬أل طن منها‪.‬الشكل المقابل‬ ‫يوضح التركيب الكيميائي للبولي‪-‬ستيرين‪.‬حيث يتركب البولي‪-‬ستيرين هيدروكربون‬ ‫طويل السلسلة حيث ترتبط مراكز الكربون المتناوبة بمجموعات الفينيل (مشتق من‬ ‫البنزين)‪.‬الصيغة الكيميائية للبوليسترين هي ‪.)C8H8(n‬‬ ‫ويمتاز البولي‪-‬ستيرين بأنه شفاف وتكلفة انتاج منخفضة كما يمتاز‬ ‫بكثافة منخفضة (خفيف الوزن) مع صالبة عالية وله قدرة كبيرة على‬ ‫مقاومة التأثيرات اإلشعاعية‪.‬هذه المميزات جعلته يستخدم في كثير من‬ ‫التطبيقات في مختلف المجاالت والتي منها‪:‬‬ ‫‪1‬‬ ‫التلوث األبيض وخطره علي البيئة (نموذج منهجي مستدام إلدارة التلوث األبيض)‪Cahp3--------------------------------------‬‬ ‫‪ ‬التطبيقات الطبية حيث يستخدم البولي‪-‬ستيرين في أدوات المختبرات مثل أطباق بتري وأطباق‬ ‫زراعة األنسجة‪.‬كما يستخدم في معدات العناية بالجهاز التنفسي‪ ،‬ومحاور الحقن‪ ،‬وعبوات الشفط‪.‬‬ ‫‪ ‬كما يتم استخدامه لتصنيع قطع غيار السيارات التي تشمل المقابض ولوحات العدادات وعوازل‬ ‫تخفيف الصوت وما إلى ذلك‪.‬‬ ‫‪ ‬في حافظات الطعام حيث تحافظ عبوات حفظ الطعام المصنوعة من البوليسترين على الطعام طاز ًجا‬ ‫لفترة أطول من الوقت وأقل تكلفة من البدائل األخرى‪.‬‬ ‫‪ ‬يتم استخدامه في تعبئة السلع االستهالكية مثل أغلفة أقراص ‪ DVD‬وكرتون البيض لحمايتها من‬ ‫التلف‪.‬‬ ‫‪ ‬يوفر العزل الحراري ويستخدم في الثالجات والمجمدات وغيرها‪.‬‬ ‫‪ ‬يستخدم في السكن في جميع معدات تكنولوجيا المعلومات مثل التلفزيون والكمبيوتر وغيرها‪.‬‬ ‫ب) البولي‪-‬ستيرين الممتد )‪Expanded Polystyrene (EPS‬‬ ‫البولي‪-‬سيرين الممتد هو شكل من أشكال البولي‪-‬ستيرين‪،‬‬ ‫والذي يكون على شكل فوم (رغوة)‪.‬غالبًا ما تُستخدم كلمة‬ ‫ستايفورم ‪ ™Styrofoam‬كعالمة تجارية لوصف فوم‬ ‫البوليسترين الممتد (‪.)EPS‬‬ ‫البوليسترين الممتد )‪ (EPS‬عبارة عن مادة بالستيكية‬ ‫رغوية بيضاء‪.‬يتم إنتاجه من حبات البوليسترين الصلبة‪.‬‬ ‫يتم استخدامه للتغليف والبناء‪.‬وهي عبارة عن مادة رغوية‬ ‫صلبة ذات خلية مغلقة يتم إنتاجها من‪:‬‬ ‫‪ ‬الستايرين – الذي يشكل البنية الخلوية‬ ‫‪ ‬البنتان – الذي يستخدم كعامل نفخ‬ ‫كل من الستايرين والبنتان عبارة عن مركبات هيدروكربونية‪.‬ويتم الحصول عليها من مشتقات النفط والغاز‬ ‫الطبيعي‪.‬‬ ‫يتكون ‪ EPS‬من ‪ %89‬هواء وهو قابل إلعادة التدوير‪.‬إنها مادة خفيفة الوزن للغاية ولها المزايا التالية‪:‬‬ ‫‪ o‬لديها موصلية حرارية منخفضة للغاية‪،‬‬ ‫‪ o‬وامتصاص منخفض للرطوبة‪،‬‬ ‫‪ o‬وخصائص توسيد ممتازة‪.‬‬ ‫‪ o‬ال تتغير خصائصه الفيزيائية ضمن نطاق درجة حرارة الخدمة (حتى ‪ 57‬درجة مئوية) عند‬ ‫التعرض لدرجة الحرارة على المدى الطويل‪.‬‬ ‫‪ o‬مقاومتها الكيميائية تعادل تقريبًا المادة التي تعتمد عليها ‪ -‬البوليسترين‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫التلوث األبيض وخطره علي البيئة (نموذج منهجي مستدام إلدارة التلوث األبيض)‪Cahp3--------------------------------------‬‬ ‫أحد القيود الخطيرة على فوم البوليسترين الممتد هو انخفاض درجة حرارة التشغيل القصوى التي تصل إلى‬ ‫‪ 93‬درجة مئوية‪.‬‬ ‫ج) البولي‪-‬بروبلين )‪Polypropylene (PP‬‬ ‫هو بوليمر بالستيكي حراري حيث يستخدم في مجموعة واسعة من التطبيقات‪.‬يتم إنتاجه عن طريق بلمرة‬ ‫نمو السلسلة من مونمرات البروبلين‪.‬ينتمي البولي بروبيلين إلى مجموعة البولي أوليفينات وهو متبلور جزئيًا‬ ‫وغير قطبي‪.‬خصائصه مشابهة للبولي إيثيلين‪ ،‬لكنه أصلب قليالً وأكثر مقاومة للحرارة‪.‬وهي مادة بيضاء‬ ‫اللون‪ ،‬متينة ميكانيكيًا‪ ،‬ولها مقاومة كيميائية عالية‪.‬‬ ‫في األساس‪ ،‬يتكون جزيء البولي‪-‬بروبلين من عمود فقري من ذرات الكربون‬ ‫مع ذرات الهيدروجين المرتبطة بها؛ ترتبط بكل ذرة كربون أخرى مجموعة‬ ‫ميثيل معلقة (‪.)CH3‬يمكن لمجموعات الميثيل أن تتبنى عددًا الترتيبات‬ ‫المكانية فيما يتعلق بسلسلة الكربون‪ ،‬ولكن من الناحية العملية ال يتم تسويق‬ ‫سوى الشكل المتماثل (أي مع مجموعات الميثيل المرتبة على طول الجانب‬ ‫نفسه من السلسلة) بكميات كبيرة‪ ،.‬ويوضح الشكل المقابل التركيب الكيميائي‬ ‫لجزيء البولي‪-‬بروبلين‪.‬‬ ‫ويستخدم البولي‪-‬بروبلين في العديد من المجاالت الحياتية أهمها‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫التغليف‪ :‬بسبب شكله المرن‪ ،‬يميل البولي‬ ‫بروبيلين إلى استبدال السيلوفان والمعادن‬ ‫والورق بسبب خصائصه المتميزة وسعره‬ ‫المنخفض‪.‬لذا يستخدم بشكل موسع في عمليات‬ ‫التغليف‪.‬‬ ‫نظرا لمرونة مادة‬ ‫المالبس الرياضية واألزياء‪ً :‬‬ ‫البولي‪-‬بروبلين ومقاومتها التآكل والتمزق‬ ‫والشمس والعفن والبكتيريا وكونها مضادة للماء‬ ‫هذه الصفات جعلتها تستخدم بشكل مكثف في صناعة المالبس والحقائب واألحذية الرياضية‪.‬‬ ‫االستخدامات الطبية‪ :‬بسبب مستواه العالي من المقاومة الميكروبيولوجية والكيميائية‪ ،‬يتم استخدام مادة‬ ‫البولي بروبيلين في العديد من التطبيقات الطبية‪.‬العديد من القطع المختلفة من المعدات واألدوات‬ ‫والحاويات المستخدمة في المختبرات الطبية مصنوعة من مادة البولي بروبيلين‪.‬‬ ‫االستخدامات المنزلية‪ :‬مثل السجاد – األثاث – لعب األطفال – الحقائب – الزجاجات ‪ -‬األكواب –‬ ‫األدوات المنزلية – والطباعة ثالثية األبعاد‪.‬‬ ‫صناعة السيارات‪ :‬يُستخدم البولي بروبيلين بشكل متكرر في قطع غيار السيارات بسبب تكلفته‬ ‫الرخيصة وخصائصه الميكانيكية االستثنائية وقابليته للتشكيل‪.‬تعد المصدات وبطانات الرفارف‬ ‫والديكورات الداخلية ولوحات العدادات وزخارف األبواب من بين بعض ااالستخدامات الشائعة‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫التلوث األبيض وخطره علي البيئة (نموذج منهجي مستدام إلدارة التلوث األبيض)‪Cahp3--------------------------------------‬‬ ‫د) البولي‪-‬فينيل‪-‬كلورايد )‪Polyvinyl chloride (PVC‬‬ ‫قد يصنع البولي‪-‬فينيل‪-‬كلورايد (‪ )PVC‬بأشكال صلبة أو بأشكال مرنة‪.‬يستخدم ‪ PVC‬الصلب في بناء األنابيب‬ ‫واألبواب والنوافذ‪.‬كما أنها تستخدم في صناعة الزجاجات البالستيكية والتغليف والبطاقات المصرفية‪.‬إن‬ ‫إضافة الملدنات يجعل مادة ‪ PVC‬أكثر ليونة ومرونة‪.‬يتم استخدامه في السباكة‪ ،‬وعزل الكابالت الكهربائية‪،‬‬ ‫واألرضيات‪ ،‬والالفتات‪ ،‬وسجالت الفونوغراف‪ ،‬والمنتجات القابلة للنفخ‪ ،‬وفي بدائل المطاط‪.‬مع القطن أو‬ ‫الكتان‪ ،‬يتم استخدامه في إنتاج القماش‪.‬‬ ‫البولي‪-‬فينيل‪-‬كلورايد مادة صلبة بيضاء وهشة‪.‬وهو غير قابل للذوبان في جميع المذيبات ولكنه ينتفخ في‬ ‫المونومر وبعض المذيبات الهيدروكربونية المكلورة‪.‬‬ ‫ويتم إنتاج البولي‪-‬فينيل‪-‬كلورايد عن طريق بلمرة‬ ‫مونومر كلوريد الفينيل (‪ ،)VCM‬ويوضح الشكل‬ ‫المقابل التركيب الكيميائي له‪.‬‬ ‫ويمتاز ‪ PVC‬بالعديد من الصفات المميزة أهمها‪:‬‬ ‫‪ o‬من السهل معالجته حراريًا وميكانيكيًا (اللصق‪ ،‬والكشط‪ ،‬والطحن‪ ،‬والثني؛ وتتوفر أنواع ‪PVC‬‬ ‫الصلبة واللينة والمرنة في السوق)‬ ‫‪ o‬يمكنه تحمل األحمال والضغط العالي‪،‬‬ ‫‪ o‬وال ينتج عنه رائحة كريهة‪،‬‬ ‫‪ o‬أنه غير سام‪،‬‬ ‫‪ o‬أنه يعمل بشكل جيد في كل من درجات الحرارة العالية والمنخفضة ‪،‬‬ ‫‪ o‬ليس عرضة للتأثيرات المدمرة للرطوبة واألحماض والقواعد‪.‬‬ ‫لهذه المميزات أصبحت هذه المادة لها استخدامات متعددة في الصناعة والحياة اليومية‪.‬يوجد بولي‪-‬فينيل‪-‬‬ ‫كلورايد في كل مكان تقريبًا‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك‪:‬‬ ‫‪4‬‬ ‫التلوث األبيض وخطره علي البيئة (نموذج منهجي مستدام إلدارة التلوث األبيض)‪Cahp3--------------------------------------‬‬ ‫‪ ‬هو أحد مكونات األنظمة الهيدروليكية والكهربائية‬ ‫والتهوية في المبان‪.‬‬ ‫‪ ‬يتم استخدامه لبناء جدران التقسيم (ألواح ‪PVC‬‬ ‫الرغوية)‪ ،‬وعزل المباني‪،‬‬ ‫‪ ‬وهو أحد مكونات التعبئة والتغليف وعناصر‬ ‫المالبس (بما في ذلك األحذية المتخصصة والخوذات والسترات الواقية)‪،‬‬ ‫‪ ‬ويمكن استخدامه إلنتاج األلعاب‪ ،‬وأغطية جدران المطبخ‪ ،‬ومفارش الطاولة‪،‬‬ ‫‪ ‬تستخدم في صناعة النوافذ واألبواب‪،‬‬ ‫‪ ‬وفي الطب‪ ،‬يتم استخدامه في صناعة األطراف الصناعية‪ ،‬أو أدوات السمع‪ ،‬أو األفالم الواقية‪ ،‬أو‬ ‫المحاقن أو األنابيب (على هذا النحو‪ ،‬يُعرف باسم ‪ PVC‬الطبي)‪،‬‬ ‫‪ ‬تستخدم أفالم ‪ PVC‬المزخرفة لحماية واجهات األثاث‪،‬‬ ‫‪ ‬في صناعة اإلعالن والطباعة‪ ،‬تحظى الطباعة على ألواح ‪ ،PVC‬باإلضافة إلى األسقف التجارية‬ ‫والالفتات اإلعالنية المصنوعة من ‪ PVC‬بشعبية كبيرة‪.‬‬ ‫‪.3‬مصادر التلوث األبيض‬ ‫تشمل المصادر الرئيسية للتلوث األبيض‪:‬‬ ‫تغليف المواد الغذائية‬ ‫الفوم المستخدم في التعبئة والتغليف‬ ‫علب الوجبات الخفيفة (صناديق الغداء)‪،‬‬ ‫األكياس البالستيكية‬ ‫الزجاجات البالستيكية‬ ‫األكواب البالستيكية‬ ‫‪5‬‬ ‫التلوث األبيض وخطره علي البيئة (نموذج منهجي مستدام إلدارة التلوث األبيض)‪Cahp3--------------------------------------‬‬ ‫أدوات المائدة البالستيكية‬ ‫العوازل الكهربية‬ ‫المالبس واألزياء البولمرية‬ ‫مخلفات لعب األطفال‬ ‫مخلفات السيارات‬ ‫وحيث تتمتع المنتجات البالستيكية بمزايا الوزن الخفيف‪ ،‬ومقاومة الماء‪ ،‬والمتانة‪ ،‬وتكنولوجيا اإلنتاج الناضجة‬ ‫والتكلفة المنخفضة‪ ،‬فإنها تستخدم على نطاق واسع في العالم وتتزايد سنة بعد سنة تزايدا كبيرا‪.‬تتمتع مواد‬ ‫التعبئة والتغليف البالستيكية بمعدل نمو أعلى في السوق العالمية مقارنة بمواد التعبئة والتغليف األخرى‪.‬‬ ‫وبسبب مميزات هذه المواد البالستيكية واالحتياج الشديد لها في العديد من الصناعات واالستخدامات الحياتية‬ ‫فإن معدالت انتاج هذه البالستيكات تتزايد بشكل كبير جدا‪ ،‬ويوضح الشكل التالي معدالت انتاج البالستيك‬ ‫عالميا خالل مائة عام‪ ،‬ويتضح منها الزيادة األسية لمعدالت اإلنتاج مع الزمن‪ ،‬بما أصبح يشكل خطرا بيئيا‬ ‫كبيرا‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫التلوث األبيض وخطره علي البيئة (نموذج منهجي مستدام إلدارة التلوث األبيض)‪Cahp3--------------------------------------‬‬ ‫‪.4‬خطر التلوث األبيض على البيئة‬ ‫تعد مسببات التلوث األبيض من أخطر المشاكل البيئية في العصر الحديث‪.‬ويرجع ذلك إلى أن المواد‬ ‫البالستيكية ال تتحلل بسهولة مما يؤثر على البيئة لفترات زمنية طويلة ويزداد التأثير مع زيادة كميات‬ ‫المخلفات‪ ،‬وهذه المكونات الموجودة في التلوث األبيض تضر بالبيئة من عدة جهات نوجز أهمها على‬ ‫النحو التالي‪:‬‬ ‫‪ -1‬صعوبة التحلل‬ ‫تبقى النفايات البالستيكية في الطبيعة لفترة طويلة تصل عمو ًما إلى ‪ 033-233‬عام‪ ،‬وقد يصل بعضها إلى‬ ‫مشاكل بيئية طويلة المدى وعميقة المستوى تصل إلى ‪ 733‬عام‪ ،‬مما يؤدي إلى تلويث التربة والمياه‬ ‫الجوفية‪ ،‬مما يعرض البيئة المحيطة للخطر‪.‬‬ ‫‪ -2‬تلوث المياه‬ ‫الزجاجات البالستيكية وصناديق الغداء العائمة على سطح النهر والبحر‪ ،‬واألكياس البالستيكية وورق الخبز‬ ‫ضا إذا أكلت الحيوانات القمامة‬ ‫المعلقة على األغصان فوق سطح الماء ال تسبب التلوث البيئي فحسب‪ ،‬بل أي ً‬ ‫البيضاء‪ ،‬فإنها ستضر بالصحة‪ ،‬وحيث أن هذه البالستيكات غير قابلة للهضم فإنه تضر بالجهاز الهضمي‬ ‫للحيوان وقد يموت جوعا‪.‬‬ ‫‪ -3‬مخاطر الحريق‬ ‫القمامة البيضاء كلها تقريبًا قابلة لالشتعال‪.‬في عملية التكديس الطبيعية‪ ،‬يتم توليد غاز الميثان والغازات‬ ‫األخرى القابلة لالحتراق‪.‬تحدث باستمرار حوادث الحريق الناجمة عن اللهب المكشوف أو االحتراق‬ ‫التلقائي‪ ،‬وغالبًا ما تسبب خسائر كبيرة‪.‬‬ ‫‪ -4‬الخطر على المحيطات‬ ‫أدت اإلدارة غير السليمة للنفايات عبر السنين إلى تراكم النفايات البالستيكية في المحيطات‪.‬الكمية الكبرى‬ ‫من النفايات المتراكمة في المحيطات هي البالستيك تليها المعادن والزجاج والورق‪.‬لذا اعتبرت جمعية‬ ‫األمم المتحدة للبيئة تأثير النفيات البالستيكية على المحيطات واحدة من أخطر المظاهر التي تحدد البيئة‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫التلوث األبيض وخطره علي البيئة (نموذج منهجي مستدام إلدارة التلوث األبيض)‪Cahp3--------------------------------------‬‬ ‫‪ -5‬التأثيرات على الحياة البحرية‬ ‫تؤثر النفايات البالستيكية تأثيرا سلبيا على عدد أنواع الكائنات البحرية المهددة باالنقراض منها ‪ %98‬من‬ ‫جميع أنواع السالحف البحرية‪ ،‬و‪ %00‬من جميع أنواع الطيور البحرية و‪ %00‬من جميع أنواع الثدييات‬ ‫البحرية‪.‬يتكون حطام قاع البحر من البالستيك (‪ )%97-93‬وبسبب كثافتها المنخفضة فهي مواد قابلة للطفو‬ ‫ويمكن للمخلفات الطافية أن تمنع عملية تبادل الغازات بين السطح السفلي والعلوي لمياه البحر وبالتالي‬ ‫يؤدي النظام البيئي البحري إلى خلق حالة نقص األكسجين الذي تعتمد عليه الكائنات البحرية‪ ،‬ويؤدي ذلك‬ ‫إلى موت أعداد ضخمة من الكائنات البحرية‪.‬‬ ‫‪ -6‬مخاطر اقتصادية‬ ‫من الناحية االقتصادية يؤدي انتشار المخلفات البالستيكية إلى أزمات اقتصادية كبيرة في عمليات صيد‬ ‫األسماك والتي تتأثر بشكل كبير بتأثيرات التلوث األبيض‪.‬أيضا تعوق هذه المخلفات حركة المالحة المائية‬ ‫بما يؤدي إلى مردود اقتصادي سلبي‪.‬كذلك فإن التلوث األبيض يحد من االقتصاد السياحي واألنشطة‬ ‫المائية‪.‬‬ ‫‪.5‬الطرق االبتكارية إلدارة ومعالجة التلوث األبيض‬ ‫بالرغم من خطورة مشكلة التلوث األبيض إال أنها واحدة من المشاكل التي يمكن التعامل معها وحلها‬ ‫باستخدام طرق ابتكارية للحد من هذه المشكلة والتغلب عليها‪.‬ومن أهم الطرق الحديثة لمعالجة مشكلة التلوث‬ ‫األبيض ما يلي‪:‬‬ ‫البوليمرات القابلة للتحلل‬ ‫من أهم الوسائل التي يمكن اتبعها للحد من مشكلة التلوث األبيض هي إيجاد بدائل مناسبة للبوليمرات الضارة‬ ‫بالبيئة‪.‬أحد أهم هذه البدائل هو استخدام البوليمرات القابلة للتحلل وقد زاد إنتاجها بشكل ملحوظ في العقود‬ ‫االخيرة‪.‬حيث يمكن اآلن إنتاج مواد ذات وظائف مماثلة للمواد البالستيكية التقليدية ولكنها تكون قابلة لتحلل‬ ‫عكس البوليمرات التقليدية‪.‬من وجهة نظر اقتصادية البوليمرات القابلة للتحلل تكون أكثر تكلفة من البوليمرات‬ ‫التقليدية وتمثل أقل من‪ %1‬من إنتاج البالستيك حاليا‪.‬لكن مع تقدم األبحاث العلمية في هذا المجال فإنه من‬ ‫المتوقع أن تقل تكلفة انتاج هذه البوليمرات لتصبح منافس حقيقي للبوليمرات التقليدية‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫التلوث األبيض وخطره علي البيئة (نموذج منهجي مستدام إلدارة التلوث األبيض)‪Cahp3--------------------------------------‬‬ ‫مواد مصنعة من نشا الذرة‬ ‫ابتكرت شركة هنىجفينج ‪ Hengfeng‬في هونج كونج أدوات مائدة قابلة للتحلل مصنوعة من نشا الذرة والتي‬ ‫تستخدم لمرة واحدة‪.‬تعد مثل هذه المنتجات بديل جيد جدًا وغير ضارة لجسم اإلنسان‪ ،‬ألنها مصنوعة من نشا‬ ‫الذرة ومواد أخرى صديقة للبيئة‪ ،‬فهي ال تحتوي على مواد ضارة‪ ،‬لذلك يمكنك استخدامها لفترة طويلة‪.‬يتم‬ ‫دفن المنتجات الخالية من التلوث في التربة‪ ،‬وعند درجة حرارة مناسبة بعد ‪ 83‬يو ًما يمكن أن تتحلل لتشكل‬ ‫ثاني أكسيد الكربون والماء‪ ،‬وال تلوث التربة والهواء‪.‬كما أن استخدام نشا الذرة كمادة خام يمكن أن يوفر‬ ‫الكثير من موارد النفط والغابات‪.‬‬ ‫إعادة تدوير المخلفات البالستيكية‬ ‫تعد إعادة التدوير واحدة من االستراتيجيات الرئيسية في التعامل مع المخلفات‪ ،‬وتمتاز المخلفات البالستيكية‬ ‫بتعدد طرق إعادة تدويرها ومن ثم الحد من تأثيرها على التلوث األبيض‪.‬ومن أهم طرق إعادة التدوير‪:‬‬ ‫إعادة تحليل البوليمرات لتحويلها إلى مونيمرات يمكن إعادة تصنيعها من جديد‪.‬‬ ‫إعادة تدوير البولي‪-‬فينيل‪-‬كلورايد النتاج كابالت كهربائية وأنابيب الصرف الصحي‪.‬‬ ‫إعادة تدوير البولي‪-‬بروبالين لتصنيع أغطية الزجاجات وعلب األدوية‪.‬‬ ‫إعادة تدوير البوليإثلين رابعي الهيدرات إلنتاج زجاجات المياه والعصائر‪.‬‬ ‫إعادة تدوير البوليمرات عالية الكثافة لتصنيع علب المنظفات وصناديق التعليب‪.‬‬ ‫إعادة تدوير البوليمرات منخفضة الكثافة لتصنيع الحقائب واألكياس البالستيكية‪.‬‬ ‫إعادة تدوير البولي‪-‬إستايرين إلنتاج األكواب البالستيكية وأدوات المائدة‪.‬‬ ‫إعادة تدوير البولي‪-‬كربونات إلنتاج المواد اإللكترونية وتغليف الطعام‪.‬‬ ‫االنحالل الحراري‬ ‫االنحالل الحراري (‪ )Pyrolysis‬هو العملية التي تحدث في غياب األكسجين من أجل تحطيم البوليمر المعقد‬ ‫وتحويله إلى بوليمر بسيط‪.‬وتتم هذه العملية عن طريف التحلل الحراري للمواد عند درجة حرارة تتراوح بين‬ ‫‪ 033-033‬درجة مئوية في وجود محفز (مثل أكاسيد األلومنيوم والرماد المتطاير والطين األحمر‬ ‫‪9‬‬ ‫التلوث األبيض وخطره علي البيئة (نموذج منهجي مستدام إلدارة التلوث األبيض)‪Cahp3--------------------------------------‬‬ ‫وهيدروكسيد الكالسيوم)‪.‬يؤدي االنحالل الحراري للنفايات البالستيكية إلى إنتاج زيوت نفطية (‪-%07‬‬ ‫‪ ،)%73‬وغازات (‪ )%03-%07‬والقطران (‪.)%23-%13‬الزيت الناتج عن عملية االنحالل الحراري‬ ‫لديه تشابه مع الديزل التقليدي‪.‬لذا يمكن تحويل النفايات البالسيتكية باستخدام االنحالل الحراري إلى وقود‬ ‫على المستوى الصناعي وكذلك المنزلي‪.‬‬ ‫التغويز ‪Gasification‬‬ ‫المقصود بالتغويز هو التحلل الكيميائي الحراري للبالستيك عند درجة حرارة عالية لتحويله إلى الحالة الغازية‪.‬‬ ‫التغويز هو عملية بسيطة للغاية وقد اكتسبت االهتمام ألنها تستخدم الهواء كعامل تغويز بدالً من األكسجين‪.‬‬ ‫في هذه العملية ‪ ،‬تتم أكسدة المادة البالستيكية إلنتاجها الغاز االصطناعي‪ ،‬وهو خليط من أول أكسيد الكربون‬ ‫والهيدروجين مع كميات قليلة من الهيدروكربونات‪.‬يمكن استخدام الغاز االصطناعي الناتج كبديل للغاز‬ ‫الطبيعي في مختلف األغراض مثل التدفئة والطبخ واإلنارة وإنتاج الكهرباء‪.‬‬ ‫استخدام النفايات البالستيكية في رصف الطرق‬ ‫من االتجاهات ا لحديثة للتعامل مع النفايات البالستيكية استخدامها في عمليات رصف الطرق حيث وجد أن‬ ‫ذلك يؤدي إلى تحسن مستوى الطرق باإلضافة طبعا إلى التخلص من النفايات البالستيكية‪.‬يتم استخدام‬ ‫البالستيك في نوعين من عمليات الرصف وهما العمليات الجافة والعمليات الرطبة حيث تؤدي كل مهما‬ ‫لتحسين جودة الطرق‪.‬في العملية الجافة‪ ،‬يتم خلط البالستيك أوالً مع الركام ثم إضافته إلى البيتومين‪.‬بينما‬ ‫في العملية الرطبة يتم خلط البالستيك والقار في نفس الوقت‪.‬استغالل المخلفات البالستيكية في رصف الطرق‬ ‫تتضمن فصل ثم تقطيع النفايات البالستيكية إلى حجم ‪ 0-2‬ملم‪.‬ثم يتم إضافة النفايات بعد التقطيع إلى الركام‬ ‫ويتم تسخين البيتومين إلى ‪ 183‬درجة مئوية حتى يصبح جاهزات للرصف‪.‬وبالتالي فإن االستفادة من‬ ‫البالستيك في رصف الطرق يحقق فائدتين هما التخلص من النفايات البالستيكية كما أنها تساعد في تحسين‬ ‫جودة الطريق‪.‬‬ ‫البكتيريا والديدان التي يمكن أن تحلل البالستيك‬ ‫قد تستخدم الكائنات الحية الدقيقة (البكتيريا أو الطحالب أو الفطريات او بعض الديدان) البالستيك كمصدر‬ ‫للكربون عن طريق كسر سالسل البوليمر في البالستيك ومن ثم تتغذي على المركبات الهيدروكربونية المتبقية‪.‬‬ ‫تعمل المجتمعات الميكروبية على كسر سلسلة البوليمر عن طريق تكوين أغشية حيوية على سطح البالستيك‬ ‫‪10‬‬ ‫التلوث األبيض وخطره علي البيئة (نموذج منهجي مستدام إلدارة التلوث األبيض)‪Cahp3--------------------------------------‬‬ ‫كما تفرز بعض األنواع إنزيمات تساعد في انقسام البوليمر وبالتالي‪ ،‬من خالل كسر السالسل‪ ،‬تبدأ عملية‬ ‫تحلل البالستيك‪.‬على سبيل المثال‪ ،‬زاد معدل تحلل أفالم البولي إيثيلين عند تعرضه إلى الستربتوميسيس‪.‬‬ ‫وبالمثل‪ ،‬فإن النفايات البالستيكية أثناء التعرض لبعض الفطريات تزيد من معدالت تحللها‪.‬كذلك يمكن لبعض‬ ‫الكائنات الكبيرة مثل عثة الشمع (جاليريا ميلونيال) أن تحلل وتهضم البولي إيثيلين وتتغذى عليه‪.‬كما ثبت أن‬ ‫البكتيريا البرية (‪ )Ideonellasa kaiensis‬يمكنها أن تتغذى على مادة ‪( PET‬البولي إيثيلين تيريفثاليت)‬ ‫المستخدمة في الغالب في تصنيع الزجاجات البالستيكية‪.‬ولذلك‪ ،‬هناك العديد من الدراسات واألبحاث الحديثة‬ ‫التي تهدف للبحث عن مثل هذه الكائنات التي لديها القدرة على التغذية على المخلفات البالستيكية‪.‬‬ ‫‪.6‬منهجية مستدامة إلدارة التلوث األبيض‬ ‫تقدم المواد البالستيكية فوائد عديدة للمجتمع ولكن إنتاجها المستمر مع إدارة غير سليمة للمخلفات يؤدي إلى‬ ‫مشاكل متنامية للحاضر وكذلك لألجيال القادمة وقد أدى ذلك إلى نوع خطير من التلوث نسميه بالتلوث‬ ‫األبيض‪.‬لقد دخل البالستيك اآلن إلى كل شيء لدينا وأدى ذلك إلى اإلخالل بالتوازن البيئي وأصبح يمثل‬ ‫خطرا كبيرا على مستقبل الحياة على كوكب األرض‪.‬وقد أصبحت الحاجة ملحة إلدارة مشكلة التلوث األبيض‬ ‫بطرق منهجية مستدامة للحفاظ على حاضرنا ومستقبل األجيال القادمة‪.‬وأهم هذه الطرق هي‪:‬‬ ‫‪ ‬تضافر جهود المواطنين والمجتمعات المدنية والحكومات للحد من ظاهرة التلوث األبيض‪.‬‬ ‫‪ ‬وضع استراتيجيات التوعية على مستوى جماهيري بحيث تصل ألكبر عدد من األشخاص‪.‬‬ ‫‪ ‬مراقبة إنتاج واستهالك البالستيك في العالم‪ ،‬والسعي للحد من هذا اإلنتاج المتزايد‪.‬‬ ‫‪ ‬إيجاد بدائل صديقة للبيئة سواء بدائل طبيعية أو منتجات مصنعة ال تضر بالبيئة‪.‬‬ ‫‪ ‬إعادة استخدام المخلفات البالستيكية كلما أمكن ذلك‪.‬‬ ‫‪ ‬اعتماد استراتيجيات متنوعة إلعادة تدوير المخلفات البالستيكية‪.‬‬ ‫‪ ‬استخدام طرق ابتكارية لمعالجة المخلفات البالستيكية وتقليل أضرارها على البيئة‬ ‫‪ ‬سن التشريعات والقوانين التي تجرم اإلضرار بالبيئة وتهديد الحياة البرية والبحرية‪.‬‬ ‫‪11‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser