2024 2025 جامعة جشؾب الؾادي PDF
Document Details
Uploaded by ReformedWatermelonTourmaline1792
جامعة جشعب الهادي
ا.د /الديج عؾض
Tags
Summary
This document is a course material for a social studies/sociology course at جامعة جشؾب الؾادي, likely for the academic year 2022. It discusses the concept of social behavior and deviance.
Full Transcript
جامعة جشؾب الؾادي كمية اآلداب قدؼ عمؼ االجتساع مقخر عمؼ االجتساع الجشائي الفخقة الخابعة التخم األول 2022 تأليف ا.د /الديج عؾض أستاذ ع...
جامعة جشؾب الؾادي كمية اآلداب قدؼ عمؼ االجتساع مقخر عمؼ االجتساع الجشائي الفخقة الخابعة التخم األول 2022 تأليف ا.د /الديج عؾض أستاذ عمؼ االجتساع الجخيسة حمتىٌاث انكتاب انفصم األول :وشأة ػهم االجتماع اجلىائً. انفصم انثاوً :مزاحم تطىر املذاخم انىظزٌت نالحنزاف واجلزميت. انفصم انثانث :وظزٌاث انسهىك اإلجزامً. انفصم انزابغ :جزائم انثأر. انفصم اخلامس :جزائم انفساد. انفصم انسادس :جزائم املخذراث. 1 انفصم األول وشأة ػهم االجتماع اجلىائً مقدمة: ٌمصد بالسلون كافة االنشطة التً تصدر عن االنسان فً اثناء تفاعله مع البٌبة ،ومدي توافمه معها .والسلون متغٌر بتغٌٌر االوضاع والزمان والمكان .وهنان نوعان من السلون: السلوك السوي :وهو ذلن السلون الذي ٌتوافك مع المعاٌٌر ولٌم المجتمع المتفك علٌها. السلوك المنحرف :هو ذلن السلون الذي ال ٌتوافك مع المعاٌٌر ولٌم المجتمع المتفك علٌها. وان االختبلف فً تحدٌد الحد الفاصل بٌنهما هو اختبلف فً التمدٌر او الدرجة .فالسلون الذي ٌعتبر سوٌا فً مجتمع ما لد ٌكون نفس السلون منحرفا فً مجتمع اخر. والسلون الذي كان منحرفا فً المرن الماضً لد ٌعد سوٌا فً الولت الحاضر .فحركة تحرٌر الم رأة ومطالبتها باالستمبلل والمساواة بالرجل ،وحك التصوٌت كان سلوكا منحرفا فً المرن التاسع عشر ،اما الٌوم فان هذه الحركة اصبحت حركة عادٌة بل اعتبرت من التغٌرات االضافٌة واالٌجابٌة للمكانة الجنسٌة .فالسلون المنحرف فً احد ،االجٌال لد ٌصبح معٌارٌا فً االجٌال ا لممبلة ،وبدون السلون المنحرف ٌكون من الصعب علً الثمافة ان تتكٌف مع الظروف والحاجات المتغٌرة ،ولذا فان المجتمع المتغٌر فً حاجة دابمة للسلون المنحرف لكً ٌعمل بفاعلٌة .ولٌس معنً ذلن أن كل أشكال السلون المنحرف ستصبح معاٌٌر جدٌدة وممبولة فً المجتمع ،فبل بد من التفرلة بٌن السلون المنحرف الضار اجتماعٌا كالسرلة وخطف االطفال والسلون المنحرف المفٌد اجتماعٌا ،حٌث ان التفرلة بٌنهما تتطلب ممدرة علً التنبإ بالمعاٌٌر االجتماعٌة التً سٌتطلبها مجتمع الغد.وٌمكننا ان نتفك مع اٌرن فروم حٌنما ٌمول :أن اشتران مبلٌٌن من الناس فً رذٌلة معٌنه ال ٌجعل هذه الرذٌلة فضٌله ،وان 2 التسام الكثٌر من الناس لمخاوف معٌنه ال ٌجعل هذه المخاوف حمابك .وان انتشار المرض العملً بٌن مبلٌٌن من الناس ال ٌجعل هإالء الناس عمبلء.كما أن اعتماد كثٌرا من الجهبلء علً أنهم علماء ال ٌجعل من الجاهل عالم .واالنحراف ٌعرف وٌحدد دابما طبما للمعاٌٌر االجتماعٌة فً مكان وزمان وثمافة محدد ،ولٌس معنً ذلن ان كل فعل منحرف مخالف للمعاٌٌر االجتماعٌة جرٌمة ،فاالنحراف مفهوم أوسع من الجرٌمة ،والجرٌمة جزء من الظاهرة العرٌضة لبلنحراف ،بمعنً أنها شكل خاص من االنحراف وأنها سلون ٌجرمه المانون والتً تكون من خبلله العموبة واجبة. أول مؽ نذخ كتاباً بالمغة األجشبية يحسل عشؾان عمؼ االجتساع الجشائى العالؼ اإليظالى " أنخيكؾ فخى " " Enrico Ferri "criminal sociologyوالحى اىتؼ بالبحث عؽ عؾامل الدمؾك اإلجخامى ،وكان لكتابو ىحا الحى عيخ عام 1881م أثخ كبيخ فى تغييخ األفكار الدائجة فى ميجان البحث العمسى الجشائى ،أما أول كتاب عيخ بالمغة العخبية يحسل عشؾان عمؼ االجتساع الجشائى ىؾ كتاب حدؽ الداعاتى الحى نذخ عام 1591م ولقج فزل أحسج خميفة أن يظمق عمى ىحا العمؼ نفدو إصظالح عمؼ اإلجخام االجتساعى ،وألف كتاباً حؾل ىحا السؾضؾع تحت عشؾان " أصؾل عمؼ اإلجخام االجتساعى " وعمؼ اإلجخام االجتساعى يذسل مجسؾع الجراسات التى تبحث فى العؾامل ذات الرفة االجتساعية التى تديؼ فى وجؾد اإلنحخاف االجتساعى كالعؾامل األسخية والثقافية واالقترادية وغيخىا مؽ العؾامل التى تتعمق بجساعة الخفاق والعادات والتقاليج ووسائل اإلعالم السقخوءة والسدسؾعة والسخئية ...الخ . وعمؼ اإلجخام يشقدؼ إلى قدسيؽ متسايديؽ : األول :يذسل عمؼ اإلجخام الحى يبحث عؾامل الجخيسة مؽ الشاحية الفخدية كالبيؾلؾجيا الجشائية وعمؼ الشفذ الجشائى . 3 الثانى :يذسل عمؼ االجتساع الجشائي أو عمؼ اإلجخام االجتساعي ويذسل عمؼ اإلجخام أيزاً فخعيؽ آخخيؽ مختبظيؽ بالجخيسة وىسا : investigationsوالتحقيق الجشائى ىؾ فؽ الكذف عؽ الجخائؼ -1فؽ التحقيق الجشائى ومظاردة السجخميؽ ،وإقامة األدلة عمى إدانتيؼ أو بخائتيؼ ،ويشجرج تحت ىحا الفؽ الجشائى الظب الذخعى وعمؼ الشفذ التظبيقى القزائى ،والترؾيخ الخظى والتحميل الجشائى ودراسة برسات األصابع وغيخ ذلػ مؽ الفشؾن والعمؾم الجشائية الفخعية . -2عمؼ العقاب Renalagy وييتؼ عمؼ العقاب بالبحث فى اإلجخاءات التى يخى السجتسع اتباعيا واتخاذىا رداً عمى الدمؾك اإلجخامى لبعض أفخاده وتذسل تمػ اإلجخاءات أساليب السحاكسة ،دراسة أنؾاع العقؾبات السختمفة ومجى مالئستيا وصالحيتيا وإجخاءات حفع األمؽ ونغؼ الدجؾن وإدراتيا ومعاممة السدجؾنيؽ . ويتدع اصظالحى عمؼ اإلجخام وعمؼ الجخيسة ليذسل الشؾاحى القانؾنية بذكل خاص وكحلػ الشؾاحى العقمية والشفدية والظبية واالجتساعية والثقافية بذكل عام ،وتتزسؽ الشؾاحى القانؾنية كل ما يتعمق بقانؾن العقؾبات واألجيدة التى تشفحه بجءاً مؽ البحث عؽ الستيسيؽ بالخخوج عمى القانؾن والقبض عمييؼ بؾاسظة الذخطة ،والتحقيق األولى معيؼ ،وإحالتيؼ إلى الشيابة العامة إلجخاء التحقيق األساسى معيؼ ،ثؼ إحالتيؼ إلى السحاكؼ ،إذا إرتأت إمكان اإلدعاء عمييؼ بأدلة كافية فى عل القانؾن السعسؾل بو ،وعمى القزاء الفرل فى الجعؾى بعج إجخاءات قزائية معيشة تذسل تفريل اإلدعاء وتفشيج الجفاع ،فإذا أديؽ الستيؼ وقزت السحكسة عميو بالحكؼ السشاسب وفق قانؾن العؾقبات تمقفتو الييئة الجدائية لتشفيح الحكؼ غخامة كان ،أو حبذ ،أو سجؽ أو أشغاالً شاقة أو إعجام . وعمى أية حال فإن عمؼ اإلجخام وثيق الرمة بالعجيج مؽ العمؾم ومشيا عمؼ الظب عسؾماً ،وعمؼ الظب الذخعى خرؾصاً ،وعمؼ وعائف األعزاء ،وعمؼ األجشاس البذخية ،وعمؼ الشفذ ، 4 وعمؼ االجتساع ،وعمؼ الجغخافيا ،وعمؼ االقتراد وعمؼ التاريخ ،وعمؼ اإلحراء وتخظيط السجيخ وعمؼ تؾزيع الدكان . وهناك العدٌد من التعرٌفات لعلم اجتماع الجرٌمة منها ما ٌلى : -أن عمؼ اجتساع الجخيسة ىؾ عمؼ دراسة الدمؾك اإلجخامى مؽ حيث مغاىخه وآثاره . -أن عمؼ اجتساع الجخيسة ىؾ عمؼ دراسة الجخيسة والسجخميؽ وضحاياىؼ مؽ األشخاص األبخياء الحيؽ وقعت عمييؼ الجخيسة دون أى ذنب مؽ جانبيؼ . -أن عمؼ اجتساع الجخيسة ىؾ العمؼ الحى يجرس أسباب ونتائج وعالج الجخيسة التى تقع فى السجتسع . -ويقرج بالدمؾك اإلجخامى تمػ األنذظة واألفعال الدمبية الخارجة عؽ القانؾن واألخالق والقيؼ الستعارف عمييا فى السجتسع ،حيث إ ن مثل ىحه األفعال يتختب عمييا ضخر لآلخخيؽ وانييار تؾازن العسميات االجتساعية بسا يؤدى إلى اضظخاب البشاء االجتساعى بأكسمو ،ولحا يجب عمى الجولة تظبيق القانؾن الجشائى عمى مختكبى الجخائؼ لخد اإلعتبار لزحايا الجخيسة ،وردع كل مؽ تدؾل لو نفدو فى القيام بالعسل اإلجخامى والحفاظ عمى الشغام واألمؽ فى الجاخل ونذخ العجالة فى ربؾع السجتسع ،ولمدمؾك اإلجخامى مغاىخه وأسبابو ونتائجو . -فالدخقة والقتل واالحتيال والشرب والتدويخ إنسا ىى مغاىخ سمؾكية اجخامية تتقاطع كل التقاطع مع القؾانيؽ والسبادئ األخالقية والقيؼ الدمؾكية اإليجابية ،وتعتسج ىحه السغاىخ الدمؾكية السشحخفة عمى جسمة سبل أو صيغ مزممة وممتؾية وغيخ شخيفة فى الؾصؾل إلى غايتيا وأىجافيا التى تتشاقض مع القؾانيؽ والذخائع واألىجاف واألديان ،فالدارق مث ً ال يعتسج سمؾكاً مزمالً وممتؾي ًا وكاذباً فى الحرؾل عمى شئ ال يعؾد لو بل يعؾد إلى األشخاص الحيؽ ارتكب الدمؾك اإلجخامى ضجىؼ ولمدمؾك اإلجخامى أسبابو السؾضؾعية والحاتية التى تتجدج فى الستغيخات االجتساعية واالقترادية والدياسية والجيشية والحزارية والقيسية والشفدية والبيؾلؾجية والؾارثية ،ولكل 5 مؽ ىحه األسباب مجارسيا ونغخياتيا وأنرارىا فى ضؾء عامل التحمل والتفدخ Anomie الحى يشتاب البشاء االجتساعى فيجعمو عجيؼ القيؼ والسثل والسقاييذ ،أو ذا قيؼ ومثل متشاقزة متزاربة . -اجلزميت واالحنزاف االجتماػً: * االنحراف :هو فً اللغة مصدر انحرف الشًء ( مال ). * االنحراف ٌ :عنً الخروج عما هو مؤلوف ومتعارف علٌه من عادات وسلون . * االنحراف فً الدٌن ٌ :عد بمثابة خطٌبة“ “ sinبمعنً أنه كل فعل ٌإدي الً كسر النظام الذي ٌعتمد انه من وضع هللا . * االنحراف فً االسالم :هو فعل ما نهت عنه الشرٌعة االسبلمٌة وعصٌان ما أمرت به . * االنحراف فً علم النفس :هو كل فعل ٌإدي الً اشباع الغرٌزة االنسانٌة بطرٌك شاذ ال ٌسلكه الرجل العادي حٌن ٌشبع الغرٌزة نفسها . * االنحراف من جهة نظر القانون :هو كل فعل ٌمرر له المانون عموبة جنابٌة محددة . * االنحراف من وجهة نظر علم االجتماع :هو كل فعل او سلوب مناف للنظم االجتماعٌة سواء نص لانون الدولة علً ذلن ام لم ٌنص . فاالنحراف هو كافة االفعال والسلوكٌات التً تخرج أو تنتهن المعاٌٌر االجتماعٌة ,بما فً ذلن الموانٌن المسنونة ,كالمٌام بفعل اجرامً ,او االنتهاكات غٌر الرسمٌة كرفض العادات واالعراف السابدة . 6 فاالنحراف االجتماعً هو ذلن الفعل الذي ٌمع بالمخالفة للشعور الجمعً ,فاالنحراف ما هو اال انعدام شعور التضامن االجتماعً لدي الفرد ,وذلن النعدام المعاٌٌر والمٌم التً تدعم ذلن التضامن االجتماعً . واالنحراف االجتماعً هو سلون اجتماعً معاد لمٌم المجتمع ومعاٌٌره ,بدرجة تتجاوز حدود تحمل المجتمع .وهذا ٌعنً ان االنحراف االجتماعً لضٌة نسبٌة من ناحٌة الزمان والمكان وذلن طبما لتباٌن االعراف داخل المجتمع الواحد عبر العصور المختلفة ,وكذلن بٌن المجتمعات فً عصر واحد . فاالنحراف االجتماعً هو ذلن الفعل الذي ٌشد انتباه مإسسات الضبط االجتماعً باعتباره فعبل ٌجب اتخاذ واجراءات ما بصدده . 7 انفصم انثاوً مزاحم تطىر املذاخم انىظزٌت نالحنزاف واجلزميت -مزاحم تطىر املذاخم انىظزٌت نالحنزاف واجلزميت: ٌمكن اجمال مراحل تطور المداخل النظرٌة فً دراسة االنحراف فً ضوء ثالث مراحل رئٌسٌة: المرحلة االولً :مرحلة االهتمام بمنظور الشخصٌة المنحرفة. تتضمن هذه المرحلة التفسٌرات البلهوتٌة والمٌتافٌزٌمٌة والبٌولوجٌة والسٌكولوجٌة ،حٌث ٌتم فً هذه المرحلة التركٌز علً خصابص الشخصٌة المنحرفة وأحوالها البٌبٌة ولذا ركز هذا المنظور علً سبب االنحراف ،وٌمصد باالنحراف احتراف االنحراف . فإذا كان معظم الناس ٌمومون بؤفعال انحرافٌه خاصه فً مرحله الصبا ،إال ان معظم الناس اٌضا ال ٌمعون فً نمط احتراف االنحراف ،الن هإالء الذٌن ٌمعون فً نمط احتراف االنحراف ٌصبحون كذلن نتٌجة لتكرار ارتكابهم لبعض انواع السلون االنحرافى ،وفً الولت الذي ٌمٌمون فٌه عبللات وثٌمه مع غٌرهم من المنحرفٌن فً إدمان المخدرات او السرلة مثبل وغٌرهم من الجرابم ،إال انهم ٌمللون تفاعبلهم مع غٌرهم الذٌن ال ٌوافمون علً مثل هذا السلون ،ذلن الن االختبلط مع المنحرفٌن ٌمدهم بالدعم وكذلن بمبررات مخالفة المانون والمواعد والمعاٌٌر ،والحماٌة من الموي التً تحافظ علً تلن المواعد والمعاٌٌر ،ومن هنا ٌتوفر لهم الوسط الذي من خبلله ٌزدهر السلون االنحرافى دون مراجعه او نمد. 8 المرحلة الثانٌة :مرحله االهتمام بمنظور السلوك المنحرف اكثر من الشخصٌة المنحرفة. المنحرف فً هذه المرحلة لٌس شخص باثولوجً او شاذ وتتضمن هذه المرحلة تفسٌرات البنابٌة الوظٌفٌة والثمافة الفرعٌة واإلٌكولوجٌة والمخالطة الفارلة ،حٌث ٌشٌر البرت لوهن الً (انه لبناء علم اجتماع السلون المنحرف ٌجب ان تكون نمطه الرجوع هً السلون المنحرف ولٌس انواع الناس ،وأن المهمة الربٌسٌة التً نواجهها هً ضرورة التخلص من الفكرة المسٌطرة علً التفكٌر السوسٌولوجً بؤن المنحرف هو شخص شاذ او باثولوجً). المرحلة الثالثة :مرحله االهتمام باألشخاص المحٌطٌن بالشخصٌة المنحرفة. تتضمن هذه المرحلة نظرٌات التسمٌه والوصمة اإلجرامٌة ومن روادها ادوٌن لٌمرت وهوارد بٌكر ،وكؤي إرٌكسون حٌث تناول ادوٌن لٌمرت االنحراف االولً والمنحرف االولً واالنحراف الثانوي والمنحرف الثانوي. واالنحراف االولً :هو ذلن الفعل المنعزل المستتر المإلت الذي ٌتورط فٌه كل انسان . والمنحرف االولً هو الشخص الذي ٌرتكب افعاال انحرافٌه منعزلة ومستتره ومنعزلة ومإلته وغٌر معروفه للجمٌع ولم ٌعالب علٌها. اما االنحراف الثانوي هو ذلن السلون االنحرافى الناتج عن رد الفعل االجتماعً تجاه االنحراف االولً حٌث إن السلون المنحرف االنعزالً والمستتر والمإلت والخفً تم اكتشافه ، واصبح معروفا للمجتمع والمنحرف الثانوي هو الشخص الذي ٌحٌا وٌتعاٌش مع األفعال االنحرافٌة ،حٌث إن معرفه سلوكه االنحرافى لدي المجتمع ادي الً عمابه علً ذلن ،فمن هنا اطلك علٌه لمب منحرف. 9 انفصم انثانث وظزٌاث انسهىك اإلجزامً. أوال :انىظزٌاث املبكزة نتفسري انسهىك االحنزايف : إن محاوالت تفسٌر اإلنسان للسلون االنحرافً لدٌمة لدم المجتمع اإلنسانً نفسه وٌتضح ذلن فٌما ٌلً-: ٌرى رجال الالهوت أن االنحراف نتاج طبٌعً لموى خارلة للطبٌعة تعمل من خبلل فرد معٌن ،وأن االنحراف ناتج عن مس من الشٌطان أو حلول روح شرٌرة تستحوذ على األفراد، وتفرض علٌهم ارتكاب السلون االنحرافً. كما ٌرى سقراط أن الفرد ال ٌمدم على فعل الشر عن وعً وادران كاملٌن ،ولكن ٌتم ذلن نظرا ً للجهل وانعدام البصٌرة ،ولو عرف اإلنسان الفضٌلة أللدم علٌها ،فالجهل هو أساس الرزٌلة وأساس السلون المنحرف ،أما السلون السوي فمرده إلى العلم. كما ٌرى أفالطون أن السلون المنحرف لٌس مرده إلى عوامل طبٌعٌة تكمن فً اإلنسان ذاته، ولكنه فً الممام األول ٌرتد إلى شٌطان ٌعود بدوره إلى أخطاء تم ارتكابها فً فترات سابمة ولم ٌتم التكفٌر عنها ،وهذا الشٌطان ٌوجد فً اإلنسان وٌدفعه إلى ارتكاب األفعال اآلثمة، وٌفرق أفبلطون بٌن مجرم ٌمدم على فعله بشكل ارادي ،وآخر ٌمدم على فعله بشكل ال إرادي. وٌرى أرسطو أن لكل فرد سمات جسمٌة توضح بشكل جٌد أخبلله وحالته النفسٌة ،وتبدو هذه السمات فً (نوع الشعر ولون البشرة وطول المامة...إلخ) وأن هذه السمات تمكننا من التعرف 10 على أخبلق األفراد وطباعهم ،ولمد كان ارسطو فً ذلن مبشرا ً وهادٌا ً ألصحاب علم االنثروبولوجٌا الجنابٌة ،وكذلن المدرسة اإلٌطالٌة لعلم االجتماع الجنابً. أما فً العصور الوسطى فلمد ظهرت تفسٌرات للسلون االنحرافً ترتكز على الفروق الطبٌعٌة بٌن البشر والتً كانت تحظى بالتؤٌٌد فً ذلن الولت" ،فالناس مواطنون مسبولون من خبلل الوضع االجتماعً والملكٌة" .لذا فإن الناس من الطبمات الدنٌا ٌتمٌزون بالخشونة وللة التهذٌب ومٌالون نحو الجرٌمة ،وأنه حٌنما ٌرتكب شخص من أبناء الطبمة العلٌا جرٌمة سٌبة السمعة، فهذا ٌبدو وكؤنه انحراف أو ضبلل من الطبٌعة او تحت تؤثٌر سبللة النسب الردٌبة فً مكان ما فً الماضً.وٌستخدم الناس من الطبمات العلٌا هذا التفسٌر لتبرٌر لوة الضوابط الشرعٌة على الطبمات الدنٌا. -وفً القرن الثامن عشر أخذ األدباء ورجال المانون ٌنتمدون االسالٌب التً ٌتم بها معاملة المجرمٌن ،حٌث انتمد مونتسكٌو طرٌمه معاملة المجرمٌن بشكل وحشً وسخر منها .كما وضح مونتسكٌو المفكر الفرنسً أثر البٌبة الجغرافٌة على الظواهر االجتماعٌة وحاول إثبات أن السلون االجرامً ٌمٌل الى االنتشار بالمرب من خط االستواء ،وأن حاالت السكر تنتشر بالمرب من المناطك المطبٌة . -وفً النصف االخٌر من القرن الثامن عشر ظهرت المدرسة التملٌدٌة فً انجلترا وسرعان ما انتشرت فً بالً مدن أوروبا وأمرٌكا ،وتموم هذه المدرسة على سٌكولوجٌة مذهب اللذة واأللم وفً اطار هذا المذهب ٌطبك مذهب الحساب النفعً لبتنام على السلون االنحرافً واالجرامً ،والذي ٌشٌر إلً ان اللذه التً لد ٌحصل علٌها فرد ما جراء ارتكابه فعل معٌن تمارن باأللم الذي لد ٌحدث للشخص من هذا الفعل ،وفً ضوء هذا المذهب "فإن عموبة أي عمل أو فعل انحرافً أو اجرامً لابمة على حساب دلٌك ٌوازن بٌن نسبة األلم التً ٌتحملها المنحرف أو المجرم بحٌث تكون زابدة فً كمٌتها وشدتها عن نسبة اللذة التً حصل علٌها الشخص جراء هذا الفعل االنحرافً او االجرامً . 11 -وفً عصر الكشوفات والثورة الصناعٌة ،ظهرت المدرسة الجغرافٌة ومن روادها مونتسكٌو المفكر الفرنسً ،والباحث الجنابً وٌلٌم جٌري والباحث االٌطالً أدولف كتٌلٌه ولمد سبك أن تم عرض وجهة نظر مونتسكٌو.أما بالنسبة لجٌري فمد لام بتفسٌر ظاهرة الجرٌمة باستخدام المنهج االحصابً حٌث لام بتحلٌل االحصاءات الجنابٌة فً فرنسا على أساس السن والجنس والمهنة ومستوى التعلٌم وتملبات الطمس ومدي الزٌادة والنمصان فً معدل الجرٌمة ،هذا فضبلً عن لٌامه بالممارنة بٌن احصاءات الجرٌمة فً فرنسا من ناحٌة وانجلترا من ناحٌة أخرى ،واستنتج ان مجموع الجرابم المسجلة ثابت كل عام ،وأن نسبة كل نوع منها إلى المجموع الكلً ثابت كذلن وأن للعوامل االجتماعٌة كالفمر والتعلٌم والجهل ومستوى المعٌشة أثرا على الجرٌمة . -وٌعد أودلف فً كتٌلٌه العالم البلجٌكً ،أول عالم اجرام اجتماعً حٌث ٌرى أن المجتمع هو الذ ي ٌهٌا للجرٌمة وأن الجانً ما هو اال أداه مصاحبة لظروف المجتمع ،كما استخدم كتٌلٌه المنهج اإلحصابً فً دراسة السلون االنحرافً واالجرامً وتوصل الى نفس النتابج التً توصل الٌها وٌلٌام جٌري الباحث الفرنسً ،علما بؤن كبل منها كان ٌموم بدراساته مستمبل تماما ً عن اآلخر كما ٌرى أدولف كتٌلٌه أن العوامل المناخٌة اثرا ً على توزٌعات السلون االجرامً علً االجزاء المختلفة فً العالم ,فجرابم الملكٌة اكثر انتشارا فً المناطك الباردة ,والجرابم ضد االشخاص اكثر انتشارا فً المناطك الحارة ,واعتبر أدولف كتٌلٌه البلجٌكً ان ذلن لانونا عامة وشامبل وصفه بالمانون الحراري للجرٌمة . 12 ثاوٍا :انتفسري انبٍىنىجً نهسهىك االحنزايف واالجزامً تشٌر المدرسة البٌولوجٌة إلى أن هنان عبللة بٌن السلون االجرامً وتكوٌن الجسم سواء من ناحٌة الشكل العام او مدى الكفاءة الوظٌفٌة ألجهزته المختلفة خاصة الغدد الصماء، حٌث ربطت هذه المدرسة بٌن الوراثة والجرٌمة. ومن رواد هذه المدرسة سٌزار لمبروزو ،وأرنست هوتن وتشارلز جورنج وسمٌث وشبلب. قسم سٌزار لمبروزو المجرمٌن إلى عدة أنماط فً ضوء التكوٌن الفٌزٌمً والنفسً للمجرم (مجرم بالفطرة ،مجرم مجنون ،مجرم معتاد ،مجرم عاطفً ،مجرم بالصدفة). كما أثبت أرنست هوتن من خبلل دراسته الممارنة بٌن الجانحٌن وغٌر الجانحٌن، وتوصل إلى عدة نتابج منها:- أن هنان خصابص موروفولوجٌة تمٌز كل منهم فمثبلً ،الطوٌل النحٌف أمٌل إلى أن ٌكون لاتبلً ،والمصٌر النحٌل أمٌل إلى أن ٌكون لصاً ،والمصٌر السمٌن من األكثر احتماالً أن ٌرتكب الجرابم الجنسٌة . كما أشار كل من سمٌث وشالب فً دراستهما لعشرٌن الف سجٌن أن هنان عبللة بٌن اختبلل الغدد الصماء والجرٌمة . وعلى أٌة حال فإن هنان العدٌد من الباحثٌن أشارو إلى عمم التفسٌر البٌولوجً للجرٌمة وعلى رأسهم تشارلز جورنج ،حٌث أشار فً دراسته العلمٌة إلى أنه ال ٌوجد فروق فً األلٌسة وبٌن المجرمٌن وغٌر المجرمٌن ،وأنه لٌس هنان ما ٌمكن أن ٌطلك علٌه "النموذج الفٌزٌمً الجسمانً للمجرم " 13 والنقد الذي ٌمكن أن ٌوجه للمدرسة البٌولوجٌة هو ما ٌلً:- لٌس هنان عبللة بٌن الوراثة والجرٌمة . أن وحدة الدراسة هً الفرد وتكوٌنه الجسمانً وهذا خطؤ تشٌر إلٌه كافة االسانٌد العلمٌة . تجاهلت المدرسة السٌاق االجتماعً والثمافً الذي ٌنشؤ فٌه الشخص المجرم. ثانثا :انىظزٌت انىفسٍت يف تفسريها نالحنزافاث واجلزائم اىل ػذة قضاٌا مىها-: أن هنان عبللة بٌن الجرٌمة والتكوٌن النفسً والعملً للفرد. أن كافة االنحرافات والجرابم انعكاس للغرابز عند الفرد. فالغرابز هً اساس كل عدوان وانه اذا ما تهذبت غرابز ،االنسان للت االنحرافات والجرابم ولكن دون ان تنعدم . وهناك العدٌد من التفسٌرات والمعالجات السٌكولوجٌة لقضٌه االنحراف والجرائم منها ما ٌلً -: ٌ رى جبرابٌل تارد فً اطار نظرٌه المحاكاة " أن االنحراف والجرٌمة فً ضوء هذه النظرٌة هً ظاهرة اجتماعٌة نفسٌة ٌتعلمها الطفل من البٌبة المحٌطة به من خبلل محاكاة المنحرفٌن والمجرمٌن من أهله وعشٌرته واصدلابه ،فاالنحراف كالبدعة تنتمل من فبه للٌلة علٌا الى فبه كثٌرة دنٌا . وٌرى جودارد فً اطار نظرٌه الضعف العملً أن االنحراف والجرٌمة ترجع اساسا إلى الضعف العملً الموروث ،فالشخص الضعٌف عملٌا ال ٌمدر نتابج سلوكه ، حٌث اتضح له من خبلل بحث لام به أن ٪٣٣من األطفال المعرضٌن للخطر 14 المنحرفٌن ضعاف العمول ،وفً بحث اخر اتضح له ان ٪٠٥من نزالء السجون ضعاف العمول ،فكلما لل خط الفرد من الذكاء وكانت جرٌمته ألرب إلى المسوة والتحطٌم ،فاألغبٌاء بملٌون الى ارتكاب جرٌمة السرلة ،وتجار المخدرات ٌستغلون ضعاف العمول فً تروٌج المخدرات ،ورإساء العصابات ٌستخدمون الخادمات فً كشف اسرار البٌوت . وعلى أٌة حال فإن الفرد الذكً الذي ٌوجد فً بٌبة ال تمدر ذكاإه وال تهٌا له الفرصة الستغبللها بطرٌمة مبلبمة ،كااللتحاق بعمل ال ٌحمك طموحه أو اختبلطه بزمبلء اثرٌاء ٌشعرونه بفمره أمر ٌدفعه الى ارتكاب السلون االنحرافً او االجرامً. اما االنحراف والجرٌمة فً ضوء المدخل الفروٌدي فهو نتاج لما ٌلى -: اضطراب موازٌن األجهزة النفسٌة المكونة للشخص Id- ego - super ego فالشخص المنحرف او المجرم هو الشخص الذي لم تنمو لدٌه أنا لوٌه )ٌ (Egoمكنها التحكم فً بواعث االنحراف ) ، (Idولد ٌكون االنحراف ولٌد سٌطرة األنا االعلى(.) super ego االفراد المنحرفون فً مثل هذه الحالة تمودهم مشاعرهم كالخٌاالت الجنسٌة وتنالض المشاعر نحو الوالدٌن واأللارب وذلن ما ٌدفعهم الى ارتكاب االفعال المنحرفة لكً ٌنالوا العماب الذي ٌستحمونه؛ لذا فان الدوافع األساسٌة لبلنحراف لدى االطفال المعرضون للخطر كما ٌمول وٌلٌام هٌلً هً دوافع مستترة ومدفونه فً البلشعور ،وال ٌمكن الكشف عنها إال بالتحلٌل النفسً فالطفل المعرض للخطر ٌتممص العالم الخارجً فً شخصه أو جسمه وٌسمط رغبات ملحة داخلٌة غٌر مرغوب فٌها على العالم الخارجً ،وٌبدو هنا أن هذا الطفل ٌتصور وٌفكر وفك رغباته هو ولٌس وفك الحمابك الموضوعٌة . 15 وفً الشخص السلٌم عملٌا فإن مكونات أجهزته النفسٌة تمثل كٌانا ً موحدا ً متجانساً ،وحٌنما تعمل هذه االجهزة تموم بعمبلً تعاونٌا ً تمكنه من أن ٌمارس نشاطه الفعال المجدي فً بٌبته بهدف إرضاء الحاجات واشباع الرغبات األساسٌة لئلنسان . اضطراب العالقة بٌن الوالدٌن واألبناء. فالوالدٌن فً مثل هذه الحالة لد ٌكونوا لساة أو متملبً المزاج او لٌنً المعاملة فً معالجة سلون ابنابهم إال أن كل مولف من طرق المعاملة السابمة ٌترتب علٌه تنشبة غٌر كافٌة لؤلطفال وسلون صبٌانً غٌر ناضج للمراهمٌن والراشدٌن ،فضطراب العبللة الوالدٌة فً مرحلة الطفولة ٌإدي إلى خلك نوع من االنحرافات السلوكٌة والشخصٌة ،فغٌاب األم ٌإدي إلً الحرمان العاطفً للطفل ،كما أن المعاملة الماسٌة للطفل ٌإدي إلً تجمد عواطفه وسٌإدي ذلن إلً وجود طفل متحجر العواطف. الكبت الناتج عن شعور األبناء بأنهم عدٌموا القٌمة ،األمر الذى ٌفمدهم الثمة فً أنفسهم ،وٌشعرون بالملك والحمد والغٌرة وٌترتب على ذلن حدوث العمد النفسٌة psychology complexوالتً لها عبلله بالسلون االنحرافً واالجرامً. عقده اودٌب Oedipus complex وهً تلن العمدة الناتجة عن حب الفرد المفرط ألمه حبا ً جنسٌا ً شهوانٌاً ،ال ٌمكن تحمٌمه ألن تمالٌد المجتمع تمنع ذلن وهذا من شؤنه ٌسبب كبتا ً لتلن الرغبة الجامحة المكبوتة ولد ٌنفس الفرد عن تلن الرغبة بالسلون العدوانً خصوصا سرلة ممتلكات الغٌر التً تعوضه الفرد الذي لم ٌتمكن من تملكه وهو ( أمه) ،ولذا فان جرابم السرلة باإلكراه هً جرابم ترمز عن عمد نفسٌة تكونت فً الطفولة المبكرة بطرٌمه ال شعورٌه فً انتزاع الحب والحصول على العطف فً صورة الشًء المسروق . 16 وهناك اٌضا عقدة النقص inferiority complex وهً تلن العمدة الناتجة عن الشعور بالدونٌة لوجود إما نمص جسمانً أو نمص مادي أو نمص اجتماعً مما ٌثٌر فً الفرد ردود فعل عنٌفة عند الفشل فً التعوٌض . اإلصابة ببعض األمراض النفسٌة والعملٌة كالسٌكوباتٌة فالسٌكوباتً ٌرتكب الفعل الخاطا دون أن ٌدرن أن ما ٌموم به فعبلً خاطبا ً ،األمر الذي ٌإدي به إلى ترن دالبل واضحة على ارتكابه للخطؤ ،بما ٌمكن السلطات من المبض علٌه. والسٌكوباتً ال ٌتؤثر بالعماب فإستجاباته ضعٌفة للعبلج ،حٌث أن العموبة بالنسبة للسٌكوباتً لٌست إال وضع الولود على النار المشتعلة. وٌرى هوارد بٌكر فً اطار نظرٌه عدوان االحباط -: أن االنحراف او الجرٌمة فً ضوء هذه النظرٌة تعد بمثابة عدوان ناتج عن اإلحباط الفردي، والمنحرفون هم أفراد غٌر لادرٌن على ضبط مٌولهم الطبٌعٌة ضبطا كافٌاً. وهنان لضٌه عامه ومهمة مإداها " أن جمٌع البشر لدٌهم بواعث انحرافٌة ،الطبٌعً منهم لادر على ضبط هذه البواعث فً ضوء التفكٌر الدابم فً اآلثار المترتبة على لٌامهم بؤي عمل ،فهم ال ٌجازفون بإتبلف تصورهم كإناس طبٌعٌٌن ،أما بعض الناس لٌست لدٌهم المدرة على ضبط هذه البواعث من خبلل عجزهم عن تؤجٌل اشباعاتهم فً ممابل بعض المنافع المستمبلٌة ،ولد ٌكون ذلن ناتج عن عدم وجود ابتمان حمٌمً على أنفسهم ،األمر الذى ٌإدى إلى النظر إلى أنفسهم باعتبارهم عدٌموا المٌمة؛ فٌصابون بالبلمباالة لعدم إحساسهم بوجود موضوع ٌدخل دابرة اهتمامهم . 17 فعندما ٌتؤكد الناس بؤنه لٌست لدٌهم المدرة على تحمٌك احتٌاجاتهم فسوف ٌحبطون ،وأن ممدار اإلحباط ٌرتكز على لوة الحاجات والبواعث التً تعترض الموالف المتعددة وأن درجه العدوان ترتبط بممدار اإلحباط ،ولد ٌكون اإلحباط إحساس بالفمر ،أو فشل فً الحب أو فشل فً الدراسة ،أو فشل فً أي شًء ٌضع له الفرد لٌمة كبٌرة فً دابرة اهتمامه. اهم اوجه النقد لنظرٌة عدوان اإلحباط -: هنان دراسات أشارت إلى إنه لٌس هنان فروق تذكر بٌن المجرمٌن وغٌر المجرمٌن فً شخصٌاتهم. هنان دراسات أخرى أشارت إلى أن نسبة األمراض النفسٌة أكثر إنتشار بٌن غٌر المجرمٌن ممارنة بالمجرمٌن. أن هذه النظرٌة وبمٌة النظرٌات األخرى البٌولوجٌة والنفسٌة تجاهلت معطٌات السٌاق االجتماعً الذي ٌعٌش فٌه المجرم. ً رابؼا :انتفسري انسٍسٍىنىجً نهسهىك اإلجزامً: لمد كان اهتمام النظرٌات السابمة التً تم عرضها لاصرا على بعض الجوانب فً دراسة السلون اإلجرامً طبما لبلطار المرجعً لكل نظرٌة حٌث ٌتضح مدى اهتمامها ومن هنا ٌتضح مدى عمم للجزٌبات وتجاهلها للسٌاق العام الذى تحدث فٌه الظاهرة، النظرٌات السابمة فً تفسٌر االنحراف والجرٌمة كظاهرة اجتماعٌة متكررة ،وٌتسم بطابع االنتظام فً بعض لطاعات البناء االجتماعً ،كما تهتم النظرٌة السوسٌولوجٌة بالتغٌرات التً 18 تطرأ على صور الجرٌمة ومداها فً المجتمع الواحد ،وٌتفاوت معدل الجرٌمة من منطمة الى اخرى فً نفس المجتمع ،هذا باإلضافة الى التباٌن فً معدالت الجرٌمة و صورها بٌن المجتمعات زمانٌا ومكانٌا. والبحث العلمً السوسٌولوجى فً مجال الجرٌمة واالنحراف ال ٌبحث عن متغٌرات معٌنة ( االسرة ،التنشبة االجتماعٌة ،الوازع الدٌنً ،تؤثٌر جماعة الرفاق ،الظروف البٌبٌة و السوسٌولوجٌة والنفسٌة وااللتصادٌة...الخ) باعتبارها متغٌرات مإدٌة الى السلون االنحرافى واإلجرامً ،وانما ٌركز البحث السوسٌولوجى على تحدٌد الوزن النسبً لكل عامل من العوامل السابمة المإدٌة الى الجرٌمة واالنحراف. ونحن كباحثٌن فً علم االجتماع علٌنا ان نوضح كٌفٌة دراسة الجرٌمة كمشكلة سوسٌولوجٌة Sociological problemوكٌف ان هذه الدراسة السوسٌولوجٌة التً تمتصر علم االجتماع والباحثٌن على المٌام بهذه المهمة بؤمانه و دله و اخبلص فً العمل ،وان هذه social problemمجال اهتمام كافة العلوم الدراسة تجعل من الجرٌمة مشكله اجتماعٌة االخرى ،وٌتم ذلك عن طرٌق ما ٌلى_: -1الدراسة الموضوعٌة التً تخلو من العواطف واالهواء الشخصٌة. -2تناول كافة النظرٌات المفسرة للجرٌمة. -3استخدام مناهج و أدوات البحث المبلبمة. والعدٌد من المتطلبات العلمٌة األخرى التً تإدى فً النهاٌة الى تشكٌل و تكوٌن فكرة واضحة عن هذه الجرٌمة ،و أن تكون هذه الفكرة لابمة على اساس علمً ،وأن ٌمهد لخطوات اصبلحٌة و عبلجٌة مبنٌة على الدراسة التشرٌحٌة لعلم االجتماع التً من شؤنها تحول الجرٌمة الى مشكلة اجتماعٌة و هنا فمط ٌتولف الباحث السوسٌولوجى بالجرٌمة ،وٌبدا اهتمام االخرٌن بالمشكلة. 19 والنظرٌة ما هً اال مجموعة من المضاٌا المترابطة منطمٌا والمادرة على تفسٌر ولابع و حمابك الظاهرة االجتماعٌة والمابلة للتحمك االمبٌرٌمى و تنطوي على مسلمات. والنظرٌة نسك مترابط من المفهومات او االفكار او المضاٌا تمدم تفسٌرا لمجموعة من الحمابك او الظواهر و هذه الظواهر تعد بمثابة لوانٌن عامة تحكم هذه المجموعة من الحمابك او الظواهر او تكشف عن العبللات السببٌة بٌنها. وتستمد النظرٌة فً علم االجتماع لضاٌاها من نتابج بحوث عملٌة حملٌة مٌدانٌة اجرٌت على الوالع االجتماعً و لٌست مستمدة من النظر العملً. والنظرٌة تعد أساس المعرفة االنسانٌة التً من خبللها ٌمكن تفسٌر كل ما ٌتعلك بالمجتمعات بما ٌشتمل علٌه من أفراد مكونٌن لها ومجتمعٌن مع بعضهم البعض ،وبما ٌشتمل علٌه من ظواهر اجتماعٌة تإثر و تتؤثر بمن حولها فالنظرٌة تحاول تفسٌر وتحلٌل كل ما ٌحٌط بالكون سواء كانوا افرادا ام جماعات ام مجتمعات. ومن المهم على الباحثٌن فً علم االجتماع ان ٌجمعوا بٌن النظرٌات بشرط االتساق فٌما بٌنها من ناحٌة ،وعدم الوالء ألى نظرٌة من النظرٌات من ناحٌة اخرى بجمع النظرٌات تمف على حد سواء ،و أن أي مرحلة من مراحل البحث تحتم استخدام نظرٌة معٌنة. والبحوث المٌدانٌة فً علم االجتماع تبدأ بنظرٌة و تنتهى بعد انتهاء البحث بنظرٌة ،فبل وجود لنظرٌة بدون تجربة وال وجود لتجربة بدون نظرٌة. وهناك العدٌد من الوظائف النظرٌة منها-: -1ان النظرٌة تحدد االطار العام للبحث ،حٌث ٌمكن من خبلل النظرٌة فهم طبٌعة الموضوع الذى ٌتم دراسته. -2انه ٌمكن اشتماق الفروض من خبلل النظرٌة. 20 -3النظرٌة تمدم المصطلحات و المفهومات التً تصنف بها جوانب الحٌاة االجتماعٌة و تفسٌرها. -4النظرٌة تساعد الباحث فً تفسٌر بٌانات بحثه. -5تفٌد النظرٌة فً كشف التغٌرات الموجودة فً المعرفة. -6تفٌد النظرٌة فً تلخٌص الحمابك. -7للنظرٌة وظٌفة تنبإٌه. -8للنظرٌة وظٌفة فً احداث التغٌر فً البٌبة. -9للنظرٌة وظٌفة معرفٌة. وعلى أٌة حال فؤن البناء النظري للعلم ما هو اال مجموعات من المفاهٌم والفروض والنظرٌات. فالمفاهٌم تساهم فً صٌاغة الفروض والنظرٌات كما ان النظرٌات ما هً اال مجموعة مترابطة من المفاهٌم ولد ٌإدى اختٌار النظرٌة من خبلل استخدام الفروض الى صٌاغة مفاهٌم جدٌدة تضاف الى بناء النظرٌة ولد ٌإدى هذا االختبار الى تعدٌل بعض المفاهٌم أو رفضها. ومهما تعددت النظرٌات السوسٌولوجٌة منذ ظهور علم االجتماع فً المرن التاسع عشر حتى اآلن فانه ٌمكن حصرها فً اطار ثالثة منظورات اساسٌة -: اوال :النظرٌات الماركسٌة-: وهى تلن النظرٌات التً تهتم بمضٌة التغٌر االجتماعً ،وكٌفٌة انتمال المجتمع من المرحلة المشاعٌة الى المرحلة الشٌوعٌة مرورا بالمرحلة العبودٌة والمرحلة االلطاعٌة والمرحلة الرأسمالٌة و مرحلة دٌكتاتورٌة البرولٌتارٌا مرتكزة على النظام االلتصادي واستخدمت 21 مموالت الصراع الطبمً ( العبٌد واالسٌاد) ( الفبلحون وااللطاع) ( العمال وأصحاب رأس المال) ثانٌا :النظرٌات البنائٌة الوظٌفٌة-: وهى تلن النظرٌات التً تبحث فً بناء المجتمع و وظٌفته وطبٌعته ،واهتمت بمموالت البناء االجتماعً والنسك االجتماعً والنظام االجتماعً ،ومحور اهتمام تلن النظرٌات ٌكمن فً دور التكامل والتساند بٌن مكونات البناء االجتماعً و دورها فً تحمٌك استمرار المجتمع و توازنه. ثالثا :نظرٌات الفعل " ماكس فٌبر " وهى تلن النظرٌات التً اهتمت بالعبللة بٌن الفرد والمجتمع ،ومن منهما ٌملن الموة والمدرة على توجٌه االخر وتشكٌله.وهنان اتجاهٌن هما ما ٌلى-: االول :بدأ مع ظهور علم االجتماع فً المرن التاسع عشر وحتى نهاٌة الحرب العالمٌة الثانٌة، حٌث ٌشٌر ذلن االتجاه الى دور المجتمع فً توجٌه افراده وتشكٌلهم ،وٌنطبك ذلن على جمٌع النظرٌات السوسٌولوجٌة المحافظة البنابٌة الوظٌفٌة او الماركسٌة او الرادٌكالٌة ،وٌطلك علٌها النظرٌات البنابٌة الهتمامها بؤسبمٌة البناء على الفعل أي اسبمٌة المجتمع على الفرد. الثانً :بدأ االتجاه الثانً فً النظرٌة السوسٌولوجٌة بعد الحرب العالمٌة الثانٌة ومازالت لابمة حتى االن وتشٌر هذه النظرٌات الى دور االفراد فً تؤسٌس المجتمع واضفاء معنى علٌه بل وتشكٌله ،وأبرز تلن النظرٌات هً التفاعلٌة الرمزٌة واالثنومٌثودولوجٌة والفٌنومٌنولوجٌة، وتعرف هذه النظرٌات باسم " المنظور الهرمنٌوطٌمٌة أي التؤوٌلٌة " حٌث تهتم بتؤوٌل المعانً التً ٌتضمنها اهتمام االفراد. وعلى أٌة حال فان جمٌع النظرٌات السوسٌولوجٌة مهما تعددت فإنها تنحصر فً ثالثة محاور هً: 22 اوال :النظرٌات التً تهتم ببناء المجتمع ووظابفه ونظمه. ثانٌا :النظرٌات التً تهتم بالتغٌر االجتماعً و عوامله طبٌعته. ثالثا :النظرٌات التً تهتم بعبللة الفرد بالمجتمع وأٌهما ٌوجه اآلخر. .1انتفسري املاركسً نهسهىك االجزامً: لام ماركس بتحلٌل الوالع االجتماعً مستخدما ً التصور الدٌالكتٌكٌة والمفهوم الكلً لهذا الوالع ,األمر الذي مكنه من كشف العبللات بٌن األشٌاء التً لد تبدو بعٌدة ومتنافرة .وأن الوالع االجتماعً علً الرغم من أنه من صنع االنسان ,اال ان هذا الوالع أٌضا ً هو الذي خلك هذا اإلنسان ,فاإلنسان بمدر ما هو منتج للحٌاة االجتماعٌة ,بمدر ما هو نتاج لها .والمجتمع دابما ً فً حالة تشكل وتغٌر ,وأن هذا التحول والتغٌر ٌتشابه مع التحول والتغٌر فً الطبٌعة ,اال ان هذا التشابه لٌس كامبل ,حٌث إن الطبٌعة تحتوى علً عناصر صماء عمٌاء فً حٌن ان الحٌاة االجتماعٌة تحتوي علً عناصر واعٌه . والبناء االجتماعً من وجهه نظر ماركس ٌتكون من بنائٌن : -1بناء اساسً تحتً اقتصادي :ولمد تناول ماركس هذا البناء فً ضوء التطور التارٌخً للعمل االنسانً ,ولام بتصنٌف المجتمعات علً أساس نظمها االلتصادٌة ( المشاعً , العبودي ,االلطاعً ,الرأسمالً ,دٌكتاتورٌه البرولٌتارٌة ,الشٌوعً). -2بناء فوقً اٌدٌولوجً :وهو ٌتضمن الفن والمانون والدٌن والسٌاسٌة .....الخ وهذا البناء ٌعتبر انعكاس للبناء االساسً التحتً ,حٌث ٌتضمن اسلوب اإلنتاج وعبللات اإلنتاج .ولذا فان ماركس ٌ إكد علً أنه لٌس وعً اإلنسان هو الذي ٌحدد وجوده وإنما وجود اإلنسان هو الذي ٌحدد وعٌه وشعوره ومعرفته .فاألفكار التً ٌحملها الناس هً إنعكاس لؤلساس المادي 23 ومن هنا ٌسلم ماركس بوجود تفاعل حتمً بٌن كل من البناء التحتً األساسً االلتصادي والبناء المومً األٌدٌولوجً. كما ٌرى ماركس أن المادٌة مادٌتٌن هما : -1المادٌة الجدلٌة :وهى علم نظري خاص بتطبٌك الموانٌن العامة التً تحكم التطور االجتماعً وهً فلسفه ثورٌة تإكد علً التغٌر . -2المادٌة التارٌخٌة :وهً علم تطبٌك الموانٌن العامة أو المبادئ العامة للمادٌة الجدلٌة علً الحٌاة االجتماعٌة . كما ٌرى ماركس أن الطبٌعة االنسانٌة تحتوي علً طبٌعتٌن : -1الطبٌعة التعاونٌة :وهى تلن الطبٌعة التً سادت التارٌخ الً أن ظهر المجتمع الرأسمالً أو المرحلة الرأسمالٌة . -2الطبٌعة الصراعٌة :وهً تلن الطبٌعة التً ظهرت بظهور المرحلة الرأسمالٌة ,ومرجع هذا الصراع وجود طبمتٌن متنالضتٌن .وهذا التنالض الطبٌعً ٌنعكس علً طبٌعة التفاعل المابم بٌن االنسان والنسك ,الذي ٌإدي الً اخضاع االنسان للنسك ,حٌث ٌتم تجرٌد االنسان من كلٌة لها سلطة وسٌطرة علً المولف االجتماعً إلً جزبٌة ال حول لها وال لوة خاضعة ذلٌلة . وٌتعرض هنا ماركس لمفهوم االغتراب Alienationالذي هو حالة االنفصال بٌن الناس ووسابل انتاجهم . نظرٌة االغتراب عند ماركس انطلمت من تصور الماركسٌة للمولف المشاعى من ناحٌة والمجتمع الرأسمالً من ناحٌة أخرى ,فطبٌعة المجتمع المشاعى البدابً كانت تتسم بالبساطة ,وأن معرفة االنسان بموى اإلنتاج كانت محدودة الً درجة كبٌرة ,ألنه ٌجد فً الطبٌعة لوى 24 غامضة ,وهو ٌعٌش حٌاته من الٌد الً الفم ,وأن اهم ما ٌمٌز المجتمع المشاعى هو الحرٌة والمساواة فً االنتاج ,فبل ٌوجد فابض ,وانما ٌوجد عدالة فً التوزٌع ,وال ٌوجد تمسٌم عمل ,وال توجد طبمات ,وهكذا ٌرتبط اعضاء المجتمع مع بعضهم البعض ارتباطا تلمابٌا ً , واالنتاج ٌتم فً أضٌك نطاق بحٌث تنعدم اي سٌطرة للمنتجٌن فً عملٌة توزٌع االنتاج .أما طبٌعة المجتمع الرأسمالً فان جوهر االغتراب ٌتمثل فً لدرة المعاٌٌر الرأسمالٌة علً تجسٌد كل مظاهر االغتراب والتشٌوء .فتمدم االنتاج أفرز طبمة عاملة ٌ ,بدو فٌه العامل وكؤنه حر فً أن ٌبٌع عمله ,وكذلن حر فً ملكٌه وسابل االنتاج ,وبممارنه وضعه الحر داخل المجتمع الرأسمالً ؛ ما كان علٌه فً النظام اإللطاعً نجده أكثر حرٌة ,ولكن نتٌجة عوامل اإلكراه واإلجبار فً التصاد السوق الرأسمالً تجعل العامل مجبرا ً علً بٌع عمله فً السوق ,فهو حر فمط فً اختٌار من ٌرٌد استغبلله ألنه ال توجد فرص عماله تكفً جمٌع الناس ومن هنا ظهر التنافس بٌن العمال للحصول علً فرص عماله ,وهذا كله لصالح صاحب العمل .ولمد وصف ماركس الطبٌعة المزدوجة للحرٌة الرأسمالٌة بانها خدٌعة كبرى ,بل ان النظام الرأسمالً ٌحمل فً طٌاته الكثٌر من التنالضات والغموض حٌث ٌخضع االنسان فٌه لمواعد مهنٌة وتنظٌمٌة من شؤنها النٌل من انسانٌته واخضاعها لضغوط خارجٌة ,حٌث ٌتحول فً النهاٌة الً مجرد شًء شؤنه شؤن اآللة التً ٌعمل علٌها ,وٌترتب علً مثل هذه االوضاع ظهور مولف االغتراب Alienationالمابم علً فكرة المهر الخارجً والتكٌف اإلجباري الذي ٌجب ان ٌموم به اإلنسان لكً ٌتواءم مع التخصص مع كونه وحده من وحدات االنتاج , هذا باإلضافة الً انفصال العمل عن الضبط الممارس علٌهم . فالرأسمالٌة غابة ٌلتهم فٌها الغنً الفمٌر ,وٌؤكل الموى الضعٌف .وأن هذه الغابة لن تتحول الً مجتمع اال اذا كانت هنان حكومة لوٌة كما ان الرأسمالٌة تهدف الً تحطٌم الطالة االبداعٌة الكامنة فً االنسان ,حٌث ٌكون للربح المادي االولوٌة ,فاإلنسان لٌس اال ترسا فً اآللة المعمدة ,واالنتاج الرأسمالً بما فٌه من اغتراب ٌدمر االنسان فهو ال ٌشعر بحرٌته اال 25 حٌنما ٌإدي وظابفه الحٌوانٌة كاألكل والشرب والتناسل .اما فً وظابفه اإلنسانٌة فهو لٌس إال حٌوان ,فالحٌوانً ٌصبح هو اإلنسانً ,واإلنسانً ٌصبح هو الحٌوانً. لذا فإن النظرٌة الماركسٌة ال تتفك مع النظرٌات األخرى التً تفسر الجرٌمة باعتبارها نتاج ألخطاء الفرد ،ولكن الجرٌمة فً حمٌمة األمر هً ولٌدة التنالضات التً ٌحتوٌها النظام الرأ سمالً حٌث ٌحل المهر والحاجة محل الحرٌة وٌحل االستغبلل وعدم المساواة والعبودٌة محل الحرٌة والمساواة واإلخاء (. )1 فالجرٌمة كما ٌرى بونجر ناتجة عن مساوئ ومفاسد النظام االلتصادي الرأسمالً الذي ٌشجع الناس على أن ٌكونوا أكثر جشعا وأنانٌة للسعى نحو منافعهم الخاصة بغض النظر عن رفاهٌة األخرٌن .والجرٌمة ترتبط بالطبمات الفمٌرة ألن نظام العدالة ٌجرم بشدة الفمٌر ،فً حٌن أنه ٌتٌح الفرص واإلمكانٌات المشروعة وغٌر المشروعة للغنى لكى ٌحمك رغباته األنانٌة ،كما ان المانون فً المجتمع الرأسمالً ٌستخدم إلربان الطبمة العاملة ،فالسجن ٌستخدم كوسٌلة للضبط االجتماعً ،فالمانون ظاهرٌا ٌحمى المجتمع من المجرمٌن ،إال أن هدفه الحمٌمً هو حماٌة الطبمة الحاكمة ،وباختصار شدٌد فإن النظام الرأسمالً ٌمود المجتمع إلى حاله من المنوط والٌؤس وفساد األخبلق ،وإن الحل النهابً لمشكبلت المجتمع بما فٌها الجرٌمة تكمن فً الثورة على النظام الرأسمالً والطبمة التً تتحكم فً وسابل اإلنتاج وإحبلل النظام الشٌوعً ،فالمجتمع االشتراكً كفٌل بالمضاء على الجرٌمة ،حٌث ان النظام الشٌوعً سٌزٌل التنالضات الطبمٌة وسٌخلك عالما جدٌدا تختفى فٌه حالة انعدام المساواة الرسمٌة والمادٌة. دور القانون فً المجتمع الرأسمالً من وجهه نظر الماركسٌة -: الطبمة البرجوازٌة فً المجتمع الرأسمالً تمود هذا المجتمع الً حالة من الٌؤس وحرب الكل ضد الكل وٌستخدم المانون : -1ألربان الطبمة العاملة. 26 - 2المدرة علً جعل الناس مسورحٌن بؤدوات المانون من حٌث الثورة والسلطة . ٌ -3ستخدم السجن كوسٌلة للضبط االجتماعً من خبلل دوره فً العماب المادي من ناحٌة وكسبلح لؤلٌدٌولوجٌة الرأسمالٌة من ناحٌة أخري ومن هنا ٌخفً السجن حمٌمة جرابم اصحاب النفوذ والدولة الرأسمالٌة هً دولة الطبمة الحاكمة حٌث تنشر لوانٌنها العامة وأوامرها التً تنص علً المساواة واألمان لجمٌع افراد المجتمع ،ومن خبلل هذه العناصر تتمكن حكومة الطبمة من تحمٌك العدالة ولكنها عدالة فً كٌفٌة السٌطرة علً الصراع الطبمً الناتج عن عبللات اإلنتاج فالمجتمع الطبمً هو الذي ٌخلك التفكن االجتماعً وهو الذي ٌخلك مبرراته الممكنة .ومن هنا ٌمكن المول أن المجتمع الرأسمالً ٌخلك الجرٌمة التً تهدد الطبمة العاملة وأن الدور الذي ٌإدٌه المانون هو حماٌة المجتمع الطبمً من المجرمٌن الذٌن ٌعتدون علً ممتلكات الطبمة الحاكمة ولكنه أٌضا جزء اساسً من تكوٌنها ٌصاغ فً عبارات تعبر عن اهتمامات الطبمة الحاكمة من المشاعٌة الً الشٌوعٌة. وٌتفك كبل من االتجاه المادي واالتجاه المثالً فً لضٌة عامه هً ان هنان عبللة بٌن التغٌر فً النسك المانونً والتغٌر بوجه عام . وٌتولف الً هذا الحد اتفالهما حٌث نجد أن هنان تباٌنا فً تناولهما لمضمون ومعنً ومدي التغٌر االجتماعً فالفكر الماركسً ٌري أن االساس المادي للمجتمع هو الذي ٌحدد البناء الفولً بمعنً ان عبللات ولوي اإلنتاج هً التً تحدد كافة مكونات البناء الفولً أو العلوي والذي ٌعد المانون أحد مكونات البناء الفولً . فالمانون ال ٌتغٌر إال تحت تؤثٌر تغٌرات جزرٌة فً البناء االساسً ،ومع ذلن ٌمر الفكر الماركسً حمٌمة ان المانون ٌمكن أن ٌكون عامبل مساعدا أو معولا لتغٌر البناء األساسً فً المجتمع . 27 وهناك مستوٌٌن ٌحدث من خاللهما التغٌر األجتماعى من وجهه النظر الماركسٌة المادٌة هما: األول :المستوي الكمً أو مستوي التغٌر الكمً حٌث ٌحدث فً كل مرحلة من مراحل التطور االجتماعً تغٌرات كمٌة ،هذه التغٌرات تستمر الً مدي معٌن وهً تغٌرات تتفك ومصالح الطبمة الحاكمة وٌعمل علً المحافظة علً النظام االجتماعً وااللتصادي ،وٌمكن أٌضا أن ٌستجٌب المانون داخل كل مرحلة من مراحل التطور االجتماعً للتغٌرات التً تطرأ فً المجتمع. الثانً :مستوي التغٌر الكٌفً وٌمصد به التغٌرات الجذرٌة للمانون والتً تحدث بفعل تراكم التغٌرات الكمٌة الً حد معٌن كفٌل بنمل المجتمع من مرحلة الً مرحلة اخري. التفسٌر الماركسً لجرائم ذوي الٌاقات البٌضاء: المانون ٌعبر دابما عن مصلحة الطبمة المسٌطرة ،حٌث ٌحمك مصالحها ،وٌخفً حمٌمة استغبللها وبشاعتها. لذا فان جرابم اصحاب السلطة ال ٌحك لوسابل االعبلم التطرق إلٌها ،بل وال ٌحك الشرطة تسجٌلها فً المحاضر ،وإن سجلت فً المحاضر فبل ٌحك للنٌابة أن تصدر أحكاما ضدها. اما التفسٌر الماركسً لمدى تركز الجرٌمة فً الطبمات الفمٌرة فإن ذلن راجع ألن وسابل االعبلم تزٌد من تسلٌط الضوء على تلن الجرابم ،كما أن رجال الشرطة فً رلابة مستمرة لمثل هذه الطبمات ،كما ان المجرمٌن من الطبمات الفمٌرة من وجهه نظر ماركس ٌنتمون الى أدنى الطبمات فً البرولٌتارٌا والتً ٌطلك علٌها البرولٌتارٌة الرثة ،وهً فبه طفٌلٌة غٌر 28 منتجة تعٌش عالة على ما ٌنتجه اآلخرون ،فهً فبه خطرة ،ونفاٌة اجتماعٌة وهم زبد اجتماعً Social Scumال ٌمكن الوثوق بهم واالعتماد علٌهم ألمرٌن -: االمر االول :أنهم مجرد طفٌلٌات ٌعٌشون حٌاتهم اعتمادا ً على السرلة او التسول ،او ٌمومون ببعض الخدمات كالدعارة والممار ومن ثم ال تلتمً مصالح هذه الفبة االجرامٌة مع مصالح العمال ،فالمجرمون ٌعٌشون حٌاتهم اعتمادا ً على التماط فتات عبللات التبادل الرأسمالٌة. االمر الثانً :هو إمكانٌة رشوة هإالء المجرمٌن من جانب العناصر الرجعٌة فً الطبمة الحاكمة ،او من الدولة ،وٌمكن تسخٌر هإالء المجرمٌن لخدمه لوى الرجعٌة فً بعض أعمال السرلة أو كمخبري للشرطة ومن هنا كانت فبة المجرمٌن " البرولتٌارٌا الرثة " عدوا لدودا لدى حركه الثورة البرولتٌارٌا. .2اجلزميت يف ضىء االجتاي انبىائً انىظٍفً : ٌدرس االتجاه البنابً الوظٌفً الظواهر االجتماعٌة فً ضوء اعتماده على النظرة المتكاملة للمجتمع والفرد من حٌث البناء والوظٌفة والتؤثٌر المتبادل بٌنهما .فالمجتمع كبل مإلف من اجزاء مرتبطة ٌإدي كل منها وظٌفه لخدمه اهداف الكل .فالمجتمع نسك ٌضم مجموعه من العناصر المتساندة التً تسهم فً تحمٌك تكامله غٌر ان هذا التكامل ال ٌتم بشكله المثالً ،لذا فانه من المتولع حدوث بعض االنحرافات فً النسك تحول دون اداء وظابفه على النحو االكمل : ولمد تناول تلن االنحرافات عدد من العلماء منهم اٌمٌل دوركاٌم فً عرضه لمفهوم االنومً عام ٣٩٨٣فً كتابه تمسٌم العمل واالنتحار وتبعه روبرت مٌرتون فً تنمٌح نفس المفهوم فً عام ٣٨٣٩ف كتابه البناء االجتماعً واالنومً . 29 أوال :وظزٌت االوىمى نذور كاٌم-: ٌرجع الفضل الى دوركٌم فً استخدام هذا المصطلح ٣٩٨٣م لٌشٌر به إلى حالة الفوضى وضعف الموجهات السلوكٌة والفكرٌة ،فاألنومى حالة من العزلة وعدم االنتماء تحت تؤثٌر انهٌار المٌم العامة والنظام االجتماعً لدرجه تجعل الناس غٌر لادرٌن على االرتباط مع بعضهم البعض من ناحٌة ومع المجتمع من ناحٌه اخرى.فاالنومى ٌظهر حٌنما ٌتعرض المجتمع الزمه طاحنة أو تحوالت جذرٌة وهذا ما حدث للمجتمع االوروبً.فالثورة الصناعٌة هً التً فوضت دعابم النظم التملٌدٌة واستبدلتها بنظم اجتماعٌه أخرى تستند الى العلم والتصنع ولمد أتخذ دور كاٌم من طبٌعة العبللة بٌن الفرد او االفراد والنظام االجتماعً معٌارا ً لشرح نظرٌة االنومً وان هذه العبللة تتحدد بنوعٌن من التضامن وهما التضامن اآللً والتضامن العضوي . فاالنومٌه نتٌجة حتمٌة لتغٌٌر المجتمع من المجتمع الشعبً التملٌدي (Folk Societyالتضامن األلً) إلى المجتمع الحدٌث (Modern societyالتضامن العضوي) ،حٌث ٌترتب على هذا التغٌر العدٌد من المشكبلت ٌظهر من خبللها االنومً مشٌرا ً إلً اضطراب العبللة بٌن االفراد والنظام االجتماعً بما ٌإدي الى خلل فً التوازن وانهٌار الضوابط وغٌاب المعاٌٌر المدعمة اجتماعٌا -وباختصار فإن األنومى هو النموذج االوحد للتغٌر االجتماعً . ولمد اتخذ دوركاٌم من مجتمع التضامن اآللً إطارا مرجعٌا ً لمجتمع التضامن العضوي ولد ماٌز دورکاٌم بٌن الخصابص والسمات للمجتمعٌن ،وٌتضح فضل دوركاٌم فً أنه مهد لنشؤة الدراسات الممارنة باعتبارها الورٌث الشرعً للنزعة التطورٌة فً علم االجتماع .ولمد نظر دور کاٌم إلى التغٌر االجتماعً باعتباره سببا ً لبلنومً ومنطلما ً أساسٌا ً لكل أزمة فً المجتمع ومدمرا ً للنظام الذي طرأ على البناء االلتصادي للمجتمع الذي برزت مظاهره على الصناعة والتجارة بوجه خاص. 30 ولمد تناول دور كاٌم لضٌة العبللة بٌن التغٌر االجتماعً والجرٌمة من خبلل تناوله لمفهوم األنومى.فمد ٌكون األنومى متغٌرا ً مستمبلً ثابتا ً فً عبللته بالجرٌمة المتغٌر تابع وذلن على أعتبار أن األنومً حاله مجتمعٌه تتمٌز باالضطراب فً النظام االجتماعً وخلل فً التوازن وإنهٌار للضوابط والمعاٌر التً تحد من أنانٌة االنسان والتً تلمى لبوالً اجتماعٌاً ،وتبدو آثار هذا االضطراب فً ارتفاع معدالت االنتحار وتفالم األزمات الصناعٌة والتجارٌة ولد ٌكون االنومً متغٌرا تابعا معتمدا ً من ناحٌة اخري فً عبللته بالتغٌرات االجتماعٌة التً طرأت علً المجتمعات وٌمكن توضٌح ذلن من خبلل إشارة دور كاٌم الً أن ازمة االخبلق فً المجتمع الصناعً هً أزمة حمٌمٌة تشٌر إلى حالة مرضٌة دابمة ،وأنه ٌمكن تفسٌر العوامل المإدٌة إلى هذه األزمة من خبلل الرجوع إلى التغٌرات العمٌمة التً طرأت على المحتمات فً ولت لصٌر جدا فؤدت إلى تحررها من النموذج االنمسامً ( أي نموذج المجتمعات التملٌدٌة ) بسرعة مذهلة وبدرجات لم ٌسبك لها مثٌل فً التارٌخ ،ومن هنا تراجعت األخبلق التً كانت تبلبم النموذج االجتماعً التملٌدي دون أن ٌحدث نمو آخر سرٌع لادر على ملا الحٌز الذي أصبح خالٌا فً ضمابر أعضاء المجتمع ،األمر الذي أدى إلى تزعزع إٌمانهم ،وفمد التراث تؤثٌره علٌهم ،هذا باإلضافة إلى أن الوظابف التً اضطربت لم ٌعد لدٌها الولت الكافً لكى تكٌف ذاتها مع بعضها ،ولم تعد الحٌاة الجدٌدة .التً انبثمت فجؤة لادرة على أن تصبح منظمة على نحو ٌإدى إلى إشباع الحاجة الى العدالة .وٌبدو هنا واضحا أن التغٌرات التً طرأت على المجتمعات تعتبر متغٌرا ً مستمبل وأن االنومً متغٌر تابع . وٌمكن توضٌح ذلن فً دراسة دوركاٌم عن االنتحار وعبللته بالنظم الدٌنٌة والعابلٌة والسٌاسٌة حٌث إتخذ دور کاٌم من تكامل االنساق متغٌرا ً مستمبل ترتبط به متغٌرات تابعه من الظواهر االنحرافٌة.وباستخدامه لؤلسلوب االحصابً وتحلٌل النتابج تمكن من تحدٌد العبللة بٌن التغٌر فً معدالت جرٌمة االنتحار وبٌن التغٌر فً درجة تكامل النظم الدٌنٌة والعابلٌة والسٌاسٌة ،وتوصٌل الى المضٌة اآلتٌة: 31 أن االنتحار ٌتغٌر تغٌرا ًعكسٌا ً مع درجة التكامل فً النظام الدٌنً ،ومع درجة التماسن فً النظام األسرى ومع درجة التوحٌد فً النظام السٌاسً. وقد مٌز دور کارٌم ببن ثالثة مستوٌات أو أشكال للتكامل ٌرتبط بكل منها نمط معٌن من السلوك المنحرف مستندا إلى قضٌة مؤداها أنه كلما زاد التضامن االجتماعً بٌن الحٌاة االجتماعٌة كلما انخفض معدل االنتحار والعكس بالعكس. المستوى األول ( :مجتمع التضامن اآللً ) فاالنتحار الغٌرى أو اإلٌثاري ٌسود فً هذا المستوى حٌث أن درجه التكامل عالٌة بٌن نسك الشخصٌة ولٌم النسك االجتماعً بحٌث تجعل الشخص ٌرفض كل هو أنانً وٌرتبط بكل ما هو غٌري أو اإلٌثاري. المستوى الثانً (:مجتمع التضامن العضوي) وٌسود هذا المستوي نمط االنتحار األنانً حٌث ٌتوفر فً هذا المستوي درجة عالٌة من الفردٌة ،فالفرد فً هذا المستوي ٌتخذ من المٌم الخاصة ومعاٌٌره محكات للحكم علً كل فعل. فبلنتحار األنانً نتٌجة طبٌعٌة لملة اندماج الفرد وتكامله مع المجتمع. المستوى الثالث (:المحتمع االنومً والالمعٌاري) وٌسود هذا المستوى نمط االنتحار االنومً حٌث ٌنعدم التكامل تماما ً فً هذا المستوي ،وٌكون النسك فً حالة من الفوضى وٌجد الفرد نفسه غرٌبا ً عن كل معاٌٌر النسك. وٌإكد دوركاٌم علً انه لٌس هنان عبللة بٌن الفمر والجرٌمة حٌث استنج بؤدلة احصابٌة والعٌة أن معدالت االنتحار تزداد فً فترات الكساد االلتصادي وتزداد أٌضا فً فترات 32 الرخاء االلتصادي وذلن بصورة غٌر عادٌة .وٌفسر دور كاٌم تلن الزٌادة بؤنها ناتجه عن األزمات أي االضطراب فً النظام الجمعً collective orderفهو ٌمول " إن كل اضطراب فً التوازن ٌعد دافعا ً إلً الموت اإلرادي حتى وان كان ٌحمك راحة أكبر وزٌادة فً النشاط العام ،وكلما احتلت الحاجة إلى إعادة التوافك مكانها فً النظام االجتماعً وكانت خطٌرة ،كان الناس أكثر نزوعا إلى التدمٌر الذاتً سواء أكانت إعادة التوافك هذه مترتبة على نمو مفاجا أم كارثة. فاالنحراف والجرٌمة من وجهة النظر الدوركاٌمٌة ظاهرة مإلتة توجد فً المجتمعات الحدٌثة وانعكاس لبلضطرابات التً تحدث فً المجتمع ،كما أن االنحراف والجرٌمة ،ظاهره طبٌعٌة ولٌست مرض اجتماعً ،ومن المستحٌل وجود مجتمع بدون انحراف أو جرٌمة كما أن االنحراف أو الجرٌمة ٌرتبط بالبناء االجتماعً ولٌس باألفراد ،وكون أن االنحراف ٌظهر من خبلل األفراد ذلن ألن األفراد هم بمثابة أدوات تعبر عن البناء االجتماعً الذي ٌنتمون الٌه وأن الحل النهابً لبلنومً بالنسبة لدوركاٌم ٌكمن فً االخبلق التً تتطلب االمتثال للنزاهة ومحبه الغٌر. .2وظزٌت انتكٍفاث اإلحنزافٍت نزوبزث مريتىن: فً عام 1938لام روبرت مٌرتون بمحاولة لتفسٌر السلون االنحرافً مستمدا دعابم هذا التفسٌر من تفسٌر دوركاٌم لذات السلون بل وحاول أن ٌعدل فً هذا التفسٌر؛ فاالنحراف من وجهة نظره هو التبلإم العادي لبٌبة تتسم باألنانٌة ،وٌتفك مٌرتون هنا مع دوركاٌم فً التؤكٌد على دور المعاٌٌر فً إذكاء روح األنانٌة لدى أفراد المجتمع ،األمر الذي ٌإدي إلى خلك االنحراف ،إال أنه ٌختلف مع دوركاٌم فً أن للمعاٌٌر دورا فً الحد من شهوات الفرد وأهوابه ،وأن عدم وجود هذه المعاٌٌر أو ضعف أثرها ٌإدي إلى خلك ظروف أنومٌة تخلك الجرٌمة واالنحراف.هذه األفكار ٌرفضها مٌرتون حٌث ٌمول أن السلون االنحرافً شؤنه شؤن 33 السلون االمتثالً فهو ٌعد نتاجا ومحصلة للبناء االجتماعً الثمافً ،وأن هذا البناء ٌتكون من عنصرٌن مرتبطٌن ببعضهما البعض ،وٌمكن فصلهما فقط بهدف التفسٌر والتحلٌل ،وهما: األول :األهداف والغاٌات والمصالح المحددة ثمافٌا ،والتً تعد بمثابة أهداف مشروعة لجمٌع أعضاء المجتمع على اختبلف موالعهم فٌه. الثانً :الوس ابل الممبولة اجتماعٌا ،أي التً تحددها النظم االجتماعٌة وتعمل على تحمٌك تلن األهداف Robert. K. Menton (1969), p. 162وأنه كلما كانت العبللة ثابتة بٌن عنصري البناء "األهداف المحددة ثمافٌا ،والوسابل الممبولة اجتماعٌا" كانت استجابات األفراد سوٌة، ً الوحٌد من أنماط تكٌُّف األفراد داخل وجودهم الثمافً وٌتمثل ذلن فً النمط اإلٌجاب ّ واالجتماعً أال وهو نمط االمتثال Conformityحٌث ٌتاح لؤلفراد استخدام الوسابل الممبولة اجتماعٌا لتحمٌك األهداف المحددة ثمافٌا. إال أن هذا لٌس معناه أن هنان عبلمة ثابتة توجد بٌن عنصري البناء ،بل لد ٌزداد التؤكٌد واالهتمام على أحد عنصري البناء دون تؤكٌد مماثل على العنصر اآلخر.األمر الذي ٌإدي إلى وجود حالة وصفها مٌرتون بؤنها سٌبة التكامل ،بمعنى أنه كلما حدثت تغٌرات هامة فً أي من عنصري البناء علٌنا أن نتولع تغٌرات مماثلة فً العنصر اآلخر ،األمر الذي ٌإدي إلى مفارلات فً معدالت السلون االنحرافً المابمة. وٌظهر لنا ذلك فً أنماط التكٌفات االنحرافٌة لألفراد وهً.: )١نمط االبتداع :innovation الذي ٌتم فٌه التؤكٌد على األهداف الثمافٌة دون تؤكٌد على الوسابل االجتماعٌة لعدم توافرها، وٌنتشر بٌن أبناء الطبمات الدنٌا .R. K. Menton (1969) , pp169-173 )2نمط الطقوسٌة :Ritualism 34 وٌتم فٌه االلتزام المسري بالوسابل االجتماعٌة دون التزام باألهداف الثمافٌة ،وٌنتشر بٌن أبناء الطبمة الوسطى الدنٌا .pp173-174 )3?