2024 2025 جامعة جشؾب الؾادي PDF

Document Details

ReformedWatermelonTourmaline1792

Uploaded by ReformedWatermelonTourmaline1792

جامعة جشعب الهادي

ا‪.‬د‪ /‬الديج عؾض

Tags

social sciences sociology social behavior social studies

Summary

This document is a course material for a social studies/sociology course at جامعة جشؾب الؾادي, likely for the academic year 2022. It discusses the concept of social behavior and deviance.

Full Transcript

‫جامعة جشؾب الؾادي‬ ‫كمية اآلداب‬ ‫قدؼ عمؼ االجتساع‬ ‫مقخر‬ ‫عمؼ االجتساع الجشائي‬ ‫الفخقة الخابعة‬ ‫التخم األول ‪2022‬‬ ‫تأليف‬ ‫ا‪.‬د‪ /‬الديج عؾض‬ ‫أستاذ ع...

‫جامعة جشؾب الؾادي‬ ‫كمية اآلداب‬ ‫قدؼ عمؼ االجتساع‬ ‫مقخر‬ ‫عمؼ االجتساع الجشائي‬ ‫الفخقة الخابعة‬ ‫التخم األول ‪2022‬‬ ‫تأليف‬ ‫ا‪.‬د‪ /‬الديج عؾض‬ ‫أستاذ عمؼ االجتساع الجخيسة‬ ‫حمتىٌاث انكتاب‬ ‫‪ ‬انفصم األول‪ :‬وشأة ػهم االجتماع اجلىائً‪.‬‬ ‫‪ ‬انفصم انثاوً‪ :‬مزاحم تطىر املذاخم انىظزٌت نالحنزاف واجلزميت‪.‬‬ ‫‪ ‬انفصم انثانث‪ :‬وظزٌاث انسهىك اإلجزامً‪.‬‬ ‫‪ ‬انفصم انزابغ‪ :‬جزائم انثأر‪.‬‬ ‫‪ ‬انفصم اخلامس‪ :‬جزائم انفساد‪.‬‬ ‫‪ ‬انفصم انسادس‪ :‬جزائم املخذراث‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫انفصم األول‬ ‫وشأة ػهم االجتماع اجلىائً‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫ٌمصد بالسلون كافة االنشطة التً تصدر عن االنسان فً اثناء تفاعله مع البٌبة ‪،‬ومدي توافمه‬ ‫معها ‪.‬والسلون متغٌر بتغٌٌر االوضاع والزمان والمكان ‪.‬وهنان نوعان من السلون‪:‬‬ ‫السلوك السوي‪ :‬وهو ذلن السلون الذي ٌتوافك مع المعاٌٌر ولٌم المجتمع المتفك علٌها‪.‬‬ ‫السلوك المنحرف ‪:‬هو ذلن السلون الذي ال ٌتوافك مع المعاٌٌر ولٌم المجتمع المتفك علٌها‪.‬‬ ‫وان االختبلف فً تحدٌد الحد الفاصل بٌنهما هو اختبلف فً التمدٌر او الدرجة ‪.‬فالسلون الذي‬ ‫ٌعتبر سوٌا فً مجتمع ما لد ٌكون نفس السلون منحرفا فً مجتمع اخر‪.‬‬ ‫والسلون الذي كان منحرفا فً المرن الماضً لد ٌعد سوٌا فً الولت الحاضر ‪.‬فحركة‬ ‫تحرٌر الم رأة ومطالبتها باالستمبلل والمساواة بالرجل‪ ،‬وحك التصوٌت كان سلوكا منحرفا فً‬ ‫المرن التاسع عشر ‪،‬اما الٌوم فان هذه الحركة اصبحت حركة عادٌة بل اعتبرت من التغٌرات‬ ‫االضافٌة واالٌجابٌة للمكانة الجنسٌة ‪.‬فالسلون المنحرف فً احد‪ ،‬االجٌال لد ٌصبح معٌارٌا‬ ‫فً االجٌال ا لممبلة ‪،‬وبدون السلون المنحرف ٌكون من الصعب علً الثمافة ان تتكٌف مع‬ ‫الظروف والحاجات المتغٌرة‪ ،‬ولذا فان المجتمع المتغٌر فً حاجة دابمة للسلون المنحرف لكً‬ ‫ٌعمل بفاعلٌة ‪.‬ولٌس معنً ذلن أن كل أشكال السلون المنحرف ستصبح معاٌٌر جدٌدة‬ ‫وممبولة فً المجتمع ‪ ،‬فبل بد من التفرلة بٌن السلون المنحرف الضار اجتماعٌا كالسرلة‬ ‫وخطف االطفال والسلون المنحرف المفٌد اجتماعٌا ‪ ،‬حٌث ان التفرلة بٌنهما تتطلب ممدرة‬ ‫علً التنبإ بالمعاٌٌر االجتماعٌة التً سٌتطلبها مجتمع الغد‪.‬وٌمكننا ان نتفك مع اٌرن فروم‬ ‫حٌنما ٌمول‪ :‬أن اشتران مبلٌٌن من الناس فً رذٌلة معٌنه ال ٌجعل هذه الرذٌلة فضٌله ‪،‬وان‬ ‫‪2‬‬ ‫التسام الكثٌر من الناس لمخاوف معٌنه ال ٌجعل هذه المخاوف حمابك ‪.‬وان انتشار المرض‬ ‫العملً بٌن مبلٌٌن من الناس ال ٌجعل هإالء الناس عمبلء‪.‬كما أن اعتماد كثٌرا من الجهبلء‬ ‫علً أنهم علماء ال ٌجعل من الجاهل عالم ‪.‬واالنحراف ٌعرف وٌحدد دابما طبما للمعاٌٌر‬ ‫االجتماعٌة فً مكان وزمان وثمافة محدد‪ ،‬ولٌس معنً ذلن ان كل فعل منحرف مخالف‬ ‫للمعاٌٌر االجتماعٌة جرٌمة ‪ ،‬فاالنحراف مفهوم أوسع من الجرٌمة ‪ ،‬والجرٌمة جزء من‬ ‫الظاهرة العرٌضة لبلنحراف ‪ ،‬بمعنً أنها شكل خاص من االنحراف وأنها سلون ٌجرمه‬ ‫المانون والتً تكون من خبلله العموبة واجبة‪.‬‬ ‫أول مؽ نذخ كتاباً بالمغة األجشبية يحسل عشؾان عمؼ االجتساع الجشائى العالؼ اإليظالى "‬ ‫أنخيكؾ فخى " "‪ Enrico Ferri "criminal sociology‬والحى اىتؼ بالبحث عؽ عؾامل‬ ‫الدمؾك اإلجخامى ‪ ،‬وكان لكتابو ىحا الحى عيخ عام ‪1881‬م أثخ كبيخ فى تغييخ األفكار‬ ‫الدائجة فى ميجان البحث العمسى الجشائى ‪ ،‬أما أول كتاب عيخ بالمغة العخبية يحسل عشؾان‬ ‫عمؼ االجتساع الجشائى ىؾ كتاب حدؽ الداعاتى الحى نذخ عام ‪1591‬م ولقج فزل أحسج‬ ‫خميفة أن يظمق عمى ىحا العمؼ نفدو إصظالح عمؼ اإلجخام االجتساعى ‪ ،‬وألف كتاباً حؾل ىحا‬ ‫السؾضؾع تحت عشؾان " أصؾل عمؼ اإلجخام االجتساعى "‬ ‫وعمؼ اإلجخام االجتساعى يذسل مجسؾع الجراسات التى تبحث فى العؾامل ذات الرفة‬ ‫االجتساعية التى تديؼ فى وجؾد اإلنحخاف االجتساعى كالعؾامل األسخية والثقافية واالقترادية‬ ‫وغيخىا مؽ العؾامل التى تتعمق بجساعة الخفاق والعادات والتقاليج ووسائل اإلعالم السقخوءة‬ ‫والسدسؾعة والسخئية ‪...‬الخ ‪.‬‬ ‫وعمؼ اإلجخام يشقدؼ إلى قدسيؽ متسايديؽ ‪:‬‬ ‫األول ‪ :‬يذسل عمؼ اإلجخام الحى يبحث عؾامل الجخيسة مؽ الشاحية الفخدية كالبيؾلؾجيا‬ ‫الجشائية وعمؼ الشفذ الجشائى ‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الثانى ‪ :‬يذسل عمؼ االجتساع الجشائي أو عمؼ اإلجخام االجتساعي ويذسل عمؼ اإلجخام أيزاً‬ ‫فخعيؽ آخخيؽ مختبظيؽ بالجخيسة وىسا ‪:‬‬ ‫‪ investigations‬والتحقيق الجشائى ىؾ فؽ الكذف عؽ الجخائؼ‬ ‫‪-1‬فؽ التحقيق الجشائى‬ ‫ومظاردة السجخميؽ ‪ ،‬وإقامة األدلة عمى إدانتيؼ أو بخائتيؼ ‪ ،‬ويشجرج تحت ىحا الفؽ الجشائى‬ ‫الظب الذخعى وعمؼ الشفذ التظبيقى القزائى ‪ ،‬والترؾيخ الخظى والتحميل الجشائى ودراسة‬ ‫برسات األصابع وغيخ ذلػ مؽ الفشؾن والعمؾم الجشائية الفخعية ‪.‬‬ ‫‪-2‬عمؼ العقاب ‪Renalagy‬‬ ‫وييتؼ عمؼ العقاب بالبحث فى اإلجخاءات التى يخى السجتسع اتباعيا واتخاذىا رداً عمى الدمؾك‬ ‫اإلجخامى لبعض أفخاده وتذسل تمػ اإلجخاءات أساليب السحاكسة ‪ ،‬دراسة أنؾاع العقؾبات‬ ‫السختمفة ومجى مالئستيا وصالحيتيا وإجخاءات حفع األمؽ ونغؼ الدجؾن وإدراتيا ومعاممة‬ ‫السدجؾنيؽ ‪.‬‬ ‫ويتدع اصظالحى عمؼ اإلجخام وعمؼ الجخيسة ليذسل الشؾاحى القانؾنية بذكل خاص وكحلػ‬ ‫الشؾاحى العقمية والشفدية والظبية واالجتساعية والثقافية بذكل عام ‪ ،‬وتتزسؽ الشؾاحى‬ ‫القانؾنية كل ما يتعمق بقانؾن العقؾبات واألجيدة التى تشفحه بجءاً مؽ البحث عؽ الستيسيؽ‬ ‫بالخخوج عمى القانؾن والقبض عمييؼ بؾاسظة الذخطة ‪ ،‬والتحقيق األولى معيؼ ‪ ،‬وإحالتيؼ‬ ‫إلى الشيابة العامة إلجخاء التحقيق األساسى معيؼ ‪ ،‬ثؼ إحالتيؼ إلى السحاكؼ ‪ ،‬إذا إرتأت‬ ‫إمكان اإلدعاء عمييؼ بأدلة كافية فى عل القانؾن السعسؾل بو ‪ ،‬وعمى القزاء الفرل فى‬ ‫الجعؾى بعج إجخاءات قزائية معيشة تذسل تفريل اإلدعاء وتفشيج الجفاع ‪ ،‬فإذا أديؽ الستيؼ‬ ‫وقزت السحكسة عميو بالحكؼ السشاسب وفق قانؾن العؾقبات تمقفتو الييئة الجدائية لتشفيح‬ ‫الحكؼ غخامة كان ‪ ،‬أو حبذ ‪ ،‬أو سجؽ أو أشغاالً شاقة أو إعجام ‪.‬‬ ‫وعمى أية حال فإن عمؼ اإلجخام وثيق الرمة بالعجيج مؽ العمؾم ومشيا عمؼ الظب عسؾماً ‪،‬وعمؼ‬ ‫الظب الذخعى خرؾصاً ‪ ،‬وعمؼ وعائف األعزاء ‪ ،‬وعمؼ األجشاس البذخية ‪ ،‬وعمؼ الشفذ ‪،‬‬ ‫‪4‬‬ ‫وعمؼ االجتساع ‪ ،‬وعمؼ الجغخافيا‪ ،‬وعمؼ االقتراد وعمؼ التاريخ ‪ ،‬وعمؼ اإلحراء وتخظيط‬ ‫السجيخ وعمؼ تؾزيع الدكان ‪.‬‬ ‫وهناك العدٌد من التعرٌفات لعلم اجتماع الجرٌمة منها ما ٌلى ‪:‬‬ ‫‪ -‬أن عمؼ اجتساع الجخيسة ىؾ عمؼ دراسة الدمؾك اإلجخامى مؽ حيث مغاىخه وآثاره ‪.‬‬ ‫‪ -‬أن عمؼ اجتساع الجخيسة ىؾ عمؼ دراسة الجخيسة والسجخميؽ وضحاياىؼ مؽ األشخاص‬ ‫األبخياء الحيؽ وقعت عمييؼ الجخيسة دون أى ذنب مؽ جانبيؼ ‪.‬‬ ‫‪ -‬أن عمؼ اجتساع الجخيسة ىؾ العمؼ الحى يجرس أسباب ونتائج وعالج الجخيسة التى تقع فى‬ ‫السجتسع ‪.‬‬ ‫‪ -‬ويقرج بالدمؾك اإلجخامى تمػ األنذظة واألفعال الدمبية الخارجة عؽ القانؾن واألخالق والقيؼ‬ ‫الستعارف عمييا فى السجتسع ‪ ،‬حيث إ ن مثل ىحه األفعال يتختب عمييا ضخر لآلخخيؽ وانييار‬ ‫تؾازن العسميات االجتساعية بسا يؤدى إلى اضظخاب البشاء االجتساعى بأكسمو ‪ ،‬ولحا يجب‬ ‫عمى الجولة تظبيق القانؾن الجشائى عمى مختكبى الجخائؼ لخد اإلعتبار لزحايا الجخيسة ‪،‬وردع‬ ‫كل مؽ تدؾل لو نفدو فى القيام بالعسل اإلجخامى والحفاظ عمى الشغام واألمؽ فى الجاخل‬ ‫ونذخ العجالة فى ربؾع السجتسع ‪ ،‬ولمدمؾك اإلجخامى مغاىخه وأسبابو ونتائجو ‪.‬‬ ‫‪ -‬فالدخقة والقتل واالحتيال والشرب والتدويخ إنسا ىى مغاىخ سمؾكية اجخامية تتقاطع كل‬ ‫التقاطع مع القؾانيؽ والسبادئ األخالقية والقيؼ الدمؾكية اإليجابية ‪ ،‬وتعتسج ىحه السغاىخ‬ ‫الدمؾكية السشحخفة عمى جسمة سبل أو صيغ مزممة وممتؾية وغيخ شخيفة فى الؾصؾل إلى‬ ‫غايتيا وأىجافيا التى تتشاقض مع القؾانيؽ والذخائع واألىجاف واألديان ‪ ،‬فالدارق مث ً‬ ‫ال يعتسج‬ ‫سمؾكاً مزمالً وممتؾي ًا وكاذباً فى الحرؾل عمى شئ ال يعؾد لو بل يعؾد إلى األشخاص الحيؽ‬ ‫ارتكب الدمؾك اإلجخامى ضجىؼ‬ ‫ولمدمؾك اإلجخامى أسبابو السؾضؾعية والحاتية التى تتجدج فى الستغيخات االجتساعية‬ ‫واالقترادية والدياسية والجيشية والحزارية والقيسية والشفدية والبيؾلؾجية والؾارثية ‪ ،‬ولكل‬ ‫‪5‬‬ ‫مؽ ىحه األسباب مجارسيا ونغخياتيا وأنرارىا فى ضؾء عامل التحمل والتفدخ ‪Anomie‬‬ ‫الحى يشتاب البشاء االجتساعى فيجعمو عجيؼ القيؼ والسثل والسقاييذ ‪ ،‬أو ذا قيؼ ومثل‬ ‫متشاقزة متزاربة ‪.‬‬ ‫‪ -‬اجلزميت واالحنزاف االجتماػً‪:‬‬ ‫* االنحراف ‪ :‬هو فً اللغة مصدر انحرف الشًء ( مال )‪.‬‬ ‫* االنحراف ‪ٌ :‬عنً الخروج عما هو مؤلوف ومتعارف علٌه من عادات وسلون ‪.‬‬ ‫* االنحراف فً الدٌن ‪ٌ :‬عد بمثابة خطٌبة“ ‪ “ sin‬بمعنً أنه كل فعل ٌإدي الً كسر النظام‬ ‫الذي ٌعتمد انه من وضع هللا ‪.‬‬ ‫* االنحراف فً االسالم ‪ :‬هو فعل ما نهت عنه الشرٌعة االسبلمٌة وعصٌان ما أمرت به ‪.‬‬ ‫* االنحراف فً علم النفس ‪ :‬هو كل فعل ٌإدي الً اشباع الغرٌزة االنسانٌة بطرٌك شاذ ال‬ ‫ٌسلكه الرجل العادي حٌن ٌشبع الغرٌزة نفسها ‪.‬‬ ‫* االنحراف من جهة نظر القانون ‪ :‬هو كل فعل ٌمرر له المانون عموبة جنابٌة محددة ‪.‬‬ ‫* االنحراف من وجهة نظر علم االجتماع ‪ :‬هو كل فعل او سلوب مناف للنظم االجتماعٌة‬ ‫سواء نص لانون الدولة علً ذلن ام لم ٌنص ‪.‬‬ ‫فاالنحراف هو كافة االفعال والسلوكٌات التً تخرج أو تنتهن المعاٌٌر االجتماعٌة ‪ ,‬بما فً‬ ‫ذلن الموانٌن المسنونة ‪ ,‬كالمٌام بفعل اجرامً ‪ ,‬او االنتهاكات غٌر الرسمٌة كرفض العادات‬ ‫واالعراف السابدة ‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫فاالنحراف االجتماعً هو ذلن الفعل الذي ٌمع بالمخالفة للشعور الجمعً ‪ ,‬فاالنحراف ما هو‬ ‫اال انعدام شعور التضامن االجتماعً لدي الفرد ‪ ,‬وذلن النعدام المعاٌٌر والمٌم التً تدعم ذلن‬ ‫التضامن االجتماعً ‪.‬‬ ‫واالنحراف االجتماعً هو سلون اجتماعً معاد لمٌم المجتمع ومعاٌٌره ‪ ,‬بدرجة تتجاوز حدود‬ ‫تحمل المجتمع ‪.‬وهذا ٌعنً ان االنحراف االجتماعً لضٌة نسبٌة من ناحٌة الزمان والمكان‬ ‫وذلن طبما لتباٌن االعراف داخل المجتمع الواحد عبر العصور المختلفة ‪ ,‬وكذلن بٌن‬ ‫المجتمعات فً عصر واحد ‪.‬‬ ‫فاالنحراف االجتماعً هو ذلن الفعل الذي ٌشد انتباه مإسسات الضبط االجتماعً باعتباره‬ ‫فعبل ٌجب اتخاذ واجراءات ما بصدده ‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫انفصم انثاوً‬ ‫مزاحم تطىر املذاخم انىظزٌت نالحنزاف واجلزميت‬ ‫‪ -‬مزاحم تطىر املذاخم انىظزٌت نالحنزاف واجلزميت‪:‬‬ ‫ٌمكن اجمال مراحل تطور المداخل النظرٌة فً دراسة االنحراف فً ضوء ثالث مراحل‬ ‫رئٌسٌة‪:‬‬ ‫المرحلة االولً ‪:‬مرحلة االهتمام بمنظور الشخصٌة المنحرفة‪.‬‬ ‫تتضمن هذه المرحلة التفسٌرات البلهوتٌة والمٌتافٌزٌمٌة والبٌولوجٌة والسٌكولوجٌة ‪،‬حٌث ٌتم‬ ‫فً هذه المرحلة التركٌز علً خصابص الشخصٌة المنحرفة وأحوالها البٌبٌة ولذا ركز هذا‬ ‫المنظور علً سبب االنحراف‪ ،‬وٌمصد باالنحراف احتراف االنحراف ‪.‬‬ ‫فإذا كان معظم الناس ٌمومون بؤفعال انحرافٌه خاصه فً مرحله الصبا ‪،‬إال ان معظم الناس‬ ‫اٌضا ال ٌمعون فً نمط احتراف االنحراف ‪ ،‬الن هإالء الذٌن ٌمعون فً نمط احتراف‬ ‫االنحراف ٌصبحون كذلن نتٌجة لتكرار ارتكابهم لبعض انواع السلون االنحرافى ‪ ،‬وفً الولت‬ ‫الذي ٌمٌمون فٌه عبللات وثٌمه مع غٌرهم من المنحرفٌن فً إدمان المخدرات او السرلة مثبل‬ ‫وغٌرهم من الجرابم ‪ ،‬إال انهم ٌمللون تفاعبلهم مع غٌرهم الذٌن ال ٌوافمون علً مثل هذا‬ ‫السلون‪ ،‬ذلن الن االختبلط مع المنحرفٌن ٌمدهم بالدعم وكذلن بمبررات مخالفة المانون‬ ‫والمواعد والمعاٌٌر‪ ،‬والحماٌة من الموي التً تحافظ علً تلن المواعد والمعاٌٌر ‪ ،‬ومن هنا‬ ‫ٌتوفر لهم الوسط الذي من خبلله ٌزدهر السلون االنحرافى دون مراجعه او نمد‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫المرحلة الثانٌة ‪:‬مرحله االهتمام بمنظور السلوك المنحرف اكثر من الشخصٌة المنحرفة‪.‬‬ ‫المنحرف فً هذه المرحلة لٌس شخص باثولوجً او شاذ وتتضمن هذه المرحلة تفسٌرات‬ ‫البنابٌة الوظٌفٌة والثمافة الفرعٌة واإلٌكولوجٌة والمخالطة الفارلة ‪،‬حٌث ٌشٌر البرت‬ ‫لوهن الً (انه لبناء علم اجتماع السلون المنحرف ٌجب ان تكون نمطه الرجوع هً السلون‬ ‫المنحرف ولٌس انواع الناس ‪،‬وأن المهمة الربٌسٌة التً نواجهها هً ضرورة التخلص من‬ ‫الفكرة المسٌطرة علً التفكٌر السوسٌولوجً بؤن المنحرف هو شخص شاذ او باثولوجً)‪.‬‬ ‫المرحلة الثالثة ‪ :‬مرحله االهتمام باألشخاص المحٌطٌن بالشخصٌة المنحرفة‪.‬‬ ‫تتضمن هذه المرحلة نظرٌات التسمٌه والوصمة اإلجرامٌة ومن روادها ادوٌن لٌمرت‬ ‫وهوارد بٌكر ‪،‬وكؤي إرٌكسون حٌث تناول ادوٌن لٌمرت االنحراف االولً والمنحرف االولً‬ ‫واالنحراف الثانوي والمنحرف الثانوي‪.‬‬ ‫واالنحراف االولً ‪ :‬هو ذلن الفعل المنعزل المستتر المإلت الذي ٌتورط فٌه كل انسان ‪.‬‬ ‫والمنحرف االولً هو الشخص الذي ٌرتكب افعاال انحرافٌه منعزلة ومستتره ومنعزلة ومإلته‬ ‫وغٌر معروفه للجمٌع ولم ٌعالب علٌها‪.‬‬ ‫اما االنحراف الثانوي هو ذلن السلون االنحرافى الناتج عن رد الفعل االجتماعً تجاه‬ ‫االنحراف االولً حٌث إن السلون المنحرف االنعزالً والمستتر والمإلت والخفً تم اكتشافه ‪،‬‬ ‫واصبح معروفا للمجتمع والمنحرف الثانوي هو الشخص الذي ٌحٌا وٌتعاٌش مع األفعال‬ ‫االنحرافٌة ‪ ،‬حٌث إن معرفه سلوكه االنحرافى لدي المجتمع ادي الً عمابه علً ذلن‪ ،‬فمن هنا‬ ‫اطلك علٌه لمب منحرف‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫انفصم انثانث‬ ‫وظزٌاث انسهىك اإلجزامً‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬انىظزٌاث املبكزة نتفسري انسهىك االحنزايف ‪:‬‬ ‫إن محاوالت تفسٌر اإلنسان للسلون االنحرافً لدٌمة لدم المجتمع اإلنسانً نفسه وٌتضح ذلن‬ ‫فٌما ٌلً‪-:‬‬ ‫ٌرى رجال الالهوت أن االنحراف نتاج طبٌعً لموى خارلة للطبٌعة تعمل من خبلل فرد‬ ‫معٌن‪ ،‬وأن االنحراف ناتج عن مس من الشٌطان أو حلول روح شرٌرة تستحوذ على األفراد‪،‬‬ ‫وتفرض علٌهم ارتكاب السلون االنحرافً‪.‬‬ ‫كما ٌرى سقراط أن الفرد ال ٌمدم على فعل الشر عن وعً وادران كاملٌن‪ ،‬ولكن ٌتم ذلن‬ ‫نظرا ً للجهل وانعدام البصٌرة‪ ،‬ولو عرف اإلنسان الفضٌلة أللدم علٌها‪ ،‬فالجهل هو أساس‬ ‫الرزٌلة وأساس السلون المنحرف‪ ،‬أما السلون السوي فمرده إلى العلم‪.‬‬ ‫كما ٌرى أفالطون أن السلون المنحرف لٌس مرده إلى عوامل طبٌعٌة تكمن فً اإلنسان ذاته‪،‬‬ ‫ولكنه فً الممام األول ٌرتد إلى شٌطان ٌعود بدوره إلى أخطاء تم ارتكابها فً فترات سابمة‬ ‫ولم ٌتم التكفٌر عنها‪ ،‬وهذا الشٌطان ٌوجد فً اإلنسان وٌدفعه إلى ارتكاب األفعال اآلثمة‪،‬‬ ‫وٌفرق أفبلطون بٌن مجرم ٌمدم على فعله بشكل ارادي‪ ،‬وآخر ٌمدم على فعله بشكل ال إرادي‪.‬‬ ‫وٌرى أرسطو أن لكل فرد سمات جسمٌة توضح بشكل جٌد أخبلله وحالته النفسٌة‪ ،‬وتبدو هذه‬ ‫السمات فً (نوع الشعر ولون البشرة وطول المامة‪...‬إلخ) وأن هذه السمات تمكننا من التعرف‬ ‫‪10‬‬ ‫على أخبلق األفراد وطباعهم‪ ،‬ولمد كان ارسطو فً ذلن مبشرا ً وهادٌا ً ألصحاب علم‬ ‫االنثروبولوجٌا الجنابٌة‪ ،‬وكذلن المدرسة اإلٌطالٌة لعلم االجتماع الجنابً‪.‬‬ ‫أما فً العصور الوسطى فلمد ظهرت تفسٌرات للسلون االنحرافً ترتكز على الفروق الطبٌعٌة‬ ‫بٌن البشر والتً كانت تحظى بالتؤٌٌد فً ذلن الولت‪" ،‬فالناس مواطنون مسبولون من خبلل‬ ‫الوضع االجتماعً والملكٌة" ‪.‬لذا فإن الناس من الطبمات الدنٌا ٌتمٌزون بالخشونة وللة التهذٌب‬ ‫ومٌالون نحو الجرٌمة‪ ،‬وأنه حٌنما ٌرتكب شخص من أبناء الطبمة العلٌا جرٌمة سٌبة السمعة‪،‬‬ ‫فهذا ٌبدو وكؤنه انحراف أو ضبلل من الطبٌعة او تحت تؤثٌر سبللة النسب الردٌبة فً مكان ما‬ ‫فً الماضً‪.‬وٌستخدم الناس من الطبمات العلٌا هذا التفسٌر لتبرٌر لوة الضوابط الشرعٌة على‬ ‫الطبمات الدنٌا‪.‬‬ ‫‪ -‬وفً القرن الثامن عشر أخذ األدباء ورجال المانون ٌنتمدون االسالٌب التً ٌتم بها معاملة‬ ‫المجرمٌن ‪ ،‬حٌث انتمد مونتسكٌو طرٌمه معاملة المجرمٌن بشكل وحشً وسخر منها ‪.‬كما‬ ‫وضح مونتسكٌو المفكر الفرنسً أثر البٌبة الجغرافٌة على الظواهر االجتماعٌة وحاول إثبات‬ ‫أن السلون االجرامً ٌمٌل الى االنتشار بالمرب من خط االستواء ‪ ،‬وأن حاالت السكر تنتشر‬ ‫بالمرب من المناطك المطبٌة ‪.‬‬ ‫‪ -‬وفً النصف االخٌر من القرن الثامن عشر ظهرت المدرسة التملٌدٌة فً انجلترا وسرعان‬ ‫ما انتشرت فً بالً مدن أوروبا وأمرٌكا ‪ ،‬وتموم هذه المدرسة على سٌكولوجٌة مذهب اللذة‬ ‫واأللم وفً اطار هذا المذهب ٌطبك مذهب الحساب النفعً لبتنام على السلون االنحرافً‬ ‫واالجرامً‪ ،‬والذي ٌشٌر إلً ان اللذه التً لد ٌحصل علٌها فرد ما جراء ارتكابه فعل معٌن‬ ‫تمارن باأللم الذي لد ٌحدث للشخص من هذا الفعل ‪ ،‬وفً ضوء هذا المذهب "فإن عموبة أي‬ ‫عمل أو فعل انحرافً أو اجرامً لابمة على حساب دلٌك ٌوازن بٌن نسبة األلم التً ٌتحملها‬ ‫المنحرف أو المجرم بحٌث تكون زابدة فً كمٌتها وشدتها عن نسبة اللذة التً حصل علٌها‬ ‫الشخص جراء هذا الفعل االنحرافً او االجرامً ‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪ -‬وفً عصر الكشوفات والثورة الصناعٌة ‪ ،‬ظهرت المدرسة الجغرافٌة ومن روادها‬ ‫مونتسكٌو المفكر الفرنسً ‪ ،‬والباحث الجنابً وٌلٌم جٌري والباحث االٌطالً أدولف كتٌلٌه‬ ‫ولمد سبك أن تم عرض وجهة نظر مونتسكٌو‪.‬أما بالنسبة لجٌري فمد لام بتفسٌر ظاهرة‬ ‫الجرٌمة باستخدام المنهج االحصابً حٌث لام بتحلٌل االحصاءات الجنابٌة فً فرنسا على‬ ‫أساس السن والجنس والمهنة ومستوى التعلٌم وتملبات الطمس ومدي الزٌادة والنمصان فً‬ ‫معدل الجرٌمة ‪،‬هذا فضبلً عن لٌامه بالممارنة بٌن احصاءات الجرٌمة فً فرنسا من ناحٌة‬ ‫وانجلترا من ناحٌة أخرى‪ ،‬واستنتج ان مجموع الجرابم المسجلة ثابت كل عام‪ ،‬وأن نسبة كل‬ ‫نوع منها إلى المجموع الكلً ثابت كذلن وأن للعوامل االجتماعٌة كالفمر والتعلٌم والجهل‬ ‫ومستوى المعٌشة أثرا على الجرٌمة ‪.‬‬ ‫‪-‬وٌعد أودلف فً كتٌلٌه العالم البلجٌكً ‪ ،‬أول عالم اجرام اجتماعً حٌث ٌرى أن المجتمع هو‬ ‫الذ ي ٌهٌا للجرٌمة وأن الجانً ما هو اال أداه مصاحبة لظروف المجتمع ‪ ،‬كما استخدم كتٌلٌه‬ ‫المنهج اإلحصابً فً دراسة السلون االنحرافً واالجرامً وتوصل الى نفس النتابج التً‬ ‫توصل الٌها وٌلٌام جٌري الباحث الفرنسً‪ ،‬علما بؤن كبل منها كان ٌموم بدراساته مستمبل تماما ً‬ ‫عن اآلخر كما ٌرى أدولف كتٌلٌه أن العوامل المناخٌة اثرا ً على توزٌعات السلون االجرامً‬ ‫علً االجزاء المختلفة فً العالم ‪ ,‬فجرابم الملكٌة اكثر انتشارا فً المناطك الباردة ‪ ,‬والجرابم‬ ‫ضد االشخاص اكثر انتشارا فً المناطك الحارة ‪ ,‬واعتبر أدولف كتٌلٌه البلجٌكً ان ذلن لانونا‬ ‫عامة وشامبل وصفه بالمانون الحراري للجرٌمة ‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ثاوٍا‪ :‬انتفسري انبٍىنىجً نهسهىك االحنزايف واالجزامً‬ ‫تشٌر المدرسة البٌولوجٌة إلى أن هنان عبللة بٌن السلون االجرامً وتكوٌن الجسم‬ ‫سواء من ناحٌة الشكل العام او مدى الكفاءة الوظٌفٌة ألجهزته المختلفة خاصة الغدد الصماء‪،‬‬ ‫حٌث ربطت هذه المدرسة بٌن الوراثة والجرٌمة‪.‬‬ ‫ومن رواد هذه المدرسة سٌزار لمبروزو‪ ،‬وأرنست هوتن وتشارلز جورنج وسمٌث وشبلب‪.‬‬ ‫‪ ‬قسم سٌزار لمبروزو المجرمٌن إلى عدة أنماط فً ضوء التكوٌن الفٌزٌمً والنفسً‬ ‫للمجرم (مجرم بالفطرة‪ ،‬مجرم مجنون‪ ،‬مجرم معتاد‪ ،‬مجرم عاطفً‪ ،‬مجرم بالصدفة)‪.‬‬ ‫‪ ‬كما أثبت أرنست هوتن من خبلل دراسته الممارنة بٌن الجانحٌن وغٌر الجانحٌن‪،‬‬ ‫وتوصل إلى عدة نتابج منها‪:-‬‬ ‫أن هنان خصابص موروفولوجٌة تمٌز كل منهم فمثبلً‪ ،‬الطوٌل النحٌف أمٌل إلى أن ٌكون‬ ‫لاتبلً‪ ،‬والمصٌر النحٌل أمٌل إلى أن ٌكون لصاً‪ ،‬والمصٌر السمٌن من األكثر احتماالً أن‬ ‫ٌرتكب الجرابم الجنسٌة ‪.‬‬ ‫‪ ‬كما أشار كل من سمٌث وشالب فً دراستهما لعشرٌن الف سجٌن أن هنان عبللة بٌن‬ ‫اختبلل الغدد الصماء والجرٌمة ‪.‬‬ ‫وعلى أٌة حال فإن هنان العدٌد من الباحثٌن أشارو إلى عمم التفسٌر البٌولوجً للجرٌمة وعلى‬ ‫رأسهم تشارلز جورنج‪ ،‬حٌث أشار فً دراسته العلمٌة إلى أنه ال ٌوجد فروق فً األلٌسة وبٌن‬ ‫المجرمٌن وغٌر المجرمٌن‪ ،‬وأنه لٌس هنان ما ٌمكن أن ٌطلك علٌه "النموذج الفٌزٌمً‬ ‫الجسمانً للمجرم "‬ ‫‪13‬‬ ‫والنقد الذي ٌمكن أن ٌوجه للمدرسة البٌولوجٌة هو ما ٌلً‪:-‬‬ ‫‪ ‬لٌس هنان عبللة بٌن الوراثة والجرٌمة ‪.‬‬ ‫‪ ‬أن وحدة الدراسة هً الفرد وتكوٌنه الجسمانً وهذا خطؤ تشٌر إلٌه كافة االسانٌد‬ ‫العلمٌة ‪.‬‬ ‫‪ ‬تجاهلت المدرسة السٌاق االجتماعً والثمافً الذي ٌنشؤ فٌه الشخص المجرم‪.‬‬ ‫ثانثا‪ :‬انىظزٌت انىفسٍت يف تفسريها نالحنزافاث واجلزائم اىل ػذة قضاٌا مىها‪-:‬‬ ‫‪ ‬أن هنان عبللة بٌن الجرٌمة والتكوٌن النفسً والعملً للفرد‪.‬‬ ‫‪ ‬أن كافة االنحرافات والجرابم انعكاس للغرابز عند الفرد‪.‬‬ ‫فالغرابز هً اساس كل عدوان وانه اذا ما تهذبت غرابز‪ ،‬االنسان للت االنحرافات والجرابم‬ ‫ولكن دون ان تنعدم ‪.‬‬ ‫وهناك العدٌد من التفسٌرات والمعالجات السٌكولوجٌة لقضٌه االنحراف والجرائم منها ما‬ ‫ٌلً ‪-:‬‬ ‫‪ٌ ‬رى جبرابٌل تارد فً اطار نظرٌه المحاكاة " أن االنحراف والجرٌمة فً ضوء‬ ‫هذه النظرٌة هً ظاهرة اجتماعٌة نفسٌة ٌتعلمها الطفل من البٌبة المحٌطة به من‬ ‫خبلل محاكاة المنحرفٌن والمجرمٌن من أهله وعشٌرته واصدلابه‪ ،‬فاالنحراف‬ ‫كالبدعة تنتمل من فبه للٌلة علٌا الى فبه كثٌرة دنٌا ‪.‬‬ ‫‪ ‬وٌرى جودارد فً اطار نظرٌه الضعف العملً أن االنحراف والجرٌمة ترجع اساسا‬ ‫إلى الضعف العملً الموروث ‪ ،‬فالشخص الضعٌف عملٌا ال ٌمدر نتابج سلوكه ‪،‬‬ ‫حٌث اتضح له من خبلل بحث لام به أن ‪ ٪٣٣‬من األطفال المعرضٌن للخطر‬ ‫‪14‬‬ ‫المنحرفٌن ضعاف العمول‪ ،‬وفً بحث اخر اتضح له ان ‪ ٪٠٥‬من نزالء السجون‬ ‫ضعاف العمول‪ ،‬فكلما لل خط الفرد من الذكاء وكانت جرٌمته ألرب إلى المسوة‬ ‫والتحطٌم ‪ ،‬فاألغبٌاء بملٌون الى ارتكاب جرٌمة السرلة ‪ ،‬وتجار المخدرات‬ ‫ٌستغلون ضعاف العمول فً تروٌج المخدرات ‪ ،‬ورإساء العصابات ٌستخدمون‬ ‫الخادمات فً كشف اسرار البٌوت ‪.‬‬ ‫وعلى أٌة حال فإن الفرد الذكً الذي ٌوجد فً بٌبة ال تمدر ذكاإه وال تهٌا له الفرصة‬ ‫الستغبللها بطرٌمة مبلبمة‪ ،‬كااللتحاق بعمل ال ٌحمك طموحه أو اختبلطه بزمبلء اثرٌاء‬ ‫ٌشعرونه بفمره أمر ٌدفعه الى ارتكاب السلون االنحرافً او االجرامً‪.‬‬ ‫اما االنحراف والجرٌمة فً ضوء المدخل الفروٌدي فهو نتاج لما ٌلى ‪-:‬‬ ‫‪ ‬اضطراب موازٌن األجهزة النفسٌة المكونة للشخص ‪Id- ego - super ego‬‬ ‫فالشخص المنحرف او المجرم هو الشخص الذي لم تنمو لدٌه أنا لوٌه )‪ٌ (Ego‬مكنها التحكم‬ ‫فً بواعث االنحراف )‪ ، (Id‬ولد ٌكون االنحراف ولٌد سٌطرة األنا االعلى(‪.) super ego‬‬ ‫االفراد المنحرفون فً مثل هذه الحالة تمودهم مشاعرهم كالخٌاالت الجنسٌة وتنالض المشاعر‬ ‫نحو الوالدٌن واأللارب وذلن ما ٌدفعهم الى ارتكاب االفعال المنحرفة لكً ٌنالوا العماب الذي‬ ‫ٌستحمونه؛ لذا فان الدوافع األساسٌة لبلنحراف لدى االطفال المعرضون للخطر كما ٌمول‬ ‫وٌلٌام هٌلً هً دوافع مستترة ومدفونه فً البلشعور‪ ،‬وال ٌمكن الكشف عنها إال بالتحلٌل‬ ‫النفسً فالطفل المعرض للخطر ٌتممص العالم الخارجً فً شخصه أو جسمه وٌسمط رغبات‬ ‫ملحة داخلٌة غٌر مرغوب فٌها على العالم الخارجً ‪ ،‬وٌبدو هنا أن هذا الطفل ٌتصور وٌفكر‬ ‫وفك رغباته هو ولٌس وفك الحمابك الموضوعٌة ‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫وفً الشخص السلٌم عملٌا فإن مكونات أجهزته النفسٌة تمثل كٌانا ً موحدا ً متجانساً‪ ،‬وحٌنما‬ ‫تعمل هذه االجهزة تموم بعمبلً تعاونٌا ً تمكنه من أن ٌمارس نشاطه الفعال المجدي فً بٌبته‬ ‫بهدف إرضاء الحاجات واشباع الرغبات األساسٌة لئلنسان ‪.‬‬ ‫‪ ‬اضطراب العالقة بٌن الوالدٌن واألبناء‪.‬‬ ‫فالوالدٌن فً مثل هذه الحالة لد ٌكونوا لساة أو متملبً المزاج او لٌنً المعاملة فً معالجة‬ ‫سلون ابنابهم إال أن كل مولف من طرق المعاملة السابمة ٌترتب علٌه تنشبة غٌر كافٌة لؤلطفال‬ ‫وسلون صبٌانً غٌر ناضج للمراهمٌن والراشدٌن ‪ ،‬فضطراب العبللة الوالدٌة فً مرحلة‬ ‫الطفولة ٌإدي إلى خلك نوع من االنحرافات السلوكٌة والشخصٌة ‪ ،‬فغٌاب األم ٌإدي إلً‬ ‫الحرمان العاطفً للطفل‪ ،‬كما أن المعاملة الماسٌة للطفل ٌإدي إلً تجمد عواطفه وسٌإدي ذلن‬ ‫إلً وجود طفل متحجر العواطف‪.‬‬ ‫‪ ‬الكبت الناتج عن شعور األبناء بأنهم عدٌموا القٌمة‪ ،‬األمر الذى ٌفمدهم الثمة فً‬ ‫أنفسهم‪ ،‬وٌشعرون بالملك والحمد والغٌرة وٌترتب على ذلن حدوث العمد النفسٌة‬ ‫‪ psychology complex‬والتً لها عبلله بالسلون االنحرافً واالجرامً‪.‬‬ ‫عقده اودٌب ‪Oedipus complex‬‬ ‫وهً تلن العمدة الناتجة عن حب الفرد المفرط ألمه حبا ً جنسٌا ً شهوانٌاً‪ ،‬ال ٌمكن تحمٌمه ألن‬ ‫تمالٌد المجتمع تمنع ذلن وهذا من شؤنه ٌسبب كبتا ً لتلن الرغبة الجامحة المكبوتة ولد ٌنفس‬ ‫الفرد عن تلن الرغبة بالسلون العدوانً خصوصا سرلة ممتلكات الغٌر التً تعوضه الفرد‬ ‫الذي لم ٌتمكن من تملكه وهو ( أمه)‪ ،‬ولذا فان جرابم السرلة باإلكراه هً جرابم ترمز عن‬ ‫عمد نفسٌة تكونت فً الطفولة المبكرة بطرٌمه ال شعورٌه فً انتزاع الحب والحصول على‬ ‫العطف فً صورة الشًء المسروق ‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫وهناك اٌضا عقدة النقص ‪inferiority complex‬‬ ‫وهً تلن العمدة الناتجة عن الشعور بالدونٌة لوجود إما نمص جسمانً أو نمص مادي‬ ‫أو نمص اجتماعً مما ٌثٌر فً الفرد ردود فعل عنٌفة عند الفشل فً التعوٌض ‪.‬‬ ‫‪ ‬اإلصابة ببعض األمراض النفسٌة والعملٌة كالسٌكوباتٌة‬ ‫فالسٌكوباتً ٌرتكب الفعل الخاطا دون أن ٌدرن أن ما ٌموم به فعبلً خاطبا ً ‪ ،‬األمر الذي‬ ‫ٌإدي به إلى ترن دالبل واضحة على ارتكابه للخطؤ ‪ ،‬بما ٌمكن السلطات من المبض علٌه‪.‬‬ ‫والسٌكوباتً ال ٌتؤثر بالعماب فإستجاباته ضعٌفة للعبلج‪ ،‬حٌث أن العموبة بالنسبة للسٌكوباتً‬ ‫لٌست إال وضع الولود على النار المشتعلة‪.‬‬ ‫وٌرى هوارد بٌكر فً اطار نظرٌه عدوان االحباط ‪-:‬‬ ‫أن االنحراف او الجرٌمة فً ضوء هذه النظرٌة تعد بمثابة عدوان ناتج عن اإلحباط الفردي‪،‬‬ ‫والمنحرفون هم أفراد غٌر لادرٌن على ضبط مٌولهم الطبٌعٌة ضبطا كافٌاً‪.‬‬ ‫وهنان لضٌه عامه ومهمة مإداها " أن جمٌع البشر لدٌهم بواعث انحرافٌة‪ ،‬الطبٌعً منهم لادر‬ ‫على ضبط هذه البواعث فً ضوء التفكٌر الدابم فً اآلثار المترتبة على لٌامهم بؤي عمل‪ ،‬فهم‬ ‫ال ٌجازفون بإتبلف تصورهم كإناس طبٌعٌٌن ‪ ،‬أما بعض الناس لٌست لدٌهم المدرة على ضبط‬ ‫هذه البواعث من خبلل عجزهم عن تؤجٌل اشباعاتهم فً ممابل بعض المنافع المستمبلٌة ‪ ،‬ولد‬ ‫ٌكون ذلن ناتج عن عدم وجود ابتمان حمٌمً على أنفسهم ‪ ،‬األمر الذى ٌإدى إلى النظر إلى‬ ‫أنفسهم باعتبارهم عدٌموا المٌمة؛ فٌصابون بالبلمباالة لعدم إحساسهم بوجود موضوع ٌدخل‬ ‫دابرة اهتمامهم ‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫فعندما ٌتؤكد الناس بؤنه لٌست لدٌهم المدرة على تحمٌك احتٌاجاتهم فسوف ٌحبطون ‪ ،‬وأن ممدار‬ ‫اإلحباط ٌرتكز على لوة الحاجات والبواعث التً تعترض الموالف المتعددة وأن درجه‬ ‫العدوان ترتبط بممدار اإلحباط‪ ،‬ولد ٌكون اإلحباط إحساس بالفمر‪ ،‬أو فشل فً الحب أو فشل‬ ‫فً الدراسة‪ ،‬أو فشل فً أي شًء ٌضع له الفرد لٌمة كبٌرة فً دابرة اهتمامه‪.‬‬ ‫اهم اوجه النقد لنظرٌة عدوان اإلحباط ‪-:‬‬ ‫‪ ‬هنان دراسات أشارت إلى إنه لٌس هنان فروق تذكر بٌن المجرمٌن وغٌر المجرمٌن‬ ‫فً شخصٌاتهم‪.‬‬ ‫‪ ‬هنان دراسات أخرى أشارت إلى أن نسبة األمراض النفسٌة أكثر إنتشار بٌن غٌر‬ ‫المجرمٌن ممارنة بالمجرمٌن‪.‬‬ ‫‪ ‬أن هذه النظرٌة وبمٌة النظرٌات األخرى البٌولوجٌة والنفسٌة تجاهلت معطٌات السٌاق‬ ‫االجتماعً الذي ٌعٌش فٌه المجرم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫رابؼا‪ :‬انتفسري انسٍسٍىنىجً نهسهىك اإلجزامً‪:‬‬ ‫لمد كان اهتمام النظرٌات السابمة التً تم عرضها لاصرا على بعض الجوانب فً‬ ‫دراسة السلون اإلجرامً طبما لبلطار المرجعً لكل نظرٌة حٌث ٌتضح مدى اهتمامها‬ ‫ومن هنا ٌتضح مدى عمم‬ ‫للجزٌبات وتجاهلها للسٌاق العام الذى تحدث فٌه الظاهرة‪،‬‬ ‫النظرٌات السابمة فً تفسٌر االنحراف والجرٌمة كظاهرة اجتماعٌة متكررة‪ ،‬وٌتسم بطابع‬ ‫االنتظام فً بعض لطاعات البناء االجتماعً‪ ،‬كما تهتم النظرٌة السوسٌولوجٌة بالتغٌرات التً‬ ‫‪18‬‬ ‫تطرأ على صور الجرٌمة ومداها فً المجتمع الواحد‪ ،‬وٌتفاوت معدل الجرٌمة من منطمة الى‬ ‫اخرى فً نفس المجتمع‪ ،‬هذا باإلضافة الى التباٌن فً معدالت الجرٌمة و صورها بٌن‬ ‫المجتمعات زمانٌا ومكانٌا‪.‬‬ ‫والبحث العلمً السوسٌولوجى فً مجال الجرٌمة واالنحراف ال ٌبحث عن متغٌرات معٌنة‬ ‫( االسرة‪ ،‬التنشبة االجتماعٌة‪ ،‬الوازع الدٌنً‪ ،‬تؤثٌر جماعة الرفاق‪ ،‬الظروف البٌبٌة و‬ ‫السوسٌولوجٌة والنفسٌة وااللتصادٌة‪...‬الخ) باعتبارها متغٌرات مإدٌة الى السلون االنحرافى‬ ‫واإلجرامً‪ ،‬وانما ٌركز البحث السوسٌولوجى على تحدٌد الوزن النسبً لكل عامل من‬ ‫العوامل السابمة المإدٌة الى الجرٌمة واالنحراف‪.‬‬ ‫ونحن كباحثٌن فً علم االجتماع علٌنا ان نوضح كٌفٌة دراسة الجرٌمة كمشكلة سوسٌولوجٌة‬ ‫‪ Sociological problem‬وكٌف ان هذه الدراسة السوسٌولوجٌة التً تمتصر علم‬ ‫االجتماع والباحثٌن على المٌام بهذه المهمة بؤمانه و دله و اخبلص فً العمل‪ ،‬وان هذه‬ ‫‪ social problem‬مجال اهتمام كافة العلوم‬ ‫الدراسة تجعل من الجرٌمة مشكله اجتماعٌة‬ ‫االخرى‪ ،‬وٌتم ذلك عن طرٌق ما ٌلى‪_:‬‬ ‫‪ -1‬الدراسة الموضوعٌة التً تخلو من العواطف واالهواء الشخصٌة‪.‬‬ ‫‪ -2‬تناول كافة النظرٌات المفسرة للجرٌمة‪.‬‬ ‫‪ -3‬استخدام مناهج و أدوات البحث المبلبمة‪.‬‬ ‫والعدٌد من المتطلبات العلمٌة األخرى التً تإدى فً النهاٌة الى تشكٌل و تكوٌن فكرة واضحة‬ ‫عن هذه الجرٌمة‪ ،‬و أن تكون هذه الفكرة لابمة على اساس علمً‪ ،‬وأن ٌمهد لخطوات‬ ‫اصبلحٌة و عبلجٌة مبنٌة على الدراسة التشرٌحٌة لعلم االجتماع التً من شؤنها تحول الجرٌمة‬ ‫الى مشكلة اجتماعٌة و هنا فمط ٌتولف الباحث السوسٌولوجى بالجرٌمة‪ ،‬وٌبدا اهتمام االخرٌن‬ ‫بالمشكلة‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫والنظرٌة ما هً اال مجموعة من المضاٌا المترابطة منطمٌا والمادرة على تفسٌر ولابع و‬ ‫حمابك الظاهرة االجتماعٌة والمابلة للتحمك االمبٌرٌمى و تنطوي على مسلمات‪.‬‬ ‫والنظرٌة نسك مترابط من المفهومات او االفكار او المضاٌا تمدم تفسٌرا لمجموعة من الحمابك‬ ‫او الظواهر و هذه الظواهر تعد بمثابة لوانٌن عامة تحكم هذه المجموعة من الحمابك او‬ ‫الظواهر او تكشف عن العبللات السببٌة بٌنها‪.‬‬ ‫وتستمد النظرٌة فً علم االجتماع لضاٌاها من نتابج بحوث عملٌة حملٌة مٌدانٌة اجرٌت على‬ ‫الوالع االجتماعً و لٌست مستمدة من النظر العملً‪.‬‬ ‫والنظرٌة تعد أساس المعرفة االنسانٌة التً من خبللها ٌمكن تفسٌر كل ما ٌتعلك بالمجتمعات‬ ‫بما ٌشتمل علٌه من أفراد مكونٌن لها ومجتمعٌن مع بعضهم البعض‪ ،‬وبما ٌشتمل علٌه من‬ ‫ظواهر اجتماعٌة تإثر و تتؤثر بمن حولها فالنظرٌة تحاول تفسٌر وتحلٌل كل ما ٌحٌط بالكون‬ ‫سواء كانوا افرادا ام جماعات ام مجتمعات‪.‬‬ ‫ومن المهم على الباحثٌن فً علم االجتماع ان ٌجمعوا بٌن النظرٌات بشرط االتساق فٌما بٌنها‬ ‫من ناحٌة‪ ،‬وعدم الوالء ألى نظرٌة من النظرٌات من ناحٌة اخرى بجمع النظرٌات تمف‬ ‫على حد سواء‪ ،‬و أن أي مرحلة من مراحل البحث تحتم استخدام نظرٌة معٌنة‪.‬‬ ‫والبحوث المٌدانٌة فً علم االجتماع تبدأ بنظرٌة و تنتهى بعد انتهاء البحث بنظرٌة‪ ،‬فبل وجود‬ ‫لنظرٌة بدون تجربة وال وجود لتجربة بدون نظرٌة‪.‬‬ ‫وهناك العدٌد من الوظائف النظرٌة منها‪-:‬‬ ‫‪ -1‬ان النظرٌة تحدد االطار العام للبحث‪ ،‬حٌث ٌمكن من خبلل النظرٌة فهم طبٌعة‬ ‫الموضوع الذى ٌتم دراسته‪.‬‬ ‫‪ -2‬انه ٌمكن اشتماق الفروض من خبلل النظرٌة‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪ -3‬النظرٌة تمدم المصطلحات و المفهومات التً تصنف بها جوانب الحٌاة االجتماعٌة و‬ ‫تفسٌرها‪.‬‬ ‫‪ -4‬النظرٌة تساعد الباحث فً تفسٌر بٌانات بحثه‪.‬‬ ‫‪ -5‬تفٌد النظرٌة فً كشف التغٌرات الموجودة فً المعرفة‪.‬‬ ‫‪ -6‬تفٌد النظرٌة فً تلخٌص الحمابك‪.‬‬ ‫‪ -7‬للنظرٌة وظٌفة تنبإٌه‪.‬‬ ‫‪ -8‬للنظرٌة وظٌفة فً احداث التغٌر فً البٌبة‪.‬‬ ‫‪ -9‬للنظرٌة وظٌفة معرفٌة‪.‬‬ ‫وعلى أٌة حال فؤن البناء النظري للعلم ما هو اال مجموعات من المفاهٌم والفروض‬ ‫والنظرٌات‪.‬‬ ‫فالمفاهٌم تساهم فً صٌاغة الفروض والنظرٌات كما ان النظرٌات ما هً اال مجموعة‬ ‫مترابطة من المفاهٌم ولد ٌإدى اختٌار النظرٌة من خبلل استخدام الفروض الى صٌاغة مفاهٌم‬ ‫جدٌدة تضاف الى بناء النظرٌة ولد ٌإدى هذا االختبار الى تعدٌل بعض المفاهٌم أو رفضها‪.‬‬ ‫ومهما تعددت النظرٌات السوسٌولوجٌة منذ ظهور علم االجتماع فً المرن التاسع عشر حتى‬ ‫اآلن فانه ٌمكن حصرها فً اطار ثالثة منظورات اساسٌة ‪-:‬‬ ‫اوال‪ :‬النظرٌات الماركسٌة‪-:‬‬ ‫وهى تلن النظرٌات التً تهتم بمضٌة التغٌر االجتماعً‪ ،‬وكٌفٌة انتمال المجتمع من المرحلة‬ ‫المشاعٌة الى المرحلة الشٌوعٌة مرورا بالمرحلة العبودٌة والمرحلة االلطاعٌة والمرحلة‬ ‫الرأسمالٌة و مرحلة دٌكتاتورٌة البرولٌتارٌا مرتكزة على النظام االلتصادي واستخدمت‬ ‫‪21‬‬ ‫مموالت الصراع الطبمً ( العبٌد واالسٌاد) ( الفبلحون وااللطاع) ( العمال وأصحاب رأس‬ ‫المال)‬ ‫ثانٌا‪ :‬النظرٌات البنائٌة الوظٌفٌة‪-:‬‬ ‫وهى تلن النظرٌات التً تبحث فً بناء المجتمع و وظٌفته وطبٌعته‪ ،‬واهتمت بمموالت البناء‬ ‫االجتماعً والنسك االجتماعً والنظام االجتماعً‪ ،‬ومحور اهتمام تلن النظرٌات ٌكمن فً‬ ‫دور التكامل والتساند بٌن مكونات البناء االجتماعً و دورها فً تحمٌك استمرار المجتمع و‬ ‫توازنه‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬نظرٌات الفعل " ماكس فٌبر "‬ ‫وهى تلن النظرٌات التً اهتمت بالعبللة بٌن الفرد والمجتمع‪ ،‬ومن منهما ٌملن الموة والمدرة‬ ‫على توجٌه االخر وتشكٌله‪.‬وهنان اتجاهٌن هما ما ٌلى‪-:‬‬ ‫االول‪ :‬بدأ مع ظهور علم االجتماع فً المرن التاسع عشر وحتى نهاٌة الحرب العالمٌة الثانٌة‪،‬‬ ‫حٌث ٌشٌر ذلن االتجاه الى دور المجتمع فً توجٌه افراده وتشكٌلهم‪ ،‬وٌنطبك ذلن على جمٌع‬ ‫النظرٌات السوسٌولوجٌة المحافظة البنابٌة الوظٌفٌة او الماركسٌة او الرادٌكالٌة‪ ،‬وٌطلك علٌها‬ ‫النظرٌات البنابٌة الهتمامها بؤسبمٌة البناء على الفعل أي اسبمٌة المجتمع على الفرد‪.‬‬ ‫الثانً‪ :‬بدأ االتجاه الثانً فً النظرٌة السوسٌولوجٌة بعد الحرب العالمٌة الثانٌة ومازالت لابمة‬ ‫حتى االن وتشٌر هذه النظرٌات الى دور االفراد فً تؤسٌس المجتمع واضفاء معنى علٌه بل‬ ‫وتشكٌله‪ ،‬وأبرز تلن النظرٌات هً التفاعلٌة الرمزٌة واالثنومٌثودولوجٌة والفٌنومٌنولوجٌة‪،‬‬ ‫وتعرف هذه النظرٌات باسم " المنظور الهرمنٌوطٌمٌة أي التؤوٌلٌة " حٌث تهتم بتؤوٌل‬ ‫المعانً التً ٌتضمنها اهتمام االفراد‪.‬‬ ‫وعلى أٌة حال فان جمٌع النظرٌات السوسٌولوجٌة مهما تعددت فإنها تنحصر فً ثالثة‬ ‫محاور هً‪:‬‬ ‫‪22‬‬ ‫اوال‪ :‬النظرٌات التً تهتم ببناء المجتمع ووظابفه ونظمه‪.‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬النظرٌات التً تهتم بالتغٌر االجتماعً و عوامله طبٌعته‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬النظرٌات التً تهتم بعبللة الفرد بالمجتمع وأٌهما ٌوجه اآلخر‪.‬‬ ‫‪.1‬انتفسري املاركسً نهسهىك االجزامً‪:‬‬ ‫لام ماركس بتحلٌل الوالع االجتماعً مستخدما ً التصور الدٌالكتٌكٌة والمفهوم الكلً لهذا الوالع‬ ‫‪ ,‬األمر الذي مكنه من كشف العبللات بٌن األشٌاء التً لد تبدو بعٌدة ومتنافرة ‪.‬وأن الوالع‬ ‫االجتماعً علً الرغم من أنه من صنع االنسان ‪ ,‬اال ان هذا الوالع أٌضا ً هو الذي خلك هذا‬ ‫اإلنسان ‪ ,‬فاإلنسان بمدر ما هو منتج للحٌاة االجتماعٌة ‪ ,‬بمدر ما هو نتاج لها ‪.‬والمجتمع دابما ً‬ ‫فً حالة تشكل وتغٌر ‪ ,‬وأن هذا التحول والتغٌر ٌتشابه مع التحول والتغٌر فً الطبٌعة ‪ ,‬اال ان‬ ‫هذا التشابه لٌس كامبل ‪ ,‬حٌث إن الطبٌعة تحتوى علً عناصر صماء عمٌاء فً حٌن ان الحٌاة‬ ‫االجتماعٌة تحتوي علً عناصر واعٌه ‪.‬‬ ‫والبناء االجتماعً من وجهه نظر ماركس ٌتكون من بنائٌن ‪:‬‬ ‫‪ -1‬بناء اساسً تحتً اقتصادي ‪ :‬ولمد تناول ماركس هذا البناء فً ضوء التطور التارٌخً‬ ‫للعمل االنسانً ‪ ,‬ولام بتصنٌف المجتمعات علً أساس نظمها االلتصادٌة ( المشاعً ‪,‬‬ ‫العبودي ‪ ,‬االلطاعً ‪ ,‬الرأسمالً ‪ ,‬دٌكتاتورٌه البرولٌتارٌة ‪ ,‬الشٌوعً)‪.‬‬ ‫‪ -2‬بناء فوقً اٌدٌولوجً ‪ :‬وهو ٌتضمن الفن والمانون والدٌن والسٌاسٌة ‪.....‬الخ وهذا البناء‬ ‫ٌعتبر انعكاس للبناء االساسً التحتً ‪ ,‬حٌث ٌتضمن اسلوب اإلنتاج وعبللات اإلنتاج ‪.‬ولذا‬ ‫فان ماركس ٌ إكد علً أنه لٌس وعً اإلنسان هو الذي ٌحدد وجوده وإنما وجود اإلنسان هو‬ ‫الذي ٌحدد وعٌه وشعوره ومعرفته ‪.‬فاألفكار التً ٌحملها الناس هً إنعكاس لؤلساس المادي‬ ‫‪23‬‬ ‫ومن هنا ٌسلم ماركس بوجود تفاعل حتمً بٌن كل من البناء التحتً األساسً االلتصادي‬ ‫والبناء المومً األٌدٌولوجً‪.‬‬ ‫كما ٌرى ماركس أن المادٌة مادٌتٌن هما ‪:‬‬ ‫‪ -1‬المادٌة الجدلٌة ‪ :‬وهى علم نظري خاص بتطبٌك الموانٌن العامة التً تحكم التطور‬ ‫االجتماعً وهً فلسفه ثورٌة تإكد علً التغٌر ‪.‬‬ ‫‪ -2‬المادٌة التارٌخٌة ‪ :‬وهً علم تطبٌك الموانٌن العامة أو المبادئ العامة للمادٌة الجدلٌة علً‬ ‫الحٌاة االجتماعٌة ‪.‬‬ ‫كما ٌرى ماركس أن الطبٌعة االنسانٌة تحتوي علً طبٌعتٌن ‪:‬‬ ‫‪ -1‬الطبٌعة التعاونٌة ‪ :‬وهى تلن الطبٌعة التً سادت التارٌخ الً أن ظهر المجتمع الرأسمالً‬ ‫أو المرحلة الرأسمالٌة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬الطبٌعة الصراعٌة ‪ :‬وهً تلن الطبٌعة التً ظهرت بظهور المرحلة الرأسمالٌة ‪ ,‬ومرجع‬ ‫هذا الصراع وجود طبمتٌن متنالضتٌن ‪.‬وهذا التنالض الطبٌعً ٌنعكس علً طبٌعة التفاعل‬ ‫المابم بٌن االنسان والنسك ‪ ,‬الذي ٌإدي الً اخضاع االنسان للنسك ‪ ,‬حٌث ٌتم تجرٌد االنسان‬ ‫من كلٌة لها سلطة وسٌطرة علً المولف االجتماعً إلً جزبٌة ال حول لها وال لوة خاضعة‬ ‫ذلٌلة ‪.‬‬ ‫وٌتعرض هنا ماركس لمفهوم االغتراب ‪ Alienation‬الذي هو حالة االنفصال بٌن الناس‬ ‫ووسابل انتاجهم ‪.‬‬ ‫نظرٌة االغتراب عند ماركس انطلمت من تصور الماركسٌة للمولف المشاعى من ناحٌة‬ ‫والمجتمع الرأسمالً من ناحٌة أخرى ‪ ,‬فطبٌعة المجتمع المشاعى البدابً كانت تتسم بالبساطة‬ ‫‪ ,‬وأن معرفة االنسان بموى اإلنتاج كانت محدودة الً درجة كبٌرة ‪ ,‬ألنه ٌجد فً الطبٌعة لوى‬ ‫‪24‬‬ ‫غامضة ‪ ,‬وهو ٌعٌش حٌاته من الٌد الً الفم ‪ ,‬وأن اهم ما ٌمٌز المجتمع المشاعى هو الحرٌة‬ ‫والمساواة فً االنتاج ‪ ,‬فبل ٌوجد فابض ‪ ,‬وانما ٌوجد عدالة فً التوزٌع ‪ ,‬وال ٌوجد تمسٌم عمل‬ ‫‪ ,‬وال توجد طبمات ‪ ,‬وهكذا ٌرتبط اعضاء المجتمع مع بعضهم البعض ارتباطا تلمابٌا ً ‪,‬‬ ‫واالنتاج ٌتم فً أضٌك نطاق بحٌث تنعدم اي سٌطرة للمنتجٌن فً عملٌة توزٌع االنتاج ‪.‬أما‬ ‫طبٌعة المجتمع الرأسمالً فان جوهر االغتراب ٌتمثل فً لدرة المعاٌٌر الرأسمالٌة علً تجسٌد‬ ‫كل مظاهر االغتراب والتشٌوء ‪.‬فتمدم االنتاج أفرز طبمة عاملة ‪ٌ ,‬بدو فٌه العامل وكؤنه حر‬ ‫فً أن ٌبٌع عمله ‪ ,‬وكذلن حر فً ملكٌه وسابل االنتاج ‪ ,‬وبممارنه وضعه الحر داخل المجتمع‬ ‫الرأسمالً ؛ ما كان علٌه فً النظام اإللطاعً نجده أكثر حرٌة ‪ ,‬ولكن نتٌجة عوامل اإلكراه‬ ‫واإلجبار فً التصاد السوق الرأسمالً تجعل العامل مجبرا ً علً بٌع عمله فً السوق ‪ ,‬فهو‬ ‫حر فمط فً اختٌار من ٌرٌد استغبلله ألنه ال توجد فرص عماله تكفً جمٌع الناس ومن هنا‬ ‫ظهر التنافس بٌن العمال للحصول علً فرص عماله ‪,‬وهذا كله لصالح صاحب العمل ‪.‬ولمد‬ ‫وصف ماركس الطبٌعة المزدوجة للحرٌة الرأسمالٌة بانها خدٌعة كبرى ‪ ,‬بل ان النظام‬ ‫الرأسمالً ٌحمل فً طٌاته الكثٌر من التنالضات والغموض حٌث ٌخضع االنسان فٌه لمواعد‬ ‫مهنٌة وتنظٌمٌة من شؤنها النٌل من انسانٌته واخضاعها لضغوط خارجٌة ‪ ,‬حٌث ٌتحول فً‬ ‫النهاٌة الً مجرد شًء شؤنه شؤن اآللة التً ٌعمل علٌها ‪ ,‬وٌترتب علً مثل هذه االوضاع‬ ‫ظهور مولف االغتراب ‪ Alienation‬المابم علً فكرة المهر الخارجً والتكٌف اإلجباري‬ ‫الذي ٌجب ان ٌموم به اإلنسان لكً ٌتواءم مع التخصص مع كونه وحده من وحدات االنتاج ‪,‬‬ ‫هذا باإلضافة الً انفصال العمل عن الضبط الممارس علٌهم ‪.‬‬ ‫فالرأسمالٌة غابة ٌلتهم فٌها الغنً الفمٌر ‪ ,‬وٌؤكل الموى الضعٌف ‪.‬وأن هذه الغابة لن تتحول‬ ‫الً مجتمع اال اذا كانت هنان حكومة لوٌة كما ان الرأسمالٌة تهدف الً تحطٌم الطالة‬ ‫االبداعٌة الكامنة فً االنسان ‪ ,‬حٌث ٌكون للربح المادي االولوٌة ‪,‬فاإلنسان لٌس اال ترسا فً‬ ‫اآللة المعمدة ‪ ,‬واالنتاج الرأسمالً بما فٌه من اغتراب ٌدمر االنسان فهو ال ٌشعر بحرٌته اال‬ ‫‪25‬‬ ‫حٌنما ٌإدي وظابفه الحٌوانٌة كاألكل والشرب والتناسل ‪.‬اما فً وظابفه اإلنسانٌة فهو لٌس إال‬ ‫حٌوان ‪,‬فالحٌوانً ٌصبح هو اإلنسانً ‪ ,‬واإلنسانً ٌصبح هو الحٌوانً‪.‬‬ ‫لذا فإن النظرٌة الماركسٌة ال تتفك مع النظرٌات األخرى التً تفسر الجرٌمة باعتبارها نتاج‬ ‫ألخطاء الفرد ‪ ،‬ولكن الجرٌمة فً حمٌمة األمر هً ولٌدة التنالضات التً ٌحتوٌها النظام‬ ‫الرأ سمالً حٌث ٌحل المهر والحاجة محل الحرٌة وٌحل االستغبلل وعدم المساواة والعبودٌة‬ ‫محل الحرٌة والمساواة واإلخاء (‪. )1‬‬ ‫فالجرٌمة كما ٌرى بونجر ناتجة عن مساوئ ومفاسد النظام االلتصادي الرأسمالً الذي ٌشجع‬ ‫الناس على أن ٌكونوا أكثر جشعا وأنانٌة للسعى نحو منافعهم الخاصة بغض النظر عن رفاهٌة‬ ‫األخرٌن ‪.‬والجرٌمة ترتبط بالطبمات الفمٌرة ألن نظام العدالة ٌجرم بشدة الفمٌر‪ ،‬فً حٌن أنه‬ ‫ٌتٌح الفرص واإلمكانٌات المشروعة وغٌر المشروعة للغنى لكى ٌحمك رغباته األنانٌة ‪ ،‬كما‬ ‫ان المانون فً المجتمع الرأسمالً ٌستخدم إلربان الطبمة العاملة ‪ ،‬فالسجن ٌستخدم كوسٌلة‬ ‫للضبط االجتماعً ‪ ،‬فالمانون ظاهرٌا ٌحمى المجتمع من المجرمٌن ‪ ،‬إال أن هدفه الحمٌمً هو‬ ‫حماٌة الطبمة الحاكمة ‪ ،‬وباختصار شدٌد فإن النظام الرأسمالً ٌمود المجتمع إلى حاله من‬ ‫المنوط والٌؤس وفساد األخبلق ‪ ،‬وإن الحل النهابً لمشكبلت المجتمع بما فٌها الجرٌمة تكمن‬ ‫فً الثورة على النظام الرأسمالً والطبمة التً تتحكم فً وسابل اإلنتاج وإحبلل النظام‬ ‫الشٌوعً ‪ ،‬فالمجتمع االشتراكً كفٌل بالمضاء على الجرٌمة‪ ،‬حٌث ان النظام الشٌوعً‬ ‫سٌزٌل التنالضات الطبمٌة وسٌخلك عالما جدٌدا تختفى فٌه حالة انعدام المساواة الرسمٌة‬ ‫والمادٌة‪.‬‬ ‫دور القانون فً المجتمع الرأسمالً من وجهه نظر الماركسٌة ‪-:‬‬ ‫الطبمة البرجوازٌة فً المجتمع الرأسمالً تمود هذا المجتمع الً حالة من الٌؤس وحرب الكل‬ ‫ضد الكل وٌستخدم المانون ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ألربان الطبمة العاملة‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪ - 2‬المدرة علً جعل الناس مسورحٌن بؤدوات المانون من حٌث الثورة والسلطة ‪.‬‬ ‫‪ٌ -3‬ستخدم السجن كوسٌلة للضبط االجتماعً من خبلل دوره فً العماب المادي من ناحٌة‬ ‫وكسبلح لؤلٌدٌولوجٌة الرأسمالٌة من ناحٌة أخري ومن هنا ٌخفً السجن حمٌمة جرابم اصحاب‬ ‫النفوذ والدولة الرأسمالٌة هً دولة الطبمة الحاكمة حٌث تنشر لوانٌنها العامة وأوامرها التً‬ ‫تنص علً المساواة واألمان لجمٌع افراد المجتمع ‪ ،‬ومن خبلل هذه العناصر تتمكن حكومة‬ ‫الطبمة من تحمٌك العدالة ولكنها عدالة فً كٌفٌة السٌطرة علً الصراع الطبمً الناتج عن‬ ‫عبللات اإلنتاج فالمجتمع الطبمً هو الذي ٌخلك التفكن االجتماعً وهو الذي ٌخلك مبرراته‬ ‫الممكنة ‪.‬ومن هنا ٌمكن المول أن المجتمع الرأسمالً ٌخلك الجرٌمة التً تهدد الطبمة العاملة‬ ‫وأن الدور الذي ٌإدٌه المانون هو حماٌة المجتمع الطبمً من المجرمٌن الذٌن ٌعتدون علً‬ ‫ممتلكات الطبمة الحاكمة ولكنه أٌضا جزء اساسً من تكوٌنها ٌصاغ فً عبارات تعبر عن‬ ‫اهتمامات الطبمة الحاكمة من المشاعٌة الً الشٌوعٌة‪.‬‬ ‫وٌتفك كبل من االتجاه المادي واالتجاه المثالً فً لضٌة عامه هً ان هنان عبللة بٌن التغٌر‬ ‫فً النسك المانونً والتغٌر بوجه عام ‪.‬‬ ‫وٌتولف الً هذا الحد اتفالهما حٌث نجد أن هنان تباٌنا فً تناولهما لمضمون ومعنً ومدي‬ ‫التغٌر االجتماعً‬ ‫فالفكر الماركسً ٌري أن االساس المادي للمجتمع هو الذي ٌحدد البناء الفولً بمعنً ان‬ ‫عبللات ولوي اإلنتاج هً التً تحدد كافة مكونات البناء الفولً أو العلوي والذي ٌعد المانون‬ ‫أحد مكونات البناء الفولً ‪.‬‬ ‫فالمانون ال ٌتغٌر إال تحت تؤثٌر تغٌرات جزرٌة فً البناء االساسً ‪ ،‬ومع ذلن ٌمر الفكر‬ ‫الماركسً حمٌمة ان المانون ٌمكن أن ٌكون عامبل مساعدا أو معولا لتغٌر البناء األساسً فً‬ ‫المجتمع ‪.‬‬ ‫‪27‬‬ ‫وهناك مستوٌٌن ٌحدث من خاللهما التغٌر األجتماعى من وجهه النظر الماركسٌة المادٌة‬ ‫هما‪:‬‬ ‫األول ‪ :‬المستوي الكمً أو مستوي التغٌر الكمً‬ ‫حٌث ٌحدث فً كل مرحلة من مراحل التطور االجتماعً تغٌرات كمٌة ‪ ،‬هذه التغٌرات تستمر‬ ‫الً مدي معٌن وهً تغٌرات تتفك ومصالح الطبمة الحاكمة وٌعمل علً المحافظة علً النظام‬ ‫االجتماعً وااللتصادي ‪ ،‬وٌمكن أٌضا أن ٌستجٌب المانون داخل كل مرحلة من مراحل‬ ‫التطور االجتماعً للتغٌرات التً تطرأ فً المجتمع‪.‬‬ ‫الثانً ‪ :‬مستوي التغٌر الكٌفً‬ ‫وٌمصد به التغٌرات الجذرٌة للمانون والتً تحدث بفعل تراكم التغٌرات الكمٌة الً حد معٌن‬ ‫كفٌل بنمل المجتمع من مرحلة الً مرحلة اخري‪.‬‬ ‫التفسٌر الماركسً لجرائم ذوي الٌاقات البٌضاء‪:‬‬ ‫المانون ٌعبر دابما عن مصلحة الطبمة المسٌطرة ‪ ،‬حٌث ٌحمك مصالحها ‪ ،‬وٌخفً حمٌمة‬ ‫استغبللها وبشاعتها‪.‬‬ ‫لذا فان جرابم اصحاب السلطة ال ٌحك لوسابل االعبلم التطرق إلٌها ‪ ،‬بل وال ٌحك الشرطة‬ ‫تسجٌلها فً المحاضر ‪ ،‬وإن سجلت فً المحاضر فبل ٌحك للنٌابة أن تصدر أحكاما ضدها‪.‬‬ ‫اما التفسٌر الماركسً لمدى تركز الجرٌمة فً الطبمات الفمٌرة فإن ذلن راجع ألن وسابل‬ ‫االعبلم تزٌد من تسلٌط الضوء على تلن الجرابم ‪ ،‬كما أن رجال الشرطة فً رلابة مستمرة‬ ‫لمثل هذه الطبمات ‪ ،‬كما ان المجرمٌن من الطبمات الفمٌرة من وجهه نظر ماركس ٌنتمون الى‬ ‫أدنى الطبمات فً البرولٌتارٌا والتً ٌطلك علٌها البرولٌتارٌة الرثة ‪ ،‬وهً فبه طفٌلٌة غٌر‬ ‫‪28‬‬ ‫منتجة تعٌش عالة على ما ٌنتجه اآلخرون ‪ ،‬فهً فبه خطرة ‪ ،‬ونفاٌة اجتماعٌة وهم زبد‬ ‫اجتماعً ‪ Social Scum‬ال ٌمكن الوثوق بهم واالعتماد علٌهم ألمرٌن ‪-:‬‬ ‫االمر االول ‪:‬أنهم مجرد طفٌلٌات ٌعٌشون حٌاتهم اعتمادا ً على السرلة او التسول ‪ ،‬او ٌمومون‬ ‫ببعض الخدمات كالدعارة والممار ومن ثم ال تلتمً مصالح هذه الفبة االجرامٌة مع مصالح‬ ‫العمال ‪ ،‬فالمجرمون ٌعٌشون حٌاتهم اعتمادا ً على التماط فتات عبللات التبادل الرأسمالٌة‪.‬‬ ‫االمر الثانً ‪ :‬هو إمكانٌة رشوة هإالء المجرمٌن من جانب العناصر الرجعٌة فً الطبمة‬ ‫الحاكمة ‪ ،‬او من الدولة ‪ ،‬وٌمكن تسخٌر هإالء المجرمٌن لخدمه لوى الرجعٌة فً بعض‬ ‫أعمال السرلة أو كمخبري للشرطة ومن هنا كانت فبة المجرمٌن " البرولتٌارٌا الرثة " عدوا‬ ‫لدودا لدى حركه الثورة البرولتٌارٌا‪.‬‬ ‫‪.2‬اجلزميت يف ضىء االجتاي انبىائً انىظٍفً ‪:‬‬ ‫ٌدرس االتجاه البنابً الوظٌفً الظواهر االجتماعٌة فً ضوء اعتماده على النظرة المتكاملة‬ ‫للمجتمع والفرد من حٌث البناء والوظٌفة والتؤثٌر المتبادل بٌنهما ‪.‬فالمجتمع كبل مإلف من‬ ‫اجزاء مرتبطة ٌإدي كل منها وظٌفه لخدمه اهداف الكل ‪.‬فالمجتمع نسك ٌضم مجموعه من‬ ‫العناصر المتساندة التً تسهم فً تحمٌك تكامله غٌر ان هذا التكامل ال ٌتم بشكله المثالً ‪ ،‬لذا‬ ‫فانه من المتولع حدوث بعض االنحرافات فً النسك تحول دون اداء وظابفه على النحو االكمل‬ ‫‪:‬‬ ‫ولمد تناول تلن االنحرافات عدد من العلماء منهم اٌمٌل دوركاٌم فً عرضه لمفهوم االنومً‬ ‫عام ‪ ٣٩٨٣‬فً كتابه تمسٌم العمل واالنتحار وتبعه روبرت مٌرتون فً تنمٌح نفس المفهوم فً‬ ‫عام ‪ ٣٨٣٩‬ف كتابه البناء االجتماعً واالنومً ‪.‬‬ ‫‪29‬‬ ‫أوال‪ :‬وظزٌت االوىمى نذور كاٌم‪-:‬‬ ‫ٌرجع الفضل الى دوركٌم فً استخدام هذا المصطلح ‪ ٣٩٨٣‬م لٌشٌر به إلى حالة‬ ‫الفوضى وضعف الموجهات السلوكٌة والفكرٌة ‪ ،‬فاألنومى حالة من العزلة وعدم االنتماء تحت‬ ‫تؤثٌر انهٌار المٌم العامة والنظام االجتماعً لدرجه تجعل الناس غٌر لادرٌن على االرتباط مع‬ ‫بعضهم البعض من ناحٌة ومع المجتمع من ناحٌه اخرى‪.‬فاالنومى ٌظهر حٌنما ٌتعرض‬ ‫المجتمع الزمه طاحنة أو تحوالت جذرٌة وهذا ما حدث للمجتمع االوروبً‪.‬فالثورة‬ ‫الصناعٌة هً التً فوضت دعابم النظم التملٌدٌة واستبدلتها بنظم اجتماعٌه أخرى تستند الى‬ ‫العلم والتصنع ولمد أتخذ دور كاٌم من طبٌعة العبللة بٌن الفرد او االفراد والنظام االجتماعً‬ ‫معٌارا ً لشرح نظرٌة االنومً وان هذه العبللة تتحدد بنوعٌن من التضامن وهما التضامن اآللً‬ ‫والتضامن العضوي ‪.‬‬ ‫فاالنومٌه نتٌجة حتمٌة لتغٌٌر المجتمع من المجتمع الشعبً التملٌدي ‪(Folk Society‬التضامن‬ ‫األلً) إلى المجتمع الحدٌث ‪ (Modern society‬التضامن العضوي) ‪ ،‬حٌث ٌترتب على‬ ‫هذا التغٌر العدٌد من المشكبلت ٌظهر من خبللها االنومً مشٌرا ً إلً اضطراب العبللة بٌن‬ ‫االفراد والنظام االجتماعً بما ٌإدي الى خلل فً التوازن وانهٌار الضوابط وغٌاب المعاٌٌر‬ ‫المدعمة اجتماعٌا ‪ -‬وباختصار فإن األنومى هو النموذج االوحد للتغٌر االجتماعً ‪.‬‬ ‫ولمد اتخذ دوركاٌم من مجتمع التضامن اآللً إطارا مرجعٌا ً لمجتمع التضامن العضوي ولد‬ ‫ماٌز دورکاٌم بٌن الخصابص والسمات للمجتمعٌن‪ ،‬وٌتضح فضل دوركاٌم فً أنه مهد لنشؤة‬ ‫الدراسات الممارنة باعتبارها الورٌث الشرعً للنزعة التطورٌة فً علم االجتماع ‪.‬ولمد نظر‬ ‫دور کاٌم إلى التغٌر االجتماعً باعتباره سببا ً لبلنومً ومنطلما ً أساسٌا ً لكل أزمة فً المجتمع‬ ‫ومدمرا ً للنظام الذي طرأ على البناء االلتصادي للمجتمع الذي برزت مظاهره على الصناعة‬ ‫والتجارة بوجه خاص‪.‬‬ ‫‪30‬‬ ‫ولمد تناول دور كاٌم لضٌة العبللة بٌن التغٌر االجتماعً والجرٌمة من خبلل تناوله لمفهوم‬ ‫األنومى‪.‬فمد ٌكون األنومى متغٌرا ً مستمبلً ثابتا ً فً عبللته بالجرٌمة المتغٌر تابع وذلن على‬ ‫أعتبار أن األنومً حاله مجتمعٌه تتمٌز باالضطراب فً النظام االجتماعً وخلل فً التوازن‬ ‫وإنهٌار للضوابط والمعاٌر التً تحد من أنانٌة االنسان والتً تلمى لبوالً اجتماعٌاً‪ ،‬وتبدو آثار‬ ‫هذا االضطراب فً ارتفاع معدالت االنتحار وتفالم األزمات الصناعٌة والتجارٌة ولد ٌكون‬ ‫االنومً متغٌرا تابعا معتمدا ً من ناحٌة اخري فً عبللته بالتغٌرات االجتماعٌة التً‬ ‫طرأت علً المجتمعات وٌمكن توضٌح ذلن من خبلل إشارة دور كاٌم الً أن ازمة االخبلق‬ ‫فً المجتمع الصناعً هً أزمة حمٌمٌة تشٌر إلى حالة مرضٌة دابمة ‪ ،‬وأنه ٌمكن تفسٌر‬ ‫العوامل المإدٌة إلى هذه األزمة من خبلل الرجوع إلى التغٌرات العمٌمة التً طرأت على‬ ‫المحتمات فً ولت لصٌر جدا فؤدت إلى تحررها من النموذج االنمسامً ( أي نموذج‬ ‫المجتمعات التملٌدٌة ) بسرعة مذهلة وبدرجات لم ٌسبك لها مثٌل فً التارٌخ ‪ ،‬ومن هنا‬ ‫تراجعت األخبلق التً كانت تبلبم النموذج االجتماعً التملٌدي دون أن ٌحدث نمو آخر سرٌع‬ ‫لادر على ملا الحٌز الذي أصبح خالٌا فً ضمابر أعضاء المجتمع ‪ ،‬األمر الذي أدى إلى‬ ‫تزعزع إٌمانهم‪ ،‬وفمد التراث تؤثٌره علٌهم ‪ ،‬هذا باإلضافة إلى أن الوظابف التً اضطربت لم‬ ‫ٌعد لدٌها الولت الكافً لكى تكٌف ذاتها مع بعضها ‪ ،‬ولم تعد الحٌاة الجدٌدة ‪.‬التً انبثمت فجؤة‬ ‫لادرة على أن تصبح منظمة على نحو ٌإدى إلى إشباع الحاجة الى العدالة ‪.‬وٌبدو هنا واضحا‬ ‫أن التغٌرات التً طرأت على المجتمعات تعتبر متغٌرا ً مستمبل وأن االنومً متغٌر تابع ‪.‬‬ ‫وٌمكن توضٌح ذلن فً دراسة دوركاٌم عن االنتحار وعبللته بالنظم الدٌنٌة والعابلٌة‬ ‫والسٌاسٌة حٌث إتخذ دور کاٌم من تكامل االنساق متغٌرا ً مستمبل ترتبط به متغٌرات تابعه من‬ ‫الظواهر االنحرافٌة‪.‬وباستخدامه لؤلسلوب االحصابً وتحلٌل النتابج تمكن من تحدٌد العبللة‬ ‫بٌن التغٌر فً معدالت جرٌمة االنتحار وبٌن التغٌر فً درجة تكامل النظم الدٌنٌة والعابلٌة‬ ‫والسٌاسٌة ‪ ،‬وتوصٌل الى المضٌة اآلتٌة‪:‬‬ ‫‪31‬‬ ‫أن االنتحار ٌتغٌر تغٌرا ًعكسٌا ً مع درجة التكامل فً النظام الدٌنً‪ ،‬ومع درجة التماسن فً‬ ‫النظام األسرى ومع درجة التوحٌد فً النظام السٌاسً‪.‬‬ ‫وقد مٌز دور کارٌم ببن ثالثة مستوٌات أو أشكال للتكامل ٌرتبط بكل منها نمط معٌن من‬ ‫السلوك المنحرف مستندا إلى قضٌة مؤداها أنه كلما زاد التضامن االجتماعً بٌن الحٌاة‬ ‫االجتماعٌة كلما انخفض معدل االنتحار والعكس بالعكس‪.‬‬ ‫المستوى األول ‪( :‬مجتمع التضامن اآللً )‬ ‫فاالنتحار الغٌرى أو اإلٌثاري ٌسود فً هذا المستوى حٌث أن درجه التكامل عالٌة بٌن نسك‬ ‫الشخصٌة ولٌم النسك االجتماعً بحٌث تجعل الشخص ٌرفض كل هو أنانً وٌرتبط بكل ما‬ ‫هو غٌري أو اإلٌثاري‪.‬‬ ‫المستوى الثانً ‪(:‬مجتمع التضامن العضوي)‬ ‫وٌسود هذا المستوي نمط االنتحار األنانً حٌث ٌتوفر فً هذا المستوي درجة عالٌة من‬ ‫الفردٌة‪ ،‬فالفرد فً هذا المستوي ٌتخذ من المٌم الخاصة ومعاٌٌره محكات للحكم علً كل فعل‪.‬‬ ‫فبلنتحار األنانً نتٌجة طبٌعٌة لملة اندماج الفرد وتكامله مع المجتمع‪.‬‬ ‫المستوى الثالث ‪(:‬المحتمع االنومً والالمعٌاري)‬ ‫وٌسود هذا المستوى نمط االنتحار االنومً حٌث ٌنعدم التكامل تماما ً فً هذا‬ ‫المستوي‪ ،‬وٌكون النسك فً حالة من الفوضى وٌجد الفرد نفسه غرٌبا ً عن كل معاٌٌر النسك‪.‬‬ ‫وٌإكد دوركاٌم علً انه لٌس هنان عبللة بٌن الفمر والجرٌمة حٌث استنج بؤدلة احصابٌة‬ ‫والعٌة أن معدالت االنتحار تزداد فً فترات الكساد االلتصادي وتزداد أٌضا فً فترات‬ ‫‪32‬‬ ‫الرخاء االلتصادي وذلن بصورة غٌر عادٌة ‪.‬وٌفسر دور كاٌم تلن الزٌادة بؤنها ناتجه عن‬ ‫األزمات أي االضطراب فً النظام الجمعً ‪ collective order‬فهو ٌمول " إن كل‬ ‫اضطراب فً التوازن ٌعد دافعا ً إلً الموت اإلرادي حتى وان كان ٌحمك راحة أكبر وزٌادة‬ ‫فً النشاط العام ‪ ،‬وكلما احتلت الحاجة إلى إعادة التوافك مكانها فً النظام االجتماعً وكانت‬ ‫خطٌرة ‪ ،‬كان الناس أكثر نزوعا إلى التدمٌر الذاتً سواء أكانت إعادة التوافك هذه مترتبة على‬ ‫نمو مفاجا أم كارثة‪.‬‬ ‫فاالنحراف والجرٌمة من وجهة النظر الدوركاٌمٌة ظاهرة مإلتة توجد فً المجتمعات الحدٌثة‬ ‫وانعكاس لبلضطرابات التً تحدث فً المجتمع‪ ،‬كما أن االنحراف والجرٌمة ‪ ،‬ظاهره طبٌعٌة‬ ‫ولٌست مرض اجتماعً ‪ ،‬ومن المستحٌل وجود مجتمع بدون انحراف أو جرٌمة كما أن‬ ‫االنحراف أو الجرٌمة ٌرتبط بالبناء االجتماعً ولٌس باألفراد ‪ ،‬وكون أن االنحراف ٌظهر‬ ‫من خبلل األفراد ذلن ألن األفراد هم بمثابة أدوات تعبر عن البناء االجتماعً الذي ٌنتمون الٌه‬ ‫وأن الحل النهابً لبلنومً بالنسبة لدوركاٌم ٌكمن فً االخبلق التً تتطلب االمتثال للنزاهة‬ ‫ومحبه الغٌر‪.‬‬ ‫‪.2‬وظزٌت انتكٍفاث اإلحنزافٍت نزوبزث مريتىن‪:‬‬ ‫فً عام ‪ 1938‬لام روبرت مٌرتون بمحاولة لتفسٌر السلون االنحرافً مستمدا دعابم‬ ‫هذا التفسٌر من تفسٌر دوركاٌم لذات السلون بل وحاول أن ٌعدل فً هذا التفسٌر؛ فاالنحراف‬ ‫من وجهة نظره هو التبلإم العادي لبٌبة تتسم باألنانٌة‪ ،‬وٌتفك مٌرتون هنا مع دوركاٌم فً‬ ‫التؤكٌد على دور المعاٌٌر فً إذكاء روح األنانٌة لدى أفراد المجتمع‪ ،‬األمر الذي ٌإدي إلى‬ ‫خلك االنحراف‪ ،‬إال أنه ٌختلف مع دوركاٌم فً أن للمعاٌٌر دورا فً الحد من شهوات الفرد‬ ‫وأهوابه‪ ،‬وأن عدم وجود هذه المعاٌٌر أو ضعف أثرها ٌإدي إلى خلك ظروف أنومٌة تخلك‬ ‫الجرٌمة واالنحراف‪.‬هذه األفكار ٌرفضها مٌرتون حٌث ٌمول أن السلون االنحرافً شؤنه شؤن‬ ‫‪33‬‬ ‫السلون االمتثالً فهو ٌعد نتاجا ومحصلة للبناء االجتماعً الثمافً‪ ،‬وأن هذا البناء ٌتكون من‬ ‫عنصرٌن مرتبطٌن ببعضهما البعض‪ ،‬وٌمكن فصلهما فقط بهدف التفسٌر والتحلٌل‪ ،‬وهما‪:‬‬ ‫األول‪ :‬األهداف والغاٌات والمصالح المحددة ثمافٌا‪ ،‬والتً تعد بمثابة أهداف مشروعة لجمٌع‬ ‫أعضاء المجتمع على اختبلف موالعهم فٌه‪.‬‬ ‫الثانً‪ :‬الوس ابل الممبولة اجتماعٌا‪ ،‬أي التً تحددها النظم االجتماعٌة وتعمل على تحمٌك تلن‬ ‫األهداف‬ ‫‪ Robert. K. Menton (1969), p. 162‬وأنه كلما كانت العبللة ثابتة بٌن عنصري‬ ‫البناء "األهداف المحددة ثمافٌا‪ ،‬والوسابل الممبولة اجتماعٌا" كانت استجابات األفراد سوٌة‪،‬‬ ‫ً الوحٌد من أنماط تكٌُّف األفراد داخل وجودهم الثمافً‬ ‫وٌتمثل ذلن فً النمط اإلٌجاب ّ‬ ‫واالجتماعً أال وهو نمط االمتثال ‪ Conformity‬حٌث ٌتاح لؤلفراد استخدام الوسابل الممبولة‬ ‫اجتماعٌا لتحمٌك األهداف المحددة ثمافٌا‪.‬‬ ‫إال أن هذا لٌس معناه أن هنان عبلمة ثابتة توجد بٌن عنصري البناء‪ ،‬بل لد ٌزداد التؤكٌد‬ ‫واالهتمام على أحد عنصري البناء دون تؤكٌد مماثل على العنصر اآلخر‪.‬األمر الذي ٌإدي‬ ‫إلى وجود حالة وصفها مٌرتون بؤنها سٌبة التكامل‪ ،‬بمعنى أنه كلما حدثت تغٌرات هامة فً أي‬ ‫من عنصري البناء علٌنا أن نتولع تغٌرات مماثلة فً العنصر اآلخر‪ ،‬األمر الذي ٌإدي إلى‬ ‫مفارلات فً معدالت السلون االنحرافً المابمة‪.‬‬ ‫وٌظهر لنا ذلك فً أنماط التكٌفات االنحرافٌة لألفراد وهً‪.:‬‬ ‫‪)١‬نمط االبتداع ‪:innovation‬‬ ‫الذي ٌتم فٌه التؤكٌد على األهداف الثمافٌة دون تؤكٌد على الوسابل االجتماعٌة لعدم توافرها‪،‬‬ ‫وٌنتشر بٌن أبناء الطبمات الدنٌا ‪.R. K. Menton (1969) , pp169-173‬‬ ‫‪ )2‬نمط الطقوسٌة ‪:Ritualism‬‬ ‫‪34‬‬ ‫وٌتم فٌه االلتزام المسري بالوسابل االجتماعٌة دون التزام باألهداف الثمافٌة‪ ،‬وٌنتشر بٌن أبناء‬ ‫الطبمة الوسطى الدنٌا ‪.pp173-174‬‬ ‫‪ )3‬?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser