جغرافية الزراعة PDF

Summary

This document provides an overview of the concept of agricultural geography. It explores the historical and contemporary aspects of agriculture, its significance, and the different roles that geography plays.

Full Transcript

‫مفهوم جغرافية الزراعة‬ ‫جغرافية الزراعة مفهوم حديث يجمع بين نوعين من المعارف األساسية التي‬ ‫عرفها اإلنسان فهي تجمع بين المعارف الزراعية ومناهج البحث من‬ ‫الجغرافية فهي تجمع بين المعارف الجغرافية والزراعية ولما لهذه المعارف‬ ‫من أهمية ودور في حياة اإلنسان بصورة مباشرة ‪.‬‬...

‫مفهوم جغرافية الزراعة‬ ‫جغرافية الزراعة مفهوم حديث يجمع بين نوعين من المعارف األساسية التي‬ ‫عرفها اإلنسان فهي تجمع بين المعارف الزراعية ومناهج البحث من‬ ‫الجغرافية فهي تجمع بين المعارف الجغرافية والزراعية ولما لهذه المعارف‬ ‫من أهمية ودور في حياة اإلنسان بصورة مباشرة ‪.‬‬ ‫والمعرفة الجغرافية هي من أهم معارف اإلنسان ذات العالقة بحل معظم‬ ‫مشاكل البيئة التي يتعرض لها وخاصة البيئة التي يعيش فيها والبيئة المجاورة‬ ‫له أو المحيطة به ‪ ،‬كما نعرف بان األنسان اول ماعاش على شكل انفرادي ثم‬ ‫تحول الى األنسان األجتماعي ولما للزراعة من اهمية في حياته باعتبارها اول‬ ‫الحرف التي ادت الى استقراره وبناء المجتمعات التي ادت الى تطور البشرية‬ ‫جمعاء ومنها الحضارات القديمة في النيل والرافدين والهند والسند والصين‬ ‫وحضارات الهنود الحمر في العالم الجديد قبل اكتشافه من قبل األوربيين‬ ‫كحضارة المايا واآلنكا واآلزتك ‪.‬‬ ‫والمعرفة الجغرافية قديمة قدم الحضارات التي عرفها األنسان فقد وجدت كثير‬ ‫من التعاليم الجغرافية في حلوله لكثير من المشاكل التي تحيط ببيئته الطبيعية‬ ‫والبشرية ‪ ،‬ولكن عجز األنسان عن تقديم الحلول في تلك الفترة لتعقد المشاكل‬ ‫التي ظهرت وتفاقمها فاصبحت تلك الحلول عاجزة عن حلها ‪ ،‬ولكن بعد اتساع‬ ‫البيئة التي خرج اليها األنسان ادى الى اضطراره الى معرفة األساليب التي‬ ‫يمكنه حل المشاكل التي تواجه بيئته ‪.‬فحاول كيفية السيطرة على مياه‬ ‫الفيضانات واستغالل األمثل للتربة والحد من تأثير الظواهر الجوية ( المناخية‬ ‫) كالرياح والحرارة واألمطار وغيرها ونظرآ لقوة هذه المؤثرات الطبيعية لذا‬ ‫‪13‬‬ ‫استخدم القوة الخارقة التي من شأنها تذلل تأثير هذه الظواهر وتحميه من‬ ‫اخطارها من خالل استخدام الربط مع اآللهة والبحث عن الحقيقة بواسطة‬ ‫الرحالت العلمية ‪ ،‬فقد جسموا السماء واألرض والماء والهواء والشمس‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫والقمر الى عدد من اآللهة وعبدوها باعتبارها قوة مؤثرة على هذه الظواهر‬ ‫ويرى البعض من الباحثين ان عبادة آلهة زراعة والخصب هي من اقدم انواع‬ ‫العبادة في تاريخ األمم ‪ ،‬وفي تقدم الوقت تم اكتشاف مناطق عديدة من سطح‬ ‫األرض ومسح مناطق مائية كبيرة وتمت دراسة ظروفها المناخية والطبيعية‬ ‫والبشرية دراسة جادة ودقيقة لمعرفة دورها الكبير في األنتاج الزراعي ‪.‬‬ ‫فالزراعة يقصد بها لغويآ فالحة األرض أو العناية بها ‪ ،‬فمصطلح الزراعة في‬ ‫المعاجم األجنبية تعني(‪ ) Agriculture‬ولو لفظنا هذا المصطلح لوجدناه‬ ‫يتكون من مقطعين هما (‪ )Agri‬وتعني الحقل ومقطع (‪ )Culture‬يعني حرث‬ ‫األرض ‪.‬‬ ‫فالزراعة تعتبر علم وفن وصناعة انتاج المحاصيل النباتية والحيوانية النافعة‬ ‫وهذا العلم يعتبر من العلوم الحديثة نسبيآ ألنه كان ينظر إلى‬ ‫لإلنسان‪،‬‬ ‫الزراعة قديما ً على أنها مجرد عميلة بذر البذور في التربة ثم تركها لتنمو‬ ‫تحت الظروف الطبيعية حتى يحين موعد حصادها فتحصد كما كان ينظر إلى‬ ‫العمليات الزراعية على أنها عبارة عن عادات قديمة وخبرات متوارثة من‬ ‫جيل إلى جيل‪.‬ثم تطورت األحوال وتقدمت العلوم التي أفادت الزراعة‪.‬هذا‬ ‫باإلضافة إلى جانب التجارب والبحوث العديدة التي أجريت على الطرق‬ ‫المختلفة للزراعة والتسميد وتغذية الحيوان ومقاومة اآلفات واألمراض التي‬ ‫تصيب النبات والحيوان وغيرها مما أدى إلى أن أصبحت الزراعة علما ً من‬ ‫‪)( 1‬طه باقر – مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ‪ ,‬الجزء األول ‪ -‬بغداد ‪ ،‬دائرة اآلثار – ص ‪206‬‬ ‫‪14‬‬ ‫العلوم بل مجموعة من العلوم والعمليات العلمية المبنية على أساس المالحظات‬ ‫التي تم اثباتها والتجارب التي كررت مراراً والتي ساعدت المزارع على انتاج‬ ‫المحاصيل ذات الجودة العالمية بكميات كافية وبصفة مستمرة وبسعر ومجهود‬ ‫وتكاليف معقولة ‪.‬‬ ‫واختلف الباحثين في تعريف الزراعة وحتى الجغرافيين منهم ‪ ،‬فقد عرفها (‬ ‫‪ )Zimmerman‬في كتابه (‪) world resources and industries‬‬ ‫بانها ( الجهود التي يبذلها األنسان المستقر في األرض والتي يحاول األنتفاع‬ ‫بها من خالل التعجيل وتحسين عمليات نمو الحياة النباتية والحيوانية من اجل‬ ‫(‪) 2‬‬ ‫))‬ ‫األنتاج الذي يحتاجه أو يرغب فيها‬ ‫وعرفتها لجنة األنماط الزراعية الدولية في مؤتمرها الجغرافي الدولي المنعقد‬ ‫في لندن عام ‪ 1964‬بانها احدى طرق استثمار األنسان للطبيعة من اجل‬ ‫(‪)3‬‬ ‫توفير حاجاته وخالل عملة يقوم بتغيير الحيز أو المكان الذي يعيش فيه‬ ‫كما عرفتها الجمعية االقتصادية الريفية في فرنسا بأنها العمل الذي به تستخدم‬ ‫القوى الطبيعية النتاج النبات والحيوان بغية تأمين الحاجات البشرية ‪.‬‬ ‫اهمية الزراعة‬ ‫‪ )(2‬ا‪ -‬عبد الرزاق محمد البطيحي – انماط الزراعة في العراق – بغداد ‪ – 1976 ،‬ص ‪. 22‬‬ ‫‪,Newyork ,1951 P 148.‬‬ ‫‪edition , 2nd world resources and industries ( b) Zimmerman‬‬ ‫علي محمد المياح – جغرافية الزراعة – بغداد ‪ – 1976 ,‬ص ‪. 18‬‬ ‫‪)(3‬‬ ‫‪15‬‬ ‫نمط الزراعة المتخصصة‬ ‫األنماط الزراعية‬ ‫قبل التطرق الى األنماط الزراعية البد من التعرف الى معنى النمط في‬ ‫الجغرافية ‪ ،‬والذي يقصد به مساحة من االرض تتشابه في خصائصها‬ ‫الجغرافية الطبيعية أو البشرية والتي تشمل كل الفعاليات التي يقوم بها السكان‬ ‫داخل هذه المساحة الجغرافية المحددة والتي تختلف عن المناطق المجاورة‬ ‫لها‪ ،‬وقد يشمل النمط مساحات واسعة تتعدى حدود الدول السياسية ‪ ،‬فبعض‬ ‫الفصائل النباتية تشمل قارات باكملها مثال فصيلة ‪ Tropaeolaceae‬التي‬ ‫تنتشر في قارات العالم الجديد ابتداءآ من جنوب المكسيك وحتى األقسام‬ ‫الجنوبية من شيلي واألرجنتين القريبة من مضيق ماجالن ويطلق عليها‬ ‫بالرقعة المتصلة ‪ Continuous) ( Area‬وتكون بعض الفصائل محدودة‬ ‫األنتشار في مناطق معينة وتفصل بين انواعها مسافات من االرض غير قابلة‬ ‫ألنتشارها مثل فصيلة( ‪ ) Gentiana‬التي تنتشر في جبال األلب األوربية‬ ‫وجبال القوقاز اآلسيوية في حين تنعدم في السهول الفاصلة بينهما ويطلق على‬ ‫(‪)65‬‬ ‫(‪.‬‬ ‫هذا النمط بالنمط المتقطع األنتشار ‪) Discontinuous Area‬‬ ‫وعلى هذا األساس فالنمط الزراعي هو( كل الفعاليات التي يقوم بها‬ ‫األنسان لالنتاج النباتي أو الحيواني تحت ظروف البيئة الطبيعية أو البشرية‬ ‫داخل مساحة محددة ) ‪.‬‬ ‫وعرف النمط الزراعي ايضآ بانه( مجموعة من المزارع المتشابهة من‬ ‫حيث ظروفها الطبيعية و األقتصادية و كثافة وحجم وطرق األنتاج الزراعي )‬ ‫اما رينيه دومونت‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ))65‬محمد عبدو العودات ‪ ،‬وزميليه – مصدر سابق – ص ‪100 -99‬‬ ‫‪153‬‬ ‫فقد عرفه بانه ( عملية انتاج نباتي وحيواني في ظروف بيئية طبيعية وبشرية‬ ‫(‪)66‬‬ ‫‪.‬‬ ‫معينه )‬ ‫اما لجنة األنماط الزراعية فقد عرفت النمط الزراعي من خالل المؤتمر‬ ‫الجغرافي الدولي الذي عقد في لندن عام ‪ 1964‬بانه ( شكل خاص من اشكال‬ ‫استغالل األنسان لالرض أو الطبيعة من خالل بذل الجهود في تنظيم المكان‬ ‫الذي يعمل فيهأو يقوم في تغييره ) ‪.‬وهذا التعريف يتفق مع ما جاءت به‬ ‫منظمة الغذاء والزراعة الدوليه ( ‪ ) FAO‬في تعريفها للزراعة ‪ ،‬باألضافة‬ ‫الى انه يوفق بين التعريفين السابقين‬ ‫فمن خالل هذه التعاريف السابقة للنمط الزراعي نالحظ التباين الواضح في‬ ‫الهدف العام لمعنى النمط من وجهة نظر كل جهة من الجهات ذات العالقة‬ ‫بالزراعة ولكنها تصب في بودقة واحدة وتقول ان النمط الزراعي يتكون من‬ ‫مساحات زراعية متشابهة في ظواهر الزراعة وذات درجة من العالقات‬ ‫المرتبطة بعضها بالبعض االخر من جهة‪ ،‬ومن جهة اخرى متباينه من حيث‬ ‫درجة استقرار األنسان في األرض المتوفرة له لالنتاج والتي ترتبط بالسياسة‬ ‫الزراعية للدولة والتي من خاللها يتم تحديد المساحات التي توزع على‬ ‫المزارعين ‪.‬‬ ‫ويمكن تحديد انماط الزراعة في العالم من خالل التعرف على الخصائص‬ ‫التنظيمية واألجتماعية لمجموعة الزراع ومقدار ملكياتهم الزراعية والتي تم‬ ‫(‪)67‬‬ ‫‪.‬‬ ‫التطرق اليها في دراسة العوامل األجتماعية المؤثرة فيالزراعة‬ ‫)‬ ‫‪. Rene Dumont Types of Rural Economy – London , 1970 , p.3 )66‬‬ ‫عبد الرزاق محمد البطيحي – انماط الزراعة في العراق – بغداد ‪ – 1976 ،‬ص ‪. 28-26‬‬ ‫أ‪-‬‬ ‫لالطالع انظر ‪-:‬‬ ‫‪) )67‬‬ ‫مخلف شالل مرعي – مصدر سابق – ص ‪. 129 – 128‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪154‬‬ ‫األنماط الزراعية في العالم‬ ‫وبعد هذه المقدمة الموجزة عن معاني النمط الزراعي في العالم والتي‬ ‫يمكن دراستها بصورة تفصيلية والتي تعكس حالة كل نمط منها خصائص‬ ‫األنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني ويمكن اجمالها باآلتي ‪-:‬‬ ‫‪))Shifting Agriculture‬‬ ‫‪ -1‬نمط الزراعة المتنقلة‬ ‫‪) )Intensive Agriculture‬‬ ‫‪ -2‬نمط الزراعة الكثيفة‬ ‫(‪) Extensive Agriculture‬‬ ‫‪ -3‬نمط الزراعة الواسعة‬ ‫( ‪) Mixed Farming‬‬ ‫‪ -4‬نمط الزراعة المختلطة‬ ‫‪ -5‬نمط الزراعة المتخصصة ( ‪) Special Farming‬‬ ‫‪))Shifting Agriculture‬‬ ‫‪ -1‬نمط الزراعة المتنقلة‬ ‫وهو من اقدم األنماط الزراعية التي مارسها األنسان عندما انتقل الى مرحلة‬ ‫األستقرار الزراعي وساد في مناطق كثيرة من العالم وخاصة في المناطق‬ ‫المدارية الرطبة في افريقيا وامريكا الجنوبية وجنوب شبه جزيرة مااليو‬ ‫وغينيا الجديدة في اسيا وغيرها ‪.‬‬ ‫ويتميز هذا النمط بقلة الجهد الذي يبذله األنسان في الزراعة حيث يتركز على‬ ‫تطهير األرض من الحشائش وتقليب التربة باألدوات البسيطة وزراعتها‬ ‫بالمحاصيل التي تسد الحاجة األكتفائية للمزارع لذلك يطلق عليها احيانآ‬ ‫بالزراعة المعاشية أو األكتفاء الذاتي وهي تزرع لسد الحاجة المحلية للعائلة ‪.‬‬ ‫وتتميز ايضآ بقلة استخدام االالت الزراعية واالسمدة و قلة متطلبات الزراعة‬ ‫األخرى ‪ ،‬وتستخدم التربة مابين سنة وثالث سنين حتى ينتقل المزارع الى‬ ‫‪155‬‬ ‫ارض بكر اخرى بعد ان يهجر األرض المزروعة التي استنفذت خصوبتها ‪،‬‬ ‫اتصفت هذه الزراعة بعدم االستقرار والتوطن وقد اطلق عليها‬ ‫ولذلك‬ ‫بالزراعة المهاجرة ( ‪ ) Migratory Agriculture‬ومن أبرز خصائص‬ ‫هذا النمط المتنقل عدم االستقرار في منطقة معينة وهذا يرجع الى عاملين‬ ‫رئيسيين‬ ‫أولهما ‪ -:‬التربة الفقيرة في المناطق المدارية المطيرة فاالمطار الغزيرة تؤدي‬ ‫الى ذوبان المواد المعدنية القابلة للذوبان وكذلك المواد العضوية وتسربها الى‬ ‫أعماق كبيرة فتصبح التربة فقيرة الى المعادن عدا أكاسيد الحديد غير القابلة‬ ‫للذوبان والتي تبقى على السطح فتكسبها اللون االحمر وبالتالي فإن زراعة‬ ‫األرض تجهدها فيصضطر زراع المناطق المدارية للنتنقل من قطعة إلى‬ ‫أخرى يقطعون غطاءها النباتي فيحرقونه ويضيفون إلى التربة مواد عضوية‬ ‫تساعدها على استمرار ممارسة الزراعة لفترة من الزمن ويسمى هذا النمط‬ ‫بزراعة الحريق في بعض مناطق السافانا ويساعد على التنقل ايضا أن ملكية‬ ‫االرض مشاع لكل افراد المجتمع‪.‬‬ ‫وثانيهما ‪ -:‬قوة االنبات في المناطق المدارية المطيرة فلم يلبث ان يطهر‬ ‫الفالح االرض ويزرعها مرة اخرى فتظهر نباتات طبيعية بكثافة اكبر فيضطر‬ ‫الى هجرتها الى قطعة اخرى‪.‬‬ ‫إن أهم خصائص الزراعة المتنقلة أنها زراعة كفاف اى أي أن ما يزرع يكفى‬ ‫فقط حاجات السكان لذلك تسمى بالزراعة المعاشية البدائية فإنتاج األرض‬ ‫الزراعى ال يتجاوز انتاج المواد الغذائية القليلة وال يوجد فائض للتبادل‬ ‫التجارى واهم المحاصيل الزراعية الغذائية الذرة الرفيعة والدخن والنباتات‬ ‫الجذرية والفواكه وخاصة الموز‪ ،‬وكل االدوات الزراعية بدائية وأهمها‬ ‫‪156‬‬ ‫الفاس‪ ،‬واألمراض الزراعية كثيرة االنتشار‪،‬وال تمارس دورة زراعية‪ ،‬وال‬ ‫تسميد‪ ،‬وسكان هذه المناطق بدائيون ويعيشون في مراكز عمرانية صغيرة‬ ‫وسط االراضى الزراعية و تتألف من عدة أكواخ تنظم شكال دائريا مغلقا ‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من تقلص المساحات المزروعة ضمن هذا النمط ألستخدام‬ ‫الوسائل الحديثة في الزراعة فهو يمارس في مناطق كثيرة من العالم الستوائي‬ ‫والمداري حيث يزاوله مايقارب اكثر من (‪ )200‬مليون نسمة ومايعادل (‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ ) %‬من سكان العالم ويحتل مايقارب (‪ )30‬مليون كم ‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من مشاركة هذا النمط في سد الحاجة المحلية لمجموعات كبيرة‬ ‫من السكان وخاصة في المناطق المطرية الرطبة في معظم قارات العالم مثل‬ ‫افريقيا وآسيا وامريكا الالتينية واستراليا فقد احتل اهمية كبيرة في اعالة‬ ‫السكان في المناطق البركانية ذات التربات الخصبة وخاصة في المناطق‬ ‫اآلسيوية ‪ ،‬ففي جزيرة جاوة األندونيسية يعيل الكيلومتر المربع الواحد‬ ‫مايقارب (‪ ) 50-40‬نسمة ويتباين هذا العدد في المناطق األخرى من القارات‬ ‫‪ ،‬اذ ينخفض العدد الى ‪ 16‬شخص في اوغندا وكينيا والى ‪ 11‬شخص في‬ ‫(‪)68‬‬ ‫‪.‬‬ ‫تنزانيا‬ ‫ويعتمد سكان هذه المناطق على المنتجات الزراعية فيها وخاصة محصول‬ ‫الموز الذي يعتبر المحصول الغذائي الرئيسي في المنطقة لسرعة نموه‬ ‫وسهولة الحصول عليه باإلضافة الى انه من اكثر المحاصيل الزراعية حفاظآ‬ ‫على خصوبة التربة وقلة تدهورها ‪ ،‬ويتخذ السكان المناطق الزراعية ذات‬ ‫الخصوبة العالية التي يتعرف عليها من خالل مذاق التربة واستواء السطح‬ ‫‪ ))68‬نوري خليل البرازي – مصدر سابق – ص ‪. 89‬‬ ‫‪157‬‬ ‫وذات ارتفاعات تقيها من خطر الفيضانات وقربها من مصادر المياه واألنهار‬ ‫ألنها توفر لهم صيد األسماك ‪.‬‬ ‫وتزرع الغالت التي التحتاج الى عمليات اخرى لنضجها كمحاصيل اليام‬ ‫والكسافا والنارو والبطاطا الحلوة وبعض محاصيل الحبوب مثل الذرة في‬ ‫امريكا والرز في آسيا والدخن في افريقيا وغيرها ‪ ،‬باألضافىة الى زراعة‬ ‫المحاصيل التجارية مثل زيت النخيل والكاكاو ‪ ،‬وتزرع هذه المحاصيل‬ ‫بصورة متناوبة على مدار السنه وذلك لتباين فترة نضوجها والحصول عليها‬ ‫بصورة طازجة وعدم خزنها ألن البيئة األستوائية والمدارية حارة يصعب‬ ‫عملية الخزن فيها من جهة وعدم توفر المخازن من جهة اخرى ‪.‬‬ ‫وباألضافة الى زراعة المحاصيل تربى ضمن هذا النمط بعض الحيوانات التي‬ ‫تسد الحاجة الذاتية مثل الدواجن والطيور مثل األوز والبط ودجاج غانة والى‬ ‫جانب ذلك تربى الخنازير والماعز بالدرجة الرئيسة اما البقار فمحدود تربيتها‬ ‫لقلة ما يتوفر لها من غذاء وسرعة تعرضها لالمراض في هذه البيئة وخاصة‬ ‫مرض النوم وذبابة ‪. TCTC‬‬ ‫وتقوم بعض الجماعات في هذه المناطق على تبادل السلع الزراعية‬ ‫وخاصة الفائضة عن الحاجة المحلية ويستخدم القوارب الصغيرة في عمليات‬ ‫النقل داخل اراضي الغابات واألحراش وتسمى هذه المبادلة (المقايضة ) بحيث‬ ‫يتم من خاللها توفير المواد الغذائية التي لم تزرع ضمن مناطقهم ‪.‬‬ ‫وقد تقلص هذا النمط من الزراعة ألسباب كثيرة اهمها قلة توفير المتطلبات‬ ‫األساسية لسبل العيش للسكان في هذا النمط وزيادة اعدادهم من خالل ظهور‬ ‫الوحدات السياسية على مستوى الدول والقيام بتنظيم السكان و تطبيقها لسياسة‬ ‫التنمية األقتصادية وتكوين الوحدات االقتصادية للمناطق التابعة للدولة ‪،‬‬ ‫‪158‬‬ ‫وخاصة قيام المزارع التجارية في هذه المناطق والتحول الى الزراعة العلمية‬ ‫الواسعة برأسمال أجنبي وقد ساعد المناخ المالئم على توسعها ألنتاج‬ ‫المحاصيل الزراعية التجارية وقد انتشرت هذه المزارع في اقاليم العالم‬ ‫الموسمي والمداري ويطلق عليها اسم ( ‪ ) plantation‬كمزارع الموز‬ ‫والمطاط والكاكاو والشاي باعتبارها من الغالت الزراعية التي ضمن التجارة‬ ‫الدولية ‪.‬‬ ‫‪ -2‬نمط الزراعة الكثيفة ‪) )Intensive Agriculture‬‬ ‫ينتشر هذا النمط من الزراعة في الجهات المزدحمة بالسكان حيث يشتد‬ ‫الضغط السكاني على األرض لصغر المساحات المستثمرة في الزراعة‬ ‫ألرتفاع اثمانها وخاصة في المناطق القريبة من مراكز المدن ‪ ،‬ويتمثل هذا‬ ‫النمط في مناطق شرقي آسيا وجنوبها متمثلة في السهول النهرية الفيضية‬ ‫كنهر اليانكستي والسيكانج والغانج والبراهما وغيرها من انهار القارة‬ ‫الكبرى ويتمثل في قارة افريقيا وخاصة في سهول دلتا النيل ووادية في‬ ‫مصر والسودان واثيوبيا وفي اوربا تمثل في هولندا وبلجيكا و المناطق القريبة‬ ‫من مراكز المدن األوربية الواقعة في السهل األوربي و المناطق الجنوبية من‬ ‫السهول الوسطى في الواليات المتحدة األمريكية وغيرها من مناطق العالم في‬ ‫استراليا وامريكا الجنوبية ‪ ،‬ويتركز حوالي ‪ % 70‬من سكان العالم ويشغل‬ ‫حوالي ثلث المساحة المزروعة في العالم ‪.‬‬ ‫ويتصف األنتاج الزراعي ضمن هذا النمط ببعض الخصائص التي يمكن‬ ‫اجمالها باآلتي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬ارتفاع انتاجية الوحدة المساحية من األرض الزراعية ألستخدام عناصر‬ ‫األنتاج الرئيسة وخاصة العمل وكثافة رأس المال ‪.‬‬ ‫‪159‬‬ ‫‪ -2‬انتشار ظاهرة البطالة المقنعة لكثرة عدد األيدي العاملة في المساحة‬ ‫الزراعية وانخفاض انتاجية العامل الزراعي ‪ ،‬ويتوقف هذا على زيادة‬ ‫األيدي العاملة لحد معين دون الزيادة في انتاج األرض ‪.‬‬ ‫‪ -3‬قلة استخدام المكائن واآلالت الزراعية لصغر المساحة ولتوفر األيدي‬ ‫العاملة الرخيصة ‪ ،‬وتتسع الملكية الزراعية في بعض الدول التي تستخدم‬ ‫اآلالت الزراعية وخاصة في المناطق البعيدة عن مركز المدينة كما هو‬ ‫الحال في بعض الدول األوربية والواليات المتحدة األمريكية ‪.‬‬ ‫قلة مشاركة انتاج الثروة الحيوانية في هذا النمط لقلة المساحة‬ ‫‪-4‬‬ ‫الزراعية ‪ ،‬فضال عن تواجد بعض الحيوانات لسد الحاجة المحلية‬ ‫للمزارعين ‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك تنتشر انتاج بعض الحيوانات باعداد‬ ‫هائلة في هذا النمط كما هو الحال في انتاج األبقار في شبه القارة الهندية‬ ‫ألسباب دينية وانتاج الخنازير في دول العالم المسيحي وخاصة في الصين‬ ‫لقلة كلفتها األقتصادية وقدرتها على العيش في اية منطقة ‪.‬‬ ‫‪ -5‬صغر الملكيات الزراعية التي التتجاوز مساحة المزرعة الواحدة الدونم‬ ‫الواحد كما هو الحال في مصر واليابان وفي معظم دول جنوب شرقي‬ ‫آسيا ‪.‬‬ ‫‪ -6‬األهتمام بخصوبة األرض وتسميدها باألسمدة الكيمياوية واتباع الدورات‬ ‫الزراعية ‪.‬‬ ‫‪ -7‬التأكيد على زراعة المحاصيل ذات األنتاجية العالية وخاصة المحاصيل‬ ‫الغذائية مثل محاصيل البستنه والرز في الصين والمحاصيل الصناعية‬ ‫مثل القطن والتبغ في جنوب الواليات المتحدة ومحاصيل الشاي في‬ ‫الهند وسريالنكا وجزر الهند الشرقية ‪.‬‬ ‫‪160‬‬ ‫وبعد األطالع على خصائص الزراعة الكثيفة البد من اعطاء تعريف‬ ‫خاص لمعنى التكثيف الزراعي الذي يعرف بأنه تكثيف العائد من استخدام‬ ‫الموارد واستخدام محددات التوسع الزراعي المتمثلة باألرض والماء ‪.‬‬ ‫لذا فإن التكثيف الزراعي يتم عن طريق تعظيم اإلنتاج لوحدة المساحة من‬ ‫األرض أو وحدة المتر المكعب من الماء أو كليهما إال أنه في بعض الحاالت‬ ‫يعتبر تكثيف إنتاجية عنصر العمل ورأس المال ‪.‬‬ ‫ويتم التكثيف الزراعي من خالل عدة آليات متمثلة باآلتي ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬زيادة إنتاجية المحاصيل النباتية والحيوانية لوحدة المساحة من األرض‬ ‫والمتر المكعب من الماء‪ ،‬وترتكز الجهود المبذولة لزيادة إنتاجية المحاصيل‬ ‫النباتية والحيوانية على انتاج أصناف نباتية جديدة أو انتاج سالالت حيوانية‬ ‫جديدة‪ ،‬ثم إدخال هذه األصناف والسالالت الزراعية في ظروف إنتاج أفضل‬ ‫تمكنها من تحقيق ما تتيحه لها طاقاتها الوراثية‪.‬‬ ‫‪ -2‬زيادة المحاصيل المزروعة في نفس مساحة األرض في نفس السنة‪ ،‬أو ما‬ ‫يعرف بتكثيف المحصول ويتم هذا بعد توافر مجموعة من العوامل مثل‬ ‫الظروف المناخية ومياه ري كافية‪ ،‬وكفاءات بشرية‪ ،‬وخصوبة األرض‪،‬‬ ‫وشروط متعلقة بطبيعة المحاصيل‪.‬‬ ‫‪ -3‬التحول من زراعات أقل قيمة نقدية إلى أخرى أعلى قيمة‪.‬‬ ‫‪ -4‬صناعة الزراعة‪ ،‬وهي درجة عالية من التكثيف الزراعي‪ ،‬وتتم عن‬ ‫طريق زراعة العديد من المحاصيل في بيوت زجاجية أو بالستيكية ضخمة و‬ ‫ذات ظروف خاضعة للتحكم فيها من حيث درجة الحرارة والرطوبة واإلضاءة‬ ‫ومكافحة األمراض وغيرها من المتغيرات الطبيعية التي يمكن التحكم فيها ‪.‬‬ ‫وللتكثيف الزراعي اهمية كبيرة منها إستغالل األرض الزراعية عن طريق‬ ‫‪161‬‬ ‫تركيز عدد من النباتات في مساحة صغيرة نسبيا ً مما يسهل التحكم فيها‬ ‫وتحسين النباتات بمراعاة ظروف أفضل لزراعتهاعن طريق ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬فرز البذور لتعطي محصوالً أحسن ‪.‬‬ ‫‪ -2‬تحسين طرق الخدمة واستعمال المخصبات واألسمدة المناسبة‪.‬‬ ‫‪ -3‬إجراء العمليات المناسبة لمكافحة اآلفات الفطرية والحشرية‪.‬‬ ‫‪ --4‬ضمان مصدر كاف مستديم ومنتظم من األعالف الخضراء في حالة‬ ‫زراعة المحاصيل النجيلية وزراعة المحاصيل العلفية بالقرب من مزارع‬ ‫اإلنتاج الحيواني لسهولة نقلها وقلة التكاليف األقتصادية وزيادة الربحية ‪.‬‬ ‫‪ -5‬اجراء العمليات الزراعية مثل العزق والحصاد والري ويمكن إجرائها‬ ‫وبذلك نخدم اكثر من محصول فى وقت واحد ‪.‬‬ ‫‪ -6‬اإلستفادة الكاملة من األسمدة المضافة إلى التربة‪.‬‬ ‫ويتخذ التكثيف الزراعي عدة طرق من اهمها ‪-:‬‬ ‫‪ -1‬طريقة التحميل مثل زراعة محصول الشعير الى جنب اشجار الزيتون‬ ‫والفواكه ‪.‬‬ ‫‪ -2‬طريقة تنوع المحاصيل المزروعة مثل زراعة اكثر من نبات واحد داخل‬ ‫الوحدة المساحية ‪ -3‬طريقة الزراعة عن طريق تقليل المسافات الفاصلة بين‬ ‫الجور أو تقليل المسافات بين األشجار المزروعة ‪.‬‬ ‫‪ -4‬طريقة اتباع الدورات الزراعية التي تزيد من عدد المحاصيل المزروعة‬ ‫خالل العام ‪.‬‬ ‫(‪) Extensive Agriculture‬‬ ‫‪ -3‬نمط الزراعة الواسعة‬ ‫ينتشر هذا النمط في المناطق الزراعية البكر ذات المساحات الواسعة‬ ‫وخاصة في مناطق العالم الجديد في قارات امريكا الشمالية والجنوبية‬ ‫‪162‬‬ ‫واستراليا وهي القارات المكتشفة في اواخر عصر االستكشافات الجغرافية‬ ‫والتي تميزت بانخفاض الكثافات السكانية وقلتها لذلك استخدمت االالت‬ ‫الزراعية للتعويض عن نقص األيدي العاملة التي تحتاجها العمليات الزراعية‬ ‫وخاصة في عمليات الحراثة والري والحصاد ‪.‬‬ ‫ينتشر هذا النمط في المناطق السهلية والتأكيد على زراعة المحاصيل الحقلية‬ ‫كمحاصيل الحبوب مثل القمح والشعير والذرة وبعض المحاصيل الزيتية‬ ‫كالقطن لسهولة استخدام اآلالت الزراعية في العمليات الزراعية وللتعويض‬ ‫(‪)69‬‬ ‫‪.‬‬ ‫عن نقص األيدي العامل استخدام المكائن واالالت الزراعية‬ ‫وتمارس الزراعة ضمن هذا النمط في ملكيات زراعية كبيرة المساحة‬ ‫تتراوح بين مئات األميال المربعة الى مئات األلوف منها وتمتلكها شركات‬ ‫خاصة تمونها برؤوس األموال الضخمة وتعتمد الزراعة على األسس العلمية‬ ‫واتباع نظام التخصص في األنتاج الزراعي‬ ‫وزراعة انواع مخصصة من المحاصيل ويطلق على هذه المزارع اسم‬ ‫المستعمرات الزراعية (‪ ) Plantation‬والهدف منه لغرض سد احتياجات‬ ‫التجارة الخارجية وقد انشأت معظمها في المناطق األستوائية لسد احتياجات‬ ‫الصناعة ‪ ،‬فهي عبارة عن اتحاد لمشروعي صناعي – زراعي مرتبط‬ ‫باقتصاديات الدول الواقعة في المناطق المعتدلة بدآل من ارتباطها بالظروف‬ ‫المحلية لهذه الدول ويعتمد بالدرجة الرئيسية على األنتاج األحادي(‬ ‫‪ ) Monoculture‬لمحصول معين كانتاج البن في انغوال وداهومي وساحل‬ ‫‪ ))69‬غانم حداد – األسس العامة في انتاج المحاصيل الحقلية – دمشق ‪ – 1971 ،‬ص ‪. 10‬‬ ‫‪163‬‬ ‫العاج والبرازيل وانتاج الموز في الصومال وانتاج المطاط في ماليزيا وليبيريا‬ ‫(‪)70‬‬ ‫‪.‬‬ ‫وغيرها من المحاصيل المدارية‬ ‫ويتصف هذا النمط بارتفاع المستوى المعاشي للعامل الزراعي ألرتفاع‬ ‫انتاجيته على الرغم من قلة األهتمام باألرض وانخفاض انتاجيتها مقارنة‬ ‫بنمط الزراعة الكثيفة وقلة استخدام الدورات الزراعية فيها ‪.‬‬ ‫ولنجاح الزراعة الواسعة في العالم يجب توفر الخبرات الزراعية الفنية‬ ‫وتوفر مستلزمات الزراعة ووسائل النقل الرخيصة في عملية النقل لسعة‬ ‫المساحة المزروعة ضمن هذا النمط ‪.‬‬ ‫وتعد مناطق السهول الوسطى في قارة امريكا الشمالية ( سهول البراري )‬ ‫كما ينتشر في اقليم البمباس في األرجنتين وسهول اوكرانيا وغرب سيبيريا‬ ‫وفي سهول مري دارلنج في استراليا ‪.‬‬ ‫اما الزراعة الواسعة الحديثة فتختلف جذريا عن الواسعة البدائية فتعتمد على‬ ‫المطر و الرى معا‪ ،‬وتتميز بالملكيات الخاصة الكبيرة‪ ،‬وتسمح باستخدام‬ ‫الميكنة الزراعية على نطاق واسع وتستخدم المخصبات الكيماوية والمبيدات‬ ‫الحشرية والبذور المنتقاة‪.‬‬ ‫وتنتشر الزراعة الواسعة الحديثة فى السهول الوسطى للواليات المتحدة‬ ‫االمريكية وكندا فى امريكا الشمالية ( سهول البراري ) من اكثر مناطق العالم‬ ‫انتشارآ في هذا النمط اذ يمتد من المناطق الشرقية الى الغربية على شكل‬ ‫نطاقات متصلة كنطاق الحبوب والذرة والقطن وانتاج األلبان والحليب واللحوم‬ ‫وغيرها وسهول مرى ‪ -‬دارلينج فى جنوب استراليا وفى االراضى الزراعية‬ ‫فى شرق البرازيل ومنطقة السهول الخصبة االرجنتينية في امريكا الجنوبية‬ ‫‪ ) )70‬جبار حسن سلومي ‪ ،‬وزميله ‪ -‬علم البستنه – البصرة ‪ – 1981 ،‬ص ‪. 553‬‬ ‫‪164‬‬ ‫كما تمارس فى اوكرانيا وبلغاريا ويوغسالفيا والمانيا الشرقية وبولندا واقليم‬ ‫بروسيا الشرقية فى اوربا وفى جنوب افريقيا ‪.‬‬ ‫واستنفذت الزراعة الواسعة كل إمكانات التوسع األفقى فامتدت الى السفوح‬ ‫الجبلية وتم عمل مدرجات يسهل زراعتها‪ ،‬وتستخدم االساليب العلمية لرفع‬ ‫انتاجية الهكتار من الغالت الزراعية لذلك يفيض اإلنتاج في هذه المناطق‬ ‫ويسمح بكميات ضخمة للتصدير‪ ،‬واهم المحاصيل الزراعية المصدرة القمح‬ ‫والشعير والقطن ‪.‬‬ ‫إضافة لما سبق فإن كثيرا من مناطق الزراعة الواسعة تتميزبانخفاض‬ ‫كثافتها السكانية وتباعد مراكزها العمرانية وصغر حجمها كما ترتبط بالموانئ‬ ‫الرئيسية بواسطة شبكة من الطرق البرية والسكك الحديدية الجيدة في كثير من‬ ‫أجزائها ‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من مزايا هذا النمط فانه اليخلو من بعض العيوب التي يمكن‬ ‫اجمالها باآلتي‪:‬‬ ‫‪-1‬التذبذب الواضح في كمية األنتاج وخاصة المزارع التي تعتمد على‬ ‫المطر‪.‬‬ ‫‪ -2‬قلة األهتمام بالتربة مما ادى الى انخفاض انتاجية األرض ولكن سعة‬ ‫المساحات المزروعة عوضت عن انخفاض األنتاجية ‪.‬‬ ‫‪ -3‬قلة استخدام الدورات الزراعية مما ادى الى قلة خصوبة التربة لقلة‬ ‫استخدام األسمدة‪.‬‬ ‫‪ -4‬يخضع األنتاج الزراعي في هذا النمط الى عنصر المخاطرة ‪ ،‬وخاصة‬ ‫اذا تعرض األنتاج الى األصابة ببعض اآلفات واالمراض النباتية أو تغير في‬ ‫اسعار المحاصيل في السوق الخارجية كما حدث ألنتاج البن البرازيلي ‪.‬‬ ‫‪165‬‬ ‫‪ -5‬موسمية الزراعة مما ادى الى عدم األستثمار األمثل لعناصر األنتاج‬ ‫وخاصة األرض والعمل ‪ ،‬اذ تبقى المكائن واالالت الزراعية معطلة طيلة العام‬ ‫‪ -6‬محدودية األستثمار الحيواني مما حرم المزارع من مصدر دخل اضافي‬ ‫يدر عليه امواآل ويسد حاجته المحلية من هذه المنتجات الحيوانية من جهة‬ ‫ومن جهة اخرى يحرم التربة من مصدر للسماد العضوي الذي يرفع من‬ ‫خصوبتها ويرفع من انتاجيتها النباتية ‪.‬‬ ‫( ‪) Mixed Farming‬‬ ‫‪ -4‬نمط الزراعة المختلطة‬ ‫يجمع هذا النمط بين الزراعة وانتاج الحيوان وهي أكثر انتشارا فى‬ ‫شرق الواليات المحدة وغرب اوربا ووسطها ومعظم اقطار الشرق االوسط‬ ‫ويطبق فى هذه الزراعة دورات زراعية ثابتة تجمع بين اعالف الماشية‬ ‫والحبوب والمحاصيل الجذرية والخضر والمحاصيل النقدية ‪ ،‬وتعتبر الذرة‬ ‫أساس الدورة فى المزارع األمريكية المختلطة ويشكل القمح والبطاطس‬ ‫وانتاج الحيوانات اهم جوانب الزراعة المختلطة فى شمال غرب اوربا ويربي‬ ‫مزارعو الشرق االوسط األبقار والجاموس والماعز والضأن فضال عن‬ ‫حيوانات الحمل والحرث والزينة‪ ،‬وهذا يتطلب زراعة البرسيم والشعير‬ ‫والقمح النها تمثل اعالف هامة لتريبة الحيوان‪.‬‬ ‫كما تمتاز الزراعة المختلطة بالتكامل بين األنتاج النباتي والحيواني واتباع‬ ‫الدورات الزراعية للحفاظ على خصوبة التربة ورفع كفاءتها األنتاجية من‬ ‫خالل زراعة محاصيل العلف وانتاج الحيوان لالستفادة من األسمدة العضوية‬ ‫في رفع الخصوبة وتحسين خواص التربة ‪.‬‬ ‫ويتمتع المزارعين في هذا النمط بقدرة عالية على مواجهة التذبذب الذي‬ ‫يحصل نتيجة تعرض المنتجات الزراعية الى األمراض واآلفات الزراعية أو‬ ‫‪166‬‬ ‫التعرض الى تذبذب االسعار واختالف الطلب والعرض على المنتجات‬ ‫الزراعية في األسواق الخارجية ‪ ،‬فاذا قل الطلب أو انخفضت اسعار‬ ‫المحاصيل الزراعية تغير استخدام المحاصيل الزراعية من منتجات للتصدير‬ ‫الى محاصيل علف للحيوانات وخاصة اذا ارتفعت اسعار اللحوم في األسواق‬ ‫الخارجية ‪.‬‬ ‫يتركز هذا النمط في المناطق المزدحمة بالسكان وذات الكثافة السكانية العالية‬ ‫‪ ،‬وذات المستوى األقتصادي المرتفع ‪ ،‬ومن هذه المناطق بالدرجة األولى في‬ ‫مناطق غرب اوربا واوكرانيا وغرب سيبيريا وفي معظم الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية التي ينتشر فيها زراعة الذرة الواقعة جنوب البحيرات العظمى ‪،‬‬ ‫كما ينتشر في مناطق وسط األرجنتين ضمن سهول البمباس وفي جنوب‬ ‫البرازيل وشيلي باألضافة الى انتشاره في وسط المكسيك وجنوب افريقيا في‬ ‫مناطق الفلد ‪.‬‬ ‫وتعد انتاج الحيوان المصدر الرئيسي في هذا النمط باألضافة الى زراعة‬ ‫ومنها انتاج الخنازير والماشية كاألبقار واألغنام‬ ‫المحاصيل الزراعية ‪،‬‬ ‫والدواجن ‪ ،‬في حين تعد محاصيل الحبوب كالذرة والشعير والشوفان‬ ‫والمحاصيل الجذرية والبطاطا من اهم محاصيل العلف ‪ ،‬اما المحاصيل النقدية‬ ‫فاهمها القمح والبن وقصب السكر وفول الصويا ‪ ،‬وتتباين انتاج الثروة‬ ‫الحيوانية في هذا النمط من قارة الى اخرى ‪ ،‬فتعد انتاج الخنازير في معظم‬ ‫دول العالم المسيحي كقارة اوربا وامريكا الشمالية والجنوبية ‪ ،‬ففي الواليات‬ ‫المتحدة يتم التأكيد على انتاج الخنازير والماشية وزراعة محصول الذرة‬ ‫كعلف رئيسي في حين يكون محصول فول الصويا من المحاصيل النقدية فيها‬ ‫‪.‬اما في قارة اوربا فيتم التأكيد على انتاج الخنازير والماشية وزراعة‬ ‫‪167‬‬ ‫محاصيل الشعير والشوفان كمحاصيل علف في حين يزرع محصول القمح‬ ‫كمحصول نقدي ‪ ،‬في حين تربى األبقار في دول امريكا الوسطى والجنوبية‬ ‫كمصدر رئيسي ومحاصيل الذرة محصول علف ‪ ،‬في حين تكون محاصيل‬ ‫قصب السكر والبن محاصيل نقدية ‪.‬‬ ‫‪ -5‬نمط الزراعة المتخصصة ( ‪) Special Farming‬‬ ‫وتتميز هذه الزراعة بالتخصص في زراعة انواع متشابهة من المحاصيل‬ ‫الزراعية سواء كانت نباتية ام حيوانية ويطلق عليها احيانأ بالمحاصيل النقدية‬ ‫‪ Cash Crops‬أو المحاصيل التجارية المعدة للتصدير وقد ادى الى التوسع‬ ‫في هذا النوع من الزراعة هو ظهور المدن الكبرى والتطور الصناعي فيها‬ ‫وحاجة كثير من الدول الى المنتجات الزراعية باعتبارها من المواد األولية‬ ‫للصناعة واستيرادها من خارج نطاقها لعدم وجودها أو لصعوبة توفيرها ‪،‬‬ ‫وقد ساعد ايضآ على ذلك التطور العلمي في ميدان النقل والتجارة البحرية‬ ‫ووجود وسائط نقل مبردة وكبيرة وسهولة الوصول الى أي بقعة من العالم‬ ‫وبتكاليف منخفضة‬ ‫كما ان التخصص في األنتاج الزراعي قد سهل للمزارع التوسع في‬ ‫المساحات المزروعة للمحاصيل التي تتوفر اليها الظروف البيئية وبتكاليف‬ ‫منخفضة وسهولة التسويق والقدرة على المنافسة في األسواق العالمية ‪.‬وقد‬ ‫اكدنا في هذه الدراسة على المحاصيل األتية ‪:‬‬ ‫‪ -1‬مزارع انتاج الفواكه والخضروات ‪.‬‬ ‫‪ -2‬مزارع انتاج االلبان ‪.‬‬ ‫‪ -3‬المزارع العلمية ‪.‬‬ ‫‪168‬‬ ‫مزارع انتاج الفواكه والخضروات ( ‪Farms fruit and vegetables‬‬ ‫)‬ ‫تنتشر زراعة هذه المحاصيل في المناخات المعتدلة والدافئة وخاصة في‬ ‫المناطق التي يسود فيها مناخ البحر المتوسط مثل المناطق الغربية من القارات‬ ‫والتي تتمثل بالمناطق الجنوبية والجنوبية الغربية من قارة اوربا والشمالية‬ ‫الغربية من افريقيا والغربية من آسيا والمطلة على البحر المتوسط والتي تبدأ‬ ‫من البرتغال وحتى البحر األسود وتنتهي في بالد المغرب العربي ‪.‬وكذلك في‬ ‫المناطق الجنوبية من الواليات المتحدة في والية كالفورنيا وفي وسط شيلي‬ ‫وجنوب غرب استراليا وغيرها من المناطق ذات الظروف المشابهة لهذا‬ ‫المناخ ‪ ،‬وتتميز معظم مزارع الخضروات والفواكه في هذا النمط بصغر‬ ‫مساحتها الزراعية ألنتشارها في المناطق واألودية الجبلية وكثافة استخدام‬ ‫عناصر األنتاج وخاصة العمل باألضافة الى استخدام الطرق العلمية والمكائن‬ ‫واآلالت الزراعية وتطبيق الدورات الزراعية واألسمدة وغيرها‪.‬‬ ‫وتتصف هذه الزراعة باستخدام المصاطب والمدرجات للحفاظ على التربة‬ ‫من التعرية والجرف ‪ ،‬وتسود زراعة الخضروات مقارنة بزراعة الفواكه‬ ‫وتنتشر بالقرب من مناطق المدن المزدحمة بالسكان حيث تزرع األرض‬ ‫ألكثر من مرة في الموسم الزراعي وتتميز بسرعة دوران رأس المال‬ ‫المستثمر ‪.‬‬ ‫مزارع انتاج االلبان ( ‪) Dairy Farms‬‬ ‫تمارس انتاج الثروة الحيوانية من اجل األلبان في المناطق المعتدلة الباردة‬ ‫بالقرب من مناطق األستهالك والمناطق المزدحمة بالسكان وخاصة المدن‬ ‫‪169‬‬ ‫الكبرى حيث تصل المنتجات الحيوانية طازجة للمستهلك مثل الحليب واللبن‬ ‫والجبن ‪.‬‬ ‫وقد تميزت هذه المناطق بقصر فصل النمو وانخفاض درجات الحرارة وتوفر‬ ‫األمطار وهذه الظروف المناخية حالت دون استثمارها في زراعة محاصيل‬ ‫الحبوب وانما هيأة الظروف المناخية نمو الحشائش الطبيعية وزراعة محاصيل‬ ‫العلف مما ادى الى استثمارها في هذا النوع من النشاط الحيواني ‪ ،‬اذا تركزت‬ ‫في مناطق محددة من العالم يمكن توزيعها في ثالث مناطق رئيسة من العالم‬ ‫(‪)71‬‬ ‫‪-:‬‬ ‫‪ -1‬النطاق األوربي والذي يعد من اكبر مناطق انتاج الحليب عالميآ حيث يمتد‬ ‫على شكل نطاق من الجزر البريطانية غربآ وحتي مدينة موسكو شرقآ‬ ‫ولمسافة تصل الى اكثر من ‪ 3000‬كم ويتصف هذا النطاق باألزدحام السكاني‬ ‫والكثافة الصناعية العالية وقد ساعد على انتشار هذا النمط سيادة انتاج الماشية‬ ‫في مناطق السهل األوربي لتوفر الحشائش والمناخ البارد الممطر المالئم‬ ‫لزراعة محاصيل العلف اكثر من غيرها من المحاصيل الزراعية ‪ ،‬باألضافة‬ ‫الى استثمار السفوح والوديان الجبلية في سالسل جبال األلب المالئمة لنمو‬ ‫الحشائش والتي التصلح لزراعة المحاصيل الزراعية وانما األستفادة من‬ ‫مراعيها الطبيعية المعروفة بحشائش المين ( ‪ ) men‬في تغذية الحيوانات ‪.‬‬ ‫‪ -2‬النطاق األمريكي ويتركز في المناطق المحصورة بين ساحل المحيط‬ ‫االطلسي والبحيرات العظمى في المناطق الشمالية الشرقية من الواليات‬ ‫المتحدة والجنوبية الشرقية من كندا ويتميز بانخفاض درجات الحرارة وقصر‬ ‫فصل النمو وعدم مالئمة التربة للزراعة باألضافة الى األزدحام السكاني‬ ‫‪)( 71‬محمد رياض ‪ ،‬وزميلته – الجغرافية األقتصادية – بيروت ‪. 172 – 1974 ،‬‬ ‫‪170‬‬ ‫والتركزات الصناعية الكبيرة ‪ ،‬فهو يمتد من مقاطعتي كيوبك وانتاريو في كندا‬ ‫شماآل الى المقاطعات الشمالية المحاذية ألقليم انتاج الذرة في الواليات المتحدة‬ ‫جنوب البحيرات المتمثلة في نيويورك وبنسلفانيا ومشيكن‪...‬انديانا ‪.‬‬ ‫‪ -3‬النطاق األسترالي وينتشر في مناطق جنوب شرق استراليا والجزر‬ ‫المجاورة لها في تسمانيا ونيوزلندا وتتمثل ظروفه المناخية بالبرودة العالية‬ ‫وغزارة األمطار ونمو الحشائش ويتصف هذا النطاق باألنفراد في انتاج‬ ‫الحليب في المناطق الجنوبية من المحيط الهادي ولكن ضيق األسواق المحلية‬ ‫لتجارة الحليب ‪.‬‬ ‫جعل من قلة مساهمة هذه المنطقة في التجارة العالمية‬ ‫(‪) Plantation Agriculture‬‬ ‫المزارع العلمية‬ ‫ويطلق عليها احيانآ بالمزارع التجارية وقد انشأت في بداية األمر برأس‬ ‫المال األوربي في المناطق المستعمرة من قارات العالم في أسيا وافريقيا‬ ‫ةامريكا الجنوبية ‪ ،‬وكان الهدف منها الربحية التجارية ‪ ،‬فهي مزارع واسعة‬ ‫المساحة لزراعة المحاصيل الزراعية المدارية التي ازداد الطلب عليها بعد‬ ‫حدوث الثورة الصناعية في اوربا وانتقالها الى امريكا ‪ ،‬فان هذه الزراعة‬ ‫الواسعة هي لخدمة الدول األستعمارية التي التسمح ظروفها البيئية لزراعتها‬ ‫والهدف منها لخدمة السوق التجارية وتمثلت بزراعة محاصيل المطاط والبن‬ ‫والشاي والموز وقصب السكر ‪.‬‬ ‫وبعد التطورات العلمية اصبحت هذه المزارع نموذجآ للزراعة العلمية‬ ‫المتطورة ‪ ،‬حيث تخصصت بزراعة محصول واحد توفرت له جميع‬ ‫المستلزمات األنتاجية من معدات ووسائل انتاج وخبرة فنية وادارية باألضافة‬ ‫الى التسويق وخدمات النقل والخزن والتصنيع وغيرها من الخدمات العلمية‬ ‫التي تعدت الى اقامة محطات للتجارب والبحوث الزراعية ‪.‬‬ ‫‪171‬‬ ‫وقد ساعد انتشار هذه المزارع في المناطق المدارية هو قلة رأس المال‬ ‫وانخفاض اعداد السكان وفقر التربة وقلة قدرة سكان المنطقة على زراعة مثل‬ ‫هذه المحاصيل للظروف المناخية الصعبة لذا استخدمت الدول األوربية‬ ‫واألمريكية األساليب العلمية لنجاح هذا النوع من النشاط الزراعي باستخدام‬ ‫المكائن والمعدات الزراعية للتعويض عن األيدي العاملة واألسمدة لفقر التربة‬ ‫نتيجة الغسل المستمر لموادها العضوية بسبب غزارة المطر‪.‬‬ ‫وتوزعت هذه الزراعة العلمية في مناطق كثيرة من العالم اهمها المزارع‬ ‫التجارية في امريكا الوسطى والجنوبية وآسيا وافريقيا ‪ ،‬كما هو الحال في‬ ‫مزارع الموز في المكسيك وهندوراس وبنما ومزارع البن والمطاط والموز‬ ‫في البرازيل ومزارع الشاي في الهند وسريالنكا ومزارع قصب السكر في‬ ‫اندونيسيا وجزر الهند الشرقية ومزارع الكاكاو والمطاط في المناطق المطلة‬ ‫على خليج غانه في افريقيا وغيرها من المزارع التجارية ‪.‬‬ ‫وقد تعرضت بعض المزارع الى األهمال الكبير من قبل بعض حكومات الدول‬ ‫التي نالت استقاللها من دول اوربا وامريكا المستعمرة لها وتأميم كثير من هذه‬ ‫المزارع في دول امريكا الالتينية وافريقيا وآسيا واصبحت ملكآ للشعوب ‪.‬‬ ‫‪172‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser