photo.jpg

## التشريع في مكة المكرمة: وقد اتجه الإسلام أول أمره إلى إصلاح العقيدة، فإنها الأساس الذيينبني عليه ما عداه. حتى إذا تم له الغرض الأول أخذ فيما يليه من وضع نظم الحياة. ومن أجل هذا ترى القرآن كان ينزل عليه بمكة - قبل الهجرة – معنيا بردهم عن الشرك، ودعوتهم إلى التوحيد، وإقناعهم بصدق الأنبياء فيما يب...

## التشريع في مكة المكرمة: وقد اتجه الإسلام أول أمره إلى إصلاح العقيدة، فإنها الأساس الذيينبني عليه ما عداه. حتى إذا تم له الغرض الأول أخذ فيما يليه من وضع نظم الحياة. ومن أجل هذا ترى القرآن كان ينزل عليه بمكة - قبل الهجرة – معنيا بردهم عن الشرك، ودعوتهم إلى التوحيد، وإقناعهم بصدق الأنبياء فيما يبلغونهم، ويسوق لهم العبرة بالقصص عن الأمم السابقة، ويحضّهم على النظر في ملكوت السموات والأرض، وما خلق الله من شيء، ويحثهم على نبذ التقليد لآبائهم، ويصرفهم عن آثار الجهل التي خلفوها لهم. كالقتل، والزنا، ووأد البنات، ويلقنهم كثيرا من آداب الإسلام وأخلاقه كالعدل والفاء والإحسان والتعاون على البر والتقوى， وعدم التعاون على الإثم والعدوان، ويلح عليهم في كثير من الآيات أن يستخدموا العقول التي ميزهم الله بها على سائر خلقة، ليهتدوا إلى الصواب من تلقاء أنفسهم، ويحذرهم أن يختلفوا على الأنبياء لئلا يصيبهم مثل ما أصاب سلفهم من الماضين الذين كذبوا رسلهم وعصوا أمر ربهم. أن أغلب العبادات لم تشرع إلا بعد الهجرة، وما شرع قبل الهجرة فله مساس بحماية العقيدة، كتحريم الميتة والدم وما لم يذكر اسم الله عليه ذلك هو المنحى الذي انتحاه القرآن في أكثر آياته والمقصد الذي رمى إليه في معظم أسالبيه. ثم للنبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة: دار الأنصار والوطن الجديد للمسلمين، ومبعث القوة التي سيكون لها شأن جديد في السير بدعوة الله إلى غايتها.