Islamic Jurisprudence (ISLM 0102) - Fall 2024 - 2025 - PDF
Document Details
Uploaded by SteadiestChiasmus5791
Fakeeh College of Medical Sciences
2024
Tags
Summary
This document is a course outline for Islamic Jurisprudence (ISLM 0102) at the College of Medical Sciences, Al-Faqih University, Kingdom of Saudi Arabia, for the academic year 1446H / 2024-2025CE. It details the course's structure, including topics like the Quran, Sunnah, and Islamic legal principles. The course is designed for undergraduate students.
Full Transcript
المملكة العربية السعودية وزارة التعليم كلية فقيه للعلوم الطبية قسم العلوم األساسية والمواد العامة برنامج الصيدلة الدراسات ا...
المملكة العربية السعودية وزارة التعليم كلية فقيه للعلوم الطبية قسم العلوم األساسية والمواد العامة برنامج الصيدلة الدراسات اإلسالمية ()2 )ISLM (0102 التشريع اإلسالمي ومصادره الجزء األول العام األكاديمي: 1446هـ2025-2024 /م 1 ساعات قائمة املوضوعات م االتصال -1القسم األول :التشريع اإلسالمي :خصائصه ومقاصده: ()3 الوحدة األولى :التشريع اإلسالمي وخصائصه. 1 = الوحدة الثانية :مقاصد الشريعة. -2القسم الثاني :مصادرالتشريع اإلسالمي: املصدراألول :القرآن الكريم: الوحدة األولى :مدخل إلى القرآن الكريم. = الوحدة الثانية :ثبوت القرآن الكريم: ()3 2 وحكمه. أ -نزول القرآن الكريم :أنواعه ِ الحكمة من نزول القرآن الكريم مفرقا. بِ - ج -أول وآخر ما نزل من القرآن الكريم. ُ الوحي :تعريفه وصوره. د- -3تابع الوحدة الثانية :ثبوت القرآن الكريم: ()3 هـ -جوانب ثبوت القرآن الكريم. 3 و -تحريف الكتب السماوية السابقة. -4الوحدة الثالثة :واجب املسلم نحو القرآن الكريم: -2التالوة. -1االيمان الصادق به. ()3 4 -4تعلم القرآن. -3التجويد. -5العمل بالقرآن. ()3 الوحدة الرابعة :مفهوم إعجازالقرآن الكريم ووجوهه. 5 2 مراجعة عامة. -6القسم الثالث :املصدرالثاني :السنة النبوية. ()3 الوحدة األولى :مدخل إلى السنة النبوية. 6 = الوحدة الثانية :ثبوت السنة ومنهج توثيقها. -7الوحدة الثالثة :مكانة الرسول ،وأخالقه ،وواجب املسلم نحوه ،واإلعجازفي السنة النبوية الشريفة: املبحث األول :مكانة الرسول ،وأخالقه ،وواجب املسلم نحوه. ()3 7 املبحث الثاني :اإلعجازفي السنة النبوية الشريفة: أوال :أنواع اإلعجازفي السنة النبوية الشريفة. ثانيا :اإلعجازالعلمي في السنة النبوية الشريفة. -8القسم الرابع :اإلجماع والقياس واالجتهاد والفتوى: ()3 = الوحدة األولى :املصدرالثالث :اإلجماع. 8 = الوحدة الثانية :املصدرالرابع :القياس. -9تابع القسم الرابع :اإلجماع والقياس واالجتهاد والفتوى: ()3 9 = الوحدة الثالثة :االجتهاد. -10تابع القسم الرابع :اإلجماع والقياس واالجتهاد والفتوى: ()3 = 10الوحدة الرابعة :الفتوى. = مراجعة شاملة. ()30 املجموع 3 القسم األول :التشريع اإلسالمي :خصائصه ومقاصده القسم الثاني :المصدر األول :القرآن الكريم القسم الثالث :المصدر الثاني :السنة النبوية القسم الرابع :اإلجماع والقياس واالجتهاد والفتوى 4 القسم األول :التشريع اإلسالمي :خصائصه ومقاصده الوحـدة األولـى :التشريع اإلسالمي وخصائصه الوحدة الثانيـة :مقاصد الشريعة الوحدة األولى :التشريع اإلسالمي وخصائصه تعريف التشريع اإلسالمي خصائص التشريع اإلسالمي 5 تعريف التشريع اإلسالمي: التشريع اإلسالمي :هو ما َّ سنه هللا وافترضه على عباده من العبادات ،واألخالق ،والمعامالت ،والنظم المختلفة في مجاالت الحياة. خصائص التشريع اإلسالمي: أوالً :ربانيته: والربانية تتضح بالتالي: -1التشريع اإلسالمي هو التشريع الوحيد في العالم اليوم الذي مصدره كالم هللا المصون عن التحريف والتبديل﴿ ، صَل ْت ِمن َّل ُد ْن َح ِكي ٍم َخِبير ﴾. ِكتَاب أُح ِكم ْت ءاياتُه ثُ َّم ُف ِ َ ُ ٌ ْ َ خالص هلل تعالى ،وليس ألحد غيره أن يشاركه فيه. ٌ حق -2التشريع في اإلسالم ٌّ جعل هللا في التشريع اإلسالمي صالح الناس في دينهم ودنياهم ،ونجاتهم من عذاب هللا في أخراهم ,قال تعالى: َ -3 ِ ِِ ِ ﴿ ون َّ ْزلنا عَليك اْل ِكتَ ِ اب ت ْب َي ًانا ل ُك ِل شيء َو ُه ًدى َوَر ْح َم ًة َوُب ْش َرى لْل ُم ْسلم َ ين ﴾. َ ََ َ َ ْ َ -4والرضا والتسليم والقبول والطاعة واالنقياد للتشريع الرباني من أبرز دالئل اإليمان ,قال تعالى: ض ْي َت َوُي َسلِ ُموْا تَ ْسلِيماً ﴾. ِ ﴿ َفالَ وربِك الَ يؤ ِمنو َن حتَّى يح ِكموك ِفيما َشجر بينهم ثُ َّم الَ ي ِجدوْا ِفى أ ُ ِ َنفس ِه ْم َح َرجاً م َّما َق َ َ ُ َ َ َ ُ ْ ُ َ ُ َ ُ َ َ َ َ ََْ ُ ْ ثانياً :صالحيته لكل زمان ومكان: وصالحيته لكل زمان ومكان تتجلى في التالي: وصالح لكل زمان ومكان ،وهي سمة خاصة به فقط ،وال يمكن ٌ ثابت على َم ِر الدهور واأليام، -1التشريع اإلسالمي ٌ أن يتصف بها أي تشري ٍع أو قانون بشري. 6 -2القوانين والنظم البشرية محدودة بزمان أصحابها ،ومرتبطة بمعارفهم وعلومهم؛ ولذلك فإنها ال تصلح لجميع البشر ,وال لجميع األزمان واألماكن. -3الشرائع اإللهية السابقة كانت تتمثل في رساالت محدودة زماناً ومكاناً. -4جعل هللا تعالى رسالة النبي محمد صلى هللا عليه وسلم عامة إلى الناس أجمعين :عربهم وعجمهم ،قال تعالى: ِ الناس ِإِنى رسول َّ ِ َّللا ِإَل ْي ُك ْم َجم ً يعا ﴾. َُ ُ ُّها َّ ُ ﴿ ُق ْل يا أَي َ َس َوَد». َح َم َر َوأ ْ ِ ِ ان ُك ُّل َنِب ٍي ُي ْب َع ُث ِإَلى َق ْو ِم ِه َخ َّ اص ًةَ ،وُبع ْث ُت ِإَلى ُكل أ ْ «ك َ وقال الرسول صلى هللا عليه وسلمَ : فشريعة رسالة اإلسالم عامة للبشرية كلها ،وخاتمة للرساالت السماوية السابقة؛ ولذلك فإنها ملبية الحتياجات كل البشر ،ومحققة لمصالح جميع الناس في كل عصر ومصر (زمان ومكان). ثالثاً :ثباته ومرونته: جمع التشريع اإلسالمي بين الثبات والمرونة ،فهو ثابت في أصوله التشريعية المتعلقة بصفة العبادات ،وما يتعلق بها من األحكام ،وهذا جانب الثبات. وسلس في كل زمان ومكان، ٌ ِن أما جانب المرونة فيه ،فيتمثل في أنه تشريع غير جامد ،وال متحجر ،ولكنه تشريع مرٌ يستوعب كل جديد في حياة الناس ،ويوضح حكمه الشرعي ،فيحقق مصالحهم ومنافعهم. ُ حيث إنه وتنقسم األحكام في التشريع اإلسالمي إلى نوعين: النوع األول :األحكام الثابتة: وهي التي ال تقبل التبديل وال التغيير ،وهي التي جاءت مفصلة ومبينة في القرآن الكريم ،أو في السنة النبوية المطهرة على سبيل التأكيد والقطع ,كالتالي: -1صفة العبادات ,مثل :صفة الوضوء ،أو التيمم ،وصفة الصالة ،وتحديد مواقيتها ،وصفة الحج ،ووقته ،وصفة الصوم ووقته. 7 َّ المقدرات الشرعية ,مثل :عدد الركعات ,أو أنصبة الزكاة. -2 النوع الثاني :األحكام المتغيرة: وهي التي جاءت في القرآن الكريم والسنة المطهرة كمبادئ وقواعد عامة دون تفصيل ,ومن األمثلة عليها ما يلي: َّللاِ ِإ َّن َّ َّللاَ -1صور وتطبيقات مبدأ الشورى في الحكم :قال تعالىَ ﴿ :و َش ِاوْرُه ْم ِفي األ َْم ِر َفِإ َذا َع َزْم َت َفتََوَّك ْل َعَلى َّ ين ﴾. ِِ ِ ُيح ُّب اْل ُمتََوكل َ فقد جاءت النصوص الشرعية في تطبيق مبدأ الشورى على وجه العموم والمرونة ،بحيث اثبتت مبدأ الشورى ،وتركت كيفية ووسائل تطبيق هذا المبدأ الجتهاد الناس المالئم لحياتهم ،وظروفهم حسب أزمنتهم وأماكنهم. -2األحكام الشرعية المتعلقة بالقضايا المستجدة في الحياة ،مثل :القضايا الطبية المستجدة ،والمسائل الفقهية المتعلقة بها ،وكذلك األحكام الشرعية المتعلقة بالتعامالت التجارية الحديثة. رابعاً :كماله وشمـولـه: اجتمعت فيه األحكام الشرعية التي يحتاجها البشر في ْ التشريع اإلسالمي هو التشريع الكامل ،الذي حياتهم كلها ,والذي ال ُيصلِحهم غيره؛ وال يصلحون هم بدونه. فقد شرع هللا اإلسالم ديناً كامالً ,شملت فيه تعاليم الكتاب والسنة جميع جوانب حياة اإلنسان ،وما الناس محتاجون إليه في أمر دنياهم ودينهم ومعاشهم ومعادهم. فالتشريع اإلسالمي شامل لكل ما تحتاجه األمة أفرادا وجماعات ،ويتمثل ذلك في الجوانب التالية: األول :جانب االعتقاد :حيث بين الشارع األحكام المتعلقة بأركان اإليمان ,وجميع ما يتعلق بذلك من نظرة اإلنسان إلى الكون والحياة والغاية من الوجود. 8 الثاني :جانب األخالق :حيث بين الشارع مكارم األخالق ,وحث عليها ,ورغب فيها ,وأمر بالتزامها ,ونوه بثمراتها ومنافعها ,وحذر من مساوئ األخالق ورذائلها. الثالث :جانب األحكام العملية المتعلقة بأقوال اإلنسان وأفعاله ،وتنقسم إلى قسمين: -1أحكام العبادات :التي تنظم عالقة اإلنسان بربه. -2احكام المعامالت :التي تنظم عالقة اإلنسان بغيره من الناس. إن كنتم ال تعلمون). الذكر ْ وما َخف َي على الناس من أمور دينهم ودنياهم ،فقد قال هللا تعالى فيه( :فاسألوا أهل ْ خامساً :يسر أحكامه: الي ْسر: -1السماحة والرحمة و ُ أ -أحكام التشريع اإلسالمي سماحة ويسر ،فال مشقة فيها ،وال َحَر َج. ِن ْع َمتَ ُه َعَل ْي ُك ْم َل َعَّل ُك ْم تَ ْش ُك ُرو َن ﴾. ط ِه َرُك ْم َولِ ُيِت َّم َّللاُ لِ َي ْج َع َل َعَل ْي ُكم ِم ْن َح َرٍج َوَل ِكن ُي ِر ُيد لِ ُي َ ﴿ما ُي ِر ُ يد َّ قال تعالىَ : ب -التشريع اإلسالمي لم ُتشدد في األحكام والتكاليف كما ُشددت في شرائع الرسل السابقين ،كقوله تعالىَ ﴿ :فِب ُ ظْل ٍم ُحَّل ْت َل ُه ْم﴾. طِيب ٍ ات أ ِ ِ َّ ِ ين َه ُادوْا َح َّرْم َنا َعَل ْي ِه ْم َ َ م َن الذ َ جـ -التشريع اإلسالمي رحمة ويسر وسعة للعالمين: الي ْسر والتخفيف ما كان مشددا لدى بني إسرائيل. كما أن أحكام شريعة اإلسالم فيها من الرحمة و ُ ِ َّ ِ َّ ِ النِب َّى األُم َّى الذى َي ِج ُد َ ون ُه ول َّ ين َيتَِّب ُعو َن َّ الرُس َ يقول تعالى في وصف نبيه محمد صلى هللا عليه وسلم وشريعته﴿ :الذ َ ات َوُي َح ِرُم َعَل ْي ِه ُم اْل َخَب ِائ َث الطِيب ِ وف وي ْنهاهم ع ِن اْلم ْن َك ِر وي ِح ُّل َلهم َّ ِ ِ ِ َّ ِ ِ ِ ِ م ْكتُ ِ َ ُُ َُ ْم ُرُهم باْل َم ْع ُر َ َ َ ُ ْ َ ُ وبا ع َند ُه ْم فى الت ْوَراة َواإلنجيل َيأ ُ َ ً الل َّالِتى َك َان ْت َعَل ْي ِه ْم﴾. األغ َ ص َرُه ْم َو ْ ِ ض ُع َع ْن ُه ْم إ ْ َوَي َ 9 قال البغوي« :واألغالل يعني :األثقال التي كانت عليهم ،وذلك مثل :قتل النفس في التوراة ،وقطع األعضاء الخاطئة ،وقرض النجاسة عن الثوب بالمقراض ،وتعيين القصاص في القتل ،وتحريم أخذ الدية ،وترك العمل في يوم السبت ،وأن صالتهم ال تجوز إال في الكنائس ،وغير ذلك من الشدائدُ ،شبهت باألغالل التي تجمع اليد إلى العنق». َّللاِ «ما ُخِي َر َرُس ُ ول َّ كما وصفت ُّأم المؤمنين عائشة -رضي هللا عنها -هدي النبي صلى هللا عليه وسلم ،فقالتَ : ُّ صلى هللا عليه وسلم َب ْي َن أ َْم َرْي ِن َقطِ ،إ َّال أ َ َخ َذ أ َْي َس َرُه َماَ ،ما َل ْم َي ُك ْن ِإ ْث ًما». َّللاَ َل ْم َي ْب َع ْثِني ُم َعِنتًا َوَال ُمتَ َعِنتًاَ ،وَل ِك ْن َب َعثَِني ُم َعلِ ًما ُم َي ِس ًرا». وقال صلى هللا عليه وسلم ِ« :إ َّن َّ َح َداً ِم ْن أَص َحاِبه ِفي َب ْع ِ ِ ان َرُس ْو ُل هللا صلى هللا عليه وسلم ِإ َذا َب َع َث أ َ ض أ َْم ِره َق َ ال: ْ ْ وعن أبي موسى األشعري قالَ :ك َ «بش ُرواَ ،وَال تَُن ِف ُرواَ ،وَي ِس ُرواَ ،وَال تُ َع ِس ُروا». ِ -2مظاهر السماحة واليسر في التشريع اإلسالمي: الناس بما ال يطيقون ،أو بما يوقعهم في الحرج: َ يكَّلف = التشريع اإلسالمي لم َ ُمِتي ،أ َْو َعَلى َش َّق َعَلى أ َّ َن أ ُ َّ َّللاُ َنْف ًسا ِإال ُو ْس َع َها ﴾.وقال صلى هللا عليه وسلم َ« :ل ْوَال أ ْ ف َّ= قال تعالى ﴿ :الَ ُي َكل ُ ص َال ٍة». ِ ِ ِ ِ َّ ِ الناسَ ،أل ََم ْرتُ ُه ْم بالس َواك َم َع ُكل َ فالتشريع اإلسالمي راعى الظروف التي قد تط أر على اإلنسان :كالمرض ،والسفر ،والمطر ،واإلكراه ،والخطأ، والنسيان ،فشرع أنواعاً من التخفيف ،ومن ذلك ما يلي: -1تخفيف اإلسقاط ،مثل :إسقاط فريضة الحج عن غير المستطيع ،وإسقاط الصالة المفروضة عن المرأة الحائض. 10 -2تخفيف التنقيص: مثل :قصر الصالة الرباعية للمسافر ،وذلك إذا خرج من بلدته وفارق العمران. -3تخفيف اإلبدال: مثل :إبدال الوضوء بالتيمم عند فقد الماء ،أو مشقة استعماله. -4تخفيف التقديم: مثل :تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم ،أو يومين ،وتقديم صالة العصر؛ ُلتصلى جمعا عقب صالة الظهر ،أو ٍ خطر تقديم صالة العشاء؛ لتصلى جمعا عقب صالة المغرب ،وذلك في حالة المطر الشديد ،أو الخوف من داهمٍ ،أو لِ َم ْن يستعد للسفر ،وهو ال يزال في بيته أو مدينته. -5تخفيف التأخير: من يباشر إطفاء الحريق ،أو تأخير صيام رمضان للمرأة مثل :تأخير الصالة عن وقتها في حق المنقذ للغريق ،أو ْ ُّ النفساء. -6تخفيف الترخيص: الميتة ،أو أكل لحم الخنزير ،أو ُشرب الخمر عند الضرورة ،واستعمال المواد المخدرة مثل :جواز أكل ْ في المعالجات المرضية ،وإجراء العمليات الجراحية. ومثل ذلك جواز لُ ْبس الكمامة في الصالة ،وجواز التباعد بين المصلين في صالة الجماعة؛ بسبب جائحة كورونا. 11 الم ْكره: المخطئ والناسي و ُ -7التخفيف عن ُ سيان وما استُ ْك ِرهوا ِ فقد ورد في الحديث قوله – صلى هللا عليه وسلم ُ " : -رِف َع عن أ َّ ُمتي الخطأَ والن َ ِ عليه". ف ِفعلُه ِ سلم ِبفعلِه ً ِ قصد أو ُّ ٍ فـ (الخطأُ) هو :ما يصدر عفوا ودون ٍ فيصاد َ شيئاُ ، الم ُ أن َيقص َد ُ تعمد ،وهو ْ ُ ًَ كافر ،فيقع القتل على مسلم ،وقيل :الخطأُ عذر صالح لس ِ قوط َح ِق تل ٍ ِ ِ ٌ ُ َ َ ُ ٌ ُ ُ أن َيقص َد َق َ ثل ْ قص َده ،م ُ غير ما َ َ ِ ِ ِ ٍ ِ ذر في ُحقو ِق العباد ،وكذلك ْ من اجتهد فأخطأ. جع ْل ُع ًا حص َل عن اجتهاد ،ولم ُي َ هللا تعالى إذا َ أن ينسى المصلِي كم عدد الركعات التي صالها ،أو ْ أن ينسى صالة فريضة في و(الناسي) مثل ْ وقتها ،أو صالة نافلة. عل م ٍ خالف َّ للشرِع دون ِرضاه ،مع َعد ِم ُقدرِته على َدف ِع ذلك ٍ ِ ٍ جبر على َقول أو ف ُ و(المكره) مثل َم ْن ُي ُ ُ يس َّب الدين ،أو يشرب الخمر. ِ اإل ْكراه عن نفسهَ ،ك َم ْن ُيعذ ُب حتى ُ 12 الوحدة الثانية: مقاصد الشريعة اإلسالمية: تعريف المقاصد اإلسالمية مراتب مقاصد التشريع اإلسالمي حفظ الكليات الخمس الكبرى 13 أوال :تعريف المقاصد اإلسالمية: الغايات والح َك ُم ،التي وضعها الشارع الحكيم عند كل ُح ْك ٍم من أحكام الشريعة؛ لتحقيق ُ المقاصد اإلسالمية هي: مصلحة العباد. وتنقسم مقاصد التشريع اإلسالمي من حيث مدى حاجة البشر إليها إلى ثالث مراتب ،وهي كالتالي: أوالً :مقاصد التشريع الضرورية: وهي المصالح التي ال بد منها في قيام أمور الدين والدنيا للمجتمعات واألفراد؛ بحيث إذا فقدها الفرد بلغ حد الهالك, أو قاربه ،وإذا اختل ْت في مجتمع اختل نظامه ,وعم فيه الفساد. الكليات الخمس ،وهي :حفظ الدين ,والنفس ,والعقل ,والنسل ,والمال. وتتمثل في حفظ ُ ثانياً :مقاصد التشريع الحاجية: وهي المصالح التي يحتاج إليها الناس للتوسعة على أنفسهم ،وإذا ما ُفقدت وقع الناس في الحرج والمشقة ،ولكن ال يبلغ ذلك بالفرد منهم حد الهالك ،وال يبلغ بالمجتمع إلى مستوى فساد نظامه. ومن أمثلتها :ما ُشرع في العبادات من رخص تخفف المشقة في السفر ،أو المرض ،أو العوارض األخرى. ثالثاً :مقاصد التشريع التحسينية: وهي المصالح التي تقتضيها مكارم األخالق ،ومحاسن العادات ،وإذا ُفقدت في المجتمع لم يختل نظامه ،ولم يقع في حرج ،غير أن حياته تكون مستنكرة في تقدير العقول السليمة والفطر المستقيمة. ومن أمثلتها :األمر بالتطهر والتحرز من النجاسات ،وستر العورة ,وأخذ الزينة ,والتقرب إلى هللا تعالى بنوافل الخيرات. 14 الكليات الخمس الكبرى: ثانيا :من وسائل الحفاظ على ُ الكتب من أجل (الحفاظ على الكليات الخمس) ،فحفظها أعظم مقاصد التشريع اإلسالمي؛ إذ َ الرسل ،وأنزل َ أرسل هللا ما من حكم شرعي إال وهو يحقق مصلحة للناس ،أساسها المحافظة على الدين ،أو النفس ،أو العقل ،أو النسل ،أو المال. وفيما يلي بيان حفظ هذه الكليات الخمس: أوالً :حفظ الدين: ضيِع الدين هو أهم الضروريات الخمس ,وهو أصل مقاصد التشريع اإلسالمي كلها ,وال صالح للبشرية وال للدنيا متى ُ الدين فيهما. ومن األحكام التي شرعها اإلسالم لحفظ هذا المقصد ما يلي: -1الحث على التعلم والتعليم ,والدعوة إلى هللا ,والجهاد في سبيله ,واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر. اَّللِ ﴾. اس تَأْمرو َن ِباْلمعر ِ وف َوتَ ْن َه ْو َن َع ِن اْل ُم ْن َك ِر َوتُ ْؤ ِم ُنو َن ِب َّ َ ُْ ِ ُخ ِر َج ْت ل َّلن ِ ُ ُ قال تعالىُ ﴿ :كنتم خير أ َّ ٍ ُمة أ ْ ُْ َ ْ َ النهي عن الشرك ،والكفر ,والفسق واإلثم ،واألمر باالتباع ,والتحذير من االبتداع ,وتشريع الحدود والتعزيزات -2 ُْ والكفارات؛ ردعاً لمن قارف شيئاً من ذلك: اَّللِ َف َكأََّن َما َخ َّر ين ِب ِه َو َمن ُي ْش ِر ْك ِب َّ ِ ور حنفاء ََّّلل َغ ْي َر ُم ْش ِرِك َ اجتَِنُبوْا َق ْو َل ُّ الز ِ األوثَ ِ ان َو ْ ِ اجتَِنُبوْا ِ الر ْج َس م َن ْ قال تعالىَ ﴿ :ف ْ َّللاِ َفِإَّنها ِمن تَْقوى اْلُقُل ِ ِ ِ ان س ِح ٍ ِ الر ِ ِ َّ طُف ُه الط ْي ُر أ َْو تَ ْه ِوى ِبه ِ ُ السم ِ ِ وب ﴾. َ يق ذل َك َو َمن ُي َعظ ْم َش َعائ َر َّ َ يح فى َم َك ٍ َ آء َفتَ ْخ َ م َن َّ َ َّللا َش ِدي ُد اْل ِعَق ِ اب ﴾. َّللاَ ِإ َّن َّ َ اك ْم َع ْن ُه َفانتَ ُهوْا َواتَُّقوْا َّ ول َف ُخ ُذوهُ َو َما َن َه ُ الرُس ُ اك ُم َّ قال تعالىَ ﴿ :و َمآ َءاتَ ُ ثانياً :حفظ َّ الن ْفس: السمو ِ ات َو َما ِفي ِ جعل اإلسالم كل ما في السماوات واألرض مسخ اًر لإلنسان ,قال تعالىَ ﴿ :و َس َّخ َر َل ُك ْم َما في َّ َ َ ض َج ِميعاً ِم ْن ُه ﴾. األ َْر ِ فالحفاظ على النفس من أكبر مقاصد التشريع اإلسالمي. 15 األحكام التي شرعها اإلسالم لحفظ النفس: -1أباح التشريع اإلسالمي ارتكاب المحظورات في سبيل حفظ النفس: فقد أباح أكل المحرمات ,وشرب الخمر عند االضطرار إليها؛ حفظاً للنفس ,قال تعالىِ ﴿ :إَّن َما َح َّرم َعَل ْي ُكم اْل َم ْيتَ َة َو َّ الد َم ُ َ يم ﴾. ِ ور َّرح ٌ ط َّر َغ ْي َر َبا ٍغ َوالَ َع ٍاد َفال ِإ ْث َم َعَل ْي ِه ِإ َّن َّ َّللاَ َغُف ٌ اض ُ ير ومآ أ ُِه َّل ِب ِه لِغي ِر َّ ِ َّللا َف َم ِن ْ َْ َوَل ْحم اْل ِخ ِ نز ِ َ َ َ حرم التشريع اإلسالمي قتل النفس ،أو االعتداء عليها بغير حق ,أو االنتحار: َّ -2 النْف َس َّالِتي َح َّرَم َّ َّللاُ ِإالَّ ِباْل َح ِق ﴾. قال تعالىَ ﴿ :والَ تَْقُتُلوْا َّ ان ِب ُك ْم َر ِحيماً ﴾. َنف َس ُك ْم ِإ َّن َّ َّللاَ َك َ وقال تعالىَ ﴿ :وال تَْقُتُلوا أ ُ وقال صلى هللا عليه وسلم« :لن ي َزال المؤمن في ُفسح ٍة من ِديِن ِه ما لم ي ِ ص ْب دماً َحراماً». ُ ْ ْ َ ُ َ ُ َّ ِ ِ «م ْن تَ َح َّسى ُس ًّماَ ،فَق َت َل َنْف َس ُهَ ،ف ُس ُّم ُه ِفي َي ِدِه َيتَ َح َّساهُ ِفي َن ِ ار َج َهَّن َمَ ،خال ًدا ُم َخل ًدا ف َ يها أ ََب ًدا .»... وقال أيضاَ : وأما القصاص ،فإن اإلسالم شرعه زج اًر لمن أراد التعدي على النفوس المعصومة ,قال تعالى ﴿ :وَل ُكم ِفي اْل ِقص ِ اص َ َ ْ اب َل َعَّل ُك ْم تَتَُّقو َن ﴾. ح َياةٌ َيا أُولِي األَْل َب ِ ْ َ ثالثاً :حفظ العقل: جاء التشريع اإلسالمي بالمحافظة على العقل؛ ألنه الوسيلة إلى فهم وإدراك الحقوق والواجبات. وبتغييب العقل ينحدر اإلنسان إلى حالة أكثر انحطاطاً من البهائم ,قال تعالىَ ﴿ :وَلَق ْد َذ َأرَْنا لِ َج َهَّن َم َكِث ًا ير ِم َن اْل ِج ِن ِ صرو َن ِبها وَلهم ءا َذ َّ َّ ِ َّ ان ال َي ْس َم ُعو َن ِب َهآ أ ُْوَلئ َك َكاأل َْن َعا ِم َب ْل ُه ْم أ َ َض ُّل َ َ ُْ َ ٌ وب ال َيْفَق ُهو َن ِب َها َوَل ُه ْم أ ْ َعُي ٌن ال ُي ْب ُ س َل ُه ْم ُقلُ ٌ وِ اإل ْن ِ َ أ ُْوَلِئ َك ُه ُم اْل َغ ِافُلو َن ﴾. ومن األحكام التي جاءت في التشريع اإلسالمي للمحافظة على العقل ما يلي: َ -1ج ْعل العقل من أهم شروط التكليف: ين الَ َي ْع ِقُلو َن﴾. َّ ِ َّللاِ ُّ الص ُّم اْل ُب ْك ُم الذ َ اب ِع َند َّ الدو ِ ِ فقد دعا هللا تعالى إلى إعمال العقل ،وذم تعطيله ,قال تعالى﴿ :إ َّن َش َّر َّ َ 16 قص هللا علينا مقالة الكافرين يوم القيامة حيث بين على لسانهم أن سبب خسرانهم هو تعطيلهم لعقولهم ,فقال كما َّ الس ِع ِ ير ﴾. تعالى ﴿ :وَقالُوْا َلو ُكَّنا َنسمع أَو َن ْع ِقل ما ُكَّنا ِفى أَصح ِ اب َّ ْ َ ُ َ َُْ ْ ْ َ -2تحريم الخمر: اجتَِنُبوهُ َل َعَّل ُك ْم طِ األزالَم ِر ْج ٌس ِم ْن َعم ِل َّ ِ ِ قال تعالى ﴿ :يأَي َّ ِ ان َف ْ الش ْي َ َ اب َو ْ ُ آمُنوْا إَّن َما اْل َخ ْم ُر َواْل َم ْيس ُر َو َ األنص ُ ين َ ُّها الذ َ َ َ َّللاِ َو َع ِن َّ الصَلو ِاة ص َّد ُك ْم َعن ِذ ْك ِر َّ ِ طان أَن يوِقع بيَن ُكم اْلع َداوة واْلب ْغض ِ آء فى اْل َخ ْم ِر َواْل َم ْيس ِر َوَي ُ ُ َ َْ ُ َ َ َ َ َ َ َ الش ْي َ ُ تُْفلِ ُحو َن ِإَّن َما ُي ِر ُ يد َّ َف َه ْل أ َْنتُ ْم ُّمنتَ ُهو َن ﴾. «كل ُم ْس ِك ٍر حرم اإلسالم كل أنواع المسكرات والمخدرات التي تذهب العقل ،أو تغيبه ,قال صلى هللا عليه وسلمُّ : وقد َّ اإلنسان بأخالقه وسلوكه إلى مستوى البهائم. ُّ ينحط َح َرٌام» ،وبتغييب العقل ُ رابعاً :حفظ النسل: الخلف والعقب. المراد بالنسل :الولد والذرية ،أو َ فقد خلق هللا الناس كلهم من نفس واحدة ,ثم خلق منها زوجها ,ثم جعل البشر جميعاً من نسلهما ،فكان النسل هو السبيل إلى بقاء العنصر البشري. األحكام التي شرعها اإلسالم لحفظ النسل: -1شرع اإلسالم النكاح طريقاً للمحافظة على النسل: ضلِ ِه َو َّ َّللاُ َو ِاس ٌع مائ ُكم ِإن ي ُكونوْا ُفَقرآء ي ْغِن ِهم َّ ِ َّللاُ من َف ْ ِ الصالِ ِح ِ ِ ِ ين م ْن ع َباد ُك ْم َوإِ ْ َ ُ َ َ ُ ُ َ امى ِم ْن ُك ْم َو َّ ِ قال تعالىَ ﴿ :وأ َْنك ُحوْا األََي َ يم ﴾. ِ َعل ٌ -2تحريم الزنا: آء َسِبيالً ﴾. ِ الزَنى ِإَّن ُه َك َ ان َفاح َش ًة َو َس َ قال تعالىَ ﴿ :والَ تَْق َرُبوْا ِ 17 اح ٍد ِم ْن ُه َما ِم َائ َة َجْل َد ٍة َوال الزِاني َفاجلِ ُدوا ُك َّل و ِ َ ْ الزِان َيةُ و َّ َ كما شرع اإلسالم حد الزنا في حق مرتكبه ,فقال تعالىَّ ﴿ : ِ اَّللِ واْليو ِم ِ اآلخ ِر وْلي ْشه ْد ع َذابهما َ ِ ِ ِ ين َّ ِ ِ ْخ ْذ ُك ْم ِب ِه َما َْأرَف ٌة ِفي ِد ِ طائَف ٌة م ْن اْل ُم ْؤ ِمن َ ين ﴾. َ َ َ َ َُ َ َّللا إ ْن ُكنتُ ْم تُ ْؤ ِم ُنو َن ب َّ َ َ ْ تَأ ُ خامساً :حفظ المال: يعد حفظ المال من المقاصد الكبرى في التشريع اإلسالمي؛ ألنه ضرورة ال غنى لإلنسان عنها في حياته ومعاشه. ال َواْل َب ُنو َن ِز َين ُة اْل َح َي ِاة ُّ الد ْن َيا ﴾. وقد عده القرآن الكريم من زينة الحياة الدنيا ,قال تعالى ﴿ :اْل َم ُ اء أ َْم َواَل ُك ْم َّالِتي َج َع َل َّ َّللاُ َل ُك ْم ِق َياماً ﴾, السَف َه َ وللمال دور مهم في نهضة األمم أو انكسارها ,قال تعالىَ ﴿ :وال تُ ْؤتُوا ُّ تد عليه ،وُي ْسنتَ ُد إليه. ِ ِ أي :جعلها مما يمسككم ،ويثبتكم ،فهي لحياتكم كالعماد والسناد الذي ُي ْع َم ُ األحكام التي شرعها اإلسالم لحفظ المال: حق: وحرم أكل مال الغير بغير ٍ -1شرع اإلسالم تملك المال ،وحث على تكسبه من الوجوه الطيبة المباحةَّ ، ْكُلوْا أَمواَل ُكم بين ُكم ِباْلب ِ اط ِل ِإالَّ أَن تَ ُكو َن ِت َج َارةً َعن تَ َر ٍ اض ِم ْن ُك ْم ﴾. قال تعالى ﴿ :يا أَي َّ ِ ام ُنوْا الَ تَأ ُ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َين َء َ ُّها الذ َ َ َ اء َخ ْيٌر ِم ْن وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص – رضي هللا عنه ِ« :-إَّنك إن تَدع ورثَتَك أ ْ ِ َغنَي َ َ ْ َ َ ََ َ الناس ِفي أَي ِدي ِهم.وِإَّنك مهما أ َْنَفْقت ِمن نَفَق ٍة َفِإَّنها صدَقةٌ؛ حتَّى ُّ اللْق َمةُ اَّلِتي تَ ْرَف ُع َها ِإَلى ِفي َّ َ َ ََ َ ْ َ ْ ْ َ َ ََْ َن تََد َع ُه ْم َعاَل ًةَ ،يتَ َكفُفو َن َّ َ أْ ام َأرَِت َك». ْ -2أمر اإلسالم بحفظ المال ,ونهى عن إضاعته ،أو اإلسراف في إنفاقه ,أو التبذير والتقتير: الشي ِ يل َوالَ تَُب ِذ ْر تَ ْب ِذ ًا السِب ِ ِ ِ ِ ان اط ِ ين َوَك َ ان َّ َ ين َك ُانوْا ِإ ْخ َو َ ير ِإ َّن اْل ُم َب ِ ذر َ قال تعالىَ ﴿ :وَءات َذا اْلُق ْرَبى َحَّق ُه َواْلم ْسك َ ين َو ْاب َن َّ ور ﴾. طان لِرب ِ ِه َكُف ًا َّ الش ْي َ ُ َ وما َّم ْح ُسو اًر ﴾. ِ كما قال تعالىَ ﴿ :والَ تَ ْج َع ْل َي َد َك َم ْغُلوَل ًة ِإَلى ُع ُن ِق َك َوالَ تَْب ُس ْ ط َها ُك َّل اْل َب ْسط َفتَْق ُع َد َمُل ً 18 -3شرع اإلسالم َّ حد الحرابة والسرقة؛ حفاظاً على أموال الناس: ط َع أ َْي ِدي ِه ْم ض َفساداً أَن يَقَّتلُوْا أَو يصَّلبوْا أَو تَُق َّ ْ َُ ُ ْ ُ َ األر ِ ِ ين ُي َح ِارُبو َن َّ َّللاَ َوَرُسوَل ُه َوَي ْس َع ْو َن فى ْ قال تعالىِ ﴿ :إَّنما جز َّ ِ آء الذ ََ ََ ُ ِ ِ ِ ض ذلِ َك َل ُه ْم ِخ ْزٌى ِفى ُّ ِ ِ ِ ٍ يم ﴾. الد ْن َيا َوَل ُه ْم فى اآلخ َرِة َع َذ ٌ اب َعظ ٌ األر ِ َوأ َْر ُجُل ُهم م ْن خالف أ َْو ُي َنف ْوْا م َن ْ َّللا ع ِز ٌ ِ طعوْا أَي ِديهما جزآء ِبما َكسبا ن َكاالً ِمن َّ ِ ِق َو َّ يم ﴾. يز َحك ٌ َّللا َو َّ ُ َ َ الس ِارَق ُة َفا ْق َ ُ ْ َ ُ َ َ َ ً َ َ َ َ السار ُ وقال تعالىَ ﴿ :و َّ 19 القسم الثاني :مصادر التشريع اإلسالمي المصدر األول :القرآن الكريم الوحدة األولى :مدخل إلى القرآن الكريم الوحدة الثانية :ثبوت القرآن الكريم الوحدة الثالثة :واجب المسلم نحو القرآن الكريم الوحدة الرابعة :مفهوم إعجاز القرآن الكريم ووجوهه 20 المصدر األول :القرآن الكريم الوحدة األولى :مدخل إلى القرآن الكريم تعريف القرآن الكريم الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي خصائص القرآن الكريم 21 أوالً :أ -تعريف القرآن الكريم: المتعبد بتالوته، َّ القرآن الكريم هو :كالم هللا ،المنزل على نبيه محمد صلى هللا عليه وسلم ،المعجز بلفظه، المنقول إلينا بالتواتر ،المكتوب في المصاحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس. ب -تعريف الحديث القدسي: الحديث القدسي هو :ما أضافه النبي -صلى هللا عليه وسلم -إلى هللا تبارك وتعالى. ويطلق على الحديث القدسي أيضاً مسمى :الحديث اإللهي ،أو الحديث الرباني. جـ -صفة الحديث القدسي: أن يقول الراوي فيه :قال رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -فيما يرويه عن ربه عز وجل.... : أو يقول الراوي :قال رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم : -قال هللا تعالى ،... :أو :يقول هللا تعالى.... : س بين القرآن الكريم والحديث القدسي: د -ال َل ْب َ يكن هناك َل ْب ٌس مطلقا بين القرآن الكريم والحديث القدسي؛ وذلك لألسباب التالية: ولم ْ النبي – صلى هللا عليه وسلم – شديد الحرص على حفظ القرآن الكريم لنفسه ،وكان كذلك -1كان ُّ لصحبه الكرام. ْ شديد الحرص على تعليم كتاب هللا -2كان الصحابة الكرام – رضوان هللا عليهم – حريصين أيضا َّ أشد الحرص على حفظ كتاب هللا تعالى. 22 النبي – صلى هللا عليه وسلم – ُيحدد مكان كل سورة في القرآن الكريم عند نزول الوحي، -3كان ُّ الس َوَر فيقول – صلى هللا عليه وسلم – ضعوا هذه السورة بعد سورة كذا ،وقبل السورة كذا ،فيحد ُد ُّ بأسمائها. الس َور الكريمة ،فيقول – صلى هللا النبي – صلى هللا عليه وسلم – ُيحدد مواضع اآليات في ُّ -4كان ُّ عليه وسلم – ضعوا هذه اآلية أو اآليات في السورة كذا( ، ،فيحد ُدها باسمها) قبل اآلية كذا ،وبعد اآلية كذا. فعلِ َم بهذا الفعل الفرق الواضح وهذا األمر لم يفعله – صلى هللا عليه وسلم – مع األحاديث القدسيةُ ، بين الحديث القدسي والقرآن الكريم. ثانيا :الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي: الحديث القدسي القرآن الكريم معناه من عند هللا ،ولفظه من عند رسول هللا األمين. موحى بلفظه ومعناه من عند هللا سبحانه وتعالى. تجوز روايته بالمعنى. ال تجوز روايته بالمعنى. ال تجوز الصالة به. ال تصح الصالة إال به. ال يتعبد بتالوته ،وثوابه عام كغيره من األعمال الصالحة. متعبد بتالوته ،ولقارئه بكل حرف حسنة. يجوز مسه وقراءته للمحدث والجنب. يحرم على المحدث مسه ،وعلى الجنب تالوته. فيه قليل من المتواتر ،وكثير منه من رواية اآلحاد. منقول إلينا بالتواتر. فيه الصحيح والضعيف ،بل والموضوع. مقطوع بصحته ،ومحفوظ من التحريف والتبديل. ُكتب مع السنة النبوية. مكتوب كله في المصاحف. 23 ثالثا :خصائص القرآن الكريم: -1خاتم الكتب والمهيمن عليها: القرآن الكريم آخر الكتب السماوية؛ ألنه أنزل على محمد صلى هللا عليه وسلم ،وهو خاتم النبيين ،ومن ثم اقتضت حكمة هللا أن يكون شامالً لجميع المحاسن في الكتب السابقة. اب َو ُم َه ْي ِمناً َعَل ْي ِه﴾. قال تعالى ﴿ :وأ َْن َزْلَنا ِإَل ْي َك اْل ِكتَاب ِباْلح ِق مص ِدقاً لِما ب ْي َن ي َد ْي ِه ِم َن اْل ِكتَ ِ َ َ َ َ َ َُ َ ُّ -2 تكف ُل هللا بحفظه: خص هللا القرآن الكريم بالحفظ ,وتكفل بذلك ،فقال سبحانهِ ﴿ :إَّنا نحن ن َّزْلنا ِ الذ ْك َر َوإَِّنا َل ُه َل َح ِاف ُ ظو َن﴾. َُْ َ َ وأما الكتب السماوية السابقة فكانت مهمة حفظها موكولة إلى األحبار والرهبان ,ولكنهم ضيَّعوا األمانة، ورِه ْم ظ ُه ِ اء ُ اب َلتَُبِيُنَّن ُه لِ َّلن ِ ِ َّللا ِميثَ َّ ِ ون ُه َفَنَب ُذوهُ َوَر َ اس َوال تَ ْكتُ ُم َ ين أُوتُوا اْلكتَ َ اق الذ َ َ َخ َذ َّ ُ ﴿وإِ ْذ أ َ قال تعالىَ : اشتَ َرْوا ِب ِه ثَ َمناً َقلِيالً َفِب ْئ َس َما َي ْشتَ ُرو َن﴾. َو ْ -3شفاؤه للناس: اء َوَر ْح َم ٌة ﴾ ,ولم يقل هللا إنه دواء ،بل وصفه بالشفاء؛ ألن ِ قال تعالىَ ﴿ :وُنَن ِزُل ِم َن اْلُق ْر ِ آن َما ُه َو شَف ٌ الشفاء ثمرة الدواء ،ولم يعين نوع الشفاء ،بل جعله عاماً؛ ليشمل شفاء األدواء المعنوية من علل َّللاِ تَ ْ ط َمِئ ُّن النفوس وأمراض القلوب ,إضافة إلى علل األبدان ,قال سبحانه وتعالى ﴿ :أَال ِب ِذ ْك ِر َّ وب﴾. اْلُقلُ ُ 24 وهو عالج لألمراض الحسية كذلك ,فعن عائشة -رضي هللا عنها -أن رسول هللا صلى هللا عليه ِب ِه َّن، ات؛ َفَل َّما ثَُق َل ُك ْن ُت أ َْن ِف ُث َعَل ْي ِه َُ ض َّال ِذي مات ِف ِ يه ِباْلمع ِوَذ ِ َ َ ان َي ْنُف ُث َعَلى َنْف ِس ِه ِفي اْلم َر ِ َ «ك َ وسلم َ َوأ َْم َس ُح ِبَي ِد َنْف ِس ِه لَِب َرَكِت َها». شفاعته ألهله يوم القيامة: ُ -4 َص َحاِب ِه». يعا أل ْ يقول صلى هللا عليه وسلم« :ا ْقرؤوا اْلُقرآن؛ َفِإَّنه يأِْتي يوم اْل ِقي ِ ِ امة َشف ً ُ َ َْ َ َ َ ْ َ َُ وأصحابه هم الذين يتلونه حق تالوته ,ويقيمون حروفه وحدوده ,ويشتغلون به تالوة وتدب اًر وعلماً وعمالً. َي َر ِبَ :م َن ْعتُ ُه ِ يوم اْل ِقي ِ ان لِْل َع ْب ِد آن َي ْشَف َع ِ ِ ام :أ ْ ول الصَي ُ امةَ ،يُق ُ َْ َ َ َ ام َواْلُق ْر ُ وقال صلى هللا عليه وسلم« :الصَي ُ ال: ِ ِ ِ ِ آن :م َنعتُ ُه َّ ِ َّ ِ ِ ِ ِ ِ الشهو ِ ات ِب َّ الن َه ِ َّ َّ الن ْوَم باللْيلَ ،ف َشف ْعني فيهَ ،ق َ ول اْلُق ْر ُ َ ْ ارَ ،ف َشف ْعني فيهَ ،وَيُق ُ ام َو َ َ الط َع َ َف ُي َشَّف َع ِ ان». 25 الوحدة الثانية :ثبوت القرآن الكريم: أوال :نزول القرآن الكريم :أنواعه وح َكمه. وصوره. ثانيا :الوحي :تعريفه ُ ثالثا :جوانب ثبوت القرآن الكريم. رابعا :تحريف الكتب السماوية السابقة. 26 أوال :نزول القرآن الكريم: -1القرآن الكريم في اللوح المحفوظ: كان القرآن موجوداً في اللوح المحفوظ قبل نزوله على نبينا محمد صلى هللا عليه وسلم ,قال تعالى﴿ : بل هو ُقرآن م ِجيد ِفي َلو ٍح محُف ٍ وظ ﴾. ْ َْ َ ْ َُ ْ ٌ َ ٌ كتب هللاُ فيه – في األزل – كل ما كان ،وما سيكون إلى قيام واللوح المحفوظ :هو ِ جل العام الذي َ الس ُّ ض وال ِفي أ َْنُف ِس ُكم ِإالَّ ِفي ِكتَ ٍ ِ ِ ٍ ِ الساعة ,قال تعالى﴿ :ما أَص ِ اب م ْن َقْب ِل أ ْ َن َن ْب َأَر َها ْ ِ اب م ْن ُمص َيبة في األ َْر َ َ َ َ َها) أي :نخلقها. ِإ َّن َذلِك عَلى َّ ِ ِ َّللا َيس ٌير﴾ ،ومعنى ( َن ْب َأر َ َ َ وقد كتب هللا مقادير ِ كل شيء قبل أن يخلق السماوات واألرض بـ ( )50,000خمسين ألف سنة. َ َ ُ -2إنزال القرآن الكريم: للقرآن الكريم نزوالن ،وهما كالتالي: أ -النـزول األول: وهو نـزوله من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ,في شهر رمضان ,في ليلة القدر ,جملة واحدة ،وهي الليلة المباركة. اس وبِين ٍ ات ِم َن اْل ُه َدى َواْلُف ْرَق ِ قال تعالىَ ﴿ :شهر رمضان َّال ِذي أ ِ ِ ِ ان﴾ البقرة آن ُه ًدى لِ َّلن ِ َ َ َ ُنزَل فيه اْلُق ْر ُ ُْ َ َ َ َ (.)185 َنزْلَناه ِفي َليَل ِة اْلَق ْد ِر ( )1ومآ أ َْدراك ما َليَل ُة اْلَق ْد ِر (َ )2ليَل ُة اْلَق ْد ِر َخير ِمن أَْل ِ ِ ف ٌْ ْ ْ