سيكولوجيا العنف المدرسي PDF

**سيكولوجيا العنف المدرسي** **المحاضرة (1)** مفاهيم العنف, مفهوم العنف المدرسي. العوامل المؤدية إلى العنف المدرسي: الاقتصادية, الاجتماعية, السياسية. **المقدمة** قال تعالى: **}وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ{*...

**سيكولوجيا العنف المدرسي** **المحاضرة (1)** مفاهيم العنف, مفهوم العنف المدرسي. العوامل المؤدية إلى العنف المدرسي: الاقتصادية, الاجتماعية, السياسية. **المقدمة** قال تعالى: **}وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ{** **سورة البقرة آية (190).** العنف: ظاهرة اجتماعية معقدة متأصلة في بنية المجتمع يُمثل العنف سلوكًا معقدًا ومتعدد الأبعاد، يتجذر في تفاعل معقد بين العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية والثقافية. يمتد مفهوم العنف ليطال أكثر من مجرد الأفعال الجسدية، إذ يشمل أيضًا العنف الرمزي، مثل التمييز والتحقير، والعنف البنيوي، المرتبط بالهياكل الاجتماعية غير العادلة التي تؤدي إلى عدم المساواة والتهميش. تؤثر مجموعة واسعة من العوامل في ظهور العنف وتطوره، بما في ذلك العوامل الاقتصادية، مثل الفقر والبطالة، والعوامل السياسية، مثل الصراعات والنزاعات، والعوامل الثقافية، مثل القيم والمعتقدات التي تبرر العنف. كما تلعب العوامل النفسية، مثل الإحباط والغضب، دورًا هامًا في تحفيز السلوك العدواني. تشير النظريات الاجتماعية إلى أن العنف هو نتيجة لتوزيع غير عادل للموارد والسلطة، وأن الصراع هو قوة محركة للتغيير الاجتماعي. وتشير النظريات النفسية إلى أن العنف يمكن أن يكون تعلمًا مكتسبًا من خلال الملاحظة والتقليد. العنف هو سلوك عدواني يتضمن استخدام القوة أو التهديد بها لإلحاق الأذى بالآخرين أو الممتلكات. يمكن أن يكون العنف جسديًا، نفسيًا، أو حتى لفظيًا, و له أنواع منها العنف المدرسي الذي هو نوع من العنف يحدث في البيئة التعليمية، ويشمل الاعتداءات الجسدية، التنمر، التحرش، والإساءة اللفظية بين الطلاب أو بين الطلاب والمعلمين. العنف المدرسي له تأثيرات سلبية كبيرة على البيئة التعليمية، حيث يمكن أن يؤدي إلى تدهور الأداء الأكاديمي، وزيادة معدلات الغياب، وتفاقم المشاكل النفسية والاجتماعية بين الطلاب. من المهم أن تتبنى المدارس استراتيجيات فعالة للوقاية من العنف ومعالجته، مثل تعزيز الوعي، وتقديم الدعم النفسي، وتطبيق سياسات صارمة ضد السلوك العدواني. آثار العنف: يترك العنف آثارًا عميقة على الأفراد والمجتمعات، حيث يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية والجسدية، وزيادة معدلات الجريمة، وتقويض النسيج الاجتماعي. كما يؤثر العنف على التنمية الاقتصادية ويؤدي إلى هدر الموارد. الوقاية من العنف: تتطلب مكافحة العنف مقاربة متكاملة تشمل تدخلات على المستويات الفردي والأسري والمجتمعي. وتشمل هذه التدخلات برامج التوعية، وبناء المهارات الاجتماعية، وتعزيز العلاقات الإيجابية، وتغيير القيم والمعتقدات التي تدعم العنف. أهمية الدراسة العلمية للعنف: تعد الدراسة العلمية للعنف أمرًا ضروريًا لفهم أسبابه وتطوير استراتيجيات فعالة للوقاية منه ومعالجته. وتساهم هذه الدراسات في تطوير سياسات اجتماعية وقانونية تهدف إلى بناء مجتمعات أكثر عدالة وسلامًا.\" **مفهوم العنف** يشير مفهوم العنف في اللغة العربية إلى مجموعة من السلوكيات السلبية التي تتضمن التعدي على حقوق الآخرين، واستخدام القوة والإيذاء. وهو مفهوم مرتبط بالظلم والقسوة، ويدل على خروج الفرد عن حدود الشرع والأخلاق. **العنف في اللغة العربية:** تتفق معظم القواميس العربية على أن كلمة \"عنف\" تدل على: - **الخروج عن الحد:** أي تجاوز الحقوق والتعدي على الآخرين. - **الشدة والقسوة:** المعاملة القاسية والعنيفة. - **الإيذاء:** إلحاق الأذى بالآخرين سواء كان جسديًا أو نفسيًا. - **اللوم والتعير:** توجيه الاتهامات والانتقادات اللاذعة. **أمثلة على معاني العنف:** - **عنف الرجل:** معاملته بشدة وقسوة. - **اعتنف الأمر:** أخذه بقوة وإجبار. - **عنفوان الشباب:** قوة الشباب وحماسته واندفاعه. كلمة \"عنف\" في الفرنسية (Violence) مشتقة من اللاتينية (viol) والتي تحمل معاني الخرق و الخشونة و القوة الضارة و الخطيرة. يشير العنف إلى استخدام القوة بشكل غير مشروع وغير قانوني. هو رفض للعدالة والقانون وعدم الخضوع لأي سلطة. يرتبط العنف بشخصية لا يمكن قهرها أو ترويضها. **أشكال العنف:** - **كل سلوك يدمر أو يضر بالآخرين أو بالممتلكات، بما في ذلك السرقة والتحرش الجنسي وعدم المساواة بين الجنسين.** - **العنف المادي: يشمل أي سلوك يؤدي إلى التدمير، السرقة، التحرش، عدم المساواة، الاعتداء، والاستغلال. هذا النوع من العنف واضح وملموس ويتسبب في أضرار جسدية ومادية.** - **العنف اللفظي: يتضمن استخدام الكلمات والأفعال التي تهدف إلى إيذاء الآخرين، مثل الصراخ، الشتم، التهديد، والإهانة. هذا النوع من العنف قد يكون أقل وضوحاً من العنف المادي، ولكنه لا يقل عنه ضرراً على الصحة النفسية.** - **العنف النفسي: يعتبر نوعاً خفياً من العنف يصعب اكتشافه، حيث يتمثل في سلوكيات خفية وكلمات تحمل معاني سلبية تؤدي إلى الإحساس بالدونية والوحدة واليأس. قد يشمل الابتزاز والتحكم والتهديد.** - **العنف ضد الذات: يشير إلى سلوكيات ضارة بالذات، مثل الانتحار، والتي تعتبر شكلًا من أشكال العنف.** **التعريف السيكولوجي للعنف:** وفقًا للقاموس النفسي لنوربير سيلمي(N.Sillamy,1980) ، يُعرَّف العنف بأنه \"استعمال مفرط للقوة من خلال نفي القانون ونفي حق الفرد\". **التعريف العام للعنف:** فيعرف قاموس لوروبير(Le Robert)،العنف بأنه \"القوة المفرطة المُستخدمة لإخضاع الغير، وهي فعل وحشي\". من الجدير بالذكر أن مفهوم العنف نسبي ويتأثر بعوامل متعددة, فهو مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالسياق التاريخي والثقافي والسياسي, كما أنه يتشكل بناءً على القوانين والتشريعات السائدة في كل مجتمع وزمان ومكان. **العنف الرمزي:** العنف الرمزي، وفقًا لبير بورديو، هو شكل خفي من الهيمنة يتجسد في البنى الاجتماعية والقوانين والمعتقدات التي تحافظ على سلطة الأقوياء. هذا النوع من العنف يعمل بشكل غير مباشر من خلال فرض قيم ومعايير وأفكار معينة على الأفراد والمجتمعات، مما يجعلهم يقبلون وضعهم الاجتماعي دون مقاومة. أبرز سمات العنف الرمزي: - التطبيع: يجعل العنف الرمزي الأوضاع الاجتماعية غير العادلة تبدو طبيعية ومقبولة. - الدسيسة: يعمل بشكل خفي وغير مباشر، مما يصعب مقاومته. - التأثير على الهوية**:** يشكل هوية الأفراد وقيمهم ومعتقداتهم، مما يعزز الهيمنة الاجتماعية. أمثلة على العنف الرمزي: - التعليم: من خلال المناهج الدراسية التي تعكس قيم الطبقات الحاكمة. - الوسائل الإعلامية: من خلال تقديم صور نمطية عن الجندر والأعراق. - القانون: من خلال قوانين تمييزية تحابي فئة معينة على حساب أخرى. - **العدوان:** يشير إلى ميل نفسي عام نحو التصرف بعدوانية، وهو الاستعداد للانخراط في سلوكيات عدائية. هذا الميل النفسي قد يتجلى في أشكال مختلفة، وقد لا يؤدي بالضرورة إلى سلوك عنيف. - **العنف:** هو فعل متعمد يهدف إلى إيذاء الآخر، سواء كان هذا الإيذاء جسديًا أو نفسيًا أو اجتماعيًا. أي أن العنف هو أحد مظاهر العدوان، ولكن ليس كل العدوان يؤدي إلى العنف. **الفرق بين العنف و العدوان** العدوان العنف الميزة -------------------------------------------------------------- ----------------------------------------------------------- --------------------- أوسع وأشمل من العنف وقد يكون في بعض الأحيان سلوكًا غير واضح. يكون في الغالب صورة من صور العدوان، وهو محدود و واضح. الشكل ليس بالضرورة أن يتخذ مظهر القوة، فقد يكون نقاشًا حادًا. يستخدم القوة للتعبير عن نفسه. التعبير السيطرة وإخضاع الآخرين وإحداث الضرر المادي بهم. قد يتخذ مظهر السيطرة على الغير وإخضاعه وإذلاله. الهدف الحد من حرية الآخرين الحد من حرية الآخرين. التأثير على الآخرين العدوان سلوك وطبع يلازم الشخص العدواني. قد يكون سبب العنف عامل معين يزول بزواله. الأسباب العدواني يرتكب سلوكه لإيقاع الأذى بغيره قد يكون العنف وسيلة من وسائل الدفاع عن النفس وحماية الذات الدوافع - كشف الأشكال الخفية للهيمنة: يساعد في فهم كيف يتم الحفاظ على السلطة في المجتمع. - مقاومة الظلم: يمكن استخدام هذا الفهم لمقاومة أشكال الظلم والتمييز. - بناء مجتمع أكثر عدالة: يساعد في بناء مجتمع أكثر عدالة ومساواة. العنف الرمزي هو شكل قوي من أشكال الهيمنة التي تعمل بشكل خفي وغير مباشر لتثبيت الوضع الراهن. فهم هذا النوع من العنف ضروري لمواجهة الظلم وتحقيق التغيير الاجتماعي. **العنف المدرسي** ظاهرة العنف المدرسي ظاهرة جد معقدة تتدخل وتتداخل فيها عدة عوامل تعود إلى هذا الجانب أو ذاك الذي يعمل على نسجها وبلورتها, وهذا ما يقودنا إلى ضرورة النظر إلى ظاهرة العنف في المدارس نظرة كلية تأخذ بعين الاعتبار السري وتدبير المؤسسة المدرسية، فضلاً عن حياة الأسرة وظروفها. باعتبار الأسرة والمدرسة خليتان اجتماعيتان تربويتان متكاملتان**.** يمثل العنف المدرسي إحدى المشكلات التي تعاني منها المؤسسات التعليمية على اختلافها.وقد ظهر العنف في المدارس في الآونة الأخيرة بشكل ملفت للانتباه، مما يشير إلى وجود مشكلة متنامية ومعوقا يِؤثر في أداء المؤسسات التعليمية لدورها، وهذا ما تبينه مختلف الدراسات و البحوث العلمية, إضافة إلى الأخبار المؤسفة التي تطلعنا بها وسائل الإعلام بين الحين و الآخر عن العنف و العدوان في المدارس**.** من الصعب ايجاد تعريف محدد للعنف المدرسي، لأنه ظاهرة ينظر إليها بمنظار يختلف من شخص إلى آخر، أي يمكن أن يؤول تأويلا شخصيا، مؤسساتيا , تاريخيا,اجتماعيا\...الخ، ولا يمكن لهذه الظاهرة أن تتواجد إلا إذا صرح بها الشخص المتضرر, و من هذه التعريفات: - العنف المدرسي هو مساس بالنظام ومكونات المنظومة التربوية التي تتميز بقيم ومعايير اجتماعية وكذلك المساس بالكيان الشخصي للفرد. - هو المساس الجسدي أوغير الجسدي و الذي يحدث ضررا , ألما , جروحا أو خوفا أو اضطرابات ، ويؤدي إلى تعقد الجو المدرسي وإعاقة العملية التعليمية كما يكون عائقا كذلك للنمو الشخصي ويؤدي إلى الإحساس بالضعف و فقدان الأمل. **العوامل المؤدية للعنف المدرسي: منظور اقتصادي، اجتماعي، وسياسي** تشكل ظاهرة العنف المدرسي تحدياً كبيراً للمؤسسات التعليمية والمجتمعات على حد سواء. تتعدد العوامل التي تساهم في نشوء هذه الظاهرة، ويمكن تصنيفها بشكل عام إلى عوامل اقتصادية، اجتماعية، وسياسية. **العوامل الاقتصادية:** - **الفجوات الاقتصادية:** تؤدي التفاوتات الكبيرة في الدخل والفرص الاقتصادية بين الطلاب إلى الشعور بالحرمان والإحباط، مما قد يدفع بعضهم إلى اللجوء إلى العنف للتعبير عن غضبهم أو تحقيق مكاسب مادية. - **الفقر:** يعاني الطلاب من الأسر الفقيرة من ضغوط نفسية واجتماعية كبيرة، مما يجعلهم أكثر عرضة للعنف والسلوكيات العدوانية. - **التسرب المدرسي:** يرتبط التسرب المدرسي ارتباطاً وثيقاً بالعنف، حيث يشعر الطلاب الذين يواجهون صعوبات اقتصادية بأن المدرسة لا تقدم لهم فرصًا مستقبلية، مما يدفعهم إلى تركها والانخراط في أنشطة غير مرغوبة. **العوامل الاجتماعية:** - **تفكك الأسرة:** يؤثر تفكك الأسرة سلبًا على استقرار الأطفال النفسي، مما يجعلهم أكثر عرضة للعنف والسلوكيات العدوانية. - **غياب الرقابة الأسرية:** يفتقر الأطفال الذين لا يتلقون الرقابة الكافية من أسرهم إلى القدوة والحدود، مما يجعلهم أكثر عرضة للتأثر بالسلوكيات السلبية. - **تأثير الأقران:** يلعب الأقران دورًا هامًا في تشكيل سلوكيات المراهقين، وقد يدفعهم الضغط من قبل الأقران إلى الانخراط في سلوكيات عنيفة. - **التمييز:** التعرض للتمييز على أساس العرق أو الجنس أو الدين أو أي شكل آخر من أشكال التمييز يزيد من الشعور بالإحباط والغضب لدى الطلاب، مما قد يؤدي إلى سلوكيات عنيفة. **العوامل السياسية:** - **عدم الاستقرار السياسي:** يؤثر عدم الاستقرار السياسي على المجتمع ككل، ويؤدي إلى زيادة التوتر والعنف، مما ينعكس سلبًا على البيئة المدرسية. - **السياسات التعليمية:** قد تساهم السياسات التعليمية غير العادلة أو غير الفعالة في زيادة معدلات العنف المدرسي. - **غياب الحوار:** غياب الحوار بين الطلاب والمعلمين والإدارة المدرسية يؤدي إلى تراكم المشاكل وعدم القدرة على حلها بطرق سلمية. تأثيرات العنف المدرسي: العنف المدرسي يؤثر على أداء المدرسة لرسالتها التربوية والاجتماعية. العنف المدرسي يؤثر على مستقبل الأمة. المحددات الاجتماعية مثل الإحباط، والاستفزاز المباشر من الآخرين، التعرض لنماذج العنف. - المحددات البيئية مثل تلوث الهواء، وضغط المواقف، والسمات الفسيولوجية العضوية. - الهرمونات والعقاقير - الناقلات العصبية - الصفات الوراثية دوافع العنف المدرسي - دوافع العنف ترجع إلى الأسرة والمجتمع المدرسي والحالة النفسية للطالب. - الأسرة هي الوحدة الاجتماعية الأولى التي يتكون فيها الفرد. - المدرسة مؤسسة اجتماعية أساسية. - جماعة الرفاق. - جوانب ثقافية وإعلامية