شرائح مقرر الثقافة الإسلامية خريف 2024 PDF
Document Details
Uploaded by FresherBlackberryBush
2024
أ. بلقيس المرغب
Tags
Summary
هذه الشرائح تقدم عرضا لمقرر الثقافة الإسلامية لفصل الخريف 2024. تتناول الشرائح مفهوم الدين، والتدين، والعالقة بينهما.
Full Transcript
ﺨﺮﻳف قسم العقيدة والدعوة ٢٠٢٤ الثقافة اإلسالمية عروض مقرر الثقافة اإلسالمية أ.ﺑﻠﻘﯾس اﻟﻣرﻗب بسم اهلل الرمحن الرحيم الدين املفاهيم العلم الثقافة املفتاحية...
ﺨﺮﻳف قسم العقيدة والدعوة ٢٠٢٤ الثقافة اإلسالمية عروض مقرر الثقافة اإلسالمية أ.ﺑﻠﻘﯾس اﻟﻣرﻗب بسم اهلل الرمحن الرحيم الدين املفاهيم العلم الثقافة املفتاحية احلضارة (إن أكثر ما يضر بثقافتنا ويشيع البلبلة بيننا ،هو اختالط املفاهيم واضطراب الدالالت ،برتك بعض األلفاظ املهمة التي هلا رجراجة ،دون ضبط والقوة املصطلحات مائعة ّ حتديد ملدلوالتها ،ليفسرها من يشاء كما يشاء). القرضاوي ،د.يوسف :الفقه اإلسالمي بني األصالة والتجديد ،جملة املسلم املعاصر، العدد ( ،)3رجب 1395هـ ،يونيو 1975م، ص.49: مفهوم الدين الدين في اللغة :مشتق من الفعل الثالثي( :دان) ،وهو تارة يتعدى بنفسه، وتارة بالالم ،وتارة بالباء ،ويختلف المعنى باختالف ما يتعدى به. وهذه المعاني اللغوية للدين موجودة في (الدين) في المعنى االصطالحي كما سيتبين. فإذا تعدى بنفسه وإذا تعدى بالالم وإذا تعدى بالباء يكون (دان به) يكون (دانه) بمعنى اتخذه دينا ً )له دان( يكون بمعنى ملكه، وساسه ،وقهره بمعنى خضع له ،ومذهبا ً واعتاده، وتخلق به، وأطاعه. وحاسبه، واعتقده. وجازاه. الدين يف االصطالح اختلف المسلمون والغربيون في تعريف الدين اصطالحا ً ،فكل يع ّر فه حسب مشر به . بعض تعريفات الفكر الغربي للدين تعريف أكثر املسلمني للدين ّ تعريف أكثر المسلمين( :الشرع اإللهي تعريف كانط الذي ركز على الناحية األخالقية: المتلقَّى عن طريق الوحي) . مالحظات حول هذا التعريف (الدين هو المشتمل على االعتراف ويالحظ على هذا التعريف قَ الدين ُ هصر ُ على الدين السماوي فقط ،مع أن بواجباتنا كأوامر إلهية). إيوكن الذي خصصه ّ الصحيح أن كل ما يتخذه الناس تعريف رودلف ويتعبدون له يصح أن يسمى دينا ً، سواء كان صحيحاً ،أو باطالً ،بدليل بناحية التفكر والتأمل. سالَمْ غ ْي َر اإل قوله عز وجلَ [ :و َمن يَ ْبتَغ َ دينًا فَلَن يُ ْقبَ َل م ْنهُ َو ُه َو في اآلخ َرة م َن (الدين هو التجربة الصوفية التي يجاوز اإلنسان فيها متناقضات الحياة). ين] [آل عمران.]85 : ا ْل َخاسر َ ي دي ن ] عز وج َّل[ :لَ ُك ْم دينُ ُك ْم َول َ وقوله ّ هذه التعريفات نظرت إىل الدين من ّ [الكافرون ،]6 :فس َّمى هللا ما عليه وجل زاوية معينة ،وتركت أوجها وزوايا عدة. مشركو العرب من الوثنية دينا ً. أرجح التعريفات للدين أنه :اعتقاد قداسة ذات، ومجموعة السلوك الذي يدل على الخضوع لتلك الذات ً ذال وحب ًا ،رغبة ورهبة. مشول املعبود ّ يتميز حال مشول التعريف العابد العبادات باآلتي: هدف العابد التدين فطرة بشرية إن التجمعات البشرية لم تخل من دين تدين به وتضبط كثيرا ً من نواحي حياتها و فْق َ ه . صرح كثير من أهل االختصاص في علم اآلثار والبحوث االجتماعية في التجمعات البشرية" :أن الجماعات البشرية القديمة والحديثة، المتحضرة وغير المتحضرة كان لها دين تدين به". قال هنرى برجسون":لقد وجدت وتوجد جماعات إنسانية من غيرعلوم وفنون وفلسفات ،ولكن لم توجد جماعة بغير ديانة "كتاب "الدين" د /محمد دراز ص.83 الدين ظاهرة إنسانية عامة شاملة مالزمة لإلنسان حيثما وجد ،أقرت به معابد وأهرامات ودور مقدسة ،كما شهدت به بقايا ما قبل التاريخ بما حوته من نقوش ورموز وآثار ذات صبغة دينية.يمكن مراجعة مقال د.عبد القادر بخوش :مفهوم الدين بين الفكر اإلسالمي والمسيحي ،موقع إسالم أونالين ،عام .2008 فهذه الدالالت المؤكدة ،تجعل الباحث والناظر في ذلك يتساءل عن الباعث على هذا التدين ما هو؟ بل الدين له تبعات مع أن الدين ليس من ولوازم تجعل اإلنسان الماديات ،وال من فلهذا كثر في بيان في كثير من األحيان الشهوات التي تتعلق الباعث على التدين يبذل دمه من أجله بها النفوس القيل والقال، فضال عن ماله ووقته واالستنتاجات، وعواطفه ،ويتحكم والتخمينات الدين في كثير من تصرفات اإلنسان وعالقاته. آراء بعض فالسفة الغرب في بواعث التديّن ويرى ماكس مولر :أن والرأي الثالث لعالم العقل هو الباعث على التدين، االجتماع الفرنسي وذلك أن العقل ميزة اإلنسان يرى الفيلسوف دوركايم :وهو أن الحاجة عن الحيوان ،وهو باعث على اإلنجليزي جيفونس :أن اإلجتماعية هي الباعث النظر والتفكر في هذه الدافع إلى التدين الخوف على التدين ،وذلك أن المخلوقات ،واإلعجاب بها، من الطبيعة بما فيها من المجتمعات البشرية تحتاج وتعظيمها ،ومن هنا أخذ العقل برق ،ورعد ،وزالزل، إلى نظم وقوانين ويؤدي يفكر فيما وراء الطبيعة ،وأداه وبراكين ،وحيوانات عقله مع اللغة المستخدمة في كل إنسان واجبه بمراقبة الحديث عن الجمادات إلى متوحشة ،فألّه وعبد ما داخلية ،مما جعل بعض صبغها بصبغة األحياء ذوات يرى أنه أقوى وأقدر األفذاذ يتولد في أذهانهم األرواح ،مما جعله يتعبد لها على حمايته من الدين ،ويبثونه في ويتخذها إلها ً. المخلوقات التي حوله جماعتهم ،فتقبله الجماعة راجع:انظر:كتاب"الدين"د.درازص كالشمس والقمر والبحر لحاجتها لذلك؟".الدين" ،114و"هللا جل جالله"للعقاد ونحو ذلك ص.150 ص.17 هذه األقوال تدّعي أن الدين مصدره اإلنسان ،وهو أمر مردود ،إذ إن هذه البواعث المذكورة كثيرا ً ما تكون غير موجودة ،ومع ذلك يكون التدين ظاهرا ً واضحا ً يصدم دعاة اإللحاد . فالدين له أوقات يظهر بها ويتضح جليا يف حياة اإلنسان ،وهي أوقات األزمات واملخاوف التي يقع فيها اإلنسان.كما أن له أوقاتا وال يعدو ما ذكر هنا من باعث التدين أن يكون يكمن فيها وال يظهر ،وهي أوقات الرخاء والغىن ،إذ يقع اإلنسان ادّعاء وفرضا ً باطالً ،إذ إن فيها فريسة سهلة للغفلة والبعد عن الدين. الحديث عن باعث التدين يحتاج إلى سبر أغوار كما أن الباحث يجب أن يكون في حال بحثه خاليا من النفس البشرية. المؤثرات البيئية والدينية والثقافية ،وذلك من أجل أن يكون حكمه على الظواهر التي يقع عليها سليما من المؤثرات الخارجية وأنَّى للباحث أن يتخلص من ذلك. المرجع: فهذه األمور تجعل الوصول إلى باعث التدين الحقيقي من الصعوبة كتاب الدين ص-114 والعسر ما ال يتمكن منه اإلنسان. .164 تقدم الرؤية اإلسالمية :الفطرة بوصفها الباعث على التدين :اعتمادا على نصوص القرآن والسنة ،إذ اإلقرار باخلالق والعبودية له أمر فطري . ََ ْ َ ْ َ َ قال تعاىل{ :فأ ِقم وجهك َ ْ َ َّ ر ر َْ َ َ َ ْ َ َ َ ضي الله عنه ،قال ،قال عن هريرة ر اهلل التي للدين حنيفا فطرة َّ َ ِ ر َ َّ ِ َ ِ َ َ ِ َّ ِ َ َ ِ َ ْ َ َ َ ِ ْ َ من النبي صلى اهلل عليه وسلم :ما فطر الناس عليها ال تب ِديل َ َِر ْ َ َّ ر َ ر َ َ ْر الفطر ِة ،فأبواه ود إال يولد على مول ر َْ َ َ َْ ِْ ر َ ِّ َ ر َ ِّ َ ٍ ْ ر َ ِّ َ الدين القيِم اهلل ذلك ل خ لق انهِ}، انهِ أو ينصرانِ ِه ،أو َي َمجس ِ يه ود ِ َِ َ ْ َ ر َ َ َِ َّ َ ِ ْ َ َِ َّ [الروم ]30 :اآلية. اس ال يعلمون} ول ِكن أكثر الن ِ صحيح البخاري حديث رقم 1358 سورة الروم .20 ر ملزيد التوسع يراجع :د.سعود اخللف: دراسات يف األديان :اليهودية والنصرانية مكتبة أضواء السلف ،الرياض ،ط1425 ،4/هـ2004 ،م ،ص.27-26 : هناك من اعترب أن الثقافة هي مفهوم عام يعني : والبعض يرى أن الثقافة علم يبحث معرفة شيء يف: عن كل شيء .1مبادئ اإلسالم والتصورات الكلية ملفاهيمه .2املستجدات وتأصيلها إسالميا. أو األخذ من .3التحديات والقضايا املعاصرة ورد الشبهات التي أثريت حول اإلسالم كل فن واملسلمني . بطرف. التحديات املستجدات هي دراسة املوضوعات العصرية.1 ،دراسة التيارات الفكرية احلديثة.واحلركات واملذاهب باستخالص ما هو مبعثر يف املعاصرة مثل الوجودية، شتات الرتاث اإلسالمي وتقدميه والشيوعية، والعلمانية، يف حبوث مستقلة مرتابطة وغريها. متكاملة ومقارنة ،مثل: .2التحديات اجلديدة كاإلرهاب .1قضايا الرتبية يف اإلسالم. والتكفري. .2قضايا الصحة. .3رد الشبهات وذلك بدراستها .3قضايا املرأة. وتفنيدها وردها السيما فيما والوحي باملرأة يتعلق .4قضايا التنمية. والنبوة ،وغري ذلك. .5قضايا األسرة. المرجع :محمد الجوهري ( ،)2009الثقافات .6العلم واإلميان. والحضارات :إختالف النشأة والمفهوم ،القاهرة- مصر :الدار المصرية اللبنانية ،ص98 : .7النظم اإلسالمية. واملفهوم الراجح للثقافة اإلسالمية أنها :معارف كلية قيمية ،تنظم عالقة اإلنسان بالوجود ،ومتيز كل جمتمع عن غريه.املرجع :دليل مقرر الثقتفة جبامعة قطر العالقة بني الثقافة والدين والتواصل احلضاري بني األمم التواصل احلضاري بني األمم: العالقة بني الثقافة والدين إيراد أمثلة ملا استفاده الثقافة اإلسالمية تنوعت املسلمون من اليونان(حركة وتطورت يف كنف تشجيع الرتمجة) والفرس(تدوين الدين على اإلبداع الثقايف، الدواوين ،علم اإلدارة) ،ثم ما وحثه على التعارف بوصفه أفادت احلضارة اإلسالمية به اجلسر الذي تتثاقف عربه احلضارة الغربية على مدى احلضارات ويأخذ بعضها عن قرون يف جمالت العلم بعض. املختلفة. مفهوم العلم اختلفت عبارات أهل العلم في تعريفهم للعلم فنجد من ذلك: ولكن هذه التعريفات تعريف المحاسبي (تفتقر إلى توظيف تعريف ابن حزم له له بقوله( :انكشاف حقيقي للعلم في تعريف الغزالي له بقوله( :تيقّن المعلوم على ما هو أرض الواقع) بقوله( :معرفة الشيء على ما هو عليه) كتاب الثقافة الشيء على ما هو عليه) كتاب فهم القرآن اإلسالمية ،د.راحيل به) كتاب اإلحكام في ومعانيه ،تحقيق غرايبة وآخرون: كتاب إحياء علوم أصول األحكام ،دار حسين القوتلي ،دار الثقافة اإلسالمية، الدين.29/ 1 ، الحديث ،القاهرة، الكندي ،بيروت، ط2017 ،1/ 1404هـ.38/ 1 ، 1398هـ،ص: ص.188: .249 باعتباره علوم :هو منظومة المفاهيم والمعارف المترابطة وهو مجموعة التي تميز صنفا ً من مسائل وأصول كليّة العلوم. باعتباره تدور حول موضوع عملية ذهنية: معين أو ظاهرة محددة وتعالج هو اإلدراك بمنهج معين وينتهي المستند إلى إلى النظريات يعرف العلم ّ دليل. والقوانين . بعدة تعريفات بحسب العلم هو النشاط اإلنساني الذي االعتبارات العلم هو يهدف إلى زيادة المعرفة، قُدرة اإلنسان وهو عكس على السيطرة على الطبيعة. يعرف العلم الجهل. الشرعي بأنه ما أنزل هللا على النبي -صلى هللا عليه وسلّم -من الهدى والبيّنات. الخبر الصادق وسائل تحصيل العلم الحس العقل الفرق بين العلم والثقافة العلم مشاع أي غري مرتبط بهوية االستفادة القصوى يف معينة جمال العلوم من كل شعوب األرض مع التمسك خبصوصياتنا الثقافية ومحايتها من الذوبان يف ظل قطار أما الثقافة العوملة الكاسح. فهي خاصة أي مرتبطة بهوية حمددة التفريق بني العلم وأخالقيات العلم أما أخالقيات العلم فاملقصود منها: .1جمموعة املعايري والضوابط ّ املنشط حتكم التي تقدم العلمي. تعريف .2جمموعة اخلصائص التي العلم جيب أن يتصف بها العلماء. .3بنية العلم . مفهوم احلضارة ر فهي إرث ّ اإلنسان ّاملادي واملعنوي الذي خلفه يف املاضي ،والذي اعتمد عليه مسرية حياته ٌ اإلنسان إلكمال ّ هي نتاج تفاعل وتقدمه احلايل ،سواء أكانت األمة أو اجملتمع مظاهر معنوية كأسلوب بدينها وثقافتها احلياة ،واملعيشة اليومية، أدوات واملعارف ،أو ّ والعلوم، وعلومها ومواردها ٍ ووسائل مادية ربقيت أثرا البشرية لوجوده كالبنيان، والطبيعية واملسكوكات ،واألعمال اليدوية املختلفة التواصل احلضاري لمزيد التوسع: ّ ّ ياسر تاج الدين (،)2015-8-26 كل حضارة جاءت متممة للحضارة التي ر "تعريف الحضارة وأسسها في سبقتها ،وتسهم هذه احلضارات يف البناء اإلسالم"،www.alukah.net ، احلضاري اإلنساني للعامل بأكمله ،فاحلضارة ّ ا ّطلع عليه بتاريخ .2017-12-3 اإلغريقية وغريها من احلضارات القدمية ّ بتصرف. ّ متيزت بوضع أساسات البناء احلضاري، ّ عبد الحميد حسين حمودة (،)2012 وجاءت احلضارة اإلسالمية وعملت على الحضارة العربية اإلسالمية و تأثيرها ازدهار هذا البناء احلضاري ،ومن بعد العالم (الطبعة األولى) ،القاهرة -مصر: ّ املسلمني جاء األوروبيون وطوروا هذا البناء الدار الثقافية للنشر ،صفحة .10،11 احلضاري. ّ ر العالقة بني ّاحلضارة ّ والثقافة :ه ناك عد ة فروق بني مفه ومي احلضارة والثق افة حتد د طبيعة هذه العالقة بينهما منه ا : ٌ احلضارة ّ ٌ ٌ الثقافة ٌ نتيجة نهائية وأثر إرادة وتصور. ملموس. ّ ٌ ر ّ ٌ وصف مختص باألمة. وصف خيتص بالفرد. ر مختلف تظهر يف تظهر يف الفلسفات، االخرتاعات، واللغات ،واآلداب، والصناعات والعلوم، فة واآلثار العمرانية. والعلوم اإلنسانية بص ٍ عامة. أثر الدين في الحضارة تفاعل ينتج +العقل +الواقع النص الحضارة احملور األول اإلنسان وفلسفة اخللق األسئلة الوجودية الكبرى من هو اإلنسان ؟ ولماذا وجد؟ وكيف يتحقق الهدف من وجوده؟ المنزلة اإلنسان بني الرؤية اإلسالمية الغاية واملادية الطبيعة والوظيفة أهمية دراسة اإلنسان ومكانته يف معادلة احلضارة وطبيعته اإلسالمية وسط يف الثقافة ِ نظرتها إىل اإلنسان ،بني: اإلنسان في العقيدة اإلسالمية، َّ مخلوق مكلف مسؤول ،سيّد في من ألهوا اإلنسان وأضفوا الكون ولكنَّه عبد هلل ،له مشيئة عليه خصائص الربوبية واعتربوه إله نفسه وسيد محدودة ودور في الكون، مصريه وقدرة على تغيير حاله بقدر ما يغير ما بنفسه ،قال تعالى( :إ َّن ومن جعلوه أسري جربية ّللا ال يُغَيّ ُر َما بقَ ْوم َحتَّى يُغَيّ ُروا َّ َ اقتصادية أو اجتماعية أو دينية، فهو كريشة يف مهب الرياح أو َما بأَنفُسه ْم ) (الرعد)11 كدمية حيرك خيوطها اجملتمع واالقتصاد أو القدر. مكونات اإلنسان الفطرة الروح العقل النفس اجلسم مفهوم الفطرة ق ،هي الخلقة والجبل ة وهي الف طرة لغة ً :من الف َ ْ ط ر ،وهو الشَّ ُّ االبتداء واالختراع ،قال ابن منظور ( :وف َطَ َر هللا الـخـلق ي َفْطُ ُر هم : خـلقهم وبدأ َهم). َّ َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ ْ َ َ َّ َّ قال تعاىلِ (( :فطرت اللهِ ال ِتي فطر الناس عليها ال تب ِديل ِلخلقِ الله)) (الروم.)30 : التعريف األول للفطرة: التعريف الثالث للفطرة: التعريف الثاني ّ ّ العهد وامليثاق الذي أخذه اهلل على بني هي الطبع السوي واجلبلة آدم وهم يف صلب أبيهم آدم. للفطرة: املستقيمة التي خلق الناس قال تعاىل( :وإذ أخذ ربك من بني آدم عليها ،وهي السالمة والقابلية من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على اإلسالم أو التوحيد واالستعداد والتهيؤ لقبول مبعىن اإلقرار أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا احلق ،وهي اهليئة األصيلة ر أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا التي خلق عليها اإلنسان غافلني)[.سورة األعراف ]172 بوجود اخلالق. ظاهرة وباطنة. وأرجح األقوال أن الفطرة معناها: ّ ّ .1الطبع السوي واجلبلة ولهذا قال ابن عبد البر( :ويستحيل املستقيمة التي خلق في المعقول أن يكون الطفل في حين والدته يعقل كفرا ً أو إيماناً ،ألن هللا الناس عليها ،والسالمة أخرجهم في حال ال يفقهون معها والقابلية واالستعداد شيئاً ،قال هللا تعالى(:وهللا أخرجكم والتهيؤ لإلسالم، من بطون أمهاتكم ال تعلمون شيئا وليست هي اإلسالم. وجعل لكم السمع واألبصار واألفئدة)(.النحل ،)78فمن ال يعلم شيئا ً استحال منه كفر أو إيمان ،أو معرفة أو إنكار) التمهيد.59 /18، تتمثل الفطرة يف اجملتمعات السليمة بدون اتفاق وبدون إلزام قانوني ،و هي ال تتغري ولكنها قابلة للتأثر بفعل مؤثرات خارجية ،وكل ذلك َّليتحقق ال غرض من االبتالء إذ لو كانت الفطرة قوية ال تتأثر بشيء ملا حتق ق االبتال ء . املؤثرات اخلارجية التي تؤثر يف الفطرة .3الغفلة. ّ .2األبوان ومن ورائهما اجملتمع ،كما دلت على ذلك .1الشياطني وهو أقوى املؤثرات.اآلية 172من سورة األعراف. الروح األدلة قال هللا تعالى﴿:فَإ َذا َ يعرف العلماء الروح على أنها: س َّو ْيتُهُ َونَفَ ْختُ ّ جوهر اإلنسان وهي أساس تكرميه ين﴾ ساجد َ فيه م ْن ُروحي فَقَعُوا لَهُ َ (الحجر.)29 : * وهي أعظم خملوقات اهلل عز وجل، ّ وأكثرها أهمية الروح سأَلُونَ َك عَن ُّ ﴿ويَ ْ قال تعالىَ : ّ ح م ْن أ َ ْمر َربّي َو َما أُوتيت ُ ْم قُل ُّ الرو ُ وقد نسبها عز وجل له ،تعظيما * م َن ا ْلع ْلم إ َّال قَلي ًال ﴾ [اإلسراء.]85 وتبجيال. * وانفرد عز وجل بعلمها الكامل ،فال ّ تزال ماهية الروح جمهولة وال يعلمها ّ إال اهلل . يتكون اإلنسان من جانب روحي مساوي وجانب مادي أرضي. ّ ومن ثم حثت الشريعة على العناية بالروح وتغذيتها ّ بذكر اهلل وعبادته وبينت أثر ذلك على الفرد واجملتمع. ّ وأسست لضرورة التوازن بني أشواق الروح واحتياجات اجلسم. ومن ثم مل جند يف اإلسالم رهبانية وال باملقابل عبادة للجسم. مفهوم العقل يقول الغزالي :يطلق الجمهور العقل على ثالثة أوجه: الثاني :يراد به ما األول :يرجع إلى الثالث :يراد به يكتسبه اإلنسان وقار اإلنسان والخالصة أن صحة الفطرة في بالتجارب ،فيكون وهيئته ،ويكون اإلنسان فيكون حدّه أنه معان العقل :قوة حدّه أنه قوة تدرك مجتمعة في الذهن حدّه أنه هيئة محمودة لإلنسان اإلدراك، صفات األشياء من تكون مقدمات في كالمه ومناط حسنها وقبحها، تستنبط بها واختياره وحركاته وكمالها ونقصانها األغراض التكليف. والمصالح. وسكناته. ّ ّ أسست الشريعة قال تعاىل( :كذلك يبين اهلل لكم آياته اإلسالمية ألهمية لعلكم تعقلون)[سورة البقرة.]242 العناية بالعقل من خالل التعلم والتفكري قال حجة اإلسالم أبو حامد مع احلذر من أن يستقل الغزايل (ت505هـ)[ :املكتفي ّ العقل عن الشرع ،ومن أمجل مبجرد العقل عن أنوار ما قيل يف هذا الصدد عبارة الكتاب والسنة مغرور] النفس األدلة َ َ َ ْ َ ر َ ِّ َّ قوة اإلرادة واالختيار النفس: قال تعاىل ﴿ :ومن يرغب عن مل ِة واملشاعر واالنفعاالت. َ َ َ َّ َ ْ َ ّ ّ ِإبراهِيم ِإال من س ِفه وهلذا عبر عنها البعض بأنها قوة َْ َ نفسه﴾البقرة.130: تنهض باإلنسان وحتييه ،وقد جاء َ َ َ َ ْ ر َْ س ِبما كسبت لفظ النفس يف أحد معانيها يف ((كل نف ٍ ٌَ قال تعاىل: َ القرآن الكريم مبعىن العقل.وهذه هينة)) (املدثر،)38 : ر ِ ّ َ ْ َ ر ََ َْ املفاهيم للنفس تؤسس سهِ اإلنسان على نف ِ ل ِ تعاىل((ٌ َ :ب ِ َ وقال للمسؤولية الفردية الواجبة على ّ صرية)) (القيامة.)14 : ب ِ كل مكلف. أوصاف النفس وأقسامها هل النفس واحدة أم ثالث؟ وقع في كالم البعض أن البن آدم ثالثة أنفس: والتحقيق :أنها نفس أمارة نفس لوامة نفس واحدة ،ولكن بالسوء واحتجوا نفس مطمئنة هلا صفات واحتجوا بقوله تعالى: واحتجوا متعددة ،فتسمى بقوله تعالىَ { :ال أ ُ ْقسم بيَ ْوم بقوله تعالى: ُ باعتبار كل صفة سس ا ْلقيَا َمة * َو َال {إ َّن النَّ ْف َ {يَأَيَّت ُ َها النَّ ْف ُ باسم أ ُ ْقس ُم بالنَّ ْفس ارةَأل َ َّم َ ا ْل ُم ْط َمئنَّةُ} رابط المادة: http://iswy.co/e3v83 سوء} بال ُّ اللَّ َّوا َمة} التكليف والمسؤولية على كل نفس انطالقا ً من قول هللا تعالى (( :كُ ُّل نَفْس ب َم ا كَسَب َ ْ ت َره ينَة )) (المدثر.) 38 : فاإلنسان رهين عمله ،مرهون بعمله ،فإن استقام على أمر هللا فهو مطلق القيد، والتفلت ينتهي إلى القيد ،إنك إن لزمت الشرع ،ووقفت عند الحدود كنت طليقا ً يوم القيامة ،أما إن كنت طليقا ً في الدنيا ،كنت مقيدا ً يوم القيامة ،التقيد بالمنهج يؤدي إلى الحرية ،واالتفلت من منهج هللا عز وجل ،يؤدي إلى القيد ،والعبرة بالنتائج تماما ً كما لو كنت في مكان حدود هللا عز وجل سالمة منبسط تتنزه ،فإذا بلوحة لإلنسان ،الذي يتقيد كتب عليها :ممنوع ال تنظر إلى حدود هللا بمنهج هللا يهديه هللا عز التجاوز حقل ألغام ،هل عز وجل على أنها وجل سبل السالم ،أي في تحقد على من وضع هذه سالم في بيته ،في عمله، اللوحة أم تشكره؟ هل أراد قيود ،ولكن انظر مع نفسه ،مع ربه ،مع من من هذه اللوحة أن يقيد إليها على أنها حدود حوله حريتك أم أن يضمن سالمتك؟ النفس واملسؤولية الفردية قال تعاىل (:من عمل صاحلا فلنفسه) فصلت آية ،46وقال تعاىل( :ومن شكر فإمنا يشكر لنفسه) النمل آية ،40وقال تعاىل( :ومن تزكى فإمنا يتزكى لنفسه) فاطر آية ،18وقال تعاىل(:ومن جاهد فإمنا جياهد لنفسه) العنكبوت آية ،6وقال تعاىل(:فمن اهتدى فإمنا يهتدي لنفسه) ،اإلسراء آية ،15وقال تعاىل(:ومن يبخل فإمنا يبخل عن نفسه) حممد آية ،38وقال تعاىل(:فمن نكث فإمنا ينكث على نفسه) الفتح آية ،10وقال تعاىل(:ومن يكسب إمثا فإمنا يكسبه على نفسه) النساء آية ،11وقال تعاىل(:قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم حبفيظ) األنعام آية 104 من اآليات السابقة تتضح املسؤولية الفردية وحتمل نتائجها يف أوضح صورة وأقوى عبارة *جناتنا يوم القيامة أمر موكول ملسؤوليتنا وهلذا قال تعاىل( :كل نفس مبا كسبت رهينة). اجلسم البدن هو الجسد اجلسم هو :المكون الضخم ،ومنه تأتي الفرق بين المادي والوعاء كلمة البدنة الجسم الطيني للعناصر والبدن األخرى التي تشمل قال تعالى( :فَا ْليَ ْو َم يك ببَدَن َك لتَك َ ُون نُنَ ّج َ والجسد الفطرة والروح ل َم ْن َخ ْلفَ َك آيَةً) والعقل والنفس اجلسم هو ما كان فيه روح ص َطفَا ُه قال تعالى( :إ َّن َّ َ ّللا ا ْ س َطةً في علَ ْي ُك ْم َو َزا َد ُه بَ ْ َ سم) وقال تعالى: ا ْلع ْلم َوا ْلج ْ ( َوإ َذا َرأ َ ْيت َ ُه ْم ت ُ ْعجبُ َك سا ُم ُه ْم) أَجْ َ كلمة جسد أخص من اجلسم ،وقد يتم استخدام كلمة جسد يف ال لغة للداللة على جسم االنسان دون غريه وال يقال لغريه من األجس ام، ومن الشائع استخدام كلمة جسد للداللة على اجلثة أو اجلسم ب ال روح .فقد وردت كلمة جسد أربع مرات يف القرآن الكريم للداللة ع لى األجسام بال روح أو للداللة على اجلثث : س ْلنَا قَ ْبلَ َك إال ر َجاال نُوحي َ ”.2و َما أَ ْر َ سأَلُوا أَ ْه َل الذّ ْكر إ ْن كُنت ُ ْم ال إلَ ْيه ْم فَا ْ ان َ ”.1ولَقَ ْد فَتَنَّا ُ سلَ ْي َم َ سدًا ال يَأ ْ ُكلُ َ سدًا ث ُ َّم علَى ُك ْرسيّه َج َ َوأَ ْلقَ ْينَا َ ون ون َو َما َجعَ ْلنَا ُه ْم َج َ تَ ْعلَ ُم َ طعَا َم َو َما كَانُوا َخالدي َن” ال َّ اب” أَنَ َ سى م ْن َب ْعده م ْن َ “.3وات َّ َخ َذ قَ ْو ُم ُمو َ سدًا لَهُ“.4فَأ َ ْخ َر َج لَ ُه ْم عجْ ًال َج َ سدًا لَهُ ُخ َوار أَلَ ْم يَ َر ْوا أَنَّهُ ُحليّه ْم عجْ ال َج َ ُخ َوار فَقَالُوا َه َذا إلَ ُه ُك ْم َوإلَهُ سبيال ات َّ َخذُوهُ ال يُكَلّ ُم ُه ْم َوال يَهْديه ْم َ سى” ُمو َ ين”َوكَانُوا َظالم َ وبذلك نرى أنه تم استخدام كلمة جسد في القرآن للداللة على الجماد أو الميت أو الجثة والجسم بال روح أو حياة. نشاط كيف نستدل أهمية العناية بالجسم بنصوص من صحيا ً ورياضيا ً. القرآن والسنة على منهج اإلسالم يف التعامل مع خمتلف املكونات : ّ تؤكد ضرورات التوازن كثرية هي األدلة التي بني أشواق الروح واحتياجات اجلسم ،وتبي ن توازن اإلسالم يف التعامل مع املكونات املختلفة ومراعاته خلصوصية كل عنصر من العناصر منها : َ ْ َ َ َ ْ َ َ ًّ َّ َ ِّ َ َ َ ْ َ َ ًّ َْ َ ر إن ل ِر بَك َ ع ل َّي ك ح ق ا َّ،ول ِن ف س ِك ْع ل ي ك َّح ق ا، عنه َّ "َ :ر رضي اهلل َ ٍّ الفارسي ْ ر َّ م ْان َ َ ًّ َ َ ْ َ.1 قال َس ل َ َ وأل ه ل ِك ع ل ي ك ح ق ا ،ف أ ع ط ِ ك َل َ َذ ِ ي َ ْح َق رح ق ه " ،فق ال رالن ب ِي صل ى اهلل علي ه وسل م : ((ص د ق س ل م ان )) ؛ رواه الب خاري . َ َ َ ْ َ َ َّ ر ََ ْ ْ َ َ َ َ َ َ َ َّ ر َّ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ من الدنيا ۖ وأحسِن كما أحسن الله صيبك ِ خرة ۖ وال تنس ن ِ (.2وابتغِ ِفيما آتاك الله الدار اآل ِ َ ْ رْ َّ َّ َ َ ر َْ ْ َ ْ َ ََ َ ْ ْ َ َ َ حب المفسِدِين) (القصص)77 غ الفساد ِفي األرضِ ۖ ِإن الله ال ي ِِإليك ۖ وال تب ِ .3عن أنس رضي اهلل عنه قال( :جاء ثالثة رهط إىل بيوت أزواج النبي ﷺ يسألون عن عبادة النبي ﷺ فلما أخربوا كأنهم تقالوها وقالوا :أين حنن من النبي ﷺ وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.قال أحدهم :أما أنا فأصلي الليل أبدا.وقال اآلخر :وأنا أصوم الدهر أبدا وال أفطر.وقال اآلخر :وأنا أعتزل النساء فال أتزوج أبدا.فجاء رسول اهلل ﷺ إليهم ،فقال :أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما واهلل إني ألخشاكم هلل ،وأتقاكم له ،لكني أصوم وأفطر ،وأصلي وأرقد ،وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني) متفق عليه. مقصد العبادة مقصد مقصد االختالف مقاصد الخالفة الخلق مقصد مقصد االبتالء العمارة تمهيد شرح مقاصد الخلق انطالقا ً من أن قيمة كل شيء في الغاية من وجوده. المقارنة بين فلسفة اإلسالم والفلسفات األخرى في موضوع الغاية من الخلق انطالقا ً من قوله تعالى: عبَثًا َوأَنَّ ُك ْم إلَ ْينَا َال ت ُ ْر َجعُ َ ون)) ((أفَ َحس ْبت ُ ْم أَنَّ َما َخلَ ْقنَا ُك ْم َ (المؤمنون.)115 : ذكر أمثلة من خالل نماذج من الفلسفات القلق الغربية :الوجودية الوجودي والعبثية المادية واإللحاد الشيوعية مقصد العبادة ّ ّ ّ العبادة يف اللغة :اخلضوع ،والتذلل للغري لقصد تعظيمه. ّ ّ ويف االصطالح هي :اسم ملا حيبه الله ويرضاه من ّ األقوال ،واألفعال ،واألعمال الظاهرة والباطنة. ومن شروط العبادة اإلسالم والنية وتسقط عن فاقد العقل وهلذا قالوا( :إذا أخذ اهلل ما وهب ،أسقط ما أوجب) العبادةغاية الوجود اإلنساني وغاية كل وجود العبادة مبعناها العام العبادة مبعناها اخلاص تعني السير في الحياة ابتغاء هي تلك المحصورة رضوان هللا ،وفق شريعة هللا. فكل عمل يقصد به وجه هللا يع ّد بأنواع الشعائر الخاصة عبادة. التي يؤديها المؤمن. تتحول أعمال اإلنسان ونشاطاته كلها مهما حققت له من نفع هذا المفهوم يضيّق دنيوي إلى عبادة إذا قصد بها نطاقها. رضاء هللا. المفهوم الشامل للعبادة وهذا معنى قوله تعالى: إن مفهوم العبادة في وحين يصل المؤمن ا ْلج َّن َخلَ ْقتُ (( َو َما اإلسالم أعم وأشمل إلى أعلى مقامات نس إ َّال ل َي ْعبُدُون))َو ْاإل َ مما يعتقده كثير من العبودية هلل حينها (الذاريات )56 :أي أن الناس ،حين يتحرر من عبوديةّ المقصد األوضح في يحصرونها في مجرد من سواه. القرآن من الخلق هو الصالة والزكاة عبودية هللا وحده. والصيام والحج فقط، للعبادات أثر كبير على النفس ولكن هذا ال ينفي ولكن العبادة التي خلقنا وتزكيتها ،فهي وجود مقاصد أخرى هللا من أجلها هي تنبهه إلى مراقبة هللا ولكن في اآلية نفي تعظيم هللا عز وجل -تعالى -له ،واطالعه لوجود معبود يستحق والخضوع والتذلل له عليه ،كما تذكّره العبادة غير هللا تعالى وإفراده بالطاعة بارتباطه الدائم به، كما جاء في تفسير المطلقة. وحاجته المل ّحة إليه. التحرير والتنوير البن عاشور. خالصة مهمة ملقصد العبادة مقصد اخلالفة إنّ قصة خلق آدم عليه السالم تتضمن التصريح بالخالفة باعتبارها مقصداّ رئيساّ مستقالّ في السياق القرآني. ضّاع ّل ِفي اْلَر ِ ك ِللم َال ِئ َّك ِّة ِإ ِني ج ِ َ َرُّب َّ َ الّ الوقوف على قول هللا تعالىَ (( :وِإذّ َق َ ح ِب َحم ِد َّ ك ن ُن َسِّب ُّ اء َوَنح ُّ ك ِ الد َم َّ َّوَيس ِف ُّ يها َ َخ ِلي َفةّ َقاُلوا أَ َتجع ّل ِفيها من يف ِسُّد ِ ف َُ َ َ ُ الّ ِإ ِني أَعَل ُّم َما َّل َتعَل ُمو َّ ن)) (البقرة )30 :فاإلنسان إنما خلق ق َ ّ ۖ ّ ك ل َ س ّ وُنَق ِ د َ َ ُ َ للخالفة في اْلرض خالفة تشريف كما يدل عليه السياق ،وأوضح ابن ن خليفة لمخلوقات وجدت قبله عاشور أن اآلية ل تدل أن اإلنسان ُجعل ليكو ّ في هذا الكونّ. عناصر املوضوع: اإلشكالية :كيف يحقق اإلنسان من خالل االستخالف عبادة اهلل تعالى؟ قال تعاىل " :وأحسن كما أحسن اهلل إليك" .1مدخل مفاهيمي لالستخالف ـ مفهوم االستخالف ـ طبيعته ـ مقوماته ـ أهدافه ـ ضوابطه .2كيفية تحقيق االستخالف .3قيم االستخالف 1ـ ﻣﻔﻬﻭﻡ ﺍﻻﺳﺗﺧﻼﻑ لغة: 1ـ مدخل مفاهيمي لالستخالف مفهوم االستخالف لغة: يقول الراغب األصفهاني( :الخالفة النيابة عن الغير إما لغيبة المنوب عنه...وإما لتشريف المستخلف). ( المفردات في غريب القران ،ص ( 156. ـ وتأتي مبعىن التعاقب والتداول مفهوم االستخالف اصطالحا الخالفةّهيّتكليف لإلنسانّوﺇﻧﺎﺑتهّﻋﻥ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺗﻭﻛﻳﻠﻪ وتف ّويضهّ بإدارةّاْلرضّوفقّمنهجّهللاّتعالى. ن" :اإلنسانّرئيسّبطبعهّبمقتضىّالستخالف ومنّثمّيقولّابنّخلدو ّ الذيّخلقّله" المقدمةّص.117:ومنّثمّفالمخلوقاتّذاتّالطبيعةّ الواحدةّإماّروحانيةّأوّماديةّلّيمكنهاّتحملّمهامّالستخالف فيّ اْلرض. مقتضيات االستخالف :يقتضي:تكليف وهداية وتسخري التكليف بالخالفةّيحتاجّهداية فيّضوءّقولّهللاّتعالىُ (( :قلَناّ ّخوفّ ال َ ايّ َف َّ د َ ّه ع ِ ب نّت َ م ف َ ىّ د يّه ِ ّ ن ِ مّم ك ُ َّ ن ي ِ ت أ اّي م َّ إِفَ اّ يع مِ اّج ه ن ِ اّم وطُ اه ِ ب َ ُ َ َ ُ َ َ َ َ ن)) (البقرة.)38 : ّيح َزُنو َّ ّهم َ ّوَل ُ َعَلي ِهم َ وأنّالتكليفّبالخالفةّيحتاجّتسخير مواردّالكونّلإلنسانّفيّضوءّ ضّج ِميع ِ اّمنّ ُهّ ِ َريّاْل اتّوّم ِ اّف يّالسماو ِ َّ مّم ِ اّف َّ ك ُ ل َ ّ ر خوس َّ (( :قولهّتعالى َ َ َ َ َ َ َ ن)) (الجاثية.)14 : ّيت َف َّكرو َّ وم ق ِ ّل يات ٍ آل ك ّ ِ ل ّفيّ ََٰ ذ ِ ِإ َّن ٍ َ َ َ َ طبيعة االستخالف: يكون االستخالف: ـ بتفويض من اهلل تعالى لإلنسان. ـ بالوكالة ال باألصالة. مقومات االستخالف اهلل المستخلف الكون اإلنسان المستخلَف فيه المستخلَف أهداف االستخالف: من أهم أهداف االستخالف: ـ تعمري الكون. ـ إصالح األرض. ـ احلفاظ على أعراض الناس. ـ حتقيق قيم العدل يف األرض. ضوابط االستخالف: أهم هذه الضوابط: ـ اتباع أوامر اهلل تعاىل وأحكامه. ـ حتقيق األخالق والقيم بني الناس. -2كيفية تحقيق االستخالف أ -الوحي اإلهلي إرسال اهلل لألنبياء و الرسل صلوات ربي وسالمه عليهم: هلداية الناس. لتحريرهم من اسرتقاق هوى النفس. إلرشادهم إىل املنهج اإلهلي مبا فيه من األوامر والنواهي والتوجيهات اخلاصة. أمام عجز العقل البشري بمفرده عن ادراك الغاية من الوجود وتحقيق ما به صالح دينه ودنياه. مثل االسالم خاتمة الرساالت االسالمية وأتى بشريعة شاملة لكل مجاالت الحياة مستجيبة لمتطلبات كل زمان ومكان. على األنسان تعقّل ما جاء فيها وفهمها تحقيقا للمصلحة وللهدف من استخالفه. ب ـ الكون المسخر : ـ ﺍﻟﻛﻭﻥ ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ أ ﻧﻅﻣﺔ ﻭﻗﻭﺍﻧﻳﻥ ﺩﻗﻳﻘﺔ ﻭﺛﺎﺑﺗﺔ ﻭﻳﺳﻳﺭ ﻭﻓ ﻖ ﻧﻅﺎﻡ ﻣﺣﻛﻡ ﻻ ﻳﺿﻁﺭﺏ ﻭﻻ ﻳﻣﻳﺩ ﺗﺗﺣﻛﻡ ﻓﻳﻪ ﻣﺷﻳﺋﺔ إ ﻟﻬﻳﺔ ﻧﺎﻓﺫﺓ . ـ ا ﷲ ﻭﺣﺩﻩ ﻭﺭﺍ ء ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﺳﻳﻳﺭ ﻭﺍﻟﺩﻗﺔ ﻭﺍﻟﻧﻅﺎﻡ . ـ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﻭﺍﻻﻧﺳﺟﺎﻡ ﺑﻳﻥ ﻋﻧﺎﺻﺭ ﺍﻟﻛﻭﻥ أ ﻭﺟﺩﻩ ا ﷲ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺧﻠﻘﻪ ﻟﺗﻳﺳﻳﺭ ﺍﻟﺣﻳﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻛﻭﻥ . ﺃﻣﺛﻠﺔ : ـّ ﺩﻭﺭﺍﻥ ﺍ ْل ﺭﺽ ﺣﻭﻝ ﻧﻔﺳﻬﺎ . ـّ ﺗﻌﺎﻗﺏ ﺍﻟﻔﺻﻭﻝ ـّ ﺍﻣﺗﺩﺍﺩ ﺍﻟﺑﺣﺎﺭ ﻭﺍﻟﻣﺣﻳﻁﺎﺕ . ـّ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺳﻣﺎﻭﺍﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﻋﻣﺩﺓ .. ـّ ﺍﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﺷﻣﺱ ﻭﺍ ْل ﺭﺽ مسافةّدقيقة ﻟﺣﻣﺎﻳﺔ ﺍﻟﺧﻠ ﻖ ﻣﻥ ﺍﻟﻬﻼﻙ فلوّ اقتربتّقليال ّلحترقتّاْلرضّبكلّماّفيهاّولوّابتعدتّقليالّلتجمدتّ اْلرضّب كلّماّفيها . ـّ ﺍﻟﻛﻭﻥ ﻗﺎﺑﻝ ﻟﻠﻔﻬﻡ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻓﻬﻭ ﻣﺧﻠﻭﻕ مسخرّ ﻟﻺﻧﺳﺎﻥ ﻟﻳﺳﺗﺛﻣﺭﻩ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﻣﻥ ﺧﻼﻝ : أ -الكتشافّالمعرفي ب -ﺍﻻﻧﺗﻔﺎﻉ المادي بخي راته ج -الستلهامّالجمالي اك بِ َه ا َو ُك لُ وا ِم نّ ِرزقِ ِهّ ۖۖ ّ ضّ َذ لُ ولّ َف ام ُش وا فِ ي م َن ِ َ َ َر اْل ّ م ك ُ ََ ُل َ ّ ل ع ج َ ي ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ه و ّالَّ ِ ذ َُ ورّ " ":ﺍﻟﻣﻠﻙ 15 َوإِ َل ي ِه ُّ ّالن ُش ُ ـّ الستثمارّالمعرفيّللكو ن ّبوصفه ﻛﺗﺎﺑﺎ ﻣﻔﺗﻭﺣﺎ ﻳﻘﺭﺃﻩ ﺍﻟﻌﺎﻣﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻛﻝ ﺑﻁﺭﻳﻘﺗﻪ . ـّ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺳﺎﻥ ﺍﺳﺗﻛﺷﺎﻑ ﺃﺳﺭﺍﺭ ﺍﻟﻛﻭﻥ ﻭﺣﻘﺎﺋﻘﻪ ﻗﺻﺩ ﺍﺳﺗﺛﻣﺎﺭﻫﺎ ﻭﺗﻭﻅﻳﻔﻬﺎ ﺗﺣﻘﻳﻘﺎ ﻟﻼﺳﺗﺧﻼﻑ . ّ ج :االنسان املكر م : ـّ ﻳﻣﻠﻙ ﺍﻻﻧﺳﺎﻥ ﺟﻣﻠﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺅﻫﻼﺕ ﺍﻟﺫﺍﺗﻳﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣﻥ ﺗﺣﻘﻳ ﻖ ﺍﻻﺳﺗﺧﻼﻑ ﻭﻫﻲ ﺟﻣﻠﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﻭﺍﻟﻁﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺑﺩﻧﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻳﺔ ﻭﺍﻟﻧﻔﺳﻳﺔ ﻭﺍﻟﺭﻭﺣﻳﺔ ﻣﻥ ﺑﻳﻧﻬﺎ : * ﺗﺳﻭﻳﺔ ﺍﻟﺧﻠ ﻖ . * ﺍﻟﻘﻠﺏ :ﺟﻣﻠﺔ ﺍﻟﻣﺷﺎﻋﺭ ﻭﺍ ﻷ ﺣﺎﺳﻳﺱ . * ﺍﻟﺣﻭﺍﺱ . * ﺍﻟﻌﻘﻝ ﻭﺍﻟﻔﻛﺭ . * ﺍﻻﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺣﺭﺓ . 3ـ قيم االستخالف: أ -قيمة العبادة : ـّ ﻫﻲ ﺍﻟﺣﻛﻣﺔ ﺍ ﻷ ﺻﻠﻳﺔ ﻣﻥ ﺧﻠﻖ ﺍ ﻻ ﻧﺳﺎﻥ. ـّ ﻻﺗﻘﺗﺻﺭ ﺍﻟﻌﺑﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍءّ ﺍﻟﻔﺭﺍﺋﺽ ﻣﻥ ﺻﻼﺓ ﻭﺻﻳﺎﻡ ....ﻭﻻ ﺗﻌﻧﻲ ﺍ ﻻ ﻧﻘﻁﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻣﻝ ـّ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻋﺑﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻌﻣﻝ ﻋﺑﺎﺩﺓ ﻭﻋﻣﺎﺭﺓ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﺑﺎﺩﺓ ـّﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺗﺣ ّ ﻣﻝ ﻣﺳﺅﻭﻟﻳﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﻳﻖ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻌﻧﻰ . سّ إِ َّلّ ل َيع ُب ُد و ِنّ " َ ن ِ اإلوَ َّّ ن ِ ج ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ َ " :و َم ا َخ َل ق ُتّ ال ( ﺍﻟﺫﺍﺭﻳﺎﺕ ( 56 ب ـ قيمة العلم: ـّﺣﺙ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻧﻅﺭ ﻭﺍﻟﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻛﻭﻥ ﻷﻥ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺗﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻳﻣﺎﻥ ﺑﻌﻅﻣﺔ ﺍﻟﺧﺎﻟﻖ ﻭﻓﻲ ﻅﻝ ﺍﺳﺗﺷﻌﺎﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻅﻣﺔ ﻳﻘﺑﻝ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺯﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻭﺍﻟﺗﻌﻣﻖ ﺗﺣﻘﻳﻘﺎ ﻟﻌﺑﻭﺩﻳﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ. ج ـ قيمة العمل : ـّ ﺍﺳﺗﺧﻠﻑ ﷲ ﺍﻟﺑﺷﺭ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﺭﺿﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﻪ ﻟﻳﻘﻳﻡ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺳﻧﻥ ّ، ﻭ ﻳُﻅﻬﺭ ﺍﻟﻌﺟﺎﺋﺏ ﻭﺍﻷﺳﺭﺍﺭ ﻭﺍﻟﺑﺩﺍﺋﻊ . ـّ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﻣﻁﺎﻟﺏ ﺑﺎﻟﺳﻌﻲ ﺍﻟ ّ ﺩﺍﺋﻡ ﻭﺍﻟﻛﺩﺡ ﺍﻟﻣﺗﻭﺍﺻﻝ ﺗﺣﻘﻳﻘﺎ ﻟﻠﻌﻣﺭﺍﻥ ﻭﻟﻛﻝ ﺧﻳﺭ ﻣﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﻣﻌﻧﻭﻱ ﻓﻳﻬﺎ . ّم نّ إََِٰل ٍهّ َ غ ي ُرهُّ " ّللاّ م اّ َل ُك م ِ َ َ َّ وا د ُ ب ُ اع ّ ِ م و ق َ ا ي َ َ ّ ال ق ا ح ودّ أَ َخ اهُمّ ص الِ َ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ َ " :وإِ َل َٰىّ ثَ ُم َ وب وا إِلَ ي ِه ُّ ت ُ ّ م َّ ث ُ ّوه ُ ُ ر ضّ واس تَ ع م ر ُك مّ فِ يه ا َف اس تَغ فِ َ ََ َ ِ َر اْل ّ نَ َك مّ ِ م وقالّتعالى " :ه َوّ أَن َش أ ُ إِنَّّ َربِي قَ ِريبّ ُم ِج يبّ " ﻫﻭﺩ 61 : ـّ ﺗﺳﻬﻡ ﺟﻣﻠﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻘﻳﻡ ﻓﻲ ﺗﺣﻘ ﻖ ﻋﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﻛﻭﻥ ﻣﻧﻬﺎ ﻗﻳﻡ ﺍﻟﻌﺩﻝ ﻭﺍﻟﺗﻛﺎﻓﻝ ﻭﺍﻟﺗﺿﺎﻣﻥ ﻭﺍﻟﻣﻭﺍﺳﺎﺓ ﻋﺑﺭ ﺍ إل ﻧﻔﺎﻕ . ـّ ﺿﻣﺎﻥ ﺣﻘﻭﻕ ﺍﻟﻧﺎﺱ ﻭﺗﺭﺍﺣﻣﻬﻡ .ـّ ﺍﺳﺗﻘﺭﺍﺭ المجتمعات ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻟﻌﻣﺭﺍﻥ . المنهج السليم في التعامل مع الكون المسخر ّ فضل اإلسالم على البشرية عظيم حني فالكون كتاب هللا ّ وهكذا ينظر المسلم إلى ما حوله جاء حبقائق تبين أن الكون يف خدمتها ّ المنظور الذي وتعرف ُّ نظرة صداقة ومودة وهذا ما أتاح للعلماء أن يتعرفوا على تتناغم آياته مع وأنس (سيد قطب :في ظالل سنن الكون ويستخرجوا خرياته، كتاب هللا القرآن ،)25 /1 ،فال يرى في فالعالقة بالكون عالقة استكشاف معريف ّ المسطور وهو الكون إل ًها يُرجى ويُخشى – كما وانتفاع مادي واستلهام مجايل. في بعض الديانات -كما ال يراه ّ القرآن الكريم عدوا يحتاج أن يُقهره كما يُعَبّر ً فهذا الكون مسخر ومذلل لإلنسان لتأخذ بيد الغربيون عادة عن “قهر وهلذا عالقة اإلنسان بالكون والكائنات اإلنسان إلى الطبيعة” (د.يوسف عالقة مودة ال عالقة ندية وصدام ،بشرط القرضاوي :رعاية البيئة في مراعاة السنن والنواميس الكونية ال اإليمان باهلل شريعة اإلسالم ص.).34 مصادمتها. تعالى. عالقة مفهوم االستخالف بنظرة اإلسالم للملكية من حيث الكسب واالنتفاع واإلنفاق والتصرف. ليس من أهداف االستخالف في ديننا تعميم الفقر على الناس بل تحقيق الرفاه اإلنساني والوصول إلى أعلى مستويات السعادة واالستقرار ،قال تعالى( :قل من حرم زينة هللا التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)األعراف .32 ويرى أنه ال غنى عن الملكية العامة التي تعود كما يرى اإلسالم إباحة بالنفع المشترك على مجموع الملكية الفردية فذلك من وفي الوقت نفسه أمر أفراد المجتمع. االستجابة للفطرة ،وهي أصحاب المال أن يتعبدوا هللا وسيلة فاعلة لتنمية المال المرجع :غرايبة رحيل باإلنفاق سرا ً وعالنية، وزيادة اإلنتاج وتشجيع وآخرون :الثقافة اإلسالمية، وتسخير المال في وجوه البر التنافس المشروع بين دار أسامة للنشر والتوزيع، والطاعة. األفراد لتحقيق نتائج عمان ،األردن ،ط،1/ إيجابية. ،2017ص.141 : حفظ البيئة :كلية من الكليات علّم االسالم أتباعه التعامل مع الكون برفق للمحافظة على التوازن بين بقائه إلى ما شاء هللا ويقول صلى هللا عليه وسلم " :أحد جبل يحبّنا وبين إشباع حاجات الخالئق كلّها ،لذلك ينبغي ونحبّه " -حديث رواه البخاري ومسلم. صوغ منظومة معرفيّة وسلوكيّة قوامها صيانة والتلوث والتبديد باإلسراف. ّ ثالثيّة للكون من التلف بينما مارست الحضارة الغربية االستغالل الفاحش لثروات الكون سس اإلسالم لفكرة أن الكون فأ ّ األرضيّة والجوفيّة والجويّة صديق لإلنسان البيئي بشكل ينذر ّ فاخت ّل التوازن بالوبال على البشرية كلّها. لمزيد التوسع يمكن الرجوع إلى قال تعالى " :ولقد آتينا داود منا مقال متميز لألستاذ عبد العزيز كحيل :منهجية التعامل مع أوبي معه فضالً يا جبال ّ والطيروألنّا له الحديد" -سورة الكون ،بتاريخ 24-08-2010 : سبأ .10 الساعة .17:32:21 : مقصد العمارة استخلف هللا اإلنسان في هذا الكون ليقوم بإعماره على الوجه األكمل الذي يحقق به مرضاة ربه العالقة بين مفهوم العمارة والخالفــة. وخدمة بني جنسه وخدمة الكون من حوله وإن كانت عمارة األرض قد تتحقق من المسلم وغير المسلم وأن العبرة باألخذ باألسباب. وعندما عرض القرآن قصة بدء الخليقة والنشأة األولى أشار – في سياق ذلك – إلى أن أكبر مهدد الستمرار الحياة الطبيعية على هذا الكوكب الوليد إنما يأتي من سفك الدماء واإلفساد في األرض؛ ر َ َ ْ ََ ر ْ َ ْ َ ْ يقول سبحانه وتعالىَ { :وإ ْذ قَا َل َربُّكَ ل ْل َم َالئكَة إنّي َجاعل في ْاأل َ ْرض َخليفَةً قَالُوا أ َتَجْ عَ ُل في َها َم ْن يُ ْفس ُد من األرضِ تعاىل{ْ :هو َ أنشأكم ِ قال َ ْ َ ْ َ َ ر سفكُ ال ّد َما َء} [البقرة.]30 : في َها َويَ ْ واستعمركم ِفيها } [هود ،]61 :وقال َّ الرسول صلى اهلل عليه وسلمِ ( :إن ْ َ ر ْ َ ٌ َ َ ٌ َ َّ َّ َ الدنيا حلوة خضرة ،وإن الله َ ِ َ َ ْ ِر ر َ ْ َ ر ْ َ ْ ر ر ْ مستخلِفكم ِفيها ،فينظر كيف فاإلفساد -الذي هو ضد اإلعمار – أكبر خطر يتهدد الحياة ،وهو البند األول من المهددات التي َ ْ َر َ استشعرها المالئكة الكرام أثناء الحوار عن تعملون) (رواه مسلم) ،وذلك لبيان أن األرض وخليفتها ،ومن ثم فقد حذر المولى تعالى العمارة مقصد مستقل. أشد تحذير من هذه الماحقة المدمرة؛ قال تعالى: ب ا ْل ُم ْفسد َ ين} [المائدة،]64 : ّللاُ َال يُح ُّ { َو َّ الفروق بني مقصد اخلالفة ومقصد العمارة .1العمارة مرتبطة بالخالفة ولكنهما ليسا مترادفين فكل منهما مقصد مستقل. .2مقصد الخالفة أسمى من مقصد العمارة ،وأشمل وأعظم. .3العمارة قد تتحقق من المسلم ومن غير المسلم فالعبرة فيها باتخاذ األسباب. .4تبقى العمارة معرضة للخراب والدمار عند مخالفة األوامر اإللهية وعدم القيام بمقتضيات الخالفة. يراجع لمزيد االستفادة :المصلح ،د.محمد أبو بكر :مقاصد الخلق الخمسة وجوهر التربية األصيل :دراسة في ضوء القرآن الكريم ،بحث منشور بمجلة كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية ،بجامعة قطر ،المجلد ،38العدد 1442 ،2هـ2021 ،م ،ص.193-187 : مقصد االبتالء معنى االبتالء :ابتاله بمعنى :جربه وعرفه واختبره وامتحنه«.والبالء من هللا يكون خيرا ً وشراً ،سيئا وحسنا ً :يقول سبحانه: { َونَ ْبلُوكُم بالش َّّر َوا ْل َخ ْير فتْنَةً َوإلَ ْينَا ت ُ ْر َجعُ َ ون}(األنبياء َ { )35 :وبَلَ ْونَا ُه ْم ون}(األعراف )168 : سيّئَات لَعَلَّ ُه ْم يَ ْرجعُ َ سنَات َوال َّ با ْل َح َ – 2االبتالء بنعمة التسخير :ألن – 1االبتالء باآليات الدالة على ولكن هناك فرق بين االبتالء تسخير الكون وما فيه ،ومن فيه القدري واالبتالء التكليفي من حيث الصانع:إن اختالف اآليات دليل لإلنسان ليس نعمة وخيرا في على الصانع ،ولما وهب هللا إن األول يكون بالخير والشر وهو ذاته ،وإنما هو بالء لإلنسان لإلنسان حواس اإلدراك خارج إرادة اإلنسان ،والثاني يكون أيهتدي أم يضل؟ أيحسن باألمر و?