نهائى علم النفس الأسرى ساعات معتمدة 2025 PDF
Document Details
Uploaded by PreeminentGlacier3439
كلية البنات جامعة عين شمس
2025
د.هبة سرى
Tags
Summary
هذا المقرر "علم النفس الأسري" لمستوى البكالوريوس في علم النفس التربوي ( نظام الساعات المعتمدة)، للعام الجامعي 2025/2024. يهدف المقرر إلى إلمام الطالبات بالمعارف والمعلومات الأساسية في علم النفس الأسري وخصائص الأسرة، والعوامل المؤثرة في حياة الأسرة، ومهارات حل المشكلات الأسرية.
Full Transcript
مقرر علم النفس األسرى للفرقة األوىل علم النفس الرتبوى ( نظام الساعات املعتمدة ) مادة علمية جممعة من عدة مراجع فى علم النفس األسرى إعداد وتنسيق د.هبة سرى مدرس بقسم علم النفس كلية البنات جامعة عني مشس...
مقرر علم النفس األسرى للفرقة األوىل علم النفس الرتبوى ( نظام الساعات املعتمدة ) مادة علمية جممعة من عدة مراجع فى علم النفس األسرى إعداد وتنسيق د.هبة سرى مدرس بقسم علم النفس كلية البنات جامعة عني مشس العام اجلامعي 2025 / 2024 1 توصيف املقرر -1بيانات المقرر: الفرقة :األولى الفصل :األول اسم المقرر :علم النفس األسرى الرمز الكودي: الشعبة :علم EPSY113 النفس (التربوى ) نظام الساعات المعتمدة 3 نظري عدد الساعات الدراسية)3( : التخصص :علم النفس تط /عم يهدف هذا المقرر إلى: -2هدف المقرر: .1إلمام الطالبة بالمعارف والمعلومات األساسية بعلم النفس األسرى، وتعريفه وأهدافه وأهميته. .2تميز الطالبة المفاهيم المرتبطة بمجال علم النفس األسرى. .3اكتساب الطالبة معارف ومهارات عن األسرة والعالقات األسرية. المستخدمة في مجال علم ق .4إلمام الطالبة بطر جمع البيانات والمناهج ُ النفس األسري. .5تعريف الطالبة بمفهوم األسرة ،ووظائفها. .6تنمية وعي الطالبة بخصائص األسرة وديناميتها. .7وعي الطالبة بالعوامل التي تؤدى لتغيير نسق الحياة الزوجية واألسرية. .8تعرف الطالبة على أساليب المعاملة الوالدية الخاطئة وااليجابية 2 .9تميز الطالبة أهم المشكالت التى تواجه األسرة وأساليب مواجهتها. .10اكتساب الطالبة أهم المهارات الالزمة لألخصائي النفسي ودوره الفعال المساعدة في التعامل َّ ى في المجال األسر ،ومهامه في الوقاية و ُ مع المشكالت األزمات والخالفات األسرية. .11اكتساب الطالبة أهم المعارف حول األساليب العملية لإلرشاد في التعامل مع المواقف الحياتية التي تواجه األسرة. .12اكتساب الطالبة اتجاهات ايجابية نحو األسرة والعالقات األسرية. .13اكتساب الطالبة لمهارات تحسين االتصال داخل األسرة. -3المستهدف من تدريس المقرر :بانتهاء هذا المقرر ُيتوقع أن تكون الدارسة قادرة على أن: أ.1.تتعرف الطالبة على مفهوم علم النفس األسرى؛ نشأته وتطوره. أ.المعلومات والمفاهيم: أ.2.تذكر التصنيفات المختلفة لألسر. أُ.3.تعدد أهداف علم النفس األسرى. أ.4.تحدد أهمية علم النفس األسرى. أ.5.تحدد مفهوم الزواج والعوامل المؤثرة في اختيار الشريك والدور المنوط بكل طرف. أُ.6.تحدد مناهج دراسة األسر في علم النفس األسري وطرق البحث فيه. أ.7.تصف النظريات المفسرة للزواج ولألسرة وعالقاتها. المرتبطة بهذا المجال مثل (األسرة، أُ.8.تميز بين عديد من المصطلحات ُ منظومه األسرة ،بنية األسرة ،نمط األسرة والتنشئة األسرية). أُ.9.تعين مقومات التفاعل األسري أ.10.تتعرف على أساليب المعاملة الوالدية الخاطئة أ.11.تحدد أساليب الوقاية من األخطاء التربوية أ.12.تعرف التربية االيجابية والمبادئ التى تستند اليها أُ.13.ت َف ِّصل المشكالت التي ُيعاني منها األبناء داخل شبكة العالقات األسرية . 3 أُ.14.تحدد أهم األسباب المؤدية إلى الخالفات واألزمات األسرية أ..15.تحدد مفهوم التفكك األسرى وأنواعه وأسبابه واآلثار المترتبة عليه وطرق الوقاية منه أو مواجهته والتغلب عليه. أ.16.تصف األسرة المضطربة والمولدة للمرض. المضطربة. ق أُ.17.تحدد البرامج المختلفة وطر الرعاية النفسية لألسرة ُ أ.18.تتعرف على مفهوم التماسك األسرى أ.19.تحدد المخاطر التى تواجه التماسك األسرى أ.20.تحدد مفهوم التوافق الزواجى واألسرى وما يؤثر فيه من متغيرات أ.21.تصف خصائص األسرة الفعالة. أ.22.تسترجع مهارات االتصال الفعال داخل األسرة أ.23.تعرف الحوار األسرى والمبادئ األساسية له وايجابياته ومعوقاته. أُ.24.تحدد أهم المهارات الالزمة لألخصائي النفسي في المؤسسات األسرية. أُ.25.ت َع ِّرف دور األخصائي النفسي في المؤسسات األسرية. أ.26.تتعرف على مفهوم برامج توعية وتدريب الوالدين ،وأساليب الرعاية الفعالة. الوالدية َّ المساعدة في المجال األسري. أ.27.تذكر ُسبل الوقاية و ُ أ.28.تسترجع عدد من التفاعالت األسرية عبر المواقف الحياتية. أ.29.تحدد مدى اقتراب األسرة من مفهوم الصحة النفسية في ضوء كيفية مواجهتهم للمشكالت واألزمات أ.30.تتعرف على مقومات برامج تمكين األسرة أ.31.تميز مفاهيم علم النفس االيجابى ومهاراته في مجال علم النفس األسرى والتفاهم الزواجى وحل المشكالت األسرية. المبكر عن المشكالت األسرية. بُ.1.توظف ما تعلمته في الكشف ُ ب.المهارات المهنية لمساعدة احدى األسر. بُ.2.تخطط برنامج إرشادي ُ الخاصة بالمقرر: ومساعدتهم بُ.3.تصمم خطة واضحة لتنمية سلوكيات أبناء احدى األسرُ ، على حل مشكالتها . 4 ب.4.تبحث في األسباب المؤدية للخالفات النفسية التي تؤدى إلى انحراف األبناء. بُ.5.تطبق بعض االختبارات الخاصة بتشخيص بعض حاالت األبناء المعرضة للمشكالت النفسية. ُ ب.6.تستخدم ما تعلمته في توعية المحيط المجتمعي القريب منها عن أهمية الفعالة وتأثيراتها على الشخصية. أساليب المعاملة الوالدية َّ الفعالة. ب.7.تتحدث في حمالت التوعية الخاصة بأساليب الرعاية الوالدية َّ ب.8.تخطط لتنمية وعى أفراد األسرة بأسباب الخالفات /المشكالت وأساليب المواجهة والحل /الوقاية. ب.9.تصمم برنامج وقائي /عالجى لمساعدة األسر على حياة أفضل. ب.10.توظف مهارات االتصال بكفاءة فى نطاق أسرتها. ب.11.توظف ما تعلمته فى توجيه وارشاد المقدمين على الزواج وتكوين األسر. ب.12.تتذوق دور علم النفس فى الحياة األسرية. ج.المهارات الذهنية :جُ.1.تلخص الطالبة المسارات التي مر بها االهتمام بعلم النفس األسري جُ.2.تفسر الطالبة التفاعالت األسرية في ضوء النظريات العلمية. جُ..3.تفسر أسباب األزمات والمشكالت األسرية. للمساعدة في التعامل المقدمة ُ جُ.4.تناقش الطالبة أنواع البرامج اإلرشادية ُ مع المشكالت واألزمات والخالفات األسرية. 5 المساعدة في المجال األسري. جُ.5.تلخص أهم ُسبل ُ جُ.6.تناقش الطالبة ردود فعل األبناء تجاه األساليب الوالدية. ج.7.تستنتج أهم المشكالت التي ُيعاني منها األبناء داخل شبكة العالقات األسرية. جُ.8.تقارن الطالبة بين أنواع األسر المختلفة. الفعال مع المساعدة التي ُيمكن أن تقدم للتعامل َّ جُ.9.تناقش الطالبة كيفية ُ الخالفات األسرية. المتبعة. ج ُ 10.ن .تقار بين خصائص األسر على حسب األساليب الوالدية ُ المساعدة للوالدين عبر المواقف جُ.11.تلخص أهم األساليب والمهارات ُ التفاعلية. المساعدة في تعديل سلوك أفراد األسرة وتطوير ِّ جَ.12.تقوم أهم البرامج ُ مهاراتهم. جُ.13.تقوم مدى تطور رؤيتها للمشكالت األسرية وكفاءتها في المساعدة. ج.14.تحلل أسباب المشكالت واألزمات التى تواجه األسر ج.15.تناقش األسر في ما يقدمونه من حلول لمشكالتهم. ج.16.تناقش األسر في أهمية مهارات االتصال الفعال والحوار البناء ج.17.تقارن بين التوجهات النظرية األساسية لإلرشاد والعالج األسرى ج.18.تستنتج المشكالت التى تواجه األبناء بعد التعرف على أساليب 6 المعاملة الوالدية السائدة. ج.19.تستنتج مستوى الصحة النفسية ألفراد األسرة من تحديد أسلوب مواجهتهم للمشكالت ومدى توظيفهم للمهارات. ج.20.تق أر في موضوعات متجددة ذات صلة بالمجال وتحدياته. ج.21.تترجم المفاهيم األساسية في المجال. دُ.1.ت َف ِّعل دورها كأخصائية نفسية في توجيه الوالدين بكيفية رعاية أبنائهم. د.المهارات العامة: د.2.تستثمر التعلم الذاتي والنمو من خالل البحث عن مصادر المعلومات والتدريب المستمر. د.3.تتواصل من خالل النقد البناء لما يتم عرضه من معلومات أثناء المحاضرة. د.4.تجمع التقارير للمعلومات الواردة أثناء عروض المحاضرة. دُ.5.تعاون زميالتها على العمل من خالل فريق. د.6.تعمل على إجادة استخدام نظام التعليم اإللكتروني على منصة الموديل. دُ.7.تشارك القائمين على المؤسسات العقابية للكشف عن العناصر المحيطة بالجريمة د.8.تنقل خبرتها من خالل االستخدام المستمر لتطبيقات الحاسب اآللي كعروض البوربوينت. دُ.9.تعبر عن رأيها وتحترم اآلراء. د.10.تقترح خطة لمساعدة احدى األسر /األزواج /األبناء 7 د.11.تشارك المحيطين في بيئتها ما اكتسبته من معارف ومهارات د.12.تتعامل مع مشكالتها في األسرة /مشكالت أفراد أسرتها بكفاءة أعلى. د.13.تجمع مزيد من المعارف المتجددة عن أسباب المشكالت والتحديات وأساليب مواجهتها بفاعلية. األسبوع المحتوى -4محتوى المقرر: األول نظرة تاريخية لتطور علم النفس األسرى ،تعريفه، 1,4 أهدافه وأهميته اعتبارات منهجية في دراسة األسرة الثانى -الثالث عالقة علم النفس األسري ببعض العلوم األخرى 2,4 تعريف الزواج والعوامل المؤثرة فى اختيار الشريك، أشكال الزواج ،ودوافعه وتحديد سن الزواج ،أهدافه ووظائفه ،نظريات االختيار الزواجى ،والتوافق الزواجى ،السنوات األولى فى الحياة الزواجية الرابع األسرة وخصائصها وأشكالها ووظائفها وبنيتها 3,4 ومراحل تكوينها واحتياجاتها والنظريات المفسرة الخامس األسرة ودينامياتها 4,4 السادس األسرة كنسق اتصال /وقواعدها وحدودها /تغير 5,4 النسق األسرى /التماسك األسرى :مقوماته ومخاطر مهددة 8 السابع األسرة المولدة للمرض /التفاعل األسرى /المناخ 6,4 غير السوى والعمليات غير السوية واالتصال الخاطئ واألنماط الوالدية في البيئة المصرية الثامن -التاسع نماذج ألهم المشكالت التى تواجه األسرة ( أزمات- 7,4 خالفات -تواصل)...- العاشر بعض مفاهيم علم النفس االيجابى لمساعدة أفراد 8,4 األسر الحادى عشر أساليب المعاملة الوالدية الفعالة والتربية االيجابية. 9,4 عالقة األسرة والمدرسة الثانى عشر الخدمات النفسية في المؤسسات األسرية ودور 10,4 األخصائي النفسي بين التشخيص والتعامل مع األسرة الثالث عشر التوعية واالرشاد والوقاية والمساعدة في المجال 11,4 والرابع عشر األسرى الخامس عشر االمتحانات النهائية السادس عشر -5أساااااااااليب التعلاااااااايم المناقشة ُ. 1,5 والتعلم . 2,5التعلم الذاتي. . 3,5التعلم التعاوني. . 4,5تكليفات بحثية. 9 -6أساااااااااليب التعلاااااااايم . 1,6ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا والااااااااتعلم للطااااااااالب ذوي . 2,6اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا القدرات المحدودة . 3,6اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا -7تقويم الطاااالب: جا -توزيع الدرجات ب-التوقيت أ-األساليب المستخدمة 105 وفقا للمواعيد اُلمقررة ً اختبار نهائي: لالختبارات النهائية. 25 المقررة وفقا للمواعيد ُ ً تكليف بحثى لألعمال الفصلية. 20 قبل موعد االختبارات تكليف بحثي النهائية -8قائمة الكتب الدراسية والمراجع: .1محاضرات وفيديوهات على المنصة التعليمية للكلية Moodle أ.مذكرات كتاب " علم النفس األسرى" المقرر لهذه الشعبة ب.كتب ُمْل ِّزَمة كتب مقترحة .1 -1أحمد محمد الكندرى (.) 1992علم النفس األسرى.الكويت. -2باسمة المنال(.)2012العنف األسرى.دار النهضة العربية. -3ستيفن كوفى ( ) 2008العادات السبع لألسر األكثر فعالية ،مكتبة 10 جرير ،ط.الخامسة ،الرياض. -4طه ربيع ( ترجمة ) علم النفس االيجابى والعالج األسرى :فنيات مبتكرة وأدوات تطبيقية. -5عبد الكريم بكار ( ) 2009التواصل األسرى :كيف نحمى أسرنا من التفكك ،ط.ثانية ،القاهرة. -6عالء الدين كفافي (.)2015علم النفس األسري.دار الفكر للنشر والتوزيع. -7عفاف محمد عبد المنعم (.)2019علم النفس األسري.دار المعرفة الجامعية. جميع المجالت في علم النفس والتي قد تهتم بهذا المجال ،مثل : دوريات علمية .2 أو نشرات... (جميع الدوريات والمجالت العربية واإلنجليزية المتاحة عبر بنك المعرفة المصري). A. Empowering Parents مواقع إلكترونية .3 B. Positive Psychology C. Psychology Today 11 فهرس املوضوعات الفصل األول 15.................................................................................................................................................... مقدمة 15......................................................................................................................................................... ظهور علم النفس األسري وتطوره16...................................................................................................................... تعريف علم النفس األسرى 20............................................................................................................................... عالقة علم النفس األسرى ببعض العلوم وفروع علم النفس األخرى 21............................................................................. أهمية علم النفس األسري 21................................................................................................................................. أهداف علم النفس األسرى 22................................................................................................................................ طرق وأدوات البحث والدراسة في علم النفس األسري 23.............................................................................................. اعتبارات منهجية في دراسة األسرة والتعامل معها 24.................................................................................................. الفصل الثانى 29.................................................................................................................................................... مراحل تكوين األسرة واحتياجاتها 29....................................................................................................................... تعريف مفهوم الزواج 30..................................................................................................................................... دوافع الزواج 33................................................................................................................................................ تحديد سن الزواج 34........................................................................................................................................... الزواج المبكر 34............................................................................................................................................... كيفية اختيار شريك الحياة 35................................................................................................................................. أشكال الزواج 41.............................................................................................................................................. أهداف ووظائف الزواج وتكوين األسرة 42............................................................................................................... نظريات االختيار الزواجي 44............................................................................................................................... تعريف النظام األسرى50..................................................................................................................................... األسرة :تعريفها وخصائصها 51............................................................................................................................. بنية األسرة 52.................................................................................................................................................. ثانيا :خصائص المنظومة األسرية العامة والنفسية 55................................................................................................... الخصائص النفسية لألسرة ودينامياتها 57.................................................................................................................. نمو األسرة وتطورها :االستمرارية والتغيير 58.......................................................................................................... األسرة بمثابة منظومة نفس-اجتماعية59................................................................................................................... التوازن الدينامي لألسرة59................................................................................................................................... المنظومات الفرعية والحدود 60............................................................................................................................. األسر والمنظومات األكبر 61................................................................................................................................ 12 نظريات فى علم النفس األسرى62.......................................................................................................................... السنوات األولى في الحياة الزواجية وتكوين األسرة 71................................................................................................. تأثير التوقعات للدور المنوط بالزوجين 72................................................................................................................. الفصل الثالث 74.................................................................................................................................................... التوافق الزواجى 74............................................................................................................................................ مظاهر التوافق الزواجي 78.................................................................................................................................. مجاالت التوافق الزواجى 78................................................................................................................................. العوامل المؤثرة في التوافق الزواجي 80................................................................................................................... العوامل التي تؤدي إلى عدم التوافق بين الزوجين 85.................................................................................................... دراسات نفسية عن التوافق /سوء التوافق الزواجي 89................................................................................................ التماسك األسرى 94............................................................................................................................................ مستويات التماسك األسري 95................................................................................................................................ مقومات التماسك األسري 97................................................................................................................................. خارطة المخاطر التي يتعرض لها التماسك األسري 101............................................................................................... االسرة كنسق اتصالى107.................................................................................................................................... نسق األسرة كشبكة عالقات إنسانية اجتماعية108....................................................................................................... تطبيقات مبادئ نظرية األنساق 113........................................................................................................................ حدود النسق األسرى 118..................................................................................................................................... االنفتاح واالنغالق فى النسق األسري121................................................................................................................. تغير النسق األسرى 126...................................................................................................................................... مظاهر تضرر النسق الزواجي 127........................................................................................................................ األسرة وحاجات األفراد إلى االتصال واالستقالل 128.................................................................................................. الحاجة اإلنسانية إلى االتصال 128.............................................................................................................................. االتصال باألخرين فى الطفولة 130......................................................................................................................... االتصال باآلخرين فى المراهقة 130........................................................................................................................ االتصال باآلخرين في الرشد 132........................................................................................................................... الحاجة اإلنسانية إلي االستقالل 134......................................................................................................................... األسرة المولدة للمرض 135.................................................................................................................................. التفاعل األسرى 137........................................................................................................................................... الفصل الرابع 138.................................................................................................................................................. المناخ غيرالسوى في األسرة 138............................................................................................................................... بعض العمليات غير السوية فى األسرة 143............................................................................................................... االتصال الخاطئ فى األسرة المولدة للمرض 153........................................................................................................ 13 األنماط الوالدية فى األسرة المولدة للمرض فى البيئة المصرية 159.................................................................................. المشكالت والتحديات األسرية 162.......................................................................................................................... أوال :أنماط من التفكك األسرى 164........................................................................................................................ ثانيا :الخالفات األسرية 167.................................................................................................................................. االسباب التي تؤدى إلى الخالفات األسرية 168............................................................................................................... ثالثا :األزمات األسرية 169.................................................................................................................................. أسباب األزمات والمشكالت األسرية170.................................................................................................................. بعض أنواع األزمات والمشكالت األسرية 172........................................................................................................... الفصل الخامس 175............................................................................................................................................... التوعية األسرية 175............................................................................................................................................... برامج ووسائل التوعية األسرية175........................................................................................................................ وسائل التوعية األسرية176................................................................................................................................. : االرشاد الزواجي و العالج النفسي األسرى 178......................................................................................................... علم النفس اإليجابي وتمكين األسر 185.................................................................................................................... التمكين 185..................................................................................................................................................... استراتيجيات حماية تماسك األسرة ( التحصين من خالل التمكين188............................................................................). الحوار 191...................................................................................................................................................... الفصل السادس 202................................................................................................................................................ الصحة النفسية لألسرة 202....................................................................................................................................... الصحة النفسية األسرية :خصائصها ومقوماتها 203..................................................................................................... الصحة النفسية خالل أطوار حياة األسرة 206............................................................................................................ الصحة النفسية األسرية وبناء التمكين وحسن الحال والسعادة 211................................................................................... المعاملة الوالدية والتربية االيجابية 221.................................................................................................................... العالقات بين األسرة والمدرسة 227........................................................................................................................ مهارات االخصائى النفسى فى المجال األسرى 231..................................................................................................... المراجع العربية234............................................................................................................................................... المراجع األجنبية 234.............................................................................................................................................. 14 الفصل األول مقدمة يعتبر علم النفس األسري فرع من فروع علم النفس يدرس العالقات والديناميكيات النفسية في األسرة ،كما يهتم بفهم التفاعالت بين أفراد األسرة وتأثيرها على الصحة النفسية لألفراد.وتتضمن الموضوعات التي يهتم بها علم النفس األسري قضايا مهمة مثل المشكالت الزواجية ،والعالقات األبوية، والتربية وتأثيرها على سلوك األطفال ،والتواصل في األسرة ،والتأقلم مع التغير والتحوالت في األسرة. واإلنسان يعيش منذ بداية حياته فى عدد من السياقات المختلفة :األسرة والمدرسة والرفاق والبيئة المهنية والنادى االجتماعى والثقافي والحزب السياسي وغيرها ،ولكن يظل السياق األسرى من بين هذه السياقات سياق بالغ التفرد والخصوصية.فاألسرة هي المؤسسة -ربما الوحيدة -التى ينتمي إليها الفرد ويكون علي استعداد للتضحية بكل ما يملك من جهد أو وقت أو مال أو خبرة فى سبيلها وفى سبيل أفرادها ،كذلك فإن األسرة تبادل أى عضو فيها هذا االستعداد للتضحية أيضا.وهكذا تتسم العالقات بين أفراد األسرة بالعمق والحساسية الشديدين على نحو يختلف عما يحدث فى أى سياق آخر. ومن هنا كان تأثير األسرة عميقا على تكوين شخصية الفرد فهى الجماعة األولية التى تنمو فى أحضانها شخصية الفرد فى سنوات حياته المبكرة والحاسمة ،وهي الجماعة األولية التى تعلمه االتجاهات التى تتحكم فيما يتعلمه من المؤسسات األخري إلى حد بعيد.وقد أصبح هذا التأثير الحاسم لألسرة على شخصية الفرد -والذى يزداد وضوحا مع تقدم البحث العلمى -إحدى الحقائق القليلة التى يسلم بها علماء النفس من مختلف االتجاهات.وعند وجود ما يهدد تماسك األسرة ويحول دون تحقيقها ألهدافها السامية فإن لعلم النفس يده التى يمدها لألسر لتقديم المساعدة ألفراد األسرة من خالل التوجيه واالرشاد األسرى.وأصبح الفرض المطروح بقوة -فى ضوء نتائج البحوث العلمية والممارسات العملية معا أن األسرة هى األسبق فى االضطراب من الفرد وأن األسرة ليست « ضحية للفرد المضطرب ،بل األصح أن الفرد هو " ضحية األسرة المضطربة " ،وعادة ما يكون هذا الفرد أضعف حلقات األسرة، وبالتالى فهو المرشح ألن يكون العضو الذى تعبر األسرة من خالله عن اضطرابها. ويمثل اإلرشاد والتوجيه والعالج النفسى والوقاية قنوات الخدمة النفسية ،التى تقدم لألفراد أو األسر كجماعات بهدف التغلب على الصعوبات التى تعترضهم وتعوق توافقهم وإنتاجيتهم .فاإلرشاد النفسي على 15 سبيل المثال يعتبر خدمة توجه إلى األفراد والجماعات الذين ما زالوا قائمين فى المجال السوى ولم يتحولوا بعد إلى المجال غير السوى ،ولكنهم -مع ذلك -يواجهون مشكالت لها صيغة انفعالية حادة ،أو تتصف بدرجة من التعقيد والشدة بحيث يعجزون عن مواجهة هذه المشكالت بدون عون أو مساعدة من الخارج. واإلرشاد النفسى يركز على الفرد ذاته أو على األسرة كجماعة ذاتها بهدف إحداث التغيير فى النظرة لألمور وفى التفكير وفي االنفعاالت والمشاعر واالتجاهات نحو المشكلة ونحو الموضوعات األخري التى ترتبط بها ،ونحو العالم المحيط بالفرد أو الجماعة.ومن هنا فإن هدف العملية اإلرشادية ال يقف عند حد مساعدة الفرد أو الجماعة فى التغلب على المشكلة ولكنه ممتد إلى توفير االستبصار للفرد – واألسرة مما يمكن كل عضو من زيادة تحكمه في انفعاالته وزيادة معرفته بذاته وبالبيئة المحيطة به ،وبالتالى زيادة قدرته على السلوك البناء واإليجابي ،وكفاءة المواجهة للمشكالت في المستقبل ،بل وفى اختيار السلوك األنسب الذى يحقق له التوافق ،وفي تبنى وجهات النظر التى تيسر له الشعور بالكفاية والرضا، ومن ثم الصحة النفسية.وسوف نتناول فى جانب من هذا المحتوى دور التوعية األسرية والوقاية إضافة إلى العالج النفسى األسرى. ظهور علم النفس األسري وتطوره س ِري هو أحد فروع علم النفس – كما سبق االشارة الى ذلك -والتي تهتم يعتبر علم النفس األ َ بدراسة األسرة وأعضاءها كوحدة نفسية متكاملة.ويعتبر نتاجا للتطور الذي شهده علم النفس على مر العصور ،حيث بدأ توجه االهتمام نحو األسرة وأثرها على الفرد ،وتأثير الفرد على األسرة ،مما أدى إلى ظهور فرع علم النفس األسري كمجال مستقل. وقد ظهر علم النفس األسري في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في أوروبا وأمريكا الشمالية. وكان التحول األكبر يتمثل في التركيز على نظرة الفرد واستقالليته عن األسرة ،مع التركيز في الوقت نفسه على األثر الذي يمكن أن تحدثه العوامل األسرية على نمو الفرد وصحته النفسية. وقد تطور علم النفس األسري في العقود التي أعقبت ظهوره ،وذلك نتيجة للتغيرات االجتماعية والثقافية واالقتصادية التي شهدتها المجتمعات على مر السنين.وفي القرن العشرين ،توسعت مجاالت دراسة علم النفس األسري لتشمل المزيد من الجوانب االجتماعية والثقافية ،مثل تأثير الطبيعة االجتماعية لألسرة واألثر النفسي الذي يمكن أن يحدثه السياق الثقافي على األفراد في األسرة. 16 وإذا تتبعنا تاريخيا مراحل التطور التي مرت بها دراسة األسرة نجد أن هناك عدة فترات تاريخية هي: المرحلة األولى :حيث اعتمدت المجتمعات القديمة البدائية في معيشتها على الحياة البسيطة من الصيد والزراعة والتجارة ،وهي المرحلة التي تسمى بالمرحلة القديمة أو البدائية.وكان رب األسرة في هذه المجتمعات هو الذي يحدد نطاقها ،ويعطي له المجتمع مطلق السلطة في ذلك. فكان من سلطته أن يضيف إلى األسرة من يشاء من األفراد حتى لو لم يكونوا من أصالب عائلته، فنطاق األسرة كان خاضعا لتصرفات كبير العائلة ،ورهن مشيئته.وفي الجاهلية انتشرت ظاهرة وأد البنات بين قبائل العرب ،كما قامت األسرة على االدعاء ،حيث ال يلحق الولد بوالده إال إذا رضي به ،حتى لو أنه من لحمه ودمه.وجاء اإلسالم بعد ذلك ،وحارب هذه العادات. المرحلة الثانية :وسميت بالمرحلة الفلسفية ،ومن أوائل الفالسفة الذين تعرضوا لألسرة الفيلسوف كونفوشيوس ،الذي قام بعمل أول بحث عن أهمية األسرة في النظام االجتماعي ،حيث رأى أن المجتمع الفاضل يعتمد أساسا على األسرة ،واألسرة يمكن أن تستقر إذا ما أصلح الفرد نفسه. ومن الذين اهتموا باألسرة أيضا في هذه المرحلة أفالطون ،حيث حاول أن يضع نظام لألسرة من خالل الجمهورية الفاضلة ،وشرح النظام االجتماعي المثالي لألسرة قبل ألفي سنة تقريبا.ولقد حاول أفالطون أن يفرق بين طبقات األسر المختلفة في المجتمع فهناك نمط األسرة عند األفراد العاديين الذين تنسب إليهم صفة الحكمة ،وأيضا نمط األسرة عند طبقة الحراس والزراع والتجار ،التي من خاللهم حاول أن يحقق الثبات واالستقرار االجتماعي في المجتمع.وبعد ذلك جاء أرسطو الذي دعا إلى ضرورة المحافظة على كيان األسرة ،وبين أن األسرة مكونة من الوالدين واألبناء ،وفئة أخرى عندهم من ضمن األسرة وهم العبيد. وإذا انتقلنا إلى فالسفة المسلمين ،نجد أن هناك الكثير منهم تحدثوا عن األسرة ،ومنهم ابن خلدون ،الذي حاول أن يهتم بدراسة نظام األسرة والقبيلة ،من خالل علم العمران البشري ،وما يتصل به من دراسة العمران البدوي والعمران الحضري.أما الغزالي فقد أشار إلى المسائل االقتصادية والجغرافية واالجتماعية المتعلقة باألسرة ،وتحدث عن األسرة من خالل اهتمامه بتربية الطفل ،وما يتصل بذلك من أسلوب الثواب والعقاب للوالدين في األسرة ودورهما في عملية التنشئة االجتماعية السليمة لألوالد. 17 المرحلة الثالثة :في هذه المرحلة حاول المفكرون من خالل كتاباتهم في األمور المتعلقة بسيكولوجية األسرة اإلسهام في تناول المشكالت األسرية ،مستخدمين أساليب ومناهج البحث العلمي في تحديد مجال هذا العلم.وقد امتدت هذه المرحلة منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى اآلن ،حيث ساهم علماء االجتماع واالنثروبولوجيا وعلماء النفس في زيادة الفهم للسياق النفسي واالجتماعي داخل األسرة. المرحلة الرابعة :وتمتد من منتصف القرن الماضي حتي اآلن وتتميز بتزايد االهتمام بالنظرية وتعمق الدراسات الكمية ولكن بطريقة اكثر منهجية إضافة إلي تجميع وتقييم البحوث التي أجريت في الماضي وتحديد المدارس الفكرية المختلفة لها أو اإلطارات المرجعية النظرية التي استخدمت في دراستها . ومن المهتمين باألسرة كذلك سبنسر Spencerحيث أوضح في كتابه " الفلسفة التركيبية " انتقال وظائف األسرة إلى هيئات اجتماعية مختلفة ،وصار لكل فرد في األسرة وظيفة ومركز اجتماعي، في حين في السابق كان يعد األب هو القاضي والحاكم والمدير االقتصادي لألسرة. أما أوجست كونت فقد تناول دراسة األسرة ونادى بتكوين األسرة من خالل الزواج وعارض فكرة الطالق.ويرى فرانكلين جيد نجز ( ) F. Giddingsأن األسرة تمثل أبسط أشكال التجمعات التي وجدت في المجتمع.واألسرة اإلنسانية جماعة تقوم على القرابة والنسب بين أفراد عاشوا مع بعضهم في منطقة واحدة منذ والدتهم.وفي بداية القرن العشرين جاء جورج هيربرت ميد ،الذي تحدث عن األسرة في نظريته في التفاعل الرمزي من خالل الدور الذي يلعبه األب في األسرة ،عن طريق تفاعله مع اآلخرين في األسرة والعالقات الشخصية بين الزوج والزوجة واألوالد. وعلم النفس األسري في بلداننا العربية ال يزال في مرحلة المهد ،كما أن البعض قد تعتريه الدهشة عندما يسمع أن تدريس مادة علم النفس األسري أمر قديم في الجامعات الغربية حيث يدرس بمنهج خاص منذ زمن بعيد خاصة بعد أن اتسعت مجاالت علم النفس في السنوات األخيرة.ورغم أن هناك الكثيرين ممن تحدثوا عن األسرة أمثال رجال الدين ،وعلماء االجتماع ،وعلماء األنثروبولوجيا إال أن القلة منهم قد تعرضوا إلى الناحية النفسية في دراستهم لألسرة. 18 فاألسرة سياق بالغ التفرد والخصوصية بالتأكيد ،فاإلنسان يعيش في سياقات عديدة منذ بداية حياته ،ولكن السياق األسري من بينها له خصوصيته المتفردة ،ألن ما يحدث لإلنسان فيه ومن خالله يؤثر على طريقة تفاعله في السياقات األخرى. وهذا هو معنى أن األسرة جماعة أولية ،ليس من حيث أسبقية تأثيرها فقط ،ولكن من حيث أن ما يتعلمه الفرد فيها يحكم سلوكياته ويحكم اختياراته للمواقف حيث يكون هناك مجال لالختيارات -التي يعرض نفسه لها ،وبالتالي يتعلم فيها وينمي مهاراته ويكتسب خبراته من خاللها . ولذا فاألسرة هي العامل البيئى األول بال منازع ،كما أنها الوسط الذي تحدث فيه عمليات وراثة ما قدر لإلنسان أن يرثه من أسالفه وأصالبه.ومن أجل ذلك كانت األسرة موضع اهتمام علماء النفس شأنهم في ذلك شأن العلماء في بقية العلوم االجتماعية. وقد مر تعامل علماء النفس مع األسرة بمراحل ثالث أساسية: عوملت األسرة في المرحلة األولى كمصدر للمعلومات خاصة عندما يطبق منهج دراسة الحالة على أحد أفراد االسرة .وعندها اكتشف علماء النفس عمق التأثير األسري على نمو شخصية الفرد وتحديد سلوكه. ثم بدأت المرحلة الثانية وهى النظر إلى األسرة باعتبارها عامال هاما شديد التأثير على أفرادها ،وهى المرحلة التي يقف عندها الكثير من الباحثين والكتاب في علم النفس. أما المرحلة الثالثة فهى التي تبلورت في العقدين األخيرين من القرن العشرين خاصة في مجال علم نفس غير العاديين Abnormal Psychologyوعلم النفس االكلينيكي Clinical Psychologyواإلرشاد النفسي .Counselingفلم يعد في هذه المرحلة من ينظر إلى األسرة كمصدر للمعلومات أو كعامل هام في التأثير على أفرادها ولكن كان ينظر إليها باعتبارها حجر الزاوية في السواء والالسواء أو في الصحة النفسية واالضطراب النفسي ألعضائها. 19 تعريف علم النفس األسرى يعرف علم النفس األسرى بأنه فرع من علم النفس يهتم بدراسة الظواهر النفسية التي تحدث داخل األسرة وتؤثر على سلوكيات األفراد وعالقاتهم االنفعالية واالجتماعية (.حوراء الغامدي) 2014 ، كما يعرف بأنه االهتمام بدراسة التفاعالت البشرية المتكونة في سياق األسرة وتأثيرها على تطور األفراد النفسي واالجتماعي (خالد عبد الوهاب الراشد.) 2009 ، ويرى فاضل عبد النعيم أبو نجم بأنه العلم الذى يهتم بدراسة تكوين األسرة وأثرها على تفكير وسلوك األفراد ،ويهدف إلى فهم العوامل النفسية التي تتداخل مع بنية األسرة وتؤثر في العالقات األسرية المختلفة ( فاضل عبد النعيم أبو نجم.) 2011 ، ويرى محمد بن خليل السهارنة أن علم النفس األسرى يركز على دراسة السلوكيات واالنفعاالت واالعتقادات التي تحدث داخل األسرة وتؤثر على صحة وسالمة أفرادها ،ويهدف إلى توفير الدعم والمساعدة النفسية لألفراد والعائالت في تحسين عالقاتهم األسرية (محمد بن خليل السهارنة .) 2015 ، كما يعنى علم النفس األسرى بدراسة دور العوامل النفسية في تشكيل السلوك والتفكير لدى األفراد داخل األسرة ،وكيفية تأثير العالقات األسرية في صحة األفراد النفسية واالجتماعية (.فاطمة سعيد )2013 ، كما يعرف علم النفس األسرى بأنه العلم الذى يهتم بدراسة التواصل والتفاعالت النفسية واالجتماعية التي تحدث بين أفراد األسرة.ويهدف إلى فهم كيفية تأثير النواحي النفسية في تكوين العالقات األسرية وتطورها ،وكيف يمكن للعوامل النفسية أن تؤثر على الصحة النفسية ألفراد األسرة.وتشمل موضوعات علم النفس األسرى دراسة تأثير االنفعال والتفكير والسلوك على العالقات األسرية ،باإلضافة إلى دراسة دور العوامل االجتماعية والثقافية في تشكيل العالقات األسرية.ويعتمد علم النفس األسرى على النظريات واألبحاث والتجارب العلمية لفهم العمليات النفسية التي تحدث في سياق األسرة وتأثيرها على سلوك األفراد).Cox, M.J., & Brooks-Gunn, J. (Eds.). ;1999(. ولما كان علم النفس األسري يهتم بدراسة تأثير األسرة والعالقات األسرية على الفرد والسلوك االجتماعي فهو ال يعمل بشكل مستقل عن العلوم األخرى ،بل يعتمد على العديد من التفاعالت والمعارف المشتركة مع مجاالت علمية أخرى. 20 عالقة علم النفس األسرى ببعض العلوم وفروع علم النفس األخرى ومن بين العلوم األخرى وفروع علم النفس التي يرتبط علم النفس األسري بها: -1علم النفس االجتماعي :حيث يهتم بدراسة كيفية تأثير المجتمع والثقافة على اإلنسان وسلوكه. هذا العلم لديه تشابه كبير مع علم النفس األسري حيث يدرس تأثير األسرة والعالقات االجتماعية على الفرد. -2علم االجتماع :يهتم علم االجتماع بدراسة المجتمع وتفاعالت األفراد والمجموعات فيه.ويتناول العديد من المفاهيم والنظريات التي يقوم عليها علم النفس األسري لفهم العالقات األسرية وتأثيرها على األفراد والمجتمع. -3علم األسرة :يهتم علم األسرة بدراسة تركيبة األسرة ووظائفها وتفاعالتها الداخلية.يوفر علم األسرة اإلطار النظري واألدوات الالزمة لعلم النفس األسري لدراسة العالقات األسرية والظروف التي تؤثر فيها. -4علم التربية :يهتم علم التربية بدراسة عملية تنشئة األطفال وتعليمهم.ويعتبر علم النفس األسري أحد األسس النظرية التي يستند عليها علم التربية لفهم تأثير العالقات األسرية والتربية على نمو الشخصية وتطورها. باختصار ،يعتمد علم النفس األسري على التفاعل بين عدة علوم وفروع علم النفس األخرى لفهم تأثير األسرة والعالقات األسرية على النفس الفردية. أهمية علم النفس األسري يتفق الباحثون في مجال دراسة العالقات األسرية على أهمية األسرة فهي نظام اجتماعي له تقاليده الخاصة به ،وله نفعه بالنسبة للفرد ،وبالنسبة للمجتمع الكلي.وتكاد تنحصر أهم أسباب الدراسات األسرية فيما يلي: -1ما أكدته الدراسات من تأثير العالقة بين األبوين واألطفال في نمو شخصياتهم وفي مظاهر النمو العقلي واللغوي واالجتماعي واالنفعالي لديهم. 21 -2ما أكدته آراء التحليلين القدامى والجدد وغيرهم من تأثير الخبرات المبكرة في سالمة الشخصية وفي الصحة النفسية في المستقبل. -3وجود النظرة التقليدية إلى تأثير الوراثة األسرية ،وتأثير اتجاهات األسرة وأساليبها في التنشئة االجتماعية ،ومستواها االجتماعي واالقتصادي والثقافي في ذكاء األطفال وإمكاناتهم العقلية والجسمية والنفسية وعالقاتهم االجتماعية. -4ما كشفت عنه دراسات الصحة النفسية من وجود عالقة بين أنماط التفاعل األسري والعالقات األسرية وبين ما يصاب به األبناء من اضطرابات نفسية أو ما يتعرضون له من انحرافات سلوكية.كما أن لعلم النفس األسري أهمية في اكتشاف المشكالت النفسية بين اآلباء واألبناء واألزواج والزوجات ،وما إلى ذلك من أسباب وآثار نفسية يمكن ادارتها وتخفيف حدتها ،بما يعالج كثيرا من عوامل تفكك األسرة. أهداف علم النفس األسرى يهدف علم النفس األسري إلى مساعدة األسرة على إنجاز وتحقيق وظائفها المتعددة بصفة خاصة الزواج المتوافق وتنشئة األبناء تنشئة سوية ايجابية.كما يهدف إلى معاونة األسرة على فهم كيفية تحقيق المطالب المادية الضرورية لحياة أفرادها من غذاء وكساء ومأوى ورعاية صحية ،وبالمثل الرضى بما في الحياة من مآسي أو أزمات بسيطة أو شديدة ولتكوين العالقات الحسنة مع اآلخرين من أفراد الجماعات والمؤسسات االجتماعية ،والمساهمة في زيادة اإلنتاج القومي ورفاهية البشرية . ويمكن تحديد أهداف علم النفس األسرى فيما يلى: -1ترشيد دور األسرة في االلتزام بأساسيات حياتية معينة مثل االنجاب والتنشئة الدينية واالجتماعية للطفل ،وأمور الدراسة والزواج والعمل والتقاعد والوفاة . -2تكوين اتجاه المساندة لمن يكون ضعيفا من أفراد األسرة أو ناقص النضج ،أو مريضا أو مصابا بإصابة جسيمة أو عقلية أو قعيدا . -3معاونة الزوجين على إدراك الصلة األسرية ،وعلى تخطيط البيئة األسرية وتعليمهما المهارات الالزمة. -4معاونة أفراد األسرة على إدراك ذواتهم وبيئتهم األسرية وتقييمها . 22 -5تحسين أسلوب تعامل كل من أفراد األسرة مع اآلخر. -6ربط الحاجات الشخصية لكل من أفراد األسرة بحاجات أسرية وحاجات الجماعة والمؤسسات القائمة بالمجتمع. -7معاونة األسرة في قدرتها على مجابهة المشكالت واألزمات والصعوبات والتعامل معها بصورة واقعية وايجابية ،وهذا يؤدي إلى تقليل حاالت التفكك األسري ،والطالق ،والحيلولة دون حدوث المشكالت الحادة والجرائم ،كما يؤدى إلى حياة أفضل وصحة نفسية وأسرية أفضل. طرق وأدوات البحث والدراسة يف علم النفس األسري من أجل دراسة طبيعة العالقات األسرية ،وسبل حل األزمات األسرية ،وطرق توجيه األسرة لحياة أفضل ،يستخدم الباحثون في هذا المجال طرق جمع البيانات المستخدمة في فروع علم النفس األخرى ،والتي تتمثل باألساس -في هذا التخصص -فيما يلي: أ -االستبيان وهو أداة مفيدة في تشخيص بعض الظواهر والمشكالت األسرية.وهو إما أن يكون ذا أسئلة مفتوحة أو محددة ( مغلقة ) ،إال أن األسئلة المحددة فى بنود أو عبارات يتبعها اختيار ( كنعم و ال )، ( موافق ،أرفض ) ،تكون أكثر موضوعية؛ إذ ال مجال فيها للتحيز الشخصي إلى حد ما. ب-المقابلة وتتم عن طريق لقاء كل من الباحث وأحد أفراد األسرة ،أو أكثر من فرد ،حسب متطلبات الدراسة، وجها لوجه ،في مكان وزمان محددين.وتحتاج المقابلة إلعداد مسبق من الباحث .ومن أنواعها : المقابلة المباشرة ،حيث يجمع الباحث معلومات مفصلة عمن سيلتقي بهم ،وتهدف عادة للتشخيص والعالج . والمقابلة غير المباشرة ،حيث يجمع فيها الباحث معلوماته أيضا ،ولكنه قد يلتقي المحيطين بالفرد المستهدف وذوي الصلة به.وتهدف لجمع معلومات عن بعض األشخاص باألسرة ،من ذوى الظروف الخاصة بها. 23 ج -المالحظة وتهدف لجمع معلومات دقيقة عن األسرة ككل .ويمكن تقسيمها إلى: -1المالحظة المباشرة :وفيها يقوم الباحث بمالحظة سلوك الفرد باالتصال المباشر. -2المالحظة الطبيعية :وفيها يتجنب الباحث أي عبث أو تدخل بالبيئة العادية لألسرة فهو يالحظ سلوكهم بشكل تلقائي. -3المالحظة بالمشاركة :وفيها يعيش الباحث الحدث نفسه ويكون عضوا في الجماعة لفترة مؤقتة، وال يكشف فيها الباحث عن نفسه ليظل سلوك األسرة تلقائيا. وتحدد فروض الدراسة أو أهداف العمل طبيعة المالحظة المنشودة د -قياس العالقات االجتماعية ( السوسيوجرام ) تكشف طريقة قياس العالقات االجتماعية عن بعض الحقائق األسرية ،مثل أولويات التفضيل لدى أفراد األسرة بين الوالدين واألبناء واألخوة ،وأبنية القياس االجتماعي تترجم لشبكة من العالقات االجتماعية وتكشف عن مدى التنظيم والتكوين الداخلي للجماعة ،ومدى التقارب والنفور بين أفراد األسرة.وأنواع عالقات األسرة تتمثل في: -1العالقة الدائرية :حيث تبدأ من األب إلى األم إلى األبناء ثم تعود لألب. -2العالقة المركزية :وتشير لزعامة أحد أفراد األسرة. -3العالقة التفاعلية :حيث يتصل األبناء ببعضهم بعضا مباشرة وبالوالدين . اعتبارات منهجية يف دراسة األسرة والتعامل معها هناك عدد من االعتبارات المنهجية يتعين العمل بموجبها بغية زيادة فاعلية التدخل لعالج مشكالت األسرة ،وصوال إلى تمكينها وتحصينها ،أهمها ما يلي: -1ضرورة التحول من النظرة الجزئية في خريطة األخطار التي تتعرض لها وبرامج التدخل لحمايتها منها ،إلى النظرة الكلية.فاألخطار متنوعة ،وكل منها يحتاج إلى تدخل نوعي في الممارسة الميدانية، إال أن التدخل النوعي ال بد أن يندرج ضمن سياسة اجتماعية عامة لحماية األسرة وتمكينها.ذلك أن 24 األخطار والمشكالت تتفاعل فيما بينها ،ويزيد من تأثير بعضها بعضا بحيث يتفاقم وضع األسرة مثل تفاعل وضع التغذية مع الصحة ودرجة التعليم ،ومستوى الوعي الثقافي لألسرة ،ومستواها االقتصادي.كل من هذه العوامل يؤثر على األخرى.وبالتالي ال بد من ادراج التدخل النوعي ضمن برنامج تحصين وتمكين عام يهدف إلى تحسين نوعية حياة األسرة ولعبها للدور الفاعل في ذلك وليس مجرد تلقي المساعدة والعون واستهالكهما.وإذا لم يتم هذا التحول في العمل مع األسرة من الجزئي إلى الكلي أو باألصح من الجزئي بإدراجه ضمن خطة كلية ،فقد نكون بصدد إجراءات مؤقتة وبالتالي محدودة الفاعلية. -2ويرتبط بهذا المنظور الكلي في التدخل وتكمله ضرورة وضع المشكالت والظواهر واألخطار ضمن سياقاتها االجتماعية واالقتصادية والسكانية والسياسية ،وكذلك تحوالت العولمة ،والتحضر السريع. فالطالق مثال ال يمكن التعامل معه هكذا بشكل مجرد معزوال عن سياقاته الثقافية والسياسية واألمنية واالقتصادية.والطالق في األوساط المترفة حيث يسود االهتمام بالرغبات الفردية ،يختلف عن الطالق في أوساط األسر المتصدعة حيث لم يقم الزواج أصال على أسس متينة نفسية وتعليمية واقتصادية تضمن تماسك األسرة ونمائها.وكال األمرين يختلف عن الطالق الذي يعقب الزيجات المتسرعة التي تقوم على ظروف استثنائية :زيجات من نوع النزوات المرتبطة بحاجات آنية كما أنها ترتبط بدينامية التكدس السكاني في بيئات مغلقة وما يمكن أن يثيره من أوجه غواية عابرة.وتختلف هذه الحاالت الثالث عن الطالق الناتج عن قرار عقالني واع ومتوافق عليه بين الطرفين نتيجة لتحوالت المسار المهني لكل منهما وتأثيره على الزواج.كما أن نتائج كل حالة من هذه الحاالت مختلفة عما عداها وتتطلب تدخال نوعيا خاصا . -3من أبرز االعتبارات المنهجية عند العمل مع األسرة التحول من التركيز على المشكالت إلى اكتشاف اإليجابيات والبناء عليها في التدخل.وهو ما يشكل المبدأ المنهجي العام واألساس الذي يجب أن تبني عليه التوجهات واإلجراءات التي تحكم السياسة االجتماعية لخدمات األسرة.صحيح أن هناك مشكالت نابعة من األخطار ومن قصور السياسات االجتماعية لألسرة ،إال أن عالج هذه المشكالت ال بد أن يستند إلى ما يتوفر من إيجابيات لدى األسرة ذاتها وفي محيطها ،أو في الوضع العام.حتى في أشد األزمات والمصاعب هناك دوما أوجه قوة وصحة واقتدار هي التي يجب االستناد إليها لمواجهة األخطار والمشكالت.وأفضل طريقة لفاعلية حل أي مشكلة تتمثل في البحث عن أوجه القوة والصحة والقدرة الظاهرة منها أو الكامنة وتفعيلها لمقاومة سلبيات المشكلة وهى تمثل فلسفة علم النفس اإليجابي 25 بمواجهة الحياة بما يستند اليه االنسان من بصمة القوة.فالدواء في العالج الطبي ال يشفي إال بمقدار توفر أوجه صحة وإمكانات مناعة وعافية لدى المريض.،كذلك هو الحال في التصدي للمشكالت واألخطار. إننا بصدد عقبة إدراكية عند اإلنسان حيث يميل الناس عادة في أي موقف إلى إبراز السلبيات متغافلين عن اإليجابيات ،سواء الظاهرة منها أم الكامنة.في الصراع الزواجي مثال يميل كل من الطرفين عادة إلى إبراز سلبيات الطرف اآلخر وسلبيات العالقة معه ،متغافلين عن إيجابيات هذا اآلخر والعالقة معه.وهو ما يؤدي عادة إلى تضخيم الصراع وتأزيمه من خالل حشد السلبيات.إال أن تدخل الحكماء إلصالح ذات البين ،يراهن عادة على إيجابيات كل منهما وإيجابيات حياتهما المشتركة فيبرزها ويضعها في الصدارة. وهو بذلك يعدل من نظرة كل منهما للمشكلة ويدفع بها في اتجاه الواقعية ،إن لم نقل اإليجابية :فالحياة تحمل الجانبين اإليجابي والسلبى وكذلك اإلنسان ،وال بد من إبراز اإليجابيات حتى تحل المشكلة. وفي خارطة المشكالت التي تعرضت لها األسرة ال بد من البحث عن أوجه القوة واإليجابية في وضعها وظروفها وعالقاتها.وعلى سبيل المثال لقد دلت الوقائع الفعلية طوال عقود الحروب واالجتياحات وأخطارها في لبنان ،أن معظم األسر اللبنانية تمكنت من التعامل معها واستيعابها والخروج منها بالحد المعقول من األضرار.إنها طاقات الحياة االيجابية والتمسك بها ،و القدرة االستيعابية لألزمات والمحن، و اكتساب الحصانة والتكيف مع األزمات ،وهي نظام التآزر األسري والمحلي والوطني منقطع النظير الذي ظهر خالل االجتياحات.وهي أوال وقبل كل شيء االلتزام بالوطن واألرض واالنتماء ،وروح التحدي، ال يخلو األمر من كثير من األذى النفسي واالجتماعي والمادي الذي ألحقته هذه الحروب واالجتياحات باألسرة اللبنانية وبالبنية الوطنية اللبنانية ذاتها ،إال أنها لم تؤد إلى الدمار والتفكك المفترض نظريا ،حيث تغلبت قدرات التكيف االستيعابي على قوى الدمار.واألسرة اللبنانية ليست في ذلك فريدة من نوعها، فأمثلة صمود الشعب الفلسطيني والعراقي والجزائري ،وكل الشعوب العربية شاهدة على ذلك. وعادة ما تكون اإليجابيات كامنة وغير ظاهرة للعيان ،على عكس السلبيات التي تتصدر واجهة اإلدراك. ولذلك ال بد منهجيا من تشخيص المشكالت واألخطار بالفنيات المناسبة والتنقيب عن اإليجابيات وتفعيلها، ومن البحث عن تلك اإلمكانات التي يمكن توليدها وتوظيفها ،و بذلك يمكن للتدخل أن يكتسب فاعليته العملية :موازنة المعوقات والمشكالت مع اإليجابيات والميسرات واإلمكانات ،ووضع خطة التدخل انطالقا من هذه الموازنة. 26 -4الخصائص النوعية لمختلف الشرائح األسرية :جرت العادة في أدبيات الدراسة االجتماعية والنفسية ،كما في التقارير العربية والدولية ،الحديث عن األسرة بشكل عام :األسرة العربية، األسرة المصرية ،األسرة اللبنانية الخ...كذلك هو شأن الدراسات واألبحاث واإلحصائيات حيث التعميم هو الشائع في دراسة األوضاع الصحية أو التعليمية أو االقتصادية أو الصحة اإلنجابية وغيرها.هناك خطأ منهجي في هذا الميل إلى التعميم ،وهو الخطأ ذاته الذي يصيب الدراسات الخاصة بالشباب.الواقع أنه في أي مجتمع هناك عدة شرائح أسرية ،كما أن هناك عدة شرائح من الشباب.لكل شريحة خصائصها التكوينية وظروفها ،وبالتالي احتياجاتها ومتطلباتها وإمكاناتها.وفي الحديث عن األسرة العربية وما تتعرض له من مشكالت ال بد إذا من التخصيص: عن أي شريحة أسرية يتم الحديث؟ ذلك أن خريطة المشكالت العامة ال تصيب كل الشرائح األسرية بنفس الحدة والشدة واألضرار.وعلى صعيد التدخل ورسم سياساته ووضع برامجه ،ال بد من أخذ خصائص كل شريحة باالعتبار بما يلبي احتياجاتها النوعية ،انطالقا من مسيراتها ومعوقاتها وظروفها . فمثال األسر المهمشة والمتصدعة :يشيع تواجد هذه الشريحة في مناطق السكن الهامشية العشوائية ،وبعض البؤر السكنية المتدهورة عمرانيا واجتماعيا ،تواجدها في هذه المناطق هو بحد ذاته مصدر خطر إنساني وقيمي كبير ،إذ تفتقر هذه األحياء إلى الخدمات الصحية والسكنية واإلنارة والماء ،وتظل على هامش رقابة األجهزة األمنية وضبطها لسلوكيات األفراد ،ما عدا حاالت الحمالت بحثا عن مجرمين أو مطلوبين.يشيع في هذه األوساط عادة الكثير من حاالت اإلدمان والدعارة واألعمال الهامشية غير المشروعة ( بيع مواد وبضائع مهربة ).وتتدهور قيمة اإلنسان واحترامه لذاته ولذلك ال يتردد الكبار كما الصغار عن اإلقدام على سلوكيات احتيالية وال أخالقية .البيئة ذاتها هي مصدر خطر خلقي كبير حيث يسود ما دون خط الفقر.ومن المعروف في الصحة النفسية أن " ما دون خط الفقر هو ذاته ما دون خط الكرامة البشرية ". غالبا ما تكون أسر هذه الشريحة لها من التكوين ما يختلف عن شرائح أخرى :الوالدان أميان، األب غير مؤهل مهنيا ويرتزق من أعمال عابرة حسب الظروف والفرص ،بعضها متكيف ومشروع والكثير منها غير ذلك ويمكن أن يقع تحت طائلة القانون ،ويتذبذب األب ما بين الكسب والبطالة ،كما قد ينجرف نحو اإلدمان حيث ينفق ما يحصله على الخمر والمخدر.وقد تكون األم أمية بدورها وتفتقر إلى القدرة على تدبير شؤون حياة األسرة.تعيش األسرة بدون تخطيط حيث تنفق مواردها وما تحصل عليه من مساعدات بسرعة فتقع في الحاجة من جديد ،انجاب متكرر 27 لألبناء بدون صحة إنجابية ،يولد األطفال ويتركون ألنفسهم ويعانون بالتالي من حرمان متعدد األبعاد :حرمان مادي من مقومات الحياة ،حرمان تعليمي حيث قد ال يلتحقون بالدراسة ،أو يظلون غرباء عن عالمها ،حرمان عاطفي من الحب والحنان والرعاية والحماية ،وحرمان ثقافي مما ال يمكنهم من إدارة حياتهم ،ليس هناك متابعة كافية ألوضاعهم الغذائية والصحية والتعليمية ،وليس هناك في السكن مجال حيوي للعيش المتكيف ،مما يدفع بهم إلى الشارع والتكيف لعالمه القائم على التحايل وقانون الغلبة لألقوى وغيرها من السلبيات. كل خريطة األخطار تصيب أسر هذه الشريحة وأبناءها ،وهي تفتقد كل وسائل الحماية والتحصين. كما أنها تستسلم للعجز المتعلم 1ولألقدار كيفما تأتي.وكل ما تفعله عادة هو طرق أبواب هيئات المساعدات الخيرية الرسمية واألهلية طلبا للمعونات المادية المالية أو العينية.وتقتصر عالقتها بهذه الهيئات على الحصول على الم?