نهائى علم النفس الأسرى ساعات معتمدة 2025 PDF

Summary

هذا المقرر "علم النفس الأسري" لمستوى البكالوريوس في علم النفس التربوي ( نظام الساعات المعتمدة)، للعام الجامعي 2025/2024. يهدف المقرر إلى إلمام الطالبات بالمعارف والمعلومات الأساسية في علم النفس الأسري وخصائص الأسرة، والعوامل المؤثرة في حياة الأسرة، ومهارات حل المشكلات الأسرية.

Full Transcript

‫مقرر علم النفس األسرى‬ ‫للفرقة األوىل علم النفس الرتبوى ( نظام الساعات املعتمدة )‬ ‫مادة علمية جممعة من عدة مراجع فى علم النفس األسرى‬ ‫إعداد وتنسيق‬ ‫د‪.‬هبة سرى‬ ‫مدرس بقسم علم النفس‬ ‫كلية البنات جامعة عني مشس‬...

‫مقرر علم النفس األسرى‬ ‫للفرقة األوىل علم النفس الرتبوى ( نظام الساعات املعتمدة )‬ ‫مادة علمية جممعة من عدة مراجع فى علم النفس األسرى‬ ‫إعداد وتنسيق‬ ‫د‪.‬هبة سرى‬ ‫مدرس بقسم علم النفس‬ ‫كلية البنات جامعة عني مشس‬ ‫العام اجلامعي ‪2025 / 2024‬‬ ‫‪1‬‬ ‫توصيف املقرر‬ ‫‪ -1‬بيانات المقرر‪:‬‬ ‫الفرقة‪ :‬األولى الفصل‪ :‬األول‬ ‫اسم المقرر‪ :‬علم النفس األسرى‬ ‫الرمز الكودي‪:‬‬ ‫الشعبة‪ :‬علم‬ ‫‪EPSY113‬‬ ‫النفس‬ ‫(التربوى )‬ ‫نظام الساعات‬ ‫المعتمدة‬ ‫‪3‬‬ ‫نظري‬ ‫عدد الساعات الدراسية‪)3( :‬‬ ‫التخصص‪ :‬علم النفس‬ ‫تط ‪ /‬عم‬ ‫يهدف هذا المقرر إلى‪:‬‬ ‫‪ -2‬هدف المقرر‪:‬‬ ‫‪.1‬إلمام الطالبة بالمعارف والمعلومات األساسية بعلم النفس األسرى‪،‬‬ ‫وتعريفه وأهدافه وأهميته‪.‬‬ ‫‪.2‬تميز الطالبة المفاهيم المرتبطة بمجال علم النفس األسرى‪.‬‬ ‫‪.3‬اكتساب الطالبة معارف ومهارات عن األسرة والعالقات األسرية‪.‬‬ ‫المستخدمة في مجال علم‬ ‫ق‬ ‫‪.4‬إلمام الطالبة بطر جمع البيانات والمناهج ُ‬ ‫النفس األسري‪.‬‬ ‫‪.5‬تعريف الطالبة بمفهوم األسرة‪ ،‬ووظائفها‪.‬‬ ‫‪.6‬تنمية وعي الطالبة بخصائص األسرة وديناميتها‪.‬‬ ‫‪.7‬وعي الطالبة بالعوامل التي تؤدى لتغيير نسق الحياة الزوجية‬ ‫واألسرية‪.‬‬ ‫‪.8‬تعرف الطالبة على أساليب المعاملة الوالدية الخاطئة وااليجابية‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.9‬تميز الطالبة أهم المشكالت التى تواجه األسرة وأساليب مواجهتها‪.‬‬ ‫‪.10‬اكتساب الطالبة أهم المهارات الالزمة لألخصائي النفسي ودوره‬ ‫الفعال‬ ‫المساعدة في التعامل َّ‬ ‫ى‬ ‫في المجال األسر ‪ ،‬ومهامه في الوقاية و ُ‬ ‫مع المشكالت األزمات والخالفات األسرية‪.‬‬ ‫‪.11‬اكتساب الطالبة أهم المعارف حول األساليب العملية لإلرشاد في‬ ‫التعامل مع المواقف الحياتية التي تواجه األسرة‪.‬‬ ‫‪.12‬اكتساب الطالبة اتجاهات ايجابية نحو األسرة والعالقات األسرية‪.‬‬ ‫‪.13‬اكتساب الطالبة لمهارات تحسين االتصال داخل األسرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬المستهدف من تدريس المقرر‪ :‬بانتهاء هذا المقرر ُيتوقع أن تكون الدارسة قادرة على أن‪:‬‬ ‫أ‪.1.‬تتعرف الطالبة على مفهوم علم النفس األسرى؛ نشأته وتطوره‪.‬‬ ‫أ‪.‬المعلومات والمفاهيم‪:‬‬ ‫أ‪.2.‬تذكر التصنيفات المختلفة لألسر‪.‬‬ ‫أ‪ُ.3.‬تعدد أهداف علم النفس األسرى‪.‬‬ ‫أ‪.4.‬تحدد أهمية علم النفس األسرى‪.‬‬ ‫أ‪.5.‬تحدد مفهوم الزواج والعوامل المؤثرة في اختيار الشريك والدور المنوط‬ ‫بكل طرف‪.‬‬ ‫أ‪ُ.6.‬تحدد مناهج دراسة األسر في علم النفس األسري وطرق البحث فيه‪.‬‬ ‫أ‪.7.‬تصف النظريات المفسرة للزواج ولألسرة وعالقاتها‪.‬‬ ‫المرتبطة بهذا المجال مثل (األسرة‪،‬‬ ‫أ‪ُ.8.‬تميز بين عديد من المصطلحات ُ‬ ‫منظومه األسرة‪ ،‬بنية األسرة‪ ،‬نمط األسرة والتنشئة األسرية)‪.‬‬ ‫أ‪ُ.9.‬تعين مقومات التفاعل األسري‬ ‫أ‪.10.‬تتعرف على أساليب المعاملة الوالدية الخاطئة‬ ‫أ‪.11.‬تحدد أساليب الوقاية من األخطاء التربوية‬ ‫أ‪.12.‬تعرف التربية االيجابية والمبادئ التى تستند اليها‬ ‫أ‪ُ.13.‬ت َف ِّصل المشكالت التي ُيعاني منها األبناء داخل شبكة العالقات‬ ‫األسرية ‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أ‪ُ.14.‬تحدد أهم األسباب المؤدية إلى الخالفات واألزمات األسرية‬ ‫أ‪..15.‬تحدد مفهوم التفكك األسرى وأنواعه وأسبابه واآلثار المترتبة عليه‬ ‫وطرق الوقاية منه أو مواجهته والتغلب عليه‪.‬‬ ‫أ‪.16.‬تصف األسرة المضطربة والمولدة للمرض‪.‬‬ ‫المضطربة‪.‬‬ ‫ق‬ ‫أ‪ُ.17.‬تحدد البرامج المختلفة وطر الرعاية النفسية لألسرة ُ‬ ‫أ‪.18.‬تتعرف على مفهوم التماسك األسرى‬ ‫أ‪.19.‬تحدد المخاطر التى تواجه التماسك األسرى‬ ‫أ‪.20.‬تحدد مفهوم التوافق الزواجى واألسرى وما يؤثر فيه من متغيرات‬ ‫أ‪.21.‬تصف خصائص األسرة الفعالة‪.‬‬ ‫أ‪.22.‬تسترجع مهارات االتصال الفعال داخل األسرة‬ ‫أ‪.23.‬تعرف الحوار األسرى والمبادئ األساسية له وايجابياته ومعوقاته‪.‬‬ ‫أ‪ُ.24.‬تحدد أهم المهارات الالزمة لألخصائي النفسي في المؤسسات األسرية‪.‬‬ ‫أ‪ُ.25.‬ت َع ِّرف دور األخصائي النفسي في المؤسسات األسرية‪.‬‬ ‫أ‪.26.‬تتعرف على مفهوم برامج توعية وتدريب الوالدين‪ ،‬وأساليب الرعاية‬ ‫الفعالة‪.‬‬ ‫الوالدية َّ‬ ‫المساعدة في المجال األسري‪.‬‬ ‫أ‪.27.‬تذكر ُسبل الوقاية و ُ‬ ‫أ‪.28.‬تسترجع عدد من التفاعالت األسرية عبر المواقف الحياتية‪.‬‬ ‫أ‪.29.‬تحدد مدى اقتراب األسرة من مفهوم الصحة النفسية في ضوء كيفية‬ ‫مواجهتهم للمشكالت واألزمات‬ ‫أ‪.30.‬تتعرف على مقومات برامج تمكين األسرة‬ ‫أ‪.31.‬تميز مفاهيم علم النفس االيجابى ومهاراته في مجال علم النفس‬ ‫األسرى والتفاهم الزواجى وحل المشكالت األسرية‪.‬‬ ‫المبكر عن المشكالت األسرية‪.‬‬ ‫ب‪ُ.1.‬توظف ما تعلمته في الكشف ُ‬ ‫ب‪.‬المهارات المهنية‬ ‫لمساعدة احدى األسر‪.‬‬ ‫ب‪ُ.2.‬تخطط برنامج إرشادي ُ‬ ‫الخاصة بالمقرر‪:‬‬ ‫ومساعدتهم‬ ‫ب‪ُ.3.‬تصمم خطة واضحة لتنمية سلوكيات أبناء احدى األسر‪ُ ،‬‬ ‫على حل مشكالتها ‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ب‪.4.‬تبحث في األسباب المؤدية للخالفات النفسية التي تؤدى إلى انحراف‬ ‫األبناء‪.‬‬ ‫ب‪ُ.5.‬تطبق بعض االختبارات الخاصة بتشخيص بعض حاالت األبناء‬ ‫المعرضة للمشكالت النفسية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ب‪.6.‬تستخدم ما تعلمته في توعية المحيط المجتمعي القريب منها عن أهمية‬ ‫الفعالة وتأثيراتها على الشخصية‪.‬‬ ‫أساليب المعاملة الوالدية َّ‬ ‫الفعالة‪.‬‬ ‫ب‪.7.‬تتحدث في حمالت التوعية الخاصة بأساليب الرعاية الوالدية َّ‬ ‫ب‪.8.‬تخطط لتنمية وعى أفراد األسرة بأسباب الخالفات‪ /‬المشكالت وأساليب‬ ‫المواجهة والحل ‪ /‬الوقاية‪.‬‬ ‫ب‪.9.‬تصمم برنامج وقائي ‪ /‬عالجى لمساعدة األسر على حياة أفضل‪.‬‬ ‫ب‪.10.‬توظف مهارات االتصال بكفاءة فى نطاق أسرتها‪.‬‬ ‫ب‪.11.‬توظف ما تعلمته فى توجيه وارشاد المقدمين على الزواج وتكوين‬ ‫األسر‪.‬‬ ‫ب‪.12.‬تتذوق دور علم النفس فى الحياة األسرية‪.‬‬ ‫ج‪.‬المهارات الذهنية‪ :‬ج‪ُ.1.‬تلخص الطالبة المسارات التي مر بها االهتمام بعلم النفس األسري‬ ‫ج‪ُ.2.‬تفسر الطالبة التفاعالت األسرية في ضوء النظريات العلمية‪.‬‬ ‫ج‪ُ..3.‬تفسر أسباب األزمات والمشكالت األسرية‪.‬‬ ‫للمساعدة في التعامل‬ ‫المقدمة ُ‬ ‫ج‪ُ.4.‬تناقش الطالبة أنواع البرامج اإلرشادية ُ‬ ‫مع المشكالت واألزمات والخالفات األسرية‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المساعدة في المجال األسري‪.‬‬ ‫ج‪ُ.5.‬تلخص أهم ُسبل ُ‬ ‫ج‪ُ.6.‬تناقش الطالبة ردود فعل األبناء تجاه األساليب الوالدية‪.‬‬ ‫ج‪.7.‬تستنتج أهم المشكالت التي ُيعاني منها األبناء داخل شبكة العالقات‬ ‫األسرية‪.‬‬ ‫ج‪ُ.8.‬تقارن الطالبة بين أنواع األسر المختلفة‪.‬‬ ‫الفعال مع‬ ‫المساعدة التي ُيمكن أن تقدم للتعامل َّ‬ ‫ج‪ُ.9.‬تناقش الطالبة كيفية ُ‬ ‫الخالفات األسرية‪.‬‬ ‫المتبعة‪.‬‬ ‫ج‪ ُ 10.‬ن‬ ‫‪.‬تقار بين خصائص األسر على حسب األساليب الوالدية ُ‬ ‫المساعدة للوالدين عبر المواقف‬ ‫ج‪ُ.11.‬تلخص أهم األساليب والمهارات ُ‬ ‫التفاعلية‪.‬‬ ‫المساعدة في تعديل سلوك أفراد األسرة وتطوير‬ ‫ِّ‬ ‫ج‪َ.12.‬تقوم أهم البرامج ُ‬ ‫مهاراتهم‪.‬‬ ‫ج‪ُ.13.‬تقوم مدى تطور رؤيتها للمشكالت األسرية وكفاءتها في المساعدة‪.‬‬ ‫ج‪.14.‬تحلل أسباب المشكالت واألزمات التى تواجه األسر‬ ‫ج‪.15.‬تناقش األسر في ما يقدمونه من حلول لمشكالتهم‪.‬‬ ‫ج‪.16.‬تناقش األسر في أهمية مهارات االتصال الفعال والحوار البناء‬ ‫ج‪.17.‬تقارن بين التوجهات النظرية األساسية لإلرشاد والعالج األسرى‬ ‫ج‪.18.‬تستنتج المشكالت التى تواجه األبناء بعد التعرف على أساليب‬ ‫‪6‬‬ ‫المعاملة الوالدية السائدة‪.‬‬ ‫ج‪.19.‬تستنتج مستوى الصحة النفسية ألفراد األسرة من تحديد أسلوب‬ ‫مواجهتهم للمشكالت ومدى توظيفهم للمهارات‪.‬‬ ‫ج‪.20.‬تق أر في موضوعات متجددة ذات صلة بالمجال وتحدياته‪.‬‬ ‫ج‪.21.‬تترجم المفاهيم األساسية في المجال‪.‬‬ ‫د‪ُ.1.‬ت َف ِّعل دورها كأخصائية نفسية في توجيه الوالدين بكيفية رعاية أبنائهم‪.‬‬ ‫د‪.‬المهارات العامة‪:‬‬ ‫د‪.2.‬تستثمر التعلم الذاتي والنمو من خالل البحث عن مصادر المعلومات‬ ‫والتدريب المستمر‪.‬‬ ‫د‪.3.‬تتواصل من خالل النقد البناء لما يتم عرضه من معلومات أثناء‬ ‫المحاضرة‪.‬‬ ‫د‪.4.‬تجمع التقارير للمعلومات الواردة أثناء عروض المحاضرة‪.‬‬ ‫د‪ُ.5.‬تعاون زميالتها على العمل من خالل فريق‪.‬‬ ‫د‪.6.‬تعمل على إجادة استخدام نظام التعليم اإللكتروني على منصة الموديل‪.‬‬ ‫د‪ُ.7.‬تشارك القائمين على المؤسسات العقابية للكشف عن العناصر المحيطة‬ ‫بالجريمة‬ ‫د‪.8.‬تنقل خبرتها من خالل االستخدام المستمر لتطبيقات الحاسب اآللي‬ ‫كعروض البوربوينت‪.‬‬ ‫د‪ُ.9.‬تعبر عن رأيها وتحترم اآلراء‪.‬‬ ‫د‪.10.‬تقترح خطة لمساعدة احدى األسر ‪ /‬األزواج ‪ /‬األبناء‬ ‫‪7‬‬ ‫د‪.11.‬تشارك المحيطين في بيئتها ما اكتسبته من معارف ومهارات‬ ‫د‪.12.‬تتعامل مع مشكالتها في األسرة ‪ /‬مشكالت أفراد أسرتها بكفاءة أعلى‪.‬‬ ‫د‪.13.‬تجمع مزيد من المعارف المتجددة عن أسباب المشكالت والتحديات‬ ‫وأساليب مواجهتها بفاعلية‪.‬‬ ‫األسبوع‬ ‫المحتوى‬ ‫‪ -4‬محتوى المقرر‪:‬‬ ‫األول‬ ‫نظرة تاريخية لتطور علم النفس األسرى‪ ،‬تعريفه‪،‬‬ ‫‪1,4‬‬ ‫أهدافه وأهميته‬ ‫اعتبارات منهجية في دراسة األسرة‬ ‫الثانى ‪ -‬الثالث‬ ‫عالقة علم النفس األسري ببعض العلوم األخرى‬ ‫‪2,4‬‬ ‫تعريف الزواج والعوامل المؤثرة فى اختيار الشريك‪،‬‬ ‫أشكال الزواج‪ ،‬ودوافعه وتحديد سن الزواج‪ ،‬أهدافه‬ ‫ووظائفه‪ ،‬نظريات االختيار الزواجى‪ ،‬والتوافق‬ ‫الزواجى‪ ،‬السنوات األولى فى الحياة الزواجية‬ ‫الرابع‬ ‫األسرة وخصائصها وأشكالها ووظائفها وبنيتها‬ ‫‪3,4‬‬ ‫ومراحل تكوينها واحتياجاتها والنظريات المفسرة‬ ‫الخامس‬ ‫األسرة ودينامياتها‬ ‫‪4,4‬‬ ‫السادس‬ ‫األسرة كنسق اتصال‪ /‬وقواعدها وحدودها ‪ /‬تغير‬ ‫‪5,4‬‬ ‫النسق األسرى‪ /‬التماسك األسرى‪ :‬مقوماته ومخاطر‬ ‫مهددة‬ ‫‪8‬‬ ‫السابع‬ ‫األسرة المولدة للمرض‪ /‬التفاعل األسرى ‪ /‬المناخ‬ ‫‪6,4‬‬ ‫غير السوى والعمليات غير السوية واالتصال الخاطئ‬ ‫واألنماط الوالدية في البيئة المصرية‬ ‫الثامن‪ -‬التاسع‬ ‫نماذج ألهم المشكالت التى تواجه األسرة ( أزمات‪-‬‬ ‫‪7,4‬‬ ‫خالفات ‪ -‬تواصل‪)...-‬‬ ‫العاشر‬ ‫بعض مفاهيم علم النفس االيجابى لمساعدة أفراد‬ ‫‪8,4‬‬ ‫األسر‬ ‫الحادى عشر‬ ‫أساليب المعاملة الوالدية الفعالة والتربية االيجابية‪.‬‬ ‫‪9,4‬‬ ‫عالقة األسرة والمدرسة‬ ‫الثانى عشر‬ ‫الخدمات النفسية في المؤسسات األسرية ودور‬ ‫‪10,4‬‬ ‫األخصائي النفسي بين التشخيص والتعامل مع‬ ‫األسرة‬ ‫الثالث عشر‬ ‫التوعية واالرشاد والوقاية والمساعدة في المجال‬ ‫‪11,4‬‬ ‫والرابع عشر‬ ‫األسرى‬ ‫الخامس عشر‬ ‫االمتحانات النهائية‬ ‫السادس عشر‬ ‫‪ -5‬أساااااااااليب التعلاااااااايم‬ ‫المناقشة‬ ‫‪ُ. 1,5‬‬ ‫والتعلم‬ ‫‪. 2,5‬التعلم الذاتي‪.‬‬ ‫‪. 3,5‬التعلم التعاوني‪.‬‬ ‫‪. 4,5‬تكليفات بحثية‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ -6‬أساااااااااليب التعلاااااااايم ‪. 1,6‬ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا‬ ‫والااااااااتعلم للطااااااااالب ذوي‬ ‫‪. 2,6‬اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا‬ ‫القدرات المحدودة‬ ‫‪. 3,6‬اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا‬ ‫‪ -7‬تقويم الطاااالب‪:‬‬ ‫جا‪ -‬توزيع الدرجات‬ ‫ب‪-‬التوقيت‬ ‫أ‪-‬األساليب المستخدمة‬ ‫‪105‬‬ ‫وفقا للمواعيد اُلمقررة‬ ‫ً‬ ‫اختبار نهائي‪:‬‬ ‫لالختبارات النهائية‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫المقررة‬ ‫وفقا للمواعيد ُ‬ ‫ً‬ ‫تكليف بحثى‬ ‫لألعمال الفصلية‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫قبل موعد االختبارات‬ ‫تكليف بحثي‬ ‫النهائية‬ ‫‪ -8‬قائمة الكتب الدراسية والمراجع‪:‬‬ ‫‪.1‬محاضرات وفيديوهات على المنصة التعليمية للكلية ‪Moodle‬‬ ‫أ‪.‬مذكرات‬ ‫كتاب " علم النفس األسرى" المقرر لهذه الشعبة‬ ‫ب‪.‬كتب ُمْل ِّزَمة‬ ‫كتب مقترحة‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪ -1‬أحمد محمد الكندرى (‪.) 1992‬علم النفس األسرى‪.‬الكويت‪.‬‬ ‫‪ -2‬باسمة المنال(‪.)2012‬العنف األسرى‪.‬دار النهضة العربية‪.‬‬ ‫‪ -3‬ستيفن كوفى ( ‪ ) 2008‬العادات السبع لألسر األكثر فعالية ‪ ،‬مكتبة‬ ‫‪10‬‬ ‫جرير‪ ،‬ط‪.‬الخامسة‪ ،‬الرياض‪.‬‬ ‫‪ -4‬طه ربيع ( ترجمة ) علم النفس االيجابى والعالج األسرى‪ :‬فنيات مبتكرة‬ ‫وأدوات تطبيقية‪.‬‬ ‫‪ -5‬عبد الكريم بكار ( ‪ ) 2009‬التواصل األسرى‪ :‬كيف نحمى أسرنا من‬ ‫التفكك‪ ،‬ط‪.‬ثانية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪ -6‬عالء الدين كفافي (‪.)2015‬علم النفس األسري‪.‬دار الفكر للنشر‬ ‫والتوزيع‪.‬‬ ‫‪ -7‬عفاف محمد عبد المنعم (‪.)2019‬علم النفس األسري‪.‬دار المعرفة‬ ‫الجامعية‪.‬‬ ‫جميع المجالت في علم النفس والتي قد تهتم بهذا المجال‪ ،‬مثل ‪:‬‬ ‫دوريات علمية‬ ‫‪.2‬‬ ‫أو نشرات‪...‬‬ ‫(جميع الدوريات والمجالت العربية واإلنجليزية المتاحة عبر بنك المعرفة‬ ‫المصري)‪.‬‬ ‫‪A. Empowering Parents‬‬ ‫مواقع إلكترونية‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪B. Positive Psychology‬‬ ‫‪C. Psychology Today‬‬ ‫‪11‬‬ ‫فهرس املوضوعات‬ ‫الفصل األول ‪15....................................................................................................................................................‬‬ ‫مقدمة ‪15.........................................................................................................................................................‬‬ ‫ظهور علم النفس األسري وتطوره‪16......................................................................................................................‬‬ ‫تعريف علم النفس األسرى ‪20...............................................................................................................................‬‬ ‫عالقة علم النفس األسرى ببعض العلوم وفروع علم النفس األخرى ‪21.............................................................................‬‬ ‫أهمية علم النفس األسري ‪21.................................................................................................................................‬‬ ‫أهداف علم النفس األسرى ‪22................................................................................................................................‬‬ ‫طرق وأدوات البحث والدراسة في علم النفس األسري ‪23..............................................................................................‬‬ ‫اعتبارات منهجية في دراسة األسرة والتعامل معها ‪24..................................................................................................‬‬ ‫الفصل الثانى ‪29....................................................................................................................................................‬‬ ‫مراحل تكوين األسرة واحتياجاتها ‪29.......................................................................................................................‬‬ ‫تعريف مفهوم الزواج ‪30.....................................................................................................................................‬‬ ‫دوافع الزواج ‪33................................................................................................................................................‬‬ ‫تحديد سن الزواج ‪34...........................................................................................................................................‬‬ ‫الزواج المبكر ‪34...............................................................................................................................................‬‬ ‫كيفية اختيار شريك الحياة ‪35.................................................................................................................................‬‬ ‫أشكال الزواج ‪41..............................................................................................................................................‬‬ ‫أهداف ووظائف الزواج وتكوين األسرة ‪42...............................................................................................................‬‬ ‫نظريات االختيار الزواجي ‪44...............................................................................................................................‬‬ ‫تعريف النظام األسرى‪50.....................................................................................................................................‬‬ ‫األسرة‪ :‬تعريفها وخصائصها ‪51.............................................................................................................................‬‬ ‫بنية األسرة ‪52..................................................................................................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬خصائص المنظومة األسرية العامة والنفسية ‪55...................................................................................................‬‬ ‫الخصائص النفسية لألسرة ودينامياتها ‪57..................................................................................................................‬‬ ‫نمو األسرة وتطورها‪ :‬االستمرارية والتغيير ‪58..........................................................................................................‬‬ ‫األسرة بمثابة منظومة نفس‪-‬اجتماعية‪59...................................................................................................................‬‬ ‫التوازن الدينامي لألسرة‪59...................................................................................................................................‬‬ ‫المنظومات الفرعية والحدود ‪60.............................................................................................................................‬‬ ‫األسر والمنظومات األكبر ‪61................................................................................................................................‬‬ ‫‪12‬‬ ‫نظريات فى علم النفس األسرى‪62..........................................................................................................................‬‬ ‫السنوات األولى في الحياة الزواجية وتكوين األسرة ‪71.................................................................................................‬‬ ‫تأثير التوقعات للدور المنوط بالزوجين ‪72.................................................................................................................‬‬ ‫الفصل الثالث ‪74....................................................................................................................................................‬‬ ‫التوافق الزواجى ‪74............................................................................................................................................‬‬ ‫مظاهر التوافق الزواجي ‪78..................................................................................................................................‬‬ ‫مجاالت التوافق الزواجى ‪78.................................................................................................................................‬‬ ‫العوامل المؤثرة في التوافق الزواجي ‪80...................................................................................................................‬‬ ‫العوامل التي تؤدي إلى عدم التوافق بين الزوجين ‪85....................................................................................................‬‬ ‫دراسات نفسية عن التوافق ‪ /‬سوء التوافق الزواجي ‪89................................................................................................‬‬ ‫التماسك األسرى ‪94............................................................................................................................................‬‬ ‫مستويات التماسك األسري ‪95................................................................................................................................‬‬ ‫مقومات التماسك األسري ‪97.................................................................................................................................‬‬ ‫خارطة المخاطر التي يتعرض لها التماسك األسري ‪101...............................................................................................‬‬ ‫االسرة كنسق اتصالى‪107....................................................................................................................................‬‬ ‫نسق األسرة كشبكة عالقات إنسانية اجتماعية‪108....................................................................................................... ‎‬‬ ‫تطبيقات مبادئ نظرية األنساق ‪113........................................................................................................................‬‬ ‫حدود النسق األسرى ‪118.....................................................................................................................................‬‬ ‫االنفتاح واالنغالق فى النسق األسري‪121.................................................................................................................‬‬ ‫تغير النسق األسرى ‪126......................................................................................................................................‬‬ ‫مظاهر تضرر النسق الزواجي ‪127........................................................................................................................‬‬ ‫األسرة وحاجات األفراد إلى االتصال واالستقالل ‪128..................................................................................................‬‬ ‫الحاجة اإلنسانية إلى االتصال ‪128..............................................................................................................................‬‬ ‫االتصال باألخرين فى الطفولة ‪130.........................................................................................................................‬‬ ‫االتصال باآلخرين فى المراهقة ‪130........................................................................................................................‬‬ ‫االتصال باآلخرين في الرشد ‪132...........................................................................................................................‬‬ ‫الحاجة اإلنسانية إلي االستقالل ‪134.........................................................................................................................‬‬ ‫األسرة المولدة للمرض ‪135..................................................................................................................................‬‬ ‫التفاعل األسرى ‪137...........................................................................................................................................‬‬ ‫الفصل الرابع ‪138..................................................................................................................................................‬‬ ‫المناخ غيرالسوى في األسرة ‪138...............................................................................................................................‬‬ ‫بعض العمليات غير السوية فى األسرة ‪143...............................................................................................................‬‬ ‫االتصال الخاطئ فى األسرة المولدة للمرض ‪153........................................................................................................‬‬ ‫‪13‬‬ ‫األنماط الوالدية فى األسرة المولدة للمرض فى البيئة المصرية ‪159..................................................................................‬‬ ‫المشكالت والتحديات األسرية ‪162..........................................................................................................................‬‬ ‫أوال‪ :‬أنماط من التفكك األسرى ‪164........................................................................................................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الخالفات األسرية ‪167..................................................................................................................................‬‬ ‫االسباب التي تؤدى إلى الخالفات األسرية ‪168...............................................................................................................‬‬ ‫ثالثا‪ :‬األزمات األسرية ‪169..................................................................................................................................‬‬ ‫أسباب األزمات والمشكالت األسرية‪170..................................................................................................................‬‬ ‫بعض أنواع األزمات والمشكالت األسرية ‪172...........................................................................................................‬‬ ‫الفصل الخامس ‪175...............................................................................................................................................‬‬ ‫التوعية األسرية ‪175...............................................................................................................................................‬‬ ‫برامج ووسائل التوعية األسرية‪175........................................................................................................................‬‬ ‫وسائل التوعية األسرية‪176................................................................................................................................. :‬‬ ‫االرشاد الزواجي و العالج النفسي األسرى ‪178.........................................................................................................‬‬ ‫علم النفس اإليجابي وتمكين األسر ‪185....................................................................................................................‬‬ ‫التمكين ‪185.....................................................................................................................................................‬‬ ‫استراتيجيات حماية تماسك األسرة ( التحصين من خالل التمكين‪188............................................................................).‬‬ ‫الحوار ‪191......................................................................................................................................................‬‬ ‫الفصل السادس ‪202................................................................................................................................................‬‬ ‫الصحة النفسية لألسرة ‪202.......................................................................................................................................‬‬ ‫الصحة النفسية األسرية‪ :‬خصائصها ومقوماتها ‪203.....................................................................................................‬‬ ‫الصحة النفسية خالل أطوار حياة األسرة ‪206............................................................................................................‬‬ ‫الصحة النفسية األسرية وبناء التمكين وحسن الحال والسعادة ‪211...................................................................................‬‬ ‫المعاملة الوالدية والتربية االيجابية ‪221....................................................................................................................‬‬ ‫العالقات بين األسرة والمدرسة ‪227........................................................................................................................‬‬ ‫مهارات االخصائى النفسى فى المجال األسرى ‪231.....................................................................................................‬‬ ‫المراجع العربية‪234...............................................................................................................................................‬‬ ‫المراجع األجنبية ‪234..............................................................................................................................................‬‬ ‫‪14‬‬ ‫الفصل األول‬ ‫مقدمة‬ ‫يعتبر علم النفس األسري فرع من فروع علم النفس يدرس العالقات والديناميكيات النفسية في‬ ‫األسرة‪ ،‬كما يهتم بفهم التفاعالت بين أفراد األسرة وتأثيرها على الصحة النفسية لألفراد‪.‬وتتضمن‬ ‫الموضوعات التي يهتم بها علم النفس األسري قضايا مهمة مثل المشكالت الزواجية‪ ،‬والعالقات األبوية‪،‬‬ ‫والتربية وتأثيرها على سلوك األطفال‪ ،‬والتواصل في األسرة‪ ،‬والتأقلم مع التغير والتحوالت في األسرة‪.‬‬ ‫واإلنسان يعيش منذ بداية حياته فى عدد من السياقات المختلفة‪ :‬األسرة والمدرسة والرفاق‬ ‫والبيئة المهنية والنادى االجتماعى والثقافي والحزب السياسي وغيرها‪ ،‬ولكن يظل السياق األسرى من‬ ‫بين هذه السياقات سياق بالغ التفرد والخصوصية‪.‬فاألسرة هي المؤسسة ‪ -‬ربما الوحيدة ‪ -‬التى ينتمي‬ ‫إليها الفرد ويكون علي استعداد للتضحية بكل ما يملك من جهد أو وقت أو مال أو خبرة فى سبيلها وفى‬ ‫سبيل أفرادها‪ ،‬كذلك فإن األسرة تبادل أى عضو فيها هذا االستعداد للتضحية أيضا‪.‬وهكذا تتسم العالقات‬ ‫بين أفراد األسرة بالعمق والحساسية الشديدين على نحو يختلف عما يحدث فى أى سياق آخر‪.‬‬ ‫ومن هنا كان تأثير األسرة عميقا على تكوين شخصية الفرد فهى الجماعة األولية التى تنمو فى‬ ‫أحضانها شخصية الفرد فى سنوات حياته المبكرة والحاسمة‪ ،‬وهي الجماعة‪ ‎‬األولية التى تعلمه‬ ‫االتجاهات التى تتحكم فيما يتعلمه من المؤسسات األخري إلى حد بعيد‪.‬وقد أصبح هذا التأثير الحاسم‬ ‫لألسرة على شخصية الفرد ‪ -‬والذى يزداد وضوحا مع تقدم البحث العلمى ‪ -‬إحدى الحقائق القليلة التى‬ ‫يسلم بها علماء النفس من مختلف االتجاهات‪.‬وعند وجود ما يهدد تماسك األسرة ويحول دون تحقيقها‬ ‫ألهدافها السامية فإن لعلم النفس يده التى يمدها لألسر لتقديم المساعدة ألفراد األسرة من خالل التوجيه‬ ‫واالرشاد األسرى‪.‬وأصبح الفرض المطروح بقوة‪ -‬فى ضوء نتائج البحوث العلمية والممارسات العملية‬ ‫معا أن األسرة هى األسبق فى االضطراب من الفرد وأن األسرة ليست « ضحية للفرد المضطرب‪ ،‬بل‬ ‫األصح أن الفرد هو " ضحية األسرة المضطربة "‪ ،‬وعادة ما يكون هذا الفرد أضعف حلقات األسرة‪،‬‬ ‫وبالتالى فهو المرشح ألن يكون العضو الذى تعبر األسرة من خالله عن اضطرابها‪.‬‬ ‫ويمثل اإلرشاد والتوجيه والعالج النفسى والوقاية قنوات الخدمة النفسية‪ ،‬التى تقدم لألفراد أو األسر‬ ‫كجماعات بهدف التغلب على الصعوبات التى تعترضهم وتعوق توافقهم وإنتاجيتهم ‪.‬فاإلرشاد النفسي على‬ ‫‪15‬‬ ‫سبيل المثال يعتبر خدمة توجه إلى األفراد والجماعات الذين ما زالوا قائمين فى المجال السوى ولم‬ ‫يتحولوا بعد إلى المجال غير السوى‪ ،‬ولكنهم ‪ -‬مع ذلك ‪ -‬يواجهون مشكالت لها صيغة انفعالية حادة‪ ،‬أو‬ ‫تتصف بدرجة من التعقيد والشدة بحيث يعجزون عن مواجهة هذه المشكالت بدون عون أو مساعدة من‬ ‫الخارج‪.‬‬ ‫واإلرشاد النفسى يركز على الفرد ذاته أو على األسرة كجماعة ذاتها بهدف إحداث التغيير فى النظرة‬ ‫لألمور وفى التفكير وفي االنفعاالت والمشاعر واالتجاهات نحو المشكلة ونحو الموضوعات األخري التى‬ ‫ترتبط بها‪ ،‬ونحو العالم المحيط بالفرد أو الجماعة‪.‬ومن هنا فإن هدف العملية اإلرشادية ال يقف عند حد‬ ‫مساعدة الفرد أو الجماعة فى التغلب على المشكلة ولكنه ممتد إلى توفير االستبصار للفرد – واألسرة‬ ‫مما يمكن كل عضو من زيادة تحكمه في انفعاالته وزيادة معرفته بذاته وبالبيئة المحيطة به‪ ،‬وبالتالى‬ ‫زيادة قدرته على السلوك البناء واإليجابي‪ ،‬وكفاءة المواجهة للمشكالت في المستقبل‪ ،‬بل وفى اختيار‬ ‫السلوك األنسب الذى يحقق له التوافق‪ ،‬وفي تبنى وجهات النظر التى تيسر له الشعور بالكفاية والرضا‪،‬‬ ‫ومن ثم الصحة النفسية‪.‬وسوف نتناول فى جانب من هذا المحتوى دور التوعية األسرية والوقاية إضافة‬ ‫إلى العالج النفسى األسرى‪.‬‬ ‫ظهور علم النفس األسري وتطوره‬ ‫س ِري هو أحد فروع علم النفس – كما سبق االشارة الى ذلك ‪ -‬والتي تهتم‬ ‫يعتبر علم النفس األ َ‬ ‫بدراسة األسرة وأعضاءها كوحدة نفسية متكاملة‪.‬ويعتبر نتاجا للتطور الذي شهده علم النفس على مر‬ ‫العصور‪ ،‬حيث بدأ توجه االهتمام نحو األسرة وأثرها على الفرد‪ ،‬وتأثير الفرد على األسرة‪ ،‬مما أدى إلى‬ ‫ظهور فرع علم النفس األسري كمجال مستقل‪.‬‬ ‫وقد ظهر علم النفس األسري في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في أوروبا وأمريكا الشمالية‪.‬‬ ‫وكان التحول األكبر يتمثل في التركيز على نظرة الفرد واستقالليته عن األسرة‪ ،‬مع التركيز في الوقت‬ ‫نفسه على األثر الذي يمكن أن تحدثه العوامل األسرية على نمو الفرد وصحته النفسية‪.‬‬ ‫وقد تطور علم النفس األسري في العقود التي أعقبت ظهوره‪ ،‬وذلك نتيجة للتغيرات االجتماعية والثقافية‬ ‫واالقتصادية التي شهدتها المجتمعات على مر السنين‪.‬وفي القرن العشرين‪ ،‬توسعت مجاالت دراسة علم‬ ‫النفس األسري لتشمل المزيد من الجوانب االجتماعية والثقافية‪ ،‬مثل تأثير الطبيعة االجتماعية لألسرة‬ ‫واألثر النفسي الذي يمكن أن يحدثه السياق الثقافي على األفراد في األسرة‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫وإذا تتبعنا تاريخيا مراحل التطور التي مرت بها دراسة األسرة نجد أن هناك عدة فترات تاريخية‬ ‫هي‪:‬‬ ‫‪ ‬المرحلة األولى‪ :‬حيث اعتمدت المجتمعات القديمة البدائية في معيشتها على الحياة البسيطة من‬ ‫الصيد والزراعة والتجارة‪ ،‬وهي المرحلة التي تسمى بالمرحلة القديمة أو البدائية‪.‬وكان رب‬ ‫األسرة في هذه المجتمعات هو الذي يحدد نطاقها‪ ،‬ويعطي له المجتمع مطلق السلطة في ذلك‪.‬‬ ‫فكان من سلطته أن يضيف إلى األسرة من يشاء من األفراد حتى لو لم يكونوا من أصالب عائلته‪،‬‬ ‫فنطاق األسرة كان خاضعا لتصرفات كبير العائلة‪ ،‬ورهن مشيئته‪.‬وفي الجاهلية انتشرت ظاهرة‬ ‫وأد البنات بين قبائل العرب‪ ،‬كما قامت األسرة على االدعاء‪ ،‬حيث ال يلحق الولد بوالده إال إذا‬ ‫رضي به‪ ،‬حتى لو أنه من لحمه ودمه‪.‬وجاء اإلسالم بعد ذلك‪ ،‬وحارب هذه العادات‪.‬‬ ‫‪ ‎ ‬المرحلة الثانية‪ :‬وسميت بالمرحلة الفلسفية‪ ،‬ومن أوائل الفالسفة الذين تعرضوا لألسرة‬ ‫الفيلسوف كونفوشيوس ‪ ،‬الذي قام بعمل أول بحث عن أهمية األسرة في النظام االجتماعي‪ ،‬حيث‬ ‫رأى أن المجتمع الفاضل يعتمد أساسا على األسرة‪ ،‬واألسرة يمكن أن تستقر إذا ما أصلح الفرد‬ ‫نفسه‪.‬‬ ‫ومن الذين اهتموا باألسرة أيضا في هذه المرحلة أفالطون‪ ،‬حيث حاول أن يضع نظام لألسرة من خالل‬ ‫الجمهورية الفاضلة‪ ،‬وشرح النظام االجتماعي المثالي لألسرة قبل ألفي سنة تقريبا‪.‬ولقد حاول أفالطون‬ ‫أن يفرق بين طبقات األسر المختلفة في المجتمع فهناك نمط األسرة عند األفراد العاديين الذين تنسب إليهم‬ ‫صفة الحكمة‪ ،‬وأيضا نمط األسرة عند طبقة الحراس والزراع والتجار‪ ،‬التي من خاللهم حاول أن يحقق‬ ‫الثبات واالستقرار االجتماعي في المجتمع‪.‬وبعد ذلك جاء أرسطو الذي دعا إلى ضرورة المحافظة على‬ ‫كيان األسرة‪ ،‬وبين أن األسرة مكونة من الوالدين واألبناء‪ ،‬وفئة أخرى عندهم من ضمن األسرة وهم‬ ‫العبيد‪.‬‬ ‫وإذا انتقلنا إلى فالسفة المسلمين‪ ،‬نجد أن هناك الكثير منهم تحدثوا عن األسرة‪ ،‬ومنهم ابن خلدون‪ ،‬الذي‬ ‫حاول أن يهتم بدراسة نظام األسرة والقبيلة‪ ،‬من خالل علم العمران البشري‪ ،‬وما يتصل به من دراسة‬ ‫العمران البدوي والعمران الحضري‪.‬أما الغزالي فقد أشار إلى المسائل االقتصادية والجغرافية‬ ‫واالجتماعية المتعلقة باألسرة‪ ،‬وتحدث عن األسرة من خالل اهتمامه بتربية الطفل‪ ،‬وما يتصل بذلك من‬ ‫أسلوب الثواب والعقاب للوالدين في األسرة ودورهما في عملية التنشئة االجتماعية السليمة لألوالد‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫المرحلة الثالثة‪ :‬في هذه المرحلة حاول المفكرون من خالل كتاباتهم في األمور المتعلقة‬ ‫‪‬‬ ‫بسيكولوجية األسرة اإلسهام في تناول المشكالت األسرية‪ ،‬مستخدمين أساليب ومناهج البحث‬ ‫العلمي في تحديد مجال هذا العلم‪.‬وقد امتدت هذه المرحلة منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى‬ ‫اآلن‪ ،‬حيث ساهم علماء االجتماع واالنثروبولوجيا وعلماء النفس في زيادة الفهم للسياق النفسي‬ ‫واالجتماعي داخل األسرة‪.‬‬ ‫‪ ‬المرحلة الرابعة ‪ :‬وتمتد من منتصف القرن الماضي حتي اآلن وتتميز بتزايد االهتمام بالنظرية‬ ‫وتعمق الدراسات الكمية ولكن بطريقة اكثر منهجية إضافة إلي تجميع وتقييم البحوث التي أجريت‬ ‫في الماضي وتحديد المدارس الفكرية المختلفة لها أو اإلطارات المرجعية النظرية التي استخدمت‬ ‫في دراستها ‪.‬‬ ‫ومن المهتمين باألسرة كذلك سبنسر‪ ‎Spencer‬حيث أوضح في كتابه " الفلسفة التركيبية "‬ ‫انتقال وظائف األسرة إلى هيئات اجتماعية مختلفة‪ ،‬وصار لكل فرد في األسرة وظيفة ومركز اجتماعي‪،‬‬ ‫في حين في السابق كان يعد األب هو القاضي والحاكم والمدير االقتصادي لألسرة‪.‬‬ ‫أما أوجست كونت فقد تناول دراسة األسرة ونادى بتكوين األسرة من خالل الزواج وعارض فكرة‬ ‫الطالق‪.‬ويرى فرانكلين جيد نجز (‪ ) F. Giddings‬أن األسرة تمثل أبسط أشكال التجمعات التي وجدت في‬ ‫المجتمع‪.‬واألسرة اإلنسانية جماعة تقوم على القرابة والنسب بين أفراد عاشوا مع بعضهم في منطقة‬ ‫واحدة منذ والدتهم‪.‬وفي بداية القرن العشرين جاء جورج هيربرت ميد‪ ،‬الذي تحدث عن األسرة في‬ ‫نظريته في التفاعل الرمزي من خالل الدور الذي يلعبه األب في األسرة‪ ،‬عن طريق تفاعله مع اآلخرين‬ ‫في األسرة والعالقات الشخصية بين الزوج والزوجة واألوالد‪.‬‬ ‫وعلم النفس األسري في بلداننا العربية ال يزال في مرحلة المهد‪ ،‬كما أن البعض قد تعتريه‬ ‫الدهشة عندما يسمع أن تدريس مادة علم النفس األسري أمر قديم في الجامعات الغربية حيث يدرس‬ ‫بمنهج خاص منذ زمن بعيد خاصة بعد أن اتسعت مجاالت علم النفس في السنوات األخيرة‪.‬ورغم أن‬ ‫هناك الكثيرين ممن تحدثوا عن األسرة أمثال رجال الدين‪ ،‬وعلماء االجتماع‪ ،‬وعلماء األنثروبولوجيا إال‬ ‫أن القلة منهم قد تعرضوا إلى الناحية النفسية في دراستهم لألسرة‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫فاألسرة سياق بالغ التفرد والخصوصية بالتأكيد‪ ،‬فاإلنسان يعيش في سياقات عديدة منذ بداية‬ ‫حياته‪ ،‬ولكن السياق األسري من بينها له خصوصيته المتفردة‪ ،‬ألن ما يحدث لإلنسان فيه ومن خالله‬ ‫يؤثر على طريقة تفاعله في السياقات األخرى‪.‬‬ ‫وهذا هو معنى أن األسرة جماعة أولية‪ ،‬ليس من حيث أسبقية تأثيرها فقط‪ ،‬ولكن من حيث أن ما‬ ‫يتعلمه الفرد فيها يحكم سلوكياته ويحكم اختياراته للمواقف حيث يكون هناك مجال لالختيارات ‪ -‬التي‬ ‫يعرض نفسه لها‪ ،‬وبالتالي يتعلم فيها وينمي مهاراته ويكتسب خبراته من خاللها ‪.‬‬ ‫ولذا فاألسرة هي العامل البيئى األول بال منازع‪ ،‬كما أنها الوسط الذي تحدث فيه عمليات وراثة ما‬ ‫قدر لإلنسان أن يرثه من أسالفه وأصالبه‪.‬ومن أجل ذلك كانت األسرة موضع اهتمام علماء النفس شأنهم‬ ‫في ذلك شأن العلماء في بقية العلوم االجتماعية‪.‬‬ ‫وقد مر تعامل علماء النفس مع األسرة بمراحل ثالث أساسية‪:‬‬ ‫عوملت األسرة في المرحلة األولى كمصدر للمعلومات خاصة عندما يطبق منهج دراسة الحالة‬ ‫على أحد أفراد االسرة ‪.‬وعندها اكتشف علماء النفس عمق التأثير األسري على نمو شخصية الفرد‬ ‫وتحديد سلوكه‪.‬‬ ‫ثم بدأت المرحلة الثانية وهى النظر إلى األسرة باعتبارها عامال هاما شديد التأثير على أفرادها‪ ،‬وهى‬ ‫المرحلة التي يقف عندها الكثير من الباحثين والكتاب في علم النفس‪.‬‬ ‫أما المرحلة الثالثة فهى التي تبلورت في العقدين األخيرين من القرن العشرين خاصة في مجال علم نفس‬ ‫غير العاديين ‪ Abnormal Psychology‬وعلم النفس االكلينيكي ‪ Clinical Psychology‬واإلرشاد‬ ‫النفسي ‪.Counseling‬فلم يعد في هذه المرحلة من ينظر إلى األسرة كمصدر للمعلومات أو كعامل هام في‬ ‫التأثير على أفرادها ولكن كان ينظر إليها باعتبارها حجر الزاوية في السواء والالسواء أو في الصحة‬ ‫النفسية واالضطراب النفسي ألعضائها‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫تعريف علم النفس األسرى‬ ‫يعرف علم النفس األسرى بأنه فرع من علم النفس يهتم بدراسة الظواهر النفسية التي تحدث‬ ‫داخل األسرة وتؤثر على سلوكيات األفراد وعالقاتهم االنفعالية واالجتماعية‪ (.‬حوراء الغامدي‪) 2014 ،‬‬ ‫كما يعرف بأنه االهتمام بدراسة التفاعالت البشرية المتكونة في سياق األسرة وتأثيرها على تطور األفراد‬ ‫النفسي واالجتماعي (خالد عبد الوهاب الراشد‪.) 2009 ،‬‬ ‫ويرى فاضل عبد النعيم أبو نجم بأنه العلم الذى يهتم بدراسة تكوين األسرة وأثرها على تفكير وسلوك‬ ‫األفراد‪ ،‬ويهدف إلى فهم العوامل النفسية التي تتداخل مع بنية األسرة وتؤثر في العالقات األسرية‬ ‫المختلفة ( فاضل عبد النعيم أبو نجم‪.) 2011 ،‬‬ ‫ويرى محمد بن خليل السهارنة أن علم النفس األسرى يركز على دراسة السلوكيات واالنفعاالت‬ ‫واالعتقادات التي تحدث داخل األسرة وتؤثر على صحة وسالمة أفرادها‪ ،‬ويهدف إلى توفير الدعم‬ ‫والمساعدة النفسية لألفراد والعائالت في تحسين عالقاتهم األسرية (محمد بن خليل السهارنة ‪.) 2015 ،‬‬ ‫كما يعنى علم النفس األسرى بدراسة دور العوامل النفسية في تشكيل السلوك والتفكير لدى األفراد داخل‬ ‫األسرة‪ ،‬وكيفية تأثير العالقات األسرية في صحة األفراد النفسية واالجتماعية‪ (.‬فاطمة سعيد ‪)2013 ،‬‬ ‫كما يعرف علم النفس األسرى بأنه العلم الذى يهتم بدراسة التواصل والتفاعالت النفسية واالجتماعية التي‬ ‫تحدث بين أفراد األسرة‪.‬ويهدف إلى فهم كيفية تأثير النواحي النفسية في تكوين العالقات األسرية‬ ‫وتطورها‪ ،‬وكيف يمكن للعوامل النفسية أن تؤثر على الصحة النفسية ألفراد األسرة‪.‬وتشمل موضوعات‬ ‫علم النفس األسرى دراسة تأثير االنفعال والتفكير والسلوك على العالقات األسرية‪ ،‬باإلضافة إلى دراسة‬ ‫دور العوامل االجتماعية والثقافية في تشكيل العالقات األسرية‪.‬ويعتمد علم النفس األسرى على النظريات‬ ‫واألبحاث والتجارب العلمية لفهم العمليات النفسية التي تحدث في سياق األسرة وتأثيرها على سلوك‬ ‫األفراد‪).Cox, M.J., & Brooks-Gunn, J. (Eds.). ;1999(.‬‬ ‫ولما كان علم النفس األسري يهتم بدراسة تأثير األسرة والعالقات األسرية على الفرد والسلوك االجتماعي‬ ‫فهو ال يعمل بشكل مستقل عن العلوم األخرى‪ ،‬بل يعتمد على العديد من التفاعالت والمعارف المشتركة مع‬ ‫مجاالت علمية أخرى‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫عالقة علم النفس األسرى ببعض العلوم وفروع علم النفس األخرى‬ ‫ومن بين العلوم األخرى وفروع علم النفس التي يرتبط علم النفس األسري بها‪:‬‬ ‫‪ -1‬علم النفس االجتماعي‪ :‬حيث يهتم بدراسة كيفية تأثير المجتمع والثقافة على اإلنسان وسلوكه‪.‬‬ ‫هذا العلم لديه تشابه كبير مع علم النفس األسري حيث يدرس تأثير األسرة والعالقات االجتماعية‬ ‫على الفرد‪.‬‬ ‫‪ -2‬علم االجتماع‪ :‬يهتم علم االجتماع بدراسة المجتمع وتفاعالت األفراد والمجموعات فيه‪.‬ويتناول‬ ‫العديد من المفاهيم والنظريات التي يقوم عليها علم النفس األسري لفهم العالقات األسرية‬ ‫وتأثيرها على األفراد والمجتمع‪.‬‬ ‫‪ -3‬علم األسرة‪ :‬يهتم علم األسرة بدراسة تركيبة األسرة ووظائفها وتفاعالتها الداخلية‪.‬يوفر علم‬ ‫األسرة اإلطار النظري واألدوات الالزمة لعلم النفس األسري لدراسة العالقات األسرية والظروف‬ ‫التي تؤثر فيها‪.‬‬ ‫‪ -4‬علم التربية‪ :‬يهتم علم التربية بدراسة عملية تنشئة األطفال وتعليمهم‪.‬ويعتبر علم النفس األسري‬ ‫أحد األسس النظرية التي يستند عليها علم التربية لفهم تأثير العالقات األسرية والتربية على نمو‬ ‫الشخصية وتطورها‪.‬‬ ‫باختصار‪ ،‬يعتمد علم النفس األسري على التفاعل بين عدة علوم وفروع علم النفس األخرى لفهم تأثير‬ ‫األسرة والعالقات األسرية على النفس الفردية‪.‬‬ ‫أهمية علم النفس األسري‬ ‫يتفق الباحثون في مجال دراسة العالقات األسرية على أهمية األسرة فهي نظام اجتماعي له تقاليده‬ ‫الخاصة به‪ ،‬وله نفعه بالنسبة للفرد‪ ،‬وبالنسبة للمجتمع الكلي‪.‬وتكاد تنحصر أهم أسباب الدراسات‬ ‫األسرية فيما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬ما أكدته الدراسات من تأثير العالقة بين األبوين واألطفال في نمو شخصياتهم وفي مظاهر النمو‬ ‫العقلي واللغوي واالجتماعي واالنفعالي لديهم‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪ -2‬ما أكدته آراء التحليلين القدامى والجدد وغيرهم من تأثير الخبرات المبكرة في سالمة الشخصية‬ ‫وفي الصحة النفسية في المستقبل‪.‬‬ ‫‪ -3‬وجود النظرة التقليدية إلى تأثير الوراثة األسرية‪ ،‬وتأثير اتجاهات األسرة وأساليبها في التنشئة‬ ‫االجتماعية‪ ،‬ومستواها االجتماعي واالقتصادي والثقافي في ذكاء األطفال وإمكاناتهم العقلية‬ ‫والجسمية والنفسية وعالقاتهم االجتماعية‪.‬‬ ‫‪ -4‬ما كشفت عنه دراسات الصحة النفسية من وجود عالقة بين أنماط التفاعل األسري والعالقات‬ ‫األسرية وبين ما يصاب به األبناء من اضطرابات نفسية أو ما يتعرضون له من انحرافات‬ ‫سلوكية‪.‬كما أن لعلم النفس األسري أهمية في اكتشاف المشكالت النفسية بين اآلباء واألبناء‬ ‫واألزواج والزوجات‪ ،‬وما إلى ذلك من أسباب وآثار نفسية يمكن ادارتها وتخفيف حدتها‪ ،‬بما‬ ‫يعالج كثيرا من عوامل تفكك األسرة‪.‬‬ ‫أهداف علم النفس األسرى‬ ‫يهدف علم النفس األسري إلى مساعدة األسرة على إنجاز وتحقيق وظائفها المتعددة بصفة‬ ‫خاصة الزواج المتوافق وتنشئة األبناء تنشئة سوية ايجابية‪.‬كما يهدف إلى معاونة األسرة على فهم كيفية‬ ‫تحقيق المطالب المادية الضرورية لحياة أفرادها من غذاء وكساء ومأوى ورعاية صحية‪ ،‬وبالمثل الرضى‬ ‫بما في الحياة من مآسي أو أزمات بسيطة أو شديدة ولتكوين العالقات الحسنة مع اآلخرين من أفراد‬ ‫الجماعات والمؤسسات االجتماعية‪ ،‬والمساهمة في زيادة اإلنتاج القومي ورفاهية البشرية ‪.‬‬ ‫ويمكن تحديد أهداف علم النفس األسرى فيما يلى‪:‬‬ ‫‪ -1‬ترشيد دور األسرة في االلتزام بأساسيات حياتية معينة مثل االنجاب والتنشئة الدينية‬ ‫واالجتماعية للطفل‪ ،‬وأمور الدراسة والزواج والعمل والتقاعد والوفاة ‪.‬‬ ‫‪ -2‬تكوين اتجاه المساندة لمن يكون ضعيفا من أفراد األسرة أو ناقص النضج‪ ،‬أو مريضا أو مصابا‬ ‫بإصابة جسيمة أو عقلية أو قعيدا ‪.‬‬ ‫‪ -3‬معاونة الزوجين على إدراك الصلة األسرية‪ ،‬وعلى تخطيط البيئة األسرية وتعليمهما المهارات‬ ‫الالزمة‪.‬‬ ‫‪ -4‬معاونة أفراد األسرة على إدراك ذواتهم وبيئتهم األسرية وتقييمها ‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪ -5‬تحسين أسلوب تعامل كل من أفراد األسرة مع اآلخر‪.‬‬ ‫‪ -6‬ربط الحاجات الشخصية لكل من أفراد األسرة بحاجات أسرية وحاجات الجماعة والمؤسسات‬ ‫القائمة بالمجتمع‪.‬‬ ‫‪ -7‬معاونة األسرة في قدرتها على مجابهة المشكالت واألزمات والصعوبات والتعامل معها بصورة‬ ‫واقعية وايجابية‪ ،‬وهذا يؤدي إلى تقليل حاالت التفكك األسري‪ ،‬والطالق‪ ،‬والحيلولة دون حدوث‬ ‫المشكالت الحادة والجرائم‪ ،‬كما يؤدى إلى حياة أفضل وصحة نفسية وأسرية أفضل‪.‬‬ ‫طرق وأدوات البحث والدراسة يف علم النفس األسري‬ ‫من أجل دراسة طبيعة العالقات األسرية‪ ،‬وسبل حل األزمات األسرية‪ ،‬وطرق توجيه األسرة لحياة‬ ‫أفضل‪ ،‬يستخدم الباحثون في هذا المجال طرق جمع البيانات المستخدمة في فروع علم النفس‬ ‫األخرى‪ ،‬والتي تتمثل باألساس ‪ -‬في هذا التخصص ‪ -‬فيما يلي‪:‬‬ ‫‪‎‬أ ‪ -‬االستبيان‬ ‫وهو أداة مفيدة في تشخيص بعض الظواهر والمشكالت األسرية‪.‬وهو إما أن يكون ذا أسئلة مفتوحة‬ ‫أو محددة ( مغلقة )‪ ،‬إال أن األسئلة المحددة فى بنود أو عبارات يتبعها اختيار ( كنعم و ال )‪،‬‬ ‫( موافق‪ ،‬أرفض )‪ ،‬تكون أكثر موضوعية؛ إذ ال مجال فيها للتحيز الشخصي إلى حد ما‪.‬‬ ‫ب‪-‬المقابلة‬ ‫وتتم عن طريق لقاء كل من الباحث وأحد أفراد األسرة‪ ،‬أو أكثر من فرد‪ ،‬حسب متطلبات الدراسة‪،‬‬ ‫وجها لوجه‪ ،‬في مكان وزمان محددين‪.‬وتحتاج المقابلة إلعداد مسبق من الباحث ‪.‬ومن أنواعها ‪:‬‬ ‫المقابلة المباشرة‪ ،‬حيث يجمع الباحث معلومات مفصلة عمن سيلتقي بهم‪ ،‬وتهدف عادة للتشخيص‬ ‫والعالج ‪.‬‬ ‫والمقابلة غير المباشرة‪ ،‬حيث يجمع فيها الباحث معلوماته أيضا‪ ،‬ولكنه قد يلتقي المحيطين بالفرد‬ ‫المستهدف وذوي الصلة به‪.‬وتهدف لجمع معلومات عن بعض األشخاص باألسرة‪ ،‬من ذوى الظروف‬ ‫الخاصة بها‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ج‪ -‬المالحظة‬ ‫وتهدف لجمع معلومات دقيقة عن األسرة ككل ‪.‬ويمكن تقسيمها إلى‪:‬‬ ‫‪ -1‬المالحظة المباشرة ‪ :‬وفيها يقوم الباحث بمالحظة سلوك الفرد باالتصال المباشر‪.‬‬ ‫‪ -2‬المالحظة الطبيعية ‪ :‬وفيها يتجنب الباحث أي عبث أو تدخل بالبيئة العادية لألسرة فهو يالحظ‬ ‫سلوكهم بشكل تلقائي‪.‬‬ ‫‪ -3‬المالحظة بالمشاركة‪ :‬وفيها يعيش الباحث الحدث نفسه ويكون عضوا في الجماعة لفترة مؤقتة‪،‬‬ ‫وال يكشف فيها الباحث عن نفسه ليظل سلوك األسرة تلقائيا‪.‬‬ ‫وتحدد فروض الدراسة أو أهداف العمل طبيعة المالحظة المنشودة‬ ‫د‪ -‬قياس العالقات االجتماعية ( السوسيوجرام )‬ ‫تكشف طريقة قياس العالقات االجتماعية عن بعض الحقائق األسرية‪ ،‬مثل أولويات التفضيل لدى أفراد‬ ‫األسرة بين الوالدين واألبناء واألخوة‪ ،‬وأبنية القياس االجتماعي تترجم لشبكة من العالقات‬ ‫االجتماعية وتكشف عن مدى التنظيم والتكوين الداخلي للجماعة‪ ،‬ومدى التقارب والنفور بين أفراد‬ ‫األسرة‪.‬وأنواع عالقات األسرة تتمثل في‪:‬‬ ‫‪ -1‬العالقة الدائرية ‪ :‬حيث تبدأ من األب إلى األم إلى األبناء ثم تعود لألب‪.‬‬ ‫‪ -2‬العالقة المركزية ‪ :‬وتشير لزعامة أحد أفراد األسرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬العالقة التفاعلية ‪ :‬حيث يتصل األبناء ببعضهم بعضا مباشرة وبالوالدين ‪.‬‬ ‫اعتبارات منهجية يف دراسة األسرة والتعامل معها‬ ‫هناك عدد من االعتبارات المنهجية يتعين العمل بموجبها بغية زيادة فاعلية التدخل لعالج مشكالت‬ ‫األسرة‪ ،‬وصوال إلى تمكينها وتحصينها‪ ،‬أهمها ما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‎‬ضرورة التحول من النظرة الجزئية في خريطة األخطار التي تتعرض لها وبرامج التدخل لحمايتها‬ ‫منها‪ ،‬إلى النظرة الكلية‪.‬فاألخطار متنوعة‪ ،‬وكل منها يحتاج إلى تدخل نوعي في الممارسة الميدانية‪،‬‬ ‫إال أن التدخل النوعي ال بد أن يندرج ضمن سياسة اجتماعية عامة لحماية األسرة وتمكينها‪.‬ذلك أن‬ ‫‪24‬‬ ‫األخطار والمشكالت تتفاعل فيما بينها‪ ،‬ويزيد من تأثير بعضها بعضا بحيث يتفاقم وضع األسرة مثل‬ ‫تفاعل وضع التغذية مع الصحة ودرجة التعليم‪ ،‬ومستوى الوعي الثقافي لألسرة‪ ،‬ومستواها‬ ‫االقتصادي‪.‬كل من هذه العوامل يؤثر على األخرى‪.‬وبالتالي ال بد من ادراج التدخل النوعي ضمن‬ ‫برنامج تحصين وتمكين عام يهدف إلى تحسين نوعية حياة األسرة ولعبها للدور الفاعل في ذلك‬ ‫وليس مجرد تلقي المساعدة والعون واستهالكهما‪.‬وإذا لم يتم هذا التحول في العمل مع األسرة من‬ ‫الجزئي إلى الكلي أو باألصح من الجزئي بإدراجه ضمن خطة كلية‪ ،‬فقد نكون بصدد إجراءات مؤقتة‬ ‫وبالتالي محدودة الفاعلية‪.‬‬ ‫‪ -2‬ويرتبط بهذا المنظور الكلي في التدخل وتكمله ضرورة وضع المشكالت والظواهر واألخطار ضمن‬ ‫سياقاتها االجتماعية واالقتصادية والسكانية والسياسية‪ ،‬وكذلك تحوالت العولمة‪ ،‬والتحضر السريع‪.‬‬ ‫فالطالق مثال ال يمكن التعامل معه هكذا بشكل مجرد معزوال عن سياقاته الثقافية والسياسية واألمنية‬ ‫واالقتصادية‪.‬والطالق في األوساط المترفة حيث يسود االهتمام بالرغبات الفردية‪ ،‬يختلف عن الطالق‬ ‫في أوساط األسر المتصدعة حيث لم يقم الزواج أصال على أسس متينة نفسية وتعليمية واقتصادية‬ ‫تضمن تماسك األسرة ونمائها‪.‬وكال األمرين يختلف عن الطالق الذي يعقب الزيجات المتسرعة التي‬ ‫تقوم على ظروف استثنائية‪ :‬زيجات من نوع النزوات المرتبطة بحاجات آنية كما أنها ترتبط بدينامية‬ ‫التكدس السكاني في بيئات مغلقة وما يمكن أن يثيره من أوجه غواية عابرة‪.‬وتختلف هذه الحاالت‬ ‫الثالث عن الطالق الناتج عن قرار عقالني واع ومتوافق عليه بين الطرفين نتيجة لتحوالت المسار‬ ‫المهني لكل منهما وتأثيره على الزواج‪.‬كما أن نتائج كل حالة من هذه الحاالت مختلفة عما عداها‬ ‫وتتطلب تدخال نوعيا خاصا ‪.‬‬ ‫‪ -3‬من أبرز االعتبارات المنهجية عند العمل مع األسرة التحول من التركيز على المشكالت إلى اكتشاف‬ ‫اإليجابيات والبناء عليها في التدخل‪.‬وهو ما يشكل المبدأ المنهجي العام واألساس الذي يجب أن تبني‬ ‫عليه التوجهات واإلجراءات التي تحكم السياسة االجتماعية لخدمات األسرة‪.‬صحيح أن هناك مشكالت‬ ‫نابعة من األخطار ومن قصور السياسات االجتماعية لألسرة‪ ،‬إال أن عالج هذه المشكالت ال بد أن يستند‬ ‫إلى ما يتوفر من إيجابيات لدى األسرة ذاتها وفي محيطها‪ ،‬أو في الوضع العام‪.‬حتى في أشد األزمات‬ ‫والمصاعب هناك دوما أوجه قوة وصحة واقتدار هي التي يجب االستناد إليها لمواجهة األخطار‬ ‫والمشكالت‪.‬وأفضل طريقة لفاعلية حل أي مشكلة تتمثل في البحث عن أوجه القوة والصحة والقدرة‬ ‫الظاهرة منها أو الكامنة وتفعيلها لمقاومة سلبيات المشكلة وهى تمثل فلسفة علم النفس اإليجابي‬ ‫‪25‬‬ ‫بمواجهة الحياة بما يستند اليه االنسان من بصمة القوة‪.‬فالدواء في العالج الطبي ال يشفي إال بمقدار‬ ‫توفر أوجه صحة وإمكانات مناعة وعافية لدى المريض‪.،‬كذلك هو الحال في التصدي للمشكالت‬ ‫واألخطار‪.‬‬ ‫إننا بصدد عقبة إدراكية عند اإلنسان حيث يميل الناس عادة في أي موقف إلى إبراز السلبيات متغافلين‬ ‫عن اإليجابيات‪ ،‬سواء الظاهرة منها أم الكامنة‪.‬في الصراع الزواجي مثال يميل كل من الطرفين عادة إلى‬ ‫إبراز سلبيات الطرف اآلخر وسلبيات العالقة معه‪ ،‬متغافلين عن إيجابيات هذا اآلخر والعالقة معه‪.‬وهو ما‬ ‫يؤدي عادة إلى تضخيم الصراع وتأزيمه من خالل حشد السلبيات‪.‬إال أن تدخل الحكماء إلصالح ذات‬ ‫البين‪ ،‬يراهن عادة على إيجابيات كل منهما وإيجابيات حياتهما المشتركة فيبرزها ويضعها في الصدارة‪.‬‬ ‫وهو بذلك يعدل من نظرة كل منهما للمشكلة ويدفع بها في اتجاه الواقعية‪ ،‬إن لم نقل اإليجابية‪ :‬فالحياة‬ ‫تحمل الجانبين اإليجابي والسلبى وكذلك اإلنسان‪ ،‬وال بد من إبراز اإليجابيات حتى تحل المشكلة‪.‬‬ ‫وفي خارطة المشكالت التي تعرضت لها األسرة ال بد من البحث عن أوجه القوة واإليجابية في وضعها‬ ‫وظروفها وعالقاتها‪.‬وعلى سبيل المثال لقد دلت الوقائع الفعلية طوال عقود الحروب واالجتياحات‬ ‫وأخطارها في لبنان‪ ،‬أن معظم األسر اللبنانية تمكنت من التعامل معها واستيعابها والخروج منها بالحد‬ ‫المعقول من األضرار‪.‬إنها طاقات الحياة االيجابية والتمسك بها‪ ،‬و القدرة االستيعابية لألزمات والمحن‪،‬‬ ‫و اكتساب الحصانة والتكيف مع األزمات‪ ،‬وهي نظام التآزر األسري والمحلي والوطني منقطع النظير‬ ‫الذي ظهر خالل االجتياحات‪.‬وهي أوال وقبل كل شيء االلتزام بالوطن واألرض واالنتماء‪ ،‬وروح التحدي‪،‬‬ ‫ال يخلو األمر من كثير من األذى النفسي واالجتماعي والمادي الذي ألحقته هذه الحروب واالجتياحات‬ ‫باألسرة اللبنانية وبالبنية الوطنية اللبنانية ذاتها‪ ،‬إال أنها لم تؤد إلى الدمار والتفكك المفترض نظريا‪ ،‬حيث‬ ‫تغلبت قدرات التكيف االستيعابي على قوى الدمار‪.‬واألسرة اللبنانية ليست في ذلك فريدة من نوعها‪،‬‬ ‫فأمثلة صمود الشعب الفلسطيني والعراقي والجزائري‪ ،‬وكل الشعوب العربية شاهدة على ذلك‪.‬‬ ‫وعادة ما تكون اإليجابيات كامنة وغير ظاهرة للعيان‪ ،‬على عكس السلبيات التي تتصدر واجهة اإلدراك‪.‬‬ ‫ولذلك ال بد منهجيا من تشخيص المشكالت واألخطار بالفنيات المناسبة والتنقيب عن اإليجابيات وتفعيلها‪،‬‬ ‫ومن البحث عن تلك اإلمكانات التي يمكن توليدها وتوظيفها‪ ،‬و بذلك يمكن للتدخل أن يكتسب فاعليته‬ ‫العملية‪ :‬موازنة المعوقات والمشكالت مع اإليجابيات والميسرات واإلمكانات‪ ،‬ووضع خطة التدخل انطالقا‬ ‫من هذه الموازنة‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪ -4‬الخصائص النوعية لمختلف الشرائح األسرية‪ :‬جرت العادة في أدبيات الدراسة االجتماعية‬ ‫والنفسية‪ ،‬كما في التقارير العربية والدولية‪ ،‬الحديث عن األسرة بشكل عام‪ :‬األسرة العربية‪،‬‬ ‫األسرة المصرية‪ ،‬األسرة اللبنانية الخ‪...‬كذلك هو شأن الدراسات واألبحاث واإلحصائيات حيث‬ ‫التعميم هو الشائع في دراسة األوضاع الصحية أو التعليمية أو االقتصادية أو الصحة اإلنجابية‬ ‫وغيرها‪.‬هناك خطأ منهجي في هذا الميل إلى التعميم‪ ،‬وهو الخطأ ذاته الذي يصيب الدراسات‬ ‫الخاصة بالشباب‪.‬الواقع أنه في أي مجتمع هناك عدة شرائح أسرية‪ ،‬كما أن هناك عدة شرائح‬ ‫من الشباب‪.‬لكل شريحة خصائصها التكوينية وظروفها‪ ،‬وبالتالي احتياجاتها ومتطلباتها‬ ‫وإمكاناتها‪.‬وفي الحديث عن األسرة العربية وما تتعرض له من مشكالت ال بد إذا من التخصيص‪:‬‬ ‫عن أي شريحة أسرية يتم الحديث؟ ذلك أن خريطة المشكالت العامة ال تصيب كل الشرائح‬ ‫األسرية بنفس الحدة والشدة واألضرار‪.‬وعلى صعيد التدخل ورسم سياساته ووضع برامجه‪ ،‬ال بد‬ ‫من أخذ خصائص كل شريحة باالعتبار بما يلبي احتياجاتها النوعية‪ ،‬انطالقا من مسيراتها‬ ‫ومعوقاتها وظروفها ‪.‬‬ ‫فمثال األسر المهمشة والمتصدعة‪ :‬يشيع تواجد هذه الشريحة في مناطق السكن الهامشية‬ ‫العشوائية‪ ،‬وبعض البؤر السكنية المتدهورة عمرانيا واجتماعيا‪ ،‬تواجدها في هذه المناطق هو‬ ‫بحد ذاته مصدر خطر إنساني وقيمي كبير‪ ،‬إذ تفتقر هذه األحياء إلى الخدمات الصحية والسكنية‬ ‫واإلنارة والماء‪ ،‬وتظل على هامش رقابة األجهزة األمنية وضبطها لسلوكيات األفراد‪ ،‬ما عدا‬ ‫حاالت الحمالت بحثا عن مجرمين أو مطلوبين‪.‬يشيع في هذه األوساط عادة الكثير من حاالت‬ ‫اإلدمان والدعارة واألعمال الهامشية غير المشروعة ( بيع مواد وبضائع مهربة )‪.‬وتتدهور قيمة‬ ‫اإلنسان واحترامه لذاته ولذلك ال يتردد الكبار كما الصغار عن اإلقدام على سلوكيات احتيالية وال‬ ‫أخالقية ‪.‬البيئة ذاتها هي مصدر خطر خلقي كبير حيث يسود ما دون خط الفقر‪.‬ومن المعروف‬ ‫في الصحة النفسية أن " ما دون خط الفقر هو ذاته ما دون خط الكرامة البشرية "‪.‬‬ ‫غالبا ما تكون أسر هذه الشريحة لها من التكوين ما يختلف عن شرائح أخرى‪ :‬الوالدان أميان‪،‬‬ ‫األب غير مؤهل مهنيا ويرتزق من أعمال عابرة حسب الظروف والفرص‪ ،‬بعضها متكيف‬ ‫ومشروع والكثير منها غير ذلك ويمكن أن يقع تحت طائلة القانون‪ ،‬ويتذبذب األب ما بين الكسب‬ ‫والبطالة‪ ،‬كما قد ينجرف نحو اإلدمان حيث ينفق ما يحصله على الخمر والمخدر‪.‬وقد تكون األم‬ ‫أمية بدورها وتفتقر إلى القدرة على تدبير شؤون حياة األسرة‪.‬تعيش األسرة بدون تخطيط حيث‬ ‫تنفق مواردها وما تحصل عليه من مساعدات بسرعة فتقع في الحاجة من جديد‪ ،‬انجاب متكرر‬ ‫‪27‬‬ ‫لألبناء بدون صحة إنجابية‪ ،‬يولد األطفال ويتركون ألنفسهم ويعانون بالتالي من حرمان متعدد‬ ‫األبعاد‪ :‬حرمان مادي من مقومات الحياة‪ ،‬حرمان تعليمي حيث قد ال يلتحقون بالدراسة‪ ،‬أو يظلون‬ ‫غرباء عن عالمها‪ ،‬حرمان عاطفي من الحب والحنان والرعاية والحماية‪ ،‬وحرمان ثقافي مما ال‬ ‫يمكنهم من إدارة حياتهم‪ ،‬ليس هناك متابعة كافية ألوضاعهم الغذائية والصحية والتعليمية‪ ،‬وليس‬ ‫هناك في السكن مجال حيوي للعيش المتكيف‪ ،‬مما يدفع بهم إلى الشارع والتكيف لعالمه القائم‬ ‫على التحايل وقانون الغلبة لألقوى وغيرها من السلبيات‪.‬‬ ‫كل خريطة األخطار تصيب أسر هذه الشريحة وأبناءها‪ ،‬وهي تفتقد كل وسائل الحماية والتحصين‪.‬‬ ‫كما أنها تستسلم للعجز المتعلم‪ 1‬ولألقدار كيفما تأتي‪.‬وكل ما تفعله عادة هو طرق أبواب هيئات‬ ‫المساعدات الخيرية الرسمية واألهلية طلبا للمعونات المادية المالية أو العينية‪.‬وتقتصر عالقتها‬ ‫بهذه الهيئات على الحصول على الم?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser