الإدارة: علم وفن - PDF
Document Details

Uploaded by HighSpiritedGyrolite2092
Tags
Summary
يتناول هذا المستند تعريف الإدارة من خلال استعراض وجهات نظر مختلفة وتحديد خصائصها. يناقش المستند علاقة الإدارة بالعلوم الأخرى، مثل علم الاجتماع والاقتصاد والسياسة وعلم النفس. كما يتطرق إلى أهمية الإدارة في المجتمعات المختلفة، مع التركيز على دورها في التنمية.
Full Transcript
Okay, here is the structured markdown conversion of the provided text. I have done my best to preserve formatting and meaning. # الباب الأول: التعريف بالإدارة ## الفصل الأول: التعريف بالإدارة لقد تعددت تعريفات الإدارة كما يستخدم هذا المفهوم بطرق مختلفة وفي مجالات كثيرة، ولعل ذلك يرجع إلى أن هذا ا...
Okay, here is the structured markdown conversion of the provided text. I have done my best to preserve formatting and meaning. # الباب الأول: التعريف بالإدارة ## الفصل الأول: التعريف بالإدارة لقد تعددت تعريفات الإدارة كما يستخدم هذا المفهوم بطرق مختلفة وفي مجالات كثيرة، ولعل ذلك يرجع إلى أن هذا المفهوم من المفاهيم الجديدة، ومن ناحية أخرى فإن الاختلاف قد يعزى إلى المنظور الذي ينظر من خلاله العلماء أو الكتاب إلى هذا المفهوم, وهذا من شأنه أن يدفعنا إلى استعراض عدداً من تلك التعريفات ثم محاولة تحليلها وصولاً إلى تحديد خصائص المفهوم بشكل واضح يسمح بفهم ذلك المفهوم وإدراكه. حيث يعرف **دونالد كلو Donald J. Clough** الإدارة بأنها "فن قيادة وتوجيه أنشطة جماعة من الناس نحو تحقيق هدف مشترك"(1). وقد اشتمل تراث الإدارة على تعاريف أخرى للادارة ومنها تعريف موسوعة العلوم الاجتماعية حيث تعرف الإدارة بأنها العملية التي يمكن بواسطتها تنفيذ غرض معين والإشراف عليه (2). ويعرف دالتون ماكفرلائد **Dalton E. Macfarland** على أنها عملية بواسطتها يقوم المديريون بإنشاء وتوجيه وتيسير والمحافظة على التنظيمات والمنظمات عن طريق جهود الأفراد المنسقة والمتعاونة (3). واهتم بعض علماء الإدارة بالربط بين الإدارة واتخاذ القرارات، وقد انعكس ذلك على تعريفهم الإدارة حيث يعرفونها بأنها "عملية اتخاذ قرارات تحكم سلوك الأفراد في استخدامهم الموارد المادية والبشرية المتاحة لتحقيق أهداف محددة على أحسن وجه ممكن"(1). كما يعرفها دونالد كلو على هذا النحو بأنها "فن وعلم صنع القرارات القيادية"(2), كما اتجه البعض في تعريف الإدارة على ربط ذلك المفهوم بعملية تحديد الأهداف والتخطيط والتنفيذ لتلك الاهداف حيث تعرفها هيلين بيفرز بأنها عملية يمكن بها تحديد أهداف المنظمة ورسم الخطط الكفيلة بتحقيق تلك الأهداف والعمل على تنفيذ تلك الخطط ورغم أن تلك التعريفات لا تمثل سوى عينة من التعريفات التي ذكرت في شأن ومفهوم الإدارة إلا أن المجال لا يتسع لاستعراضها جمعا, ورغم ذلك يمكن استخلاص بعض خصائص الإدارة من خلال تحليل تلك التعريفات: 1- اتفقت التعريفات السابقة على أن الإدارة ترتبط بمنظمات أو تنظيمات من الناس، سواء كانت تلك التنظيمات كبيرة الحجم أو صغيرة نسبيا, ولعل ذلك هو الذي دفع البعض إلى وصف الإدارة بأنها إنسانية على أنها تنصب على المجهود البشرى, فهي تتميز بالطابع الإنساني سواء من حيث القائمين عليها أو الذين تنصب عليهم تلك العمليات الإدارية، كما أنها تعتمد على العلاقات الإنسانية والتعاون الجماعي. لذلك فإن نجاح الإدارة يتوقف على مقدار ما يقوم به الأفراد من مجهودات إنسانية وعلى درجة إخلاصهم وتفانيهم في العمل. 2- الإدارة تسعى إلى تحقيق أهداف معينة، وهذا يعنى أن الإدارة حينما تمارس مع تنظيمات من الناس، فإن تلك التنظيمات نشأت لتحقيق أهداف معينة. ورغم أن نوعية الأهداف تختلف من منظمة لأخرى تبعاً لاختلاف نوعية تلك المنظمات فإن الإدارة في تلك التنظيمات تسعى لتحقيق أهداف معينة, وهي بذلك تسهم في تحقيق أهداف المنظمة، ولا تعتبر الإدارة ناجحة إلا اذا حققت أهدافها بأقل تكلفة وبأعلى مستوى ممكن من الإتقان والجودة وفي أقصر وقت ممكن, ووجود أهداف للإدارة يجعل جميع عملياتها تتجه نحو تحقيق الأهداف من ناحية وتساعد أيضاً فى قياس مدى نجاح الإدارة أو فشلها على أساس تقييم إنجازها في ضوء أهدافها. 3- الإدارة تعتبر عملية, ويشير مفهوم العملية إلى الطبيعة الديناميكية للإدارة, فعلى الرغم من أن الإدارة لها قواعدها وأسس تستند عليها ومبادئ تحكم عملياتها، إلا أنها غالباً تواجه مواقف متغيرة تتطلب من الإدارى أن تكون لديه المهارة فى استخدام المبادئ وفقاً للمواقف المتغيرة، فالإدارة لا يمكن العمل بها وفقاً لنماذج ثابتة وأنماط جامدة، وإذا كانت الإدارة تعرف علي أنها عملية إلا انها فى الواقع تتضمن عدداً من العمليات فهي تتضمن التخطيط والتنظيم والتنسيق والتوظيف والرقابة وغيرها من العمليات الإدارية. 4- تعني الإدارة بتوجيه سلوك الأفراد لتحقيق الأهداف المحددة، وهي المسئولية عن توجيه هذا السلوك بقصد استمرار النشاط، وقد أكد ذلك تعريف الإدارة على أنها توجيه الجهد البشرى لتحقيق هدف معين (1), فالأفراد حينما ينضمون إلى تنظيم معين لا ينفى عنهم الغرض, بل إن لكل منهم غرض أو أكثر يسعى لتحقيقه، كما أن للتنظيم أهدافه وأغراضه، وقد تتفق أغراض وأهداف التنظيم وأغراض وأهداف الأعضاء، إلا أنه فى بعض الأحيان قد تختلف أغراض وأهداف التنظيم عن أغراض وأهداف الأعضاء سواء كان بدرجة كبيرة أو بدرجة محدودة. لذلك كان من غير المنطقي أن يترك كل عضو من أعضاء التنظيم يسلك وفقاً لأغراضه وأهدافه، بل ينبغى أن يكون سلوكهم وفقاً لمقتضيات التنظيم ومتطلبات أهدافه وحتى يكون هذا السلوك سلوكاً تنظيمياً كان لابد من الإدارة حتى تقوم بتوجيه سلوك هؤلاء الأفراد أو أهداف محددة ومتفق عليها في التنظيم، ولا شك أن تلك العملية من شأنها أن تحافظ على التنظيم واستمراريته في ممارسة نشاطه 5- إن اتخاذ القرارات هي أساس الإدارة وجوهرها، وتلك القرارات هي التي تحكم سلوك الأفراد فى استخدامهم للموارد المادية والبشرية المتاحة لتحقيق الأهداف المحددة وتلك القرارات تتصل بالعمليات الإدارية المختلفة، فقد تكون القرارات تخطيطية تتضمن تحديد الأهداف ووضع الخطط المناسبة لتحقيق الأهداف، وقد تكون قرارات تنفيذية تتصل بتوزيع المسئوليات، وقد تكون قرارات خاصة بالتوظيف والتعيين. ولعل تلك الخصائص المختلفة هى التي دفعت إلى تعريف الإدارة بأنها عملية اتخاذ قرارات من شأنها توجيه القوى البشرية والمادية المتاحة الجماعة منظمة من الناس لتحقيق أهداف مرغوبة على أحسن وجه ممكن وبأقل تكلفة في إطار الظروف البيئة المحيطة"(1). وجدير بالذكر أن نشير إلى مفهوم آخر مرتبط بمفهوم الإدارة وهو مفهوم الإدارى و المدير فالمدير هو عضو المنظمة الذي يمارس سلطة توجيه وتنسيق العمل الذي يبذله أفراد مرؤوسين له(2). وهذا يشير إلى أن هناك عمل مطلوب إنجازه أو تنفيذه وأن هناك أفراد عليهم أن يقوموا بهذا العمل وهناك شخص آخر تقع عليه مسئولية توجيه وتنسيق ذلك العمل الذى يقوم به هؤلاء الأفراد حتى يتحقق الهدف المطلوب وهذا الشخص الذى تقع عليه تلك المسئولية هو ما نطلق عليه لفظ مدير. ### الإدارة علم وفن لقد ثار نوع من الجدل والنقاش حول ذلك الموضوع ـ أى حول مدى اعتبار الإدارة علم أم فن - وتباينت وجهات النظر فى ذلك ما بين مؤيد للاتجاه القائل بعملية الإدارة، وبين مؤيد للاتجاه نحو فنية الإدارة. وهذا الخلاف يتطلب تحديداً لمفهوم الفن ثم تحديد مفهوم العلم ثم نحاول عرض وجهتى النظر ومبررات كل منها : كلمة الفن يقصد بها المهارة فى أداء عمل ما، أو القدرة الذاتية في ممارسة عمل معين وهذا يعنى أن الفن يرتكز على المواهب الفردية للإنسان واستعداده الفطرى للإبداع في نشاط معين من الأنشطة الإنسانية في حين يقوم العلم على الملاحظة والتجربة واستنباط النتائج من أجل الوصول إلى قوانين علمية ثابتة تحكم العلاقة بين الظواهر في مجال معين. وهناك اختلافات أخرى بين الفن والعلم، فإذا كان الفن يهتم بما يجب أن يكون فإن العلم يهتم بدراسة الواقع من الظواهر للكشف عن العلاقة التي تحكمها، وثمة اختلاف آخر وهو أن العلم له منهجه وأسلوبه الذي يتصف بالموضوعية وليس على هذا المنهج اختلاف بينما الجانب الفني تبدو فيه الذاتية والاعتبارات الشخصية، ولقد ذهب بعض كتاب الإدارة إلى اعتبارها فن وليست علم واستندوا فى ذلك إلى عدد من المبررات، منها أن الإدارة من وجهة نظرهم تتطلب مهارات خاصة تكنيكية وتطبيقية كما أنهم يرون بأن الإدارة كنشاط إنسانى عرفها الإنسان منذ أمد بعيد قبل أن تعرف العلوم الإنسانية جميعها بما فيها علم الإدارة، ولق دحققت تلك الإدارة كنشاط إنساني) في الحضارات القديمة بحاجات كبيرة. وبالإضافة إلى ذلك فإنهم يرون بأن أثر المهارة الشخصية للإداريين على نجاح العمل واضحاً حتى فى الزمن المعاصر ففى حين يوجد بعض الإداريين الذي درسوا الإدارة دراسة علمية وأدركوا ما لها من مبادئ ورغم ذلك فمنهم من ينجح في ذلك العمل الإدارى بينما لا يحقق آخر مثل ذلك النجاحات ولقد ذهب هؤلاء الكتاب إلى أبعد من ذلك حيث أشار أحد كتاب الإدارة العامة وهو (جلادن) بأن الإدارى يولد ولا يُصنع (1), أى أن الإدارة من وجهة نظر هذا الفريق موهبة واستعداد شخصيى يولد مع الإنسان ولا يكتسب. أما الفريق الآخر من كتاب الإدارة الذى ينظر إلى الإدارة باعتبارها علم حيث يرى هذا الفريق بأن الإدارة الحديثة أصبحت لها خصائص العلم الحقيقي لأنها تستند إلى مجموعة من الاعتبارات المنطقية والعلمية، وتوصلت إلى مجموعة من المبادئ العلمية التى تعتمد عليها فى كافة العمليات الإدارية من تخطيط وتنظيم وتنسيق ورقابة وتوجيه وغير ذلك من العمليات الإدارية الأخرى وأصبح لها ظواهرها التى تهتم بدراستها واتجهت إلى استخدام المنهج العلمي في دراسة تلك الظواهر وأمكنها التوصل إلى أسس وقواعد يمكن الاستعانة بها في ترشيد النظم الإدارية وجدير بالذكر أن هناك بعض الكتاب الذين ينظرون إلى الإدارة على أنها مهنة وحتى يمكن الحكم على مدى اعتبار الإدارة مهنة أم لا يتطلب ذلك تحديد الصفات الواجب توافرها فى المهنة، ومن تلك الصفات: 1- أن تستند المهنة على قاعدة ثابتة من المعرفة العلمية المنظمة ترتكز عليها 2- أن يتوفر فى القائمين على تلك المهنة قدر كاف من الفن واستخدام الرصيد المعرفي العلمي والخبرة في ممارسة أنشطة المهنة. 3- وجود ثقافة خاصة بالمهنة تتضمن القيم والمعايير التي تحكم العمل في هذه المهنة. 4- الاعتراف المجتمعي بقدرة تلك المهنة على القيام بأحد وظائفها الحيوية نيابة عنه وان يؤکد المجتمع مسئوليتها المهنية فى القيام بهذه الوظيفة. وبمقارنة الإدارة بتلك المعايير يتضح أن الإدارة تتجه نحو إرساء قواعدها المهنية، وهذا يعنى أن بعض المعايير يتوفر بقدر كاف في الإدارة منح ناحية أصبح لها أصولها وأسسها العلمية وهذه القاعدة العلمية التي توصلت إليها العلوم الاجتماعية والنفسية كما أصبح لها أيضاً رصيد معرفى مستمد من خبرات ممارسة المهنة هذا بالإضافة إلى أن الإدارة أصبح لها أساليبها الفنية ويقع على الإداريين استخدام تلك الأساليب بحيث يمزجون من خلالها مهاراتهم وقدراتهم الشخصية بالنظريات والقوانين العلمية فى ممارسة الأنشطة والعملية الإدارية وحينما نصل إلى المعيار الخاص بالاعتراف المجتمعي فما زال هناك أمامها شوطاً حتى تصل إلى هذا الاعتراف شأنها في ذلك شأن غيرها من المهن مثل الطب والهندسة والمحاماة إذ مازال هناك الكثير من الأشخاص الذين يمارسون العمليات الإدارية دون أن يسبق لهم الإعداد العلمي الذي يؤهلهم لممارسة تلك المهنة. في ضوء التعريفات السابقة يمكن ان نخرج بالخصائص التالية للادارة: **1. الإدارة عملية اجتماعية:** فالإدارة تؤكد على أهمية العلاقات الإنسانية وتحسينها، فوجود كمية من المواد الخام ومجموعة من الآلات وعدد من العاملين لا يكفي لتكوين مشروع منتج، إذ لابد من وجود من يحدد هدف المشروع الذى يسعى لتحقيقه ونوعية الإنتاج وكبته ومواصفاته، ولمن سيوجه الإنتاج والأموال اللازمة للعملية الإنتاجية، والوقت الذى يجب أن يتحكم فيه العمل، وكيف سيقسم العمل على المشتركين في العملية الإنتاجية من سيتولى الإشراف والتوجيه ورفع الروح المعنوية لتحقيق تعاون أجزاء التنظيم، ويدخل ذلك كله في دور المسئولين عن الادارة باعتبارهم يعملون على تهيئة العوامل الاكثر اقتصادياً والتي تمكن من اتخاذ القرارات المناسبة لتحقيق النتائج المرجوة عن طريق توجيه الجماعات الانسانية العاملة فى المنظمة ولما كان توجيه الجهد الإنساني هو أساس العملية الإدارية فمن المناسبة اعتبار الإدارة عملية اجتماعية على أساس ان فهم ذلك العنصر الاجتماعي يساعد الاداري على التنبؤ والتخطيط لعمل المنظمة وتنسيق جهود العاملين بصورة تكفل سير العمل والإنتاج **2. الإدارة نشاط متخصص يستلزم توافر قدرات إدارية وبجانب القدرات الفنية: ** إذ أن القدرة الإدارية قدرة خاصة يحتاجها الإدارى بجانب قدرته الفنية سواء الصناعية أو الزراعية أو التجارية أو الاجتماعية, فالدقة الفنية مثلاً عند المهندس تتمثل فى قدرته على تشغيل الآلة أو بناء منزل وفقاً لأصول عملية ونشاط الأخصائى الاجتماعي يتمثل فى مساعدة العملاء على حل مشكلاتهم. أما جهود الادارى فتتمثل فى إتمام الأعمال بواسطة الآخرين وبالتالي فالإدارى لا يقوم بإتمام العمل أو إنجازه بنفسه وإنما يقوم باتخاذ القرارات لإنجاز العمل سواء كانت قرارات متعلقة بتحديد الأهداف المطلوب الوصول إليها أو متعلقة بتحديد توزيع العمل من يقومون به أو المتعلقة بالإشراف والتوجيه على من يقومون بالعمل أو تقويم النتائج التي تم التوصل إليها لذلك فإن المدير الناجح في موقع قد يصبح لأداء عمل في موقع آخر او قد لا يصلح لأن ذلك يرتبط بمدى إلمامه بالاصول العلمية للإدارة من جانب ومدى وقوفه على المعلومات الفنية الخاصة بالعمل نفسه هذا بالإضافة إلى أن للتخصص الدقيق الذي أصبح سمة الحياة العصرية انعكس أثره على الادارة من حيث أنه جعل ضمن مسئوليتها التنسيق بين التخصصات المختلفة فى داخل المنظمة الواحدة وتوجيه الجهود كلها نحو تحقيق أهداف المنظمة مما أعطى الإدارة سمة خاصة كعمل متخصص في توجيه الآخرين بتخصصاتهم المختلفة والتنسيق بين جهودهم تجاه أهداف المنظمة **الإدارة لها دور أساسي في تقديم المجتمعات:** أصبح الشعار المرفوع اليوم يؤكد على أن السبب الحقيقي وراء ظاهرة التخلف في كثير من دول العالم لا يرجع إلى نقص فى المال أو المواد الخام أو الأيدى العاملة بقدر ما يرجع إلى التخلف إلى نقص فى المال أو المواد الخام أو الأيدى العاملة بقدر ما يرجع إلى التخلف الإدارى، فقد ثبت أنه بالإدارة الناجحة يمكن تدارك أي وجه من أوجه القصور فى عناصر الإنتاج وأنه لا سبيل إلى استخدام برامج التنمية لتلك الدول قبل أن تتم تنمية إدارية بها والتي بدونها سيستمر تخلف وشقاء الدول وخير دليل على ذلك أنه بالرغم من توافر كافة الإمكانيات والطاقات المادية والبشرية الكفيلة للرفاهية والسعادة للبشرية فان مظاهر الجزع والانزعاج تبدو واضحة نتيجة الفشل فى تحقيق الأهداف الاجتماعية الأساسية للبشرية والمتمثلة فى السعادة والسلام والحرية، ومن بين أسباب هذا الفشل انعدام القدرة على تنسيق الناس وعدم تحقيق التنظيم الذي يترجم الأهداف الفردية لكي تصبح أهدافاً جماعية. فالإدارة تسهم فى تقديم المجتمعات وذلك بما تحققه من استخدام أمثل للموارد والقوى البشرية والمادية المتاحة بالمجتمع دون إسراف يساعده على تحقيق أهدافه من تقدم ورفاهية ومن هنا يتضح دور الإدارة في تنمية المجتمع. كما أن الإدارة تساعد على تحديد أهداف المنظمات التي تنشأ بتلك المجتمعات وتحديد الطرق التنفيذية التي ستنتهجها المنظمات لتحقيق أهدافها وهياكلها الوظيفية اللازمة لحسن سير العمل وكذلك تحدد الإجراءات أو خطوط العمل التي ستسير عليها المنظمات وأساليب متابعتها وتقويم جهودها وهذا بدون شك يساعد على حماية المنظمات وتحقيق أهدافها التي هي في ذات الوقت تحقيق الأهداف المجتمع **الإدارة كعملية** الإدارة كعملية تتمل فى سلسلة من العمليات المستمرة المتصلة المتداخلة والتي تشكل فيها بينها إطاراً متكاملاً، فالإدارى يقوم بمجموعة عمليات متكاملة تؤدى فى النهاية إلى تحقيق العملية الإدارية فهو يقوم بوضع خطة العمل، تنظيم الجهاز اللازم للتنفيذ، تشكيل الفريق اللازم وللتوجيه والمتابعة، يضع نظام المتابعة والتقييم والاتصال بين المستويات المختلفة، يراقب نتائج التنفيذ، يقيم النتائج النهائية ليقف على المشكلات والصعوبات ليضع على أساس هذا التقييم خطته الجديدة. وبالتالي فالإدارة عملية قيادية تبدأ بالتفكير والتدبير قبل اتخاذ القرار الذي ليس الا فكرة تولد وتتطور وتتبلور حتى تمثل في نظر القيادة التصرف الأمثل للموقف والهدف المطلوب تحقيقه وبالتالي تتحول الفكرة إلى قرار، ثم وضع القرار موضع التنفيذ والإشراف عليه ومتابعة وتصحيح الأخطاء حتى يتم تحقيق الهدف وبالتالي فعملية الإدارة تتضمن تكوين فريق من الأفراد وتنسيق جهودهم بأقصى كفاية لتحقيق أهداف محددة، وتكوين ذلك الفريق يكون على المستويات المختلفة فالمدير أو رئيس القسم أو رئيس العمل كل منهم يتحمل مسئولية الإدارة وبالتالي يعتبر مسئولاً عن تكوين فريق من الأفراد وتنظم استخدام جهودهم وتعاونهم مع الفرق الأخرى بالمنظمة لتحقيق أهداف المنظمة، وهذا هو العامل المشترك يعمل القائمين بالادارة فى مختلف المستويات الإدارية سواء على مستوى الإدارة العليا أو الإدارة الوسطى أو الإدارة التنفيذية. ولما كانت مسئوليات الإدارة فى المنظمة الحديثة متشبعة وأكبر من أن يتحملها مدير واحد لذلك كان هناك حاجة ماسة إلى تقسيم العمل الإدارى بمسئولياته واختصاصاته على عدد من الرؤساء فى تخصصات وظيفية مختلفة وعلى مستويات إدارية متعددة الاتساع نطاق عمل المنظمة. **الإدارة علم وفن:** أوضحنا فيما سبق أن النشاط الإدارى قد صاحب نشاط الجماعة الإنسانية منذ القدم وأنه ينفصل كنشاط مستقل حتي إننا وجدنا أن بعض الآراء القديمة كانت ترى أن الإدارة فن يولد مع الإنسان وليس مكتسبا وأن القائد الإداري مطبوع ولكن الدراسات الحديثة جعلت النشاط الإدارى نشاطاً متميزاً له ذاتية مستقلة وأن اختلفت الآراء حول ما إذا كان يمثل علماً مستقلاً أم أنه مزيج من الاثنين معا فإذا كنا نعنى بالعلم أنه مجموعة قواعد تكتشف بالتجربة والبحث وأن تلك القواعد إذا ما طبقت فى مواقف متعددة بصورة مناسبة أدت إلى نتائج ثابتة يمكن التنبؤ بها سلفاً وإذا ما طبقنا ذلك على الادارة نجد أنه لم يتم التوصل إلى كافة القوانين التي تحكم الفكر الإدارى لكن تم التوصل إلى كثير من القواعد الإدارية الناجحة بجانب ارتكاز الإدارة على قاعدة من العلوم الإنسانية باعتبار أن مركز اهتمام كل من العلوم الإنسانية والادارة شئ واحد وهو الإنسان لذلك نجد أن: * هناك علاقة بين الإدارة وعلم الاجتماع حيث يتعين على الإدارى أن يدرس المجتمع الذى يعمل من خلاله ويدرس احتياجاته ومشاكله واتجاهاته وعادته وتقاليده الخ، كذلك يقف على معدل الزيادة السكانية ودرجة ثقافة أفراده وتعليمهم حيث تفيده تلك المعرفة عند قيامه بعملية التخطيط. * وهناك علاقة بين الإدارة وعلم الاقتصاد حيث يضع الاقتصاد القوانين العامة لمشاكل العمل والإنتاج وتوزيع العمل بجانب القوانين الاقتصادية الخاصة . بالتوزيع والأسعار والأجور والتى تعتبر الأعمدة التى تستند عليها الإدارة في عملها. * كذلك هناك علاقة بين الإدارة والقانون حيث أن الإدارى يجب أن يؤدى عمله في نطاق القانون وإلا أصبح عمله غير مشروع وتعرض للمساءلة فكيف يقوم الإدارى بعمله بفكر رأسمالى فى دولة شيوعية سيعتبر عمله حينئذ عملاً غير مشروع والعكس صحيح. * أيضاً هناك علاقة بين الإدارة وعلم السياسة وهو العلم الذي يعنى بتحديد الأهداف العامة للدولة بينما وضع تلك الأهداف فى صورة تنفيذية يدخل في مسئولية علم الإدارة * أما علم الإحصاء فيمد الإدارى بالأساليب اللازمة لتحليل النتائج التي تم التوصل إليها والتنبؤ بما سيكون عليه الموقف فى المستقبل مما يساعده عند وضع الخطط * كما ان علم النفس يساعد الإدارة على فهم الجوانب النفسية للأفراد والجماعات الذين يستخدمهم وبالتالي يسهل عليه التعامل معهم وتوجيههم ليقدموا أقصى جهد ممكن لتحقيق أهداف المنظمة. كما ان علم النفس يساعد الإدارى على الوقوف على ميول وأمزجة الجمهور الذي تخدمه المؤسسة و بالتالي يستطيع ان يوجه خدمات المنظمة بالصورة التي يتقبلونها * والادارى عندما يقوم بتقييم نتائج اعماله واعمال المنظمة فإنه يستعين بعلم المحاسبة الذي عن طريقه يمكنه ان يقارن بين نتائجه واعماله الحالية وما يعتزم القيام به في المستقبل مع ما كان عليه الامر في الماضى ومن ذلك كله يتبين لنا كيف ان الادارة كعلم تستند على قاعدة عريضة من العلوم الأخرى اما اذا كنا نعنى بالادارة كفن فالمقصود بالفن هنا المهارة البشرية في تطبيق المبادئ والنظريات العلمية، فالعمل يقوم على اساس موضوعي اما الفن تتدخل فيه الصفات و الملكات الشخصية الا انه يستلزم سبق الاحاطه بالمبادي العلمية فالشاعر والموسيقى والمصور ... الخ يجب ان يحيط كل منهم بالاسس العلمية للشعر والموسيقى والتصوير لكن هذه الاحاطة وحدها لا تجعل من اى منهم فنانا إلا إذا لازم تلك المعرفة استعداداً ذاتي يجعل أياً منهم قادراً على التعبير عما فى ذهنه وعقله بطريقة خلاقة قد تميزه عن غيره، وقد كانت الادارة في اول عهدها اقرب إلى الموهبة الشخصية ومنها إلى العلم المنظم، لذلك لم يجادل احد في أنها فن، لهذا كان الإداريون فى بادى الأمر يختارون على اسس أرستقراطية ولكن بتعقد الجهاز الإدارى ومسئولياته أدى ذلك إلى دراسة الإدارة على أسس علمية موضوعية فظهرت الإدارة بمعناها الحديث من ذلك كله يمكننا ان نقول ان الادارة بمعناها الحديث تجمع بين مفهوم العلوم والفن مثل غيرها من العمليات ذات الطببعة الاجتماعية او كما يقول البعض انها فن استخدام العلم، فالعلم يزودها بالمعرفة فى فهم السلوك الإنساني والتخطيط والتنظيم وطرق اتخاذ القرارات والنواحي المالية والمشكلات الادارية بينما الفن يساعدها على كيفية الاداء وهذا يرتبط بما يتمتع به الاداري من خبرات ومعارف ومدى قدرته على وضعهما موضع التطبيق العملي بكل ما يتضمنه في توزيع العمل بين العاملين وتنسيقه وتوجيه العالمين وكيفية التتصرف في المشكلات الطارئة الخ. لذلك فلا يكفى لنجاح الادارى ان يكون متفوقاً في عملية التنفيذ ما لم يدعم ذلك التفوق بمعرفة بعلم الإدارة واصوله وقواعده فالجانبان متلازمان فبدون العلم يصبح الطبيب بساحراً ويكون المدير الجاهل بعلم الادة قد استسلم لعوامل المحاط والالهام مما يجعله يصيب مرة ويخطئ عشرات المرات - الإدارة تمارس من خلال منظمات - فالعملية الإدارية لا تمارس في فراغ و إنما من خلال منظمة من منظمات، فالجهود الجماعية أو الجهود المشتركة تتحقق في منظمة، ومن ثم تتجه العملية الإدارية لتحقيق أهداف تلك المنظمة عن طريق توجيه وتعاون الجهود البشرية فيها. - وعندما نريد تحديد مفهوم كلمة منظمة فهي المؤسسة أو المشروع أو الشركة أو المنشأة، ومهما كانت الصورة التي تأخذها المنظمة فهي وحدة فنية اجتماعية إدارية للوصول إلى هدف محدد فهي وحدة اجتماعية لأنها تضم آلات و عدد وأدوات وطرق ووسائل لانجاز مختلف الأعمال. - وهي وحدة اجتماعية لأنها تضم معلومات من الناس. المستخدمون تلك الطرق والوسائل يشغلون تلك الآلات والادوات و لأهم الأهداف و اهتمامات شخصية واجتماعية للمجتمع. - وهي لها هدف معين تسعى إليه دون غيره و تحل كافة إمكاناتها لنجاح الموصل من نجاح اله. كما قد تعرف المنظمة على أنها مجموعة ذات الادوار و الأنشطة المتداخلة و التي يلزم أداؤها لتحقيق هدف محدد وتعنى بالدور مجموعة من التوقعات التي يتوقعها عدد من الأشخاص من أعضاء مجموعة تجاه شخص معين لاعب الدور) فهناك مجموعة من الأدوار يؤديها المدير واخری یؤدیہا الفنيون واخری پوذيېا الممواطنين ليقابلوا بها توقعات الإدارة منهم وليصلوا بها لأهداف اقسامهم وإداراتهم ومن ثم أهداف المنظمة إن تلك الأدوار داخل المنظمة الواحدة لها طبيعة متداخلة أن كل دور منها لازم للأدوار الأخرى و هوا يوما فيها، فليس هناك دور منفصل عن الأدوار الأخرى أولا نوثر في أولها و يتأهر بيها ولعل تعريف جون جاوس John Gawa هو ابسط تلك التعريفات اذ يعرف المنظمة بأنها تجمع إنساني منتظم فيه الأفراد ليشتركوا في تحقق غرض مشترك لكل منهم دور و مسؤولية نيه كما تعرف المنظمة بأنها مجموعة من الأفراد الهم خطة عمل و نظام پربظ مجموعة من أعمالهم بعضها من بعض مع تنسيق مجهوداته لتحقيق هدف معين بكفاءة ومن تلك التعاريف يمكن أن نتبين الفالي أن المنظمة في تجمع من الأفراد معلن أي له صورة قانونية بحصوله على المشروعية مع المسلمين أن هذا التجمع بيتميز بوحدة الهدف الذي يختلف باختلاف وظيفة كل منظمة نجد منظمات اقتصادية ومنظمات صديعية ومنظمات خدمات الخ أن جهود كل منظمة توجه أساساً لتحقيق الهدف وغلا انحرفت عنه وانتفى التسبب من وجود المنظمة للمنظمة نظام ميقتسم المهم واقرانه اقسم والوزيد علي الأفراد العالمين بالمنظمة أفقياً أي تقسيمه إلى أقسام و اجراء تتعاون كلها في إنجاز هذا العمل راسيا و بتوزيع المسئوليات . واقرينيه علي مستويات الاشراف البول السنين أن يكون هناك تنسيق بين عضائها بحيث لا تتعارض تلك الأعمال أن يتجه جميعها لتحقيق اهداف المنظمة لایه ان تعتمد المنعظمة في وجودها على سلطة تسمح لها بالعمل في نطاق القوانين والتشريعات المعمول بها في المجتمع و بذلك تأخذ المنظمة وضعها القانوني لا الإدارة تمارس في مختلف المجالات الشركات هناك مجال واحد من عجلات الحياة لاه نایه الرد الفطرة تستخدم سواء في أوجه النشاط الإنتاجي و الخدمات كما تمارس على مستوى الدولة كما تمارس في المشروعات التي تحقق ارباح او تحقق خدمات و تستخدم وقت السلم و الحرب -أهمية الادارة الاجتماعية تقوم الادارة بتقديم للدور الفعال في تنفيذ خطط الدولة الاقتصادية و الاجتماعية ولذا أصبح لإدارة التنمية الأهمية الكبرى في المجتمعات و خاصة للنامية منهما وفى نقاط الخدمات الاجتماعية نجد أنها تستمد اهميتها من تصديقا للمشكلات التى تواجه المجتمع والتى تتجم من حراء التطور التكونولولي السريع والمستقر التغير الاجتماعى وما يصاحبه من متغیرات اقتصادیه و اجتماعیه تطرا علي حياته و تأثيره بالتيارات الفكرية و الثقافية العلمية منها و التي زاد من تأثيرها. و آثار ما تقدم وسایل تكنولوجيا الاتصالات و التي تتصف بقوة التأثير