النقد االجتماعي الجزائري الحديث PDF

‫المحاضرة الرابعة‪ :‬النقد االجتماعي الجزائري الحديث‬ ‫المنهج االجتماعي في النقد األدبي أحد المناهج النقدية السياقية‪ ،‬وهو يركز كثي ار على‬ ‫السياقات الخارجية المحيطة بالنص‪ ،‬أو على المضمون االجتماعي لألثر األدبي مع إهمال‬ ‫واضح للخصائص الفنية والشكلية ل...

‫المحاضرة الرابعة‪ :‬النقد االجتماعي الجزائري الحديث‬ ‫المنهج االجتماعي في النقد األدبي أحد المناهج النقدية السياقية‪ ،‬وهو يركز كثي ار على‬ ‫السياقات الخارجية المحيطة بالنص‪ ،‬أو على المضمون االجتماعي لألثر األدبي مع إهمال‬ ‫واضح للخصائص الفنية والشكلية للنص األدبي‪.‬‬ ‫وعرف بأسماء شتى (المنهج الواقعي المنهج االجتماعي المنهج الماركسي المنهج المادي‬ ‫التاريخي المنهج اإليديولوجي النقد الجماهيري‪ )...‬تبعا لالتجاهات والنزاعات التي تفرعت‬ ‫عن الفلسفة األمر‪ ،‬وتبعا لخصوصية كل ناقد في استثمارها "‪.‬‬ ‫وقد أفرز هذا النقد مجموعة من المصطلحات النقدية الجديدة التي ال يزال بعضها مستعمال‬ ‫اليوم‪ ،‬وهذا مثل‪ :‬رؤية العالم‪ ،‬االلتزام‪ ،‬االنعكاس األدب الهادف‪ ،‬األدب الرسالي الرؤية‬ ‫المأسوية البطل اإلشكالي البطل اإليجابي البطل السلبي جدلية الشكل والمضمون الفهم‬ ‫والشرح‪ ،‬الواقع والواقعية ‪....‬‬ ‫وقد ظهر هذا النقد في النقد العربي في كتابات‪ :‬طه حسين‪ ،‬وأحمد أمين‪ ،‬وسالمة موسى‬ ‫‪...‬ثم تطور على أيدي محمود أمين العالم ولويس عوض ومحمد مندور ‪...‬‬ ‫ النقد االجتماعي في الخطاب النقدي الجزائري‪:‬‬ ‫قد شغل النقد االجتماعي حي از مكانيا في الكتابات النقدية الجزائرية على غرار سائر البالد‬ ‫العربية وكان ذلك خالل فترة السبعينيات بصورة جلية‪ ،‬في الثمانينيات‪ ،‬ويعود سبب هذه‬ ‫الهيمنة إلى أسباب عديدة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬هيمنة اإليديولوجية االشتراكية على الحياة الجزائرية العامة‪ :‬سياسة واقتصادا وثقافة‪،‬‬ ‫والتي أفرزت الثورات الثالث الزراعية‪ ،‬الصناعية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬وصارت كتب "لينين" تباع‬ ‫بأبخس األثمان!‪...‬‬  ‫‪ -2‬إتقان كثير من النقاد للغة الفرنسية‪ ،‬وقد أهلهم ذلك ألخذ الحقائق النقدية من مصادرها‬ ‫األصلية‪.‬‬ ‫‪ -3‬ظهور ركام نقدي إبداعي شباني جديد يسير في هذا االتجاه ‪.‬‬ ‫والخالصة نتيجة هذه األسباب وغيرها ‪،‬ظهور دراسات نقدية عديدة تتبنى هذا المنهج وتسبح‬ ‫في فلكه‪.‬‬ ‫ويمكن أن نذكر أهمها في الدراسات اآلتية‪:‬‬ ‫‪ -1‬دراسات الدكتور عبد هللا ركيبي‪:‬‬ ‫ويتجلى النقد االجتماعي في شكله البسيط‪ ،‬في عديد من الكتب التي ألفها الدكتور عبد فكان‬ ‫البسط الوافي المسبق للبيئة االجتماعية المحيطة بالنصوص األدبية ضمن سياقها التاريخي‪،‬‬ ‫قبل تتبع تجلياتها ومظاهرها عبر الدراسة النصية‪ ،‬ومن الكتب التي تندرج في هذا المحال‬ ‫للدكتور عبد هللا ركيبي‪ ،‬نجد‪:‬‬ ‫‪ -‬الشعر الديني الجزائري الحديث‪:‬‬ ‫فهو يصرح في مقدمة كتابه قائال‪" :‬على أن اهتمامنا انصب في تحليلنا للنصوص الشعرية‬ ‫على الجانب االجتماعي وركزنا عليه وربطنا بين الشاعر وبيئته بين المنشئ وجمهوره‪،‬‬ ‫واعتبرنا الشعر لدى المنشئ تعبي ار ذاته وفي الوقت نفسه تعبي ار عن ظروف المجتمع‬ ‫ومعطيات العصر‪ ،‬وما وجد فيه من أزمات روحية وفكرية وسياسية واقتصادية‪.‬وإذا كنا نلح‬ ‫على التفسير االجتماعي لألدب دون إهمال للجوانب األخرى‪ ،‬فألننا نؤمن بأن الشعر نشاط‬ ‫إنساني يعكس ما يجري في بيئة الشاعر من أحداث ووقائع ومفاهيم‪.‬‬ ‫كان هذا من جانب التنظير‪ ،‬أما على الصعيد التطبيقي فكانت دراسة منسجمة وملتزمة‬ ‫بالمنهج المختار‪ ،‬إذ تحدث عن عديد القضايا االجتماعية والثقافية والفكرية والدينية في‬ ‫إطارها التاريخي‪ ،‬التي أثرت في الحياة األدبية‪ ،‬ثم بعد ذلك قام بتتبع تجلياتها في النصوص‬ ‫الشعرية المختلفة ‪.‬‬ ‫ليخلص في األخير نتائج بحثه إلى أن "الشعر الجزائري كيفما كان أسلوبه ومحتواه هو إنتاج‬ ‫عبر عن قضايا شغلت أصحابه وأذهان الناس في عصر له مفاهيمه الخاصة وظروفه‬ ‫المعينة"‪.‬‬ ‫كما يتجلى المنهج االجتماعي في كتابيه‪:‬‬ ‫‪ -‬قضايا عربية في الشعر الجزائري المعاصر‪" -‬األوراس في الشعر العربي"‬ ‫‪ -2‬دراسة الدكتور واسيني األعرج‪:‬‬ ‫يبدو أن الدكتور واسيني األعرج من أكثر النقاد الجزائريين تغلغال في الجهاز المفهومي‬ ‫للنقد االجتماعي وأصوله المادية الجدلية‪ ،‬ويمكن أن يكون كتابه الضخم (اتجاهات الرواية‬ ‫العربية في الجزائر) ‪.‬خير دليل على ذلك‪ ،‬السيما أن طابعه األكاديمي قد أهله ألن يكون‬ ‫أول د راسة منهجية منظمة للرواية الجزائرية في ضوء التصور االجتماعي (الواقعي)‬ ‫ينقسم الكتاب إلى بابين كبيرين‪:‬‬ ‫الباب األول‪ :‬وهو عبارة عن فرش سياقي (سيسيولوجي) يمهد لمواجهة النصوص الروائية‪،‬‬ ‫بخلفية تاريخية تتمفصل على مرحلتين كبيرتين‪ ،‬إذ ينظر إلى الرواية خالل المراحل األولى‬ ‫على أنها نتاج الثورة الوطنية وإرهاصاتها‪ ،‬بينما ينظر إليها خالل المرحلة الثانية على أنها‬ ‫انعكاس للتحوالت الديمقراطية‪.‬‬ ‫الباب الثاني‪ :‬الذي يمثل الجانب التطبيقي والجوهري في الكتاب‪ ،‬حيث يقسم الرواية‬ ‫الجزائرية ‪ -‬تقسيما لصيقا بفرش الباب األول إلى أربعة اتجاهات االتجاه اإلصالحي االتجاه‬ ‫الرومانتيكي‪ ،‬االتجاه الواقعي النقدي‪ ،‬االتجاه الواقعي االشتراكي ‪.‬‬ ‫وضمن كل اتجاه يدرس ما تيسر من نماذج روائية برؤية (اجتماعية واضحة‪ ،‬وتزداد وضوحا‬ ‫وجالء قي االتجاهين الواقعي النقدي والواقع االشتراكي‪ ،‬إذ تقوم هذه الرؤية المنهجية على‬ ‫استحضار السياق االجتماعي للنص وربطه ربطا متجذ ار بينيته التحتية وتتبع صوره‬ ‫االنعكاسية في النص الروائي؛ إذ نراه يعود تاريخيا إلى ثورة الفالحين سنة ‪1871‬م بتفسيرات‬ ‫جديدة موليا إياها اعتبارات خاصة على أنها تشكل البذرة الصالحة إلى للوعي التاريخي‬ ‫للجماهير الشعبية الواسعة‪ ،‬وأنها كانت ذات مساهمات عظمى في تشكل الفكر االشتراكي‬ ‫في الجزائر وتكريسه‪.‬‬ ‫‪ -3‬دراسة الناقد محمد مصايف‪:‬‬ ‫أما الناقد محمد مصايف فقد وظف المنهج االجتماعي بعيدا عن الشعر حينما تناول الرواية‬ ‫في كتابه "الرواية العربية الجزائرية الحديثة بين الواقعية وااللتزام" محاوال في ذلك تصنيف‬ ‫الروايات حسب الداللة الموضوعاتية المهيمنة فجاءت متمحورة حول االيديولوجيا والهدف‬ ‫والواقعية والشخصية وكل ماله صلة بالطبقية والتميز‪.‬‬ ‫تميز النقد االجتماعي في الساحة النقدية الجزائرية بما يلي‪:‬‬ ‫‪-‬الشمولية وتتمثل في االهتمام بالشعر والنثر عامة‪.‬‬ ‫‪-‬الموضوعاتية وهي االهتمام بالموضوع مباشرة‬ ‫‪-‬االنفتاح على النقد التاريخي والنفسي والفني في الممارسة من خالل التعالق‬