مشاكل نفسية وسلوكية للأطفال والمراهقين (الجزء الأول) PDF
Document Details
Uploaded by MagnanimousMiracle
كلية التربية بالغردقة - جامعة جنوب الوادي, كلية التربية بقنا - جامعة جنوب الوادي
محفوظ عبد الستار أبو الفضل,مصطفي أبو المجد سليمان مفضل,علي ثابت إبراهيم
Tags
Summary
هذا الكتاب يتناول المشكلات النفسية والسلوكية للأطفال والمراهقين، ويغطي ستة فصول تتضمن مواضيع مثل السلوك الفوضوي، اضطرابات النوم، اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة، إدمان شبكات التواصل الاجتماعي، والتنمر الإلكتروني. ويقدم الكتاب معلومات حول السمات المميزة للسلوك السوي، معايير السلوك السوي وغير السوي، المشكلات، ومؤشرات وجود مشكلة نفسية لدى الطفل. يتناول الكتاب أيضًا أسباب المشكلات وكيفية التعامل معها.
Full Transcript
المشكالت االنفعالية والسلوكية لألطفال والمراهقين (الجزء األول) األستاذ الدكتور األستاذ الدكتور محفوظ عبد الستار أبو الفضل مصطفي أبو المجد سليمان مفضل أستاذ الصحة النفسية أستاذ الصحة النفسية ...
المشكالت االنفعالية والسلوكية لألطفال والمراهقين (الجزء األول) األستاذ الدكتور األستاذ الدكتور محفوظ عبد الستار أبو الفضل مصطفي أبو المجد سليمان مفضل أستاذ الصحة النفسية أستاذ الصحة النفسية كلية التربية بالغردقة -جامعة الغردقة كلية التربية بقنا -جامعة جنوب الوادي األستاذ الدكتور علي ثابت إبراهيم أستاذ الصحة النفسية المساعد كلية التربية بقنا -جامعة جنوب الوادي تقديم الجزء األول َاب َو ْال ِح ْك َمةَ ت ك ْ ال ي َ ل ع َّللا ل زَ ْ ن َ المحمود هو هللا القائل في كتابه العزيز " َو َ ه ُ َ ْكَ ِ َ أ ع ِظي ًما " ..صدق هللا العظيم .... علَيْكَ َ َّللا َ عله َمكَ َما لَ ْم ت َ ُك ْن ت َ ْعلَ ُم َو َكانَ فَ ْ ض ُل ه ِ َو َ والذى ندعوه ليالً ونهارا ً أن يلهمنا سبل الرشاد ..والصالة والسالم على أشرف المرسلين وخاتم النبيين ورحمة هللا للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. تعد المشكالت السلوكية والنفسية عند األطفال مشكلة كلينيكية واجتماعية هامة ،يكتسب االطفال معظم مهاراتها أثناء نموهم ،والتى يعتمد معظمها على نمو أعصاب الطفل ودماغه ،في حين أن بعض المهارات المرتبطة بالسلوكيات التي تصدر في المنزل أو المدرسة يكون اكتسابها نتيجة تفاعل معقد بين النمو الجسدى والفكرى للطفل ،ويمكن أن تكون هذه المشاكل السلوكية مقلقة جدا ً، ألنها تهدد العالقات الطبيعية بين الطفل واآلخرين ،أو تتداخل مع نموه العاطفي سلُوكية أن تكون بسيطة وتنحل واالجتماعي والفكري ،ويمكن لبعض المشاكل ال ُّ سلوكية ُ بسرعة وبشكل عفوي كجزء من نمو الطفل الطبيعي ،أما المشاكل ال ُّ اآلخرى فقد تتطلب العالج المستمر ،وهذا العالج يتطلب االلمام بطبيعة هذه المشكالت ومظاهرها واسبابها . وهذا الكتاب الذى بين ايدينا يلقى الضوء علي أهم المشكالت االنفعالية لدى األطفال ،فيحدد أهم المالمح والسمات المميزة لتلك المشكالت وكيفية ظهورها وتطورها والعوامل المساعدة على ظهورها ،كما يلقى الضوء على أساليب التشخيص والتقييم التي يتم استخدامها للكشف عن هذه المشكالت ،وفى نهاية كل مشكلة من المشكالت يتم طرح بعض أساليب الوقاية والعالج والتي من الممكن أن نستخدمها للتقليل من هذه المشكالت ومن اآلثار السلبية الناجمة عنها . ً ً وقد قسم هذا الكتاب إلي ستة فصول ،يحمل كل فصل عنوانا مختلفا ،فجاء ُ الفصل األول تحت عنوان "المشكالت االنفعالية والسلوكية" وفيه تم القاء الضوء على السمات التي تميز السلوك السوي ،معايير السلوك السوي وغير السوي، السلوك المشكل ،المشكلة ،المشكالت االنفعالية والسلوكية ،الدالئل والمؤشرات علي وجود مشكلة انفعالية لدي الطفل ،الحاجات النفسية لألطفال ،أسباب المشكالت االنفعالية والسلوكية. بينما يتناول الفصل الثانى من هذا الكتاب السلوك الفوضوي لدى األطفال وذلك من خالل عدة نقاط أساسية تتمثل في تعريف السلوك الفوضوي ،أنواع السلوك الفوضوي ،مستويات السلوك الفوضوي ،نسب انتشار السلوك الفوضوي 2 ،أسباب السلوك الفوضوي ،تشخيص السلوك الفوضوي ،عالج السلوك الفوضوي. وفى الفصل الثالث تم التطرق إلى اضطرابات النوم عند األطفال وذلك من خالل تعريف اضطرابات النوم ،تصنيف اضطرابات النوم ،أسباب اضطرابات النوم ،تفسير النظريات العلمية الضطرابات النوم . وفى الفصل الرابع عرض المؤلفون الضطراب نقص االنتباه المصحوب بفرط الحركة ،وتضمن تعريفا الضطراب نقص االنتباه المصحوب بفرط الحركة ،ومدي انتشار اضطراب نقص االنتباه المصحوب بفرط الحركة، وأسباب اضطراب نقص االنتباه المصحوب بفرط الحركة ،ومظاهر اضطراب نقص االنتباه المصحوب بفرط الحركة. وفى الفصل الخامس تم تناول إدمان شبكات التواصل االجتماعي ،تعريف شبكات التواصل االجتماعي ،تعريف إدمان شبكات التواصل االجتماعي ، استخدامات شبكات التواصل االجتماعي ،أشكال شبكات التواصل االجتماعي ، أنواع إدمان شبكات التواصل االجتماعي ،اآلثار السلبية إلدمان شبكات التواصل االجتماعي. بينما في الفصل السادس تم عرض مشكلة التنمر اإللكتروني ،والتى تم تناولها من خالل نقاط عديده تتمثل في تعريف التنمر اإللكتروني ،الفرق بين التنمر التقليدي واإللكتروني ،أنواع التنمر اإللكتروني ،أسباب التنمر اإللكتروني ،التنمر اإللكتروني لدي الذكور واالناث ،قياس سلوك التنمر اإللكتروني ،السمات الشخصية المميزة لمرتكبي التنمر اإللكتروني . وفي النهاية نسأل المولى عز وجل أن نكون قد وفقنا في عرض هذا الكتاب وظهوره بالشكل األمثل وأن يكون إضافة جديدة في مجال الصحة النفسية عامة، ومجال المشكالت االنفعالية والسلوكية خاصة ،وهللا ولى التوفيق .... المؤلفون 3 المحتويات الصفحة الموضوعات 34-8 الفصل األول :مقدمة عن المشكالت االنفعالية والسلوكية 9 مقدمة 11 السمات التي تميز السلوك السوي 15 معايير السلوك السوي وغير السوي 16 السلوك المشكل 17 المشكلة 18 المشكالت االنفعالية والسلوكية 22 الدالئل والمؤشرات علي وجود مشكلة انفعالية لدي الطفل 22 الحاجات النفسية لألطفال 27 أسباب المشكالت االنفعالية والسلوكية 31 مراجع الفصل األول 74-35 الفصل الثاني :السلوك الفوضوي 36 تعريف السلوك الفوضوي 36 أنواع السلوك الفوضوي 37 مستويات السلوك الفوضوي 37 نسب انتشار السلوك الفوضوي 39 أسباب السلوك الفوضوي 47 تشخيص السلوك الفوضوي 47 عالج السلوك الفوضوي 65 مراجع الفصل الثاني 98-75 الفصل الثالث :اضطرابات النوم 76 تعريف اضطرابات النوم 77 تصنيف اضطرابات النوم 83 أسباب اضطرابات النوم 88 تفسير النظريات العلمية الضطرابات النوم 90 مراجع الفصل الثالث 119-99 الفصللللل الرابع :اضللللطراب نقص االنتباه المصللللحوب بفرط الحركة 100 مفهوم اضطراب نقص االنتباه المصحوب بفرط الحركة 102 مدي انتشار اضطراب نقص االنتباه المصحوب بفرط الحركة 103 أسباب اضطراب نقص االنتباه المصحوب بفرط الحركة 107 مظاهر اضطراب نقص االنتباه المصحوب بفرط الحركة 4 115 مراجع الفصل الرابع 144-120 الفصل الخامس :إدمان شبكات التواصل االجتماعي 123 تعريف شبكات التواصل االجتماعي 125 تعريف إدمان شبكات التواصل االجتماعي 126 نشأة موقع الفيسبوك للتواصل االجتماعي 127 استخدامات شبكات التواصل االجتماعي 129 اشكال شبكات التواصل االجتماعي 132 أنواع إدمان شبكات التواصل االجتماعي 133 االثار السلبية إلدمان شبكات التواصل االجتماعي 139 مراجع الفصل الخامس 164-145 الفصل السادس :التنمر اإللكتروني 146 تعريف التنمر اإللكتروني 146 الفرق بين التنمر التقليدي واإللكتروني 147 أنواع التنمر اإللكتروني 149 أسباب التنمر اإللكتروني 150 التنمر اإللكتروني لدي الذكور واإلناث 152 قياس سلوك التنمر اإللكتروني 154 السمات الشخصية المميزة لمرتكبي التنمر اإللكتروني 159 مراجع الفصل السادس املشكالت االنفعالية والسلوكية 5 مقدمة عن الفصل األول مقدمة عن المشكالت االنفعالية والسلوكية ا.د.مصطفي أبو المجد سليمان مقدمة: تعد مرحلة الطفولة أحد مراحل النمو التي تبدأ من مرحلة المهد ،وتستمر حتي بدايات مرحلة المراهقة وبالتحديد مرحلة البلوغ⸲ وهي مرحلة رئيسة يمر بها كل الجنس البشري⸲ وتتميز بالعديد من المظاهر الجسمية والحركية والفسيولوجية واللغوية والعقلية واالنفعالية واالجتماعية ،تنمو فيها جميع تلك المظاهر بشكل توافقي وتكاملي⸲ ولقد قام الباحثون وعلماء النفس بتوزيع تلك المرحلة علي ثالث مراحل ،هي :الطفولة المبكرة والطفولة المتوسطة والطفولة المتأخرة ⸲ ولقد نالت مرحلة الطفولة اهتمام الباحثين ،نظرا ألنها اللبنة األساسية للنمو السوي والسليم للطفل ⸲ فإذا مرت تلك المرحلة بدون وجود أي عائق أو مشكالت يواجهها الطفل فإنه سوف ينمو نموا ً صحيا ً سواء في تلك المرحلة أو المراحل الالحقة⸲ لذلك تعد هذه المرحلة مرحلة انتقالية حرجة يجب فيها إشباع الحاجات النفسية للطفل سواء من مأكل أو مشرب أو ملبس أو الحاجة إلي الحب والعطف واألمان لضمان نموه النمو السليم من خالل إشباع تلك الحاجات المادية واالنفعالية وفي حالة عدم تلبية أو إشباع تلك الحاجات يترتب عليها ظهور المشكالت االنفعالية والسلوكية التي تعيق ذلك النمو . وتعد األسرة هي البيئة األولي التي ينشأ فيها الطفل في مرحلة الطفولة فهناك العديد من العوامل التي تساعد علي ضمان نمو الطفل نموا صحيا سليما كأساليب التنشئة الوالدية الصحيحة أو تلبية االحتياجات األساسية له أو تحقيق األمن له أو العالقات الطيبة والسوية بينه وبين والديه وبقية أفراد أسرته⸲ ولكن عند استخدام األسرة ألساليب التنشئة الوالدية الخاطئة كالقسوة واإلهمال والتفرقة والتذبذب أو إساءة معاملة الطفل أو عدم تكوين عالقات اجتماعية وتفاعلية جيدة بينه وبين أفراد أسرته يترتب عليه ظهور المشكالت االنفعالية لدي األطفال كالعدوان والقلق والمخاوف واضطرابات التعلق وغيرها والتي تستمر معه في المراحل التطورية الالحقة وتتطور تلك المشكالت وتصبح اضطرابات نفسية وشخصية تؤثر بالسلب علي حياته األكاديمية والعلمية والمهنية. وهناك البيئة األخرى -وهي بيئة المدرسة عند انتقال الطفل من بيئته األولي وهي األسرة اليها -والتي تمثل حياة جديدة للطفل يتعرض فيها إلي مواقف جديدة سواء مواقف سارة أو مواقف سيئة⸲ ويمر معظم تالميذ المدرسة بمشكالت نفسية وسلوكية والتي تنقسم إلي مشكالت نفسية بسيطة يمكن وقفها وعالجها بصورة سهلة⸲ وهناك المتوسطة والمعقدة والتي تحتاج إلي متابعة وتحليل وتفسير وتنبؤ لتلك المشكالت حتي يتسني وضع الحلول المناسبة لها ومواجهتها⸲ وقد يكتسب التلميذ تلك المشكالت االنفعالية والسلوكية من اقرانه من خالل تقليده لهم كمشكلة العدوان والكذب وغيرها وقد يكتسبها من المعلم نفسه عندما يتعامل بشكل غير 6 الئق أو غير سوي مع الطفل مما ينشئ لديه المخاوف المرضية والقلق سواء من المعلم أو المقرر نفسه. والمشكالت االنفعالية والسلوكية لألطفال تظهر بشكل واضح في حياتهم اليومية من خالل سلوكياتهم وتصرفاتهم سواء مع والديهم أو معلميهم أو اقرانهم⸲ فتؤدي تلك المشكالت إلي التصرف بسلوكيات غير سوية كالسلوك الفوضوي مما يؤثر علي عالقاته االجتماعية مع اآلخرين أو علي التحصيل األكاديمي للطفل⸲ وبذلك فان تلك المشكالت قد تكون ناجمة عن األسرة باعتبارها البيئة األولي التي يعيش فيها الطفل أو قد تظهر نتيجة تفاعل الطفل مع اقرانه في البيئة الثانية وهي المدرسة⸲ وبذلك يمكن القول بان أسباب المشكالت االنفعالية والسلوكية لألطفال قد ترجع إلي عوامل اسرية أو مدرسية وتؤدي إلي ظهور سلوكيات غير مقبولة كالرفض المدرسي أو عدم االستقرار االنفعالي وظهور المخاوف والقلق واالكتئاب ،وكل هذا يؤدي إلي ضعف التحصيل الدراسي للطفل والذي قد يمتد إلي المراحل التعليمية القادمة. السمات التي تميز السلوك السوي وتحدده: أشارت بلقيس بنت إسماعيل داغستاني ( ⸲2011ص ص )113-110إلي أن السمات المميزة للسلوك السوي تتحدد فيما يلي: -1العالقة الصحية مع الذات : وتتمثل هذه العالقة في ثالثة أبعاد وهي فهم الذات وتقبل الذات وتطوير الذات .وفهم الذات يعني أن يعرف المرء نقاط القوة ونقاط الضعف لديه ⸲ وأن يفهم ذاته فهما ً أقرب إلى الواقع ⸲فال يبالغ في تقدير خصائصه وصفاته ⸲ وال يقلل من قيمتها⸲ انطالقا ً من المفهوم النسبي العام :إنه ال يوجد من يخلو من بعض الجوانب السلبية ⸲ كما ال يوجد من هو عاطل كلية عن بعض الجوانب اإليجابية . ثم يأتي البعد الثاني وهو تقبل الذات :أي أن يتقبل الفرد ذاته بإيجابياتها وسلبياتها و أال يرفضها أو يكرهما ⸲ ألن رفض الذات أو كراهيتها سيترتب عليه عجز الفرد عن تقبل اآلخرين تقبال حقيقا ،وتقبل الفرد لذاته ال يعني بالطبع الرضا السلبي عن الذات ⸲ بل أن هذا التقبل ال يمنع أن ينتقد الفرد ذاته وأن يحاسبها ⸲ وأن يقيم سلوكه باستمرار. أما البعد الثالث :فيعني أال يقنع الفرد بتقبل ذاته كما هي ⸲ بل عليه أن يحاول تحسينها وتطويرها⸲ ويحدث التحسين أو التطوير بتأكيد جوانب القوة ⸲ محاولة التغلب على النقائص ومناطق الضعف⸲ والتخلص من العيوب ⸲ أو التقليل من أثرها على األقل ،إذن فتقبل الذات مقدمة لتحسينها ،ألن من يرفض ذاته لن يحاول تطويرها بالطبع ،وفي المقابل يمكن أن نقول :أن السلوك غير السوي يتضمن عدم فهم الذات أو عدم القدرة ⸲ أو عدم الرغبة في تحسينها ⸲ كل هذه األبعاد أو بعضها. 7 -2الـمـرونــة : عندما يواجه الفرد السوي مشكلة يريد حلها أو هدفا يريد تحقيقه فإنه يسلك سلوكا ً معينا لتحقيق هذا الهدف ،فإذا ما تحقق انتهي الموقف بالنسبة له ،أما إذا لم يتحقق فإنه يجرب سلوكا ً آخر فإذا لم يوفق هذا السلوك أيضا فقد يحاول سلوكا ً ثالثا ً وهكذا حسب قيمة الهدف واحتماالت النجاح في تحقيقه أو في حل المشكلة، وإذا تكرر الفشل فقد يعيد الفرد حساباته أو يعيد النظر في الموقف برمته أي في فكرته األصلية عن الهدف وعن اتجاهاته المتصلة به ،ويحاول أن يعرف كيف واجه اآلخرون مثل هذا الموقف أو المواقف المشابهة وقد يحاول االقتراب وتناول المشكلة أو الهدف من زاوية جديدة. وهذا يعني أن الفرد يحاول دائما أن يجد بدائل للسلوك الذي يفشل في الوصول إلي الهدف⸲ وهي دالئل سمة المرونة كما أن من دالئل المرونة أن الفرد يمكن أن يتصرف عن الموقف كلية إذا وجد أن المشكلة أو الهدف أعلى من مستوي إمكاناته أو أنها ال تستحق الجهد الذي سيبذل فيها . وفي المقابل فإن السلوك غير السوي يتضمن تكرار للمحاوالت ولو كانت فاشلة ويتكرر السلوك في هذه الحالة كما هو وإن تغير فإن التغير يمس الشكل دون الجوهر ،ويسمي السلوك في هذه الحالة بالسلوك الجامد rigidويعود السلوك الجامد إلي عدم قدرة الفرد علي إيجاد أساليب سلوكية أخرى بديلة بسبب نقص المرونة أو الجمود وبالطبع فإن الشخص غير السوي يبرر فشله في هذه الحالة بعوامل أخرى. -3الـواقعــية : تعني الواقعية التعامل مع حقائق الواقع ،فالذي يحدد أهدافه في الحياة وتطلعاته للمستقبل علي أساس إمكاناته الفعلية وعلي أساس المدى الذي يمكن أن يصل إليه باستعداداته الخاصة فرد سوي وهذا يعني أن السوي ال يضع لنفسه أهدافا ً صعبة التحقيق بالنسبة له حتى ال يشعر بالفشل بل إنه يعمل علي تحقيق ما يمكن تحقيقه أي انه يريد ما يستطيع ويستطيع ما يريد وبذلك فهو يشعر بالنجاح ولذة تحقيق اإلمكانات . ً وفي المقابل فإن من يختار لنفسه أهدافا سهلة التحقيق بالنسبة له طلبا للشعور بالنجاح ال يسلك سلوكا ً سويا أيضا فالواقعية هي أن ينظر الفرد إلي الحياة نظرة واقعية فكما انه ال يبالغ في تقدير ذاته أو يقلل من قيمتها فإنه كذلك ال يبالغ في تقدير األهداف أو األشياء الخارجية أو يقلل من قيمتها وال يحتاج السوي بصفة عامة نتيجة للتوازن النفسي الداخلي الذي ينعم به إلي أن يشوه الواقع بعكس غير السوي ،الذي يميل نتيجة مخاوفه ومشاعره السلبية إزاء نفسه وإزاء اآلخرين إلي أن يدرك الموضوع علي هواه وليس كما هو في الواقع فتحدث عمليات التشويه التي تجعل غير السوي ال يعيش واقعه كما هو بل يعيشه كما يحب ويتمني . -4الشعور باألمن : 8 يشعر الفرد السوي باألمن والطمأنينة بصفة عامة وهذا ال يعني أن السوي ال ينتابه القلق وال يشعر بالخوف وال يمر بالصراع ،بل إنه يقلق عندما يواجه ما يثير القلق ،ويخاف إذا تهدد أمنه ،ويخبر الصراع إذا واجه بعض مواقف االختيار الحاسمة ،أو بعض المواقف التي تتعارض فيها المشاعر ،ولكنه في كل الحاالت السابقة ،يسلك السلوك الذي يعمل مباشرة على حل المشكلة ،أو إزالة مصادر التهديد ،ويحسم األمر باتخاذ القرار المناسب في حدود إمكاناته . وإذا كان الشعور باألمن والطمأنينة هو القاعدة في الحياة االنفعالية للشخص السوى ،فإن الخوف والقلق والتوجس هي المشاعر التي تشكل أرضية الحياة االنفعال ية عند غير السوى ،خاصة العصابى الذى يكون دائم القلق وتتحكم فيه مخاوفه وتستبد به مشاعر الدونية والنقص . -5التوجه الصحيح : عندما يعرض للشخص السوى مشكلة ،فإنه يفكر فيها ،ويحدد عناصرها ،ويضع الحلول التي يتصور أنها كفيلة بالحل ،وهو يتجه مباشرة إلى قلب المشكلة ويواجهها مواجهة صريحة ،وقد يعلن فشله إذا لم ينجح في حلها وفي المقابل فإن السلوك غير السوي ال يتجه مباشرة إلي المشكلة ولكنه يعمد إلي الدوران حولها متهربا من اقتحامها مباشرة فالشخص غير السوي يبدد جهوده في مسالك جانبية ويهدر طاقته في دروب وسبل ال تؤدي إلي شيء إال إقناع نفسه بأنه أدي ما عليه ولم يقصر . -6التناسب : التناسب من السمات المهمة التي تميز السلوك السوي و يعنى عدم المبالغة ،وخاصة في المجال االنفعالى ،فالسوى يشعر بالسرور والزهو واألسى والحزن والدهشة ،ولكنه يعبر عنها بقدر مناسب للمثيرات التي أثارتها ،ولذلك نقول أن هناك تناسبا بين سلوك السوي والمواقف التي يصدر فيها السلوك . أما الشخص غير السوى فيتضمن مبالغة في االنفعال تزيد عما يتطلبه الموقف ،وإذا كان االنفعال لغة ،فإن غير السوى يستخدم هذه اللغة وكأنه يصرخ، كما أن بعضا من وظيفة االنفعال عند غير السوى يتجه إلى إقناع الذات بالدرجة األولى ،أو أن يتجه إلى استعطاف اآلخرين ولفت أنظارهم ،كما قد يكون السلوك المبالغ فيه تنفيسا عن انفعاالت مكبوتة ،لم يعبر عنها في مجالها األصلي ويالحظ أن الحس العام عن الناس في ثقافة معينة يستطيع أن يحكم علي السلوك في موقف ما بالتناسب أو عدم التناسب . -7اإلفادة من الخبرة : يعدل الفرد السوى من سلوكه دائما بناء على الخبرات التي تمر به ،فهو يغير ويعدل من سلوكه حسب ما تعلمه من المواقف السابقة خاصة المواقف ذات العالقة والصلة بالموقف الذي يقف فيه فكل موقف يمر به يضيف جديد إلي مجموعة الخبرات التي لديه مما يجعله أكثر قدرة علي مواجهة المواقف التالية . 9 أما الشخص غير السوى فال يبدو أن سلوكه يتعدل بناء علي ما يقابل من مواقف ألنه في معظم الحاالت ال يكون في وضع يسمح له باكتساب خبرة حقيقية في المواقف التي يمر بها حيث ال ينتبه إلى جوانب مهمة في المواقف التي يمر بها ،حيث يكون منشغال بذاته عما يجول حوله ،كما أن غير السوى قد ال يدرك العالقة بين ما سبق أن مر به وتعلمه وبين المواقف التالية التي يمر بها . معايير السلوك السوي والسلوك غير السوي: لتحديد المشكالت السلوكية أو السلوك غير السوي البد من وجود معايير ومن هذه المعايير: ً ✓ انحراف السلوك عن المعايير المقبولة اجتماعيا واختالف معايير الحكم على السلوك باختالف المجتمعات والثقافات والعمر والجنس. ✓ تكرار السلوك وهو عدد مرات حدوث السلوك في فترة زمنية معينة حيث يعد السلوك غير سوي ⸲ إذا تكرر حدوثه بشكل غير طبيعي في فترة زمنية معينة. ✓ مدة حدوث السلوك حيث تكون بعض أشكال السلوك غير عادية ،الن مدة حدوثها قد تستمر فترة أطول بكثير أو أقل بكثير مما هو متوقع. ✓ طبوغرافية السلوك وهو الشكل الذي يأخذه الجسم عندما يقوم اإلنسان بالسلوك . ✓ شدة السلوك حيث يكون السلوك غير عادي إذا كانت شدته غير عادية، فالسلوك قد يكون قويا ً جدا ً أو ضعيفا ً وفق الزمان والمكان (بلقيس بنت إسماعيل داغستاني ⸲2011ص ص .)114-113 السلوك المشكل: من المالحظ أن معظم األطفال يمرون بفترات من الصعوبات السلوكية واالنفعالية وتنخفض درجة هذه الصعوبات مع التقدم في العمر بالنسبة لألطفال في سن المدرسة ،ومشكالت األطفال يجب أن ال يقلل األهل من أهميتها وأن التترك لتحل نفسها ،ألنها بالرغم من شيوعها بحاجة الن تواجه وتحل بشكل فعال إذ أن اإلهمال أو سوء التصرف يمكن أن يؤديا إلي مشكالت أكثر خطورة. واختلف كثير من العلماء في تعريف السلوك المشكل والبد من التمييز بين السلوك العادي والمشكل من خالل المحكات اآلتية: -1تناسب سلوك الطفل مع من هم في عمره من النواحي العقلية واالجتماعية واالنفعالية والجسمية أي أن طفل الثالثة من المتوقع أن يتصرف بسلوكيات طفل الثالثة وليس بسلوكيات طفل السنة األولي.فمثال عملية مص االصبع يمكن أن تكون مقبولة لطفل السنة األولي أو الثانية وال تكون مقبولة لطفل الخامسة أو السادسة. -2تقع متطلبات البيئة ضمن المعقول..أي أن بعض اآلباء واألمهات وكذلك المعلمين يطلبون من الطفل أن يسلك سلوكا ً معينا ً بغض النظر عن العمر أو المرحلة النمائية التي يمر بها الطفل ،كما يطلب من الطفل أن يسلك 10 سلوك الراشدين كالهدوء في الجلسة وعدم الحركة علما ً بان كثرة الحركة هي من خصائص هذه المرحلة ،أو أن يطلب من الطفل أن يفكر بطريقة افتراضية أو منطقية بينما ال يزال في مرحلة ما قبل العمليات المادية، فإذا تم وطلب من الطفل سلوك كهذا فسيكون غير قادر علي القيام بذلك، وقد نصفه بأنه ذو إعاقة فكرية أو لديه اضطراب نشاط زائد. -3إشباع البيئة لحاجات الطفل األساسية وتلبية مطالب النمو لديه في المرحلة العمرية المعينة.فمثال طفل الثانية يعتمد علي والديه في عملية غذائه وفي الوقت نفسه نطالب الطفل بان يعتمد علي نفسه في تناول طعامه أو نطلب من طفل الرابعة بان يتشارك مع اخوته العابه ،علما ً باننا نعلم أن الطفل في هذه المرحلة النمائية متمركز حول ذاته وال يفضل مشاركة ألعابه ونبدأ في وصفه بأنه اناني. -4النتائج السلبية الناجمة عن السلوك المشكل..بمعني نسأل انفسنا هل هناك نتائج سلبية مترتبة علي السلوك غير المرغوب فيه ..فإذا وجد ذلك فيمكننا التأكد بان هذا السلوك غير المقبول يؤثر سلبا علي عالقاته االجتماعية واال فإننا نعتبره سلوكا ً مقبوالً . -5شدة وتواتر السلوك المشكل..ويعني مدي تكرار هذا السلوك في المواقف المختلفة..وشدته مما يستدعي انتباه الوالدين أو المعلم أو من هم مسؤولون عن هذا الطفل (سوسن شاكر⸲ ⸲2015ص ص .)8 -7 المشكلة: تعرف المشكلة علي أنها تعطيل أو تدخل يحول بين االستجابة وتحقيق الهدف (جابر عبد الحميد⸲.)2000كما تعرف بأنها حالة من التوتر وعدم الرضا نتيجة لوجود بعض الصعوبات التي تعيق الوصول إلي الهدف المنشود وتظهر المشكلة جلية عندما ال يستطيع الفرد الحصول علي النتائج المتوقعة من األنشطة واالعمال المتعددة (محمد عبد الغني⸲.)2004-2003 المشكالت االنفعالية والسلوكية: تتنوع المشكالت االنفعالية والسلوكية التي يعاني منها األطفال من حيث شدتها ،فمنها الشديدة أو المعتدلة أو البسيطة ،كما أنها تتنوع من حيث أسبابها وطبيعتها ومظاهرها ،إذ منها ما يأخذ شكل السلوك المضاد للمجتمع مثل العدوان والتخريب ،واإلساءة والشجار والكذب والغش ،ومنها ما يأخذ شكل عادات غير صحية مثل قضم األظافر ومص األصابع والفوضى وعدم الترتيب⸲ في حين أن منها يشكل مظاهر غير ناضجة مثل الحركة الزائدة وتشتت االنتباه والغيرة والتبول الإلرادي وهناك مشكالت نفسية تتمثل بالشعور بعدم األمن والقلق والخوف واالكتئاب. كما تعددت المصطلحات التي تشير إليها مما جعل الباحثين يميلون إلي استخدام مصطلحات متعددة لإلشارة إلي هذه الفئة من األطفال⸲ ومن بين هذه المصطلحات :االضطرابات االنفعالية والسلوكية ( Emotional and 11 ⸲ )Behavioral Disordersالصعوبات االنفعالية والسلوكية( Emotional " ⸲ )and Behavioral Difficulties "EBDالصعوبات االجتماعية واالنفعالية والسلوكية( Behavioral⸲ Emotional and Social " ⸲ ) Difficulties "BESDسوء التكيف االجتماعي( Social ⸲ )Maladjustmentاالضطرابات االنفعالية ( Emotionally ⸲ ) Disturbancesاالضطرابات السلوكية (⸲ )Behavior Disorder اإلعاقة االنفعالية ( ⸲ )Emotionally Handicapاالنحراف ( ( )Delinquentخولة أحمد ⸲ 15 : 2000؛ راضي الوقفي ⸲ 449 :2004؛ مارتن هنلي ⸲ روبرتا رامزي ⸲ وروبرت ألجوزين ⸲ ⸲ )196 :2004حيث يشير هذا المصطلح كتعبير مختصر ومفيد للتعبير عن مستوي واسع من النواحي الوظيفية لألفراد الصغار مثل السلوكيات واالنفعاالت والعالقات مع اآلخرين (.)Michelle⸲ Andrew⸲ Kevin & Gina ⸲ 2011 تعريف المشكالت االنفعالية والسلوكية: نظرا ً لعدم االتفاق علي تعريف موحد للمشكالت السلوكية واالنفعالية وذلك نتيجة لتعدد واختالف االتجاهات والنظريات المفسرة لها وأسبابها واستخدام مصطلحات وتعريفات تعكس وجهة نظر هذه النظريات. ومن التعريفات األكثر قبوالً للمشكالت السلوكية واالنفعالية والذي طوره ( )Bower⸲1969⸲1978وأدخل في قانون تعليم األفراد المعاقين⸲ ويستخدم مصطلح االعاقة االنفعالية في وصف هؤالء األطفال ⸲ويعني المصطلح وجود صفة أو أكثر من الصفات التالية لمدة طويلة من الزمن لدرجة ظاهرة وتؤثر علي التحصيل األكاديمي ⸲ وهذه الصفات هي(خولة أحمد⸲ 17-16: 2000؛ مارتن هنلي وآخرين ⸲ 197 : 2004؛ :)Julienne⸲2009 عدم القدرة علي التعلم ⸲ التي ال تعود لعدم الكفاية في القدرات العقلية أو الحسية أو العصبية أو الجوانب الصحية العامة. عدم القدرة علي إقامة عالقات شخصية مع األقران والمعلمين أو االحتفاظ بها. ظهور السلوكات والمشاعر غير الناضجة وغير المالئمة ضمن الظروف واألحوال العادية. مزاج عام أو شعور عام بعدم السعادة أو اإلكتئاب. النزعة لتطوير أعراض جسمية مثل :المشكالت الكالمية ⸲ االألم ⸲ والمخاوف⸲ والمشكالت المدرسية. أما ( ⸲ )Woody⸲1969فقد عرف األطفال ذوي المشكالت السلوكية والنفسية بأنهم :غير القادرين علي التوافق والتكيف مع المعايير االجتماعية المحددة للسلوك المقبول ⸲ وبناء عليه سيتأثر تحصيلهم األكاديمي ⸲ وكذلك عالقاتهم الشخصية مع المعلمين والزمالء في الصف ⸲ إضافة إلي ذلك ⸲فإن 12 هؤالء األطفال لديهم مشكالت تتعلق بالصراعات النفسية وكذلك بالتعلم االجتماعي⸲ ووفقا ً لذلك لديهم صعوبات في :تقبل أنفسهم كأشخاص جديرين باالحترام ⸲ والتفاعل مع األقران بأنماط سلوكية منتجة ومقبولة ⸲ والتفاعل مع أشكال السلطة كالمعلمين والمربين والوالدين بأنماط سلوكية شخصية مقبولة ⸲ كذلك االنجذاب نحو ما هو عادي – عاطفي ومؤثر نفسي حركي وأنشطة التعلم المعرفي دون صراع (خولة أحمد⸲.)17: 2000 ومن أكثر التعاريف تداوالً وصلة بالتربية التعريف الذي قدمه ( )Kauffman⸲1977وينص علي ما يلي :األطفال ذوو المشكالت االنفعالية والسلوكية هم أولئك الذين يستجيبون بشكل مزمن وملحوظ لبيئاتهم بأساليب غير مقبولة اجتماعيا ً أو غير مشبعة شخصيا ً ⸲ ومع ذلك فإنه يمكن تعليمهم سلوكا ً أكثر قبوالً من الناحية االجتماعية وأكثر إشباعا ً من الناحية الشخصية ⸲ ويمكن تعليم ذوي االضطرابات الطفيفة والمتوسطة منهم مع زمالئهم األسوياء (إذا توافرت خدمات إرشادية للمعلم) أو في غرفة مصادر أو في صفوف خاصة مع األمل بأن يعودوا سريعا ً إلي اإلندماج مع زمالئهم األسوياء (راضي الوقفي ⸲: 2004 .)452 كما عرفها محمد صوالحة وعبد المهدي صوالحة ( )2004بأنها :النمط السلوكي الذي يتصل بالفرد نفسه ويؤثر في عالقته بنفسه وباآلخرين ويوصف من قبل اآلخرين بأنه غير سليم " ⸲ في حين عرفها )Gregor et al. (2005 بأنها مصطلح عام يشير إلي تقلب الحالة المزاجية للفرد وشعوره بالخوف المفرط ⸲ وفي هذا الصدد عرفها محمد جواد ( )2007بأنها " أي سلوك متكرر نسبيا ً وينحرف عن السواء ويكون سببا ً في إنتهاك حقوق وحرمات اآلخرين⸲ ". كما عرف المبرت وباور الطفل المضطرب انفعاليا ً " هو الذي يتراوح معدل انخفاض سلوكه بين المتوسط والحاد ⸲ وأن هذا االنخفاض في السلوك يعمل بدوره علي تخفيض قدرته علي أداء واجباته الدراسية بفاعلية ⸲كذلك في تفاعله مع اآلخرين ⸲ مما يؤثر علي خبراته االجتماعية والتربوية ويجعله عرضة لواحدة أو أكثر من النماذج السلوكية الخمسة التالية بشكل واضح :عدم القدرة علي التعلم التي ال ترتبط بالعوامل العقلية أو الحسية أو العصبية أو بالصحة العامة وإنما ترتبط بالمشاكل السلوكية ⸲ عدم القدرة علي بناء عالقات شخصية مرضية مع األقران والمدرسين واالحتفاظ بهذه العالقات ⸲ أنماط غير مالئمة أو غير ناضجة من السلوك والمشاعر في الظروف العادية ⸲ مزاج عام من الشعور بعدم السعادة والحزن واالكتئاب ⸲ ميل لظهور أعراض جسمية مثل :مشاكل في النطق والكالم واألم في الجسم ومخاوف مرتبطة بمشاكل شخصية أو مدرسية (مصطفي نوري وخليل عبد الرحمن ⸲.)Naomi & Donna⸲ 2008 ;19-18 :2009 كما وضع هيوت ( )Hewett⸲1968تعريفا ً آخر حدد فيه األطفال المضطربين سلوكيا ً وانفعاليا ً وهو وجود صفة أو أكثر من الصفات التالية لمدة 13 طويلة من الزمن لدرجة ظاهرة ومؤثرة وهذه الصفات هي :عدم القدرة علي التعلم لعدم الكفاية في القدرات العقلية ⸲ عدم القدرة علي إقامة عالقة اجتماعية مع اآلخرين ⸲ ظهور السلوكيات والمشاعر غير الناضجة ⸲ االكتئاب⸲ المشكالت الكالمية ⸲ المخاوف والمشكالت الدراسية ⸲ القلق واالنسحاب والنشاط الزائد والتوحد وغيرها(أم هاشم خلف⸲.)10 :2012 الدالئل والمؤشرات علي وجود مشكلة انفعالية لدي الطفل: أشارت سوسن شاكر( ⸲2015ص )8إلي أن هناك دالئل محددة يجب االنتباه اليها تشير إلي أن الطفل يعاني من مشكالت نفسية جدية وهي: -قلق مزمن ومستمر أو خوف مسيطر علي الطفل ال يتناسب مع الواقع. -أعراض اكتئاب مثل فقدان االهتمام المتزايد أو االنسحاب أو تجنب األفراد. -تغير مفاجئ في مزاج الطفل أو سلوكه بحيث يبدو مختلفا تماما عما كان يبدو عليه. -اضطراب في النوم كان ينام أكثر من الالزم أو يفقد القدرة علي النوم أو يعاني من األحالم المزعجة أو االرق. -اضطرابات االكل كفقد الشهية أو زيادة الوزن نتيجة االكثار من الطعام أو اكل الطعام غير النظيف. الحاجات النفسية للطفل: تعرف بأنها مطلب أساسي وضروري من مطالب النمو النفسي للطفل يتبع تحقيقه الوصول إلى مستوى عا ٍل من الصحة النفسية (أسماء السرسي واماني عبد المقصود⸲ ⸲2000ص .)156 كما عرفها (اشرف عبد القادر⸲ ⸲2000ص )265بأنها تلك الحاجات التي تشبع الفرد بما يؤدي إلى التوازن النفسي لديه وأهمها :الحاجة إلى الحب ،الحاجة إلى االنتماء ،الحاجة إلى تقبل الذات ،الحاجة إلى اإلنجاز ،الحاجة إلى اللعب، الحاجة إلى التقدير االجتماعي ،الحاجة إلى السيطرة ،الحاجة إلى االستقالل، الحاجة إلى حب االستطالع. كما عرفتها (ياسرة أبو هدروس⸲ )2004بأنها شعور الفرد بنقص معين، أو افتقار لشيء ما يسبب حالة من عدم التوازن واالستقرار لديه مما يدفع سلوكه ويحركه لسد هذا النقص من خالل إشباع الحاجة المرتبطة به ،ومن ثم استعادة التوازن واالستقرار واالنتماء من جديد. أنواع حاجات الطفل: صنف موراي الحاجات األساسية لدى الفرد تبعا ً لطريقة تعبيره عن السلوك إلى: -1الحاجات الظاهرة :وهي الحاجات التي تعبر عن نفسها أو يسمح لها بالتعبير عن نفسها بطريقة مباشرة وفورية في سلوك الفرد. 14 -2الحاجات المستترة /الكامنة :وهي الحاجات المكبوتة أو المكبوحة ،فهي ال تستطيع أن تعبر عن نفسها في صورة صريحة أو مباشرة ،بل تجد الطريق أمامها مغلقاً. ويصنفها تبعا ألساسها إلى: الحاجات الفسيولوجية /البيولوجية :وهي الحاجات التي -1 تختص بالنواحي العضوية مثل الحاجة إلى الطعام ،الحاجة إلى اإلخراج ،الحاجة إلى درجة الحرارة....وكلها حاجات تتطلب اإلشباع الفوري المباشر ،وال يمكن تأجيل إشباعها لفترة طويلة حيث يؤثر على حياة اإلنسان ،ويؤدي إشباعها إلى إعادة االتزان الفسيولوجي للفرد الذي يكون قد اختل نتيجة الحرمان من إشباع الحاجة. الحاجات النفسية :وهي حاجات التي تتصل بعملية االتزان -2 ً النفسي للفرد ويؤدي إشباعها إلى استقرار الفرد نفسيا وتخفيف التوتر الناشيء عن الحرمان. الحاجات االجتماعية :وهي الحاجات التي تتصل بعالقة -3 الفرد بالمجتمع والرفاق كالحاجة إلى المركز االجتماعي (محمد عبد الرحمن⸲ ⸲1998ص .)480 أنواع الحاجات النفسية االجتماعية للطفل: -1الحاجة إلي األمن: فالطفل بحاجة إلى الشعور باألمن والطمأنينة ،فهو بحاجة إلى الرعاية في جو آمن يشعر فيه بالحماية من كل العوامل الخارجية المهددة ،ويشعر باألمن في حاضره ومستقبله ،لهذا يجب مراعاة الوسائل التي تشبع هذه الحاجة لدى الطفل حتى ال يشعر بتهديد خطير لكيانه مما يؤدي إلى أساليب سلوكية انسحابية أوعدائية (مجدي عبد هللا⸲ ⸲1997ص .)295 فعندما تشبع الحاجات الفسيولوجية على نحو مرضي تظهر الحاجة إلى األمن كدوافع مسيطرة والتي تشمل على الحاجة إلى النظام واألمن والقابلية للتنبؤ، والهدف األسمى عند وصول الشخص لهذا المستوى هو أن ينقص الشك ويتخلص من الريبة وعدم اليقين في حياته ،وتعمل هذه الحاجات بوضوح عند األطفال الًذين يخافون خوفا شديدا حين يواجهون الوقائع الجديدة ،وإشباع حاجات األمن تؤكد من أن الفرد يعيش في بيئة متحررة من الخطر(جابرعبد الحميد⸲ ⸲1986 ص .)585 -2الحاجة إلي الحب والتقبل: تعد الحاجة إلى الحب من أهم الحاجات االنفعالية التي يسعى الطفل إلشباعها ،فهو يحتاج إلى أن يشعر أنه محب ومحبوب ،والحب المتبادل بينه وبين والديه وإخوته وأقرانه حاجة الزمة لصحته النفسية ،أما الطفل الذي لم يشبع 15 هذه الحاجة فإنه يعاني من الجوع العاطفي ،ويشعر بأنه غير مرغوب ويصبح سيئ التوافق ومضطربا ً نفسيا ً(.مجدي عبد هللا⸲ ⸲1997ص .)297 ان الحاجة إلى الحب والعطف هي من أولى الحاجات التي يحتاج الطفل إلى إشباعها ،فالطفل يحتاج إلى الشعور بأن هناك حبا وعطفا من أمه ،وحرمانه من هذا العطف يشكل خطرا ً على حياة الطفل ويسبب له القلق وألوانا من االضطراب النفسي (مصطفي فهمي⸲ ⸲1974ص .)59 -3الحاجة إلي االنتماء: إن االنتماء إلى جماعة األسرة حاجة من الحاجات األساسية للنمو النفسي والنمو االجتماعي ،وخاصة في السنوات األولى من حياة الطفل ،إال انه في بعض األحيان يقوم اآلباء في األسرة بأنماط من السلوك تدفع األبناء إلى الشعور بأنهم غير مرغوب فيهم " مهملون -منبوذون" وكلما تكرر هذا السلوك وخاصة في المرحلة األولى من حياة الطفل أصبح ذا أثر سيئ في تكوينه النفسي.ومن أهم األسباب التي تدعو األطفال إلى الشعور بأنهم غير مرغوب فيهم انفصال الطفل عن والديه :فالطفل يكون حساسا جدا حين تكون أمه بعيدة عنه ولو لفترات قصيرة ،فهذه الفترات كافية ألن يشعره بالقلق ،وهنا نجده دائم السؤال عنها. والمالحظ هنا مدى تأثير انفصال األطفال عن الوالدين ،األمر الذي ال يقتصر ضرره على الحاضر فقط ،وإنما يتجاوز ذلك الضرر بمستقبلهم وصحتهم النفسية(مصطفي فهمي⸲ ⸲1997ص .)23 ان المرء في حاجة إلى أن يشعر بأنه فرد من مجموع تربطه بهم مصالح مشتركة ،تدفعه إلى أن يأخذ ويعطي ،وإلى أن يتلمس منهم الحماية والمساعدة، كما أنه في حاجة إلى أن يشعر بأنه يستطيع أن يمد غيره بهذه األشياء في بعض األحيان ،وتنمو هذه الحاجة أيضا مع الطفل في الشهور األولى ،فاأللفة التي تحفها المحبة داخل األسرة تنقلب إلى والء لهذا المجتمع ،ثم تنتقل الحاجة إلى االنتماء للجماعات األخرى التي يجد فيها الطفل إشباع حاجاته إلى األمن العاطفي.كما ترى أنه في بعض المواقف األسرية وفي السنوات األولى من حياة الطفل قد ينمو األطفال في ظروف تكون فيها المواقف واإلتجاهات نحو اآلخرين متسمة بالشك أو العداء ،وقد يوجد آباء يبثون في أطفالهم فكرة نبذ اآلخرين أو إذا لم يكن مرغوبا فيه من جانب الرفاق من سنه ،..وعندما ينشأ هذا الموقف فإن حاجة الطفل إلى االنتماء يصيبها اإلحباط وبالتالي تنعكس نتائج هذا اإلحباط على سلوكه(.هدي قناوي⸲ ⸲1991ص .)190 -4الحاجة إلي التقدير االجتماعي: إن الحاجة إلى التقدير االجتماعي هي حاجة اإلنسان إلى أن يكون موضع قبول وتقدير واعتبار واحترام من اآلخرين ،وإلى أن يكون له مكانة اجتماعية، وهي حاجة يرضيها شعور الفرد بأن له قيمة اجتماعية وأن جهوده ووجوده الزمان لآلخرين ،كما أنها تبدو في حب اإلنسان للثناء ،ولهذه الحاجة صلة وثيقة بالحاجة إلى األمن ولو أنها تختلف عنها ،ذلك أن التقدير االجتماعي يعزز الشعور 16 باألمن ولكنه ليس مصدره.أما أخطر عواقب إحباط هذه الحاجة فهو شعور الفرد بالعزلة والوحشة بما قد يدفعه إلى التمرد على الجماعة ومحاولة السيطرة والتغلب ،على اآلخرين ،وقد يلجأ في نهاية المطاف إلى اإلنتحار(.احمد راجح،1999 ، ص .)115 وهناك نوعان من حاجات التقدير االجتماعي: -رغبات شخصية في الجدارة والكفاءة واإلتقان والمقدرة واإلنجاز والثقة واالستقالل. -رغبات لالحترام من الناس اآلخرين تتضمن االنتباه واالعتراف واألمتنان والمكانة واالحترام والشهرة والسيطرة والكرامة. ويؤدي إشباع حاجات التقدير إلى مشاعر الفرد بالجدارة واالستحقاق وإلى القوة النفسية وإلى اإلحساس بأن الفرد نافع للناس وضروري لهم ولكن إحباط هذه الحاجات ينتج مشاعر النقص والضعف واليأس(.عالء الدين كفافي ، ،2010ص.)405 أسباب المشكالت االنفعالية والسلوكية: -1العوامل البيولوجية: ومن بين تلك العوامل :الموروثات ،النظام الغذائي ،المزاج ،شذوذ الخصائص الوراثية التي تحملها الجينات ،واضطراب عمليات التمثيل الغذائي في خاليا الجسم ،والتهاب الدماغ وخلل الجهاز العصبي ،واضطراب عمل الغدد ،والتشوهات الخلقية واألمراض والحوادث(.محمد عودة ، 1424 ، ص.) 279 -2العوامل االسرية: ا -الجو االنفعالي االسري :عندما يسود جو هادئ امن داخل المنزل يشعر الطفل باألمن واالستقرار.فاي خالف أو مشاجرة بين الوالدين يالحظها الطفل مهما كان صغيرا فان ذلك يدمر اتزانه االنفعالي ويدفعه إلي رد فعل عنيف وبدون وعي فيصبح قلقا مضطربا. ب -العوامل الوالدية :هناك بعض من العوامل الوالدية التي قد تؤدي إلي المشكالت االنفعالية لدي األطفال منها شخصية األم واألب. -1شخصية األم: ا -األم القلقة ذات الوساوس :التي تتصور عن طفلها اسوأ األشياء.. فارتفاع بسيط في درجة الحرارة تعتبره أصيب بحمي أو خروجه مع اخته للحديقة وتأخره قليال فالبد أن يكون قد أصيب بحادث وعند ذهابه للمدرسة تمنعه من االشتراك من الرحالت المدرسية خوفا من إصابته بأذى. 17 وبذلك يصبح الطفل شخصية مستهترة تقدم علي كل شيء مهما كان خطرا ليعوض ما حرم منه في الصغر واذا تعلم قيادة السيارة اصبح سائقا متهورا أو قد يصبح شخصية منطوية. ب -األم المتملكة :وتتميز بحب التملك الزائد والسيطرة فهي تريد من طفلها الحب كله والخضوع واالستسالم لها فقط.وتغضب اذا شاهدت طفلها يحب شخصا اخر غيرها..وتغار اذا احب الطفل اباه⸲ وهي بتصرفاتها هذه تعرقل نمو طفلها وتعوقه وتقضي علي شخصية طفلها في المستقبل وتجعله في المستقبل كارها للحياة بل ويحقد علي المجتمع ويأتي بتصرفات غير سوية.وهذا السلوك من األم ليس حبا أو حنانا. ج -األم الدقيقة :وهي تحرص دائما علي أن تفعل الشيء السليم وتبالغ فيه.ويصبح طفلها ذات شخصية ضعيفة⸲ وحساس إلي درجة كبيرة⸲ وعصبيا ويصاب بالقلق⸲ وعندما يكبر سينقلب الحال ويصبح في تصرفاته حيال امه عنيدا مشاكسا ويحاول أن يتمرد عليها وال يهمه رضاها ولالم أن تعرف انه ال بد للطفل أن ينحرف ولو لحظات حتي يعرف الصواب والخطأ⸲ الخير والشر⸲ فهو ليس مثال للكمال. د -األم المترددة :لديها قصور في التحكم في عواطفها وتصرفاتها⸲ وعاجزة عن وضع نظام عام تسير مقتضاه مثال :فإذا بكي الطفل ذكرت أنها لم تعد له طعامه⸲ وتنسي مواعيد نوم الطفل سواء ليال أو نهارا انما تذهب به للفراش حسب الظروف وتتسم شخصيتها بالتسرع ويصاب الطفل بالفزع وغير امن وغير مستقر وعندما يكبر يصبح عنيدا. ه -األم المسيطرة :حرمت في طفولتها من عطف األم⸲ أو عاشت مع زوجة األب في حالة طالقه من امها⸲ وتعاني من الشعور بالنقص والحرمان من عطف األم فهي تحاول مساعدة طفلها ولكن بطريقة مبالغ فيها⸲ تعويضا عن النقص الذي عانت منه في طفولتها⸲ ويصبح طفلها مهزوز الشخصية ومضطربا في تصرفاته وغير حكيم في اعماله وكثير التردد في اختيار األشياء ويؤثر ذلك علي قدرته في التحصيل وعلي الذاكرة. و -األم غير المكترثة :فهي ال تهتم بطفلها مطلقا⸲ وال تحاول أن تشبع حاجاته ومطالبه من مطعم وملبس ونظافة ولعب والتحب طفلها وال تشعره باألمان فيصبح الطفل عديم المباالة ويكره الروابط االجتماعية. -2شخصية األب: ا -األب المسيطر :فهو ضعيف الشخصية⸲ تربي في اسرة لها اب مسيطر علي زوجته واوالده⸲ ويؤكد وجوده من خالل تلك السيطرة⸲ وغالبا ما يعاني من مشكالت في العمل الخاص به⸲ فهو يقضي علي شخصية طفله ويحول بينها وبين تطوره ونموه السوي وينشأ الطفل خاضعا مستسلما فاقد الثقة في نفسه. 18 ب -األب الضعيف :يستسلم دائما لمن حوله⸲ ال يحاول أن يبدي رايه أو نصيحة أو مشورة ولم يتعود علي تحمل المسئولية ويفقد احترامه وهيبته داخل األسرة ويفتقد الطفل في هذه الحالة للقدوة وال يجد من يقلده فيعمد إلي تقليد أي شخص اخر غير والده وغالبا ما يكون هذا الشخصي غير سوي سواء من األقارب أو من ابطال السينما الن الشر في نظره يمثل قوة. ج -األب الغائب :المسافر للعمل بإحدى الدول العربية أو األجنبية أو يقضي كل وقته خارج المنزل فإنه يجعل طفله محروما من بطل يقلده ويحرم الطفل من عطف وحب والده له. د -األب الطفل :دائم االعتماد علي الغير ويخشي تحمل المسئولية وهو نتاج الب مهمل وام شديدة العطف وهو يشبه في سلوكه األطفال وحينما يثور يصبح غضبه كسلوك الطفل المدلل وهو بذلك ال يمثل نموذجا لطفله وقد يسخر منه ابنه مما يترتب علي اضطراب شخصية الطفل وفقدانه ثقته بنفسه (نبيلة عباس ⸲ ⸲2003/2002ص ص .)99-96 -3العوامل المدرسية: هناك مجموعة من األسباب المدرسية التي تساعد علي حدوث المشكالت االنفعالية والسلوكية لدي األطفال هي :عدم قدرة بعض المعلمين على توصيل المعلومات بطريقة فعالة -عدم تفهم بعض المعلمين طبيعة المرحلة التي يعيشها الطالب -القلق والخوف من االمتحانات -نقص اإلرشاد التربوي -عدم تشجيع المعلمين للتالميذ على االستذكار والنجاح) حامد زهران⸲.)1977 مراجع الفصل األول احمد راجح ( .) 1999أصول علم النفس ،ط.11دار المعارف. 19 أســماء الس ـرســي ،واماني عبد المقصــود ( .) 2000دراســة للحاجات النفســية لدى األطفال في مراحل تعليمية مختلفة ،جامعة عين شـــمس ،مجلة كلية التربية " التربية وعلم النفس" ،) 4 ( 24 ،ص ص .183– 151 أشــرف عبد القادر ( .) 2000دراســة مقارنة لبعض الحاجات النفســية والمشــكالت االنفعــال يــة لــدي عينــة من األطفــال األيتــام والعــاديين في مرحلــة الطفولــة المتأخرة ،رسالة ماجستير منشورة ،كلية التربية ،جامعة الزقازيق. أم هـاشـــــم خلف مرســـــي(.)2012االضـــــطرابـات الســـــلوكيـة واالنفعـاليـة لألطفـال وإستراتيجيات التدريس.دار الزهراء. بلقيس بنت إســماعيل داغســتاني (.)2011مشــكالت الطفولة -التشــخيص – العالج. مكتب التربية العربي لدول الخليج. جابر عبد الحميد ( .) 1986نظريات الشــــخصــــية ،البناء ،الدافعيات ،طرق البحث والتقويم.دار النهضة العربية. جـابر عبـد الحميـد جـابر( . ) 2000مـدرس القرن الحـادي والعشـــــرون الفعـال.دار الفكر العربي. حامد زهران ( . ) 1977الصحة النفسية والعالج النفسي .عالم الكتب. خولة أحمد يحي(.)2000االضــــطرابات االنفعالية والســــلوكية .دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع. راضي الوقفي(.)2004أساسيات التربية الخاصة .دار جهينة للنشر والتوزيع. سـوسـن شـاكر الجلبي(.)2015مشـكالت األطفال النفسـية وأسـاليب المسـاعدة فيها.دار ومؤسسة رسالن. عالء الـدين كفـافي ( .) 2010نظريـات الشـــــخصــــيـة (االرتقـاء ،النمو ،التنوع.دار الفكر. مـارتن هنلي ⸲ وروبرتـا رامزي ⸲ وروبرت ألجوزين (.)2004خصـــــائص التالميـذ ذوي الحاجات الخاصـة وإسـتراتيجيات تدريسـهم (.ترجمة :جابر عبد الحميد جابر).القاهرة :دار الفكر العربي. مجدي عبد هللا ( .) 1997الطفولة بين السواء والمرض.دار المعرفة الجامعية. محمـد جواد محمـد الخطيـب (.)2007مـدي فـاعليـة برنـامج إرشـــــادي نفســـــي تربوي لتخفيف المشــكالت الســلوكية لدي تالميذ المرحلة االبتدائية الدنيا بإســتخدام أســـــاليـب اللعـب (فن – درامـا) في مـدارس وكـالـة الغوث الـدوليـة بغزة.مجلـة جامعة األزهر بغزة ⸲ .272-213 ⸲ )1( 9 محمد صــوالحة ⸲ وعبد المهدي صــوالحة (.)2004أنماط المشــكالت الســلوكية لدي األطفال التوائم " دراســة ميدانية لدي عينة من أطفال مدينة إربد في األردن. مجلة جامعة دمشق للعلوم التربوية ⸲ .135-107⸲ )1(20 محمد عبد الرحمن ( .) 1998نظريات الشخصية.دار قباء للطباعة والنشر. 20 مركز تطوير. مهـارات اتخـاذ القرار. ) 2004/2003 (محمـد عبـد الغني هالل.األداء والتنمية دار. علم نفس نمو الطفولــة والمراهقــة. ) ه1424 ( محمــد عودة الريمــاوي.المسيرة. دار مصر للطباعة. سيكولوجية الطفولة والمراهقة.) 1974 ( مصطفي فهمي ، دراســـات في ســـيكولوجية التكيف: الصـــحة النفســـية.) 1997 ( مصـــطفي فهمي.مكتبة الخانجي.4ط االضـــــطرابـات.)2009( مصـــــطفي نوري القمش ⸲وخليـل عبـد الرحمن المعـايطـة. دار المسيرة للنشر والتوزيع.السلوكية واالنفعالية - أســــبابها- المشــــكالت االنفعالية لألطفال.)2003/2002(نبيلة عباس الشــــوربجي. دار النهضة العربية.عالجها. مكتبة األنجلو المصرية.3 ط، الطفل وتنشيءته وحاجاته.) 1991 ( هدي قناوي الحاجات النفســية لدى تالميذ ذوي صــعوبات التعلم.) 2004 ( ياســرة أبو هدروس كلية، رســالة دكتوراه غير منشــورة،والعاديين في مرحلة التعليم األســاســي. غزة، جامعة األقصى، القاهرة، جامعة عين شمس،التربية Gregor⸲ L.⸲ Declan⸲ S.⸲ Alan⸲ C.⸲ Barbara⸲ D.⸲ Victoria⸲ B.⸲ David⸲ M.⸲ Aisling⸲ M.⸲ Maria⸲ L.⸲ Mary⸲ B.⸲ & Maeve⸲ D.(2005). Family factors associated with attention deficit hyperactivity disorder and emotional disorders in children. Journal of Family Therapy ⸲ 27⸲76–96. Julienne⸲ M.(2009). A Social Work Intervention for Children with Emotional and Behavioral Disabilities (Doctor of Philosophy in Psychology Dissertation ). Albany University⸲ New York. Michelle⸲ C.⸲ Andrew⸲ P.⸲ Kevin⸲ D.⸲& Gina⸲ C. (2011). A longitudinal study of behavioral⸲ emotional and social difficulties in individuals with a history of specific language impairment (SLI). Journal of Communication Disorders⸲44⸲186-199. Naomi⸲ A.⸲ & Donna⸲ M. (2008). Identification and Treatment of Anxiety in Students with Emotional or Behavioral Disorders: A Review of the Literature. Journal of Education and Treatment Children ⸲ 31(4)⸲ 583- 610. 21 السلوك الفوضوي الفصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل الثاني تعريف السلوك الفوضوي أنواع السلوك الفوضوي مستويات السلوك الفوضوي نسب انتشار السلوك الفوضوي أسباب السلوك الفوضوي تشخيص السلوك الفوضوي عالج السلوك الفوضو22ي الفصل الثاني السلوك الفوضوي أ.د.مصطفي أبو المجد سليمان تعريف السلوك الفوضوي: يعرف السلوك الفوضوي بأنه سلوك متكرر يثير االرتباك في البيئة التي يعيش فيها الفرد ويتأذى منه اآلخرون ويتعارض مع النشاطات القائمة ويعوقها ربما للعجز عن المشاركة فيها أو لجذب االنتباه ويتمثل هذا السلوك في سلوكيات فوضوية لفظية مثل الصراخ والصفير والصياح وإصدار أصوات غريبة واغاظة اآلخرين والتحدث بصوت مرتفع خارج الموضوع (عبد المطلب امين⸲.)2005 أنواع السلوك الفوضوي : تنقسم أنواع السلوك الفوضوي الي: -1اضطراب نقص االنتباه المصحوب بفرط الحركة ( ADHDعدم القدرة على الجلوس ساكنا ً -تململ باستمرار -عدم القدرة على التركيز تجاه المهام -الثرثرة -عدم القدرة على انتظار الدور- يتصرف بدون تفكير -مقاطعة حديث الغير). -2اضطراب العناد المتحدي Oppositional Defiant Disorder (ODDنوبات الغضب المتكررة -الحجج المفرطة مع البالغين -رفض األمتثال لتعليمات البالغين -رفض اتباع القواعد -إزعاج اآلخرين -لوم اآلخرين على سوء السلوك أو األخطاء -االنزعاج بسهولة مع اآلخرين- التحدث بقسوة أو بفظاظة لآلخرين – يلجأ لالنتقام) . -3اضطراب المسلك /التصرف ( Conduct Disorderالسلوكيات العدوانية تجاه اآلخرين ،بما في ذلك التنمر أو التهديد - -الكذب المستمر -سرقة أو تدمير الممتلكات -شجار مستمر -استخدام األسلحة للتهديد - اإلساءة للحيوانات -مهاجمة اآلخرين جسديًا) ( American .)Psychological Association "APA"⸲ 2000⸲ 115 مستويات السلوك الفوضوي: هناك ثالث مستويات للسلوك الفوضوي: ✓ المستوى البسيط :يشتمل علي مشكالت سلوكية يمكن التعامل معها ( كالغياب خارج البيت و الهروب من المدرسة (. ✓ المستوى المتوسط :كتخريب الممتلكات والسرقة. ✓ المستوى العميق :كالسرقة باإلكراه تحت تهديد السالح( ⸲APA⸲ 2000 )116 مدي انتشار السلوك الفوضوي: تشــير الدراســات والبحوث إلي أنتشــار الســلوك الفوضــوي بين األطفال بفئاتهم المختلفة ســــواء العاديين أو غير العاديين ،فيذكر " ديفز و ماكلوجلين " 1989 أن نسـبة انتشـار السـلوك الفوضـوي كنوع من االضـطرابات السـلوكية التي يحول 23 في ضـــوئها األطفال إلي مراكز العالج الســـلوكي تتراوح ما بين %45 - %35 من جملـة األطفـال المحولين إلي هـذه العيـادات( Davies & Mclauglin: . ) 1989 وفي دراســة لمالفات وآخرين ( ) Maliphant.et al: 1990أشــار إلي أن السـلوك الفوضـوي ينتشـر بين أطفال المرحلة االبتدائية مما تراوح أعمارهم ما بين ( )9-7سـنوات بنسـبة تصـل إلي %37وهذه النسـبة قد تزيد أو تنقص من بلد آلخر ،وتوضـــــح التقريرات المتجمعــة من دراســــــة بروســــــارد وآخرين ( )Broussaard⸲. et al : 1995أن السـلوك الفوضـوي ينتشـر بين األطفال الذين تتراوح أعمارهم ( )11-9ســنة بنســبة تصــل إلي ( )%22وهؤالء األطفال يحتاجون إلي التدخل العالجي وذلك في إحدى الواليات األمريكية. وبتكليف من اللجنة المشـــتركة للصـــحة النفســـية ) J.C.M.H.C( بالواليات المتحـدة األمريكيـة أعـد ســـــتـاج وكيورز ( ) Stage & Quiroz:1997 دراســة مســحية اعتمدت علي اســتعراض ( )99دراســة عن الســلوك الفوضـوي لـدي األطفـال في الفترة الزمنيـة من ( )1996-1991حيـث اتفقـت معظم هـذه الدراسات علي أن السلوك الفوضوي لدي أطفال المرحلة االبتدائية ينتشر بنسبة تصــل إلي %40كما أن حوإلي نســبة %10منهم يحتاجون إلي مســاعدة كلينيكية متخصصة في حين أن نسبة %30منهم ينبغي إحالتهم إلي مراكز العالج النفسي وذلك لخفض حدة السلوك الفوضوي لديهم. ويؤكد ذلك دراســــة فارمر وآخرين ( )Farmer ⸲et al : 1999في والية الينيوى األمريكية أن السـلوك الفوضـوي ينتشـر بنسـبة %45بين أطفال المدارس االبتـدائيـة بهـذه الواليـة كمـا أن %30من أطفـال هـذه المـدارس لـديهم ســـــلوك عدواني مع سـلوك فوضـوي كما أن السـلوك الفوضـوي ينتشـر بمعدل 1:3بين الذكور واإلناث.بينما بلغت نسـبة انتشـار السـلوك الفوضـوي في مدينة " تورينو " الكندية حوإلي %27وذلك بين أطفال المدارس االبتدائية ودور الحضانة ممن تتراوح أعمارهم بين ( )14-8سنة ( . )Nelson & Roberts : 2000 أما في بريطانيا وقد توصـل كاميرون ( ) Cameron : 1998إلي أن نسـبة انتشــــار الســــلوك الفوضــــوي في والية "هل" بلغت %40لدي تالميذ المرحلة االبتدائية بهذه المدينة وأنه البد من تدخل عالجي لهذه المشكلة . أما عن نسـبة انتشـار السـلوك الفوضـوي في مصـر فعلي حد علم الباحث ال توجد أي دراســـات تناولت نســـبة انتشـــار الســـلوك الفوضـــوي لدي تالميذ المرحلة االبتدائية إال أنه هناك بعض الدراســات التي تناولت المشــكالت الســلوكية لدي أطفال المرحلة االبتدائية ومن بينها مشـكلة عدم االنضـباط السـلوكي في الفصـل الدراســي .فقد توصــلت ( فيوال البيالوي ) 1990إلي أن مشــكالت االنضــباط الســلوكي في الفصــل الدراســي تنتشــر بين أطفال المدرســة االبتدائية بمحافظة Joint Commission on the Mental Halth for children. 24 القليوبية ممن تتراوح أعمارهم بين 12-6ســنة بنســبة تتراوح بين %11-8كما أن هذه المشــكالت تنتشــر بنســبة %14بين الذكور ونســبة %8بين اإلناث ،كما أن هذه المشـكالت تنتشـر بنسـبة %12عند أطفال الريف ونسـبة %10عند أطفال الحضــر (ص. )32وفي محافظة بور ســعيد توصــل ( عمرو أحمد ) 1997إلي نسـبة انتشـار مشـكلة التمرد علي نظام الفصـل والمدرسـة بلغت %4.8لدي تالميذ المرحلة االبتدائية . يتضـــح من العرض الســـابق أن نســـبة انتشـــار الســـلوك الفوضـــوي بين أطفال المرحلة االبتدائية نســبة ال يســتهان بها وذلك إذا أخذنا في االعتبار العدد الكلي لألطفـال الـذين هم في ســـــن المرحلـة االبتـدائيـة وهـذا يتطلـب التـدخـل العالجي المبكر لهـذا الســـــلوك وذلـك للحـد من اآلثـار التي قـد تترتـب عليـه في المراحـل العمرية التالية . أسباب السلوك الفوضوي: اتجهت البحوث والدراســات النفســية والتربوية لدراســة طبيعة وأســباب الســلوك الفوضــوي وقد قدمت تفســيرات متنوعة لتلك الظاهرة ،فقد أرجعها البعض إلي عوامل بيئية وأرجعها البعض اآلخر إلي عوامل تتمثل في أســــاليب التنشــــيءة االجتمـاعيـة ،بينمـا يري البعض إرجـاعهـا إلي عوامـل نفســــيـة أو عوامـل تتعلق بالتلميذ نفســه أو عوامل تتعلق بالمعلم ونفصــل الكالم عن أهم هذه العوامل فيما يلي : ( أ ) أساليب المعاملة الوالدية واألسرية ... يعتبر الجانب األســـري متغير يؤثر في ســـلوك الطفل ،لذلك فالعديد من العلماء يرجعون السـلوك الفوضـوي كرد فعل للضـغوط األسـرية وأسـاليب المعاملة الو الـديـة وذلـك لمـا لهـا من تـأثير قوي في حيـاة الطفـل وخـاصـــــة في مراحـل نموه األولي ..ففي هـذا الصـــــدد تري إليزابيـث وآخرين ( Elizabeth.et.al : )1998أن السـلوك الفوضـوي ما هو إال نتيجة مباشـرة لضـعف في ضـبط سـلوك الطفل من جانب والديه حيث إن بعض الطرق التي يســــتخدمها بعض األباء في تهذيب سـلوك هؤالء األطفال قد تكون ضـعيفة مما يؤدي إلي اضـطراب سـلوك هؤالء األطفال. ويشـير " فيرا ( (Vera: 1998إلي أن الطفل ذا السـلوك الفوضـوي يكتسـب هذا الســـلوك من خالل مالحظة الســـلوك الفوضـــوي للوالدين أو األخوة وتقليده وأن معظم السـلوكيات الفوضـوية التي تصـدر من األبناء تكون مكتسـبة من اآلباء أو األخوة أو األقران . ومن جانب آخر يري " هاجرتي وآخرين ) (Haggerty⸲et al : 1998أن تجنـب الحمـايـة الزائـدة من األم وفي نفس الوقـت إعطـاء قـدر معقول من الحريـة المنزلية يؤدي إلي ســلوك ناضــج مضــطرد في شــخصــية التلميذ وإلي الشــعور بالمســئولية والســلوك المنضــبط ،وأن إعطاء قدر كبير من الحماية الزائدة من جـانـب األم مقيـد للســـــلوك داخـل المنزل ،حـارم التلميـذ من الحريـة وتحمـل 25 المسـئولية يظهر لنا صـورتين من السـلوك األول وهو السـلوك الفوضـوي والثاني وهو النشـاط الزائد،كما أن أمهات األطفال الذين يعانون من مشـكالت سـلوكية ال يشجعن أطفالهن على الحوار والمناقشة معهن ويتجنبن االتصال واالندماج معهم ( أحمد السيد . ) 134 : 1995 :