ملخص نظرية النقد الأدبي - جزء الميد PDF

‫مفاهيم أساسية حول األدب والنقد األدبي‪:‬‬ ‫تعدد أنماط النقد‪ :‬هناك عدة أنماط من النقد تشمل النقد األدبي‪ ،‬الرياضي‪ ،‬الفني‪ ،‬السياسي‪،‬‬ ‫اإلعالمي‪ ،‬واالجتماعي‪.‬تتعدد مجاالت النقد بنا ًء على تنوع مجاالت الحياة المختلفة‪.‬‬ ‫أهمية النقد‪ :‬النقد هو نشاط إنساني وممارسة فكرية تهدف إلى ج...

‫مفاهيم أساسية حول األدب والنقد األدبي‪:‬‬ ‫تعدد أنماط النقد‪ :‬هناك عدة أنماط من النقد تشمل النقد األدبي‪ ،‬الرياضي‪ ،‬الفني‪ ،‬السياسي‪،‬‬ ‫اإلعالمي‪ ،‬واالجتماعي‪.‬تتعدد مجاالت النقد بنا ًء على تنوع مجاالت الحياة المختلفة‪.‬‬ ‫أهمية النقد‪ :‬النقد هو نشاط إنساني وممارسة فكرية تهدف إلى جبر النقص‪ ،‬وتصحيح‬ ‫المسار‪ ،‬واالرتقاء بمعايير األداء ألفضل مستوياتها بهدف التطوير والوصول إلى الحقائق‬ ‫المجردة‪.‬‬ ‫النقد األدبي‪ :‬هو النمط الذي يتخذ من األدب مجااًل له‪ ،‬ويهدف إلى تفسير األدب وتوضيحه‬ ‫وتقييمه‪.‬‬ ‫مكونات مصطلح النقد األدبي‪ :‬يتكون المصطلح من شقين هما "نقد" و"أدب"‪ ،‬ومن‬ ‫الضروري فهم كل منهما للوصول إلى مفهوم النقد األدبي‪.‬‬ ‫تعريف األدب وتطوره‪ :‬األدب هو المادة التي يمارس من خاللها الناقد األدبي عمله‪.‬‬ ‫ النقد األدبي يبدأ بعد وجود العمل األدبي أو خالل وجوده‪ ،‬وأحيا ًنا قبله عبر النقد‬ ‫الذاتي لألدباء‪.‬‬ ‫ مثال قديم على النقد الذاتي‪ :‬شعر زهير بن أبي سلمى ومدرسته الشعرية المعروفة‬ ‫بمدرسة الصنعة‪.‬‬ ‫ماهية األدب‪:‬‬ ‫ لم يتم التوصل إلى اتفاق نظري حول ماهية األدب‪ ،‬على الرغم من الجهود‬ ‫المبذولة‪.‬‬ ‫ ال يوجد تعريف واحد محدد لألدب‪ ،‬ومن الصعب إيجاد تعريف شامل له‪.‬‬ ‫تعريف األدب وتطوره‪:‬‬ ‫األدب كيان لغوي يعتمد على األصوات والكلمات والتراكيب اللغوية‪ ،‬ويهدف إلى‬ ‫‬ ‫تحقيق التأثير في القارئ وامتاعه من خالل التقنيات اللغوية والخيال‪.‬‬ ‫لم يتم التوصل إلى اتفاق حول تعريف محدد وشامل لألدب‪ ،‬ويختلف تعريفه بنا ًء‬ ‫‬ ‫على وجهات النظر المختلفة‪.‬‬ ‫الدكتور شوقي ضيف يعرف األدب بأنه "الكالم اإلنشائي البليغ الجميل الذي يقصد‬ ‫‬ ‫به التأثير في عواطف القراء والسامعين‪ ،‬سواء أكان شعرً ا أم نثرً ا"‪.‬‬ ‫األدب كيان متنوع ومتعدد الزوايا‪ ،‬ويمكن أن يختلف في طبيعته ووظيفته والعالقات‬ ‫‬ ‫التي تربطه بغيره من ظواهر الحياة‪ ،‬بنا ًء على المنظور اإليديولوجي لكل شخص‪.‬‬  ‫األدب يعتمد على الصوتيات واإليحاءات اللفظية وتفعيل عنصر الخيال لتحقيق‬ ‫‬ ‫التأثير المطلوب‪.‬‬ ‫تطور مفهوم األدب‪:‬‬ ‫في الجاهلية‪ :‬كانت كلمة "أدب" تعني الدعوة إلى الطعام‪.‬الفعل "أدب‪/‬يأدب" يعني‬ ‫‬ ‫صنع طعام ودعا إليه‪ ،‬واآلدب هو الداعي إلى الطعام‪.‬‬ ‫○ مثال‪ :‬الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد قال‪" :‬نحن في المشتاة ندعو الجفلى ال‬ ‫ترى اآلدب فينا ينتقر"‪ ،‬بمعنى أن الدعوة للطعام كانت ممارسة اجتماعية‪.‬‬ ‫في العصر اإلسالمي‪ :‬تحول مفهوم الكلمة إلى معنى أخالقي‪ ،‬مستخدمًا للتهذيب‬ ‫‬ ‫والتربية والتحلي بمكارم األخالق‪.‬‬ ‫○ مثال‪ :‬قول الرسول صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أدبني ربي فأحسن تأديبي"‪،‬‬ ‫بمعنى هذبني وجعلني على خلق عظيم‪.‬‬ ‫في العصر األموي‪ :‬اكتسبت الكلمة معنى تعليميًا وثقافيًا يتعلق بتحصيل المعارف‬ ‫‬ ‫اللغوية والبالغية وتعلم المأثور من الشعر والخطب وأخبار العرب وقبائلهم‪.‬‬ ‫○ دليل‪ :‬وجود طبقة من العلماء عرفت ب"طبقة المؤدبين"‪ ،‬الذين كانوا يعلمون‬ ‫أوالد الخلفاء والسادة كل ما يتصل بالثقافة العربية‪.‬‬ ‫في العصر العباسي‪ :‬جمع األدب بين التهذيب والتعليم والمعنى الفني‪ ،‬الذي يقسم‬ ‫‬ ‫األدب إلى الشعر والنثر‪.‬‬ ‫○ مثال‪ :‬ابن المقفع أطلق على كتابيه "األدب الكبير" و"األدب الصغير"‪،‬‬ ‫اللذين يحتويان على نصائح خلقية وحكم مختلفة‪.‬‬ ‫○ أمثلة‪ :‬كتاب الكامل في اللغة واألدب للمبرد‪ ،‬وكتاب البيان والتبيين للجاحظ‪،‬‬ ‫اللذين يحتويان على نصوص بالغية وأدبية مستحسنة‪.‬‬ ‫حاليا‪ :‬تعني كلمة األدب عملية التعبير عن معنى في لغة إنشائية جميلة‪ ،‬تهدف إلى‬ ‫‬ ‫التأثير في القارئ وإثارة إحساسات جمالية وانفعاالت عاطفية‪.‬‬ ‫—‪---------------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عناصر العمل األدبي‪:‬‬ ‫العمل األدبي هو منجز لغوي ذو خصوصية فريدة‪ ،‬ويتكون من مجموعة من العناصر‬ ‫األساسية التي تعد أدوات األديب وركائز النقد األدبي‪.‬العناصر األساسية لألدب هي‪:‬‬ ‫العاطفة‪ ،‬الفكر‪ ،‬الخيال‪ ،‬واألسلوب‪.‬‬  ‫‪.1‬العاطفة‪:‬‬ ‫التعريف‪ :‬مجموعة االنفعاالت والمشاعر واألحاسيس التي يزخر بها العمل األدبي‬ ‫‬ ‫مثل الفرح‪ ،‬الحزن‪ ،‬الحب‪ ،‬البغض‪ ،‬األمل‪ ،‬والخوف‪.‬‬ ‫األهمية‪ :‬إثارة العواطف وتحريك المشاعر في نفس القارئ هي العنصر الظاهر في‬ ‫‬ ‫األدب‪ ،‬والذي يميزه عن العلوم‪.‬‬ ‫الدور‪ :‬األدب يسجل أدق مشاعر الحياة وأعمقها‪ ،‬ويكمن سر خلوده في قدرته على‬ ‫‬ ‫نقل العاطفة‪.‬‬ ‫تقييم العاطفة‪ :‬تقاس بما فيها من صحة واعتدال‪ ،‬قوة وحيوية‪ ،‬صدق‪ ،‬تنوع‪،‬‬ ‫‬ ‫وخصوبة‪.‬‬ ‫التطور التاريخي‪ :‬مصطلح العاطفة حديث النشأة في النقد األدبي الحديث‪ ،‬ولكن نقاد‬ ‫‬ ‫األدب القدامى حاموا حول مفهوم العاطفة باستخدام مصطلحات مثل "الوجد"‪،‬‬ ‫"الميل"‪ ،‬و"الهوى"‪.‬‬ ‫ابن رشيق‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬وضع قواعد أربعة للشعر هي‪ :‬الرغبة‪ ،‬الرهبة‪ ،‬الطرب‪،‬‬ ‫والغضب‪ ،‬مما يعكس جوانب العاطفة في األدب‪.‬‬ ‫—‪---------------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪.2‬الفكر‪:‬‬ ‫الفكر أو المعنى هو أساس العمل األدبي ومادته البانية‪ ،‬ويشكل مع العاطفة مضمونه‬ ‫ومحتواه‪.‬يُعتبر العنصر األهم في بعض فنون األدب مثل الحكم وأدب الوصايا‪.‬النقاد‬ ‫العرب القدامى شددوا على أن البالغة تتحقق إذا بلغ المعنى مبلغه في نفس المتلقي‪.‬اهتم‬ ‫النقاد العرب القدامى بقضية المعنى من خالل مناقشاتهم لثنائية اللفظ والمعنى‪.‬‬ ‫متطلبات الفكر‪:‬‬ ‫ وضوح ودقة‪ :‬يجب أن تكون األفكار والمعاني الواردة في النص األدبي واضحة‬ ‫ودقيقة‪.‬‬ ‫ التوازن مع العاطفة‪ :‬ال يجب أن تطغى األفكار على العاطفة‪ ،‬بل يجب أن تكون‬ ‫متوازنة معها‪.‬‬  ‫ إثارة العواطف‪ :‬وظيفة األدب ليست تعليم الحقائق‪ ،‬بل االنتفاع بها وإثارة عواطف‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫اآلمدي‪ :‬في كتابه "الموازنة بين الطائيين"‪ ،‬قال‪" :‬من يعتمد دقيق المعاني من فلسفة يونان‪،‬‬ ‫أو حكمة الهند‪ ،‬أو أدب الفرس‪ ،‬ويكون أكثر ما يورده منها بألفاظ متعسفة‪ ،‬ونسيج‬ ‫مضطرب‪...‬قلنا له قد جئت بحكمة وفلسفة‪ ،‬ومعان حسنة لطيفة‪ ،‬فإن شئت دعوناك حكيما‪،‬‬ ‫أو سميناك فيلسوفا‪ ،‬ولكن ال نسميك شاعرً ا‪ ،‬وال ندعوك بليغا"‪.‬‬ ‫—‪------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪.3‬الخيال‪:‬‬ ‫الخيال له قيمة كبيرة في تشكيل األدب‪ ،‬إذ يُعتبر قدرة على التصوير وتجسيد‬ ‫المعاني في صور مرئية‪.‬‬ ‫دورالخيال‪ :‬يعمل على دعم العاطفة؛ فكلما كانت العاطفة قوية احتاجت إلى خيال‬ ‫قوي ليعززها‪.‬ضعف أحدهما يؤثر بشكل كبير على اآلخر‪.‬‬ ‫أنواع الخيال‪:‬‬ ‫الخيال البسيط‪ :‬يعتمد على تذكر المناظر أو األشياء الخارجية مع بعض التلوين‪.‬يستخدمه‬ ‫األدباء السترجاع ما رأته عيونهم‪.‬‬ ‫الخيال الشامل‪ :‬يظهر في األعمال الروائية والمسرحية‪ ،‬حيث يتم ابتكار نماذج بشرية بكل‬ ‫مكوناتها وأبعادها الجسمية والنفسية‪.‬‬ ‫االحتياج إلى الخيال‪:‬‬ ‫أنواع األدب المختلفة‪ :‬بعض أنواع األدب تحتاج إلى الخيال أكثر من غيرها‪.‬‬ ‫الحكم والوصايا واألمثال تحتاج إلى خيال أقل مقارنة بالشعر الوجداني أو الرواية‬ ‫والقصة‪.‬‬ ‫أمثلة‪ :‬شعر أبي تمام يظهر خيااًل قويًا يمكن أن يصل إلى حد الوهم‪.‬‬ ‫النقد العربي القديم‬  ‫حازم القرطاجني‪ :‬من أهم النقاد الذين توقفوا عند الخيال بشكل نقدي‪.‬رأى أن الطبع هو‬ ‫جوهر الشعر‪ ،‬لكنه وضع قوانين تحدد كفاءة الشعراء بنا ًء على أقوال المخيلة‪.‬‬ ‫المحاكاة‪ :‬قوام الشعر هو التخييل لواقع كان‪ ،‬ويكون‪ ،‬ويمكن أن يكون‪.‬ليست المحاكاة‬ ‫مماثلة للواقع‪ ،‬بل هي تصور عنه‪.‬‬ ‫—‪--------------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫‪.4‬األسلوب‪:‬‬ ‫األسلوب هو أقوى أدوات األديب والعنصر األهم في عملية اإلبداع األدبي‪.‬هو القالب الذي‬ ‫يضع فيه المبدع معانيه وأفكاره‪ ،‬ويجسم من خالله خياله‪ ،‬ويبرز شخصيته‪.‬‬ ‫تعريف األسلوب‪ :‬الطريقة التي يتبناها المبدع في اختيار ألفاظه‪ ،‬وتأليف كالمه‪ ،‬ونظم‬ ‫معانيه‬ ‫أهمية األسلوب‬ ‫ليس اختيار األلفاظ مجرد اختيار معانيها‪ ،‬بل من ناحية فنية أيضا ً بما توحيه من أفكار‬ ‫ووقعها الموسيقي‪.‬‬ ‫التأثير العاطفي للكلمات يمكن أن يكون مختل ًفا بنا ًء على تأليفها وترتيبها‪.‬‬ ‫التاريخ النقدي لألسلوب‪:‬‬ ‫أبو بكر الباقالني في كتابه "إعجاز القرآن" أوضح أن لكل شاعر أو كاتب طريقة يعرف‬ ‫بها‪ ،‬كما يتعرف القارئ البصير على أسلوب الشاعر أو الكاتب‪.‬‬ ‫اآلمدي في كتابه "الموازنة" تحدث عن أسلوب أبي تمام والبحتري‪ ،‬مشيرً ا إلى تفرد كل‬ ‫منهما بأسلوبه‪.‬‬ ‫شروط األسلوب المثالي‪:‬‬ ‫االبتعاد عن التنافر والتعقيد ومخالفة مقاييس اللغة‪.‬‬ ‫‬ ‫مطابقة الكالم لمقتضى الحال والمقام‪.‬‬ ‫‬ ‫معرفة الفصل من الوصل‪.‬‬ ‫‬ ‫تحسين وجوه الكالم ً‬ ‫لفظا ومعنى‪.‬‬ ‫‬ ‫مراعاة التناسب والتالؤم في االستعارات والمجاز‬ ‫‬  ‫—‪-------------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫مفهوم النقد األدبي‪:‬‬ ‫النقد األدبي هو خطاب على خطاب آخر‪ ،‬سواء أكان علمًا يتم تحصيله أو ف ًنا يتم اكتسابه‬ ‫بالحدس والتدريب‪.‬يمكن تعريفه بأنه عملية تلحق العمل األدبي لتميز فيه الجودة والرداءة‪،‬‬ ‫وتفصل بين المحاسن والمساوئ‪.‬يرتبط هذا المفهوم بالداللة اللغوية لكلمة "نقد" التي تعني‬ ‫الفحص والتمييز والحكم بالحسن أو القبح‪.‬‬ ‫الداللة اللغوية واالصطالحية‪:‬‬ ‫ يرتبط النقد األدبي بتجلية جماليات األدب ودراسته‪ ،‬ويتماشى مع الداللة اللغوية‬ ‫لكلمة "نقد"‪ ،‬التي تدور حول الفحص والتمييز‪ ،‬والحكم بالحسن أو القبح‪.‬‬ ‫ مثال‪ :‬نقد الدراهم يعني معرفة جيدها من رديئها‪.‬‬ ‫أمثلة تاريخية‪:‬‬ ‫ حديث أبي الدرداء‪" :‬إن نقدت الناس نقدوك وإن تركتهم تركوك"‪ ،‬بمعنى عبتهم‪.‬‬ ‫بشعر نقدته مثلما ينقد أرس المال دينا"‪ ،‬يشير إلى أن نقد الشعر‬ ‫ٍ‬ ‫ الشاعر قال‪" :‬رج‬ ‫يحاكي عملية نقد الدنانير‪.‬‬ ‫خصوصية النقد األدبي وصعوبته‪:‬‬ ‫ هناك وعي بخصوصية النقد األدبي وصعوبته بسبب ارتباطه بالكالم‪.‬‬ ‫ مثال‪ :‬الشاعر يقول‪" :‬إن نقد الدينار إال على الصيرفي صعب‪ ،‬فكيف نقد الكالم؟"‬ ‫أنواع النقد األدبي‪:‬‬ ‫النقد النظري (‪ :)Theoretical Criticism‬يهتم بتحديد أصول اإلبداع األدبي‬ ‫وتوضيح قواعده وأدواته‪ ،‬ناش ًدا الوصول إلى المبادئ العامة وصياغة المعتقدات والمعايير‬ ‫النقدية والجمالية‪.‬‬ ‫النقد التطبيقي (‪ :)Practical Criticism‬يتم فيه مباشرة األعمال األدبية الفردية‬ ‫وتحليلها بنا ًء على مجموعة من المبادئ والمعتقدات النظرية‪.‬يتضمن القراءة والتقييم‪،‬‬ ‫الشرح والتفسير‪ ،‬والموازنة والمقارنة‪.‬‬ ‫لفروق بين نظرية األدب والنقد األدبي‪:‬‬ ‫نظرية األدب‪ُ :‬تعنى باإلجابة عن السؤال العام‪ :‬ما األدب؟ تشمل دراسة قوانين تطور األدب‬ ‫وإبداعه‪ ،‬تياراته الفنية‪ ،‬أصنافه‪ ،‬أنواعه‪ ،‬أشكاله‪ ،‬والخصائص البنائية لتكوين األعمال‬ ‫األدبية‪.‬‬ ‫النقد األدبي‪ :‬يتناول تحليل عمل أدبي محدد‪ ،‬محاواًل الكشف عن قيمته الفنية‪ ،‬أصالته‪،‬‬ ‫ومواطن الجمال والقبح فيه‪.‬يهدف إلى اإلجابة عن السؤال‪ :‬هل هذا العمل جيد؟‬ ‫العالقة بين النقد األدبي والنظرية‪:‬‬ ‫ الفصل بينهما ضروري للباحثين في مجال األدب للتفريق بين العلوم التي تدرس‬ ‫الظاهرة األدبية‪.‬‬ ‫ العالقة بين النقد األدبي والنظرية جدلية ومتكاملة‪ ،‬حيث توفر النظرية أرضية‬ ‫فلسفية للناقد‪ ،‬ويزود النقد األدبي النظرية بالنتائج التحليلية لألعمال األدبية‪.‬‬ ‫أهمية النظريات في النقد األدبي‪:‬‬ ‫ ال توجد ممارسة نقدية من غير نظرية‪ ،‬حتى لو كانت غير مصوغة بشكل واضح‪.‬‬ ‫كل عملية قراءة تتطلب خطابًا نظريًا كامالً‪ ،‬حتى لو كان غير مذكور بشكل صريح‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مناهج النقد األدبي‬ ‫تعريف المنهج‪:‬‬ ‫ لغة‪ :‬الطريق الواضح‪ ،‬السبيل‪ ،‬والخطة المرسومة‪.‬‬ ‫اصطالحا‪ :‬نظام صارم من القواعد والقوانين واإلجراءات التحليلية التي تسيطر على‬ ‫ً‬ ‫‬ ‫سير العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتائج معينة في موضوع ما‪.‬‬ ‫وظيفة المنهج‪:‬‬ ‫ هو عملية تنظيمية لسلسلة من العمليات الذهنية أو الحسية بهدف الكشف عن حقيقة‬ ‫مجهولة أو البرهنة على قضية معينة‪.‬‬ ‫ يسلك الباحث طري ًقا محدد المعالم للوصول إلى هدفه المنشود‪ ،‬وهو استكشاف‬ ‫القوانين والمبادئ التي تنظم الظواهر المدروسة‪ ،‬سواء كانت اجتماعية أو علمية أو‬ ‫تربوية أو فلسفية أو سياسية أو أدبية‪.‬‬ ‫المنهج النقدي في دراسة األدب‪:‬‬  ‫ تعريف‪ :‬وف ًقا لرينيه ويليك‪ ،‬المنهج النقدي هو نمط من أنماط المعرفة يعتمد على‬ ‫مجموعة من األسس العقلية التي يتبناها الباحث لفهم وتفسير الظواهر األدبية‪.‬‬ ‫ التعددية‪ :‬ال يوجد منهج واحد لدراسة األدب‪ ،‬بل توجد مناهج متعددة تعالج ظواهره‬ ‫وقضاياه المختلفة‪.‬‬ ‫التغير والتجدد في المناهج النقدية‪:‬‬ ‫ المناهج النقدية تتغير بتغير النظريات األدبية وتج ّددها لتلبية متطلبات العلم المتجددة‬ ‫وحاجاته المتطورة‪.‬يجب أن تكون قابلة للتعديل والتطوير أو الرفض إذا لم تعد‬ ‫مالئمة‪.‬‬ ‫ من المهم أن تظل المناهج النقدية في حركة دائمة لتساير حركة العلم المستمرة‪.‬‬ ‫المناهج النقدية الحديثة‪:‬‬ ‫ تضخم الخطاب النقدي الحديث بعدد هائل من المناهج النقدية المستمدة من علوم‬ ‫أخرى مثل العلوم الطبيعية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬النفسية‪ ،‬الفلسفة‪ ،‬واللسانيات‪.‬‬ ‫ يتطلب تعقد المناهج النقدية الحديثة وضع مخطط عام يستعرض أبرز المناهج‬ ‫الفاعلة في حقل النقد‪ ،‬مع المقارنة بينها وتحديد خصائصها وإجراءاتها‪.‬‬ ‫تطور المناهج النقدية في األدب‪:‬‬ ‫القرن التاسع عشر والقرن العشرون كانا بمثابة مختبر واسع للمناهج النقدية‪.‬‬ ‫‬ ‫حاول النقاد في هذه الفترة مقاربة اإلبداع األدبي وفق قناعات نظرية تتعلق بماهية‬ ‫‬ ‫اإلبداع ووظيفته‪.‬‬ ‫تتوزع هذه المناهج على ثالثة عناصر رئيسية‪ :‬المبدع‪ ،‬النص‪ ،‬والقارئ‪.‬‬ ‫‬ ‫مناهج النقد الحديثة تختلف فيما بينها بنا ًء على تركيزها على أحد هذه العناصر‬ ‫‬ ‫الثالثة‪.‬‬ ‫التغيرات الكبرى في النقد األدبي‪:‬‬ ‫ التغيير األول‪ :‬إحالل "شعرية الرسالة" (النص) محل "شعرية المرسل"‪.‬‬ ‫ التغيير الثاني‪ :‬مواجهة بين "شعرية الرسالة" و"شعرية التلقي"‪.‬‬ ‫تقسيم تاريخ نظرية األدب الحديثة‪:‬‬ ‫يمكن تقسيم تاريخ نظرية األدب الحديثة إلى ثالث مراحل‪:‬‬  ‫‪.1‬االنشغال بالمؤلف (الرومانسية والقرن التاسع عشر)‪.‬‬ ‫‪.2‬االهتمام بالنص (النقد الجديد والبنيوية)‪.‬‬ ‫‪.3‬االهتمام بالقارئ (السنوات األخيرة)‪.‬‬ ‫التفكير في نظرية األدب وتقسيمها‪:‬‬ ‫ تقسيم نظرية األدب إلى مراحل ُتعنى بكل منها بعنصر واحد (المؤلف‪ ،‬النص‪،‬‬ ‫ً‬ ‫تبسيطا مخالً‪ ،‬ألنه يلغي الفروق الجوهرية بين المناهج والتوجهات‬ ‫القارئ) يعد‬ ‫النظرية‪.‬‬ ‫ هذا التقسيم يوحي بوجود حدود فاصلة واضحة بين التوجهات‪ ،‬لكن في الواقع‪،‬‬ ‫الدراسة األدبية تتنقل بين هذه المواقف دون فصل نهائي بينها‪.‬‬ ‫تحوالت كبرى في النقد األدبي‪:‬‬ ‫ التقسيم يعكس التحوالت الكبرى التي حدثت في الخطاب النقدي الحديث ومناهج‬ ‫البحث األدبي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حديثا بالنسبة لكل من المبدع والنص‪ ،‬ويظهر‬ ‫ يوضح المنزلة التي احتلها القارئ‬ ‫الدور اإليجابي والفعال الذي ُأسند إليه‪.‬‬ ‫ التوجهات المختلفة (من المبدع أو النص أو القارئ) ال تلغي بعضها البعض‪ ،‬بل‬ ‫تهيمن وتسيطر على ما عداها دون أن تختفي تمامًا‪.‬‬ ‫تغير صورة النقد العربي‪:‬‬ ‫ بمجرد تغير كيفية التعامل مع النص‪ ،‬تغيرت صورة النقد ومالمحه عند العرب‪،‬‬ ‫وأصبح من الممكن تحليل النص بعي ًدا عن صاحبه‪.‬‬ ‫ الفضل في ذلك يعود إلى حركة جمع الشعر التي تخص القدامى والمحدثين ضمن‬ ‫المختارات وكتب األدب والدواوين‪.‬‬ ‫—‪-------------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫"المبدع"‬ ‫ القرن التاسع عشر‪ :‬يُعتبر هذا القرن بمثابة "قرن المبدع"‪ ،‬حيث شهد تأسيس‬ ‫مشاريع نقدية رائدة تمحورت حول المبدع‪.‬هذه المشاريع النقدية تتبعت السياقات‬ ‫التاريخية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬واالقتصادية لنشأة المبدع وحياته‪ ،‬مما أدى إلى تأثيرات‬ ‫امتدت إلى القرن العشرين وشكلت جزءًا من الخطاب النقدي‪.‬‬ ‫الحركة النقدية في ذلك الوقت اهتمت بشخص المبدع وإخالص الذات‪ ،‬مما أدى إلى‬ ‫ترسيخ مفهوم "سلطة المبدع"‪.‬‬ ‫ تم إهمال تحليل الرسالة األدبية كهيكل لغوي والتعامل معها كمصدر ثانوي لمعرفة‬ ‫شخصية األديب وحياته‪.‬‬ ‫ ط’رحت العديد من التساؤالت حول طبيعة األسباب التي أدت إلى االهتمام بشخص‬ ‫المبدع‪ ،‬واألشكال المختلفة التي اتخذها هذا االهتمام و كيفية انسالخ النقد من‬ ‫التركيز المكثف على المبدع ليعلن موته في نهاية المطاف‪ ،‬اإلجابة على هذه‬ ‫التساؤالت معقدة وتحتاج إلى بحث مستقل‪.‬‬ ‫البحث في عالقة العمل األدبي بالعالم الداخلي لمؤلفه قديم قدم األدب ذاته‪ ،‬حيث تكلم‬ ‫‬ ‫أفالطون عن "اإللهام الشعري"‪ ،‬وقدم كوليردج نظرية شبه كاملة في معنى الخيال‬ ‫الشعري‪.‬‬ ‫القدماء فسروا اإلبداع األدبي مرة بأنه إلهام إلهي وأخرى بأنه مناولة سرية من‬ ‫‬ ‫شياطين تتصل بالشعراء وتلهمهم شعرهم‪.‬‬ ‫النزعة العلمية في القرن التاسع عشر‪:‬‬ ‫ التنظيم العلمي‪ :‬عملية الربط بين النص ومبدعه اتخذت شكل حركة علمية منظمة‬ ‫وواعية بأهدافها فقط مع بدايات القرن التاسع عشر‪.‬‬ ‫ روالن بارت‪ :‬يرى أن المؤلف هو شخصية حديثة النشأة‪ ،‬وليدة المجتمع الغربي مع‬ ‫نهاية القرون الوسطى وظهور النزعة التجريبية اإلنجليزية والعقالنية الفرنسية‬ ‫واإليمان الفردي‪.‬‬ ‫ أهمية المؤلف‪ :‬النزعة الوضعية في األدب أولت أهمية قصوى لشخص المؤلف‪،‬‬ ‫خاصة بعد أن وُ ضع تحت مجهر الفحص لتحقيق معرفة علمية دقيقة بنشاطه‬ ‫اإلبداعي‪.‬‬ ‫—‪--------------------------------------------------------------------‬‬ ‫تطور النزعة الوضعية والرومانتيكية‪:‬‬ ‫ النزعة الوضعية في األدب‪ :‬بلغت ذروتها مع ازدهار النقد الطبيعي أو البيوغرافي‬ ‫على يد سانت بوف و هيبوليت تين‪.‬‬ ‫ المبدع حصل على اهتمام كبير من بعض التيارات النقدية الحديثة‪ ،‬خاصة التيار‬ ‫الرومانتيكي الذي ال يندرج تحت عباءة الوضعية‪.‬‬  ‫الرومانتيكية تمثل البداية الحقيقية للولع بشخص المبدع‪ ،‬تجربته الوجدانية‪ ،‬أهوائه‪،‬‬ ‫‬ ‫ذوقه‪ ،‬وحياته بشكل عام‪.‬‬ ‫الرومانتيكية جاءت كرد فعل لمحاولة اإلنسان الغربي تجاوز أزمته الناتجة عن‬ ‫‬ ‫الثورة الصناعية‪ ،‬بالتأكيد على الذات الفردية الفاعلة والدفاع عنها‪.‬‬ ‫الفلسفة المثالية وفلسفة الجمال في القرن الثامن عشر أكدت على أن الجمال مرده‬ ‫‬ ‫الذوق الفردي‪.‬تعاملت الفلسفة مع الفن كنشاط ذاتي للفنان يعبر من خالله عن‬ ‫تجاربه الروحية‪.‬‬ ‫الرومانتيكية حشدت طاقتها إللغاء السلطان المطلق للعقل وإحالل القلب البشري‬ ‫‬ ‫محله‪.‬‬ ‫—‪--------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫الرومانتيكية وأهمية العاطفة‪:‬‬ ‫الرومانتيكية وضعت ثقتها في الشعور الفردي‪ ،‬معتمدة على العاطفة واإلحساس‬ ‫‬ ‫الباطني كطريقة للوصول إلى الحقيقة المطلقة وليس العقل‪.‬‬ ‫نادت بأن تكون العواطف والتجارب الروحية هي الموضوع الرئيسي للكتابة األدبية‬ ‫‬ ‫والنقدية‪ ،‬إيمانا ً بأن الك ّتاب والشعراء يعبرون عن مشاعرهم وأفكارهم حول الكون‬ ‫والناس‪.‬‬ ‫نتج عن هذا الفهم توثيق الصلة بين الك ّتاب والشعراء الرومانتيكيين وبين نتاجهم‬ ‫‬ ‫األدبي‪ ،‬بحيث أصبح هذا النتاج صورة لعواطفهم وتجاربهم الفردية‪.‬‬ ‫لفهم النتاج األدبي أو تقويمه‪ ،‬يجب فهم شخصية المبدع التي تسبق العمل في‬ ‫‬ ‫الوجود وتدعمه من منابعها الروحية والخيالية‪.‬‬ ‫دور الناقد‪ :‬يتطلب النقد في شريعة الرومانتيكيين أن يتدسس الناقد إلى ما يختلج في‬ ‫‬ ‫نفس الشاعر ويكشف ما أراده الشاعر أصالً وما دفعه للكتابة‪ ،‬ومشاركته في الحدس‬ ‫والشعر‪.‬‬ ‫ال تلعب اللغة دوراً محوريا ً في هذه العملية‪ ،‬بل ُتعتبر مجرد وسيلة إلبراز معنى‬ ‫‬ ‫موجود في قصد المبدع‪.‬وهكذا توارت التحليالت اللغوية والعناية بتركيباتها‬ ‫وقوانينها الداللية أمام هيمنة الذات العمالقة للمبدع التي تستوعب كل شيء ويصدر‬ ‫عنها كل شيء‪.‬‬ ‫—‪----------------------------------------------------------------------‬‬ ‫تأثير الرومانتيكية على مفهوم اإلبداع‪:‬‬ ‫عودة المبدع إلى الصدارة‪ :‬بعد فترة طويلة من تهميش دور المبدع لصالح الواقع‬ ‫‬ ‫الخارجي‪ ،‬أعادت الرومانتيكية المبدع ومقاصده الواعية إلى مدار الحديث األدبي‪.‬‬  ‫نظرية المحاكاة التي سادت من اليونان القديمة حتى عصر النهضة األوروبية‬ ‫‬ ‫ربطت الفن بالكشف عن العالم الخارجي ومحاكاة قوانينه‪ ،‬مما اختزل دور المبدع‬ ‫إلى ناسخ للواقع‪.‬‬ ‫الحقبة الكالسيكية‪ :‬في هذه الحقبة‪ ،‬كان المبدع مطالبًا بالتأقلم مع األشكال األدبية‬ ‫‬ ‫النموذجية السابقة‪ ،‬وكان أي خروج عنها يعتبر قصورً ا أدبيًا‪.‬‬ ‫الرومانتيكيون رفضوا اعتبار األدب صناعة وتبنوا مفاهيم الخلق واإللهام‪ ،‬معتبرين‬ ‫‬ ‫أن اإلبداع نتيجة لقوى ميتافيزيقية وطاقة خيالية من داخل األديب‪.‬‬ ‫استبدل التيارالرومانتيكي المفاهيم القديمة بمفاهيم جديدة مثل الخيال‪ ،‬الخلق‪ ،‬الذوق‪،‬‬ ‫‬ ‫اإللهام‪ ،‬الحدس‪ ،‬العبقرية الشعرية‪ ،‬الموهبة‪ ،‬الصدق الفني‪.‬‬ ‫اعتبر الصدق الفني مقياسًا للجودة في الشعر‪ ،‬حيث يُحكم على الشعر بمدى صدقه‬ ‫‬ ‫وتجربته الصادقة‪.‬‬ ‫االتجاه الرومانتيكي استبدل مفهوم التعبير بمفهوم المحاكاة‪ ،‬مما أكسب المبدع أهمية‬ ‫‬ ‫تفوق الواقع ذاته وجعل من تجاربه وأحاسيسه مقياسًا للحكم على األدب‪.‬‬ ‫—‪-------------------------------------------------------------------‬‬ ‫فهم اللغة واألسلوب في األدب‪:‬‬ ‫ مفاهيمنا األدبية تتشكل من خالل اللغة وتصورنا لوظيفتها‪ ،‬والتي عند‬ ‫الرومانتيكيين ُتعتبر وعا ًء شفا ًفا للتعبير عن العقل الفردي للمتكلم ونقل مشاعره‬ ‫وأفكاره لآلخرين‪.‬‬ ‫مفهوم الرومانتيكيين للغة‪ :‬اللغة ليست انعكاسًا خارجيًا بل أداة للتعبير عن تجربة‬ ‫‬ ‫حسية ومعاشة‪ ،‬مما يجعلها تعبيرً ا عن عقل ووجود المؤلف‪.‬‬ ‫األسلوبية اإلنتاجية‪ :‬تعتمد في تحديد األسلوب على منتجه‪ ،‬حيث ترتبط األسلوبية‬ ‫‬ ‫بنفسيّة الكاتب وعبقريته‪.‬األسلوب يُظهر أوصاف الخطاب األكثر خصوصية‬ ‫ويسجل عبقرية الكاتب‪.‬‬ ‫انعكاس شخصية الكاتب‪ :‬األسلوبية اإلنتاجية ترى اللغة األدبية كمظهر يتجلى من‬ ‫‬ ‫خالله خصوصية المبدع‪ ،‬مما يساعد في فهم نمط تفكير الكاتب ومالمح شخصيته‪.‬‬ ‫يؤكد الكونت دي بوفون أن المعارف يمكن نقلها‪ ،‬لكن األسلوب هو "اإلنسان نفسه"‬ ‫‬ ‫وال يمكن نقله أو اقتباسه أو تبديله‪ ،‬أي أن األسلوب شيء ال يمكن تعلمه‪ ،‬وأن‬ ‫التمرين على إتقان أسلوب بعينه عديم القيمة‪.‬األسلوب سمة شخصية وصورة للذات‬ ‫اتخذت شكل كلمات وحروف‪.‬‬ ‫األسلوب القوي المتين يُعبر عن شخصية قوية‪ ،‬بينما األسلوب الضعيف المهلهل‬ ‫‬ ‫يُعبر عن شخصية ضعيفة‪.‬لفهم دقائق شخصية األديب وسبر أغواره النفسية‪ ،‬يجب‬  ‫النظر إلى أسلوبه‪.‬‬ ‫أسلوب الكاتب هو ذاته ‪..‬األسلوب ليس مظهريًا كالثياب‪ ،‬بل هو من الكاتب لحمه‬ ‫وعظمه ودمه‪.‬أسلوب الكاتب هو الكاتب نفسه فكراً وخل ًقا وشخصية وجوهرً ا‬ ‫وكيا ًنا‪.‬‬ ‫المدرسة المثالية األلمانية تصور األسلوب بوصفه انعكاسًا لشخصية المؤلف اكتسب‬ ‫‬ ‫قوة وحيوية جديدة بآراء المدرسة المثالية األلمانية التي يمثلها فوسيلر و سبتسر‪.‬‬ ‫هذا التوجه لم يؤد بصفة عامة إلى منهج خصب من الوجهة اللغوية ومثمر في‬ ‫‬ ‫التطبيق على األعمال األدبية بل كان تأثير محدود‪.‬‬ ‫—‪------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫تأثير الثورة الصناعية والفلسفة المثالية‪:‬‬ ‫ الثورة الصناعية أدت إلى تجاهل الفرد‪ ،‬مما أدى إلى ظهور الفلسفة المثالية في‬ ‫أواخر القرن الثامن عشر وسيطرتها على الفكر والثقافة في العالم الغربي‪.‬‬ ‫ الفيلسوف فويرباخ قرر أن الفكر يتبع الواقع وليس العكس‪ ،‬وأوجست كونت طبق‬ ‫هذا المبدأ تحت اسم "الوضعية" على الدراسات اإلنسانية التي يجب أن تلتزم‬ ‫بالمنهج العلمي القائم على المالحظة والتجريب‪.‬‬ ‫النقد الطبيعي والبيوغرافي‪:‬‬ ‫ الناقدان الفرنسيان سانت بوف وتلميذه هيبوليت تين قاما بالتأسيس لالتجاه الوضعي‬ ‫في األدب‪ ،‬حيث قاما بالتسليم بالصلة العضوية التي ال تنفصم بين حياة األديب‬ ‫وأدبه‪.‬‬ ‫منهجهم يعتمد على البحث في طريقة عمل ذهن الكاتب وكيفية اكتمال التجربة‬ ‫األدبية لديه‪ ،‬وما تحفل به نفس األديب من عالم‪ ،‬ومدى تأثير صفاته المكتسبة‬ ‫والموروثة على أدبه وحياته السلوكية‪".‬تحليل النفس واألدب"‬ ‫—‪------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫السيرة الذاتية لألدباء‪:‬‬ ‫ كرس سانت بوف جهوده لدراسة السيرة الذاتية لألدباء‪ ،‬إيما ًنا منه بأن األدب ناتج‬ ‫فرد‪ ،‬وأن ما يثبت لنا من خالل كتاب أو عمل أدبي هو اإلنسان نفسه حياته وفكره‬ ‫وروحه‪.‬‬  ‫ ذهب بوف إلى أن النقاد لن يتمكنوا من ولوج عالم األدب إال من خالل تتبع حياة‬ ‫األدباء بشكل مستقصى‪ ،‬مما جعل صناعة التراجم والسير الذاتية غاية في حد ذاتها‪،‬‬ ‫وتوارى األدب خلف التفاصيل الكثيفة لحياة مبدعيه‪.‬‬ ‫—‪--------------------------------------------------------------------‬‬ ‫أثر النقد الطبيعي والبيوغرافي‪:‬‬ ‫ منهج سانت بوف‪ :‬لم يقتصر جهد سانت بوف على محاصرة الكاتب وظروف حياته‬ ‫لتحقيق الموضوعية في فهم األعمال‪ ،‬بل سعى أيضًا لوضع الشعراء والك ّتاب في‬ ‫مكانهم من حركة التاريخ الطبيعي لألسر الفكرية‪.‬‬ ‫حاول بوف تصنيف المواهب األدبية إلى أسر فكرية مشابهة لتصنيف الحيوانات‬ ‫والنباتات‪ ،‬مؤك ًدا على وجود خصائص مشتركة تربط بين أفراد األسر الفكرية‪.‬‬ ‫ انتقادات تين‪ :‬لم يلتفت تين لنقص منهج أستاذه المتمثل في تجاهل العمل األدبي‬ ‫ذاته‪ ،‬وأهمل النص األدبي لصالح تحليل العوامل الفسيولوجية والبيئية المحيطة‬ ‫بالمبدع‪.‬‬ ‫العوامل المؤثرة في اإلبداع‪:‬‬ ‫ تين انطلق من مقولة أساسية ترى أن التأثير متبادل بين العوامل الطبيعية والنفسية‬ ‫على السواء‪.‬‬ ‫ تحليل العوامل الطبيعة بكل ظواهرها تؤثر في النمو الجسمي والنفسي والثقافي‬ ‫لإلنسان‪.‬تين اعتقد بإمكانية التنبؤ بالشخصيات اإلنسانية بنا ًء على هذه التأثيرات‪.‬‬ ‫ العوامل الدافعة لإلبداع‪ :‬حدد تين العوامل التي تقف خلف ظهور األدب العظيم في‬ ‫(الجنس‪ ،‬البيئة‪ ،‬العصر)‪ ،‬إضافة إلى وجود ملكة بارزة في الكاتب توجه إنتاجه‬ ‫األدبي‪.‬‬ ‫اإلبداع كنتاج للعوامل المحيطة‪:‬‬ ‫ تين تجاوز االقتراب الحميم من المبدع وركز على القوى التي تقف خلف اإلبداع‬ ‫واستخالص القوانين التي تحكمه‪.‬‬ ‫ حافظ تين على الصلة القوية بين النتاج األدبي والمبدع وبيئته‪ ،‬حيث اإلبداع نتاج‬ ‫للمبدع والمبدع نتاج لبيئته وعصره وانتمائه العرقي‪.‬‬ ‫—‪-----------------------------------------------------------------------‬‬  ‫تحوالت دراسة شخصية المبدع بفعل التحليل النفسي‪:‬‬ ‫مدارس التحليل النفسي‪ :‬مع ظهور الكشوف السيكولوجية‪ ،‬خاصة الفرويدية‪ ،‬حدث‬ ‫‬ ‫تحول كبير في دراسة شخصية المبدع‪.‬سيجموند فرويد قسم النفس اإلنسانية إلى‬ ‫منطقتين‪ :‬الوعي (األنا ‪ -‬األنا العليا)‬ ‫والالوعي (الهو)‪.‬‬ ‫فرويد رأى أن الرغبات المكبوتة ُتحفظ في الالوعي وتظهر من خالل األحالم‪،‬‬ ‫‬ ‫الهفوات‪ ،‬وزالت اللسان‪.‬هذه الرغبات المكبوتة تبحث عن قناع تظهر من خالله‪.‬‬ ‫فرويد اعتبر أن األعمال الفنية واألدبية هي متنفس لألديب ليفرغ رغباته المكبوتة‪،‬‬ ‫‬ ‫مما يجعل المبدع يبدو كأنه مريض بأوهام وخياالت يحاول التخفف منها عن طريق‬ ‫اإلبداع‪.‬‬ ‫فرويد استعان بأعمال مثل "أوديب ملكا ً" و"هاملت" لشرح نظريته وصاغ مفهوم‬ ‫‬ ‫"عقدة أوديب"‪ ،‬مما جعل أفكاره تحظى بقبول واسع في الدوائر النقدية‪.‬‬ ‫النقد النفسي تعامل مع النص األدبي كنافذة يطل منها الناقد على شخصية األديب‬ ‫‬ ‫ومركباته النفسية‪.‬النقد النفسي ينطلق إما من العمل األدبي إلى المبدع‪ ،‬أو من‬ ‫معلومات تاريخية حول المبدع لفك أسرار النص األدبي‪.‬‬ ‫أثر التحليل النفسي على النقد األدبي‪:‬‬ ‫ شخصية المبدع في بؤرة النقد‪ :‬النقد النفسي بدأ التعويل الكبير على شخصية المبدع‬ ‫انطال ًقا من أن نتاجه األدبي صورة لحياته النفسية وتجسيد لعالمه الباطني‪.‬‬ ‫ النقد يبحث بدقة عن صورة األديب داخل العمل المنقود‪.‬إذا تعذر التعرف عليه من‬ ‫خالل أدبه‪ ،‬فإنه يُعتبر غير جدير بالدراسة‪.‬‬ ‫ النص األدبي يُعامل كوثيقة نفسية‪ ،‬مما يجعل العمل النقدي في أحد اتجاهين‪ :‬إما من‬ ‫العمل األدبي إلى المبدع‪ ،‬أو من معلومات حول المبدع لفك أسرار النص األدبي‬ ‫نفسيًا‪.‬‬ ‫—‪-------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫النقد األدبي والمبدع للفرد‪:‬‬ ‫الماركسية خلفت مفهوم االنعكاس اآللي في النقد األدبي‪ ،‬رغم تصريحات ماركس‬ ‫وإنجلز بعدم الموازاة الحتمية بين التطورين الفكري واالقتصادي للمجتمعات‪،‬‬ ‫ومحاوالت لوكاتش لتجاوز هذا المفهوم‪.‬‬  ‫النقد الماركسي لم يحتفل بالمبدع الفرد‪ ،‬بل ناهض النزعة الفردية وحطم أسطورة‬ ‫‬ ‫العبقرية الفردية‪ ،‬مؤسسًا مفهومًا جدي ًدا لإلبداع يتصل بالمبدع الوسيط الذي تتجسد‬ ‫فيه أحالم الطبقة اجتماعيًا‪.‬‬ ‫—‪---------------------------------------------------------------------‬‬ ‫أثر النقد الطبيعي والنفسي‪:‬‬ ‫ سانت بوف اعتبر النص األدبي وثيقة تسهل عملية البحث في شخصية المبدع‪ ،‬مع‬ ‫توظيف كل شيء يقع أمامه بطريقة اعتباطية‪.‬‬ ‫ منهج بوف وتين يعتمد على نظام سببي لإلبداع‪ ،‬مما أدى إلى امتالء جعبة النقد‬ ‫بالغث قبل السمين‪.‬النقد اتخذ عناوين مثل "فالن‪ ،‬حياته‪ ،‬وشعره" ليصل إلى قضايا‬ ‫أخرى في علم االجتماع أو علم النفس‪.‬‬ ‫النقد النفسي‪:‬‬ ‫النقد النفسي ألقى أضوا ًء كاشفة على العمليات الداخلية لعقل المبدع‪ ،‬لكنه تهاون في‬ ‫‬ ‫تقديم تفسير لالستعدادات التي تجعل المبدع يتخذ كبته شكاًل إبداعيًا فري ًدا‪.‬‬ ‫المنهج النفسي اختزل العمل األدبي في بعد واحد من األبعاد العديدة‪ ،‬مما أدى إلى‬ ‫‬ ‫تضييق معناه وداللته‪.‬‬ ‫رفض النقد النفسي‪ :‬نقاد مثل جان ستاروبنسكي وناقدا أمريكا ويمسات و بيردزلي‬ ‫‬ ‫هاجموا النقد النفسي ورفضوه‪ ،‬مع تسليط الضوء على المغالطة القصدية في الخلط‬ ‫بين القصيدة وأصولها أو الباعث على قولها‪.‬‬ ‫النقد النفسي ابتعد عن النص نفسه وانجر إلى مرجعيات العمل الخارجية‪ ،‬مما حول‬ ‫‬ ‫النص إلى مجرد وثيقة‪ ،‬وجعل الناقد األدبي أقرب إلى مؤرخ أو عالم اجتماع أو‬ ‫عالم نفس‪.‬‬ ‫المغالطة القصدية‪:‬‬ ‫ ترتبت على االستراتيجية النقدية نتيجة إغالق العمل األدبي على معنى وحيد أودعه‬ ‫المؤلف فيه‪ ،‬وترك الناقد مهمة الكشف عنه وتوصيله دون نقص أو زيادة إلى‬ ‫مجموع قراء العمل المتسمين بالسكون وسلبية االستجابة‪ ،‬بينما الهيمنة للمؤلف الذى‬ ‫يحاصر معنى النص بقصده‪ ،‬ويستولى عليه بقوة النية‪.‬‬ ‫—‪-------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫"النص"‬ ‫مع بدايات القرن العشرين‪ ،‬حصل النص األدبي على عناية كبيرة باعتباره بنية‬  ‫لغوية مستقلة تمامًا عن مقاصد المؤلف وسياقات اإلنتاج‪.‬‬ ‫النقاد بدأوا ينادون بالعودة إلى النص واالنكفاء على تأمل عالقاته اللغوية والداللية‪،‬‬ ‫مُنطلقين من حقيقة أن األدب فن يتشكل من اللغة ويكتسب قيمته من جمالياتها‬ ‫الخاصة‪.‬‬ ‫التطورات اللغوية‪ :‬علم اللغة الحديث تحول باللغة من كونها أداة تمثيلية شفافة إلى‬ ‫‬ ‫اعتبارها نس ًقا مغل ًقا من العالقات‪.‬‬ ‫انتهى النقاد إلى التمسك الصارم بأن تحليل األدب يجب أن يتم وف ًقا لقانونه اللغوي‪.‬‬ ‫‬ ‫رد الفعل على المناهج النقدية السابقة‪:‬‬ ‫ االتجاه نحو التركيز على النص األدبي نفسه‪ ،‬الذي مثلته البنيوية والمدرسة الشكلية‬ ‫ومدرسة النقد الجديد‪ ،‬كان رد فعل مضاد ورافض للمناهج النقدية السابقة التي‬ ‫استغرقت نفسها في تتبع حياة المؤلف وظروف عصره وبيئته دون االقتراب من‬ ‫النص األدبي ذاته‪.‬‬ ‫تحوالت النقد األدبي في القرن العشرين‪:‬‬ ‫تأثير النظرة التقليدية‪ :‬النظرة التي جعلت المبدع في مركز السلطة تسببت في طمس‬ ‫‬ ‫معالم الشعرية لصالح نية المؤلف وسيرته ونفسيته‪ ،‬مما حول دراسة األدب إلى‬ ‫دراسة للفنون اإلنسانية ما عدا اللغة‪.‬‬ ‫رد فعل التيارات النصية‪:‬‬ ‫ التيارات النصية التي انتشرت في القرن العشرين عملت على إنهاء هذا العبث‬ ‫النقدي‪ ،‬بإبعاد الدراسات التي تتناول حياة الكاتب‪ ،‬والعودة إلى التركيز على النص‬ ‫األدبي نفسه‪.‬‬ ‫النص األدبي من منظور هذه التيارات يُعتبر كيا ًنا قائمًا بذاته ومستقاًل تمامًا عن‬ ‫الواقع الخارجي أو الحقائق الفكرية‪.‬الصالت التي تربط النص بمنبعه أو بالعالم‬ ‫الخارجي تنقطع بمجرد االنتهاء من فعل الكتابة‪.‬‬ ‫—‪----------------------------------------------------------------------‬‬ ‫مفهوم الكتابة‪:‬‬  ‫ الكتابة ُتعتبر حيا ًدا و ُتضيّع الذات الفاعلة‪ ،‬مما يجعل النص األدبي يتمتع باستقاللية‬ ‫تامة عن هوية الكاتب وذاته‪.‬‬ ‫—‪-----------------------------------------------------------------------‬‬ ‫الجهود النقدية في القرن العشرين‪:‬‬ ‫التراث الشكلي‪ :‬الشكليون‪ ،‬وهم مجموعة من اللسانيين الشباب‪ ،‬ركزوا على الواقع‬ ‫‬ ‫اللغوي لألدب وابتعدوا عن التعامل مع النص األدبي كذريعة لإلفاضة إلى ما هو‬ ‫نفسي أو اجتماعي أو فلسفي‪.‬األدب لديهم هو تصرف في اللغة‪ ،‬استخدام خاص لها‬ ‫ال يستهدف توصيل معلومة أو فكرة بل يلفت إلى اللغة ذاتها‪.‬‬ ‫طالب الشكليون بوضع اللغة األدبية تحت مجهر الفحص ألنها جوهر األدبي‬ ‫‬ ‫ومناطه‪.‬النصوص األدبية لها وجودها المستقل والجدير بالدراسة بعي ًدا عن‬ ‫شخصيات أصحابها‪.‬‬ ‫الشكليون أسقطوا من اهتماماتهم النقدية قضية المعنى األدبي‪ ،‬معتبرين أن ما يميز‬ ‫‬ ‫األدب هو الشكل الذي يتخذه والطريقة التي يتم بها عرض المضمون‪ ،‬وليس‬ ‫المضمون نفسه‪.‬‬ ‫الناقد الشكلي يورى تنيانوف أكد أن الكيفية التي تعبر بها اآلثار هي المظهر‬ ‫‬ ‫الجوهري لإلنتاج األدبي‪ ،‬مما يقتضي أن يحصر الناقد األدبي اهتمامه في الشكل‬ ‫اللغوي للنص‪.‬‬ ‫—‪--------------------------------------------------------------------------‬‬ ‫علم األدب المستقل حسب الشكليين‪:‬‬ ‫هدف علم األدب‪ :‬الشكليون سعوا إلى إيجاد علم أدب مستقل عن الحقول العلمية‬ ‫‬ ‫األخرى‪ ،‬يكون موضوعه الوسائل الفنية أو األدوات التي تكسِ ب العمل طابعه‬ ‫األدبي‪.‬رومان جاكبسون حدد مجال هذا العلم بقوله إن هدف علم األدب هو "أدبيته"‬ ‫أي العناصر التي تجعل منه عماًل أدبيًا‪.‬‬ ‫الشكليون تكفلوا بتحليل تلك العناصر التي تؤسس ألدبية األدب‪ ،‬وركزوا في‬ ‫‬ ‫دراساتهم التطبيقية على الشعر لما يتمتع به من خصوصية شكلية وإيقاعية‪.‬‬ ‫الشكليون درسوا اللغة الشعرية وتقنياتها المختلفة‪ ،‬واهتموا بالجوانب الموسيقية‬ ‫‬ ‫واإليقاعية في بنية القصيدة‪ ،‬مع تحليل المستويات الصرفية والنحوية والرمزية‪.‬‬ ‫عارض الشكليون نظرية الصورة الشعرية التي ترى أن استخدام الخيال هو‬ ‫‬ ‫الخاصية المميزة لألدب‪ ،‬مؤكدين أن العبرة ليست بالصور الخيالية بل بالطريقة‬  ‫التي ُتستخدم بها‪.‬‬ ‫ وظيفية األدوات األدبية‪ :‬األداة بوصفها مفهومًا ليس لها قيمة مطلقة بل هي مفهوم‬ ‫وظيفي‪.‬كثرة استخدام أداة معينة تفقدها قيمتها مما يتطلب تطوير أدوات جديدة‬ ‫ُتغرِّ ب اإلدراك للكلمات‪.‬‬ ‫ األدب يتطور ضمن حدود السلسلة األدبية‪ ،‬حيث تموت أشكال وتولد أخرى‪ ،‬وقد‬ ‫تبعث أشكال ماتت ساب ًقا‪.‬‬ ‫التأثير البنيوي‪:‬‬ ‫ الشكليون استرشدوا بمنهج التحليل اللغوي‪ ،‬ال سيما المنهج البنيوي لدى سوسير‪،‬‬ ‫الذي يصف العالقات اللغوية بمعزل عن العوامل الخارجية‪.‬‬ ‫ لم تكن الظروف السياسية مواتية لتحقيق غايتهم‪ ،‬مما دفع بعض أقطاب الشكلية إلى‬ ‫التراجع عن مبدأهم األساسي أو الهجرة إلى بيئات علمية أفضل لتطوير أفكارهم‪.‬‬ ‫—‪----------------------------------------------------------------------‬‬ ‫واخيرا‪..‬لو وصلتوا لهنا متنسوش تدعوا لصاحبة الـ ‪ pdf‬بظهر الغيب ربنا يوفقها‬ ‫ويكرمها‪،‬‬ ‫وربنا يوفقكم أنتم كمان ياشباب‪.‬‬ ‫هبه طارق‬