محاضرات في نقد اجتماعي - جامعة ابن خلدون - PDF

Document Details

FresherXylophone

Uploaded by FresherXylophone

جامعة ابن خلدون

2021

أحمد الحاج أنسة

Tags

lectures social criticism literature studies

Summary

هذه المحاضرات في مادة النقد الاجتماعي لطلاب السنة الثالثة في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة ابن خلدون. تغطي المحاضرات علاقات الأدب بالمجتمع، وعلاقات الأدب بالبيئة، وتتضمن نقاشات حول مختلف النظريات والنُّقَّاد.

Full Transcript

‫اﻟﺟﻣﻬور ﺔ اﻟﺟزاﺋر ﺔ اﻟد ﻣﻘراط ﺔ اﻟﺷﻌﺑ ﺔ‬ ‫وزارة اﻟﺗﻌﻠ م اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟ ﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬ ‫!ﻠ ﺔ اﻵداب واﻟﻠﻐﺎت‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﺑن ﺧﻠدون‬ ‫ﻗﺳم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌر‪ %‬ﺔ وآداﺑﻬﺎ‬ ‫ﺗ ﺎرت‬ ‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓ...

‫اﻟﺟﻣﻬور ﺔ اﻟﺟزاﺋر ﺔ اﻟد ﻣﻘراط ﺔ اﻟﺷﻌﺑ ﺔ‬ ‫وزارة اﻟﺗﻌﻠ م اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟ ﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬ ‫!ﻠ ﺔ اﻵداب واﻟﻠﻐﺎت‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﺑن ﺧﻠدون‬ ‫ﻗﺳم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌر‪ %‬ﺔ وآداﺑﻬﺎ‬ ‫ﺗ ﺎرت‬ ‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻧﻘد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬ ‫ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧـﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻟ ﺳﺎﻧس‬ ‫ﺗﺧﺻص‪ :‬ﻧﻘد و ﻣﻧﺎﻫﺞ‬ ‫إﻋداد اﻟد!ﺗورة‪:‬‬ ‫أﺣﻣد اﻟﺣﺎج أﻧ ﺳﺔ‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌ ﺔ‬ ‫‪2022/2021‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻣﺎدة اﻟﻧﻘد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻟ ﺳﺎﻧس‬ ‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﻧﻘد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬ ‫د‪.‬أﺣﻣد اﻟﺣﺎج أﻧ ﺳﺔ‬ ‫ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻣﺎدة اﻟﻧﻘد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻟ ﺳﺎﻧس‬ ‫‪-1‬ﻋﻼﻗﺔ اﻷدب ﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪.‬‬ ‫‪ -2‬اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻧﺎظر ﺔ ﺑﯾن اﻷدب واﻟﺑﯾﺋﺔ ‪.‬‬ ‫‪ -3‬ﻣدام د‪ E‬ﺳﺗﺎﯾﻞ ‪.‬‬ ‫‪ -4‬ﺛﻼﺛ ﺔ ﺗﯾن وﻧظر ﺎت ﺳﺎﻧت ﺑﯾﻒ و‪%‬روﻧﺗﯾر‪.‬‬ ‫‪ -5‬اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺎر ﺧﻲ ﻋﻧد ﻻﻧﺳون ‪.‬‬ ‫‪ -6‬ﺑﻠﯾﺧﺎﻧوف وﻧظر ﺔ اﻻﻧﻌ!ﺎس ‪.‬‬ ‫‪ -7‬اﻟواﻗﻌ ﺔ اﻻﺷﺗراﻛ ﺔ ‪.‬‬ ‫‪ -8‬ﺑﻠﻧﺳ!ﻲ واﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﻘد ﺔ ‪.‬‬ ‫‪-9‬اﻷدب و اﻷﯾدﯾوﻟوﺟ ﺎ ﻋﻧد أﻟﺗوﺳﯾر ‪.‬‬ ‫‪ -10‬اﻟﻣﺛﻘﻒ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻧد أﻧﺗوﻧﯾو ﻏراﻣﺷﻲ ‪.‬‬ ‫‪ -11‬اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟواﻗﻌﻲ اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﻘد اﻟﻌر‪%‬ﻲ اﻟﺣدﯾث ‪.‬‬ ‫‪-12‬اﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ اﻷدب ﻋﻧد ﺳﻼﻣﺔ ﻣوﺳﻰ ‪.‬‬ ‫‪-13‬اﻟﺗﻧظﯾر اﻟواﻗﻌﻲ ﻣﻊ ﺣﺳﯾن ﻣروة ‪.‬‬ ‫‪ -14‬ﻣﺣﻣود أﻣﯾن اﻟﻌﺎﻟم ‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻣﺎدة اﻟﻧﻘد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻟ ﺳﺎﻧس‬ ‫اﻟﻣﺣـــــــﺎﺿـــــرة اﻷوﻟـــــــﻰ‬ ‫ﻋﻼﻗﺔ اﻷدب ﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬ ‫ﺗﻣﻬﯾد ‪:‬‬ ‫إن اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ ﺑ ــﯾن اﻹﻧﺳ ــﺎن واﻟﻣﺟﺗﻣ ــﻊ ﻗد ﻣ ــﺔ ِﻗ ــدم ظﻬ ــور اﻹﻧﺳ ــﺎن ﻋﻠ ــﻰ وﺟ ــﻪ‬ ‫ّ‬ ‫اﻷرض‪ ،‬وﻟﻛــن ﺣــدود اﻟﺗﻔ‪#‬ﯾــر اﻹﻧﺳــﺎﻧﻲ –آﻧــذاك‪ -‬ﻟــم ﺗﺳــﻣﺢ ﻟــﻪ ‪2‬ﺎﻟﺗﺳــﺎؤل ﻋــن طﺑ ﻌــﺔ‬ ‫ﻫــذﻩ اﻟﻌﻼﻗــﺔ‪2 ،‬ﻘــدر ﻣــﺎ ‪#‬ﺎﻧــت ﺗدﻓﻌــﻪ ﻏ ارﺋ ـزﻩ اﻟﻔطر‪7‬ــﺔ ﻟﻠﺗــﺄﻗﻠم ﻣــﻊ اﻟطﺑ ﻌــﺔ‪ ،‬ﻓ‪#‬ــﺎن ﺗﻔ‪#‬ﯾ ـرﻩ‬ ‫ﯾﺗوﻗﻒ ﻋﻧد ﺣدود اﻛﺗﺷﺎف اﻟظواﻫر اﻟطﺑ ﻌ ﺔ وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ﺗﻔﺳـﯾ ار ﻣﯾﺗﺎﻓﯾز‪7‬ﻘ ـﺎ ‪ ،‬وﻣـﻊ ﺗطـور‬ ‫اﻟﻔ‪ #‬ــر اﻹﻧﺳ ــﺎﻧﻲ ﺑ ــدأ وﻋ ــﻲ اﻹﻧﺳ ــﺎن ‪ 2‬ــﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻧظﻣ ــﻪ ﯾﺗﺑﻠ ــور‪ ،‬ﻟﺗﺻ ــ‪2‬ﺢ اﻟ ــروا‪ A2‬ﻣ ــﻊ‬ ‫اﻟﻣﺣ ـ ‪ A‬اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ أﻛﺛــر ﺗﻌﻘﯾــدا أو ﺗﺷــﺎ‪#2‬ﺎ‪ ،‬وﻟﻛــون اﻷدب ﺟــزء ﻣــن ﻫــذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت‬ ‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ ﻘوم ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛ ﺔ اﻟﻣﺑدع واﻹﺑداع و اﻟﻘﺎر‪ I‬ووﺳـﯾﻠﺔ ﻟﺗﻔﺳـﯾر اﻟـذات اﻻﻧﺳـﺎﻧ ﺔ‬ ‫ﻓــﻲ ﻋﻼﻗﺗﻬــﺎ ﺑﻬــذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت ‪ ،‬ﻓﻘــد ﺷــ‪#‬ﻠت اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن اﻷدﺑــﻲ و اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ ﻣﺣــو ار‬ ‫ﻟﻠﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﻔﻠﺳﻔ ﺔ و اﻟﻔ‪#‬ر‪7‬ﺔ‪.‬‬ ‫إن أﻗـ ــدم ﺗﻧ ـ ــﺎول ﻗﺿ ـ ـ ﺔ "اﻷدب واﻻﺟﺗﻣ ـ ــﺎﻋﻲ" ﻌـ ــود إﻟ ـ ــﻰ اﻟﻔﯾﻠﺳـ ــوف اﻟﯾوﻧ ـ ــﺎﻧﻲ‬ ‫أﻓﻼط ــون ‪ platon‬ﻓ ــﻲ ﻣﺣﺎورﺗ ــﻪ "إﯾ ــون" و"اﻟﺟﻣﻬور‪ 7‬ــﺔ"‪ ،‬ﺣﯾ ــث ﺗط ــرق ﻓ ــﻲ إﯾ ــون إﻟ ــﻰ‬ ‫ﻋ ــرض ﻧظر‪7‬ﺗ ــﻪ ﻋ ــن اﻹﻟﻬ ــﺎم‪ ،‬ﻓﺎﻟﺷ ــﺎﻋر ﺗﻠﻬﻣ ــﻪ اﻵﻟﻬ ــﺔ وﺗﺄﺳـ ـرﻩ اﻟﺣﻣﺎﺳ ــﺔ وﺗﻧﺗﻘ ــﻞ ﻫ ــذﻩ‬ ‫اﻟﺣﻣﺎﺳﺔ ﻣـن اﻟﺷـﺎﻋر إﻟـﻰ ﻣؤوﻟـﻪ‪ ،‬وﻣﻧـﻪ إﻟـﻰ اﻟﻣﺳـﺗﻌﯾن ﻓﻬـو ﻗـﺎدر ﻋﻠـﻰ إﺛـﺎرة اﻟﻌواطـﻒ‬ ‫اﻟر‪R‬ﺎﻧ ـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻌـز‪ S‬إﻟـﻰ اﻟﺷـﻌر واﻟﺷــﺎﻋر‬ ‫اﻟﺟ ﺎﺷـﺔ ﻓـﻲ ‪ّ #‬ـﻞ اﻷﻣـور‪ ،‬ﻣﻣـﺎ ﻔﺳـر اﻟطﺑ ﻌـﺔ ّ‬ ‫واﻟﻣؤول‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑﻞ ﻻ ﺗﻣﻧﺢ اﻟﺣﻣﺎﺳﺔ اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗـدﺧﻞ ﻓـﻲ اﻟﺷـؤون اﻟﻌﺎﻣـﺔ‬ ‫اﻟﺗــﻲ ﺗﺗطﻠــب ‪2‬ــﺎﻟﻌ‪#‬س ﺗﻔــوق اﻟﻌﻘــﻞ‪ ،‬اﻟﻔ‪ #‬ـرة ذاﺗﻬــﺎ ﺗﻛـ ّـررت ﻓــﻲ ‪#‬ﺗﺎ‪2‬ــﻪ اﻟﺟﻣﻬور‪7‬ــﺔ‪ ،‬ﺣﯾــث‬ ‫طور أﻓﻼطون ﻧظر‪7‬ﺗﻪ ﻋن ﻣﺑدأ اﻟﻔن اﻟﺷﻌر واﻟﻣﺣﺎﻛﺎة وﻧظر‪7‬ﺔ ﻓﻲ اﻷﻧواع اﻷدﺑ ﺔ‪# ،‬ﻣـﺎ‬ ‫ّ‬ ‫‪3‬‬ ‫أن اﻟﺻـ ــور اﻟﺷـ ــﻌر‪7‬ﺔ ‪#‬ﺎﻷﺳـ ــطورة واﻟﺧ ارﻓـ ــﺎت ﻣ‪#‬ـ ــن أن ﺗـ ــؤﺛر ﺗـ ــﺄﺛﯾ ار ﻋﻣ ﻘـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ﻧﻔـ ــس‬ ‫اﻟﻔن اﻟﺷﻌر‪ V‬أو اﻟﺧطﺎﺑﻲ ﻓ ﺷـ‪#‬ﻞ ﻗـوة ﺳ ﺎﺳـ ﺔ‪ ،‬ﻏﯾـر أن اﻟﻼﻋﻘﻼﻧ ـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺟﻣﻬور‪ ،‬أﻣﺎ ّ‬ ‫اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺷﻌر‪7‬ﺔ ﺗﻣﺿﻲ ﻓﻲ ﻧظرﻩ ﻓﻲ طر‪7‬ـ‪ W‬ﻣﻌـﺎﻛس ﻟﻣﺗطﻠ‪2‬ـﺎت اﻟﻧظـﺎم اﻻﺟﺗﻣـﺎﻋﻲ ﻓﻌﻠـﻰ‬ ‫اﻟﺷــﻌراء أن ﯾﺧﺿــﻌوا ﻓــﻲ اﻟﻣدﯾﻧــﺔ اﻟﻔﺎﺿــﻠﺔ‪#-‬ﻣــﺎ ﯾﺗﺧﯾﻠﻬــﺎ أﻓﻼطــون‪ -‬ﻟﻸﻓ‪#‬ــﺎر اﻟﺗوﺟﯾﻬ ــﺔ‬ ‫اﻟﺗﻲ ﺿﻌﻬﺎ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟذﯾن ﯾﻠﻌﺑون دو ار ﻗ ﺎد ﺎ أو ﯾرﻏﻣون ﻋﻠﻰ اﻻﺑﺗﻌﺎد واﻟﻌزﻟﺔ‪.1‬‬ ‫ٕواذا ‪ #‬ـ ــﺎن أرﺳ ـ ــطو ‪ Aristote‬ﯾﺗﻔ ـ ــ‪ W‬ﻣ ـ ــﻊ أﺳ ـ ــﺗﺎذﻩ ﻓ ـ ــﻲ ﺗﺄﻛﯾ ـ ــدﻩ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟوظ ﻔ ـ ــﺔ‬ ‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ــﺔ ﻟﻠﻔــن واﻷدب وأﻫﻣﯾﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺗﺷــ‪#‬ﯾﻞ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌــﺎت‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﺧﺗﻠــﻒ ﻣﻌــﻪ ﻓــﻲ ﻣﺑــدأ‬ ‫ﻘدرﻩ ﺗﻘـدﯾ ار ﻋﺎﻟ ـﺎ ﺑـﻞ أﻋﻠـﻰ ﻣـن اﻟﺗـﺎر‪7‬ﺦ‪ ،‬ﻷن‬ ‫اﻟﻣﺣﺎﻛﺎة ﺧﺎﺻﺔ ﻣوﻗﻔﻪ ﻣن اﻟﺷﻌر اﻟذ‪ّ V‬‬ ‫ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻘﻒ ﻋﻧد ﺣدود اﻟواﻗﻊ اﻟوﻗﺎﺋﻌﻲ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻣﺣﺎﻛﺎة اﻟﺷـﻌر‪7‬ﺔ ﻓﺗﺗﺟـﺎوز ﺣـدود ﻫـذا‬ ‫اﻟواﻗــﻊ ﻟﺗ‪2‬ﺣــث ﻋــن اﻟﻣﺣﺗﻣــﻞ‪ ،‬وﻫــذا ﻣــﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬــﺎ ﻗــﺎدرة ﻋﻠــﻰ ﻣﻼﻣﺳــﺔ اﻟﻛﻠــﻲ اﻟﺷــﻣوﻟﻲ‪،‬‬ ‫ﻓﺎﻟﻔﺻــﺎﺣﺔ ﻣ‪#‬ــن إذا ﻣــﺎ أﺣﺳــن اﺳــﺗﺧداﻣﻬﺎ أن ﺗﻘــوم اﻟﻣﻌﻘــول‪# ،‬ﻣــﺎ ﻣ‪#‬ــن ﻟﻠﻘﺻــﯾدة ﻣــن‬ ‫ﺧــﻼل اﻟﺗراﺟﯾــد ﺎ أن ﺗﺿــطﻠﻊ ﺑوظ ﻔــﺔ اﻟﻧــﺎظم اﻟﻔــرد‪ V‬واﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ‪ ،‬و‪R‬ــذﻟك ‪#‬ــون ‪#‬ـ ّـﻞ‬ ‫ﻣﻧﻬﺎ ذا ﻗ ﻣﺔ أﺧﻼﻗ ﺔ‪.2‬‬ ‫أﻣــﺎ ﺣ‪#‬ﻣــﺎء اﻟروﻣــﺎن ﻓﻠــم ﺿـ ﻔوا ﺷــﯾﺋﺎ ﻌﺗـ ّـد ‪2‬ــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻣﺟــﺎل اﻟﻧظــر‪ّ V‬‬ ‫ﻷن ﻓ‪#‬ــرﻫم‬ ‫‪#‬ــﺎن اﺳــﺗﻣ ار ار ﻟﻠﺗ ـراث اﻟﻔ‪#‬ــر‪ V‬اﻟﯾوﻧــﺎﻧﻲ‪ ،‬وأﺑــرز ﻣــﺎ ﺣﻘﻘــوﻩ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻣﺟــﺎل ‪#‬ﻣــن ﻓــﻲ‬ ‫ـﺄن اﻟﻧظــﺎم اﻟﺳ ﺎﺳــﻲ ﯾﻧ‪2‬ﻐــﻲ أﻻّ ﯾﺗــدﺧﻞ‬ ‫ﺗﻣﯾﯾــزﻫم ﺑــﯾن اﻟدوﻟــﺔ واﻟﻧظــﺎم اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻓﻘــﺎﻟوا ‪2‬ـ ّ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬واﻟدوﻟﺔ ﻋﻧد اﻟروﻣﺎن ﻟ س ‪#‬ـﻞ ﺷـﻲء – ‪#‬ﻣـﺎ ‪#‬ﺎﻧـت ﻋﻠ ـﻪ اﻟﺣـﺎل‬ ‫ﻋﻧــد اﻟﯾوﻧــﺎن – ﺑــﻞ إﻧﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺣﻘ ﻘــﺔ ﺟﺎﻧــب ﻣــن ﺟواﻧــب اﻟﺣ ــﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ــﺔ‪ ،‬و ــﺄﺗﻲ ﻓــﻲ‬ ‫طﻠ ﻌﺔ اﻟروﻣﺎن اﻟﻣﺷرع "ﺷ ﺷـرون "‪ "cicéron‬اﻟـذ‪ V‬ﻌـود إﻟ ـﻪ اﻟﻔﺿـﻞ ﻓـﻲ وﺿـﻊ ﻓ‪#‬ـرة‬ ‫‪ - 1‬ﯾﻧظر ﺑول أرون وأﻻن ﻓ ﺎﻻ ‪ :‬ﺳوﺳﯾوﻟوﺟ ﺎ اﻷدب – ﺗرﺟﻣﺔ ﷴ ﻋﻠﻲ ﻣﻘﻠد ‪ -‬دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺟدﯾد اﻟﻣﺗﺣدة –‬ ‫ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن ‪ -2013 -1.a‬ص ‪.13 :‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ -‬ﯾﻧظر ﻣر‪.‬ن – ص ‪.13 :‬‬ ‫‪4‬‬ ‫اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣ‪#‬م ﻋﻼﻗﺎت أﻓراد اﻟﺟﻧس اﻟ‪2‬ﺷر‪ V‬ﺑواﺳطﺔ ﻗـواﻧﯾن ﻣوﺣـدة ﻫـﻲ‬ ‫اﻟﻘواﻧﯾن اﻟطﺑ ﻌ ﺔ‪.1‬‬ ‫أﻣ ــﺎ اﻟﻌ ــرب ﻓﻘ ــد ﺷ ــ‪#‬ﻠوا ﻫﻣـ ـزة وﺻ ــﻞ ﺑ ــﯾن اﻟﯾوﻧﺎﻧ ــﺔ واﻟﻔﻠﺳ ــﻔﺎت اﻷﺧ ــر‪ ،S‬ﻓﺎﺗﺧ ــذ‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﻔ ــﺎراﺑﻲ اﻟﻣﺣﺎﻛـ ــﺎة ‪2‬ﺎﻟﺗﻘﻠﯾـ ــد اﻟﺧـ ــﺎرﺟﻲ‪ ،‬وأﺧـ ــﻞ ﻓﯾﻬـ ــﺎ ‪2‬ﺎﻟﻛ ﻔ ـ ــﺎت اﻟﻧﻔﺳـ ــﺎﻧ ﺔ ﺣﺗـ ــﻰ ﺟـ ــﺎءت‬ ‫اﻟﻣﺣﺎﻛــﺎة ﻏﯾــر ﻣطﺎ‪2‬ﻘــﺔ ﻟﻣــﺎ ﻫــو ﻗــﺎﺋم ﻓــﻲ اﻟﻌــﺎﻟم اﻟﻣﺣﺳــوس ‪ ،‬وﻫــذا ﻣــﺎ دﻓــﻊ ‪2‬ﺎﻟﻧﻘــﺎد إﻟــﻰ‬ ‫اﻟﻘول ‪2‬ﺄن ‪2‬ﺣوث اﻟﻔﺎراﺑﻲ ﻟم ﺗﻘدم ﻟﻌﻠم اﻻﺟﺗﻣـﺎع ﺷـﯾﺋﺎ ﺟـدﯾ ار ‪2‬ﺎﻟـذ‪#‬ر‪ ،‬ﻓ‪2‬ﺣوﺛـﻪ ﻻ ﺗﻧﺗﻣـﻲ‬ ‫‪2.‬‬ ‫إﻟﻰ ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﻔﻠﺳﻔ ﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ اﻟﻣﻣﻬدة‬ ‫‪ -‬ﻣﺎﻫ ﺔ ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎع اﻷدب‬ ‫أ‪ -‬ﻧﺷﺄة ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎع اﻷدب‪ :‬ﻟﻘد ﻣﯾز اﻟ‪2‬ﺎﺣﺛون ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ ‪2‬ﻌﻠم‬ ‫اﻻﺟﺗﻣﺎع ﺑﯾن ﻣرﺣﻠﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن وﻫﻣﺎ‪:‬‬ ‫أ‪ -1.‬ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻘﺎر‪%‬ﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ ﻟﻸدب‪ :‬ﺗﻣﺗد ﻣن ﺑدا ﺔ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر إﻟﻰ‬ ‫ﻣﻧﺗﺻﻒ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷر‪7‬ن وﻋرﻓت ﻧﺷﺄة ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع واﺳﺗﻘﻼﻟﻪ ﻋن اﻟﺗﺄﻣﻼت‬ ‫اﻟﻔﻠﺳﻔ ﺔ‪.‬‬ ‫أ‪ -2.‬ﻣرﺣﻠﺔ ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎع اﻷدب‪ :‬وﺗﺑدأ ﻣن ﻣﻧﺗﺻﻒ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷر‪7‬ن ﺣﯾث ﺗﻣﯾزت‬ ‫ﺑﺗطور ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع و‪R‬ﺗطور اﻟﻔ‪#‬ر اﻟﻧﻘد‪ V‬اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻌﻠم ‪2‬ﺎﺳﺗﻔﺎدﺗﻪ ﻣن‬ ‫اﻟﻧظر‪7‬ﺎت واﻟﻣﻔﺎﻫ م اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ وﻣن اﻟﻠﺳﺎﻧ ﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻼﻗﺗراب ﻣن طﺑ ﻌﺔ اﻷدب‬ ‫‪2‬ﺎﻟﺣ ﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ أو اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸد‪2‬ﺎء‪،‬‬ ‫‪2‬ﺎﻋﺗ‪2‬ﺎرﻩ إﻧﺗﺎﺟﺎ ﻟﻐو ﺎ ﯾرﺗ‪A2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ -‬ﯾﻧظر ﺣﺳﯾن اﻟﺣﺎج ﺣﺳن ‪ :‬ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻷدﺑﻲ – اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌ ﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر واﻟﺗوز‪7‬ﻊ – ﺑﯾروت‬ ‫ﻟﺑﻧﺎن – ‪-1983 – 1.a‬ص ‪.42 :‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ -‬ﯾﻧظر ﻣر‪.‬ن – ص ‪.52 :‬‬ ‫‪5‬‬ ‫وﺗﺷ‪#‬ﻞ ‪#‬ﺗﺎ‪2‬ﺎت ‪#‬ﻞ ﻣن ﺟﻲ ﻣ ﺷو ‪ Guy Michaud‬و ﻫﻧر‪ V‬ﺑﯾﯾر ‪Henri‬‬ ‫‪2 Peyre‬ﻣﺛﺎ‪2‬ﺔ اﻟﻣ ﻼد اﻟﺷرﻋﻲ ﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ اﻷدب‪.1‬‬ ‫ﻟﻘد أدرك ‪2‬ﻌض ﻋﻠﻣﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎع أﻫﻣ ﺔ إﯾﺟﺎد ﻓرع ﻣﺗﺧﺻص ﻣن ﻓروع اﻟﻣﻌروﻓﺔ‬ ‫اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟ ﺔ ﻟدراﺳﺔ اﻷدب ‪2‬ﺎﻋﺗ‪2‬ﺎرﻩ ظﺎﻫرة اﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ ﻣﺛﻞ ‪2‬ﺎﻗﻲ اﻟظواﻫر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ‬ ‫اﻷﺧر‪ ،S‬و أطﻠ‪ W‬ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻔرع اﻟﺟدﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺔ اﺳم " ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎع اﻷدب "‬ ‫وﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ﺑﻬذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻟم ﺗﺗداول إﻻ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻﻒ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷر‪7‬ن ﻋﻠﻰ ﯾد ﺟﻲ ﻣ ﺷو‬ ‫ﺳﻧﺔ ‪ 1950‬ﻓﻲ ‪#‬ﺗﺎ‪2‬ﻪ " ﻣدﺧﻞ إﻟﻰ ﻋﻠم اﻷدب "‪.2‬‬ ‫ب‪ -‬ﻣﻔﻬوم ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻷدب‪ :‬ﯾﺧﺗﻠﻒ اﻟﻧﻘﺎد و ﻋﻠﻣﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻓﻲ ﺗوظﯾﻒ‬ ‫ﺻ ﻐﺔ أو ﻣﺻطﻠﺢ واﺣد ﻟﻬذا اﻟﻌﻠم‪ ،‬ﻫذا ﻣﺎ ﺷﺎر إﻟ ﻪ ﺳﯾد اﻟ‪2‬ﺣراو‪ V‬اﻟذ‪ V‬اﻗﺗرح ﻟﻧﺎ‬ ‫ﺛﻼث ﺻ ﻎ‪ ،‬اﻟﺻ ﻐﺔ اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ‪" :‬ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎع اﻷدب " وﻫﻲ أﻛﺛر اﻟﺻ ﻎ اﻟﻌر‪ R‬ﺔ‬ ‫‪Sociology of Litterature‬و اﻟﻔرﻧﺳﻲ‬ ‫اﻧﺗﺷﺎ ار ‪#‬ﺗرﺟﻣﺔ ﻟﻠﻣﺻطﻠﺢ اﻹﻧﺟﻠﯾز‪V‬‬ ‫‪ ،Sociologie de la Littérature‬أﻣﺎ اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻬو " ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع‬ ‫اﻷدﺑﻲ " و‪7‬ﺑدو ﺳﯾد اﻟ‪2‬ﺣراو‪ V‬ﻏﯾر ﻣﻘﺗﻧﻊ ﺑﻬذﻩ اﻟﺻ ﻐﺔ‪ ،‬ﻧظ ار ﻷن اﺳﺗﺧدام اﻟﺻﻔﺔ "‬ ‫اﻷدﺑﻲ " ﻟﻌﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻣ‪#‬ن أن ﺗﻐﯾر اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻹ ﺣﺎﺋﻲ ﻟﻬذا اﻟﻌﻠم ﻓﻬو ﻟ س ﻋﻠﻣﺎ‬ ‫أدﺑ ﺎ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﻫو ﻋﻠم ﻣوﺿوﻋﻪ اﻷدب‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻬو " ﺳوﺳﯾوﻟوﺟ ﺎ اﻷدب‬ ‫" وﺟﺎء ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻧﻘﻞ اﻟﺣروف اﻟﻼﺗﯾﻧ ﺔ إﻟﻰ اﻟﻌر‪ R‬ﺔ ‪#‬ﻣﺎ ﻫﻲ‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﺻ ﻐﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻧﺎﻫﺎ‬ ‫ﺳﯾد اﻟ‪2‬ﺣراو‪ V‬ﻟﻛوﻧﻬﺎ أﻛﺛر ﺳﻼﻣﺔ وﺗوﺧ ﺎ ﻟﻠﺣذر ﻣن ﻟ‪2‬س ﻣ‪#‬ن أن ﻘﻊ إذا اﺳﺗﺧدﻣﻧﺎ‬ ‫ﻣﺻطﻠﺢ "ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع" ﻻن اﻟﻘﺎر‪ I‬اﻟﻌر‪R‬ﻲ ﻣﺎزال ﻏﯾر ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن‬ ‫وﻟﻧﻔس اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم‬ ‫اﻟدﻻﻻت اﻟﻣﻧطﻘ ﺔ واﻟﻣوﺿﻌ ﺔ ﻟﻠﻌﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟطﺑ ﻌ ﺔ‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ -‬ﻋﺑد اﻟﻌز‪7‬ز ﺟﺳوس ‪ :‬إﺷ‪#‬ﺎﻟ ﺔ اﻟﺧطﺎب اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﻘد اﻟﻌر‪R‬ﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر – اﻟﻣط‪2‬ﻌﺔ واﻟوراﻗﺔ اﻟوطﻧ ﺔ –‬ ‫ﻣراﻛش – اﻟﻣﻐرب – ‪ -2007 -1.a‬ص ‪.61 :‬‬ ‫‪ - 2‬ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك ﻣرﺗﺎض ‪ :‬ﻓﻲ ﻧظر‪7‬ﺔ اﻟﻧﻘد – دار ﻫوﻣﺔ – اﻟﺟزاﺋر ‪ -2000-‬ص ‪.125 :‬‬ ‫‪6‬‬ ‫اﻹﻧﺳﺎﻧ ﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ‪،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ‪ ،‬ﺑﺗﺟﺎوز وﺟﻬﺎت ﻧظر ﻗد ﺗﻛون ﻣﺗﻌﺎرﺿﺔ‪ ،‬ﻓﻲ‬ ‫ﺣﯾن أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟطﺑ ﻌ ﺔ ﯾﻧﺳﺦ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻘد م و ﺣﻞ ﻣﺣﻠﻪ‪.‬‬ ‫إن ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎع اﻷدب ﻫو" اﻟﻌﻠم اﻟذ‪ V‬ﯾدرس اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻷدب واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أو‬ ‫اﻷدب ‪2‬ﺎﻋﺗ‪2‬ﺎرﻩ ظﺎﻫرة اﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ " ‪# ،‬ﻣﺎ ﻌد ﻓرﻋﺎ ﻣن ﻓرع اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟ ﺔ‬ ‫اﻟذ‪ V‬طﯾ‪ W‬ﻣﻧﺎﻫﺞ وأدوات ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎع اﻟﺗطور‪7‬ﺔ وأطرﻩ اﻟﻔ‪#‬ر‪7‬ﺔ وﻗﺿﺎ ﺎﻩ اﻟﻧظر‪7‬ﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫دراﺳﺔ اﻷدب ﺑوﺻﻔﻪ ظﺎﻫرة ﻣن ظواﻫر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬ ‫‪#‬ﻣﺎ ﺣدد ﷴ ﻋﻠﻲ ﺑدو‪ V‬أدوات ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎع اﻷدب و ﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺑﯾن‬ ‫وﻫذان اﻟﺟﺎﻧ‪2‬ﺎن ﻓﻲ أر ﻪ ﻫﻣﺎ‬ ‫∗‬ ‫ﻣﻬﻣﯾن ﻫﻣﺎ‪ :‬اﻟﻔ‪#‬ر واﻟواﻗﻊ أو اﻟﻧظر‪7‬ﺔ و اﻷﻣﺑر‪7‬ﻘ ﺔ‬ ‫ﻋﻣﺎد اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟ ﺔ اﻟﺣﻘﺔ وﻻ ﻣ‪#‬ن اﻟﺑدء ﺑرﻓض أ‪ V‬ﻣﻧﻬﻣﺎ‪ ،‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﺻ‪2‬ﺢ‬ ‫ﻗﺿ ﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾﻞ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻸدب ﺗﻌﻧﻰ ‪2‬ﺎﻟ‪2‬ﺣث اﻟﻧﻘد‪ V‬اﻟدﻗﯾ‪ W‬ﻟﻠﺻﻠﺔ اﻟﺣﻘ ﻘ ﺔ ﺑﯾن‬ ‫اﻷدب واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟرا‪2‬طﺔ اﻟﺗﻲ ﺗر‪ AR‬اﻟظﺎﻫرة اﻷدﺑ ﺔ ‪#2‬ﺎﻓﺔ ﻣ‪#‬وﻧﺎت اﻟﺑﻧﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬ ‫واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻷﺧر‪.1S‬‬ ‫اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻷﻣﺑر‪7‬ﻘ ﺔ أو اﻟﺗﺟر‪ R‬ﺔ ﺗوﺟﻪ ﻓﻠﺳﻔﻲ ﯾؤﻣن أن ‪#‬ﺎﻣﻞ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧ ﺔ ﺗﺄﺗﻲ ‪2‬ﺷ‪#‬ﻞ رﺋ ﺳﻲ ﻋن طر‪W7‬‬ ‫∗‬ ‫اﻟﺣوار واﻟﺧﺑرة وﺗﻧ‪#‬ر اﻟﺗﺟر‪7‬ﺑ ﺔ وﺟود أ ﺔ أﻓ‪#‬ﺎر ﻓطر‪7‬ﺔ ﻋﻧد اﻹﻧﺳﺎن أو أ‪ V‬ﻣﻌرﻓﺔ ﺳﺎ‪2‬ﻘﺔ ﻟﻠﺧﺑرة اﻟﻌﻠﻣ ﺔ‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ -‬ﯾﻧظر ﷴ ﻋﻠﻲ اﻟﺑدو‪ : V‬ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎع اﻷدب "اﻟﻧظر‪7‬ﺔ واﻟﻣﻧﻬﺞ واﻟﻣوﺿوع" ‪ -‬دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌ ﺔ‪ -‬د‪-a.‬‬ ‫د‪.‬ت‪-‬ص ‪.96 :‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻣﺎدة اﻟﻧﻘد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻟ ﺳﺎﻧس‬ ‫اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ‪:‬‬ ‫اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻧﺎظر ﺔ ﺑﯾن اﻷدب و اﻟﺑﯾﺋﺔ‬ ‫إن ﺟذور اﻟﻧظرة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ ﻟﻠظﺎﻫرة اﻷدﺑ ﺔ ﻋﻧد اﻟﻌرب ﺗﻌـود إﻟـﻰ اﻟﻣﻔ‪#‬ـر ﻋﺑـد‬ ‫ّ‬ ‫اﻟ ــرﺣﻣن ﺑ ــن ﺧﻠ ــدون‪ ،‬اﻟ ــذ‪ V‬اﻋﺗﺑ ــر اﻟﺷ ــﻌر ﻧﺷ ــﺎطﺎ إﻧﺳ ــﺎﻧ ﺎ ﺗوﺟ ــد ﻓ ــﻲ ‪ #‬ــﻞ ﻟﻐ ــﺔ و ﻣﺗ ــﺎز‬ ‫‪2‬ﺷرو‪ a‬وأﺣ‪#‬ﺎم ﺧﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ ﻧظﻣـﻪ وﺻـ ﺎﻏﺗﻪ‪# ،‬ﻣـﺎ أﻓـرد ﻓﺻـﻼ ﻣـن ﻣﻘدﻣﺗـﻪ ‪2‬ﻌﻧـوان "ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺗﻔﺎوت ﺑﯾن ﻣراﺗب اﻟﺳﺑ‪ W‬واﻟﻘﻠم ﻓﻲ اﻟدول"‪ ،‬ﺳﻌﻰ ﻣـن ﺧﻼﻟـﻪ إﻟـﻰ ﺗﺣدﯾـد وظ ﻔـﺔ ودور‬ ‫اﻟﻣﺗﻘن اﻟﺷﺎﻋر ﻣن ﻣﺳﺎر ﺑﻧﺎء اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺻﺑ ﺔ ﻋﺑر ﻣراﺣﻠﻬﺎ اﻟﺛﻼث و‪R‬ﯾن أﻫﻣ ﺔ اﻷدب‬ ‫ﺧﺻــﻪ ‪2‬ﺎﻟــدور اﻷﺳﺎﺳــﻲ ﻓــﻲ‬ ‫ﻓــﻲ ﺳــﯾرورة ﺑﻧــﺎء اﻟــوﻋﻲ اﻟﺛﻘــﺎﻓﻲ ﻟﻠﻌﺻــﺑ ﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣــﺔ‪ ،‬ﺣﯾــث ّ‬ ‫ﻣرﺣﻠﺔ اﺳﺗﻘرار اﻟدوﻟﺔ وﺗوﺳﻌﻬﺎ‪.1‬‬ ‫أن اﺑـن ﺧﻠـدون اﻛﺗﺷـﻒ ﻣـن ﺧـﻼل د ارﺳـﺗﻪ اﻟﺳـﺎ‪2‬ﻘﺔ‬ ‫وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾر‪ S‬ﺻـﺑر‪ V‬ﺣـﺎﻓ‪ّ p‬‬ ‫ﻧظر‪ 7‬ــﺔ اﻟﺗط ــور اﻟﺣﺿ ــﺎر‪ V‬اﻟﺗ ــﻲ ر‪ R‬ــ‪ A‬ﻓﯾﻬ ــﺎ ﺑ ــﯾن دور اﻷدب وﻣ‪#‬ﺎﻧﺗ ــﻪ وﻣ ارﺣ ــﻞ ﺗط ــور‬ ‫‪Gimbattista‬‬ ‫اﻟدوﻟــﺔ‪ ،‬وﻫــو ‪2‬ﻔ‪#‬رﺗــﻪ ﻫــذﻩ ﺳــﺑ‪ W‬اﻟﻣﻔ‪#‬ــر اﻹ طــﺎﻟﻲ ﺟ ﺎﻣ‪2‬ــﺎ ﺗ ﺳــﺗﺎﻓ ‪#‬و‬ ‫‪ Vico‬ﺑﺛﻼﺛﺔ ﻗرون‪ ،‬إﻻّ ّأﻧﻬﺎ أﻗﻞ طﻣوﺣـﺎ واﺗﺻـﺎﻻ ﻣﻧﻬـﺎ ﻷﻧـﻪ ﻟـم ﯾـﺗﻣ‪#‬ن ﻣـن اﻟـر‪ AR‬ﺑـﯾن‬ ‫أﺷ‪#‬ﺎل اﻟﻛﺗﺎ‪2‬ﺔ وأﺷ‪#‬ﺎل اﻟواﻗﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪.2‬‬ ‫‪ - 1‬ﯾﻧظر ﺣﺳﯾن اﻟﺣﺎج ﺣﺳن ‪ :‬ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻷدﺑﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌ ﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر واﻟﺗوز‪7‬ﻊ – ﺑﯾروت‬ ‫ﻟﺑﻧﺎن – ‪-1983 – 1.a‬ص ‪.52 :‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ -‬ﺻﺑر‪ V‬ﺣﺎﻓ‪ : p‬اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ وﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع – ﻣﺟﻠﺔ ﻓﺻول – اﻟﻌدد‪ – 1‬اﻟﻣﺟﻠد اﻟرا‪2‬ﻊ – د ﺳﻣﺑر ‪-1983‬‬ ‫ص‪.61 :‬‬ ‫‪8‬‬ ‫أﻣــﺎ أﻗــدم ﺗﻧــﺎول ﻣ‪2‬ﺎﺷــر ﺣــﺎول رﺳــم ﺑﻧــﺎء ﻧظــر‪ V‬وﻓﻠﺳــﻔﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن اﻷدﺑــﻲ‬ ‫ّ‬ ‫واﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ ﻌــود إﻟــﻰ اﻟﻣﻔ‪#‬ــر اﻹ طــﺎﻟﻲ "ﻓ ‪#‬ــو" ﻓــﻲ ‪#‬ﺗﺎ‪2‬ــﻪ "ﻣ‪2‬ــﺎد‪ I‬اﻟﻌﻠــم اﻟﺟدﯾــد" اﻟــذ‪V‬‬ ‫ﺻ ــدر ﺳ ــﻧﺔ ‪ 1725‬وﺗﺿ ــﻣن ﻧظر‪7‬ﺗ ــﻪ اﻟﻔﻠﺳ ــﻔ ﺔ واﻟﺣﺿ ــﺎر‪7‬ﺔ اﻟﻣﻌروﻓ ــﺔ ﺑﻧظر‪ 7‬ــﺔ اﻟ ــدورة‬ ‫أن ﻟﻛــﻞ ﺣﺿــﺎرة دورة ﺣ ــﺎة ‪#‬ﺎﻣﻠــﺔ ﻣﻔﻬــوم‬ ‫اﻟﺗﺎر‪7‬ﺧ ــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺑﻠــور ﻓﯾﻬــﺎ – ﻓﺿــﻼ ﻋــن ﻓ‪#‬ـرة ّ‬ ‫ﻧﺳــﺑ ﺔ اﻻﻧﺟــﺎزات اﻹﻧﺳــﺎﻧ ﺔ وﺗطورﻫــﺎ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎﻻت اﻟﻔــن واﻟﻌــﺎﻟم واﻟﻔ‪#‬ــر اﻟــذ‪ V‬ﯾﻧ‪2‬ــﻊ ﻣــن‬ ‫ﻓﻬﻣﻪ اﻟواﺿﺢ ﻟـدور اﻹﻧﺳـﺎن ﻓـﻲ ﺧﻠـ‪ W‬ﻋﺎﻟﻣـﻪ اﻻﺟﺗﻣـﺎﻋﻲ وﻋﻼﻗﺎﺗـﻪ ‪2‬ﻣؤﺳﺳـﺎﺗﻪ وﻣـن ﺛـم‬ ‫ﻓﻧوﻧﻪ اﻹﺑداﻋ ـﺔ‪ ،‬وﺿـرورة ﺗﺣﻠﯾـﻞ ﻫـذا ‪#‬ﻠـﻪ ‪2‬ﻣﺻـطﻠﺢ ﻋﻠﻣـﻲ وﻣـﺎد ‪ V‬وﻟـ س ‪2‬ﻣﺻـطﻠﺢ‬ ‫ﻻﻫوﺗﻲ أو ‪#‬ﻧﺳﻲ‪ ،‬و أﻗﺎم ﻓ ‪#‬و ﻋﻠـﻰ ﻫـذﻩ اﻷرﺿـ ﺔ اﻟﻌﻠﻣ ـﺔ أول ﻣﺣﺎوﻟـﺔ ﻣﻧظﻣـﺔ ﻟﻠـر‪AR‬‬ ‫ﺑــﯾن أﺷــ‪#‬ﺎل اﻟﺗﻌﺑﯾــر اﻷدﺑــﻲ وطﺑ ﻌــﺔ اﻟواﻗــﻊ اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ‪ ،‬وﻫــو ر‪R‬ــ‪ A‬ﯾﺗﺟــﺎوز ‪#2‬ﺛﯾــر ‪#‬ـ ّـﻞ‬ ‫اﻷﻓ‪ #‬ــﺎر اﻟﺗ ــﻲ ﺳ ــﺎدت اﻟﻘ ــرن اﻟﺳ ــﺎ‪2‬ﻊ ﻋﺷ ــر ﻣ ــن أﺛ ــر اﻟﺑﯾﺋ ــﺔ واﻟﻣﻧ ــﺎخ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺷﺧﺻـ ـ ﺔ‬ ‫واﻟﻘوﻣ ـ ــﺔ وﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟطﺑ ﻌ ـ ــﺔ اﻟﻘوﻣ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗ ـ ــؤﺛر ‪ #‬ـ ــذﻟك ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣؤﺳﺳ ـ ــﺎت اﻟﺳ ﺎﺳـ ـ ـ ﺔ و‬ ‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ــﺔ‪ ،‬وﻟﻌ ــﻞ ﻓ‪#‬ـ ـرة اﻟﺗﻧ ــﺎظر ﺑ ــﯾن اﻷﺷ ــ‪#‬ﺎل اﻟﻔﻧ ــﺔ أو اﻷﺟﻧ ــﺎس اﻷدﺑ ــﺔ وأﻧﻣـ ــﺎ‪a‬‬ ‫اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ــﺔ اﻟﺳــﺎﺋدة ﻓــﻲ ﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻣــﺎ أو ﻓــﻲ ﻓﺗ ـرة ﺗﺎر‪7‬ﺧ ــﺔ‪ ،‬ﻣــﺎ ﻫــﻲ إﻻ إﺣــد‪S‬‬ ‫اﻷﻓ‪#‬ﺎر اﻟرﺋ ﺳ ﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎع اﻷدب‪.1‬‬ ‫ﻟﻘــد ﺑــدأت ﻣﻼﻣــﺢ اﻟﻣــﻧﻬﺞ اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ ﻓــﻲ اﻟظﻬــور ﻣــﻊ ﺗ ارﺟــﻊ اﻟﻔﻠﺳــﻔﺔ اﻟﻣﺛﺎﻟ ــﺔ‬ ‫و‪R‬روز اﻟﻔ‪#‬ـر اﻟوﺿـﻌﻲ اﻟﻌﻘﻼﻧـﻲ ﻋﻧـد أوﺟﺳـت ‪#‬وﻧـت ‪ Auguste comte‬اﻟـذ‪ V‬ﺗﻧـﺎول‬ ‫ﻓ‪#‬ـ ـرة اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ ﺑ ــﯾن اﻷدب واﻟﻣﺟﺗﻣ ــﻊ ﻓ ــﻲ إط ــﺎر ﻓﻠﺳ ــﻔﺗﻪ اﻟﺗ ــﻲ ﻗﺳ ــم ﻓﯾﻬ ــﺎ ﻣ ارﺣ ــﻞ ﺗط ــور‬ ‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻌــﺎت إﻟــﻰ ﺛﻼﺛــﺔ ﻣ ارﺣــﻞ أطﻠــ‪ W‬ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻣﺻــطﻠﺢ ﻗــﺎﻧون اﻟﺣــﺎﻻت اﻟــﺛﻼث‪ ،‬وﻫــﻲ‬ ‫اﻟﺣﺎﻟــﺔ اﻟدﯾﻧ ــﺔ واﻟﺣﺎﻟــﺔ اﻟﻣﯾﺗﺎﻓﯾز‪7‬ﻘ ــﺔ واﻟﺣﺎﻟــﺔ اﻟوﺿــﻌ ﺔ‪ ،‬ﻓﻠﻛــﻞ ﺣﺎﻟــﺔ أو ﻣرﺣﻠــﺔ ﻣــن ﻫــذﻩ‬ ‫اﻟﻣراﺣﻞ اﻟﺗﻲ ﻣر ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻧﻣ‪ A‬ﻓ‪#‬ر‪ V‬ﻣﺣدد ﯾﺟﯾﺊ اﻧﻌ‪#‬ﺎﺳﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣرﺣﻠـﺔ وﺗﺧﺿـﻊ‬ ‫اﻵداب واﻟﻔﻧون ﻟﻧﻔس ﻗﺎﻧون اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺛﻼث اﻟﺗﻲ ﺣـددﻫﺎ ‪#‬وﻧـت‪ ،‬ﻓﺗﺳـود اﻷدب اﻟﻧزﻋـﺔ‬ ‫اﻟﻼﻫوﺗ ــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣرﺣﻠــﺔ اﻷوﻟــﻰ ﺛــم اﻟﻧزﻋــﺔ اﻟﻣﯾﺗﺎﻓﯾز‪7‬ﻘ ــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣرﺣﻠــﺔ اﻟﺛﺎﻧ ــﺔ ﺛــم اﻟﻧزﻋــﺔ‬ ‫‪ - 1‬ﯾﻧظر ﺻﺑر‪ V‬ﺣﺎﻓ‪ : p‬أﻓ‪ W‬اﻟﺧطﺎب اﻟﻧﻘد‪ – V‬دار ﺷرﻗ ﺎت ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوز‪7‬ﻊ – اﻟﻘﺎﻫرة –ﻣﺻر ‪-1.a-‬‬ ‫‪ -1996‬ص‪.96 :‬‬ ‫‪9‬‬ ‫اﻟوﺿﻌ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛـﺔ ﻓ ﺻـ‪2‬ﺢ اﻷدب ﺑـذﻟك وﺳـﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾـر ﻋـن ﻧزﻋـﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ‬ ‫اﻟ‪2‬ﺷـ ـ ــر‪ V‬و ‪#‬ـ ـ ــون ﻧﺳـ ـ ــﺑ ﺎ ﻻ ﻣﯾﺗﺎﻓﯾز‪7‬ﻘ ـ ـ ــﺎ أ‪ V‬أﻧـ ـ ــﻪ ﯾﺗـ ـ ــﺄﺛر ‪2‬ﺎﻟزﻣـ ـ ــﺎن واﻟﻣ‪#‬ـ ـ ــﺎن واﻟظـ ـ ــروف‬ ‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻓ ﺻ‪2‬ﺢ ﻧظﺎﻣﺎ اﺟﺗﻣﺎﻋ ﺎ و‪2‬ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن وظ ﻔـﺔ اﻷدب واﻟﻔﻧـون ﻋﻧـد‬ ‫أوﺟ ﺳت ‪#‬وﻧت ﻫﻲ ﻧﺷر اﻟﺣﻘﺎﺋ‪ W‬اﻟﻌﻠﻣ ﺔ واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ ‪2‬طر‪7‬ﻘﺔ ﻋﺎطﻔ ﺔ‪.‬‬ ‫إن ﻓ‪#‬رﺗــﻲ ﻓ ‪#‬ــو واﺑــن ﺧﻠــدون ﺗﻌــودان ﻟﻠظﻬــور ﻣـرة أﺧــر‪ S‬وﻟﻛــن ﻓــﻲ ﺛــوب ﺟدﯾــد‬ ‫‪" madame‬اﻷدب ﻓ ــﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗ ــﻪ‬ ‫‪de‬‬ ‫ﻣ ــن ﺧ ــﻼل د ارﺳ ــﺔ ﻣ ــدام د‪ V‬ﺳ ــﺗﺎﯾﻞ ‪stael‬‬ ‫‪2‬ﺎﻟﻣؤﺳﺳ ــﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ــﺔ" وﻫ ــﻲ أول ﻣﺣﺎوﻟ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻓرﻧﺳ ــﺎ ﻟﻠﺟﻣ ــﻊ ﺑ ــﯾن ﻣﻔﻬ ــوﻣﻲ اﻷدب‬ ‫واﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻓــﻲ د ارﺳــﺔ واﺣــدة ﻣﻧﻬﺟ ــﺔ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻣــﺎ ﺗﻔﺗﻘــر إﻟ ــﻪ ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳــﺔ ﻫــو ‪2‬ﻌــدﻫﺎ ﻋـن‬ ‫ﻣﻔﻬوم ﺳوﺳﯾوﻟوﺟ ﺎ اﻷدب ‪2‬ﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﺣدﯾث‪ ،‬إذ اﻗﺗﺻرت ﻣدام د‪ V‬ﺳﺗﺎﯾﻞ ﻋﻠـﻰ‬ ‫اﻟ‪2‬ﺣــث ﻓــﻲ ﻣــد‪ S‬ﺗــﺄﺛﯾر اﻟــدﯾن واﻟﻌــﺎدات واﻟﻘ ـواﻧﯾن ﻓــﻲ اﻷدب‪ ،‬وﻣــد‪ S‬ﺗــﺄﺛﯾر اﻷدب ﻓــﻲ‬ ‫اﻟــدﯾن واﻟﻌــﺎدات واﻟﻘ ـواﻧﯾن‪ ،‬وﻫﻧــﺎ ﯾــﺗم إﻗﺻــﺎء ﻋﻧﺎﺻــر أﺳﺎﺳ ـ ﺔ ﯾ ارﻫــﺎ رو‪R‬ﯾــر اﺳــ‪#‬ﺎر‪R‬ﯾت‬ ‫ﻣﻬﻣــﺔ ‪#‬ﻘﺿ ـ ﺔ اﻧﺗﻣــﺎء اﻟﻛﺎﺗــب اﻻﺟﺗﻣ ـﺎﻋﻲ وﻣﺧزوﻧــﻪ اﻟﺛﻘــﺎﻓﻲ وﺣﻘــوق اﻟﻣؤﻟــﻒ وﻗﺿ ـ ﺔ‬ ‫اﻟﻘراء‪.‬‬ ‫‪#‬ﻣ ــﺎ ﺗﻣ‪#‬ﻧ ــت اﻟﻔﻠﺳ ــﻔﺔ اﻟوﺿ ــﻌ ﺔ ﻓ ــﻲ ﻣﻧﺗﺻ ــﻒ اﻟﻘ ــرن اﻟﺗﺎﺳ ــﻊ ﻋﺷ ــر ﻣ ــن ﻓ ــرض‬ ‫ﻫ ﻣﻧﺗﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺟﻣ ــﻊ ﻣﺟــﺎﻻت اﻟ‪2‬ﺣــث و اﻟﻌﻠــوم‪ ،‬ﺧﺎﺻــﺔ اﻟﻌﻠــوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ــﺔ‪ ،‬ﻫــذا ﻣــﺎ‬ ‫ﺳــﺎﻫم ﻓــﻲ ظﻬــور ﻧظر‪7‬ــﺔ ﺳــﺎﻧت ﺑﯾــﻒ ‪ Sainte Beuve‬ﺣــول أﺛــر اﻟﺑﻧــﺎء اﻟﻌﻘﻠــﻲ‬ ‫واﻟﻔﯾز‪7‬وﻟــوﺟﻲ ﻟﻸﻓـراد وﺧﺻﺎﺋﺻــﻬم اﻷﺧﻼﻗ ــﺔ وأوﺳــﺎطﻬم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ــﺔ ﻓــﻲ إﻧﺗــﺎج اﻷدب‪،‬‬ ‫أﻣﺎ ﺗﻠﻣﯾذﻩ ﻫﯾﺑوﻟﯾت ﺗﯾن ‪ Hippolyte taine‬ﻓ ﻌود ﻟﻪ اﻟﻔﺿﻞ ﻓﻲ اﺳﺗﻛﺷـﺎف اﻷﺻـول‬ ‫ّ‬ ‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ــﺔ ﻟﻠﻔ ــن و اﻷدب‪ ،‬ﺣﯾ ــث أﻗ ــﺎم د ارﺳ ــﺗﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﺛﻼﺛ ــﺔ أﺳ ــس وﻫ ــﻲ‬ ‫اﻟﺟﻧس واﻟﺑﯾﺋﺔ و اﻟﻌﺻر‪ ،‬وﻫو ﺑﻬذا ﻗد ﺣﺎول إﺧﺿﺎع اﻷدب واﻟﻔن ‪2‬طر‪7‬ﻘﺔ ﻋﻠﻣ ـﺔ إﻟـﻰ‬ ‫ﻧﻔس ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟ‪2‬ﺣث اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓـﻲ اﻟﻌﻠـوم اﻟﻔﯾز‪7‬ﺎﺋ ـﺔ و اﻟطﺑ ﻌ ـﺔ‪ ،‬ﻫـذا ﻣـﺎ ﺟﻌـﻞ د ارﺳـﺗﻪ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﻧظور اﻟﻧﻘﺎد أول ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺣﻘ ﻘ ﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑـﯾن اﻷدب واﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ ﻣـن ﺧـﻼل اﻟوﻗـوف‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻷﺳ‪2‬ﺎب اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ وراء اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت اﻷدﺑ ﺔ ﻣـن ﻣﺟﺗﻣـﻊ إﻟـﻰ آﺧـر‪.‬و ﻣ‪#‬ـن ﺗﻠﺧـ ص‬ ‫ﻋﻧﺎﺻر ﺗﯾن اﻟﺳﺎ‪2‬ﻘﺔ ﻓﻲ ﻋﻧﺻر ﺟـوﻫر‪ V‬واﺣـد ﻫـو اﻟﺑﯾﺋـﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠـﺔ اﻟﻣﺗﺣر‪#‬ـﺔ اﻟﻣﺷـروطﺔ‬ ‫‪10‬‬ ‫‪2‬ﺎﻟزﻣن ﻣن ﻧﺎﺣ ﺔ و‪2‬ﺎﻟطﺑ ﻌﺔ اﻟذاﺗ ﺔ ﻟﻠﻣﺑدع ﻣن ﻧﺎﺣ ﺔ أﺧر‪ ،S‬وﺗوﺳﻊ ﻣﻔﻬوم اﻟﺑﯾﺋـﺔ ﺑﻬـذﻩ‬ ‫اﻟﺻـ ــورة ﻣ‪#‬ـ ــن ﺗـ ــﯾن ﻣـ ــن إﺛ ـ ـراء ﻓﻬﻣﻧـ ــﺎ ﻟﺗﻠـ ــك اﻟﻌﻼﺋﻘ ـ ــﺔ اﻟﺷـ ــﺎﺋ‪#‬ﺔ واﻟﻣﻌﻘـ ــدة ﺑـ ــﯾن اﻷدب‬ ‫واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.1‬‬ ‫وﻣﻧــذ اﻛﺗﺷــﺎﻓﺎت دارو‪7‬ــن ‪ Darwin‬ﻓــﻲ ﻋﻠــم اﻷﺣ ــﺎء ﺑــدأت اﻟﻧزﻋــﺔ اﻟﺗطو‪7‬ر‪ 7‬ــﺔ‬ ‫ﺗﺗﻌ ــﺎظم ﻓ ــﻲ اﻟد ارﺳ ــﺎت اﻟﻧﻘد ــﺔ و اﻟﻔ‪#‬ر‪ 7‬ــﺔ‪ ،‬وﺳ ــﺎر ﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــذا اﻟﺧ ــ‪ A‬اﻟﻣ ــؤرخ اﻟﻔرﻧﺳ ــﻲ‬ ‫ﻓردﯾﻧﺎﻧــد ﺑروﻧﺗﯾــر ‪ Ferdinand Brunetière‬اﻟــذ‪ V‬ﻗــدم ﻣﺣﺎوﻟــﺔ ﺗﻘــوم ﻋﻠــﻰ ﻧظر‪7‬ــﺔ‬ ‫اﻟﻧﺷوء واﻻرﺗﻘﺎء ﺗﺟﻌـﻞ ﻣـن اﻟﻧـوع اﻷدﺑـﻲ ‪#‬ﺎﺋﻧـﺎ ﺣ ـﺎ ﯾﻧﻣـو و‪7‬ﺗواﻟـد و‪7‬ﺗﻛـﺎﺛر و‪7‬ﺧﺿـﻊ ﻫـذا‬ ‫اﻟﺗطور ﻟﻌواﻣﻞ اﻟﺑﯾﺋﺔ واﻟﻌﺻر واﻟوراﺛﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ ﻟﻠﻛﺎﺗب‪.‬‬ ‫‪#‬ﻣــﺎ ظﻬــر ﺗ ــﺎر ﺟدﯾــد ﺳــﻌﻰ إﻟــﻰ ﺗﺄﺳ ـ س رؤ ــﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋ ــﺔ ﻟﻠﻔــن واﻷدب ﺗــﻧﻬض‬ ‫ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺳ ــﻠﻣﺎت ﻣﺎد ــﺔ ﺗﺎر‪7‬ﺧ ــﺔ ﻣﺳ ــﺗﻣدة ﻣ ــن ﻓ‪ #‬ــر ﻣؤﺳﺳ ــﻲ اﻟﻣﺎر‪#‬ﺳـ ـ ﺔ ‪ #‬ــﺎرل ﻣ ــﺎﻛس‬ ‫وﻓر‪7‬ــدر‪7‬ك إﻧﺟﻠــز‪ ،‬و اﻟواﻗــﻊ أن اﻟﻣﺎر‪#‬ﺳ ـ ﺔ ﻟــم ﺗطــرح ﻧﻔﺳــﻬﺎ ﻓــﻲ ﺑدا ــﺔ ظﻬورﻫــﺎ ‪#‬ﺎﺗﺟــﺎﻩ‬ ‫ﻧﻘــد‪ V‬أدﺑــﻲ أو ‪#‬ﻣﺷــروع ﻓــﻲ ﻓﻠﺳــﻔﺔ اﻟﻔــن‪ٕ ،‬واﻧﻣــﺎ ظﻬــرت ‪#‬ﻧﻣــوذج ﺑــدﯾﻞ ﻟﻌﻠــم اﻻﺟﺗﻣــﺎع‬ ‫اﻟوﺿ ــﻌﻲ و‪#‬ﻧظر‪ 7‬ــﺔ ﻣﺎد ــﺔ ﺗﺎر‪7‬ﺧ ــﺔ ﺗﻔﺳ ــر ﺣر‪ #‬ــﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌ ــﺎت ﻓ ــﻲ اﻟﺗ ــﺎر‪7‬ﺦ ﻓ ــﻲ ﺿ ــوء‬ ‫اﻟﺻراع اﻟط‪2‬ﻘﻲ‪ ،‬و‪7‬ﻧﻬض اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻲ اﻟذ‪ V‬ﻗدﻣﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺎس اﻟﺗﺣﺗـﻲ واﻟﺑﻧـﺎء‬ ‫اﻟﻔوﻗﻲ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻣن ﻋﻼﻗﺔ ﺟدﻟ ﺔ‪ ،‬وﻟﻛن ﻣﺎر‪#‬س و إﻧﺟﻠز ﻟـم ﻘـدﻣﺎ ﻧظر‪7‬ـﺔ ﺧﺎﺻـﺔ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻔن و اﻷدب‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ أوﺿﺣﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌﻠ ﻘﺎﺗﻬﻣﺎ إﻣ‪#‬ﺎﻧ ﺔ اﻟرؤ ـﺔ اﻟﻣﺎد ـﺔ اﻟﺗﺎر‪7‬ﺧ ـﺔ‬ ‫واﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺟـدﻟﻲ ﻓـﻲ ﺗﻔﺳـﯾر اﻟظـواﻫر اﻟﻔﻧ ـﺔ واﻷدﺑ ـﺔ ﺑوﺻـﻔﻬﺎ ﺗﺷـ‪#‬ﻞ ﺟـزءا ﻣـن ﻋﻧﺎﺻـر‬ ‫اﻟﺑﻧ ــﺔ اﻟﻔوﻗ ــﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣ ــﻊ‪.‬وﻗ ــد ﺣ ــﺎول ‪ 2‬ــﺎﺣﺛون ﻣﺎر‪#‬ﺳ ــﯾون ﺟ ــﺎءوا ‪2‬ﻌ ــد ﻣ ــﺎر‪#‬س ٕواﻧﺟﻠ ــز‬ ‫ﺗوظﯾــﻒ ﺗﻠــك اﻟرؤ ــﺔ وذﻟــك اﻟﻣــﻧﻬﺞ ﻣــن أﺟــﻞ ﺗﺄﺳـ س ﺳوﺳــﯾوﻟوﺟ ﺎ أدﺑ ــﺔ ﻣﺎر‪#‬ﺳـ ﺔ ﺗﻘــﻒ‬ ‫ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻧﻘـ ـ ض ﻣ ــن اﻟﺳوﺳ ــﯾوﻟوﺟ ﺎ اﻷدﺑ ــﺔ اﻟوﺿ ــﻌ ﺔ‪ ،‬ﻓ‪#‬ﺎﻧ ــت أﻋﻣ ــﺎل اﻟﻣﻔ‪ #‬ــر اﻟروﺳ ــﻲ‬ ‫ﺟورج ﺑﻠﯾﺧﺎﻧوف ﻣن أﻫم اﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺗﺄﺳ ﺳ ﺔ وﻧﻘطﺔ اﻻﻧطـﻼق ﻋﻧـد ﺑﻠﺧـﺎﻧوف ﻫـﻲ أن‬ ‫اﻟﻔﻧون واﻵداب ﻫﻲ ﻓـﻲ اﻷﺳـﺎس ﺗﻌﺑﯾـر ﻋـن ﻣﯾـول اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ وأﺣواﻟـﻪ اﻟﻧﻔﺳـ ﺔ‪ٕ ،‬واذا ‪#‬ـﺎن‬ ‫‪ - 1‬ﯾﻧظر ﷴ ﻋﻠﻲ اﻟﺑدو‪ : V‬ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎع اﻷدب "اﻟﻧظر‪7‬ﺔ واﻟﻣﻧﻬﺞ واﻟﻣوﺿوع" ‪ -‬دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌ ﺔ‪ -‬د‪-a.‬‬ ‫د‪.‬ت ‪ -‬ص ‪57 :‬‬ ‫‪11‬‬ ‫اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻣﻘﺳــﻣﺎ إﻟــﻰ ط‪2‬ﻘــﺎت ﻓــﺈن اﻟﻔﻧــون واﻵداب ﺗﻛــون ﺗﻌﺑﯾ ـ ار ﻋــن اﻟﻣﯾــول واﻷﺣ ـوال‬ ‫اﻟﻧﻔﺳ ﺔ ﻟط‪2‬ﻘﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪.1‬‬ ‫وﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــرﻏم ﻣ ــن اﺧ ــﺗﻼف اﻟد ارﺳ ــﺎت اﻟﻔ‪#‬ر‪ 7‬ــﺔ واﻟﻔﻠﺳ ــﻔ ﺔ اﻟﺳ ــﺎ‪2‬ﻘﺔ ﻓ ــﻲ ﻣﻧظورﻫ ــﺎ‬ ‫ﻟــﻸدب وﻣﻔﻬوﻣﻬــﺎ ﻟ ــﻪ إﻻ أﻧﻬــﺎ اﺗﻔﻘــت ﺟﻣ ﻌ ــﺎ ﻋﻠــﻰ وﺟــود ﻋﻼﻗ ــﺔ وطﯾــدة ﺗﺟﻣ ــﻊ اﻷدب‬ ‫‪2‬ــﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻫــذا ﻣــﺎ ﺗﻧﺎوﻟــﻪ اﻟﻧﻘــد اﻟﺳوﺳــﯾوﻟوﺟﻲ اﻟــذ‪ V‬ﯾﺧﺗﻠــﻒ ﻋــن اﻟﻧﻘــد اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ ﻓــﻲ‬ ‫ﻗ ﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻓرﺿ ﺎت ﻣﺳﺗﻣدة ﻓـﻲ اﻷﺳـﺎس ﻣـن ﻋﻠـم اﻻﺟﺗﻣـﺎع وﻧظر‪7‬ﺎﺗـﻪ وﻣﻧﺎﻫﺟـﻪ‪ ،‬وﻗـد‬ ‫ﺳﺎﻫم ﻓﻲ ظﻬور ﻫذا اﻟﻧﻘد وﺗطورﻩ ﺛﻼﺛﺔ رواﻓد أﺳﺎﺳ ﺔ ﻣ‪#‬ن إﺟﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬ ‫اﻟراﻓد اﻷول‪ :‬ﻫو اﻟذ‪ V‬اﺗﺧذ اﻟﻣﺎد ﺔ اﻟﺗﺎر‪7‬ﺧ ﺔ ﻣﻧطﻠﻘـﺎ ﻟـﻪ ﻋﺑـر ﻣﻘﺎر‪R‬ـﺎت ﻣـﺎر‪#‬س‬ ‫اﻟــذ‪ V‬أﻟــزم ﻧﻔﺳــﻪ ﺑــﺈدراج اﻹﺑــداع اﻷدﺑــﻲ ﻓــﻲ اﻟﺻــﯾرورة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ــﺔ واﻟﺗﺎر‪7‬ﺧ ــﺔ ﺣﯾــث ﻻ‬ ‫ﺗﻔﺳــر أﻋﻣــﺎل اﻹﻧﺳــﺎن ‪2‬ﻣﻌــزل ﻋــن اﻟﺻ ـراع اﻟط‪2‬ﻘــﻲ واﻟﺑﻧــﺎء اﻟﺗﺣﺗــﻲ اﻻﻗﺗﺻــﺎد‪ V‬وﺣﯾــث‬ ‫اﻟﺻــﻠﺔ ﺑــﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻣــن ﺟﻬــﺔ واﻷﯾــدﯾوﻟوﺟ ﺎ واﻟﻣﻌرﻓــﺔ واﻟﻔــن واﻷدب ﻣــن ﺟﻬــﺔ أﺧــر‪S‬‬ ‫ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣ‪ A‬اﻟﺟدﻟﻲ‪ ،‬و‪7‬ﻧ‪2‬ﻐﻲ أن ﺗﺣﻞ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو‪.‬‬ ‫اﻟراﻓد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬و‪7‬ﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟ ﺔ اﻟﺗـﻲ ﻗـدﻣﻬﺎ ﻋـدد ﻣـن ﻋﻠﻣـﺎء‬ ‫اﻻﺟﺗﻣــﺎع اﻷﻟﻣــﺎن ﻣﺛــﻞ ﺟــورج ﺳ ـ ﻣﻞ وﻣــﺎﻛس ﻓﯾﺑــر و‪#‬ــﺎرل ﻣــﺎ ﻧﻬــﺎ م ﺣﯾــث ﻗــدم ﺳ ـ ﻣﻞ‬ ‫ﺗﺻﻧ ﻔﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗـﺎت واﻟﻌﻣﻠ ـﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ وﻓـﻲ اﻟﻌﻣـﻞ اﻟد ارﺳـﻲ وﺣـدد ﻓﯾﺑـر‬ ‫ﺗ‪2‬ـﺎﯾن اﻷﻧﺳــﺎق اﻟﻘ ﻣ ــﺔ ﻓــﻲ اﻹﺑــداﻋﺎت اﻷدﺑ ـﺔ وﻓﻬﻣﻬــﺎ ﺳــﻣﯾوﻟوﺟ ﺎ وﺗﺻــﻧ ﻔﻬﺎ إﻟــﻰ أﻧﻣــﺎ‪a‬‬ ‫ﻣﺗﺗﺎﻟ ﺔ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬ﯾﻧظر ﻓﺗﺣﻲ أﺑو اﻟﻌﯾﻧﯾن ‪ :‬اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠظﺎﻫرة اﻷدﺑ ﺔ " اﻟﺗراث و إﺷ‪#‬ﺎﻟ ﺎت اﻟﻣﻧﻬﺞ " – ﻣﺟﻠﺔ ﻋﺎﻟم‬ ‫اﻟﻔ‪#‬ر – اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻟث واﻟرا‪2‬ﻊ – ‪ 1‬ﯾﻧﺎﯾر ‪ -1995‬ص ‪.184-182 :‬‬ ‫‪12‬‬ ‫اﻟراﻓد اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺗﻣﺛﻠﻪ ﻣدرﺳﺔ ﻓراﻧ‪#‬ﻔورت اﻟﺗﻲ ﻗدﻣت ﻋـددا ﻣـن اﻷ‪2‬ﺣـﺎث ﻓـﻲ اﻟﻧﻘـد‬ ‫اﻟﺗﺎر‪7‬ﺧﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و اﻟﺟﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻋﺑر أﻋﻣﺎل أدورﻧو وﻫور‪#‬ـﺎ ﻣر ووﻟﺗـر ﺑﻧﺟـﺎﻣﯾن اﻟﺗـﻲ‬ ‫ﻗدر ﻟﻬﺎ أن ﺗطور اﻟﻧﻘد اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟﻲ ‪2‬ﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣ ﺔ اﻟﺛﺎﻧ ﺔ‪.1‬‬ ‫ـﺈن اﻟﻧﻘــد اﻟﺳوﺳــﯾوﻟوﺟﻲ ﺑــدأ ﻓــﻲ أﻟﻣﺎﻧ ــﺎ‬ ‫و‪#‬ﻣــﺎ ﻫــو واﺿــﺢ ﻣــن اﻟرواﻓــد اﻟﺳــﺎ‪2‬ﻘﺔ ﻓـ ّ‬ ‫وﺗط ــور ﻓ ــﻲ ﻓرﻧﺳ ــﺎ واﻧﺗﺷ ــر ‪2‬ﻌ ــد ذﻟ ــك ﻓ ــﻲ أﻧﺣ ــﺎء اﻟﻌ ــﺎﻟم ‪#‬ﻠ ــﻪ‪2 ،‬ﻔﺿ ــﻞ ﺗﺿ ــﺎﻓر ﺟﻬ ــود‬ ‫ودراﺳﺎت ﻓ‪#‬ر‪7‬ﺔ وﻓﻠﺳﻔ ﺔ ﺷ‪#‬ﻠت اﻷﺳﺎس اﻟﻧظر‪ V‬واﻟﺧﻠﻔ ﺔ اﻟﻣﻌرﻓ ﺔ ﻟظﻬورﻩ وﺗطورﻩ‪.‬‬ ‫‪ - 1‬ﷴ ﺣﺎﻓ‪ p‬د ﺎب ‪ :‬اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ وﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع " ﻣﻘدﻣﺔ ﻧظر‪7‬ﺔ – ﻣﺟﻠﺔ ﻓﺻول – ص ‪.64 :‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻣﺎدة اﻟﻧﻘد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻟ ﺳﺎﻧس‬ ‫اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪:‬‬ ‫ﻣدام د‪ E‬ﺳﺗﺎﯾﻞ‬ ‫‪-1‬ﺳﯾرﺗﻬﺎ اﻟذاﺗ ﺔ‪:‬‬ ‫آن ﻟو‪7‬ز ﺟﯾرﻣﯾن د‪ V‬ﺳﺗﺎﯾﻞ ﻫﻮﻟﺸﺘﺎﻳﻦ‪Anne Louise Germaine de staël-‬‬ ‫‪# holstein‬ﺎﺗ‪2‬ﺔ وﻧﺎﻗدة ﻓرﻧﺳ ﺔ وﻟدت ﻓﻲ ‪ 22‬أﺑر‪7‬ﻞ ‪ ،1766‬وﺗوﻓﯾت ﻓﻲ‬ ‫ﺳﯾدة أدب وﻣﻧظرة ﺳ ﺎﺳﺔ‬‫‪14‬ﺟو‪7‬ﻠ ﺔ‪ ،1817‬اﺷﺗﻬرت ‪2‬ﺎﺳم ﻣدام د‪ V‬ﺳﺗﺎﯾﻞ‪# ،‬ﺎﻧت ّ‬ ‫ﻣن أﺻﻞ ﺟﯾﻧ ﻔﺎﻧﻲ‪# ،‬ﺎﻧت ﺻوت اﻻﻋﺗدال ﻓﻲ اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳ ﺔ واﻟﻌﺻر اﻟﻧﺎﺑﻠﯾوﻧﻲ‬ ‫‪#،‬ﻣﺎ ‪#‬ﺎﻧت ﺣﺎﺿرة ﻓﻲ ﻣﺟﻠس ط‪2‬ﻘﺎت اﻷﻣﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1789‬وﻓﻲ إﻋﻼن ﺣﻘوق‬ ‫اﻹﻧﺳﺎن واﻟﻣواطن ﻟﻌﺎم ‪# ،1789‬ﺎن ﺗﺷﺎر‪#‬ﻬﺎ اﻟﻔ‪#‬ر‪ V‬ﻣﻊ ﺑﻧﺟﺎﻣﯾن ‪#‬وﻧﺳﺗﺎﻧت ﺑﯾن‬ ‫ﻋﺎﻣﻲ ‪ 1794‬و‪# 1810‬ﻔ ﻼ ‪2‬ﺄن ﯾﺟﻌﻠﻬﻣﺎ ﻣن أﻛﺛر اﻷزواج اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن ﺷﻬرة ﻓﻲ‬ ‫ﻋﺻرﻫم ‪.‬‬ ‫اﻛﺗﺷﻔت ﻗﺑﻞ ﻏﯾرﻫﺎ اﻟطﺎ‪2‬ﻊ اﻻﺳﺗﺑداد‪ V‬ﻟﻧﺎﺑﻠﯾون وﻣﺧططﺎﺗﻪ ‪ ،‬ﻧﻔﺎﻫﺎ ﻧﺎﺑﻠﯾون‬ ‫ﻣرات ﻋدﯾدة ﻣن ﻓرﻧﺳﺎ‪ ،‬ﻟﻛﻧﻬﺎ ‪#‬ﺎﻧت ﺗﻌود إﻟﯾﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﻧﻔﺎﻫﺎ ﻧﻬﺎﺋ ﺎ ﻋﺎم ‪2 1810‬ﻌد‬ ‫أن ﻫﻧﺎك ﺛﻼث ﻗو‪ S‬ﻋظﻣﻰ ﺗﻧﺎﺿﻞ ﺿد ﻧﺎﺑﻠﯾون‬ ‫ظﻬور ‪#‬ﺗﺎﺑﻬﺎ‪ ،‬أﺷﺎر أﺣد ﻣﻌﺎﺻر‪7‬ﻬﺎ ّ‬ ‫ﻣن أﺟﻞ أورو‪2‬ﺎ‪ :‬إﻧﺟﻠﺗ ار وروﺳ ﺎ وﻣدام د‪ V‬ﺳﺗﺎﯾﻞ‪ُ ،‬ﻋرﻓت ‪2‬ﺄﻧﻬﺎ ﻣﺗﺣدﺛﺔ ذ‪ #‬ﺔ وﻣدﻫﺷﺔ‬ ‫و‪#‬ﺎﻧت أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ‪2‬ﺎرزة ﻓﻲ اﻟﻔ‪#‬ر اﻷورو‪R‬ﻲ‪ ،‬ﺳواء اﻟروا ﺎت‪ ،‬أو أدب اﻷﺳﻔﺎر أو‬ ‫اﻟﻣﺟﺎدﻻت واﻟﺗﻲ أﻛدت ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔرد واﻟﻌﺎطﻔﺔ‪# ،‬ﻣﺎ ﻧﺷرت د‪ V‬ﺳﺗﺎﯾﻞ ﻣﻔﻬوم‬ ‫ودﻓﻧت‬ ‫اﻟروﻣﺎﻧﺳ ﺔ ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق واﺳﻊ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻛرار اﺳﺗﺧداﻣﻪ‪ ،‬ﺗوﻓﯾت ﺳﻧﺔ ‪1817‬م ُ‬ ‫ُﻗرب ﻗﺻرﻫﺎ ﻓﻲ ﺟﻧﯾﻒ ﺳو ﺳ ار‪.1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬ﯾﻧظر اﻟﺳﯾرة اﻟذاﺗ ﺔ ﻟﻣدام د‪ V‬ﺳﺗﺎﯾﻞ‪ -‬ﻣوﻗﻊ و ‪#‬ﯾﺑﯾد ﺎ ‪https://ar.wikipedia.org‬‬ ‫ﺗم اﻻطﻼع ﻋﻠ ﻪ ﯾوم ‪ 6‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪. 2021‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪-2‬ﻣﺻﺎدرﻫﺎ اﻟﻔ!ر ﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓ ﺔ‪:‬‬ ‫‪#‬ﺎﻧت ﻣدام د‪ V‬ﺳﺗﺎﯾﻞ أﻛﺑر داﻋ ﺔ ﻟﻠﺣر‪#‬ﺔ اﻟروﻣﺎﻧﺗ ‪ #‬ﺔ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ‪ ،‬ﻣﺗﺄﺛرة ﻓﻲ‬ ‫ﻫذﻩ اﻟدﻋوة ‪2‬ﻔﻼﺳﻔﺔ اﻷﻟﻣﺎن وﻧﻘﺎدﻫم‪ ،‬وﻗد أﺿﻔت ﻋﻠﻰ دﻋوﺗﻬﺎ طﺎ‪2‬ﻌﺎ ﻋﺎطﻔ ﺎ ﻓ ﺎﺿﺎ‬ ‫ﻓﺻﺎﻏﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺻور ﻗو ﺔ ﻏذﺗﻬﺎ ‪2‬ﻣﻌرﻓﺗﻬﺎ اﻟواﺳﻌﺔ ﻣن اﻵداب اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ و‪R‬ﻧظراﺗﻬﺎ‬ ‫اﻟدﻗ ﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺻﻠﺗﻬﺎ ﻓﻲ أﺳﻔﺎرﻫﺎ اﻟﻛﺛﯾرة‪.‬و‪#‬ﺎن ﻧﻘدﻫﺎ ذا طﺎ‪2‬ﻊ ﻋﻠﻣﻲ‪ ،‬ﯾﺗﺟﻪ إﻟﻰ‬ ‫اﻟﺗﻔﺳﯾر واﻟﺗﻌﻠﯾﻞ ﻻ إﻟﻰ اﻟﺗﻌﻘﯾد أو اﻟﺗﻘﻧﯾن ‪#‬ﻣﺎ ‪#‬ﺎن ﻓﻲ اﻟﻛﻼﺳ ‪ #‬ﺔ‪ ،‬ﻓﺄﺧذت ﺗدرس‬ ‫اﻷدب ﻓﻲ ﻣﻧﺎﺣ ﻪ اﻟﻔرد ﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ وﻗد ﺗﺄﺛرت ‪2‬ﺎﻷﻟﻣﺎن أﻛﺑر ﺗﺄﺛر ﻓﻲ دﻋوﺗﻬﺎ إﻟﻰ‬ ‫ﺑﻧﺎء اﻟﻧﻘد ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ‪ ،‬إذ ﻓﻲ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﯾﺗﻣﺛﻞ اﻟﺗ ﺎر اﻟﻔ‪#‬ر‪ V‬اﻟذ‪ V‬ﻣﻬد ﻟﻠﻧﻬﺿﺎت‬ ‫ﻷﻧﻪ ﺛﻣرة ﺗﻔ‪#‬ﯾر اﻟﻛﺎﺗب ووﻟﯾد‬ ‫اﻷدﺑ ﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ّأﻧﻬﺎ ﺗﻌد اﻷدب ذا طﺎ‪2‬ﻊ ﻓرد‪ّ V‬‬ ‫ﻋ‪2‬ﻘر‪7‬ﺗﻪ–ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺷﺄن اﻟروﻣﺎﻧﺗ ‪#‬ﯾﯾن ﺟﻣ ﻌﺎ‪ -‬ﻗد وﺟﻬت ﻧﺷﺎطﻬﺎ أوﻻ إﻟﻰ ﺗﻔﺳﯾر‬ ‫اﻹﻧﺗﺎج اﻷدﺑﻲ ﺑﺗﺄﺛرﻩ ‪2‬ﺎﻟﻧظم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ اﻷﻣﺔ ﻣن ﺻور اﻟﺣ‪#‬م وﻣن‬ ‫اﻟدﯾن واﻟﻌﺎدات وﻣﺎ ﯾﺗ‪2‬ﻊ ذﻟك ﻣن ﻧظم اﻟﺣ ﺎة وطرﻗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻔ‪#‬ر واﻹﺣﺳﺎس‬ ‫‪1‬‬ ‫واﻟذوق‬ ‫ﻟﻘد ﺗﺄﺛرت ﻣدام د‪ V‬ﺳﺗﺎﯾﻞ ‪2‬ﺄداء ﻣﻌﺎﺻر‪7‬ﻬﺎ أﻣﺛﺎل ﻫﯾردر‪-1744) herder‬‬ ‫أن ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻷﺳﺎس اﻟﻣﺎد‪ V‬ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وﻫذﻩ‬ ‫‪ (1803‬واﻟذ‪ V‬أﺷﺎر إﻟﻰ ّ‬ ‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺗﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻬم اﻟوظ ﻔﺔ اﻟﻔﻌﻠ ﺔ ﻟﻠوﻋﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ‪ ،‬و أوﺿﺢ ﻫﯾردر أﺛر‬ ‫اﻟﻣﻧﺎخ واﻟﺷﺧﺻ ﺔ اﻟﻘوﻣ ﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻣو وﺗطور اﻷدب ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻪ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن‬ ‫اﻟﺑﯾﺋﺔ واﻷدب‪ ،‬ﺣﯾث ﻘول‪# " :‬ﻞ ﻋﻣﻞ أدﺑﻲ ﺿرب ﺑﺟذورﻩ ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ‬ ‫وﺟﻐراﻓ ﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬و‪7‬ؤد‪ V‬وظﺎﺋﻒ ﻣﺣددة ﺑﻬﺎ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻻ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أ‪ V‬ﺣ‪#‬م ﻗ ﻣﻲ‪،‬‬ ‫"ﻓ‪#‬ﻞ ﺷﻲء ُوﺟد ﻷﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾوﺟد"‪.‬ﻓﺎﻟﺗﺳﺎؤل اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻋﻧد ﻫﯾردر ﻫو ﻟﻣﺎذا ﯾﻧﻣو‬ ‫و‪7‬ﺗطور أدب ﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ ﺟﻐراﻓ ﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ دون أﺧر‪S‬؟ وﻓﻲ ﺛﻧﺎ ﺎ إﺟﺎﺑﺗﻪ ﻋن ﻫذا‬ ‫اﻟﺗﺳﺎؤل أﻛد ﻋﻠﻰ أﺛر اﻟﻌواﻣﻞ اﻟﺟﻐراﻓ ﺔ ‪#‬ﻣﺣدد أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻼﺧﺗﻼﻓﺎت اﻷدﺑ ﺔ ﺑﯾن‬ ‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت‪ ،‬وﻟم ﻘﺗﺻر ﻫﯾردر ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺟﻐراﻓ ﺔ ﻓﺣﺳب ‪#‬ﻣﺣدد أﺳﺎﺳﻲ‬ ‫ﻟﻼﺧﺗﻼﻓﺎت اﻷدﺑ ﺔ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ ﺗﻌرض ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺣددات اﻷﺧر‪ ،S‬ﻣﺛﻞ‪ :‬اﻟﻌرق‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬ﯾﻧظر ﷴ ﻏﻧ ﻣﻲ ﻫﻼل‪ :‬اﻷدب اﻟﻣﻘﺎرن‪ -‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ودار اﻟﻌودة‪ -‬ﺑﯾروت‪ -5a -‬د ت‪ -‬ص‪.45-44 :‬‬ ‫‪15‬‬ ‫واﻟﻌﺎدات واﻟظروف اﻟﺳ ﺎﺳ ﺔ ‪،‬وﻟم ﯾﺗﺟﺎﻫﻞ ﻫﯾردر أﻫﻣ ﺔ اﻟﺗﺣﻠ ﻼت اﻟﺗﺎر‪7‬ﺧ ﺔ ﻓﺟﺎءت‬ ‫ﺗﺣﻠ ﻼﺗﻪ ﻗر‪27‬ﺔ ﺟدا ﻣن اﻟﺗﺣﻠ ﻼت اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟ ﺔ‪.1‬‬ ‫وﺳﺑﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻵداب اﻷﺟﻧﺑ ﺔ وﺣوار اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت‪:‬‬ ‫وﻣن أﺑرز ﻣﺻﺎدرﻫﺎ اﻟﺛﻘﺎﻓ ﺔ ُ‬ ‫‪ -1‬ﻣﻧﺗد‪ S‬واﻟدﺗﻬﺎ اﻷدﺑﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ‪2‬ﺎر‪7‬س‪ ،‬اﻟذ‪ V‬ﺿﻣن ﻟﻬﺎ ﻟﻘﺎء ﻣﺛﻘﻔﯾن ‪2#‬ﺎر ﻣﺛﻞ‬ ‫دﯾدرو‪.‬‬ ‫‪ -2‬زواﺟﻬﺎ ﻣن اﻟ‪2‬ﺎرون اﻟﻣﺛﻘﻒ دوﺳﺗﺎﯾﻞ‪.‬‬ ‫‪ -3‬اﻟﻣﻧﺗد‪ S‬اﻷدﺑﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟذ‪ V‬أﺳﺳﺗﻪ ﻓﻲ ‪2‬ﺎر‪7‬س ‪.‬‬ ‫‪ -4‬إﻗﺎﻣﺗﻬﺎ اﻟطو‪7‬ﻠﺔ ﻓﻲ أﻟﻣﺎﻧ ﺎ‪ ،‬وﻣﺎ وﻓرﺗﻪ ﻟﻬﺎ ﻣن اطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻷﻟﻣﺎﻧ ﺔ‬ ‫وأﻋﻼﻣﻬﺎ ﻣﺛﻞ ﻏوﺗﻪ وﻏﯾرﻩ‪.‬‬ ‫‪ -5‬ﺷﻐﻔﻬﺎ ‪2‬ﻘراءة اﻟﻛﺗب اﻟﻔرﻧﺳ ﺔ واﻷﻟﻣﺎﻧ ﺔ اﻟﺗﻲ ‪#‬ﺎﻧت ﻗد أﺛرت رﻓوف اﻟﻣ‪#‬ﺗ‪2‬ﺎت‬ ‫ﺑﺧزاﺋن ﻣﻌرﻓ ﺔ ﻣﺣﻠ ﺔ وﻣﺗرﺟﻣﺔ‪ ،‬ﻣﺗﻧوﻋﺔ وواﺳﻌﺔ‪.‬‬ ‫‪ -6‬روﺣﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌطﺷﺔ ﻟﻠﻣﻌرﻓﺔ‪ ،‬اﻟوﺛﺎ‪2‬ﺔ ‪2‬ﻌواطﻒ روﻣﺎﻧﺳ ﺔ ﺟ ﺎﺷﺔ ﻋﻠﻰ دروب ﺣوار‬ ‫اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت‪ ،‬واﻟﺗوق إﻟﻰ ﻧﻘﺎء إﻧﺳﺎﻧﻲ ﻣﻧﺷود‪.2‬‬ ‫ﻣؤﻟﻔﺎﺗﻬﺎ‪:‬‬ ‫أ‪-‬اﻷدب ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻣﻊ اﻟﻧظم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ‪:‬‬ ‫أﺻدرﺗﻪ ﻣدام د‪ V‬ﺳﺗﺎﯾﻞ ﺳﻧﺔ ‪1800‬م‪ ،‬ﻓﻲ ﺟزأﯾن‪ ،‬ﻣﻘدﻣﺔ دروﺳﺎ ﻧﻘد ﺔ ﻧظر‪7‬ﺔ‬ ‫ٕواﺟراﺋ ﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺿﻣﺎر دراﺳﺔ أﺛر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ اﻷدب وأﺛر اﻷدب ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪،‬‬ ‫و‪7‬ذﻫب رو‪R‬ﯾر إﺳ‪#‬ﺎر‪R‬ﯾت إﻟﻰ ‪#‬ون ﻣؤﻟﻒ دو ﺳﺗﺎﯾﻞ أول ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺟﻣﻊ ﻣﻔﻬوﻣﻲ‬ ‫اﻷدب واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ دراﺳﺔ واﺣدة وﻣﻧﻬﺟ ﺔ‪.3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ -‬ﯾﻧظر ﷴ ﻋﻠﻲ اﻟﺑدو‪ :V‬ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎع اﻷدب "اﻟﻧظر‪7‬ﺔ واﻟﻣﻧﻬﺞ واﻟﻣوﺿوع"‪ -‬دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌ ﺔ‪ -‬ﻣﺻر‪،‬‬ ‫‪ ،2002‬ص‪47،48:‬‬ ‫‪-2‬ﻣدام دو ﺳﺗﺎﯾﻞ‪ :‬أدب ﻣﻘﺎرن‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﻣﺎة‪ -‬ﺳور‪7‬ﺎ‪ ،‬ﺗم ﺗﻧز‪7‬ﻠﻪ ﻣن اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ‪http://hama-‬‬ ‫‪univ.edu.sy‬‬ ‫‪-‬رو‪R‬ﯾر إﺳ‪#‬ﺎر‪R‬ﯾت ‪ :‬ﺳوﺳﯾوﻟوﺟ ﺎ اﻷدب‪ -‬ﺗﻌر‪7‬ب آﻣﺎل أﻧطوان ‪-‬ﻣﻧﺷورات ﻋو‪7‬دات‪ -‬ﺑﯾروت‪-1978 -1a -‬ص‬ ‫‪3‬‬ ‫‪.8 :‬‬ ‫‪16‬‬ ‫و‪7‬ﻧﻘﻞ إﺳ‪#‬ﺎر‪R‬ﯾت ﻋن ﻣدام د‪ V‬ﺳﺗﺎﯾﻞ ﻣوﻗﻔﻬﺎ ‪2‬ﻘوﻟﻬﺎ ‪":‬ﻟﻘد ﻋزﻣت ﻋﻠﻰ أن‬ ‫أﻧظر ﻓﻲ ﻣد‪ S‬ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻌﺎدات واﻟﻘواﻧﯾن‪ ،‬واﻟ‪2‬ﺣث إذن ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻷدﺑﻲ‬ ‫واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑدأ ‪2‬ﺄﺧذ ﻣﺟر‪ S‬اﻟﺗﺣﻠﯾﻞ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻋﻼﻗﺔ اﻟدﯾن ‪2‬ﺎﻷدب وﺗﺄﺛﯾر ‪#‬ﻼﻫﻣﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻵﺧر"‪.1‬‬ ‫وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ‪#‬ون اﻷدب ﻋﻧد ﻣدام د‪ V‬ﺳﺗﺎﯾﻞ إﻧﺗﺎج ﻓرد‪ّ V‬‬ ‫ﻷﻧﻪ ﺛﻣرة ﺗﻔ‪#‬ﯾر‬ ‫اﻟﻛﺎﺗب ووﻟﯾد ﻋ‪2‬ﻘر‪7‬ﺗﻪ‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ ﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺳﯾر اﻹﻧﺗﺎج اﻷدﺑﻲ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﻪ ‪2‬ﺎﻟﻧظم‬ ‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ اﻷﻣﺔ ﻣن طﺑ ﻌﺔ اﻟﺣ‪#‬م واﻟدﯾن واﻟﻌﺎدات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ‬ ‫وﺗﻘول دو ﺳﺗﺎﯾﻞ ﻣﺷﯾرة إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ "إﻟﻰ اﻟﺷراﺋﻊ واﻟﻘواﻧﯾن ‪#‬ﺎد ﯾرﺟﻊ ‪#‬ﻞ‬ ‫اﻟﺗﺧﺎﻟﻒ أو اﻟﺗﺷﺎ‪2‬ﻪ اﻟﻔ‪#‬ر‪ V‬ﺑﯾن اﻷﻣم وﻗد ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ ‪#‬ذﻟك ﺷﻲء ﻣن ﻫذا‬ ‫اﻻﺧﺗﻼف‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﺗر‪ R‬ﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠط‪2‬ﻘﺎت اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻫﻲ داﺋﻣﺎ وﻟﯾدة اﻟﻧظم‬ ‫اﻟﺳ ﺎﺳ ﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ واﻟﺣ‪#‬وﻣﺔ ﻣر‪#‬ز ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻧﺎس واﻷﻓ‪#‬ﺎر واﻟﻌﺎدات ﺗﺗ‪2‬ﻊ ﺗ ﺎر‬ ‫اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ‪.2‬‬ ‫و‪R‬ﺗﻌﺑﯾر آﺧر ﺗؤ‪#‬د دو ﺳﺗﺎﯾﻞ ﻋﻠﻰ ‪#‬ون اﻷدب ﺻورة ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪# ،‬ﻣﺎ أﻧﻪ وﺛﯾ‪W‬‬ ‫اﻟﺻﻠﺔ ﺑﻧواﺣﻲ اﻟﺣ ﺎة اﻟﻣدﻧ ﺔ‪# ،‬ﻣﺎ دﻋت ﻓﻲ ‪2‬ﺣﺛﻬﺎ إﻟﻰ ﺿرورة ﻣﻌرﻓﺔ اﻵداب‬ ‫اﻷﺟﻧﺑ ﺔ ‪ ،‬وﻟذﻟك ﺳﻌت إﻟﻰ اﻟﺗﻌر‪7‬ﻒ ‪2‬ﺎﻷدب اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ﻟﻠﻔرﻧﺳﯾﯾن‪ ،‬وﻟﻌﻞ ﺗﺄﺛرﻫﺎ اﻟﺷدﯾد‬ ‫‪2‬ﺎﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻷﻟﻣﺎﻧ ﺔ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗدﻋو إﻟﻰ ﺑﻧﺎء اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻓﻠﺳﻔﻲ‪.‬‬ ‫و‪7‬ﺗﺟﻠﻰ ﻫذا اﻟ‪2‬ﻌد اﻟﻧظر‪ V‬ﻓﻲ ﺗﻧﺎول دو ﺳﺗﺎﯾﻞ ﻟﻠﻔﺎرق اﻟﺟوﻫر‪ V‬ﺑﯾن اﻟﺷﺧﺻ ﺔ‬ ‫اﻟﻔرﻧﺳ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬﺗم ‪2‬ﺎﻟﺻ ﺎﻏﺎت اﻟﻼﻣﻌﺔ واﻟﺷﺧﺻ ﺔ اﻷﻟﻣﺎﻧ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬﺗم ‪2‬ﺎﻟﻣوﺿوع وﻟو‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﺷ‪#‬ﻞ أو اﻟﺻ ﺎﻏﺔ‪.‬وﻧﺎﻗﺷت دو ﺳﺗﺎﯾﻞ ﻣد‪ S‬اﻧﻌ‪#‬ﺎس ﻫذﻩ اﻟﻔروق‬ ‫‪3‬‬ ‫اﻟﺷﺧﺻ ﺔ ﻋﻠﻰ اﻷدب وﻋﻼﻗﺔ ذﻟك ‪#‬ﻠﻪ ‪2‬ﺎﻟﻣﻧﺎخ اﻟﺟﻐراﻓﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪.‬‬ ‫ﻟﻘد ﻗدﻣت د‪ V‬ﺳﺗﺎﯾﻞ ﺻورة ﺟدﯾدة ﻟﻔ‪#‬رﺗﻲ اﺑن ﺧﻠدون وﻓ ‪#‬و ‪،‬ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧﺎوﻟت‬ ‫اﻟﻔﺎرق اﻟﺟوﻫر‪ V‬ﺑﯾن اﻟﺷﺧﺻ ﺔ اﻟﻔرﻧﺳ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬﺗم ‪2‬ﺎﻟﺻ ﺎﻏﺎت اﻟﻼﻣﻌﺔ واﻟﺷﺧﺻ ﺔ‬ ‫‪-1‬ﷴ ﻏﻧ ﻣﻲ ﻫﻼل‪ :‬اﻷدب اﻟﻣﻘﺎرن‪ -‬ص‪.45:‬‬ ‫‪-2‬ﷴ ﻋﻠﻲ اﻟﺑدو‪ :V‬ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎع اﻷدب‪ -‬ص‪.47 :‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪-‬ﻣر‪.‬ن ‪ -‬ص‪.47:‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اﻷﻟﻣﺎﻧ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬﺗم ‪2‬ﺎﻟﻣوﺿوع وﻟو ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﺷ‪#‬ﻞ أو اﻟﺻ ﺎﻏﺔ وﻧﺎﻗﺷت ﻣد‪S‬‬ ‫اﻧﻌ‪#‬ﺎس ﻫذﻩ اﻟﻔروق اﻟﺷﺧﺻ ﺔ ﻋﻠﻰ اﻷدب وﻋﻼﻗﺔ ذﻟك ‪#‬ﻠﻪ ‪2‬ﺎﻟﻣﻧﺎخ اﻟﺟﻐراﻓﻲ‬ ‫واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬واﻟواﺿﺢ أن ﻣدام د‪ V‬ﺳﺗﺎﯾﻞ ﻗد طورت ﻓ‪#‬رﺗﻲ اﺑن ﺧﻠدون واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻠت‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ أو اﻟﻌﺻر‪ ،‬ﻓﺎﻟﻔ‪#‬رة اﻷﺳﺎﺳ ﺔ ﻋﻧدﻫﻣﺎ ﻫﻲ ﺗ‪2‬ﺎﯾن اﻟذوق اﻷدﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ‬ ‫ﻣﺎ ﻋﺑر اﻟﻣراﺣﻞ اﻟﺗﺎر‪7‬ﺧ ﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.‬أ‪ V‬ﻟﻛﻞ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺎر‪7‬ﺧ ﺔ ﻗﺎﻟب أدﺑﻲ ﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ‬ ‫‪.‬أﻣﺎ اﻟﻔ‪#‬رة اﻷﺳﺎﺳ ﺔ ﻋﻧد د‪ V‬ﺳﺗﺎﯾﻞ ﺗﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ ﺗ‪2‬ﺎﯾن اﻟﻔروق اﻷوﻟﻰ ﺑﯾن ﻣﺟﺗﻣﻌﯾن‬ ‫ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن داﺧﻞ اﻟﻌﺻر اﻟواﺣد‪ ،‬ﻓﻌﻧﺻر اﻟزﻣن أو اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺣﺿﺎر‪7‬ﺔ ﻫو اﻟﻣﺗﻐﯾر‬ ‫اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻋﻧد ‪#‬ﻞ ﻣن اﺑن ﺧﻠدون وﻓ ‪#‬و‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻣﺛﻞ اﻟ‪2‬ﻌد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﺗﻐﯾ ار أﺳﺎﺳ ﺎ‬ ‫ﻋﻧد ﻣدام د‪ V‬ﺳﺗﺎﯾﻞ ﺣﯾن أﺑرزت أن اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﯾﺗ‪2‬ﻌﻬﺎ‬ ‫‪2‬ﺎﻟﺿرورة اﺧﺗﻼﻓﺎت أدﺑ ﺔ ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﻟﺗﺣﻠ ﻼﺗﻬﺎ أﻫﻣ ﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن‬ ‫اﻷدب واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬ﯾﻧظر ﻣر‪.‬ن ‪-‬ص‪.48 ،47 :‬‬ ‫‪18‬‬ ‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻣﺎدة اﻟﻧﻘد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻟ ﺳﺎﻧس‬ ‫اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟ ار ﻌﺔ ‪:‬‬ ‫ﺛﻼﺛ ﺔ ﺗﯾن و ﻧظر ﺎت ﺳﺎﻧت ﺑﯾﻒ و‪%‬روﻧﺗﯾر‬ ‫‪ – 1‬اﻟﻣرﺟﻌ ﺎت اﻟﻔ!ر ﺔ ﻟﻧظر ﺎت ﺗﯾن وﺳﺎﻧت ﺑﯾﻒ و‪%‬روﻧﺗﯾر ‪:‬‬ ‫دﺧﻠت أورو‪2‬ﺎ ﻣﻊ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ﻣرﺣﻠﺔ ﻧﻬﺿﺔ ﻋﻠﻣ ﺔ∗ اﻧﻌطﻔت ﺑﻬﺎ ﻣن‬ ‫ﺣﺎل إﻟﻰ ﺣﺎل ‪2‬ﻌد أن ﺗطورت اﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟر‪7‬ﺑ ﺔ ﺗطو ار ﻣذﻫﻼ ‪#‬ﺎن ﻟﻪ ﻧﺗﺎﺋﺟﻪ اﻟﻌﻠﻣ ﺔ‬ ‫اﻟواﺿﺣﺔ اﻟﺳر‪7‬ﻌﺔ ﻋﻠﻰ واﻗﻊ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻓﺗطورت ﺑذﻟك ﻋﻠوم اﻟﻛ ﻣ ﺎء واﻟطﺑ ﻌﺔ‬ ‫واﻷﺣ ﺎء اﻟذ‪ V‬ﺷﻬد ﺗطور دراﺳﺎﺗﻪ ﻋن اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟﻌﺿو ﺔ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻣﺟﺎل ﻋﻠم اﻷﺣ ﺎء‬ ‫‪2‬ﻌد ﺗﺻﻧ ﻔﻬم ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺻﺎﺋﻞ ‪2‬ﻌﯾﻧﻬﺎ‪2 ،‬ﻐ ﺔ‬ ‫∗∗‬ ‫ﻣﺛﻼ ﺳﻌﻰ اﻟﻌﻠﻣﺎء إﻟﻰ دراﺳﺔ اﻷﺣ ﺎء‬ ‫اﻟﻛﺷﻒ ﻋن ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ اﻟﻣﺗﻣﯾزة وﺳﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻔرد ﺑﻬﺎ‪ ،‬وﻟﻌﻞ ﻣن أﺑرز اﻟﻧظر‪7‬ﺎت‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻧﺷوء‬ ‫∗∗∗‬ ‫اﻟﻌﻠﻣ ﺔ اﻟﺗﻲ ط‪2‬ﻘت ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟﻌﺿو ﺔ ﻧظر‪7‬ﺔ ﺗﺷﺎرﻟز دارو‪7‬ن‬ ‫واﻻرﺗﻘﺎء‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﻧظر‪7‬ﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﺻﻠﻬﺎ ﻓﻲ ‪#‬ﺗﺎ‪2‬ﺔ " أﺻﻞ اﻷﻧواع "‪ ،‬ذاﻫ‪2‬ﺎ إﻟﻰ ﺗطور‬ ‫اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟﺣ ﺔ ﻣن ﻧﺷﺄﺗﻬﺎ اﻟ‪2‬ﺳ طﺔ إﻟﻰ ‪#‬ﺎﺋﻧﺎت أﺧر‪ S‬أﻛﺛر ﺗطو ار وﺗﻌﻘﯾدا ﻘﻒ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻗﻣﺗﻬﺎ اﻟﻛﺎﺋن اﻟ‪2‬ﺷر‪.V‬‬ ‫∗ ظﻬرت اﻟﺛورة اﻟﺻﻧﺎﻋ ﺔ ﻓﻲ إﻧﺟﻠﺗ ار ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر واﻧﺗﻘﻠت ‪2‬ﻌد ذﻟك إﻟﻰ دول ﻏرب أور‪R‬ﺎ وﻣن ﺛم إﻟﻰ‬ ‫ﺟﻣ ﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم‪.‬‬ ‫ﻋﻠم اﻷﺣ ﺎء أو اﻟﺣ ﺎة ﻫو ﻋﻠم دراﺳﺔ اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟﺣ ﺔ‪ ،‬أﻗﺳﺎﻣﻪ‪ :‬ﻋﻠم اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟﻣﺟﻬر‪7‬ﺔ – ﻋﻠم اﻟﺣﯾوان – ﻋﻠم‬ ‫∗∗‬ ‫اﻟﻧ‪2‬ﺎت – ﻋﻠم وظﺎﺋﻒ اﻷﻋﺿﺎء واﻟﻛﻣ ﺎء اﻟﺣﯾو ﺔ وﻋﻠم اﻟﺑﯾﺋﺔ‪.‬‬ ‫‪Charles Robert Darwin‬ﻋﺎﻟم طﺑ ﻌﺔ ﺑر‪7‬طﺎﻧﻲ وﻟد ﻓﻲ ‪12‬ﻓﺑراﯾر ‪ 1809‬ﺑﺈﻧﺟﻠﺗ ار‬ ‫∗∗∗ ﺗﺷﺎرﻟز دارو‪7‬ن‬ ‫وﺗوﻓﻲ ﻓﻲ ‪ 19‬أﺑر‪7‬ﻞ ‪.1882‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ﻟﻘد ‪#‬ﺎن ﻟﻬذا اﻟﺗطور اﻟﻌﻠﻣﻲ ﺻداﻩ اﻟواﺳﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠﻒ ﺣﻘول اﻟﻌﻠم واﻟﻔ‪#‬ر‬ ‫واﻷدب واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬إذ ﺳﻌﻰ ‪2‬ﻌض ﻋﻠﻣﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎع وﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس واﻷﺧﻼق إﻟﻰ‬ ‫اﺻطﻧﺎع ﺗﻠك اﻟﻧظر‪7‬ﺎت وﺛﻣراﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻫﺞ دراﺳﺎﺗﻬم‪ ،‬ﻣن ذﻟك ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ اﻟﻌﺎﻟم‬ ‫****‬ ‫***‬ ‫ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻻﺟﺗﻣﺎع واﻷﺧﻼق وﻋﻠم اﻟﻧﻔس‪.‬وأوﺟﺳت ‪#‬وﻧت‬ ‫اﻹﻧ‪#‬ﻠﯾز‪ V‬ﺳﺑﻧﺳر‬ ‫اﻟذ‪ V‬ﺗﺟﻠﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻌﻠﻣﻲ واﺿﺣﺎ ﻓﻲ ﻓﻠﺳﻔﺗﻪ اﻟوﺿﻌ ﺔ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع إﻟﻰ ﺟﺎﻧب‬ ‫*****‬ ‫وأﺿراب ﻫؤﻻء اﻟﻌﻠﻣﺎء‪.‬‬ ‫اﻟﻌﺎﻟم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺷﻬﯾر دور‪#‬ﻬﺎ م‬ ‫وﻟم ‪#‬ن اﻷدب واﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ ‪2‬ﻣﻧﺄ‪ S‬ﻋن ﻣﺛﻞ ﻫذا اﻟﺗﺄﺛﯾر ‪2‬ﻌد أن ﺧطﻒ ﺑر‪W7‬‬ ‫اﻟﺗطور اﻟﻌﻠﻣﻲ أ‪2‬ﺻﺎر أﻫﻠﻪ‪ ،‬ﻓراﺣوا ﯾﻠﺗﻣﺳون اﻟﺻﻼت اﻟﺗﻲ ﺗؤﻫﻠﻬم ﻻﺻطﻧﺎع ﻣﻧﺎﻫﺞ‬ ‫اﻟﻌﻠم واﺣﺗذاء آﻟ ﺎﺗﻬﺎ واﻟﺗﺷ‪2‬ﻪ ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻣن ذﻟك ﺳﻌﻲ "ﺑروﻧﺗﯾر" اﻟﻧﺎﻗد واﻟﻣﻔ‪#‬ر اﻟﻔرﻧﺳﻲ‬ ‫اﻟﺷﻬﯾر‪ ،‬إﻟﻰ ﺗطﺑﯾ‪ W‬ﻧظر‪7‬ﺔ ﺗطور اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت ﻟدارو‪7‬ن ﻋﻠﻰ اﻷدب واﻷد‪2‬ﺎء ‪2‬ﻌدﻣﺎ ﺷﻬد‬ ‫ﻣن ﺗطﺑﯾ‪ W‬ﺳﺑﻧﺳر ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻻﺟﺗﻣﺎع واﻷﺧﻼق‪ ،‬ﻣﺎ دام اﻷد‪2‬ﺎء ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎ ﺔ‬ ‫‪#‬ﺎﺋﻧﺎت ﺣ ﺔ ﻣ‪#‬ن إﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗطور اﻟﻌﺿو‪ ،V‬وﺗطﺑﯾ‪ W‬ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻣن ﺛم‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻧون اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ واﻷدب ﺗطﺑ ﻘﺎ ﯾوﺿﺢ ‪ #‬ﻔ ﺔ ﻧﺷﺄﺗﻬﺎ وﻧﻣوﻫﺎ ﻋﺑر اﻟﻌﺻور‬ ‫وﺗطورﻫﺎ‪ ،‬ﺛم ﺗﻼﺷﯾﻬﺎ ﻣﺗﺄﺛرة ‪2‬ظروف ﻣﺣ طﻬﺎ ﻣن وﺳ‪ A‬وﻋﺻر‪ٕ.‬واذا ‪#‬ﺎن اﻟﻧﺎﻗد‬ ‫واﻟﻣﻔ‪#‬ر "ﺑروﻧﺗﯾر" ﻗد ﺗﻌرض ﻟدراﺳﺔ اﻷدب وﺳﻌﻰ ‪2‬ﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻌﻠم‬ ‫***‪-‬‬ ‫ﺳﺑﻧﺳر ‪ Herbert spencer‬ﻓﯾﻠﺳوف ﺑر‪7‬طﺎﻧﻲ وﻟد ﯾوم ‪ 27‬أﺑر‪7‬ﻞ ‪ 1820‬وﺗوﻓﻲ ﻓﻲ ‪ 8‬د ﺳﻣﺑر ‪1903‬‬ ‫وﻫو ﻣن أﻛﺑر اﻟﻣﻔ‪#‬ر‪7‬ن اﻹﻧﺟﻠﯾز ﺗﺄﺛﯾ ار ﻓﻲ ﻧﻬﺎ ﺔ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر وﻫو اﻷب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻌﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ‪2‬ﻌد أوﺟﺳت‬ ‫‪#‬وﻧت اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﺷﻬﯾر‪ ،‬وﻫو اﻟذ‪ V‬أوﺟد ﻣﺻطﻠﺢ اﻟ‪2‬ﻘﺎء ﻟﻸﺻﻠﺢ رﻏم أن اﻟﻘول ﯾﻧﺳب ﻋﺎدة ﻟدارو‪7‬ن " اﻟدارو‪7‬ﻧ ﺔ‬ ‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ"‪.‬‬ ‫****‪-‬‬ ‫أوﺟﺳت ‪#‬وﻧت ‪ Auguste Comte‬ﻋﺎﻟم اﺟﺗﻣﺎع وﻓﯾﻠﺳوف ﻓرﻧﺳﻲ وﻫو اﻷب اﻟﺷرﻋﻲ وﻣؤﺳس اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ‬ ‫اﻟوﺿﻌ ﺔ‬ ‫*****‪-‬‬ ‫دور‪#‬ﻬﺎ م إﻣﯾﻞ ‪ Emile Durkheim‬ﻓﯾﻠﺳوف و ﻋﺎﻟم اﺟﺗﻣﺎع ﻓرﻧﺳﻲ وﻟد ﺳﻧﺔ ‪ 1858‬وﺗوﻓﻲ ﺳﻧﺔ‬ ‫‪ 1917‬وﻫو أﺣد ﻣؤﺳﺳﻲ ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﺣدﯾث وﻗد وﺿﻊ ﻟﻬذا اﻟﻌﻠم ﻣﻧﻬﺟ ﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻧظر‪7‬ﺔ‬ ‫واﻟﺗﺟر‪7‬ب‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫اﻟﺟدﯾدة إﻟﻰ ‪#‬ﺗﺎ‪2‬ﺔ ﺗﺎر‪7‬ﺦ طﺑ ﻌﻲ ﻟﻸدب أو ﻟﻔﻧوﻧﻪ‪ -‬ﻣن ﺧﻼل ﺗﻧﺎﺳﻠﻬﺎ ‪2‬ﻌﺿﻬﺎ ﻋن‬ ‫‪2‬ﻌض‪ -‬ﻓﺈن ﻧﻘﺎدا آﺧر‪7‬ن اﺧﺗﺎروا ﻣﻧﻬﺟﺎ ﻧﻘد ﺎ ﻣﺗﺧﺻﺻﺎ ﻟ ﻘدﻣوا ﻟﻧﺎ دراﺳﺎت ﺗطﺑ ﻘ ﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻧﻘد اﻷدب واﻷد‪2‬ﺎء ﻣن وﺣﻲ ﻧظر‪7‬ﺎت ﻋﻠم اﻷﺣ ﺎء وﺗطورات اﻟدرس اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓ ﻪ‪.‬‬ ‫وأﺑرز ﻫؤﻻء اﻟﻧﻘﺎد " ﺳﺎﻧت ﺑوف" و" ﻫﯾﺑوﻟﯾت ﺗﯾن" اﻟﻠذان أﻋط ﺎ ﻟﻠﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺎر‪7‬ﺧﻲ‬ ‫اﺳﻣﻪ اﻟﺟدﯾد ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ أول ﻣرة‪.1‬‬ ‫أ ‪ -‬ﺳﺎﻧت ﺑوف ودورﻩ ﻓﻲ إرﺳﺎء دﻋﺎﺋم اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺎر ﺧﻲ‪:‬‬ ‫ﻟﻘد ‪#‬ﺎن ﺳﺎﻧت ﺑوف∗ أول ﻧﺎﻗد ﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺄﺳ س ﺗﺎر‪7‬ﺦ طﺑ ﻌﻲ ﻟﻸدب ﻋن‬ ‫طر‪ W7‬اﻟﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻣن أد‪2‬ﺎء ﻋﺻرﻩ ‪2‬ﺎﻟدراﺳﺔ واﻟﺗﺣﻠﯾﻞ‪ ،‬ﺣدوﻩ طﻣوح ‪#‬ﺑﯾر إﻟﻰ‬ ‫ﺗﺻﻧ ﻔﻬم إﻟﻰ طواﺋﻒ و أﻧﻣﺎ‪ a‬ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟذ‪ V‬درج اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓ ﻪ إﻟﻰ ﺗﺻﻧﯾﻒ اﻟﻧ‪2‬ﺎت‬ ‫واﻟﺣﯾوان إﻟﯾﻬﺎ وﻫم ﺣددون ﻓﺻﺎﺋﻠﻬﺎ‪ ،‬أﻣﺎ ﺣﺟر اﻟزاو ﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﻬﺞ ﺑوف اﻟﻧﻘد‪ V‬ﻟدراﺳﺔ‬ ‫أدب ﻋﺻرﻩ ﻓﯾﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ ﻣﯾﻠﻪ اﻟﺧﺎص ﻧﺣو دراﺳﺔ ﺷﺧﺻ ﺎت اﻟﻛﺗﺎب واﻷد‪2‬ﺎء أﻧﻔﺳﻬم‪،‬‬ ‫وﺻوﻻ إﻟﻰ ﻓﻬم ﻧﺗﺎﺟﻬم وﺗﻔﺳﯾرﻩ‪ ،‬ﻓﻘد ‪#‬ﺎن ﺷدﯾد اﻹ ﻣﺎن ‪2‬ﺎﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗر‪ AR‬ﺑﯾن‬ ‫ﺷﺧﺻ ﺔ اﻷدﯾب وأد‪2‬ﻪ‪ ،‬إذ ﺗﺑدو اﻟﺷﺧﺻ ﺔ ﻋﻧدﻩ ﻣﻔﺗﺎﺣﺎ ﻟﻔﻬم ﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ وﺗذوﻗﻪ‪ ،‬ﻓﺑدوﻧﻬﺎ‬ ‫ﺻﻌب ﺗﻣﺎﻣﺎ إدراك ﻫذا اﻷدب وﺗذوﻗﻪ‪ ،‬ﻓ‪#‬ﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﺷﺟرة ‪#‬ون ﺛﻣرﻫﺎ ‪#‬ﻣﺎ ﯾر‪S‬‬ ‫ﺑوف‪.2‬ﻓﺎﻟﻧص ﺛﻣرة ﺻﺎﺣ‪2‬ﻪ واﻷدﯾب ﺻورة ﻟﺛﻘﺎﻓﺗﻪ واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ إﻓراز ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ واﻟﺑﯾﺋﺔ ﺟزء‬ ‫ﻣن اﻟﺗﺎر‪7‬ﺦ‪ ،3‬ﻟذا دﻋﺎ ﺳﺎﻧت ﺑوف إﻟﻰ دراﺳﺔ اﻷد‪2‬ﺎء‪ ،‬دراﺳﺔ ﻋﻠﻣ ﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ‪2‬ﺣوث‬ ‫ﺗﻔﺻﯾﻠ ﺔ ﻟﻌﻼﻗﺎﺗﻬم ‪2‬ﺄوطﺎﻧﻬم وأﻣﻣﻬم وﻋﺻورﻫم وآ‪2‬ﺎﺋﻬم وأﻣﻬﺎﺗﻬم وأﺳرﻫم وﺗر‪R‬ﯾﺗﺎﻫم‬ ‫‪ - 1‬ﯾﻧظر ﺻﺎﻟﺢ ﻫو‪7‬د‪ :V‬اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ اﻟﺣدﯾث ﻗﺿﺎ ﺎﻩ وﻣﻧﺎﻫﺟﻪ – ص‪.73-71 :‬‬ ‫ﺷﺎرل أوﻏﺳﺗﺎن ﺳﺎﻧت ﺑوف ‪# Charles Augustin Sainte Beuve‬ﺎﺗب وﻧﺎﻗد ﻓرﻧﺳﻲ وﻟد ﺳﻧﺔ ‪1804‬‬ ‫∗‬ ‫وﺗوﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪.1869‬‬ ‫‪ - 2‬ﯾﻧظر ﺻﺎﻟﺢ ﻫو‪7‬د‪ :V‬اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ اﻟﺣدﯾث ﻗﺿﺎ ﺎﻩ وﻣﻧﺎﻫﺟﻪ ص‪.73 :‬‬ ‫‪ - 3‬ﯾﻧظر ﻋﺑد اﻟﺳﻼم اﻟﻣﺳد‪ :V‬ﻓﻲ آﻟ ﺎت اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ – دار اﻟﺟﻧوب ﻟﻠﻧﺷر – ﺗوﻧس‪ -‬د‪- 1994-a.‬‬ ‫ص‪.88:‬‬ ‫‪21‬‬ ‫وأﻣزﺟﺗﻬم وﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻬم وﺗﻛو‪7‬ﻧﺎﺗﻬم اﻟﻣﺎد ﺔ‪ ،‬واﻟﺟﺳﻣ ﺔ وﺧواﺻﻬم اﻟﻧﻔﺳ ﺔ واﻟﻌﻘﻠ ﺔ‬ ‫وﻋﻼﻗﺎﺗﻬم ‪2‬ﺄﺻدﻗﺎﺋﻬم وﻣﻌﺎرﻓﻬم واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ‪#‬ﻞ ﻣﺎ ﯾﺗﺻﻞ ﺑﻬم ﻣن ﻋﺎدات وأﻓ‪#‬ﺎر‪،‬‬ ‫وﻣ‪2‬ﺎد‪ I‬ﻣﻊ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺑﯾن ﻓﺗرات ﻧﺟﺎﺣﻬم ٕواﺧﻔﺎﻗﻬم وﺟواﻧب ﺿﻌﻔﻬم‪ ،‬و‪#‬ﻞ ﻣﺎ اﺿطر‪R‬وا‬ ‫ﻓ ﻪ طوال ﺣ ﺎﺗﻬم ٕواذا ﺗم ‪#‬ﺷﻒ ذﻟك ‪#‬ﻠﻪ ﻓﻲ اﻷدﯾب أﻣ‪#‬ن ﻟﻠﻣؤرخ أن ﺳﻠك ﻣﻧﻬﺟﺎ‬ ‫ﻧﻘد ﺎ ﻣﯾز ﻓ ﻪ ﺑﯾن اﻟﻔرد‪ V‬واﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟ ﺻور ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎ ﺔ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺑﺑﻧ ﺔ اﻟﻧص وﺗﺄﺛﯾر‬ ‫اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻋﻠ ﻪ ﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر‪.1‬‬ ‫ب‪ -‬ﻫﯾﺑوﻟﯾت ﺗﯾن وﺛﻼﺛ ﺔ اﻟﺟﻧس واﻟﺑﯾﺋﺔ واﻟزﻣن وأﺛرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺎر ﺧﻲ‪:‬‬ ‫أﻣﺎ اﻟﻧﺎﻗد اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذ‪ V‬ﺣﻣﻞ ﻟواء اﻟدﻋوة إﻟﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺎر‪7‬ﺧﻲ اﻟﺟدﯾد ﻓﻬو اﻟﻧﺎﻗد‬ ‫ﺗﻠﻣﯾذ ﺳﺎﻧت ﺑوف ‪ ،‬ﻏﯾر أﻧﻪ ‪#‬ﺎن أﻛﺛر اﻧﺑﻬﺎ ار ﻣن أﺳﺗﺎذﻩ‬ ‫∗‬ ‫اﻟﻔرﻧﺳﻲ "ﻫﯾﺑوﻟﯾت ﺗﯾن"‬ ‫‪2‬ﻘواﻧﯾن اﻟﻌﻠوم اﻟطﺑ ﻌﺔ وﺣﺗﻣﯾﺗﻬﺎ اﻟﺻﺎرﻣﺔ‪ ،‬ﻟذا ﻓﻬو ﯾر‪2 S‬ﺄن اﻷدﯾب ﻓرد ﻌ ش داﺧﻞ‬ ‫إطﺎر ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟطﺑ ﻌ ﺔ و‪7‬ﺧﺿﻊ ﻟﺟﺑر‪7‬ﺗﻬﺎ‪ ،‬و‪7‬ﻧﺷﺊ أﻋﻣﺎﻟﻪ وآﺛﺎرﻩ ﻓﻲ داﺧﻠﻬﺎ‪،‬‬ ‫ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ أﺛ ار ﻣن آﺛﺎرﻫﺎ اﻟﺗﻲ ‪#‬ﺛﯾ ار ﻣﺎ ﺗوﺟﻪ ﻣﺳﺎرﻩ وﺗﺷﻞ ﺣر‪7‬ﺗﻪ وﺗط‪2‬ﻌﻪ ‪2‬طﺎ‪2‬ﻌﻬﺎ‬ ‫اﻟذ‪ V‬ﻻ ﻣﻠك أن ﯾﺗﺧﻠﻒ ﻋﻧﻪ أو ﺣﯾد‪.2‬ﻓﺎﻷدب ﻔﻬم و ﻔﺳر ﻣن ﺧﻼل ﻋدة ﻋﻧﺎﺻر‬ ‫ﻫﻲ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﺛﻼﺛ ﺔ اﻟﺗﻣﯾز اﻟﺗﻲ ﺗﻛوﻧﻬﺎ اﻟﻌواﻣﻞ اﻟﻧﻔﺳ ﺔ واﻟطﺑ ﻌ ﺔ ﻟﻸدﯾب وﻫذﻩ‬ ‫اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻫﻲ‪:‬‬ ‫‪ - 1‬ﯾﻧظر ﻣﺣﺳن اﻟﻛﻧد‪ :V‬ﻗراءة ﺗﺣﻠﯾﻠ ﺔ ﻟﻣرﺟﻌ ﺎت ﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻘد اﻟﺗﺎر‪7‬ﺧﻲ –ﻣﺟﻠﺔ ﻧزو‪- S‬ع‪- 11‬ﺟو‪7‬ﻠ ﺔ ‪- 1997‬‬ ‫ص‪https://www.nizwa.com. 3:‬‬ ‫ﺗﯾن ﻫﯾﺑوﻟﯾت أدوﻟﻒ ‪ Taine Hippolyte Adolphe‬ﻣﻔ‪#‬ر وﻧﺎﻗد ﻓرﻧﺳﻲ وﻟد ﺳﻧﺔ ‪1828‬و ﺗوﻓﻲ ﺳﻧﺔ‬ ‫∗‬ ‫‪ 1893‬أﺳﻬم ﺗطﺑ ﻘﻪ ﻟﻠﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﺣﺗﻣ ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔن واﻷدب ﻓﻲ ﺗﺷ‪#‬ﯾﻞ اﻟﻣواﻗﻒ اﻟﻔ‪#‬ر‪7‬ﺔ اﻟﻔرﻧﺳ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ‬ ‫ﻋﺷر‪# ،‬ﻣﺎ ﺳﺎﻫم ﻓﻲ ظﻬور اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟطﺑ ﻌ ﺔ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬ﯾﻧظرﺻﺎﻟﺢ ﻫو‪7‬د‪ :V‬اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ اﻟﺣدﯾث" ﻗﺿﺎ ﺎﻩ وﻣﻧﺎﻫﺟﻪ" –ص‪.74 :‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪ -1‬اﻟﺟﻧس‪ :‬و ﻘﺻد ‪2‬ﻪ ﻣﺟﻣوع اﻻﺳﺗﻌدادات اﻟﻔطر‪7‬ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس‬ ‫اﻧﺣدروا ﻣن أﺻﻞ واﺣد‪ ،‬وﻫذﻩ اﻻﺳﺗﻌدادات ﻣرﺗ‪2‬طﺔ ‪2‬ﺎﻟﻔروق اﻟﻣﻠﺣوظﺔ ﻓﻲ ﻣزاج اﻟﻔرد‬ ‫وﺗر‪#‬ﯾ‪2‬ﻪ اﻟﻌﺿو‪ ،V‬ﻓﻣﺎ ﻣﯾز اﻷدﯾب اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ﻏﯾر ﻣﺎ ﻣﯾز اﻷدﯾب اﻟﻌر‪R‬ﻲ‪.‬‬ ‫‪ -2‬اﻟﺑﯾﺋﺔ‪ :‬و ﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟوﺳ‪ A‬اﻟﺟﻐراﻓﻲ واﻟﻣ‪#‬ﺎﻧﻲ اﻟذ‪ V‬ﯾﻧﺷﺄ ﻓ ﻪ أﻓراد اﻷﻣﺔ‪ ،‬ﻧﺷوءا‬ ‫ﻌدﻫم ﻟ ﻣﺎرﺳوا ﺣ ﺎة ﻣﺷﺗر‪#‬ﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدات واﻷﺧﻼق واﻟروح اﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ‪.‬‬ ‫‪ -3‬اﻟﻌﺻر أو اﻟزﻣﺎن‪ :‬وﻫو اﻷﺣداث اﻟﺳ ﺎﺳ ﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ واﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺔ‬ ‫اﻟﺗﻲ ﺣ ﺎ اﻷدﯾب ﻓﻲ ظﻠﻬﺎ و‪7‬ﻧﺷﺊ أد‪2‬ﻪ‪.1‬‬ ‫ج‪ -‬ﺑروﻧﯾﺗﯾر و ﻧظر ﺔ اﻟﺗطور اﻷدﺑﻲ‪:‬‬ ‫ﻟﻘد ﺳﻌﻰ ﺑروﻧﺗﯾر∗ إﻟﻰ ﺗطﺑﯾ‪ W‬ﻧظر‪7‬ﺔ ﺗطور اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت ﻟدارو‪7‬ن ﻋﻠﻰ اﻷدب‬ ‫واﻷد‪2‬ﺎء وﻣﻣﺎ ﻻﺣظﻪ أن اﻟﺗطور ﻓﻲ ﺣﻘﻞ اﻟظواﻫر اﻷدﺑ ﺔ ‪#‬ﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾؤد‪ V‬إﻟﻰ ظﻬور‬ ‫ﻧوع ﺟدﯾد ﺗﺗﺿﺢ ﻓ ﻪ ‪2‬ﻘﺎ ﺎ ﻧوع ﺳﺎﺑ‪ W‬ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟذ‪ V‬ﺗﺗطور ﻓ ﻪ اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟﻌﺿو ﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻧظر‪7‬ﺔ دارو‪7‬ن‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻧﺷﺄ ‪2‬ﺳ طﺔ ﺛم ﺗﺗﻌﻘد ﻣﺗﻔرﻋﺔ إﻟﻰ أﺟﻧﺎس‪ ،‬ﻣﺎ ﺗﻠﺑث أن‬ ‫ﺗﺗطور وﺗﻛﺗﻣﻞ ﺛم ﺗﺗدﻫور ﻓﺗﺗﺣﻠﻞ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ أﺗﺎح ﻟﻪ ﺗﻘﺳ م اﻟﻔن إﻟﻰ أﺟﻧﺎس‪ ،‬ﻓﻠﻛﻞ‬ ‫ﺟﻧس أدﺑﻲ زﻣﺎن ﺧﺎص ‪2‬ﻪ ﯾوﻟد وﻓ ﻪ ﯾﻧﻣو و ﻣوت‪.‬ﻓﻠﻪ ﺣ ﺎة ﺧﺎﺻﺔ ‪2‬ﻪ ﻋﻠﻰ اﻣﺗداد‬ ‫زﻣﻧﻲ وﻟﻬذا ﻓﻬو ﯾدرس ﻫذا اﻟﺟﻧس اﻷدﺑﻲ ﻣن ﻣﻧظور ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﻣﺧﺗﻠﻒ اﻷﺟﻧﺎس‪،‬‬ ‫ﺗ‪2‬ﻌﺎ ﻟﺣر‪#‬ﺔ اﻟزﻣن اﻟذ‪ V‬ﻋﺎﺷﻪ‪.2‬‬ ‫‪ -‬ﯾﻧظر ﻣﺣﺳن اﻟﻛﻧد‪ :V‬ﻗراءة ﺗﺣﻠﯾﻠ ﺔ ﻟﻣرﺟﻌ ﺎت ﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻘد اﻟﺗﺎر‪7‬ﺧﻲ‪ -‬ﻣﺟﻠﺔ ﻧزو‪ -S‬ع‪-11‬ﺟو‪7‬ﻠ ﺔ ‪-1997‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ص‪.4:‬‬ ‫‪ - 2‬ﺻﺎﻟﺢ ﻫو‪7‬د‪ :V‬اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ اﻟﺣدﯾث ـ ص‪.72 :‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻣﺎدة اﻟﻧﻘد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬ ‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻟ ﺳﺎﻧس‬ ‫اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ‬ ‫اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺎر ﺧﻲ ﻋﻧد ﻻﻧﺳون‬ ‫‪ -1‬ﻣﻔﻬوم اﻟﻼﻧﺳوﻧ ﺔ‪:‬‬ ‫ﻌد ﺟوﺳﺗﺎن ﻻﻧﺳون ‪ Gustave Lanson‬ﻣن أﻫم ﻣؤﺳﺳﻲ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺎر‪7‬ﺧﻲ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ‪ ،‬وﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣوﺳوﻋﺔ ‪ Larousse‬ﻟﻠﻘرن اﻟﻌﺷر‪7‬ن أن ﻟﻧﺳون ﻫو‬ ‫راﺋد اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺎر‪7‬ﺧﻲ ﻓﻲ اﻷدب ﺣدد اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺑﻬﺎ ﺗوﺛﯾ‪ W‬اﻟﻧﺻوص واﻟﻣﺳﺎﻟك‬ ‫اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺷﻒ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ اﻷدﺑ ﺔ‪ ،‬وﻗد أﻗﺎم ﻣﻔﻬوﻣﻪ ﻟﻠﻧﻘد ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗو‪7‬ﯾن‪:‬‬ ‫ﻣﺻﺎﻫرة اﻟﻧﺎﻗد ﻟﻸﺛر اﻷدﺑﻲ ﺛم ﺗدو‪7‬ن ﺗﺟر‪R‬ﺗﻪ ﻣﻌﻪ وﻫو ﺿرب ﻣن اﻟﻣراوﺣﺔ ﺑﯾن‬ ‫ﻗراءة ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ وﻗراءة ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻧ ﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻣؤداﻩ أن اﻟﻧﻘد ﯾﻧﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺗﺣو‪7‬ﻞ اﻟﻠذة اﻟﻣﻌ ﺷﺔ إﻟﻰ وﺻﻒ ﻟﻬﺎ ‪2‬ﺎﻟﻠﻐﺔ ﻣﻣﺎ ﻔﺿﻲ إﻟﻰ إﺷراك اﻵﺧر‪7‬ن ﻓﻲ‬ ‫‪1‬‬ ‫اﻟﺗﺟر‪R‬ﺔ ذاﺗﻬﺎ‪.‬‬ ‫اﻟﻼﻧﺳوﻧ ﺔ ﻫﻲ ﺧطﺔ ﻋﻣﻠ ﺔ ﻟدراﺳﺔ اﻷدب و اﻟﺗﺄر‪7‬ﺦ ﻟﻪ ﺣﺳب اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺎر‪7‬ﺧﻲ‪،‬‬ ‫ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟذوق واﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷﺛر اﻷدﺑﻲ ﻗﺻد اﻻﺳﺗﻣﺗﺎع ‪2‬ﻪ و ﻓﻬﻣﻪ‬ ‫ﻓﻬﻣﺎ ﻋﻣ ﻘﺎ‪2 ،‬ﻐ ﺔ اﻟﺣ‪#‬م ﻋﻠ ﻪ‪ ،‬ووﺿﻌﻪ ﻣوﺿﻌﻪ اﻟﺧﻠﯾ‪2 W‬ﻪ ﺿﻣن ﻧﺗﺎج ﻣﺑدﻋﻪ أوﻻ‪،‬‬ ‫ﺛم ﺿﻣن ﻧﺗﺎج ﻋﺻرﻩ ﺛﺎﻧ ﺎ وأﺧﯾرا‪ ،‬ﻟﺗرﺗﯾ‪2‬ﻪ ﺿﻣن ﺟﻧس أدﺑﻲ ﻣن ﺣﯾث ﺻ ﺎﻏﺗﻪ و‬ ‫‪ -1‬ﯾﻧظر ﻋﺑد اﻟﺳﻼم اﻟﻣﺳد‪ :V‬ﻓﻲ آﻟ ﺎت اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ ‪ -‬دار اﻟﺟﻧوب ﻟﻠﻧﺷر‪ -‬ﺗوﻧس‪ -‬د‪-1994 -a.‬‬ ‫ص‪.84،93:‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ﺿﻣن ﺗ ﺎر ﻓ‪#‬ر‪ V‬ﻣن ﺣﯾث أﻓ‪#‬ﺎرﻩ‪ ،‬وﺿﻣن ﻋﺻر ﻣﻌﯾن ﻣن ﺣﯾث ذوﻗﻪ‪.‬وﻫﻲ ﻣﻧﻬﺞ‬ ‫ﻋﻠﻣﻲ ﻟﺗﻘﯾدﻫﺎ ‪2‬ﺎﻟروح اﻟﻌﻠﻣ ﺔ ﻓﻲ ﺧطوات اﻟ‪2‬ﺣث اﻟﻧﺎ‪2‬ﻌﺔ ﻣن طﺑ ﻌﺔ اﻟﻣﺎدة اﻷدﺑ ﺔ‪،‬‬ ‫ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ اﻻﺳﺗﻣﺗﺎع ‪2‬ﺎﻟﻧص اﻷدﺑﻲ وﻣﻌرﻓﺗﻪ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣوﺿوﻋ ﺔ‪ ،‬ﻣﺳﺗﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ ذﻟك‬ ‫‪2‬ﺎﻟﻌﻠوم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﻛﺷﻒ ﺧ‪2‬ﺎ ﺎ اﻟﻧص‪ ،‬واﻟﻘﺻد ﻣن ‪#‬ﻞ ذﻟك اﻟﻛﺷﻒ ﻋن ﺧ‪2‬ﺎ ﺎ اﻟﻧﻔس‬ ‫اﻟ‪2‬ﺷر‪7‬ﺔ ‪ -‬ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻵﺛﺎر اﻷدﺑ ﺔ ‪#2-‬ﺳر اﻟﻘﯾود واﻟﺣواﺟز اﻟﻔرد ﺔ واﻟﻘوﻣ ﺔ‪ ،‬ﺳﻌ ﺎ‬ ‫ﻧﺣو ذوق و ﻓ‪#‬ر إﻧﺳﺎﻧﯾﯾن ‪.1‬‬ ‫‪-2‬آراؤﻩ ﻓﻲ اﻷدب و اﻟﻧﻘد‪:‬‬ ‫أ‪-‬ﻣﻔﻬوﻣﻪ ﻟﻸدب‪:‬‬ ‫ﯾﻧطﻠ‪ W‬ﻻﻧﺳون ﻓﻲ ﺗﺣدﯾدﻩ ﻟﻣﻔﻬوم اﻷدب ﺑﯾن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻣﺎدة اﻷدب و‬ ‫اﻟﻣﺎدة اﻟﻌﺎد ﺔ ﻟﻠﺗﺎر‪7‬ﺦ ‪2‬ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟدﻗﯾ‪ ،W‬أ‪ V‬ﺑﯾن اﻟدراﺳﺎت اﻷدﺑ ﺔ و اﻟدراﺳﺎت‬ ‫اﻟﺗﺎر‪7‬ﺧ ﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻷدﯾب ‪#‬ﺎﻟﻣؤرخ ﯾﺗﻧﺎول ‪#‬ﻣ ﺔ ‪#‬ﺑﯾرة ﻣن اﻟوﺛﺎﺋ‪ W‬و اﻟﻧﺻوص‪ ،‬ﻏﯾر أن‬ ‫اﻷدﯾب ‪-‬ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻣؤرخ ‪-‬ﯾﺧﺗﺎر ﻣﻧﻬﺎ ‪#‬ﻞ ﻣﺎ ﯾﺛﯾر ﻟد‪ S‬اﻟﻘﺎر‪2 I‬ﻔﺿﻞ ﺧﺻﺎﺋص‬ ‫ﺻ ﺎﻏﺗﻬﺎ ﺻو ار ﺧ ﺎﻟ ﺔ واﻧﻔﻌﺎﻻت ﺷﻌور‪7‬ﺔ أو إﺣﺳﺎﺳﺎت ﻓﻧ ﺔ‪ ،‬ﻓﻼﻧﺳون ﯾؤ‪#‬د أن‬ ‫ﻟﻠﻧص اﻷدﺑﻲ طﺑ ﻌﺔ ذاﺗ ﺔ وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ اﻟﺻ ﺎﻏﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣؤﻟﻔﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ‬ ‫ﺗﺻ‪2‬ﺢ أدﺑ ﺔ ‪2‬ﻔﺿﻞ ﺻ ﺎﻏﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺟﻣﺎل اﻟﺻ ﺎﻏﺔ و ﺳﺣرﻫﺎ ﻫو اﻟذ‪ V‬ﻣﯾز اﻟﻧص‬ ‫اﻷدﺑﻲ ﻋن اﻟﻧص اﻟﺗﺎر‪7‬ﺧﻲ ﻣﺛﻼ أو ﻏﯾرﻩ‪ ،‬و ﻟذﻟك ﻓﺎﻟﻣؤﻟﻔﺎت اﻷدﺑ ﺔ ﻻ ﯾدرك‬ ‫ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ اﻟﻛﺎﻣﻼن إﻻ ‪2‬ﺎﻟﺗﺣﻠﯾﻞ اﻟﻔﻧﻲ ﻟﺻ ﺎﻏﺗﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ -‬ﯾﻧظر ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﺣﻧون‪ :‬اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺗﺎر‪7‬ﺧ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻘد اﻟﻌر‪R‬ﻲ اﻟﺣدﯾث ‪-‬ص‪.128 :‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ب‪ -‬اﻷدب و ﺗﺎر ﺦ اﻷدب‪:‬‬ ‫ﯾذﻫب ﻻﻧﺳون إﻟﻰ أن ﺗﺎر‪7‬ﺦ اﻷدب إﻧﻣﺎ ﻫو ﺟزء ﻣن ﺗﺎر‪7‬ﺦ اﻟﺣﺿﺎرة‪ ،‬و ذﻟك‬ ‫ﻷن ﺗﺎر‪7‬ﺦ اﻷدب ﻻ ﯾﻧﻔﺻﻞ ﻋن اﻟﺗﺎر‪7‬ﺦ ‪2‬ﺎﻋﺗ‪2‬ﺎرﻩ ﻋﻠﻣﺎ‪ ،‬ﺑﻞ ﻫو ﺳﺗﻌﯾن ﺑروﺣﻪ و‬ ‫ﻣﻧﻬﺟﯾﺗﻪ ﺑدون أن ﺣول اﻷدﯾب إﻟﻰ ﻣؤرخ ﯾﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻧﺻوص ‪#‬ﻌﺎﻟم اﻟﺗﺎر‪7‬ﺦ أو‬ ‫اﻵﺛﺎر‪ ،‬ﻓﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺎر‪7‬ﺦ اﻷدﺑﻲ ﻫﻲ أن ﺻﻞ إﻟﻰ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ و أن ﻣﯾز اﻟوﻗﺎﺋﻊ‬ ‫اﻟداﻟﺔ‪ ،‬ﺛم ﯾوﺿﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟداﻟﺔ‪ ،‬و ﺣﺎول ﻣؤرخ اﻷدب‬ ‫أن ﯾدرس ﺗﺎر‪7‬ﺦ اﻟﻧﻔس اﻹﻧﺳﺎﻧ ﺔ واﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻘوﻣ ﺔ ﻓﻲ ﻣظﺎﻫرﻫﺎ اﻷدﺑ ﺔ ﻓﻬو ﺳﻌﻰ‬ ‫داﺋﻣﺎ إﻟﻰ أن ﺻﻞ إﻟﻰ ﺣر‪#‬ﺔ اﻷﻓ‪#‬ﺎر واﻟﺣ ﺎة ﻣن ﺧﻼل اﻷﺳﻠوب‪ ،‬إذا ﻓﻣؤرخ اﻷدب‪،‬‬ ‫ﯾﺗﺧذ اﻷدب ﻣﺎدة ﻟﻪ ‪.1‬‬ ‫ج‪ -‬اﻟﻧﻘد و اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻌﻠﻣﻲ‪:‬‬ ‫ﺣ‪#‬م ﻻﻧﺳون ‪2‬ﺎﻹﺧﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎوﻻت اﺳﺗﺧدام ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻌﻠوم اﻟطﺑ ﻌ ﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟدراﺳﺎت اﻷدﺑ ﺔ وﻫو ﻘﺻد أﺳﺎﺳﺎ ﻣﺣﺎوﻻت ﺗﯾن و‪R‬روﻧﺗﯾر‪ ،‬ﻓﻬذان اﻟﻧﺎﻗدان اﻟﻔرﻧﺳ ﺎن‬ ‫ﻗﺻدا إﻟﻰ ﻣﺣﺎﻛﺎة ﻋﻣﻠ ﺎت اﻟﻌﻠوم اﻟطﺑ ﻌ ﺔ و اﻟﻌﺿو ﺔ واﺳﺗﺧدام ﻣﻌﺎدﻻﺗﻬﻣﺎ‪ ،‬و ﻌﺗﻘد‬ ‫ﻻﻧﺳون أﻧﻬﻣﺎ اﻧﺗﻬ ﺎ ‪2‬ﻌﻣﻠﻬﻣﺎ ﻫذا إﻟﻰ ﻣﺳﺦ اﻟﺗﺎر‪7‬ﺦ اﻷدﺑﻲ و ﺗﺷو‪7‬ﻬﻪ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻓﻬو ﺣذر‬ ‫ﻣن اﺳﺗﺧدام اﻷرﻗﺎم واﻟﻣﻌﺎدﻻت اﻟﻌﻠﻣ ﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺧﺎدﻋﺔ وﻻ ﺗﻔﺿﻲ ‪2‬ﺎﻟﻧﺎﻗد إﻟﻰ ﻓﻬم ﺣﻘ ﻘﺔ‬ ‫اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ و ﺗﻠﻣس ﻣواطن اﻟﺟﻣﺎل ﻓ ﻪ‪ ،‬وﻟﻌﻞ ﺗﻧدﯾد ﻻﻧﺳون ‪2‬طر‪7‬ﻘﺔ اﺳﺗﺧدام‬ ‫ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻌﻠوم اﻟطﺑ ﻌ ﺔ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻷدﺑ ﺔ ﻟ س ﻏر‪27‬ﺎ‪ ،‬إذ ﯾﻧ‪2‬ﻊ ﻣن ﺗﻌر‪7‬ﻔﻪ ﻟﻸدب و‬ ‫ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ وﻣوﻗﻔﻪ ﻣن اﻟذوق ‪#‬ﺄداة ﺻﺣ ﺣﺔ ﻟدرس اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻧﺎﻗد ﻓﻲ رأ‪V‬‬ ‫‪ -‬ﯾﻧظر ﻓﺎروق اﻟﻌﻣراﻧﻲ‪ :‬ﺗطور اﻟﻧظر‪7‬ﺔ اﻟﻧﻘد ﺔ ﻋﻧد ﷴ ﻣﻧدور – اﻟدار اﻟﻌر‪ R‬ﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ‪-‬د‪- 1988 -a.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ص‪.54،53:‬‬ ‫‪26‬‬ ‫ﻻﻧﺳون ﻻ ﻣ‪#‬ن أن ﯾﺗﺑ أر ﻣن ذوﻗﻪ وﺷﺧﺻﯾﺗﻪ‪ ،‬ﻟﻣﺎ ﯾﺛﯾرﻩ اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ ‪2 -‬ﻔﺿﻞ‬ ‫ﺧﺻﺎﺋص ﺻ ﺎﻏﺗﻪ – ﻣن ﺻور ﺧ ﺎﻟ ﺔ واﻧﻔﻌﺎﻻت ﺷﻌور‪7‬ﺔ ‪.1‬‬ ‫‪ -4‬اﻟﺧطوات اﻟﻌﻣﻠ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻼﻧﺳوﻧﻲ‪:‬‬ ‫ﻟﻘد ﺣرص ﺟوﺳﺗﺎف ﻻﻧﺳون ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣ‪2‬ﺎد‪ I‬أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬ﺿرورة اﻻﺣﺗﻔﺎ— ‪2‬ﺎﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺷﺧﺻ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﻞ اﻟﻘوة اﻟﻌﺎطﻔ ﺔ و اﻟﻔﻧ ﺔ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻣؤﻟﻒ اﻷ?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser