التعليم المستمر وتعليم الكبار PDF
Document Details
Uploaded by Deleted User
Tags
Summary
This document discusses the rationale and characteristics of lifelong learning. It explores various motivations for lifelong learning, including social and physiological changes, and societal, economic, and cultural factors. The document also examines the current educational system and identifies its challenges, arguing for a more inclusive and flexible approach to lifelong learning.
Full Transcript
التعليم المستمر مبرراته وخصائصه تؤكد مجريات حياتنا المعاصرة إن ثمة حاجة دائما الي أن يتعلم الإنسان شيئا جديدا طالما كان نشطا وحيا. فالحاجة الي التعليم المستمر طوال الحياة تنبع من قوي متعددة منها إن الإنسان تتغير أدواره الاجتماعية في الحياة بتطوره من الطفولة الي الشيخوخة، وكل دور في هذه الأدوار يحتا...
التعليم المستمر مبرراته وخصائصه تؤكد مجريات حياتنا المعاصرة إن ثمة حاجة دائما الي أن يتعلم الإنسان شيئا جديدا طالما كان نشطا وحيا. فالحاجة الي التعليم المستمر طوال الحياة تنبع من قوي متعددة منها إن الإنسان تتغير أدواره الاجتماعية في الحياة بتطوره من الطفولة الي الشيخوخة، وكل دور في هذه الأدوار يحتاج أن يعرف الإنسان بعض حقائق عنه، فيسعي وراء تعلمها من المصدر المتاح له. ومنها أيضا أن الإنسان تتغير أطوار حياته الفسيولوجية وتتغير بالتالي الوظائف التي يقوم بها ويتطلب هذا أن يتعلم أشياء جديدة. ومنها أيضا عوامل أخري متعددة اجتماعية واقتصادية وثقافية وشخصية تتعلق بالفرد ذاته تدفعه الي أن يكتسب مهارات ومعارف واتجاهات جديدة. ولذلك نجد أن في كل مجتمع بدايات وأسس لتطبيق مفهوم التعليم المستمر، مكونة من عناصر تعليمية متعددة، نظامية وغير نظامية وعرضية. والمطلب السائد الآن هو أن تتوحد هذه العناصر جميعها في نظام تعليمي رئيسي شمولي يحتوي تنوعا أكثر وتكاملا أفضل وعطاء أكبر ليشمل كل السكان في كل الأعمار مع تحرير هذا النظام من الأشكال الجامدة والقوالب النمطية التي سجن التعليم فيها نفسه. **لماذا التعليم المستمر:** في كل المجتمعات تقريبا كانت وما زالت توجد عدة مؤسسات تراثية تقوم بدور تعليمي مدرسي تصاحبها مؤسسات عرضية، وأخري غير نظامية وأخري نظامية تقوم بدور تعليمي مستمر في المجتمع. وذلك قبل أن يظهر على السطح مفهوم التعليم المستمر الذي نادت به التقارير الدولية وشبه الدولية والقطرية في السنوات الأخيرة. استقر في أذهان الكثيرين أن التعليم المدرسي هو النوع الوحيد للتعلم، واستقرت مفاهيم التعليم المدرسي على انه المؤسسة الوحيدة للتعليم فوق عدة فروض آمن بها البعض كأنها أحكام نهائية، وتمثلت هذه الفروض في أن مرحلة الطفولة هي المرحلة الوحيدة الصالحة للتعليم، وان الأطفال ينبغي تعليمهم تلك الأشياء التي ينبغي عليهم أن يمارسوها عندما ينضجون، وان التعليم لا يمكن أن يتم إلا في اطار القوالب المدرسية، ومن ثم حملت فكرة التربية كل ما ينبغي وما لا ينبغي وما يمكن وما لا يمكن وما يحسن وما لا يحسن الي الدرجة التي اصبح الاقتراب منها اقترابا من منطقة محرمة، الطريق إليها ملئ بالممنوعات. في النظام التعليمي الحالي يتم دائما التحدث يتم التحدث عن الطفل الذي أكمل تعليمه في المدرسة. كأنما هناك شيء نهائي مختوم بخاتم الكمال التعليمي تقدمه المدرسة، أو عن التعليم الذي تتيحه الدولة ممثلا في عدد معين من السنوات. في يقين الكثيرين أفرادا وحكومات أن التعليم يرتبط بقيود الوقت والسن والمرحلة والمكان والشكل، وان التعليم يقدم للأطفال في فترة معينة من حياتهم في التعليم الأساسي والتعليم الثانوي، محددة بوضوح بشهادات وتنسيق يوازي سنيين عمرية معينة، وان هذا التعليم ينبغي أن يقدم في مؤسسات ومعاهد معدة لذلك خصيصا، ولا تصلح إلا لذلك، وبوسائط المدرسين المؤهلين، وان هناك طرقا وأشكالا بعينها تصلح للتعليم وأخري لا تجوز أو تليق. **ولكن مقتضيات العصر تفرض غير ذلك كله.** **فتفاصيل أزمة التعليم** وما تعبر عنه في أشكال متعددة سواء في مدخلاتها ممثلة في عجز النظام التعليمي عن استيعاب المتعلمين، وعجز محتوي التعليم عن أن يعلم المجتمع، وكثافة الفصول وتعدد الفترات ونقص المعامل \... الخ. أو في مخرجاتها ممثلة في تلك الأعداد المتزايدة من الخريجين المتعطلين عن العمل أو المنفصلين عن حاجات المجتمع الحقيقية للعمل، تفرض أن تكون هناك أساليب أخري غير الموجودة حاليا. **والانفجار المعرفي الذي** تشهده البشرية وعجز النظام التعليمي المدرسي عن أن يلاحق التراكم المعرفي مهما طالت سنوات التعليم وكثرت ساعات العمل به ومهما زادت عبقريات مدرسيه، تطالب بان يكون هناك نظاما مفتوحا للتعليم يتيح التحاق الأفراد به طوال حياتهم. **والفجوة المتزايدة بين ما تعلمه المدارس وحاجات العالم المتغيرة** ثقافيا واقتصاديا وحضاريا وتكنولوجيا تقتضي بان يفتح التعليم أبوابه لكي يعود إليه الأفراد كلما احتاجوا الي جديد يتعلموه. **والمكانة التي يناضل الإنسان الحديث من أجلها للتحرر** من قيود أميته الحضارية، للحصول على حقه في التعليم، للاستمتاع بوقته ثقافة وفنا وأدبا وترفيها، كل هذا يحتم أن تنفتح فرص التعليم وإعادة التعليم واستمرار التعليم أمام الفرد. التعليم يمثل قوة كبيرة في تشكيل الأفراد وتحديد مصير الجماعات ومستقبل الأمم، وبسبب هذه الأهمية للتعليم أصبحت مناقشة مسائله ومراجعتها عملية مستمرة، وقد ازدادت هذه المناقشة والمراجعة إلحاحا في الحقبة الأخيرة على كل من المستوين الدولي والقومي بسبب ما يطرأ على عالمنا المعاصر من تغيرات سريعة ومتلاحقة في مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية. هذه التغيرات العالمية لها أكبر الأثر على التعليم باعتباره منظومة مفتوحة على غيرها من المنظومات المجتمعية، تؤثر فيها وتتأثر بها، ولعل اهم هذه التغيرات هي المعدلات المتزايدة من التطور العلمي التكنولوجي وما ينتج عنه من آثار على حياة الإنسان المعاصر وهي في مجملها **مبررات تجعل من التعليم المستمر ضرورة في الوقت الحاضر ولعل من أهمها**: 1. سقوط الحواجز بين العلم والتكنولوجيا واختصار المسافة الزمنية بين الكشف العلمي وتطبيقه في خدمة الإنسان، بل أصبحت حاجات الإنسان تدفع العلم والبحث العلمي الي تلبية تلك الحاجات. 2. تعقد الخبرة والمعرفة الإنسانية وتشعب عناصرها وظهور علوم وتخصصات جديدة مع ظهور الحاجة الي تكامل بعض ميادين المعرفة في الوقت ذاته. 3. زيادة معدل سرعة الأحداث العالمية وتشابك قضاياها وتعدد أطرافها وزيادة درجة تعقيد مناهج وأساليب مواجهتها. 4. تطور وسائل الإنتاج وتعقد عناصرها وتضاؤل قيمة وزن العمل العضلي البشري وتزايد دور ووزن العمل العقلي. 5. سيطرة الاوتوميشن على حركة الحياة مما أدي الي التقليل من المهارات اليدوية والتعليم والتدريب وزيادة أهمية المهارات والكفايات العقلية العليا. 6. تزايد قدرة الإنسان على استخدام موارد بديلة محل الموارد الطبيعية المباشرة من خلال الكيمياء التخليقية. 7. تجاوز الإنسان لحدود الطبيعية التقليدية بحيث أصبح يتعامل مع ظواهر متناهية في الكبر (الفضاء) وظواهر متناهية في الصغر (الذرة). 8. توافر مزيد من البيانات والمعلومات العلمية التي من شأنها أن تزيد من فهم الإنسان لكثير من أموره ونظرته لمستقبله. 9. زيادة التفاعل بين الثقافات الإنسانية. 10. زيادة متوسط عمر الإنسان نتيجة للاكتشافات الطبية الحديثة والارتفاع بمستوي الصحة العامة. 11. تشابك العلاقات الدولية والاقتصادية والثقافية وبروز دور المنظمات الدولية والإقليمية. 12. 13. زيادة تأثير ثورة الإعلام والاتصال بما توصلت إليه من قدرة فائقة على كسر الحواجز وتخطي الحدود وتحويل العالم الي قرية صغيرة. كان هذا هو الجانب الإيجابي من التغيرات العالمية التي نمر بها، إلا أن هذه التغيرات **لها جانبها السلبي ولعل أهمها:** 1. انتشار أسلحة الدمار الشامل وآثارها السلبية على البشرية. 2. ظهور العديد من المشكلات ذات الطبيعة الكونية والتي لا يمكن لأي مجتمع مهما كان يملك من أسباب القوة على مواجهتها أو تحمل تبعاتها مثل مشكلة التلوث البيئي ومشكلة الإدمان والفقر والطاقة ونضوب الموارد الطبيعية. 3. الانفجار السكاني خاصة في بلدان العالم الثالث وما نتج عنه من عدم قدرة إمكانيات هذه البلدان على توفير الحاجات الأساسية لأبنائها. 4. زيادة التفاوت الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين البلدان المتقدمة والأقل نموا وكذلك بين فئات وطبقات البلد الواحد. 5. الهيمنة الاستعمارية بصور مختلفة على مقدرات الشعوب الفقيرة والتدخل المباشر أو غير المباشر على شئونها الداخلية والسيطرة على اقتصاداتها وذلك من خلال علاقات دولية غير متكافئة تفرض التبعية وتقوض الاستقلال. لم يكن الوطن العربي بعيدا عن هذه الأحداث بحكم موقعه تأثر بها، بالإضافة الي ذلك كانت له قضاياه الخاصة ورغم ذلك توسعت الأنظمة العربية في نشر التعليم في مراحله المختلفة وكذلك حدث توسع في برامج تعليم الكبار ومحو الأمية إلا انه في أوائل السبعينات ظهرت متغيرات عالمية ومحلية كان لها أثر كبير على حركة التعليم النظامي ومن أهمها: 1. الركود الاقتصادي العالمي وما صاحبه من تضخم والذي أدي بدوره الي تآكل ميزانيات التعليم. 2. ارتفاع أصوات النقد للتعليم النظامي في كل بلدان العالم تقريبا انطلاقا من نقد المؤسسة التعليمية ودورها في المحافظة على بنية التفاوت الطبقي داخل المجتمع وقهر الفقراء والمحرومين واعتبار المدرسة أحد مؤسسات الضبط الاجتماعي تفيد في التصنيف الاجتماعي وتعمل على تقنيين الظلم الاجتماعي وتبرير أنواع القهر الثقافي والمادي. 3. في أوائل الثمانيات صدر تقرير البنك الدولي الذي ناقش معضلة التربية من أوجهها المختلفة وأرجعها الي: 1. عدم المساواة في توزيع الفرص التعليمية. 2. ضعف كفاية التعليم النظامي وعدم كفاية الخريجين وضعف مستوياتهم المعرفية والمهارية نتيجة لفقر التجهيزات ونقص كفاءة المعلمين وعجز المباني المدرسية وارتفاع كلفة الوحدة التعليمية. 3. عدم ملاءمة المخرج التعليمي في مستوياته المختلفة لاحتياجات متطلبات كل من المجتمع وسوق العمل وما ترتب عليه من بطالة بين المتعلمين. ويضاف الي ما سبق ما أكده تقرير كومبز سنة 1985 حيث أشار الي أن أسباب الأزمة التعليمية: - الانفجار السكاني وطموحات الناس المتزايدة في الطلب المستمر على التعليم في مستوياته المختلفة. - الأزمة المالية حيث وصلت ميزانيات التعليم الي سقف لا يمكن تجاوزه في معظم البلدان. - التغيرات التي حدثت في مفاهيم التربية والتنمية. - فشل التعليم في التغلب على مشكلتي البطالة والهجرة. - فشله في التغلب على حدة التفاوت وعدم مساواة وخاصة في السبعينات والثمانيات من هذا القرن. كل هذه العوامل دفعت الي أهمية البحث عن فلسفة وصيغ جديدة للتعليم يمكن أن تواجه هذه المتغيرات وتتغلب على أزمة التعليم. فكان مفهوم التعليم المستمر. **التعليم مدي الحياة أو المستمر:** ظهر التعليم المستمر في السبعينات كحركة تحليلية نقدية لكل الأشكال التعليمية، تحدد طبيعة أنشطتها ونوعية أهدافها وتنسق بينها في إطار تربية شاملة متكاملة. انبثق من هذه الحركة مجال أكاديمي له بنية معرفية ولغة اصطلاحية وطرائق منهجية. مفهوم التعليم المستمر يعني في الواقع تجديد النظام التربوي في الزمان والمكان وتنظيم الخبرات والنشاطات التربوية وجعلها متاحة لكل من يرغب فيها على مدي الحياة. بذلك للتعليم المستمر بعدان أفقي ورأسي، في بعده الأفقي يعني بتنويع التعليم في الأماكن المختلفة وفي بعده الراسي يعني بإتاحة الفرص للدخول في أي نوع من التعليم في الأزمنة المختلفة. والتعليم المستمر يهدف الي تجديد بني النظام التعليمي القائم وتنمية جميع الإمكانات التعليمية بهدف توفير متطلبات الحق الكامل في التعليم لكل أبناء المجتمع في كل الأعمار من اجل تحقيق ديمقراطية التعليم باعتبار التعليم مطلبا أساسيا لتحقيق الذات وتفتحها من اجل تقدم المجتمع. **مبادئ التعليم المستمر:** والمفهوم يرتكز على عدة خصائص تحدد فلسفته التي يعمل في إطارها واهم هذه المبادئ ما يأتي: 1. **التعليم المستمر تعليم للجميع وليس تعليما للنخبة فقط:** التعليم النظامي منذ نشأته يعمل على خدمة بعض الطبقات في المجتمع وذلك بنمطيته الشديدة وانتقائيته وثقافته وتفاعلاته فانه بالتالي لا يمكن أن يكون تعليما جماهيريا. التعليم المستمر يعمل ضد الانتقائية والتسلطية من خلال تعزيزه لمكانة الفئات المحرومة وانفتاحه على كل الطبقات الاجتماعية وبالذات العاملة التي حرمت من فرص التعليم، التعليم المستمر يهتم بنشر التعليم وتيسيره لكل إنسان مهما كانت قدراته وأوضاعه. 2. **التعليم المستمر مرن لا نمطي:** يتسم التعليم النظامي بالنمطية التي تتسم أحيانا بالروتينية والبيروقراطية والجمود، أي انه نوع من التعليم يتطلب من زبائنه أن يتكيفوا لمتطلباته ومن لم يتكيف مع هذه الشروط لأسباب مجتمعية أو أسرية أو حتى تربوية يحكم عليه بالفشل فاللوم دائما على الضحية وليس اللوم على النظام. أما التعليم المستمر فعلي العكس من ذلك تماما انه يتسم بالمرونة فلا روتين ولا بيروقراطية ولا نمطية وإنما الطالب أولا ثم المؤسسة ثانيا، ويركز بقدر أكبر على حاجات الطرف الأول ثم على ملاءمة الطرف الثاني ويشجع تنوع الفرص الفردية بدلا من تشجيع الصيغ الموجودة ويقلل التركيز على متطلبات الوقت والمكان وحتى المسافات الدراسية لحساب تلبية احتياجات المتعلمين بكفاءة وجدة. 3. **التعليم المستمر تعليم متكامل:** ينظر التعليم النظامي للإنسان نظرة تجزيئية، حيث يري مراحل النمو المختلفة للإنسان وهي الطفولة والمراهقة والرشد والشيخوخة مراحل منفصلة، وان الإنسان قادر على التعليم في المراحل الأولي في حياته وهي الطفولة والمراهقة ولذلك يجب أن يكون في هذه المرحلة فقط للتعليم والتحصيل والإعداد للمراحل التالية والتي يجب أن ينقطع فيها للعمل. وهذه النظرة قد ثبت خطؤها حيث أن الإنسان في حاجة دائمة منذ الميلاد وحتى الوفاة للتعليم. حيث انه في حاجة دائمة لتحقيق ذاته والبحث الدائم عن معني وجوده، وهذا البحث الدائم لا ينقطع وان هذه العملية تتوافق مع طبيعة الإنسان التي تتسم بالحرية وبالإرادة وبالقدرة الدائمة على التعلم. التعليم المستمر تعليم تكاملي من حيث انه ينظر الي جميع الصيغ التربوية نظرة تكاملية فلا يفرق بين صيغ نظامية وأخري غير نظامية ولا يفرق بين تعليم داخل المدرسة أو تعليم خارج المدرسة وإنما المهم كيفية خدمة كل الصيغ والأنماط في تحقيق الأهداف الإنسانية، كيفية مواجهة هذه الأنماط سواء مجتمعة أو كل على حدة في توفير متطلبات وحاجات الأفراد والمجتمعات بهدف تحقيق النمو المتكامل والارتقاء الشامل بالإنسان. من هنا فان التعليم المستمر يعمل على تكامل صيغ التعليم في جبهتين هما: 1. إدماج الصيغ الحديثة في بنية عضوية وظيفية تجسد نظاما تعليميا غير مألوف يعرف بالتعليم خارج المدرسة. 2. إدماج كل هذه الأنواع التعليمية حتى لا توجد ثنائية أو ازدواجية تعمل ضد التلاحم القومي والتجانس الثقافي والتنمية الشاملة للفرد والمجتمع. 4. **التعليم المستمر تعليم وظيفي:** في منتصف الستينات برزت الدعوة الي مفهوم محو الأمية الوظيفي باعتباره أسلوبا جديدا يعالج مشكلة الأمية من حيث ارتباطها بقضية التنمية الشاملة، بالربط بين النشاط الإنتاجي الاقتصادي والاهتمامات الفردية وتعلم مهارات الاتصال الأساسية وذلك كله في تداخل مع عمليات التدريب والتأهيل المهني المتعلقة بالعمل، من ثم فان التعليم الوظيفي هو ذلك التعليم الذي يحقق فيه الإنسان ذاته داخل إطار مجتمع تسهل بنياته وعلاقاته للتنمية الكاملة لشخصية الإنسان. إلا أن التجارب أثبتت أن مفهوم محو الأمية الوظيفي يركز على إعطاء الأولوية في جهود محو الأمية للعاملين في مواقع عمل محددة، يمثل وجودهم بها اختناقا وعائقا في سبيل التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وعليه فان محو الأمية الوظيفي مفهوم انتقائي ليس من أهدافه محو الأمية بصورة شاملة وبالتالي فالتركيز وفق هذا المفهوم يكون على الجوانب الاقتــــــــــــــــصادية والعملية مهملا بذلك الجوانب الاجتماعية والثقافية. الصفات التي يتطلبها ويفرضها العصر الذي نعيش فيه والمستقبل الذي نصبو إليه وهذا لا يمكن أن يحدث بتدريب وظيفي أو إتقان حرفة فقط أو حفظ لمجموعة من الكتب في عدد أكثر من السنوات وإنما يتحقق بتعليم مستمر مبتكر متجدد ومبدع لصيغ تربوية لكل منها وظيفة موازية لحاجة أو مطلب أنساني أو مجتمعي مستمر ومتجدد، ومن هنا تكون الوظيفية استمرارا للابتكار والتجديد الهادف والموجه والمحقق لحاجات إنسانية متجددة ومستمرة، وليس نمطا وقولبة للإنسان في قالب تعليمي نمطي قاصر ينظر للإنسان نظرة مغلقة أو تجزيئية. **أنماط ونماذج التعليم المستمر:** مما سبق يمكن أن نحدد ثلاثة أنواع من القوي والمؤثرات التربوية تباشر تأثيرها على تعليم الإنسان طوال حياته وهي: 1. التعليم الرسمي (النظامي) ممثلا في نظام التعليم الرسمي بالمدارس والمعاهد والجامعات. 2. التعليم اللامدرسي (غير النظامي) وهو النشاط الاختياري الذي يتجه إليه الأفراد لرغبتهم في تحسين أوضاعهم المهنية، أو لتحسين نمط حياتهم أو لاستثمار وقت فراغهم بطريقة جيدة، أو لتعويض وتدارك نقص معين في أعداد الفرد في سنوات حياته الدراسية السابقة والاستزادة والمعرفة. 3. التعليم العرضي في سياق الحياة ويعني تلك العمليات المستمرة التي يكتسب فيها الفرد الاتجاهات والقيم والمهارات والمعارف من واقع الخبرة اليومية، ومن خلال الوسائط والمؤثرات التي يحتك بها في بيئته. 4. التعليم الدولي يقصد به اكتساب المعرفة من خارج حدود الوطن الذي ينتمي إليه الفرد. وما يجب الإشارة إليه أن التداخل والتفاعل بين هذه الأنواع، وتضافرها جميعا في تربية الأفراد، وان الإطار الذي يشتمل عليها يطلق عليه النظام التعليمي وهو يعد واحدا من النظم الفرعية التي تشكل في مجملها وتفاعلاتها النظام الاجتماعي العام. التعليم المستمر يستند على مكونات أساسية ثلاثة يمكن إيجازها فيما يلي: 1. **الامتداد الزمني**: ويعني توسيع نطاق التعليم زمنيا بحيث يغطي فترات الحياة لشخص المتعلم. 2. **الابتكار**: ويعني استحداث أشكال تربوية جديدة وتطوير الأساليب التقليدية القائمة من حيث البنية والقواعد المنظمة ومرونة البرامج التعليمية وأساليب الإدارة والتقييم. 3. **التكامل**: يعني التكامل فيما بين أنماط التربية على مدي حياة الفرد استنادا الي النظرة التكاملية الحديثة لوحدة المعرفة الإنسانية وتأكيدا لحقيقة تكامل جوانب الشخصية البدنية، والاجتماعية والوجدانية. وفيما يلي توضيح لبعض صيغ ونماذج التعليم المستمر ولعل من أهمها: 1. **التعليم المفتوح**: [يمكن تعريفه بانه كل الفرص التعليمية التي يمكن توفيرها بعيدا عن الشروط النمطية التقليدية التي يتسم بها التعليم النظامي لمقابلة حاجات تربوية أساسا فردية أو جماعية لأولئك الذين حرموا من التعليم النظامي أو يريدون المزيد من التعليم،] بمعني أن التعليم المفتوح هو التخفيف بأكبر درجة ممكنة من نمطية التعليم النظامي وشكليته من اجل توفير الفرص التعليمية اللازمة لأولئك الذين لا يستطيعون تحقيق الاستفادة التربوية لأنفسهم من خلاله سواء كانت عدم الاستطاعة هذه ترجع لظروف شخصية أو اجتماعية أو اقتصادية أو تربوية. **التعليم المفتوح يتسم بمجموعة من السمات أهمها:** 1. يوجه النظام الطالب عن طريق استنباط أهدافه منه هو وتفسيرها وتحليلها عند نقطة البداية وطوال اتصاله ببرنامج التعليم. 2. يقوم النظام بصياغة الأهداف بطريقة تغيير كأساس لصنع القرارات المتصلة بعملية التعليم والتي تجعلها معروفة لدي جميع الطلاب ومقبولة لديهم وقابلة للتعديل بواسطتهم. 3. يكون البرنامج مرنا لمقابلة مجموعة متباينة ومتنوعة من الحاجات الفردية بأساليب متنوعة من أساليب التعليم. 4. يهدف التقويم فيه الي التحسين والتعديل والبناء ويهدف الي رفع مستوي كفاءة الأداء. 5. التعليم فيه بالاستقلال الذاتي وليس بالمواجهة المباشرة وان كان هذا أحد أساليبه. نظم التعليم المفتوح متعددة ومتنوعة من أهمها: - التعليم عن بعد. - التعليم بالمراسلة. - التعليم المبرمج. وكل هذه البرامج تعتمد على دافعية ورغبة المتعلم. 2. **التعليم الموازي:** يعتبر التعليم المتوازي نوعا من التعليم شبه النظامي، ويقع تحت مظلة التعليم غير النظامي ويعني كل الفرص التعليمية التي تقدم للتعويض عن ضعفه وتقصيره وهو يتواجد جنبا الي جنب وعلى خط متصل مع التعليم النظامي دون أن يكون جزءا منه أو خاضعا له. وهو بذلك يعمل على تدعيم وتنمية التعليم النظامي وتصحيحه وإبطال ما ينبغي إبطاله وأحيانا يحل محله لتعويض ما فات التعليم النظامي بفضل خصائصه وقدراته على مواجهة احتياجات تحقيق كل الأهداف التربوية. ولكي يحقق التعليم المتوازي أهدافه لابد من إنشاء بدائل من الفرص التربوية وتنميتها وتنسيقها لتشكل نظاما ولابد من تزويد تلك العمليات المتصلة بالتعليم المتوازي (نقل- تحويل- استيعاب- إعادة توجيه) بالشروط التي تؤدي الي ربط هذا التعليم ربطا جيدا بغيره من العمليات الاجتماعية بما فيها التعليم النظامي. ومن الواضح انه لا يوجد فرق كبير بين التعليم الموازي والتعليم غير النظامي، اللهم إلا في أن التعليم غير النظامي أكثر شمولا من التعليم الموازي، وذلك بما يقدمه من فرص تعليمية أوسع للأطفال والكبار على السواء. كما أن التعليم الموازي يتميز عن التعليم غير النظامي وتعليم الكبار بانه مرحلة وسط بين التعليم النظامي وغير النظامي وتعليم الكبار فضلا عما يتميز به من تنسيق وتخطيط أنشطته في نظام تعليمي يوازي التعليم النظامي. 3. **التعليم المتناوب:** هو نوع من التعليم شبه النظامي يقع تحت مظلة التعليم غير النظامي أو تعليم الكبار يتناوب فيه الدارسون على فترات كل من التعليم والعمل وفق ظروفهم واحتياجاتهم. ترجع فكرة التعليم المتناوب الي عام 1969 م حيث اقترحه وزير التربية السويدي **اولف بالم** في مؤتمر للوزراء بفرساي باعتباره صيغة تربوية الهدف منها تحقيق عدة أهداف في آن واحد وهي: 1. تحقيق المزيد من العدالة في توزيع الفرص التعليمية وخاصة في التعليم بعد الإلزامي العالي والجامعي. 2. محاولة ربط التعليم بالعمل وبذلك يتحقق مفهوم التعليم المستمر مدي الحياة بالتناوب فيما بين التعليم النظامي والعمل. 3. الاستفادة من كافة أشكال التعليم الأخرى التي توفرها مؤسسات المجتمع سواء كانت تربوية أو غير تربوية والتكامل معها. 4. التغلب على عيوب التعليم النظامي المتصل والذي يستمر فيه الطالب أكثر من 16 سنة. التعليم المتناوب يعتبر استراتيجية شاملة لكل تعليم بعد الإلزامي أو بعد الأساسي والسمة المميزة له توزيع التعليم على مدي حياة الفرد عن طريق التناوب المستمر بين التعليم وأنشطة أخري بديلة أساسا للعمل ولكن أيضا مع وقت الفراغ أو الإحالة التقليدية للمعاش. **ولعل اهم العوامل التي تدعو الأخذ بهذه الصيغة التعليمية:** - تحقيق العدالة في توزيع الفرص التعليمية. - التغلب على عيوب النظام التعليمي. - ترشيد الإنفاق على التعليم النظامي. - الاستجابة لمطالب المرونة المهنية الي يفرضها التقدم العلمي والتكنولوجي. **شروط تحقيق هذه الصيغ والنماذج لأهدافها:** 1. لابد من توفير قاعدة انطلاق من التعليم العام الإلزامي والموحد لكافة أبناء المجتمع دون استثناء لأي ظرف بحيث يوفر القدر الضروري واللازم والكافي لكل فرد كي يستطيع مواصلة التعليم معتمدا على ذاته. 2. لابد من إعادة النظر في التعليم النظامي بحيث يصبح التعليم النظامي مهما طال مداه مجرد حلقة من سلسلة للتعليم المستمر وبذلك يصبح التعليم مدي الحياة ضرورة وواقع اجتماعي. 3. لابد من تجميع هذه الصيغ جميعها في صيغة واحدة بحيث تحدد إمكانات كل نمط والأهداف التي يستطيع تحقيقها والفئات التي يمكن أن تستفيد منها. 4. لابد من تحقيق تكامل وتنسيق بين جميع هذه الأنماط. 5. لابد أن تكون هذه الأنشطة والبرامج ضمن خطة شاملة ومتكاملة للتنمية الاجتماعية بجميع جوانبها. تعليم الكبار في السنوات القليلة الماضية أصبحت قضية تعليم الكبار مسيطرة على فكر المهتمين بشئون التعليم وذاك نظرا للنمو السريع للمعلومات الي جانب الانفجار المعرفي في شتي الميادين مما جعل من التعليم كعملية مستمرة طوال حياة الفرد هدف في حد ذاته. حيث يمثل تعليم الكبار أداة للتكيف الاجتماعي وللمعاصرة الحضارية، وأصبح ضرورة اجتماعية في المجتمعات الحديثة، وأكثر إلحاحا في ضرورته للمجتمعات النامية، فتعليم الكبار إذا تحسنت جودته سوف يحدث نقله نوعية في التعليم حيث يعمل على توفير فرص تعليمية لمن حرم من التعليم لأي سبب أو لمن أراد أن يستمر في تعلمه مدي الحياة، وقد ازدادت أهمية تعليم الكبار بتعدد مجالاته والتي تعمل على خدمة جميع فئات المجتمع من الكبار. وتعليم الكبار له جذور ضاربة في أعماق الماضي البعيد فقد كان الرجال والنساء يتبادلون التعليم من خلال خبرات بعضهم البعض، ومنذ كانت الحكمة الجماعية تنتقل عبر الأجيال داخل المجتمعات والثقافات ولكنه لم يتأصل في التشريعات والممارسات إلا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر لدواعي النهضة الصناعية واتساع الحركة العلمية والفنية وانتشار المبادئ الديمقراطية مع ظهور التحولات الاجتماعية في دول أوروبا الغربية. العقدان الماضيان لاقي فيهم مجال تعليم الكبار اهتماما متزايدا، وتطورا متنوعا يشمل عددا من الأنظمة التعليمية والتربوية. وقد اهتمت هذه الأنشطة بمراعاة فئات رئيسية ثلاث هي: - **الفئة الأولي**: وهم الذين تم فاتتهم فرصة الالتحاق بأحدي المؤسسات التعليمية في مرحلة مبكرة من حياتهم، والان لديهم الرغبة في البدء بالتعليم في مؤسسة ما من مؤسسات تعليم الكبار، أو رغبة مجتمعاتهم في توفير فرص تعليمية جديدة لهم بدلا من التي فاتتهم. - **الفئة الثانية**: وهم الذين توقفوا عن مواصلة التعليم في مرحلة ما من مراحل حياتهم، ورأوا الآن ضرورة لاستكمال تعليمهم في مرحلة تالية من مراحل عمرهم. وذلك عندما اكتشفوا في أنفسهم قدرة على مواصلة التعليم والاستزادة من مناهله. - **الفئة الثالثة**: وهم الذين حققوا مستويات تعليمية يرضون عنها، ولكن تتوافر لديهم القدرات التي تدفعهم للاستزادة من التعليم في ميادين جديدة يلبون بها متطلباتهم ومصالحهم وثقافتهم. كما تشمل الأفراد الراغبين أو يرغب مجتمعهم في صقل وتدريب مهارات جديدة نشأت في المجتمع أو يحتاجها المجتمع في نموه الاقتصادي والاجتماعي. ومن الملاحظ أن هناك تباين في حاجات الفئات الثلاث السابقة. وهذا يتوقف على درجة النمو الاقتصادي والاجتماعي التي حققها هذا المجتمع، أو يطمح إليها أفراده. وهكذا يختلف مفهوم تعليم الكبار من مجتمع لآخر. مفهوم تعليم الكبار: يواجه تعليم الكبار مجموعة من المشكلات ومنها مشكلة تحديد تعريف لتعليم الكبار، وذلك لتعدد وجهات النظر في وضع هذا التعريف، بالإضافة الي الخلط بين تعليم الكبار ومحو الأمية حيث يري الكثيرون تعليم الكبار على انه محو أمية القراءة والكتابة فقط. عرف **على احمد مدكور** تعليم الكبار \"تعليم من ليس في سن التعليم النظامي العادي، ومن ثم فهو يتم خارج المدارس ويراعي فيه ظروفهم وعقلياتهم الخاصة ويتم بصورة منتظمة ومقصودة وفي فترة زمنية مخططة وتتولاه هيئة أو جماعة تشرف عليها وتعهد به لرائد أو مدرس أو موظف يتولى عملية الاتصال بين الدارس والهيئة المشرفة على التعليم\". **رشدي احمد طعيمه** يري أن تعليم الكبار \"هو تعليم هادف منظم يقدم للبالغين أو الراشدين أو الكبار غير المقيدين في مدارس نظامية من اجل تنمية مهاراتهم أو تغيير اتجاهاتهم وبناء شخصياتهم\". كما يعرف بأنه \"التعليم الذي يوفر للأشخاص البالغين، أو اللذين تعدت أعمارهم سن المدرسة، ويكون عادة في فصول مسائية أو برامج قصيرة، وقد تقوم بتنظيمه جامعة أو كلية أو معهد أو أي مؤسسة تعليمية أخرى مراعية احتياجات الدارسين ومساعدتهم على التواؤم مع المجتمع الحديث\" **(نبيل أحمد عامر).** ويعرف **بيرتكسن Bertekson** تعليم الكبار \"بأنه أية خبرة تعليمية موجهة للكبار بصرف النظر عن مضمونها أو مستواها أو الطرق المستخدمة\" معني ذلك أن تعليم الكبار يشمل كل صيغ الخبرات التعليمية التي يحتاجها الأفراد ذكورا أو إناثا لاهتماماتهم المختلفة وتبعا لمستوياتهم المختلفة في القدرات والإمكانات وتبعا لأدوارهم المختلفة ومسئولياتهم في الحياة. وقد تم تعريف تعليم الكبار في الاستراتيجية العربية لتعليم الكبار بأنه \"مجمل العمليات التعليمية التي تجري بطريقة نظامية أو غير نظامية، والتي ينمي بفضلها الأفراد والكبار في المجتمع قدراتهم، ويثرون معارفهم ويحسنون مؤهلاتهم التقنية أو المهنية، أو يكونون بها سبيلا جديدا لكي يلبوا حاجاتهم وحاجات مجتمعهم، ويشمل تعليم الكبار التعليم المستمر، كما يشمل أيضا التعليم غير النظامي وكافة أشكال التعليم غير الرسمي المتاحة في مجتمع يتعلم ويتسم بتعدد الثقافات، حيث يتم الاعتراف بالمناهج النظرية وبالمناهج التي ترتكز على التطبيق العملي. ويعتبر هذا التعريف الشامل لتعليم الكبار \"أن كل محاولات تغيير اتجاهات سلوك الكبار يؤثر على العملية التعليمية حيث أن من اجل إحداث التغيير لابد من أن يكتسب الناس أولا المعرفة ونفاذ البصيرة والمهارات مما يستوجب بذل كل جهد ممكن وبأية وسيلة متاحة ليتمكن الكبار من التعلم بشكل فعال ليس فقط في الإطارات الرسمية بل تحت كل الظروف حيث يجب تعبئة جميع الهيئات في المجتمع والتي هي في وضع يمكنها من تشجيع التعليم سواء أكان التعليم هذا هامشيا أو أساسيا لها وتضم هذه الهيئات دور العبادة ووسائل الاتصال الجماهيرية والناشرين والكتاب وقاعات الفنون والمراكز الاجتماعية الخ\...\". **ويلاحظ من التعريفات السابقة لمفهوم تعليم الكبار:** - تعليم الكبار يمثل نشاطا تربويا هادفا، ولم يقتصر هذا النشط على نوع معين بل يشترط أن يكون هذا النشاط منظما أي يكون مخططا يخدم أهدافا معينة. - يلتحق بهذا البرنامج الكبار مهما كان مستواهم العمري أو المعرفي حتى يساعدهم ذلك التعليم على تحقيق ذاتهم وأهدافهم. - الغرض من برامج تعليم الكبار هو إشباع حاجات ذاتية للفرد أو حاجات ذات طابع اجتماعي مشتقة من طبيعة المرحلة التي يمر بها المجتمع الذي يعيش فيه. - ارتباط تعليم الكبار مفهوما ووظيفة بمفهوم التعليم المستمر مدي الحياة، بل أصبح كل منهما مرادفا للأخر. **وعملية تعليم الكبار تتميز بالآتي:** - يتم عن اختيار وطواعية من جانب المتعلم. - يحدث خارج أوقات التعلم. - يتم بإشراف منظم من قبل هيئات معينة رسمية أو أهلية. - يشمل الأشخاص الذين هم فوق سن التعليم الإلزامي. عناصر ومكونات تعليم الكبار: تعليم الكبار كأحد أشكال التربية اللانظامية \"غير المدرسية\" أو التعليم المستمر شأنه شأن أي شكل من أشكال التربية النظامية \"المدرسية\" يتألف من مجموعة من العناصر أو المكونات الرئيسية وهي: - **المدخلات Inputs**: وهي مجموعة العمليات التي تتمثل فيما هو داخل مؤسسة تعليم الكبار بجميع عناصرها من الأهداف والإدارة والتنظيم والمحتوي والمعلمون والمناهج والأساليب والأنشطة وغيرها من المكونات التي ترتكز جميعا على تعليم الكبار. - **العمليات** **Process**: وهي العملية التعليمية التي يتم فيها التفاعل بين المدخلات في اتجاه أهداف تعليم الكبار. - **المخرجات Outputs:** بمعني أن مخرجات تعليم الكبار تعطي للتنمية المجتمعية قدرتها على الحركة والتطور في ضوء الأهداف المجتمعية النابعة من فلسفة المجتمع وهي مؤشر لكفاية تعليم الكبار. مبادئ تعليم الكبار: أن النظرة الي تعليم الكبار بالمفهوم السابق تنطلق من مبادئ أصبحت تؤكد شــــــــــــمول النظرة الي تعليم الكبار وهذه المبادئ تشمل: 1. أن التربية لا تنتهي بمجرد انتهاء الفرد من المدرسة والتحاقه بالعمل، فهي عملية مستمرة طوال حياته. 2. وهذه العملية التربوية المستمرة تشمل جميع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والسياسية والمهنية للفرد. 3. أن الكبار يرغبون في التعليم وهم قادرون عليه باستمرار، غير أن قدراتهم على الدراسة والتعلم قد تضعف نتيجة الانقطاع عن التدريب والممارسة والانفتاح على الجديد، ولهذا فانه ينبغي توفير الفرص لاستمرار العملية التربوية حتى تنمو مهارات التعليم لديهم، وحتى تزداد قدرتهم على التفاعل مع الأخرين. 4. مراعاة احتياجات المشتركين والاستفادة بخبراتهم المختلفة في تنمية تعليم الكبار. 5. الاعتماد على قدرات جميع البشر والتصميم على إحراز التقدم طوال حياتهم. 6. إثارة الشغف بالقراءة وتنمية التطلعات الثقافية. 7. مراعاة الخصائص الشخصية للدارسين الكبار. 8. أثارة وتغذية اهتمام الدارسين من الكبار والتماس خبراتهم وتقوية اعتمادهم على أنفسهم وإشراكهم في جميع مراحل العملية التعليمية التي تتعلق بهم. 9. السعي الي اشتراك الراشدين من الأفراد والجماعات والمجموعات في اتخاذ القرارات على جميع مستويات العملية التعليمية. 10. الإسهام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع بأسره. 11. الاعتراف بأشكال التنظيم الجماعي التي أنشأها الكبار بغية حل مشكلاتهم اليومية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من العملية التعليمية. 12. الاعتراف بان كل شخص من الكبار وبحكم خبرته في الحياة يجعل في نفسه ثقافة تمكنه من أن يؤدي دور المتعلم والمعلم معا في العملية التربوية التي يسهم فيها. 13. أصبح تعليم الكبار حق ومسئولية من جانب الدولة في إطار التعليم المستمر سواء كان امتدادا أو بديلا للتعليم النظامي. 14. أن تعليم الكبار في إطار التعليم المستمر يعتبر استثمارا اجتماعيا واقتصاديا. 15. أصبح تعليم الكبار بدءا من محو الأمية وسيلة وغاية لتحقيق التنمية الكاملة لشخصياتهم والتفاعل مع بيئاتهم في إطار المواطنة الصالحة. 16. استغلال أوقات فراغ العاملين في دعم عملية التعليم المستمر عن طريق التعلم الذاتي والتعليم الموجه. 17. إتاحة الفرص الحقيقة لمشاركة الكبار في الحياة الثقافية للمجتمع لتضيق الفجوة بين الأجيال وزيادة وعيهم بما يمكنهم من القيام بدورهم الاجتماعي بصورة فعالة. أهداف تعليم الكبار: لتعليم الكبار مجموعة من الأهداف الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتي تركز على خدمة الإنسان وتحقيق رغباته وتوفير الحياة الكريمة له، وتتضح هذه الأهداف في الاتي: - تنمية الاستقلال الذاتي وروح المسئولية عند الأفراد والجماعات. - تعزيز القدرة على مواجهة التحولات التي تحدث في مجالات الاقتصاد والثقافة في المجتمع كله. - تشجيع التعايش ومشاركة المواطنين في حياة الجماعة مشاركة مثمرة وخلاقة. - تحقيق التكامل بين جهود التعليم النظامي وغير النظامي. - ابتكار صيغ وأساليب تعليمية تتلاءم والظروف المختلفة لمكونات الفئة المستهدفة مع تطوير مستمر للمناهج والامتحانات. - إتاحة فرص متعددة ومتنوعة للتعليم المستمر في المجالات الجاذبة مجتمعيا واقتصاديا (الحاسب الآلي- مهارات الاتصال). - التوسع في فرص مواصلة التعليم للمتحررين من الأمية وتوفير مواد قرائية للمتحررين من الأمية لتقليل نسبة الارتداد الي الأمية. - تطوير الاستعداد لاكتساب معارف ومؤهلات ومواقف أو أشكال جديدة للسلوك. - الاندماج الفعال للفرد في عالم العمل. - إيجاد التفهم والاحترام لاختلاف الثقافات. - تعزيز الوعي المتزايد للعلاقة بين الناس وبيئتهم الثقافية والمادية. - تطوير الفهم الناقد لاهم المشكلات المعاصرة والتغيرات الاجتماعية. - تنمية الفهم الناقد للمشكلات الكبرى المعاصرة والتغيرات الاجتماعية والقدرة على القيام بدور فعال في تقدم المجتمع من اجل العدالة الاجتماعية. - تنمية الوعي بالعلاقة بين البشر وبين بيئتهم المادية والثقافية وتشجيع الرغبة في تحسين البيئة واحترام وحماية الطبيعة والتراث المشترك والملكية العامة. - تنمية القدرة على فهم المشكلات المتصلة بتنشئة الأطفال. - تنمية الاستعداد نحو الاستخدام الأمثل لوقت الفراغ ونحو اكتساب المعرفة الضرورية المرغوب فيها. - تنمية الاستعداد لتعلم كيف نتعلم. أن الهدف الأساسي من تعليم الكبار هو مساعدة كل فرد على الإفادة من حياته علي أكمل وجه، وذلك بتزويده بالمهارات المعرفية والعملية التي تؤهله للتفاعل الناجح والآمن مع المجتمع الذي يعيش فيه في ظل المتغيرات العلمية والعالمية المعاصرة. **كما أن هناك أهدافا قومية لتعليم الكبار يمكن إجمالها فيما يلي**: - تقديم تعليم فعال في القراءة والكتابة والحساب للراشدين الذين لم يتلقوا أي نوع من أنواع التعليم النظامي. - توفير تعليم علاجي للشبان الصغار الذين تسربوا من النظام التعليمي الرسمي. - توفير تعليم تكميلي لفئات مختلفة من الذين أنهوا النظام المدرسي الرسمي بهدف تنمية مهاراتهم ومعارفهم الأولية. - توفير إعداد مهني وفني أثناء الخدمة لكل فئة من العمال وأصحاب المهن بهدف تحسين مهاراتهم. - تزويد البالغين بتعلم ثقافي وجمالي ومدني من اجل التوعية والتنويع. أهمية تعليم الكبار: **تبرز أهمية تعليم الكبار فيما يلي:** - تعليم الكبار وسيلة لدعم المساواة. - وسيلة لمنع التهميش. - هو وسيلة لتعزيز قدرات الكبار. - هو وسيلة لدفع التنمية في المجتمع. - ينظر إليه على انه داعما للديمقراطية، حيث ينمي لدي الفرد متطلبات المواطنة الصحيحة من حيث معرفة الحقوق والواجبات وممارسة الديمقراطية الصحيحة والمشاركة السياسية الواعية المتنورة. - مواكبة التغيرات العلمية والتكنولوجية والثقافية المتلاحقة في العالم. - إعداد المجتمع للتعايش الإيجابي مع الانفجار المعرفي الذي يشهده العصر. - حماية المجتمع من الجمود الذي يؤدي الي التخلف نتيجة للانعزال عن حركة التقدم والاكتفاء بما هو قائم. خصائص تعليم الكبار: خصائص تعليم الكبار يمكن إيجازها في الاتي: - تعليم الكبار ليس بديلا للنظم التعليمية المعروفة، ولكن مواز أو مكمل لها. - يساهم في تعليم الكبار هيئات ومؤسسات مختلفة (عامة، خاصة، تطوعية، دينية، حزبية، ثقافية). - يتضمن تعليم الكبار استراتيجيات تدريس مختلفة منها (التعلم الذاتي والجماعي، التعلم بالمراسلة عن طريق الإذاعة والتلفزيون وغيرها). - يختلف تعليم الكبار عن تعليم الصغار في سرعة الحصول على النتائج، فالصغير أمامه سعة من الوقت وهو ما زال في دور الإعداد ولا يتعجل امر تعلمه، أما الكبير يسعي للحصول على نتائج سريعة. - يقوم برنامج تعليم الكبار على أسس هامة ومنها أن يكون محتوي البرنامج وظيفيا ومرتبطا ارتباطا مباشرا بأهداف المتعلمين، وان يكون البرنامج مرنا بحيث يسهل تعديه ليتوافق مع المتطلبات والتغيرات المتلاحقة. - مرونة الحيز المكاني، ويقصد بها أن يكون الفرد قادرا على الدراسة بغض النظر عما إذا كان في القرية أو المدينة، والتالي تتحقق صلاحية الشهادة التي يحصل عليها من أي مكان. - المرونة بالنسبة الي السن ويقصد بذلك ألا تقتصر الفرص التعليمية على سن معينة، وإنما هي حق للجميع. - تختلف إدارة تعليم الكبار عن إدارة التعليم المدرسي أو النظامي، فإدارته ليست مركزة في بد جهة واحدة كوزارة التربية كما هو الحال في إدارة نظم التعليم القومية وإنما تتوزع إدارات تعليم الكبار بين وزارات وجهات وهيئات متعددة حكومية وأهلية أو خيرية أو تطوعية أو غيرها. - تخدم هذه البرامج الكبار مهما اختلف أعمارهم. - قد تعان هذه البرامج حكوميا، وربما لا تعان. - قد يمنح الدارسون في نهاية البرنامج دبلومات وشهادات. وظائف تعليم الكبار: يمكن القول بان هناك وظائف متعددة ومتكاملة لتعليم الكبار نوجزها في الاتي: 1. **الوظيفية الثقافية الاجتماعية:** حيث تتمثل ثقافة المجتمع في قيمه وعاداته وتقاليده ولغته والدين الذي يعتنقه ومعارفه ومعلوماته وأدواته المادية من مبان وآثار حضارية، كما لا يوجد فرد لا يمتلك بعضا من مكونات الثقافة إلا أن هناك بالطبع من يفتقدون البعض الآخر، ويأتي تعليم الكبار ببرامجه المتنوعة ليقدم ثقافة المجتمع الي الكبار ليواجهوا بها متطلبات حياتهم وأداء أدوارهم ومواجهة التحديات التي تقابل مجتمعهم في عالم سريع التغير. 2. **الوظيفة الاقتصادية:** وظيفة تعليم الكبار هنا لا تمثل عصا سحرية، يمكن من خلالها حل المشكلات الاقتصادية التي تواجه المجتمع، بل تبرز في إطار التكامل مع التعليم النظامي أو لتلافي أوجه القصور فيه، أو تقديم برامج التدريب المهني لمواجهة التغيرات التي حدثت في مجال العمل. حيث أن الركيزة الاقتصادية تحتاج لأفراد قادرين معرفيا وعمليا ومهاريا. العاملون في المجتمع من الرجال والنساء قوة تنموية هائلة إذا أحسن تعليمها، وبذلك فان النهضة الاقتصادية رهن بتعليم الكبار تعليما مستمرا، وتمكنهم من امتلاك الأدوات التي تقوم عليها هذه النهضة. 3. **الوظيفة السياسية:** أن تعليم الكبار يعتبر استمرار لتنشئة الأفراد الكبار تنشئة سياسية يكتسب الأفراد من خلاله معارف وقيم وسلوكيات سياسة قومية عالمية، وهو يعد مدخل مهم لتحقيق الديمقراطية، إذ أن الديمقراطية تقوم على المشاركة الفردية والجماعية في إدارة الحياة في المجتمع، وليس من المعقول أن تقوم هذه المشاركة على أساس من الجهل والأمية والاضمحلال الثقافي. ولذلك يجئ تعليم الكبار لينمي لدي الأفراد الوعي والمعرفة والاتجاهات والسلوكيات اللازمة لإيجاد مناخ ديمقراطي صحي، وإنجاح الديمقراطية كأساس للحياة الاجتماعية. في الدول النامية تبرز أهمية الوظيفة السياسية لتعليم الكبار من خلال ما تعيشه هذه الدول من مشكلات على مستوي السياسة العامة للدولة، وتتبلور هذه الوظيفة في الملامح الآتية: - التنشئة السياسية لقيادات الأحزاب. - تحقيق المشاركة السياسية. - دعم الانتماء السياسي للوطن والدولة. - دعم الممارسات الديمقراطية. **معايير تعليم الكبار:** هناك مجموعة من المعايير يحدد على ضوئها تعليم الكبار وهي: 1. **معيار الشمول والاستمرار:** وفي ضوء هذا المعيار ظهر مفهوم التعليم مدي الحياة الذي بضم التعليم المدرسي، والتعليم غير الرسمي بما فيه تعليم الكبار في وحدة متكاملة. وانه أيضا في إطار هذا المعيار ينطوي مصطلح التربية المستديمة والتعليم المستمر ثم تعليم الفرصة الثانية، حيث يلتحق الناجحون في برامج محو الأمية والمتابعة بالتعليم الرسمي. 2. **معيار الحد الضروري:** ويمثل هذا المعيار الحد الأدنى الضروري من التعليم الذي ينبغي أن يحصل عليه كل فرد من الراشدين، وقد ظهر بناء على ذلك مصطلح التربية الأساسية والتعليم الأساسي أو الأولي للكبار، ويعني البرامج التي تقدم لتعليم الكبار القراءة والكتابة والحساب والمهارات الاجتماعية والحياتية، وفهم أحوال البيئة والمجتمع المحلي بما يساعد على تحقيق مشاركتهم في المجتمع وتحملهم المسئولية. 3. **معيار الحركة الهيكلية:** ويؤكد هذا المعيار على تحرر تعليم الكبار من قيود وضوابط التعليم الرسمي، وقد أدي ذلك الي ظهور مصطلح التعليم خارج المدارس والتعليم غير النظامي، ويعني التعليم غير النظامي يناء على ذلك كافة الأنشطة التعليمية المنهجية التي تتم خارج إطار المؤسسات الرسمية للتعليم النظامي بتقديم أنواع مختارة من التعليم الي مجموعات فرعية من السكان الكبار منهم والصغار. 4. **معيار المنفعة:** وهو اهم معيار يؤثر في تعليم الكبار مفهوما وسياسة وإقبالا وإنجازا وتطبيقا، باعتباره تعليما وظيفيا يساعد الدارسين على الاندماج في الحياة والمشاركة فيها بفاعلية، وحل ما يواجههم من مشكلات ولذلك أخد تعليم الكبار شكل التعليم والتدريب المهني والتقني وبرامج الإرشاد الأسري والزراعي والتربية الأسرية وغيرها. 5. **معيار المصلحة الشعبية والجماهرية:** وينطلق هذا المعيار من دور تعليم الكبار في خدمة المحرومين وإسهامه في التنمية والتطوير والتحرر الوطني وخدمة مصالح الجماهير وتحقيق الوعي الاجتماعي والعرقي. مجالات تعليم الكبار: في البدء يجب الإشارة الي العديد من العوامل التي أثرت في مفهوم تعليم الكبار وفي تطوير الاستراتيجيات المختلفة التي اتبعت لهذا التعليم. وهذه العوامل هي: - **تغير النظرة العلمية والتربوية بشأن الكبار**: فقد أظهرت الممارسات المختلفة في التربية، والتطبيقات المتعددة في مجال تعليم الكبار عدة أمور هي: - - - - - لذا كان لتطور تعليم الكبار أثر كبير في تعدد مجالاته وتنوع مؤسساته، وهذا التطور نتيجة تفاعل متغيرات اقتصادية واجتماعية شملت معظم جوانب الحياة واختلفت من مجتمع الي آخر، كما أن المتغيرات التي يشهدها العالم اليوم فتحت الباب على مصراعيه أمام مجالات لا حصر لها ولا نهاية في تعليم الكبار، ولعل من اهم هذه المتغيرات العالمية المؤثرة في تطور مجالات تعليم الكبار ما يلي: - **الترابط العالمي**: حيث أصبحنا نشعر أننا مواطنين في كوكب واحد ومرتبطون ببعضنا البعض وبالأماكن والأحداث التي تجري على سطحه. - **الفكر الجديد**: الذي يفهم طبائع الأشياء في ضوء العلاقات المتشابكة والمترابطة بدلا من الفكر القادم الخطي المتجه دائما من اعلي الي أسفل. - **تطور الجنس البشري**: حيث يمتلك البشر الإمكانات والطاقات التي يمكن أن نطورها الي اعلي مستويات التعقيد والتكامل. - **الجماعية**: أي الانفتاح مع الآخرين والعمل معهم. وقد اتفق غالبية المتخصصين على أن يشمل تعليم الكبار المجالات الأساسية الآتية: 1. مجال محو الأمية. 2. مجال مواصلة التعليم. 3. مجال الدراسات الحرة. 4. مجال التدريب والتأهيل المهني. 5. مجال إعداد القيادات. 6. مجال تنمية المجتمع. **أولا: مجال محو الأمية:** وهو الحال الأكثر شيوعا في البلدان النامية، كما تشكل الأمية مشكلة كبيرة في العالم المعاصر فهي لا تتضمن فقط قرابة البليون أمي، ولكن هناك أيضا أكثر من مائة مليون طفل لا يمكنهم الالتحاق بالتعليم بالإضافة الي الأعداد التي لا تحصي من الشباب والكبار الذين يفشلون في استكمال تعليمهم لأسباب متعددة. وقد مر مفهوم محو الأمية بمراحل مختلفة، حيث تطورت مفاهيمه من فترة زمنية الي فترة زمنية أخري تبع الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي مر بها العالم. وفيما يلي يمكن إيجاز مراحل تطور مفهوم محو الأمية: **المرحلة الأولي: محو الأمية الهجائية:** بدأت جهود محو الأمية في بعض الدول في العقد الثاني من القرن العشرين، وقد كان مفهوم محو الأمية في ذلك الوقت لا يتعدى القراءة والكتابة عن طريق تعلم الحروف والمقاطع وبعض الكلمات، أي لم تهتم برامج محو الأمية الأبجدية إلا بتعليم مهارات التواصل اللغوي من قراءة وكتابة، وتحدث واستماع والمهارات الرياضية الحسابية والهندسة الأساسية. النقد الرئيسي الموجه لهذا المفهوم هو انفصاله وبرامجه عن أي نشاط تربوي أو اجتماعي أو اقتصادي، واعتبار الأبجدية هدفا في حد ذاتها مما جعلها عديمة الجدوى غير جاذبة للدارسين ومن هنا جاءت فكرة التربية الأساسية. قد أسهمت العوامل السياسية والليبرالية في انتشار صيغ تعليم الكبار ومؤسساته طوال القرن التاسع عشر وائل القرن العشرين، فكانت اتحادات العمال هي أول من أدرك أهمية النشاط التعليمي للكبار، ثم حذت حذوها فئات اجتماعية أخري وهيئات عامة، وكان الهدف من ذلك السعي تحقيق الديمقراطية التي تتطلب مشاركات من جانب أعداد كبيرة من الناس في الشئون العامة والسياسة وهذا يصبح غير متاح بحق ما لم يتوافر في كل وقت وفي كل مكان ولكل الفئات. **المرحلة الثانية: محو الأمية في إطار التربية الأساسية:** ظهر في أربعينات القرن العشرين عقب الحرب العالمية الثانية مفهوم التربية الأساسية لمواجهة مشكلات الفقر والجهل والمرض، وتعرفه اليونسكو بانه \"الحد الأدنى من التعليم الذي يهدف الي مساعدة الصغار والكبار الذين لم يستفيدوا من مؤسسات التعليم النظامي حتى يستطيعوا أن يتفهموا مشكلات بيئاتهم ويعرفوا حقوقهم وواجباتهم كمواطنين وأفراد ويشاركون بفعالية في المناشط الاقتصادية والاجتماعية\". والمفهوم نجده يركز علي: - تقديم حد ادني من المعارف والمهارات كشرط أساسي لبلوغ مستوي معيشي مناسب. - ربط محو الأمية بجهود رفع مستوي المعيشة وتحسين الحياة الاجتماعية. **المرحلة الثالثة: محو الأمية الوظيفية:** ظهرت فكرة محو الأمية الوظيفية في ميدان محو الأمية في الستينات من القرن العشرين، حيث ذُكر في توصيات المؤتمر الثاني لتعليم الكبار المنعقد في مونتريال بكندت سنة 1960 م ضرورة تبني يعض الطرق والأساليب التعليمية الجيدة التي يمكن الاستفادة منها في الحراك المهني والاجتماعي. وتهتم برامج محو الأمية الوظيفية بتوجيه جميع الجهود الي إتاحة الفرص للدارسين لاكتساب مهارات تفيدهم في عملهم يستخدمونها في مجالات تطبيقية أساسية. ويستند مفهوم محو الأمية الوظيفية على عدد من الأسس أهمها: - التكامل مع خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وخطط التعليم العام. - الاتساق مع مجالات تعليم الكبار المستمر مدي الحياة. - التخطيط فلا مجال للارتجال فيه. - المشاركة، فجهد الأطراف المعنية بالإنتاج ضروري. **المرحلة الرابعة: محو الأمية في إطار التعليم المستمر:** لقد اختلط مفهوم التربية المستمرة ولا يزال يختلط في بعض الأحيان بمفهوم تعليم الكبار حيث تركز الاهتمام حول مبدأ \"تنمية التعليم الذاتي للكبير الذي سبق تعلمه\" ويقصد بالتربية المستديمة (جميع الأنشطة والجهود التربوية النظامية، واللانظامية والعرضية التي يتعرض لها الفرد في حياته). ويقوم هذا الاتجاه انطلاقا من أن المتحررين حديثا من الأمية يرتدون إليها مرة أخري ما لم تتوافر لهم استراتيجيات مناسبة للتعلم ومواصلته مدي الحياة. ولضمان نجاح برامج محو الأمية في إطار التربية المستديمة لابد من توافر الشروط الآتية: - الارتباط بالجهود المبذولة الساعية الي تمكين الفرد من التعامل مع مختلف المواقف التي يقابلها الفرد في حياته. - انتقال المجهود الرئيسي في العملية التعليمية من المعلم الي الدارس بحيث يقوم الأخير بالجهد الأكبر في عملية التعلم. - وجود بيئة اجتماعية وثقافية فعالة لتعلم الكبار. - وجود نظام فعال لتعليم الكبار. **ويتحقق هذا الاتجاه من خلال المراحل التالية:** - **مرحلة ما قبل محو الأمية**: لتحقيق الاحتياجات التعليمية وتهيئة مناخ مناسب لمحو الأمية عن طريق الاتصال الجماهيري. - **مرحلة محو الأمية**: وتشمل الجهود القائمة لاكتساب مهارات الاتصال الأساسية والمهارات المهنية وجوانب الثقافة العامة بما يحقق المعاصرة. - **مرحلة ما بعد محو الأمية**: ويقصد بها كل نشاط يوظف استراتيجيات التعلم ليتمكن الفرد من. - **مرحلة تثبيت المهارات الأساسية المكتسبة**: ومواصلة التعلم الي أقصى حد تؤهله له قدرات الفرد. **ويمكن تمثيل المراحل السابقة بالرسم التخطيطي التالي:** ![](media/image3.png) ثانيا: مجال مواصلة التعليم: وهذا المجال من أكثر مجالات تعليم الكبار أهمية، ويعتبره البعض بمثابة الموجه القادمة في مجال تعليم الكبار خلال القرن الحادي والعشرين، وذلك لتحقيق نوعين أساسيين من الأهداف: - **النوع الأول**: أهداف مهنية، تتعلق بمساعدة الأفراد في الارتقاء بمستوي مهاراتهم وكفايتهم، ومساعدتهم كذلك على الوفاء بالأهداف المهنية الوظيفية. - **النوع الثاني**: يتعلق بمساعدة الأفراد على اكتساب فهم أعمق للعالم من حولهم والمتغيرات التي تدور فيه. وفي هذا الإطار يقدم تعليم الكبار من خلال مؤسسات التعليم الموازي فرصا تعليمية لنوعيات مختلفة من الأفراد، والتي تتميز بعدم وجود القيود والضوابط المتشددة الموجودة في مؤسسات التعليم النظامي مثل شرط السن، وتوقيت الدراسة وغيرها مما يتيح حرية الحركة، ويعتبر هذا النوع من التعليم تعليم غير نظامي بالمعني المألوف وبشكل يسمح بالحصول على شهادات تعادل ما يقدمه التعليم الرسمي. ويمكن أن نميز بين ثلاثة أنواع من مؤسسات هذا النوع من التعليم (التعليم الموازي): 1. **مؤسسات لمواصلة التعليم العام:** ومنها المدارس التي تخص الدراسة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة والتي تشرف عليها عادة وزارة التربية والتعليم. 2. **مؤسسات لمواصلة التعليم العالي والجامعي:** يقتصر قبول الدارسين على كليات نظرية معين مثل كلية الآداب وكلية القانون وكلية الاقتصاد، حيث لا تحتاج التفرغ الكامل للدراسة ويقتصر حضور الطلبة غالبا في نهاية العام، ويقبل الكبار على هذا النوع من التعليم إما للحصول على مؤهل جامعي لأول مرة بهدف تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، أو يقبل عليه البعض بهدف الحصول على مؤهلات دراسية بعد حصولهم على الشهادة الجامعية الأولي. 3. **مؤسسات التعليم الجامعي المفتوح والتعليم عن بعد:** وفيها يلتحق الكبار للحصول على مؤهل دراسي معين. **والتعليم المفتوح**: هو ذلك النوع من التعليم الذي يؤكد على حرية الدارس في الاختيار وعلى استخدام الوسائط التعليمية وطرق التدريس المرنة، وهو تعليم يمكن الدارس من التعليم في الوقت والمكان المناسبين لظروفه واحتياجاته، وكما انه يتمركز حول الدارس بدلاً عن المؤسسة التعليمية، ومحوره الأساسي التعليم الفردي المستقل ويتخطى كافة الأشكال والعوائق التي تعيق التعليم سواء أكانت اجتماعية أو اقتصادية أو تعليمية أو مكانية أو زمانية أو غيرها. **ويهدف التعليم الجامعي المفتوح الي:** - منح فرصة ثانية لمن فاتتهم الفرصة في الانتظام في الجامعات التقليدية، إما لعدم وجود مكان لهم في الجامعات التقليدية أو لهدم قدرتهم على الانتظام لوجود عوائق مثل العمل لكسب العيش. - سد الفجوة في قوة العمل الفنية في بعض الأقطار حيث يصعب على الجامعات التقليدية الوفاء بذلك، وخير مثال علي ذلك الجامعة المركزية للراديو والتلفزيون في الصين. - تحسين نوعية التعليم في الدول النامية. - تقديم برامج التعليم والتدريب المستمر للأفراد العاملين وربات البيوت بحيث تحتاج هذه الشريحة من المجتمع الي خطة مرنة لكي تستطيع تطوير وتحسين نفسها. - رفع مستوي المعلمين وتحقيق التنمية المهنية المستمرة لهم. **التعليم عن بعد**: فيعرف بانه \"هو ذلك النوع من التعليم المعزز بالوسائط التقنية المتعددة التي يمكن عن طريقها ضمات تحقيق اتصال مزدوج بين المعلم والمتعلم، بشرط أن يتم ذلك داخل إطار (معهد- مركز- جامعة) يضمن توفير المادة التعليمية وتوصيلها للمتعلم، ويوفر فرص اللقاء المباشر وجها لوجه بين المعلم والمتعلم كما هو حادث في التعليم التقليدي وفق برنامج معين\". ويقصد بأسلوب التعلم أو التعليم عن بعد الي انه مجموعة من الأنظمة لإحداث تعليم وتعلم بإرسال المعلومات والخبرة من مكان لآخر لمنفعة المتعلم، حيث لا يشترط وجود المعلم والمتعلم في مكان واحد، وهي في ذلك تستخدم وسائل اتصال متعددة وقد يستخدم بمعني التعليم عن بعد أو بمعني التعلم عن بعد وفقا للهدف المستخدم فيه، ففي الحالة الأولي يقصد به استكمال التعليم بهذه الأساليب بدلا من التعليم التقليدي داخل مؤسسة تعليمية، أما في الحالة الثانية فان الاستخدام يكون أوسع ترجمة لمفهوم التعلم مدي الحياة بكل ما يحمل هذا المفهوم من امتداد تعلم أفراد طوال الحياة وهو ما تفرضه تحديات القرن الحادي والعشرين. وقد استخدم حديثا بدلا من التعليم عن بعد نظرا لما يتضمنه مفهوم التعلم من اتساع وشمول وهو ما يتفق مع التوجهات الحديثة. **وتنطلق فلسفة التعليم عن بعد من المسلمات الآتية:** - أن التعليم حق أساسي لجميع الأفراد باختلاف مواقعهم الاقتصادية والاجتماعية، واختلاف أجناسهم وأعمارهم لذا وجب توفيره بصوره أكثر كفاية وعدلا لجميع الراغبين. - أن الأساليب التقليدية تقوم على إبراز دور المتعلم أكثر من المعلم، فقد أن الأوان للبحث عن بدائل جديدة تمكن المتعلم من مسايرة الانفجار المعرفي. - يحتاج التعليم عن بعد الي توفير الظروف الملائمة مثل المشرف الأكاديمي الكفء والقادر على تحقيق التعليم عن بعد واستخدام طرق التعلم الذاتي في بناء المادة التعليمية. - يساير التعليم عن بعد متطلبات التغيرات المستقبلية، فمن المتوقع أن يشهد المستقبل العديد من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، وهذه التغيرات سوف تؤثر على أنماط التعليم والتعلم. - كم تقوم فلسفة التعليم عن بعد على المرونة في توزيع المقررات بحيث تناسب طبيعة الطلاب، فمثلا في الجامعة المفتوحة بالمملكة المتحدة توزع المقررات وفقا لنظام الساعات المعتمدة الذي يهيئ للدارسين أكبر فرصة للاختيار بما يتناسب مع ظروفهم المختلفة. **ويمكن إيجاز اهم مميزات التعليم عن بعد في النقاط التالية:** - أساليبه التعليمية أكثر جاذبية وتشويقا، فالمواد معدة بعناية فائقة تخدم أغراض التحصيل العلمي الميسر والمركز ومدعمة بالتقويم الذاتي. - يعتمد على أكثر من وسيلة في نقل المعلومات للمتعلمين، حيث تتعدد وسائله ومصادره بدلاً من الاعتماد على مصدر واحد كما هو الحال في التعليم التقليدي. - يعتبر التعليم عن بعد طريقة جيدة في التعليم على أساليب مغايرة لا تستخدم في نظم التعليم التقليدية. - مرونته في القبول والتعليم والتعلم، حيث أصبح بإمكان المتعلم استقبال تعليمه في أي وقت واي مكان. - يعتبر اقل تكلفة من نظم التعليم الأخرى (التعليم التقليدي). وعلي المستوي المحلي أو على المستوي العالمي توجد العديد من الجامعات المفتوحة منها: **الجامعة المفتوحة ببريطانيا: Open University in Britain** أنشئت عام 1971 م بغرض تقديم التعليم الجامعي للكبار (21 سنة فما فوق)، والذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالتعليم الجامعي لأي سبب من الأسباب، فهو يعطي الفرصة لاستكمال دراستهم الجامعية في نفس الوقت الذي يقومون فيه بأعباء معيشتهم، والجامعة المفتوحة ببريطانيا جامعة مستقلة أكاديميا، ويمكن للطالب الملتحق بها الحصول على الدرجة الجامعية الأولي (B A) وكذلك الاستمرار في دراساته العليا ويتم ذلك بالدراسة في المنزل غالبا. **ومن سمات الجامعة المفتوحة ببريطانيا ما يلي:** - تعتمد الجامعة على النظام المتعدد الوسائل Multi- Media System في نظامها التعليمي، وهي تمثل أول تجربة في بريطانيا تتبع هذا النظام في نسق متكامل من خلال مواد المراسلة وبرامج الإذاعة والتلفزيون والحقائب التعليمية منزليا Home Experimental Kits. - تضع وتصمم الجامعة مناهج الدراسة الخاصة بها، حيث أن المواد الدراسية وطرق التدريس فيها لها طبيعتها الخاصة، وتتكون الجامعة من ست كليات هي الآداب، والعلوم الاجتماعية، والدراسات التربوية، والرياضة، والعلوم والتكنلوجيا. وتمنح الجامعة درجاتها العلمية الخاصة بها. - يمكن للطالب الحاصل على البكالوريوس من الجامعة المفتوحة أن يلتحق بالجامعات الأخرى للحصول على درجات في الدراسات العليا، وكذلك يمكن التحويل بين كليات الجامعة والكليات المناظرة في الجامعات الأخرى. **جامعة ماليزيا المفتوحة the open university Malaysia** جامعة ماليزيا المفتوحة من أكبر مؤسسات التعلم عن بعد في ماليزيا، ويبلغ عدد الطلاب المقيدين بها 50000 طالب، وفي مجال التعليم والتعلم، تتبني الجامعة مدخل التعليم المختلط Blended Approach والذي يجمع بين مواد التعليم التقليدية ومواد التعلم الإلكتروني من خلال نظام لإدارة التعلم Learning Management System. وقد اعتمدت الجامعة نظام التعلم الرقمي Digital Learning ليضم طلاب من مختلف المناطق الجغرافية داخل وخارج الدولة للمشاركة في بيئة تعلم تعاونية. وقد أنشئت جامعة ماليزيا المفتوحة عام 2000 م، من قبل شركة مكونة من اتحاد إحدى عشرة جامعة حكومية في ماليزيا، ويتمثل الهدف الأساسي من إنشائها في تفعيل ديمقراطية التعليم العالي وتحقيق مبدأ الإتاحة للجميع بحيث يتسنى لجميع الراغبين في الدراسة والذين لم تتوفر لهم فرصة التعلم من قبل الانتساب للجامعة دون التقيد ببرامج زمنية معينة، وكذلك تخطي القيود الجغرافية، والاستفادة من نظم التكنلوجيا والمعلومات لتحقيق أفضل نوعية من التعلم. وتمنح الجامعة درجات علمية بدءا من الدبلوم وحتى الدكتوراه، وتتضمن برامج في مجالات متنوعة ومتقدمة وأكثرها شيوعا: إدارة وتكنلوجيا المعلومات والتخصصات التربوية. وتتضمن برامج تعليم المباشر Face- to Face Instruction والتعليم الإلكتروني On- Line Learning في إطار نظام شامل لإدارة التعلم والتعلم الذاتي Self- managed Learning واتفاقا مع رغبة الحكومة الماليزية في نشر أهداف التنمية والتعلم مدي الحياة فقد جعلت جامعة ماليزيا المفتوحة مركزا قوميا لتقييم التعلم National Assessment Center. ثالثا: الدراسات الحرة: في هذا المجال نجد أن فئة الكبار قد حصلت على قدر مناسب من التعليم ولكنها مع ذلك ترغب في زيادة معلوماتها حول موضوع معين، أو تكوين مهارة خاصة يستكملون بها ثقافتهم أو مطامحهم، ومنا ظهرت في المجتمع العديد من المؤسسات التي تسعي الي تحقيق هذا الغرض منها: **أ) مراكز الخدمة العامة التابعة للجامعات:** تتميز برامجها بالتنوع والمرونة وتتناول موضوعات وفق واحتياجات العاملين بمختلف مرافق الحياة العامة. وتقوم فلسفة الخدمة العامة على اعتبار أن: - التعليم لا ينتهي بالتخرج من العليم النظامي الي الحياة العملية، فهو عملية مستمرة تتناول شتي مناحي الحياة. - أن الكبار بحكم طبيعتهم يرغبون في التعليم ولكن تضعف قدرتهم على تحقيقه ولهذا يبدو أهمية إتاحة الفرصة لهم لاستمرار عملية التعليم. - تكمن في الإنسان طاقات متعددة ولكن الافتقار الي المعرفة كثيرا ما يجعل من المتعذر توجيه تلك الطاقات. **ب) مراكز وبرامج الثقافة العمالية:** هي تسعي الي النهوض بمسئوليات التربية الثقافية والقومية للعمال مثل الجامعة العمالية في مصر. **ج) مراكز تعليم اللغات:** وتقدم من خلالها برامج لتعليم الأجنبية المختلفة، وتسير هذه المراكز غالبا على نظام الدورات الدراسية تستغرق كل دورة عادة ما بين شهر وثلاثة أشهر، وفي بداية كل دورة يعقد امتحان لتحديد مستوي الدارسين لتسكينهم، كما تنتعي الدورة باختبار تحصيلي لتحديد المستوي الجديد. رابعا: التدريب والتأهيل المهني: في هذا المجال نجد فئة من الكبار في حاجة الي تأهيل لأنهم لم يعدوا أساسا للعمل الذي التحقوا به، كما نجد فئة أخري من الكبار في حاجة الي تدريب لرفع مستواهم في مجال تخصصهم حتى يتكيفوا مع نوعية العمل الجديد، في هذا الإطار نجد العديد من المؤسسات التأهيلية والتدريبية المنتشرة في مجتمعاتنا العربية يطلق عليها (مركز التدريب السريع، مراكز التكوين المهني، أقسام التدريب بالوزارات المختلفة، تدريب العاملين بالخدمات العسكرية). وفي ضوء ما سبق نعني بالتأهيل إقامة برنامج لتدريب الكبار للعمل في وظائف جديدة لم يعدوا أساسا للعمل بها، كما نجد أيضا فئة أخري من الكبار في حاجة الي تدريب لرفع مستواها في مجال تخصصها حتى تتكيف مع نوعية العمل الجديد. وبعد التدريب والتعليم في الصناعة والزراعة والتجارة والتقنيات والمشاغل التربوية المتخصصة التي تعقد للبحث وتبادل المعرفة ضمن مجالات تعليم الكبار في أثناء الخدمة، ولذلك تحرص المؤسسات على ترقية مهارات عامليها وموظفيه عن طريق هذه الاجتماعات المتخصصة، لأنها تسهم في تحسين كفاياتهم ومهاراتهم في العمل الذي يمارسونه أثناء الخدمة. خامسا: مجال إعداد القيادات: وهو مجال مهم لقيادة الأنشطة المختلفة على أسس سليمة وهو أكبر من أن يكون مجالا للتدريب، لأنه: **أولا**: يسبق تولي الأفراد لوظائف إشرافية اعلي، **ثانيا**: لأنه يتيح فرص اكتساب خبرات العمل الإشرافي القيادي التوجيهي. وفي هذا المجال تعمل العديد من المؤسسات نذكر منها على سبيل المثال مراكز البحوث والاستشارات، ومراكز إعداد القيادات الإدارية والفنية التابعة للوزارات المختلفة. سادسا: مجال تنمية المجتمع: ويقصد بتنمية المجتمع انه حركة تستهدف تحقيق حياة أفضل للمجتمع المحلي، عن طريق المشاركة الإيجابية للأفراد أو من خلال مبادرة المجتمع المحلي نفسه، وهذا المجال يهدف الي تحسين معيشة وظروف المجتمع ككل وهو مفهوم يتسع ليشمل جميع نواحي الحياة الاجتماعية من شئون صحية واقتصادية واجتماعية ومهنية وثقافية. **وترتكز تنمية المجتمع على الأسس التالية:** 1. مشاركة المجتمع المحلي، 2. التكامل بين مختلف أنواع الخدمات المتصلة بعملية التنمية، 3. الاستناد الي خطة قومية للتنمية، 4. العمل في إطار سياسات وتشريعات وقواعد إدارية ثابتة. **وتتضمن تنمية المجتمع ثلاثة أنواع من الخدمات وتتضمن كل خدمة عددا من المجالات تتمثل فيما يلي:** **الخدمات المباشرة:** مثل الإرشاد الزراعي، والاقتصاد المنزلي، والخدمات الصحية، والتعليم ومحو الأمية، والتدريب المهني، والصناعات اليدوية، وتنظيم الجمعيات التعاونية وغيرها من الخدمات التي تقدم للأفراد مباشرة. **الخدمات المساعدة:** وهي التي لا ترتبط بأفراد المجتمع ارتباطا مباشراً وإنما تتضمن وظائف مثل التدريب للعاملين والبحث والتدريب والتجريب في مجالات تتصل بالمشكلات التي يواجهها العاملون في الميدان، كما تتضمن أيضا تنظيم وإدارة تقديم الخدمات الفنية التي تتضمنها برامج تنمية المجتمع. **الخدمات العامة:** وهي التي لا يكون لها تأثير مباشر على الأفراد وأعضاء المجتمع المحلي ولكنها ضرورية لنجاح برامج تنمية المجتمع، كإنشاء الطرق والمواصلات والمصانع. ويجدر الإشارة هنا أن هناك نوعا من التكامل والترابط والتنسيق بين هذه الأنواع الثلاثة من الخدمات. تعليم الكبار في الحضارة الغربية ولقد اهتمت جميع الحضارات القديمة والحديثة بفكرة التربية والتعليم باعتبارها عامل ومطلب ضروري لاستمرار هذه الحضارات وتعاقبها عبر العصور، فعملية التعليم تستمر باستمرار الإنسان، وذلك لأن العلم في المجتمعات البدائية يهدف إلى تنمية الفرد من أجل معرفة أسس ومبادئ العيش الأساسية والدفاع عن النفس من الأخطار. ثم بدأت العملية التعليمية في ذلك الوقت تأخذ منحى آخر، فأصبح هدف التعليم الرئيسي البحث عن المطالب الأساسية للعيش بشكل بدأ يقوم فيه الكبار باستخدام السلاح، وتعلم فنون الصيد وركوب الخيل وبناء المنازل وتوفير الغذاء، وهي أمور مستمرة لا تنقطع لأهميتها في استمرار الحياة في تلك العصور. ولأن الكبار هم من يستطيع مواجهة تحديات ومطالب الحياة، وهم الأقدر على تغيير الحياة وترجمة الأفكار إلى واقع، ومن خلال هذه التحديات والمطالب تعلم الكبار عبر العصور الكثير من الخبرات والمهارات والسلوكيات، ومن ذلك تعلم الزراعة وإنتاج الطعام وظهور الصناعات الحرفية، وفنون القتال، ثم بدأ الكبار مع تقدم الوقت باكتساب العلوم والمعارف المختلفة التي ساعدت في تقدم الحضارات وتنمية المجتمعات. والواقع أن تعليم الكبار مجال قديم قدم الإنسان، وله جذور متأصلة في أعماق التاريخ البشري القديم رغم أنه لم يتأصل في نظريات وفلسفات وممارسات منظمة إلا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر بسبب النهضة الصناعية واتساع الحركة العلمية والفنية وانتشار المبادئ الديمقراطية مع ظهور التحولات الاجتماعية المختلفة في الدول الأوروبية. **تعليم الكبار في الحضارة اليونانية:** لقد كانت الحضارة الإغريقية من أعرق الحضارات القديمة من حيث السياسة، والفكر، والفن، وقد انقسمت الحضارة اليونانية الى ثلاثة أقسام، أولها الحضارة الهومرية (وهي حضارة ما قبل التاريخ)، والحضارة اليونانية القديمة التي كانت بدورها تنقسم إلى حضارة إسبرطة وحضارة أثينا (776 - 479 ق.م)، ثم الحضارة اليونانية الحديثة (479 - 338 ق م). ولقد وضع الإغريق للتربية مبادئ وأسس، وحددوا لها وسائل وطرق متنوعة، إلا أنها قد اختلفت الأهداف التربوية في بلاد الإغريق تبع ا لظروف الحياة، فكانت أثينا المتقدمة هي بلد الديمقراطية، وكانت المُثُل فيها تختلف عما هي عليه في \"إسبرطة\" الدولة العسكرية، فالتربية في ?