السايكودراما للأطفال ذوي الفئات الخاصة PDF

‫السيكودراما‬ ‫لذوي الفئات‬ ‫اخلاصة‬ ‫أعداد وجتميع‬ ‫د‪ /‬عزة عوض‬ ‫‪1‬‬  ‫الفصل االول مدخل إلي السيكودراما‬ ‫مقدمة عن السيكودراما‬ ‫تعددت وظائف الفنون عامة والمسرح خاصة إزاء ما يطرحه من أفكار‬ ‫ومفاهيم وما يقدمه من قضايا فلسف...

‫السيكودراما‬ ‫لذوي الفئات‬ ‫اخلاصة‬ ‫أعداد وجتميع‬ ‫د‪ /‬عزة عوض‬ ‫‪1‬‬  ‫الفصل االول مدخل إلي السيكودراما‬ ‫مقدمة عن السيكودراما‬ ‫تعددت وظائف الفنون عامة والمسرح خاصة إزاء ما يطرحه من أفكار‬ ‫ومفاهيم وما يقدمه من قضايا فلسفية تخص ماهية الحياة‪ ،‬وكذلك ما يقدم‬ ‫من قضايا تقترب من حياة اإلنسان وهمومه وطموحاته‪.‬وألهميته هذه‪،‬‬ ‫وظف لعالج بعض األمراض النفسية خاصة‪ ،‬وأطلق على عملية العالج‬ ‫هذه عبارة (السيكودراما)‪.‬تبلورت هذه الفكرة‪ ،‬فكرة العالج بالدراما أو‬ ‫المعالجة بالتمثيل المسرحي (السيكودراما) عام ‪ 1221‬في ذهن مورينو‬ ‫الطالب في كلية الطب في فيينا‪.‬هذا الطالب شغف بالفنون المسرحية‬ ‫ونتيجة لشغفه هذا‪ ،‬أخذ يحلم بإعادة المسرح إلى عفويته عن طريق منح‬ ‫الممثل أكبر قسط من الحرية عند أداء دوره‪ ،‬وذلك بوضع فكرة معينة‬ ‫ويترك للممثل بعد ذلك حرية معالجة وتجسيد هذه الفكرة‪.‬وعادة ما ينضم‬ ‫الممثل الذي يقوم بتجسيد هذه الفكرة إلى فرقة مسرحية تعنى بهذا النوع‬ ‫من العروض المسرحية‪ ،‬وهذه الفرقة تعمل تحت اشراف شخص يكلف‬ ‫بإدارتها‪.‬وغالبا ما يكون هو المؤلف والمخرج والمتابع لشؤون الممثلين‪،‬‬ ‫وال تكتمل مثل هذه العروض اال باستدعاء جمهور غير تقليدي يساهم في‬ ‫موضوع المسرحية التي تعرض أمامه من خالل طرح االسئلة على مقدمي‬ ‫العرض‪ ،‬وكذلك تبادل اآلراء حول الموضوع الرئيس للمسرحية‪ ،‬والتنوع‬ ‫وتعدد الشخصيات في العرض المسرحي الواحد يضطر الممثل إلى تجسيد‬ ‫هذه الشخصيات في سبيل ايصال فكرة المسرحية إلى المتلقي الذي هو‬ ‫غالبا ما يشارك فريق العرض في النقاش حول فكرة العرض المسرحي‪.‬‬ ‫وبقدر ما كانت هذه العروض المسرحية ال تمتلك شروط نجاحها بسبب‬ ‫‪2‬‬ ‫عدم التزام الممثل بحركة معينة‪ ،‬وكذلك بسبب الطرح المباشر للموضوع‪،‬‬ ‫فإنها لفتت أنظار المعنيين إلى جوهر المشكلة التي يعاني منها الممثل في‬ ‫حياته العامة‪ ،‬وتشخيص بعض األمراض النفسية‪ ،‬وعالج المرضى الذين‬ ‫أغلبهم من الممثلين المشتركين في مثل هذا النوع من العروض‪.‬وبتكرار‬ ‫هذه العروض التي تبناها ج‪.‬ل‪.‬مورينو‪ ،‬المار ذكره انبثقت فكرة العالج‬ ‫عن طريق الدراما التي أخذها األطباء النفسانيون بنظر االعتبار بحيث‬ ‫وضعوا لها أسسا خاصة بها ومرتكزات وهذا ما سوف يتم تناوله فيما يلي‪.‬‬ ‫نشأة العالج النفسي بالسيكودراما (‪)Psychodrama‬‬ ‫العالج النفسي بالسيكودراما ‪.Psychodrama‬نشأة العالج النفسي‬ ‫بالسيكودراما (‪ :)Psychodrama‬ترجع بدايات استخدام السيكودراما‬ ‫إلى ما يقارب ‪ 01‬عامًا مضت (أي منذ عام ‪1211‬م) في فيينا على يد‬ ‫“جاكوب ليفي مورينو ‪ ،”Jacob Levy Moreno‬حيث نشأت‬ ‫السيكودراما من تجارب “مورينو ‪ ”Moreno‬في المسرح‪ ،‬وبالرغم من‬ ‫كونه طبيبًا نفسيًا‪ ،‬إال أنه كان يحب المسرح‪ ،‬ولكن تعامله معه لم يكن كأي‬ ‫مسرح تقليدي‪ ،‬بل اعتمد على نموذج من التمثيل الهادف إلى اثارة االبداع‬ ‫عند الممثلين خاص ًة أن القصة المسرحية كانت تبتكر بشكل عفوي دون‬ ‫تحضير مسبق انطال ًقا من المواضيع اآلنية‪ ،‬كما اكتشف “مورينو‬ ‫‪ ”Moreno‬أنه عند السماح لألطفال بالتعبير التلقائي عن مشكالتهم فإنهم‬ ‫يحققون نتائج عالجية ال بأس بها‪.‬نشأ مفهوم الدراما النفسية كتقنية‬ ‫تصحيحية نتيجة تجربة قام بها جيه إل مورينو‪.‬مثل هذه التجربة سميت‬ ‫فيما بعد بـ "المسرح العفوي"‪.‬وألول مرة ‪ ،‬فكر مورينو في العنصر‬ ‫العالجي لتقنيات األلعاب عندما رأى كيف أن األطفال الذين يسيرون في‬ ‫‪3‬‬ ‫حدائق فيينا لعبوا خياالتهم الخاصة‪.‬أثناء تجارب اللعب ‪ ،‬الحظ مورينو‬ ‫أن العفوية تنشأ ‪ ،‬واإلبداع يتم إنتاجه ‪ ،‬وينشأ اتصال عاطفي حقيقي يربط‬ ‫المشاركين في الموقف ‪ ،‬ما يسمى التنفيس ‪ ،‬الذي يساعد األفراد واألفراد‬ ‫على تحقيق النشاط اإلبداعي ‪.‬‬ ‫مؤسس ومنشأ علم السيكودراما (المسرحية النفسية)‬ ‫نشأت السيكودراما من تجارب مورينو في المسرح‪ ،‬إذ فضالً عن كونِه‬ ‫طبيبًا نفسيًا‪ ،‬فقد كان يتعا َمل مع المسرح‪.‬ولكن ليس كالمسرح التقليدي‪.‬‬ ‫فقد ابتكر مورينو نموذجً ا من التمثيل يهدف إلى إثارة اإلبداع عند الممثلين‬ ‫حيث كا َنت القطعة المسرحية ُتب َت َكر في وقت تواجد الممثلين م ًعا دون‬ ‫تحضير مس َبق‪ ،‬وذلك انطال ًقا من موضوع ما ي َ‬ ‫ُطرح في اللحظة ذاتِها‪.‬‬ ‫وكان كل شيء ابتكارً ا ضمن جما َعة‪.‬وفي اللحظة نفسِ ها التي كان يجري‬ ‫فيها هذا االبتكار‪.‬ومن هنا أتى ما يُسمَّى بـ"المسرح العفوي"‪.‬وكان ذلك‬ ‫مسرح العفوية‪ ،‬والتي ع ُِر َفت بـ"حالة بار َبره‬ ‫َ‬ ‫اعتبارً ا من حالة حصلَت في‬ ‫ك مورينو ‪ Moreno‬القدرة‬ ‫‪."Barbara‬فمن خالل هذه الحالَة أدر َ‬ ‫للمسرح فأع َّد نظر َّي َته للسيكودراما (المسرحية النفسية) ك َع َم ِل‬ ‫َ‬ ‫العِالجية‬ ‫ممثلَة في جمعية مورينو للمسرح العفوي (التلقائي)‪.‬‬ ‫عالجي‪.‬كا َنت بار َب َره ِّ‬ ‫وفي السا َعة التي ابتكروا فيها األدوار‪ ،‬كا َنت ت َّتخِذ دومًا أدوار المرأة‬ ‫الطيبة‪.‬أما جورج وهو متفرِّ ج معتاد لمسرح العفوية‪ ،‬قد وقع في حب‬ ‫نقيض ما‬ ‫َ‬ ‫وأظهرت بار َب َره في الحياة اليومية المشتركة‬ ‫َ‬ ‫با َب َره‪ ،‬وتزوَّ جا‪.‬‬ ‫وشر َسة‪.‬فبدأ جورج‬ ‫تمثلُه في المسرح‪ :‬فقد كانت غضوبة‪ ،‬وخشِ َنة‪،‬‬ ‫كانت ِّ‬ ‫ِ‬ ‫يشعر بالتعاسة‪ ،‬وأفضى بمشاكلِه الزوجية لمورينو ‪ ،Moreno‬وهذا‬ ‫األخير َو َع َده بأنه سيع َمل جه َده لمساعدتِه‪.‬وابتداء من ذلك الوقت أخذ‬ ‫‪4‬‬ ‫خ َذ أدور المرأة الشرسة‪ ،‬ومنذ أن اتخ َذت‬ ‫مورينو يطلب من بار َب َره أن ت َّت ِ‬ ‫بابره هذه األدوار‪ ،‬أخ َذت تتغيَّر في المنزل‪.‬ففي كل مرة عندما كانت تبدأ‬ ‫ضب‪ ،‬كانت تتذ َّكر الدور الذي قا َمت به في الليلَة الماضية‬ ‫بمشهد من الغ َ‬ ‫صلَت إلى تب ِّني نمط‬ ‫المسرح‪ ،‬فتأخذ بالضحِك على نفسِ ها‪ ،‬وهكذا تو َّ‬ ‫َ‬ ‫على‬ ‫صل له مع مورينو ‪ ،Moreno‬وأدرك‬ ‫آخر من السلوك‪.‬روى جورج ما ح َ‬ ‫َ‬ ‫سر َحة (إفراغ المشكلة ضمن قالب‬ ‫هذا األخير القدرة العالجية لل َم َ‬ ‫مسرحي)‪.‬واعتبارً ا من هنا أخذ كل من جورج وبابره يحمالن إلى خشبة‬ ‫المسرح حكاياتهم الخاصة‪ ،‬وحكايات عائلتيهما األصل‪ ،‬ومشاهد من‬ ‫ضا مع‬ ‫الطفولة‪ ،‬وأحالم‪ ،‬ومشاريع للمستقبل‪.‬وكان الحضور يعلِّق أي ً‬ ‫مورينو ‪ Moreno‬كم كا َنت تلك المشاهِد تمسُّهم وتساعِ ُدهم على التف ُّكر‬ ‫والتغيير‪.‬وبدءًا من هنا بدأ مورينو ببناء منظومة السيكودراما (المسرحية‬ ‫النفسية) كعمل عالجي‪ ،‬مستخدمًا مفاهيم صادرة عن المسرح‪.‬وهكذا بدأت‬ ‫أصبحت‬‫َ‬ ‫السيكودراما كعالج جماعي يساهم فيه الجمهور‪.‬وشي ًئا فشي ًئا‬ ‫لة من ع َمل عالجي‬ ‫السيكودراما سيا ًقا وعيادة للعالج النفسي الفردي‪ ،‬متحوِّ ً‬ ‫مارس‬‫نفسي وحيد إلى أسلوب عالج نفسي في ز َمن متغيِّر‪.‬واليوم ُت ِ‬ ‫السيكودراما أسلوبية فردية أو جماعية في عيادة‪.‬ولكن بينما السيكودراما‬ ‫ضا‪ ،‬فهي ال تزال ُتستع َمل‬ ‫هي عمل عالجي نفسي فريد من نو ِعه وشعبي أي ً‬ ‫حتى اآلن‪.‬‬ ‫ومن الجدير ذكره بأن السيكودراما هي جزء فقط من النظرية المورينية‬ ‫(نسبة إلى مورينو ‪ ،)Moreno‬و ُتد َعى بالسوسيونوميا كما ذ َكرنا آنِ ًفا‪،‬‬ ‫فالسوسيونوميا هي دراسة القوانين التي تحكم حركة الفئات االجتماعية‪.‬‬ ‫والسوسيونوميا لديها ثالثة تفرُّ عات‪:‬‬ ‫‪5‬‬  ‫السوسيوديناميكا التي تدرس بنية الفئات االجتماعية وديناميتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫السوسيومتريا وتنش ِغل بعِالج ال ُب َنى االجتماعية‪ ،‬ولديها تفرُّ عات‬ ‫‪-‬‬ ‫مثل السيكودراما والسوسيودراما‪.‬والسيكودراما جزء من مشكلة فرد‪،‬‬ ‫المشار َكة"‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ولكنها في المرحلة الثالثة من السيكودراما‪ ،‬والتي ُتسمَّى بـ"‬ ‫تش ِّكل الجسر بين مشكلة الفرد (بطل المسرحية النفسية) والجوانب‬ ‫االجتماعية‪ ،‬والجماعية لهذه المشكلة‪.‬‬ ‫في السوسيودراما (المسرحية االجتماعية) يكون انطالقها من مشكلة‬ ‫‪-‬‬ ‫اجتماعية‪ ،‬ومن موضوع ُي َعاش من خالل الجماعة‪ ،‬وفي مرحلة "المعايشة"‬ ‫مشارك من الجما َعة ي َّتصِ ل بروايتِه الشخصية لتلك المسرحية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫لكل‬ ‫يعتبر ليفي مورينو مؤسس السيكو دراما‪ ،‬حيث أسس أول جمعية لهذا‬ ‫العالج والتي لآلن تقدم هذا النوع من العالج‪.‬كان مورينو مناهضا ً ألفكار‬ ‫فرويد واهتم بدراسة العالقات البشرية‪.‬عاش في فيينا ودرس فيها الطب‬ ‫والرياضة والفلسفة‪.‬شغل عدة مناصب في أمريكا أهمها في جامعة‬ ‫كاليفورنيا وفي المدرسة الجديدة للبحث االجتماعي‪.‬‬ ‫حين حضر صفا ً لفرويد‪ ،‬كتب عن ذلك في سيرته الذاتية وقال أن فرويد‬ ‫خصه من بين الطالب وسأله عن ما يفعل فأجابه مورينو ‪َ « :‬‬ ‫أنت تحلل‬ ‫أحالم الناس وأنا أعطيهم الدافع ليحلموا من جديد‪َ ،‬‬ ‫أنت تحللهم ألجزاء‬ ‫وقطع نفسية وأنا أساعدهم ليقوموا بإعادة هذه األجزاء مع بعضها البعض‬ ‫‪6‬‬ ‫وخالصة القول ‪ -:‬أنشأ السيكودراما جاكوب ليفي مورينو ‪Jacob Levy‬‬ ‫‪ ،Moreno‬وهو طبيب نفسي‪ ،‬وُ لِ َد في فيينا عام ‪ 1020‬وعمل فيها حتى‬ ‫عام ‪ ،1225‬حينما هاجر إلى الواليات المتحدة األميركية حيث طوَّ ر‬ ‫نظريَّاتِه‪ ،‬وتو َّفى سنة ‪.1274‬واُع ُت ِب َر أبو المسرح العفوي (التلقائي)‪،‬‬ ‫والعالج الجماعي‪ ،‬والسيكودراما (المسرحية النفسية)‪ ،‬والسيوسيودراما‬ ‫(المسرحية االجتماعية)‪ ،‬والسوسيومتريا (قياس العالقات االجتماعية‬ ‫"مبحث في العالقات بين األفراد المنتمين إلى جما َعة مع َّي َنة")‪.‬وسوف‬ ‫نرى فيما بعد أن كل هذا يندرج تحت عنوان "السوسيونوميا"‪.‬إذن‪ ،‬ابتكر‬ ‫مورينو ‪" Moreno‬المسرح االرتجالي" أو ما يُسمَّى بـ"المسرح العفوي"‪.‬‬ ‫‪،‬و تطوير السيكودراما كأسلوب عالج نفسي‪.‬‬ ‫مفهوم السيكودراما (‪:)Psychodrama‬‬ ‫يتكون مصطلح ( السيكو دراما ) من كلمتين هما النفس ( ‪) Psycho‬‬ ‫ودراما‪ ) )Drama‬ومعناها السلوك والتمثيل‪.‬فالسيكو دراما كلمة مركبة‬ ‫تعني الدراما النفسية وهي تطلق على شكل من أشكال المعالجة النفسية من‬ ‫خالل التقنيات المسرحية وعلى استخدام المسرح كنوع من أنواع العالج‬ ‫النفسي‪.‬كما أن العلماء في العصر الحاضر يركزون على العالج بالدراما‬ ‫مستخدمين تقنيات علم النفس العالجية والتمثيل الحركي والعاطفي للمواقف‬ ‫واألدوار التي يقومون بها (‪)Jennings,1998‬‬ ‫وقد عرف لوتز‪ )Lotz (1990‬السيكودراما على أنها " هي الطريقة‬ ‫النشطة للوصول إلى أعماق النفس " أن أسلوب العالج بالسيكودراما هو‬ ‫‪7‬‬ ‫شكل حي من إشكال استكشاف النفس وأغوارها‪ ،‬يقوم على أسس نفسية‬ ‫وعالجية إرشادية بالدرجة األولى (‪. ) Lotz , 1990‬‬ ‫يعرف “لوتز ‪ ”Lotze‬العالج بالسيكودراما بلفظة منقسمة إلى شطرين‪:‬‬ ‫‪ :Psycho‬وتعني النفس‪ :Drama ،‬وتعني الفعل أو الحركة أو النشاط‪،‬‬ ‫وفي معناها اإلجمالي تعني‪ :‬حركة النفس‪ ،‬وهي نوع من أنواع العالجات‬ ‫ً‬ ‫وصوال إلى حقيقة ديناميكيات شخصية‬ ‫النفسية التي تستخدم تقنيات المسرح‬ ‫الفرد المضطرب‪.‬‬ ‫السيكودراما (‪ )Psychodrama‬هو مصطلح يُطلق على نوع من أنواع‬ ‫العالج النفسي الذي يجمع بين الدراما كنوع من أنواع الفنون وعلم‬ ‫النفس‪.‬تكمن فعاليتها في مساعدة الشخص على تفريغ مشاعره وانفعاالته‬ ‫من خالل أداء أدوار تمثيلية لها عالقة بالمواقف التي يعايشها حاضراً أو‬ ‫عايشها في الماضي أو من الممكن أن يعايشها في المستقبل‪.‬‬ ‫السيكودراما هي العالج النفسى بالدراما وتكون عبارة عن دخول الشخص‬ ‫فى دور درامى يجعله يرى نفسه والموقف الذى يزعجه واألشخاص الذين‬ ‫يتعامل معهم فى إطار خارج محيطه‪ ،‬حتى يرى الصورة كاملة دون أن‬ ‫يحمل الغضب بداخله بل يفرغ الشحنات الداخلية‪.‬‬ ‫أول من استخدم هذه التسمية هو مورينو ‪ J.L. Moreno‬في فينا حيث‬ ‫يتم استخدام التكنيكات الدرامية والتي يقوم فيها العميل بتمثيل أدوار‪ ،‬قد‬ ‫تتعلق بالماضي أو بالحاضر أو مواقف حياتية مستقبلية متوقعة ‪ ،‬في‬ ‫‪0‬‬ ‫محاولة للحصول على فـهم أكـثر عـمـقا ً ( استبصار ) وتحقيق التفريغ‬ ‫االنفعالي الحالي أو الموقفي للفرد (التنفيس )‪ ،‬وقد عرف مورينو‬ ‫السيكودراما على أساس أنها ” السيكودراما تعنى التفسير العلمي للحقائق‬ ‫من خالل طرائق وأساليب وجدانيه تمثيلية“ (‪. )Moreno,1954‬وقد‬ ‫تعددت تعريفات السكودراما تبعا للفتره الزمنيه التي يستخدمها المعالجين‬ ‫النفسيين‪ ،‬وقد ذكر ‪ )Corsini (1994‬إن السيكودراما أنها أسلوب‬ ‫عالجي فريد " يمكن أن نرى من خاللها اآلخر في الكائن اإلنساني ‪.‬تماما‬ ‫كما تضع األحالم يدنا على المشاعر الدفينة في الآلوعي ذلك أن أحداثا‬ ‫تنطوي على داللة وقيمة يتم تمثيلها على المسرح ‪ ،‬أو يعاد تمثيلها ‪.‬ومن‬ ‫ثم تساعد األفراد على إن يدركوا مشاعرهم الدفينة والتعبير عنها بحرية‬ ‫كاملة ‪ ،‬وتشجيع القيام بمسالك جديدة أكثر فاعلية‪.‬‬ ‫الهدف من السكيودراما‬ ‫يرى مورينو ‪ Moreno‬الكائن اإلنساني على أنه كائن–في–عالقة‪ ،‬قادِر‬ ‫على العفوية‪ ،‬واإلبداع‪.‬فألجل العفوية نف َهم اإلمكانية التي تجري في‬ ‫الحاضِ ر أي اآلن وهنا‪ ،‬داف ًعا بذلك الفرد إلى األمام إلعطاء استجابة الئقة‬ ‫ضا بالنسبة لحالة معروفة ساب ًقا‪.‬‬ ‫لظرف جديد أو استجابة جديدة والئقة أي ً‬ ‫وتلعب االستجابة المالئمة من خالل واقع أن االستجابة تتيح الخير العام‪.‬‬ ‫ويرى مورينو ‪ Moreno‬كل كائن إنساني على أنه شريك بالمسؤولية‬ ‫تجاه َ‬ ‫اآلخرين جميعهم‪ ،‬وعن َو َسطِ ه المحيط (بيئته)‪ ،‬وعن الكون كله‪ ،‬كما‬ ‫َ‬ ‫اآلخر لقا ًء‬ ‫َ‬ ‫اآلخر‪ ،‬وأن يعيش مع‬ ‫أنه قادِر على وضع نفسِ ه في مكان‬ ‫وجوديًا‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫وعلى هذا النحو‪ ،‬فالعالج السيكودرامي يه َدف إلي تنمية العفوية واإلبداع‪،‬‬ ‫َ‬ ‫واآلخر‪ ،‬والمجت َمع‪ ،‬والمسؤولية عن اإلنسان لذاتِه‪ ،‬وألجل‬ ‫وإدراك ذاته‬ ‫ومعايشة صدمات هذا‬ ‫ِ‬ ‫مكان َ‬ ‫اآلخر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫اآلخرين‪ ،‬وقدرتِه على وضع نفسِ ه في‬ ‫َ‬ ‫اآلخر‪.‬‬ ‫هو إيجاد حلول للمشاكل عن طريق مساعدة الشخص في فهم مشاعره عبر‬ ‫تجسيد الواقع بشكل تمثيلي تحاول إخراج الشخص من عزلته النفسية‪.‬‬ ‫السيكودراما تعتبر أسلوب عملي لحل مشاكل الشخص بدالً من األساليب‬ ‫الشفهية المتبعة في العالج النفسي التقليدي كالتخيل والتنويم المغناطيسي‪.‬‬ ‫المساعدة على إعادة مواجهة المواقف القديمة وفهمها بشكل مالئم‪ ،‬كما‬ ‫تساعد على مواجهة المواقف الجديدة التي تنشأ من إعادة تمثيل المواقف‬ ‫الدرامية بمساعدة األنوات المساعدة‪ ،‬ولهذه الفائدة أهمية كبيرة في تحرير‬ ‫الفرد من االنفعاالت المكبوتة والدوافع الكابتة لها‪ ،‬وكذا تساعد على تنمية‬ ‫المهارات لديه‪.‬‬ ‫أهمية العالج بالسيكودراما ‪:Psychodram‬‬ ‫وتعد السيكودراما طريقة عالج حية نشطة وفعالة للذين تعرضوا لإليذاء‬ ‫والحرمان بجميع اشكالة وذلك عن طريق التعامل مع الماضي او مع‬ ‫المشكالت المتوقعة كما لو كان الصراع يحدث اآلن فالمشاعر الشديدة‬ ‫القوية يتم إخراجها على نحو نموذجي وقد صممت هذه العملية بحيث تكون‬ ‫خبرة انفعالية سليمة وبعد حدوث مستوى كبير من االستبصار يحدث‬ ‫‪11‬‬ ‫التفريج فمع تحرر تلك المشاعر مثل اليأس والحزن واإلثم فان كل‬ ‫المشاركين في السيكو دراما بما في ذلك جمهور المشاهدين يحققون‬ ‫مستوى جدي ًدا من الفهم للموقف المشكل الصراعي فهناك إذن عملية تفريج‬ ‫متكاملة في العالج بالسيكودراما النه يتم تشجيع الفرد من خاللها على أن‬ ‫يتوحد مع مواقف ومشكالت اآلخرين وبهذه الطريقة يجد األشخاص الذين‬ ‫كانوا يرون أنفسهم في مواقف سابقة غير قادرين على الفرار من العزلة‬ ‫اإلنفعالية يرون أنفسهم من خالل العالج بالسيكودراما كجزء من العالقة‬ ‫القائمة مع الممثلين اآلخرين المشتركين معهم في العمل الدرامي ومن ثم‬ ‫يحدث تعلم فعل السلوك إلن القوة المبالغ فيها مع اآلخرين تصبح قوة معدلة‬ ‫للسلوك وذلك حين تمثل المواقف المتعددة والمتباينة التي تحيط بالصعوبة‬ ‫أو المشكلة‪.‬‬ ‫انواع و مجاالت استخدام السيكودراما ‪:Psychodram‬‬ ‫يمكن حصر مجاالت استخدام السيكودراما في المجاالت التالية‪:‬‬ ‫‪.1‬السيكودراما بوصفها طريقة من طرق العالج النفسي‪:‬‬ ‫كتقنية عالجية لالضطرابات النفسية واالنفعالية والسلوكية ‪.‬‬ ‫‪.2‬السيكودراما بوصفها وسيلة عالج اجتماعي‪ :‬باعتبارها طريقة‬ ‫لتشخيص المشكالت السلوكية في المجتمع وتأثيرها على الفرد من جهة‪،‬‬ ‫ومن جهة أخرى معرفة الدور االجتماعي للفرد داخل الجماعة‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪-3.‬السيكودراما باعتبارها وسيلة من وسائل التدريب‪ :‬من خالل تدريبه‬ ‫على حل صراعاته والمواقف االجتماعية التي تواجهه ‪.‬‬ ‫اختالف السيكودراما مع التيارات األخرى‬ ‫أن االختالفات تتنوَّ ع وف ًقا للتيارات التي تبني على أساسِ ها المق َ‬ ‫ار َنة‪.‬وهكذا‪،‬‬ ‫ففي عالقة مع بعض التيارات ثمة اختالف في استخدام تقنيات العمل‪ ،‬وهي‬ ‫تتضمَّن العرض الشفهي‪.‬ولكن من الممكن أن يكون هذا مشتر ًكا لدى‬ ‫التيارات األخرى‪.‬ففي العالقة مع بعض التيارات ثمة اختالف في العمل‬ ‫مع اآلن وهنا‪.‬ولكن مفهوم اآلن وهنا‪ ،‬في اللحظة‪ ،‬يتضمَّن الماضي‬ ‫كذكريات والمستقبل كمشاريع‪.‬ومع ذلك‪ ،‬أعتقد أن العالمة الكبرى‬ ‫للسيكودراما تكمن بعدم تصنيف ثنائي للكائن اإلنساني‪ ،‬وإنما تكامل‬ ‫العقل‪/‬الجسد‪ ،‬والفعل‪/‬التف ُّكر‪ ،‬واالنفعال‪/‬الذهن‪ ،‬واليوم‪/‬البارحة‪/‬غ ًدا‪،‬‬ ‫والعلم‪/‬الفن‪.‬‬ ‫ربما يكون االختالف األساسي في تكامل العلم والفن‪ ،‬فقد َظ َه َر المسرح‪،‬‬ ‫َّس كجسم علمي‪ ،‬وبدون فقدان الميل الفني والفرح‪.‬‬ ‫وتأس َ‬ ‫الهدف المشترك بين السيكودراما والتيارات األخرى هو يكمن في نشر‬ ‫سعادة الكائن اإلنساني‪ ،‬والمجتمع ككل‪.‬‬ ‫‪12‬‬  ‫العالقة بين الدراما النفسية والتحليل النفسي‬ ‫إن االرتباط بين الدراما النفسية لجاكوب ليفي مورينو وتيار التحليل النفسي‬ ‫يستند ‪ ،‬من بين أمور أخرى ‪ ،‬إلى وجود حالة غير واعية من عقول الناس‬ ‫وواعية‪.‬‬ ‫يتم إصالح بعض المشاكل في الجزء الالواعي ‪ ،‬مما يجعل الجزء الواعي‬ ‫يعاني من أعراض هذا دون أن يتمكن من الوصول إلى أصله‪.‬هذا هو‬ ‫السبب في أن المشاكل التي يتم محاولة معالجتها من الدراما النفسية يتم‬ ‫تصورها على أنها "صراعات"‪.‬هذه الكلمة تعبر عن الصدام بين الوعي‬ ‫والالوعي‪ :‬جزء يحتوي على تمثيالت تتعلق بأصل المشكلة ويكافح للتعبير‬ ‫عنها ‪ ،‬بينما الجزء الواعي يريد أن تختفي األعراض الناتجة عن‬ ‫المحاوالت الالواعية للتعبير عما تحتويه‪.‬‬ ‫بالنسبة لمورينو ‪ ،‬تسمح الدراما النفسية بإعادة إنتاج أعراض المشكلة من‬ ‫خالل األفعال نفسها يسترشد بالجزء الواعي من نفسه ؛ بطريقة ما ‪ ،‬تتكرر‬ ‫المشكلة ‪ ،‬ولكن هذه المرة يتم توجيه العملية من خالل الوعي ‪ ،‬مما يسمح‬ ‫للنفس بمالءمة الصراع الذي ظل محجوبًا ودمجه في شخصيته بطريقة‬ ‫صحية‪.‬‬ ‫سعى التحليل النفسي أي ً‬ ‫ضا إلى تحقيق الهدف المتمثل في ظهور التجارب‬ ‫المحظورة في الوعي بطريقة منهجية بحيث يمكن للمريض إعادة تفسيرها‬ ‫وتناسبها‪.‬ومع ذلك ‪ ،‬لم يكن جاكوب ليفي مورينو يريد أن تستند هذه‬ ‫‪13‬‬ ‫المهمة فقط على إعادة تفسير شيء ما ‪ ،‬بل باألحرى وأشار إلى ضرورة‬ ‫أن تشمل العملية أي ً‬ ‫ضا مشاركة الجسم كله من خالل الحركات التي يتم‬ ‫أداؤها أثناء لعب األدوار على المسرح‪.‬‬ ‫ما الفرق بين العالج بالدراما ‪ Dramatherapy‬والعالج بالسيكودراما‬ ‫‪Psychodrama‬؟‬ ‫سؤال يدور كثيرا في ذهن من يحاول العمل في أي من المجالين‪ ،‬حيث‬ ‫أنهما قد يثيران في بادئ األمر االضطراب والتشويش الفكري تجاههما‪،‬‬ ‫ذلك أن هناك عناصر مشتركة بينهما‪ ،‬هي التي قد تثير كل هذا االضطراب‬ ‫نحو اختالفهما أو تشابههما‪.‬ويفضل لدراسة عوامل االختالف والتشابه أن‬ ‫نبدأ بتلك األسس الدرامية المشتركة بين العالج بالدراما والسيكودراما في‬ ‫محاولة لنعرف مصدر التشابه بينهما قبل أن نتعرض لالختالفات‪.‬‬ ‫عوامل التشابه‪:‬‬ ‫إن أكثر الجوانب تشابها بين العالج بالدراما والعالج بالسيكودراما يتركز‬ ‫حول دور الدراما في أسلوب كل منهما كما مر ذكره‪ ،‬فلو نظرنا إلى‬ ‫تعريف العالج بالدراما كما وصفته الجمعية البريطانية للعالج الدرامي فإن‬ ‫التعريف يؤكد على أن العالج بالدراما هو استخدام ذو هدف لكل من‬ ‫الدراما والمسرح‪ ،‬وما يرتبط بهما من تقنيات من أجل تحقيق أهداف‬ ‫عالجية تؤدي إلى ازاحة االعراض النفسية واالجتماعية وخلق تكامل في‬ ‫النمو االنفعالي والفيزيقي والشخصي‪ ،‬أما بالنسبة إلى السيكودراما‪ ،‬فنجد‬ ‫‪14‬‬ ‫أن ج‪.‬ل‪.‬مورينو مؤسس السيكودراما كما مر ذكره يصفها بأنها أسلوب‬ ‫علمي يكتشف الحقيقة بأساليب درامية‪ ،‬وإن هذا األسلوب يرتبط ويتعامل‬ ‫مع العالقات الشخصية الداخلية والعوالم الخاصة للمرضى‪ ،‬ومن التعريفين‬ ‫السابقين نالحظ ارتباط كل من االسلوبين بالدراما‪ ،‬وكل من يشارك في‬ ‫اجراءات العالج بالدراما أو بالسايكودراما ال بد أن يتوقع وجود عناصر‬ ‫من المصطلحات الدرامية ‪ Dramatic Idioms‬أثناء الممارسة بجانب‬ ‫ما يمكن استخدامه من العناصر الدرامية اإلبداعية التي تساعد على اكساب‬ ‫العملية العالجية شكلها المميز ودوافعها‪ ،‬والتي يستخدم فيها كل من المعالج‬ ‫والمريض تلك المنابع الداخلية اإلبداعية في العملية العالجية التي تعتمد‬ ‫على االندماج في أداء الفعل الدرامي والواقع الدرامي الذي يعتبر جزءا‬ ‫من الفعل الذي يبدعه ويشارك في تجسيده المريض‪.‬وذلك ان كال من‬ ‫األسلوبين يفيد مع تقنيات األداء‪ ،‬واالندماج في الفعل الدرامي‪ ،‬بخالف ما‬ ‫يتم في العالج النفسي الفرويدي والذي يعتمد على التواصل اللفظي دون‬ ‫أي فعل‪.‬‬ ‫ويمكن تلخيص ما تقوم به الدراما والجسد أو التعبير الدرامي من خالل‬ ‫الجسد بعد‪:‬‬ ‫‪ -‬الفراغ المسرحي‪.‬‬ ‫‪ -‬الدراما والحلم‬ ‫‪ -‬الدراما والدور‬ ‫‪15‬‬ ‫الدراما والجسد‪ :‬عندما يعبر اإلنسان عن الفعل الدرامي بالحركة فإنه وإن‬ ‫كان يعبر من خالل مستوى فيزيقي فإن التعبير الفيزيقي ينشأ من خالل‬ ‫حركة الجسد ينشأ نتيجة لقوة كبيرة من العالم الداخلي للفرد‪.‬فهناك ارتباط‬ ‫وثيق بين الجسد واألحاسيس واالنفعاالت والحالة العقلية والتعبير الفيزيقي‪،‬‬ ‫هنا يكون مدخال سهال للتعرف على االنفعاالت والعالم الداخلي للفرد‪.‬‬ ‫والعالقة بين الجسد والحالة النفسية تشكل ركنا هاما في تدريب وأداء‬ ‫الممثلين الذين يتعلمون كيفية تحقيق المرونة الفيزيقية والصوتية حتى يكون‬ ‫أداؤهم الدرامي ذا تأثير كبير‪ ،‬وبدون هذه المهارات والتدريب عليها تظل‬ ‫قدرات الممثل التعبيرية محدودة‪.‬وقد ينتهي به األمر بأن يعبر في كل دور‬ ‫عن شخصيته هو‪ ،‬وهذا بالضبط ما يتم مع المريض الذي ال بد له من‬ ‫المشاركة الجسدية في األداء من خالل التعبير الكامل في المواقف التي‬ ‫اعتمدها وتجاوزها دون أن يقوم بالتعبير في أدوار جديدة وبديلة ألداء‬ ‫تعبيراته الذاتية‪.‬‬ ‫هناك أيضا ارتباط ما بين الجسد والالشعور‪ ،‬وقد وصفته عالمة النفس‬ ‫‪ Joyco McDougel‬في كتاب عنوانه (مسرح الجسد) ‪ 1202‬حيث‬ ‫قالت‪" :‬إن االعراض أو المظاهر الجسدية (الفيزيقية) تعكس نفسها‬ ‫باعتبارها تواصال مع اآلالم الداخلية‪ ،‬والشيء نفسه في السايكودراما"‪.‬‬ ‫فبعض األعراض الفيزيقية التي تظهر في ممارسة السايكودراما من خالل‬ ‫الفعل قد تكون المدخل لسلسة من الدالالت التي في الذاكرة التي تشير إلى‬ ‫أسباب االضطرابات التي يصادفها منها المريض‪ ،‬وهذا ما لم يتم في كل‬ ‫من العالج بالدراما والعالج بالسايكودراما حيث يعمالن من خالل الخبرات‬ ‫‪16‬‬ ‫والممارسات الفيزيقية على تصعيد االنفعاالت وخبايا الالشعور إلى‬ ‫المسرح العالجي‪.‬‬ ‫استخدام الفراغ في المسرح والعالج‪:‬‬ ‫إن الفراغ والمساحة العالجية تقرن بشكل أو بآخر بالفراغ (خشبة المسرح)‬ ‫أو يقصد به ذلك الفراغ أو المساحة التي يمكن خاللها تقبل الوهم ‪Illusion‬‬ ‫التمثيل حيث تجسد الخبرات المختلفة عن طريق األداء في أبعاد ثالثة‪،‬‬ ‫وعندما نذهب إلى المسرح نتقبل راضين الفعل الذي نشاهده على خشبة‬ ‫المسرح باعتباره واقعا خاصا مختلفا عن واقع ذات الفعل في الحقيقة‪ ،‬وقد‬ ‫وصف الناقد االنكليزي (كولريدج) هذه العملية بوصفها إرجاء مؤقت‬ ‫للشك‪.‬فعندما تخفت اإلضاءة عند بدء العرض فإن المشاهدين يتقبلون‬ ‫الدعوة إلرجاء الشك بنفس الطريقة التي يلجأ إليها الطفل عندما يسمع "كان‬ ‫يا ما كان في سالف العصر واألوان" أو دعنا نتوهم‪ ،‬خاصة لو علمنا أن‬ ‫كلمة مسرحية ‪ play‬تستخدم لإلشارة لكل من اإلنتاج المسرحي واألنشطة‬ ‫اإلبداعية ذات الخصائص الدرامية‪ ،‬أو اإليهامية التي يقوم بها األطفال‪.‬‬ ‫في سياق العالج بالدراما أو السايكودراما‪ ،‬فإن المرضى يدفعون الستخدام‬ ‫عوالم الذاكرة والخيال واألساطير في العالج‪ ،‬ويحاولون تجسيد أشياء‬ ‫عديدة من خالل الطفل‪ ،‬كل هذا وتحت مظلة األمان التي تحققها األساليب‬ ‫العالجية‪ ،‬وفي وجود الفراغ الدرامي يسمح لهم سياق التوهم التمثيلي هنا‬ ‫بحرية أكثر للتعبير والتفسير‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ويمكن تفسير الكيفية الخاصة التي ينقل بها الواقع على خشبة المسرح أو‬ ‫في السايكودراما أو في العالج بالدراما بتفسير مشتق عن االنثروبولوجيا‬ ‫وطقوس العبور‪ ،‬وهو تعبير عن االنتقال الموجود بين مرحلة وأخرى في‬ ‫حياة الفرد‪.‬هناك أيضا مفهوم آخر يرتبط بهذه الظاهرة مشتق من كتابات‪:‬‬ ‫‪ Transitional Space, D. W. Winch‬وهو ما يُعرف‬ ‫(بالمظاهرات المعبرية أو المساحة المعبرية) أو (الفراغ االنتقالي) وهو‬ ‫الفراغ الذي يتم فيه األداء التمثيلي‪ ،‬وهو فراغ يتوسط ما بين الواقع الداخلي‬ ‫والواقع الخارجي للطفل‪ ،‬وهو يلعب دورا كبيرا بالنسبة إلى الطفل‬ ‫وموضوعاته االنتقالية والتي تكون عادة "دميته اللعبة" والتي تسمح‬ ‫بوجودها على مستوى واقعي إلى حد ما بين "أنا" ولست "أنا" فتضع جسرا‬ ‫بين الذاتية والموضوعية‪.‬‬ ‫فالموضوع موجود في العالم الخارجي بشكل عياني لكنه ينتقل ويتحول‬ ‫إلى موضوع داخلي له دالالته ورموزه المرتبطة بالعالم الداخلي للطفل‪.‬‬ ‫وهذه الكيفية تمثل قوة تحول وانتقال تطوري‪ ،‬نفس الشيء يوجد في كل‬ ‫من العالج بالدراما والسايكودراما‪ ،‬فهناك فراغ عالجي وانتقالي يعمل‬ ‫كجسر بين العالمين الداخلي والخارجي ويرتبط بقوة بما يعرف بالمجاز‬ ‫الدرامي وبخبرة التمثيل والموافقة على أن التمثيل يمكن أن يساعد على‬ ‫من يدون االيضاح ويغير من البالغ كما يغير اللعب من الطفل‪.‬‬ ‫الدراما والحلم‪:‬‬ ‫من خالل خبرات األحالم‪ ،‬أصبحت دراما العالم الداخلي مألوفة لنا‪ ،‬ال‬ ‫تخاطبنا عن طريق الكلمات‪ ،‬بل تتواصل من خالل انطباع درامي أيضا‪،‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ففي الحلم نجد عديدا من العناصر الدرامية كالقصة والموقع والحبكة‬ ‫والمشاهد وتغير المشاهد والخالفات الخاصة‪ ،‬والشخصيات‪ ،‬والحوار‪،‬‬ ‫وتشارك كل تلك العناصر في التعبير عن معاني الحلم وحتى في أحالم‬ ‫اليقظة التي هي أكثر قربا للعقل الواعي‪ ،‬فإن النفس تلجأ إلى الحوار‬ ‫الدرامي‪ ،‬والخيال لتفسير ديناميات الصراع‪ ،‬هذه العملية تتم بشكل طبيعي‬ ‫ومألوف لنا جميعا‪.‬لنفس العناصر يلجأ المعالج بالسيكودراما لتفسير‬ ‫الجوانب الشعورية والالشعورية على السواء‪ ،‬فالقصص ذات الجذور‬ ‫الخيالية التي ترتبط بالذاكرة يمكن استخدامها لتشارك في الدراما‪ ،‬وان كان‬ ‫كل من األسلوبين يعتمد على الدراما كوسيلة للتواصل واكتشاف‬ ‫االهتمامات الداخلية للفرد إال أن األسلوب في كل منهما مختلف‪.‬‬ ‫الدراما والدور‪:‬‬ ‫يأخذ مفهوم الدور مكانا هاما في العالج بالدراما والسايكودراما‪.‬وقد عرف‬ ‫مورينو الدور بأنه الشكل الفعلي والملموس الذي تتخذه النفس‪ ،‬اوبأنه‬ ‫الشكل الوظيفي الذي يتحكم في سلوك الفرد في لحظة معينة حين يتفاعل‬ ‫مع موقف معين يتضمن أشخاصا وموضوعات أخرى‪.‬‬ ‫ومفهوم الدور هو مفهوم درامي أصال‪ ،‬وقد طبقه مورينو على أفعال الحياة‬ ‫منذ لحظة الميالد‪.‬وقد صنف األدوار إلى األدوار السيكوسوماتية‪ :‬وهي‬ ‫التي ترتبط باألسلوب الذي يؤدي به الفرد على مستوى فيزيقي واألدوار‬ ‫األجتماعية‪ :‬وهي التي تصف الفرد في عالقاته االجتماعية مع اآلخرين‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫واألدوار السيكودرامية‪ :‬هي التي توجد كصور خياالت داخلية في عالقاتها‬ ‫باآلخرين‪ ،‬وهي التي تصيغ تفاعالتنا الحقيقية أو تبعا لسياق أو‬ ‫لخصوصيات معينة‪ ،‬أو تبعا لبعض عادات الفرد‪.‬‬ ‫كما إن بعض األدوار قد تميل إلى التطور على حساب أدوار أخرى‪ ،‬أقل‬ ‫نموا‪ :‬كما إن بعض األدوار قد تصبح ثابتة‪ ،‬وقد تخوننا في بعض المواقف‬ ‫وفي مواقف أخرى قد تكون غير موظفة وتسبب المشاكل‪ ،‬كل هذا يمكن‬ ‫مصادفته خالل العالج بالدراما أو السيكودراما‪ ،‬كما يمكن تشخيص العديد‬ ‫من األدوار غير المألوفة خارج أو داخل الفراغ العالجي‪ ،‬وتطور الدوار‬ ‫وتكرارها يكون أمام الفرد الحرية في االختيار من بينها في كل لحظة‪،‬‬ ‫وهنا يأتي دور التلقائية في اختيار الدور‪ ،‬والتي تشكل مفتاحا أساسيا في‬ ‫العالج بالسيكودراما‪.‬‬ ‫والتلقائية ‪ Spontaneity‬مشتقة من اللفظ الالتيني ‪ Sponte‬وتعني‬ ‫الحرية التامة ‪ Free Will‬وال يعني الفعل التلقائي الفعل خارج الضبط‬ ‫(التحكم) أو الذي يفتقر إلى الحدود المناسبة‪.‬إنها القوة التي تدفع الرد تجاه‬ ‫االستجابة المناسبة لموقف قديم‪.‬وتعرف السيكودراما نفسها وتحديدا‬ ‫بتطور التلقائية بهذا المفهوم‪ ،‬وهو المفهوم المحوري في العالج بالدراما‬ ‫أيضا‪.‬هذه بعض أوجه التشابه األساسية بين األسلوبين‪ ،‬وسوف نحاول‬ ‫النظر إلى االختالف بينهما‪.‬‬ ‫‪21‬‬  ‫اوجه االختالف‪:‬‬ ‫هناك نقطتان أساسيتان لفهم االختالف بين العالج بالدراما والسيكودراما؛‬ ‫األول‪ :‬الذي يتخذه كل منهما كعالج جماعي‪ ،‬وخصوصية‪ ،‬وبناء‪ ،‬وتقنيات‬ ‫العالج‪ ،‬والثاني‪ ،‬المحاوالت العالجية داخل السيكودراما ومقارنتها بالمدى‬ ‫الواسع الرحب للعالج بالدراما‪.‬‬ ‫العالج بالدراما والسيكودراما كعالج جماعي‪:‬‬ ‫يعتبر البطل هو محور العالج الجماعي داخل الجماعة في السيكودراما‪،‬‬ ‫وبمجرد أن يتم تحديد هذا الشخص الذي يعرف بـ ‪ Protagonist‬يقوم‬ ‫بتوزيع األدوار الثانوية على المجموعة والذين تكون أدوارهم إلى حد كبير‬ ‫انعكاسا لعالم البطل الداخلي‪.‬أما في العالج بالدراما‪ ،‬وان كان التركيز قد‬ ‫يكون على فرد واحد طول الفترة المخصصة للعالج‪ ،‬لكن يفضل في أكثر‬ ‫األحيان أن يوزع التركيز بحرية حول كل المجموعة‪.‬هذا االختالف يمكن‬ ‫فهمه بشكل أكثر وضوحا لو حاولنا أن نفهم أوال المقصود بمفهوم السياق‬ ‫الجمعي ‪ Group Matrix‬ويقصد به الحالة التي تكون عليها الجماعة‪.‬‬ ‫وهذا المفهوم الذي وضعه ‪ S. H. Faulks‬في سياق التحليل النفسي‬ ‫للجماعة قد ييسر توضيح االختالف‪.‬يقول ‪" Faulks‬نعني بلفظة ‪Matrix‬‬ ‫للسياق‪ -‬الحالة" شبكة العالقات النفسية والتي تشكل الخاصية العقلية‬ ‫المميزة للجماعة وليس بين أفرادها فقط‪ ،‬ولكن تميز األفراد‪.‬وكلما تطورت‬ ‫الحالة إلى شبكة من العالقات األكثر تدخال‪ ،‬تطور من جهة أخرى تحديد‬ ‫‪21‬‬ ‫األفراد ألنفسهم ودخولهم عالقات أكثر دينامية‪ :‬في التحليل النفسي الجمعي‬ ‫تغرق الحالة النفسية داخل الجماعة من خالل المناقشات المتنوعة والحرة‪.‬‬ ‫‪،‬أيا كان شكل التواصل داخل الجماعة‪ ،‬فإنه يشكل صدى ينعكس على كل‬ ‫أفراد الجماعة متضمنا قائدها ‪ The Group Conductor‬وتصبح‬ ‫األفكار أكثر وضوحا وفعالية من خالل التواصل اللفظي‪.‬‬ ‫يوجد هذا السياق أو الحالة حيث يوجد االهتمام العام للجماعة في أية لحظة‬ ‫سواء أكانت جماعة تحليل نفسي أم جماعة العالج بالدراما أو‬ ‫السايكودراما‪.‬‬ ‫فأفراد الجماعة ترتبط وتبدع سياقها من خالل تواجدها في لحظة آنية‬ ‫اعتمادا على مفردات من مواقف من الظروف الماضية أو األدوار العادية‪.‬‬ ‫وفي سياق العالج بالدراما يقترح المعالج هذه المواقف وترتيب الجماعة‬ ‫بها‪ ،‬ومن خالل ذلك تفجر الحالة بواسطة تفاعل كل األفراد‪.‬‬ ‫أما في السيكودراما فيجب ان يُستثار اهتمام الجماعة عن طريق المواقف‬ ‫والموضوعات التي يختارها البطل أو الشخصية الرئيسية والتي تجذب‬ ‫إليها اهتمامات الجماعة ككل‪.‬‬ ‫‪ -2‬تركيب وبناء التقنيات‪ :‬إن االختالف الرئيس في التقنيات بين العالج‬ ‫بالدراما والسيكودراما ينبع من الحقيقة التاريخية أن السيكودراما صدرت‬ ‫عن رجل واحد هو مروينو ‪ Moreno‬مع بعض التطورات التي قامت‬ ‫‪22‬‬ ‫بها زوجته ‪ Zerka Moreno‬لذلك فإن السيكودراما الكالسيكية ما زالت‬ ‫مستمرة كما هي‪ ،‬وإن أقيمت مرجعا رئيسا لعديد من التنويعات مثل‬ ‫السيكودراما االستراتيجية والسيكودراما التحليلية‪...‬الخ‪.‬‬ ‫أما العالج بالدراما الماقبل فقد يعود إلى تنويعات االستخدام والتوظيف‬ ‫لكثير من التقاليد الدرامية والمسرحية‪ ،‬مثل الطقوس‪ ،‬ورواية القصة‪،‬‬ ‫وكذلك اللعب الدرامي‪ ،‬وأعمال عدة من تدريبات الممثل تبعا لنظرة‬ ‫المدارس والمناهج المتبعة‪ ،‬األمر الذي يكسب العالج بالدراما تنوعا وثراء‬ ‫في التطبيق ومن ثم في تحقيق أهدافه‪ ،‬بمعنى أنه وان كانت السيكودراما‬ ‫محدودة في تقنياتها فالعالج بالدراما أرحب وأكثر في وسائله‪.‬‬ ‫ولألهمية الكبيرة لمثل هكذا مواضيع فإننا من الضروري أن نأخذها مأخذ‬ ‫الجد‪ ،‬لعالج الكثير من المشاكل النفسية التي يعاني منها الكثير من التالميذ‬ ‫والطالب‪ ،‬وخاصة في هذه المرحلة المعقدة والشائكة التي نعيشها‪.‬وهنا‬ ‫تتحمل وزارة التربية مسؤولية كبيرة إزاء هذا الواقع‪ ،‬فما عليها إال أن‬ ‫تأخذ هذا الموضوع بنظر االعتبار وذلك باهتمامها باالنشطة المدرسية‪،‬‬ ‫والمسرح المدرسي خاصة وان نحث الكثير من مديرات ومدراء المدارس‪،‬‬ ‫من الذين مازالت أفكارهم ال تالمس التطورات الحديثة فيما يخص المجال‬ ‫التربوي بصورة عامة‪ ،‬ان نحث هؤالء على التوجه إلى مثل هذه األنشطة‬ ‫التي هي وجزء ال يتجزأ من العملية التربوية‪.‬‬ ‫‪23‬‬  ‫الفصل الثاني ‪-:‬‬ ‫جلسات السيكودراما طرقها واساليبها‬ ‫ما هي جلسات السيكودراما( جلسات الدراما النفسية) ؟‬ ‫ُتعتبر جلسات السيكودراما عبارة عن عالج نفسي جماعي‪ ،‬حيث يقوم‬ ‫عدداً من األشخاص بالتجمع مع الطبيب النفسي والمريض‪ ،‬لخلق مشاهد‬ ‫درامية مشابهة للحالة التي يعيشها المريض أو للسبب المؤدي الى صدمته‬ ‫النفسية‪ ،‬فيقوم المريض بتمثيل هذه المشاهد أمام مجموعة من األشخاص‪،‬‬ ‫وذلك لتفريغ الغضب ومشاعر الحزن المسيطرة عليه‪.‬‬ ‫من ثم يعود مع الطبيب الى العيادة للتمكن من تهدئته وحل جميع‬ ‫الصراعات التي يواجهها المريض‪ ،‬ويحرص الطبيب خالل الجلسة على‬ ‫وضع حد لألفكار الخاطئة التي تسيطر على المريض وذلك من أجل عدم‬ ‫الرجوع للحالة النفسية التي يعاني منها‪.‬‬ ‫‪24‬‬  ‫ما هى فوائد جلسات السيكودراما؟‬ ‫تتمثل فوائد هذه الجلسات فى أن الشخص يخرج الغضب أو العنف الذى‬ ‫بداخله دون أن يؤذى نفسه أو أحد من حوله‪ ،‬فيمكنه أن يمثل دور قاتل‬ ‫متسلسل داخل اإلطار الدرامى الذى يكون عبارة عن مسرحية يعدها‬ ‫الطبيب المتخصص ويكون لها هدف للمجموعة لمشاركة والتى تتشارك‬ ‫فى التجارب النفسية المختلفة‪.‬‬ ‫كما أن هذه الجلسات تعمل على التصالح مع الذات ولكن بدون خسائر‪،‬‬ ‫وكذلك وسط دعم من أشخاص مختلفة‪.‬‬ ‫من هم الفئة التى يمكن عالجها بالسيكودراما؟‬ ‫ال يوجد فئات محددة ممكن أن تحضر في جلسات السيكودراما‪ ،‬فهى طريقة‬ ‫عالج جماعي مسموحة للجميع من أصحاء ومرضى نفسيين فالمصاب باي‬ ‫نوع من أنواع االضطرابات النفسية والمشاكل ممكن أن يحضر‪ ،‬كما وأن‬ ‫خالل الجلسات يتواجد األصحاء والمرضى النفسيين معاً‪ ،‬فكل انسان يعاني‬ ‫من مشاكل وأمور يصعب البوح فيها والتعبير عنها بشكل مناسب‪ ،‬ومن‬ ‫المهم جداً تفريغ كل مشاعر الغضب والحزن والتوتر حتى اذ كان االنسان‬ ‫ال يعاني من مرض نفسي أو صدمة ما‪.‬ألن كلنا فى الحقيقة نعيش فى‬ ‫حياتنا أدوار مختلفة فى الحياة داخل األسرة وفى العمل وبين األصدقاء‬ ‫والتدريب على تخريج العواطف واألحاسيس خاصة السلبية فى عمل‬ ‫جماعى أمر جيد للنفسية‪.‬‬ ‫‪25‬‬  ‫كيف تتعامل جلسات السيكودراما مع الصراعات الداخلية للشخص؟‬ ‫تتعامل هذه الجلسات مع الصراعات الداخلية للشخص على سبيل المثال‬ ‫إذا كان الموقف العدائى من األب وهناك مشكلة داخلية وصراع حول كونه‬ ‫أيقونة الوالد واالختالفات الشخصية‪ ،‬فيكون هناك شخص يأخذ دور الوالد‬ ‫ويبدأ فى الحوار مع الشخص حتى يخرج أمامه ما بداخله من كيانات‬ ‫متداخلة وتخرج الصورة الداخلية للشخص للخارج حيث يقوم بحلها بشكل‬ ‫أبسط وأسهل‪.‬‬ ‫سؤال‪ :‬هل يوجد اختالف في منهج العمل مع الجماعة عنه مع الفرد؟‬ ‫جواب‪ :‬إن السياقات الثالثة‪ ،‬والمراحل الثالث‪ ،‬والعناصر الخمسة‪ ،‬كل‬ ‫هذه تكون حاضرة في العالج الجماعي‪.‬أما في العالج الفردي‪ ،‬فال يكون‬ ‫حاضِ رً ا السياق الجماعي‪ ،‬وال حتى خشبة المسرح‪ ،‬وربما يستعاض عنه‬ ‫بالمرآة حيث يكون السيناريو هنا هو مخاطبة المريض لنفسه وذلك من‬ ‫خالل المرآة‪.‬ويمكن أو ال تواجد أنا – مساعد‪.‬وعندما يوجد معالِج وأنا‬ ‫ندعوها بالسيكودراما فردية‪.‬وعندما‬ ‫َ‬ ‫– مساعِ د فمن الممكن بشكل عام أن‬ ‫ال يوجد أنا – مساعد فهذا ما يُد َعى بالثنائي الشخصي‪.‬‬ ‫سؤال‪ :‬ما هو السلوك األخالقي للمعالِج ضمن هذا التيار؟‬ ‫‪26‬‬ ‫جواب‪ :‬في رؤيتي أن هذا السلوك األخالقي للمعالِج يكمن في مساعدة‬ ‫الزبون على تنمية العفوية‪ ،‬واإلبداع‪.‬وانطال ًقا من هذه الرؤية للعفوية التي‬ ‫تأخذ بعين االعتبار الخير العام‪.‬ومسؤولية كل كائن إنساني عن نفسِ ه‪،‬‬ ‫اآلخرين‪ ،‬وعن الكون‪.‬‬‫وعن َ‬ ‫إنها طريقة تشخيص وكذلك عالج‪.‬واحدة من السمات المميزة هو أن تمثيل‬ ‫األدوار يتم تضمينه عضويا في عملية العالج‪.‬يمكن أن تتكيف مع جميع‬ ‫أنواع المشاكل ‪ ،‬الشخصية أو الجماعية ‪ ،‬األطفال أو البالغين‪.‬‬ ‫من خالل تقنيات مثل المساعدة الذاتية ‪ ،‬واالرتجال التلقائي ‪ ،‬والعرض‬ ‫الذاتي ‪ ،‬والذوبان ‪ ،‬واستيفاء المقاومة ‪ ،‬يتم الكشف عن أبعاد جديدة للعقل‬ ‫‪ ،‬واألهم من ذلك ‪ ،‬يمكن استكشافها في ظروف تجريبية "‬ ‫تستند البنية األساسية للشخصية وجوهر األنا على نموذج فسيولوجي‪.‬‬ ‫عندما ترضع األم طفلها ‪ ،‬تكون كل المحفزات التي تعطى في هذا الممثل‬ ‫جزءًا من العالقة ‪ ،‬إذا كانت باردة ‪ ،‬وإذا أصبحت األم متوترة ‪ ،‬يتم تسجيل‬ ‫كل ذلك وتسجيله في تتبع الذاكرة‪.‬تتكرر هذه العملية في جميع الوظائف‬ ‫األساسية للموضوع وتؤدي إلى األدوار النفسية الجسدية التي تشكل جوهر‬ ‫الذات‪.‬‬ ‫إن بنية الحالة النفسية هي نتيجة للتفاعالت المختلفة للفرد مع بيئته ‪ ،‬أوالً‬ ‫بمراقبة األنماط الجينية وبعد ذلك كنتيجة للتعلم االجتماعي‪.‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ما هو عدد الجلسات الذي ممكن اتباعه؟ما هى مدة الجلسة ومرات‬ ‫إجرائها أسبوعيا؟‬ ‫غالبا ً ما يحتاج المريض النفسي الى ‪ 31‬جلسة للشفاء التام‪ ،‬وذلك خالل‬ ‫مرة أو مرتين في األسبوع الواحد‪ ،‬جلسات عالج السكيودراما تتخذ وقتا ً‬ ‫من ‪ 21‬دقيقة إلى ساعتين وهي ليست العالج الجماعي بل هي جزء منه‬ ‫تشترك فيه في منطق التنفيس الجماعي فقط‪.‬تستخدم لعالج الصدمات‬ ‫العاطفية‪ ،‬لألطفال الذين تعرضوا للعنف‪.‬والجدير بالذكر أنه من‬ ‫المُستحسن أن يكونوا األشخاص الموجودين مع المريض في الجلسة‬ ‫يعانون من نفس نوع الحالة النفسية التي يعانيها‪ ،‬وذلك من أجل مخاطبة‬ ‫المشاعر بنفس نوع الموضوع ‪،‬كما تستهدف األسوياء والمرضى‬ ‫المصابين بأى نوع من االضطرابات لهذه الجلسات‪ ،‬ألن فكرتها هى‬ ‫مخاطبة المشاعر بحسب نوع الموضوع الذى يشتكى منه الشخص ومع‬ ‫مجموعة فى نفس حالته النفسية والعاطفية‪.‬‬ ‫جلسات السيكودراما أو الدراما النفسية من أحدث الطرق العالجية‬ ‫المستخدمة مؤخرا لعالج العديد من األمراض النفسية الناتجة عن‬ ‫الصراعات الحياتية التى يمر بها المريض وتشكل له صدمة نفسية يعانى‬ ‫منها طيلة حياته‪ ،‬طبقا لتقرير نشر فى موقع ‪.Healthline‬‬ ‫‪20‬‬ ‫وتعتمد تلك الجلسات التى تقوم على تقنية العالج النفسى الجماعى من‬ ‫خالل استخدام الدراما النفسية وخلق مشاهد درامية يقوم المريض بتمثيلها‬ ‫وفقا للصدمة التى تعرض إليها أو الضغوط التى نتجت عنها أزمته النفسية‬ ‫الحالية‪ ،‬فمن خاللها يتمكن المريض من تفريغ شحنات الغضب الداخلية‬ ‫التى تسيطر عليه فى مشهد درامى يعده الطبيب داخل عيادته أو خارجها‬ ‫وفقا للظروف‪ ،‬حتى يسهم فى تخفيف معاناة المريض وتهدئة الصراعات‬ ‫النفسية داخله‪.‬‬ ‫ويعتمد الطبيب النفسى من خالل تلك الجلسات على التعامل مع الصراعات‬ ‫الداخلية للشخص‪ ،‬والتى قد تختلف من مريض آلخر مثل التفكك األسرى‬ ‫أو العداء تجاه الزوج أو األب‪ ،‬وخالل الجلسة يتم استبدال األدوار ويتقمص‬ ‫المريض دور الطرف اآلخر الذي يكون السبب الحقيقى فى حدوث األزمة‬ ‫النفسية‪ ،‬ويبدأ المريض بتفريغ شحنات الغضب بداخله من خالل الحوار‬ ‫الذى عجز عن توجيهه لهذا الشخص خالل حياته‪.‬‬ ‫ويحرص الطبيب على وضع نهاية للمشهد تكمن بها تصحيح بعض األفكار‬ ‫التى سيطرت على عقله خالل السنوات الماضية‪ ،‬مما يجعله أكثر تفهما‬ ‫للطرف اآلخر والعفو عن ما صدر منه‪.‬‬ ‫وتعد الدراما النفسية شكل من أشكال العالج التجريبي التى يتم استخدامها‬ ‫فى شكل جلسات أسبوعية‪ ،‬وتستهدف حل االضطرابات لدى المرضى من‬ ‫خالل مخاطبة المشاعر وإدراك حجم االختالفات الشخصية التى تكون دور‬ ‫محور فى خلق الصراعات بين أفراد العائلة الواحدة والتى ينتج عنها‬ ‫صدمات وعزلة اجتماعية‪.‬‬ ‫‪22‬‬  ‫الفصل الثالث‬ ‫السيكودراما لالطفال ذوي الفئات الخاصة‬ ‫االتجاه الحالى فى العلوم النفسية هو تطوير مهارات المعالجين والمدربين‬ ‫ووضع االسس العلمية لكل أنواع الطب النفسى المكملة بداية من العالج‬ ‫باألدوية والجلسات الكالمية إلى العالج الجماعى الذى يأتى على رأسه‬ ‫جلسات السيكودراما‪.‬يتناول هذا الفصل المعارف الالزمة لتنمية قدرة‬ ‫ا لطالبة المعلمة علي توظيف السيكودراما لالطفال ذوي الفئات الخاصة‬ ‫العالج بالسيكودراما‬ ‫الدراما النفسية هي تقنية عالج نفسي وآلية لإلرشاد النفسي طورها‬ ‫مورينو‪.‬في الدراما النفسية الكالسيكية ‪ ،‬يتم استخدام آلية االرتجال‬ ‫الدرامي لدراسة الحياة الداخلية للموضوع‪.‬إن عمل األفراد الذين يكملون‬ ‫أعمالهم الخاصة من خالل المسرحية والتعبير الدرامي عن النفس ولعب‬ ‫األدوار هو أساس طريقة الدراما النفسية‪.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫تستخدم الدراما النفسية كوسيلة من وسائل العالج النفسي كممارسة‬ ‫فردية (الدراما الفردية) وفي عمل جماعي‪.‬تتضمن طريقة الدراما‬ ‫النفسية استخدام التواصل اللفظي والتفاعل غير اللفظي‪.‬تعتمد الجلسة‬ ‫على لعب العديد من المشاهد التي يمكن أن تصور ‪ ،‬على سبيل المثال ‪،‬‬ ‫ذكريات العميل عن بعض األحداث الماضية ‪ ،‬وبعض المواقف غير‬ ‫المكتملة ‪ ،‬وأحالمه أو تخيالته ‪ ،‬وما إلى ذلك‪.‬إما أن تكون هذه المشاهد‬ ‫قريبة من الواقع أو يمكن أن تبرز العمليات الداخلية للنفسية‪.‬بمساعدة‬ ‫مرحلة اللعب في لحظات حياته الخاصة ‪ ،‬يحصل هذا الموضوع على‬ ‫الفرصة الكتساب القدرات التي ستكون مفيدة له في المستقبل‪.‬‬ ‫تدعى الممارسة العالجية النفسية ‪ ،‬وهي لعبة لعب األدوار ‪ ،‬بأنها‬ ‫مسرحية نفسية‪.‬في عملية مثل هذه اللعبة ‪ ،‬يحدث ارتجال مثير ‪ ،‬ويساهم‬ ‫في دراسة العالم الداخلي للمواضيع ويخلق ظرو ًفا للتعبير التلقائي عن‬ ‫المشاعر ‪ ،‬ويرتبط ارتبا ًطا وثي ًقا بأهم المشكالت التي يواجهها الفرد ‪.‬‬ ‫وتستند الدراما النفسية الجماعية على معايير األلعاب‪.‬‬ ‫تقدم الدراما النفسية الجماعية للموضوع دور البطل في اللعبة‪.‬يجب أن‬ ‫يكون محتوى اللعبة مثب ًتا على مشاكل الشخصية ‪ ،‬مما يساهم في التعبير‬ ‫الحر عن مشاعر الفرد في عمليات االرتجال التي يتحكم فيها المعالج‪.‬‬ ‫يقوم المشاركون في الدراما النفسية بمراقبة األحداث بعناية ومقارنة‬ ‫اإلجراءات المستمرة على مسرح اللعبة بصعوباتهم الخاصة‪.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫تحظى عناصر الدراما النفسية بشعبية كبيرة في مجاالت العالج النفسي‬ ‫األخرى ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬في عالج الجشطالت أو العالج الموجه نحو‬ ‫السلوك‪.‬‬ ‫الجشطالت والدراما النفسية اليوم هي من بين األولويات األكثر شعبية‬ ‫وشعبية‪.‬بعد كل شيء ‪ ،‬يتم اختبارها على مر الزمن ‪ ،‬ولها أساس نظري‬ ‫متطور وقاعدة عملية ‪ ،‬وتمارس على نطاق واسع في العديد من البلدان‪.‬‬ ‫ضا أن تكون مناطق استخدام األساليب النفسية الدرامية ونهج‬‫من المهم أي ً‬ ‫الجشطالت بال حدود تقري ًبا‪.‬يمكن تطبيقها على قدم المساواة بشكل فعال‬ ‫‪ ،‬سواء في الممارسات النفسية أو في العمل االجتماعي‪.‬تتيح عالمية‬ ‫هذه التقنيات استخدامها في العمل الفردي مع الموضوعات وفي العمل‬ ‫الجماعي ‪ ،‬بغض النظر عن عدد المشاركين‪.‬‬ ‫ليست الجشطالت والدراما النفسية مجرد أساليب للعالج النفسي أو‬ ‫مجموعة من التقنيات المستخدمة في التدريب‪.‬هذه طريقة تفكير بشكل‬ ‫أساسي ‪ ،‬ممارسة الفهم اليومي لحياة الفرد هنا واآلن ‪ ،‬مما يساهم في‬ ‫تكوين الشخصية‪.‬‬ ‫تشمل مهام الدراما النفسية إعادة التفكير اإلبداعي في النزاعات الفردية‬ ‫‪ ،‬وتشكيل جوانب أكثر مثالية وكافية لتحديد الذات من قبل الفرد ‪ ،‬والتغلب‬ ‫على النماذج السلوكية المدمرة وأنماط االستجابة العاطفية ‪ ،‬وتطوير‬ ‫ردود فعل سلوكية جديدة كافية ونماذج من االستجابة العاطفية‪.‬‬ ‫‪32‬‬ ‫فنجد السلوك الكالسيكي لدورات الدراما النفسية يحتوي على ‪ 5‬وظائف‬ ‫رئيسية‪.‬بطل الرواية هو في المقام األول ‪ ،‬وهذا هو أول العب يصور‬ ‫في التمثيل النفسي بطل ‪ ،‬ممثل رئيسي ‪ ،‬الذي يوضح مشاكله الخاصة‪.‬‬ ‫يشغل المنصب الثاني المدير أو الميسر‪.‬بمساعدته ‪ ،‬ينعش بطل الرواية‬ ‫واقعه الفعلي‪.‬بمعنى آخر ‪ ،‬المدير هو الشخص الذي يساعد العميل على‬ ‫تحليل مشكالته ‪ ،‬ويخلق الجو المناسب في المجموعة ويوزع األدوار‬ ‫بين المشاركين‪.‬يشغل المركز الثالث مساعد "‪ ، "I‬وهو أعضاء آخرون‬ ‫أدوارا ثانوية ويعززون إجراءات المدير‪.‬تشمل‬ ‫ً‬ ‫في المجموعة ‪ ،‬يلعبون‬ ‫المهام الرئيسية لـ "أنا" لعب األدوار الالزمة لبطل الرواية لتحقيق خطته‬ ‫‪ ،‬ومساعدة بطل الرواية على فهم تصوره للعالقات مع الجهات الفاعلة‬ ‫األخرى ‪ ،‬وإظهار عالقات بطل الرواية الالواعي ‪ ،‬ومساعدة بطل الرواية‬ ‫في االنتقال من العمل الدرامي إلى الحياة الحقيقية‪.‬يشغل المنصب الرابع‬ ‫متفرج من أعضاء المجموعة الذين ال يشاركون مباشرة في الفعل النفسي‬ ‫الدرامي ‪ ،‬ولكنهم يشاركون في مناقشة إضافية للوضع عند االنتهاء من‬ ‫اللعب‪.‬المشهد في المركز الخامس‪.‬المشهد هو مكان في غرفة أو مكان‬ ‫آخر حيث يتم لعب حركة مسرحية‪.‬‬ ‫يرتبط ارتبا ًطا وثي ًقا بتطور أساليب العالج الجماعي الجماعية كإتجاه‬ ‫عالجي واحد باسم ‪.J. Moreno‬تم تطبيق الممارسة النفسية الدرامية‬ ‫في العقود القليلة الماضية بشكل فعال في جميع الدول األوروبية‬ ‫والواليات المتحدة تقري ًبا‪.‬تكتسب الدراما النفسية لألطفال شعبية خاصة‬ ‫لعالج سلوكهم العصبي‪.‬‬ ‫‪33‬‬ ‫اللعب في الدراما النفسية ليس مسرحية رمزية فقط على النزاعات ‪،‬‬ ‫ضا معالجة نشطة للتجربة‪.‬في الدراما النفسية ‪ ،‬يجري العمل‬ ‫ولكن أي ً‬ ‫الحقيقي للتغلب على حاالت الصراع وحلها‪.‬في اللعبة ‪ ،‬يشعر األطفال‬ ‫ويختبرون أنفسهم كمهندس تصميمات إبداعية ومبدع وشارك في إنشاء‬ ‫حياتهم الخاصة‪.‬توفر الدراما النفسية فرصة لألطفال "للوالدة مرة‬ ‫أخرى" لحياة أكثر إرضا ًء‪.‬‬ ‫تركز الدراما النفسية لألطفال على خلق شخصية إبداعية وطبيعية ‪ ،‬لذلك‬ ‫ال تقتصر على القضاء على االضطرابات ‪ ،‬فهي ترى أن مهمتها الرئيسية‬ ‫هي تعزيز تطور شخصية معبرة وإبداعية‪.‬الدراما النفسية لألطفال تعمل‬ ‫على تحفيز ودعم فتات من العفوية والطبيعية والنشاط اإلبداعي‪.‬لعل آخر‬ ‫ما وصل إلينا من تطور هو العالج بالسيكودراما‪ ،‬وهو نوع من أنواع‬ ‫العالج النفسي‪ ،‬ولكن بطريقة مبتكرة‪ ،‬حيث تكمن وظيفتها األساسية في‬ ‫تفريغ انفعاالت الفرد ومشاعره الدفينة من خالل تمثيل أدوار لها عالقة‬ ‫بالمواقف التي حدثت له في الماضي‪ ،‬أو التي تحدث في الحاضر أو التي‬ ‫قد تحدث له في المستقبل‪ ،‬حيث توافر له العالمات التي تنذر بحدوثها‬ ‫ليتحقق له الشفاء من أي صراع نفسي يدور بداخله‪.‬‬ ‫اهميةالعالج بالسيكودراما فى حياة الطفل‬ ‫ ‪ -1‬السيكودراما الفاعلية في خفض حدة اضطراب االنتباه المصحوب‬ ‫بالنشاط الحركي الزائد ‪.‬‬ ‫‪34‬‬ ‫ ‪-2‬السيكودراما أسلوب لحل المشكالت عندما يمثل الصغير ويقلد الكبير‬ ‫فهذا الصغير عندما يتذكر بأن الكبير يضربه وهو يعجز عن الرد ويشعر‬ ‫بالخوف ‪ ،‬األن يفعل ما يفعله الكبار من خالل التمثيل ويحدث تنفيس‬ ‫أنفعالي وإخراج للمشاعر المكبوتة داخل الطفل‬ ‫ ‪-3‬وهو يميل لتقليد دور األب واالم والمدرس والضابط والطبيب والنجار‬ ‫وساعي البريد حيث يتطور الطفل نتيجة تأديته لهذه األدوار التي لها‬ ‫جاذبية خاصة للصغار‬ ‫ ‪ -4‬ويعتبر حالة من حاالت اللعب التلقائي الذي يجمع بين الخيال‬ ‫والواقع والحقيقة والخرافة كأسلوب عالجي له جاذبية خاصة لدى الطفل‪.‬‬ ‫‪ -5‬اللغة الداخلية يحدث لها تنمية داخل الطفل تنمية للمعلومات العامة‬ ‫واكتساب المهارات ‪.‬‬ ‫‪-6‬السيكودراما تساعد االطفال المضطربين سلوكيا من خالل العرائس‬ ‫المارينوت والقفازية والمساكات في التمثيل بجميع أشكاله ‪.‬‬ ‫‪-7‬السيكودراما تساعد الطفل للخروج من عالمه الخاص إلى العالم‬ ‫المحيط به واالرتباط به والتعايش معه مما يساعد في تنمية القدرة على‬ ‫التفكير المنطقي لدى الطفل‬ ‫‪35‬‬  ‫برنامج السيكودراما‬ ‫ البرنامج التربوي النفسي التعليمي العالجي يحقق التكامل النفسي لدى‬ ‫الطفل ويساعده في تكوين الشخصية السوية المتكاملة‬ ‫ وينمي مفاهيم تعمل على تغيير السلوك للمتعلم مفاهيم مختلفة للتصنيف‬ ‫– التسلسل – العالقات – المفاهيم – الزمن – المكان – مفاهيم الجمال‬ ‫–األشكال – األحجام – األلوان – االحساس والتعايش مع بيئة منتسوري‬ ‫التي توصي على استخدام الحواس الخمسة من خالل العرائس والمسرح‬ ‫‪.‬‬ ‫ تنمية الطفل على مباديء وقيم مكتسبة من خالل السيكودراما والقصة‬ ‫مثل التعاون – الصدق – األمانة – الحب – االحترام – النظافة – تنمية‬ ‫الثقة بالنفس – تلقائية – تنمية الجانب العقلي والبدني – الوصول‬ ‫للمعلومة بشكل تلقائي غير مباشر‬ ‫من أهداف العالج بالسيكودراما‪:‬‬ ‫ تنمية اللغة‬ ‫ تنمية مهارة االتصال‬ ‫‪36‬‬  ‫ تنمية المفاهيم‬ ‫ االنتقال من اللعب الحس حركي إلى اللعب الدرامي من خالل‬ ‫السيكودراما‬ ‫ مثال‬ ‫عند الذهاب إلى البائع ‪ ،‬فهناك تعلم للمفاهيم مثل معرفة النقود وقيمتها‬ ‫وفائدتها والتعرف على الطريق ‪ ،‬السير على الرصيف ‪ ،‬التعرف على‬ ‫نوعية المحالت بالشارع والدمج في المجتمع ‪ ،‬األتصال بالعالم الخارجي‬ ‫قواعد هامة للمشاركة في السيكودراما‪:‬‬ ‫‪ -1‬أال يكون المشارك تحت تأثير مخدر أو دواء قوي‪.‬‬ ‫‪.2‬أال يكون في حالة عقلية غير طبيعية ال تسمح له بالتفاعل مع اآلخرين‪.‬‬ ‫أثناء الجلسة ال يسمح باآلتي‪:‬‬ ‫‪.1‬الحوارات الجانبية بين المشاركين‪.‬‬ ‫‪37‬‬  ‫‪.2‬استخدام الموبايل أو فتحه أو سماع رناته‪.‬‬ ‫‪.3‬الخروج قبل انتهاء الجلسة‪.‬‬ ‫‪.4‬بمقاطعة المتحدث أيا ً كان وضعه مشاركا ً أو بطالً‪.‬‬ ‫‪.5‬بنقل ما يدور في الجلسة بأي شكل من األشكال حتى ألقرب األقربين‬ ‫بمعني (الحفاظ على السرية التامة)‬ ‫فكر في مسرحية ‪ ،‬عندما يتصرف شخص ما هناك حالة وسيطة بين‬ ‫الخيال والواقع‪.‬يتيح لنا وضع الخيال القيام بأشياء خارجة عن متناولنا‬ ‫في الحياة الحقيقية ‪ ،‬مثل التعبير عن المشاعر المخيفة أو تغيير أنماط‬ ‫السلوك أو إظهار سمات جديدة‪.‬عندما نختبر هذه التجارب ‪ ،‬حتى بطريقة‬ ‫وهمية ‪ ،‬يمكن أن تكون هذه التجارب الجديدة جز ًءا من ذخيرة حياتنا‬ ‫الحقيقية‪.‬‬ ‫‪30‬‬ ‫ثانياًُ‪:‬مكونات العالج بالسيكودراما(عناصر العالج بالسيكودراما‬ ‫)(‪:)Psychodrama‬‬ ‫إن للعالج السيكودرامي مجموعة من العناصر األساسية واألدوات والتي‬ ‫بدونها ال يمكن اعتباره عالجا سيكودراميا‪ ،‬كما يحتوي على عدد من‬ ‫الخطوات المحددة والتي تعطي في النهاية شكال مميزا لهذا النوع من‬ ‫العالج ‪ ،‬و قد حدد ‪ )Moreno (1954‬هذه العناصر أو األدوات باالتي‪:‬‬ ‫يعتمد العالج بالسيكودراما على خمسة عناصر أساسية‪ ،‬تشكل م ًعا‬ ‫التنظيم الضروري لعناصر العالج بأسلوب السيكودراما‪ ،‬ويمكن تصنيفها‬ ‫كما يلي‪:‬‬ ‫‪.1‬الجماعة ‪:The Group‬‬ ‫وتعرف بالجماعة العالجية‪ ،‬وهي العنصر الجوهري للعالج بالسيكودراما‬ ‫ألنه بمقدورها تغيير سلوك أفراد الجماعة من خالل التفاعل المتبادل بين‬ ‫األعضاء ‪.‬وهم المممثلين الباقيين المساعدين للمريض في أداء دوره بالقيام‬ ‫بأدوار أخرى في المسرحية‪ ،‬عادة يتراوح عددهم من ‪ 11‬إلى ‪ 15‬وقد‬ ‫يصلون لخمس وعشرين شخصا ً‪.‬كلما قل العدد كلما زادت فاعلية العالج‪.‬‬ ‫اآلخرين للجماعة‪.‬‬‫وتسمي ايضا بالجمهور‪ ،‬وهو الحضور من المشاركين َ‬ ‫وفي المشاهد الفردية ال يكون الجمهور حاضرً ا‪ ،‬ومن الممكن تواجد أو‬ ‫ج َد عميل واحد فقط‪ ،‬ومعالِج وحيد‪،‬‬ ‫َع َدم وجود أنا – مساعِ د مهني‪.‬وإذا وُ ِ‬ ‫مناو ً‬ ‫بة‪ ،‬متظا ِهرً ا بالتمثيل مع‬ ‫فبوسع المعالِج ا ِّتخاذ دور األنا – المسا ِعد َ‬ ‫‪32‬‬  ‫العميل ‪ ،‬أو سوف ي َّتخِذ هذا األخير على نحو متوال كل أدوار ال َم َ‬ ‫سر َحة‬ ‫أي (إفراغ المشكلة في قالب مسرحي)‪.‬‬ ‫‪.2‬بطل الرواية ‪:The Protagonist‬‬ ‫وهو العميل(المريض) نفسه الذي تتمركز حوله أحداث المسرحية النفسية‪،‬‬ ‫ويقوم بتمثيل واقع حدث له من أجل إيجاد مشكلة ما‪ ،‬وهو مركز الحدث‬ ‫السيكودرامي و بطل المسرحية النفسية‪ ،‬وهو الشخص الذي يقوم بإنشائها‬ ‫المسر َحة التي تحمل بشكل عام عناصر ال تقتصِ ر‬ ‫َ‬ ‫برضا المجمو َعة على‬ ‫على الب َطل فقط‪ ،‬وإنما على المجموعة كلها‬ ‫بطل الرواية هو النقطة األساسية في التمثيل ‪ ،‬فهو مؤلف وممثل عمله ‪،‬‬ ‫مع ما لديه من القدرة على تطوير الحجة من ما يفكر أو يشعر أنه يمكن‬ ‫أن يتبعه أو يعدل بإخالص حسب الرغبة‪.‬هو الشخص الذي تتركز فيه‬ ‫توترات المجموعة وهذا هو السبب في أنه عندما يتم انتخابه ويذهب على‬ ‫خشبة المسرح يصبح بطالً أو بطالً للمجموعة ويمكنه تلقي النجاحات‬ ‫واإلخفاقات‪.‬‬ ‫‪.3‬الموجه ‪( The Director‬المخرج)‬ ‫وهو المعالج النفسي والذي يكون خبير بالسيكودراما‪ ، ،‬وهو المدير الذي‬ ‫ِّ‬ ‫ينظم الجلسة ‪ ،‬وظيفته تكمن في اختيار الممثلين ووضع السيناريو‪ ،‬واختيار‬ ‫المكان المناسب للعالج مع المحافظة على كامل السرية عن ما يحدث في‬ ‫‪41‬‬ ‫جلسة العالج‪ ،‬كما تكمن وظيفته في مالحظة التواصل اللفظي وغير اللفظي‬ ‫ألفراد المجموعة والعميل بشكل خاص‪.‬‬ ‫المدير هو المسؤول ‪ ،‬كما يوحي اسمه ‪ ،‬لتوجيه ‪ ،‬بطريقة أن األسلوب‬ ‫والطريقة تهدف إلى العالجية‪.‬لممارسة الرياضة كمخرج ‪ ،‬يجب أن يكون‬ ‫مؤهالً ‪ ،‬ويجب أن يكون قد أتم ثالث سنوات من الحلقات الدراسية النظرية‬ ‫العملية ‪ ،‬ويجب أن يكون قد تلقى ما ال يقل عن ‪ 111‬ساعة من العالج‬ ‫النفسي الدرامي وتم اإلشراف عليه لمدة ‪ 51‬ساعة على األقل‪..‬يجب على‬ ‫المخرج استخدام الوسائل والتقنيات والبحث عن االستراتيجيات المناسبة‬ ‫حتى يكون الموضوع الدرامي يحتوي على جميع العناصر على المستوى‬ ‫النفسي واالجتماعي يجب أي ً‬ ‫ضا االنتباه إلى المكونات التالية‪ :‬يجب أن توفر‬ ‫بيئة آمنة ‪ ،‬وعليك توقيع التزام مع المريض والنفس المساعد ‪ ،‬ويجب‬ ‫عليك تحديد متى توجد رسوم ‪ ،‬وكذلك تحديد كيفية الدفع (فرد أو‬ ‫ضا تحديد وقت اإلجازات ووضع قواعد اللعبة ‪،‬‬ ‫مجموعة)‪.‬يجب عليك أي ً‬ ‫بنا ًء على الغياب‪.‬فيما يتعلق بالعملية العالجية ‪ ،‬يجب مراقبة تشغيلها ‪،‬‬ ‫وإدخال التغييرات المناسبة ‪ ،‬والسيطرة على الرابط بين المرضى ‪،‬‬ ‫وتسليط الضوء على الروابط التي تحدث في العالجات الجماعية ‪ ،‬والحفاظ‬ ‫على اإلطار ‪ ،‬ومنع ‪ ،‬وإعطاء وإنهاء العمل العالجي‪.‬‬ ‫يمارس المدير ثالث وظائف ؛ من المعالج‪.‬المنتج والمحلل االجتماعي‪.‬فيما‬ ‫يتعلق بدور المعالج ‪ ،‬فإنه ال يتم بالطريقة نفسها خالل الدراما النفسية‪.‬في‬ ‫الجزء األول ‪ ،‬تحصل على المادة ‪ ،‬وفي الجزء الثاني تعمل مع المادة ‪،‬‬ ‫وفي الجزء الثالث تشاركها‪.‬وهذا هو ‪ ،‬يجب أن تبدأ الجلسة ‪ ،‬واالحماء ‪،‬‬ ‫واكتشاف المنبثقة ‪ ،‬واختيار بطل الرواية والتدخل‪.‬من ناحية أخرى ‪ ،‬يتم‬ ‫‪41‬‬ ‫تنفيذ دوره كمنتج أثناء التمثيل ‪ ،‬وهو عندما يجب عليه تمييز المواد التي‬ ‫يقدمها بطل الرواية‪..‬أخيرً ا ‪ ،‬يمارس المحلل دوره خالل مرحلة التعليقات‬ ‫والتحليل‪.‬إلنهاء العناصر ‪ ،‬يتألف الجمهور من مجموعة من األشخاص‬ ‫الموجودين حول المسرح والمرضى والمساعدة الذاتية‪.‬في بداية الدراما‬ ‫ضا من قبل المجموعة والوحدة الوظيفية‬ ‫النفسية ‪ ،‬يتم تشكيل الجمهور أي ً‬ ‫(المخرج والمساعد األول) ‪ ،‬مما ينبثق عن بطل المناخ العاطفي‬ ‫صا للمجموعة‪.‬‬ ‫األولي‪.‬وجود أشخاص آخرين في القاعة يعطي تماس ًكا خا ً‬ ‫في الدراما النفسية العامة ‪ ،‬المتغير المؤثر هو تكوين الجمهور ‪ ،‬بينما في‬ ‫الدراما النفسية الخاصة ‪ ،‬تكون الكثافة العاطفية والتمييزية والشخصية‬ ‫لألفراد هي األكثر تأثيراً‪.‬‬ ‫‪.4‬المعالجون المساعدون أو األنوات المساعدة ‪:Auxiliary Egos‬‬ ‫وهي امتداد لدور الموجه في موقف العالج‪ ،‬ووظيفتهم بشكل عام هي‬ ‫تسيير عملية عرض المشكلة‪ ،‬وهي في العادة مكلَّفة بدور عالجي منوط‬ ‫بها‪.‬األنا – المساعِ د‪ ،‬وهو الذي يتح َّرك تبادليًا في المش َهد مع الب َطل‪ ،‬فيقوم‬ ‫باألدوار المك ِّملَة التي يقوم بها ال َب َطل‪.‬على سبيل المثال‪ ،‬في مشهد للبطل‬ ‫مع والدِه‪ ،‬يقوم األنا – المساعِ د بدور األب (من الممكن لألنا – المسا ِعد‬ ‫عضوا من الجما َعة) ومن الممكن لألنا – المسا ِعد‬ ‫ً‬ ‫آخر‪ ،‬أو‬‫يكون معالِجً ا َ‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫يمثل الدور الذي يلعبه‪ ،‬وهناك تقنيات أخرى‬ ‫أن يلجأ إلى لبس قناع ما ِّ‬ ‫كالكرسي الفارغ‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫الذات المساعدة هي التي تلعب وظيفة لعب األدوار المكملة لتلك الخاصة‬ ‫بالبطل وأداء بعض األساليب النفسية الدرامية‪.‬وظائفها هي دليل وكيل‬ ‫العالجية ‪ ،‬والباحث االجتماعي والممثل والمراقب الشخصي‬ ‫‪42‬‬ ‫موضوعية‪.‬فيما يتعلق بالوظيفة األولى ‪ ،‬يتم تنفيذها بشكل حصري في‬ ‫السياق الدرامي‪.‬الهدف الذاتي هو التحقيق ‪ ،‬أي للتحقق من أن األدوار أو‬ ‫المواقف المقترحة هي في الواقع تلك التي ارتكبت ‪ ،‬وحيث يجب إقامة‬ ‫صلة مع بطل الرواية‪.‬وعلى الجانب اآلخر ‪ ،‬امتثل للشعارات التي يتلقاها‬ ‫من المخرج عندما يتفاعل األخير مع الذات المساعدة‪.‬‬ ‫النفس المساعدة كعنصر فاعل لديه وظيفة الخلق والتمثيل‪.‬كل ما عليك أن‬ ‫تقوله للبطل سوف يفعل ذلك من الدور التمثيلي‪.‬ولكن بدوره ‪ ،‬يجب أن‬ ‫يكون قادرً ا على تفسير تمثيل الشخصيات‪.‬فيما يتعلق بدور المراقب ‪ ،‬فإن‬ ‫الذات المساعدة هي الشخص الذي يمكنه وضع نتائج ما يختبرونه مع هذه‬ ‫المجموعة ومشاركتها مع اآلخرين‪..‬‬ ‫‪.5‬تنظيم معين من الطرق والفنيات ‪Method & Techniques‬‬ ‫المالئمة لمتطلبات الموقف‪ :‬ومن بين هذه الفنيات العالجية نجد‪( :‬قلب‬ ‫األد