المتلاعبون بالعقول - هربرت أ شيللر - PDF
Document Details
Uploaded by BalancedDrama
كلية العلوم الصحية للبنين بجدة
هربرت أ. شيللر
Tags
Summary
هذا الكتاب يتناول نظرية التحكم في الرأي العام من خلال وسائل الإعلام، ويركز على كيف يتم تشكيل الأفكار والمعتقدات من خلال الإشراف على المعلومات والصور. يبحث المؤلف في أساليب التلاعب في الرأي العام من قبل قوى متنفذة.
Full Transcript
ba c ﺗﺄﻟﻴﻒ :ﻫﺮﺑﺮت أ.ﺷﻴﻠﻠﺮ ABCDEFG ﺗﺮﺟﻤﺔ :ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم رﺿﻮان...
ba c ﺗﺄﻟﻴﻒ :ﻫﺮﺑﺮت أ.ﺷﻴﻠﻠﺮ ABCDEFG ﺗﺮﺟﻤﺔ :ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم رﺿﻮان اﳌﺘﻼﻋﺒﻮن ﺑﺎﻟﻌﻘﻮل X¹uJ« ‡ »«œü«Ë ÊuMH«Ë WUI¦K wMÞu« fK:« U¼—bB¹ W¹dNý WOUIŁ V² WKKÝ 243 ac b X¹uJ« ‡ »«œü«Ë ÊuMH«Ë WUI¦K wMÞu« fK:« U¼—bB¹ W¹dNý WOUIŁ V² WKKÝ ﺻﺪرت اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ ١٩٧٨ﺑﺈﺷﺮاف أﺣﻤﺪ ﻣﺸﺎري اﻟﻌﺪواﻧﻲ ١٩٢٣ـ ١٩٩٠ اﳌﺘﻼﻋﺒﻮن ﺑﺎﻟﻌﻘﻮل 243 ﻛﻴﻒ ﻳﺠﺬب ﻣﺤﺮﻛﻮ اﻟﺪﻣﻰ اﻟﻜﺒﺎر ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻹﻋﻼن ووﺳ ــﺎﺋ ــﻞ اﻻﺗـ ــﺼﺎل اﳉـ ـ ــﻤﺎﻫﻴ ــﺮي ﺧ ـ ـ ــﻴﻮط اﻟـ ــﺮأي اﻟﻌــﺎم? ﺗﺄﻟﻴﻒ :ﻫﺮﺑﺮت أ.ﺷﻴﻠﻠﺮ ﺗﺮﺟﻤﺔ :ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم رﺿﻮان ABCDEFG 1999 ”—U ا8ﻮاد ا8ﻨﺸﻮرة ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ رأي ﻛﺎﺗﺒﻬﺎ وﻻ ﺗﻌﺒﺮ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻋﻦ رأي اﺠﻤﻟﻠﺲ ٥ ﻣﻘﺪﻣﺔ M اﻟﻔﺼﻞ اﻷول: ١٣ اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ واﻟﻮﻋﻲ ا8ﻌﻠﺐ M ٤١ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺻﻨﺎﻋﺔ ا8ﻌﺮﻓﺔ :اﻟﻌﻨﺼﺮ اﳊﻜﻮﻣﻲ M ٧٥ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺻﻨﺎﻋﺔ ا8ﻌﺮﻓﺔ :اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﻌﺴﻜﺮي/اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ M اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ: ٩٥ اﻟﺘﺮﻓﻴﻪ واﻟﺘﺴﻠﻴﺔ :ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺮاﻫﻦ اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎﻣﺲ: ١٢٥ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﺳﺘﻄﻼع اﻟﺮأي :ﻗﻴﺎس اﻟﺮأي وﺗﺼﻨﻴﻌﻪ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس: ١٤٩ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻌﻘﻮل ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﻣﺎ وراء اﻟﺒﺤﺎر اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ: ١٧٥ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻌﻘﻮل ﻓﻲ ﺑﻌﺪ ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ: ٢٠٥ اﻟﺘﻤﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻗﻮة ﻣﻀﻔﻴﺔ ٢٢٩ ﻫﻮاﻣﺶ وﻣﺮاﺟﻊ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻳﻘﻮم ﻣﺪﻳﺮو أﺟﻬﺰة اﻹﻋﻼم ﻓﻲ أﻣﺮﻳـﻜـﺎ ﺑـﻮﺿـﻊ ﻣﻘﺪﻣﺔ أﺳﺲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺪاول »اﻟﺼﻮر واEﻌﻠﻮﻣﺎت« ،وﻳﺸﺮﻓﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﳉﺘﻬﺎ وﺗﻨﻘﻴﺤﻬﺎ وإﺣﻜﺎم اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠـﻴـﻬـﺎ، ﺗـﻠـﻚ اﻟـﺼـﻮر واEـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت اﻟـﺘـﻲ ﲢـﺪد ﻣـﻌـﺘـﻘـﺪاﺗـﻨــﺎ وﻣﻮاﻗﻔﻨﺎ ،ﺑﻞ وﲢﺪد ﺳﻠﻮﻛﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻬـﺎﻳـﺔ.وﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻳـﻌـﻤـﺪ ﻣـﺪﻳــﺮو أﺟ ـﻬــﺰة اﻹﻋــﻼم إﻟــﻰ ﻃــﺮح أﻓ ـﻜــﺎر وﺗﻮﺟﻬﺎت ﻻ ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﻮﺟﻮد اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﺘﺤﻮﻟﻮن إﻟﻰ ﺳﺎﺋﺴﻲ ﻋﻘﻮل.ذﻟﻚ أن اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺤﻮ ﻋﻦ ﻋﻤﺪ إﻟﻰ اﺳـﺘـﺤـﺪاث ﻣـﻌـﻨـﻰ زاﺋـﻒ، وإﻟﻰ إﻧﺘﺎج وﻋﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻄـﻴـﻊ أن ﻳـﺴـﺘـﻮﻋـﺐ ﺑـﺈرادﺗـﻪ اﻟﺸﺮوط اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ أو أن ﻳﺮﻓﻀﻬﺎ ،ﺳﻮاء ﻋﻠﻰ اEﺴﺘﻮى اﻟﺸﺨﺼﻲ أو اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ gﻮﻫﺔ أو ﻣﻀﻠﻠﺔ. اﻟﻮاﻗﻊ ﺳﻮى أﻓﻜﺎر ّ إن ﺗﻀﻠـﻴـﻞ)*( ﻋﻘﻮل اﻟﺒﺸﺮ ﻫـﻮ ،ﻋـﻠـﻰ ﺣـﺪ ﻗـﻮل ﺑﺎوﻟﻮ ﻓﺮﻳﺮ» ،أداة ﻟﻠﻘﻬﺮ«.ﻓﻬﻮ mﺜﻞ إﺣﺪى اﻷدوات اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ اﻟﻨﺨﺒﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ إﻟﻰ »ﺗﻄﻮﻳﻊ اﳉﻤﺎﻫﻴﺮ ﻷﻫﺪاﻓﻬﺎ اﳋﺎﺻﺔ«).(١ﻓﺒﺎﺳﺘﺨﺪام اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺴﺮ وﺗﺒﺮر اﻟﺸﺮوط اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻟﻠﻮﺟﻮد ،ﺑﻞ وﺗﻀﻔﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﺧﻼﺑﺎ ،ﻳﻀﻤﻦ اEﻀﻠﻠﻮن اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻟﻨﻈﺎم اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻻ ﻳﺨﺪم ﻓﻲ اEﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ اEﺼﺎﻟﺢ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻸﻏﻠﺒﻴﺔ.وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺆدي اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻟﻠﺠﻤﺎﻫﻴﺮ دوره ﺑﻨﺠﺎح ،ﺗﻨﺘﻔﻲ اﳊﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﺗﺨﺎذ ﺗﺪاﺑﻴﺮ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺪﻳﻠﺔ. )×( اEﻘﺼﻮد ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺗﻀﻠﻴﻞ ﻫﻨﺎ ) (manipulationاﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ )أو ﻫﻴﺌﺔ أو ﺟﻤﺎﻋﺔ( ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﻮﻳﻪ أو اﻟﺘﻼﻋﺐ. 5 اﺘﻼﻋﺒﻮن ﺑﺎﻟﻌﻘﻮل ﻋﻠﻰ أن ﺗﻀﻠﻴﻞ اﳉﻤﺎﻫﻴﺮ ﻻ mﺜﻞ أول أداة ﺗﺘﺒﻨﺎﻫﺎ اﻟﻨﺨﺐ اﳊﺎﻛﻤﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.ﻓﺎﳊﻜﺎم ﻻ ﻳﻠﺠﺄون إﻟﻰ اﻟﺘﻀﻠﻴـﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ-ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺿﺢ ﻓﺮﻳﺮ-إﻻ »ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﺪأ اﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ اﻟﻈﻬﻮر )وﻟﻮ ﺑﺼﻮرة ﻓﺠﺔ( ﻛﺈرادة اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺎر اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴـﺔ«» ،أﻣـﺎ ﻗـﺒـﻞ ذﻟـﻚ ،ﻓـﻼ وﺟﻮد ﻟﻠﺘﻀﻠﻴﻞ )ﺑﺎEﻌﻨﻰ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ( ،ﺑﻞ ﳒﺪ ﺑﺎﻷﺣﺮى ﻗﻤﻌﺎ ﺷﺎﻣﻼ.إذ ﻻ ﺿﺮورة ﻫﻨﺎك ﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اEﻀﻄﻬﺪﻳﻦ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻏﺎرﻗ ﻵذاﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﺆس اﻟﻮاﻗﻊ«).(٢ واﻟﻮاﻗﻊ أن اﻟﻘﻤﻊ-أي ﻛﺒﺖ اﻟﻔﺮد وإﺧﻀﺎﻋﻪ ﻛﻠﻴﺔ-ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ أي ﻛﻴﺎن ﺟﻐﺮاﻓﻲ أو ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﻨﻔﺮد.ﻓﺄﻏﻠﺐ اﻟﺒﺸﺮ ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻠﻘﻤﻊ ،ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﻌﺼﻮر وﻓﻲ ﻛﻞ أرﺟﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻣﻦ ﺧﻼل وﺿﻊ ﻣﻦ اﻹﻓﻘﺎر اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻳﻄﺮح ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ »ﻃﺒﻴﻌﺔ« )وﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻗﻠﻴﻠﺔ( ،ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺪو ،ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﳊﺎﻻت ،أن ﻳﻜﻮن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اEﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘـﻘـﺴـﻴـﻢ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻲ ﻏـﻴـﺮ اEﺘﻜﺎﻓﺊ.ﻓﺤﺘﻰ وﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺳﻮى ﻗﻠﺔ ﻧﺎدرة ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ ﺷﺎء ﻟﻬﺎ ﺣﻈﻬﺎ اﻟﺴﻌﻴﺪ أن ﲡﻤﻊ ﺑ اEﻮﻗﻊ اﳉﻐﺮاﻓﻲ وﻛﻔﺎﻳﺔ اEﺼﺎدر اﻷوﻟﻴﺔ واﻷﺳﺒﻘﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اEﻮاﺗﻴﺔg ،ﺎ وﻓﺮ ﻟﻬﺎ وﺳﻴﻠﺔ اﻹﻓﻼت ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﻨﺪرة واﻟﻜﻮارث اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اEﺘﻜﺮرة.وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘـﺪ ﻇـﻞ اﻟـﻘـﻤـﻊ ،ﺣـﺘـﻰ ﻓـﻲ ﺗـﻠـﻚ اEﻮاﻗﻊ اEﺘﻤﻴﺰة ﻧﺴﺒﻴﺎ ،ﻗﺪر أﻏﻠﺐ اﻟﻨﺎس ﺣﺘﻰ أواﺧـﺮ اﻟـﻘـﺮن اﻟـﺜـﺎﻣـﻦ ﻋـﺸـﺮ وأواﺋﻞ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ. وﻟﻘﺪ ﻣﺜﻠﺖ أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﺣﺎﻟﺔ ﺷﺪﻳﺪة اﳋـﺼـﻮﺻـﻴـﺔ. ﻓﻬﻲ اﻟﻘﺎرة اﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎEﻮارد ،اEﺘﺤﺮرة ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻮد اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺒﻠﺖ أوروﺑﺎ وآﺳﻴﺎ ،واEﻨﺘﺰﻋﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ودون رﺟﻌﺔ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ اﻷﺻﻠﻴ ﺑﺎﻟـﻘـﻮة اEـﺴـﻠـﺤـﺔ وﺑﺎﳋﺪاع واﳊﻴﻠﺔ.وﻗﺪ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﻌﺪﻻت ﺳﺮﻳﻌﺔ وﻓﻘـﺎ Eـﺒـﺪأ أﺧـﻼﻗـﻲ اﻗﺘﺼﺎدي اﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﺑﻠﻮرﺗﻪ وﺗﻄﻮﻳﺮه ﻗﺮوﻧﺎ ﻋﺪﻳﺪة ﻓﻲ أوروﺑﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ. وإذا اﺳﺘﺜﻨﻴﻨﺎ اﻟﺴﻮد واEﻠﻮﻧ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،اﻟﺼـﻔـﺮ واﳊـﻤـﺮ واﻟـﺴـﻤـﺮ-وﻫـﻮ اﺳﺘﺜﻨﺎء ﻳﺸﻤﻞ اEﻼﻳ-ﻓﺈن اﻟﻘﻤﻊ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ mﺜـﻞ اﻷداة اﻟـﺮﺋـﻴـﺴـﺔ ﻟـﻠـﺴـﻴـﻄـﺮة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ أﻣﺮﻳﻜﺎ.وﻟﻢ ﺗﺪع اﳊﺎﺟﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﻤﻊ ووﺿﻌـﻪ ﻣـﻮﺿـﻊ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ إﻻ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت ﻣﺘﺒﺎﻋﺪة وﻗﺼﻴﺮة اﻷﻣﺪ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎم.ﻓﻤﻨﺬ اﻟﻌـﺼـﺮ اﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻲ )أي ﻓﺘﺮة اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺎرة( ،ﻇﻞ اEﻬـﻴـﻤـﻨـﻮن ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻨـﻈـﺎم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ mﺎرﺳﻮن ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﺗﻀﻠﻴﻞ اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء )أي اﺳﺘﻤﺎﻟﺘﻬـﺎ 6 ﻣﻘﺪﻣﺔ واﻟﺘﻤﻮﻳﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ( وﻗﻤﻊ اﻷﻗﻠﻴﺔ اEﻠﻮﻧﺔ. ﻓﻘﺪ ﺜﻠﺖ »اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ اEﺮﻋﺒﺔ ﻟﻠﻨﺨﺒﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ، وﻛﻤﺎ ﻻﺣﻆ ﺟﻮرﻓﻴﺪال ،ﻓﻲ ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ إﻗﻨﺎع اﻟﺸﻌﺐ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﺿﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﺼﺎﳊﻪ أﻫﻤﻴﺔ«).(٣ وﻻ رﻳﺐ ﻓﻲ أن اﻟﺸﺮوط اﳋﺎﺻﺔ ﺟﺪا ﻟﻠﺤﻴﺎة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ-اEﺼﺎدر اﻷوﻟﻴﺔ اﻟﻮﻓﻴﺮة ﻟﻠﻘﺎرة اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻴﻄﺎﻧﻬﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ،واﻧﺘﻘﺎل اEﻬﺎرات اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﻦ اﳋﺎرج إﻟﻰ داﺧﻞ اﻟﺒﻼد دون ﻋﻮاﺋﻖ ،وﻏﻴﺎب اﻟﻘﻴﻮد اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟـﺘـﻘـﻠـﻴـﺪﻳـﺔ، واﻷﻣﺎن اﻟﺘﺎم ﻣﻦ وﻗﻮع أي ﻋﺪوان ﻋﺴﻜﺮي ﺧﺎرﺟﻲ ﻃﻮال ﻓﺘﺮة اﻟﺘﻄـﻮر-ﻗـﺪ أﺗﺎﺣﺖ ﻣﺮوﻧﺔ ﻣﺎدﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ ،وﺗﺮﻗﻴـﺎ اﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺎ واﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺎ ﻣﻠﻤﻮﺳﺎ ﻟﻘﺴﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن.ﻋﻠﻰ أن ﻫﺬه اEﺰاﻳﺎ اEﺆﺛﺮة ،ورﻏﻢ ﺗﻮزﻋـﻬـﺎ ﺑﺘﻮﺳﻊ ﻧﺴﺒﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻄﺎق اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـﻠـﻘـﻄـﺎﻋـﺎت اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن اEﻠﻮﻧ وأﻓﺮاد اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟـﻌـﺎﻣـﻠـﺔ ،أو ﻟـﻢ ﺗـﻨـﻞ ﻣـﻨـﻬـﺎ إﻻ اﻟﻨﺰر اﻟﻴﺴﻴﺮ.وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ أدت ﻫﺬه اﻟﺘﺤﺴﻴﻨﺎت اEﻠـﻤـﻮﺳـﺔ ﻟـﻠـﻐـﺎﻳـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻮاﻗﻊ اEﻌﻴﺶ ،إﻟﻰ ﺟﻌﻞ ﺧﻴﻮط اﻟﺴﻴﻄـﺮة اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ واﻟـﻬـﻴـﻤـﻨـﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ دﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،أو ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺋﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻓﺘﺮات اﻷزﻣﺔ اﻟﺪورﻳـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻨﻈﺎم. وﻋﻠﻰ رﻏﻢ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﺎﻣﺎ ،ﻓﻲ ﺗﺼﻮري ،وﺻﻒ اﻟﻮﻻﻳﺎت اEﺘﺤﺪة ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻨﻘﺴﻢ mﺜﻞ ﻓﻴﻪ »اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ« إﺣﺪى اﻷدوات اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ،ﻓﻲ أﻳﺪي ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﺣﺎﻛﻤﺔ ﻣﻦ ﺻﻨّﺎع اﻟﻘﺮار ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﺸﺮﻛﺎت وﻣﺴﺆوﻟﻲ اﳊﻜﻮﻣﺔ ،ﻓﺈن ﻣﻦ اEﻔﻴﺪ أن ﻧﻮرد ﲢﻔﻈﺎ ﲢﺬﻳﺮﻳﺎ واﺣﺪا ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد. ﻓﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺘﻤﺎﻳﺰ ﺑ ﻣﻦ mﻠﻜﻮن وﻣﻦ ﻻ mﻠﻜﻮن ،ﻳﻨﺒﻐﻲ أﻻ ﺗﻔﻬﻢ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻨﻲ وﺟﻮد ﻓﺎﺻﻞ ﺟﺎﻣﺪ ﻻ mﻜﻦ ﺗﺨﻄﻴﻪ ﺑ اﻟﻔﺌﺘ ،ﻳﻨﺎﺿﻞ ﻓـﻴـﻪ »اﻟـﺬﻳـﻦ mﻠﻜﻮن« اﻟﺬﻳﻦ ﲢﺪدت ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ ﺳﻠﻔﺎ ،ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﻵﺧﺮ ،ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ وﺿﻌﻬﻢ اEﺘﻤﻴﺰ.ﺻﺤﻴﺢ أن ذﻟﻚ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺤﺪوث ﺑﻞ وﻳﺤﺪث ﺑـﺎﻟـﻔـﻌـﻞ ،إﻻ أﻧـﻪ ﻻ ﻳـﻌـﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮا ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻟﻠﺪﻳﻨﺎﻣﻴﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اEﺆﺛﺮة ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ.ﻓﻤﻦ اﻟﻀﺮورة ﻜﺎن أن ﻧﺘﺬﻛﺮ أن اEﻮﻗﻒ ﻗﺪ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد. إن اﻷداء اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ اﻟﻌﺎدي ﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮق ،اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اEﻠﻜـﻴـﺔ اﳋـﺎﺻـﺔ، ﻳﻨﺘﺞ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار إﺿﺎﻓﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﻄﺒﻘﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﺎﻣﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻀﻴﻒ ﻟﻠﻘﻄﺎﻋﺎت 7 اﺘﻼﻋﺒﻮن ﺑﺎﻟﻌﻘﻮل اﻟﻮﺳﻄﻰ.إذ ﺗﻀﺎف داﺋﻤﺎ أﻋﺪاد ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اEﻬﻴﻤﻨ اﳉﺪد.ﻛﻤﺎ أن ﺗﻮزﻳﻊ اﻷدوار ﺑ اﳊﻜﺎم واﶈﻜﻮﻣ mﻜﻦ أن ﻳﺘﻐﻴﺮ ،ﺑﻞ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﻋﻠﻰ رﻏﻢ أن ذﻟﻚ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﳊﺎل ﺑﺎﻧﻘﻼب ﺛﻮري ﻣﺒﺎﻏـﺖ.وﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ ﻟـﺬﻟـﻚ ﻓـﻘـﺪ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺘﻠﻘﻮ اﻷواﻣﺮ ﻓﻴـﻤـﺎ ﺳـﺒـﻖ ُﻣﺼﺪرﻳﻦ ﻟﻸواﻣﺮ.ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﺠـﺪ ﺑـﻌـﺾ اﳋﺎﺿﻌ ﻟﻠﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ أﻧـﻔـﺴـﻬـﻢ وﻗـﺪ ﲢـﻮﻟـﻮا إﻟـﻰ gـﺎرﺳـ ﻟـﻬـﺬا اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ.ﻟﻜﻦ ﻻﺣﻆ أﻳﻀﺎ أن ذﻟﻚ gﻜﻦ اﳊﺪوث ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺴﺎﻛﻨﺔ )اﻻﺳﺘﺎﺗﻴﻜﻴﺔ( ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻮازن ﻣﻊ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﳊﺎدﺛﺔ ﻓـﻲ اﲡـﺎه ﻣـﻌـ ﺗﻐﻴﺮات ﺗﺴﻠﻚ اﻻﲡﺎه اEﻀﺎد. واﻟﻮاﻗﻊ أن اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ إﻟﻰ ﻓﺌﺘ ﻋﺮﻳﻀﺘ ﻣﻦ »اﻟﺮاﺑﺤ« و»اﳋﺎﺳﺮﻳﻦ« ،إﺎ ﻳﻨﺸﺄ وﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻟﻪ ﻋﻮاﻣﻞ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻤﻠﻚ اﳋﺎص ﻟﻠﻤﻠﻜﻴﺎت اEﻨﺘـﺠـﺔ واﻻﻋـﺘـﺮاف ﺑـﻪ ،ﺑـﻞ وﺗـﻘـﺪﻳـﺲ ﻫـﺬا اﻟﻨﻈﺎم ،واﻣﺘﺪاد ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﻤﻠﻚ اﳋﺎص ﳉﻤﻴﻊ أوﺟﻪ اﻟﻮﺟﻮد اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻷﺧﺮى. وﻳﺆدي اﻟﻘﺒﻮل اﻟﻌﺎم ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬا اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺸﺎط اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ، إﻟﻰ أن ﻳﺤﻘﻖ اﻟﺒﻌﺾ ﳒﺎﺣﺎ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ ،ﺛﻢ إﻟﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰﻫﻢ ﻟﻨﺠﺎﺣﻬﻢ ،وأﺧﻴﺮا إﻟﻰ اﻧﻀﻤﺎﻣﻬﻢ إﻟﻰ اEﺘﺤﻜﻤ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ وﺻﻴﺎﻏﺔ اﳊﻴﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.وﻳﻈﻞ اﻵﺧﺮون ،أي اﻷﻏﻠﺒﻴﺔm ،ﺎرﺳﻮن أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺑﻮﺻﻔﻬﻢ gﺘﺜﻠ ﻻ أﻛﺜﺮ ،وﺑﻮﺻﻔﻬﻢ ﻣﺤﺮوﻣ وﻣﻀﻠﻠ...وﻫﻢ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن )أو ﻳﺘﻢ إﺧﻀﺎﻋﻬﻢ( ﻟﻠﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ،ﻣﻦ أﺟﻞ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ اEﺸﺎرﻛﺔ )إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑـﺈﺧـﻼص ﺗﺎم ﻓﻌﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺑﺼﻮرة إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ( ﻓﻲ روﺗ اﳊﻴـﺎة اﻟـﻴـﻮﻣـﻴـﺔ اEـﻘـﺮر.وﻳـﻘـﺪم اﻟﻨﻈﺎم ﻟﻬﻢ ﻣﻘﺎﺑﻼ ﻳﻜﻔﻲ ﻻﻛﺘﺴﺎب ﺑﻌﺾ ﻣﺰاﻳﺎ اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اEﻘﺒـﻮل، ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﺆدي ﺑﻬﻢ اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣـﻲ إﻟـﻰ أن ﻳـﺮاودﻫـﻢ اﻷﻣـﻞ ﻓـﻲ إﻣﻜﺎن ﲢﻮﻳﻞ ﻫﺬا اﻟﺮوﺗ اﳊﻴﺎﺗﻲ اﻟﻴﻮﻣﻲ ،إﻟﻰ اﻣﺘﻴﺎز ﺷﺨﺼﻲ أﻛﺒﺮ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ وﻷﻃﻔﺎﻟﻬﻢ. وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اEﺴﺘﻐﺮب أن ﻳﺒﻠﻎ اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ ،ﺑﻮﺻﻔﻪ أداة ﻟﻠﻬﻴﻤﻨـﺔ، أﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﺗﻄﻮره ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اEﺘﺤﺪة.ﻓﻔﻲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ،أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﻣـﻜـﺎن آﺧﺮ ،ﺗﺘﻴﺢ اﻟﻈﺮوف اEﻮاﺗﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﻨﺎ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ ،اﻟﻔﺮﺻﺔ أﻣﺎم ﻗﺴﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن ﻟﻺﻓﻼت ﻣﻦ اﻟﻘﻤﻊ اﻟﺸﺎﻣﻞ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺼﺒـﺤـﻮن ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻓﻌﺎﻟﺔ )ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻬﺔ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺔ( ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ.ذﻟﻚ أن اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎEﻈﻬﺮ اﳋﺎرﺟﻲ ﻟﻼﻧﺨـﺮاط اﻟـﻨـﺸـﻂ ،ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻳـﺤـﻮل دون 8 ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اEﺎدﻳﺔ وﻛﻞ اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ. وﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮن اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻫﻮ اﻷداة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻬﻴﻤﻨﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﳊﺎل ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اEﺘﺤﺪة ،ﺗﻜﻮن اﻷوﻟﻮﻳﺔ ﻟﺘﻨﺴﻴﻖ وﺗﻨﻘﻴﺢ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻀﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻷﺧﺮى.ﻣﻦ ﻫﻨـﺎ ﲡـﺘـﺬب أﻧـﺸـﻄـﺔ اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ ،ﻃﺒﻘﺎ Eﺒﺎد اﻟﺴﻮق ،أذﻛـﻰ اEـﻮاﻫـﺐ ﻧـﻈـﺮا ﻷﻧـﻬـﺎ ﺗـﻘـﺪم أﻋﻠﻰ ﺣﻮاﻓﺰ اﻟﻨﻈﺎم.وﻫﻜﺬا ﻳﻨﺘﻬﻲ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺪارﺳ اEﻮﻫﻮﺑ ﻣـﻦ ﺣـﺎﻣـﻠـﻲ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻓﻲ اﻷدب اﻹﳒﻠﻴﺰي إﻟﻰ وﻇﻴﻔﺔ ﻣﺤﺮر إﻋﻼﻧﺎت.ﻓﺸﺎرع ﻣﺎدﻳﺴﻮن ﻳﺪﻓﻊ أﺿﻌﺎف ﻣﺎ ﺗﺪﻓﻌﻪ أﻗﺴﺎم اﻟﻠﻐﺔ اﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﺎﳉﺎﻣﻌﺔ. إن وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ﻋﺪﻳﺪة وﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ أﺟﻬﺰة اEﻌﻠﻮﻣﺎت ،واﻟﺼﻮر ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اEﺴﺘﻮﻳﺎت ،ﺜﻞ وﺳﻴﻠﺔ أﺳﺎﺳـﻴـﺔ.وﻳـﺘـﻢ ﺗﺄﻣ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻋﻤﺎل ﻗﺎﻋﺪة ﺑﺴـﻴـﻄـﺔ ﻣـﻦ ﻗـﻮاﻋـﺪ اﻗـﺘـﺼـﺎد اﻟـﺴـﻮق. ﻓﺎﻣﺘﻼك وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم واﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄن أﺷﻜﺎل اEﻠﻜﻴﺔ اﻷﺧﺮى، ﻣﺘﺎح Eﻦ mﻠﻜﻮن رأس اEﺎل.واﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﳊﺘﻤﻴﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻫﻲ أن ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺤﻄﺎت اﻹذاﻋﺔ وﺷﺒﻜﺎت اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن واﻟﺼﺤﻒ واﺠﻤﻟﻼت ،وﺻـﻨـﺎﻋـﺔ اﻟـﺴـﻴـﻨـﻤـﺎ ودور اﻟﻨﺸﺮ gﻠﻮﻛﺔ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اEﺆﺳﺴﺎت اEﺸﺘﺮﻛﺔ واﻟﺘﻜﺘﻼت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ. وﻫﻜﺬا ﻳﺼﺒﺢ اﳉﻬﺎز اﻹﻋﻼﻣﻲ ﺟﺎﻫﺰا ﺎﻣﺎ ﻟﻼﺿﻄﻼع ﺑﺪور ﻓﻌﺎل وﺣﺎﺳﻢ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ. وﻣﺎ أﺳﺘﻬﺪﻓﻪ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘـﺎب ﻫـﻮ أن أﺣـﺪد ﻧـﻮﻋـﻴـﺔ ﺑـﻌـﺾ ﻫـﺬه اﻟـﻘـﻮى اEﺘﺤﻜﻤﺔ )ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم( ،وأن أﻛﺸﻒ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮن ﺑـﻬـﺎ ﻣـﻦ إﺧﻔﺎء وﺟﻮدﻫﻢ ،وإﻧﻜﺎر ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﻢ ،أو اﻟﺘﻲ mﺎرﺳﻮن ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺳﻴﻄﺮة ﺗﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ رﻋﺎﻳﺔ ﺗﺒﺪو ﻓﻲ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ )أو( ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ.ﻋﻠﻰ أن ﺗﻘﺼﻲ ﻫﺬه »اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﳋﻔﻴﺔ« وﺑﺤﺚ آﻟﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ،ﻳﻨﺒﻐﻲ أﻻ ﻳﺘﻢ اﳋﻠﻂ ﺑﻴﻨـﻪ وﺑـ ﻧﻮع آﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺼﻲ واﻟﺒﺤﺚ أﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋﺎ ،وﻫﻮ ﻓﻀﺢ اﻷﻧﺸـﻄـﺔ اﻟـﺴـﺮﻳـﺔ. ﻓﺼﻔﺤﺎت ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺂﻣﺮ وﻻ ﺗﺴﺘﺸﻬﺪ ﺑﻪ.وﻋﻠﻰ رﻏﻢ أن ﻓﻜﺮة »ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻌﻘﻮل«)* (١ﺗﺴﻠﻢ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ Eﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻨﺎول ،ﻓﺈن اﻷداء اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ اﻟﺸﺎﻣﻞ ،واﻟﺬي mﺎرس ﻓﻲ ﻛﻞ أﻧﺤﺎء اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﳊﺎﺿﺮ ،ﻻ ﻳﺴﺘﻠﺰم ﻫﺬا اﻟﺘﻨﺎول ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أﻧﻪ ﻻ mﻜﻦ أن ﻳﻔﻬﻢ ﻓﻲ ﺿﻮﺋﻪ. )× (١ﺳﻨﺴﺘﺨﺪم ﻛﻠﻤﺔ »ﺗﻮﺟﻴﻪ« ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺗﺮد ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺎت اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺘـﻲ ﺗـﻘـﺎﺑـﻞ managementﻌﻨـﻰ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻮل ﻓﻲ اﺟﺎه ﻣﻌ )م(. 9 اﺘﻼﻋﺒﻮن ﺑﺎﻟﻌﻘﻮل ﺻﺤﻴﺢ أن اﻟﺘﺂﻣﺮ واEﺘﺂﻣﺮﻳﻦ ﻟﻬﻢ وﺟﻮدﻫﻢ اEﺆﺛﺮ ﻓﻲ اﳊﻘﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ )وإﻻ ﻓﺒﻤﺎذا ﻧﻔﺴﺮ اﻟﺘﻨﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮ اﳊﺰب اﻟﺪmﻮﻗﺮاﻃﻲ ﻋﺎم (?١٩٧٢وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻫﺬه اﻷﻧﺸﻄﺔ-ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ ﻛﺒﻴﺮة أم ﺻﻐﻴﺮة ،اﻟﻜﺸـﻒ ﻋـﻨـﻬـﺎ أم ﻻﺗﺰال ﺳﺮﻳﺔm-ﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ إﻃﺎر اﳊﻘﺎﺋﻖ اﻷﻋﻤﻖ ﻟﻠﻮاﻗﻊ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﳉﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اEﺜﺎل ﻟﻮﺿﻊ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﺳـﺮﻳـﺔ ﻣـﻦ أﺟـﻞ ﺗﺮوﻳﺾ اﻟﺸﻌﺐ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ وﺑﺮﻣﺠﺘﻪ ،ﺑـﺎﻟـﺮﻏـﻢ ﻣـﻦ أن إدارة ﻧـﻴـﻜـﺴـﻮن ﺑـﺬﻟـﺖ أﻗﺼﻰ ﺟﻬﺪﻫﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬه اﻟﻐﺎﻳﺔ.واﻟﻮاﻗﻊ أن اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أﻛﺜﺮ اﻟﺘﺒﺎﺳﺎ وأﺑﻌـﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮا ﻧﻈﺮا ،ﻷﻧﻬﺎ ﲡﺮي دون ﺗـﻮﺟـﻴـﻪ ﻣـﺮﻛـﺰي.إﻧـﻬـﺎ ﻣـﺘـﺄﺻـﻠـﺔ ﻓـﻲ ﺗـﺪاﺑـﻴـﺮ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ وﻏﻴﺮ ﻣﻄﺮوﺣﺔ ﻟﻠﻨﻘﺎش ﲢﺪد ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ،ﺛﻢ ﺗﺘﻌﺰز ﻣﻦ ﺧﻼل اEﻠﻜﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ وﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑ اﳉﻨﺴ وﺗﻨﻈﻴﻢ اﻹﻧﺘﺎج وﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺪﺧﻞ.وﺗﻨﻄﻮي ﻫﺬه اﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎت ،اﻟﺘﻲ أُﺳﺴﺖ وأُﺿﻔﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻃﺎﺑﻊ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ،ﻋﻠﻰ دﻳﻨﺎﻣﻴﺎﺗﻬﺎ اﳋﺎﺻـﺔ ﻛـﻤـﺎ ﺗﻨﺘﺞ أﻳﻀﺎ »ﺣﺘﻤﻴﺎﺗﻬﺎ« اﳋﺎﺻﺔ. وﻟﻘﺪ ﺣﺎوﻟﺖ ،ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟـﻜـﺘـﺎب ،أن أدرس ﻫـﺬه اﳊـﺘـﻤـﻴـﺎت ،وأن أﻃـﺮح ﻣﺸﺮوﻋﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﻨﻘﺎش.ﻋﻠﻰ أن ﻣﺎ ﺣﺎوﻟﺖ اﻻﺿﻄﻼع ﺑـﻪ ﻳـﺘـﻄـﻠـﺐ ،ﺣـﺘـﻰ ﻳـﺘـﻢ ﺑﺼﻮرة ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ وﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ،ﻣﻮارد ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ واﻟﻮﻗﺖ واEﻬﺎرة ﺗﺘﻌﺪى إﻣﻜﺎﻧﺎت اﻟﻔﺮد اﻟﻮاﺣﺪ )أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ إﻣﻜـﺎﻧـﺎت ﻫـﺬا اﻟـﻔـﺮد اEـﻌـﻨـﻲ(.وﺑـﺎﻟـﺘـﺎﻟـﻲ ﻓـﺈن اﻟﻐﺮض اEﺘﻮﺧﻰ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻫﻮ أن ﻳﻘﺪم ﻣﺨﻄﻄﺎ إﺟﻤﺎﻟﻴﺎ ﻓﺤﺴـﺐ ،أو ﺗﻨﺎوﻻ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻖm ،ﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ دراﺳﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺟﻤﻊ وﻧﺸﺮ اEﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻧﻘﺪي وﻓﻬﻢ وﻇﺎﺋﻔﻬﺎ اﻷﻛﺜﺮ أﺳﺎﺳﻴﺔ ،ﺑﺼﻮرة ﺗﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺰﻋﻤﻮن أﻧﻬﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ. وﻫﻨﺎك اﻋﺘﺒﺎر آﺧﺮ ﻟﻌﺐ دورا ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻫﻮ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺄن دراﺳﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎل ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اEﺘﺤﺪة ،ﺜﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺎEﻲ.وﻻ ﻳﺘﻤﺜﻞ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻓـﻲ ﻣـﺠـﺮد اﻟـﻔـﻀـﻮل اﻟﺸﺪﻳﺪ Eﻌﺮﻓﺔ أﺣﻮال ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ،ﺑﻞ ﻳﺘﻤﺜﻞ أﻳﻀﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﳊﻴﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺜﻴﺮﻫﺎ ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠـﻖ ﺑـﺎﻟـﺴـﻴـﺎدة اﻟـﻮﻃـﻨـﻴـﺔ ﻟـﻠـﺸـﻌـﻮب اﻷﺧـﺮى ،ﺑـﻞ واﺳﺘﻤﺮار ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ أﻳﻀﺎ.ﻓﺜﻘﺎﻓﺔ أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻳﺠﺮي ﺗﺼﺪﻳـﺮﻫـﺎ ﻋـﺎEـﻴـﺎ. وﻗﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻋﺪﻳﺪة ﺧﺎرج اﻟﻮﻻﻳﺎت اEﺘﺤﺪة. وmﺜﻞ اﻹﻋﻼن ﻋﻦ وﺻﻮل اﻟﺒﻴﺒﺴﻲ ﻛﻮﻻ ﻟﻼﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ آﺧﺮ »أﻋﺮاض« 10 ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺘﻘﺪم اﻟﻌﺎEﻲ ﻟﻸﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﻷﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ. إن ﻓﻬﻢ آﻟﻴﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ أﺻﺒﺢ ﺿﺮورﻳﺎ ﺑﺼﻮرة ﻣﻠﺤﺔ. ﻓﻤﻨﺘﺠﺎت وﻣﺒﺘﺪﻋﺎت ﻫﺬه اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻳﺘﻢ إﳒﺎزﻫﺎ وﻓـﻘـﺎ Eـﻮاﺻـﻔـﺎت ﻣـﺤـﺪدة وﻘﻮﻣﺎت اﺧﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎ.وﻳﺸﺎر ﻋﻠﻰ اEﺸﺎﻫﺪﻳﻦ واEﺴﺘﻤﻌ واﻟﻘﺮاء، داﺧﻞ اﻟﺒﻼد وﺧﺎرﺟﻬﺎ ،أن ﻳﻌﻮدوا أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺴﻤﺎت اEﻤﻴﺰة ،إﻻ أﻧﻪ ﻳﺘﻌ أن ﻳﻼﺣﻆ أن ﻫﺬا اﻟﺘﻌﻮد )أو اﻟﺘﻌﻮﻳﺪ( mﻜﻦ ،ﻓﻲ ﻇﺮوف ﻣﻌـﻴـﻨـﺔ ،أن ﻳﻠﺤﻖ اﻟﻀﺮر ﺑﺼﺤﺘﻜﻢ )اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ(. إن ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﺣﺜ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ أن ﻳﻮﺟﻬﻮا اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﻟﻬﺬه اEﺴﺎﺋﻞ...ﻓﺬﻟﻚ أﻗﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻳﺒﺪو ﻓﻴﻪ اﳊﻜﺎم ،داﺧﻞ ﻣﺠـﺘـﻤـﻌـﻬـﻢ ،أﺷـﺪ ﻣـﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﺗﺼﻤﻴﻤﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺮ ﻋﻘﻮل وأرواح اﻟﺸﻌﻮب ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن. ﻓﻔﻲ داﺧﻞ اﻟﺒﻼد ،ﺗﻨﻌﻢ ﺻﻨﺎﻋﺔ »ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻌﻘﻮل« ﺑﻔﺘﺮة ﻮ اﺳﺘﺜـﻨـﺎﺋـﻴـﺔ. وﻟﻘﺪ أﻇﻬﺮت اﳊﻤﻠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻋﺎم ١٩٧٢ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻮاﻫﺪ اEﺒﻜﺮة Eﺎ ﻫﻮ آت ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺗـﻌـﻠـﻴـﺐ اﻟـﻮﻋـﻲ.وﻣـﻊ ذﻟـﻚ ﻓـﺈن ﻣـﻦ اEـﻬـﻢ أن ﻧـﺘـﺬﻛـﺮ أن اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اEﻌﻠﻮﻣﺎت واﻟﺼﻮر ،واﻟﺘﻲ ﺑﻠﻐﺖ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮر ﻓﻲ واﺷﻨﻄﻦ اﳊﺎﻟﻴﺔ ،ﻟﻬﺎ ﺳﻮاﺑﻘﻬﺎ.ﻓﻔﻦ اﻟﺘﺤﻜﻢ أو اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺳﺘﻤﺎﻟﺔ واﻹﻗﻨﺎع ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ إﻟﻰ اﻟﻮﺟﻮد ﻫﻜﺬا دﻓﻌﺔ واﺣﺪة.ﻓﻠﻘﺪ ﻣﺜﻞ اﳉﻬﺪ اﻟﺬي ﻛﻠﻞ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎح ﻹﻗﻨﺎع اﻟﺸﻌﺐ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻋﺎم ) ١٩٤٥أي ﻗﺒﻞ ﻋﻬـﺪ ﻧﻴﻜﺴﻮن ﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن( ،ﺑﺄن وﺟﻮده اﻟﻴﻮﻣﻲ ﺗﺘﻬﺪده اﺨﻤﻟﺎﻃﺮ ﺑﺴﺒﺐ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺮوﺳﻲ اﻟﺬي دﻣﺮﺗﻪ اﳊﺮب واﺳﺘﻨﺰف ﻛﻠﻴﺔ ،ﻣـﺜـﻞ ﺧـﻄـﻮة ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻧﺤﻮ ﺗﺒﻠﻮر »ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻌﻘﻮل«. وﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﳊ ،ﺳﺎﻋﺪ اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟـﻴـﺎ وﺳـﺎﺋـﻞ اﻻﺗـﺼـﺎل ﻋـﻠـﻰ ﻇﻬﻮر أﺷﻜﺎل أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪا ﻣﻦ اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ. وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﳊﺎﺿﺮ ﻳﻌﺰف ﻣﻬﺮﺟﺎن وﺳـﺎﺋـﻞ اﻹﻋـﻼم اﻟـﻘـﻮﻣـﻲ أﳊـﺎﻧـﻪ، ﺑﻘﻴﺎدة وﻛﻼء اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ،اEﻘﻴﻤ ﻓﻲ اEﻜﺎﺗﺐ اﻟﺘـﻨـﻔـﻴـﺬﻳـﺔ ﻟﻠﺒـﻴـﺖ اﻷﺑـﻴـﺾ ،وﻓـﻲ ﻣـﻜـﺎﺗـﺐ اﻟـﻌـﻼﻗـﺎت اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ ووﻛـﺎﻻت اﻹﻋـﻼم ﺑـﺸـﺎرع ﻣﺎدﻳﺴﻮن.وﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﺒﺮر اﻻﻋﺘﻘﺎد-ﻛﻤﺎ ﺗﺸﻴﺮ اﻟﻔﺼﻮل اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ-ﺑـﺄن ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ إدارة وﺗﻮﺟﻴﻪ اEﻌﻠﻮﻣﺎت ﺳﻮف ﺗﺸﻬﺪ اEﺰﻳﺪ واEﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ،ﻋﻠﻰ أﻳﺪي اEﺘﺤﻜﻤ ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻘﺎدﻣﺔ.إن ﺗﺪﻓﻖ اEﻌﻠﻮﻣﺎت ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻌﻘﺪ ﻫﻮ ﻣﺼﺪر ﻟﺴﻠﻄﺔ ﻻ ﻧﻈﻴﺮ ﻟﻬﺎ.وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻲء 11 اﺘﻼﻋﺒﻮن ﺑﺎﻟﻌﻘﻮل أن ﻧﺘﺼﻮر أن اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺳﻮف ﻳﺘـﻢ اﻟـﺘـﺨـﻠـﻲ ﻋـﻨـﻪ ﻋـﻦ ﻃـﻴـﺐ ﺧﺎﻃﺮ. ﻋﻠﻰ أن اEﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ ﲢﺪق ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اEﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﻫﻲ ﻣﺸﻜﻼت ﻫﺎﺋﻠﺔ ،وﻫﻲ ﺗﻮاﺻﻞ ﺗﺮاﻛﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺘﻪ ﺟﻬﻮد »داو-ﺟﻮﻧﺰ« ﻣﻦ اﺑﺘﻜﺎرات)*.(٢وأﻳﺎ ﻛﺎن ﻃﻮل اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺴﺘﻐﺮﻗﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ إرﺟﺎء ﺣﻞ ﺗﻠﻚ اEﺸﻜﻼت اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻠﺤﻈﺔ اﳊﺎﺳﻤﺔ ﻻﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤ ﻣﻮﻋﺪﻫﺎ وأﻳﺎ ﻛﺎن ﺷﻜﻞ ﻣﺠـﻴـﺌـﻬـﺎ ،ﺳـﺘـﻜـﻮن ﻣـﺪوﻳـﺔ.وﻓـﻲ ذﻟـﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،رﺎ اﲡﻪ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻋﻼﻣﻲ ،ﺑـﻮﺟـﻮده اﻟـﺸـﺪﻳـﺪ اﻟـﺘـﻮﺳـﻊ واﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺰ، وﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻣﺬﻫﻠﺔ ،إﻟﻰ ﺧﺪﻣﺔ أﻫﺪاف أﺧﺮى ﻏﻴﺮ ﺗﻠﻚ اﻟـﺘـﻲ اﻧـﻄـﻮت ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﻣﺼﺎﻟﺢ اEﺆﺳﺴﺎت اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪدة اﻟﺸﺮﻛﺎت ،اﻟﺘـﻲ mـﺜـﻠـﻬـﺎ ﺑـﻼ ﻛـﻠـﻞ أو ﺗﻮان ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﳊﺎﺿﺮ. )* (٢إﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﺼﻴﻐﺔ اﻟﺘﻲ ﻃﻮرﻫﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺎن اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺎن ﺗﺸﺎرﻟﺲ داو وإدوارد ﺟﻮﻧﺰ ،واﻟﺘـﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اEﺴﻤﻰ ﺑـ »ﻣﺆﺷﺮات داو-ﺟﻮﻧﺰ« واﻟﺬي ﻳﺼﺪر ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ اﻟﺴﻌﺮ اﻟﻨﺴﺒﻲ ﻟﻸﺳﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻮرﺻﺔ ﻧﻴﻮﻳﻮرك)م(. 12 اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ واﻟﻮﻋﻲ اﻌﻠﺐ 1اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ واﻟﻮﻋﻲ اﳌﻌﻠﺐ ّ أﺳﺎﻃﻴﺮ ﺧﻤﺲ ﺗﺆﺳﺲ اﳌﻀﻤﻮن: » -١أﺳﻄﻮرة اﻟﻔﺮدﻳﺔ واﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﺸﺨﺼﻲ«: ﻳﺘﻤﺜﻞ أﻋﻈﻢ اﻧﺘﺼﺎر أﺣﺮزه اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘـﺠـﻠـﻰ ﻓـﻲ أوﺿـﺢ ﺻـﻮره داﺧـﻞ اﻟـﻮﻻﻳـﺎت اEﺘﺤـﺪة ،ﻓـﻲ اﻻﺳـﺘـﻔـﺎدة ﻣـﻦ اﻟـﻈـﺮوف اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮر اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ أﺟـﻞ ﺗـﻜـﺮﻳـﺲ ﺗـﻌـﺮﻳـﻒ ﻣﺤﺪد ﻟﻠﺤﺮﻳـﺔ ـﺖ ﺻـﻴـﺎﻏـﺘـﻪ ﻓـﻲ ﻋـﺒـﺎرات ﺗـﺘـﺴـﻢ ﺑﺎﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟـﻔـﺮدﻳـﺔ.وﻫـﻮ ﻣـﺎ mـﻜﻦ اEـﻔـﻬـﻮم ﻣـﻦ أداء وﻇﻴﻔﺔ ﻣﺰدوﺟﺔ.ﻓﻬﻮ ﻳﺤﻤﻲ ﺣﻴﺎزة اEﻠﻜﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻧﺘﺎج ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴـﺔ ،وﻫـﻮ ﻳـﻄـﺮح ﻧـﻔـﺴـﻪ ﻓـﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺣﺎرﺳﺎ ﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ اﻟﻔﺮد ،ﻣﻮﺣﻴﺎ- إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺼﺮا-ﺑﺄن ﻫﺬه اﻷﺧﻴﺮة ﻻ mﻜﻦ ﺑﻠﻮﻏﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ وﺟﻮد اﻷوﻟﻰ.وﻓﻮق ﻫﺬا اEﻌﻨﻰ أو اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اEـﺮﻛـﺰي ﻳـﺘـﻢ ﺗـﺸـﻴـﻴـﺪ ﻫـﻴـﻜـﻞ ﻛـﺎﻣـﻞ ﻣـﻦ اﻟـﺘـﻀـﻠـﻴــﻞ اﻹﻋـﻼﻣـﻲ.ﻓـﻤـﺎ اﻟـﺬي ﻳـﻔ ـﺴــﺮ ﻗــﻮة ﻫــﺬا ا Eـﻔ ـﻬــﻮم اEﺴﻴﻄﺮ? إن ﻫﻨﺎك ﻣﻦ اﻟﺸﻮاﻫﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﻘﻮل ﺑﺄن ﺣﻘﻮق اﻟﻔﺮد اEﻄﻠﻘﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮى أﺳﻄﻮرة ،وﺑﺄﻧﻪ ﻻ mﻜﻦ اﻟﻔﺼﻞ ﺑ اﻟﻔﺮد واﺠﻤﻟﺘﻤﻊ».ﻓﺒﺪاﻳﺎت اﳊﻀـﺎرة«، 13 اﺘﻼﻋﺒﻮن ﺑﺎﻟﻌﻘﻮل ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮل ﻛﻮﻣﺎﻛﺲ وﺑﻴﺮﻛﻮﻓﻴﺘﺶ-وﻛﻤﺎ ﻻﺣﻆ آﺧﺮون»-ﺘﺪ ﺟﺬورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎون واﻻﺗﺼـﺎل«).(١وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن أﺳﺎس اﳊﺮﻳﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻬـﻢ ﻓـﻲ اﻟـﻐـﺮب، ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ وﺟﻮد اﺧﺘﻴﺎر ﺷﺨﺼﻲ ﺟﻮﻫﺮي.وﻟﻘﺪ اﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺘﻴـﺎر اﻟﺸﺨﺼﻲ إﻟﻰ أﺑﻌﺪ ﻣﺪى ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺮﻏﻮﺑﺎ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ وﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ. وﻟﻴﺲ ﻫﺬا اﻟﺮأي ﺑﺎﻟﺸﻲء اﳊﺪﻳﺚ.ﻓﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑ اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﺸﺨﺼﻲ واﳊﺮﻳﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ mﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺘﻪ ﻣﻨﺬ ﻇﻬﺮ ﺟﻨﺒﺎ إﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ ﻓﺮدﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ،ﺑﻮﺻﻔﻬﻤﺎ ﻧﺘﺎﺟﺎ ﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق اﻟﻨﺎﺷﺊ ﺣﺪﻳﺜﺎ).(٢ وﺧﻼل ﻣﺌﺎت اﻟﺴﻨ ﳒﺤﺖ اEﻠﻜﻴﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ،ﻣﺘﺤﺎﻟﻔﺔ ﻣﻊ اﻟﺘﺤـﺴـﻴـﻨـﺎت اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ،ﻓﻲ زﻳﺎدة ﻣﻌﺪﻻت اﻹﻧﺘـﺎج وﺑـﺎﻟـﺘـﺎﻟـﻲ أﺿـﻔـﺖ ﻗـﺪرا ﻛـﺒـﻴـﺮا ﻣـﻦ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺼﻨـﺎﻋـﻴـﺔ واﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ. واﻛﺘﺴﺐ اﻟﺮأي اﻟﻘﺎﺋﻞ إن اﳊﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺷﺨـﺼـﻴـﺔ ،وإن ﺣـﻘـﻮق اﻟـﻔـﺮد ﺗﺒﻄﻞ ﺣﻘﻮق اﳉﻤﺎﻋﺔ وﺗﻮﻓﺮ أﺳﺎس اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،اﻛﺘﺴﺐ اEﺼﺪاﻗﻴﺔ ﻣﻊ ﻇﻬﻮر اEﻜﺎﻓﺂت اEﺎدﻳﺔ ووﻗﺖ اﻟﻔﺮاغ.ﻻﺣﻆ ﻣـﻊ ذﻟـﻚ أن ﻫـﺬه اﻟـﺸـﺮوط اﳊﻴﺎﺗﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺠﺮ ﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎوي ﺑ ﻛﻞ ﻃﺒﻘﺎت اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اﻟﻐﺮﺑﻲ ،وأﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻮﺟﺪ أﺻﻼ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻓﻲ ﺑﻘﻴﺔ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ. وﻳﺒﺪو أن ﳒﺎح ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﳉﺪﻳﺪة ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻤﻲ اEﺸﺮوﻋﺎت اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪ أﻛﺪ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ وﺟﺎذﺑﻴﺔ اﻟﺘﻐﻴﺮات اEﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺔ.ﻓﺎﻻﺧـﺘـﻴـﺎر اﻟـﻔـﺮدي واﺗـﺨـﺎذ اﻟﻘﺮار ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺨﺼﻲ ﻛﺎﻧﺎ ،ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ،ﻧﻮﻋ ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﻮﻇﻴﻔـﻲ، ﺑﻨﺎءﻳﻦ وﻣﻔﻴﺪﻳﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻌﺪﻻت إﻧﺘﺎج أﻋﻠﻰ ،وﻛـﻔـﺎﻳـﺔ إﻧـﺘـﺎﺟـﻴـﺔ ّ ﻣﺘﺰاﻳﺪة ،وأرﺑﺎح ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻟﻮﺣﺪة اEﺸﺮوع.وﺳﺎﻋﺪ اﻟﺒﺮﻫـﺎن اﻟـﺪاﻣـﻎ اﳋـﺎص ﺑﺎﻟﺘﻄﻮر اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻹﻧﺘﺎج اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ اEـﺘـﺰاﻳـﺪ ﻓـﻲ أوروﺑـﺎ اﻟـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ ،ﻋـﻠـﻰ رﺳﻮخ وازدﻫﺎر اﻟﺪﻋﺎوى اﻟﻨﻔﻌﻴﺔ اEﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮدﻳـﺔ ،واﻻﺧـﺘـﻴـﺎر اﻟـﺸـﺨـﺼـﻲ، واﻟﺘﺮاﻛﻢ اﳋﺎص. وﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اEﺘﺤﺪة اEﺴﺘﻮﻃﻨﺔ ﺣﺪﻳﺜﺎ ،ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﻋﻮاﺋﻖ ﺗﺴـﺘـﺤـﻖ اﻟـﺬﻛـﺮ أﻣﺎم ﻓﺮض ﻧﻈﺎم اEﺸﺮوع اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻲ اﳋﺎص واﻟﻔﺮدي ،ﺑﺄﺳﺎﻃﻴﺮ اEﺼﺎﺣﺒﺔ ﺣﻮل اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﺸﺨﺼﻲ واﳊﺮﻳﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ،ووﺟﺪ اEﺸﺮوع اﳋﺎص واﻷﺳﻄﻮرة ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻣﻨﺎﺧﺎ ﻣﻨﻔﺘﺤﺎ وﻣﻮاﺗﻴﺎ.وﻛﺎن ﻣﻦ اﶈﺘﻢ ﺑﺎﻟـﺘـﺎﻟـﻲ أن ﻳـﻨـﻤـﻮ اEـﺸـﺮوع اﳋﺎص ،وأن ﺗﺘﻌﺰز اﻷﺳﻄﻮرة ،وﻳﺘﻀـﺢ ﻓـﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ اﳊـﺎﺿـﺮ إﻟـﻰ أي ﻣـﺪى ﲢﻘﻖ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻘـﺒـﻮل اﻟـﻌـﻔـﻮي اﻟـﻌـﺎم ،ﻟـﻠـﺸـﺮﻛـﺎت اﻟـﻌـﻤـﻼﻗـﺔ اEـﺘـﻌـﺪدة 14 اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ واﻟﻮﻋﻲ اﻌﻠﺐ اﳉﻨﺴﻴﺎت ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﺜﺎل ﻟﻠﺠﻬﺪ اﻟﻔﺮدي. ﻓﻔﺮاﻧﻚ ﺳﺘﺎﻧﺘﻮن ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اEﺜﺎل-وﻛﺎن ﻳﺸﻐﻞ ﺣﺘﻰ وﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﺼﺐ ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴـﺲ ) (CBSأﻫﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺷﺮﻛﺎت ﻟﻺرﺳﺎل اﻹذاﻋﻲ واﻟﺘﻠﻴـﻔـﺰﻳـﻮﻧـﻲ ﻓﻲ أﻣﺮﻳﻜﺎ-ﻳﻌﺘﺮض ﻋﻠﻰ ﺣﻖ اﻷ £اEﺘﺤﺪة ﻓـﻲ ﺗـﻮﻟـﻲ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ إﻧـﺸـﺎء ﻧـﻈـﺎم ﻋﺎEﻲ ﻟﻼﺗﺼﺎﻻت ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻷﻗﻤﺎر اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻧﻈﺎم اﻷﻗﻤﺎر اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺳﻴﻮﻓﺮ إﻣﻜﺎن ﺑﺚ اﻟﺒﺮاﻣﺞ ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ أي ﺑﻴﺖ ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ.وﻳﺰﻋﻢ ﺳﺘﺎﻧﺘﻮن »أن ﺣﻖ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺪث إﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﺎؤون ﻓﻲ أي وﻗﺖ ﻳﺸﺎؤون ،ﺳﻴﺘﻢ إﻫﺪاره« )ﻣﻦ ﺧـﻼل ﻫـﺬا اﻟـﻨـﻈـﺎم ﻟـﻼﺗـﺼـﺎﻻت().(٣ واﻟﻮاﻗﻊ أن ﻣﺎ ﻳﻬﻢ ﺳﺘﺎﻧﺘﻮن ﻫﻮ ﺣـﻘـﻮق ﺷـﺒـﻜـﺔ »ﺳـﻲ.ﺑـﻲ.إس« ﻓـﻴـﻤـﺎ ﻳـﺘـﻌـﻠـﻖ ﺑﺎﻻﺗﺼﺎل ﻦ ﺗﺸﺎء.أﻣﺎ اEﻮاﻃﻦ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ اﻟﻌﺎدي ﻓﻼ mﻠﻚ اﻟﻮﺳﻴـﻠـﺔ ،وﻻ اﻟﺘﺴﻬﻴﻼت اEﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﻼﺗﺼﺎل ﻋﺎEﻴﺎ ﻋﻠﻰ أي ﻧﺤﻮ ﻣﻠﻤﻮس. إن اﻟﻄﺎﺑﻊ اﳋﺼﻮﺻﻲ Privatismﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺠﺎﻻت اﳊﻴﺎة ﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﻌﺎدي واﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻓﻲ أﻣﺮﻳـﻜـﺎ.وﻳـﻌـﻜـﺲ أﺳـﻠـﻮب اﳊـﻴـﺎة اﻷﻣـﺮﻳـﻜـﻴـﺔ ،ﺑـﺪءا ﻣـﻦ أدق ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﺣﺘﻰ أﻋﻤﻖ ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻬﺎ وgﺎرﺳﺎﺗﻬﺎ اﻟﺸﻌﻮرﻳﺔ ،ﻳﻌﻜﺲ-ﲢﺪﻳﺪا-ﻧﻈﺮة إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻜﺘﻔﻴﺔ ﺑﺬاﺗﻬﺎ ،وﺜﻞ ﺑﺪورﻫﺎ اﻧﻌﻜﺎﺳﺎ دﻗﻴـﻘـﺎ ﻟـﺒـﻨـﻴـﺔ اﻻﻗـﺘـﺼـﺎد ذاﺗﻪ.ﻓﺎﳊﻠﻢ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ وﺳﻴﻠﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎل اﳋﺎﺻﺔ ،واEﻨﺰل اEﺴﺘﻘﻞ ﻟﻸﺳﺮة ،واﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺸﺮوع ﻻ mﻠﻜﻪ اﻟﻐﻴﺮ.ﻛﺬﻟﻚ ﺜﻞ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻌﺎدات اﻷﺧﺮى، ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺎ ﺻﺤﻴﺎ ،ﺳﻤﺎت gﻴﺰة واﺿﺤﺔ ،إن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اEﻠﻜﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ. ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﳉﻮ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ أن ﺗﺘﺤﻘﻖ أي ﺗﻐﻴﺮات ،أﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ، ﻣﻦ ﺧﻼل وﺳﺎﺋﻞ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ذات ﻃﺎﺑﻊ ﻓﺮدي وgﻠﻮﻛﺔ ﻣﻠـﻜـﻴـﺔ ﺧـﺎﺻـﺔ.ﻓـﻔـﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺗﻔﺴﺦ اﳊﻴﺎة اEﺪﻧﻴﺔ ﻳﺒﻘﻰ اﺳﺘﻐﻼل اﻷرض ﺣﻘﺎ ﻓﺮدﻳﺎ.وﻣﻊ ﺗﻄﻮر اﻻﺗﺼﺎﻻت اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ،ﻓﻲ اﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت ،وﺗﻮاﻓﺮ إﻣﻜﺎن اﻻﺳﺘﺨـﺪام اﻵﻟـﻲ ﻓـﻲ اﻟﺘﺨﺎﻃﺐ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ،ﻋﻬﺪ إﻟﻰ »ﻛﻮﻣﺎت« وﻫﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻟﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺪﻳﺮﻳﻦ ﻣﻌﻴﻨ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳊﻜﻮﻣﺔ ﻟﺰوم ﺟﺬب اﻷﻧﻈﺎر ،ﺑﻬﺬه اEﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎEﻴﺔ.ورﻏﻢ أن ﺑﻌﺾ اEﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴـﺎ ﺗـﺘـﻌـﺬر ﻓـﻴـﻬـﺎ اﻟـﺮؤﻳـﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎ ،وﻋﻠﻰ رﻏﻢ أن ﺳﺤﺐ اﻟﺪﺧﺎن ﺟﺎﺛﻤﺔ داﺋﻤﺎ ﻓﻮق ﻣﻌﻈﻢ اEﺪن اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﻓﺈن اﻗﺘﺼﺎد اﻟﺒﻼد ﻳﻈﻞ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﺨﻄﻮط اﻹﻧﺘﺎج ﻓﻲ دﻳﺘﺮوﻳﺖ ،وﺑﺘﻠﻚ اﻟﺼﻮرة اﻟﺒﻬﻴﺠﺔ ﻟﻸﺳﺮة ذات اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺜﻼث. 15 اﺘﻼﻋﺒﻮن ﺑﺎﻟﻌﻘﻮل ﻋﻠﻰ رﻏﻢ أن اﳊﺮﻳﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ واﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﺸﺨـﺼـﻲ ﻫـﻤـﺎ أﻗـﻮى ﺣـﺼـﻮن »ﻧﻈﺎم اEﻠﻜﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ واﻹﻧﺘﺎج اﳋﺎص« اﻷﺳﻄﻮرﻳﺔ ،ﻓﺈن ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻳﻄﻠﺐ وﻳﺒﺘﺪع اEﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات ﺟﻨﺒﺎ إﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻘـﻨـﻴـﺔ اﻟـﻼزﻣـﺔ ﻟﻨﻘﻠﻬﺎ.وﺗﺆدي ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر إﻣﺎ إﻟﻰ إﺿﻔﺎء ﻃﺎﺑﻊ ﻋﻘﻼﻧـﻲ ﻋـﻠـﻰ وﺟـﻮد ﻫـﺬا اﻟﻨﻈﺎم ،وإﻟﻰ اﻟﺘﺒﺸﻴﺮ ﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﻈﻴﻢ ،وإﻣﺎ إﻟﻰ ﲢﻮﻳﻞ اﻷﻧﻈﺎر ﻋﻦ ﻧـﻘـﺎط ﺿﻌﻔﻪ اEﺘﻔﺎﻗﻤﺔ ،وﺣﺠﺐ اﺣﺘﻤﺎﻻت أي اﻧﻄﻼﻗﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻄﻮر اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ. واﻟﻮاﻗﻊ أن ﺑﻌﺾ ﻫﺬه اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات واﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻘﻨـﻴـﺔ ،ﻟـﻴـﺲ ﻣـﻘـﺼـﻮرا ﻋـﻠـﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ذي اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ،ﺑﻞ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻓﻲ أي ﻧﻈﺎم اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﻤﻨﺘﻪ.ﻋﻠﻰ أن ﻫﻨﺎك أﺳﺎﻃﻴﺮ أﺧﺮى ،واﻟﻮﺳـﺎﺋـﻞ ّ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﺮوﻳﺠﻬﺎ ،ﺗﺮﺗﺒﻂ ارﺗﺒﺎﻃﺎ وﺛﻴﻘﺎ ﺑﺎﻟﺴﻤﺎت اﻟـﻨـﻮﻋـﻴـﺔ اEـﺘـﻤـﻴـﺰة ﻟـﻬـﺬا اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. -٢أﺳﻄﻮرة اﳊﻴﺎد: ﻟﻜﻲ ﻳﺆدي اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ دوره ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ أﻛﺒﺮ ،ﻻﺑﺪ ﻣﻦ إﺧﻔﺎء ﺷﻮاﻫﺪ وﺟﻮده.أي أن اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ﻳﻜﻮن ﻧﺎﺟﺤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﻌﺮ اEﻀﻠﱠﻠﻮن ﺑﺄن اﻷﺷﻴﺎء ﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻬﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﳊﺘﻤﻴﺔ.ﺑﺈﻳﺠﺎز ﺷﺪﻳـﺪ ﻧـﻘـﻮل :إن اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻳﻘﺘﻀﻲ واﻗﻌﺎ زاﺋﻔﺎ ﻫﻮ اﻹﻧﻜﺎر اEﺴﺘﻤﺮ ﻟﻮﺟﻮده أﺻﻼ. وﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ أن ﻳﺆﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺬي ﻳﺠﺮي ﺗﻀﻠﻴﻠﻪ ﺑﺤﻴﺎد ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺮﺋﻴﺴﺔ.ﻻﺑﺪ ﻣﻦ أن ﻳـﺆﻣـﻦ اﻟـﺸـﻌـﺐ ﺑـﺄن اﳊـﻜـﻮﻣـﺔ واﻹﻋـﻼم واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﻌﻠﻢ ﺑﻌﻴﺪة ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻋﻦ ﻣﻌﺘﺮك اEﺼﺎﻟﺢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ اEـﺘـﺼـﺎرﻋـﺔ. وﺗﺒﻘﻰ اﳊﻜﻮﻣﺔ ،واﳊﻜﻮﻣﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎص ،ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ رﻛـﻴـﺰة أﺳـﻄـﻮرة اﳊﻴﺎد.ﻓﻬﺬه اﻷﺳﻄﻮرة ﺗﻔﺘﺮض ﻣﺴﺒﻘﺎ اﻻﻗﺘﻨﺎع اﻟﻜﺎﻣـﻞ ﺑـﺎﺳـﺘـﻘـﺎﻣـﺔ وﻋـﺪم ﲢﺰب اﳊـﻜـﻮﻣـﺔ ﺑـﻮﺟـﻪ ﻋـﺎم ،وﻋـﻨـﺎﺻـﺮﻫـﺎ اEـﻜـﻮﻧـﺔ :اﻟـﻜـﻮﳒـﺮس ،واﻟـﻨـﻈـﺎم وﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﻔﺴﺎد واﻟﻐﺶ واﻻﺣﺘﻴﺎل-ﻋﻨﺪ ﺣﺪوﺛﻬﺎ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ،واﻟﺮﺋﺎﺳﺔُ. ﻣﻦ وﻗﺖ ﻵﺧﺮ-ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻌﻒ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ.أﻣﺎ اEﺆﺳﺴﺎت ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺑﻌﻴﺪة ﺎﻣﺎ ﻋﻦ اEﺆاﺧﺬة.وﻳﺘﻢ اﻟﺘـﺄﻛـﻴـﺪ ﻋـﻠـﻰ ﺳـﻼﻣـﺔ وﺻـﺤـﺔ اﻟﻨﻈﺎم ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻵﻟﻴﺎت اEﺼﻤﻤﺔ ﺟﻴﺪا ،واﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ اﻷوﺿﺎع ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ. ﻓﺎﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اEﺜﺎل ،ﺑﻌﻴﺪة ﺎﻣﺎ ﻋﻦ ﻣﺠﺎل اEـﺼـﺎﻟـﺢ اﳋـﺎﺻـﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻬﺬه اﻷﺳﻄﻮرة.وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن أول وأﻗﺼﻰ اﺳﺘﺨﺪام ﻣﻀﻠﻞ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳـﺔ 16 اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ واﻟﻮﻋﻲ اﻌﻠﺐ ﻫﻮ اﻟﺰﻋﻢ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺒﻌﺪﻫﺎ ﻋﻦ اﳊﺰﺑﻴﺔ ،وإﻇﻬﺎرﻫﺎ ﻈﻬﺮ ﻳﻨﺄى ﺑﻬﺎ ﺎﻣﺎ ﻋﻦ اﻟﺼﺮاع اﶈﺘﺪم.ﻓﻔﻲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ١٩٧٢ﻣﻮرﺳﺖ اﳊﻤﻠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤـﺮﺷـﺢ اﳉﻤﻬﻮري ﲢﺖ رﻋﺎﻳﺔ ،وﻓﻲ ﻇﻞ ﺷﻌﺎرات »ﳉﻨﺔ إﻋﺎدة اﻧﺘﺨﺎب اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ«، وﻟﻴﺲ اﺨﻤﻟﻠﻮق اﻟﺒﺸﺮي رﻳﺘﺸﺎرد.م.ﻧﻴﻜﺴﻮن. ﻓﺎEﺴﺆول اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي اﻷول ﻻ mﺜﻞ ،ﻋﻠﻰ رﻏﻢ ﻛـﻮﻧـﻪ أﻫـﻢ ﻣـﺴـﺆول ،ﺳـﻮى ﺟﻬﺔ إدارﻳﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ إدارات ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪة ،ﺗﺴﻌﻰ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻈﻬـﻮر ﻈﻬﺮ اﻷداة اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ اﶈﺎﻳﺪة ،واﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺒﺘـﻐـﻲ ﺳـﻮى اEـﺼـﻠـﺤـﺔ اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ، واﻟﺘﻲ ﺗﺨﺪم اﳉﻤﻴﻊ ﺑﻼ ﲢﻴﺰ وﻻ ﻣﺤﺴﻮﺑﻴﺔ.وﻟﻘﺪ ﺷﺎرﻛﺖ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼﻓﻬﺎE ،ﺪة ﻧﺼﻒ ﻗﺮن ،ﻓﻲ اﻟﺘﺮوﻳﺞ ﻷﺳﻄﻮرة اEﺒﺎﺣﺚ اﻟﻔﻴـﺪراﻟـﻴـﺔ ) (FBIﺑﻮﺻﻔﻬﺎ وﻛﺎﻟﺔ ﻻ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ اﻟﻜﻔﺎءة ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﻘﺎﻧﻮن.إﻻ أن ﺟﻬﺎز اEﺒﺎﺣﺚ اﺳﺘﺨﺪم ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ ،ﻓﻲ إرﻫﺎب وﺗﻄﻮﻳـﻖ أي ﺳـﺨـﻂ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻔﺘﺮض أن أﺟﻬﺰة اﻹﻋﻼم ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﳊﻴﺎد.ﺻﺤﻴﺢ أن اﻟـﺼـﺤـﺎﻓـﺔ ﻳﺘﻮﺧﻰ اﻹﻧﺼﺎف واEﻮﺿﻮﻋﻴﺔ، ّ ﺗﻌﺘﺮف ﺑﺄن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻻ إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺆﻛﺪ ﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺨﻄﺄ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻻ mﻜﻦ أن ﺗـﻔـﺴـﺮ ﻋـﻠـﻰ أﻧﻬﺎ ﻋﻴﻮب ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﻢ ﻧﺸﺮ اEﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﺑﺼﻔﺔ أﺳـﺎﺳـﻴـﺔ.أﻣـﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم )اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ،واﻟﺪورﻳﺎت ،واﻹذاﻋـﺔ واﻟـﺘـﻠـﻴـﻔـﺰﻳـﻮن( ﻫﻲ ﺟﻤﻴﻌﺎ وﺑﻼ اﺳﺘﺜﻨﺎء ﻣﺸﺮوﻋﺎت ﲡﺎرﻳﺔ ،ﺗﺘﻠﻘﻰ دﺧﻮﻟﻬﺎ ﻣـﻦ اﻻﺳـﺘـﻐـﻼل اﻟﺘﺠﺎري Eﺴﺎﺣﺎﺗﻬﺎ اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ،أو اEﻜﺎﻧﻴﺔ Eﺼﻠﺤﺔ اﻹﻋﻼﻧـﺎت ،ﻓـﻤـﻦ اﻟـﻮاﺿـﺢ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺜﻴﺮ أي ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪاﻓﻌﻮن ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ وﻧﺰاﻫﺔ اﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻞ اﻹﻋﻼم).(٤وﻓﻲ ﻓﺘﺮة رﺋﺎﺳﺔ ﻧﻴﻜﺴﻮن ﺗﺰاﻳﺪت ﺣﺪة اﻻﻧﺘﻘﺎدات اEﻮﺟﻬﺔ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،ﻟﻜﻦ ﺑﺴﺒﺐ أن ﻣﻴﻮﻟﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜـﻦ mـﻴـﻨـﻴـﺔ ﺑﺎﻟﻘﺪر اﻟﻜﺎﻓﻲ. أﻣﺎ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬي اﻧﺪﻣﺞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﻧﺸﺎط ذﻫﻨﻲ آﺧﺮ ﻓﻲ اﻗﺘﺼﺎد اEﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﻣﺘﻌﺪدة اﻟﺸﺮﻛﺎت ،ﻓﻴﻮاﺻﻞ ﻫﻮ اﻵﺧﺮ اﻹﺻﺮار ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎده اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﻼﻟﻪ اﻟﻘﻴﻤﻲ.وﻳﻌﺰز اﻟﻌﻠـﻢ ،اﻟـﺬي ﻳـﺄﺑـﻰ أن ﻳـﺄﺧـﺬ ﺑـﻌـ اﻻﻋـﺘـﺒـﺎر اEﻌﺎﻧﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﻃﺒﻴﻌﺔ اEﺼﺎدر اEﻤﻮﻟﺔ ﻟﻨﺸـﺎﻃـﻪ ،واﲡـﺎﻫـﺎت أﺑـﺤـﺎﺛـﻪ وﺗﻄﺒﻴﻘﺎت ﻧﻈﺮﻳﺎﺗﻪ واﻟﻄﺎﺑﻊ اEﻤﻴﺰ ﻟﻠﻨﻤﺎذج اﻟﺘﻲ ﻳﺨﻠﻘﻬﺎ ،ﻳﻌﺰز اﻟﻔﻜﺮة اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺎﻧﻌﺰاﻟﻪ ﻋﻦ اﻟﻘﻮى اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اEﺆﺛﺮة ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻷﺧﺮى اﳉﺎرﻳﺔ ﻓﻲ 17 اﺘﻼﻋﺒﻮن ﺑﺎﻟﻌﻘﻮل اﻟﺒﻼد. ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺰﻋﻢ اEﻀﻠﻠﻮن أن ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ،ﺑﺪءا ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺘﻪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﳉﺎﻣﻌﺔ ،ﻳﺨﻠﻮ ﺎﻣﺎ ﻣﻦ أي ﻏﺮض أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﻣﻘﺼﻮد.وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ أن ﻳﻌﻜﺲ اﻟﻨﺎﰋ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﻪ :وﻳﺪﻫﺶ اEﺮء ﺣ ﻳﺠﺪ أن أﻏﻠﺐ ﺧﺮﻳﺠﻲ اEﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘـﻠـﻔـﺔ ﻳـﻈـﻠـﻮن-ﻋـﻠـﻰ رﻏﻢ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻀﺠﺔ اEﺜﺎرة ﺣﻮل اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اEﻀﺎدة-ﻋـﻠـﻰ إmـﺎﻧـﻬـﻢ وﺗـﻘـﻴـﺪﻫـﻢ ﺑﺎﻷﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺮوع اﻟﻔﺮدي. وﺣﻴﺜﻤﺎ ﻧﻈﺮ اEﺮء ﻓﻲ اﳊﻘﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻓﺴﻴﺠﺪ أن اﳊﻴﺎد واEﻮﺿﻮﻋﻴﺔ، ﻳﺘﻢ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻴﻬﻤﺎ ﻟﻮﺻﻒ اﻷداء اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻟﻸﻧﺸﻄﺔ اﶈﻤﻠﺔ ﺑﻘﻴﻢ وأﻏﺮاض ﻣﺤﺪدة ،واﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم اﻟﺪﻋﻢ ﻟﻠﻨﻈﺎم اEﺆﺳﺴﺎﺗﻲ اﻟﺴﺎﺋﺪ.وﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻠﺤﻔﺎظ اﻟﻴﻮﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎم اﻟﺴﻴﻄﺮة ،ﺗﻠﻚ اﻷﺳﻄﻮرة اﻟﺘﻲ ﲢﻈﻰ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮل ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﺳﻴﻄﺮة ﻷي ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت أو آراء ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮارات اEﻬﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد.وﻟﻘﺪ ﻇﻞ ﻋﻠﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻳﺮدد ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻟﺰﻋﻢ اﻟﻘﺎﺋﻞ ،ﺑﺄن ﻛﻞ اﻟﻌﻤﻼء ﻳﺪﺧﻠﻮن اﻟﺴﻮق ﻣﺘـﺴـﺎوﻳـﻦ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺑﻮﺻﻔﻬﻢ ﻣﺸﺘﺮﻳﻦ وﺑﺎﺋﻌ ،ﻋﻤﺎﻻ وأﺻـﺤـﺎب ﻋـﻤـﻞ ،وأﻧـﻬـﻢ ﻳـﺄﺧـﺬون ﻓﺮﺻﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﻨﺎﻓﺲ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻴﺪ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﳊﺮﻳﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﺧﺘﻴﺎر. وmﺜﻞ اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ )أو اﻟﺘﻼﻋﺐ( ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﺴﻮق ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻻﻧﺤﺮاف mﻘﺘﻪ ﻛﻞ إﻧﺴﺎن ،وﻳﺒﺬل أﻗﺼﻰ ﺟﻬﺪه ﻟﻠﺘﺨﻠـﺺ ﻣـﻨـﻪ ﻋـﺎدة ﻣـﻦ ﺧـﻼل ﻋـﺪم اﻹﻗﺮار ﺑﻪ.وﻓﻲ ﺳﻮق اﻷﻓﻜﺎر ،ﻳﺼّﺮ اEﻀﻠﻠﻮن ،ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ ﻧﻔﺴﻪ ،ﻋﻠﻰ إﻧﻜﺎر وﺟﻮد أي أﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ آﻟﻴﺔ ﺳﻴﻄﺮة.ﻓﻬﻨﺎك ﻓـﻘـﻂ ،ﻋـﻠـﻰ ﺣـﺪ زﻋﻤﻬﻢ ،ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اEﻌﺎرف اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﺎﺋﻖ أو ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ،ﻳﻨﺘﻘـﻲ ﻣـﻨـﻬـﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﶈﺎﻳﺪ ،واEﺪرس ،واEﻮﻇﻒ اﳊﻜﻮﻣﻲ ،واﻟـﻔـﺮد اﻟـﻌـﺎدي أﻳـﻀـﺎ ،ذﻟـﻚ اﻟﻘﺴﻂ ﻣﻦ اEﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺬي ﻳﺘﻼءم أﻛﺜﺮ ﻣﻊ ﻮذج أو ﻂ اﳊـﻘـﻴـﻘـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻳﺤﺎول أو ﲢﺎول ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ.وﻟﻘﺪ ﻧﺸﺮ »داﻧﻴﻞ ﺑﻴﻞ« ،ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ أﺣﺪ أﻛﺜﺮ ﻋﻘﻮد اﻟﺼﺮاع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ )واﻟﺴﻴﻄﺮة اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ( إﺛﺎرة ﻓـﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اEﺘﺤﺪة ،ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻳﻌﻠﻦ »ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ«).(٥ -٣أﺳﻄﻮرة اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ: mﻜﻦ اﻟﻘﻮل :إن اﻟﺘﻤﻨﻴﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺴـﻬـﻢ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻣـﻠـﻤـﻮس ﻓـﻲ ﺷـﺤـﺬ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻤﻨﻴﺎت ﻣﺘـﻮاﺿـﻌـﺔ ،ﻓـﺈن اﻟـﺴـﻠـﺒـﻴـﺔ 18 اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ واﻟﻮﻋﻲ اﻌﻠﺐ ﺗﺴﻮد.وﻣﻦ اEﻤﻜﻦ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﳊﺎل أن ﺗﻮﺟﺪ أﻟﻮان ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﻮرات ﻓﻲ ذﻫـﻦ أي ﻓـﺮد ﺣـﻮل اﳊـﻘـﺎﺋـﻖ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ،واﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ ،واﻻﻗـﺘ ـﺼــﺎدﻳــﺔ، واﻟﺸﺨﺼﻴﺔ.ﻋﻠﻰ أن اﻟﻘﺎﺳﻢ اEﺸﺘﺮك ﻓﻲ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺘـﺼـﻮرات ﻫـﻮ اﻟـﻨـﻈـﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺒﻨﺎﻫﺎ اﻟﻨﺎس ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.وﺗﺆﺛﺮ ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ اﻟﻨﺎس ،ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺼﺮﻓﻮن ﺑﻬﺎ ،ﻟﻴﺲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻷﻧﻪ ﻳﺘﻌ ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﺘﺼﺮﻓﻮا ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ ،وﻟـﻜـﻦ ﻷﻧـﻬـﻢ ﻳـﻌـﺘـﻘـﺪون أﻧـﻪ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻣﻨﻬﻢ أن ﻳﺘﺼﺮﻓﻮا ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ.وﻳﺼﻮر أﺣﺪ اﻟﻜﺘﺎب ذﻟﻚ اEﻌـﻨـﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ» :ﻻ ﻳﻨﻔﺼﻞ اﻟﺴﻠﻮك اﻹﻧﺴﺎﻧـﻲ ﻋـﻦ اﻟـﻨـﻈـﺮﻳـﺎت اEـﺘـﻌـﻠـﻘـﺔ ﺑﺎﻟﺴﻠﻮك اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺒﻨﺎﻫﺎ اﻟﻨﺎس..ﻓﻤﺎ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﻪ ﻣﻦ أﻓﻜﺎر ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻨﺎ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،وذﻟﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﲢﺪد ﻣﺎ اﻟﺬي ﻳﺘﻮﻗﻌـﻪ ﻛـﻞ إﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﻵﺧﺮ..إن اﻹmﺎن ،أو اﻻﻋـﺘـﻘـﺎد ﻳـﺴـﺎﻋـﺪ ﻋـﻠـﻰ ﺗـﺸـﻜـﻴـﻞ اﻟـﻮاﻗـﻊ اﻟﻔﻌﻠﻲ«).(٦ وﻣﻦ اEﺘﻮﻗﻊ ﺎﻣﺎ أن ﲡﺪ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ اﳉﺎﻧـﺐ اﻟـﻌـﺪواﻧـﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻮك اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،وﻋﺪم ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮ ،اﺳـﺘـﺤـﺴـﺎﻧـﺎ وﻗﺒﻮﻻ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اEﺘﺤﺪة ،وأن ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﻗﺪرا ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ اﳉﻬـﺪ واﻟـﻔـﻜـﺮ، وأن ﻳﺘﻢ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم.ﻓﻤﻦ اEﺆﻛـﺪ أن اﻻﻗﺘﺼﺎد اEﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ اEﻠﻜـﻴـﺔ اﳋـﺎﺻـﺔ واﳊـﻴـﺎزة اﻟـﻔـﺮدﻳـﺔ ،واُEﻌ ّـﺮض داﺋﻤـﺎ ـﺴﺮ ﻟﻠﺼﺮاﻋﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮﺿﻬـﺎ ﻫـﺬه اﻷوﺿـﺎع ،ﺳـﻴ ّ ﻛﺜﻴﺮا ﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺬي ﻳﻀﻔﻲ اEﺸﺮوﻋﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺒـﺎدﺋـﻪ اﻷﺳـﺎﺳـﻴـﺔ اEﺆﺛﺮة ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ.ﻓﻜﻢ ﻫﻮ ﻣﻄﻤﺌﻦ أن ُﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺮاع ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﺿﻊ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،وﻟﻴﺴﺖ ﻣﻔﺮوﺿﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻈﺮف اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.إن ﻫـﺬه اﻟـﻨـﻈـﺮة ﺗـﺘـﻼءم إﻟـﻰ أﻗـﺼـﻰ ﺣـﺪ ﻣـﻊ اEـﻮﻗـﻒ اEـﻨـﺎﻫـﺾ ﻟﻸﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺬي ﻳﺨﻄﻂ ﻟﻪ اﻟﻨﻈﺎم.ﻓﻬﺬه اﻟﻨﻈﺮة ﻳﺘﻠﻮﻫﺎ ﺗﻨﺎول »ﻋـﻠـﻤـﻲ« و»ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ« ﻟﻠﺸﺮط اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،ﺗﻨﺎول ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎس اﻟﺼﺎرم ﻟﻠﺴﻠﻮﻛﻴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻓﻲ ﻛﻞ اﻧﺤﺮاﻓﺎﺗﻬﺎ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺠـﺎﻫـﻞ ﻓـﻲ أﻏـﻠـﺐ اﻷﺣـﻴـﺎن اEﺘﻐﻴﺮات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ،واﺗﺴﺎﻋﺎ ،واﻷﻗﻞ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎس. وﻳﺒﺮر اEﺴﻴﻄﺮون ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اEﺜﺎل ،ﻣـﺎ ﲢـﻔـﻞ ﺑـﻪ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن ﻣﻦ ﺟﺮاﺋﻢ ﻗﺘﻞ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻋﻦ ﻧﺼﻒ دﺳﺘﺔ ،ﺑﺎﻟﻘﻮل :إﻧﻬﻢ ﻳﺤﺎوﻟﻮن ﺑﺬﻟﻚ أن ﻳﻘﺪﻣﻮا ﻟﻠﻨﺎس ﻣﺎ ﻳﺤﺒﻮﻧﻪ.ﺛﻢ ﻳﺨﺒﺮوﻧﻨﺎ ،وﻫﻢ ﻳﻬﺰون أﻛﺘﺎﻓﻬﻢ 19 اﺘﻼﻋﺒﻮن ﺑﺎﻟﻌﻘﻮل ﺑﻼ ﻣﺒﺎﻻة ،أن اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ-ﻟﻸﺳﻒ اﻟﺸﺪﻳﺪ-ﺛﻤﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮة ﺳﺎﻋﺔ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻣﻦ اﻹﻳﺬاء واﻟﻘﺘﻞ. إن ﻛﺘﺎﺑﺎت اEﺆﻟﻔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﺴﺮون اﻟﻨﺰوع اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻟﻠﻌﺪوان واﻟﻨﻬﺐ ﺑﺮدّه إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻮك اﳊﻴﻮاﻧﻲ ﺗﻠﻘﻰ ﺳﻮﻗﺎ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺮواج.ﺣﺴﻨﺎ...وﻟﻢ ﻻ? إن اEﺮء ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺘﺠﻨـﺐ أن ﻳـﺼـﺎدف ﻳـﻮﻣـﻴـﺎ ،ﺳـﻮاء ﺑـﺼـﻮرة ﻣـﺒـﺎﺷـﺮة أو ﻏـﻴـﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ،ﺳﻠﻮﻛﺎ ﻻ mﺖ ﺑﻔﻈﺎﻋﺘﻪ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺼﻠـﺔ.ﻓـﻜـﻴـﻒ ﻳـﻔـﺴـﺮ »ﺣـﻼﻟـﻮ ﻋﻘﺪ« اﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق ﻫﺬه اﻟﺜﻘﻮب اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﻴﺞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ? اﻟﻮاﻗﻊ أن اEﺘﺤﻜﻤ ﻓﻲ اﻟﻮﻋﻲ ﻟﻴﺴﻮا ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أن ﻳﺼﻮﻏﻮا ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻘﺼـﻮد، ﺗﻔﺴﻴﺮات ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﺒﻠﺪ اﻹدراك وﺗﺨﻔـﻴـﻒ اﻟـﻀـﻐـﻮط اEـﻄـﺎﻟـﺒـﺔ ﺑـﺎﻟـﺘـﻐـﻴـﻴـﺮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.ﻓﺎﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮم ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﻋﻠﻰ اEﺒﺎد اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ،ﺗﻮﻓﺮ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ أي ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اEﻔﺴﺮة.وﺗﺘﻜﻔﻞ أﺟﻬـﺰة ﻟﻺﻋﻼم ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ اﻵﻟﻴﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄن ﻳﺤﺼﻞ اﻟﺸﻌﺐ ﻋﻠﻰ »ﻓـﺮﺻـﺔ« ﻗـﺮاءة، وﺳﻤﺎع ،وﻣﺸﺎﻫﺪة ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺣﺪث ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﺮﺑﻂ اﳉﺮmﺔ اEﺪﻧﻴﺔ ﺑﺴﻠﻮك اﻟﺘﺰاوج ﻋﻨﺪ اﳊﻴﻮاﻧﺎت آﻛﻠﺔ اﻟﻠﺤﻮم. وﻟﻘﺪ أﻋﺮﺑﺖ ﻣﺠﻠﺔ »ﻓﻮرﺷﻴﻮن« ،Fortuneﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اEﺜﺎل ،ﻋﻦ ﺳﺮورﻫﺎ ﺑﺄن ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ أﻛﺪوا ﻣﺮة أﺧﺮى ﻋﻠﻰ »ﻋﺪم ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻟـﻄـﺒـﻴـﻌـﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮ« ،ﻓﻲ ﻣﻌﺮض ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﻢ ﻟﻠﻈﻮاﻫﺮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.وﺗﺬﻫﺐ اﺠﻤﻟﻠﺔ إﻟﻰ أن »اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ،ﺑﻮﺻﻔﻬـﺎ اEـﺆﺛـﺮ ذا اﻷﻫـﻤـﻴـﺔ اﶈـﻮرﻳـﺔ ﻓـﻲ ﺳﻠﻮك اﻟﻨﺎس ،ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﳊﺎﺿـﺮ إدراك ﺟـﺪﻳـﺪ ﻟـﺪور اﻟـﻌـﻮاﻣـﻞ اﻟﻮراﺛﻴﺔ.وﻳﻔﺴﺢ اﳊﻤﺎس ﻟﻮﺿﻊ ﺧﻄﻂ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ أﺟﻞ إﺻﻼح اﺠﻤﻟـﺘـﻤـﻊ، ﻣﻦ ﺧﻼل إﻋﺎدة ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﻮراﺛﻴﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎن ،اﺠﻤﻟﺎل أﻣﺎم اﻟﻔﻬﻢ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻻﺳﺘﻌﺼﺎء اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻐﻴﺮ«).(٧ وﺗﺘﻤﺜﻞ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟـﻠـﻔـﺮﺿـﻴـﺔ اﻟـﻘـﺎﺋـﻠـﺔ :ﺑـﺄن اﻟـﻄـﺒـﻴـﻌـﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﳋﻄﻴﺌﺔ ﻓﻲ اEﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺨﺒﻂ ،واﻻﻓﺘﻘﺎر اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ أﺳﺒﺎب اﻟﺪاء-وﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ اﻧـﻌـﺪام اﻟـﻘـﺪرة ﻋـﻠـﻰ اﺗـﺨـﺎذ أي ﺧـﻄـﻮة ﻟﻌﻼﺟﻪ-وأﺧﻴﺮا ﺗﺘﻤﺜﻞ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻷﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﺳﺘﻤﺮار اﻻﻟﺘﺰام واﻟـﺘـﻘـﻴـﺪ ﺑﺎﻟﻮﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋﻢ.إﻧﻬﺎ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ﺜﻞ اﻟـﺮﻓـﺾ ،أو اﻟـﻨـﻘـﻴـﺾ Eـﺎ أﺳـﻤـﺎه أﺣـﺪ اﻟﻜﺘﺎب »اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ«. إن اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن ﻋﺪواﻧﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎن ،أو ﻧﺰﻋﺘﻪ اﻟﺘﻮﺳﻌﻴﺔ ﺜﻞ أﺷﻴﺎء ﻛﺎﻣﻨﺔ 20 اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ واﻟﻮﻋﻲ اﻌﻠﺐ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ اﳊﻴﻮاﻧﻴﺔ ﻳﺆدي ﺑﻨﺎ إﻟﻰ اﳋﻠﻂ ﺑ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ،وﻛﻞ اﻟﻨﺎس ،ﺑ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اEﻌﺎﺻﺮ ،وﻛﻞ اﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺎت اEﻘﺒﻠﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﺆدي ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﲢﻮﻳﻞ ﺑﺎرﻋﺔ ،إﻟﻰ ﺗﺒﺮﻳﺮ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﺎ ﺗﻔﺮﺿﻪ اﻻﺣﺘﻴﺎﺟـﺎت اﻹﻧـﺴـﺎﻧـﻴـﺔ. وﻫﻜﺬا ﻳﺼﺒﺢ اﻟﻘﻬﺮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ رد ﻓﻌﻞ ،ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺴﺒﺐ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻌﻨﻒ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ.إن اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﺘﺸﺎؤﻣﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﻜﺮﻳﺲ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋﻢ.ﻓﻬﻲ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺮف ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻐﻨﻲ ،وﻫﻲ اﻟﻌﺰاء Eﻦ ﻳﺸﻌﺮون ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﻣﻦ اEﺘﻘﺎﻋﺴ ﻋﻦ اEﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎط اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ ،وﻫـﻲ اﻟﺮاﺣﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮاﺻﻠﻮن اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﺄﺳﺒﺎب اﻻﻣﺘﻴـﺎز اEـﺎدي. وﺗﻜﻠﻒ ﻫﺬه اﻟﻨﺰﻋﺔ اﶈﺮوﻣ ﻣﻦ أي ﺣﻘﻮق اﻟﻜﺜﻴﺮ ،ﻓﻬﻢ ﻳﺴـﺘـﺴـﻠـﻤـﻮن ﻟـﻬـﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب ﺧﻼﺻﻬﻢ...إن ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء أن ﻳﺆﻣﻨﻮا ﺑﺄن ﻓﻲ ﻣﻘﺪور اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ أن ﺗﺼﺒﺢ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺎﻣﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺴﻨﻰ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﻠﺠﻨﺲ اﻟﺒﺸـﺮي أن ﻳﺤﻘﻖ إﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ ،أو ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى إن اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺘﻔﺎؤﻟﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻻ إﻓـﺮاط ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻟﻘﺪرات اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ »اEﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺈﳒﺎزاﺗﻪ ،واﻹدراك اﻟﻮاﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﻟﻨﻮاﺣﻲ ﺿﻌﻔﻪ ،ﻫﻲ ﺷﺮط ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻓﻌﻞ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﺤﻮل ﻣﺎ ﻫﻮ gﻜﻦ إﻟﻰ واﻗﻊ ﻓﻌﻠﻲ«).(٨ وﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﻨﻊ أي ﻓﻌﻞ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ )وﻳﺴﺘﻮي ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﻴﺔ ﻣﺒﻴﺘﺔ أم ﻻ( ،ﻳﺘﻢ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻫﺬا اﻟﻜﻢ اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ وﻟﻔﺖ اﻷﻧـﻈـﺎر ﻟﻜﻞ ﺗﻘﻮ© ﺗﺸﺎؤﻣﻲ ﻟﻘﺪرات اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ.ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻣﻘﺪرا ﻟﻨـﺎ أن ﻧـﻈـﻞ ﻣﺤﻜﻮﻣ ﺑﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻮراﺛﺔ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﺎ mﻜـﻦ ﻋـﻤـﻠـﻪ ﻓـﻲ ﻫـﺬا اﻟﺴﺒﻴﻞ.ﻛﻤﺎ أن ﻫﻨﺎك ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ أﺳﺒﺎﺑﺎ ﻗﻮﻳﺔ واﺣﺘﻴﺎﺟﺎ ﻣﻠﺤﺎ ﻟﻠﺘﻘﻠﻴـﻞ ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﻘﺪرات اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.ﻓﺎﻟﻨﻈﺎم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ،ﺗـﻌـﺰﻳـﺰا Eـﻮاﻗـﻌـﻪ، ﻋﻠﻰ إﺑﻘﺎء اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﻌﻘـﻞ »اEـﺴـﺘـﻨـﻴـﺮ« ﺑـﻮﺟـﻪ ﺧـﺎص ،ﻓـﻲ ﺣـﺎﻟـﺔ ﻣـﻦ اﻧﻌﺪام اﻟﺜﻘﺔ واﻟﺸﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. إن اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﻋﻨﺪ ﻣﻀﻠﻠﻲ اﻟﻌﻘﻮل ،ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻻ ﺗﺘﻐﻴﺮ وﻛﺬﻟﻚ اﳊﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ.وﻳﻼﺣﻆ ﻓﺮﻳﺮ أن »...اEﻀـﻄـﻬِﺪﻳﻦ )ﺑﻜﺴﺮ اﻟﻬﺎء( ﻳﻄـﻮرون ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اEﻨﺎﻫﺞ ،ﺗﺴﺘﺒﻌﺪ أي ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻟﻠﻌﺎﻟـﻢ ﺑـﻮﺻـﻔـﻪ ﻗـﻀـﻴـﺔ أو ﻣـﺸـﻜـﻠـﺔ وﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ إﻇﻬﺎره ﻓﻲ ﺻﻮرة اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺜﺎﺑﺖ ،أو ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻌﻄﻰ ،ﺷﻴﺌـﺎ ﻳﺘﻌ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ،ﺑﻮﺻﻔﻬﻢ ﻣﺠﺮد ﻣﺘﻔﺮﺟ ،أن ﻳﺘﻜﻴﻔﻮا ﻣﻌﻪ«).(٩ وﻻ ﻳﺴﺘﻠﺰم ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﲡﺎﻫﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ.ﺑﻞ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻌـﻜـﺲ ،ﻓـﺎﻟـﺴـﺮد 21 اﺘﻼﻋﺒﻮن ﺑﺎﻟﻌﻘﻮل اﻟﺬي ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ Eﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ اEﺎﺿﻲ ﻳﺮاﻓﻖ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪات اEﺴﺘﻤﺮة ﺣﻮل اﻟﺘﻐﻴﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﳊﺎدث أﻣﺎم أﻋﻴﻨﻨﺎ.إﻻ أن ﻫﺬه اﻟﺘﻐﻴﺮات ﻋـﻠـﻰ اﺧـﺘـﻼﻓـﻬـﺎ ﻻ ﺗـﻌـﺪو ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﻐﻴﺮات ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ :وﺳﺎﺋﻞ ﻧﻘﻞ ﺟﺪﻳﺪة ،ﺗﻜﻴﻴﻒ ﻫﻮاء ،ﺻﻮارﻳﺦ ﻓـﻀـﺎء، أﻃﻌﻤﺔ ﻣﻌﻠﺒﺔ.إن ﺳﺎﺋﺴﻲ اﻟﻌﻘﻮل ﻳﺴﻬﺒﻮن ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻫﺬه اEﺴﺎﺋﻞ ،إﻻ أﻧﻬﻢ ﻳﺤﺠﻤﻮن ﺑﺤﺮص ﺑﺎﻟﻎ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻠﺘﻐﻴـﺮات اﳊـﺎدﺛـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻌـﻼﻗـﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،أو ﻓﻲ اﻟـﺒـﻨـﻰ اEـﺆﺳـﺴـﺎﺗـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺸـﻜـﻞ اﻟـﺪﻋـﺎﻣـﺔ اﻷﺳـﺎﺳـﻴـﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد. ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻨﺎﻗﺶ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻛﻞ اﻟﺸﻌﺎرات اEﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ اﻟﺘـﻲ mـﻜـﻦ ﺗـﺨـﻴـﻠـﻬـﺎ. ورﻏﻢ ذﻟﻚ ﻓﺴﻮف ﻳﺴﺘﻤﺮ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻌﺎﻃﻮن ﺗﻠﻚ اEﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻌﺠـﺎﺋـﺒـﻴـﺔ ﻓـﻲ gﺎرﺳﺔ ﻧﻔﺲ اﳊﻴﺎة :ﻳﺘﺰوﺟﻮن وﻳﺮﺑﻮن اﻷﻃﻔﺎل ﻓﻲ ﺑﻴﻮت ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻀﻮاﺣﻲ، وﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺎت gﻠﻮﻛﺔ ﻷﻓﺮاد ،وﻳﺼﻮﺗﻮن ﻓﻲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﺔ ﻓـﻲ ﻇﻞ ﻧﻈﺎم اﳊﺰﺑ ،وﻳﺪﻓـﻌـﻮن ﻧـﺴـﺒـﺔ ﻛـﺒـﻴـﺮة ﻣـﻦ دﺧـﻮﻟـﻬـﻢ ﻣـﻦ أﺟـﻞ اﻟـﺪﻓـﺎع واﺳﺘﺘﺒﺎب اﻷﻣـﻦ وﻃـﺮق اﻷوﺗـﻮﺳـﺘـﺮاد.وﺳـﻴـﺒـﻘـﻰ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ،ﺑـﺎﺳـﺘـﺜـﻨـﺎء ﺑـﻌـﺾ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪات اﻟﺪﻳﻜﻮرﻳﺔ اﻟﺒﺎﻫﺮة ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺎﻣﺎ.وﺳﺘﺒﻘﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ دون ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ إﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ زﻋﻤﻬﻢ ،ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺷﺄن اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻹﻧـﺴـﺎﻧـﻴـﺔ، ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮ.أﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌـﻠـﻖ ﺑـﺘـﻠـﻚ اﻷﺟـﺰاء ﻣـﻦ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ اﻟـﺘـﻲ ﺷـﻬـﺪت ﻋﻤﻠﻴﺎت إﻋﺎدة ﺗﻨﻈﻴﻢ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻌﻴﺪة اﻷﺛﺮ ،ﻓﺈن ﻣـﺎ ﻳـﻜـﺘـﺐ ﻋـﻨـﻬـﺎ-إذا ﻛـﺘـﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻲء أﺻﻼ-ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻴﻮب واEﺸﺎﻛﻞ واﻷزﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻠﺬذ ﺑﺎﻟﺘﺸﺒﺚ ﺑﻬﺎ ﻣﻀﻠﻠﻮ اﻟﻮﻋﻲ ﻓﻲ داﺧﻞ اﻟﺒﻼد. وإذا ﻣﺎ ﻇﻬﺮت ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﳉﻮاﻧﺐ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ،ﺗﺘـﻢ »ﻣـﻮازﻧـﺘـﻬـﺎ« ﻓﻮرا ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﻮmﺎت ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺗﺴﺘﻌﻴـﺪ اEـﻨـﻈـﻮر »اEـﻼﺋـﻢ« واEـﺄﻟـﻮف.وﻓـﻲ اEﻨﺎﺳﺒﺎت اEﺘﺒﺎﻋﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺮض أﻓﻼم ﺳﻴﻨﻤـﺎﺋـﻴـﺔ ﻣـﻦ ﻛـﻮﺑـﺎ أو ﻣـﻦ اﻟﺼ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اEﺜﺎل ،ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺎت اﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮن اﻷﻫﻠـﻲ ،ﻓـﺈن ﺗـﻌـﻠـﻴـﻘـﺎت اEﺬﻳﻊ ﺗﻮﺟﻪ اEﺸﺎﻫﺪ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ودﻗﺔ إﻟﻰ اﻟـﺘـﻔـﺴـﻴـﺮ »اﻟـﺼـﺤـﻴـﺢ« Eـﺎ ﻳـﺮاه ﻋـﻠـﻰ اﻟﺸﺎﺷﺔ.وإﻻ ﻓﺴﻮف ﺗﺘﺸﻮش اﻟﻄﺮاﺋﻖ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ واﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﻏﺮﺳﻬﺎ ﺑﺈﺗﻘﺎن ﻓﻲ ﻛﻞ ﻗﻨﻮاﺗﻨﺎ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ. -٤أﺳﻄﻮرة ﻏﻴﺎب اﻟﺼﺮاع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ: ﻻ ﻳﺸﻜﻞ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻧﻮاﻗﺺ اﺠﻤﻟﺘﻤﻌـﺎت اﻟـﺜـﻮرﻳـﺔ ﺳـﻮى ﺟـﺎﻧـﺐ واﺣـﺪ- اﳉﺎﻧﺐ اﻟﺪوﻟﻲ-ﻣﻦ ﻣﺸﺮوﻋﺎت »ﺗﻮﺟـﻴـﻪ اﻟـﻌـﻘـﻮل« ،ﳊـﺠـﺐ واﻗـﻊ اﻟـﺴـﻴـﻄـﺮة 22 اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ واﻟﻮﻋﻲ اﻌﻠﺐ واﻻﺳﺘﻐﻼل ﻋﻦ اﳉﻤﺎﻫﻴﺮ. وﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﺼﻮﻳﺮﻫﻢ ﻟﻠﺴﺎﺣﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ،ﻳﻨـﻜـﺮ اEـﺘـﺤـﻜـﻤـﻮن ﻓـﻲ اﻟـﻮﻋـﻲ إﻧﻜﺎرا ﻣﻄﻠﻘﺎ وﺟﻮد اﻟﺼﺮاع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.وﻗﺪ ﻳﺒﺪو ذﻟﻚ ﻓـﻲ ﻇـﺎﻫـﺮ اﻷﻣـﺮ، ﻣﻬﻤﺔ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ.ﻓﺎﻟﻌﻨﻒ ،رﻏﻢ ﻛﻞ ﺷﻲء »أﻣﺮﻳﻜﻲ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﻓﻄﻴﺮة اﻟﺘﻔﺎح« ،ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﺤـﺴـﺐ ،ﺑـﻞ ﻓـﻲ اﳋـﻴـﺎل أﻳـﻀـﺎ :ﻓـﻔـﻲ اﻟـﺴـﻴـﻨـﻤـﺎ، واﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ،وﻋﺒﺮ ﻣﻮﺟﺎت اEﺬﻳﺎع ﺗﺨﺼﺺ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎت اﻟﻌﻨﻒ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﺬﻫﻠﺔ ،ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺘﻔﻖ ﻫﺬا اﻟﻜﺮﻧﻔﺎل ﻣﻦ اﻟﺼﺮاع واﻟﻌﻨﻒ ﻣﻊ اﻟﻬﺪف اﻷﺳﺎﺳﻲ Eﺪﻳﺮي وﺳـﺎﺋـﻞ اﻹﻋـﻼم ،واEـﺘـﻤـﺜـﻞ ﻓـﻲ ﺗـﻘـﺪ© ﺻـﻮرة ﻟـﻼﻧـﺴـﺠـﺎم واﻟـﺘـﺂﻟـﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ? اﻟﻮاﻗﻊ أﻧﻪ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻳﺘﻢ ﺣﻠﻪ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ. ﻓﺎﻟﺼﺮاع ،ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻮره اﻷﺟﻬﺰة اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻟﺼﻨﻊ اﻷﻓﻜﺎر واﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻫﻮ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﺮدﻳﺔ ،ﺳﻮاء ﻓﻲ ﲡﻠﻴﺎﺗﻪ أو ﻓـﻲ أﺻـﻮﻟـﻪ.إذ إﻧـﻪ ﻻ وﺟﻮد أﺻﻼ ﻟﻠﺠﺬور اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺼﺮاع ﻓﻲ رأي ﻣﺪﻳـﺮي أﺟـﻬـﺰة اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﺔ واﻹﻋﻼم.ﺻﺤﻴﺢ أن ﻫﻨﺎك »أﺷﺨﺎﺻﺎ ﻃﻴﺒ« و»أﺷﺨﺎﺻﺎ أﺷﺮارا« ،إﻻ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ ﲢﺪﻳﺪ ﻫﻮﻳﺔ اﻟﺪور )ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺗﻠﻚ اﳊﺎﻻت اEﺼﻄﺒﻐﺔ ﺑﻄﺎﺑﻊ ﻃﻘﺴﻲ، أو ﻄﻲ ﻣﺜﻞ أﻓﻼم اﻟﻐﺮب اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ واﻟﺘﻲ mﻜﻦ ﺗﻘﺒﻠﻬﺎ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎت ﲢﻜﻲ ﻋﻦ اEﺎﺿﻲ( ﻳﺘﻢ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑ اﻟﻔﺌﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اEﺆﺛﺮة. وﻟﻘﺪ ﻟﻘﻲ اﻟﺴﻮد ،واﻟﺴﻤﺮ ،واﳊﻤﺮ ،واﻟﺼﻔﺮ ،واﻷﻗﻠﻴﺎت اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻷﺧﺮى ،أﻗﻞ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻓﻲ اﻹﺑﺪاﻋﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اEﺼﻨﻮﻋﺔ.وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻬﻲ أﻗﻠﻴﺎت اﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﻞ ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﺑﺪرﺟﺎت ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ.ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻠﻖ اﻻﻧﻘﺴﺎم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﻜـﺒـﻴـﺮ ﻓـﻲ اﻷﻣـﺔ ،إﻟـﻰ ﻋـﺎﻣـﻞ وﺻﺎﺣﺐ ﻋﻤﻞ-إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣـﺤـﺪودة-أي ﺣـﻆ ﻣـﻦ اﻟـﺪراﺳـﺔ أو اﻻﻫﺘﻤﺎم.ﺑﻞ ﻇﻞ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻣﻨﺼﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت أﺧﺮى ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﻮﺟﻪ ﻋـﺎم ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻼت اﻟﻘﻄﺎع اﻷوﺳﻂ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن ،اﻟﺬي ﻳﺴﻌﻰ ﺟﺎﻫﺪا ﻟﻠﺼﻌﻮد إﻟﻰ أﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻢ اﻟﻄﺒﻘﻲ ،ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻔﺘﺮض اﻧﺘﻤﺎء ﻛﻞ إﻧﺴﺎن إﻟﻴﻬﺎ. وﻻ mﺜﻞ اﻹﺣﺠﺎم ﻋﻦ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺎEـﻮﻗـﻊ اﻷﻋـﻤـﻖ ﻟـﻠـﺼـﺮاع ﻓـﻲ اﻟـﻨـﻈـﺎم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،وﻋﻦ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻔﺴﻴـﺮه ،ﻻ mـﺜـﻞ ﺗـﻄـﻮرا ﺣـﺪﻳـﺜـﺎ ﻓـﻲ gـﺎرﺳـﺎت أﺟﻬﺰة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﻧﻬﺞ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ وﻣﻌﻤـﻮل ﺑـﻪ ﻣـﻨـﺬ اﻟـﺒـﺪاﻳـﺔ. ﻓﺄﻧﺖ ﻻ ﺗﺼﺎدف إﻻ ﻧﺎدرا ،وﺳﻂ ﻫﺬه اEﺎدة اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﻟﺴﺎرﻳﺔ ﻓﻲ داﺋﺮة اﻹﻋﻼم اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ،إﺑﺪاﻋﺎ ﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻳﻌﺘﺮف ﺑﻬﺬا اﻟﻮاﻗﻊ.واﻟﻮاﻗﻊ أن ﺗﻔﺎﻫﺔ وﺳﻄﺤﻴﺔ 23 اﺘﻼﻋﺒﻮن ﺑﺎﻟﻌﻘﻮل ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺒﺮاﻣﺞ ،وﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺘﻐﻄﻴﺔ اﻷﺣﺪاث اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﳉﺎرﻳﺔ، ﺗﻌﻮدان أﺳﺎﺳﺎ إﻟﻰ ﻗﺼﻮر وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اEﻌﺘﺎد ﻋﻦ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﻮﺟﻮد اﻟﺼﺮاع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،وﻋﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻃﺒﻴﻌﺔ أﺳﺲ ﻫﺬا اﻟﺼﺮاع.وﻟﻴﺲ اﻷﻣﺮ أﻣﺮ ﺧﻄﺄ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺼﻮد ،أو اﻓﺘﻘﺎر إﻟﻰ اﻟﻜﻔﺎءة اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣـﺘـﺮﺗـﺒـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﺘﻌﻤﺪة ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ ﻣﻌﻈﻢ اEﺴﻴﻄﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ أﻣﻮر اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ دون ﲢﻔﻆ. إن ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻨﺨـﺒـﺔ ﺗـﻘـﺘـﻀـﻲ ﲡـﺎﻫـﻞ ،أو ﲢـﺮﻳـﻒ اﻟـﻮاﻗـﻊ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻲ. ﻓﺎﻟﺪراﺳﺔ اﺨﻤﻟﻠﺼﺔ ،واEﻨﺎﻗﺸﺔ اﳉﺎدة ﻟﻠﺼﺮاع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻦ ﺗﺆدﻳﺎ إﻻ إﻟـﻰ ﺗﻌﻤﻴﻖ وﺗﻜﺜﻴﻒ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻈﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.وﺗﺼﺎب اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺎت واﻟـﺸـﺮﻛـﺎت ذات اﻟﻨﻔﻮذ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻘﻮي ﺑﺘﻮﺗﺮ ﺑـﺎﻟـﻎ وﻓـﻮري ،إذا ﻣـﺎ ﻟـﻔـﺖ اﻷﻧـﻈـﺎر ﻟﻠﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻻﺳﺘﻐﻼﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﺎرﻛﻮن ﻓﻴﻬﺎ.وﻗﺪ وﺻﻒ ﻟﻴﺲ ﺑﺮاون ،ﻣﺤﺮر ﺑﺎب اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ﺠﻠﺔ »ﻓﺎرﻳﺘﻲ« ،-Variety‘sﺣﺎدﺛﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع.ﻓﻘﺪ اﺣﺘﺠﺖ ﺷﺮﻛﺔ »ﻛﻮﻛﺎﻛﻮﻻ ﻟﻸﻏﺬﻳﺔ« ،واﲢﺎد ﻓﻠﻮرﻳﺪا ﻟـﻠـﻔـﺎﻛـﻬـﺔ واﳋـﻀـﺮاوات ﺑـﺸـﺪة ﻋﻠﻰ إذاﻋﺔ اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﺘﺴﺠﻴﻠﻲ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ »اEﻬﺎﺟﺮ« ،اﻟﺬي رﻛﺰ ﻋﻠﻰ اEﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠ ﻓﻲ ﺟﻨﻲ اﻟﻔﻮاﻛﻪ ﻓﻲ ﻓﻠﻮرﻳﺪا.وﻛﺘﺐ ﺑﺮاون ﻳﻘﻮل »إن ﻣﻌﺠﺰة اEﻬﺎﺟﺮ ﻫﻲ أﻧﻪ أﻣﻜﻦ ﺗﺼﻮﻳﺮه أﺻﻼ« ،ﻓﻘﺪ أرﺳﻠﺖ اﻟﺘﺤﺬﻳﺮات إﻟﻰ ﺷﺒﻜﺔ »إن.ب.ﺳﻲ« ،N. B. C.ﺑﻌﺪم ﻋﺮض اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻧﻈﺮا ﻷﻧﻪ »ﻣﺘﺤﻴﺰ«.ﺛﻢ ﻃﻮﻟﺒﺖ اﻟﺸﺒﻜﺔ ﺑﺤﺬف ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻋﺪﻳﺪة ،و ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺣﺬف ﻣﺸﻬﺪ واﺣﺪ.وأﺧﻴﺮا ،وﺑـﻌـﺪ ﻋـﺮض اﻟﻔﻴﻠـﻢ »ﺣـﻮﻟـﺖ ﺷـﺮﻛـﺔ اﻟـﻜـﻮﻛـﺎﻛـﻮﻻ إﻋـﻼﻧـﺎﺗـﻬـﺎ اﻟـﺘـﻠـﻔـﺰﻳـﻮﻧـﻴـﺔ إﻟـﻰ ﺷـﺒـﻜـﺘـﻲ« »ﺳﻲ.ب.إس« و»إﻳﻪ.ب.ﺳﻲ«).(١٠ ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺒﺤﺖ ،ﻳﺆدي ﻋﺮض اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻻﺟﺘﻤـﺎﻋـﻴـﺔ إﻟـﻰ إﺛﺎرة اﻟﻘﻠﻖ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ اEﺸﺎﻫﺪﻳﻦ أو اﻟﻘﺮاء ،أو ﻫﻜﺬا ﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﺪارﺳﻮن ﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﳉﻤﻬﻮر.ﻟﺬا ﻳﺤﺮص رﻋﺎة اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧـﻴـﺔ أو gـﻮﻟـﻮﻫـﺎ ﻋﻤﻼ ﺒﺪأ اﻟﺴﻼﻣﺔ ،وﻣﻦ أﺟﻞ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻋـﺪد gـﻜـﻦ ﻣـﻦ ﺟـﻤـﻬـﻮر اEﺸﺎﻫﺪﻳﻦ ،ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺒﻌﺎد أي ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻳﺸﺘﺒﻪ ﻓﻲ اﺣﺘﻮاﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎدة »ﺧﻼﻓﻴﺔ« أو ﻣﺜﻴﺮة ﻟﻠﺠﺪل. وﻫﻜﺬا ﳒﺪ أن أﻟﻮان اﻟﺘﺮﻓﻴﻪ واﻹﻧﺘﺎج اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﺖ ﳒﺎﺣﺎ أﻛﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اEﺘﺤﺪة ،واﻟﺘﻲ ﻻﻗﺖ ﻗﺪرا أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺪﻋﻢ واﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﳉﻬﺎز اﻹﻋﻼﻣﻲ ،ﻫﻲ اﻷﻓﻼم ،واﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ،واﻟﻜﺘﺐ ،واﻟﺘﺴﻠﻴﺔ اﳉﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ )دﻳﺰﻧﻲ ﻻﻧﺪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اEﺜﺎل( اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻘﺪم ﻣﺎ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻠـﻚ اﳊـﺼـﺔ 24 اﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻹﻋﻼﻣﻲ واﻟﻮﻋﻲ اﻌﻠﺐ اEﻘﺮرة ﻣﻦ اﻟﻌﻨﻒ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﺒﻨﻰ ﺑﺄي ﺷﻜﻞ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺼﺮاع اﻻﺟﺘـﻤـﺎﻋـﻲ. ﻓﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﺜﻞ :اﻟﻮﺣﺪة واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ واﻟﺼﺮاع ﻳﺘﻢ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﻓﻮرا ،ﻛﻤـﺎ ﻳـﻼﺣـﻆ ﻓﺮﻳﺮ» ،ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ أﺷﻴﺎء ﺧﻄﺮة.واﻟﻮاﻗﻊ أن ﻫﺬه اEﻔﺎﻫﻴ?