تحليل وثيقة الأردن PDF

Summary

هذه وثيقة تتناول تاريخ الأردن وحضاراته القديمة، وتشمل معلومات جغرافية، وبيانات عن حركة التجارة عبر الأردن، بالإضافة إلى معلومات عن مناجم المعادن في الأردن.

Full Transcript

‫مدخل عن الأردن‪:‬‬ ‫ا ألردن لكمة آرامية ا ألصل تعين املتعرج شديد الاحندار‪ ،‬وهناك من يقول أآهنا‬ ‫لكمة يواننية قدمية تعين الهنر‪.‬أآما يف العربية فاهنا تعين الشدة والغلبة‪ ،‬آأطلقت منذ‬ ‫القدم عىل الهنر اذلي ينبع من ابنياس‪ ،‬وينحدر جنواب خمرتق...

‫مدخل عن الأردن‪:‬‬ ‫ا ألردن لكمة آرامية ا ألصل تعين املتعرج شديد الاحندار‪ ،‬وهناك من يقول أآهنا‬ ‫لكمة يواننية قدمية تعين الهنر‪.‬أآما يف العربية فاهنا تعين الشدة والغلبة‪ ،‬آأطلقت منذ‬ ‫القدم عىل الهنر اذلي ينبع من ابنياس‪ ،‬وينحدر جنواب خمرتقا منخفضا آأخدوداي (الغور)‬ ‫حنو مصبه يف البحر امليت‪ ،‬وهو املسمى بهنر ا ألردن‪ ،‬مث أآطلقت التسمية عىل طريف‬ ‫املنطقة اليت خيرتقها هذا الهنر‪.‬‬ ‫يقع ا ألردن يف اجلنوب الغريب لقارة آس يا‪ ،‬ويشلك اجلزء اجلنويب الرشيق من بالد‬ ‫الشام ‪.‬‬ ‫ويمتزي موقع ا ألردن منذ القدم بأأنه حلقة الوصل بني مرص والعراق‪ ،‬وبني ا ألجزاء‬ ‫الشاملية من سوراي وبني مرص واجلزيرة العربية يف الغرب واجلنوب‪ ،‬ومكنه هذا املوقع‬ ‫من التحمك ابلطرق التجارية وبطرق املواصالت كام مكن ساكنه من املسامهة الفاعةل يف‬ ‫حركة التجارة العاملية يف التارخي القدمي واحلديث‪.‬‬ ‫ونتيجة لطبيعة املنطقة اجلغرافية واملناخية‪ ،‬فقد كرث فهيا الاستيطان البرشي‪،‬‬ ‫ونشطت احلضارات فيه منذ أآقدم العصور‪ ،‬ومن شواهد ذكل اخمللفات احلضارية‬ ‫املنترشة يف معظم مناطق ا ألردن مثل ‪ :‬ا ألزرق واجلفر وابير وجاوه يف البادية‪،‬‬ ‫وكذكل مناطق مدين وادوم ومؤاب ومعون‪ ،‬ومناطق طبقة حفل ودير عال والشونة‬ ‫اجلنوبية يف ا ألغوار‪.‬‬ ‫واكنت متر اب ألردن الطرق التالية ‪:‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الطريق القادم من اخلليج العريب عرب رشيق اجلزيرة العربية مرورا بوادي‬ ‫‪-1‬‬ ‫الرسحان اىل واحة ا ألزرق‪ ،‬ليتفرع مهنا اىل البرتاء أآو اىل دمشق‪.‬‬ ‫الطريق القادم من جنوب غرب اجلزيرة العربية اىل البرتاء‪ ،‬ليتفرع مهنا اىل‬ ‫‪-2‬‬ ‫دمشق أآو اىل غزة مفرص‪.‬‬ ‫الطريق املار بشامل ا ألردن اىل جاوه لينهتي يف بالد ما بني الهنرين‪.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫طريق تراجان (الطريق امللويك) اذلي خيرتق ا ألردن من الشامل اىل اجلنوب‬ ‫‪-4‬‬ ‫مارا مبعظم املدن ا ألردنية‪ ،‬واكنت هل آأمهية عسكرية واقتصادية‪.‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫ينحرص ا ألردن بني خط عرض ‪ 29 ،11‬و‪ 33 ،22‬شامال‪ ،‬وبني خط طول‬ ‫‪ 34 ،45‬و ‪ 39 ،18‬رشقا‪ ،‬وتبلغ مساحته ‪ 89.297‬كيلو مرتا مربعا‪ ،‬وحيده اليوم‪ :‬من‬ ‫الشامل امجلهورية العربية السورية‪ ،‬ومن الغرب فلسطني‪ ،‬ومن الرشق امجلهورية‬ ‫العراقية واململكة العربية السعودية‪ ،‬ومن اجلنوب اململكة العربية السعودية وخليج‬ ‫العقبة‪.‬‬ ‫ومن خالل اس تعراض جغرافية ا ألردن الطبيعية تربز دلينا الظواهر التضاريس ية‬ ‫التالية من الغرب اىل الرشق‪ ،‬مع ما يتبعها من اختالف يف املناخ ومصادر املياه‬ ‫وانعاكس ذكل عىل التجمعات التالية‪.‬‬ ‫‪ – 1‬املنطقة الغورية‪:‬‬ ‫يمتزي الغور ابخنفاضه عن سطح البحر‪ ،‬ويبلغ آأدىن مس توى هل جنوب البحر‬ ‫امليت حيث يبلغ اخنفاضه ‪392‬م حتت سطح البحر‪ ،‬ويشمل الغور حبرية احلوةل وحبرية‬ ‫طرباي‪ ،‬وجمرى هنر ا ألردن (ا ألغوار الشاملية والوسطى)‪ ،‬والبحر امليت ‪ ،‬مث ا ألغوار‬ ‫اجلنوبية فوادي عربة حىت خليج العقبة‪ ،‬وميتد حنو ‪660‬مك‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫اس تغل االنسان أآرض الغور منذ أآقدم العصور‪ ،‬وتدل الشواهد ا ألثرية املكتشفة‬ ‫يف طبقة حفل ‪ ،‬وتل دير عال‪ ،‬ومنرين‪ ،‬وابب اذلراع‪.‬عىل ذكل وآأشارت املصادر‬ ‫اململوكية اىل اهامتم املامليك مبنطقة الغور‪ ،‬و أآهنم احتكروا أآرضه لزراعة قصب السكر‪،‬‬ ‫وتؤكد الواثئق العامثنية هذا الاهامتم اذ آأشارت اىل عدد من قرى الغور بأأهنا اكنت وقف ًا‬ ‫لبعض سالطني املامليك‪ ،‬هذا وكشفت ادلراسات ا ألثرية احلديثة عن وجود عدد كبري‬ ‫من معارص السكر اليت انترشت يف منطقة واسعة من الغور‪.‬‬ ‫وبسبب اخنفاض الغور ووقوعه بني سلسلتني جبليتني فان حرارته مرتفعة ‪ ،‬اذ‬ ‫تصل صيفا اىل ‪ 45‬درجة مئوية وترتاوح مكية ا ألمطار الساقطة عىل اجلزء الشاميل منه‬ ‫‪ 380‬ممل تتناقص تدرجييا لكام اجتهنا حنو اجلنوب حىت تصل اىل ‪100‬ممل وآأحياان أآقل‬ ‫من ذكل‪.‬‬ ‫‪ – 2‬السلسةل اجلبلية‪:‬‬ ‫ترشف عىل الغور من اجلهة الرشقية‪ ،‬ويه جزء من سلسةل جبال بالد الشام‬ ‫الرشقية‪ ،‬متتد من هنر الريموك يف الشامل اذلي يفصلها عن هضبة اجلوالن اىل قرب‬ ‫العقبة يف اجلنوب‪.‬وقد قسمهتا املس يالت املائية اىل أآجزاء‪ :‬مرتفعات أآم قيس‪،‬‬ ‫مرتفعات جعلون‪ ،‬ومرتفعات البلقاء ( جلعاد)‪ ،‬ومرتفعات الكرك (مؤاب) ‪ ،‬ومرتفعات‬ ‫الطفيةل (ادوم)‪ ،‬ومرتفعات الرشاه‪.‬‬ ‫تمتزي هذه السلسةل ابرتفاعها يف الشامل واجلنوب‪ ،‬واخنفاضها يف الوسط‪ ،‬وقد أآثر‬ ‫هذا الوضع عىل معدالت سقوط ا ألمطار مما انعكس عىل طبيعة الغطاء النبايت لهذه‬ ‫املرتفعات‪.‬وتبعا ذلكل فان املرتفعات الشاملية أآكثف مرتفعات ا ألردن ابلغطاء النبايت‪،‬‬ ‫وتزرع خمتلف أآنواع احلبوب يف هذه املرتفعات بعال ( معمتدة عىل نزول ا ألمطار)‪.‬‬ ‫ويذكر أآن معظم جبال الطفيةل والشوبك اكنت مغطاة ابلغاابت‪ ،‬ولكن بفعل‬ ‫عوامل عديدة مل يبق مهنا اال القليل‪ ،‬وقد مثل الاعتداء اجلائر علهيا خالل احلرب‬ ‫‪15‬‬ ‫العاملية ا ألوىل(‪1918-1914‬م) واحدا من أآمه هذه العوامل‪ ،‬اذ قامت احلكومة العامثنية‬ ‫بقطع ا ألجشار يف مناطق واسعة الس تخداهما يف تس يري قطار سكة احلديد احلجازية‪.‬‬ ‫‪-3‬السهول ادلاخلية‪:‬‬ ‫ويه املنطقة املنبسطة املمتدة بني املرتفعات اجلبلية يف الغرب وبني منطقة البادية‬ ‫رشقا وتغط مساحات واسعة وتشمل رشيق اربد وجنوهبا الرشيق (سهول حوران) ‪،‬‬ ‫وشاميل عامن وغرهبا وجنوهبا‪ ،‬وسهول حس بان‪ ،‬وسهول ماداب‪ ،‬وسهول الكورة رشيق‬ ‫ذيبان‪ ،‬وسهول الكرك‪ ،‬وتربهتا تالمئ انتاج احلبوب اليت تتفق مع معدالت ا ألمطار‬ ‫الساقطة‪ ،‬ويتضاءل انتاج هذه ا ألرايض لكام توهجنا رشقا وجنواب بسبب تناقص‬ ‫معدالت سقوط ا ألمطار‪.‬‬ ‫وظهرت يف هذه السهول حضارة العمونيني اليت متثلت مبدينة عامن وما جاورها‬ ‫من املواقع كام شهدت ازدهارا كبرياً آأايم الرومان حيث ظهرت فهيا العديد من‬ ‫التجمعات البرشية‪.‬‬ ‫‪ – 4‬البادية‪:‬‬ ‫تشلك ثالثة أآرابع مساحة ا ألردن ويه جزء من ابدية الشام ‪.‬يشلك خط‬ ‫سكة حديد احلجاز حدا فاصال بني املناطق املزروعة اخلصبة غراب‪ ،‬وبني املناطق‬ ‫الرعوية والصحراوية رشقا‪ ،‬وتوجد بعض الواحات يف البادية‪ ،‬اليت سكهنا االنسان‬ ‫القدمي كواحة الأزرق‪ ،‬وواحة ابير‪ ،‬وواحة اجلفر‪.‬‬ ‫ويعد ا ألردن من ادلول الفقرية ابملعادن المثينة‪ ،‬وتقترص ثرواته من املعادن عىل‬ ‫مجموعة متواضعة مهنا يس تغل عىل شلك جتاري اكلفوسفات والبواتس واملنغنزي وامللح‬ ‫اضافة اىل الغاز الطبيع ‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫وميثل ميناء العقبة عىل البحر ا ألمحر املنفذ البحري ل ألردن‪ ،‬ويلعب دورا كبريا‬ ‫يف بناء الاقتصاد ا ألردين‪ ،‬فعن طريقه يصدر ا ألردن انتاجه من الرثوات املعدنية‪،‬‬ ‫والصناعات الوطنية‪ ،‬وعن طريقه يس تورد ا ألردن معظم وارداته من اخلارج‪ ،‬اضافة‬ ‫اىل ما يسامه به من تشغيل ل أليدي العامةل وتلعب العقبة يف الوقت احلايل دوراً همامً‬ ‫يف الاقتصاد الوطين وذكل جيعلها منطقة اقتصادية حرة‪ ،‬كام متثل منطقة العقبة ببيئهتا‬ ‫املثالية والطبيعية منطقة جذب س ياحية عاملية‪.‬‬ ‫ويف ا ألردن ثالثة ثالثة مطارات دولية تربطه ابلعامل ويه‪ :‬مطار عامن املدين‪ ،‬مطار‬ ‫امللكة علياء ادلويل‪ ،‬ومطار املكل حسني ابلعقبة‪.‬‬ ‫الحضارات القديمة‬ ‫شهدت أرض األردن العديد من الحضارات في عصورها التاريخية القديمة ابتداء‬ ‫بحضارة العصور الحجرية ومرو ار بالعصور البرونزية والعصور الحديدية وتدرجت الحضارة‬ ‫من حضارة إنسان جامع لغ ذائه ويحترف مهنة الصيد إلى حضارة اإلنسان المستقر الذي‬ ‫مارس الزراعة وأقام المدن وأنشأ الممالك ونورد هنا أهم الحضارات القديمة التي نشأت على‬ ‫أرض األردن‪.‬‬ ‫اآلدوميون‪:‬‬ ‫استقر اآلدوميون في المنطقة الجبلية الواقعة إلى الجنوب من وادي الحسا التي تشكل‬ ‫جزءا من جبال الش ارة‪ ،‬وكان يطلق على هذه المرتفعات " آدوم" وتعني اللون األحمر‬ ‫القاتم‪.‬وقد انحصرت مناطق اآلدوميون بين أرض مدين في الجنوب‪ ،‬واآلراضي التي سيطر‬ ‫عليها المؤابيون في الشمال‪.‬واتخذ اآلدوميون من مدينة بصيرة عاصمة لهم‪.‬‬ ‫وقد أشارت الكتابات المصرية واآلشورية إلى منطقة آدوم ‪ ،‬ولعل أوضح تلك اإلشارات‬ ‫إشارة مصرية وردت في عهد األسرة الثامنة عشر تذكر وجود قبائل بدوية كانت تسكن أرض‬ ‫‪17‬‬ ‫آدوم‪ ،‬وأنها خضعت للسيادة المصرية‪ ،‬وتضيف "أنها (مصر) دمرت سعير ومن فيها من‬ ‫قبالئل الشاسو ومزقت خيامهم بما فيها من ناس"‪.‬‬ ‫وأشارت النقوش المصرية أيضا إلى أن منطقة األردن قسمت في تلك الفترة إلى‬ ‫قسمين‪ :‬األول‪ :‬شوتو العليا ( شمال األردن)‪ ،‬والثاني‪ :‬شوتو السفلى ( جنوب األردن )‪.‬‬ ‫وأشارت النقوش اآلشورية لبالد آدوم حيث ذكرت أن ملوك آشور تصدوا للقبائل البدوية‬ ‫التي هاجمت آشور من الغرب في عهد الملكين تجالت بيالصر وآشور ناصر الثاني‪ ،‬وأنهم‬ ‫أروا أن الوسيلة المناسبة للدفاع عن بالد ما بين النهرين هي إخضا ع مناطق القبائل التي‬ ‫هاجمتهم‪ ،‬وكان من المناطق التي خضعت لآلشوريين آدوم ومؤاب‪ ،‬وتشير النقوش إلى أن‬ ‫آدوم دفعت الجزية آلشور‪.‬‬ ‫وعندما حاولت مصر إقامة حلف يضم الفلسطينيين والعبرانيي ن واآلدوميين والمؤابين‬ ‫والعمونين لطرد اآلشوريين من المنطقة‪ ،‬باغت سرجو الثاني ملك آشور هذا الحلف وانتصر‬ ‫عليه‪.‬وكان اآلشوريون أول من أطلق على الطريق الممتد من شمال األردن إلى جنوبه (‬ ‫دمشق – ربة عمون – حسبان – ذيبان – ا‬ ‫عرعر – قير حارسة – بصيرة ) الطريق‬ ‫السلطاني‪ ،‬وانتشرت على طول هذه الطريق المواقع العسكرية لحراستها طيلة فترة الحكم‬ ‫اآلشوري‪.‬‬ ‫دلت الحفريات التي تمت في المنطقة على وجود مناجم وأفران لصهر النحاس في‬ ‫وادي عربة وتمنة ‪ ،‬وعثرفي هذه المواقع على مخلفات مصرية تعود إلى األسرتين‬ ‫الفرعونيتين التاسعة عشرة والعشرين‪.‬‬ ‫وتم العثور خالل الحفريات أيضا على أختام تحمل أسماء عدد من ملوك آدوم‪ ،‬كما تم‬ ‫العثور على عدد من معابد آلهة آدوم التي كان أشهرها‪ :‬بعل‪ ،‬وإيل‪ ،‬وحدد‪ ،‬وعشتار‪ ،‬وقوس‬ ‫(إله الحرب)‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫خارطة للممالك القديمة‬ ‫‪19‬‬ ‫المؤابيون‪:‬‬ ‫يعد المؤابيون من الشعوب السامية التي استقرت في األردن‪ ،‬وسكنت المنطقة الواقعة‬ ‫بين وادي الموجب شماال ووادي الحسا (الذي يفصلها عن مملكة آدوم ) جنوبا‪ ،‬وهي المنطقة‬ ‫المعروفة باسم مؤاب‪.‬واتخذ المؤابيون الكرك (قير حارسة) عاصمة لهم‪.‬‬ ‫أشهر ملوك المؤابين الملك ميشع الذي خلد أعماله والحرب التي قام بها من أجل‬ ‫استعادة ما احتله العبرانيون من أراضي آدوم في نقش شهير عرف بنقش ميشع وقد تم‬ ‫العثور على هذا النقش في بلدة ذيبان في محافظة مادبا‪ ،‬ويحتفظ متحف اللوفر في باري س‬ ‫بهذا النقش‪ ،‬واألهمية التاريخية لهذا النقش أنه أقدم نقش عثر عليه في األردن ويعود تاريخه‬ ‫إلى سنة ‪ 842‬قبل الميالد‪.‬‬ ‫وبعد أن تولى الملك ميشع حكم مؤاب‪ ،‬بدأ حربا الستعادة ما فقدته مؤاب أمام مملكة‬ ‫إسرائيل‪ ،‬وقد نجح في استعادة ذيبان التي اتخذها مرك از له‪ ،‬ومادبا‪ ،‬وماعين‪ ،‬ونبو التي‬ ‫جعلها مرك از دينيا‪ ،‬وماحص التي احتلها دون مقاومة‪.‬‬ ‫عبد المؤابيون إله الحرب "كموش" الذي حسب معتقدهم يأمرهم بالحرب وينقذهم من‬ ‫األخطار ‪ ،‬وقد صور كموش على هيئة فارس يمتطي صهوة الحصان‪ ،‬كما عبدوا زوجة‬ ‫كموش (عشتر كموش) وقدموا لها الطقوس ‪.‬‬ ‫العمونيون‪:‬‬ ‫استقر العمونيون حول سيل عمان واتخذوا من عمان (ربة عمون) عاصمة لهم ‪.‬‬ ‫وعمون لم تكن قوية كحليفتيها مؤاب وآدوم مما جعلها هدفا ألقوام أخرى حاولت أن تسلبها‬ ‫بعض أراضيها‪.‬‬ ‫وتشير الكتابات اآلشورية إلى بعض ملوك عمون‪ ،‬كما تم التعرف على عدد أكبر منهم‬ ‫من خالل المكتشفات األثرية‪ ،‬ولعل أهم هذه المكتشفات نقش تل سيران* الذي تحمله قارورة‬ ‫برونزية‪ ،‬وقد تم العثور عليه في حفرية أثرية أجريت هناك ‪ ،‬ويوثق هذا النقش أسماء ثالثة‬ ‫أجيال من ملوك عمان ‪.‬‬ ‫* هو التل الذي تقوم عليه كلية الهندسة في الجامعة األردنية‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ومن مخلفات العمونيين الحضارية األبراج (الملفوفة) التي ال زالت باقية وكانت تحيط‬ ‫بمدينة عمان القديمة ‪ ،‬ولعلها كانت أبراجا للمراقبة وقد تعرض معظمها للدمار من قبل‬ ‫الس كان‪ ،‬إال أن أحدها ال زال على حاله‪،‬ويقع داخل حرم دائرة اآلثار العامة في جبل عمان‬ ‫منطقة (الدوار الثالث)‪.‬‬ ‫ومن أشهر آلهة العمونيين األلهة تايكي‪ ،‬ألهة الحظ لديهم ‪.‬‬ ‫دولة األنباط‪:‬‬ ‫تسربت إلى أرض آدوم قبيلة كان اسمها نباتايو ( األنباط)‪ ،‬التي سيطرت على جميع‬ ‫أراضي آدوم‪.‬‬ ‫واكتشف األنباط مالءمة المنطقة وصالحيتها لسكناهم ‪ ،‬إضافة إلى الميزة التجاري ة‬ ‫الكبيرة التي يوفرها الموقع‪ ،‬إذ سهل على األنباط االتصال بأقوام غرب آسيا وشرق البحر‬ ‫المتوسط‪.‬‬ ‫اتخذ األنباط من البتراء الحصينة عاصمة لدولتهم‪ ،‬وقد تميزت هذه العاصمة‬ ‫بخصائص كثيرة جع لتها مكانا مثاليا للسكن والتجارة‪ ،‬ومن هذه الميزات‪:‬‬ ‫‪ -1‬وجود المياه كعين موسى ‪ ،‬وعدد من الصهاريج الصالحة لتخزين الماء‪ ،‬وسهولة‬ ‫عمل السدود والصهاريج الالزمة لتجميع المياه المتدفقة داخل البتراء‪.‬‬ ‫‪ -2‬وقوعها على ملتقى الطرق التجارية‪.‬‬ ‫‪ -3‬توفر األراضي الخصبة الصالحة للزراعة والرعي‪.‬‬ ‫‪ -4‬منعة موقعها وسهولة اتقاء األخطار‪.‬‬ ‫أخذ األنباط يوسعون حدود دولتهم تدريجيا حتى بلغت أقصى اتساع لها أيام الملك‬ ‫الحارث الثالث في القرن األول قبل الميالد‪ ،‬إذ وصلت حدودها إلى‪ :‬دمشق شماال‪ ،‬والعال‬ ‫جنوبا‪ ،‬والنقب غربا‪،‬وعبر البادية شرقا إلى وادي السرحان‪ ،‬وكان وجودها التجاري أوسع من‬ ‫ذلك بكثير فقد عثر على محطات تجارية نبطية على الساحل السوري وفي مصر ومكة‬ ‫واليمن‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ومن أهم ملوك األنباط ‪ :‬الحارث الثاني‪ ،‬الذي ضربت في عهده أولى النقود النبطية‬ ‫المعدنية‪.‬‬ ‫الحارث الثالث ‪:‬‬ ‫أشهر ملوك األنباط على اإلطالق ‪ ،‬أقام عالقة صداقة مع الرومان الذين بدأوا‬ ‫بالظهور على مسرح الحياة السياسية في سورية وامتدت حدود دولته قرب دمشق‪ ،‬وفي عهد‬ ‫هذا الملك احتل القائد الروماني بومبي دمشق سنة ‪64‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫الحارث الرابع‪:‬‬ ‫بلغ األنباط في عهده ذروة القوة والرخاء واإلزدهار والعمران وهو الذي بنى مدائن‬ ‫صالح‪ ،‬وأطلق عليه محب أمته‪.‬‬ ‫حضارة العرب األنباط‪:‬‬ ‫األنباط شعب تجاري نشيط‪ ،‬ساهم في وجود حضارة متميزة في جنوبي بالد الشام‪ ،‬ال‬ ‫تزال معالمها شاهد عيان على ما وصلت إليه من تقدم ورقي وفن‪ ،‬ولعل من أهم مظاهر‬ ‫الحضارة النبطية‪.‬‬ ‫‪ -1‬التجارة‪:‬‬ ‫كانت التجارة سبب ازدهار دولة األنباط حيث استغل األنباط موقعهم االستراتيجي‬ ‫أحسن استغالل بل شاركوا وامتلكوا زمام التجارة في كل بالد الشام وشمال الجزيرة العربية‬ ‫وبخاصة في تجارة البخور والمر والخزف والمرهم واهتموا بوسائل النقل التجاري وبخاصة‬ ‫تربية الجمال‪ ،‬وبناء السفن والتدريب على شؤون البحر‪ ،‬وللحفا ظ على تجارتهم من التلف‬ ‫قاموا بحفر مخازن واسعة لها لتخزين المواد التي يتاجرون بها‪.‬‬ ‫ودفعت التجارة األنباط للعمل بمجاالت أخرى لها عالقة بالتجارة كالصناعة والزراعة‬ ‫والتعدين حيث أصبحوا مشاركين في التجارة ال ناقلين لها فقط‪ ،‬فقاموا بزراعة مختلف‬ ‫الحاصالت الزراعية واستخرجوا القار من البحر الميت‪ ،‬حيث كانت تصدر هذه المادة إلى‬ ‫مصر الستخدامها في التحنيط وطالء جذوع األشجار‪ ،‬واستخراج العطور من نبات الملسات‬ ‫الذي كان ينبت بكثافة على السفوح الغربية من جبال الشراه المطلة على الغور ويصدروا ما‬ ‫‪22‬‬ ‫ينتجونه إلى مصر‪ ،‬وقاموا بتصنيع األدوات الخفيفة والثمينة كالحلي واألواني والتماثيل‬ ‫وصدروها إلى البالد المجاورة‪.‬‬ ‫وخالصة القول أن األنباط قد بلغوا درجة عالية من التنظيم التجاري وما يتبعه من‬ ‫التنظيم المالي ‪ ،‬وقد وصف سترابو جزءا من ثروات األنباط بقوله‪" :‬والضأن لديهم ذات‬ ‫صوف أبيض‪ ،‬والثيران كبيرة‪...‬وتقوم الجمال بتلبية خدماتهم مقام الخيل وبعض الحاجيات‬ ‫مستوردة من بالد أخرى‪ ،‬إال أن حاجيات أخرى ليست كذلك وخاصة ما كان منها نتاجا‬ ‫محليا كالذهب والفضة‪ ،‬ومعظم العطور‪"...‬‬ ‫‪ -2‬الحياة السياسية واالجتماعية‪:‬‬ ‫كان الحكم في دولة األنباط ملكيا وراثيا‪ ،‬وللملك مكانة دينية كبيرة‪ ،‬وحسب التقاليد‬ ‫المتوارثة كان على الملك أن يحب شعبه وضرب الملك صورته على النقود كما ضرب على‬ ‫بعض النقد صورة الملكة إلى جانب صورة الملك‪.‬‬ ‫كان يساعد الملك الوزير‪ ،‬الذي ترك له أمر العالقات الخارجية ‪ ،‬ولعل األنباط تأثروا‬ ‫في هذه الناحية باليونان والبطالمة (في مصر) والسلوقيين (في سوريا)‪ ،‬والرومان‪ ،‬وكان‬ ‫يوجد في المجتمع النبطي محاكم وقضاة ومحامين‪ ،‬وموثقين للعقود‪ ،‬وجباة للضرائب‪.‬‬ ‫وكان الملك يشارك شعبه بمختلف االحتفاالت‪ ،‬وكانت بيوت األنباط غالية التكلفة‬ ‫وكانت المرأة تتمتع بمكانة مرموقة في المجتمع النبطي‪ ،‬ويشار إلى المجتمع النبطي بأنه‬ ‫كان مجتمع غني‪.‬‬ ‫‪ -3‬الديانة‪:‬‬ ‫أهم اآللهة التي عبدها األنباط‪ :‬الالت والعزى (سميت أحيانا بعل وهي ألهة الخصب)‬ ‫ومناة‪ ،‬ذو الشرى‪.‬‬ ‫كانت الالت تمثل الشمس وكان الالت عبارة عن صخرة مربعة‪ ،‬وكان ذو الشرى كبير‬ ‫اآللهة لديهم ‪.‬‬ ‫‪ -4‬المنشآت النبطية‪:‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ترك األنباط العديد من المواقع التي تخلد حضارتهم يأتي في مقدمتها البتراء وسلع‬ ‫(جنوب غرب الطفيلة)‪ ،‬وخربة التنور‪ ،‬ومدائن صالح‪ ،‬وأم الجمال‪ ،‬وخلفوا فيها الكثير من‬ ‫المنشآت التي تدل على حضارة األنباط العريقة يأتي في طليعها المعابد والقبور والمسارح‬ ‫والمنشآت المائية كالسدود وصهاريج الماء‪ ،‬وأكثرها تتواجد في مدينة البت ارء فمن المعابد ما‬ ‫يطلق عليه اليوم الخزنة والمنشآت العامة كالمسرح الذي ال تزال آثاره باقية‪ ،‬وقصر البنت‪،‬‬ ‫والمحكمة‪ ،‬والمنشآت المائية (القنوات ‪ ،‬السدود‪ ،‬صهاريج الماء)‪.‬‬ ‫أما الموقع الثاني الذي يأتي بعد مدينة البت ارء من حيث األهمية التاريخية واألثرية فهو‬ ‫خربة التنور‪ ،‬حيث تم العثور فيه على هيكل نبطي ومن أهم أجزائه تمثال النصر وهو تمثال‬ ‫ضخم يحمل أبراجا فل كية‪ ،‬وتمثال تايكي المجنح وهو منحوت بعناية بالغة‪ ،‬وتمثال النسر‬ ‫وهو شعار األنباط ‪.‬‬ ‫ومن المواقع المهمة األخرى سلع وهي عبارة عن قلعة منحوتة في وسط هضبة رملية‪،‬‬ ‫تحيط بها األودية السحيقة من كافة الجوانب‪.‬‬ ‫األردن في عهد اليونان ‪332‬ق‪.‬م – ‪64‬ق‪.‬م‪:‬‬ ‫خضعت منطقة شرقي األردن لسيطرة اليونان‪ ،‬بعد أن تمكن اإلسكندر المقدوني من‬ ‫االنتصار على الفرس سنة ‪332‬ق‪.‬م‪ ،‬وسيطرت قواته على بالد الشام (سوريا الشمالية‬ ‫والجنوبية)‪.‬وبعد وفاته قسمت االمبراطورية بين قواده‪ ،‬فكانت مصر من نصيب أسرة‬ ‫البطالمة ( نسبة إلى مؤسسها بطليموس أحد قادة االسكندر)‪ ،‬والذي اتخذ االسكندرية قاعدة‬ ‫لحكمه‪.‬أما بالد الشام (سوريا) فكانت من نصيب السلوقيين (نسبة إلى مؤسسها سلوقيوس‬ ‫أحد قادة االسكندر)‪.‬وحاول بطليموس سنة ‪ 312‬ق‪.‬م التوسع على حساب السلوقيين فسيطر‬ ‫على سوريا الجنوبية (فلسطين وشرقي األردن)‪ ،‬إال أن انطيوخس الثالث السلوقي استعاد‬ ‫المنطقة سنة ‪ 218‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫عمل االسكندر المقدوني بعد فتوحاته الواسعة في الشرق ‪ ،‬على محاولة المزج بين‬ ‫الشرق والغرب عن طريق االختالط في الزواج‪ ،‬والعمل على نشر ثقافة واحدة بين جميع‬ ‫سكان امبراطوريته‪ ،‬فنتج عن ذلك ما عرف بالثقافة الهلنستية‪.‬ولتحقيق ذلك‪ ،‬عمل االسكندر‬ ‫‪24‬‬ ‫وخلفاؤه من بعده ‪،‬على تحويل بعض المدن الفلسطينية‪ ،‬كغزة ويافا وعسقالن وعكا‪ ،‬مراكز‬ ‫حضارية متمدنة لتوطين المستعمرين اليونان فيها‪ ،‬كما أسس قادة االسكندر في شرقي‬ ‫األردن تسع مدن جديدة ‪ ،‬بنيت على الطراز اليوناني‪ ،‬وجعلت الديمقراطية دستورها‪ ،‬وبدأت‬ ‫باستقطاب ا لنازحين إليها من بالد اليونان‪.‬وازدهرت في هذه المدن الزراعة والتجارة‪ ،‬وامتازت‬ ‫أيضا بتنوعها الثقافي وحياتها االجتماعية‪ ،‬فجذبت إليها العديد من العرب واليهود لإلقامة‬ ‫والعمل فيها إلى جانب اليونان‪.‬ونتيجة الزدهارها االقتصادي‪ ،‬جعلها محط أطماع خاصة‬ ‫من إمارة المكابين اليهود في فلسطين ‪ ،‬ففي أوائل القرن الثاني قبل الميالد هاجم اسكندر‬ ‫جانوس المكابي هذه المدن واحتل بعضها‪ ،‬ودمر معظم مراكزها الحضارية‪.‬‬ ‫راعى اليونان عند إنشائهم تلك المدن مواقعها التجارية والحربية‪.‬فمثال عندما بنوا مدينة‬ ‫أم قيس (جدارا) على مرتفع فوق نهر اليرموك‪ ،‬إذ أن انحداره السحيق من الجهات الثالث‬ ‫جعله حصنا منيعا أمام األعداء‪.‬‬ ‫األردن في عهد الرومان ‪64‬ق‪.‬م ‪636-‬م‪:‬‬ ‫قامت االمبراطورية الرومانية على انقاض االمبراطورية اليونانية‪ ،‬وأصبحت األردن‬ ‫جزءا من االمبراطورية الرومانية‪ ،‬بعد أن تمكن القائد الروماني بومبي من احتالل سوريا‬ ‫وفلسطين سنة ‪64‬ق‪.‬م‪.‬عمل بومبي على إعادة تعمير المدن اليونانية التي خربها اليهود‬ ‫ووضع أسس الحلف التجاري العسكري المعروف بـ (الديكابوليس) ‪ Decapolis‬وتكون هذا‬ ‫الحلف من عدد من المدن هي ‪ :‬عمان (فيالدلفيا) ‪ ،‬جرش (جراسا)‪ ،‬أم قيس (جدارا)‪ ،‬طبقة‬ ‫فحل (بيال)‪ ،‬اربد ( أربيال) بيت رأس (كابيتولياس)‪ ،‬بيسان‪ ،‬دمشق‪ ،‬درعا‪ ،‬بصرى‪ ،‬وكان‬ ‫لهذه المدن استقاللها الداخلي الذي تحميه سلطة االمبراطورية الرومانية‪ ،‬كما كان لهذه المدن‬ ‫دستورها الذي كان مزدوجا (أي محليا وامبراطوريا)‪.‬واشترك مندوبون عنها في تنظيم‬ ‫العالقات بينها وبين االمبراطورية‪.‬‬ ‫وحظيت هذه المدن بمجموعة من االمتيازات أهمها قدرتها على ضرب نقود تحمل‬ ‫صورة قيصر روما‪ ،‬ووجود مجالس محلية تشرف على إدارتها وتعقد االجتماعات لتنظيم‬ ‫حركة التجارة‪ ،‬وتقديم خدمات صحية للمواطنين‪ ،‬كما كان لها حرية العقيدة والتملك‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫كانت ديانة هذه المدن الديانة اليونانية‪ ،‬وكان لكل مدينة إله خاص بها‪.‬ففي أم قيس‬ ‫(جدارا) كان اإلله زفس وهرقل وعشتار وفي بيت راس كانت عشتار وزفس‪ ،‬وفي عمان (‬ ‫فيالدلفيا) بيالس وهرقل إله الحظ فيها‪.‬‬ ‫واستخدم الرومان الطراز اليوناني في بناء تلك المدن‪ ،‬فضمت كل مدينة شوارع معمده‬ ‫ومعبده وأ قواس نصر وساحات عامة ومدرجات وهياكل وحمامات وقنوات الماء‪.‬وضمت‬ ‫بعض المدن مدرجين‪ ،‬وأوسع وأكبر هذه المدرجات هو مدرج عمان ( فيالدلفيا) الذي يتسع‬ ‫لسبعة آالف مشاهد ‪ ،‬في حين أن المدرجات في المدن األخرى كانت سعتها تتراوح بين‬ ‫ألفين وأربع آالف مشاهد‪.‬كمدرجات جرش وام قيس وطبقة فحل (بيال) وكانت تقام على هذه‬ ‫المدرجات الحفالت العامة وألعاب المصارعة‪.‬‬ ‫واهتم الرومان كذلك بطرق المواصالت في شرقي األردن‪ ،‬فأقاموا عددا منها‪.‬فعمل‬ ‫االمبراطور تراجان على إنشاء طريق يبدأ من بصرى‪ ،‬ثم جرش‪ ،‬عمان‪ ،‬مادبا‪ ،‬الكرك‪،‬‬ ‫البتراء‪ ،‬العقبة ( أيله) وكانت هناك طرق فرعية تتفرع عن الطريق الرئيسي إلى المواقع‬ ‫المجاورة للطريق‪.‬وقد رصف هذا الطريق بالحجارة‪ ،‬واستخدم كطريق تجاري وطريق عسكري‬ ‫لنقل فرق الجيش الروماني‪.‬وعرف هذا الطريق باسم طريق تراجان‪ ،‬أو الطريق السلطاني‬ ‫(الملوكي)‪.‬وأقيم على طول هذا الطريق عددا من القالع والحصون والمخافر لحماية المراكز‬ ‫العمرانية بقربه ولحماية القوافل التجارية‪.‬‬ ‫وبعد انقسام االمبراطورية الرومانية سنة ‪ 395‬م إلى االمبراطورية الرومانية الغربية‬ ‫(روما) واالمبراطورية الرومانية الشرقية (الدولة البيزنطية)‪.‬أصبحت منطقة شرقي األردن‬ ‫خاضعة لالمبراطورية الرومانية البيزنطية ‪ ،‬وأقيمت فيها الكنائس العديدة وخاصة في المدن‬ ‫الكبرى كعمان وأم قيس وجرش ومادبا وغيرها‪.‬‬ ‫اهتم البيزنطيون بجنوب األردن ألهميتها التجارية‪ ،‬وازدهرت في هذه الفترة مدينة العقبة‬ ‫(أيله) التي لعبت دور مهمًا في تجارة البحر األحمر والشرق‪.‬وأصبح للرومان أسطول كبير‬ ‫في البحر األحمر‪.‬وجذبت العقبة العديد من التجار الرومان والعرب خاصة من أهالي تدمر‬ ‫بعدما تحولت طرق التجارة البرية عن مدينتهم‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫واستعان البيزنطيون بالقبائل العربية التي كانت تقيم في جنوب بالد الشام ‪ ،‬لحماية‬ ‫حدودهم الشرقية‪ ،‬واستخدامهم درعا واقيا من هجمات الفرس والقبائل العربية‪.‬كما اقاموا‬ ‫حاميات عسكرية في شرقي األردن من أجل فرض السيطرة البيزنطية في حال فشل تلك‬ ‫القبائل العربية الموالية في صد الغارات القادمة من الشرق‪.‬‬ ‫‪27‬‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser