الفصل األول المنهج والخبرة PDF
Document Details
Uploaded by ReverentAlder
Ain Shams University
Tags
Summary
This document discusses the concept of curriculum and experience in education. It details the traditional and modern approaches to curriculum, comparing their respective focuses and effects on the learning process. The document also examines the role of experience, differentiating between direct and indirect experiences and their implications for education.
Full Transcript
الفصل األول المنهج والخبرة األهداف يتوقع من الطالبة بعد دراسة هذا الفصل أن تكون قادرة عمى أن: تعرف لغويا واصطالحا المقصود بالمنيج....
الفصل األول المنهج والخبرة األهداف يتوقع من الطالبة بعد دراسة هذا الفصل أن تكون قادرة عمى أن: تعرف لغويا واصطالحا المقصود بالمنيج. تحدد المقصود بالمفيوم القديم لممنيج. تشرح تأثير المفيوم التقميدى لممنيج عمى عناصر العممية التعميمية. تعدد العوامل التى أسيمت فى تطور مفيوم المنيج. تحدد المقصود بالمفيوم الحديث لممنيج. تذكر تأثير المفيوم الحديث لممنيج عمى عناصر العممية التعميمية. تفاضل بين المنيج بمفيومو التقميدى والمنيج بمفيومو الحديث. تعرف المقصود بالخبرة المربية. تميز بين الخبرة المربية والخبرة غير المربية. تعدد الشروط الواجب توافرىا فى الخبرة المربية. تعدد األىداف التربوية التى تسيم الخبرة المربية فى تحقيقيا. تقارن بين الخبرة المباشرة والخبرة غير المباشرة من حيث مفيوم كل منيما. تفاضل بين الخبرة المباشرة والخبرة غير المباشرة من حيث مميزات وعيوب كل منيما. تطرح أمثمة من مجال التخصص لكيفية التنسيق بين الخبرة المباشرة والخبرة غير المباشرة. الفصل األول المنهج والخبرة مقدمة توجد عالقة وثيقة بين المنيج الدراسى والحضارة اإلنسانية ،إذ يمثل المنيج أحد الوسائل األساسية لنقل التراث البشرى عبر األجيال ،وقد اختمفت الفمسفات التى نشأت المناىج فى ظميا ،واختمفت بذلك مكونات المنيج وطرقو وأساليبو ،فالمنيج البد وأن يستند إلى فمسفة تربوية صريحة أو ضمنية بحيث تساعده عمى رسم إطاره وتحديد أىدافو. ويرجع مصطمح "المنيج" فى األصل إلى المغة الالتينية ) ،(Curriculumومعناه فى المغة العربية الطريق الواضح وا لخطة المرسومة ،ويعرف أيضا بأنو وسيمة محددة توصل إلى غاية معينة.ويعرف المنيج الدراسى بأنو الخطة المكتوبة التى يتم التدريس فى ضوئيا ،فيو يحدد المفاىيم والميارات التى يتم اكتسابيا وتقويميا لدى الطالب. وقد حدث تطور لمفيوم "المنيج" -من الناحية التربوية -نتيجة عدة عوامل نذكر منيا التقدم العممى والتكنولوجى والصناعى والمعرفى وكذلك الفمسفة السائدة فى المجتمع وأىدافو وحاجاتو ومتطمباتو وآمالو باإلضافة إلى تطور النظريات النفسية والتربوية ..إلخ ،فأصبح لممنيج مفيومان :األول مرتبط بالمفيوم القديم لمتربية والثانى مرتبط بالمفيوم الحديث ليا ،وسنحاول فيما يمى بيان كل من المفيومين وخصائص كل منيما. أوال :المفهوم التقميدى لممنهج المنيج القديم أو التقميدى ىو مجموعة المعمومات والحقائق والمفاىيم والنظريات والقوانين التى تعمل المدرسة عمى نقميا لممتعممين ،وىنا يكون المنيج مرادفا لممحتوى المعرفى. كما يمكن تعريفو عمى أنو مجموعة المواد الدراسية التى يتولى المتخصصون إعدادىا أو تأليفيا ،ويقوم المعممون بتنفيذىا أو تدريسيا ،ويعمل الطالب عمى حفظيا ،وىنا يكون المنيج فى ظل ىذا المفيوم الضيق مرادفا لممادة الدراسية. وبفحص التعريفين السابقين نالحظ أن االعتقاد السائد كان يتمثل فى أن المعمومات المتاحة لممتعمم تعطيو الخبرة وتعممو كيف يفكر ،كما أنيا تؤدى إلى تغيير السموك ،وتنمية قدرة الفرد عمى حل مشكالتو الحياتية ،لذلك فإن المواد الدراسية األساسية كانت تتمثل فى المغات والعموم والرياضيات والتاريخ والجغرافيا، أما المواد التى ال تدور حول المعارف مثل التربية الرياضية والفنية فيى ثانوية. وقد صاحب ىذا األمر تحول النشاط المدرسى إلى أمر ثانوى عمى ىامش المنيج ،فكل الممارسات التربوية فى الفصل الدراسى تسعى إلى تحقيق ىدف واحد ىو التدريب العقمى المتمثل فى حفظ واستيعاب المعمومات الموجودة فى الكتاب المدرسى والذى يعد المصدر الوحيد لممعرفة. وفى ىذا السياق أصبح المعمم خبير بمادتو العممية وناقل لممعرفة من الكتاب المدرسى إلى المتعمم الذى يقوم بدوره بمجرد الحفظ واالستظيار ،أى أن المعمم يكون منوط بتنمية الجانب المعرفى وليس بتنمية الفرد ككل بجوانبو العقمية والنفسية واالنفعالية والجسمية ...ثم تقيس االمتحانات مدى استيعاب التالميذ لممعمومات، وىكذا تدور العممية التعميمية فى فمك الحفظ واالستظيار. تأثير المفهوم التقميدى لممنهج عمى عناصر العممية التعميمية ىناك الكثير من االنتقادات التى وجيت لممفيوم التقميدى لممنيج ،ويمكن توضيحيا من خالل تناول تأثير المفيوم التقميدى لممنيج عمى عناصر العممية التعميمية كما يمى: -1المتعمم أغفل المفيوم التقميدى لممنيج النمو الشامل لممتعممين فى كافة الجوانب (الجسمية والنفسية والدينية والفنية واالجتماعية إلخ ،)..واقتصر عمى تنمية الجانب المعرفى المتمثل فى حفظ واستظيار المعمومات ،مما جعل المتعمم متمقيا سمبيا وانحصر دوره فى استقبال وحفظ واسترجاع ما قام المعمم بشرحو ،وقد أدى ذلك إلى إىمال تنمية قدرة المتعممين عمى التفكير واإلبداع واالبتكار وحل المشكالت واالعتماد عمى النفس واىمال الكثير من الميارات مثل ميارات التعمم الذاتى وابداء الرأى وتنمية المواىب والقدرات وتحمل المسئولية واتخاذ القرار.كما أىمل توجيو السموك ولم يساىم بفاعمية فى تكوين العادات والقيم واالتجاىات اإليجابية (مثل المواطنة والنظافة والنظام واألمانة واحترام اآلخرين ،)..كما أىمل ميول وحاجات ومشكالت ومطالب نمو المتعممين مما أدى إلى انصراف بعض التالميذ عن الدراسة. -2المعمم اقتصر دور المعمم عمى نقل المعمومات والحقائق من الكتاب المدرسى إلى أذىان المتعممين بالشرح والتفسير والتبسيط والتوضيح والتكرار واعطاء األمثمة دون العناية بطريقة التعميم نفسيا أو حاجات المتعممين ،وقد انعكس أثر ذلك سمبيا عمى عالقة المعمم بالمتعممين. كما أدى اقتصار دور المعمم عمى نقل المعرفة إلى حرمانو من فرص النمو المينى وقدرتو عمى اإلبداع واالبتكار وجعمتو يتقيد بمحتوى المادة ومن ثم يفتقر إلى المرونة فى العممية التعميمية. -3المادة الدراسية اقتصرت مكونات المنيج عمى المحتوى المعرفى دون االىتمام بتنمية الجوانب الميا رية والجوانب الوجدانية وفرص اإلرشاد التربوى والجانب العممى لممقرر الدراسى، وانصب االىتمام عمى المادة الدراسية الموجودة فى الكتاب المدرسى فقط ،وقد تضخمت المادة الدراسية نتيجة الزيادة المستمرة فى المعرفة ،وأصبحت عبئا ثقيال عمى المعمم والمتعمم.كما أدى اىتمام كل معمم بالمادة التى يدرسيا فقط إلى تكوين نوع من الحواجز بين المواد الدراسية ،وأصبحت المعرفة المقدمة لمطالب مفككة وغير مترابطة. -4طرق التدريس فى ظل ىذا المفيوم الضيق لممنيج اقتصر المعمم عمى استخدام طريقة المحاضرة واإللقاء فى التدريس لمساعدة المتعممين عمى الحفظ واالستظيار ،أى أن طريقة الشرح تسير عمى وتيرة واحدة لجميع الموضوعات ولجميع المتعممين بصرف النظر عن االحتياجات المختمفة لكل منيم واستعداداتيم وقدراتيم والفروق الفردية بينيم. -5النشاط المدرسى أىممت األنشطة المدرسية بجميع أنواعيا ،والتطبيقات العممية ،واستخدام الخبرات المباشرة نظ ار لتركيز المنيج عمى المعمومات فقط ،وبالتالى أصبحت األنشطة الدراسية التى ال تدور حول المعارف (مثل التربية الفنية واالجتماعية والرياضية) تعد ثانوية وال تمجأ إلييا المدرسة إال لمترفيو ومن خالل وقت ضئيل ال يتناسب مع أىميتيا ،مما أدى إلى ممل المتعممين من الدراسة ونفورىم منيا وبالتالى زيادة نسبة التسرب من التعميم. -6البيئة والمجتمع فى ظل تركيز ىذا المنيج عمى المعمومات ،انعزلت المدرسة عن البيئة االجتماعية التى تنتمى إلييا ،فالمنيج لم يعمل عمى التعرض لممشكالت التى يواجييا المتعممون داخل البيئة التى يعيشون فييا ،وأغفل الحياة العممية والتحديات االقتصادية واالجتماعية والميارات الحياتية وبالتالى فشل المنيج التقميدى فى مساعدة المتعممين عمى التكيف مع الحياة واإلسيام فى حل مشكالتيا. -7التقويم اقتصرت أساليب التقويم عمى االختبارات التحصيمية التى تقيس المستويات المتدنية (االسترجاع والفيم) دون أن تمتد إلى المستويات العميا من تطبيق وتحميل وتركيب وتقويم.وأصبح اىتمام اآلباء والمعممين والقائمين عمى العممية التعميمية ىو نجاح التالميذ فى االمتحان بصرف النظر عن نمو إمكاناتيم وقدراتيم ومياراتيم المتنوعة. ونتيجة لمعيوب السابقة واآلثار السمبية التى عانت منيا جميع عناصر العممية التعميمية ،حدث تطور ليذا المفيوم التقميدى لممنيج نتيجة لمجموعة من العوامل . العوامل التى أدت إلى تطور مفهوم المنهج ىناك عدة عوامل أدت إلى تطور المفيوم التقميدى لممنيج منيا: )1التغيرات الثقافية واالجتماعية الناتجة عن التطور العممى وما ترتب عمييا من تغيرات فى المفاىيم واالتجاىات والنظرة لمحياة واإلنسان. )2نتائج البحوث التربوية التى سمطت الضوء عمى أوجو القصور فى المنيج التقميدى وأوصت بتطويره. )3تقدم الفكر السيكولوجى حيث نظر إلى الشخصية اإلنسانية باعتبارىا وحدة متكاممة ليا جوانب معرفية ووجدانية وميارية ،وبالتالى البد أن تيتم التربية بالجوانب الثالثة وليس بالجانب المعرفى فقط كما ىو الحال فى المنيج التقميدى. )4أثبتت البحوث التربوية فى مجال عمم النفس التعميمى وطرق التدريس أن إيجابية المتعمم ونشاطو ليا دور فعال فى عممية التعمم ،ولذلك اىتم المنيج الحديث بالدور اإليجابى لممتعمم والقيام باألنشطة المختمفة التى تكسب المتعممين خبرات متنوعة. )5أدى ظيور الصناعة وتقدميا إلى اىتمام التربويين بالعمل والتربية المينية، وحيث إن التربية المينية تتطمب القيام باألنشطة المختمفة فقد أدى ذلك إلى االىتمام باألنشطة فى المناىج المدرسية واعتبارىا جزءا من المنيج الحديث. وقد أدت العوامل السابقة إلى ظيور ما يعرف بالمفيوم الحديث لممنيج. ثانيا :المفهوم الحديث لممنهج المنيج بمفيومو الحديث ىو مجموعة من الخبرات واألنشطة التربوية التى تقدميا المدرسة لممتعممين سواء داخميا أوخارجيا ،بقصد مساعدتيم عمى النمو الشامل، الذى يؤدى إلى تعديل سموكيم ،ويضمن تفاعميم مع بيئتيم ومجتمعيم ،ويجعميم يبتكرون حموال مناسبة لما يواجييم من مشكالت. ىذا التعريف الواسع والحديث لمفيوم المنيج يشير إلى مجموعة من الدالالت التربوية من أىميا: ال تقتصر األىداف التعميمية لممنيج عمى إكساب المعرفة فقط وانما تشمل جميع جوانب السموك اإلنسانى (المعرفية ،الميارية ،الوجدانية) والتنمية الشاممة لمتمميذ التى تؤىمو لمواجية تحديات الحياة. الخبرة ىى وحدة بناء المنيج وليست المعارف فقط ،فالخبرة أشمل من المعرفة ،فيى تضم بجانب المعرفة الجانب الميارى والوجدانى. يعمل المنيج الحديث عمى ربط الجوانب النظرية بالجوانب التطبيقية من خالل النشاط المدرسى اليادف ،وذلك من أجل تعزيز الخبرات وتحويميا إلى خبرات مربية. المنيج المدرسى نظام مفتوح يتأثر ويؤثر فى البيئة والمجتمع ،ويتأثر بالتقدم العممى والبحوث اإلنسانية ويستند المنيج الحديث إلى ماتوصمت إليو الدراسات الحديثة فى مجال التعميم والتعمم. تأثير المفهوم الحديث لممنهج عمى عناصر العممية التعميمية ويمكن عرض اآلثار اإليجابية التى نجمت عن ىذا التطور فى مفيوم المنيج عمى العناصر المختمفة لمعممية التعميمية فيما يمى: -1المتعمم نقل المفيوم الحديث لممنيج االىتمام بالمعرفة إلى االىتمام الفرد ،فيو ييتم بالمتعمم وحاجاتو ويراعى الفروق الفردية بين المتعممين ،وييتم بالدور اإليجابى الفعال لممتعمم ،فدور الطالب فى المنيج الحديث ليس دور المتمقى بل ىو مشارك فعال فى عممية التعمم والتقويم ،ويتعمم الطالب بالحوار وتبادل األدوار والتعمم التعاونى واالستقصاء فيكتسبون ميارات إبداء الرأى واتخاذ القرار وجمع المعمومات والتعمم الذاتى وحل المشكالت. -2المعمم دور المعمم فى المنيج بمفيومو الحديث ليس التمقين واإللقاء وانما مساعدة الطالب وتوجيييم وتييئة البيئة التعميمية ليم ليتعمموا بأنفسيم من مصادر التعمم المتنوعة ،ويستخدم المعمم طرق تدريس ووسائل تعميمية متنوعة ،وينظر لمكتاب المدرسى كأحد مصادر المعرفة ،ويعتمد عمى البيئة والحياة فى التعميم ،ويركز عمى النمو المتكامل لممتعمم ،فيكون دور المعمم فى المنيج الحديث موجو وميسر ومحاور وقائد لمعممية التعميمية. -3المادة الدراسية ييتم المعمم فى المنيج بمفيومو الحديث بالمتعمم وحاجاتو ولكنو ال ييمل المادة الدراسية ومتطمباتيا ،بل ال يجعميا الغاية الرئيسة فى عممية التعمم ،ويعالج التطور المستمر لممعرفة بإعادة تنظيم محتوى المنيج وتطويره وليس بإضافة مواد جديدة لو، ويركز عمى إتقان الطالب لميارات التعمم والتفكير والميارات العممية. -4طرق التدريس يتميز المنيج الحديث بالتنوع فى استخدام طرق التدريس لمراعاة الفروق الفردية بين المتعممين ،ويختار المعمم طرق التدريس المناسبة لطبيعة المتعممين وحاجاتيم، ويقدم برامج عالجية لمضعيف وبرامج إثرائية لممتفوق ،وتركز طرق التدريس عمى الجوانب العممية والتطبيقية ،وت عتمد عمى الحوار والنقاش وحل المشكالت واالستقصاء والتى تساعد المتعمم عمى الوصول إلى المعرفة بنفسو. -5النشاط المدرسى يعد النشاط المدرسى جزءا أساسيا من المنيج بمفيومو الحديث ،حيث يمارس الطالب أنواعا متعددة من األنشطة (فنية -اجتماعية -رياضية -موسيقية) التى تمبى احتياجاتيم وتتناسب مع ميوليم ،وتساعد األنشطة المتنوعة الطالب عمى النمو المتكامل ،ويمعب الطالب فييا دو ار فاعال يجعميم يستمتعون بالحياة المدرسية. -6البيئة والمجتمع يتعامل المنيج الحديث مع الطالب باعتباره فردا نشطا فى المجتمع ،ويعمل المنيج عمى مراعاة قيم المجتمع وتعزيزىا وتمبية احتياجاتو من خالل ربط مخرجات التعمم بسوق العمل ،وفى نفس الوقت يعتبر المنيج الحديث البيئة إحدى أىم مصادر التعمم ،ويحرص عمى أن تظل المدرسة والمجتمع فى تواصل مستمر ،فتستفيد المدرسة من المجتمع بما فيو من مصادر إضافية لمتعمم وتمدىا فى الوقت نفسو بمخرجات بشرية تسيم فى تطويره. -7التقويم يؤكد المنيج بمفيومو الحديث عمى شمول عممية التقويم ،فال يقتصر عمى قياس المعمومات فقط وانما يشمل جميع جوانب التعمم المعرفية والوجدانية والسموكية، ويعتبر االختبار أداة موضوعية لقياس مدى تقدم المتعمم ومعرفة جوانب الضعف وعالجيا ،فاالمتحان ليس ىدفا فى حد ذاتو وانما خبرة تعميمية ووسيمة لمتشخيص والعالج ،كذلك يؤكد المنيج الحديث عمى استم اررية التقويم وشموليتو ،فالتقويم ال يقتصر عمى االختبار النيائى وانما ىو عممية مستمرة تتم من خالل مواقف مختمفة وأدوات متنوعة ،وتمد المعمم بالتغذية الراجعة التى تساعده عمى التطوير المستمر لعممية التعمم. ثالثا :الخبرة المربية كأساس لبناء المنهج بمفهومه الحديث تعد الخبرة وحدة بناء المنيج بمفيومو الحديث وأساسا لمتعمم ،فيى ثمرة التفاعل الذى يحدث بين الفرد والبيئة المحيطة (بمكوناتيا المادية واالجتماعية) حيث يستطيع المتعمم من خالليا أن يربط بين ما يقوم بو من عمل وما يحصل عميو من نتائج، فيستفيد من ذلك فى تعديل سموكو (أى يتعمم) ومن ثم تزداد قدرتو عمى توجيو خبراتو التالية. والخبرة تتمثل فيما يكتسبو المتعمم – نتيجة مروره بالعديد من األنشطة – من معمومات وميارات ومفاىيم واستنتاجات وتعميمات وعادات واتجاىات وقيم. وعمى ىذا أصبحت وظيفة المدرسة تييئة المجال أمام المتعممين لممرور بخبرات جديدة واعادة تنظيم خبراتيم السابقة حتى يصبح ليا معنى وقيمة.والمرور بالخبرة قد يكون داخل المدرسة (فى الفصل أو المعمل أو الممعب أو المكتبة أو المسرح المدرسى) أو فى الخارج (من خالل الرحالت والزيارات الميدانية والمعسكرات وقصور الثقافة .)..ويظل اليدف من اكتساب الخبرة يتمثل فى مساعدة المتعممين عمى النمو الشامل والمتوازن. ومن ثم نستطيع القول بأن الخبرة التربوية التى تبنى المناهج فى ضوئها البد وأن تتضمن العناصر التالية: )1الجانب المعرفى :يتمثل فى المعمومات والقوانين والنظريات والمفاىيم والحقائق المقررة عمى المتعممين. )2الجانب الميارى :تيتم المناىج المدرسية بتييئة مواقف التعمم التى تتيح الفرص أمام الدارسين الكتساب وتنمية العديد من الميارات مثل القراءة والكتابة والنطق والتحدث والميارات الحياتية والتعمم الذاتى واالستقصاء واالستنتاج واستخدام األسموب العممى فى التفكير. )3الجانب الوجدانى :تيتم التربية الحديثة بتنمية الميول واالتجاىات والقيم من خالل المنيج ،فدراسة القصص األدبية ومعرفة تاريخ العمماء وحياتيم مثال من شأنيا تنمية العدي د من القيم واالتجاىات اإليجابية والمرغوب فييا مثل: العطاء والشجاعة والحمم والصبر والتسامح ،لذا وجب عمينا حسن اختيارىا وفق اليدف المنشود ومستوى المتعممين..إلخ.كما أن طرق التدريس التى تعتمد عمى التعمم النشط مثال من شأنيا أن تجعل التعمم أكثر جاذبية مما قد ي سيم فى تنمية الميول واالتجاىات اإليجابية نحو المادة الدراسية ونحو المدرسة ،واستخدام أسموب المناقشة والحوار من شأنو تعديل سموك المتعممين واكسابيم حسن اإلنصات وكيفية العمل التعاونى والتشاركى واحترام آراء اآلخرين ،..كما أن الجو السائد فى المدرسة بشكل عام والقدوة والمحاكاة واالحتكاك باألقران والمعممين واإلداريين ..إلخ ،كل ذلك من شأنو تنمية الناحية الوجدانية. شروط الخبرة المربية قد تكون الخبرة "مربية " تحقق إشباع حاجات المتعممين وينتج عنيا تحقيق األىداف المنشودة من المجتمع وتطمعاتو وآمالو ،وقد تكون "غير مربية" أى ضارة ومدمرة لمفرد والمجتمع ،فالطفل الذى ينضم إلى عصابة يكتسب العديد من الميارات والخبرات ذات العالقة بالسرقة والنصب واالحتيال وىى خبرات ولكنيا غير مربية، أى تتعارض مع األىداف التربوية ومع قيم المجتمع وعاداتو ومبادئو.وكذلك التمميذ الذى تعمم من المغة ا لشتائم وأخذ يرمى بيا محيطيو ،فقد اكتسب خبرة ولكنيا غير مربية أى مرفوضة. وقد تكون "الخبرة فقيرة " عندما يتعمم التمميذ بعض الحقائق والمعمومات والمعارف فقط من خالل المرور بموقف مدرسى معين ،ولكن ىذه المعمومات لم تؤد إلى تعديل فى سموكو.وقد تكون "الخبرة غنية" إذا تعمم التمميذ مثال أحد المفاىيم العممية واكتسب أسموبا جديدا فى معالجة مشكمة أو التفكير عمى نحو سميم فى مواجية موقف معين. ولكى يحقق المنيج غايتو البد أن يبنى عمى خبرات مربية وواقعية لممتعمم تنظم بطريقة معينة تتحقق فييا الشروط التالية: -1التوازن بين الفرد والمجتمع يكتسب الطالب الخبرة عندما يقومون بنشاط معين فى إطار اجتماعى محدد، وبيذا يعد الفرد والمجتمع طرفين أساسيين الكتساب الخبرة ،لذلك البد من الموازنة بينيما.ويتطمب ذلك معرفة حاجات الفرد وقدراتو واستعداداتو وميولو ومشكالتو ،وفى نفس الوقت دراسة ا لمجتمع ومصادره وأوضاعو االجتماعية واالقتصادية وقيمو واتجاىاتو وأىدافو ومشكالتو وبذلك يمكن تييئة أفضل الظروف لمطالب الكتساب الخبرة المطموبة. مثال :ىناك شخص فشل فى حياتو واتجو إلى السرقة وأصبح من أىل الخبرة فى ىذا المجال ولكن ىذه الخبرة ليست خبرة مربية فيى تستخدم لإلضرار بالمجتمع ،فمكى تكون الخبرة مربية البد أن تكون مفيدة لمفرد والمجتمع فى الوقت نفسو. -2استمرارية وتكامل الخبرة استم اررية الخبرة ىى أن تسيم الخبرات السابقة فى اكتساب الخبرات الحالية، وتساعد الخبرات الحالية عمى اكتساب الخبرات المستقبمية.فالخبرة التقف وال تنتيى ما دام اإلنسان فى تفاعل مستمر مع البيئة ،والمتعمم إذا واجيتو مشكمة جديدة فإنو يمجأ إلى خبراتو السابقة لمحاولة فيم وحل المشكمة. لذلك عند إعداد مواقف خبرة جديدة لممتعممين البد أن يكون لدينا تصور واضح عن خبراتيم السابقة ونعمل عمى توجيييا واثرائيا ،وكذلك البد من ربط خبرات المدرسة بخبرات الحياة وتكامميا معيا. -3الترابط والتنظيم يتكون المنيج الدراسى من مجموعة من الخبرات المربية ،ىذه الخبرات البد أن تكون مترابطة حتى تحقق األىداف المنشودة ،ويكون التنسيق بين الخبرات عمى مستويين: الترابط األفقى بين الخبرات المختمفة فى المادة الدراسية الواحدة ،وكذلك بين الخبرات فى مجاالت المعرفة المختمفة (لغة -رياضة -عموم -اجتماعيات )....-فى نفس الصف الدراسى. الترابط الرأسى بين خبرات موضوعات المادة الدراسية الواحدة عمى مستوى السنوات الدراسية ،وكذلك عمى مستوى المراحل الدراسية المختمفة. كذلك البد أن يتوافر شرط تنظيم الخبرات بحيث يتم االنتقال من الخبرات البسيطة إلى الخبرات المركبة ،وتنظيم الخبرات المباشرة وغير المباشرة والظروف المناسبة لكل منيما. -4التنوع والتوازن يجب أن تكون الخبرات التى يمر بيا المتعمم متنوعة ومتوازنة ،فمنيا ما يخص الفرد ومنيا ما يخص المجتمع ،ومنيا ما يتناول قدرات الفرد واستعداداتو ومنيا ما يتصل بمشكالتو وحاجاتو.ويتطمب تنوع الخبرة تنوع األنشطة التى يقوم بيا المتعمم (عممية – ثقافية – اجتماعية – دينية .)... -5تحقيق أكثر من هدف تربوى يجب أن تسيم الخبرة فى تحقيق أكثر من ىدف تربوى ،فالخبرة المربية ليس ليا جانب واحد وانما ليا جوانب متعددة (معرفية – ميارية – وجدانية) ولكن قد يطغى أحد الجوانب عمى األخرى فيطمق عمى الخبرة اسم ىذا الجانب. مثال :ممارسة أحد األنشطة مثل االشتراك فى اإلذاعة المدرسية يحقق عدة أىداف تربوية منيا: اكتساب ميارة جمع المعمومات وتنظيميا. اكتساب ميارة التخطيط من خالل المشاركة مع المعمم ومجموعة العمل فى اختيار الموضوعات وتنظيميا. اكتساب ميارة العمل الجماعى من خالل التعاون مع فريق العمل. اكتساب ميارة اإللقاء وتحسين الميارات المغوية لممتعمم. اكتساب الثقة بالنفس فى مواجية اآلخرين. اكتساب ميارة اإلصغاء واحترام اآلخرين واالستماع ليم وبذلك يتضح أن الخبرة المربية تسيم فى تحقيق العديد من األىداف التربوية فى نفس الوقت. الخبرة وأهداف التربية التربية السميمة تنادى بضرورة االىتمام بجميع جوانب الخبرة وتجعميا أىدافا تربوية مقصودة ينبغى أن يعمل عمى تحقيقيا ،ومن واجب المعمم وىو يعمل عمى تنمية خبرات التالميذ فى مجال معين أن يحدد أىدافو بوضوح.وينبغى أن تتضمن ى ذه األىداف مساعدة التالميذ عمى اكتساب المعمومات والميارات وأساليب التفكير السميم واالتجاىات والقيم والميول بطريقة وظيفية تمكنيم من حسن االستفادة منيا فى توجيو سموكيم. وفيما يمى نوضح باختصار طبيعة كل ىدف من ىذه األىداف: -1اكتساب المعرفة إن لممعرفة النظرية سواء أكانت فى صورة حقائق أو معمومات أو مدركات أو تعميمات أو قوانين ونظريات ،تشتق من الخبرة العممية ،فإذا انفصمت المعرفة عن الخبرة أصبحت مجرد ألفاظ عديمة المعنى. ولقد كان تزويد التمميذ بالمعارف المناسبة من األىداف األساسية فى التربية التقميدية، فمما جاءت التربية الحديثة لم تنتقص من قيمة ىذا اليدف ،وان كانت قد عدلت من نوع المعارف التى ينبغى أن يتزود بيا التمميذ فى كل مرحمة من مراحل تعميمو ،ومن األساليب التى تتبع فى تحقيق ىذا اليدف. ولممعارف أىمية كبيرة فى حياتنا ،فيى تشبع حاجة الفرد نحو االستطالع ومعرفة العمل واألسباب ،وتساعده فى حل مشكالتو ،وتمكنو من استغالل بيئتو وتحسين أحوال معيشتو.وتقدم لو رصيدا من خبرة األجيال السابقة يستفيد بو ويعصمو من التخبط والوقوع فى كثير من األخطاء. وواج ب المعمم أن يحدد أنواع المعارف التى ينبغى أن يمم بيا التالميذ فى كل موضوع من الموضوعات التى يقوم بتدريسيا.كما ينبغى أن يراعى أن يكون اكتساب التمميذ لممعمومات قائما عمى أساس متين من خبرتو الشخصية ،وأن يساعده فى الوصول إلييا باألسموب العممى ،وأن تكون وثيقة الصمة بحياتو وبيئتو ،ومناسبة لمستوى نضجو. -2اكتساب المهارات يقصد بالميارة الوصول بالعمل إلى درجة من االتقان تيسر عمى صاحبو أداءه فى أقل ما يمكن من الوقت ،وبأقل مايمكن من الجيد ،مع تحقيق األمان وتالفى األضرار واألخطاء. والميارات التى يحتاج إلييا الفرد فى حياتو عديدة ومتنوعة.فيناك الميارات الحركية مثل المشى والجرى والقفز وغيرىا من األعمال الحركية والعضمية.وىناك الميارات العقمية التى تتصل بالتفكير واالبتكار.وىناك الميارات اليدوية التى تمكن اإلنسان من صنع بعض األشياء بيديو.وىناك الميارات االجتماعية التى تتعمق بأساليب التعامل والتفاىم مع الناس والتعاون معيم وتدعيم العالقات وحل المشكالت.ولوال إتقان اإلنسان ليذه الميارات ألصبحت الحياة عبئا ثقيال وقل إنتاج اإلنسان وما ينجزه من األعمال. والمدرسة الحديثة قد وسعت دائرة الميارات التى تعمل عمى تنميتيا لدى التالميذ، فيى لم تقصر جيودىا عمى العناية بالميارات العقمية المحدودة التى عنيت بيا المدرسة التقميدية مثل القراءة والكتابة والحساب ،بل اىتمت بكثير من الميارات االجتماعية واليدوية والحركية والعقمية. وعمى المعمم أن يحدد أنواع الميارات المناسبة التى ينبغى أن يكتسبيا التالميذ فى كل موضوع يدرسونو ،وأن يراعى فى تقديميا تييئة الظروف المناسبة لمممارسة والتكرار ،واالنتفاع بالقدوة الحسنة ،وحسن التوجيو ،والفيم واإلبتكار. -3تنمية أسموب التفكير السميم إن التفكير ىو محاولة اإلنسان لحل مشكالتو عن طريق إكتشاف عالقات معينة بين مايقوم بو من أعمال وما يصل إليو من نتائج.فالتفكير ىو التعبير الصريح عن الذكاء فى الخبرة. ولمتفكير أىمية كبيرة فى حياة اإلنسان.فالتفكير الزم لمسموك الذى يتسم بالذكاء، وىو الزم أيضا لتقدم الحضارة وإلقامة الحياة الديمقراطية وصيانتيا.والتفكير يضفى عمى األشي اء معانى جديدة.وىى وسيمتنا إلى التجديد واالختراع واالبتكار. ولذلك فإن العناية بتدريب التالميذ عمى ميارات التفكير السميم يعتبر من األىداف اليامة لمتربية.وينبغى أن يدرب المعمم تالميذه عمى استخدام التفكير العممى داخل الفصل وخارجو فى مواجية جميع المشكالت وينبغى أن يراعى المعمم مساعدة التالميذ عمى اإلحساس بالمشكالت وتحديدىا تحديدا دقيقا ،وفرض الفروض المناسبة لحميا ،واختبار صحة ىذه الفروض ،واستخدام المنطق السميم فى الوصول إلى النتائج. -4تكوين االتجاهات والقيم إن االتجاه ىو الرأى والفكرة أو العقيدة ،وىو الموقف الذى تتخذه نحو كل أمر من أمورنا وتعبر عنو بالموافقة أو المعارضة إزاء موضوع ما أو قضية معينة. وتختمف االتجاىات فقد تكون إيجابية وىى تمك التى تنطوى عمى عالقات إيجابية نحو الشئ الذى يتكون نحوه االتجاه مثل :اإليمان بقيمة التعاون والتضحية أو تعميم الفتاة أو تح ديد الممكية.أو سمبية وىى تمك التى تؤكد عمى عدم االعتقاد بصحة أمر من األمور أو عدم الموافقة عمى مبدأ من المبادئ.ومن أمثمة ذلك اتجاه بعض األمريكيين نحو الزنوج أو عدم الموافقة عمى عمل المرأة خارج البيت.كما تختمف االتجاىات من حيث قوتيا وضعفيا.فاالتجاه القوى يمتاز بقوتو الدافعة الكبيرة الى تدفع صاحبو إلى السموك بمقتضاه بكل قوتو ووسائمو. واتجاىات الفرد تتميز بشئ من الثبات.فاالتجاه ال يتغير كثي ار من موقف إلى آخر، بل إن من االتجاىات ماقد يالزم الشخص سنوات عديدة من حياتو بل طيمة حياتو. ونستطيع أن نحكم عمى سموك الشخص فى موقف من المواقف فى ضوء عممنا باتجاىاتو وما تمميو عميو من المواقف المختمفة. واالتجاىات تكتسب نتيجة تفاعل الفرد مع بيئتو.فظروف البيئة التى يعيش فييا الفرد تؤثر فى اتجاىاتو تأثي ار كبي ار فاتجاىات الفرد نحو الحجاب والسفور ،وأساليب معاممة الجنس اآلخر ،والحرام والحالل...كميا تتأثر بنوع الخبرات التى يمر فييا ومايثار حوليا من انفعاالت وما يحيط بيا أحيانا من ىاالت بسبب التقاليد أو الدعاية أو السمطة أو غيرىا. ولالتجاىات أىمية كبيرة فى حياة اإلنسان ،فيى التى تحدد أنواع السموك التى يسمكيا الفرد وأنواع العالقات التى تربطو باألشياء و األفكار ،وموقفو من كل منيا ومدى قبولو ليا أو رفضو إياىا ولذلك تيتم التربية بتكوين االتجاىات السميمة عند التالميذ. واالتجاىات التى تتكون عند الشخص تكون فى أول األمر متصمة بمواقف معينة ثم تنمو االتجاىات وتتجمع وتكون مايسمى بالقيمة التى تمثل غاية ما يتصوره الشخص من الكمال الذى يحاول أن يصل إليو أو يبمغو. فقد يكون الفرد فى مراحل نموه المختمفة اتجاىات نحو الصدق واألمانة والتضحية والشرف وأنواع العالقات التى تربطو بإخوانو المواطنين والبيئة التى تربى فى ربوعيا ونعم بخيراتيا ،ثم تتجمع ىذه االتجاىات فتكون أساسا لتكوين عاطفة جامعة لديو نحو وطنو ومواطنيو ،يمكن أن نسمييا "الوطنية" ،وىذه العاطفة الجامعة تعتبر مثال أعمى أو قيمة من القيم التى يحتاج إلييا المواطن ،وتتعدد القيم التى تسعى التربية إلى تكوينيا ،فينالك قيم اجتماعية وقيم دينية وخمقية وقيم عممية إلخ... وينبغى أن يراعى المعمم تزويد التالميذ بمعمومات صحيحة شاممة حول االتجاىات والقيم التى ينبغى أن يكتسبيا التمميذ ،وتييئة الجو االنفعالى المناسب لتكوين االتجاه المرغوب فيو ،وتدعيميا. -5تنمية الميول الميول ىى التعبيرات الوجدانية التى نشعر بيا نحو األشخاص أو األشياء أو األفكار نتيجة لمرورنا فى خبرات معينة.ففى أثناء تفاعل الفرد مع بيئتو تنشأ لديو انفعاالت معينة ،فإذا كانت انفعاالت سارة مثال فإنيا تدفع الفرد إلى محاولة االستمتاع بالمواقف المشابية ،كما يحدث عندما يستمتع الفرد بأزىار معينة فيدفعو ذلك إلى تكوين ميل نحو األزىار.أما إذا كانت االنفعاالت غير سارة فإنيا تؤدى إلى اكتسابنا ميوال سمبية نحو األشخاص أو األشياء أو األفكار تجعمنا نبتعد عنيا أو ننفر منيا. وينبغى أن ييتم المعمم بدراسة ميول تالميذه لكى يعمل عمى تنمية المناسب منيا، وتوجيو الميول المنحرفة ،وتييئة الظروف المناسبة لتكوين ميول جديدة تكون أساسا لمكثير من أنواع النشاط ،ولتكوين العادات الصالحة واليوايات النافعة. ولمميول أىميتيا فى اإلقبال عمى األعمال ودوام الصمة بيا تحقيقا لمتعميم الذاتى والتعميم المستمر مدى الحياة وىما أساسيان فى ىذا العصر الذى تنمو فيو الثقافة بمعدل يفوق كل تصور. -6اكتساب القدرة عمى التذوق والتقدير كما أن من أىداف التربية تنمية قدرة التالميذ عمى التذوق والتقدير فى سائر المجاالت ،فتذوق األدب والموسيقى وسائر الفنون مثال يزيد من استمتاعنا بالحياة، ومن قدرتنا عمى العمل فى ميادين العمم والفن والثقافة ،كما أنو ضمان لدوام الصمة بيا وتييئة أسباب النمو فى مجاالتيا. الخبرة المباشرة والخبرة غير المباشرة نستطيع أن نميز بين نوعين من الخبرة :الخبرة المباشرة والخبرة غير المباشرة، وفيما يمى تفصيل كل نوع منيما: أ.الخبرة المباشرة ىى التفاعل بين الفرد وعناصر البيئة عن طريق النشاط واالحتكاك المباشر والممارسة الفعمية ،وبذلك تكون النتائج واألحكام والمفاىيم والمعمومات التى يتوصل إلييا وليدة جيده ونشاطو ،وىناك مجال متسع فى العديد من المواقف التعميمية الستخدام المشاى دة والمالحظة والتجريب والزيارات الميدانية وجمع البيانات ،فيى ترتبط ارتباطا حسيا بإدراك المتعمم باستخدام حواس السمع والبصر والممس والتذوق والشم ،وىى تتصل بحياة المتعمم داخل وخارج المدرسة.وكمثال عمى ذلك التمميذ الذى يقوم بمجموعة من التجارب ويستطيع فى النياية إثبات أن المعادن تتمدد بالح اررة وتنكمش بالبرودة يكون قد مر بمجموعة من الخبرات المباشرة. مزايا الخبرة المباشرة )1نشاط المتعمم وايجابيتو :يكون المتعمم نشطا فى الموقف التعميمى حيث يقوم بالخبرة بنفسو فمثال :يقوم المتعمم بأداء التجربة فى المعمل بنفسو ويرى نتائ جيا بدال من أن يق أر عنيا فى الكتب.ىذا الدور اإليجابى لممتعمم يحببو فى الدراسة ويقمل من إحساسو بالممل وينمى جميع الجوانب المعرفية والميارية والوجدانية أى أن الخبرة المباشرة تساعد عمى النمو الشامل لممتعمم. )2بقاء أثر التعمم :ما يتعممو المتعمم بالخبرة المباشرة يظل عالقا بالذىن لفترة كبيرة ،فما نمر بو من تجارب وخبرات فى حياتنا ال ننساه بسيولة ،فمثال عند القيام برحمة ميدانية لمصانع الحديد والصمب ومشاىدة كيف يتم تصنيعو فإن المتعمم ال ينسى ما تعممو فى الخبرة بسيولة. )3إعطاء المعمومات معنى أدق وأعمق :تعطى الخبرة المباشرة المعمومات والمفاىيم والقوانين معنى عميق فكثي ار ما يردد المتعمم ألفاظا ال يدرك معناىا جيدا ،مثل :تتمدد المعادن بالح اررة وتنكمش بالبرودة ،ونتيجة الترديد والحفظ اآللى قد يخطئ ويعكس المعنى دون أن يدرى فيقول "تتمدد المعادن بالبرودة وتنكمش بالح اررة" ،وذلك لعدم وضوح مفيومى التمدد واالنكماش لديو.كذلك تساعده الخبرة المباشرة فى تصحيح المفاىيم البديمة الموجودة لديو. )4التوصل إلى التعميمات :يقوم المتعمم باستخالص المعانى والعوامل المؤثرة فى الموقف واجراء مقارنة وتحميل واستنتاج والتوصل إلى تعميمات تفيد فى تفسير وتحميل المواقف المشابية. )5تنمية ميارات التفكير لدى المتعمم :عندما يقوم المتعمم بنشاط تعميمى معين فإنو غالبا ما يواجو بعض المشكالت ويحاول إيجاد حمول ليا ،وعممية التدريب عمى حل المشكالت تؤدى إلى تنمية القدرة عمى التفكير. )6تنمية ميارات التعمم الذاتى والمستمر :عند القيام بالخبرة المباشرة يعتمد المتعممون عمى أنفسيم فى التوصل إلى األحكام والنتائج ،وىذا ينمى االستعداد لدييم لمتعمم الذاتى والتعمم المستمر وىما يعدان من أىم الميارات التى يجب أن يكتسبيا المتعمم لمواكبة التطور المستمر فى المعرفة. )7تخفيف العبء عن المعمم :يخفف التعمم بالخبرة المباشرة العبء عن المعمم فيتيح لو الفرصة لممارسة دوره التربوى فى التوجيو واإلشراف والمتابعة بصورة أفضل. )8مراعاة الفروق الفردية بين المتعممين :يتيح التعمم من خالل الخبرات المباشرة الفرصة لمواجية الفروق الفردية بين المتعممين من خالل ممارسة كل متعمم لألنشطة التى تتفق مع ميولو وقدراتو واستعداداتو. معوقات الخبرة المباشرة بالرغم من أىمية الخبرة المباشرة وفاعميتيا فى التعمم إال أنو ال يمكن االعتماد عمييا وحدىا فى العممية التعميمية نتيجة لبعض المعوقات التى تحول دون االستعانة بيا والتى يمكن إيجازىا فيما يمى: الخبرة المباشرة تحتاج إلى وقت أطول لتعمميا ،وحياة اإلنسان قصيرة ال تكفى لكى يتعمم كل شئ بالخبرات المباشرة وخاصة أننا نعيش فى عصر االنفجار المعرفى.فمثال ال يستطيع طالب الطب إجراء جميع أنواع العمميات الجراحية لتعمم فن الجراحة واال سيمضى عشرات السنين فى الكمية. ىناك بعض الخبرات يستحيل تعمميا من خالل الخبرة المباشرة ،مثل دراسة الفضاء أو عمميات ىضم الغذاء داخل الجياز اليضمى لمكائنات الحية. ىناك بعض المواقف التى يكون من الخطر تعمميا من خالل الخبرة المباشرة، مثل التفجير النووى أو الزالزل والبراكين. البعد المكانى قد يقف حائال دون التعمم بالخبرة المباشرة ،فدراسة القطبين مثال تتطمب إرسال المتعممين إلى ىذه المناطق لمالحظة كيف يعيش السكان ىناك. البعد الزمانى قد يحول دون التعمم من خالل الخبرة المباشرة ،فمن المستحيل أن نعود إلى عصر الفراعنة لدراسة تاريخيم. ىناك كائنات فى الطبيعة متناىية فى الصغر ال يمكن رؤيتيا ودراستيا بالعين المجردة مثل الذرة والكرات الدموية فنمجأ لألفالم والشرائح والمجسمات والنماذج لعرضيا. التكمفة العالية لمتعمم من خالل الخبرة المباشرة والتى ال تتحمميا حتى أغنى دول العالم. ب.الخبرة غير المباشرة ىى الخبرة التى يكتسبيا الفرد عن طريق االستماع أو القراءة لخبرات يتضمنيا الكتاب المدرسى أو ىى التى يتمقاىا عن طريق التمقين أو من خالل وسيط مثل دراسة صور أو مشاىدة فيمم أو قراءة قصة أو االستماع لبرنامج..إلخ ،أى أن المتعمم يتفاعل مع وسائل بديمة عن الواقع المباشر. مزايا الخبرة غير المباشرة يمكن التعمم من خالل الخبرة غير المباشرة المتعمم من االستفادة من خبرات وتجارب اآلخرين فى جميع المجاالت ميما بعدت المسافة أو طال الزمان مما يوفر الوقت والجيد.فمثال عندما نريد تصنيع سيارة ال يمكن أن نبدأ من الصفر وانما البد أن نستفيد مما توصل إليو السابقون فى ىذا المجال. -1تعد الخبرة غير المباشرة ىى البديل المتاح لمتعمم فى حالة استحالة أو خطورة التعمم من خالل الخبرة المباشرة أو بعدىا زمانا أو مكانا. -2تعتبر الخبرة غير المباشرة ضرورية فى بعض األحيان لممرور بالخبرة المباشرة ،ف مثال يتطمب قيام المتعمم بإجراء إحدى التجارب االستعانة بالكتب والبحوث السابقة فى ىذا المجال. -3سيولة الحصول عمى الخبرات غير المباشرة من خالل القراءة (الكتب والمجالت والمراجع العممية) ،أو المشاىدة (األفالم والصور والنماذج والمجسمات) ،أو االستماع (المحاضرات والندوات). -4االقتصاد فى نفقات التعميم بما يتناسب مع اإلمكانات والموارد المتاحة خاصة فى الدول النامية. وتتوقف فاعمية الخبرات غير المباشرة فى تحقيق التعمم الجيد عمى الشروط اآلتية: تطوير الكتب الدراسية من حيث المحتوى واإلخراج وتزويدىا بالصور التوضيحية واألنشطة التى تجعل المتعممين يقبمون عمى دراستيا. إعداد وتصميم الوسائل التعميمية وفقا ألحدث األساليب العممية. تنمية ميارات القراءة الصحيحة لدى المتعممين (الفيم – التحميل – التفسير – االستنتاج – التقييم). توفير كتب ومجالت ومراجع إضافية متوسعة فى المجاالت التى يدرسيا الطالب حتى يستطيعوا الدراسة بصورة أعمق وأشمل من الكتاب المدرسى. تنمية ميارات التعمم الذاتى والمستمر لدى المتعممين لمواكبة التطور العممى السريع. توفير الوسائل واألجيزة التكنولوجية الحديثة والكمبيوترات واتاحة الفرصة لمتالميذ لمدخول والبحث فى االنترنت وتعريف التالميذ بأىم المواقع التعميمية وكيفية الوصول إلييا. التنسيق بين الخبرات المباشرة والخبرات غير المباشرة ينادى جميع التربويين والمتخصصين بضرورة توفير وتوظيف كال النوعين من الخبرات بصورة مناسبة لممتعمم فى إطار النظم التربوية القائمة ،وذلك نظ ار لالرتباط الوثيق بينيما ،وبضرورة إعادة النظر فى مناىجنا الحالية بما يسمح باالعتماد عمى الخبرة المباشرة كمما كان ذلك مناسبا وممكنا.ويمكن التنظيم والتنسيق بين الخبرات المباشرة وغير المباشرة عمى النحو التالى: .1إجراء تجربة فى المعمل مع إعطاء بعض المعمومات واإلرشادات والنصائح الخاصة بالمواد الكيميائية المستخدمة مع استخدام المعمل االفتراضى إلجراء بعض التجارب الخطيرة. .2تعمم است خدام آلة معينة مع توفير بعض اإلرشادات النظرية عن كيفية عمميا مع مشاىدة بعض العروض العممية لكيفية استخداميا. .3دراسة زىرة عمى الطبيعة مع وجود صور ونماذج متنوعة لمتركيب الخاص بيا. .4زيارة لمصنع معين مع دراسة بعض الموحات التى تشرح فكرتو وعممو. .5زراعة بعض النباتات والشجيرات فى فناء المدرسة مع االستعانة ببعض الفيديوىات التى توضح كيفية زراعة ىذه النباتات وطرق الوقاية من اآلفات..إلخ. ويرى بعض المتخصصين أن يتم التركيز فى مناىج المرحمة االبتدائية عمى الخبرات المباشرة (من خالل استغالل البيئة المحيطة وزيارة المزارع والمصانع والمتاحف والرحالت والمعسكرات ..إلخ) وذلك لتحقيق أفضل استثمار لنشاط المتعممين فى ىذه الفترة العمرية ،فذلك من شأنو تعويدىم عمى تحمل المسئولية واالعتماد عمى النفس وتنمية ميارات التفكير العممى واإلبداع والتعمم الذاتى وزيادة الثقة فى النفس.