الفصل الأول + المقدمة PDF
Document Details
Uploaded by Deleted User
Tags
Summary
يقدم هذا النص مقدمة شاملة عن الإدارة، حيث يوضح أهمية الإدارة في مختلف المنظمات والمجالات، ويبيّن طبيعة العملية الإدارية، ويشير إلى تطور الفكر الإداري عبر الزمن، ويخلص إلى أن الإدارة هي أم العلوم.
Full Transcript
مقدمة الكتاب:\ الإدارة تعبير يتكرر دائما وفي مواقف مختلفة، وهو يعني أشياء متباينة للأشخاص المختلفين. فالإدارة عند البعض هي مجموعة\ الأفراد الذين يشغلون المناصب الرئاسية والقيادية في المنظمات المختلفة في المجتمع. والإدارة عند البعض الآخر مجموعة من الموارد\ البشرية وغير البشرية والوظائف التي يمارسها((...
مقدمة الكتاب:\ الإدارة تعبير يتكرر دائما وفي مواقف مختلفة، وهو يعني أشياء متباينة للأشخاص المختلفين. فالإدارة عند البعض هي مجموعة\ الأفراد الذين يشغلون المناصب الرئاسية والقيادية في المنظمات المختلفة في المجتمع. والإدارة عند البعض الآخر مجموعة من الموارد\ البشرية وغير البشرية والوظائف التي يمارسها((المديرون)) في مواقع العمل المختلفة. في حين يرى فريق من الناس أن((الإدارة)) هي تلك القواعد والإجراءات المنظمة للعمل والتي يتعامل الناس على أساسها.\ وفي حقيقة الأمر، فإن الإدارة أهم وأعمق من الأفكار السابقة. فالإدارة عملية إنسانية مستمرة تعمل على تحقيق أهداف محددة باستخدام الجهد البشري وبالاستعانة بالموارد المادية المتاحة. وقد تكون الأهداف التي تسعى الإدارة إلى تحقيقها إنتاجية - أو اقتصادية بمعنى أعم -كما قد تكون تلك الأهداف سياسية أو اجتماعية أو ثقافية في طبيعتها.\ فالإدارة إذا نشاط إنساني متكرر ومستمر نجده في كل المنظمات وعلى كل المستويات. والإدارة تمثل العنصر الحركي الأساسي والقوة الدافعة الرئيسة في عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفي كل مظاهر النشاط الإنساني.والمنطق الأساسي للإدارة أنها عملية مستمرة تحتوي على العديد من الأنشطة وتستخدم أشكالا متنوعة من الموارد بعضها مادي وبعضها الآخر إنساني وذلك وصولا إلى أهداف محددة.\ والإدارة بهذا المنطق ليست مجموعة من المبادئ، ولا هي مجموعة من الإجراءات والنظم في المقام الأول، ولكنها في الأساس مجموعة من العلاقات والاتصالات والتفاعلات بين مجموعة من الناس من فئات ومهن وخلفيات وتطلعات وأهداف متباينة. وقد تكون في كثير من الأحيان متناقضة. ومن ثم فإن العنصر الرئيس في العمل الإداري هو القدرة على الخلق والإبداع الإنساني من جانب المديرين لتحقيق\ الأهداف المقررة من خلال مجموعات العلاقات والاتصالات والتفاعلات الإنسانية. وذلك بأقل قدر ممكن من التضحيات على مستوى المجموع وبالتالي أقل نسبة من العائد لكل المستويات.\ لقد بدأت الكتابة العلمية للإدارة في أوائل القرن العشرين على أيدي العالم(تايلور) والذي لقب بأبو الإدارة، ومنذ ذلك الوقت والكتابة عن الإدارة لا تتوقف. سواء بواسطة العلماء في مجال الإدارة أو من خلال الممارسين للعمل الإداري والذين يقصون لنا كل يوم العديد من\ القصص عن نجاحاتهم أو إخفاقاتهم.\ وأثناء رحلة تطور علم الإدارة استطاع هذا العلم أن يستفيد من العديد من العلوم ومنها (علم النفس، علم الاجتماع، علم الأنثروبولوجي، علم الاقتصاد، علم الفيزياء، علوم الرياضيات والإحصاء وتقنية المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات، وعلوم الإعلام وغيرها من العلوم) إلا أننا يجب أن نشير إلى ارتباط علم الإدارة في كل مناحي نجاحه وفشله بالفلسفة، لأن طرح السؤال الصحيح أهم من تقديم الإجابات الشافية، كما أن الطبيعة الحقيقية للإدارة تكمن في الأحاسيس والمشاعر الإنسانية بمفهومها الشامل.\ وطالما أن علم الإدارة استفاد من وأفاد الكثير من العلوم لذا يمكننا القول أن الإدارة هي أم العلوم!!\ لقد كانت وستظل الإدارة هي انعكاس للظروف البيئية في المجتمعات، فكلما شهد العالم تغيرات جذرية سريعة ومتلاحقة، شهدت\ الإدارة أيضا العديد من التغيرات الجذرية والسريعة، ونظراً لكون السمة الغالبة على بيئة الأعمال التقلب والديناميكية والتغير السريع،\ وأصبح المديرون يعملون في ظل العديد من المتناقضات وحالات عدم التأكد المرتفع. أصبح التغيير منذ مطلع التسعينيات أسلوب حياة\ للبشر وللمنظمات على حد سواء. فمنذ بداية التسعينيات والعالم يشهد تحولات عميقة وغير مسبوقة. ومع تزايد أهمية الدور الذي\ تلعبه المعلومات في حياتنا، تغيرت محددات النجاح في عالم الأعمال كما تغيرت قواعد العمل والقيم وعوامل البقاء. من هنا بدأت المنظمات تركز على مفاهيم جديدة كانت مهملة حتى وقت قريب، وهي مفاهيم غير ملموسة، أو غير قابلة للقياس رغم أهميتها. ومن هذه المفاهيم على سبيل المثال لا الحصر (الاعتماد على فرق العمل، وتبني المخاطرة مع اجتثاث الخوف، وتقليل الفاقد\ وتحسين العمليات الإدارية وتشجيع التعليم والتدريب المستمرين، وفتح قنوات الاتصــــال في مناخ يتسم بالانفتاح والصراحة، وتوطيد\ الثقة بين العاملين، وتعزيز العلاقات بين الموردين والعملاء، والاهتمام بصورة المنظمة، وتوجيه مواردها لتحقيق رسالة معلنة، والإدارة القائمة على المبادئ الأخلاقية السامية). هذه التغيرات في الرؤى والتوجهات والمفاهيم تفرض على كافة المديرين والموظفين في كافة\ أنواع المنظمات أن يطوروا من أنفسهم وأساليبهم في العمل من أجل التكيف مع عالم الأعمال الجديد، ومحاولة التصدي لموجات التغيير\ المتلاحقة.\ ومفاد ما تقدم أن منظمات الأعمال المعاصرة تحتاج إلى مدير جديد، لا يشترط أن يكون هذا المدير عبقرياً، لكن من الضروري أن يكون قادراً على التفكير الخلاق بأسلوب غير مقيد أو غير محدد النهاية، وأن يعيد رسم الحدود التي يعمل في نطاقها، وأن ينظم صفوفه في إطار المكان والزمان والهياكل، والبنى التنظيمية المتاحة، ثم ينطلق بعد ذلك لمكانه الجديد وزمانه الخاص ويسعى لتغيير منظمته\ ومن يعمل معه.\ إن المدير الجديد يجب أن يكون ايجابياً، قادراً على التفاعل مع كافة المتغيرات، وسباقاً في اغتنام الفرص التي تتاح أمامه أو خلق فرص جديدة لا يراها منافسوه. كما ينبغي عليه أن يسعى لتطوير مهارات وقدرات مرؤوسيه، وأن يشجعهم على الابتكار والمبادأة أكثر من\ ترهيبهم للانصياع للأوامر وتقليد الآخرين. إن المنظمات على اختلاف أشكالها وأنواعها خلال القرن الواحد والعشرين يجب أن تدار من منظور العالمية، كما أن الجامعات ينبغي عليها أن تطور مناهج إدارة الأعمال لاستيعاب التغيرات العالمية الجديدة والتعامل معها. وبالرغم من الأهمية المطلقة للإدارة وارتفاع قدرها المذهل إلا أن الإدارة كما يقول عميد فلاسفة الإدارة الحديثة (بيتر دراكر) هي أقل\ الأنماط والمفاهيم الأساسية في حياتنا فهما ومعرفة، وحتى القائمون بالعمل الإداري، فهم غالبا لا يعرفون ماذا تفعل الإدارة الخاصة بهم، وما المفروض أن يتم عمله؟ وكيف تعمل؟ ولماذا؟ وما إذا كانت تؤدي عملا متميزا ًأم لا؟\ ويمثل هذا الكتاب محاولة من المؤلف لتناول أصول إدارة الأعمال بشكل مبسط لكي يصبح هذا الكتاب دليلا عمليا للممارسين للعمل\ الإداري في كافة منشآت الأعمال، ومنهجا علميا للدارسين في كليات التجارة، والكليات التي تهتم بتدريس الإدارة بالجامعات العربية.\ ولقد حاول المؤلف في هذا الكتاب استعراض عملية الإدارة بمفهوم مبسط حتى يستطيع الطالب المنضم حديثاً لكلية التجارة أن يعي بعض الحقائق الهامة عن الإدارة، ومنصب المدير وسماته وممارساته وسلوكياته، والتي تؤثر على الكثيرين داخل المؤسسة التي يعمل بها وخارجها. من هنا تأتي أهمية هذا المرجع في توضيح مفاهيم الإدارة والمدير للدارس العزيز بغرض استيعاب كافة جوانب العملية الإدارية ومن أجل تحسين ممارستها.\ وتحقيقـاً لهـذا الهـدف فلقـد أشـتمل هـذا الكتـاب علـى تسـعة فصـول تغطي عـدداً مـن الموضـوعات الهامـة والرئيسـة في مجـال أصـول الإدارة. ففي الفصل الأول يعرض المؤلف المفاهيم الأساسـية لإدارة الأعمـال. وفي الفصل الثاني يستعرض المؤلف تطـور الفكـر الإداري، وفي الفصـول مـن الثالث وحتى الثامن يستعرض المؤلف الوظائف الإدارية المختلفة فيبدأ في استعراض وظيفة التخطيط في الفصل الثالث، ثم وظيفـة التنظـيم في الفصلين الرابع والخامس، ثم وظيفة التوجيه في الفصـل ين السـادس والسابع ويستعرض وظيفة الرقابة في الفصـل الثـامن، وأخـيراً يتنـاول موضوع صناعة القرارات في الفصل التاسع والأخير.\ وأسال الله عز وجل أن يكون هذا العمل إضافة لمكتباتنا العربية وتتويجا لكل الجهود السابقة لرواد الفكر الإداري والتي حببتنا في الإدارة، ورسمت طريق النجاح للعديد من المنظمات مع خالص التمنيات للمديرين في منظماتنا العربية بالتقدم والازدهار وللباحثين والدارسين مناهج إدارة الأعمال بالنجاح الباهر بإذن الله تعالى.\ والله ولي التوفيق.،.\ دكتور / هشام صبري البحيري\ مدينة 6أكتوبر\ (2021 م ( الفصل الأول\ المفاهيم الأساسية للإدارة\ عندما ينتهي القارئ من دراسة هذا الفصل يكون قادرا على:\ -1الوقوف على المقصود بمفهوم الإدارة.\ -2التعرف على أهمية الإدارة للمنظمات وللمجتمع.\ -3معرفة المكان الذي تمارس فيه الإدارة.\ -4الإلمام بمستويات الإدارة.\ -5استيعاب المهارات الواجب توافرها في المديرين.\ -6تفهم المهارات الناعمة الواجب توافرها في المديرين. الفصل الأول\ المفاهيم الأساسية للإدارة مقدمة:\ حقل الإدارة كبير وممتد ويصعب علينا أن نصل لنهايته، وكل من تناول إدارة الأعمال بالبحث والدراسة لا يستطيع أن يجزم أنه قدم\ تغطية شاملة لكل أبعاد العملية الإدارية، أو ألف مرجعا فريدا يحوي بين طياته كل جوانب الإدارة. فالجهود التي قدمها رواد الفكر الإداري وكذلك الجهود التي يقدمها العديد من الباحثين والممارسين للعمل الإداري تعد جهودا مكملة لبعضها البعض.\ وفــى العديــد مــن المحاضرات الــتي ألقيهــا في الجامعــة، وفي الــبرامج والندوات التدريبية التي يتم دعوتي إليها، أواجه بالعديد مـن الأسـئلة الهامة حول الإدارة ومنها: هل الإدارة هي اختراع حديث تم اكتشـافه في أوائل القرن العشرين؟ هل يوجد تعريـف واحـد متفـق عليـه لـلإدارة؟ مـا هـي الأسـباب الـتي تـدفعنا لدراسـة الإدارة؟ ولمـاذا تـاج لدراسـتها بشكل علمي؟ وهل الإدارة هـي فـن يمكـن اكتسـابه بـالخبرة العمليـة؟ أم علم يمكن تعلمه؟ هل يصلح أي شخص أن يصـبح مـدير اً؟ وهـل يصـلح كل مدير أن يكـون قائـد اً؟ هـل يمـارس كـل مـدير وظيفـة أو مجموعـة وظائف واحدة؟ هل يشـترط أن تمـارس وظـائف الإدارة بشـكل متتـابع ومتكامـل؟ أم يمكـن أن يمـارس المـدير وظيفـة واحـدة أو عـدة وظـائف ويترك وظائف أخرى يقوم بها آخـرون؟ هـل وظـائف الإدارة تمـارس في كافـة أنـواع المنظمـات سـواء كانـت حكوميـة أو خاصـة، وسـواء كانـت تجارية أم صناعية أم زراعية أم خدمية. وسواء كانت كـبيرة أم صـغيرة\ وفى داخل الشركة الواحدة، هل تطبق وظائف الإدارة بـنفس الكيفيـة وعلى نفس النطاق؟\ هذه بعضاً من الأسئلة التي أواجهها دائما، وتحتاج أن نجيب عليها في هذا الفصل من الكتاب. أولا: تعريف الإدارة\ عندما تبحث في الكتب والدوريات المتخصصة في إدارة الأعمال ستلحظ أنه لا يوجد تعريف واحد متفق عليه للإدارة بين الكتاب والباحثين والممارسين للعمل الإداري، وهذه الظاهرة يمكن إيعازها إلى اختلاف الخلفية العلمية والعملية لكل منهم. كما أن الحداثة النسبية\ لعلم الإدارة مقارنة بالعلوم الأخرى مثل الفلك، والكيمياء، والفيزياء، والطب، والرياضيات تعد سببا آخر يعزى إليه الاختلاف حول مفهوم\ الإدارة. كما أن تعدد الأنشطة التي تغطيها العملية الإدارية يعد سببا جديدا لاختلاف علماء الإدارة في المسميات وبعض المفاهيم الإدارية.\ ولقد تعددت التعريفات التي صاغها الرواد والباحثون والممارسون للإدارة. ونعرض فيما يلي أمثلة لبعض هذه التعريفات:\ -**1**عرفها(تيلور) على أنها: فن المعرفة الدقيقة لما يجب أن يعمله الأفراد، والتحقق من أن القائمين بتنفيذ الأعمال قد أدوا أعمالهم\ بأفضل الطرق واقلها تكلفة. 2-عرفها( فايول) على أنها: التنبؤ والتخطيط والتنظيم وإصدار الأوامر والتنسيق والرقابة.\ -**3**عرفها ( شيستر برنارد) على أنها : فن اتخاذ القرارات.\ -**4**عرفها ( شيلدون) على أنها : نشاط يسعى لتحديد السياسات والتنسيق بين الإنتاج والتوزيع والتمويل والرقابة على تنفيذ الأعمال.\ -**5**عرفها (بيتر دراكر) على أنها: العضو Organمتعدد الأغراض والذي يقوم بإدارة المشروع، وإدارة المديرين، وإدارة العمال والعمل\ -**6**عرفها( الدكتور/ على عبد المجيد) على أنها: النشاط الخاص بقيادة وتوجيه وتنمية الأفراد وتخطيط وتنظيم ومراقبة العمليات والتصرفات الخاصة بالعناصر الرئيسة في المشروع من -أفراد ومواد وآلات وعدد ومعدات وأموال وأسواق - لتحقيق أهداف\ المشروع المحددة بأحسن الطرق واقل التكاليف.\ -**7**عرفها( الدكتور/ على السلمي) على أنها: ظاهرة مجتمعية من نسيج المجتمع، وهي نظام فرعى في إطار مجتمعي كلى والعلاقة بين الإدارة والمجتمع تبادلية، كل يأخذ من الآخر ويعطيه ويؤثر فيه ويتأثر به. -**8**عرفها (الدكتور/ شوقي حسين) على أنها: العنصر المنشط الذي يرمى إلى تنسيق المجهود الفردي والجماعي في سبيل تحقيق أهداف المجموعة.\ -**9**عرفها (الدكتور/ أحمد فهمي) على أنها: عملية تحديد وتحقيق الأهداف من خلال ممارسة أربعة وظائف أساسية هي التخطيط،\ التنظيم ،التوجيه، الرقابة باستخدام الموارد البشرية.\ وبعد استعراض بعض التعريفات للإدارة والتي ذكرت على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر. نخلص إلى وجود اختلافات بين\ الكتاب والباحثين حول تعريف الإدارة، فلكل منهم مدخل ورؤية مختلفة لما يجب أن تكون عليه العملية الإدارية. فالبعض يرى أن\ الإدارة فن، والبعض الآخر يرى أنها علم والبعض يرى أنها نشاط أو عملية تنطوي على أربع وظائف محددة، والبعض يرى أن الإدارة هي اتخاذ القرارات. كما ينظر آخرون للإدارة على أنها نظام فرعى داخل نظام أكبر وهو المجتمع، كما ينظر البعض للإدارة على أنها جهد إنساني ينسق بين الجهود الفردية لتحقيق أهداف الجماعة.\ ويميل المؤلف إلى تعريف الإدارة على أنها: \"أنشطة إنسانية مستمرة تمزج العلم بالفن بالصنعة لاستغلال الموارد المتاحة للمنظمة استغلالا رشيداً لتحقيق أهدافها في ظل الظروف البيئية المحيطة. "\ ويتضح من التعريف السابق ما يلي:\ -1أن الإدارة في الأساس أنشطة إنسانية تعتمد على نتاج مجموعة من العلاقات والاتصالات التي تحدث بين مجموعة من البشر مختلفي الثقافات، والخبرات، والقدرات، والرغبات، والأهداف. وبناء على ذلك فإننا نستطيع القول إن الإدارة لا تقتصر على مجموعة من المبادئ والسياسات والإجراءات والنظم والاستراتيجيات فقط، وإنما هي في الأساس مجموعة من العلاقات الإنسانية.\ -2أن الإدارة نشاط مستمر خلال الزمن. بمعنى أنها تسعى لتحقيق سلسلة لا تنتهي من الأهداف، فكلما تحققت مجموعة من الأهداف كلما ارتأت الإدارة أن هناك حاجة للتحرك ومجموعة جديدة من الأهداف تكون أعلى مستوى.\ -3أن الإدارة هي مزيج من العلم والفن والمهارة معا. فالعلم يعلم الشخص ليعرف، في حين أن الفن يعلمه ليعمل، أما الصنعة فيقصد بها المهارات الواجب توافرها في المدير لكي يدمج (العلم مع الفن) ومع نمو علم الإدارة ينبغي أيضاً نمو فن الإدارة، كما أن التوازن ما بين الاثنين مطلوب. إذ لا تنبغي المبالغة في وزن العلم أو التقليل من الفن، ولعله أيضاً من قصر النظر التأكيد على الفن على حساب العلم، ويشعر البعض بأن أية مكاسب إضافية في العلم تؤدي إلى تحديد الفن أكثر وأكثر، وهذا صحيح إلى درجة معينة فقط، لكن\ تبقى الحقيقة وهي أنه يجب تطبيق المعرفة (أو العلم) حتى يكون مفيداً، كما أن الفن يجب أن يكون موجوداً بحيث يتقدم فن الإدارة\ وعلم الإدارة معاً.\ -4أي منظمة تمتلك مجموعة من الموارد، وهذه الموارد تصنف لثلاث أنواع رئيسية هي:\ أ- الموارد البشرية (وهم الأفراد بمختلف أنواعهم ومستوياتهم الوظيفية والمهارية).\ ب-الموارد المادية وتتمثل في ( المواد، الآلات، المعدات، المباني، الأراضي، السيارات ،الأثاث، رأس المال\...\...\...\... إلخ).\ ج- المعلومات وتتمثل في تراكم المعرفة والخبرة والعلم الإنساني، ومخرجات تشغيل البيانات بمختلف أنواعها سواء مالية،\ تسويقية، صناعية، اقتصادية\...الخ.\ -5تساعد الإدارة في استغلال كافة الموارد المتاحة للمنظمة برشاده بمعنى أن يتم استغلال الموارد بالشكل الصحيح والذي يعظم العائد ويقلل التكلفة.\ -6الإدارة نشاط هادف، بل إن نقطة البداية في عمل أي إدارة أن تحدد لنفسها( أو يحدد لها طرف آخر) أهداف محددة تسعى جاهدة أن تصل إليها. وبالتالي فإن الإدارة لا تنشأ من فراغ ولا تتجه ومجهول، بل تظل دائما هناك نتائج أو أغراض تسعى الإدارة إلى تحقيقها.\ -7تعمل الإدارة في محيط عمل يطلق عليه ((بيئة)) هذه البيئة تنقسم إلى نوعين، بيئة داخلية وتتمثل في كافة العناصر الموجودة داخل المنظمة ومنها، الآلات والمعدات، والأجهزة، التنظيم الإداري، النظم، السياسات، والإجراءات، والاستراتيجيات، والأهداف، والموارد البشرية، وغيرها. ولكل منظمة بيئة داخلية متميزة تنفرد بها عن غيرها من المنظمات. أما النوع الثاني من البيئة فهو البيئة الخارجية، وتتمثل في مجموعة من العناصر التي تشترك فيها المنظمة مع غيرها من المنظمات مثل: النظم السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والدينية، والاجتماعية، والحضارية، والحكومية، والتكنولوجية، والمنافسين، والموردين، والعملاء، والبنوك، وأسواق العمل، نقابات العمال، الأجهزة الرقابية، الجمعيات الأهلية، المراكز البحثية، الجامعات، \...الخ.\ وعلى ذلك، تعد الإدارة نظاما مفتوحا على بيئته الخارجية، يؤثر فيها ويتأثر بها، بمعنى أن كل طرف سواء الإدارة والبيئة، كل\ يأخذ من الآخر ويعطيه. ثانيا: أهمية الإدارة\ غزت الإدارة كافة مجالات الحياة. ودخل علم الإدارة إلى الاقتصاد والسياسة، والصناعة، والرياضة، والحروب، والبحوث، والاختراعات والعلاقات، والوقت، والثروة الشخصية. فلم تترك الإدارة مجالاً دون أن تسهم فيه بنصيب. وعندماُ سئل (بيتر دراكر) أحد أشهر علماء الإدارة في العصر الحديث عن أهمية الإدارة، أجاب بأن غير الخبير يعتقد أن الإدارة ما هي إلا حزمة من الأنشطة الاعتباطية التي تعتمد على المصادفة والتي لا تحكمها قوانين أو مبادئ. ولكن هذا هو الحال دائما مع أي ظاهرة نعجز عن رؤيتها بشكل متكامل. وسوف نستعرض في السطور القادمة أهمية الإدارة لكل من المنظمة وللمجتمع.\ -**1**أهمية الإدارة للمنظمة:\ يتوقف نجاح أو فشل أي منظمة واستمرارها على مدى ما يتوافر لديها من أهداف ومديرين أكفاء يتسمون بالرشد، لديهم القدرة على استغلال الموارد المتاحة لديها بالشكل السليم والذي يعظم العائد ويقلل التكلفة بهدف الوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة.\ إذاً، فالإدارة تقوم بتحديد أهداف أي منظمة وتسعى و تحقيقها وبدون الإدارة يتعذر تحقيق الأهداف.\ والإدارة الرشيدة تستطيع أن تبتكر طرق جديدة مبسطة للعمل، وتحسن الجودة، ولا نعني بذلك جودة السلع والخدمات فقط، بل جودة كافة الأنشطة التي تمارس في أرجاء المنظمة. كما أنها تستطيع أن تتنبأ مبكرا بالمشاكل التي من المحتمل أن تواجهها وتضع السيناريوهات البديلة لمواجهتها والتكيف معها. كما يلعب المديرون المتميزون دوراً هاماً في تنمية العلاقات الإنسانية بين الإدارة والعاملين في المنظمة وهذا يؤدي إلى زيادة درجة رضاهم عن العمل مما ينعكس إيجابا على مستوى إنتاجيتهم. وتبرز أهمية الإدارة بالنسبة للمنظمة أيضا، في كونها تحقق التوازن بين الرغبات والمصالح المتعارضة لكل من ( رغبات أصحاب رأس المال أي ملاك المنظمة، ورغبات العاملين بها، ورغبات المجتمع الذي تعمل فيه) فلو تفحصنا رغبات كل طرف من الأطراف الثلاثة ستبدو رغباتهم جميعا متعارضة في شكلها وهذا ما يمكننا توضيحه فيما يلي:\ أ**-** رغبات أصحاب رأس المال( الملاك ): الحصول على أكبر عائد على استثماراتهم وهذا يتحقق عن طريق تقليل المصروفات وزيادة الإيرادات من خلال بيع منتجات المنظمة بأسعار مرتفعة، وزيادة الكفاءة الإنتاجية للمنظمة. وزيادة القيمة السوقية للمنظمة في السوق والتوسع والانتشار في الأسواق.\ ب**-**رغبات العاملين بالمنظمة: الحصول على مرتبات مرتفعة ومزايا عينية وخدمات صحية ورعاية اجتماعية، وضمان الاستمرار والاستقرار في العمل وتوفر فرص للترقية. والعمل في ظل مناخ عمل مناسب.\ ج**-** رغبات المجتمع: توفير فرص عمل لأبناء المجتمع، وتوفير السلع والخدمات بأسعار معقولة وبمستوى جودة وباشتراطات صحية متميزة. ورفع مستوى معيشة أبناء المجتمع.\ ولا شك أن مهمة الإدارة في المنظمات هي العمل على تحقيق رغبات هذه المجموعات الثلاثة والتوفيق بينها بشكل عادل. ولو نظرنا على الجانب الآخر للمنظمات التي يقودها مديرون أصحاب كفاءة منخفضة، ولا يمتلكون القدرة على فهم واستيعاب مشاكل العصر ومواجهة التغيرات البيئية المتلاحقة، ولا يعتمدون في إدارتهم للمنظمة على الأساليب والأسس الإدارية السليمة، فإننا سنلحظ أن مصير مثل هذه المنظمات الهلاك والفشل، كما أن مواردها سوف تستنزف، وقدراتها التنافسية في السوق سوف تخور. أهمية الإدارة للمجتمع:\ تعتبر الإدارة ضرورة لكافة المجتمعات متقدمة كانت أم نامية فالإدارة هامة للمجتمعات المتقدمة من أجل الحفاظ على تقدمها، والحفاظ على مستوى معيشة الأفراد عند مستواه المرتفع، وحسن استغلال الموارد المتاحة لهذه المجتمعات.\ كما أن الإدارة أكثر أهمية للمجتمعات النامية. لأن هذه المجتمعات تعاني من العديد من المشاكل الاقتصادية وأهمها مشكلة الندرة -- عدم كفاية الموارد لتلبية حاجات السكان - وتعتبر بذلك الإدارة نشاطا ضروريا في هذه المجتمعات لحسن استخدام هذه الموارد المحدودة وتوزيعها بشكل عادل. والحفاظ على حقوق الأجيال القادمة في الموارد الطبيعية والثروات. كما تلعب الإدارة أيضا دورا هاما في تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية في الدول النامية وكذلك تساعد الإدارة في إجراء الإصلاحات الهيكلية في النظم السياسية والاجتماعية والمنظمات الحكومية والأجهزة الرقابية والسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية كما أن الإدارة تحقق مساهمة اجتماعية هامة عن طريق توفير فرص عمل وهي بذلك تقضى على البطالة وآثارها المدمرة للمجتمعات. كما أن الإدارة تساعد على تنويع الأنشطة الاقتصادية وعدم قصرها على نشاط معين.\ وهذا الدور للإدارة يبدو في غاية الأهمية للدول النامية والتي تعاني من قصر نشاطها على النشاط الزراعي لتصدير المواد الأولية، واستيراد السلع الرأسمالية والسلع الاستهلاكية. وهذا يتسبب في توسيع هوة العجز في الميزان التجاري للدول النامية فتضطر للاقتراض من الداخل أو الخارج لتدبير هذا العجز، وهذا يترتب عليه فوائد وأعباء اقتصادية جديدة تعقد المشاكل التي تعاني منها الدول النامية. إذاً على الإدارة في المجتمعات النامية أن تتجه والتصنيع دون الاقتصار على الزراعة، كما ينبغي عليها توفير المناخ المشجع للمستثمرين الأجانب لإقامة مشروعات صناعية وخدمية توفر الآلاف من فرص العمل لأبناء هذه المجتمعات، وهذا يحسن من مستوى\ معيشة أبنائها.\ ولو عقدنا مقارنة بين دولتين، دولة متقدمة وأخرى من دول العالم الثالث سيتضح لنا أهمية الإدارة للمجتمع. فدولة مثل اليابان لا\ تمتلك الموارد المادية اللازمة للتطور والنمو، ولكنها تمتلك (الإنسان الرشيد) وهو أهم من كل الموارد المادية، بل أعظم الموارد على الإطلاق هذا الإنسان هو الذي طور المفاهيم الإدارية التقليدية، وشكل أنماط إدارية خاصة به سميت الإدارة اليابانية، والتي تسببت في جعل اليابان ثالث اقتصاد في العالم. ولا شك أن الإدارة اليابانية تعد حقا نموذجا فريدا يبرهن على أهمية الإدارة لتقدم المجتمعات ونهضة الشعوب.\ ولكنها لازالت تكتم أسرارها فلم يبح اليابانيون بأسرار الإدارة اليابانية ولذلك فشلت معظم الشركات الأوربية والأمريكية عندما حاولت محاكاة نموذج الإدارة اليابانية. ويطلق اليابانيون على منهجهم الإداري مصطلح (هوشين كانري) وأنصحك عزيزي القارئ بألا تضيع وقتك في البحث عن معنى هذا المصطلح أو تسعى لجمع بيانات ومعلومات عن هذا المنهج الإداري لأنك ببساطة لن تجد شيئا!!\ إن(هوشين كانري) منهج إداري يمنح المنظمات اليابانية قوتها التنافسية الخطيرة. وكل ما تسرب عنه للعديد من الشركات الغربية والأمريكية خرج بصورة غامضة تشبه الطلاسم. ويضمن هذا المنهج تحقيق نجاحات استراتيجية ساحقة، ولم تعرفه إلا قلة من الشركات العالمية مثل: هيوليت بكارد وإنتل وتكساس إنستر ومانتس. وإدارة هوشين هي طريقة للتنفيذ توجه الموارد لسد الثغرات الحيوية في الأداء الاستراتيجي للمنظمة ككل. ولو عقدنا مقارنة بين منهج هوشين وغيره من المناهج الإدارية مثل منهج التخطيط الاستراتيجي، سنجد أن هناك اختلافا جوهريا بينهما. ففي الوقت الذي يضع فيه منهج التخطيط الاستراتيجي الأولويات بناء على تغيرات الظروف البيئية المحيطة بالمنظمة، وطبيعة الصناعة وحاجات العملاء، نجد أن منهج هوشين يحدد أكثر هذه الأولويات أهمية ويدفع المنظمة بالقوة لتحقيق رؤيتها، ويستمر في عملية الدفع بناء على ما يحدث في البيئة المحيطة.\ وعلى الجانب الآخر لو اخترنا دولة مثل السودان تمتلك الموارد الطبيعية الكثيرة والتي وهبها الله تعالى لها، حيث يتوافر بها مساحات شاسعة من أجود أنواع التربة الزراعية في العالم، والتي أكدت الدراسات أنها تكفي لإطعام العالم العربي بأكمله. كما أن بها موارد مائية وفيرة ومتنوعة ومناخ مناسب. وبالرغم من ذلك تعاني السودان من ظروف اقتصادية صعبة. وانخفاض مستوى معيشة الأفراد، وانخفاض كبير في قيمة عملتها الوطنية. فهل تعتقد عزيزي القارئ أن سوء الإدارة يعد هو السبب في ذلك؟! ثالثا: أين تمارس الإدارة؟\ تمارس الإدارة في كل مكان يوجد فيه أفراد يعملون معا لتحقيق أهداف محددة، ولهذا فالإدارة تمارس في جميع أنواع المنظمات حكومية كانت أم خاصة، تجارية كانت أم صناعية أم خدمية، كبيرة كانت أم صغيرة. وحتى على مستوى المنظمة الواحدة تمارس الإدارة في مختلف المستويات الإدارية. والسؤال الآن.. ماذا يقصد بالمستويات الإدارية؟ رابعا :مستويات الإدارة\ تشتمل( الإدارة) في كافة أنواع المنظمات على العديد من الأفراد إلا أن هؤلاء الأفراد يختلفون في الأعباء والواجبات والسلطات والمسئوليات، كما يختلفون من حيث قدراتهم وحقوقهم في اتخاذ القرارات.\ وبصفة عامة تنقسم الإدارة إلى ثلاثة مستويات تعارف العلماء على تقسيمها إلى:\ -**1**مستوى الإدارة العليا **Top Management\ **-**2**مستوى الإدارة الوسطى **Middle Management\ **-**3**مستوى الإدارة المباشرة **Direct Management\ **والخيط المشترك بين هذه المستويات الثلاثة أنها جميعها تمارس مجموعة من الوظائف هي: (وظيفة التخطيط / ووظيفة التنظيم\ / ووظيفة التوجيه/ ووظيفة الرقابة)وعلى وجه الإجمال تمثل هذه الوظائف الأربعة ما نطلق عليه مصطلح (وظائف الإدارة)ويقوم المديرون سواء في مستوى الإدارة العليا أو الوسطى أو المباشرة، وسواء كانوا في منظمة خدمية كالبنك أو المستشفى أو الجامعة، أو منظمة صناعية كشركة إنتاج سيارات أو ثلاجات أو أسمنت، أو منظمة حكومية كالشرطة أو الدفاع أو وزارة الخارجية، وغيرها من المنظمات بإنجاز هذه الوظائف الأربعة الرئيسة.\ وتشمل هذه الوظائف بعض الأنشطة المحددة على النحو التالي:\ -**1**التخطيط: هو الوظيفة الإدارية التي تختص بالتحديد مقدماً لما ينبغي أن ينجزه فرد أو مجموعة من أعمال، وطريقة تحقيق الأهداف وتوقيت تحقيق هذه الأهداف. وهذا يعني أن التخطيط يتم قبل التنفيذ الفعلي للأعمال من أجل ضمان الحصول على الموارد بالقدر الضروري واستخدامها بالشكل الاقتصادي الذي يزيد من مستوى الكفاءة الإنتاجية للمنظمة. كما يساهم التخطيط في التنبؤ بالصعوبات والمشاكل والعقبات التي من المحتمل أن تواجه المنظمة في المستقبل ويعمل على تفاديها حتى لا تقف كحجر عثرة في طريق تحقيق أهداف المنظمة. أو على الأقل يسعى للتخفيف من آثارها السيئة على كفاءة العمل.\ -**2**التنظيم: تهدف هذه الوظيفة إلى تنسيق الجهود من خلال إعداد وتصميم هيكل من العلاقات الوظيفية والرئاسية يقلل من اجتهادات أعضاء التنظيم فيما يتعلق بأداء الأدوار المطلوبة منهم. ويحدد من سيؤدي العمل، ومن سوف يرأس من، ومن سيكون مسئولاً أمام من، ومن له حق اتخاذ القرارات وما هي صلاحياته ومسئولياته، وما هي الحدود التي سيتحرك في إطارها؟\ -**3**التوجيه: تختص هذه الوظيفة بالتحقق من أن كافة المرؤوسين في المنظمة يتحركون في الاتجاه الذي يحقق الأهداف ويتفق مع ما هو مخطط وما هو منظم من قبل ، وهذا يستلزم ممارسة عددا ًمن الأنشطة منها : إرشاد المرؤوسين والإشراف عليهم أثناء تنفيذهم الفعلي للأعمال، والاتصال الفعال بكافة المستويات الإدارية ، كما يتطلب أن يصبح المدير قائدا أكثر من كونه رئيسا لمجموعة من الموظفين يقوم بمتابعة أدائهم وعقابهم متى اخطأوا ، كما تتطلب وظيفة التوجيه أيضا أن يتوافر لدى المدير القدرة على تحفيز المرؤوسين وإثارة دوافعهم ورفع معنوياتهم ، والعمل على زيادة درجة حبهم وولائهم لمنظماتهم ، ووضع معايير تقويم أدائهم بشكل عادل وموضوعي، والعمل على تطوير مهاراتهم وقدراتهم لكي يستطيعوا تبوء مناصب عليا في المنظمة في المستقبل. وتحتوي وظيفة التوجيه على ثلاث وظائف فرعية تسمى عناصر التوجيه (القيادة، والاتصالات، والتحفيز). الرقابة: هي الوظيفة الإدارية التي تكمل الحلقات الإدارية الثلاث السابقة وتربط بينها، وتحتوي وظيفة الرقابة على عدد من الأنشطة هي: وضع المعايير، ثم التحقق من أن الأداء الفعلي المحقق يتطابق مع الأداء المخطط سلفا(المعايير)، وكشف الا رافات - إن وجدت -موجبة\ كانت أم سالبة، والعمل على تصحيح هذه الا رافات.\ ويلاحظ أن الوظائف الإدارية الأربع تكمل بعضها البعض ولا يمكن فصل إحداها عن الأخرى. فأي مدير يعمل في داخل المنظمة سواء كان من طبقة الإدارة العليا أو الوسطي أو الإدارة المباشرة يمارس هذه الوظائف بشكل متكامل فلا يستطيع أن يمارس وظيفة واحدة أو وظيفتين أو ثلاث وظائف فقط من هذه الوظائف الأربع. بل ينبغي عليه أن يمارس جميع الوظائف الأربع معا. وتتوقف كفاءة المدير في أدائه لوظيفته على حسن قيامه بجميع وظائف الإدارة. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن.. هل يمارس كل مدير في كل مستوى من المستويات الإدارية الثلاث الوظائف الإدارية الأربع بنفس الكيفية؟\ والإجابة على هذا السؤال هي النفي بالطبع، وذلك لاختلاف طبيعة المهام والمسئوليات التي تقع على عاتق كل مدير نتيجة لاختلاف كل من ((نطاق العمل الإداري، وحجم المسئوليات، ومدى السلطات المخولة)).\ فالإدارة العليا :تتعامل على مستوى المنظمة كوحدة متكاملة، ومن ثم فهي تهتم بعمليات:\ تحديد الأهداف العامة وبعيدة المدى.\ رسم السياسات الشاملة.\ تصور برامج وخطط الأمد الطويل توجيه وتنسيق الأنشطة الأساسية للمنظمة.\ اعتماد الخطط والبرامج التي تعدها الإدارة الوسطى ومجموعات الخبراء والأخصائيون.\ اتخاذ القرارات الأساسية والاستراتيجية، في شأن مجالات النشاط وأوجه التصرف الحيوية بالنسبة للمنظمة.\ المتابعة الشاملة لأوجه نشاط المشروع ومعدلات التقدم و الأهداف المقررة.\ تقييم الانجازات واتخاذ القرارات المناسبة لتصحيح مسارات التنفيذ أو إعادة تحديد الأهداف ورسم خطط وبرامج جديدة.\ ويلاحظ أن مستوى الإدارة العليا يمارس إلى جانب الوظائف السابقة وظيفيتين أخيرتين على جانب كبير من الأهمية والحيوية هما:\ -1تحقيق الاتصال المستمر الدائم بين المنظمة من ناحية، وبين عناصر البيئة المحيطة من ناحية أخرى. أي أن الإدارة العليا هي حلقة الوصل بين المنشأة والمجتمع. وبذلك تصبح مسئولية الإدارة العليا تتبع ودراسة مواقف الوحدات الأخرى في المجتمع، واستنتاج انعكاسات تلك المواقف على المنشأة مثلا، دراسة موقف الدولة وأجهزة التخطيط والرقابة المركزية، واتخاذ الإجراءات الإدارية التي تضمن توافق أهداف وسياسات المنشأة من ناحية وأهداف ومتطلبات المجتمع من ناحية أخرى.\ -2دفع حركة التطوير والتجديد والابتكار في كافة مجالات عمل المنشأة وذلك من خلال تشجيع وتنمية عمليات البحث العلمي المنظم.\ أما الإدارة الوسطى. فتختص بترجمة الأهداف والسياسات العامة المحددة من مستوى الإدارة العليا إلى خطط وبرامج عمل وتشرف على وضعها موضع التنفيذ. أي أن الإدارة الوسطى هي أداة الإدارة العليا لوضع قراراتها الإستراتيجية موضع التطبيق العلمي وذلك من خلال عديد من القرارات التكتيكية ( الإجرائية) التي تحول الخطط والأهداف إلى أنشطة وإنجازات.\ وتهتم الإدارة الوسطى أساسا بإنتاج سيل متدفق من البيانات والمعلومات عن مجالات النشاط( الإمكانيات والمعوقات) وتغذي الإدارة العليا بتلك المعلومات لتستعين بها في رسم الاستراتيجيات العامة للعمل كذلك تهتم الإدارة الوسطى بتوجيه النشاط اليومي والعمليات الجارية وتعمل على تنسيق الجهود المبذولة وصولا إلى النتائج المستهدفة. أي أن الإدارة الوسطى تركز على التخطيط المتوسط الأجل، وتمارس دورها التخطيطي في مجال تخطيط العمليات والإجراءات، كذلك في مجال التنظيم والمتابعة والتقييم، إلا أن نطاق اهتمام الإدارة الوسطى أقل من نطاق اهتمام الإدارة العليا، ولكنه أكثر أتساعا من نطاق اهتمام الإدارة المباشرة. وتعمل الإدارة الوسطى على تحقيق الصلة والارتباط بين المستوى الأعلى من جانب وبين المستويات الأدنى في المنظمة من جانب آخر.\ **ويتصف أفراد الإدارة الوسطى عادة بالمميزات الآتية:\ **-1تغلب التخصص الفني والمهني.\ -2التركيز على الأنشطة ومجالات العمل الداخلية بالمنظمة.\ -3تغلب الفكر التنفيذي على المنطق التخطيطي، أي الاهتمام بالجانب التنفيذي أكثر من اعتبارات التخطيط.\ أما الإدارة المباشرة فهي المستوى الذي تعهد إليه أعباء إدارة العمليات التنفيذية بالدرجة الأولى وإلى أعلى درجة من التفصيل، ومن ثم فإن الجانب التخطيطي في عمل الإدارة المباشرة يقتصر على الحد الأدنى المتصل بتخطيط عملية التنفيذ أي إعداد جداول التنفيذ والإشراف اليومي الدقيق على تطور سير العمل. ونلاحظ أن درجة التخصص المهني بين أفراد الإدارة المباشرة تصل إلى درجة عالية كما أن أغلبهم يقترب من مستوى المهارة الفنية للأفراد القائمين بالتنفيذ فعلا.\ وتمثل الإدارة المباشرة خط الاتصال الأول بمواقع العمل الفعلي ومن ثم تكون على بينة تامة بمشكلات الأداء ومعوقات التقدم والأهداف وتعمل على إمداد الإدارة الوسطى بتلك المعلومات الحيوية التي تستند إليها الأخيرة في إعادة صياغة قراراتها والتقدم باقتراحاتها للإدارة العليا. مع الاهتمام بالتخطيط قصير الأجل (أقل من سنة) لدرجة أنها تكاد تمارس التخطيط اليومي. A screenshot of a computer Description automatically generated خامسا: المهارات الواجب توافرها في المديرين\ هناك أربعة أنواع من المهارات يجب توافرها في كل مدير وهذه المهارات هي: ---------------------- ------------------------------ **Conceptual Skills\ 1-المهارة الفكرية\ Human Skills\ -2 المهارة الإنسانية\ Technical Skills\ 3 -- المهارة الفنية\ Soft Skills** -4المهارات الناعمة أو اللينة ---------------------- ------------------------------ ويقصد بالمهارة الفكرية، قدرة المدير على النظر للمنشأة كنظام واحد متكامل وفهم العلاقات بين أجزائها، وفهم طبيعة أداء الوظائف الإدارية (تخطيط / تنظيم / توجيه / رقابة) وعلاقة التكامل والاعتمادية الموجودة بينهم. كما يقصد بها أيضا قدرة المدير على التنبؤ بالمشاكل قبل وقوعها والعمل على تفاديها، وكذلك قدرته على استخدام البيانات والمعلومات في حل المشكلات واتخاذ القرارات، والقدرة أيضاً على الابتكار والتطوير.\ أما المهارة الإنسانية فيقصد بها قدرة المدير على فهم وتفسير سلوك كل من يتصل بهم سواء مرؤوسين أو زملاء أو رؤساء حتى يستطيع أن يتعامل مع كل نمط من هذه الأنماط. كما يقصد بهذه المهارة أيضا قدرة المدير على معاملة مرؤوسيه معاملة طيبة ترفع من روحهم المعنوية، وتزيد من درجة رضاهم عن العمل، وتحفزهم على زيادة إنتاجيتهم.\ ويقصد بالمهارة الفنية المعرفة المتخصصة في مجال معين والقدرة على استخدام المعلومات والطرق والأدوات الفنية المتخصصة في أداء الأعمال. ومن أمثلة هذه المهارات مهارة المهندس المعماري في التصميمات، ومهارة ا اسب في إعداد الحسابات الختامية وحساب تكاليف الإنتاج، ومهارة طبيب الجراحة في إجراء العمليات الجراحية، ومهارة ا امي في إعداد وصياغة العقود القانونية.. وهكذا.\ والسؤال المطروح الآن: هل يحتاج كل مدير في كل مستوى من المستويات الإدارية الثلاثة للمهارات الثلاثة؟ والإجابة (نعم) يحتاج كل مدير إلى مزيج من المهارات الثلاث.\ ولكن هل يتشابه المديرون في احتياجاتهم لنفس القدر من المهارات؟ والإجابة (لا) والسبب في ذلك أنه نتيجة لاختلاف نطاق العمل الإداري وحجم المسئوليات ومدى السلطات المخولة لكل مدير في كل مستوى إداري فإن الأمر يتطلب توافر مهارات متباينة فيمن يشغل الوظائف الإدارية في كل مستوى إداري.وهذا يعني أن كل مستوى إداري بحاجة إلى مزيج مختلف من المهارات الثلاث ولكن بنسب مختلفة.\ بالنسبة للمهارة الفكرية ،فلا يمكننا أن نتخيل أن المهارات الواجب توافرها في شخص يشغل وظيفة رئيس مجلس إدارة تتساوى مع المهارات الواجب توافرها في شخص يشغل وظيفة مدير مشتريات، أو شخص يشغل وظيفة رئيس قسم الرواتب والأجور، أو رئيس قسم الأمن، أو أخصائي موارد بشرية، أو رئيس وردية عمال. ولذا فإن المديرين في طبقة الإدارة العليا يحتاجون لتوافر مهارات فكرية مرتفعة مقارنة بالمديرين في طبقة الإدارة الوسطي، أو طبقة الإدارة المباشرة. بمعنى أن المهارة الفكرية تتدرج في الانخفاض كلما اتجهنا لأسفل الهيكل التنظيمي حتى تصل لأقل مستوى لها في الإدارة المباشرة.\ أما المهارة الإنسانية، فهي هامة لجميع المستويات الإدارية نظرا لأن أداء أي عمل وتحقيق أية نتائج لن يتم إلا من خلال الاتصال بالبشر، وهنا يشبه المدير ضابط اتصال مع العديد من الأطراف المحيطة به. أما المهارة الفنية فتكون في أدنى مستوى لها في مستوى الإدارة العليا وهذا يرجع إلى انه لا يشترط فيمن يشغل وظيفة قيادية أن تتوافر لديه معرفة فنية متخصصة بدقائق العمل وتقنياته، وإنما يكفيه قدر معقول من المعرفة الفنية، ثم تزداد المهارة الفنية في مستوى الإدارة الوسطي ، ثم تصل إلى أقصى مستوى لها في مستوى الإدارة المباشرة، فمشرف العمال يحتاج لمعرفة فنية كبيرة لكل تفصيلات العملية الإنتاجية لأنه يواجه مشاكل فنية يومية يجب أن تتوافر لديه المهارة لحلها ، كما أن مشرف المبيعات ينبغي أن تتوافر لديه مهارة فنية عالية لكل تفصيلات العمل البيعي.\ وللأسف فإن وضع الإدارة في الدول النامية لا يعترف بذلك، حيث يميل المسئولون لاختيار مسئولي القيادات العليا ممن تتوافر فيهم معرفة فنية مرتفعة، فنجد على سبيل المثال أن مدير أي مستشفى لابد وأن يكون طبيبا، وليس طبيبا عادياً، بل طبيبا متميزا في مجاله ويشار له بالبنان في مهنة الطب. كما نلحظ أيضا أن مدير عام شركة بترول لابد وأن يكون مهندسا، وأن مدير عام شركة طيران لابد وأن يكون طيارا \... وهكذا.\ سادسا :المهارات الناعمة الواجب توافرها في المديرين مع كثرة التحديات التي تعيشها المنظمات في القرن(21 ) أصبح لزاماً على كل من يمارس الإدارة أن يمارس بجانب المهارات الثلاث السابق الإشارة إليهم (الفكرية والسلوكية والفنية) مجموعة رابعة من المهارات يطلق عليها( المهارات الناعمة Soft Skills) وهذه المهارات تختلف عن الأنواع الثلاثة من المهارات (الفكرية / والسلوكية /\ والفنية).\ وقبل أن نعرف المهارات الناعمة ،Soft Skillsينبغي أن نعرف أولاً المقصود بمصطلح المهارات Skillsفالمهارات هي كفاءات مكتسبة.\ وهذا يعني أن هناك اختلاف بين المهارات والسلوكيات، فمن الممكن أن يكتسب الشخص كفاءات بصرف النظر عن سلوكياته. بمعنى أن العمليات الحسابية، والتحليلات الإحصائية والمالية، والقراءة والتحليل الاقتصادي والتنبؤ بالظروف والمعطيات، والكتابة على الكمبيوتر، والقدرة على تعلم خصائص التسويق، وسياسات البيع، وأساليب التفاوض الفعال، والقدرة على توصيل المعلومات والأفكار بسهولة ويسر كلها مهارات يمكن اكتسابها من خلال اكتساب المعلومات والمعارف والممارسات. ولا يشترط أن ينتج عنها اكتساب سلوكاً متميزاً أو شخصاً بارعاً. فعلى سبيل المثال، لا يشترط أن من يكتسب مهارات أو يستمع لشخص يحدثه عن الكفاءات اللازمة في التدريس أن يصبح معلماً عظيماً. وكذلك لا يشترط من يحضر برنامج تأهيل أو تدريب في مجال البيع أن يصبح بائعاً ناجحاً. في حين أن هناك معلمين عظام لم يتعلموا مهارات التدريس في كليات التربية أو الآداب، كما أن هناك باعة ناجحين يخالفون قواعد البيع التقليدية. أما السلوكيات، فهي تلك السمات الشخصية والأدائية (التصرفات) التي تؤدي للنجاح والتميز أو عدمه، في التفاعل مع الآخرين. فإذا كان هناك بائعان يتوافر لديهما نفس المعلومات عن خطوات عملية البيع وطريقة عرض المنتج، والاستماع لحاجات العملاء والتغلب على اعتراضاتهم، فإن من يمتلك منهما ملكة عرض المنتج من خلال المدخل المناسب وفي الوقت المناسب سيكون أنجح ممن ينتظر حتى يبدأ العميل في طلب الشراء.\ إذا، **فالمهارة والسلوك كلاهما يدعم الآخر**، ولكن معظم المنظمات تقضي وقتاً طويلاً في بناء المهارة، وتوكل السلوك للاختبارات بدلاً من استخدام السمات السلوكية كمؤشرات للنجاح واتخاذ القرارات. وهنا لابد أن ذر من الاعتماد التام على مصداقية الاختبارات الشخصية. فسبب تعدد العوامل المؤثرة على السلوك، فإنك تستطيع أن تفهم ما قد يحدث في مواقف معينة، ولكنك لا تستطيع أن تعرف ما سوف يحدث في مواقف أخرى. إن اعتماد قرارات التوظيف والترقية على الاختبارات فقط غير مناسب ولا صحيح ولا أخلاقي ولا قانوني أيضاً في بعض الدول.\ ويوضح الشكل رقم (1 ) الفرق بين المهارة والسلوك من خلال التعرف على مكونات أي وظيفة ![A screenshot of a computer Description automatically generated](media/image2.png) **ويتضح من الشكل السابق أن أي وظيفة تتكون من ثلاثة عناصر هي:\ **-1**عنصراً بدنيًا:** فمثلاً المهندس يجب أن يستخدم أدوات الرسم أو لوحة المفاتيح أو الماوس الخاص بالحاسب الآلي لكي يرسم، كما أن الطيار ينبغي أن يحرك عجلة التحكم من أجل صعود وهبوط الطائرة، ومدخل البيانات يستخدم مفاتيح لوحة التحكم للكتابة على الحاسب الآلي، وهكذا.\ -2**عنصراً مهاريا**: **ً** يقوم هذا العنصر على المعرفة والخبرة، فالمهندس على سبيل المثال يجب أن يعرف قواعد الرسم واشتراطات البناء ويكون قد قضى فترة كمتدرب ثم مساعد مهندس ثم مهندس. كما أن الطيار لابد أن يعرف أيضاً قواعد الملاحة الجوية، ويكون قد أمضى وقت في وظيفة مساعد طيار **عنصرًا سلوكيًا:** فالمهندس الكفء يجب أن يكون واثقاً في نفسه وإمكاناته ويتصرف بعقلانية، والطيار يجب أن يكون هادئاً ورزيناً\ حتى يبعث الثقة في الآخرين. وهكذا.\ والمشكلة التي تواجهنا في العمل الإداري أننا لا نهتم بالسلوك! ونتيجة الصعوبة في فهم السلوك والتنبؤ به، نميل إلى الاعتماد على السلوك في الماضي، فإذا كان هناك شخص ناجح في الماضي، وكانت سماته السلوكية تساعده على النجاح في الوقت الحالي، فإنه يكون هناك احتمال كبير لاستمرار مثل هذه السلوكيات والنجاح في المستقبل.\ باستثناء أن الأمر ليس بالضرورة كذلك. فحين ظهرت عبقرية جون سكلي John Secullyوأصبح البطل المنفرد في شركة بيبسي كولا،\ تولى إدارة شركة آبل للحاسب الآلي خلفاً لستيفين جوبز، ولكن ما حدث كان كارثة غير متوقعة وبداية لسلسلة من الإخفاقات، ولم تعد الشركة قادرة على تحقيق أي إنجاز إلا بعد عودة ستيفن جوبز نفسه. والسؤال الآن: هل تغيرت مهارات وسلوكيات (جون سكلي ) حين انتقل إلى شركة( آبل) ؟ هل تغيرت آراؤه وفلسفته؟ هل مر بموقف صعب أو تحول؟ ماذا حدث بالضبط ليفسر لنا فشله طوال عام؟ والإجابة بسيطة: إن السلوكيات التي أدت إلى نجاح (جون سكلي) في شركة بيبسي ، ليست هي السلوكيات المطلوبة في شركة آبل ذات التكنولوجيا العالية والابتكار. ولم يستطع جون أن يحدث التغيير المطلوب، لقد كان ناجحاً حين كان العمل يتطلب سماته الفطرية ولذلك لم يستطع أن ينجح خارج شركة (بيبسي) وتحديداً في شركة آبل.