الدرس الثالث عشر: البراءة PDF
Document Details
Uploaded by Deleted User
Tags
Summary
This document is a lesson on the concept of piety and its rulings in Islam. The document discusses the different aspects of piety and provides examples.
Full Transcript
# الدرس الثالث عشر: البراءة **واصل محمد تلقي أحكام الولاية والبراءة منتقلًا مع أستاذه لمفهوم البراءة وأحكامها وأقسامها وأثارها فكان شرح أستاذه وافيًا كافيًا** ## مفهوم البراءة * البراءة لغة تأتي على معان منها البعد، والتخلّص والتنزه والبغض وغير ذلك. * يقال: فلان بريء من هذا العمل: أي منزه عنه. *...
# الدرس الثالث عشر: البراءة **واصل محمد تلقي أحكام الولاية والبراءة منتقلًا مع أستاذه لمفهوم البراءة وأحكامها وأقسامها وأثارها فكان شرح أستاذه وافيًا كافيًا** ## مفهوم البراءة * البراءة لغة تأتي على معان منها البعد، والتخلّص والتنزه والبغض وغير ذلك. * يقال: فلان بريء من هذا العمل: أي منزه عنه. * وَهَذَا الشَّيْء بريء من العيب أي سليم منه * واصطلاحًا: "الميل بالقلب، والجوارح عن العاصي لعصيانه. ## حكم البراءة * البراءة واجبة شرعًا؛ وأَدِلَّة وجوب البراءة في القرآن متعددة. * منها قوله **لا يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ** ... (الممتحنة: ١). * وقوله **عَلَ: يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ** (النساء : ١٤٤ ). * وقوله الله . **يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا ءَابَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَبِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ** (التوبة: ٢٣). * وقوله وَعَجَل **لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وََلَوْ كَانُوا ءَابَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ** ... (المجادلة: ٢٢). ## تعلم * الوجوب الثابت في البراءة إِنَّمَا هو البغض على فعل الكبائر من الذنوب. * وما عدا ذلك من ذم اللسان وردع الجوارح فيلزم تارة ويرتفع أخرى. * فإن كان ذم اللسان مفسدا لِشَيْءٍ من الدين أو مضرا بالنفس أو الولي فلا يجب. * وأما لزوم الردع بالجوارح فمرهون بالقدرة وحيث العدو مقيم على المنكر لا يتركه إلا بالزجر. ## أقسام البراءة **من ورد اسمه** **تنقسم البراءة إلى ثلاثة أقسام:** 1. **براءة الحقيقة:** وسميت بذلك لأنه يُقْطَعُ بها كالحقيقة. * الله وعل يقرر فيها البراءة من أحد أعدائه. * ذلك لا يتغير. * وهذه البراءة تنطبق على كُلِّ * أو صفته أو كنيته . في نص قطعي من القرآن الكريم أو السنة المتواترة مصرح فيه بسخط الله جل وعدم رضاه أو القطع بدخول المتبرئ منه النار * كإبليس وفرعون وهامان وقارون وابن نوح وامرأته وامرأة لوط. 2. **براءة الجملة:** وهي اعتقاد المكلف البراءة من جميع أعداء الله الا الله وأهل معصيته من الأوَّلِينَ والآخرين. * إلى يوم الدين. * وهذا النوع من البراءة مما أجمعت عليه الأمة الإسلامية كلها بلا خلاف * فيه. 3. **براءة الظاهر:** وتسمى براءة الأشخاص وفق ظاهر أحوالهم وما يظهر لنا من أعمالهم؛ ولهذه البراءة طرق في إثباتها : * **العيان:** وهو مشاهدة المعصية من العاصي بالعين، ويسمى أيضا بالخبرة. * **الإقرار من قبل العاصي بمعصيته إقرارًا موجبا للبراءة.** * لا لكونه مستعظما ذنبه نادمًا عَلَى تفريطه، سائلًا عَمَّا يلزمه في فعله ، فَإِنَّ هَذَا ليس من ذَلِكَ القبيل“. * **شهادة عدلين فما فوق.** * **الشهرة القاضية المحقَّة بثبوت البراءة من شخص ما.** ## تعلم * تجب البراءة من كل شخص اشتهر بأعماله السيئة لدى المؤمنين وهم فئات: 1. **مرتكبو الكبائر.** * والكبيرة هي التي تعاقب بالحد في هذه الدنيا وبالعذاب في الآخرة * كالسرقة، والزنا، وشرب الخمر ... الخ. 2. **المصرون على الصغائر من الذنوب حتى يتحول الإصرار إلى مستوى الكبيرة.** 3. **الاستهتار بأوامر الدين ولو مندوبة على جهة السخرية والتهكم.** ## الحذر في البراءة * إن البراءة مع أهميتها كفرض من فرائض الدين الواضحة إلا أن لها خطرًا عظيمًا. * ومن هنا يجب التفطن لأحكامها ؛ وعلى المتعامل بها الاحتراز. * لا يوقع المرء البراءة حتى يتيقن متجنبًا اللبس الذي قد يحصل بين الناس مما يوهم المرء أن غيره في معصية بينما هو ليس في معصية. * فلا يجوز الحكم بالبراء إلا بموجب لذلك بعد أن تتأكد من استحقاقه وتقيم الحجة عليه ثم تعذر فيه. * وقد سن لنا النبي ﷺ التنبه للوهم واللبس فيما يتعلق بالعلاقات الإنسانية. * فقد مر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي ﷺ أسرعا فقال النبي ﷺ: (( تَعَالَيَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ)) ، قَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : (( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يُلْقِيَ فِي أَنْفُسِكُمَا شَيْئًا ) ) .(۱) ## نشاط * ناقش مع زملائك الضوابط التي يمكن من خلالها توجيه تطبيق البراءة ليكون حلا لا أن يصير مشكلة. ## آثار البراءة * للبراءة جملة آثار تعود بالنفع لصلاح الفرد والجماعة ؛ ويمكننا الإشارة هنا لأهم هذه الآثار: 1. **معالجة المذنب وإصلاحه وإرجاعه إلى محضن الطاعة.** * وفي قصة المخلفين عن تبوك صورة من تلك المعالجة الربانية الفريدة. 2. **محاصرة المعصية وضمان عدم انتشارها وتنفير النفوس من اقترافها بشكل عملي عبر البراءة.** 3. **ردع أهل الاستكبار من أهل المعاصي الذين لا يعالجهم إلا مثل أسلوب البراءة ببغضها وردعها.** 4. **تنفير الناس من المعصية وبما يؤدي إلى توجيهه للطاعة والبعد عن المعصية المفضية للبراءة والبغض.** 5. **إصلاح المجتمع بمحاصرة المعصية عبر نظام البراءة الذي يضيق على أهل المعصية ويوجههم إلى الطاعة.** ## الجمع بين البراءة وحسن الخلق * إن تطبيق البراءة كواجب ديني لا تعني التخلي عن مطلب حسن الخلق وسعة الصدر. * ولا ريب أن القدوة في ذلك رسول الله ﷺ الذي مثل أرقى الأخلاق في تعامله مع الناس بمختلف أصنافهم. * يقول الله تعالى: *(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)* (القلم: ٤ ). * ويصف وائل بن أيوب الحضرمي معاملة كفار النعمة والمنافقين بقوله: "ونحسن صحبتهم وجوارهم، ونصل أرحامهم، وبر الوالدين منهم، ونحسن ملكتهم، ونؤدي الأمانة إليهم، ونصدقهم في الحديث، ونكف عنهم الظلم، ونؤدي إليهم الحقوق التي أوجبها الله إليهم، ونجري بيننا وبينهم في حالة الأمانة والتقية والتحريم لدمائهم وأموالهم والقصاص والدماء وما دون ذلك من الجراحات المعتد يعتدي عليهم منا ومن غيرهم وإن كانوا في تلك الحال كفارا منافقين . (۱) ## نشاط * تذاكر مع زملائك سورة المسد ، واستنتج منها نماذج من أهل براءة الحقيقة.