الفصل الول: اإلدارة الصحية PDF

Summary

هذا المستند يقدم لمحة عامة عن مفهوم اإلدارة الصحية، أهميتها، خصوصيتها، والتحديات التي تواجه المدراء الصحيين في مختلف القطاعات الصحية.

Full Transcript

‫الفصل الول‬ ‫اإلدارة الصحية‬ ‫أهميتها – مفهومها – خصوصيتها‬ ‫‪ | 1‬الصفحة‬ ‫ازدادت القناعة في كثير من الدول المتقدمة بأن المشكلة الحقيقية التي تواجه المستشفيات مشكلة‬ ‫إدارية أكثر منها مشكلة امكانات وموارد وأصبحت اإلدارة الصحية مهنة معرف بها وذات‬ ‫أهمية كبيرة أما في الدول العربية فلم...

‫الفصل الول‬ ‫اإلدارة الصحية‬ ‫أهميتها – مفهومها – خصوصيتها‬ ‫‪ | 1‬الصفحة‬ ‫ازدادت القناعة في كثير من الدول المتقدمة بأن المشكلة الحقيقية التي تواجه المستشفيات مشكلة‬ ‫إدارية أكثر منها مشكلة امكانات وموارد وأصبحت اإلدارة الصحية مهنة معرف بها وذات‬ ‫أهمية كبيرة أما في الدول العربية فلم تحظى بعد اإلدارة الصحية بما تستحقه من االهتمام رغم‬ ‫أهميتها والحاجة إليها وهنا نؤكد أن اإلدارة الصحية الجيدة للمؤسسة هي بمثابة الصحة للجسم‬ ‫فكالهما يعني األداء السلس والكفؤ لجميع األجزاء‪.‬‬ ‫مفهوم اإلدارة الصحية والتحديات التي تواجهها‬ ‫اإلدارة الصحية‪ :‬تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة وتنسيق الموارد واإلجراءات والطرق التي‬ ‫بواسطتها يتم تلبية الحاجات والطلبات على خدمات الرعاية الصحية والطبية وتوفير البيئة‬ ‫الصحية وذلك من خالل تقديم خدمات الرعاية الصحية للمستهلكين كأفراد وجماعات وللمجتمع‬ ‫ككل‪.‬‬ ‫التحديات التي تواجه المدير الصحي (اإلدارة الصحية)‪:‬‬ ‫محدودية الموارد المتاحة وكلفتها العالية وبالمقابل الطلب الكبير على هذه الموارد‪.‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫التوقعات العالية لمستهلكي الخدمات الصحية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫التصاعد المستمر في كلفة الخدمة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫التذمر وعدم الرضى من جانب مقدم الخدمات الصحية‪.‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫االعتبارات اإلنسانية واألخالقيات االجتماعية والمهنية والتي تضع قيود ومعوقات أمام‬ ‫‪-5‬‬ ‫التركيز على الكفاءة واالعتبارات االقتصادية للخدمات الصحية‬ ‫خصوصية اإلدارة الصحية‪:‬‬ ‫تميز اإلدارة الصحية ينبع من خصوصية القطاع الصحي مقارنة بالقطاعات األخرى ومن أهم‬ ‫خصائص اإلدارة الصحية‪:‬‬ ‫الطبيعة الفردية للخدمة الصحية (حسب حاجة كل فرد)‬ ‫‪-1‬‬ ‫العمل اليومي للمؤسسة الصحية مختلف ومتشعب غير خاضع إال للقليل من القياس‬ ‫‪-2‬‬ ‫الجزء األعظم من العمل بها يتم بواسطة االنسان وليس اآللة‬ ‫‪-3‬‬ ‫الدرجة العالية من التمهن والتخصص في القطاع الصحي‬ ‫‪-4‬‬ ‫تعدد المؤسسات الصحية داخل البلد الواحد‬ ‫‪-5‬‬ ‫الطلب على الخدمة الصحية والحاجة إليها يزداد بزيادة درجة التطور الحضاري‪.‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫عدم خضوع الخدمة الصحية لقانون العرض والطلب‬ ‫‪-7‬‬ ‫‪ | 2‬الصفحة‬ ‫االختالفات المميزة للخدمة الصحية عن الخدمات الخرى‪:‬‬ ‫جهل المستهلك نتيجة عدم توفر المعلومات أو قلتها ويترتب على ذلك‪:‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪ -‬ال يمكن لمستهلك الخدمة الصحية التعلم بسرعة أو بتكلفة قليلة عند استهالكه للخدمة‬ ‫‪ -‬يصعب على المستهلك للخدمة الصحية الحكم على وتقييم جودة الخدمة الصحية‬ ‫‪ -‬يصعب تحديد المنفعة عند استهالك او عدم استهالك الخدمة الصحية‬ ‫‪ -‬إن دليل فاعلية الخدمة الصحية بعد استهالكها واألثار الجانبية للتدخل الطبي هو غالبا‬ ‫مؤجل أليام أو أسابيع أو أشهر‪.‬‬ ‫‪ -‬عدم التيقن من النتيجة النهائية الستخدام الخدمة الصحية‬ ‫‪ -‬إن معلومات المستهلك حول الخدمة الصحية يعيقها كذلك عياب اإلعالن والدعاية في‬ ‫الرعاية الصحية‬ ‫هنالك تحيز ضد اطالق ميكانيكيات وحوافز السوق لتعمل في قطاع الرعاية الصحية بسبب‬ ‫‪-2‬‬ ‫تضارب المصالح بخصوص تقديم خدمات صحية أكثر مما يجب أو أقل مما يجب ويمكن‬ ‫القول أن الطريقة المناسبة للتعامل مع هذه اإلشكالية هي‪:‬‬ ‫صص الموارد حسب الحاجة‬ ‫‪ -‬تحرير صناعة القرار الطبي من االعتبارات المالية فتُخ َ‬ ‫الطبية وليست االعتبارات االقتصادية‪.‬‬ ‫‪ -‬إزالة العوائق االقتصادية أمام التشخيص والعالج المبكر‪.‬‬ ‫ضا‪.‬‬‫فقرا هم األكثر مر ً‬ ‫‪ -‬تجنب تحميل الفقير رسوم مالية حتى ولو ضئيلة ألن األكثر ً‬ ‫‪ -‬تحديد المعنى الدقيق لجودة الخدمات الصحية؛ فالجودة في األخير تخضع لرضى‬ ‫المريض عن الرعاية التي يتلقاها‪.‬‬ ‫القوة شبه االحتكارية لمهنة الطب فاألطباء هم مصدر المعلومة الطبية الوحيد للمريض؛‬ ‫‪-3‬‬ ‫فالطب غموض وجهل لكل من هو ليس طبيبًا‪ ،‬ففي المجمل الطب تحكمه أخالقيات المهنة‬ ‫أكثر منها قوانين عامة‪.‬‬ ‫التقيد بمتطلبات الترخيص ومزاولة المهنة قبل البدء في ممارسة المهنة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫زيادة العمل بزيادة التكنولوجيا الطبية على عكس باقي المجاالت التي توفر العمالة بتوافر‬ ‫‪-5‬‬ ‫التكنولوجيا‪.‬‬ ‫تميز الرعاية الصحية وخدماتها بكثافة العمالة مما يؤدي أن الجزء األعظم من اإلنفاق يكون‬ ‫‪-6‬‬ ‫للرواتب التي تصل لنسبة ‪ %70‬من مجمل اإلنفاق‪ ،‬بينما النسبة في الصناعة تكون ‪-15‬‬ ‫‪ %25‬فقط‪.‬‬ ‫تمر عالقة المريض والطبيب بمرحلتين هما‪:‬‬ ‫‪-7‬‬ ‫أ) المرحلة الطوعية )‪ (Volitional Stage‬حيث يكون فيها المرض هو‬ ‫المتحكم في طلب الرعاية الصحية من عدمها‪.‬‬ ‫ب) مرحلة المصيدة )‪ (Entrapment Stage‬وفيها يذعن المريض لقرارات‬ ‫الطبيب من ناحية العالج والرعاية وفيها يفقد المريض حقه في اتخاذ القرار‪.‬‬ ‫صعوبة الوصول لموازنة لإلنفاق على الرعاية الصحية الختالف المستوى االقتصادي على‬ ‫‪-8‬‬ ‫المستوى الفردي واختالف نوعية المرض وكم اإلنفاق الواجب لرعايته وهذا يستدعي تجميع‬ ‫موارد المجتمع على أساس التضامن االجتماعي‪.‬‬ ‫تعاون األطباء وبط سلوك الممارسة هو مفتاح ترشيد اإلنفاق الصحي فقرارات األطباء هي‬ ‫‪-9‬‬ ‫المسؤولة عن ‪ %80-70‬من اإلنفاق على الرعاية الصحية‪.‬‬ ‫‪ | 3‬الصفحة‬ ‫ً‬ ‫وكيال مؤتمنًا على‬ ‫‪ -10‬علو سقف التوقعات المنتظرة من الطبيب فالمجتمع ينتظر منه أن يكون‬ ‫مصلحة المريض ويعمل وفق أخالقيات المهنة واحتواء التكلفة المتصاعدة للخدمات‬ ‫الصحية‪.‬‬ ‫وهناك اختالفات أساسية في توقعات المجتمع من األطباء من ناحية الدور المتوقع منهم‬ ‫وظيفيًا ومقدار التركيز على العالج والرعاية والقداسة‪.‬‬ ‫‪ -11‬تسييس الخدمات الصحية فأصبح الوصول للخدمة واالنتفاع بها حق معترف به للمواطنين‬ ‫حسب القانون‪.‬‬ ‫‪ -12‬العرض يخلق الطلب على الخدمات الصحية عكس الخدمات األخرى‪.‬‬ ‫‪ -13‬ممارسات التسعير غير العادلة فهناك تمييز بين المستهلكين على أساس الدخل؛ فاألصل‬ ‫في الخدمات الصحية أن تكون الحاجة للخدمة هي األساس وليس القدرة على الدفع‪.‬‬ ‫كما أن المنافسة السعرية غير مسموح بها في المستشفيات‪.‬‬ ‫‪ -14‬الخدمات الصحية مزيج بين االستثمار واالستهالك فالخدمة لمعالجة كبار السن هي‬ ‫استثمارا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫استهالك ولكن للفئات العمرية األصغر تعتبر‬ ‫‪ -15‬وجود مرونات سعرية مختلفة للخدمات الصحية فخدمات الطوارئ ذات مرونة صفرية‬ ‫وخدمات طب األسنان ذات مرونة سعرية عالية‪.‬‬ ‫‪ | 4‬الصفحة‬ ‫الخصائص المميزة للمستشفى والمضامين المترتبة عليها‪:‬‬ ‫ً‬ ‫وتميزا بالمقارنة مع التنظيمات األخرى‪ ،‬هذا التميز نابع من‬ ‫المستشفى أحد أكثر التنظيمات تعقيدًا‬ ‫خصوصية المستشفى وأهميتها عن غيرها ولخصائص المستشفى التي ال توجد بغيرها‪.‬‬ ‫أهم الخصائص المميزة للمستشفى‪:‬‬ ‫‪ -1‬تعدد األهداف التي يسعى المستشفى لتحقيقها‪:‬‬ ‫الهدف األساسي للمستشفى هو تقديم أفضل مستوى ممكن من الرعاية الطبية‪.‬‬ ‫وتوجد العديد من األهداف األخرى كتدريب وتعليم األطباء والممرضين والقيام باألبحاث العلمية‬ ‫التي هدفها تحسين الرعاية الطبية‪.‬‬ ‫لكن قد يتواد تعارض بين بعض األهداف وغيرها؛ فعلى سبيل المثال‪ :‬استعمال المرضى كمادة‬ ‫تدريبية لألطباء المتدربين ولألبحاث العلمية يتعارض مع الهدف الرئيس من تقديم رعاية صحية‬ ‫جيدة بأقل كلفة الستهالك الكثير من الماديات في هذه األبحاث‪.‬‬ ‫كما أن التدريب يتعارض مع حقوق المريض في الخصوصية والسرية وقد تتطلب أحيانًا إدخال‬ ‫حاالت مرضية غير ضرورية والتأخر عن حاالت األفضل اإلسراع في تقديم الرعاية لهم‪.‬‬ ‫‪ -2‬التقسيم الواسع للعمل وتنوع واختالف التركيبة االجتماعية للعمالة في المستشفى‪:‬‬ ‫تتمايز العناصر البشرية في المستشفى في خلفياتها العلمية وخبراتها ومهاراتها ابتدا ًء من األطباء‬ ‫كأهم العناصر البشرية من ناحية التعليم وأهمية دورهم وانتها ًء بعمال النظافة وما يقع بينهما من‬ ‫عناصر مهنية مساعدة‪.‬‬ ‫لذا دور المدير هو دور فاعل للغاية كمنسق بين هذه العناصر والمسئولية عن تنظيم األنشطة‬ ‫المختلفة بالمستشفى‪.‬‬ ‫‪ -3‬تداخل األنشطة والخدمات واعتمادها الكبير على بعضها البعض‪:‬‬ ‫الرعاية االستشفائية الحديثة تقوم على التكامل بين جميع العاملين في المستشفى بسبب الدرجة‬ ‫العالية والتخصصات والتقسيمات المتعددة والواسعة للعمل في المستشفى‪.‬‬ ‫كبيرا من التنسيق العالي بينهم لضمان الكفاءة‬ ‫ً‬ ‫قدرا‬ ‫هذا التكامل والتداخل بين األنشطة يتطلب ً‬ ‫والفعالية لتحقيق األهداف؛ وهذه أهم المهام الصعبة للمدراء في سبيل خلق البيئة التنظيمية المناسبة‬ ‫ألداء خدمات الرعاية الطبية‪.‬‬ ‫‪ -4‬الطبيعة الطارئة لعمل المستشفى‪:‬‬ ‫طبيعة الحالت القادمة للمستشفى أكثرها تكون حاالت طارئة وغير قابلة النتظار؛ مما يجعل من‬ ‫الصعب على العاملين بالمستشفى توقع حجم العمل والحاالت المرضية التي قد تأتي للمستشفى؛‬ ‫وهذه الخصيصة بالتحديد بها العديد من المضامين لتحمل هذا العبء الكبير‪..‬وهذه المضامين كما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫‪ | 5‬الصفحة‬ ‫أ) ضرورة استمرار العمل على مدار اليوم ومدار األسبوع بال توقف مما يفرض تكاليف‬ ‫إضافية للمشاكل المتعلقة ببرمجة األنشطة والخدمات ومشاكل الورديات بين األفراد‪.‬‬ ‫ب) تفرض الطبيعة الطارئة لعمل المستشفى مزيدًا من الضغوط والجاهزية المستمرة على‬ ‫كافة العاملين فيها مما يشكل عبئًا ً‬ ‫ثقيال على جميع العاملين‪.‬‬ ‫ج) كما تفرض الطبيعة الطارئة لعمل المستشفى على المدراء والمشرفين تبني أسلوب اإلدارة‬ ‫مجاال للتشاور فيما يتعلق بالعمل والظروف‬‫ً‬ ‫باألزمات وليس باألهداف مما ال يترك‬ ‫الطارئة‪.‬‬ ‫كبيرا من االنضباط والسلوك المنظم لذا ال بد من‬ ‫ً‬ ‫قدرا‬ ‫د) تتطلب طبيعة العمل بالمستشفى ً‬ ‫تحديد خطوط السلطة والمسئولية بشكل واضح واعتماد لوائح تنظيمية وسياسات صارمة‬ ‫واضحة بحكم تعامل المستشفى مع قضايا الحياة والموت مما يجعل احتماالت قبول‬ ‫األخطاء أو اإلهمال في نطاق ضيق للغاية‪.‬‬ ‫ه) رقابة وتقييم األنشطة الطبية وضمان االستخدام الرشيد للموارد المتاحة عن طريق الهيئة‬ ‫الطبية نفسها التي تتميز باالستقاللية والحكم الذاتي تجنبًا لحدوث أي نزاعات أو‬ ‫ممارسات طبية غير مبررة فاألطباء بالنهاية بش‪.‬‬ ‫‪ -5‬المستشفى تنظيم شبه بيروقراطي‪:‬‬ ‫يرتكز التنظيم البيروقراطي على عدد من المبادئ هي‪:‬‬ ‫تقسيم العمل على أساس من التخصص الوظيفي‪.‬‬ ‫▪‬ ‫سلسلة هرمة محددة للسلطة‪.‬‬ ‫▪‬ ‫نظام محدد من اللوائح والتشريعات التي تحدد واجبات وحقوق العاملين بها‪.‬‬ ‫▪‬ ‫نظام محدد من اإلجراءات للتعامل مع ظروف العمل‪.‬‬ ‫▪‬ ‫العالقات غير الشخصية بين العاملين في التنظيم‪.‬‬ ‫▪‬ ‫المستشفى كنظام بيروقراطي يعتمد بحد كبير على سياسات وقواعد رسمية لضبط السلوكيات‬ ‫وتنظيم عالقات العمل‪.‬‬ ‫ومثل هذه الشخصية واضحة من خالل األنماط الحادة لعالقات الرئيس بمرؤوسيه لتحقيق النظام‬ ‫والخضوع من العاملين‪.‬‬ ‫ومؤخرا بدأ االتجاه العام يكون نحو تنظيمات أكثر منطقية ونحو أسلوب اإلدارة بالمشاركة؛ الن‬ ‫ً‬ ‫ال يُتوقَع أن تتخلص المستشفيات من كل الخصائص البيروقراطية لألسباب التالية‪:‬‬ ‫أ) حقيقة تعامل المستشفى مع قضايا الحياة والموت وهامش الخطأ المسموح به قليل جدًا‬ ‫فهذا يتطلب اللوائح الرسمية والقوانين والخضوع والتقيد بها وتصبح القواعد الرسمية‬ ‫مهمة وضرورية‪.‬‬ ‫ب) السعي لتحقيق مستوى عال من كفاءة اإلنجاز وفي غياب نمط اإلنتاج الممكن في‬ ‫المستشفى فمثل هذا المسعى يجبر المستشفى الستعمال وسائل شبه بيروقراطية لتنظيم‬ ‫ومراقبة األنشطة واللوائح‪.‬‬ ‫ج) غياب النظرية اإلدارية والتنظيمية الخاصة بمؤسسات القطاع الصحي دفع بهذه‬ ‫المؤسسات لألخذ من المبادئ المعروفة والموضوعة لمجال قطاع األعمال والصناعة مما‬ ‫ال يتماشى مع طبيعة العمل بالمستشفى‪.‬‬ ‫‪ | 6‬الصفحة‬ ‫‪ -6‬المستشفى تنظيم إنساني أكثر منه تنظيم آلة‪:‬‬ ‫المستشفى هو تنظيم إنساني أكثر منه تنظيم آلي فأهم مدخالته المريض ومخرجاته الرعاية الصحية‬ ‫بالمريض؛ فرعاية المرضى هي خدمات فردية وليست نمطية متشابهة بل تكون وفق االحتياجات‬ ‫والمتطلبات المحددة للمريض‪.‬‬ ‫وال تستطيع المستشفى اللجوء لما يسمى باإلنتاج الكبير مما يرتب عليه أمران‪ :‬مقدمي هذه الخدمات‬ ‫قدرا من الرقابة على المستشفى‪ ،‬والثاني عدم التحكم في حجم العمل والحاالت‬ ‫والمرضى يمارسون ً‬ ‫التي تقدم للمستشفى‪.‬‬ ‫نظرا لكل ما سبق فال بد للمستشفى أن يعتمد على العناصر البشرية العاملة فيه للقيام بتعديالت‬ ‫ً‬ ‫يومية والتأقلم المطلوب على ضوء األوضاع اليومية المتغيرة مما يجعل من الصعب وضع لوائح‬ ‫تالئم هذه التغييرات فقد يلزم أحيانًا االنحراف عن اللوائح الرسمية لمواجهة حاالت وظروف‬ ‫معينة‪.‬‬ ‫‪ -7‬مشكلة التمهن واالحتراف في المستشفى‪:‬‬ ‫يعرف فردسون المهني‪ :‬الشخص المؤهل علميًا وعمليًا في مجال من مجاالت المعرفة ونتيجة‬ ‫لبرنامج طويل ومتخصص في التدريب ويلتزم باستعمال مهاراته وعلمه وفقًا للمعايير المحددة من‬ ‫قِبل أصحاب المهنة‪.‬‬ ‫وتؤكد معايير العمل على نقطتين‪:‬‬ ‫‪.1‬الحكم واإلدارة الذاتية للمهنيين ككل‪.‬‬ ‫‪.2‬االستقالل والحكم الذاتي لكل ممارس من هؤالء المهنيين ضمن إطار الحدود الموضوعة‪.‬‬ ‫ونظرا لمركز األطباء‬ ‫ً‬ ‫متحملو المسئولية بالمستشفى هم مهنيون احترافيون وعلى رأسهم األطباء‬ ‫مصدرا للمشاكل اإلدارية والتشغيلية بسبب‪:‬‬ ‫ً‬ ‫المتميز فهذا قد يكون‬ ‫أ‪ -‬األطباء بحكم تعليمهم وتدريبهم لديهم الدوافع القوية لالستقالل الشخصي والتمتع بالحرية‬ ‫مما يجعلهم ميالون لمقاومة النظام واالنضباط الناتج عن التشريعات واللوائح‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ميل األطباء لاللتزام باستعمال معارفهم ومهارتهم وفقًا لمعايير وأخالقيات المهنة وليس‬ ‫وفقًا للتعليمات واللوائح‪.‬‬ ‫ج‪ -‬امتالك األطباء للمعرفة والمهارات العلمية الالزمة المؤهلة لعملهم بشكل مستقل نسبيًا‬ ‫ولكن الكثير من القرارات التنظيمية يتخذها المدراء الممتلكون للسلطة مما يؤدي‬ ‫الحتكاكات خطيرة بين الجانبين‪.‬‬ ‫د‪ -‬األطباء بحكم مهنتهم يتمتعون بمراكز أعلى من باقي العمالة البشرية في المستشفى ولهم‬ ‫ظرا لموقهم الهام بالمستشفى على جميع من فيها لذا فإن عبء التأقلم‬ ‫سلطة كذلك ن ً‬ ‫والتعايش مع هذه األوضاع يقع على كاهل الفئات األخرى من العناصر البشرية الموجودة‬ ‫بالمستشفى‪.‬‬ ‫‪ | 7‬الصفحة‬ ‫‪ -8‬غياب خط السلطة المنفرد‪:‬‬ ‫من أهم الخصائص المميزة للمستشفى فالقرارات ال تصدر من مصدر واحد كما هو الحال في‬ ‫التنظيمات األخرى مما يسبب مشاكل إدارية وتشغيلية إلدارة المستشفى مثل‪:‬‬ ‫أ‪ -‬صعوبة التنسيق الرسمي بين الدوائر واألقسام المختلفة في المستشفى لتعدد مصادر‬ ‫السلطة في المستشفى‪.‬‬ ‫ب‪ -‬حدوث االرتباك والغموض في التنظيم لتداخل خطوط السلطة والمسئولية‪.‬‬ ‫ج‪ -‬ظهور أوضاع يكون فيها بعض العاملين خاصةً الممرضات مسئولون ليس فقط أمام‬ ‫المسؤول الرسمي بل أمام األطباء كذلك ويتلقون التعليمات من هاتين الجهتين‪.‬‬ ‫د‪ -‬زيادة المشاكل المتعلقة باالتصاالت وقضايا االنضباط والتأديب‪.‬‬ ‫ه‪ -‬صعوبة حل المشاكل التي تحتاج تعاونًا بين الهيئة الطبية والهيئة اإلدارية‪.‬‬ ‫و‪ -‬ال يتمتع مدير المستشفى بنفس السلطة كما في مدراء المؤسسات األخرى لوجود األطباء‬ ‫ضا في المستشفى‪.‬‬ ‫الذي يملكون سلطة غير رسمية أي ً‬ ‫‪ -9‬ظروف العمل غير العادية بالمستشفى‪:‬‬ ‫نظرا لتعامل المستشفى مع قضايا الحياة والموت فهذا يضع عبئًا ويسبب قلقًا لكل من الهيئة الطبية‬ ‫ً‬ ‫العاملة وعلى المريض وذويه كذلك وحالة من الترقب‪.‬‬ ‫مشكلة قياس المخرجات النهائية للمستشفى‪:‬‬ ‫‪-10‬‬ ‫ما زالت مشكلة عدم وجود معايير لضبط الجودة للرعاية الصحية المقدمة كما أسلفنا قائمة‪ ،‬وال‬ ‫زال هناك مقدار كبير من عدم االتفاق بين الخبراء والباحثين فيما يتعلق بما يجب أن يقاس وكيف‬ ‫يقاس‪.‬‬ ‫كل هذه الخصائص من المحتمل أن تزداد مع التقدم التكنولوجي في المستقبل األمر الذي سينتج‬ ‫عن تقسيم أبعد وأوسع للعمل وتمايز وتداخل أكبر بين األنشطة‪.‬‬ ‫وبسبب عدم وجود النظرية اإلدارية التي يمكن تطبيقها على كافة أنواع المؤسسات والتي يمكن‬ ‫تطبيقها على كافة أنواع التنظيمات وألن هذه النظريات موضوعة بناء على قطاع الصناعة‬ ‫واألع مال فقد استفادت المستشفيات من التنظير المتعدد في تنظيم وإدارة أنشطتها فقد تم اختيار‬ ‫تصميمات تتفق مع خصوصية المستشفى وتمكنها من إدارة نشاطاتها بكل كفاءة وفعالية‪.‬‬ ‫‪ | 8‬الصفحة‬

Use Quizgecko on...
Browser
Browser