مبادئ إدارة األعمال PDF

Document Details

EncouragingPrudence9803

Uploaded by EncouragingPrudence9803

جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا

2024

عبدالوهاب راغب الراعي

Tags

إدارة الأعمال إدارة مبادئ إدارة علوم اإلدارة

Summary

This document is a course on business administration. It discusses the fundamental principles, theoretical concepts, and practical applications of business administration for first-year students. It covers topics such as positive thinking, the historical development of management, contemporary management principles and concepts, management functions (planning, organizing, directing, controlling), and organizations and their legal forms. It also includes practical applications of Egyptian development projects from 2015 to 2020. The document is written in Arabic.

Full Transcript

‫مبادئ إدارة األعمال‬ ‫(األصول العلمية ‪ -‬المفاهيم النظرية ‪ -‬التطبيقات العملية)‬ ‫الفرقة األولي‬ ‫دكتور ‪ /‬عبدالوهاب راغب الراعي‬ ‫استاذ اإلدارة المساعد بكلية اإلدارة جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا ووكيل‬ ‫معهد الدلتا العالي لنظم...

‫مبادئ إدارة األعمال‬ ‫(األصول العلمية ‪ -‬المفاهيم النظرية ‪ -‬التطبيقات العملية)‬ ‫الفرقة األولي‬ ‫دكتور ‪ /‬عبدالوهاب راغب الراعي‬ ‫استاذ اإلدارة المساعد بكلية اإلدارة جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا ووكيل‬ ‫معهد الدلتا العالي لنظم المعلومات االداريه‬ ‫‪2025-2024‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﭑ ﭒﭓﭔ‬ ‫ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯨ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﭼ‬ ‫التوبة‪١٠٥ :‬‬ ‫‪2‬‬ ‫إهداء‬ ‫إلي روح والدي وشقيقي وشهداء‬ ‫واجب الدفاع عن أمن وسالمة واستقرار‬ ‫وطننا الغالي مصر‪ ,‬اللهم ارحمهم جميعا‬ ‫وأسكنهم فسيح جناتك"‬ ‫‪3‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪4‬‬ ‫مقدمة‬ ‫إن علوم اإلدارة من العلوم المستحدثة التي تلقي إهتماما ً كبيرا من كل المهتمين والقائمين‬ ‫علي اإلدارة بشكل عام في الوظيفة العامة والخاصة وذلك لما في االدارة من جوانب متعددة‬ ‫عامرة بالتأثير علي المكونات االجتماعية والثقافية واالقتصادية في المجتمع‪.‬‬ ‫يسعي اإلنسان في هذه الحياة إلي إشباع كافة حاجاته المادية والمعنوية والمشاهد أن اشباع‬ ‫حاجات االنسان المتعددة يتم بشكل نسبي ويختلف من فرد آلخر تبعا ً للظروف المحيطة‪ ,‬ولذلك‬ ‫يتطلب األمر تحقيق التوازن في إشباع تلك الحاجات المتعددة‪.‬‬ ‫وفي سبيل تحقيق ذلك التوازن كان األمر يحتاج إلي القوي التي تتمكن من تحقيق التوازن‬ ‫في إشباع الحاجات اإلنسانية المتعددة والتي تعمل علي تحقيق التنسيق بين حاجات الفرد من‬ ‫ناحية ووجودهم من ناحية أخري‪.‬‬ ‫وعلي ذلك فإن اإلدارة ضرورية في أي مجتمع من المجتمعات وفي كل مجال من‬ ‫المجاالت حتي ال تسود الفوضي ويسيطر القوي علي الضعيف وحتي ال يحدث تضارب‬ ‫وتعارض في الحاجات والرغبات‪ ,‬مما يدي إلي االنحراف عن تحقيق األهداف وارتفاع تكلفة‬ ‫الوصول اليها‪.‬‬ ‫إن اإلدارة تمثل الركيزة في كافة تنظيمات األعمال التجارية أو الصناعية أو الخدمية فهي‬ ‫التي تعمل علي حسن توجيه واستخدام الموارد والعمل علي رفع كفاءة العنصر البشري‪ ,‬كما‬ ‫تعمل علي تصميم وابتكار طرق عمل جديدة ومبسطة‪ ,‬كما تعمل علي تحسين المعدات‬ ‫والتسهيالت المستخدمة بما يدي إلي تحسين جودة المنتجات والخدمات التي تنتجها المنظمة‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخري فإن كفاءة اإلدارة تتوقف علي كفاءة القائمين بالعملية اإلدارية‪ ,‬ولذلك‬ ‫ينبغي أن يتوالها من لهم دراسة وإلمام بأصول ومبادئ اإلدارة‪.‬وخبرة في القيام بالعملية‬ ‫اإلدارية‪.‬‬ ‫كذلك فإن اإلدارة نشاط متخصص حيث يختلف العمل الذي يقوم به المدير عن العمل الفني‪,‬‬ ‫ولذلك من الضروري اإللمام بأساسيات علم اإلدارة ومبادئه‪.‬‬ ‫وفي هذا الكتاب سوف نتناول ما يلي ‪:‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬التفكير اإليجابي طريق النجاح‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬التطور التاريخي لعلم اإلدارة ودور القدماء المصريين‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬مبادئ ومفاهيم اإلدارة المعاصرة‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬وظائف اإلدارة ( التخطيط ‪ -‬التنظيم ) ‪ -‬الخرائط التنظيمية‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬وظائف اإلدارة ( التوجيه ‪ -‬الرقابة )‬ ‫‪5‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬المنظمات وأشكالها القانونية‬ ‫الفصل السابع‪ :‬تطبيقات عملية ( أبرز المشروعات واالنجازات التنموية المصرية في الفترة‬ ‫من ‪ ٢٠١٥‬وحتي ‪٢٠٢٠‬م)‬ ‫‪6‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬ ‫التفكير اإليجابي طريق النجاح‬ ‫‪7‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬التفكير اإليجابي طريق النجاح‬ ‫مفهوم التفكير ولماذا تتعلمه ؟‬ ‫التفكير علم اإلنسان أشياء لم يعرفها من قبل ‪ ،‬وساعده على استرجاع الماضي واالنتفاع‬ ‫من الخبرات السابقة ‪ ،‬وإعانة على التنبؤ بالمستقبل واالستعداد له ‪ ،‬وبفضل التفكير يتميز اإلنسان‬ ‫عن الحيوان بقدرته على تصور الغاية من سلوكه ‪ ،‬وتخيل الوسائل وابتكار الحيل لتحقيق هذه‬ ‫الغايات‪.‬‬ ‫والتفكير قد وفر على اإلنسان كثيرا ً من الوقت والجهد ومواجهة المخاطرة فعن طريق‬ ‫التفكير يستطيع اإلنسان حل كثير من مشاكله في ذهنه دون أن يكلف نفسه عناء التجربة الفعلية‬ ‫في الواقع الخارجي ‪ ،‬فالتفكير تجربة ذهنية وليس تجربة فعلية نتيجتها اختصار الوقت والجهد‬ ‫وتجنب األخطار‪.‬‬ ‫واألفراد في منظمات األعمال ال يستطيعون أداء أدوارهم وتحقيق أهدافهم دون تفكير ‪،‬‬ ‫أحيانا ً يكون ذلك التفكير بشكل متعمق ودقيق ‪ ،‬وأحيانا ً أخرى بشكل سطحي وسريع ‪ ،‬وتارة‬ ‫لمدى زمني طويل وأخرى لمدى زمني قصير ‪ ،‬ومرة يركز على ما اعتاده اآلخرين وأخرى‬ ‫يفكر بشكل ابتكاري وإبداعي‬ ‫تعريف التفكير‬ ‫يعرف البعض التفكير بأنه ‪ :‬النشاط العقلي الذي يعتمد على الرموز ‪ ،‬أي يستعيض عن‬ ‫األشياء واألشخاص والمواقف واألحداث برموزها بد ً‬ ‫ال من معالجتها معالجة فعلية ‪ ،‬ويقصد‬ ‫بالرمز كل ما ينوب عن الشيء أو يشير إليه أو يعبر عنه أو يحل محله في غيابه ‪ ،‬والرموز التي‬ ‫يستخدمها التفكير متعددة منها الصور الذهنية والمعاني واأللفاظ واألرقام ‪ ،‬ومنها الذكريات‬ ‫واإلشارات والتعبيرات واإليماءات ‪ ،‬وكذلك الخرائط الجغرافية ‪ ،‬والعالمات الموسيقية والصيغ‬ ‫الرياضية‪.‬‬ ‫وتناول البعض اآلخر التفكير على أنه‪:‬‬ ‫ إعادة تنظيم المعرفة في أنماط جديدة وخلق عالقات جديدة‪.‬‬ ‫ العملية التى ينظم بها العقل خبراته بطريقة جديدة‪.‬النشاط الذي يحل به الشخص‬ ‫مشاكله مهما كانت طبيعته‪.‬النشاط العقلي الديناميكي الهادف‬ ‫ إدراك العالقات بين عناصر الموقف المراد حله‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ويتميز النشاط الفكري بالخصائص التالية ‪:‬‬ ‫‪.1‬القدرة على إدراك العالقات األساسية في الموقف‪.‬‬ ‫‪.2‬القدرة على اختيار بديل من بين عدد كبير من البدائل المتاحة‪.‬‬ ‫‪.3‬القدرة على االستبصار وإعادة تنظيم الخبرات المناسبة‪.‬‬ ‫‪.4‬القدرة على إعادة تنظيم األفكار المتاحة‪ ،‬بهدف الوصول إلى أفكار جديدة‪.‬‬ ‫كيف يعمل الدماغ البشري‪:‬‬ ‫يعمل الدماغ البشري بشكل بالغ الترتيب والدقة فهو بالغ الصغر ومع ذلك تتوالي وتتداخل‬ ‫عملياته الفكرية ويمكنه التخزين بشكل كبير ويستطيع التعرف علي األشياء بشكل يفوق أي شيء‬ ‫آخر ‪ ،‬ويتميز الدماغ البشري بالخصائص التالية ‪:‬‬ ‫‪ -1‬صغر الحجم ‪ :‬يندهش اإلنسان أحيانا ً من صغر حجم شريحة الحاسب اآللى ‪ ،‬حيث أنها ال‬ ‫تزيد عن قالمة الظفر ‪ ،‬إن استخدام هذه النسبة في الصغر في صناعة حاسب آلي إذا‬ ‫طبقناها علي اإلنسان ‪ ،‬سينتج عنها أن المخ البشري يعادل حاسب آلي زنته عشرة أطنان‪.‬‬ ‫‪ -2‬التعددية ‪ :‬بالرغم مما يؤديه الحاسب اآللي من أعمال إال أنه يتبع نسقا ً ثابتا في التفكير ‪ -‬إذا‬ ‫جاز لنا أن نقول ذلك – وهو نسق التوالي أو التتابع أو عمل شئ واحد في وقت واحد ‪،‬‬ ‫حيث أن المخ البشري يمكنه أن ينشغل بأكثر من شئ في وقت واحد‪.‬‬ ‫‪ -3‬التخزين ‪ :‬يمكن للمخ البشري أن يخزن ألف معلومة جديدة بالثانية منذ الميالد وحتى أرذل‬ ‫العمر ‪ ،‬وخصوصا ً بعد ما أثبتت الدراسات الحديثة أنه باإلمكان أن نتذكر كل شئ حدث لنا‬ ‫في الصغر‪.‬‬ ‫‪ -4‬التعرف ‪ :‬يمكن للمخ أن يتعرف على الوجه الذي قابله في أقل من ثانية وهو ما ال يمكن‬ ‫لحاسب آلى أن يفعله‪.‬‬ ‫ولكن لماذا نعجز أحيانا ً عن االستفادة من هذه الطاقة البشرية العظيمة ‪ ،‬قد يكون السبب واحد أو‬ ‫أكثر مما يلي ‪:‬‬ ‫ التقيد باالفتراضات السلبية عن الذات واآلخرين‪.‬‬ ‫ التجارب والخبرات الشخصية‪.‬‬ ‫ القيود الصحية‪.‬‬ ‫ التفكير السلبي‪.‬‬ ‫ القلق والتوتر‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫فصي المغ األيمن واأليسر‬ ‫الفص األيسر‬ ‫الفص األيمن‬ ‫يحب القيام بالمشروعات الجديدة ولديه رغبة يتواءم مع المشروعات واألعمال المألوفة‬ ‫المتعارف عليها‪.‬‬ ‫لمعرفة الجديد‪.‬‬ ‫تحركه المشاعر والعواطف واألحاسيس ‪ ،‬بداخله تحركه األدوات والمعدات والرسوم الهندسية‬ ‫وبداخله مهندس‬ ‫‪.‬فنان‬ ‫يمارس أنشطة مرحة وألعاب طريفة ويحدث جوا ً يركز على القواعد والنظم والتدفق المنطقي‬ ‫للمعلومات‬ ‫من الدعابة‬ ‫تعبيرات حرة غير مقيدة للبهجة والحزن واإلثارة رشيد ومسيطر على إنفعاالته ‪ ،‬ضابط العواطفه‬ ‫وتصرفاته ‪ ،‬حليم‬ ‫والغضب‪.‬إلخ‪.‬‬ ‫يتفاعل ويميل للتواصل مع اآلخرين والتقرب يفضل العمل منفردا ً ‪ ،‬ويعشق الهدوء ويتجه‬ ‫أحيانا ً للعزلة والتأمل‬ ‫منهم‬ ‫بيئة العمل التي تحيط به مليئة باألشكال والمناظر بيئة العمل أو مكتبه ملئ بالملفات واألجهزة‬ ‫المرتبة ترتيبا ً جيدا ً‬ ‫والبيانات‬ ‫األشياء التي يتعامل بها أو يصرح بها تدعو األشياء التي يتعامل بها أو يصرح بها تدعو‬ ‫للجدية والتفكير‬ ‫للمرح واالنشراح‬ ‫يبدع في مشاريع الدقيقة الواحدة أو مواقف اللحظة يبدع في المشاريع المجدولة والسابق التخطيط لها‬ ‫مع االرتباط بالتفاصيل‬ ‫األخيرة‬ ‫فكرة (بؤري)‬ ‫فكرة (شعاعي)‬ ‫‪10‬‬ ‫أنواع التفكير‬ ‫اهتم العديد من الكتاب والباحثين بدراسة وتحليل أنماط التفكير لدى األفراد عند دراستهم‬ ‫للمشكالت واتخاذ القرارات ومن التقسيمات الشائعة ألنواع التفكير لدى األفراد ما يوضحه الشكل‬ ‫التالي وهذا التقسيم يأخذ في االعتبار متغيرات الشخصية ‪.‬‬ ‫أنماط التفكير‬ ‫لدى األفراد‬ ‫التفكير النفعي‬ ‫التفكير‬ ‫التفكير الواقعي‬ ‫التفكير التركيبي‬ ‫التفكير المثالي‬ ‫التفكير‬ ‫التحليلي‬ ‫‪Realist‬‬ ‫‪Pragmatist‬‬ ‫‪Synthesist‬‬ ‫‪Idealist‬‬ ‫اإلبتكاري‬ ‫‪Analyst‬‬ ‫‪Creative‬‬ ‫‪ -1‬التفكير التحليلي ‪ :‬هو تفكير منطقي يبحث عن الحلول الصحيحة دائما ً ‪ ،‬ويعتمد على تسلسل‬ ‫األفكار وتحليلها ‪ ،‬وقد يتطلب األمر بعض العمليات الحسابية بما يؤدى في النهاية إلى‬ ‫الوصول إلى حل واحد صحيح يمكن التنبؤ به مقدما ً ‪ ،‬ويعتمد على الربط بين األفكار‬ ‫والكشف عن طبيعة العالقات وتحليلها والوصول إلى حقائق و استجابات معينة‪.‬‬ ‫‪ -2‬التفكير االبتكارى ‪ :‬هو تفكير واسع التصور ‪ ،‬يتطلب انطالقا ً فكريا ً بـال قيود أو حدود ‪،‬‬ ‫يبحث عن أفكار وحلول متعددة ال يمكن التنبؤ به مقدما ً ويعتمد على الربط بين أفكار لم يكن‬ ‫بينها ارتباط من قبل ‪ ،‬وقد ال تبدو واضحة للجميع ‪ ،‬بل يكتشفها ذوى القدرات االبتكارية‪.‬‬ ‫‪ -3‬التفكير الواقعي‪ :‬يهتم التفكير بالبيانات والتفاصيل ويؤمن بحقائق الواقع التي يدركها عن‬ ‫طريق تفسيره للظواهر المحيطة به‪ ،‬ويؤمن بأن الصحيح هو ما اتفق عليه الناس حتى أصبح‬ ‫عرفا ً ‪ ،‬وال يهتم بالتصورات والتنبؤ بالمستقبل ‪ ،‬كما ال يهتم كثيرا ً بالماضي إال إذا كانت‬ ‫دراسته تخدم الواقع الذي يعايشه ‪.‬‬ ‫‪ -4‬التفكير النفعي ‪ :‬هو تفكير يركز على تحقيق المنفعة ويبحث عن أقصر الطريق لتحقيق‬ ‫ال أو مستقبالً ‪ ،‬وال يهتم بالتغيير‬ ‫المصالح وتجذبه المثيرات التي يبدو فيها مصلحة ذاتية له حا ً‬ ‫المفاجئ أو الشامل وقد تشغله مصالحه عن الرؤية المستقبلية والنظرة اإلستراتيجية ولذا‬ ‫تحكمه النظرة التكتيكية لألمور والمدى الزمني القصير‪.‬‬ ‫‪ -5‬التفكير المثالي ‪ :‬يتركز هذا التفكير حول المبادئ والقيم والمثاليات واألخالقيات الراقية‪،‬‬ ‫ويبحث صاحبه دائما ً عن أفضل الحلول وما يجب أن يكون‪ ،‬ويؤمن بكل ما هو نص متفق‬ ‫عليه وهدفه تحقيق المثالية‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪ -6‬التفكير التركيبي ‪ :‬ويتميز هذا النوع من التفكير بالمزج بين أكثر من نوع من األنواع السابقة‬ ‫حيث تبدو لديه القدرة على الربط بين أمور مختلفة ومتباينة ويتسم بالقدرة على استخدام‬ ‫الحقائق بجانب الحدس والتوقع المستقبلي ولذا فهو مبتکر و خالق يمكنه صياغة‬ ‫االستراتيجيات المستقبلية والتعامل مع المواقف الصعبة وتقبل التغيير والسعي إلحداثه‪.‬‬ ‫خصائص األنماط السلوكية تبعا لنوع التفكير‬ ‫يتكون النمط الشخصي من عناصر عديدة أهمها ‪:‬‬ ‫اإلدراك ‪ -‬التفسير ‪ -‬االستجابة للمعلومات‬ ‫ويمكنك معرفة نمطك الشخصي من خالل بعدين رئيسيين ‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬تجميع المعلومات ‪ :‬وينقسم هذا البعد إلى ‪:‬‬ ‫‪ -‬الحدس ‪ /‬الكليات ‪Intuitive‬‬ ‫‪ -‬الحسي ‪ /‬الجزئيات ‪Sensing‬‬ ‫ثانيا تقييم المعلومات ‪ :‬وينقسم هذا البعد إلى ‪:‬‬ ‫‪ -‬الفكري ‪ /‬الخطط ‪Thinking‬‬ ‫‪ -‬الشعوري ‪ /‬التجربة والخطأ ‪Feeling‬‬ ‫النمط الحسي‬ ‫‪SENSING‬‬ ‫تجميع المعلومــــــــــــــات‬ ‫النمط الفكري‬ ‫النمط الشعوري‬ ‫‪THINKING‬‬ ‫تقيــــــــــــــــــــم‬ ‫‪FEELING‬‬ ‫النمط الحدسي‬ ‫‪INTUITIO‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪Information Gathering‬‬ ‫تجميع المعلومات‬ ‫حسن الفهم والمعقولية ‪SENSING‬‬ ‫البداهة والحدسية ‪INTUITION‬‬ ‫ال يفضل مواجهة المشكالت الجديدة دون‬ ‫يفضل التعامل مع المشكالت الجديدة‬ ‫معايير تحكمها‬ ‫يفضل التعامل مع أطر عمل مقننة ومتعارف‬ ‫ال يفضل تكرار نفس العمل مرات عديدة‬ ‫عليها‬ ‫يستمتع بالممارسة‬ ‫يستمتع بالتعلم‬ ‫يعمل بجهد متوازن وواقعي‬ ‫يعمل باندفاع وحماس لفترات طويلة‬ ‫يتبع أساليب محددة للوصول للنتائج‬ ‫يميل للقفز لإلستنتاجات‬ ‫تزعجه تعقد التفاصيل ويملها بسرعة‬ ‫لديه صبر كاف للتعامل مع المواقف المعقدة‬ ‫صبور في التعامل مع التفاصيل(الروتينية)‬ ‫يمل التفاصيل الروتينية‬ ‫ال يثق في اإللهام أو لم يصادفه يوماً‪.‬‬ ‫يتبع إلهامه متفائالً كان أو متشائما ً‬ ‫غالبا ما يرتكب أخطاء عندما يتعامل مع نادرا ً ما يخطا ً عند تعامله مع الحقائق‪.‬‬ ‫الحقائق‬ ‫يميل إلى إتقان العمل وتدقيقه‬ ‫ال يميل إلعطاء وقت كاف للتدقيق واإلتقان‬ ‫االهتمام بالجزئيات‬ ‫االهتمام بالكليات‬ ‫‪13‬‬ ‫تقييم المعغلومات ‪Information Evaluation‬‬ ‫تفكيري تأملي ‪Thinking‬‬ ‫وجداني وشعوري ‪Feeling‬‬ ‫ال ينشغل بمشاعر اآلخرين ويهتم بالعمل أساساً‪.‬‬ ‫يهتم بمشاعر اآلخرين وأحاسيسهم‬ ‫قد يؤذي مشاعر اآلخرين دون قصد‬ ‫يمتعه إدخال البهجة على نفوس اآلخرين‬ ‫يفضل التنسيق والترتيب المنطقي للعمل‬ ‫يحب التناسق والتناغم في أداء العمل‬ ‫يتعايش مع بعض المناورات والفوضى‬ ‫تزعجه ضغائن ومناورات العمل‬ ‫تتأثر قدراته بتفضيالته الشخصية أو تفضيالت اآلخرين يقرر بموضوعية وقد يتجاهل رغبات اآلخرين أو‬ ‫تفضيالتهم الشخصية‬ ‫يفضل العدالة كأساس للتعامل معه‬ ‫يحتاج إلى اإلطراء من حين آلخر‬ ‫قادر على توبيخ اآلخرين إذا لزم األمر‬ ‫ال يحب توصيل األنباء السيئة‬ ‫يرتبط فقط بالشخصيات المشابهة له‬ ‫مرتبط باآلخرين وعالقاته متينة‬ ‫يبدو قاسيا ً حادا ً غليظ القلب‬ ‫يبدو متعاطفا ً حانيا ً ودودا ً‬ ‫االهتمام بالتخطيط العلمي‬ ‫االهتمام بالتجربة والخطأ‬ ‫التفكير اإليجابي والتفكير السلبي ‪:‬‬ ‫كيف تفكر سلبيا ً ؟‬ ‫كيف تفكر إيجابيا ً ؟‬ ‫ال أحد يعرف أي شئ بخصوص ذلك‬ ‫دعنا نرى‪.........‬‬ ‫لقد كنت سئ الحظ‬ ‫لقد كنت محظوظاً‪.‬‬ ‫يبدو ‪...‬ربما ‪...‬لكن‬ ‫نعم سأفعل ‪..‬ال ‪ ،‬لن أفعل‬ ‫كيف تتوقع أن يكون لدي وقت لذلك ؟‬ ‫سأوفر الوقت الالزم للقيام بذلك‬ ‫حسنا ً ‪...‬لكن من الصعب أن تقول الكلمة األخيرة في هذا‪.‬‬ ‫دعنا ندخل في صميم الموضوع ‪.‬‬ ‫لقد أسأت فهمي‪.‬‬ ‫آسف لم أكن واضحا ً بدرجة كافية‬ ‫لم يكن الخطأ خطئي‬ ‫لقد ارتكبت خطأ ما ‪ ،‬وسوف أصححه‬ ‫يبدو أن وجهات نظرنا مختلفة بخصوص هذا الموضوع هذه هي وجهة نظري‬ ‫أن لست سيئا ً كالكثيرين غيري‬ ‫أنني على ما يرام‪ ،‬لكن يمكن أكون أفضل‬ ‫كما قلت مرارا ً ‪ ،‬وتكرارا ً‬ ‫أخبرني‬ ‫تلك هي الطريقة التي نعمل بها دائما ً‬ ‫ال بد وأن هناك طريقة أفضل‬ ‫‪14‬‬ ‫هل تفكر بإيجابية ؟‬ ‫اختر إجابة واحدة لكل عبارة من العبارات التالية ‪ ،‬وذلك بوضع عالمة (√) أمام اإلجابة‬ ‫التي تناسبك حتي يمكنك التعرف علي نمط تفكيرك ‪ ،‬ومن ثم هل تميل إلي اإليجابية أم ال ؟‪:‬‬ ‫‪ -1‬هل تفكر بإيجابية تجاه الحياة بشكل عام ؟‬ ‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعم (‬ ‫‪ -2‬هل لك رؤية واضحة عن المستقبل ؟‬ ‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعم (‬ ‫‪ -3‬هل تعمل جاهدا ً للتخطيط للمستقبل ؟‬ ‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعم (‬ ‫‪ -4‬هل تفكر بإيجابية تجاه عملك ؟‬ ‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعم (‬ ‫‪ -5‬هل تفكر في كيفية تحسين أدائك في العمل ؟‬ ‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعم (‬ ‫‪ -6‬هل تمتدح المنظمة التي تعمل فيها ؟‬ ‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعم (‬ ‫‪ -7‬هل تمتدح العاملين في المنظمة التي تعمل فيها ؟‬ ‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعم (‬ ‫‪ -8‬هل تبدو مثاالً ممتازا ً للعاملين فى المنظمة التي تعمل بها ؟‬ ‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعم (‬ ‫‪ -9‬هل تسعي لتقديم أفكار ومقترحات لتطوير المنظمة التي تعمل بها ؟‬ ‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعم (‬ ‫‪ -10‬هل تشجع اآلخرين أكثر من االعتراض أو النقد أو التذمر ؟‬ ‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعم (‬ ‫‪ -11‬هل تفكر بإيجابية تجاه أسرتك ؟‬ ‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعم (‬ ‫‪ -12‬هل تحاول باستمرار تحسين مستوى معيشة أسرتك ؟‬ ‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعم (‬ ‫‪ -13‬هل تعتبر مثاالً يحتذي به ألسرتك ‪ ،‬وبخاصة األطفال ؟‬ ‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعم (‬ ‫‪15‬‬ ‫‪ -14‬هل تفكر بإيجابية تجاه نفسك ؟‬ ‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعم (‬ ‫‪ -15‬هل تحاول بشكل جاد تطوير نفسك ؟‬ ‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعم (‬ ‫‪ -16‬هل تفكر بإيجابية تجاه مجتمعك ؟‬ ‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعم (‬ ‫‪ -17‬هل شاركت كمتطوع في أي عمل عام أو خدمة للمجتمع ؟‬ ‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعم (‬ ‫‪ -18‬هل أخذت المبادرة مرة بعمل شئ لمصلحة الحي أو المنطقة التي تعيش فيها ؟‬ ‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعم (‬ ‫‪ -19‬هل تتحدث بشكل جيد عن جيرانك وأقاربك ؟‬ ‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعم (‬ ‫‪ -20‬هل تتحدث مع اآلخرين وعنهم بشكل إيجابي أكثر منه سلبي؟‬ ‫)‬ ‫ال (‬ ‫)‬ ‫نعم (‬ ‫‪16‬‬ ‫كيف تغير تفكيرك السلبي إلي إيجابي ؟‬ ‫السلبي‬ ‫اإليجابي‬ ‫يفكر في المشكلة‬ ‫يفكر في الحل‬ ‫ال تنضب أعذاره‬ ‫ال تنضب أفكاره‬ ‫ينتظر المساعدة من اآلخرين‬ ‫يساعد اآلخرين‬ ‫يری مشكلة في كل حل‬ ‫يرى حل لكل مشكلة‬ ‫الحل ممكن ولكنه صعب‬ ‫الحل صعب ولكن ممكن‬ ‫يعتبر اإلنجاز وعدا ً يعطيه‬ ‫يعتبر اإلنجاز التزاما يلبيه‬ ‫لديه أوهام وأضغاث أحالم يبددها‬ ‫لديه أحالم يحققها‬ ‫اخدع الناس قبل أن يخدعوك‪.‬‬ ‫يعامل الناس كما يحب أن يعاملوه‬ ‫يرى في العمل ألم‬ ‫يرى في العمل أمل‬ ‫ينظر إلى الماضي ويتطلع إلى ما هو مستحيل‬ ‫ينتظر المستقبل ويتطلع إلى ما هو ممكن‬ ‫يقول ما يختار‬ ‫يختار ما يقول‬ ‫يناقش بضعف وبلغة فظة‬ ‫يناقش بقوة وبلغة لطيفة‬ ‫يتثبت بالصغائر ويتنازل عن القيم‬ ‫يتمسك بالقيم ويتنازل عن الصغائر‬ ‫تصنعه األحداث‬ ‫يصنع األحداث‬ ‫األسرار الحقيقية عند الشخصية اإليجابية‬ ‫إدارة الوقت‬ ‫التأثير‬ ‫احترام الذات‬ ‫تحديد الهدف‬ ‫التوازن‬ ‫التفاؤل‬ ‫حل المشكالت‬ ‫الواقعية‬ ‫الثقة بالنفس‬ ‫التغير الذاتي‬ ‫وضع الحوافز‬ ‫الهمة العالية‬ ‫العملية‬ ‫الدافع‬ ‫العلم الصائب‬ ‫األولويات‬ ‫القناعة‬ ‫التميز‬ ‫التفكير‬ ‫ضبط النفس‬ ‫تحمل المسئولية‬ ‫القيادية‬ ‫االطمئنان‬ ‫اإلنتاجية‬ ‫تخطيط‬ ‫المستقبل‬ ‫التطبيق‬ ‫‪17‬‬ ‫رؤيتك اإليجابية لنفسك سبب نجاحك‬ ‫حطم عوائق‬ ‫التفكير السلبي‬ ‫التشاؤم‬ ‫اإليجابية‬ ‫القلق‬ ‫التقليد األعمى‬ ‫نقد الذات‬ ‫عدم وجود هدف‬ ‫ضعف الثقة بالنفس‬ ‫اليأس‬ ‫الكسل والخمول‬ ‫إهدار الوقت‬ ‫االنسحاب الدائم‬ ‫بادر‬ ‫األخالق السيئة‬ ‫الهوى‬ ‫الروتين‬ ‫استصغار النفس‬ ‫الضغوط النفسية‬ ‫الخجل‬ ‫عدم وجود‬ ‫أسرع‬ ‫الهمة الضعيفة‬ ‫البيئة‬ ‫التسويف‬ ‫تحطيم هذه الحواجز هو النجاح وااليجابية‬ ‫‪18‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬ ‫التطور التاريخي لعلم اإلدارة ودور‬ ‫القدماء المصريين‬ ‫‪19‬‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫التطور التاريخي لعلم اإلدارة ودور القدماء المصريين‬ ‫بعد دراستك لهذا الفصل تستطيع اإلجابة على األسئلة التالية‪:‬‬ ‫‪ -1‬لماذا ندرس التطور التاريخي لإلدارة؟‬ ‫‪ -2‬ما معنى المدرسة أو المدخل أو المنهج أو المنظور في دراسة اإلدارة؟‬ ‫‪ -3‬ماذا نتعلم من المدرسة الكالسيكية؟‬ ‫‪ -4‬ماذا نتعلم من المدرسة السلوكية؟‬ ‫‪ -5‬ماذا نتعلم من المدرسة الكمية؟‬ ‫‪ -6‬ماذا نتعلم من المدرسة الحديثة؟‬ ‫‪ -7‬ما هي اآلفاق المستقبلية لإلدارة؟‬ ‫اإلدارة بين الماضي‬ ‫والحاضر‬ ‫االتجاهات المعاصرة‬ ‫المدارس الحديثة‬ ‫المدرسة الكمية‬ ‫المدرسة السلوكية‬ ‫المدرسة الكالسيكية‬ ‫والمستقبلية‬ ‫البحث عن التميز‬ ‫ ‬ ‫ مدخل النظم‬ ‫ علم اإلدارة أو‬ ‫العالقات‬ ‫ ‬ ‫ اإلدارة العلمية‬ ‫إدارة الجودة‬ ‫ ‬ ‫ المدخل الموقفي‬ ‫بحوث العمليات‬ ‫اإلنسانية و‬ ‫ المبادئ أو‬ ‫الشاملة‬ ‫ إدارة العمليات‬ ‫دراسات‬ ‫العمليات‬ ‫المنظمة المتعلمة‬ ‫ ‬ ‫واإلنتاج‬ ‫هوثورن‬ ‫اإلدارية‬ ‫الوعي الشمولي‬ ‫ ‬ ‫نظرية الحاجات‬ ‫ ‬ ‫ البيروقراطية‬ ‫والتنوع والمعرفة‬ ‫اإلنسانية‬ ‫القيادة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫(ماسلو)‬ ‫نظرية (‪)X‬‬ ‫ ‬ ‫ونظرية (‪)Y‬‬ ‫(ماكريكور)‬ ‫نظرية‬ ‫ ‬ ‫الشخصية‬ ‫الناضجة‬ ‫(اركرس)‬ ‫‪20‬‬ ‫مقدمة‬ ‫رغم أن اإلدارة بالمفهوم العام مورست بأشكال شتى من قبل الحضارات القديمة إال أن‬ ‫اإلدارة كعلم له قواعد وأصول ونظريات ومفاهيم يعتبر حديثا مقارنة بعلوم أخرى كثيرة‪.‬ويشير‬ ‫البعض إلى أن بداية ظهور علم اإلدارة بمعناه المتعارف عليه اليوم ال يتجاوز مئة عام األخيرة‪،‬‬ ‫حيث كتابات االقتصاديين األوائل والثورة الصناعية في العالم الغربي في هذا الفصل نحاول أن‬ ‫نعطي لمحة مركزة وسريعة عن التطور التاريخي لعلم اإلدارة من خالل تقسيمها إلى عدة‬ ‫مدارس فكرية تتكامل في فروضها وتتطور وفق اعتبارات زيادة حجم ونوعية التطور‬ ‫االقتصادي واالجتماعي في المجتمعات‪.‬ولكن قبل أن ندخل في تفاصيل المدارس نود أن نشير‬ ‫إلى معنى المدرسة بشكل عام وأهميتها وأسباب تعددها‪.‬‬ ‫مفهوم المدرسة أو المدخل‬ ‫يستخدم مصطلح المدرسة ‪ School‬أو المدخل ‪ Approach‬ليشير إلى مجموعة‬ ‫المتخصصين أو العلماء الذين يشتركون في رؤيتهم وتعريفهم وتفسيرهم ظاهرة معينة وتحديد‬ ‫حدودها وطريقة دراستها وفهمها والمواضيع المنضوية في إطارها‪ ،‬مثال ذلك مدرسة الشعر‬ ‫الحديث أو مدرسة الفن الحديث أو الرسم االنطباعي وغيرها‪.‬وبهذا المعنى فإن هؤالء المنتمين‬ ‫إلى مدرسة معينة ال يشترط أن يكونوا في المكان الواحد وال أن يعيشوا في نفس الفترة الزمنية‬ ‫وال يعرف بعضهم بعضا‪ ،‬إنها يشتركون في رؤيتهم وافتراضاتهم حول الحقيقة العلمية‬ ‫لالختصاص الذي يصنفون ضمنه‪.‬‬ ‫والمدرسة أو المدخل في اإلدارة يعني مجموعة العلماء والمتخصصين في اإلدارة الذين لو‬ ‫سئلوا حول اإلدارة وأهميتها ومعناها ومفهوم اإلداري الناجح لهم ألعطوا إجابات متشابهة بحدود‬ ‫كبيرة بحيث نستطيع أن نضعهم في إطار فلسفة واحدة ومنظور متشابه نسميه مدرسة معينة مثل‬ ‫المدرسة الكالسيكية أو السلوكية أو غيرها‪.‬إن أهمية دراسة المدارس اإلدارية ومعرفة روادها‬ ‫وأفكارهم يساهم في تشكيل تراكم وتكامل جهود مختلفة ومتنوعة تصب باتجاه اتساع نطاق علم‬ ‫اإلدارة وزيادة مكوناته وإغناء مفاهيمه كما أن هذه المدارس تعطي رؤى مختلفة لكيفية االرتقاء‬ ‫بالممارسة اإلدارية وتحسين قدرة المدراء في إدارة منظماتهم وتحقيق نتائج أفضل‪.‬إن أسباب‬ ‫تعدد وتنوع المدارس أو المداخل يرتبط باالجتهادات المختلفة في دراسة الظواهر اإلدارية ورؤية‬ ‫الباحثين وطريقة تعاملهم مع األسباب والنتائج المرتبطة بدراسة هذه الظواهر ومن المعلوم أنه‬ ‫في علم اإلدارة توجد عدة مدارس لدراسة الظواهر اإلدارية وما يرتبط بها وجميعها مهمة لتشكيل‬ ‫حصيلة معرفية لدى المدراء مفيدة في تعاملهم مع مختلف المواقف في المنظمات الحديثة‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫أوالً ‪ :‬المدرسة الكالسيكية ( التقليدية) ‪Classical School‬‬ ‫تضم هذه المدرسة ‪ -‬التي تعتبر من أقدم المدارس في نشأتها التاريخية ‪ -‬مجموعة من‬ ‫االتجاهات وهي اإلدارة العلمية والمبادئ العمليات أو التقسيمات اإلدارية والبيروقراطية وكما في‬ ‫المخطط أدناه‪.‬‬ ‫المدرسة الكالسيكية‬ ‫االفتراض الرئيسي‬ ‫األفراد راشدون وعقالنيون‬ ‫اتجاه المبادئ أو‬ ‫اتجاه اإلدارة العلمية‬ ‫اتجاه البيروقراطية‬ ‫الرواد الرئيسيون‬ ‫العمليات اإلدارية‬ ‫الرواد الرئيسيون‬ ‫الرواد الرئيسيون‬ ‫فردريك تايلور‬ ‫هنري فايول ‪.‬‬ ‫ماكس فيبر‬ ‫(أبو اإلدارة)‪.‬‬ ‫ماري باركر فوليت‬ ‫شستر برنارد‬ ‫فرانك وليليان جلبرت‬ ‫(أبو البيروقراطية)‬ ‫شكل ‪ :‬المدرسة الكالسيكية واتجاهاتها‬ ‫اإلدارة العلمية ‪Scientific Management‬‬ ‫يمثل هذا االتجاه بداية استخدام المنهج العلمي المنظم للتعامل مع اإلشكاالت في المنظمات‪.‬‬ ‫وينطلق من مسلمات معينة تمثل منهجا ً فكريا ً تحليليا ً للمشاكل اإلدارية ومن ثم إيجاد حلول واقعية‬ ‫لها لغرض تحسين أداء العاملين ورفع إنتاجيتهم مما ينعكس إيجابيا ً على طرفي العالقة رب‬ ‫العمل ‪ Employer‬والعاملين ‪.Employees‬ويعتبر فردريك تايلور (‪)1915-1856‬‬ ‫‪ Fredrick Taylor‬األب الروحي لهذا االتجاه ويسميه البعض أبو اإلدارة الحديثة‪.‬لقد نشر‬ ‫تايلور كتابا ً بعنوان "مبادئ اإلدارة العلمية عام ‪ 1911‬وأوضح فيه أهم أفكاره بخصوص التعامل‬ ‫اإلداري ودراسة الوقت والحركة ‪ Time and Motion Study‬والتي أسهمت في ما بعد‬ ‫‪22‬‬ ‫‪Industrial‬‬ ‫بتطوير تخصص علمي مهم في كلية الهندسة وهو اإلدارة الصناعية‬ ‫‪.Management‬‬ ‫إن أهم إسهامات تايلور واإلدارة العلمية يمكن إجمالها في ما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬إعداد قواعد علمية لكل وظيفة تشتمل على دراسة الحركة والوقت القياسي الالزم‬ ‫إلنجازها وتحضير ظروف مناسبة في مكان العمل‪.‬‬ ‫‪ -2‬اختيار العاملين بعناية فائقة بحيث يمتلكون المهارات المطلوبة للوظيفة‪.‬‬ ‫‪ -3‬تدريب العاملين بعناية ألداء أعمالهم ودفع أجور تتالءم مع أدائهم‪.‬‬ ‫‪ -4‬إعانة ودعم العاملين في أداء أعمالهم عن طريق التخطيط السليم للعمل وتسهيل‬ ‫مهمة إنجازه‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن الزوجين ليليان جلبرت (‪Gilbreth Lillian )1972-1878‬‬ ‫وفرانك جلبرث (‪ )Frank Gilbre )1924-1868‬قاما بتطوير معدات لغرض دراسة الوقت‬ ‫والحركة وكذلك علم النفس الصناعي‪.‬وقد كان الهدف من دراسة الوقت والحركة تقليل الوقت‬ ‫الضائع من قبل العامل وبالتالي فقد مهد هذا األمر إلى ما يعرف اليوم بتبسيط العمل ‪Work‬‬ ‫‪ Simplification‬والمعيارية ‪.Standardization‬‬ ‫المبادئ العمليات أو التقسيمات اإلدارية ‪Administrative Principles‬‬ ‫يمثل هذا االتجاه نظرة مكملة لالتجاه السابق (اإلدارة العلمية)‪ ،‬ففي اإلدارة العلمية كان‬ ‫التركيز على إنتاجية الفرد وزيادتها ‪ ،‬في حين يركز هذا االتجاه على المنظمة كوحدة واحدة‪.‬‬ ‫ويعتبر هنري فايول (‪ )Henry Fayol 1841-1925‬الرائد األول لهذا االتجاه والذي نشر كتابا ً‬ ‫بعنوان "اإلدارة العليا واإلدارة الصناعية(‪ )1‬عام ‪.1916‬إن أفكار فايول والرواد اآلخرين في هذا‬ ‫االتجاه شكلت القاعدة األساسية لتخصص إدارة األعمال‪.‬ولعل أبرز أفكار فايول ومساهماته هي‪:‬‬ ‫‪.1‬العمليات اإلدارية‬ ‫فقد قسم فايول مهام وواجبات اإلدارة إلى خمسة عمليات رئيسية‪:‬‬ ‫❖ االستبصار والحكمة ‪ Foresight‬والتي من خاللها توضع الخطة لتنفذ مستقبالً‪.‬‬ ‫❖ التنظيم ‪ Organization‬لحشد وتأطير الموارد التي تستخدم في تنفيذ الخطة للوصول إلى‬ ‫األهداف‪.‬‬ ‫(‪ )1‬لقد فضلنا ترجمة ‪ Administration Industriell et Général‬من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية بهذا‬ ‫الشكل لكون الكتاب يعالج موضوع اإلدارة العليا للمنظمة واألنشطة الصناعية فيها وليس كما يترجم في الكتب‬ ‫العربية بعنوان "اإلدارة العامة والصناعية والتي يفهم منها أن المضمون يخص اإلدارة الحكومية واإلدارة‬ ‫الصناعية‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫❖ القيادة وإصدار األوامر ‪ Command‬لتقييم العاملين وإنجازاتهم للحصول على أفضل نتائج‬ ‫من خالل تنفيذ الخطة‪.‬‬ ‫❖ التنسيق ‪ Coordination‬لمطابقة الجهود مع بعضها وتقاسم المعلومات لحل اإلشكاالت‬ ‫اإلدارية وتحقيق أفضل النتائج‪.‬‬ ‫❖ الرقابة ‪ :Control‬للتأكد من أن اإلنجاز يأتي متوافقا ً مع الخطة الموضوعة الخطة‬ ‫الموضوعة واتخاذ إجراءات تصحيحية إذا لزم األمر‪.‬‬ ‫‪.2‬أنشطة المنظمة‬ ‫في منظمات األعمال التي تهدف إلى إنتاج السلع الصناعية يمكن مالحظة األنشطة التالية‪:‬‬ ‫❖ النشاط اإلنتاجي الفني ‪ Technical Operations‬ويتعلق بإنتاج السلع المختلفة‪.‬‬ ‫❖ النشاط التجاري ‪ :Commercial Operations‬ويتعلق بشراء المواد األولية الالزمة‬ ‫لإلنتاج وبيع المنتجات تامة الصنع‪.‬‬ ‫❖ النشاط المالي ‪ :Financial Operations‬وهذه الوظيفة تتعلق بأساليب الحصول على‬ ‫األموال وتخصيصها لمختلف األنشطة بطريقة مثلى مع مراقبة حركة رأس المال في‬ ‫المنظمة‪.‬‬ ‫❖ نشاط الحماية من المخاطر ‪ Security: Operations‬تركز هذه الوظيفة على الخطوات‬ ‫الضرورية لحماية األفراد في المنظمة وكذلك إنتاج منتجات سليمة وأمينة‪.‬‬ ‫❖ النشاط المحاسبي ‪ :Accounting Operations‬وتتضمن هذه الوظيفة توثيق وتسجيل‬ ‫مجمل العمليات المحاسبية والمالية وتهيئة البيانات المحاسبية‬ ‫❖ الخاصة بالمخزون واألرباح والمطلوبات وإعداد الميزانية العمومية مع تحليل هذه‬ ‫البيانات إحصائياً‪.‬‬ ‫❖ النشاط اإلداري ‪ Managerial Operations‬ويمثل العمليات اإلدارية األربعة وهي‪:‬‬ ‫‪ -‬التخطيط ‪Planning‬‬ ‫‪ -‬التنظيم ‪Organization‬‬ ‫‪ -‬القيادة ‪Leadership‬‬ ‫‪ -‬الرقابة ‪Control‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪.3‬المبادئ اإلدارية األربعة عشر لفايول‬ ‫يرى فايول أن اإلدارة هي تفكير واعتقادات لذلك اعتنى كثيرا ً بنوعية اإلدارة ‪Quality of‬‬ ‫‪ Management‬واقترح أربعة عشر مبدأ لالرتقاء بمستواها وهذه المبادئ هي‪:‬‬ ‫❖ تقسيم العمل ‪ : Division of Work‬بمعنى أن يعطى كل عامل جزء صغير من العمل‬ ‫إلنجازه لكي يكون متخصصا ً في هذا الجزء‬ ‫❖ السلطة والمسؤولية ‪ Authority and Responsibility‬وهذا يعني أن السلطة هي حق‬ ‫إصدار األوامر بينما المسؤولية هي التزام بمسؤوليات محددة النجاز ما يتطلب الموقع‬ ‫الوظيفي لتكون العرضة للمحاسبة واجبة عن إساءة استخدام السلطة‪.‬‬ ‫❖ القواعد المنظمة للعمل ‪ Discipline:‬قواعد واتفاقات تحدد بوضوح العالقة بين األطراف‬ ‫المختلفة في المنظمة والتي يجب أن تطبق بعدالة وقانونية ‪.‬‬ ‫❖ وحدة األمر ‪ Unity of Command‬إن كل موظف أو عامل يجب أن يتلقى األوامر من‬ ‫رئيس واحد فقط‪.‬‬ ‫❖ وحدة االتجاه ‪ : Unity of Direction‬إن جهود أي فرد في المنظمة يجب أن تنسق‬ ‫وتركز بنفس االتجاه‪.‬‬ ‫❖ خضوع مصالح األفراد لمصالح المنظمة ‪Subordination of Individual Interests‬‬ ‫‪ to Organizational Interests‬يجب أن يكون هناك تكامل بين مصالح األفراد‬ ‫ومصالح المنظمة لكن األولوية تعطى لمصالح المنظمة إذا حصل تعارض بين المصلحتين‪.‬‬ ‫❖ مكافأة العاملين بعدالة ‪ :Remuneration of Staff‬يجب أن تدفع للعاملين أجور مجزية‬ ‫مع حوافز مناسبة للمجهودات التي يبذلونها‪.‬‬ ‫❖ المركزية ‪ : Centralization‬أن القرارات المتعلقة بالسياسات العامة والمهمة يجب أن‬ ‫تتركز بيد اإلدارة العليا‬ ‫❖ التدرج الهرمي ‪ Scalar Chain‬يجب أن تخضع االتصاالت لمبدأ التدرج الهرمي خط‬ ‫السلطة من أسفل إلى أعلى أو بالعكس‪.‬‬ ‫❖ الترتيب ‪ Order‬وضع الشيء المناسب في مكانه المناسب حيث يتطلب األمر معرفة دقيقة‬ ‫بالمتطلبات اإلنسانية والموارد المتعلقة بها‬ ‫❖ العدالة ‪ Equity:‬يجب أن يكون المدراء عادلون وأصدقاء للعاملين‪.‬‬ ‫❖ استقرار الكادر ‪ Stability of Staff‬يجب أن يكون دوران العمل أقل ما يمكن ويجب أن‬ ‫يشجع مبدأ تكريس العامل حياته للعمل في منظمة واحدة‪.‬‬ ‫❖ المبادرة ‪ : Initiative‬يجب تشجيع العاملين على تقديم أفكار جديدة أثناء تنفيذ الخطط‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫❖ روح الفريق ‪ Espirit de Corps‬حيث يشجع العاملون على العمل ضمن فريق وعلى‬ ‫اإلدارة أن تدعم هذا االتجاه‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن من بين الرواد اآلخرين في االتجاه ماري باركر فوليت (‪-1868‬‬ ‫‪ Mary Parker Follyet )1933‬و شستر برنارد (‪ Chester Bernard )1961-1886‬اللذان‬ ‫ساهما بأفكار مهمة في هذا االتجاه‪.‬فقد ركزت فوليت على المجاميع وتكريس الجهود للعمل في‬ ‫المنظمة حيث ترى أن المنظمة هي عبارة عن تجمع (‪ )Community‬يجب أن يعمل المدراء‬ ‫والعاملون فيه بتناغم وتناسق دون هيمنة طرف على آخر‪.‬كما أن وظيفة المدير مساعدة األفراد‬ ‫على التعاون أحدهم مع اآلخر للوصول إلى مصلحة مشتركة‪.‬أما برنارد فقد أسهم بإضافة ما‬ ‫التنظيم غير الرسمي ‪ Informal Organization‬كما أشار إلى أن المنظمات ليست هي‬ ‫ماكينات وإنما مجاميع اجتماعية وتوجد فيها عالقات غير رسمية‪.‬كما أسهم أيضا ً بتطوير ما‬ ‫يسمى نظرية قبول السلطة ‪ Acceptance Theory of Authority‬والتي نص فيها على أن‬ ‫األفراد لديهم الحرية باتباع أوامر اإلدارة أو رفضها ‪.‬‬ ‫البيروقراطية ‪Bureaucracy‬‬ ‫تمثل البيروقراطية مع االتجاهين السابقين نظرة رشيدة وكفؤة للمنظمة من خالل منطق‬ ‫وقواعد عمل وشرعية سلطة‪.‬ويعتبر ماكس فيبر (‪ Max Weber )1920-1864‬هو الرائد‬ ‫األول والرئيس لهذا االتجاه‪.‬ولكونه عالم اجتماع فقد اهتم في إيجاد آليات للعمل في المنظمة وفق‬ ‫تسلسل هرمي ومنطقي قائم على مجموعة من المبادئ أهمها‪:‬‬ ‫‪ -1‬تقسيم واضح للعمل ‪ Clear: Division of Labor‬وفيه تحدد الوظائف لكي يزود‬ ‫العاملون بمهارات كافية ألدائها كما ينبغي وتحقيق األهداف‪.‬‬ ‫‪ -2‬هيكلية واضحة للسلطة ‪ : Clear Hierarchy of Authority‬أن السلطة والمسؤولية‬ ‫يجب أن تحددا بوضوح لجميع المواقع وكل موقع يجب أن يعرف إلى أي جهة يقدم‬ ‫تقاريره‬ ‫‪ -3‬قواعد وإجراءات عمل رسمية ‪ :Formal Rules and Procedures‬يجب أن تكون‬ ‫هناك قواعد مكتوبة بوضوح لتوجيه السلوك والقرارات لجميع الوظائف‪.‬‬ ‫‪ -4‬الالشخصية في التعامل ‪ Impersonality‬إن القواعد واإلجراءات تطبق على الجميع‬ ‫دون استثناءات شخصية وال معاملة تفضيلية ألي من العاملين‪.‬‬ ‫‪ -5‬التدرج الوظيفي حسب الجدارة ‪ :Careers Based on Merits‬يجب اختيار العاملين‬ ‫وترقيتهم في ضوء قابلياتهم الفنية وأدائهم‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪ -6‬فصل اإلدارة عن الملكية ‪ Ownership Separation from Management‬لضمان‬ ‫أداء أفضل وتحقيق لألهداف فإن اإلدارة تفصل عن المالكين‪.‬‬ ‫وتجدر اإلشارة إلى أن هذا االتجاه أسهم بشكل فاعل في تطوير تخصص اإلدارة العامة‬ ‫الذي بدأ استحداثه في كليات القانون في أول األمر ثم أصبح تخصصا ً واسعا ً قائما ً بذاته‪.‬لقد‬ ‫أصبحت البيروقراطية وفق المفهوم الشائع اليوم مرادفة للحالة السلبية والروتين والتأخير في‬ ‫إنجاز المعامالت والجمود في التعامل مع ما يستجد في اإلدارات المختلفة‪ ،‬في حين يفترض أن‬ ‫تعطي البيروقراطية توجها ً لخيارات يؤطر من خاللها الهيكل التنظيمي ليكون قادرا ً على العمل‬ ‫الكفؤ واالستجابة للموقف‪.‬‬ ‫ثانيا ً‪ :‬المدرسة السلوكية ‪Behavioral School‬‬ ‫ظهرت بوادر تأثير الفكر السلوكي واإلنساني منذ منتصف العشرينات من القرن الماضي‬ ‫في الفكر اإلداري ومثلت مجموعة كبيرة من االتجاهات السلوكية اإلنسانية يمكن عرض أهمها‬ ‫في المخطط التالي‪:‬‬ ‫نظرية ‪ X‬ونظرية ‪Y‬‬ ‫دراسات هوثورن‬ ‫دوغالس مكريكر‬ ‫إلتون مايو‬ ‫‪Douglas‬‬ ‫‪Elton Mayo‬‬ ‫‪McGregor‬‬ ‫الفكر السلوكي‬ ‫واإلنساني‬ ‫يفترض أن الناس‬ ‫اجتماعيون ويرغبون‬ ‫بتحقيق ذاتهم‬ ‫نظرية الحاجات‬ ‫الشخصية والمنظمة‬ ‫اإلنسانية ابراهام‬ ‫كريس آرغريس‬ ‫ماسلو ‪Abraham‬‬ ‫‪Chris Argris‬‬ ‫‪Maslow‬‬ ‫المدرسة السلوكية‬ ‫‪27‬‬ ‫إن أهم األفكار المنضوية تحت لواء هذه المدرسة تتعلق بضرورة االهتمام بالفرد العامل‬ ‫والمجموعات من خالل النظر إلى رضاهم وتطوير العالقات االجتماعية بينهم وبالتالي تتحقق‬ ‫أعلى إنتاجية وهذه األفكار جاءت ردا ً مكمالً على أفكار المدرسة الكالسيكية التقليدية‪.‬‬ ‫العالقات اإلنسانية ودراسات هوثورن ‪Human Relations and Hothorne Studies‬‬ ‫إن المنطلق الرئيسي في االتجاه هو الدراسات التي أجرتها شركة ‪Electric Western‬‬ ‫(تسمى اليوم ‪ )Lucent Technologies‬في موقعها المسمى ‪ Hothorne‬في والية شيكاغو‪.‬‬ ‫وفحوى الدراسة هو معرفة ما إذا كان هناك عالقة بين الحوافز االقتصادية والظروف المادية‬ ‫لمكان العمل وإنتاجية العاملين وبعد سلسلة من األبحاث لمعرفة تأثير اإلضاءة والضوضاء‬ ‫والحرارة وغيرها تبين أن تأثير هذه العوامل ال يرتبط بعالقة من نوع محدد األمر الذي دفع‬ ‫الباحثين إلى االعتقاد بأن هناك عوامل غير مرئية تساهم في تحسين األداء وزيادة اإلنتاجية وليس‬ ‫الظروف المادية وال حوافز االقتصادية لوحدها‪.‬وقد استعان المصنع بفريق عمل من جامعة‬ ‫‪ Harvard‬برئاسة ‪ Elton Mayo‬وقد كان هذا في عام ‪.1927‬وقد بدأ مايو دراسته بالبحث عن‬ ‫تأثير التعب على اإلنتاجية‪ ،‬حيث تم عزل ستة عامالت في غرفة خاصة وتم ترتيب عملهن بحيث‬ ‫يحصلن على فترات راحة متباينة وكذلك فإن أسابيع العمل لهن كانت ذات فترات مختلفة وعند‬ ‫قياس إنتاجيتهن بشكل مستمر وجد أن هناك تحسن في اإلنتاجية ولكن بدون وجود عالقة بين‬ ‫اإلنتاجية وظروف العمل المادية‪.‬وقد استنتج فريق البحث أن هناك عوامل أخرى تفسر هذه‬ ‫الزيادة في اإلنتاجية تم تلخيصها بعاملين أساسيين‪ :‬األول هو مناخ العمل الجماعي ‪Group‬‬ ‫‪ Atmosphere‬واإلشراف المشترك ‪. Participative Supervision‬ففي إطار العامل األول‪،‬‬ ‫وتقاسم العاملون عالقات اجتماعية طيبة ومرحة بين بعضهم األمر الذي يؤدي إلى أداء العمل‬ ‫بنشاط‪.‬وفي ظل العامل الثاني فقد شعر العاملون بأهميتهم من خالل تزويدهم بالمعلومات وسماع‬ ‫آرائهم باستمرار أن هاتين الحالتين كانتا مفقودتين في السابق وهما اللتان تسببتا في تحسين‬ ‫اإلنتاجية‪.‬‬ ‫ورغم االنتقادات التي يمكن أن توجه إلى دراسات هوثورن ونتائجها ضمن منظور البحث‬ ‫العلمي الحالي بعدم إمكانية تعميم النتائج ومحدودية العينة إال أنه يمكن القول أن هذه الدراسات‬ ‫نقلت انتباه المدراء واإلدارة والباحثين من التركيز على الجوانب الفنية والهيكلية التي ركزت‬ ‫عليها كافة اتجاهات المدرسة التقليدية إلى الجوانب االجتماعية واإلنسانية كمفاتيح مهمة لتحسين‬ ‫اإلنتاجية‪.‬لقد أعطت هذه األبحاث اهتمام للشعور اإلنساني والسلوك والعالقة بين العاملين أهمية‬ ‫كبيرة وكذلك اشرت‪ ،‬تأثير المجموعة على سلوك الفرد إن أهمية دراسات هوثورن الكبيرة‬ ‫اكتشفت عندما الحظ الباحثون زيادة إنتاجية العاملين غير الخاضعين للدراسة حركة ترى أن‬ ‫‪28‬‬ ‫المدراء بسبب توقعهم أن االهتمام سيشملهم الحقا ً وأنهم سيعاملون كما يعامل العاملين يستخدمون‬ ‫عالقات إنسانية جيدة لغرض الوصول إلى الخاضعين للتجربة وسميت هذه الظاهرة تأثير‬ ‫هوثورن ‪ Hothore. Effect‬وساهمت دراسات هوثورن بظهور حركة العالقات اإلنسانية‬ ‫‪ Human Relations Movement‬التي ترى أن استخدام العالقات اإلنسانية الجيدة ومعاملة‬ ‫العاملين معاملة حسنة سينعكس إيجابيا على زيادة اإلنتاجية‪.‬‬ ‫إن هذه الحركة كانت مدخال لما سمى في ما بعد السلوك التنظيمي لإلنجاز‬ ‫‪ Organizational Behavior‬الذي يركز على دراسة األفراد والمجموعات وسلوكهم السلوك‬ ‫التنظيمي في المنظمات‪.‬‬ ‫نظرية الحاجات اإلنسانية لماسلو ‪Maslow Theory‬‬ ‫في إطار المدرسة السلوكية والعالقات اإلنسانية تعتبر أعمال ابراهام ماسلو (‪-1908‬‬ ‫‪ Abraham Maslow )1970‬حول الحاجات اإلنسانية نقلة نوعية في علم اإلدارة والمقصود‬ ‫بالحاجة ‪ Need‬هي عوز مادي أو نفسي يشعر به الفرد ويميل إلى إشباعه‪.‬‬ ‫وهذا المفهوم حيوي للمديرين ألن الحاجات تولد ضغوطا ً تؤثر في عمل وسلوكيات‬ ‫العاملين وتصرفاتهم وقد أشار ماسلو إلى وجود خمسة مستويات من الحاجات وضعها في تسلسل‬ ‫هرمي ابتدا ًء من الحاجات الفسيولوجية وانتها ًء بحاجات تحقيق الذات كما في الشكل التالي‪:‬‬ ‫‪29‬‬ ‫حاجات‬ ‫تحقيق الذات‬ ‫‪Self Needs‬‬ ‫‪Actualization‬‬ ‫اإلنجاز المتميز واستخدام‬ ‫الطاقات الذاتية لإلبداع والتفرد‬ ‫بأعمال استثنائية‪.‬‬ ‫الحاجة للتقدير ‪Esteem Need‬‬ ‫الحاجة لالحترام والتقدير من قبل‬ ‫اآلخرين واالعتراف بالجهود والشعور‬ ‫بالكفاءة والتميز‪.‬‬ ‫الحاجات االجتماعية ‪Social Needs‬‬ ‫الحاجة للحب والحنان والتأثير واالنتماء إلى‬ ‫مجموعة ضمن المجتمع الذي يعيش فيه‪.‬‬ ‫حاجات األمان ‪Safety Needs‬‬ ‫الحاجة لألمان والحماية واالستقرار في خضم وقع الحياة‬ ‫اليومي ومن أمثلتها ‪ :‬األمن الشخصي والحماية من األخطار‬ ‫واألمراض والبطالة وغيرها ‪.‬‬ ‫الحاجات الفسيولوجية ‪Physiological Needs‬‬ ‫قاعدة لكل الحاجات األخرى‪ ،‬وهي الحاجات البيولوجية للبقاء‬ ‫واالستمرار مثل الغذاء والماء والجنس‬ ‫هرم ماسلو للحاجات‬ ‫إن هذه النظرية قائمة على أساس مبدأين أساسيين‪ :‬األول‪ ،‬مبدأ الحرمان من اإلشباع‬ ‫‪ Deficit‬حيث أن الحاجات المشبعة ال أثر لها في دفع الفرد لسلوك معين في حين أن الحاجات‬ ‫غير المشبعة ‪ Deprived Needs‬هي التي تؤثر في سلوك الفرد وتدفعه للبحث عن إشباعها‪.‬أما‬ ‫‪30‬‬ ‫الثاني فهو مبدأ التدرج في إشباع الحاجات ‪ Progression Principle‬أي أن الحاجات في‬ ‫مستوى أعلى ال تفعل إال بعد أن تكون حاجات المستوى األدنى منه قد أشبعت‪ ،‬فال يفكر أي عامل‬ ‫في الحاجات االجتماعية أو غيرها ما لم تكن الحاجات الفسيولوجية أو حاجات األمان قد أشبعت‬ ‫بحدود معقولة‪.‬‬ ‫وفي إطار الفكر السلوكي اإلنساني فإن نظرية ماسلو تحث المدراء على مساعدة العاملين‬ ‫إلشباع حاجاتهم المهمة من خالل العمل لكي ينعكس إيجابيا ً على األداء واإلنتاجية‪.‬‬ ‫نظرية ‪ X‬ونظرية ‪ Y‬لماكريغر ‪Mc Gregor's Theory X and Theory Y‬‬ ‫لقد تأثر دوغالس ماكريفر (‪ Douglas McGregor )1964-1906‬بشكل كبير بدراسات‬ ‫‪The Human Side of‬‬ ‫هوثورن وماسلو وقد بدا هذا واضحا ً في كتابه المشهور "‬ ‫‪ " Enterprise‬الذي قدم فيه وجهة نظر تنص على ضرورة عناية المدراء بالجوانب االجتماعية‬ ‫وتحقيق الذات للعاملين كما دعاهم إلى االنتقال من الممارسات القائمة على أساس النظرة‬ ‫الكالسيكية للعمل وسماها "نظرية "‪ X‬إلى الممارسات القائمة على أساس النظرة اإلنسانية‬ ‫واالجتماعية والتي أطلق عليها "نظرية ‪."Y‬ووفق أفكار ماكريغر فإن افتراضات نظرية (‪)X‬‬ ‫تدور حول عدم حب العاملين للعمل ونقص الطموح وعدم االستعداد لتحمل المسؤولية ومقاومة‬ ‫ال من أن يكونوا هم القادة ويحفزون ماديا ً فقط‪.‬ترى أن‬ ‫التغيير كما أنهم يفضلون أن يقادوا بد ً‬ ‫العاملين يحبون العمل لذلك فإن الباحث يرى أن هذه االفتراضات سلبية وغير واقعية واقترح‬ ‫بدلها افتراضات نظرية (‪ ، ) Y‬والتي في إطارها يرى المدراء العاملين بكونهم يحبون العمل‬ ‫ومستعدين لتحمل المسؤولية وقادرين على ممارسة الرقابة الذاتية على عملهم وهم كذلك مبدعون‬ ‫وذوي خيال خصب‪.‬‬ ‫ولعل أهم ما ولدته أفكار ماكريغر في إطار الممارسات اإلدارية هو أن المدراء يخلقون بيئة‬ ‫عمل تتماشى وتنسجم مع االفتراضات التي لديهم حول العاملين وبالتالي فإن العاملين يمارسون‬ ‫عملهم بآليات وطرق تنسجم مع هذه االفتراضات وما يتوقعه مدراؤهم منهم‪.‬فالمدراء في إطار‬ ‫نظرية (‪ ) X‬يتصرفون بطريقة محددة ومباشرة في إطار سلسلة األمر والرقابة‪ ،‬وال يعطون‬ ‫ال إلبداء الرأي في أعمالهم‪.‬إن هذا الجو يخلق مناخا ً سلبيا ً وشعورا ً بالتبعية يجعل‬ ‫العاملين مجا ً‬ ‫العاملين يؤدون عملهم وفق ما يقال لهم وحسب المتطلبات‪.‬أما المدراء في إطار نظرية )‪(Y‬‬ ‫فإنهم يؤمنون بالمشاركة ويخلقون جوا ً من الحرية وتكريس الجهود للعمل وتحمل المسؤولية وهذا‬ ‫يخلق مناخ مفعم بالرضا والتقدير وتحقيق الذات وتقديم المبادرات‪.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫نظرية الشخصية الناضجة ‪Adult Personality Theory‬‬ ‫تدرج هذه النظرية كاتجاه في المدرسة السلوكية اإلنسانية لكونها تمثل الناضجين تتسم‬ ‫بالمرونة مساهمة استثنائية في دعم هذه المدرسة رغم أن الغالبية العظمى من كتب اإلدارة ال‬ ‫تشير إليها عند معالجة موضوع التطور التاريخي لإلدارة وصاحب هذه النظرية هوكريس‬ ‫أرجرس ‪ Chris Arygris‬الذي يرى أن تناقضا ً سيحصل بين الممارسات اإلدارية القائمة على‬ ‫المفاهيم التقليدية والهيكلية التنظيمية التقليدية مع الحاجات والقابليات لألشخاص الناضجين‬ ‫العاملين في المنظمة‪ ،‬واستنتج أن بعض الممارسات وخاصة المتأثرة بالمدرسة الكالسيكية‬ ‫واتجاهاتها ال تنسجم مع الشخصية الناضجة‪.‬إن األمثلة كثيرة ويمكن اإلشارة إلى أحدها وهو أن‬ ‫اتجاه اإلدارة العلمية يرى في التخصص وتقسيم العمل سبيال إلى مزيد من الكفاءة في األداء‬ ‫عندما تحدد المهمات بدقة في حين يرى أرغرس أن هذا المبدأ ال ينسجم مع تحقيق الذات للعامل‬ ‫في مكان العمل‪ ،‬حيث أنه يريد مزيد من المرونة وحرية التصرف وطرح األفكار اإلبداعية‬ ‫وكذلك ترى نظرية الشخصية الناضجة أن تحديد السلطة الواضح وممارسة الرقابة وكتابة‬ ‫اإلجراءات بالتفصيل في النظرية البيروقراطية يخلق نوعا ً من االتكالية والجمود لدى العاملين‬ ‫ويشعر من خاللها العامل أن بيئة العمل مفروضة عليه وبالتالي يقل اندفاعه للعمل‪.‬ولعل أهم ما‬ ‫توصل إليه ارغرس في انتقاده لمبدأ وحدة اإلدارة الذي نادى به فايول هو أن هذا المبدأ يخلق‬ ‫ظروف الفشل النفسي للعاملين‪ ،‬وأن النجاح يتحقق عندما يشارك العاملون في تحديد األهداف ‪.‬‬ ‫ثالثا ً ‪ :‬المدرسة الكمية ‪Quantitative School‬‬ ‫في الوقت الذي تطورت فيه االتجاهات السلوكية في اإلدارة كان هناك العديد من الباحثين‬ ‫يحاولون تطوير أساليب رياضية وكمية وإحصائية لمساعدة متخذي القرارات في تحسين‬ ‫نوعيتها‪.‬إن االفتراض األساسي لهذه المدرسة يستند إلى كون الرياضيات واألساليب الكمية يمكن‬ ‫أن تستخدم في تحسين نوعية القرارات وحل المشكالت في منظمات األعمال‪.‬لقد زادت‬ ‫استخدامات هذه األساليب حديثا ً خاصة بعد التطورات التي حصلت في تكنولوجيا المعلومات‬ ‫والحاسوب والبرامجيات الجاهزة‪.‬ويمكن مالحظة اتجاهين رئيسيين داخل هذه المدرسة وهما‬ ‫اتجاه علم اإلدارة ‪ Management Science‬واتجاه إدارة العمليات ‪Operations‬‬ ‫‪Management.‬‬ ‫علم اإلدارة أو بحوث العمليات ‪Operations Research‬‬ ‫إن هذا الفرع يعنى باستخدام التطبيقات واألساليب الرياضية في حل المشاكل اإلدارية حيث‬ ‫يعتمد الطريقة العلمية في صياغة النموذج الرياضي وحله وفي الوقت الحاضر توجد الكثير من‬ ‫‪32‬‬ ‫النماذج واألساليب الكمية التي نجحت في حل مشاكل كبيرة في مجال التخطيط والتنبؤ ومنها‬ ‫نماذج البرمجة الخطية وصفوف االنتظار ونماذج المخزون والمحاكاة وغيرها ‪.‬‬ ‫إدارة العمليات واإلنتاج ‪Operations and Production Management‬‬ ‫وهذا الحقل يهتم بالتطبيقات العملية لألساليب الكمية في مجال اإلنتاج للسلع والخدمات‬ ‫ولكن بشكل أقل من علم اإلدارة أو بحوث العمليات فالتنبؤ بالطلب واختيار موقع الوحدة اإلنتاجية‬ ‫وموازنة خطوط اإلنتاج والجدولة والصيانة والسيطرة النوعية هي تطبيقات كمية شائعة في هذا‬ ‫الحقل المعرفي ‪.‬‬ ‫وال بد بد من اإلشارة إلى أن األساليب الكمية وعلم اإلدارة ساهم بشكل كبير في تطوير‬ ‫حلول لمشاكل إدارية خصوصا ً بعد نجاحه في الحرب العالمية الثانية في تقديم حلول للقادة‬ ‫العسكريين‪ ،‬لكنه يعاني من محددات في االستخدام وال يمكن أن يكون بديال عن المدير ذاته بل‬ ‫مساعد في اتخاذ قراراته خصوصا وأن األساليب الكمية ال يمكن أن تتعامل مع كثير من الجوانب‬ ‫السلوكية والقيمية‪.‬ولكن من المهم جدا ً للمديرين أن يعرفوا أساسيات التقنيات الرياضية والكمية‬ ‫ويجب أن يعرفوا أيضا ً متى تستخدم وما هي محدداتها ‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬المدارس الحديثة ‪Modern Schools‬‬ ‫إن تطور المدارس جاء مستندا ً ومكمالً للتوجهات السابقة واالفتراضات التي قامت عليها‬ ‫هذه المدارس‪.‬في إطار توجهات المدارس الحديثة ينظر إلى األفراد في المنظمات باعتبارهم‬ ‫مكونات مختلفة وال يمكن فهمها بسهولة لذلك فإن تحليالً معمقا ً وشامالً يقربنا من فهم أفضل‬ ‫لألفراد والمجموعات في المنظمات الحديثة‪.‬ورغم أن المدارس الحديثة تحوي العديد من‬ ‫التوجهات والمداخل لكننا نشير هنا إلى مدخلين مهمين وهما مدخل النظم والمدخل الموقفي أو‬ ‫الشرطي ‪.‬‬ ‫مدخل النظم ‪System Approach‬‬ ‫يرى هذا المدخل أن منظمات األعمال هي أنظمة مفتوحة تتعامل مع بيئتها باستمرار‬ ‫والنظام ‪ System‬هو مجموعة من األجزاء المتكاملة تعمل مع بعضها بشكل متدائب ‪Synergic‬‬ ‫لغرض تحقيق األهداف المحددة لها‪.‬وهذا يعني أن منظمات األعمال تتكون من أنظمة فرعية‬ ‫أصغر ‪ Subsystems‬ليتشكل النظام الكلي األكبر ومنظمات األعمال درست من قبل العديد من‬ ‫الباحثين كأنظمة مفتوحة تتعامل مع بيئة متغيرة باستمرار وتأخذ منها مدخالتها لتقوم بتحويلها‬ ‫من خالل تداؤبية أجزائها الفرعية جميعا ً إلى مخرجات مفيدة للزبائن والمجتمع وكما في الشكل‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫‪33‬‬ ‫مشاركة الزبون‬ ‫(في الخدمات)‬ ‫تذبذبات عشوائية‬ ‫المدخالت ‪Inputs‬‬ ‫المخرجات ‪Inputs‬‬ ‫ عمل ومكائن ‪.‬‬ ‫ سلع ‪.‬‬ ‫ طاقة ‪.‬‬ ‫عملية تحويل‬ ‫ خدمات‪.‬‬ ‫ مواد أولية‬ ‫‪Transformation‬‬ ‫ ربح أو خسارة ‪.‬‬ ‫ عملية تحويل‬ ‫‪Process‬‬ ‫ سلوك عاملين ‪.‬‬ ‫ رأس مال‬ ‫ معلومات‬ ‫ معلومات ‪.‬‬ ‫ أرض ‪.‬‬ ‫‪Feedback‬‬ ‫مفهوم النظام‬ ‫ومن المعلوم أن منظمات األعمال في إطار هذا المدخل تعتبر نظم مفتوحة‬ ‫‪ Open System‬متعددة األبعاد االقتصادية واالجتماعية تتفاعل مع البيئة في إطار قدرتها‬ ‫على فهم وإدراك متغيرات هذه البيئة وانعكاسات تأثيرها على المنظمة كنظام بشكل شمولي أو‬ ‫على أحد أجزائها‪.‬أما المنظمات التي تعمل كأنظمة مغلقة‪.‬‬ ‫‪ Closed System‬فإنه يصعب عليها حاليا ً النجاح وتقع في أخطاء كثيرة بسبب هذا‬ ‫السلوك المنغلق فال يعقل أن تكون البيئة ليست مهمة لمنظمات األعمال الحديثة وسواء كانت‬ ‫منظمات األعمال مفتوحة أو مغلقة فإنها وفي ضوء استمرار تطور دورة حياتها فإنها ستصل إلى‬ ‫الهبوط واالضمحالل سواء على المدى القريب أو البعيد‪.‬إن مفهوم التالشي ‪ Entropy‬يعبر عن‬ ‫حالة فقدان القدرة على التداوب واالستمرار بالعمل بسبب عدم الفهم لمعطيات البيئة أو ألي سبب‬ ‫آخر‪.‬إن المهمة األساسية لإلدارة وفق مفهوم النظام هي إعادة شحن المنظمة باستمرار بالطاقة‬ ‫لتفادي الوقوع في خطر التالشي واالضمحالل‪.‬‬ ‫‪34‬‬ ‫المدخل الموقفي ‪Contingency Approach‬‬ ‫يعتبر المدخل الموقفي مساهمة نوعية متميزة في المدارس الحديثة إن أغلب المداخل التي‬ ‫تم عرضها في المدارس التقليدية والسلوكية والكمية يمكن اعتبارها‪Universal Perspective‬‬ ‫المنظور الشامل ممثلة لمنظورات عامة شاملة ‪ Universal Perspective‬ألنها تبحث عن‬ ‫أفضل طريقة إلدارة المنظمة‪ ،‬في حين يقترح المدخل الموقفي إن كل منظمة يمكن اعتبارها‬ ‫نظاما ً متفردا ً في خصائصه وبيئته ولذلك ال يمكن تعميم طرق شاملة للنجاح وإنما لكل موقف‬ ‫‪Situation‬هناك سلوك إداري يالئمه ويتأثر بالعديد من العوامل الموقفية مثل الحجم والبيئة‬ ‫والتكنولوجيا المستخدمة وطبيعة األفراد والمجموعات في المنظمة ونوع االستراتيجيات وقيم‬ ‫اإلدارة العليا وغيرها ‪.‬‬ ‫وإذا ما أردنا أن نرى أمثلة فيمكن اإلشارة إلى الهيكل التنظيمي الذي قد يصلح لمنظمة‬ ‫معينة وال يصلح لمنظمة أخرى مشابهة وعاملة في نفس القطاع الصناعي ‪.‬‬ ‫وبعد استعراض هذه المدارس األربعة (التقليدية والسلوكية والكمية والحديثة) وأهم أفكارها‬ ‫فإنه يمكن القول أن التراكم المعرفي المتكامل هو السائدة وليس التناقص الفكري الحاد لهذه‬ ‫المداخل حيث أن إدارة األعمال وهي تبحث عن فاعلية وكفاءة المنظمة تحاول إيجاد التوليفة‬ ‫المناسبة من التطبيقات والممارسات التي تزودها بها هذه المدارس ومداخلها أو اتجاهاتها‪.‬بعبارة‬ ‫أخرى فإن هدف اإلدارة في منظمات األعمال هو إنجاز األعمال بكفاءة وفاعلية ويمكن التعبير‬ ‫عن تكامل األفكار في جميع المدارس بهدف الوصول إلى الكفاءة والفاعلية واعتماد المدراء‬ ‫أساليب وأدوات ومفاهيم ونظريات من مختلف المدارس واالتجاهات بالشكل التالي ‪:‬‬ ‫المدخل الموقفي‬ ‫مدخل النظام‬ ‫إدراك الطبيعة الموقفية لإلدارة‬ ‫العالقات التبادلية الداخلية‬ ‫االستجابة إلى الخصائص التفردية في‬ ‫الموقف‬ ‫إدراك تأثير البيئة‬ ‫المدخل الكمي‬ ‫المداخل السلوكية‬ ‫استخدام أساليب كمية‬ ‫المداخل الكالسيكية‬ ‫التركيز على تحسين‬ ‫وأدوات رياضية لتحسين‬ ‫تعزيز الكفاءة من خالل‬ ‫األداء من خالل التحفيز‬ ‫عملية اتخاذ القرار‬ ‫التنظيم والتخطيط‬ ‫وفهم سلوك األفراد?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser