صعوبات التعلم: الفهم والتقييم

• تتناول هذه الدراسة صعوبات التعلم، وخصائصها، وأسبابها.
• أعد هذه الدراسة د. مها الزايدي ود. نورة الحارثي من قسم التربية الخاصة بجامعة الطائف.

خصائص صعوبات التعلم

• الأفراد ذوو صعوبات التعلم ليسوا مجموعة متجانسة، بل لديهم خصائص مختلفة ومشتركة، مع وجود ما يميز كل فرد.
• صعوبات التعلم تحدث في نطاق واسع من الأفراد من كلا الجنسين ومن مختلف الجماعات العرقية والأعمار والطبقات الاجتماعية.

الخصائص الديموغرافية لصعوبات التعلم

• تشمل العوامل العرقية، وجنس الطفل، والارتباط بالإعاقات الأخرى.

العوامل العرقية

• طرح سؤال عما إذا كان الأخصائيون النفسيون المدرسيون مدربين بشكل كاف لتقييم الطلاب ذوي الخلفيات العرقية المختلفة.
• حوالي 83% من الأخصائيين النفسيين المدرسيين أكدوا أن تدريبهم لم يكن كافيًا لتقييم الأطفال المتباينين ثقافيًا ولغويًا.

جنس الطفل

• وفقًا لتقرير وزارة التربية الأمريكية عام 1992، وجدت بعض الدراسات أن عدد البنين يتجاوز عدد البنات بمعدل 3 أو 4 إلى 1.
• نسبة صعوبات التعلم لدى البنين تتجاوز البنات بنسبة 2:1.

الارتباط بالإعاقات الأخرى

• يمكن أن تتزامن صعوبات التعلم مع الموهبة، ويعتبر اضطراب الانتباه والنشاط الزائد والاضطرابات الانفعالية أو السلوكية من الحالات الشائعة.

النقاء التشخيصي

• يتمثل في وضع حدود واضحة وفاصلة بين كل إعاقة وغيرها للوصول إلى التشخيص الدقيق للحالة.
• توجد خصائص عديدة تميز ذوي الصعوبات في الجوانب المعرفية، الأكاديمية، والاجتماعية والسلوكية.

الجانب المعرفي

• يتمثل في صعوبة التمييز بين المفاهيم المختلفة مثل الحجم، اللون، والشكل، والوقت، وضعف القدرة على التفكير المجرد والتنظيم، بالإضافة إلى ضعف القدرة على التذكر.

الأداء الأكاديمي

• يتميز بانخفاض المستوى، وصعوبات في الإدراك والحركة تؤدي إلى قراءة وكتابة معكوسة، وصعوبة نسخ الأشكال والنماذج بدقة، وبطء في إنجاز الواجبات واكتساب مهارات الاستيعاب والقراءة.

الخصائص السلوكية والاجتماعية

• تتمثل في ضعف العلاقات الاجتماعية، الاندفاعية، عدم التفكير في عواقب الأعمال، التصرف بطريقة غير ملائمة، سوء فهم التلميحات الاجتماعية غير اللفظية، سهولة الإحباط والسلبية، وصعوبة الانتقال من مثير إلى آخر أو من نشاط إلى آخر أو من فكرة إلى أخرى.

أمثلة على الخصائص الأكاديمية والمعرفية

• تناقض بين القدرات العقلية والتحصيل، قصور في حل المشكلات، عجز في التحصيل الأكاديمي، قدرات أكاديمية متفاوتة، انعدام النشاط، ضعف اللغة والنمو المعرفي، ضعف اكتساب مهارات الاستيعاب والقراءة، صعوبة التمييز بين المفاهيم، ضعف مهارات التنظيم، وضعف القدرة على التذكر.

الخصائص السلوكية والاجتماعية

• مهارات اجتماعية غير ناضجة، سلوك غير مقبول اجتماعيًا، إساءة فهم التلميحات الاجتماعية، صعوبة اتخاذ القرار، عدم القدرة على التنبؤ بنتائج السلوك، استخدام أساليب اجتماعية خاطئة، رفض من قبل الأقران، سذاجة وثقة مطلقة بالآخرين، خجل وانسحاب، واعتقاد بأن موقع الضبط خارجي وأن النجاح يعزى للحظ والفشل لنقص القدرات.

الخصائص الدالة على صعوبات التعلم في مرحلة الروضة

• مستوى تحصيل متدن لا يتفق مع مستوى الذكاء، عدم القدرة على إصدار الاستجابة المناسبة، قصور في العمليات الخاصة، نشاط مفرط، قابلية للتشتت، تبديل الحروف والأعداد، قصور الدافعية والإدراك والذاكرة، اضطراب التفكير، عدم القدرة على حل المشكلات والتركيز، قصور العمليات العقلية، تأخر تكوين المفاهيم، مشكلات في القراءة والحساب، عدم القدرة على التحكم في الحفزات، تأخر اكتساب اللغة والتخاطب، تأخر التناول السمعي والبصري، تأخر الذاكرة، مشكلات انفعالية-اجتماعية، صعوبة القيام بالمهارات الحركية، إشارات عصبية، واضطراب في الكلام والاستماع.

أسباب صعوبات التعلم

• مسألة العوامل السببية معقدة، وهناك أساس نيورولوجي لصعوبات التعلم وليس بيئيًا فقط، مع تأكيد البحوث الحديثة على أن صعوبات التعلم يمكن أن تنتقل بالوراثة.
• صعوبات التعلم ترتبط تاريخيًا بإصابة الدماغ التي تؤدي إلى عجز في اللغة أو القراءة.

السياق التاريخي لأسباب صعوبات التعلم

• اختلال الأداء الوظيفي العصبي يؤدي إلى صعوبات التعلم لعدم وجود تفسير آخر مقبول لفشل الطفل في التعلم.
• الأبحاث حددت أعراض معينة لإصابة دماغية تتشابه مع سلوك الأطفال ذوي صعوبات التعلم.
• تطور طب الأعصاب والعيون ساهم في وصف مشكلات فهم واستخدام اللغة الشفوية والمكتوبة المرتبطة بتلف في أجزاء معينة من المخ.
• تمكن بروكا وكارل من تحديد أجزاء في المخ تتحكم في الحديث واللغة الشفهية، مما أرسى الأساس لفهم مشكلات اللغة والكلام (الحبسة الكلامية).
• أجرى أطباء آخرون أبحاثًا حول صعوبات التعلم في القراءة وأطلقوا عليها مصطلح عسر القراءة أو عمى الكلمات.
• صامويل أورتون اعتقد أن صعوبات التعلم في القراءة هي نتيجة للسيطرة المختلطة للنصفين الكرويين للمخ، مما يؤدي إلى القلب أو العكس الإدراكي.

التردد في قبول لأسباب النيورولوجية / العصبية

• على الرغم من الاعتقاد بأن لصعوبات التعلم أساس نيورولوجي، إلا أن قبول الأسباب النيورولوجية كعامل سببي كان بطيئًا بسبب عدم دقة المقاييس النيورولوجية والتأكيد على الاتجاهين السلوكي والبيئي.

مشكلة عدم دقة المقاييس المستخدمة لقياس اختلال الأداء الوظيفي النيورولوجي

• في الستينيات والسبعينيات، كانت الأدوات بسيطة وغير متقنة، حيث اعتمد أطباء الأعصاب على مقياس الإشارات العصبية البسيطة الذي يتضمن مؤشرات سلوكية لاختلال الأداء الوظيفي العصبي، ولكنه لم يكن دقيقًا للحالات الأقل وضوحًا.

التركيز على السلوكية و البيئية

• تركز السلوكية على دراسة السلوكيات التي يمكن ملاحظتها، بينما ترى البيئية أن بيئة التعلم لها دور أساسي في التطور النفسي، ونظرية التعلم تفترض أن السلوك متعلم ويمكن تشكيله عن طريق الثواب والعقاب. واستخدم بعض المختصين الاتجاه السلوكي والبيئي في الإشارة إلى أن التدريس السيء أو غير المناسب سبب محتمل لصعوبات التعلم.

قبول الأسباب النيورولوجية / العصبية وانحسار السلوكية والبيئية

• تطور مجال البحث النيورولوجي وأحرز تقدمًا في تحديد العوامل التي تكمن خلف صعوبات التعلم، وذلك بفضل تطور المقاييس النيورولوجية التي تعتمد على الكمبيوتر.

ماهي العوامل التي تسهم في حدوث اختلال الأداء الوظيفي النيورولوجي؟

• العوامل الطبية، العوامل التي تؤدي إلى تشوه التكوين، العوامل الوراثية، والعوامل البيئية.

العوامل الوراثية

• تلعب دورًا هامًا، حيث أن الأطفال ذوي صعوبات القراءة غالبًا ما يكون لديهم أقارب يعانون من نفس الصعوبات. واستخدم الباحثون دراسات للانتقال الأسري/العائلي وقابلية التوريث من جيل إلى جيل للتأكد من أن صعوبات التعلم وراثية.

العوامل التي تؤدي إلى تشوه التكوين

• تشمل العوامل التي تؤدي إلى حدوث نمو غير عادي أو شاذ للجنين، مثل الكحوليات والكوكايين والرصاص.

العوامل الطبية

• هناك العديد من الحالات الطبية التي يمكن أن تسهم في حدوث مشكلات مختلفة للأطفال وترتبط بصعوبات التعلم، مثل الولادة المبتسرة، مرض السكر، الالتهاب السحائي، توقف ضربات القلب بشكل مفاجئ، وفقد المناعة المكتسبة في الطفولة.

العوامل البيئية

• تلعب دورًا ملحوظًا في حدوث صعوبات التعلم، مثل أساليب التنشئة مفرطة الرداءة، والظروف الاقتصادية الاجتماعية السيئة، وسوء التغذية، وسوء الرعاية الصحية.