تمويل دولي PDF

Summary

This document is an academic paper that dissects the concept of international finance, covering its various aspects including definitions, historical evolution, and the diverse sources.

Full Transcript

‫التمويل الدولي‬ ‫الجزء األول‬ ‫الفصل األول ‪ :‬مفهوم التمويل الدولي وعناصره‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬تطور التمويل الدولي‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر ومبررات التمويل الدولي‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬التمويل والمديونية الخارجية‬...

‫التمويل الدولي‬ ‫الجزء األول‬ ‫الفصل األول ‪ :‬مفهوم التمويل الدولي وعناصره‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬تطور التمويل الدولي‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر ومبررات التمويل الدولي‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬ميزان المدفوعات‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬التمويل والمديونية الخارجية‬ ‫‪ 0202‬م ‪ 5221 /‬هــ‬ ‫الفصل األول‬ ‫مفهوم التمويل الدولي وعناصره‬ ‫المبحث األول‬ ‫ماهية التمويل الدولي‬ ‫يشير مفهوم التمويل الدولي إلى انتقال رؤوس األموال بكافة أشكالها بين دول العالم المختلفة‪ ,‬ويتكون المصطلح‬ ‫من كلمتين‪ ,‬حيث تشير كلمة التمويل إلى ندرة المعروض من رأس المال في دولة ما مقارنة بالقدر المطلوب‬ ‫منه‪ ,‬ونتيجة ذلك هو حدوث فجوة بين والطلب من رأس المال‪ ,‬ويستدعي ذلك سد هذه الفجوة ‪ ,‬ولهذا فإن‬ ‫التمويل يعني انتقال رؤوس األموال من حيث أماكن وفرتها (أصحاب الفائض) إلى حيث أماكن ندرتها (أصحاب‬ ‫العجز)‪ ,‬ويتم هذا اإلنتقال عبر مجموعة من الوسطاء الماليين سواء كان ذلك في شكل بنوك أو شركات تأمين‬ ‫أو صناديق ادخار أو أسواق المال إلى غير ذلك من مؤسسات الوساطة المالية‪ ,‬فضال عن انتقال رؤوس األموال‬ ‫عن هذا النحو التي تكون من أهدافها األساسية الحصول على أكبر عائد ممكن على هذه األموال‪.‬‬ ‫أما الكلمة الثانية من مصطلح التمويل الدولي تشير إلى الصفة التي تحكم عملية التمويل من حيث كونه دوليا‪,‬‬ ‫وهذا يعني أن تحرك رأس المال في هذا اإلطار سيكون خارج الحدود السياسية لدول العالم‪.‬‬ ‫كما أن الطبيعة الدولية في التمويل تبين مدى اختالف الدول في مجال الفائض والعجز في عنصر رأس المال‪,‬‬ ‫والعامل الحاسم في تحديد االتجاه الذي يسلكه رأس المال من دولة إلى أخرى أو من سوق إلى أخرى هو شكل‬ ‫العالقة بين االدخار و االستثمار على مستوى الوطني‪ ,‬والجدير بالذكر أن ندرة رأس المال بالنسبة للطلب عليه‬ ‫في دولة تؤدي إلى ارتفاع عائده في هذه الدولة‪ ,‬ومن ثم فإن رأس المال سيتدفق داخل هذه الدولة‪.‬‬ ‫وهنا نقول ليس المقصود بتحركات رؤوس األموال انتقال رؤوس األموال العينية في شكل آالت ومعدات وأصول‬ ‫مختلفة‪ ,‬فهذا يدخل في مجال التجارة الدولية للسلع‪ ,‬ولكن المقصود بهذه التحركات هو انتقال رؤوس األموال في‬ ‫شكل عمليات اقراض واقتراض بين الدول المختلفة‪ ,‬وكذلك التحركات الخاصة على شكل استثمارات مباشرة أو‬ ‫غير مباشرة ويشير األمر األخير إلى تأثير هذه التحركات الرأسمالية في تغير الحقوق وااللتزامات المترتبة عليها‪.‬‬ ‫لكن نجد في بعض األحيان أن صافي االنتقال أو التحرك لرأس المال يتجه نحو خارج الدولة رغم ما تعانيه من‬ ‫ندرة في رأس المال وهذا عائد إلى أزمات الدين الخارجي وعدم اإلستقرار المالي من ناحية ضف إلى ذلك‬ ‫عمليات المضاربة على تغيرات أسعار الصرف واختالف مستويات الفائدة من ناحية ثانية‪ ,‬والى عدم استقرار‬ ‫األوضاع السياسية واالجتماعية من ناحية ثالثة‪.‬هذا وتؤثر حالة عدم االستقرار السياسي واالقتصادي واالجتماعي‬ ‫في دولة ما الى اتجاه تدفق رؤوس األموال إلى خارجها بغض النظر عن حاجة هذه الدولة إلى االقتراض‬ ‫مايعرف بظاهرة هرووب رؤوس األموال الدولية‪.‬‬ ‫الخارجي وهو ُ‬ ‫الصفحة ‪ 0‬من ‪15‬‬ ‫أنواع التحركات الدولية لرأس المال‪:‬‬ ‫وتنقسم التحركات الدولية بصفة عامة إلى تحركات رسمية وتحركات خاصة‪:‬‬ ‫‪ )1‬يقصد بالتحركات الرسمية لرؤوس األموال‪ :‬تلك القروض التي تعقد بين حكومات الدول المقرضة‪,‬‬ ‫وحكومات الدول المقترضة أو إحدى هيئاتها العامة أو الخاصة‪ ,‬كما تشمل التحركات الرسمية تلك‬ ‫القروض التي تعقد بين الحكومات المقترضة والمنظمات الدولية واإلقليمية ومتعددة األطراف‪ ,‬وعلى ذلك‬ ‫فإن التحركات الرسمية تأخذ أحد األشكال التالية ‪:‬‬ ‫‪ -‬قروض حكومية ثنائية‪.‬‬ ‫‪ -‬قروض دولية متعددة األطراف‪.‬‬ ‫‪ -‬قروض إقليمية متعددة األطراف‪.‬‬ ‫‪ )2‬يقصد بالتحركات الخاصة لرأس المال كل القروض الممنوحة من جهات خاصة (أفراد ومؤسسات) إلى‬ ‫حكومات الدول األجنبية أو المؤسسات العامة أو الخاصة بها‪ ,‬ويأخذ هذا النوع من التحركات أحد‬ ‫األشكال التالية ‪:‬‬ ‫‪ -‬تسهيالت الموردين‬ ‫‪ -‬تسهيالت أو قروض مصرفية‬ ‫‪ -‬طرح سندات في األسواق الدولية‬ ‫‪ -‬االستثمار المباشر والمحفظة االستثمارية‬ ‫ويمكن القول أن رؤوس األموال الخاصة تتحرك بهدف تحقيق أكبر عائد ممكن على هذه األموال‪ ,‬وقد يشتمل‬ ‫هذا الهدف على الرغبة في زيادة الصادرات كما في حالة تسهيالت الموردين‪ ,‬أو على الرغبة في زيادة األرباح‬ ‫كما في حالة القروض المصرفية والسندات الدولية واالستثمارات المباشرة‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للتحركات الرسمية لرؤوس األموال فإنها ترتبط إلى حد كبير بالعوامل السياسية‪ ,‬حيث ترى الدول‬ ‫المانحة ضرورة تحقيق أهداف سياسية معينة في المناطق التي توجه قروضها إليها‪.‬‬ ‫وعادة ما تتضمن تدفقات رأس المال الدولي تدفقات طويلة األجل وتدفقات قصيرة األجل‪.‬‬ ‫التدفقات طويلة األجل‪ :‬تتحرك التدفقات الرأسمالية طويلة األجل لشراء وبيع األسهم والسندات عبر الحدود‬ ‫السياسية للدول المختلفة ويمكن التمييز في إطار هذه التحركات بين االستثمار في محفظة األوراق المالية‬ ‫‪ Portfolio Investement‬واالستثمار األجنبي ‪ Foreign Direct Investment‬ألنه يبين الدافع الحقيقي الذي‬ ‫يكمن وراءه كل نوع من هذه التحركات‪.‬‬ ‫الصفحة ‪ 3‬من ‪15‬‬ ‫يتضمن االستثمار في محفظة األوراق المالية‪ :‬شراء األصول المالية المختلفة (أسهم وسندات) بهدف تحقيق‬ ‫هدف معين من العائد دون اكتساب الحق في إدارة ورقابة المؤسسات أو الهيئات التي تصدر هذه األصول‪.‬‬ ‫أما االستثمار األجنبي المباشر فإنه‪ :‬يتضمن امتالك أسهم في إحدى الشركات مع اكتساب الحق في إدارة‬ ‫ورقابة العمل داخل هذه الشركة أو يتضمن إنشاء شركات جديدة ويقوم بامتالك كل أسهمها وادارتها ومراقباتها‬ ‫وتنفيذ العمل بهذه الشركة‪.‬‬ ‫أما بالنسبة للتحركات الرأسمالية قصيرة األجل‪ :‬فإنها تشتمل على التعامل بيعا وشراء في األصول المالية قصيرة‬ ‫األجل مثل السندات الحكومية قصيرة األجل والقروض المصرفية وأذون الخزانة‪ ,‬باإلضافة إلى الودائع ألجل‬ ‫وشهادات اإليداع القابلة للتداول ‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫هذا هو ما يحتويه مصطلح التمويل الدولي غير أن السنوات األخيرة قد شهدت تطو ار كبي ار خاصة بعد ظهور‬ ‫أزمات مالية وأزمة الديون الدولية‪ ,‬ويرجع هذا التطور إلى المحاوالت المتعددة بهدف انتعاش النظام المالي الدولي‬ ‫وايجاد الوسائل والتقنيات المالية الدولية لتخفيف األزمة وحماية النظام المالي الدولي‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‬ ‫أهمية التمويل الدولي‬ ‫تختلف أهمية تدفقات رؤوس األموال بين دول العالم باختالف وجهات النظر بين الدول المقرضة لرأس المال‬ ‫والدولة المقترضة له من ناحية‪ ,‬وباختالف نوعية رأس المال المتدفق من ناحية أخرى ويكون تحليل أهمية‬ ‫التمويل كما يلي ‪:‬‬ ‫(*)‬ ‫لرأس المال‬ ‫‪ -5‬أهمية التمويل الدولي بالنسبة للدول المقترضة (المتلقية) ‪:‬تستهدف الدول المتلقية‬ ‫في الغالب ‪:‬‬ ‫‪.1‬تدعيم برامج وخطط التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫‪.2‬رفع مستوى معيشة السكان‪.‬‬ ‫‪.3‬مواجهة العجز في موازين المدفوعات وسد الفجوة بين االستثمارات المطلوبة والمدخرات المحققة‪.‬‬ ‫‪.4‬يمكن للدول أن تقترض من الخارج لدعم االستهالك المحلي والمحافظة على مستوى معيشي معين‪,‬‬ ‫فإذا كانت الموارد الخارجية للدولة غير كافية لتمويل الواردات االستهالكية‪ ,‬فإن االعتماد على القروض أو المنح‬ ‫الخارجية يصبح أم ار ال مفر منه ألنه عندما تكون الواردات من الصادرات فإن ذلك يؤدي إلى وجود فجوة في‬ ‫موارد الصرف األجنبي‪ ,‬وال بد من سد هذه الفجوة بأحد األسلوبين ‪:‬‬ ‫(*)‬ ‫كلمة المتلقية ذات مفهوم واسع لكل التدفقات الرأسمالية سواء كانت قروض أو منح أو استثما ار مباش ار أو أي شكل من أشكال‬ ‫التدفق (بدال من كلمة المقترضة)‪.‬‬ ‫الصفحة ‪ 2‬من ‪15‬‬ ‫األول‪ :‬عن طريق السحب من االحتياطيات الخارجية المملوكة للدول‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬هو االقتراض الخارجي‪ ,‬وعادة ما يتم اللجوء إلى األسلوب الثاني إذ كان مستوى االحتياطيات‬ ‫الخارجية ال يسمح بالمزيد من السحب منه‪.‬‬ ‫وهنا نقول ُيفترض معايير العقالنية االقتصادية عندما تقترض الدول من الخارج لتمويل االستثمار وليس بهدف‬ ‫االستهالك وأن ُيستخدم هذا االستثمار على نحو كفؤ وبدرجة إلى زيادة اإلنتاج واإلنتاجية وزيادة الصادرات ‪ ,‬أي‬ ‫أن القروض الخارجية يجب أن تدعم الطاقة اإلنتاجية وتزيد مقدرة الدولة على تأمين القطع األجنبي الالزم لدفع‬ ‫فاتورة الواردات وخدمة الديون الخارجية في نفس الوقت ‪ ,‬إذا فالعبرة ليس في مصدر التمويل بل في الكيفية التي‬ ‫بها تخصيصه واستخدامه‪.‬‬ ‫قد تعلق الدولة أهمية كبيرة على التمويل الخارجي في شكل استثمارات أجنبية مباشرة‪ :‬وذلك ألن االستثمارات‬ ‫المباشرة توفر تكنولوجية متقدمة وخبرات إدارية رفيعة المستوى باإلضافة إلى تفاعل المشروعات الممولة من‬ ‫خالل االستثمارات األجنبية المباشرة مع األسواق الدولية‪ ,‬وهو ما يؤدي إلى زيادة اإلنتاج من السلع القابلة‬ ‫للتصدير‪ ,‬كما تؤدي إلى توفير فرص توظيف وتحسين جودة اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪ -0‬أهمية التمويل الدولي من وجهة نظر الجهات المقرضة ‪:‬‬ ‫تحاول الدول التي تمنح قروضا رسمية لدولة أخرى أن تحقق أهدافا عديدة كتصريف الفوائض السلعية لديها‬ ‫وزيادة صادراتها وتشغيل جانب كبير من شركاتها الوطنية في أعمال النقل والوساطة والتأمين والمقاوالت وبيوت‬ ‫الخبرة المختلفة بها‪.‬‬ ‫كما ان القروض الرسمية الثنائية‪ :‬ترتبط بضرورة إنفاقها في أسواق الدول المانحة (باستثناء حاالت قليلة جدا‬ ‫يتم فيها فتح قروض نقدية وألهداف خاصة)‪.‬‬ ‫كما أن الحصول على قرض معين من دولة أخرى ال يعني إعطاء الدولة المقترضة الحق في استخدامها بحرية‬ ‫كاملة والشراء من أي سوق من األسواق الدولية وفقا ألجود أنواع السلع وأرخص األسعار‪ ,‬ولكن الدولة المانحة‬ ‫تريد تحقيق أهداف عديدة منها ‪:‬‬ ‫‪.1‬تحسين صورة الدولة المانحة أمام المجتمع الدولي واظهارها كدولة تحارب الفقر في العالم‪.‬‬ ‫‪.2‬حماية مصالح بعض القطاعات اإلنتاجية بالداخل كالقطاع الزراعي (الذي ينتج كميات كبيرة ويؤدي‬ ‫عدم تصديرها إلى انخفاض أسعارها واصابة المنتجين بإضرار جسيمة‪ ,‬ولهذا يمكن التخلص من هذه‬ ‫الفوائض السلعية عن طريق القروض والمساعدات)‪.‬‬ ‫‪.3‬تحمل الدولة المانحة للقرض المشاريع الممولة بالقرض تكاليف النقل والتأمين لدى شركات تابعة‬ ‫للدولة المانحة باإلضافة إلى تكاليف الخبراء والمشرفين‪.‬‬ ‫الصفحة ‪ 1‬من ‪15‬‬ ‫أما التمويل الدولي متعدد األطراف‪ :‬وهو رأس المال الذي يتدفق من المؤسسات الدولية واإلقليمية فهو يخضع في‬ ‫تحركه للتيارات السياسية من جانب الدول المسيطرة على إدارة هذه المؤسسات الدولية‪.‬‬ ‫‪ -3‬أهمية التمويل الدولي على المستوى العالمي ‪:‬‬ ‫إن أهمية التمويل الدولي من منظور العالقات االقتصادية الدولية تكمن في تمويل حركة التجارة الدولية‬ ‫من السلع والخدمات وأي انخفاض في مستوى السيولة الدولية لتمويل حركة التجارة يؤدي إلى انكماش العالقات‬ ‫االقتصادية بين الدول‪ ,‬واذا كان القطاع الخارجي في معظم الدول يعد بمثابة القطاع المحرك للنمو فان انخفاض‬ ‫حجم هذا القطاع وانكماش نشاطه سيؤثر على معدالت النمو ويقلل حجم اإلنتاج المخصص للتصدير والسلع‬ ‫المستوردة لالستثمار واالستهالك‪.‬‬ ‫والمالحظة الجدي رة بالذكر هي أن الحجم الفعلي لتحركات رؤوس األموال بين دول العالم فيما بين األسواق المالية‬ ‫الدولية قد فاق عدة مرات التحرك الفعلي للسلع والخدمات على المستوى الدولي‪ ,‬ولم يعد هناك ارتباط بين‬ ‫التدفقات المالية والتدفقات العينية‪ ,‬وتعرف هذه الظاهرة على المستوى الدولي بظاهرة االقتصاد الرمزي‪ ,‬الذي‬ ‫يعبر عن الرأسمالية غير المرتبطة باإلنتاج والمتملثة في تكوين رأس المال االسمي بصورة أوراق مالية وليس‬ ‫على شكل إنتاج ‪,‬وأن الدول المتقدمة وعلى رأسها الواليات المتحددة األمريكية (‪ )USA‬هي وحدها المستفيدة من‬ ‫ظهور ونمو االقتصاد الرمزي‪ ,‬ويعود ذلك إلى امتالكها لألدوات القادرة على توجيه عمليات التحرك لهذه األموال‬ ‫كاستخدام السياسة النقدية لجذب رؤوس األموال وسياسة الصرف األجنبي بهدف احداث تخفيض في القيمة‬ ‫الحقيقية لديونها الخارجية المقومة بالدوالر األمريكي‪.‬‬ ‫وقد استخدمت الواليات المتحدة األمريكية هذه السياسات منذ أن أصيب ميزانها التجاري بعجز سنة ‪ 1792‬وحتى‬ ‫اآلن‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‬ ‫عناصر النظام المالي‬ ‫يمثل النظام المالي الدولي أحد األركان الثالثة للنظام االقتصادي العالمي باإلضافة إلى النظام التجاري الدولي‬ ‫والنظام النقدي الدولي‪.‬‬ ‫والنظام المالي الكفؤ هو ذلك النظام الذي يحقق تمويال للنظام التجاري الدولي واستق ار ار للنظام النقدي‪ ,‬والتنسيق‬ ‫بين هذه األنظمة يؤدي إلى تعظيم الرفاهية االقتصادية واالجتماعية وتحقيق النمو في معظم بلدان العالم‪.‬‬ ‫كان النظام التجاري الدولي يعتمد االتفاقية العامة للتعريفات الجمركية (‪ )GATT‬ومؤتمر األمم المتحدة للتجارة‬ ‫والتنمية (‪ ,)UNCTAD‬واآلن أصبح يعتمد على منظمة التجارة العالمية (‪.)WTO‬‬ ‫أما النظام النقدي الدولي‪ :‬يعتمد على تلك اآلليات التي يديرها صندوق النقد الدولي‪.‬‬ ‫الصفحة ‪ 6‬من ‪15‬‬ ‫والنظام المالي الدولي‪ :‬يتكون من أسواق التمويل الدولية والبنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ ,‬وهيئة التنمية الدولية‪,‬‬ ‫ومؤسسة (شركة) التمويل الدولية‪...‬إلخ‪.‬‬ ‫ويوضح الشكل التالي العناصر المختلفة للنظام المالي الدولي‬ ‫شكل رقم (‪ : )5‬عناصر النظام المالي الدولي‬ ‫عناصر النظام المالي الدولي‬ ‫المتعاملون‬ ‫المقترضون‬ ‫االقراض‬ ‫تدفق األموال‬ ‫المستثمرون‬ ‫المشاركون‬ ‫السماسرة والبنوك‬ ‫تدفق العوائد‬ ‫األفراد‬ ‫األرباح المحققة‬ ‫شركات االستثمار‬ ‫األفراد‬ ‫المؤسسات‬ ‫شركات التأمين‬ ‫المؤسسات‬ ‫الحكومات‬ ‫بنوك وصناديق االدخار‬ ‫الحكومات‬ ‫المنظمات‬ ‫صناديق التقاعد‬ ‫المنظمات‬ ‫منظمات دولية‬ ‫منظمات إقليمية‬ ‫الحكومات‬ ‫األفراد‬ ‫المؤسسات العامة‬ ‫األســـواق‬ ‫رأس مال‬ ‫نقـد‬ ‫األدوات‬ ‫قبوالت بنكية‬ ‫السنـدات‬ ‫أوراق تجارية‬ ‫األسـهم‬ ‫أدونات الخزانة‬ ‫ودائع ألجل‬ ‫شهادات اإليداع‬ ‫المصدر‪ :‬عادل المهدي‪ ،‬التمويل الدولي‪ ،‬العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر ‪.5993‬‬ ‫يتضح من الشكل السابق أن العناصر األساسية التي يشتمل عليها النظام المالي الدولي تتكون من المتعاملين و‬ ‫األسواق و األدوات‪.‬‬ ‫‪ -5‬المتعاملون ‪:‬‬ ‫هم الركيزة األساسي ة للنظام المالي الدولي و يتكون المتعاملون في ظل النظام المالي الدولي من المستثمرين و‬ ‫المقترضين و المشاركين‪.‬‬ ‫الصفحة ‪ 5‬من ‪15‬‬ ‫أ‪-‬المستثمرون‪:‬‬ ‫وهم األفراد والمؤسسات العامة والخاصة وحكومات الدول المختلفة والمنظمات الدولية واإلقليمية‪ ,‬والمستثمر هو‬ ‫ذلك الشخص (مهما كانت طبيعته القانونية) الذي يملك أرصدة فائضة من األموال ويرغب في توظيفها‪ ,‬وهنا‬ ‫يجب أن يفرق بين التوظيف المالي والتوظيف الحقيقي لألموال‪.‬‬ ‫التوظيف المالي‪ :‬يشير التوظيف المالي إلى االستثمار في إحدى األصول المالية كاألسهم والسندات أو غيرها‬ ‫من األدوات المالية األخرى والتي تدر عائدا ماليا لصاحب هذا المال‪.‬‬ ‫التوظيف (اإلستثمار) الحقيقي لألموال‪ :‬يقصد به شراء معدات أصول وآالت جديدة بهدف زيادة الطاقة اإلنتاجية‬ ‫أو المحافظة على هذه الطاقة من خالل االستثمار االحاللي‪ ,‬أما إيداع األموال في أحد األوعية االدخارية‬ ‫(كالبنوك) ال يغير من الصفة االستثمارية لهذا الشخص ويصبح في هذه الحالة بمثابة مدخر وليس مستثمر‬ ‫مالي‪.‬‬ ‫ب‪ -‬المقترضون‪:‬‬ ‫وهم األفراد والمؤسسات العامة والخاصة وحكومات الدول المختلفة والمنظمات الدولية واإلقليمية الذين يحصلون‬ ‫على قروض من األسواق المالية الدولية أو يقومون بطرح (بيع) سندات في هذه األسواق‪ ,‬أو باالقتراض المباشر‬ ‫من التجمعات المصرفية أو المنظمات الدولية أو من الحكومات المختلفة‪.‬‬ ‫والمقترض عادة ما يرغب في الحصول على األموال من مصادر مختلفة بهدف توظيفها في استثمارات حقيقية‬ ‫بشراء معدات واآلالت والقيام بعمل مؤسسات ومصانع ومشروعات جديدة‪ ,‬وفي هذه الحالة فإن المقترض يصبح‬ ‫بمثابة الشخص المستثمر‪.‬‬ ‫وتأخذ األموال في إطار النظام المالي الدولي اتجاهين‪:‬‬ ‫االتجاه األول‪ :‬هو تدفق هذه األموال من المدخرين (أصحاب الفائض المالي) إلى المقترضين الذين يستخدمون‬ ‫هذه األموال في االستثمارات (أصحاب العجز المالي)‪.‬‬ ‫االتجاه الثاني ‪ :‬هو تدفق عوائد وأرباح هذه األموال من المقترضين إلى المدخرين‪.‬‬ ‫ج‪ -‬المشاركون‪:‬‬ ‫والمشاركون بالنظام المالي الدولي هم في الواقع‪:‬‬ ‫السماسرة والوسطاء الذين يتعاملون في األسواق لحساب الغير أو لحسابهم مثل البنوك وشركات االستثمار المالي‬ ‫وشركات التأمين وبنوك وصناديق االدخار ‪...‬إلخ باالضافة إلى صناديق التقاعد والمنظمات الدولية واالقليمية‬ ‫المختلفة والحكومات والشركات دولية النشاط (متعددة الجنسيات) واألفراد من مختلف دول العالم‪...‬ويقوم هؤالء‬ ‫بالتعامل في األسواق المالية الدولية باستثمار األموال الفائضة لديهم لتحقيق عوائد وأرباح على هذه األموال‪ ,‬كما‬ ‫الصفحة ‪ 8‬من ‪15‬‬ ‫يقومون بالحصول على قروض من األسواق المالية أو يقومون بطرح سندات دولية في هذه األسواق‪.‬‬ ‫‪ -0‬األسواق ‪:‬‬ ‫تمثل األسواق المالية المحلية والدولية الشبكة األساسية التي تنتقل من خاللها رؤوس األموال وتنقسم األسواق‬ ‫المالية من وجهة نظر اآلجال الزمنية واألدوات المستخدمة إلى أسواق نقد ‪ Money Market‬وأسواق رأس المال‬ ‫‪.Capital Market‬‬ ‫وفي أسواق النقد‪ :‬يتم التعامل بأدوات مالية قصيرة األجل تتراوح آجال استحقاقها بين يوم وأقل من سنة‪ ,‬وتتأثر‬ ‫أسواق النقد بالتغيرات التي تط أر على أسعار صرف العمالت المختلفة‪ ,‬كما تعكس األدوات دينا محددا‪.‬‬ ‫أما أسواق رأس المال‪ :‬فإن األدوات المستعملة تعكس غالبا حقوق للملكية مثل األسهم كما تعكس كذلك ديونا‬ ‫طويلة األجل مثل السندات‪ ,‬وتؤثر أسعار الفائدة بدرجة كبيرة في حركة األموال في هذه األسواق وبدرجة أقل‬ ‫تغيرات أسعار الصرف‪.‬‬ ‫‪ -3‬األدوات ‪:‬‬ ‫تختلف األدوات باختالف نوعية السوق‪.‬‬ ‫ففي أسواق النقد تكون أدوات التعامل في معظمها قصيرة األجل مثل‪:‬‬ ‫‪ -‬أذونات الخزينة‪.‬‬ ‫‪ -‬القيوالت المصرفية‪.‬‬ ‫‪ -‬األوراق التجارية وشهادات اإليداع القابلة للتداول‪.‬‬ ‫‪ -‬شهادات اإليداع المخزنة والودائع ألجل وصكوك الديون المختلفة‪.‬‬ ‫أما األدوات المستخدمة في أسواق رأس المال وهي األدوات طويلة األجل مثل‪:‬‬ ‫‪ -‬األسهم التي تصدرها الشركات الصناعية‪.‬‬ ‫‪ -‬السندات الدولية التي تقوم بطرحها هذه الشركات وتلك التي تطرحها حكومات الدول المختلفة في‬ ‫أسواق المال الدولية‪.‬‬ ‫الصفحة ‪ 9‬من ‪15‬‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫تطور التمويل الدولي‬ ‫تمهيد ‪:‬‬ ‫يشتمل التحليل على تقسيم تطور التمويل الدولي إلى ثالثة مراحل تبدأ‪:‬‬ ‫المرحلة األولى ‪ :‬من (‪ )1714 -1791‬وهي الفترة السابقة للحرب العالمية األولى‪.‬‬ ‫أما المرحلة الثانية ‪ :‬من (‪ )1743 -1711‬وهي الفترة ما بين الحرب العالمية األولى والحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫المرحلة الثالثة ‪ :‬من بعد ‪ 1744‬وهي الفترة التي توافق نهاية الحرب العالمية الثانية أي من ‪ 1744‬حتى اآلن‪.‬‬ ‫وسوف نتناول في كل مرحلة الخصائص األساسية التي حكمت العالقات اإلقتصادية الدولية ونظام النقد الدولي‬ ‫الذي ساد في كل فترة باإلضافة إلى التغيرات التي طرأت على طبيعة ونوع واتجاه التحركات الدولية لرؤوس‬ ‫األموال‪.‬‬ ‫المبحث األول‬ ‫التمويل الدولي في الفترة السابقة للحرب العالمية األولى‬ ‫لكي يمكن تحليل طبيعة ونوعية واتجاه التحركات الدولية لرؤوس األموال في الفترة السابقة لعام ‪ 1714‬وهو تاريخ‬ ‫اندالع الحرب العالمية األولى فإنه يجب التعرض لطبيعة النظام النقدي الدولي الذي ساد خالل هذه الفترة ‪.‬‬ ‫‪ -5‬نظام النقد الدولي خالل الفترة (‪: )5952 -5852‬‬ ‫يمكن القوول أن نظوام النقود الودولي الوذي سواد خوالل هوذه الفتورة قود قوام علوى أسواس قاعودة الوذهب التوي جواءت إلوى‬ ‫التطبيووق بشووكل تلقووائي وبتووافر مجموعووة معين وة موون القواعوود هووي التووي مهوودت الطريووق لسوويطرة قاعوودة الووذهب علووى‬ ‫النظام النقدي العالمي‪ ,‬حيث في ظل هذا النظام يؤدي الذهب دو اًر محورياً في تحديد قيمة العموالت‪ ,‬وتتمثول هوذه‬ ‫القواعد بصفة أساسية في التزامات حكومات الدول المختلفة‪:‬‬ ‫‪ -‬بتحديد قيمة ثابتة لعملتها الورقية بالنسبة لوزن معين من الذهب‪.‬‬ ‫‪ -‬االلتزام بتحويل ما يقدم من عمالت ورقية بالذهب عند المستوى السابق تحديده‪.‬‬ ‫‪ -‬ترك الحرية لألفراد في تصدير واستيراد الذهب بكل حرية وبدون قيود‪.‬‬ ‫فووإذا التزمووت كوول الوودول بهووذه القواعوود موون شووأنه أن يووؤدي إلووى تحقيووق ميوزة هامووة وهووي اسووتقرار وثبووات‬ ‫أسعار صرف عمالت الدول المختلفة‪,‬وعلى هذا األساس فإن مزايا تطبيق قاعدة الذهب تتلخص في‪:‬‬ ‫مزايا نظام الذهب الدولي‪:‬‬ ‫في ظل نظام الذهب الدولي تعتبر عمالت الدول الذهبية أو التي ترتكز إلى الذهب عمالت دولية قوية ذلك أنها‬ ‫تتمتع بالقبول على المستوى الدولي وقد كان من مزايا قاعدة الذهب الدولية ما يلي‪:‬‬ ‫الصفحة ‪ 52‬من ‪15‬‬ ‫‪ -)1‬استقرار أسعار الصرف‪:‬‬ ‫‪ -)2‬استقرار مستويات األسعار في الدول المختلفة‪:‬‬ ‫‪ -)3‬دعم الثقة في النظام النقدي‪:‬‬ ‫اإلنتقادات التي تعرض لها نظام معيار الذهب الدولي وأسباب انهياره‪:‬‬ ‫رغم ما تميز به النظام فقد تعرض النتقادين‪:‬‬ ‫أولهما‪ :‬أن استقرار أسعار الصرف األجنبي يكون على حساب عدم االستقرار االقتصادي الداخلي (كساد)‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اآلثالر السلبية الناتجة عن انتقال الذهب بين الدول ‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬دولة ما تتبع نظام الذهب وحدث فيها أمر ما أدى إلى عدم االستقرار السياسي‪ ,‬هذا سوف يؤدي إلى‬ ‫هروب الذهب من هذه الدولة (وبالتالي تنخفض مستويات أسعارها ويقل فيها النشاط االقتصادي) إلى دولة أو‬ ‫دول أخرى‪ ,‬حيث ترتفع مستويات أسعار هذه األخيرة دون الحاجة إلى ذلك (حدوث انتعاش) وهذا يؤدي إلى‬ ‫حدوث متاعب اقتصادية‪.‬‬ ‫لقد استمر هذا الوضع حتى نشوب الحرب العالمية األولى حيث واجه نظام الذهب عديدا من المشاكل منها‪ :‬أن‬ ‫الحرب كشفت جمود النظام وعدم قدرته على توفير المرونة الالزمة في العرض النقدي والذي تراكم الطلب عليه‬ ‫ليس فقط من أجل تمويل احتياجات الحرب بل لحاجة الدول المتحاربة الحتياطاتها من الذهب لتمويل وارداتها‬ ‫من الخارج وقد أدى هذا إليقاف العمل بهذا النظام‪.‬‬ ‫‪ -0‬التحركات الدولية لرؤوس األموال خالل الفترة (‪: )5952 -5852‬‬ ‫في ظل سيادة قاعدة الذهب وثبات أسعار الصرف يندرج انتقال رؤوس األموال في شقين‪:‬‬ ‫الشق األول‪ :‬يتعلق بانتقال الذهب بين الدول وفقا لحالة ميزان المدفوعات‪ ,‬إذا كان الميزان يتوازن بصورة تلقائية‬ ‫من خالل خروج ودخول الذهب بحرية‪ ,‬ومن هذا المنطلق يمكن القول أن تحركات رؤوس األموال كانت تابعة‬ ‫لحركة التجارة الدولية ووضع موازين المدفوعات للدول المختلفة‪.‬‬ ‫الشق الثاني‪ :‬يتعلق بانتقال رؤوس األموال( تصدير رؤوس األموال إلى البلدان النامية في صورة االستثمار‬ ‫األجنبي المباشرة) حيث يتعلق بنمو حركة االستثمارات األجنبية المباشرة هذا نتيجة للظروف التي وفرتها أسعار‬ ‫الصرف الثابتة واألمان ووجود الفرص اإلستثمارية المربحة في المستعمرات التابعة من ناحية وانتشار النظم‬ ‫االستعمارية من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫وتعتبر بريطانيا المركز األساسي للتجارة والتمويل في هذا المجال حيث انفردت بمهمة االستثمار في الخارج على‬ ‫المستوى العالمي‪ ,‬حيث كان معظم التجار والبنوك في معظم دول العالم يودعون أرصدتهم المالية في لندن على‬ ‫شكل ودائع‪ ,‬وكان انتقال رأس المال من والى بريطانيا شديد الحساسية لتغيرات أسعار الفائدة في بريطانيا‪.‬‬ ‫الصفحة ‪ 55‬من ‪15‬‬ ‫المبحث الثاني‬ ‫التمويل الدولي في فترة ما بين الحربين‬ ‫يجب أن نتعرف لطبيعة النظام النقدي والتغيرات التي حدثت خالل الفترة ما بين الحربين‪ ,‬باإلضافة إلى تغيرات‬ ‫التمويل الدولي ونوعيته واتجاهاته األساسية‪.‬‬ ‫‪ -5‬نظام النقد الدولي في فترة ما بين الحربين ‪:‬‬ ‫بعد الحرب العالمية األولى اختلفت قواعد اللعبة األساسية التي تضمن بقاء واستمرار قاعدة الذهب‪ ,‬وانطفأت‬ ‫نيران الحرب في نهاية عام ‪ 1717‬بعد أن خرجت كل الدول عن قاعدة الذهب وانهارت األسواق المالية وانكمش‬ ‫حجم التجارة الدولية بشكل كبير وتم وقف تحويل العمالت الورقية إلى ذهب ومنع عمليات استيراد وتصدير‬ ‫الذهب واتجهت أسعار صرف العمالت المختلفة إلى التقلب المستمر‪ ,‬وتغيرت مراكز القوة االقتصادية في العالم‬ ‫بظهور الواليات المتحدة األمريكية بعد الحرب كأكبر دولة دائنة وذات فوائض مالية كبيرة وأرصدة ذهبية ضخمة‪,‬‬ ‫وظهرت كذلك مشك لة تعويضات الحرب التي فرضت على ألمانيا من ناحية ومشكلة الديون المستحقة للواليات‬ ‫المتحدة من ناحية أخرى‪.‬‬ ‫وعليه سارعت الدول إلى عقد مؤتمر لإلصالح النقدي ضم عدة دول منها (فرنسا ‪ ,‬ألمانيا ‪ ,‬إيطاليا‪)....‬‬ ‫وكانت الدعوة آنذاك إلى العودة لقاعدة الذهب هي البديل األفضل لتحقيق االستقرار اإلقتصادي والمالي والنقدي‬ ‫وتنشيط حركة التجارة الدولية وكانت العودة لقاعدة الذهب تحت شكل تطبيق نظام السبائك الذهبية‪ ,‬وقد عاد عدد‬ ‫كبير من الدول (بريطانيا ‪ ,‬فرنسا ‪ ,‬ألمانيا ‪ ).....‬إلى قاعدة الذهب ولفترة محدودة حيث حل الكساد الكبير سنة‬ ‫‪ 1727‬وخرجت الدول تباعا عن اإللتزام بقاعدة الذهب وسادت الفوضى وفرضت معظم الدول مرة أخرى السعر‬ ‫اإللزامي لعملتها المحلية وعمدت الدول إلى تعويم عملتها حيث عمدت بريطانيا إلى تعويم الجنيه اإلسترليني‬ ‫وخروجها عن قاعدة الذهب سنة ‪ 1731‬ويتبعها في ذلك عدد كبير من الدول‪ :‬فرنسا‪ ,‬أمريكا مع تخفيض‬ ‫عملتيهما‪.‬‬ ‫بروز الدوالر‪:‬‬ ‫إن الخروج من قاعدة الذهب كان مصحوباً بتخفيضات كبيرة ألسعار صرف العمالت المختلفة مما أثر بشكل‬ ‫كبير على حركة التجارة الدولية وانخفضت التدفقات (التحركات) الدولية لرؤوس األموال في تلك الفترة ‪ ,‬وتغيرت‬ ‫كذلك الم اركز المالية الرائدة (المراكز القيادية) في العالم‪ ,‬عندها ترك الجنيه االسترليني مكانه للدوالر األمريكي‬ ‫وانخفض حجم اإلقراض الخاصة وظهر نوع جديد من التمويل وهو القروض الحكومية(اإلقراض الحكومي) الذي‬ ‫حل محل اإلقراض الخاص واالستثمارات المباشرة‪ ,‬وقامت الواليات المتحدة بدور جديد وقوي في الساحة الدولية‪,‬‬ ‫حيث أصبحت أكبر الدائن لمعظم دول العالم وصاحبة أكبر رصيد ذهبي ومالكة لمعظم االستثمارات المباشرة في‬ ‫الصفحة ‪ 50‬من ‪15‬‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫‪ -0‬طبيعة التمويل الدولي فيما بين الحربين ‪:‬‬ ‫من أهم التغيرات في فترة ما بين الحربين‪:‬‬ ‫‪ -‬ظهور الواليات المتحدة وقيامها بدور جديد في مجال االستثمارات الخارجية وخاصة االستثمارات‬ ‫اإلمريكية في أوربا ‪.‬‬ ‫‪ -‬إن انهيووار نظووام أو قاعوودة الووذهب الدوليووة كووان لووه دور كبيوور فووي انكموواش االسووتثمارات وضووعف‬ ‫الثقة في كفاءة عمل األسواق المالية وانكمش حجم اإلقراض الخاص لحد كبير‪.‬‬ ‫‪ -‬ظهور أنماطوا جديودة مون اإلقوراض وأهمهوا اإلقوراض الحكوومي الوذي حول محول اإلقوراض الخواص‬ ‫واالستثمارات المباشرة‪.‬‬ ‫‪ -‬تحول مركز الريادة من بريطانيا إلى الواليات المتحدة األمريكية‪ ,‬حيوث خرجوت دول الحلفواء مون‬ ‫الحرب مثقلة بالديون الكثيرة للواليات المتحدة األمريكية‪ ,‬وهو ما أدى إلى انتشار أنماط اإلقوراض‬ ‫الحكومي في هذه الفترة ‪.‬‬ ‫‪ -‬أصوبحت أمريكووا بمثابوة الوودائن الرئيسوي لمعظووم دول العوالم وصوواحبة أكبور رصوويد ذهبوي‪ ,‬ومالكووة‬ ‫لمعظم االستثمارات المباشرة في العالم‪.‬حيث شهدت االستثمارات األمريكية تزايدا سريعا في دول‬ ‫أمريكا الالتينية وكندا‬ ‫المبحث الثالث‬ ‫التمويل الدولي بعد الحرب العالمية الثانية‬ ‫بعد نهاية الحرب العالمية الثانية خرجت معظم دول أوربا باقتصاد محطم وبنية مهدمة ولذلك تم عقد مؤتمر دولي‬ ‫سنة ‪ 1744‬في بريتون وودز في الواليات المتحدة األمريكية لبحث إيجاد الصيغة المالئمة إلدارة النظام النقدي‬ ‫الدولي وشاركت فيه ‪ 44‬دولة تمثل أغلب شعوب العالم‪.‬‬ ‫‪ -5‬المقدمات التاريخية لنظام النقد الدولي الراهن ‪:‬‬ ‫نتج عن خروج الدول عن قاعدة الذهب في فترة ما بين الحربين األولى والثانية حدوث تخفيضات متتالية للعمالت‬ ‫الرئيسية (الجنيه اإلسترليني‪ ,‬الدوالر األمريكي‪ ,‬الفرنك الفرنسي والمارك األلماني)‪ ,‬كما ساعدت النتائج المعروفة‬ ‫للحرب العالمية الثانية بوقت معقول البحث عن ايجاد نظام نقدي دولي‪ ,‬كما ساهمت أيضا في وضع بعض‬ ‫االقتراحات الخاصة بالنظام الجديد وتمثلت مالمح هذه النتائج في ضمان دول التحالف الغربي هزيمة بلدان‬ ‫المحور‪.‬‬ ‫كان الصراع بين رأس المال البريطاني في سبيل استبقائه على بعض هيمنته على االقتصاد الدولي مع رأس‬ ‫الصفحة ‪ 53‬من ‪15‬‬ ‫المال األمريكي وهو يؤكد هيمنته على االقتصاد الدولي بعد الحرب العالمية الثانية‪ ,‬وبدأ تنظيم السوق الدولية‬ ‫بمشروعين أحدهما بلوره اإلقتصادي اإلنجليزي الشهير كينز وتضمن إنشاء اتحاد للمقاصة (‪)Clearing Union‬‬ ‫واآلخر بلوره اإلقتصادي األمريكي هوايت (‪ )Hany H.White‬وكيل و ازرة المالية األمريكي‪ ,‬وانتهى األمر في‬ ‫اتفاقية بريتون وودز بغلبة المشروع األمريكي في تحديد معالم النظام النقدي‪ ,‬وفيما يلي أهم ما جاء في كال‬ ‫المشروعين‪:‬‬ ‫أ‪ -‬المشروع البريطاني "مشروع كينز" (إتحاد المقاصة الدولية)‪:‬‬ ‫بلوره االقتصادي الشهير كينز‪ ,‬وقد تميز بصدور الورقة البيضاء في ‪ 1743‬والتي تتضمن اقتراحات بإنشاء اتحاد‬ ‫دولي للمقاصة‪ ,‬حيث يدير هذا األخير النقود الدولية بحجم يتفق مع تحقيق مستوى مرتفع من النشاط االقتصادي‬ ‫في دول العالم‪ ,‬وقد ركز هذا االقتراح على‪:‬‬ ‫‪ -‬إنشاء االتحواد الودولي للمقاصوة والوذي يتوولى إصودار عملوة دوليوة أطلوق عليهوا "البوانكور"‬ ‫(تمثوول مجموعووة مسووحوبات الوودول األعضوواء موون االتحوواد الوودولي للمقاصووة)‪ ,‬وتتحوودد لهووا‬ ‫قيم ووة مرتبط ووة بال ووذهب وتقبله ووا س ووائر ال وودول وتح وودد ك وول دول ووة قيم ووة ثابت ووة ومتف ووق عليه ووا‬ ‫بالنسبة لعملة البانكور وال يمكن تغييرها دون إذن مسبق من مجلس االتحاد المذكور‪.‬‬ ‫‪ -‬تتح وودد حص ووة ك وول دول ووة ف ووي االتح وواد عل ووى أس وواس ‪ %91‬م وون متوس ووط قيم ووة الص ووادرات‬ ‫والوواردات (حجووم تجارتهووا الخارجيووة) خووالل السوونوات الووثالث السووابقة للحوورب علووى أن يووتم‬ ‫النظر في إمكانية تعديل الحصص سنويا في ضوء الوضعية اإلجمالية للتجارة الدولية‪.‬‬ ‫‪ -‬إن االتحاد سيطبق عقوبات على بلدان الفائض الكبير وبلدان العجز الكبير على حد سواء ‪.‬‬ ‫‪ -‬معالجة صعوبات موازين المدفوعات للدول التي تضررت من الحرب العالمية الثانية ‪ ,‬ويتم ذلك من‬ ‫خالل انشاء تنظيم نقدي دولي يمتلك الطموح الكبير ويقوم على أساس منح االعتمادات عن طريق ( اتحاد‬ ‫مقاصة) بصورة مرنة لتغطية عجز ميزان المدفوعات وتحقيق االستخدام الكامل ‪.‬‬ ‫الواقع أن هذا المشروع كان يحاول إلغاء دائنية ومديونية الدول تجاه بعضها البعض بحيث تصبح مع اتحاد‬ ‫المقاصة الدولي وهو في ذلك كان يدافع عن مصلحة بريطانيا المدينة ويحاول إعادة المركز لبريطانية المنهار في‬ ‫ظل عالم قد تغير‪.‬‬ ‫وقد قابلت الواليات المتحدة األمريكية اقتراحات كينز بالرفض‪ ,‬حيث أن فيها محاولة من إنكلت ار لإلفادة من قدرة‬ ‫االقتصاد األمريكي مع الحيلولة دون سيطرة الدوالر على المعامالت الدولية‪ ,‬وقدمت اقتراحات مقابلة وهي التي‬ ‫جاءت في المشروع األمريكي‪.‬‬ ‫الصفحة ‪ 52‬من ‪15‬‬ ‫ب‪ -‬المشروع األمريكي "مشروع هوايت" لصندوق النقد الدولي‪:‬‬ ‫أسسه "هوايت" وهو أستاذ ووكيل الخزانة في الواليات المتحدة األمريكية وتضمن هذا المشروع إنشاء مؤسستين‬ ‫دوليتين هما صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ ,‬حيث يهدف الصندوق لتثبيت أسعار الصرف‬ ‫(تثبيت بقية العمالت للدول األعضاء المشتركة فيه) وتقوم الدول األعضاء في هذا الصدد بإيداع حصص تتكون‬ ‫جزئيا من الذهب وعمالتها المحلية وبعض أذون الخزانة‪ ,‬إذ تستطيع الدول ذات العجز في موازين مدفوعاتها‬ ‫السحب من هذا الصندوق بغرض تغطية عجزها‪ ,‬غير أنها ال تستطيع االستمرار في شراء العمالت األجنبية إذا‬ ‫زاد ما يحوزه الصندوق من عملة هذه الدولة على ‪ % 211‬من حصتها‪.‬‬ ‫تكون مهمة الصندوق السعي لتثبيت قيمة العمالت من خالل االئتمان المتبادل بين األعضاء ويتكون المال‬ ‫االحتياطي للصندوق من الذ هب وعمالت الدول األعضاء والسندات الحكومية لبالدها وبما أن الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية تتمسك بنظام الصرف بالذهب والدوالر قابل للتحويل للذهب في المدفوعات الدولية وستكون العملة‬ ‫المستخدمة هي الدوالر‪.‬‬ ‫مؤتمر بريتون وودز‪:‬‬ ‫إجتمع في عام ‪ 1744‬ممثلوا الواليات المتحدة األمريكية وانجلت ار باإلضافة إلى ممثلي ‪ 42‬دولة أخرى في بريتون‬ ‫وودز في الواليات المتحدة األمريكية لوضع نظام نقدي دولي جديد موافقا للمشروع األمريكي وتمت صياغته في‬ ‫االتفاقية ‪ ,‬حيث انبثق عن هذا المؤتمر صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ ,‬ويقوم بريتون وودز‬ ‫على قاعدة الصرف بالذهب وهو يرتكز بصفة رئيسية على قابلية تحويل الدوالر األمريكي فقط إلى ذهب ومن‬ ‫ناحية أخرى مع تثبيت صرف العمالت بالنسبة للدوالر األمريكي ومن ثم تصبح جميع العمالت مربوطة بشكل أو‬ ‫بآخر بالذهب من خالل الدوالر‪.‬‬ ‫مر نظام بريتون وودز بمرحلتين أساسيتين هما‪:‬‬ ‫‪ -‬مرحلة االستقرار النسبي‪.‬‬ ‫‪ -‬مرحلة التصدع واالنهيار‪.‬‬ ‫مرحلة االستقرار النسبي‪:‬‬ ‫امتدت هذه المرحلة من ‪ 1741‬حتى نهاية الخمسينات وما ميز هذه المرحلة هو االستقرار النسبي للدوالر‪ ,‬ولقد‬ ‫ساعد تراكم ‪ %91‬من احتياطي الذهب الرسمي في العالم لدى الواليات المتحدة األمريكية أن تقرر هذه األخيرة‬ ‫إعطاء دوالرات لكل دولة تريد التخلي عن الدوالرات التي تملكها مقابل الذهب فقط وليس بعملة البنك الوطنية‪.‬‬ ‫أما إنجلت ار فقد عادت قابلية الجنيه اإلسترليني للتحويل للعمالت األخرى وليس للذهب‪ ,‬وقد تم ذلك خالل عام من‬ ‫وضع اتفاقية بريتون وودز موضع التطبيق‪ ,‬وبالنسبة للعمالت األوربية األخرى فقد دام انتظارها ‪ 11‬سنة لتكون‬ ‫الصفحة ‪ 51‬من ‪15‬‬ ‫قابلة للتحويل إلى عمالت أخرى وليس إلى ذهب‪.‬‬ ‫واختارت البنوك المركزية للدول المختلفة الدفاع عن أسعار التعادل الخاصة بعمالتها مقابل الدوالر األمريكي‬ ‫وحده‪ ,‬وهكذا ظل الدوالر يتربع قيمة المدفوعات الدولية حتى نهاية الخمسينات‪.‬‬ ‫مرحلة التصدع واالنهيار‪:‬‬ ‫امتدت هذه المرحلة من ‪ ,1791 -1711‬حيث أخذ المخزون األمريكي في التناقص تدريجيا لعدة أسباب ‪:‬‬ ‫‪ -‬إ ن المكانة الهامة التي احتلها الدوالر في نظام بريتون وودز أدت إلى مسؤولية كبرى على عائق الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية حيث كان يجدر بها كي تتمكن من تحويل الدوالرات إلى ذهب الحد من عملية خلق الدوالر‬ ‫(أي عدم زيادة الدوالرات لدى البنوك المركزية األجنبية زيادة مفرطة)‪ ,‬والحد من استخدام الدوالر في مبادالتها مع‬ ‫بقية دول العالم‪.‬‬ ‫‪ -‬رفع أسعار الفائدة والحد من عجز ميزان مدفوعاتها غير أن الواليات المتحدة األمريكية لم تقم بما تقدم ذكره‬ ‫برزت قوى اقتصادية كبرى على الصعيد الدولي كقوى منافسة للواليات المتحدة األمريكية في األسواق‬ ‫‪-‬‬ ‫الخارجية مثل ألمانيا واليابان وهذا أدى إلى هبوط نصيب الواليات المتحدة األمريكية من إجمالي الصادرات‬ ‫العالمية وظهور المارك األلماني والين الياباني كعملتان قويتان تنافسان الدوالر‪.‬‬ ‫في ظل هذه الظروف اشتدت أزمة الثقة في الدوالر وذلك لعدم قدرة الواليات المتحدة األمريكية تحويل الدوالرات‬ ‫التي تحتفظ بها إلى ذهب عند الطلب واشتد الطلب على الذهب نتيجة لذلك التخوف واهتزاز الثقة بالدوالر‬ ‫واحتمالية انخفاض سعره الرسمي وارتفاع أسعار الذهب في السوق العالمية ‪ ,‬وبدأت البنوك المركزية تفضل‬ ‫االحتفاظ بالذهب دون الدوالر‪ ,‬حيث اعتقد المضاربون قرب انخفاض القيمة الرسمية للدوالر بالنسبة للذهب‪,‬‬ ‫وأخذت أسعار الذهب ترتفع في األسواق النقدية الرئيسية العالمية‪ ,‬وهذا ما لم يكن في صالح الدول التي تحتفظ‬ ‫بالدوالرات بكمية كبيرة‪.‬‬ ‫وقد قامت الواليات المتحدة األمريكية باالتفاق مع ‪ 1‬دول أوربية إلنشاء مجمع الذهب "‪ "Gold Pool‬لتدعيم‬ ‫الدوالر بمواجهة هذا الموقف‪ ,‬وقد تعهدت الدول األوروبية بتزويد سوق لندن بالذهب بالسعر الرسمي‪ ,‬وبعدم‬ ‫تحويل أرصدتها الدوالرية إلى ذهب من أمريكا‪.‬‬ ‫وأدى هذا االتفاق إلى اإلبقاء على السعر السوقي للذهب في حدود سعره الرسمي‪ ,‬لكن هذا المجمع قد ألغي في‬ ‫مارس ‪ 1717‬بسبب اشتداد الطلب على الذهب بغرض االكتناز والمضاربة والذي كان نتيجة توقع انهيار الجنيه‬ ‫اإلسترليني وانخفاض قيمته فضال عن إعالن فرنسا الخروج من مجمع الذهب وهكذا لم تستطع الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية االحتفاظ بالسعر الرسمي للدوالر بالنسبة للذهب وسمح بأن يكون للذهب سعران أحدهما حر يتحدد وفقا‬ ‫للعرض والطلب شأنه شان أي سلعة أخرى‪ ,‬واآلخر رسمي يتم التعامل به بين السلطات النقدية فقط‪.‬‬ ‫الصفحة ‪ 56‬من ‪15‬‬ ‫ويمكننا اإلشارة هنا إلى الضغوطات التي مارستها الواليات المتحدة األمريكية على جنوب إفريقيا لبيع إنتاجها من‬ ‫الذهب في السوق الحرة أي لينخفض سعره بدال من بيعه للبنوك المركزية التي زادت احتياطاتها منه‪ ,‬كما‬ ‫عارضت كذلك تخلي جنوب إفريقيا عن الذهب الخاص بها إلى صندوق النقد الدولي‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫على‬ ‫أيضا فقد عملت الواليات المتحدة األمريكية على وضع نظام حقوق السحب الخاصة موضع تطبيق‬ ‫اعتبار أن هذه الوحدات هي التي ينبغي أن تكون العملة الدولية مستقبال‪.‬‬ ‫وتفاقم عجز ميزان المدفوعات األمريكي بسبب تحركات رؤوس األموال بسرعة ويعود السبب إلى الدوالرات‬ ‫األمريكية خارج الواليات المتحدة األمريكية وأصبحت حركات رؤوس األموال عرضة للمضاربة أو االكتناز‬ ‫وتعرضت معظم العمالت للخطر ذاك أنها لم تكن مرتبطة بظاهرة الدوالرات األوروبية (اليورو دوالر)(‪.)2‬‬ ‫واستمر عجز الميزان األمريكي إلى أن ألغت الواليات المتحدة األمريكية تحويل الدوالر إلى ذهب وسقطت بذلك‬ ‫قاعدة الصرف بالذهب التي قام عليها نظام بريتون وودز وانهار هذا النظام‪.‬‬ ‫مما سبق نجد أن نظام بريتون وودز واجه مجموعة من المشاكل أهمها ‪ :‬مشكلة السيولة ‪ ,‬مشكلة الثقة ‪ ,‬مشكلة‬ ‫تسوية االختالالت في موازين المدفوعات الدولية ‪.‬‬ ‫وبعد انهيار نظام بريتون وودز ساد نظام التعويم وقد كان النهيار هذا النظام أثر على الدول النامية ‪ :‬زيادة حدة‬ ‫المديونية إلى الخارج‪ ,‬زيادة العجز في موازين المدفوعات‪ ,‬إستنزاف االحتياطات النقدية الدولية‪ ,‬استيراد التضخم‪,‬‬ ‫انخفاض حجم التدفقات المسيرة‪ ,‬تدهور أسعار الصرف‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‬ ‫نظام التعويم المدار (نظام تعويم العمالت)‪:‬‬ ‫في ظل تلك الظروف اضطر الرئيس اإلمريكي آنذاك " ريتشارد نيكسون" عام ‪ 1791‬ليعلن ق ارراته التي اشتملت‬ ‫على فصل ارتباط الدوالر اإلمريكي بالذهب والغاء قابلية التحويل وتخفيض قيمته الذهبية ‪ ,‬إضافة إلجراءات‬ ‫أخرى تتعلق بفرض رسوم على الواردات اإلمريكية ووضع قيود على االستثمارات اإلمريكية في الخارج ‪,‬‬ ‫وتخفيض المعونات اإلمريكية الخارجية ‪....,‬كلها إجراءات اعتبرت المؤشر على نهاية نظام بريتون وودز‬ ‫وقاعدة ا لصرف بالذهب بعد تلك القررات تغيرت معالم النظام النقدي وكانت بداية االتجاه نحو نظام صرف‬ ‫(‪)1‬‬ ‫الوودوالرات التووي تكسووب صووفة أوربيووة هووي تلووك الخاصووة بالمعووامالت التووي تووتم بالوودوالر وتقوووم بهووا البنوووك التجاريووة فووي العديوود موون‬ ‫ال وودول حيووث تس ووتطيع هووذه البن وووك أن تقوورض وتقت وورض موون بعض ووها الووبعض بال وودوالرات التووي تبق ووى مسووجلة ف ووي أصووول البن وووك‬ ‫األمريكيووة وذلووك دون أن تتحووول خووارج الواليووات المتحوودة األمريكيووة‪ ,‬كمووا تسووتطيع هووذه البنوووك أيضووا أن تقوورض المؤسسووات التووي‬ ‫تكون بحاجة إلى الدوالرات‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫نعمووة ان نجيووب وآخوورون‪ ,‬مقدمووة فووي إقتصوواديات النقووود والصوويرفة والسياسووات النقديووة‪ ,‬الوودار الجامعيووة‪ ,‬مصوور‪ ,2111 ,‬ص‪:‬‬ ‫‪.14-13‬‬ ‫الصفحة ‪ 55‬من ‪15‬‬ ‫جديدة كنظام سعر الصرف المعوم أو الحر ‪.‬‬ ‫في الواقع أن هذا النظام لوم يقصود أحود اختيواره بول فورض نفسوه عنود انهيوار نظوام بريتوون وودز‪ ,‬وبغورض مواجهوة‬ ‫الفوضى التي سادت أسواق الصرف األجنبي والمضاربات التي أحدثت العديد من االختالالت‪.‬‬ ‫يعتموود هووذا النظووام أساسواً علووى أسووعار الصوورف المعومووة وهووي التووي تتحووول بحريووة أي وفقواً لقوووى عرضووها والطلووب‬ ‫عليها في السوق ‪ ,‬وهناك أنواع من التعويم‪:‬‬ ‫‪ -‬التعووويم النقووي‪ :‬ويكووون عنوودما ال يتوودخل البنووك المركووزي مطلقواً فووي أسوواق الصوورف لمسوواندة سووعر‬ ‫صرف العملة الوطنية عند مستوى معين‪.‬‬ ‫‪ -‬التعووويم غيوور النقووي‪ :‬عنوودما يتوودخل البنووك المركووزي لمنووع التقلبووات فووي السووعر موون أن تتجوواوز حوودا‬ ‫معيناً ‪.‬‬ ‫‪ -‬التعويم المستقل ‪:‬هو عندما ال يترتبط سعر صرف العملة الوطنية في ارتفاعه وانخفاضه بأسعار‬ ‫صرف أي عملة أو عمالت أخرى‪.‬‬ ‫‪ -‬التعويم المشترك‪ :‬عندما تشترك مجموعة معينة من العمالت معواً بالنسوبة لموا يحودث مون تغيورات‬ ‫في أسعار صرفها فترتفع هذه األسعار سوياً أو تنخفض سوياً‪.‬‬ ‫في ضوء هذا التعديل رفضت أغلب البلدان المتقدمة تثبيت قيموة عمالتهوا بالودوالر اإلمريكوي وقوررت التحوول نحوو‬ ‫تعويم عمالتها ‪ ,‬أما البلدان النامية فقررت معظمها الحفواظ علوى ثبوات أسوعار صورفها األسومية عون طريوق ربطهوا‬ ‫بالدوالر أو مقابل سلة من العمالت‪.‬‬ ‫إخفاقات نظام أسعار الصرف العائمة‪:‬‬ ‫لقد تعرض نظام نظام أسعار الصرف العائمة للعديد من االنتقادات نذكر منها‪ :‬اعتبر العديد من االقتصاديين أن‬ ‫تعويم سعر الصرف بدون ضوابط قد أسهم بنسبة كبيرة في عدم االستقرار وتراجع النمو االقتصادي العالمي ‪,‬‬ ‫أيضا أدى إلى ضعف التنسيق بين السياسات االقتصادية الدولية‪.‬‬ ‫على ضوء ذلك تمت عدة محاوالت للخروج من المشاكل التي تواجه النظام الدولي كان اآلتي‪:‬‬ ‫‪ -‬مجموعة العشرة ‪ :‬نتيجة تفاقم العجز في ميزان مدفوعات الواليات المتحدة اإلمريكية وهروب‬ ‫رؤوس األموال اإلمريكية قصيرة األجل إلى خارجها (الدول األوربية واليابان) بسبب تفاوت‬ ‫أسعار الفائدة على أثر ذلك اجتمع ممثلوا المالية لعشرة دول ( أمريكا ‪ ,‬بريطانيا‪ ,‬ألمانيا ‪,‬‬ ‫هولندا‪ )....,‬وسمي هذا االجتماع مجوعة العشر الذي هدف إلى إصالح النظام النقدي‬ ‫الدولي ‪.‬‬ ‫‪ -‬اتفاقية سميثونيان ‪ :‬سعت إليها أمريكا إلعادة الثقة بالدوالر‪.‬‬ ‫الصفحة ‪ 58‬من ‪15‬‬ ‫‪ -‬لجنة العشرين ‪ :‬اجتمع ممثلوا مجموعة العشر (السابقة) إضافة عشر دول أخرى تمثل تسع منها‬ ‫البلدان النامية إضافة إلى استراليا وسميت لجنة العشرين لجنة إصالح الظام النقدي الدولي‪.‬‬ ‫‪ -‬اتفاقية جمايكا‪.‬‬ ‫‪ -‬اتفاقية بال از ‪.‬‬ ‫العوامل التي سارعت من تطور ظاهرة التمويل الدولي‪:‬‬ ‫‪ )1‬تكوين أول نظام نقدي عالمي ‪ :‬لقد تشكل هذا النظام في عهد الرأسمالية الصناعية والقائم على القواعد‬ ‫المعدنية وأهمها قاعدت الذهب‪.‬‬ ‫‪ )2‬تشكيل دعائم النظام االقتصادي العالمي حيث بعد اإلضرابات والمشاكل التي أفرزتها الحربين العالميين‬ ‫األولى والثانية وال سيما المشاكل المالية والنقدية وقد تمثل ركائز هذا النظام (صندوق النقد الدولي ‪,‬‬ ‫البنك الدولي ‪ ,‬اتفاقية الغات)‬ ‫‪ )3‬نشؤ سوق العمالت األوربية‪.‬‬ ‫‪ )4‬تعاظم دور الشركات المتعددة الجنسيات التي تعرف بأنها مؤسسات أعمال تجارية وصناعية تقود‬ ‫وتسيطر على أنشطة إنتاجية في أكثر من دولة غير بلدها األم وتعد إحدى السمات للنظام االقتصادي‬ ‫العالمي من خالل زيادة نفوذها في السوق الدولية‪.‬‬ ‫‪ )1‬انتشار ظاهرة التحرر المالي ويمكن تعريفه بالمعنى الشامل بأنه مجموعة األساليب واإلجراءات التي‬ ‫تتخذها الدولة لتخفيف أو إلغاء درجة القيود المفروضة على عمل النظام المالي بغية تعزيز مستوى‬ ‫كفاءته واصالحه ‪ ,‬بمعنى أن التحرر المالي يهدف بإجراءاته إلى خلق الترابط والتشابك شبه الكامل‬ ‫لألنظمة النقدية والمالية لمختلف دول العالم‪.‬‬ ‫الصفحة ‪ 59‬من ‪15‬‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫مصادر ومبررات التمويل الدولي‬ ‫تمهيد ‪:‬‬ ‫إن التدفقات الرأسمالية الدولية تنقسم من حيث اآلجال الزمنية إلى ‪:‬‬ ‫‪- 1‬تدفقات قصيرة األجل‪.‬‬ ‫‪- 2‬تدفقات طويلة األجل‪.‬‬ ‫كما تنقسم حسب الجهات الدائنة إلى ‪:‬‬ ‫‪- 1‬مصادر رسمية‪.‬‬ ‫‪- 2‬مصادر غير رسمية‪.‬‬ ‫وقد تكون المصادر الرسمية ثنائية كما قد تكون متعددة األطراف أما المصادر الخاصة فإنها تتمثل في‬ ‫تسهيالت الموردين والقروض المصرفية والسندات الدولية باإلضافة إلى االستثمارات المباشرة‪.‬‬ ‫ويوضح الشكل التالي اإلطار العام لمجمل التدفقات الرأسمالية على المستوى الدولي‪:‬‬ ‫شكل ‪ :‬اإلطار العام إلجمالي التدفقات الرأسمالية على المستوى الدولي‬ ‫إجمالي التدفقات الرأسمالية حسب االجل‬ ‫تسهيالت‬ ‫تحركات‬ ‫صندوق النقد‬ ‫تحركات‬ ‫طويلة‬ ‫الدولي‬ ‫قصيرة‬ ‫األجل‬ ‫األجل‬ ‫إجمالي التدفقات حسب مصادر اإلقراض‬ ‫مصادر‬ ‫مصادر‬ ‫خاصة‬ ‫رسمية‬ ‫تسهيالت موردين‬ ‫قروض مصرفية‬ ‫ثنائية‬ ‫إستثمارات مباشرة‬ ‫متعددة األطراف‬ ‫سندات دولية‬ ‫الصفحة ‪ 02‬من ‪15‬‬ ‫المبحث األول‬ ‫المصادر الرسمية في التمويل الدولي‬ ‫تتكون من مصادر رسمية ثنائية ومن مصادر دولية واقليمية متعددة األطرف كما تتضمن الجزء الخاص بتحليل‬ ‫مصادر التمويل الدولي متعدد األطراف تلك التسهيالت التي يمنحها صندوق النقد الدولي ألعضائه‪.‬‬ ‫‪ -5‬مصادر التمويل الثنائية ‪:‬‬ ‫تتمثل المصادر الثنائية في التمويل الدولي في تلك القروض والمساعدات التي تعقد بين الحكومات المختلفة ويتم‬ ‫منح هذه القروض بعد عدة مفاوضات تجري بين حكومات الدول المانحة وحكومات الدول المتلقية للقرض وتدور‬ ‫عادة هذه المفاوضات حول‪:‬‬ ‫قيمة القرض‪ ,‬أجل استحقاقه‪ ,‬معدل الفائدة‪ ,‬مصاريف االرتباط‪ ,‬طريقة االتفاق والسحب من القرض‪ ,‬كيفية‬ ‫السداد‪ ,‬وفترة السماح إن وجدت‪.‬‬ ‫ويجب التذكير هنا إلى وجود فرق بين ما يعرف بالتخصيص والتعاقد والسحب من القروض الخارجية‪ ,‬فإذا‬ ‫وقعت إحدى الدول إتفاقا معينا للتعاون لمساعدة الدولة األولى فإن هذا المبلغ المخصص ال يدخل ضمن‬ ‫حسابات الديون الخارجية لهذه الدولة‪ ,‬فإذا لم تتعاقد الدولة على استخدام أي جزء من التخصيص فال يوجد التزام‬ ‫في هذه الحالة على تلك الدولة من قبل الدولة التي قامت بتخصيص القرض‪ ,‬واذا قامت الدولة بالتعاقد على‬ ‫توريد سلع وخدمات في إطار التخصيص السابق فإن المبالغ التي جرى التعاقد عليها ترتب التزاما في ذمة الدولة‬ ‫المتلقية‪ ,‬ويتحدد مقدار هذا االلتزام بنسبة يطلق عليها عادة بمصاريف االرتباط‪ ,‬وفي هذه الحالة ال يتم حساب‬ ‫فوائد على المبالغ المتعاقد عليها طالما أنه لم يتم سحب أي جزء من المبالغ المتعاقد عليها في إطار التخصيص‬ ‫األصلي‪.‬‬ ‫وال تحسب الفوائد المتعاقد عليها ضمن المديونية الخارجية للدولة المتلقية‪ ,‬وحينما يتم توريد السلع المتفق عليها‬ ‫في إطار الت عاقد يبدأ حساب الفوائد على الجزء المسحوب من التعاقد لتمويل وتوريد السلع والخدمات سالفة الذكر‬ ‫وهذا الجزء المسحوب هو الذي يدرج في المديونية الخارجية للدولة‪.‬‬ ‫والواقع أن التمويل من المصادر الرسمية الثنائية لم يظهر بشكل محسوس إال بعد الحرب العالمية الثانية‪ ,‬حيث‬ ‫قدمت الواليات المتحدة اإلمريكية قروضها ومعوناتها لدول غرب أوربا في اطار مشروع مارشال األمريكي‪ ,‬حيث‬ ‫كانت إمريكا تهدف من وراء ذلك تحقيق أهداف سياسية واقتصادية‪.‬‬ ‫خصائص التمويل الدولي ثنائي األطراف‪:‬‬ ‫‪.1‬تتميز القروض بأنها طويلة األجل‪ ,‬وتكون فترة السداد تزيد عن ‪ 1‬سنوات وقد تصل في بعض‬ ‫الحاالت إلى ‪ 41‬عاما‪ ,‬وتدرج هذه النوعية من القروض تحت بند القروض السهلة إشارة إلى‬ ‫الصفحة ‪ 05‬من ‪15‬‬ ‫أن خدمة الدين المرتبطة أساسا بأصل القرض تكون منخفضة إلى حد كبير‪.‬‬ ‫‪.2‬تصنيف قروض هذا المصدر إلى قروض سهلة أو قرض صعبة حسب الفائدة‪ ,‬فإذا كان سعر‬ ‫الفائدة مرتفعا فإن الدين المسدد بواسطة الفاتورة ترتفع بشكل يجعل المقدرة على سداد أصل‬ ‫القرض وفوائده أصعب من في حالة انخفاض سعر الفائدة‪.‬‬ ‫‪.3‬تحتوي التدفقات الثانوية على فترة سماح قبل البدء في سداد أصل القرض عادة تتراوح بين ‪11-3‬‬ ‫سنوات‪ ,‬والمقصود بفترة السماح هي قيام المدين المقترض باستخدام القرض دون االلت ازم بسداد أقساطه‬ ‫إال بعد مرور فترة معينة تسمى بفترة السماح وهي تعتبر تخفيف حقيقي تكلفة االقتراض وتعتبر من‬ ‫القروض السهلة‪ ,‬كل قرض يتضمن فترة سماح‪.‬‬ ‫‪.4‬يمنح التمويل الثنائي لتمويل مشاريع بناء البنى التحتية وفي بعض ااألحيان البنى الفوقية (مصادر المياه‬ ‫‪ ,‬تطوير التعليم ‪ ,‬الصحة‪ ).... ,‬كما قد يمنح لدعم ميزان المدفوعات‪.‬‬ ‫‪.1‬قد تشترط الدول المانحة لهذا النوع حص اًر استيراد المكون األجنبي للمشروع المنوي اإلقتراض له وتنفيذه‬ ‫من سوق تلك الدول المقرضة‪.‬‬ ‫‪ -0‬مصادر التمويل متعددة األطراف ‪:‬‬ ‫تتمثل المصادر الرسمية للتمويل الدولي متعدد األطراف في مصدرين أساسيين هما‪ :‬مؤسسات التمويل‬ ‫الدولية ومؤسسات التمويل اإلقليمية‪.‬‬ ‫وتضم مؤسسات التمويل الدولي ما يلي‪:‬‬ ‫‪ -‬البنك الدولي لإلنشاء والتنمية‪.‬‬ ‫‪ -‬مؤسسة (شركة) التمويل الدولية‪.‬‬ ‫‪ -‬هيئة التنمية الدولية‪.‬‬ ‫‪ -‬صندوق النقد الدولي‬ ‫كما تنقسم مؤسسات التمويل اإلقليمية إلى كل من‪:‬‬ ‫‪ -‬بنك االستثمار األوربي‪.‬‬ ‫‪ -‬بنك التنمية اإلفريقي‪.‬‬ ‫‪ -‬بنك التنمية األسيوي‪.‬‬ ‫‪ -‬بنك األمريكيتين للتنمية‪.‬‬ ‫‪ -‬البنك اإلسالمي للتنمية‪.‬‬ ‫‪ -‬صناديق التنمية اإلقليمية‪.‬‬ ‫‪ -‬صندوق النقد العربي‪.‬‬ ‫الصفحة ‪ 00‬من ‪15‬‬ ‫أوالا‪ :‬مؤسسات التمويل الدولية‪:‬‬ ‫ويقصد بها تلك المؤسسات الت ابعة لهيئة األمم المتحدة والتي تضم في عضويتها معظم دول العالم وتتعامل في‬ ‫مجال اإلقراض الدولي وال يقتصر تعاملها على مجموعة من الدول دون غيرها‪ ,‬واهم هذه المؤسسات‪:‬‬ ‫‪ -5‬البنك الدولي ( ‪)World Bank‬‬ ‫نشأته وهيكله التنظيمي ورأسماله‪:‬‬ ‫نشأ البنك الدولي في أعقاب الحرب العالمية الثانية في يوليو ‪ 1744‬وقد جاء استجابة النعقاد مؤتمر بريتون‬ ‫وودز في ذلك التاريخ‪ ,‬وقد اختص في البداية بتوفير القروض طويلة األجل ألغراض التعمير والتنمية وتحديداً‬ ‫إعادة إعمار أوربا (ما خربته الحرب العالمية الثانية) وقد تم إضافة الحقاً أهداف مثل مساعدة الدول المتخلفة‬ ‫على تحقيق معدالت نمو معقولة ورفع مستوى المعيشة ومحاربة الفقر عدا عن دعم نشاط االستثمار الخاص‪.‬‬ ‫يتولى البنك تمويل جميع الهياكل األساسية مثل الطرقات والجسور والسكك الحديدية والكهرباء والطاقة‬ ‫واالتصاالت السلكية والالسلكية وغيرها‪.‬‬ ‫وقد جرت العادة على منح القروض لمشروعات محددة‪ ,‬حيث يتم التأكد من سالمة المشروع وقدرته على سداد‬ ‫مستحقات القرض قبل الموافقة على التمويل وتمر عملية تمويل وتنفيذ المشروع بعدة مراحل يطلق عليها "دورة‬ ‫المشروعات"‪.‬‬ ‫حيث تجري في البداية تحديد ودراسة المشروعات‪ ,‬كما يشرف البنك بعد ذلك على جميع مراحل إعداد وتنفيذ‬ ‫المشروع إلى جانب دراسة األوضاع اإلقتصادية داخل الدول المقترضة‪.‬‬ ‫ومنذ عام ‪ 1771‬بدأ البنك في منح نوع جديد من القروض للدول األعضاء هي قروض التعديل الهيكلي وقد‬ ‫أطلق عليها قروض السياسات‪ 2‬تمي از لها عن "قروض المشروعات (‪ ")Project‬وتحتوي قروض التعديل الهيكلي‬ ‫على مجموعة من الشروط تتطلب ضرورة دخول الدولة في مناقشة مع مندوبي البنك حول السياسات االقتصادية‬ ‫وامكانية تغير وتعديل هذه السياسات م?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser