ظل للنَملة PDF
Document Details
Uploaded by AmazedDream9025
Tags
Summary
This Arabic story is about a boy named Omar who is fascinated by an ant. He tries to protect it from the sun and learns valuable lessons about nature and the ant's ability to survive.
Full Transcript
**ظلٌّ للنَّمْلَةِ** عُمَر صَبِيٌّ في الثَّامِنَةِ مِنْ عُمْرِهِ، يُحِبُّ الْجُلوسَ في غُرْفَتِهِ لِساعاتٍ طَويلَةٍ، لِيَقْضِيَ وَقْتَهُ بَيْنَ شاشاتِ الْحاسوبِ، هاتِفِهِ الذَّكِيِّ أَوْ لُعْبَتِه الْإلِكْترونِيَّةِ الْمُفَضَّلَةِ؛ إِلّا أَنَّ والِدَهُ يُحاوِلُ دائِمًا أنْ يُخْرِجَهُ مِنْ غُرْفَتِه...
**ظلٌّ للنَّمْلَةِ** عُمَر صَبِيٌّ في الثَّامِنَةِ مِنْ عُمْرِهِ، يُحِبُّ الْجُلوسَ في غُرْفَتِهِ لِساعاتٍ طَويلَةٍ، لِيَقْضِيَ وَقْتَهُ بَيْنَ شاشاتِ الْحاسوبِ، هاتِفِهِ الذَّكِيِّ أَوْ لُعْبَتِه الْإلِكْترونِيَّةِ الْمُفَضَّلَةِ؛ إِلّا أَنَّ والِدَهُ يُحاوِلُ دائِمًا أنْ يُخْرِجَهُ مِنْ غُرْفَتِهِ لِيَرى الْعالَمَ الْواسِعَ مِنْ حَوْلِهِ. في صَباحِ يَوْمٍ مِنْ أَيّامِ الرَّبيعِ، طَلَبَ أَبو عُمَر مِنْ ابْنِهِ أَنْ يُرافِقَهُ لِلْحَديقَةِ كَيْ يُساعِدَهُ في زِراعَةِ الْوُرودِ الزّاهِيَّةِ، وَيُزَيِّنا مَعًا مَدْخَلَ الْبيتِ لِيُصْبِحَ بِأَجْمَلِ حُلَّةٍ. في الْبِدايَةِ رَفَضَ عُمَر أنْ يَتْرُكَ غُرْفَتَهُ، لكنَّ والِدَهُ أَصَرَّ عَلى ذلِكَ فَقرَّرَ أَنْ يَسْتَجيبَ لِطَلَبِهِ، لِأنَّهُ يُحِبُّهُ وَيُقَدِّرُ اهْتِمامَهُ بِهِ. خَرَجَ عُمَر إِلى الْحَديقَةِ بِرِفْقَةِ والِدِهِ وَهُوَ جاهِزٌ لِلْعَمَلِ مَعَهُ. أَحْضَرَ الْعَمُّ أَبو عُمَر أَشْتالَ الْوُرودِ مَعَ كيسٍ مِنَ التُّرابِ، وَعُدَّةِ الزِّراعةِ، وَطَلَبَ مِنْ عُمَر أَنْ يُفْرِغَ الْحَوْضَ الْكَبيرَ مِنَ التُّرابِ الْجافِّ كَيْ يَبْدَأَ بِزِراعَتِهِ. لكِنَّ عُمَر لَمْ يَنْتَبِهْ لِطَلَبِ والِدِهِ فَقَدْ شَغَلَتْهُ نَمْلَةٌ كانَتْ تَشُقُّ طَريقَها في أَرْضِ الْحَديقَةِ. - بِمَ أَنْتَ مَشْغولٌ يا عُمَر؟ - إِنَّها النَّمْلَةُ يا أَبي، لا تَجِدُ ظِلًّا، تَبْدو لي مُتْعَبةً مِنْ عَمَلِها تَحْتَ أَشِعَّةِ الشَّمْسِ الْحارِقَةِ. - لا تَقْلَقْ يا عُمَر، فَهِيَ قَوِيَّةٌ وَنَشيطَةٌ\... - لا يا أَبي، سَأَبْقى واقِفًا عِنْدَها، لأَحْمِيَها بِظِلِّي، فَذلِكَ سَيَجْعَلُها مُرْتاحَةً أَكْثَرَ. ابْتَسَمَ أَبو عُمَر وَتابَعَ عَمَلَهُ، وَتَرَكَ عُمَر يُكْمِلُ مُغامَرَتَهُ مَعَ النَّمْلَةِ. بَعْدَ لَحَظاتٍ، ابْتَعَدَ عُمَر قَليلًا وَإِذْ بِهِ يَعودُ مَعَ عُودَيْنِ مِنَ الْخَشَبِ وَقِطْعَةِ قُماشٍ صَغيرَةٍ، الْتَقَطَ مِطْرَقَةً صَغيرَةً مِنْ عُدَّةِ والِدِهِ، وَدَقَّ عودَيِّ الْخَشَبِ في الأرضِ حَيْثُ النَّمْلَةُ تَجْري مَعَ صَديقاتِها، وَوَضَعَ قِطْعَةَ الْقُماشِ فَوْقَها وَبَنى للنَّمْلِ مِظَلَّةً تَحْميها مِنْ حَرارَةِ الشَّمْسِ الْحارِقَةِ؛ لكِنَّ الرّيحَ حينَ هَبَّتْ، هَدَمَتِ الْمِظَلَّةَ وَلَمْ تُعْطِ عُمَر فُرْصَةً لِإكْمالِ مَشْروعِهِ. طَلَبَ عُمَر مِنْ والِدِهِ الْمُساعَدَةَ، لَيُعيدَ بِناءَ الْمِظَلَّةِ، لكِنَّهُ اِكْتَشَفَ بَعْدَ أَنْ عادا مَعًا، أَنَّ النَّمْلَةَ وَجَدَتْ ظِلًّا لَها وَلِرفيقاتِها مِنْ وَرَقَةِ شَجَرٍ يابِسَةٍ، لِتَسْتَمِرَّ في عَمَلِها. فَقالَ لَهُ والِدُه: **\" لا تَقْلَقْ يا بُنَيَّ! فَالْكائِناتُ تُدَبِّرُ أُمورَها في الطَّبيعَةِ دونَ حاجَةٍ لِمُساعَدَتِنا، فَإنَّها تَعْرِفُ كَيْفَ تَعيشُ، وَكَيْفَ تَحْمي نَفْسَها لِتَبْقى\".** ![](media/image2.png)