Summary

This document covers various aspects of child psychology, including topics such as psychological stress, adjustment, and ways to deal with frustration and psychological issues. It explores different theories and approaches to understanding psychological well-being in children.

Full Transcript

## الباب الثالث - التوافق النفسي ### التوترات النفسية - التوترات النفسية والتخفيف ما أمكن من الضغوط النفسية من أجل التمتع بالصحة النفسية التي تعني في أبسط صورها رضا الفرد عن نفسه وتمتعه بعلاقات اجتماعية جيدة مع الآخرين مع ثقته بقدراته ومواهبه وقدرته على مواجهة احباطات الحياة اليومية. - إن الصحة ال...

## الباب الثالث - التوافق النفسي ### التوترات النفسية - التوترات النفسية والتخفيف ما أمكن من الضغوط النفسية من أجل التمتع بالصحة النفسية التي تعني في أبسط صورها رضا الفرد عن نفسه وتمتعه بعلاقات اجتماعية جيدة مع الآخرين مع ثقته بقدراته ومواهبه وقدرته على مواجهة احباطات الحياة اليومية. - إن الصحة النفسية مطلب أساسي في حياة الإنسان، إذ بدونها يعيش الإنسان في بؤس وشقاء لا يستطيع الاستمتاع بكل ما وهبه الله له من قدرات ذاتية. فهو غير قادر على استثمار تلك القدرات بما يعود عليه بالنفع والفائدة، كذلك لا يستطيع التمتع بالحياة الجميلة. - ويبدو دور علم الصحة النفسية واضحاً وجلياً من خلال التدخل وإصلاح وضع هذا الإنسان من خلال برامجه الوقائية أو العلاجية التي يقدمها أناس أكفاء لديهم القدرة على إعادة التوازن النفسي لهذا الإنسان نسبياً. وصولاً بالفرد إلى الحالة الإيجابية التي يكون فيها متوافقاً مع ذاته ومع مجتمعه قادراً على أن يعيش حياة سعيدة مستثمراً كل إمكاناته وطاقاته في حدودها الطبيعية، وأن يوظف تلك الإمكانات والقدرات التوظيف السليم. ### التوافق النفسي - التوافق النفسي هو جوهر الصحة النفسية وهدف العلاج النفسي، فالتوافق هو: عملية ديناميكية (دينامية مستمرة - يقوم بها الفرد بصفة مستمرة في محاولاته لتحقيق التوافق بينه وبين نفسه أولاً، ثم بينه وبين البيئة التي يعيش فيها بتغيير سلوكه مع المؤثرات المختلفة حتى يصل للاستقرار النفسي والتكيف الاجتماعي مع البيئة - تتناول السلوك والبيئة الطبيعية والاجتماعية بلا تغيير والتعديل حتى يحدث توازن بين الفرد وبيئته.) - تعريف آخر للتوافق: هو قدرة الكائن الحي على التوافق في أن يكون متلائماً في سلوكه مع بيئته، أما سوء التوافق فيرجع إلى عدم ملائمة السلوك مع البيئة التي يحيا فيها الفرد. ومما سبق نستطيع أن نحدد مفهوم ومعنى التوافق على النحو الآتي: ### معنى التوافق - هو "ما يقوم به الفرد من سلوك لإشباع دوافعه سواء أكانت هذه الدوافع أولية مثل الجوع والعطش والأمومة، أم ثانوية مثل: الانتماء أو الإنجاز أو السيطرة. ولذلك فعملية التوافق ليست عملية جامدة ثابتة تحدث في موقف معين أو فترة معينة، بل إنها عملية مستمرة دائمة، فعلى الفرد أن يواجه طوال حياته سلسلة لا تنتهي من المشكلات والحاجات والمواقف التي تحتاج إلى سلوك مناسب يعمل على خفض التوتر وإعادة التوازن والاحتفاظ بالعلاقة المنسجمة مع البيئة، وهذا ما نعنيه بأن عملية التوافق عملية دينامية وظيفية. ### ما هي متطلبات التوافق الناجح عند الفرد - المرونة والقدرة على ابتداع أساليب وسلوكيات متجددة لإشباع دوافعه. - القدرة على تعديل سلوكيات قديمة لا تحقق التوافق المناسب. ### عناصر عملية التوافق الناجح هي: - وجود دافع يدفع الفرد إلى الوصول لهدف ما. - وجود عائق يمنع الفرد من الوصول لتحقيق ذلك الهدف. - وجود استجابات سلوكية ومحاولات شتى تنجح في الوصول إلى الهدف. ### معنى الإحباط: عوائقه وأساليب مواجهته - **الإحباط**: حالة من التوتر النفسي تنشأ نتيجة فشل المرء في إرضاء دوافعه أو إشباع حاجاته بسبب وجود عائق يمنع ذلك مما قد يخلق له صـراعـات واضطرابات شخصية. ### أنواع العوائق المسببة للإحباط - **العائق المادي**: عندما توجد ظروف طبيعية كالأعاصير، والفيضانات، أو تعطل السيارة فتؤدي إلى إعاقة الفرد عن تحقيق أهدافه. - **العائق الاجتماعي**: عندما تمنع القيم أو النظم الاجتماعية إشباع دافع ما مثل: رفض الأسرة زواج ابنتهم من شخص مناسب تقدم للزواج بها بحجة أنه ليس من نفس القبيلة. - **العائق الذاتي**: كأن تكون لدى شخص ما إعاقة أو عيب أو عاهة معينة تجعله عاجزاً عن تحقيق هدفه. ### أساليب مواجهة الإحباط - **الأساليب الشعورية**: - بذل جهد أكبر لحل المشكلة وتحقيق النجاح بذل الجهد لإزالة العائق). - الالتفاف حول العائق وصولاً للهدف. - استبدال الهدف الأصلي بهدف آخر بديل يمكن تحقيقه. ### أساليب التوافق النفسي - تتميز هذه الأساليب بكونها شعورية مباشرة، يستطيع الفرد من خلالها إشباع حاجاته ورغباته ودوافعه وتحقيق أهدافه بطريقة مباشرة وشعورية على نحو سليم يساعده في التخلص من مواقف الإحباط والصراع وحل مشكلاته التي يتعرض لها حلاً حاسماً ونهائياً يضمن له تحقيق أفضل قدر من التوافق النفسي، وهذه الأساليب هي: - **أن بذل الجهد لإزالة العوائق وتحقيق الهدف**: وهي أول ما يمكن فعله لتذليل العوائق والصعوبات أمام تحقيق أطفال الذين يعانون من مشكلات سلوكية لأهدافهم، والتغلب على المواقف المحبطة والصراعات، وتستند بشكل أساسي إلى مضاعفة الجهود والتعامل بجدية وإصرار لإشباع رغباتهم ودوافعهم واحتياجاتهم وتحقيق أهدافهم وما يطمحون في الوصول إليه. ### **حيل التوافق** - **البحث عن طرائق أخرى للوصول للهدف**: فترى الطفل العدواني يحاول فرض القوة أو العدوانية ليتواصل مع الآخرين، وذلك لكونه يبحث عن طرق بديلة تمكنه من تحقيق أهدافه والوصول إليها؛ لأنه يشعر بأن الطريقة المستخدمة لتحقيق ذلك الهدف لا تجدي نفعاً وحتى مع بذل الجهد ومضاعفة النشاط، ومن هنا فإنه يحاول اختيار طرائق أخرى أكثر فاعلية ومناسبة. - **استبدال الهدف بغيره**: وغالباً ما يلجأ إلى هذا الأسلوب إذا فشل الأسلوبان السابقان في تحقيق هدفهم (إما لعدم تفهم المحيطين، أو قصور الإمكانيات المتاحة لهم)، حيث يسعون لاستبدال هدفهم الذي لم يتمكنوا من الوصول إليه بهدف آخر قد يصبح - **تحويل السلوك**: ويلجأ إليه الطفل العدواني إذا لم يتمكن من إشباع احتياجاته على تحقيق الهدف الجديد بالطرائق المعتادة فإنه يحاول إشباعها باستخدام أنماط أخرى قد تسهم في خفض التوتر. - **تنمية مهارات جديدة**: في بعض الأحيان يكون الطفل ليس بحاجة لأي من الأساليب السابقة، بينما يحتاج بالدرجة الأولى إلى اكتساب وتنمية مهارات جديدة ذات فاعلية في تحقيق الهدف الذي يرغب في الوصول إليه، فتراه يعمد إلى تفعيل دور الحواس السليمة لتعويض قصور سمعه أو بصره. - **تأجيل إشباع الدافع**: فترى الطفل يميل إلى تأجيل إشباع دوافعه واحتياجاته التي يحاول تلبيتها في أسرع وقت، وخاصة إذا جوبه بعوائق داخلية أو خارجية من الممكن أن يزول أثرها بعد حين. - **التعاون والمشاركة**: ويعد من أنجح الأساليب التي يمكن أن يستخدمها الأطفال العدوانين أو الانطوائيين عند القيام بأنشطة الحياتية المختلفة، ففيها تستخدم الأنماط الاجتماعية الإيجابية بعيداً عن الانسحاب والعدوان والاعتماد على الآخرين، مما يساعدهم في الوصول إلى ما يريدون إشباعه وتحقيقه. - **إعادة تفسير الموقف**: قد يجد الذي يعاني من مشكلات سلوكية نفسه أحياناً بحاجة إلى إعادة تفسير الموقف الذي اعتبره معيقاً أو سبباً من أسباب الإحباط والصراع إذ إنه من الممكن أن يكون قد لجأ إلى تفسير ذلك الموقف في السابق على نحو بعيد عن الدقة والصواب أو لم يتمكن من تحديد العوامل المؤثرة فيه بشكل منطقي وسليم، وذلك له دور بارز في مدى تفهم هذا الطفل لذلك الموقف وتفاعله معه. ### **التوافق** - **الفرق بين التوافق والتكيف**: - **التوافق**: مفهوم خاص بالإنسان أساساً، حيث يسعى لتنظيم حياته ومواجهة مشكلاته وإشباع حاجاته والنجاح في مجال الأسرة والعمل. - **التكيف**: مفهوم يشمل كل من الإنسان والحيوان والنبات إزاء البيئة الفيزيقية (الطبيعية) التي يعيشون فيها. ### **سوء التوافق وأسبابه** - **الضواغط النفسية**: يمكن أن تتخذ في ظهورها أشكالاً شتى من ذلك مثلاً: - **حوادث وأحداث عالمية**: كالحروب أو القحط والجوع. - **أحداث وطنية**: تقتصر على مجتمع بعينه كحدث معين يهز كيان أبناء ذلك الوطن جميعاً. - **أحداث أو حوادث إقليمية**: كالزلازل التي تصيب منطقة معينة. - **حوادث تخص جماعات محددة**: كما في حالات التمييز العنصري. - **حالات محدودة**: كما في حالة خسارة مباراة في لعبة كرة القدم الدولية، حيث يمنى فريق بهزيمة فيها. - **حالات على المستوى الفردي**: كما في حالة الإصابة بمرض، مثلاً أو عندما يصدم الفرد بخيانة صديق له إذ يتبين أنه أودع صديقه كل ثقته فإذا بهذا الصديق لم يكن صديقاً حقاً. - الأمر في جميع هذه المواقف يتوقف على ما تعنيه هذه المواقف للشخص الذي يتعرض لها، إذا من المستبعد أن يستجيب شخصان بالطريقة نفسها للموقف مؤثر يتعرضان له. - **المفتاح الأساسي لفهم الاستجابات للضغوط هنا لا يعتمد على طبيعة الضغوط ومصادرها، وإنما يتوقف الأمر في حقيقة الوضع على الكيفية التي بها يستجيب الفرد إلى تلك الضغوط، فبعض الناس ينهارون، بينما ترى غيرهم يتماسك ويجتهد للتعامل مع الظرف الطارئ الضاغط.** ### **لماذا كل هذا؟** الجواب على هذا يتمثل في حقيقة سيكولوجية وهي: أن لكل شخص (نقطة انهيار نفسي تختلف تمام الاختلاف عن أي شخص آخر، والوضع كله يتوقف على عوامل عدة، منها مثلاً: - **طبيعة الضغوط ومصادرها.** - **بنية الفرد النفسية.** - **مزاج الشخص الذي يتعرض للضغوط.** - **عمر الشخص.** - **الجنس**: ذكوراً كانوا أم إناثاً. - **الصحة الجسمية للفرد.** - وأياً كانت الحال، فإن الأمر يعتمد على شدة الضغوط ومصادرها، وعلى تكرار الضغوط وعلى نوعية الضواغط وعلى تجارب المرء في الحياة. ### **كيف يحس المصاب باضطراب سوء التوافق؟** - **تختلف الأحاسيس المرتبطة باضطراب سوء التكيف اختلافاً كبيراً من حيث درجاتها وحدتها، ومن تباين خبرات الأفراد الذين يتعرضون لها، فإذا كان القلق مثلاً هو أساس المشكلة فإن الفرد يصبح خائفاً مضطرباً وجلاً، فتراه عصبياً طول الوقت أو معظمه، وفي حالة اقتران سوء التوافق بالاكتئاب، فإن الانفعالات المرافقة لذلك الاكتئاب تكون أكثر حدة فتظهر على الفرد أعراض مثل: - **الحزن.** - **البكاء.** - **الإحساس بالعجز أمام أي شيء.** - **فقدان الأمل.** - **الإحساس باليأس.** - **وبعض الناس يلازمهم نوع مزيج من سوء التكيف يتمثل بتداخل القلق مع مشاعر الكآبة، وهذه الحالات كثيراً ما تستمر مع الأشخاص الذين تنتابهم عوامل مختلطة من سوء التكيف والقلق والاكتئاب، ومثل هؤلاء الاشخاص تبدأ أعراض سوء التوافق تظهر عندهم بعد مرور ثلاثة أشهر تقريباً من بدايات تداخل عناصر مشكلاتهم المرضية المذكورة. لكن مدة استمرار الاضطراب تتفاوت من فرد إلى آخر، ومن حدث إلى سواه: ففي حالة الحوادث الصادمة العنيفة، أو في طول فترة المرض تبقى الآثار المرضية عالقة بأصحابها فترات أطول، ويتوقف الأمر كذلك على عنف الضغوط.** ### **محددات التكيف** - **المحددات البيولوجية (الطبيعية)**: وهي ما يرثه الفرد من البنية الوراثية المنفردة من الناحية البيولوجية التي تحدد إمكانات الفرد وقدراته، وتتصل بهذا المحدد الحاجات البيولوجية التي تتمثل في: - **الحاجة إلى الطعام والماء والأكسجين والنوم والإخراج.** - **الحاجة لبقاء النوع.** - **الإحساس والحركة.** - **تحقيق السلامة.** - **ذلك أن هذه الحاجات هي التي تولد الدافعية اللازمة للسلوك الانساني.** - **المحددات الثقافية**: وهي تلك التي تسمح للفرد بأن يحقق التكيف وتتمثل في : - **بناء الأسرة.** - **التربية المدرسية.** - **النظام الاجتماعي.** - **الولاء الاجتماعي والشعور بالانتماء.** - **الظروف الاقتصادية والاجتماعية.** - **الدين والعقيدة.** - **وترتبط هذه المكونات بعملية التنشئة الاجتماعية التي يخضع لها الفرد.** - **وعلى العموم، فإن التكيف مفهوم تطوري تتنوع استجاباته مع مستوى طموح الفرد، حيث يسعى للتكيف لدوام استمرار الحياة، أما الصعوبات والعراقيل التي تعيق هذه العملية فيطلق عليها الضغوط الحياتية)، أو (معيقات التكيف)، وهي تمثل مصدر خطر وتهديد للفرد. ومن هنا يتوجب على الفرد مقاومة هذه الضغوط لإزالتها والتغلب عليها، فإذا ما تحقق النجاح حدث التكيف المنشود، وإذا ما فشل فإنه يواجه المتاعب التي تؤدي به إلى سوء التكيف بالأخص في مرحلة الطفولة، ويمكن تلخيص أسباب هذا الخلل بصورة إجمالية في الآتي:** - **الأسباب الاجتماعية والبيئية**: - سلبية التنشئة الاجتماعية للفرد. - ظروف المعيشة القاسية. - الضغوط الواقعة على الطفل داخل المنزل. - التفكك العائلى فى الأسرة والناجم عن كثرة المشاحنات مما يؤدي إلى إثارة الاضطراب الانفعالي في نفس الفرد. - **إهمال مطالب النمو، كالتغذية واللعب والحـركـة والـتـعـبـيـر عن الذات وااختيار الرفاق واالنتماء والحصول على النجاح.** - **الإعاقة والمرض العضوي، حيث ردة الفعل تكون انفعالية خارجية أو سلوكية.** - **التأخر الدراسي. ويتجلى سوء التكيف في عدة اضطرابات وانحرافات واضحة على الطفل، مثل**: - **مجموعة من الاضطرابات المتصلة بعمليتي الإخراج والتغذية.** - **مجموعة من الانحرافات السلوكية.** - **الغيرة والغضب ومخاوف الأطفال.** - **اضطرابات النوم.** ### **العوامل الأساسية في إحداث التكيف** - **إن مفهوم التكيف يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمفهوم الصحة النفسية، ذلك أن الفرد عندما يمتلك الشخصية المتكيفة فإنه يكون على قدر كبير من الصحة النفسية التي يعرفها ميلنجز بأنها "تكيف الكائن الإنساني مع الآخرين وتحقيق أقصى مستوى من الفاعلية والسعادة".** - **وتتلخص أهم العوامل التي تجعل الفرد قادراً على تحقيق التكيف السوي سواءاً على المستوى الشخصي أو الاجتماعي في:** - **الصحة الجسمية.** - **تعلم الفرد العادات والمهارات الضرورية لتحقيق التكيف.** - **إشباع كافة الحاجات بصورة سوية.** - **أن يعرف ويتقبل الفرد نفسه.** ### **الصراع النفسي** - **مفهوم الصراع**: - **الصراع بشكل عام هو ظاهرة اجتماعية تعكس حالة من عدم الارتياح أو الضغط النفسي الناتج عن عدم التوافق بين رغبتين أو أكثر أو تعارض ارادتين أو أكثر، فالصراع النفسي قد يمر على الإنسان في حياته العديد من المواقف الحياتية، وعليه أن يتعامل معها حسب مقتضيات الظروف المحيطة به ومنها المواقف الصعبة لإشباع حاجته أو دوافعه الاجتماعية أو الذاتية كالإنسان الذي يطلب منه الاستمرار في الدراسة مقابل تغيير اسمه، أو الشخص الراغب في الزواج ويخشى في الوقت نفسه إهماله** - **ومما سبق نستطيع تعريف الصراع بأنه:** - **حالة يمر بها الفرد حين لا يستطيع إرضاء دافعين معاً أو دوافع عدة، ويكون كل منها قائماً لديه. (عبدالله (2001) ، (الرفاعي (1987).** - **العمل المتزامن أو المتواقت للدوافع أو الرغبات المتعارضة، أو المتبادلة، وينتج عن وجود حاجتين لا يمكن إشباعهما في وقت واحد، ويؤدي إلى التوتر الانفعالي، والقلق واضطراب الشخصية. (زهران (1988).** - **الصراع حالة نفسية مؤلمة يشعر بها الفرد وذلك بوجود رغبات ونزاعات وحاجات متناقضة لا يمكن تحقيقها معاً. فقد يوجد لديه دافعان يريد إشباعهما في وقت واحد، ولكن ذلك يكون مستحيلاً؛ لأن كلاً منهما في اتجاه مضاد لاتجاه الآخر، ويدفع الفرد لنشاط مخالف، ولا يمكن إشباعهما دفعة واحدة.** - **ويرافق وجود الصراع شعور الفرد بالضيق والقلق والتوتر (Distress, Anx iety, Tension) مما يحرض الفرد ويدفعه للاستجابة السريعة والخروج من هذا الموقف الضاغط بسرعة.** ### **القوى المحركة للصراع النفسي (Conflict)** - **تعتبر الدوافع بمثابة القوة الدافعة أو الطاقة المحركة للكائن الحي وللإنسان، حاجات كثيرة، منها ما هو أساسي لا غنى عنه لأنه يتوقف عليها حفظ حياته وبقاء نوعه. ومنها ما هو هام وضروري لتحقيق أمنه النفسي وسعادته.** - **وتنبعث من هذه الحاجات دوافع تدفع الإنسان إلى القيام بنشاط توافقي لإشباع هذه الحاجات. ويقسم علماء النفس الدوافع إلى فئتين وهما: الدوافع العضوية أو الفسيولوجية، والدوافع الاجتماعية وحاجات الإنسان أو دوافعه.** - **كما قلت قد تكون حاجات فسيولوجية تتعلق بما يحدث في بدنه من اختلال في الاتزان العضوي والكيميائي كنقص كمية الغذاء في الدم، أو نقص كمية الماء في أنسجة الجسم، فتنبعث من هذه الحاجات دوافع تدفع الإنسان إلى النشاط والسعي للحصول على الطعام والماء لإشباع حاجاته، ولإعادة بدنه إلى حالته السابقة من الاتزان، وتسمى هذه الدوافع بالدوافع الفسيولوجية، وهي دوافع فطرية غير مكتسبة، وهي عامة يشترك فيها جميع أفراد الحيوان والإنسان.** - **وهذه الدوافع هي الجوع والعطش، والتنفس والجنس، والراحة (النوم)، وتجنب الحرارة والبرودة، والإخراج (التبرز والتبول)، وتجنب الألم العضوي، والأمومة. وللإنسان أيضاً، إلى جانب هذه الحاجات الفسيولوجية، حاجات أخرى كثيرة نفسية وروحية، بعضها هام وضروري لتحقيق أمنه وسعادته.** - **ويحتل الصراع مكانة هامة بالنسبة لحالات الشذوذ، لأنه كما قلت سابقاً قد يكون الطريق إليها، ويواجه كل فرد منا العديد من المواقف التي تنطوي على صراعات نفسية، فالطالب يمر بحالة صراع نفسي حين يكون عليه الاختيار بين نوع الدراسة التي سيلتحق بها (أدبي أم علمي، لغة إنجليزية أم فرنسية الهندسة أو الطب أو الزراعة أو الحاسب الألى، والرجل حين يكون عليه أن يختار العمل أو الوظيفة المناسبة له، وحين يختار الزوجة وسكون الحياة، والطفل حين تُعرض عليه ألعاب أو لعب مختلفة. ** ### **أنواع الصراع** - **صراع الإقدام - الإحجام**: - إن كل عنصر في الموقف، إما أن يدفع الشخص إلى الشيء (انجذاب نحو، وإشارته )، أو أن يدفعه للابتعاد عنه (انجذاب عن، وإشارته). - فالأول إقدام إلى **Approach**، والثاني إحجام عن **Avoidance**، ففي صراع الإقدام والإحجام نجد أن هناك دافعين متعارضين، أحدهما يدفعنا لأن نعمل شيئاً، بينما يدفعنا الآخر إلى تجنب عمله. - فمثلاً يرغب الشخص في مشاهدة عرض فني شائق، ولكن يعرف أن تكاليفه باهظة، فيقع في صراع بين دافع الإقدام على مشاهدته، ودافع الإحجام بسبب التكاليف. - ومثال آخر، الصراع بين رغبة الشخص في عمل شيء يرغب فيه جيداً، وشعوره بتأنيب الضمير وبالذنب إذا عمل هذا الشيء. - ومثال آخر، رغبة الطالب في الالتحاق في كلية الطب، ولكن نسبته و مجموع درجاته لا تؤهلانه للالتحاق بهذه الكلية. وكلما ازداد الشخص اقتراباً من الهدف زاد قلقه وصراعه النفسي. وهذا الصراع بين الإقدام والإحجام إذا لم يحل، يجعل الشخص عاجزاً عن التصرف، لا يستطيع أن يقترب ولا أن يبتعد بل يعاني من التوتر أو يصل به الأمر إلى حد المرض النفسي. وقد يرفض الشخص الاختيار، وقد يلجأ إلى التأجيل مهما كان موقف الشخص . - **صراع الإقدام - الإقدام**: - إن هذه القوى ليست متساوية في شدتها وقوتها. ويكون الشخص عرضة للصراع النفسي؛ أي في موقف صراع بسبب هذه القوى التي تتجاذبه (سواء أكانت تدفعه إلى الشيء أم إلى الابتعاد عنه. ويكون لدى الفرد أحياناً رغبتان أو أكثر، تتعارض إحداهما مع الأخرى، بحيث إن إرضاء إحدى هذه الرغبات، يعني التضحية بالرغبات الأخرى. فيقع الشخص في صراع أيهما يختار، وبأيهما يضحي ومثال ذلك الطالب الذي يريد الالتحاق بكليتين مرموقتين ويرغبهما، ولكن لا يعرف أيهما يختار ومثال آخر، الشخص الذي يرغب في الحصول على وظيفة وأمامه وظيفتان معريتان، فيقع في الصراع والتردد. - ويزداد هذا الصراع كلما زادت أهمية الاختيار وأثره البعيد في حياة الشخص. ولهذا النوع من الصراع آثار، فغالباً ما يكون الشخص ضعيفاً؛ لأن الشخص يحل الصراع بعد حساب مميزات كل من الشيئين الذي يرغب فيهما. إلا أن آثاره تشتد حين يطول بقاء الشخص في الموقف ولم يحسم الصراع بعد، أو حين يكون كلاً منهما مساوياً في قيمته فيشعر الفرد بالخسارة حين تخليه عن الآخر. - **صراع الإحجام - الإحجام**: - إن هذه القوى التي تتجاذب السلوك والشخصية، قد يكون مصدرها قوى ودوافع داخلية المصدر، وقد تكون خارجية المصدر، ويحدث هذا الصراع لدى الفرد حين يكون أمام أمرين كلاهما مر، أو أحلاهما مر. وأمثلة هذا النوع كثيرة في حياتنا اليومية. - فمثلاً: الشخص الذي أمامه فرصة عمل في مهنة لكنها شاقة لا يحبها فإما أن يعمل فيها أو يموت جوعاً، أو يمد يده للناس؛ ليذل نفسه. ### **صراع اللاشعوري ...** - إن الكثير من حالات الصراع التي نمر بها شعوري، ولكن بعضها يبقى في مستوى اللاشعور، كما أن بعضها الآخر يبدو شعوراً، ولكنه ينطوي في الأعماق على عناصر لاشعورية. ففي حالة حيرة الشاب بين ممارسة السباحة أو الاستمرار في الدراسة، أو بين الذهاب إلى النزهة والبقاء في البيت إلى جانب أبيه المريض، في مثل هاتين الحالتين صراع شعوري يحتمل أن يقود التحليل فيه إلى إيجاد عناصر لاشعورية. - **الحيل الدفاعية** -هي عملية لاشعورية ترمي إلى تخفيف التوتر النفسي المؤلم وحالات الضيق التي تنشأ عن استمرار حالة الإحباط مدة طويلة بسبب عجز المرء عن التغلب على العوائق التي تعترض إشباع دوافعه، وهي ذات أثر ضار عموماً إذ إنَّ اللجوء إليها لا يسمح للفرد بتحقيق التوافق ويقلل من قدرته على حل مشاكله. -إن الفرد إذا عجز عن مواجهة مشكلاته بصراحة فإن ذلك يدفعه إلى تيسير الـ ### **ميكانيزمات الدفاع** - هو مصطلح عام يصف السلوك المستخدم لخفض التوتر والقلق، ويمكن لهذا السلوك أن يكون عدوانياً أو انسحابياً أو تحويلياً أو تدميرياً أو أي شكل آخر مما يؤدي إلى تحقيق الهدف. وفي الغالب فإن حيل الفرد الدفاعية ضد التسليم بالإخفاق أو الفشل تتم بإلقاء اللوم على شيء أو فرد آخر. - وتساعد ميكانيزمات الدفاع الإنسان على التكيف مع القلق وتمنع الأنا من أن يغمره القلق، فالذات تلجأ إلى الوسائل الدفاعية المختلفة أمام موقف تواجهها ويهددها، فتواجه بهذه الوسائل مصادر القلق، وتبدأ الوسائل الدفاعية بالنمو مع كفاح الطفل ضد رغباته الجنسية خلال الخمس سنوات الأولى من عمره، وتعمل هذه الوسائل على إنكار الحقيقة وتزييفها أو تشويهها، وهي تعمل على مستوى لاشعوري وقد تستمر في تعطيل السلوك الحقيقي أو إنَّ الإنسان يستخدم وسائله الدفاعية من أجل التكيف، والتي تكون ### **الكبت (Repression)** - يعتبر من أهم الوسائل الدفاعية، وهو الأساس في الاضطرابات النفسية وخاصة القلق، ويصل الكبت على إبعاد المواد المهددة والمؤلمة والأفكار والمشاعر المؤذية من الشعور، ويؤكد فرويد بأنَّ بن الكبت إزاحة لا إرادية لشيء ما يهدد الشعور، كما أنه افترض أن الأحداث الحياتية المؤلمة في السنوات الخمس الأولى قد أبعدت من الشعور إلا أنها مؤثر قوي في سلوك اللاحق. -والكبت هو هو استبعاد مادة ما مثيرة للقلق كالدوافع والانفعالات والأفكار الشعورية المؤلمة والمخيفة والمخزية، وطردها إلى حيز اللاشعور. فالكبت يمثل الوسيلة التي يتقي بها الإنسان إدراك نوازعه ودوافعه التي يفضل إنكارها. - ويلجأ الفرد إلى الكبت؛ ليبقى بعيداً عن الشعور وبالتالي ينخفض القلق الذي من الممكن أن يلحق بالذات. إلا أن عملية الاستبعاد هذه لا تنفي وجود الدافع الذي وصل إلى اللاشعور، بمعنى أن الفكر في الصورة وإنما تم الاحتفاظ بها وبقوتها، ومن ثم تبدأ في التعبير عن نفسها في صورة الأحلام أو أخطاء أو زلات اللسان أو الشعور بالضيق والإحساس بالذنب. ### **الإنكار (Denial)** - يلعب الإنكار كوسيلة دفاعية دور الكبت، إلا أن هذه الوسيلة تعمل على مستوى ما قبل الشعور ومستوى الشعور، فإنكار الواقع هو أسهل أنماط السلوك الدفاعي، ويفسر فرويد الإنكار على أنه تشويه للحقيقة عندما يدرك الشخص أن هناك أمراً مؤلماً يمنع استخدام هذه الوسيلة الإصابة بالقلق؛ وذلك بأن يتجاهل الشخص وجود قلق مهذب واقعي فالإنكار هو إنكار الأشياء التي تسبب قلقاً أو انكار كل ما يهدد الذات وإبعاده عن دائرة الوعي. - وقد يكون الإنكار خيالياً في بعض الأحيان، يحاول به الفرد بناء أوهام قائمة على إنكار الواقع ومن ثم التصرف في ضوء هذه الأوهام الذاتية بغض النظر عن مدى تناقضها مع الواقع. - مثل: رفض الطفل لموت والده أو والدته والعيش في وهم بتصوره أنها سافرت وسوف تعود عما قريب، وذلك لعدم قدرته على مفارقتها. - والإنكار ي مختلف عن الكبت، فالكبت يحدث عندما يحاول الدافع الغريزي أن يكون شعورياً أو يعبر عن نفسه في حالة شعور، بينما الإنكار يجعل الشخص جاهلاً بحادث معين ولكن لا يمنعه من التعبير عن دوافعه الغريزية ومشاعره. - وقد يؤثر الإنكار بشكل سيء على الشخص إذا لم يتم استبداله بالتقبل. مثل إنكار مدمني المخدرات والكحول الحقيقة مشكلتهم وبأنهم يستطيعون السيطرة عليها إلى أن يتفاقم الوضع ويصل إلى مرحلة سيئة . - فالإنكار هي عملية وثيقة الصلة بالكبت إلا أنها أكثر بدائية فهنا الفرد يدرك الفكرة أو الواقعة، ولكنه ينكر حدوثها تماماً ويصر على عدم صحتها. - ### **الإسقاط (Projection)** - هو عبارة عن طريق أخرى لخداع الذات يتضمن إسقاط رغبات ودوافع الفرد غير المقبولة على الآخرين، فالإسقاط هو إلقاء اللوم على الآخرين فيما يتصل بأخطاء ترتكبها نحن فالطالب يلقي اللوم على المعلم بسبب فشله في

Use Quizgecko on...
Browser
Browser