مادة الامتحان الاول - لمقرر كتابة النص المسرحي 1 PDF
Document Details
Uploaded by PreciousHeliotrope4133
Niggerdale
د. عمر نقرش
Tags
Summary
This document discusses the concepts of playwriting and dramatic writing, offering insights into the theory and practice. It examines various aspects of playwriting, including the process of creation , the structure of a play, and the elements of drama.
Full Transcript
مقرر كتابة النص المسرحي: بين مفهوم التأليف والكتابة مفهوم التأليف :هو حصول تجانس وتالف بين أجزاء الجمل والعبارات واألفكار والمشاعر واألحاسيس ،مما يخلق عالقات لغوية تؤدي وظيفة فنية داخل...
مقرر كتابة النص المسرحي: بين مفهوم التأليف والكتابة مفهوم التأليف :هو حصول تجانس وتالف بين أجزاء الجمل والعبارات واألفكار والمشاعر واألحاسيس ،مما يخلق عالقات لغوية تؤدي وظيفة فنية داخل النص الواحد والمؤلف الواحد أو الفردي القابل للفهم وللتذوق.ويدخل في مفهوم التأليف اإلبداع واالبتكار والخيال والموازنة بين المضمون والشكل. مفهوم الكتابة :الكتابة شكل من أشكال التعبير وتنقسم إلى نوعين ،الكتابة الوظيفة والكتابة اإلبداعية.الكتابة الوظيفة هدفها تحقيق التواصل واألفهام والتفاهم بين الناس.وأما الكتابة اإلبداعية هدفها نقل األفكار واالحساسيس لآلخرين من خالل فكرة أساسية بأسلوبية محددة.ومثال ذلك الكتابة المسرحية. الكتابة المسرحية /التأليف المسرحي. -المسرح باعتباره ضرورة اجتماعية ال يفصل بين جانب المتعة أو الجانب الجمالي وجانب التنوير والتغيير. -قبل الشروع في الكتابة على المؤلف أن يسأل نفسه األسئلة التالية: .1لماذا نكتب؟ ما الهدف ،ما الدافع؟ هل من أجل إثارة القارئ ووجدانه وعاطفته؟ أم مخاطبة العقل والفكر من أجل اإلقناع والتأثير؟ أم من أجل العاطفة والعقل؟ .2لمن نكتب؟ الفئة المستهدفة من الجمهور؟ .3ماذا نكتب.؟ ما هي األفكار التي يطرحها في النص؟ .4كيف نكتب؟ الطريقة أو األسلوب في الكتابة ؟ 1 -وهذه األسئلة تنطوي بالضرورة على جانب ذاتي وجانب موضوعي وجانب إبداعي، وهذا يحلينا بالضرورة إلى مفهوم اإلبداع في الكتابة ،بمعني عملية يصبح فيها المؤلف حساسا للمشكالت والنواقص والفجوات في المعرفة اإلنسانية وصياغة الفرضيات حولها واختيار اآلليات التي توصله إلى النتائج المتوخاة.وهذا ينطلق أساسا من الفكرة التي يجب أن تمتاز باألصالة والجدة والتفرد والمرونة والحس المشترك بين الشكل والمضمون حتى ال يقع في منعطف جدلية الشكل والمضمون من خالل تتبع مراحل العملية اإلبداعية وهي: .1مرحلة التهيؤ أو بزوغ الفكرة أو التقاط الفكرة بوصفها جنين النص .2مرحلة اختمار الفكرة من خالل الشك والتشكيك بها ومسألتها للوصول إلى قناعة منطقية بها .3مرحلة اإللهام من خالل البحث عن الشكل التعبيري المالئم لمضمون الفكرة .4مرحلة التحقق أو التنفيذ.بمعنى اإلجراءات واآلليات المتبعة لتنفيذ الفكرة على شكل نص مسرحي. -وهذا يتطلب من المؤلف أن ينظر الى الفكرة التي تم االتفاق والموافقة عليها من ثالث مدركات هي : -1المدرك العقلي (المنطق) -2المدرك الحسي (االستطيقيا) -3المدرك الداللي (السيمائية) 2 وبهذا المدركات يكون الشكل هو استجابة منطقية وجمالية وداللية للمضمون بوصف الشكل والمضمون في النص هما بمثابة الغاية والوسيلة. الكتابة الدرامية /المسرحية -كل نص مسرحي بالضرورة هو نص درامي .وليس بالضرورة كل نص درامي هو نص مسرحي. -النص الدرامي نصا مفارقا ،ومختلفا عن النصوص اللغوية اإلبداعية األخرى، وذلك بجمعه خاصيتين أساسيتين هما األدبية والتمسرح ،فهو يعتبر نقطـة انطـالق أساسـية لتصـوير استراتيجيات ومخطط العمل المسرحي ،وما تشترطه من تحليل ودراسة من شأنهما أن يحققا مفهوم التمسرح لهذا النص ،والذي يعتبر السمة التي تميزه عن غيره من النصوص الفنية واإلبداعية األخرى "وتفتح أمام القارئ آفاقا قرائية جديدة تتمثل في التركيز على خصوصية النص الدرامي في حركته وحيويته وتجسيده وتحقيقه. -وهذا ما يحقق جمالية الكتابة الدرامية للنص المسرحي حيث إن النص الدرامي مختلف عن بقية النصوص األدبية كونه يجمع بين األدبية والمسرح إذ يعتبر النص الدرامي نقطة االنطالق نحو العرض المسرحي. -النص المسرحي يحوي النص الدرامي بكل جوانبه وجزئياته وإرشاداته التي وضعها المؤلف ،تضاف لها اآللية اإلخراجية التي تحول النص الدرامي من صورته المقروءة إلى صورته المرئية.أي أن الكتابة الدرامية تساهم في إعطاء جمالية فنية للنص المسرحي. 3 -النص الدرامي :هو نص المؤلف المصمم خصيصا للتمثيل على المسرح والمبني أساسا على أساس التقاليد واألعراف الدرامية المتعارف عليها . سمات المؤلف المسرحي: -عند الحديث عن المؤلف المسرحي ودوره في صياغة العملية الفنية المتمثلة في العرض المسرحي نجد أنه البد أن يتوافر فيه مجموعة من السمات حتى يكون لديه القدرة على كتابة نص مسرحي.وهي: يعتبر الكاتب المسرحي المتميز مصلحا اجتماعيا ومعالجا نفسيا وفيلسوفا لمجتمعه وعصره ،كما أنه يعتبر ضمي ار حيا لمجتمعه ولقيمه الدينية واالجتماعية وقوانينها الوضعية وداعيا للسالم ،والمسالمة ،والمحبة ،بل ومبش ار لعصره أو ما يأتي بعد عصره ،ألنه يكون قاد ار على االستشفاف والتنبؤ بما تجري عليه األحداث والمواقف في عصره. البد وأن يكون ُملم بحرفيات الكتابة المسرحية وإلى جانب ذلك قدرته على التعبير عن المضمون الذي يريد توصيله من خالل نصه المسرحي كما أنه البد أن يوازن بين الشكل والمضمون للنص دون أن يطغى أحدهما على األخر لكي يخرجا في ٍ كل متناغم. ولكي يتمكن المؤلف المسرحي من أدواته عليه قراءة واستيعاب أكبر قدر ممكن من النصوص السابقة على مر العصور. ( المعايشة) المؤلف الناجح والمتميز هو الذي يعايش شخصياته التي يرسمها أو يؤلفها وفي كل لحظة من لحظات كتابة النص المسرحي ،ويتصور مالمحها 4 وشكلها ومستواها االجتماعي وبعدها النفسي سواء كانت الشخصية المسرحية أساسية أو حتى ثانوية. أن يعيش العديد من التجارب المسرحية حتى يتشبع بحياة المسرح وروحه وهذا يؤدى إلى إثقال خبراته الفنية وتكوين شخصيته التي البد وأن يثقلها بالدراسات األكاديمية في مجال المسرح إلى جانب الموهبة الموجودة لديه وبهذا يكون قاد اًر على التعبير عن أفكاره بشكل مكتوب يتوافر فيه شروط النص المسرحي الجيد. كما يجب أن يمتلك الكاتب مضمون نصه فالمضمون يتشكل طبقاً ألسلوب معالجته الدرامية إذ يختار نوع المضمون كوميدي أم تراجيدي أم مزج بينهما ألن الحدود بين هذه األنواع الدرامية ليست فاصلة. ولكي يستطيع المؤلف تحقيق ذلك عليه أن يكون ذو ثقافة عالية وقدرة على رصد القضايا والمشكالت بل وتحليلها واختيار الزاوية التي يتناولها منها لكي تعبر عن رؤيته للقضية من خالل أعماله الفنية. البد للمؤلف المسرحي أن يتمتع بقوة الخيال وإعماله ،فالخيالي هو القادر على تكوين شخصيات مسرحية في مسرحيات الخيال العلمي ومسرحيات األطفال وعالم ما وراء الطبيعة بفلسفة متميزة. المؤلف الناجح هو الذي ال يذكر كل شيء بالتفصيل الممل في الحدث والفعل الدرامي بل يترك أحيانا للمشاهدين االستنتاج والتحليل والربط سعيا إلى (التشويق) ،خاصة إذا كان يكتب مسرحية لألطفال لدفعهم إلى إعمال الذهن وإثارة العقل. 5 المؤلف المسرحي ال يجب أن يكون بوقا ألحزاب سياسة بعينها ،أو مذاهب هدامة ،أو دعوات منحرفة عن مسار خدمة البشر في كل زمان وخاصة مجتمعه بل عليه المراقبة والتخيل والتحليل وان يكون رأيه وفكره ورؤاه نابعة من الرغبة في اإلصالح والتوجيه والتثقيف بجانب الترفيه. ال قواعد ثابتة ومفروضة على الكاتب المسرحي ،ويختلف كل مؤلف وموضوعاته وشخصياته عن الكاتب اآلخر –حتى ولو كتبوا في نفس موضوع المسرحية – وذلك الن التأليف يكون متغي ار ومستم ار حسب طبيعة ومشاكل ورؤى الكاتب لكل عصر وزمان ومكان ،وطريقة معالجته دراميا للموضوع الذي أثاره وجعله يمسك القلم ليؤلف نصا ما ،ومن هنا يمكن للمؤلف المسرحي أن يخرج عن القواعد المتعارف عليها والتي سبق أن جربها ومارسها كتاب آخرون محليون وعالميون. عناصر تأليف النص المسرحي :مبادئ الكتابة المسرحية. -يتكون النص المسرحي من مجموعة من العناصر التي تتضافر معاً منتجة النص المسرحي إذ أن كل عنصر من تلك العناصر يساهم بقدر معين فى تشكيل النص المسرحي ،وعند التعرض إلى النص المسرحي بالدراسة البد أن ُينظر له كعمل فني متكامل. -تعتمد الكتابة المسرحية بوصفها شكال من أشكال التعبير ،على بنية درامية قوية تميزها عن باقي األجناس األخرى ،ومن خاللها يستمد النص المسرحي شرعيته الفنية بطريقة تجعله يختلف عن المتون األخرى المعروفة كالرواية والقصيدة وغيرهما.لذلك تنبني المسرحية على قواعد فنية تسهم في تثبيت النص وتقويته. 6 -النص هو العمود الفقري للعرض المسرحي ،وال أمل في إقامة عرض مسرحي ناجح ما لم يحسن اختيار النص الذي يحوي مقومات النجاح ،رغم أهمية اإلخراج والتمثيل وباقي عناصر العرض المسرحي".لهذا يجب االهتمام أوال وقبل كل شيء بالنص المسرحي..على اعتباره الدعامة األولى واألساسية أكثر من أي شيء آخر النجاح العملية المسرحية ككل. ويمكن حصر عناصر الكتابة الدرامية /المسرحية( البناء الدرامي) بمايلي: ❖ الفكرة: -الفكرة :هي موقف أو مشروع أو موضوع فكري انساني انفعالي. -الفكرة :عبارة عن طاقة فكرية وطاقة شعورية حسية يحكهما قانون الجذب. -الفكرة :هي المقدمة المنطقية التي تبرز لنا األحداث التي وقعت قبل بداية المسرحية ،ولكن تنكشف للمتلقي من خالل أحداث المسرحية. -الفكرة :إنها القدرة على قول األشياء الممكنة والمناسبة ،فالفكرة هي التي تبين قدرة الكاتب على الخوض في موضوع معين بصورة درامية تبين للمتلقي بصورة واضحة ما يريد قوله المؤلف. -أن الفكرة :هي الجانب العقلي والمنطقي واألهم ألي عمل درامي. -فالفكرة تعمل على تقديم وتلخيص موضوع المسرحية 7 -ومن الممكن أن يكون أكثر من طريقة واحدة لصياغة هذه الفكرة.إال أنه مهما اختلفت الصياغة فإن الفكرة ستبقى واحدة.إذن فالفكرة تبقى ذلك العنصر االرتكازي في تركيب المسرحية. -الفكرة ال بد أن توحي لنا بالشخصيات وأخالقها وكذا الصراع القائم بين هذه الشخصيات وكذلك توحي لنا بالنهاية. -فالفكرة الجيدة هي التي تجعل المتلقي يتنبأ بالنهاية بصورة منطقية ،بمعنى أن النهاية في العمل المسرحي ال يجب أن تكون مفاجئة ،ولكن يجب أن تحدث النهاية وفق السير المتسلسل والمنطقي لألحداث الفكرة والبناء الدرامي: -البناء الدرامي تصور كلي لفكرة المسرحية وأفعالها وشخصياتها ولغتها وحوارتها وصراعاتها وما تنطوي عليه من رموز ودالالت.تنمو بالتدريج في سبيل تطور الفعل واكتمال الشخصيات ووضوح الدالالت والرموز من الفكرة. -الفكرة تساعد في خلق التفاعل والتمازج بين عناصر بناء النص المسرحي ، وبالتالي فإن هذا التفاعل بين ما يعرف باألفعال والشخصيات والحوار والصراع والزمان.فالبناء الفني للمسرحية ،هو التحام عناصرها ،وجزئياتها الصغيرة ،في سبيل تكوين الشكل النهائي ،لها فال يقوم المعنى المسرحية قوام مع احتمال انفصال األجزاء فيها ،ألننا سنجد أنفسنا ،أمام تشكيلة عناصر ال تحكمها إال الفوضى . وظائف الفكرة :للفكرة عدة وظائف حيث يمكنها أن تعمل على: 8 .1اإليحاء بالشخصيات المسرحية( الرئيسية والثانوية) وبأخالقها وسماتها وخصائصها وابعادها. .2تحدد المكان والزمان الذي تجري فيهما األحداث ولعل من األمور الطبيعية أن ينتقي المؤلف مكانا وزمانا عاشت فيه الشخصيات . .3توحي بالصراع بكافة انواعه ومستوياته. .4توحي بالمقدمة المنطقية أو االستهاللية أيضا. مصادر الكاتب :كيف يحصل الكاتب على األفكار لنصوصه: -1األساطير :مثال ذلك النصوص اإلغريقية الرتباطها بوجدان األنسان البدائي . -2التاريخ :الرجوع الى أحداث تاريخية واإلضافة والتعديل عليها مع مراعاة عدم تزيف الحقائق والسماح بتغيير الدوافع والنتائج. -3حياة الكاتب الخاصة :المواقف واألحداث المعاشه.مثل مسرحية البنائين لهنريك إبسن ومسرحية األب لستندبريج. -4تجارب األخرين. -5العقل الباطن :رواسب الالشعور أو الالوعي . -6التخيل والخيال -7التناص. ❖ الحكاية أو الموضوع: -للفكرة أهمية كبيرة في البناء الفني للنص الدرامي ،حين نربط بينها وبين بقية العناصر بعالقة يتشكل عن طريق هذا البناء (الدرامي) نجد بأنها (الفكرة) تكون 9 منبعا نتفرع منه بقية العناصر.فالفكرة تكون في البداية مجردة ثم تتجسد متفرعة إلى مواضيع تجسدها وتجد بها ،فتكون العالقة بينهما عالقة طرفين يؤدي كل منهما إلى اآلخر. ❖ المكان والزمان المسرحي. -ويمكن القول إن العالقة بين اإلنسان والمكان تظهر بوصفها عالقة جدلية بين المكان والحرية ولهذا لعب المكان في النص المسرحي دو ار فعاال ،باعتباره المحرك األساسي لبنية أحداثه وتسلسل أزمنته واختالف موقفه وبأنه هو الذي يؤسس الفعل ألن الحدث في حاجة إلى مكان يقدر حاجته إلى فاعل وإلى زمن ،والمكان هو الذي يضفي على التخيل مظهر الحقيقة. أهمية المكان: -يمثل المكان في النص المسرحي عنص ار مهما من عناصر البناء الدرامي ،ألن المكان في كل أبعاده الواقعية والمتخيلة يرتبط ارتباطا وثيقا بالنص وبكل ما يحويه من شخصيات وأزمنة وحوادث. -وبما أن المكان عنصر يتميز بخصوصيته وبوظائفه المتعددة التي تتحكم في تكوين إطار الحدث فانه يساعد القارئ على التخيل وتصور األمكنة التي يعرضها الكاتب سواء كانت أمكنة مغلقة أم منفتحة أو أمكنة ذات أبعاد سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو فلسفية. -وظيفة المكان هي وظيفة جمالية داللية ذات بعد درامي في صنع اإلبداع الفني. إذن يمكننا القول بأن المكان هو نقطة انطالق الكاتب وهو المكون األساسي لبنية 10 النص ككل ولذا يصبح المكان عنص ار فاعال في النص وفي تطوره وبنائه ،وفي طبيعة الشخصيات التي تتفاعل معه وفي عالقات بعضها ببعضها اآلخر. -المكان هو البنية األساسية لتشكيل الحدث الدرامي والحدث ال يقدم سوى مصحوب بجميع إحداثياته الزمانية والمكانية ،ومن دون وجود هذه المعطيات يستحيل على الدراما أن تؤدي رسالتها " ،وكل هذا ضروري من أجل نمو وتطور األحداث الدرامية ألنها بحاجة إلى عناصر زمانية ومكانية. -وعالقة اإلنسان بالمكان عالقة تأثير وتأثر ،فالمكان الفني يتشكل من مجموع الشخصيات وال يمكن ألي حدث أن يقع إالّ ضمن إطار المكان المخول لذلك في زمن معين ،فالشخصية في قيامها بأي عمل ترتكز على حدود المكان الذي يتم وصفه بتقنية عالية ،ألنه يضمها ويضم األحداث والزمان ،وعليه يتشكل قضاء العمل المسرحي من مجموعها جميعا.مدعم بالدالالت الواقعية والمتخيلة التي من خاللها يشرك القارئ ويجعله يعيش تجربته المكانية. ❖ الشخصيات والفعل الدرامي: -تعد الشخصية عنص ار مهما في البناء الدرامي للفكرة وتستطيع الشخصيات بأبعادها بناء الفكرة العامة للمسرحية. -يعتبر الفعل أحد أهم العناصر الدرامية التي تحققها لنا الفكرة ،حيث يتشكل من بداية ووسط ونهاية وبالتالي فهو عبارة عن سلوك وانفعاالت وعواطف الشخصيات. -الشخصية /الشخصيات :هي-هم الذين يؤدون األحداث الدرامية في المسرحية المكتوبة أو على المسرح في صورة ممثلين.وكما قد تكون هناك شخصية معنوية تتحرك مع األحداث وال تظهر فوق خشبة التمثيل. 11 -فالشخصية إذن هي مصدر الحبكة التي يمكن أن تتطور من خالل األفعال واألقوال التي تصدرها الشخصية ". -الشخصية (الشخصيات) تٌعد بمثابة الوسيط الذي ٌيحمل بالمضمون الفكري الذي يعبر عن رؤية المؤلف في القضية التي يتناولها من خالل النص المسرحي الذي يكتبه ،إذ أنه من خالل تصوره ورسمه للشخصيات يقوم بتحميلها بالخطاب العام للنص المسرحي من خالل كيفية طرح شكل الشخصية وطبيعتها ودورها في شبكة العالقات بينها وبين الشخصيات األخرى في النص ودورها في تحريك الحدث وتطوره وتبعاً لنوع الشخصية محورية أم ثانوية..الخ.إذ يعبر المؤلف بشكل غير مباشر عن فكرته وخطابه الذي ينسجه داخل الحدث الدرامي للمسرحية من خالل الحوارات التي تدور بين الشخصيات على خشبة المسرح والمكتوبة على الورق في النص المسرحي. -تعد الشخصية من العناصر األساسية المكونة للمسرحية والوسيلة األولى للكاتب المسرحي لترجمة األحداث إلى حركة بما تفعل الشخصية وبما تظهر وبما تخفـي وبمـا تلبس وبما تشترك فيه من صراع. -الشخصية في المسرحية كما هو شأنها فـي القـصة والروايـة ضرورية لتجسيد الفعل أو الحدث إال أن الفعل ال يكـون إال بوسـاطة الشخـصية لـذا فالشخصية هي صانعة الحدث وبهذا يكون الفعل الذي يصدر عن الشخصية مـن أهـم عناصر الكشف عنها وعن أبعادها. -ال تقوم المسرحية على وفق أهمية الحدث أو الشخصية وإنما تقوم علـى وفـق االنسجام والتناسق بين الحدث والشخصية إال أن الفعل البد أن يـصدر مـن الشخـصية 12 ،وكذلك الشخصية تعد ميتة ال وجود لها أن لم يصدر منها فعل لذا فإن الشخصية والحدث كالروح من الجسد ال يكون ألحدهما وجود من دون اآلخر لذا فالطريقة المفـضلة فـي تقديم الشخصية المسرحية هي االلتجاء إلى النماذج الحية ألن الشخـصية أساسـاً وحـدة عضوية تحتضن مظاهر نفسية وبهذا البد من أن تكون للشخصية ارتباطات اجتماعيـة وأطر تاريخية محددة لتجسد حدثاً موحداً متنامياً من خالل الفعل. -تحقق الشخصية المسرحية الحدث المـسرحي مـن خـالل الصراع لبيان األفكار التي يريد الكاتب المسرحي تقديمها للمتلقي التـي تعكـس رؤيتـه الخاصة عن طريق إعطاء السمات الخارجية والمادية للشخصية فـضالً عـن الـسمات الذهنية والنفسية واالجتماعية الموروثة أو المكتسبة . أنماط وأنواع الشخصية المسرحية -شخصية رئيسية (البطل) -شخصية ثانوية. -شخصية نمطية. أنواع التشخيص لدى المؤلف :يمكن أن نقسم أنواع التشخيص الى : -التشخيص النوع أو الفرد - :وتعبر الشخصية الفردية من حيث الناحية المنطقية شخصية فريدة ال تشترك مع أي إنسان معروف في أي صفة من الصفات. -التشخيص بالمظهر - :وهو عملية فهم وتفسير الشخصية الدرامية لشكلها ومظهرها من حيث الطول والضخامة والنحافة والقصر ولون البشرة. 13 -التشخيص بالكالم - :وهو تشخيص الشخصية الدرامية بالكالم وان أي حركة أو صوت ال تخلو من داللة ،فالداللة هي السمة التي تشترك فيها كل الحركات واألصوات في المسرح -التشخيص بالرأي - :طريقة التشخيص بالرأي ال يمكن إهمالها من قبل الكاتب المسرحي ألنها استخدمت بمهارة وأعطتنا أحسن ما يمكن أن تعطيه لنا أي طريقة معينة من انطباع عن الشخصية كما في شخصية هاملت لشكسبير -التشخيص بالفكر - :ومن خالله يتم إنضاج الفكرة المراد تقديمها وصياغتها في أسلوب درامي فني لغرض إظهارها بالشكل المراد تقديمة وبالصورة المرسومة للشخصيات -التشخيص بالفعل - :يرتبط التشخيص هنا بالشخصية الدرامية عن طريق األفعال والحركات التي تمارسها الشخصية في تحول نفسي وحركي وتحقيق صلة معقولة بين الشخصية والفعل. -أبعاد الشخصية "تتكون الشخصية الدرامية من ثالث أبعاد هي: - 1بعد فسيولوجي (مادي أو عضوي). - 2بعد سوسيولوجي(اجتماعي). - 3بعد سيكولوجي(نفسي) . البعد الفسيولوجي (المادي أو العضوي) يتصل بتركيب جسم الشخصية ذكر أو أنثي ،العمر ،الطول ،لون الجلد والشعر والعينين وما إلى ذلك من عناصر تكوين هذا البعد المادي للشخصية.فهذا البعد 14 يعطي لنظرة الشخصية في الحياة لوناً معيناً عن غيرها من الشخصيات ويؤثر فيها تأثي اًر مباش اًر ...فاإلنسان ذو الذراع الواحد البد أن تكون نظرته للحياة مختلفة تماماً عن نظرة اإلنسان السليم البنية وكل عنصر من هذه العناصر يضع فروقاً بين شخصية وأخري ويحدد مالمح شخصية عن أخري ويعتبر هذا البعد أوضح األبعاد الثالثة في الشخصية ألنه يشكل التكوين الرئيسي لها. البعد السوسيولوجي(االجتماعي) هو تحديد نوعية التعليم ،الديانة ،العمل ،الطبقة ،الجنسية.الخ.والبد أن يعتني به المؤلف جيداً حتى يضع يده على جزء هام من مكونات الشخصية فتحديد نوعية التعليم الذي يتلقاه الفرد وديانته والطبقة التي ينتمي إليها سواء راقية أو متوسطة أو كادحة ونوعية العمل الذي يقوم به ومكانته في المجتمع....كل تلك المستويات تٌعد فروقاً جوهرية بين شخص وأخر. البعد السيكولوجي (النفسي) هو ثمرة البعدين السابقين فهو الذي يكون مزاج وميول الشخصية ومركبات النقص فيها ولذلك هو الذي يتمم الكيان الجسماني واالجتماعي ويحدد المعايير األخالقية والحياة الجنسية للشخصية وأهدافها في الحياة وقدرتها على االبتكار والخلق والتجديد. والبد من تضافر هذه العناصر معاً لتكوين الهيكل للشخصية حتى تظهر كوحدة واحدة مجسدة في العمل الدرامي.كما أن الشخصية المسرحية البد أن تتغير باستمرار ألنه من المحال أن تظل كما رسمها الكاتب من البداية حتى النهاية.وأي مسرحية جيدة تتطور شخصياتها تطور دائما واضح (مثل مسرحيات هاملت ،بيت الدمية) 15 فكل شخصية يصورها المؤلف البد أن تشتمل في داخلها على بذور تطوراتها المستقبلية . الحوار و اللغة المسرحية: -أن الحوار هو لغة المسرحية إذ أنه وسيلة المؤلف المسرحي لبناء حبكة وعرض ألفكاره. -إذن الحوار وسيلة اتصال بين الممثلين كما هو في ذات الوقت وسيلتهم في االتصال بالجماهير والحوار يتركب من كلمات ومقاطع وعبارات يضعها المؤلف ويحملها أفكاره وآراءه وكل ما يريد توصيله لجماهيره. -إن الحوار المسرحي يشبه ما نقوم به في الحياة فعلى المؤلف المسرحي أن ينتقي العبارات التي يضعها على لسان ممثليه وذلك بهدف خدمة أفكاره التي طرحها في النص. -إن اللغة المسرحية ال تعبر فقط عن أفكار الشخصيات أو موقفها بل هي تعبر أيضا عن الوجود اإلنساني في هذا العالم المعاش.وعلية كل مسرحية تفرض طبيعة الحوار واللغة . -الحوار هو الحديث الذي تتبادله الشخصيات.فيكشف جوهرها ويدفع الفعل إلى الحديث العادي الذي يجري بين الناس في الحياة.فالحديث َ األمام.ولكنه ليس العادي ال هدف لـه.ويمتلئ بالزيادات والبذاءات والسخف.أما الحوار المسرحي َّ فمركٌز منتقى مهذب.وله غاية محددة.أي أنه درامي. -والحوار غير النقاش.فالنقاش خالف في الرأي.وغايتُه إقناع أحد الطرفين بحجة اآلخر لتصفية الخالف بينهما.وقد تتم تصفية الخالف وقد ال تتم.أما الحوار 16 المسرحي فهو صراع بين قوتين إنسانيتين.وغايتُه غلبةُ قوة اجتماعية وإنسانية على أخرى. -والحوار ال يجوز فيه التوقفات والمقاطعات التي تكون في الحديث العادي.فهو بعضها بعضاً.وكل يقاطع ُ ُ يجري على نسق متواتر من التنظيم.فالشخصيات ال كالمه.والنقطة أو الفكرة التي تم واحد منهم ينتظر انتهاء كالم شريكه حتى يبدأ َ الكالم فيها ال ُيعاد إليها إال لسبب يتعلق ببناء الحبكة.وبذلك تبدو المسرحية في نهاية األمر قطعة مسبوكة يهدر فيها الكالم من أولها إلى آخرها.فإذا تخلل الحو َار فترات صمت كانت هذه الفترات ج أز من الكالم ألن الصمت في المسرحية كالم. فهو يمهد لجملة أو يترك لها زمناً حتى تترك أثرها عند المتلقي. وظائف الحوار ثالث وظائف أساسية تعطيه صفته الدرامية.وإذا لم يقم بها الحوار ال للحوار ُ - يفقد دراميته فحسب ،بل يخرج عن كونه حوا اًر مسرحياً.والوظائف الثالث هي. -1تطوير الحبكة فهو الذي ينقل المسرحية من التمهيد إلى العقدة إلى الحل.وهو الذي يكشف جوانب الصراع ويعمقه ويدفعه إلى التأزم.وهو الذي يعطي الفعل المسرحي قيمته إذ يرافقه شارحاً أو يسبقه ممهداً أو يتبعه مفس اًر. وأهم ما في تطوير الحوار للحبكة أنه يسوق المسرحية ضمن خطة معينة للوصول بها إلى نهاية القصة وإلى هدفها األعلى.ولن يتحقق للحوار تأدية هذه الوظيفة إال إذا كانت كل جملة في الحوار من أول المسرحية إلى آخرها ،مربوطة سلفاً بالهدف 17 األعلى.ولذلك يجب على الكاتب أن يدرس كل جملة يكتبها دراسة متمعنة لفحص دورها في هذين الجانبين (الوصول إلى نهاية القصة -الوصول إلى الهدف األعلى). -2تصوير الشخصيات فبالحوار نتعرف على أفكار الشخصيات وعواطفها.ونعرف مدى ثقافتها وما تنويه خصومها وتصل َ من أفعال وما أنجزته من مهام.وبالحوار تصارع الشخصي ُة بصراعها إلى نهايته المحتومة. ويعاني الكتاب من مشكلة مقلقة في تصوير الشخصيات بالحوار.وهي أن اإلنسان في العادة ال يكشف عن نفسه بالكالم.بل يخفي عواطفه ونواياه الشريرَة و ِّّ الخيرة. فال أحد يقول عن نفسه إنه جبان.وإذا قال إنه شجاع أتهمناه باالدعاء والتفاخر. والذي ينوي سرق َة مصرف أو قتل شخص ال يعلن ذلك.و ِّ المتف ُق مع حبيبته على َ الهرب ال يفشي سره ألحد.ومع ذلك فإن على الكاتب أن يجعل الشخصية تُ ِّ فصح عن نفسها بشكل طبيعي.وهنا تتجلى مهارة الكاتب وطول باعه.كأن يضع الشخصية في موقف المضطر لالعتراف والبوح ،أو في حالة انفعالية حادة تسمح المسارة. لها باإلفضاء عن سريرتها ،أو يقابلها مع صديق يتبادل معه المصارحة و َّ وقد يجعلها تكشف عن نفسها وحدها عن طريق المونولوج. -3اإلمتاع بالجمال ذكرنا أن جميع الشخصيات في تاريخ المسرح تبدو فصيحة قادرة على وصف نفسها ووصف اآلخرين ببراعة.فالعشاق يجيدون وصف مشاعر الحب.والسياسيون خطباء بارعون.حتى األمهات الساذجات البسيطات يعرفن أفانين الكالم الذي نتمنى ألمهاتنا أن يملكن بعضه. 18 والسر في هذه الفصاحة أن القارئ أو المتفرج يقبل من الشخصيات فصاحتها.بل ويرفض أن تتكلم كما يتكلم الناس في الحياة الواقعية.وما ذلك إال ألن المتفرج العادي يدرك معنى المحاكاة في المسرح ببساطة مدهشة.وال يشترط على الكاتب إال أن يكون مضمون الحوار مشابهاً تماماً لعواطف الناس وأفكارهم وأحالمهم. خصائص الحوار لكي يتحقق للحوار جميع وظائفه كان ال بد لـه أن يمتاز بما يلي: آ -مناسبة اللغة لموضوع المسرحية.فالمسرحية ذات الموضوع التاريخي يختلف أسلوب لغتها عن أسلوب الموضوع الواقعي.ولغة المأساة تختلف عن المسرحية ُ الكوميدية.وأسلوب المسرحية التاريخية التي تدور أحداثها في العصر الجاهلي يختلف عن مسرحية تاريخية من العصر العباسي أو العثماني. ب -أن يتالءم الحوار مع الشخصية.فلغة المثقف غير لغة الجاهل.ولغة الفالح غير لغة ابن المدينة.وكالهما يختلف عن الجندي أو الطبيب.ولغة المثقف المتبجح بثقافته غير لغة المثقف المتواضع. ج -أن يكون رشيقاً وذا إيقاع جميل.فطول الجملة أو المقطع يؤدي إلى ضياع المعنى.والجمل التي ليس فيها إيقاع موسيقي جميل ال تفتن المتفرج أو القارئ. د -أن يكون الحوار مساعداً للممثل على اإللقاء.وذلك باالبتعاد عن الحروف التي ال تتالءم إذا تجاورت كالقاف والكاف أو الشين والسين ،وباالبتعاد عن الكلمات التي ترهق حنجرة الممثل. الصراع: ❖ 19 الصراع يساهم في تحقيق الفكرة تدريجيا عبر الشخصيات والحوار وصوال الى - الصراع الدرامي ،الذي يشتد ويبلغ أزمته حتى يحقق الحبكة الدرامية التي تصل الى نهاية االحداث. مفاهيم الصراع الدرامي - الصراع مفهوم عام يفرض عالقة صدامية جسدية ومعنوية بين طرفين أو أكثر، - وهو مبدأ يحكم العالقات بين األفراد والمجتمعات. -هو تعارض مرئي بين قوتين متعارضتين متكافئتين ينمو بمقتضى تصادمهما الفعل الدرامي.كما أنه موجود داخل النفس البشرية ،وال يعتبر التوتر والمنافسة بالضرورة صراعا إذ البد من توافر مقومات حتى يكون هناك صراع في الواقع االجتماعي والسياسي والفني وغيره منها تتمثل في: -وجود عالقة ما تربط بين القوى المتصادمة ،فإما يحتدم بين عناصر من نفس المجال أو يكون صراعا بين مجالين مختلفين يتنازعان عنص ار واحدا مشتركا. والعالقة التي تربط بين أطرافه تكمن في المفارقة الدرامية من خالل بناء تنتظم في داخله أطراف الصراع ويشكل البنية العميقة للنص المسرحي. -إن أثمن وأغلى أنواع الصراع هو الصراع الذي يخفي خلف ظهره النزاع االجتماعي هذا الصراع يستعمل غالبا األشكال الملحمية والدرامية فهذه األشكال تعمل بوجودها لتفجير األعماق التراجيدية ،الكامنة في الصراع حيث يسير نحو وجهتين إما تراجيدية أو كوميدية لذلك فهو ينتهي إلى حالتين اثنتين إما االنهيار أو اإلخفاق الذي يؤدي إلى النهاية السعيدة. 20 -ويختلف شكل الصراع الدرامي في المسرح عنه في األنواع األدبية األخرى ذات البنية السردية كالرواية والقصة مثال في كونه أكثر كثافة وتركي از وبالتالي يكون دوره مختلفا وتتجلى خصوصيته ودوره في المسرح في أنه يولد الديناميكية المحركة للفعل الدرامي ولألحداث ،فالموقف الصراعي هو الذي يعطي المبرر لبداية األحداث الدرامية ويؤدي إلى تكون األزمة ويدفع الفعل باتجاه العقدة فالذروة فالحل. -وقد ارتبط الصراع في المسرح الدرامي بوجود البطل وكذلك يتحدد نوعه بطبيعة العائق أي البطل المضاد الذي يقف لمواجهة البطل ويمنعه من تحقيق رغباته.وهو نوعان: ✓ الصراع الداخلي: ويتجلى من خالل صراع بين عاطفيتين صراع بين العقل والعاطفة ،صراع بين العاطفة ومثل أعلى وصراع بين فكرة وفكرة ما. ✓ الصراع الخارجي: يكون مع شخصية وأخرى مضادة ،مع الطبيعة وظواهرها ،مع المحيط أو المجتمع مع قوى كبرى كالقدر والموت ،والزمن ويشكل الصراع من حيث طبيعة التجسيد الدرامي إلى تجسيد مادي ونفسي (سيكولوجي) واجتماعي حيث يتجسد الصراع المادي من خالل أفعال مادية تعبر عن تقاطع اإلرادات مثل الخصومات باألكف (الصفعات) -تقسيمات الصراع الدرامي: ينقسم إلى أربعة أنواع: 21 أ -الصراع الساكن :إن اختيار كلمة ساكن يدل بوجود الصراع فالسكون يعني انعدام الحركة ،أي أن الشخصية من الخمول ال تبدي فعل أو رد فعل وينعكس ذلك على السير األحداث بل المسرحية ذاتها فتصبح بطيئة فاترة. ب -الصراع الواثب :فكلمة الوثوب تدل على عدم التدرج وقد تكون هناك تحوالت سريعة ومفاجئة في سلوك الشخصية تدفعها التخاذ القرار وارتكاب فعل لو فكرت مليا لتراجعت عن ارتكابه أو تكون أجبرت عليه أو فعلته بدون وعي منها ،كأن 22 يتحول موظف أمين وبال مقدمات دافعة إلى موظف مرتعش ،أو يقلع مدمن عن المخدرات دون كشف المؤلف عن كيفية إتمام هذا التحول ت -الصراع الصاعد :ونسميه المتدرج أو المنطقي ،وهذا النوع ال يوجد إال مع وجود الهجوم المضاد ،وكلما اشتد الصراع وانتقل من مرحلة ألخرى ،فإنه يكشف عن مشاعر الشخصية ،ويوضح الدوافع واألسباب التي جعلتها تتصرف هكذا ويصل بصراع الشخصيات إلى درجة األزمة ويدفعها إلى اتخاذ قرارها المصيري ،و هذا النوع هو أفضل أنواع الصراع ألنه يحمل في ثناياه دليل تطوره. الصراع الذي يشعرنا بقرب نشوبه :هو صراع يتعمد المؤلف الكشف عنه ث- بطريقة غير مباشرة بخلق نوع من التوتر والترقب ،المقصود لذاته عند المشاهد حتى ال يصاب بالملل. سمات الصراع الدرامي: -تتمثل في أن يكون الصراع بين قوتين متكافئتين ،فالصراع ال يكون بين رجل أعزل وطاغيه حامل للسالح ،وهذا التكافؤ يجعل المسرحية أكثر إثارة وتشويقا -وأن يكون كل من طرفي الصراع واعيا لمعركته مع الطرف اآلخر وهذا ما يقوي اإلرادة ويعمق الصراع الدرامي ،وتخضع األفعال واألقوال للتسلسل المنطقي فالمسرحية تقوم على مبدأ السببية، -تقنيات الصراع الدرامي وآليات تشكله) :فعل +رد فعل= أزمة ومجوعة أزمات= اصطدام ( -تنشأ األزمة نتيجة الفعل الدرامي أثناء تطوره فيقابله رد الفعل وتشكل مجموعة من األزمات ومجموعة من أزمات يخلق اصطدام الذي يفجر الصراع الدرامي. 23 -يتشكل الصراع الدرامي نتيجة فعل ورد فعل فيعطينا أزمة واألزمة هي لحظة توتر تثيرها القوى المتعارضة وتؤدي إلى تحول في الفعل الدرامي والمسرحية تحوي مجموعة أزمات تشكل االصطدام الذي بدوره يؤدي إلى الصراع الدرامي. -فمثال لحظة االحتضار هي األزمة والموت هو الذروة. مثال :فعل +رد فعل يعطينا أزمة ومجموعة أزمات يخلق اصطدام وبالتالي ينشأ الصراع الدرامي. ❖ الحبكة الدرامية: تٌعد الحبكة " بمثابة الجزء الرئيسي في المسرحية وقد وصفها "أرسطو" بأنها نواة التراجيديا والتي تتنزل منها منزلة الروح" ".ويمكن تعريف الحبكة بأنها: -هي التي تقدم اإلطار الرئيسي للفعل وهي خط تطور القصة وهي خطة الفعل التي يمكن عن طريقها للشخصيات وغير ذلك من العناصر المكونة للدراما أن تكشف عن نفسها. -هي تتابع األحداث الحدث يلي الحدث بحتمية درامية بحيث تخلق في وجدان المشاهد شعو اًر بأن األحداث تتبع في طبيعتها ما سبقها من أحداث وتؤدي إلى ما يليها من أحداث أيضا على أساس من التسلسل المنطقي ويجب أن تكون األحداث ملتزمة بضرورة وجودها في المسرحية بحيث إذا تم حذف حادثة معينة أو تغير مكانها تصاب المسرحية بخلل في بنائها " -فالحبكة في أبسط تعريفاتها هو التنظيم العام للمسرحية ككائن متوحد.أنها عملية هندسة وبناء األجزاء المسرحية وربطها ببعضها بهدف الوصول إلى تحقيق تأثيرات فنية وانفعالية معينة.وعلى هذا فكل مسرحية حتى ولو كانت عبثية ال تخلو من 24 الحبكة أي من االشتمال المرتب على شخصيات وأحداث ولغة وحركة موضوعة في شكل معين ومن ثم فإن الحبكة ال يمكن فصلها عن جسم المسرحية إال نظرياً فقط ألنها هي روح العملية الدرامية". -وتتكون الحبكة من بداية (مقدمة) ووسط ونهاية هذا من ناحية البناء األرسطي التقليدي.كما أن هناك العديد من الحبكات منها: -1الحبكة البسيطة (وهي التي تتكون من حدث درامي واحد من بداية العمل إلى نهايته) -2الحبكة المعقدة (وهي الحبكة المكونة من أحداث فرعية تعمل على تغذية الحبكة الرئيسية) -3الحبكة المحكمة (تعتمد على التتابع الحتمي لألحداث وهو ليس تتابع آلي لكنه ممزوج بالمنظور الفكري للمؤلف). -4الحبكة المفككة. وتتكون الحبكة من: -1التقديمة الدرامية -2نقطة االنطالق -3الحدث الصاعد -4االكتشافات -5التنبؤ -6التعقيد -7التشويق 25 -8األزمة -9الذروة -10الحدث الهابط -11الحل -1التقديمة الدرامية :ذلك الجزء الذي يقع في بداية المسرحية في صيغة حدث أو محادثة درامية.وفي هذا المشهد الدرامي يقدم المؤلف معلومات عن المعالج مكان الفعل وزمانه وعالقة الشخصيات ببعضها وفكرة عن الموضوع ُ والخلفية االجتماعية وبعض اإلشارات إلى األحداث السابقة ويجب أن تكون التقديمة جزُء ال يتج أز من النص المسرحي ككل ". -2نقطة االنطالق :هي البداية الحقيقية في المسرحية بعد المقدمة الدرامية ويعرفها "أرسطو" بأنها اللحظة التي تفجر فيها القوة المحركة الحدث كي ينطلق ويتصاعد نحو التأزم ". -3الحدث الصاعد :هو ذلك الجزء من البناء الدرامي الذي يبدأ بعد التقديمة ويحركه العامل المثير إلي أعلي كي يصدمه بقوي التصارع وعادة ما يفضي الحدث إلى ذروة التأزم ". -4االكتشافات :هي اكتشاف أشياء لم تكن معروفة من قبل مثل اكتشاف أخ أن شقيقه يحب صديقته أو اكتشاف معلومات جديدة تساعد على تطوير األحداث ورسم الشخصيات ". -5التنبؤ والتلميح :هو تقديم كلمة أو إشارة أو فعل يهيئ الذهن لما يمكن أن يقع في المستقبل ،فهو التمهيد المنطقي لألحداث. 26 -6التعقيد :هو ما يعرقل السير الطبيعي لألحداث ،كاصطدام البطل بشيء معارض يدفعه إلى التصارع معه وعلى هذا فإن التعقيد هو نتاج العامل الذي يتدخل في سير الحدث لتغيير مجراه والتعقيد يثير في نفس المشاهد التشويق والترقب وحب االستطالع ". -7التشويق :هو إثارة نزعتي الخوف واألمل في نفس المشاهد ; الخوف على مصير الشخصية ،واألمل في نجاتها ويتم عن طريق إثارة اهتمام المشاهد عن طريق تحريك شيء من القلق الممزوج بالمتعة هذا االهتمام يخلق ترقباً لنتيجة ما لفترة زمنية محددة حتى إذا ُفجرت الذروة المسببة لذلك التوقع حدث إشباع االهتمام. -8األزمة :هي لحظة التوتر التي تسببها القوي المتعارضة ،وتؤدي إلى ترقب في تحول الحدث الدرامي.والمسرحية قد تتألف من عدة أزمات ". -9الذروة :فهي الوصول باألفكار واألحداث والكلمات واألزمات من خالل شكل درامي مركب متطور إلى النقطة الحاسمة المعقدة المشحونة في المسرحية والتي تحتاج إلى تفجير ". الحدث الهابط :هو الحدث الذي يلي الذروة ويعتبر من ناحية التقسيم -10 النقدي الكالسيكي نصف المسرحية الثاني تقريبا وفي هذا النصف يتأكد سوء حظ البطل في حالة ما إذا كانت المسرحية مأسوية أو نجاح مساعي البطل في المسرحية الملهوية ". الحل :هو هبوط الفعل بعد وصوله إلى ذروة التأزم إنه محصلة -11 األحداث المسرحية المتوترة وعلى هذا فهو وقوع الفجيعة في المأساة وحدوث 27 النهاية السعيدة أي هي المنظر األخير الذي تفشي فيه األشياء التي ظلت مجهولة وتحل القضايا التي كانت عالقة. د.عمر نقرش 28