فلسفة معاصرة(!) الفرقة الثالثة عام PDF

Summary

ملخص لمحاضرات في الفلسفة المعاصرة للفرقة الثالثة في جامعة عين شمس. يتناول أسباب نشأة الفلسفة المعاصرة، االتجاهات الفلسفية، والمفاهيم الفلسفية الرئيسية.

Full Transcript

‫هدف المقرر‬ ‫وضع إطار عام التجاهات الفكر الفلسفى المعاصر وخصائصه ‪ ،‬وابراز ما جاء به الفكر‬ ‫المعاصر من أفكار خالقة‬ ‫المستهدف من تدريس المقرر‬...

‫هدف المقرر‬ ‫وضع إطار عام التجاهات الفكر الفلسفى المعاصر وخصائصه ‪ ،‬وابراز ما جاء به الفكر‬ ‫المعاصر من أفكار خالقة‬ ‫المستهدف من تدريس المقرر‬ ‫المهارات المعرفية‬ ‫تتعرف الطالبة على أسباب نشأة الفلسفة المعاصرة‬ ‫تحدد الطالبة االتجاهات الفلسفية المعاصرة‬ ‫تعرف الطالبة المفاهيم والتصورات الفلسفية‬ ‫المهارات الذهنية‬ ‫تناقش الطالبة االتجاهات المختلفة للفلسفة المعاصرة وموضوعاتها‬ ‫تقارن الطالبة بين االتجاهات الفلسفية المختلفة‬ ‫المهارات المهنية‬ ‫تنقد الطالبة النظريات الفلسفية المعاصرة في مختلف الحياتية‬ ‫تبحث الطالبة عن المراجع الخاصة بالفلسفة المعاصرة‬ ‫تعرض الطالبة بعض مفاهيم الفلسفة المعاصرة‬ ‫المهارات العامة‬ ‫تنقد الطالبة المسلمات وتحللها‬ ‫تتعاون مع اآلخرين وتتقبل الرأي اآلخر‬ ‫تستخدم المواقع األلكترونية‬ ‫جامعة عين شمس‬ ‫كلية البنات‬ ‫قسم الدراسات الفلسفية‬ ‫محاضرات في الفلسفة المعاصرة‬ ‫مادة ‪ :‬فلسفة معاصرة (‪)1‬‬ ‫الفرقة الثالثة عام‪ -‬انتساب‬ ‫إعداد ‪ :‬د‪ /‬دعاء وجدى‬ ‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬ ‫الحقبة‬ ‫إلى‬ ‫المعاصرة‬ ‫الفلسفة‬ ‫مفهوم‬ ‫يعود‬ ‫التاريخية التي كانت مع نهاية القرن التاسع عشر‬ ‫أي مع نشأة الفلسفة التحليلية‪ ،‬ويقصد بالمصطلح‬ ‫حيث‬ ‫الغربية‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫تاريخ‬ ‫في‬ ‫خاصة‬ ‫فترة‬ ‫استفادت الفلسفة المعاصرة من حدثين مهمين ‪:‬‬ ‫العلوم‬ ‫مجال‬ ‫في‬ ‫العلمية‬ ‫الثورة‬ ‫أولهما‪:‬‬ ‫الدقيقة مثل البيولوجيا والفيزياء والرياضيات‪.‬‬ ‫االجتماع‬ ‫علم‬ ‫مثل‬ ‫اإلنسانية‬ ‫العلوم‬ ‫ثانيهما‪:‬‬ ‫ً‬ ‫الفلسفة‬ ‫فاهتمت‬ ‫‪،‬‬ ‫واالنثروبولوجيا‬ ‫النفس‬ ‫وعلم‬ ‫المعاصرة بدراسة ونقد المعرفة العلمية ‪ ،‬باإلضافة‬ ‫قضايا‬ ‫ومعالجة‬ ‫اإلنساني‬ ‫بالوجود‬ ‫اهتمامها‬ ‫إلى‬ ‫اإلنسان االجتماعية والسياسة‪.‬‬ ‫معظم‬ ‫بها‬ ‫تتسم‬ ‫التي‬ ‫العامة‬ ‫السمة‬ ‫وتعتبر‬ ‫االتجاهات الفلسفية المعاصرة هي توجيه الفكر إلى‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫ومصيره‬ ‫وواقعه‬ ‫وحريته‬ ‫اإلنسان‬ ‫دراسة‬ ‫العالم‪.‬وقد اكتشفها في ذاته في البيئة التي يعيش‬ ‫فيها‪.‬ولذلك حرصت الفلسفة المعاصرة علي التمسك‬ ‫بالواقع والوقوف علي كل ما هو عينى‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫القرن‬ ‫فلسفه‬ ‫ترفض‬ ‫االتجاهات‬ ‫هذه‬ ‫فان‬ ‫ولذلك‬ ‫العقلية‬ ‫النظرة‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫تتسم‬ ‫لما‬ ‫عشر‬ ‫التاسع‬ ‫المجردة وذلك لبعدها عن الواقع‪.‬ومن ثم تعد هذه‬ ‫االتجاهات بمثابة ثوره على المذهب الهيجلي الذي‬ ‫والتجريد‪.‬‬ ‫العقل‬ ‫في‬ ‫غالي‬ ‫االثر‬ ‫العالميتين‬ ‫الحربين‬ ‫لقيام‬ ‫كان‬ ‫ولقد‬ ‫الكبير في إشعار اإلنسانية بالخطر الذي يتهددها‪،‬‬ ‫مما أدى إلى‬ ‫بالفناء الشامل الذي ينتظر الشعوب‬ ‫وجود حاله من القلق العام لدي اإلنسان في ظل هذا‬ ‫وهذا الشعور يعد امرا طبيعيا نتيجة‬ ‫العالم‪.‬‬ ‫من‬ ‫والتخريب‬ ‫الدمار‬ ‫ادوات‬ ‫من‬ ‫المزيد‬ ‫الختراع‬ ‫قنابل هيدروجينية‪.‬‬ ‫باإلنسان‬ ‫االهتمام‬ ‫الضروري‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫هنا‬ ‫من‬ ‫و‬ ‫ومصيره في هذا العالم وقد اكتشفها في ذاته في‬ ‫البيئة التي يعيش فيها‪.‬وقد اهتم عدد كبير من‬ ‫الفلسفية‬ ‫األفكار‬ ‫من‬ ‫العديد‬ ‫بنقد‬ ‫الفالسفة‬ ‫الكالسيكية وذلك في محاولة منهم إلعادة التفكير في‬ ‫الفلسفة‬ ‫متجاوزين‬ ‫الفكر‬ ‫من‬ ‫الهامة‬ ‫الجوانب‬ ‫الميتافزيقية‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الفلسفية‬ ‫االتجاهات‬ ‫من‬ ‫عديد‬ ‫فظهرت‬ ‫المختلفة التي عبرت عن المفاهيم األساسية للفلسفة‬ ‫الوضعية االجتماعية ‪ ،‬و االتجاه‬ ‫المعاصرة كاتجاه‬ ‫‪ ،‬واتجاه الفلسفة الحيوية ‪ ،‬واالتجاه‬ ‫الماركسى‬ ‫الفلسفية التي عبرت‬ ‫البنيوى وغيرهم من االتجاهات‬ ‫‪.‬‬ ‫الفلسفية‬ ‫والمفاهيم‬ ‫األفكار‬ ‫من‬ ‫عديد‬ ‫عن‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫بع ض‬ ‫سنتناول‬ ‫المحاضرات‬ ‫هذه‬ ‫وفي‬ ‫الغربي‬ ‫الفلسفى‬ ‫الفكر‬ ‫في‬ ‫الهامة‬ ‫االتجاهات‬ ‫المعاصر وأشهر فالسفتها‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫نشأة الفلسفة المعاصرة‬ ‫‪5‬‬ ‫نشأة الفلسفة المعاصرة‬ ‫تبدأ نشأة الفلسفة المعاصرة منذ نهاية القرن‬ ‫التاسع عشر والتي تشير إلى فترة محددة من فترات‬ ‫الفلسفة‬ ‫نشأة‬ ‫ترجع‬ ‫الغربية‪.‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫تاريخ‬ ‫المعاصرة إلى عديد من األسباب وتتمثل هذه األسباب‬ ‫فيما يلي‪:‬‬ ‫مع نهاية القرن التاسع عشر‬ ‫أوال‪ :‬وقوع أوربا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وبداية القرن العشرين تحت ضغط حركة عميقة فى‬ ‫خطيرة‪،‬‬ ‫اقتصادية‬ ‫واضطرابات‬ ‫االجتماعي‬ ‫الفكر‬ ‫فى‬ ‫واضحة‬ ‫واصالحات‬ ‫الفن‪،‬‬ ‫فى‬ ‫جذرية‬ ‫وتجديدات‬ ‫الدين‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تعارض المذهبين األهمين فى الفكر األوربي‬ ‫الحديث وهما‪:‬‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫دعاته‬ ‫يذهب‬ ‫الذي‬ ‫الميكانيكي‪:‬‬ ‫أ‪.‬المذهب‬ ‫العالم أشبه باآللة التي تسير وحدها بغير تدخل من‬ ‫عقل أو توجيه ‪ ،‬وهو اتجاه يذهب إلى أن أحداث‬ ‫العالم ال ترتبط فيما بينها إال برباط العلية‪،‬وأن‬ ‫ولها‬ ‫الطبيعة‬ ‫فى‬ ‫العامة‬ ‫الظاهرة‬ ‫هي‬ ‫الحركة‬ ‫قوانينها الخاصة وتركز الميكانيكية على االنفصال‬ ‫‪6‬‬ ‫بين األشياء وترى أن كل األحداث نتاج للحركة ال‬ ‫القوى الفاعلة‪.‬‬ ‫ب ‪.‬االتجاه الذاتي‪ :‬ودور االتجاه المثالي‪ ،‬وهو‬ ‫يجعل اإلنسان مستقل عن اآللة ويحول اهتمامه ناحية‬ ‫الذات‪ ،‬وهذا التغير ال يقتصر على ميدان الفلسفة‬ ‫فقط بل يمتد إلى ما وراءها ‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أزمة علم الطبيعة النيوتونى‪:‬‬ ‫عشر‬ ‫التاسع‬ ‫القرن‬ ‫فى‬ ‫الغرب‬ ‫فالسفة‬ ‫معظم‬ ‫كان‬ ‫يعتقدون أن علم الطبيعة كما انتهى إليه نيوتن‪،‬‬ ‫صورة واضحة‬ ‫هو تصوير صادق مطلق للعالم‪ ،‬وأنه‬ ‫الذرات‬ ‫اندفاع‬ ‫إلى‬ ‫شيء‬ ‫كل‬ ‫ينتهي‬ ‫حيث‬ ‫للواقع‬ ‫تنشأ عنها ‪.‬وأساس ذلك‬ ‫المادية والمواقف التي‬ ‫للعلم‬ ‫ويمكن‬ ‫معروفة‬ ‫األمور‬ ‫هذه‬ ‫أن‬ ‫يرى‬ ‫أنه‬ ‫للقوانين‬ ‫ووفقا‬ ‫الحساب‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫استنباطها‬ ‫الميكانيكية ‪ ،‬بل وقد اعتقد المفكرون أن مبادئ‬ ‫علم الطبيعة ونظريتها صادقة صدقا مطلقا ‪ ،‬وفى‬ ‫هذا اإلطار فإن المادة هي أبسط المعطيات‪.‬‬ ‫ولكن فى نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن‬ ‫هذا‬ ‫فى‬ ‫التشكك‬ ‫فى‬ ‫المفكرين‬ ‫بعض‬ ‫أخذ‬ ‫العشرين‬ ‫التصور النيوتونى للعالم ولم تعد المادة كما يظن‬ ‫البعض‪ ،‬بسيطة بل شديدة التعقيد كما أنه تم رفض‬ ‫‪7‬‬ ‫المذهب الحتمي وأصبحت أي قضية ال تقبل على أنها‬ ‫يقينية مطلقة ومن ثم تم رفض الحتمية‪.‬‬ ‫وقد أدى هذا إلى ظهور نظرية النسبية ألينشتين‬ ‫فى‬ ‫وغيرها من النظريات التي أدت إلى التشكيك‬ ‫عدد من النتائج كان ينظر إليها على أنها صحيحة‬ ‫صحة مطلقة‪.‬وقد ارتبط هذا بالفلسفة حيث نتج عن‬ ‫اعالن نسبية النظريات أن أصبح االتجاه الميكانيكي‬ ‫العلم‬ ‫سلطة‬ ‫على‬ ‫يعتمدان‬ ‫ال‬ ‫الحتمي‬ ‫والمذهب‬ ‫الطبيعي وأن تفسير الوجود بالمادة أصبح مشكوكا‬ ‫فيه وال يمكن االعتماد عليه‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬أزمة الرياضيات والمنطق الرياضي‪:‬‬ ‫أزمة فى‬ ‫انتهى كذلك علم الرياضيات إلى حدوث‬ ‫أواخر القرن التاسع عشر حيث ظهرت اكتشافات جديدة‬ ‫فى علم الرياضة جعلت ما كان من قبل افتراضات‬ ‫مسبقة ال يقوم علم الرياضيات إال عليها‪ ،‬ما هو في‬ ‫الواقع إال قضايا غير يقينية‪.‬‬ ‫كما نبهت هذه االكتشافات إلى ضرورة التحليل‬ ‫تركيب‬ ‫وإلى‬ ‫بسيطة‬ ‫تبدو‬ ‫التي‬ ‫للمفاهيم‬ ‫الدقيق‬ ‫النظم الرياضية ابتداء من مسلمات بسيطة وواضحة‪.‬‬ ‫تحت‬ ‫جديد‬ ‫من‬ ‫النهوض‬ ‫إلى‬ ‫الصوري‬ ‫المنطق‬ ‫وعاد‬ ‫والمنطق‬ ‫الرمزي‬ ‫المنطق‬ ‫منها‬ ‫جديدة‬ ‫أسماء‬ ‫‪8‬‬ ‫الرياضي‪ ،‬بعد أن كان قد أهمل فى عصر النهضة وذهب‬ ‫طي النسيان‪.‬‬ ‫وقد أثر المنطق الرياضي تأثيرا مزدوجا على‬ ‫من أجل‬ ‫الفلسفة‪ ،‬فمن ناحية ظهر أنه أداة دقيقة‬ ‫تحليل المفاهيم والبراهين وأنه يمكن تطبيقها على‬ ‫هذا المنطق بتعامل‬ ‫وأن‬ ‫ميادين أخرى غير رياضية‬ ‫فى الواقع مع مفاهيم غير رياضية وعامة‪ ،‬كما أدى‬ ‫البحث المنطقي الرياضي إلى ألقاء الضوء على جديد‬ ‫من مشكالت الفكر الفلسفي كمشكلة الثالث المرفوع‪،‬‬ ‫ومدى وضوح البديهيات‪ ،‬ومشكلة الكليات ‪ ،‬ومشكلة‬ ‫النحو الفلسفي وهو ما يسمى بالسيموتيقا‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬رفض فلسفة القرن التاسع عشر‪:‬‬ ‫التي اتسمت بالنزعة العقلية المجردة مما باعد‬ ‫بينها وبين الواقع‪ ،‬ومن ثم قامت هذه الفلسفات‬ ‫فى‬ ‫ممثلة‬ ‫عشر‬ ‫التاسع‬ ‫القرن‬ ‫فلسفة‬ ‫على‬ ‫كثورة‬ ‫إليه‬ ‫وصلت‬ ‫عما‬ ‫يعبر‬ ‫والذي‬ ‫الهيجلى‬ ‫المذهب‬ ‫الفلسفة فى تلك الفترة من عقلية وتجريد‪ ،‬وذلك‬ ‫حينما وحد هيجل بين الواقع والمعقول حتى أصبح كل‬ ‫ما هو واقعي معقول‪ ،‬وكل ما هو معقول واقعي‪ ،‬من‬ ‫ثم أقام هيجل فلسفة كاملة انطالقا من فكرة مجردة‪.‬‬ ‫المنطق‪،‬‬ ‫علم‬ ‫موضوع‬ ‫هي‬ ‫فكرة‬ ‫بوصفها‬ ‫فالفكرة‬ ‫صور‬ ‫فى‬ ‫تتبدى‬ ‫ذاتها‬ ‫عن‬ ‫تخرج‬ ‫عندما‬ ‫والفكرة‬ ‫‪9‬‬ ‫األشياء والموجودات تكون فلسفة للطبيعة ‪ ،‬وحينما‬ ‫تعود إلى الذات تكون فلسفة الروح‪.‬‬ ‫وهكذا شيد هيجل بناء فلسفيا عقليا ضخما يتألف‬ ‫منطق محكم هو‬ ‫من تصورات عقلية مجردة يربط بينها‬ ‫الديالكتيك وتسوده الروح المطلقة الكلية التي ال‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫فكل‬ ‫الزمان‪.‬‬ ‫بلحظات‬ ‫الواقع‬ ‫فى‬ ‫تتأثر‬ ‫والروح‬ ‫موجود‬ ‫عقلي‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫وكل‬ ‫عقلي‬ ‫موجود‬ ‫باألفراد فما هؤالء إال أدوات فى‬ ‫المطلقة ال تهتم‬ ‫يد الروح المطلقة‪.‬‬ ‫إال أن خيبة األمل أصابت المذهب الهيجلى حيث‬ ‫توقع الفرد ‪ ،‬من خالل هذا المذهب عالما متسقا‬ ‫من‬ ‫نوعا‬ ‫العالم‬ ‫فى‬ ‫وجد‬ ‫لكنه‬ ‫منطقيا‬ ‫اتساقا‬ ‫هذا‬ ‫فإن‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ‫العقل‬ ‫يقبلها‬ ‫ال‬ ‫التي‬ ‫الفوضى‬ ‫المذهب كان مثار نقد عنيف من معظم فلسفات القرن‬ ‫العشرين ‪.‬‬ ‫ماركس‬ ‫كارل‬ ‫(‬ ‫األوقات‬ ‫من‬ ‫وقت‬ ‫فى‬ ‫كان‬ ‫لقد‬ ‫وجورج مور‪ ،‬ورسل) تالميذ‬ ‫وكيركجورد وجون ديوى‬ ‫لهيجل إال أنهم لم يلبثوا أن انفصلوا عنه فكان‬ ‫تفكيرهم بمثابة رد فعل ضد هذه الفلسفة الهيجلية‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫سادسا ‪ :‬ظهور نظرية النسبية ‪:‬‬ ‫التي حولت العالم ‪ ،‬نتيجة لما مر بها من ظروف ‪:‬‬ ‫الحتمية إلى الالحتمية‪ ،‬وحلت المصادفة محل‬ ‫من‬ ‫الفوضى‪ :‬والفوضى محل النظام باإلضافة إلى ذلك فإن‬ ‫العلم المعاصر قد أظهر أن المصادفة وحدها هي‬ ‫المسئولة عن تطور اإلنسان عن أنواع ليس لها أصول‬ ‫مؤكدة أو مستقبل مهم ‪.‬فمن غرائب تطورات الفكر‬ ‫أن يذهب دارون إلى القول بأن كل كائن عال يأتي‬ ‫من كائن أدنى منه‪.‬‬ ‫وقد نقل هذا الفكر من تطبيقه على علم الحياة‬ ‫إلى علم النفس واالجتماع ثم ظهر االتجاه إلى إرجاع‬ ‫كل حياة الوعى بما فيها العمليات العقلية إلى‬ ‫تطور‬ ‫لقوانين‬ ‫خاضعة‬ ‫واعتبارها‬ ‫منها‬ ‫أدنى‬ ‫الكائنات الحية‬ ‫وأدى ذلك إلى أنه لم يعد من ثبات فى شيء وال‬ ‫سكون وال وجود لشيء أسمه المبادئ الخالدة ‪ ،‬وإنما‬ ‫تطور‬ ‫تخدم‬ ‫التي‬ ‫الحيوية‬ ‫الدفعة‬ ‫وحسب‬ ‫هناك‬ ‫الحياة‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫سابعا ‪ :‬االنهيار الذى أصاب العقيدة المسيحية‬ ‫خلف‬ ‫وقد‬ ‫الغربي‬ ‫اإلنسان‬ ‫حياة‬ ‫فى‬ ‫موحدة‬ ‫كقوة‬ ‫انهيار الكنيسة حنين مشوبا بالقلق حيث لم تعد‬ ‫هناك علة غائية تحكم الكون وهذا ما جعل اإلنسان‬ ‫العالم‬ ‫بأن‬ ‫شعوره‬ ‫على‬ ‫عالوة‬ ‫بالمسئولية‪،‬‬ ‫يشعر‬ ‫المعنى والمنطق ومن ثم أخذت القيم‬ ‫يفتقر إلى‬ ‫المتعارف عليها تفقد ما لها من قوة‪ ،‬كما أخذت‬ ‫والتقدم‬ ‫كالحرية‬ ‫عشر‬ ‫التاسع‬ ‫القرن‬ ‫مصطلحات‬ ‫والعلم تفرغ ما لها من معني‪.‬‬ ‫ثامنا‪ :‬نشوب حربين عالميتين ‪:‬‬ ‫اإلنسانية‬ ‫إشعار‬ ‫فى‬ ‫البالغ‬ ‫األثر‬ ‫لهما‬ ‫كان‬ ‫بالمعاني الكبرى التي تؤلف نسيج وجودها‪ ،‬وفى‬ ‫مصادر‬ ‫من‬ ‫مصدر‬ ‫أكبر‬ ‫أمام‬ ‫كلية‬ ‫بصورة‬ ‫وضعها‬ ‫قلقها إال وهو الفناء الشامل الذى ينتظر الشعوب‬ ‫بأسرها نتيجة الختراع المزيد من أدوات الدمار‬ ‫والتخريب‪.‬وقد ولد هذا إحساسا بالمأساة استغرق‬ ‫شعور كل فرد من أفراد اإلنسانية مما تولد معه‬ ‫مجال‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫جديدة‬ ‫ومعاني‬ ‫بفلسفات‬ ‫االهتمام‬ ‫االهتمام فى القرن التاسع عشر‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫خصائص الفلسفة المعاصرة‬ ‫تتميز الفلسفة المعاصرة في الربع األول من القرن‬ ‫العشرين بعدة خصائص غير أنه من غير الممكن أن‬ ‫الغربي‬ ‫الفكر‬ ‫تيارات‬ ‫لكل‬ ‫العامة‬ ‫الخصائص‬ ‫نحدد‬ ‫نظرا ألن هذا العصر يعد‪:‬‬ ‫ً‬ ‫المعاصر‬ ‫أوال‪ :‬عصر نشاط فلسفي مكثف حيث ظهرت فيه أسماء‬ ‫ً‬ ‫عدد كبير من المفكرين الكبار‪ ،‬ولذلك فإن هذه‬ ‫الفترة تعد أخصب فترات الحضارة الغربية الحديثة‬ ‫إنتاجا فلسفيا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬أن هذا العصر يعد عصر انتقال فال تزال‬ ‫ً‬ ‫في‬ ‫سائدا‬ ‫ً‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫القديم‬ ‫العصر‬ ‫من‬ ‫اتجاهات‬ ‫جانب‬ ‫إلى‬ ‫وقائمة‬ ‫موجودة‬ ‫عشر‬ ‫التاسع‬ ‫القرن‬ ‫التيارات الجديدة‪.‬‬ ‫لم تكن منطبقة‬ ‫إال أن هناك خصائص عامة‪ ،‬وهي وإن‬ ‫علي كل الفالسفة إال أنها تصدق علي األغلبية وهي ‪:‬‬ ‫‪13‬‬ ‫سائر‬ ‫عند‬ ‫نراه‬ ‫موقف‬ ‫وهي‬ ‫الوضعية‪:‬‬ ‫‪ )1‬معارضة‬ ‫المفكرين إال أننا نستثني منه فالسفة المادة وبعض‬ ‫المثاليين‪.‬‬ ‫‪ )2‬النزعة التحليلية‪ :‬يمارس الفالسفة الغربيون في‬ ‫القرن العشرين طرائق التحليل أكثر من أية طريقة‬ ‫أخري‪ ،‬وهم يستبدلونه أحيانا بمناهج جديدة ودقيقة‬ ‫كل الدقة‪ ،‬كما أنهم يبعدون عن التعميم‪.‬‬ ‫‪ )3‬الواقعية‪ :‬انتشر االتجاه الواقعي‪ ،‬وقال به كل‬ ‫من الميتافيزيقيين و معظم فالسفة الحياة وفالسفة‬ ‫المادة وقسم من الفالسفة الوجوديين‪.‬وهذا االتجاه‬ ‫يقول بالواقعية فى صورتها المباشرة حتى ينسبون‬ ‫إلـى اإلنسان القدرة على إدراك الوجود مباشرة‪،‬‬ ‫وعالم‬ ‫ذاته‬ ‫فى‬ ‫الوجود‬ ‫بين‬ ‫كانط‬ ‫تمييز‬ ‫وأصبح‬ ‫‪3‬الظواهر مرفوضا من كل الجهات‪.‬ومن ثم كان هناك‬ ‫عودة إلى الواقع الذي يقتصر على العيني الملموس‪.‬‬ ‫‪ )4‬التعددية‪ :‬يغلب على الفلسفة المعاصرة القول‬ ‫بالتعدد ومعارضة االتجاه الواحدي سـواء فى صورته‬ ‫بعض‬ ‫هناك‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ‫المثاليـة‪،‬‬ ‫أو‬ ‫المادية‬ ‫الميتافيزيقيين‬ ‫من‬ ‫ألكسندر‬ ‫مثل‬ ‫االستثناءات‬ ‫وكروتشه من المثالين‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪ )5‬االتجاه الفعلي‪ :‬يقول كل الفالسفة الحاليين فى‬ ‫الغرب باالتجاه الفعلي وهم يوجهون اهتمامهم إلـى‬ ‫الصيرورة‪ ،‬وهي صيرورة يتناولونها أكثر باعتبارها‬ ‫حدوث الواقعة فى التاريخ‪ ،‬حيث أن علم التاريخ‬ ‫أخذ يحل محل علم األحياء من حيث األهمية‪ ،‬ومن حيث‬ ‫تنفى‬ ‫أن الفلسفة الجديدة تقول بالفعل فإنها‬ ‫صورة‬ ‫أي‬ ‫الفالسفة‬ ‫بعض‬ ‫ويرفض‬ ‫الجواهر‪،‬‬ ‫وجود‬ ‫فالسفة المادة وفالسفة‬ ‫نموذجية خالدة‪ ،‬وهو حال‬ ‫الحياة وكل الفالسفة الوجوديين‪.‬‬ ‫معظم‬ ‫اهتمـام‬ ‫يتجه‬ ‫‪:‬‬ ‫الشخصاني‬ ‫‪ )6‬االتجاه‬ ‫باستثناء‬ ‫اإلنساني‬ ‫بالشخص‬ ‫المعاصرين‬ ‫الفالسفة‬ ‫فالسفة المادة‪ ،‬فكل مفكري العصر الجديد يؤكدون‬ ‫على األهمية الخاصة بكرامة اإلنسان‪ ،‬ويعلن الفالسفة‬ ‫الوجوديون عن هذا االتجاه في صورة شديدة القوة‪.‬‬ ‫فاإلنسان ليس مجرد شيء يمكن تفسيره بالمادة بل‬ ‫هو ذات ال يمكن تحديدها بقوانين الطبيعة ‪،‬ولذلك‬ ‫فهي فلسفةتتميز بقربها الشديد من الوجود الفعلي‬ ‫الواقعي لإلنسان‪.‬ومن هنـا أصبح اإلنسان ال المذهب‬ ‫هو الذي يهتم به الفيلسوف المعاصر‪.‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫كذلك‬ ‫اهتمت‬ ‫العقل‪:‬‬ ‫بناء‬ ‫‪ )7‬إعادة‬ ‫بمناقشة‬ ‫تهتم‬ ‫تعد‬ ‫فلم‬ ‫العقل‪،‬‬ ‫ببناء‬ ‫المعاصرة‬ ‫العلم أو تكوين نسق‪ ،‬بل بإعادة بناء العقل‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫شديدة‬ ‫فلسفة‬ ‫المعاصرة‬ ‫الفلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ )8‬التخصص‬ ‫التخصص ‪ ،‬خصبة اإلنتاج إلى درجـة كبيرة ‪.‬فال يوجد‬ ‫اليوم مـن الفالسفة مـن تستطيع أن نقارن بساطة‬ ‫المدارس‬ ‫فكل‬ ‫وأرسطو‪،‬‬ ‫أفالطون‬ ‫إنتاج‬ ‫مع‬ ‫إنتاجه‬ ‫تقيم‬ ‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫متخصصة‬ ‫عقلية‬ ‫أدوات‬ ‫لعملها‬ ‫تهيأ‬ ‫مذاهبها بالتعامل مع مفاهيم معقدة ودقيقة ‪ ،‬وهذا‬ ‫الوجوديين‬ ‫الفالسفة‬ ‫عنـد‬ ‫يكون‬ ‫ما‬ ‫أوضح‬ ‫األمر‬ ‫والوضعين الجدد‪.‬‬ ‫‪ )9‬خصوبة اإلنتاج ‪ :‬ينتج الفالسفة فـى هذا العصر‬ ‫إنتاجا وفيرا ‪.‬كمـا أن حركة فلسفية واحدة تمتد‬ ‫عبر دول عديدة‪ ،‬هذا إلى جانب تعدد المشكالت التي‬ ‫من‬ ‫ضخم‬ ‫عدد‬ ‫وظهور‬ ‫بالبحث‪،‬‬ ‫الفالسفة‬ ‫تناولها‬ ‫المؤلفات الهامة‪ ،‬فهو يعد عصر نشاط مكثف‪.‬‬ ‫االتصال بين الفالسفة فى شتى االتجاهات‪ :‬وأخيرا‬ ‫‪)10‬‬ ‫المعاصرة‬ ‫للفلسفة‬ ‫المميزة‬ ‫العالمـات‬ ‫من‬ ‫فإن‬ ‫االتصال بين الفالسفة فى شتى االتجاهات‪.‬فقد ظهرت‪،‬‬ ‫على سبيل المثال المدرسة الوضعية الجديدة نتيجة‬ ‫العلم‬ ‫نقــد‬ ‫حركــة‬ ‫بين‬ ‫الوثيقـة‬ ‫للعالقة‬ ‫والتجريبيــة التقليديـــة والواقعيــة الجديدة‬ ‫اإلنجليزية‪.‬كما أثرت فلسفة هوسرل على الفلسفة‬ ‫الوجودية ‪ ،‬وعلى جانب من الميتافيزيقا‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫اتجاهات الفلسفة المعاصرة‬ ‫االتجاهات‬ ‫بتعدد‬ ‫المعاصرة‬ ‫الفلسفة‬ ‫وتتميز‬ ‫الفلسفية وتنحصر هذه االتجاهات فيما يلى ‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬االتجاة المادى‬ ‫فلسفة‬ ‫مثل‬ ‫مذاهب‬ ‫عدة‬ ‫االتجاه‬ ‫هذا‬ ‫تحت‬ ‫يجمع‬ ‫والوضعية االجتماعية ‪ ،‬والمادية‬ ‫برتراند رسل‪،‬‬ ‫الجدلية ( الماركسية ) ‪.‬ويرجع السبب في نجاح‬ ‫هذه المذاهب هي أنها تعيد للحياة أفكار ذات‬ ‫مغذى فلسفى مضى منذ فترة زمنية طويلة ‪.‬‬ ‫االتجاة‬ ‫هذا‬ ‫إلى‬ ‫ينتمون‬ ‫الذين‬ ‫والفالسفة‬ ‫تجربيون بسبب اعتقادهم أن السلطة العليا للعلوم‬ ‫الطبيعية ‪ ،‬وأن الواقع ال يمكن إدراكه إال بمناهج‬ ‫العلوم الطبيعية ‪ ،‬وما ال تدركه هذه المناهج يعد‬ ‫تعتقد‬ ‫مشكلة زائفة ليس لها أهمية ‪.‬كما أنها‬ ‫في قيمة المناهج العقلية والتحليلية ‪.‬ويرفض‬ ‫أصحاب هذا االتجاه التجربة األخالقية أو الجمالية‬ ‫أو الدينية كمصدر للمعرفة ‪ ،‬فيقف رسل معارضا‬ ‫للدين مثل المادية الجدلية ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬االتجاه المثالى‬ ‫‪17‬‬ ‫يمثل هذا االتجاه في بداية القرن العشرين تيارا‬ ‫ذات أهمية كبرى ‪ ،‬إال أن أهميته أخذت تتناقص إلى‬ ‫القرن‬ ‫من‬ ‫الثانى‬ ‫الربع‬ ‫في‬ ‫وذلك‬ ‫كبيرة‬ ‫درجة‬ ‫العشرين حتى أصبحت أقل تأثيرا من التجريبية ‪،‬‬ ‫بل أقل التيارات الفكرية تأثيرا في منتصف القرن‬ ‫العشرين ‪.‬‬ ‫ولكن هذا ال يمنع من وجود فلسفات تعبر عن هذا‬ ‫االتجاه المثالى كما هو موجود في فلسفة كارل‬ ‫ياسبرز ‪.‬وهؤالء الفالسفة يرون أن العقل يخلق‬ ‫‪.‬‬ ‫الصور واألشكال التي تظهر في الطبيعة‬ ‫ثالثا ‪ :‬االتجاه الحيوى‬ ‫يتجه أصحاب هذا االتجاه إلى تفسير الواقع بواسطة‬ ‫عن‬ ‫يميزهم‬ ‫ما‬ ‫فقط‬ ‫ليس‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الحياة‬ ‫مفهوم‬ ‫بل كذلك يرفضون‬ ‫الفلسفة المادية والمثالية ‪،‬‬ ‫األطار العام للفلسفة األوربية الحديثة والفلسفة‬ ‫الكانتية والنزعة الميكانيكية ‪.‬وعلى الرغم من‬ ‫وجود اختالفات جوهرية بينهم إال أنه تجمعهم عدة‬ ‫خصائص وهى ‪:‬‬ ‫والصيرورة والحياة‬ ‫‪ -1‬يتجهون إلى الفعل والحركة‬ ‫( التغير المستمر ) ‪ ،‬وهم ينظرون إلى الوجود‬ ‫والمادة على أنهما ما يبقى بعدالحركةوتعبر‬ ‫‪18‬‬ ‫عنهم جميعا مقولة برجسون‪ ":‬هناك في الصيرورة‬ ‫أكثر مما في الوجود "‪.‬‬ ‫‪ -2‬علم الحياة في أهمية علم الطبيعة عند أصحاب‬ ‫هذا االتجاه ‪ ،‬إال أنه يقوم على التاريخ بدور‬ ‫هام عن بعضهم مثل دلتاى ‪ ،‬ويرون أن الحياة‬ ‫عاملة ‪ ،‬وفاعلة‪.‬‬ ‫القبلية‬ ‫القوانين‬ ‫االتجاه‬ ‫هذا‬ ‫أصحاب‬ ‫‪ -3‬يرفض‬ ‫هو‬ ‫منهجهم‬ ‫أن‬ ‫‪،‬ويرون‬ ‫المنطقية‬ ‫واالستباطات‬ ‫‪.‬‬ ‫للتاريخ‬ ‫الحى‬ ‫والفهم‬ ‫والنشاط‬ ‫الحدس‬ ‫بناء‬ ‫في‬ ‫البيولوجى‬ ‫الموقف‬ ‫على‬ ‫ويعتمدون‬ ‫مذهبهم في المعرفة ‪.‬‬ ‫االتجاه‬ ‫إلى‬ ‫يميلون‬ ‫الفالسفة‬ ‫هؤالء‬ ‫‪ -4‬معظم‬ ‫التعددى واالتجاه الشخصانى ‪ ،‬وإذا كان هذا ال‬ ‫يتسق دائما مع مذهبهم في تطور الحياة ‪.‬ويمكن‬ ‫التمييز بين عدة مدارس داخل هذا االتجاه ‪.‬‬ ‫نيتشه )‬ ‫فلسفة الحياة األلمانية (‬ ‫أ)‬ ‫مدرسة الدفعة الحيويةعند برجسون‬ ‫ب)‬ ‫البراجماتية األمريكية واالنجليزية ‪.‬‬ ‫ج)‬ ‫المذهب التاريخى عند دلتاى‬ ‫د)‬ ‫‪19‬‬ ‫رابعا ‪ :‬االتجاه الفينومينولوجى‬ ‫يشكل هذا االتجاه أدمند هوسرل تبعه مدرسة كبيرة‬ ‫شملت عديد من الشخصيات الفلسفية وقد ظهرت في‬ ‫البلدان‬ ‫من‬ ‫عديد‬ ‫في‬ ‫انتشرت‬ ‫ثم‬ ‫ألمانيا‬ ‫الفالسفة‬ ‫أكثر‬ ‫يعد‬ ‫شيلر‬ ‫ماكس‬ ‫أن‬ ‫الغربية‪.‬إال‬ ‫ومن سمات هذا االتجاه‪:‬‬ ‫أصالة إلى جانب هوسرل‬ ‫منهج ينحصر في وصف الظاهرة ‪،‬أي ما هو معطى‬ ‫‪-1‬‬ ‫وهى ال تهتم بالعلوم الطبيعية باعتبارها‬ ‫مباشر‬ ‫ظاهر ة ولذلك فهى ال تنتبه إلى النتائج‪ ،‬ومن ثم‬ ‫تتعارض مع االتجاة التجريبى ‪.‬‬ ‫‪ -2‬تبتعد عن االتجاهات التي كانت سائدة في القرن‬ ‫التاسع عشر حيث تصرف النظر عن نظرية المعرفة‬ ‫كخطوة أولى في الموقف الفلسفى ‪ ،‬ومن ثم تتعارض‬ ‫المثالية ‪.‬‬ ‫مع الفلسفة‬ ‫‪ -3‬موضوع الفلسفة الفينومينولوجية هوالماهية أي‬ ‫إدراكا‬ ‫يدرك‬ ‫التي‬ ‫للظواهر‬ ‫العقلى‬ ‫المضمون‬ ‫مباشرا رؤية الماهيات ‪ ،‬ومن ثم فإنها تتعارض‬ ‫مع فلسفة القرن التاسع عشر التي لم تكن تعترف‬ ‫بوجود الماهيات أو بأمكان معرفتها ‪.‬‬ ‫‪ -4‬أثرت هذه الفلسفة تأثيرا كبيرا على االتجاه‬ ‫الواقعى الجديد عند جورج إدوار مور ‪ ،‬وتطور‬ ‫‪20‬‬ ‫عند‬ ‫والميتافيزيقا‬ ‫‪،‬‬ ‫هيدجر‬ ‫عند‬ ‫الوجودية‬ ‫هارتمان‪.‬‬ ‫خامسا ‪ :‬االتجاه االنطولوجى‬ ‫في‬ ‫أهمية‬ ‫االتجاهات‬ ‫أكثر‬ ‫من‬ ‫االتجاة‬ ‫هذا‬ ‫يعد‬ ‫معظم‬ ‫يهتم‬ ‫‪،‬‬ ‫العشرين‬ ‫القرن‬ ‫من‬ ‫األول‬ ‫النصف‬ ‫فالسفة هذا االتجاه بالميتافيزيقا بمعنى االتجاه‬ ‫واألله ‪.‬وهؤالء الفالسفة‬ ‫نحوالغيب ‪،‬والماوراء‬ ‫يطلقون أسم الميتافيزيقا على نظرية الوجود من‬ ‫حيث هو موجود ‪ ،‬ويستخدمون وسائل عقلية بمعنى‬ ‫استبعاد العاطفة والخيال من البحث التأملى ‪.‬‬ ‫وتقدم الميتافيزيقا قضايا وجودية تتصل بكينونة‬ ‫ميتافيزيقية‬ ‫مشكلة‬ ‫المعرفة‬ ‫ومشكلة‬ ‫‪،‬‬ ‫الموجود‬ ‫‪.‬‬ ‫ذاته‬ ‫الوجود‬ ‫كينونة‬ ‫في‬ ‫تبحث‬ ‫ألنها‬ ‫و الميتافيزيقا تريد أن تصل إلى تصور عام عن‬ ‫الحقيقة دون االقتصار على فحص مشكالت محددة ‪.‬‬ ‫وهناك منهم من يريد أن يطلق عليه أنطولوجيا‬ ‫حيث يقتصر على تحليل بنية الوجود والماهية ‪.‬‬ ‫وينقسم أصحاب هذا االتجاه إلى عدة مجموعات هي ‪:‬‬ ‫‪ -1‬يغلب الطابع االستقرائى على هؤالء الفالسفة ‪،‬‬ ‫ومعظمهم من األلمان مثل عالم النفس أرك يانش ‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫المذهب‬ ‫على‬ ‫ويعتمدون‬ ‫باأللوهية‬ ‫‪ -2‬يؤمنون‬ ‫ألفردإدوار‬ ‫االتجاه‬ ‫هذا‬ ‫ويمثل‬ ‫‪،‬‬ ‫األفالطونى‬ ‫تايلور ‪.‬‬ ‫‪ -3‬اتجاه فلسفة الروح ‪ ،‬ويضع فالسفة هذا االتجاه‬ ‫هذا‬ ‫أمثلة‬ ‫ومن‬ ‫مركزاهتمامهم‪,‬‬ ‫في‬ ‫الوجود‬ ‫االتجاه لوى الفل ‪.‬‬ ‫‪ -4‬تأثر أصحاب هذا االتجاه بكل من أفالطون وأرسطو‬ ‫وإن كان تأثرهم بأرسطو أكثر حيث يجمعون بين‬ ‫المذهب العقلى والتجريبى ‪ ،‬ومن أمثلة هؤالء‬ ‫نورث وايتهد ‪ ،‬وهارتمان ‪.‬‬ ‫سادسا ‪ :‬االتجاه الوجودى‬ ‫تعد الفلسفة الوجودية من أكثر الفلسفات انتشارا‬ ‫حيث صنعت الفلسفة الوجودية جمهورا واسعا نتيجة‬ ‫لما كتبوه من روايات ومسرحيات ومقاالت ‪.‬وتتناول‬ ‫هذه الفلسفات مشكالت وجودية مثل الحياة ‪،‬الموت ‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫القلق‬ ‫‪،‬‬ ‫العبث‬ ‫العدمية‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫االغتراب‬ ‫تمس‬ ‫الخطيئة‪،‬األلم ‪ ،‬وغيرهم من المشكالت التي‬ ‫جوهر الحياة اإلنسانية ‪.‬‬ ‫ويعد كيركجورد رائد هذا االتجاه ‪ ،‬أكد على‬ ‫أسبقية الوجود على الماهية ‪ ،‬وهاجم فلسفة القرن‬ ‫التاسع عشر ‪ ،‬وخاصة فلسفة هيجل ‪.‬له نظرية في‬ ‫‪22‬‬ ‫مفهوم القلق ‪ ،‬وجود اإلنسان وعزلته ‪.‬وقد نتج عن‬ ‫فلسفة كيركجورد عديد من الفالسفة الوجودين يوجد‬ ‫ب ينهم اختالفات عميقة أمثال جبريل مارسيل ‪ ،‬كارل‬ ‫ياسبرز ‪ ،‬هيدجر ‪ ،‬سارتر ‪ ،‬كامى ‪ ،‬ثم نقوالس‬ ‫برديائيف ‪ ،‬ليون شيستون ‪ ،‬والمفكر البروتستانتى‬ ‫إلى‬ ‫انتسابهم‬ ‫يعلنون‬ ‫جميعهم‬ ‫‪.‬‬ ‫بارت‬ ‫كارل‬ ‫الوجودية‬ ‫الفلسفة‬ ‫تأثرت‬ ‫وقد‬ ‫‪.‬‬ ‫كيركجورد‬ ‫بالفلسفة الفينومينولوجية وكذلك االتجاه الحيوى‪.‬‬ ‫الخصائص المشتركة لالتجاه الوجودى‬ ‫‪ -1‬تعد الفلسفة الوجودة تجربة وجودية حية معاشة‬ ‫تختلف من فيلسوف إلى آخر‪.‬‬ ‫‪ -2‬الموضوع الرئيسى للبحث هو الوجود اإلنسانى ‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلنسان من خالل وجوده يخلق نفسه بنفسه من خالل‬ ‫الحرية ‪.‬‬ ‫‪ -4‬اإلنسان ليس منغلق على ذاته ‪ ،‬بل إنه الحقيقة‬ ‫بالعالم‬ ‫االرتباط‬ ‫وثيق‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الناقصة‬ ‫واآلخرين‪.‬‬ ‫الذات‬ ‫بين‬ ‫التمييز‬ ‫االتجاه‬ ‫هذا‬ ‫أصحاب‬ ‫‪ -5‬يرفض‬ ‫ويقللون من قيمة المعرفة العقلية‬ ‫والموضوع‬ ‫‪،‬‬ ‫بالعقل‬ ‫ال‬ ‫بالفعل‬ ‫تكتسب‬ ‫الحقة‬ ‫فالمعرفة‬ ‫وينبغى التعامل مع الواقع‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫بين هؤالء‬ ‫وعلى الرغم من ذلك يوجد اختالفات‬ ‫الفالسفة ‪ ،‬فعلى سبيل المثال يعلن جبريل مارسيل‬ ‫يذهب‬ ‫بينما‬ ‫‪،‬‬ ‫كيركجورد‬ ‫مثل‬ ‫باأللوهية‬ ‫إيمانه‬ ‫ياسب رز إلى أن التعالى ال يعادل وجود األلوهية ‪.‬‬ ‫من‬ ‫كال‬ ‫فيتجه‬ ‫‪،‬‬ ‫لديهم‬ ‫والمنهج‬ ‫الهدف‬ ‫ويتنوع‬ ‫الوجود‬ ‫في‬ ‫نظرية‬ ‫تقديم‬ ‫إلى‬ ‫وسارتر‬ ‫هيدجر‬ ‫بالمعنى األرسطى ‪،‬في حين يرفض ياسبرز االنطولوجيا‬ ‫ويمارس نوعا من التأمل الميتافيزيقى‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫الوضعيةاالجتماعية‬ ‫‪25‬‬ ‫الوضعية االجتماعية‬ ‫المدارس‬ ‫أول‬ ‫هي‬ ‫االجتماعي‪،‬‬ ‫الوضعي‬ ‫االتجاه‬ ‫نقديا من فلسفة القرن‬ ‫ً‬ ‫موقفا‬ ‫ً‬ ‫الفلسفية التي اتخذت‬ ‫المجرد‬ ‫الفكر‬ ‫سماء‬ ‫في‬ ‫حلقت‬ ‫عشر التي‬ ‫التاسع‬ ‫هذه‬ ‫جاءت‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ‫المحسوس‪،‬‬ ‫الواقع‬ ‫عن‬ ‫فبعدت‬ ‫عنيفا عليهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ردا‬ ‫المدرسة ً‬ ‫وتستخدم الفلسفة الوضعية في العلوم االجتماعية‬ ‫المنهج االستقرائي –التجربة – المستخدم في العلوم‬ ‫ثورة‬ ‫الوضعية‬ ‫المدرسة‬ ‫جاءت‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ‫الطبيعية‪،‬‬ ‫عارمة على الفلسفة الميتافيزيقة ورأت أن البحث ال‬ ‫دراسة‬ ‫المحسوس‬ ‫الواقع‬ ‫دراسة‬ ‫يتعدى‬ ‫أن‬ ‫ينبغي‬ ‫قائمة على التجربة واالستقراء‪.‬‬ ‫لذلك رأت الفلسفة الوضعية أن البحث الفلسفي ال‬ ‫يجوز أن يتعدى ما هو محسوس ومادي‪ ،‬وكان لهذه‬ ‫لكن فرنسيس‬ ‫األفكار جذور في الفلسفة اليونانية‬ ‫بيكون وهو فيلسوف حديث نادى باألورغانون الجديد‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫فقد‬ ‫وضعية‪،‬‬ ‫فلسفية‬ ‫إرهاصات‬ ‫له‬ ‫وكانت‬ ‫التطور في التيارات الفلسفية نتيجة لتقدم العلوم‬ ‫‪26‬‬ ‫ان‬ ‫يجوز‬ ‫فال‬ ‫الفلسفة‪،‬‬ ‫عن‬ ‫وانفصالها‬ ‫الطبيعة‪،‬‬ ‫في حين تظل‬ ‫تتقدم العلوم الطبيعية والتجريبية‬ ‫(علم‬ ‫واألنطولوجيا‬ ‫الميتافيزيقا‬ ‫تد رس‬ ‫الفلسفة‬ ‫الوجود)‪.‬لذلك نادوا بالتطور الحتمي للفلسفة‪.‬‬ ‫الكمية‪،‬‬ ‫األبحاث‬ ‫بإجراء‬ ‫المدرسة‬ ‫هذه‬ ‫وتهتم‬ ‫وتعتمد عادة في دراساتها للظواهر االجتماعية على‬ ‫على‬ ‫البحث‬ ‫إجراء‬ ‫بهدف‬ ‫بحثية‬ ‫استبيانات‬ ‫تصميم‬ ‫بصورة‬ ‫النتائج‬ ‫واستخراج‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫كبيرة‬ ‫عينة‬ ‫سريعة يمكن تعميمها على قطاعات أوسع من المجتمع‬ ‫الفکر‬ ‫في‬ ‫بوضوح‬ ‫الوضعية‬ ‫الفلسفة‬ ‫ظهرت‬ ‫وقد‬ ‫الغربي کنتيجة ألسباب وظروف مرت بها أوربا ومنها‬ ‫وتدخل العنصر اليهودي الصهيوني‬ ‫التسلط الکنسي‬ ‫وقيام‬ ‫‪,‬‬ ‫اإلسالمية‬ ‫بالحضارة‬ ‫األوربيين‬ ‫‪,‬واتصال‬ ‫من‬ ‫العديد‬ ‫وظهور‬ ‫أوربا‬ ‫في‬ ‫الصناعية‬ ‫الثورة‬ ‫الفلسفات التي تقوم على اإللحاد المطلق وإنکار‬ ‫الفکر‬ ‫على‬ ‫سلطان‬ ‫أي‬ ‫تقبل‬ ‫وعدم‬ ‫الميتافيزيقا‬ ‫والتجربة‬ ‫والحس‬ ‫العقل‬ ‫سلطان‬ ‫سوى‬ ‫اإلنساني‬ ‫نادت‬ ‫التي‬ ‫التيارات‬ ‫وعرفت‬ ‫المادية‪.‬‬ ‫والمنفعة‬ ‫سلطة‬ ‫أي‬ ‫دون‬ ‫لوحده‬ ‫التفكير‬ ‫على‬ ‫اإلنسان‬ ‫بقدرة‬ ‫فلسفة‬ ‫إلى‬ ‫نسبة‬ ‫ً‬ ‫المستنيرة‪،‬‬ ‫بالتيارات‬ ‫خارجية‪،‬‬ ‫عصر التنوير‪.‬‬ ‫‪27‬‬ ‫وساد اعتقاد في المجتمع الغربي بأن لدى العلم‬ ‫اإلجابة على کل سؤال وبأن اإلنسان يمکنه السيطرة‬ ‫العصر‬ ‫ذلک‬ ‫وسمي‬ ‫والمعرفة‬ ‫بالعلم‬ ‫الطبيعة‬ ‫على‬ ‫بالعصر اإلنساني أو عصر التنوير أي عصر اإليمان‬ ‫الفلسفي بإله ليس له وحي وليس بخالق للعالم يتفق‬ ‫مع تحکيم وسيادة العقل على کل اتجاهات الحياة‬ ‫والحس المصدر الوحيد للمعرفة ‪.‬ولذلك فالفلسفة‬ ‫بالتجربة‬ ‫المکتسبة‬ ‫القوانين‬ ‫جملة‬ ‫هى‬ ‫الوضعية‬ ‫وليست قوانين الوجود‪.‬‬ ‫ويستخدم هذا االتجاه المنهج االستقرائى والتجربة‬ ‫المستخدم في العلوم الطبيبعية‪ ،‬وهو المنهج الذي‬ ‫للعلوم‬ ‫منهجا‬ ‫ً‬ ‫الوضعية‬ ‫المدرسة‬ ‫هذه‬ ‫أرادت‬ ‫االجتماعية كلها‪.‬ذلك أن االكتشافات الباهرة التي‬ ‫حققها علم الطبيعة في العصر الحديث هذا العلم في‬ ‫اإلمداد باألدوات التي تزيد من رفاهية اإلنسانية‪،‬‬ ‫تطبيق‬ ‫ينشدون‬ ‫المدرسة‬ ‫هذه‬ ‫أتباع‬ ‫جعل‬ ‫ذلك‬ ‫وكل‬ ‫الطبيعية‬ ‫العلوم‬ ‫في‬ ‫المستخدم‬ ‫التجريبى‬ ‫المنهج‬ ‫العلوم‬ ‫من‬ ‫وغيرها‬ ‫االجتماع‬ ‫وعلم‬ ‫الفلسفة‬ ‫وفي‬ ‫اإلنسانية األخرى عساها ان تحقق ما أحرزته العلوم‬ ‫الطبيعية من نجاح وازدهار‪.‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ضربا من التجريبية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ومن ثم جاءت هذه الفلسفة‬ ‫وهي اجتماعية ألن روادها علماء اجتماع وألنها ردت‬ ‫أخرى المعرفة‪ ،‬وصنوف الظواهر األخرى إلى‬ ‫ناحية‬ ‫االتجاه‬ ‫هذا‬ ‫أصحاب‬ ‫رفض‬ ‫فقد‬ ‫االجتماعية‪.‬‬ ‫الحياة‬ ‫مصدرا لتحصيل المعرفة على نحو ما‬ ‫ً‬ ‫الفلسفي العقل‬ ‫زعم العقالنيون‪ ،‬وذهبوا إلى أن المبادئ الكلية‬ ‫الضرورية التي يقول بها الفكر العقالني إنما هي‬ ‫ترتد في النهاية‪ ،‬إلى تصورات المجمتمع إذ انها‬ ‫من وضع العقل الجمعي‪.‬‬ ‫و يشهد بهذا تاريخ العلم حيث يبين لنا اختالف‬ ‫يسود‬ ‫فما‬ ‫التاريخ‪،‬‬ ‫فترات‬ ‫من‬ ‫فترة‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫هذه‬ ‫لدينا اآلن من مبادئ يختلف دون شك عن تلك التي‬ ‫مثال مما يؤكد أن‬ ‫كانت سائدة لدى اإلنسان البدائى ً‬ ‫أكد‬ ‫كما‬ ‫متغيرة‬ ‫غير‬ ‫ثابتة‬ ‫المبادئ‬ ‫ليست‬ ‫هذه‬ ‫العقليون الفالسفة ولذلك فإن هذه المدرسة أرادت‬ ‫في‬ ‫وظيفته‬ ‫تنحصر‬ ‫وضعيا‬ ‫ً‬ ‫علما‬ ‫ً‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫للفلسفة‬ ‫جماعة‬ ‫عند‬ ‫توجد‬ ‫التي‬ ‫الفلسفية‬ ‫الظواهر‬ ‫دراسة‬ ‫بشرية يحدها زمان معين ومكان محدد‪.‬‬ ‫ميتافزيقي‪،‬‬ ‫تفكير‬ ‫كل‬ ‫أنكرت‬ ‫فإنها‬ ‫ولذلك‬ ‫واستبعدت البحث في العلل البعيدة ورأت ان البحث‬ ‫ال ينبغي أن يتعدى دراسة الواقع المحسوس دراسة‬ ‫قائمة على التجربة واالستقراء‪.‬ومن ثم كانت‬ ‫‪29‬‬ ‫الفلسفي‪-‬حقائق‬ ‫االتجاه‬ ‫هذا‬ ‫أصحاب‬ ‫الحقائق‪-‬عند‬ ‫جزئية نسبية متغيرة‪ ،‬وليست كلية مطلقة كما زعم‬ ‫أصحاب االتجاهات العقلية من الفالسفة‪.‬‬ ‫ويمثل هذه المدرسة الوضعية االجتماعية ثالثة من‬ ‫علماء‬ ‫أقطاب‬ ‫من‬ ‫نفسه‬ ‫الوقت‬ ‫في‬ ‫وهم‬ ‫الفالسفة‪،‬‬ ‫االجتماع وهم‪:‬أوجست كونت ‪ ،‬إيميل دور كايم ‪ ،‬ليفي‬ ‫بريل ‪.‬‬ ‫أوال ‪ :‬أوجست كونت‬ ‫وعالم‬ ‫الفيلسوف‬ ‫يعد‬ ‫الوضعية‬ ‫الفلسفة‬ ‫مؤسس‬ ‫االجتماع أوغست كونت مؤسس الفلسفة الوضعية‪ ،‬في‬ ‫القرن التاسع عشر‪ ،‬عاش في الفترة (‪1798-1857‬م)‬ ‫وقد وضع مصطلح الوضعية على أساس افتراضه الذي‬ ‫جدا من‬ ‫مفاده أن العالم سيصل إلى مرحلة متقدمة ً‬ ‫قادرا على نفي كل األفكار‬ ‫ً‬ ‫الثقافة والفكر‪ ،‬ستجعله‬ ‫الدينية والميتافيزيقية التي سيطرة على المعرفة‬ ‫التجريبي‪،‬‬ ‫المنهج‬ ‫عن‬ ‫تحيد‬ ‫وجعلتها‬ ‫البشرية‪،‬‬ ‫فقط‬ ‫هي‬ ‫االختبار‬ ‫أمام‬ ‫ستصمد‬ ‫التي‬ ‫والمعرفة‬ ‫المعارف العلمية المنهجية التي تعتمد على الحس‬ ‫والتجربة‪.‬‬ ‫‪30‬‬ ‫كان ألوجست كونت إنجازات وبحوث أكاديمية ضخمة‬ ‫جدا ‪.‬وتجدر اإلشارة إلى أن الفضل في علمية علم‬ ‫ً‬ ‫كونت‬ ‫أراد‬ ‫فما‬ ‫كونت‪،‬‬ ‫أوجست‬ ‫إلى‬ ‫يرجع‬ ‫االجتماع‬ ‫هو الوصول بالعلوم اإلنسانية وخاصة علم‬ ‫تحقيقه‬ ‫االجتماع والفلسفة إلى نفس مستوى علمية العلوم‬ ‫االزدهار‬ ‫يوازي‬ ‫معرفي‬ ‫ازدهار‬ ‫وتحقيق‬ ‫الطبيعية‪،‬‬ ‫الذي تم تحقيقه في العلوم الطبيعية‪.‬‬ ‫في‬ ‫الوضعية‬ ‫أفكاره‬ ‫أغلب‬ ‫كونت‬ ‫أوجست‬ ‫يطرح‬ ‫كتابيه "مذهب في السياسة الوضعية"‪ ،‬و"دروس في‬ ‫األعمال‬ ‫من‬ ‫يعدان‬ ‫وكالهما‬ ‫الوضعية"‬ ‫الفلسفة‬ ‫الموسوعية التي تقع في عدة مجلدات‪ ،‬وكان يكتب‬ ‫بالتفصيل عن كيفية إضفاء المنهج العلمي الوضعي‬ ‫على مختلف الميادين االجتماعية اإلنسانية‪،‬‬ ‫مثال أن يكون هنالك فصل واضح المعالم‬ ‫فقد اقترح ً‬ ‫السلطة‬ ‫فعلى‬ ‫والزمنية‪،‬‬ ‫الدينية‬ ‫السلطتين‬ ‫بين‬ ‫الدينية أال تتدخل في السلطة الزمنية وهي السلطة‬ ‫الخاصة بشؤون الحياة اليومية ‪.‬‬ ‫أطوار التفكير اإلنساني عند أوجست كونت‬ ‫يؤكد أوجست كونت أن تاريخ التفكير اإلنساني أكبر‬ ‫شاهد على نسبية الخقائق هذه وجزئيتها وتغيرها‬ ‫وارتباطها بزمنها ومكانها بل وظروف أصحابها‪.‬ذلك‬ ‫‪31‬‬ ‫بثالث‬ ‫مر‬ ‫ّ‬ ‫قد‬ ‫اإلنساني‬ ‫التفكير‬ ‫أن‬ ‫يرى‬ ‫كونت‬ ‫أن‬ ‫مراحل أو أطوار هي‪:‬‬ ‫الالهوتية‬ ‫الطورأو المرحلة‬ ‫ ‬ ‫الطور أو المرحلة الميتافزيقية‬ ‫ ‬ ‫العلمية الوضعية‬ ‫الطورأو المرحلة‬ ‫ ‬ ‫فلقد كان العقل اإلنساني في بادئ األمر‪ ،‬بوجه‬ ‫اهتمامه في تفسيره للظواهر إلى العلل األولى التي‬ ‫تنتج عنها هذه الظواهر إذ كان يرى فيها نتيجة‬ ‫لتأثر عوامل خارقة للطبيعة‪.‬ثم مالبت هذا العقل‬ ‫أن استعاض عن هذه القوى الخارقة للطبيعة بقوى‬ ‫تدور‬ ‫التي‬ ‫الظواهر‬ ‫لتفسير‬ ‫إليها‬ ‫يلجأ‬ ‫مجردة‬ ‫الحالة‬ ‫من‬ ‫اإلنساني‬ ‫العقل‬ ‫انتقل‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ‫حوله‪،‬‬ ‫مايطلق‬ ‫كل‬ ‫هي‬ ‫ثانية‬ ‫حالة‬ ‫إلى‬ ‫األولى‬ ‫الالهوتية‬ ‫عليها اسم الحالة الفيزيائية‪.‬‬ ‫إال أن هذا العقل اإلنساني أدرك‪ ،‬بعد ذلك‪ ،‬أن‬ ‫الوصول إلى معاني مطلقة مستحيلة‪ ،‬ومن ثم انصرف‬ ‫مكتقيا‬ ‫ً‬ ‫للظواهر‬ ‫البعيدة‬ ‫العلل‬ ‫في‬ ‫البحث‬ ‫عن‬ ‫بالكشف عن القوانين التي تسيطر على هذه الظواهر‬ ‫وتحكمها‪.‬‬ ‫‪32‬‬ ‫وهذه المرحلة العلمية الوضعية في تاريخ العقل‬ ‫اإلنساني‪ ،‬ولذلك فإن العقل‪ ،‬في هذه المرحلة‪ ،‬قد‬ ‫علله‬ ‫أو‬ ‫ومصيره‬ ‫الكون‬ ‫أصل‬ ‫في‬ ‫البحث‬ ‫عن‬ ‫عزف‬ ‫سا للكشف عن القوانيين التي تسيطر‬ ‫األولى‪ ،‬وكرس نفً‬ ‫على الظواهر في التجربة الخارجية وكذا أراد هذا‬ ‫االتجاه الفلسفي للفلسفة أن تصتبغ بصبغة واقعية‬ ‫االستقرائي‬ ‫المنهج‬ ‫على‬ ‫قائمة‬ ‫منطقية‬ ‫تجريبية‬ ‫التجريبي المستخدم في العلوم الطبيعية‪ ،‬بل وتمتد‬ ‫هذه النظرة الوضعية من الفلسفة إلى علم األخالق‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويرى كونت أنه ينبغي لعلم األخالق أن ينزل إلي‬ ‫أرض الواقع بحيث يقوم بدراسة الظواهر األخالقية‬ ‫التي تسود مجتمعا معينا في فترة زمانية مجددة‬ ‫ومكان محدد من أجل استخالص القوانين التي تسيطر‬ ‫علي هذه الظواهر لتطبيقها علي الحاالت الفردية ‪.‬‬ ‫األخالقية‬ ‫الفوضى‬ ‫مظاهر‬ ‫أن‬ ‫إلي‬ ‫کونت‬ ‫ويضيف‬ ‫واالجتماعية ترجع إلى الفوضى العقلية‪.‬ومنثم فأنه‬ ‫يستبعد دراشة القضايا األخالقية كالبحث في "الخير‬ ‫األقصى " "مفهوم الواجب " " حرية اإلرادة " وغيرها‬ ‫في‬ ‫مكانةالصدارة‬ ‫احتلت‬ ‫التي‬ ‫المشكالت‬ ‫من‬ ‫المذاهب العقلية الميتافيزيقيةالتقليدية ‪.‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ولذلك فإن كونت يرفض مبدأ الواجب عندكانط ‪،‬‬ ‫رفض أيضا األخالق المسيحية ‪ ،‬علي الرغم من‬ ‫كما‬ ‫التي‬ ‫المسيحية‬ ‫األخالق‬ ‫في‬ ‫أإليثار‬ ‫بفكرة‬ ‫اعجابه‬ ‫توصي بالغيرية وحب اآلخرين ‪.‬إال أن المسيحية من‬ ‫في‬ ‫العلم‬ ‫تساير‬ ‫أن‬ ‫تستطع‬ ‫لم‬ ‫كونت‬ ‫نظر‬ ‫وجهة‬ ‫تصدت للتقدم وعرقلة مسيرته‪.‬‬ ‫بل إنها‬ ‫تقدمه‪،‬‬ ‫مهمة موضوع األخالق بأنها أوال وقبل‬ ‫ويحدد كونت‬ ‫كل شيء هي تفسير الظواهر األخالقية بهدف السيطرة‬ ‫عليها واإلفادة منها في عالمنا المعاش ‪.‬وبذلك‬ ‫فهي تقوم علي أساس من العلم الوضعي بمعني أنها‬ ‫إلي‬ ‫وتنظر‬ ‫الخيال‬ ‫علي‬ ‫وليس‬ ‫المالحظة‬ ‫علي‬ ‫تقوم‬ ‫اإلنسان ليس كما ينبغي أن يكون ‪ ،‬بل كما هو كائن‬ ‫بالفعل ‪.‬‬ ‫فهي التعتمد علي التحليل التجريدى لما ينطوى‬ ‫عليه اإلنسان من مشاعر ‪ ،‬ولكن تعتمد علي األدلة‬ ‫والتجربة ‪.‬إال أن دراسة األخالق علي هذا النحو‬ ‫يجعلها نسبية جزئية متغيرة وليست مطلقة ثابتة ‪.‬‬ ‫إال أنه لما كان كونت مصلحا اجتماعيا فقد قامت‬ ‫علي‬ ‫وليس‬ ‫والتضحية‬ ‫اإليثار‬ ‫علي‬ ‫لديه‬ ‫األخالق‬ ‫األنانية وحب الذات ‪.‬‬ ‫‪34‬‬ ‫ومن ثم علي اإلنسان أن يعمل علي تنمية المشاعر‬ ‫األجتماعية بحيث تتغلب لديه علي دوافع األنانية ‪.‬‬ ‫أي‬ ‫عنها‬ ‫يستغني‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫االجتماعيةال‬ ‫والشاعر‬ ‫مجتمع ‪ ،‬وهي شرط ضرورى لقيام األخالق ‪.‬‬ ‫ويضيف كونت إلي أن الطبيعة اإلنسانية تحتوى علي‬ ‫النفس‬ ‫علم‬ ‫يؤكده‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ‫واإليثار‬ ‫غرائزالمودة‬ ‫والنظر إلي البشر ‪.‬فاإلنسان ال يستطيع أن يعيش إال‬ ‫وميوله‬ ‫العاطفية‬ ‫اتجاهاته‬ ‫ألن‬ ‫ذلك‬ ‫المجتمع‬ ‫في‬ ‫عوامل‬ ‫وبدون‬ ‫المجتمع‪،‬‬ ‫في‬ ‫الحياة‬ ‫علي‬ ‫تحمله‬ ‫اإليثار الفطرية لن يكون ثمة مجتمع ولن يكون هناك‬ ‫أخالق ‪.‬‬ ‫أن‬ ‫وقد اثبت علم الحياة ‪ ،‬من وجهة نظر كونت ‪،‬‬ ‫من اإليثار ‪ ،‬إال أن من‬ ‫غرائز األثرةدائما أقوي‬ ‫الواجب علينا قلب الوضع وتنمية دوافع اإليثار حتي‬ ‫حدوثه‬ ‫ممكن‬ ‫أمر‬ ‫وهو‬ ‫األثرة‬ ‫دواعي‬ ‫علي‬ ‫تتفوق‬ ‫‪.‬عاطفة الخيرة متي خرجت إلي حيزالوجود استمرت في‬ ‫البقاء وبل ونمت ‪.‬‬ ‫‪35‬‬ ‫الغيرية‬ ‫مفهوم‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫أن‬ ‫إلي‬ ‫كونت‬ ‫ويذهب‬ ‫المحيط االجتماعي الذي نعيش‬ ‫يتطور تلقائيا فإن‬ ‫فيه له دورا كبيرا أيضا ‪.‬‬ ‫ثانيا ‪:‬أميل دور كايم‬ ‫من‬ ‫الفترة‬ ‫في‬ ‫اجتماع فرنسي‪.‬عاش‬ ‫فيلسوف وعالم‬ ‫مؤسسي علم االجتماع الحديث‪،‬‬ ‫وهو أحد‬ ‫‪1917‬‬ ‫‪-1858‬‬ ‫على‬ ‫تقوم‬ ‫مستقلة‬ ‫منهجية‬ ‫العلم‬ ‫لهذا‬ ‫وضع‬ ‫وقد‬ ‫عادة‬ ‫به‬ ‫معا‪.‬ويستشهد‬ ‫آن‬ ‫في‬ ‫والتجريب‬ ‫النظرية‬ ‫الرئيسي للعلوم‬ ‫المؤسس‬ ‫باعتباره‬ ‫االجتماعية الحديثة‪.‬‬ ‫دوركايم بالكيفية التي يمكن من خاللها‬ ‫اعنتي‬ ‫للمجتمعات أن تحافظ على إدماجها االجتماعي في ظل‬ ‫االجتماعية‬ ‫الروابط‬ ‫تعد‬ ‫لم‬ ‫حقبة‬ ‫وهي‬ ‫الحداثة‪،‬‬ ‫والدينية التقليدية موجودة فيها‪ ،‬إذ نشأت فيها‬ ‫اجتماعي‬ ‫عمل‬ ‫أول‬ ‫كان‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫اجتماعية‬ ‫مؤسسات‬ ‫رئيسي له هو «قسم العمل في المجتمع» (‪.)1893‬في‬ ‫عام ‪ ،1895‬نشر «قواعد النهج االجتماعي» وأنشأ أول‬ ‫قسم «علم اجتماع أوروبي»‪ ،‬ليصبح أول أستاذ لعلم‬ ‫«السنة‬ ‫مجلة‬ ‫أسس‬ ‫بلده فرنسا‪.‬كما‬ ‫في‬ ‫االجتماع‬ ‫االجتماعية»‪.‬‬ ‫‪36‬‬ ‫تعد دراسة «االنتحار» لدوركايم هي دراسة لمعدالت‬ ‫والبروتستانت‪-‬‬ ‫الكاثوليك‬ ‫السكان‬ ‫بين‬ ‫االنتحار‬ ‫رائدة في مجال البحوث االجتماعية الحديثة‪ ،‬وساعدت‬ ‫النفس‬ ‫علم‬ ‫عن‬ ‫االجتماعية‬ ‫العلوم‬ ‫تمييز‬ ‫على‬ ‫والفلسفة السياسية‪.‬قدم في كتابه «األشكال األولية‬ ‫تقارن‬ ‫دينية‬ ‫نظرية‬ ‫(‪)1912‬‬ ‫الدينية»‬ ‫للحياة‬ ‫الحياة االجتماعية والثقافية في المجتمعات األصلية‬ ‫والحديثة‪.‬‬ ‫ألف دوركايم بعض أكثر العبارات التصويرية حول‬ ‫ماهية علم االجتماع وكيف ينبغي ممارسته‪.‬كان جل‬ ‫اهتمامه تأسيس علم االجتماع كعلم قائم بحد ذاته‪.‬‬ ‫يناقش دوركايم للحصول على مكان لعلم االجتماع بين‬ ‫العلوم األخرى‪ :‬يقول دور كايم ‪ (":‬يجب أن يملك‬ ‫ًزا عن الفلسفة أو‬ ‫واضحا وممي‬ ‫ً‬ ‫انا‬ ‫علم االجتماع كيً‬ ‫علم النفس‪ ،‬باإلضافة إلى منهجية خاصة به إلعطائه‬ ‫مكانة في العالم األكاديمي‪ ،‬والتأكيد على أنه علم‬ ‫من‬ ‫معينة‬ ‫مجموعة‬ ‫مجتمع‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫ويوجد‬ ‫شرعي‪.‬‬ ‫الظواهر التي يمكن تمييزها عن تلك التي درستها‬ ‫العلوم الطبيعية األخرى ")‪.‬‬ ‫‪37‬‬ ‫و يعتبر إنشاء علم االجتماع كعلم أكاديمي مستقل‬ ‫دوركايم‬ ‫تركها‬ ‫التي‬ ‫األعمال‬ ‫أهم‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫ومعترف‬ ‫ديمومة‪.‬في علم االجتماع‪ ،‬أثر عمله بشكل‬ ‫ً‬ ‫وأكثرها‬ ‫بدأ‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫النسق‬ ‫أو‬ ‫البنيوية‬ ‫على‬ ‫كبير‬ ‫دوركايم مسيرته األكاديمية بدراسة الفلسفة‪ ،‬لكنه‬ ‫سرعان ما توجه نحو علم االجتماع‪ ،‬حيث رأى فيه‬ ‫وسيلة لفهم وتفسير الظواهر االجتماعية ‪.‬‬ ‫مستهدفا إقامة‬ ‫ً‬ ‫وجعل علم الالجتماع محور دراساته‬ ‫مستقال‪ ،‬فالظاهرة االجتماعية‬ ‫ً‬ ‫واقعيا‬ ‫ً‬ ‫علما‬ ‫االجتماع ً‬ ‫تؤثر في الفرد وتوجه سلوكه على غير إرادة منه‪،‬‬ ‫بل ال يمكنه مقاومة تأثيرها‪ ،‬وهي تخضع لقوانين‬ ‫علمية كالظواهر الطبيعية‪ ،‬وتنشأ بنشأة المجتمع؛‬ ‫ألنها من صنع العقل الجمعي ولها صفة اإللزام‪ ،‬كما‬ ‫أنها تفرض نفسها على األفراد‪.‬‬ ‫وبالنسبة للقضايا األخالقية فيرى دور كايم أن‬ ‫الظواهر‬ ‫قبيل‬ ‫من‬ ‫ظواهر‬ ‫هي‬ ‫األخالقية‬ ‫القيم‬ ‫ظواهر تتكون تلقائيا باجتماع‬ ‫االجتماعية ‪ ،‬وهي‬ ‫منها‬ ‫يستطيعوا‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫البعض‬ ‫بعضهم‬ ‫مع‬ ‫الناس‬ ‫الفكاك وتنشأ القيم األخالقية في حياة الجماعات‬ ‫البشرية ثم تحكم سلوكهم ونصرفاتهم ‪.‬‬ ‫‪38‬‬ ‫كالظواهر‬ ‫العليا‬ ‫ومثلها‬ ‫األخالقية‬ ‫القيم‬ ‫وجعل‬ ‫االجتماعية‪ ،‬فهى وليدة المجتمع الناشئة عن اجتماع‬ ‫الناس بعضهم ببعض ودور علم األخالق هو دراستها كما‬ ‫هي بالفعل مرتبطة بالزمان والمكان‪.‬‬ ‫بعواطف‬ ‫االجتماعية‬ ‫الواجبات‬ ‫اصطدمت‬ ‫ما‬ ‫وإذا‬ ‫كثيرا ما يتغاضى عن مشاعره الخاصة‬ ‫ً‬ ‫الفرد‪ ،‬فإنه‬ ‫إذا‬ ‫أما‬ ‫العليا‪،‬‬ ‫االجتماعية‬ ‫للمثل‬ ‫ويخضع‬ ‫على قيم المجتمع فإنه يتعرض للسخط‬ ‫تمردالفرد‬ ‫هو‬ ‫مظهران ‪:‬إحداهما مادية‬ ‫وللعقوبة‬ ‫والعقوبة‪،‬‬ ‫القوانين الوضعية‪ ،‬والثانية أدبية تتمثل في سلطة‬ ‫الرأي العام‪ ،‬وبهذا المعنى ذهب دوركايم إلى أن‬ ‫الضمير يعكس بيئة الجماعة وتلتقى فيه تعاليمها‪،‬‬ ‫فاإلنسان ابن عصره ووليد بيئته‪.‬‬ ‫ومن ثم يرفض دور كايم وضع القيم األخالقية من‬ ‫جانب األفراد أو علماء األخالق ‪.‬ولذلك يقتصر دور‬ ‫فلسفة األخالق علي دراسة القيم السائدةعند جماعة‬ ‫إلي‬ ‫‪،‬باإلضافة‬ ‫معين‬ ‫ومكان‬ ‫معين‬ ‫وقت‬ ‫في‬ ‫معينة‬ ‫استخالص القوانين العامة التي تهيمن عليها ‪.‬‬ ‫وأما الدين فهو كاالجتماع‪ ،‬قديم‪ ،‬بدأت صورته‬ ‫األولى بتصور الناس قوة ال شخصية متفرقة في األشياء‬ ‫تمنحها مالها من قوة ‪.‬وهذه الفكرة علي حد زعمه‬ ‫‪39‬‬ ‫وال‬ ‫باطنة‬ ‫قوة‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫نشعر‬ ‫مما‬ ‫مستفادة‬ ‫ليست‬ ‫مكتسبة باالستدالل‪ ،‬ولكنها اجتماعية والدين أقوى‬ ‫مظاهر الحياة االجتماعية وأعمقها إليه ترجع الصور‬ ‫أنه‬ ‫إذ‬ ‫اإلنسانية‪،‬‬ ‫المعارف‬ ‫بها‬ ‫انتظمت‬ ‫التي‬ ‫والقوة‬ ‫الجسمية‬ ‫القوة‬ ‫منه‬ ‫تفيض‬ ‫الذي‬ ‫الينبوع‬ ‫المعنوية في أفعال الحياة المشتركة‪.‬‬ ‫المؤسسة‬ ‫هو‬ ‫الدين‬ ‫أن‬ ‫أيضا‬ ‫ً‬ ‫دوركايم‬ ‫ويرى‬ ‫جميع‬ ‫منه‬ ‫ولدت‬ ‫حيث‬ ‫جوهرية‪،‬‬ ‫األكثر‬ ‫االجتماعية‬ ‫تقريبا‪ ،‬في مرحلة ما‬ ‫ً‬ ‫المؤسسات االجتماعية األخرى‬ ‫نتاج النشاط البشري‪،‬‬ ‫من تاريخ البشرية ‪.‬وهو‬ ‫وليس التدخل اإللهي‪.‬ومن ثم فهو يتعامل مع الدين‬ ‫باعتباره حقيقة اجتماعية فريدة ويحلله اجتماعيا‪.‬‬ ‫وقد وجهت إلى دوركايم عدة انتقادات‪ ،‬منها أنه‬ ‫إذا كانت األخالق متغيرة فكيف نعلل ما يبدو لبعضها‬ ‫من ضرورة عند جميع الكائنات؟‬ ‫ثالثا ‪ :‬ليفي بريل‬ ‫فيلسوف وعالم اجتماع‪ ،‬وأثنولوجي فرنسي‪.‬عاش في‬ ‫العقلية‬ ‫في‬ ‫بحوث‬ ‫له‬ ‫‪)1939=1857‬‬ ‫(‬ ‫من‬ ‫الفترة‬ ‫أستاذا بجامعة السوربون منذ ‪،1899‬‬ ‫ً‬ ‫البدائية‪.‬كان‬ ‫‪40‬‬ ‫المجتمعات‬ ‫في‬ ‫العقلية‬ ‫«الوظائف‬ ‫كتبه‬ ‫أهم‬ ‫البدائية» ‪ ،1910‬و«العقلية البدائية» ‪.1922‬‬ ‫ناصر بريل المذهب االجتماعي في األخالق‪ ،‬حيث نظر‬ ‫إلى أنواع السلوك اإلنساني كظواهر طبيعية فحسب‪،‬‬ ‫علما لألخالق يحل‬ ‫منتقدا فلسفة األخالق‪ ،‬حيث اقترح ً‬ ‫ً‬ ‫محلها‪.‬جيث يرى أنه ال يوجد صلة منطقية بين قواعد‬ ‫السلوك وبين المبادئ التي يستنبطها الفالسفة من‬ ‫في‬ ‫مختلفون‬ ‫الفالسفة‬ ‫أن‬ ‫بدليل‬ ‫القواعد‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫المبادئ متفقون في قواعد السلوك‪.‬‬ ‫ويضيف بريل أن الفالسفة يضعوا قضيتين ال يمكن‬ ‫اإلنسانية‬ ‫الطبيعة‬ ‫وحدة‬ ‫افتراض‬ ‫األولى‬ ‫قبولهما‪،‬‬ ‫التباين‬ ‫أن‬ ‫المالحظ‬ ‫بينما‬ ‫واالجتماعية‬ ‫الفردية‬ ‫والقضية‬ ‫وجماعات‪.‬‬ ‫أفرادا‬ ‫ً‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫جدا‬ ‫ً‬ ‫شديد‬ ‫نتاج‬ ‫هو‬ ‫بينما‬ ‫مطلق‬ ‫أمر‬ ‫الضمير‬ ‫جعل‬ ‫الثانية‬ ‫علم‬ ‫يؤكد‬ ‫كما‬ ‫والعادات‬ ‫التجارب‬ ‫ووليد‬ ‫األيام‬ ‫االجتماع‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ودوركايم‬ ‫كونت‬ ‫أي‬ ‫‪-‬‬ ‫سابقيه‬ ‫بريل‬ ‫وقداتفق‬ ‫فوحد بين الحقيقة الطبيعية والحقيقة االجتماعية‪،‬‬ ‫فيقول‪:‬‬ ‫موضوعيين‪،‬‬ ‫كونهما‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫يتفقان‬ ‫فهما‬ ‫التطبيق‬ ‫بين‬ ‫العالقة‬ ‫عن‬ ‫الجديدة‬ ‫الفكرة‬ ‫("إن‬ ‫العملي والنظرية في األخالق تتضمن أن هناك حقيقة‬ ‫اجتماعية موضوعية‪ ،‬كما أن هناك حقيقة طبيعية‬ ‫‪41‬‬ ‫عاقال أن‬ ‫ً‬ ‫موضوعية‪ ،‬وأنه يجب على اإلنسان إذا كان‬ ‫يسلك تجاه الحقيقة األولى نفس المسلك الذي يتخذه‬ ‫حيال الحقيقة الثانية‪ ،‬ومعنى ذلك أنه يجب عليه‬ ‫أن يبذل جهده لمعرفة قوانينها‪ ،‬حتى يسيطر عليها‬ ‫سبيال")‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ما استطاع إلى ذلك‬ ‫التأثير في القوانين االجتماعية التي‬ ‫إن شرط‬ ‫هذه‬ ‫معرفة‬ ‫هو‬ ‫األخالقية‬ ‫الظواهر‬ ‫على‬ ‫تسيطر‬ ‫أوال‪ ،‬وهذا هو الفن األخالقي العقلي الذي‬ ‫القوانين ً‬ ‫االجتماعية‬ ‫الحياة‬ ‫لتحسين‬ ‫الوحيد‬ ‫السبيل‬ ‫يعده‬ ‫األخالقية‪.‬ونظرا للمراحل الطويلة التي ينبغي أن‬ ‫يجتازها هذا العلم‪ ،‬فإنه ربما انقضت عدة قرون‬ ‫قبل أن يكتمل‪ ،‬أو قبل أن يكون ذا تأثير فعال في‬ ‫الحياة االجتماعية‪.‬‬ ‫زالت‬ ‫ما‬ ‫االجتماعية‬ ‫العلوم‬ ‫بأن‬ ‫إقراره‬ ‫ومع‬ ‫شديدة النقص وأنها في مراحلها األولى‪ ،‬إال أنها‬ ‫"وأهميتها‪،‬‬ ‫االجتماعية‬ ‫الطبيعة‬ ‫على"‬ ‫ستوقفنا‬ ‫وسيكون لها آثارها األسمى أي أسمى من تلك األفكار‬ ‫الالهوت‬ ‫علماء‬ ‫تناقلها‬ ‫التي‬ ‫المكررة‬ ‫الخيالية‬ ‫والفالسفة‪.‬‬ ‫كل األخالق النظرية‪ ،‬سواء األخالق‬ ‫ويرفض بريل‬ ‫علميا (مثل األخالق القائمة عى‬ ‫ً‬ ‫طابعا‬ ‫ً‬ ‫التي اتخذت‬ ‫البيولوجيا‪ ،‬وتلك القائمة على علم النفس أو علم‬ ‫وضعها‬ ‫التي‬ ‫الميتافيزيقية‬ ‫واألخالق‬ ‫االجتماع)‪،‬‬ ‫‪42‬‬ ‫كال‬ ‫على‬ ‫يأخذ‬ ‫فهو‬ ‫العصور‪.‬‬ ‫مدى‬ ‫على‬ ‫الفالسفة‬ ‫نظريا‬ ‫ً‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يريد‬ ‫أنه‬ ‫األخالق‬ ‫من‬ ‫النوعين‬ ‫علما ويفرض واجبات‬ ‫ً‬ ‫ومعياريا في آن واحد‪ ،‬فيقدم‬ ‫ً‬ ‫معا في علم واحد‪.‬‬ ‫معا‪ ،‬وهذان األمران ال يجتمعان ً‬ ‫ً‬ ‫ذلك أن النظرية تتناول ما هو كائن‪ ،‬بينما الواجب‬ ‫يتناول ما ينبغي أن يكون‪.‬‬ ‫األخالق‬ ‫من‬ ‫األنواع‬ ‫هذه‬ ‫تقوم‬ ‫أخرى‬ ‫ناحية‬ ‫ومن‬ ‫النظرية على مصادرتين خاطئتين‪ )1( :‬فهي تفترض أن‬ ‫الطبيعة اإلنسانية هي هي عينها في كل زمان ومكان‪،‬‬ ‫مع أن الواقع هو انها تختلف بحسب الحضارات‪)2(.‬‬ ‫ما‪،‬‬ ‫وهي تفكر كما لو كان الضمير األخالقى كال منسجً‬ ‫وهو‬ ‫تناقضات‪،‬‬ ‫على‬ ‫ينطوي‬ ‫الحقيقة‬ ‫في‬ ‫هو‬ ‫بينما‬ ‫يمزج بين تعاليم صادرة عن مصادر مختلفة‪.‬‬ ‫وبدال من هذه األخالق النظرية‪ ،‬يريد ليفي بريل أن‬ ‫ً‬ ‫على األعراف والعادات‬ ‫يضع أساس علم وضعي يقوم‬ ‫والتقاليد والممارسات العملية الموجودة في مجتمع‬ ‫ويريد من هذا العلم أن يسلك مسلك علم الفيزياء‪،‬‬ ‫وذلك بأن يستند إلى معطيات موضوعية بحتة‪ ،‬وأن‬ ‫و‬ ‫بدال من أن يسعى لتأويلها‬ ‫يبحث عن قوانينها ً‬ ‫‪.‬‬ ‫األخالقية‬ ‫الواقع‬ ‫تحليل‬ ‫على‬ ‫العلم‬ ‫يقتصرهذا‬ ‫حسابا للعواطف ‪ ،‬بوصفها معطيات‬ ‫ً‬ ‫وعليه أن يحسب‬ ‫واقعية‪.‬‬ ‫منهج‬ ‫لتأسيس‬ ‫ويمكن باالستناد علي هذا العلم‬ ‫عقلي للسلوك األخالقي‪ ،‬وشأنه شأن كل تكنيك فإنه‬ ‫‪43‬‬ ‫يفترض معرفة سابقة‪.‬والقواعد المتخرجة عن هذا‬ ‫الطريق ال تصلح إال بالنسبة إلى مجتمع محدد‪.‬إن‬ ‫األخألق نسبية إلى المجتمعات التي تمارسها‪.‬‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫حزو‬ ‫يحزو‬ ‫أن‬ ‫بريل‬ ‫أراد‬ ‫القول‬ ‫وخالصة‬ ‫حيث أراد لعلم األخالق علما‬ ‫أوجست كونت ودور كايم‬ ‫وضعيا علي غرر العلوم الطبيعية والمنهج التجريبي‬ ‫للمنهج‬ ‫األخالق‬ ‫علم‬ ‫استخدام‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ‫‪.‬‬ ‫االستقرائي‬ ‫المثل‬ ‫في‬ ‫البحث‬ ‫عن‬ ‫العزوف‬ ‫إلي‬ ‫يؤدي‬ ‫التجريبي‬ ‫العليا التي ينبغي أن يكون عليها السلوك اإلنساني‬ ‫كما يؤدي إلي دراسة الظواهر األخالقية كما توجد‬ ‫في مجتمع ما بالفعل بهدف فهمها ومعرفة قوانينها‬ ‫إال أن فالسفة األخالق عندما يدرسون الظواهي الخلقية‬ ‫المختلفةسيتبين‬ ‫اإلنسانية‬ ‫المجتمعات‬ ‫تسود‬ ‫التي‬ ‫ومن‬ ‫أخري‬ ‫إلي‬ ‫جماعة‬ ‫من‬ ‫القيم‬ ‫هذه‬ ‫إختالف‬ ‫لهم‬ ‫القيم‬ ‫نسبية‬ ‫يؤكد‬ ‫مما‬ ‫أخر‬ ‫إلي‬ ‫مجتمع‬ ‫األخالقيةوتغيرها مما يؤدي إلي عدم وجود قيم عامة‬ ‫المثليون‬ ‫بزعم‬ ‫نحوما‬ ‫والمكانعلي‬ ‫الزمان‬ ‫تتخطي‬ ‫والعقليون من فالسفة األخالق ‪.‬‬ ‫‪44‬‬ ‫االتجاه الماركسيي‬ ‫‪45‬‬ ‫الماركسي‬ ‫االتجاه‬ ‫نظرية‬ ‫ممارسة سياسية و‬ ‫هو‬ ‫الماركسي‬ ‫االتجاه‬ ‫ماركس الفكرية‬ ‫ل‬ ‫أعمال كار‬ ‫اجتماعية مبنيةعلى‬ ‫أصول ألمانية يهودية من القرن‬ ‫وهو فيلسوف من‬ ‫اقتصاد‪ ،‬وصحفي وثوري‬ ‫وكان عالم‬ ‫‪.‬‬ ‫عشر‬ ‫التاسع‬ ‫واللبنات‬ ‫األسس‬ ‫وضع‬ ‫إنجلز في‬ ‫فريدريك‬ ‫شاركه‬ ‫األولى للنظرية الشيوعية‪ ،‬ومن بعدهم بدأ المفكرون‬ ‫الماركسيون في اإلضافة والتطوير للنظرية باالستناد‬ ‫سميت‬ ‫ماركس‪،‬‬ ‫دعائمها‬ ‫أرسى‬ ‫التي‬ ‫األسس‬ ‫إلى‬ ‫بالماركسية نسبة إلى مؤسسها األول كارل ماركس‪.‬‬ ‫نظرية الشيوعية العلمية‬ ‫ماركس‬ ‫أسس‬ ‫لقد‬ ‫االثنان‬ ‫فكان‬ ‫إنجلز‪.‬‬ ‫فريدريك‬ ‫مع‬ ‫باالشتراك‬ ‫من‬ ‫الكثير‬ ‫وجود‬ ‫مع‬ ‫لكن‬ ‫بالتفكير‪،‬‬ ‫اشتراكيين‬ ‫بالتوصل‬ ‫وأنجلز‬ ‫ماركس‬ ‫تفرد‬ ‫األحزاب االشتراكية‪،‬‬ ‫للبشرية‬ ‫حتمي‬ ‫كتطور‬ ‫االشتراكية‬ ‫فكرة‬ ‫إلى‬ ‫مجمل‬ ‫فكانت‬ ‫ثورية‪.‬‬ ‫الجدلي وبأدوات‬ ‫وفق المنطق‬ ‫أو‬ ‫الماركسية‬ ‫وهو‬ ‫واحد‬ ‫اسم‬ ‫تحت‬ ‫أعمالهما‬ ‫الشيوعية العالمية‪.‬كانت أعمالهم تهتم في المقام‬ ‫األول في تحسين أوضاع العمال المهضومة حقوقهم من‬ ‫استغالل‬ ‫على‬ ‫والقضاء‬ ‫قبل الرأسماليين‪،‬‬ ‫الرأسماليين لإلنسان العامل‪.‬‬ ‫‪46‬‬ ‫الجذور التاريخية للفكرة‬ ‫الفكر‬ ‫بالجديدةعلي‬ ‫الشيوعية‬ ‫فكرة‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫بل لعلنا نتتبع هذه الفكرة في الفكر‬ ‫البشري‬ ‫اليوناني نفسهحيث نادي بها فالسفة ومفكرون أمثال‬ ‫أفالطون وإكسينوفان في الفكر اليوناني ‪.‬‬ ‫ويتضح هذا من خالل كتاب الجمهورية ألفالطون حيث‬ ‫الفاضلة‬ ‫المدينة‬ ‫تتحقق‬ ‫لكي‬ ‫أنه‬ ‫يري‬ ‫بالصورةالمثلي فإن هذا يقتضي أن تقوم علي مبدأ‬ ‫شبوعية المال والنساء‪.‬حيث رأب أفالطون أن سبب‬ ‫وجود صراعات بين الناس يرجع إلي اختالف مصالحهم‬ ‫وتعارض منافعهم الذي يكمن وراء تملك حب المال‬ ‫والنساء ‪.‬‬ ‫ولذلك فإن السبيل الوحيد للقضاء علي الصراع‬ ‫بين األفراد وبث روح اآلخاء والحب هو القضاء علي‬ ‫ملكية المال والنساء ‪.‬إال أن فكرةالشيوعية عند‬ ‫أفالطون كانت قاصرة علي طبقتي الحكام والجند فقط‬ ‫دون أن تمتد إلي باقي فئات الشعب من عمال وصناع‬ ‫عن‬ ‫تختلف‬ ‫أفالطون‬ ‫شيوعية‬ ‫فإن‬ ‫ثم‬ ‫ومن‬ ‫وزراع‬ ‫الشيوعية الماركسية ‪.‬‬ ‫‪47‬‬ ‫القرن‬ ‫في‬ ‫جدديد‬ ‫من‬ ‫الدعوة‬ ‫هذه‬ ‫صدي‬ ‫وتتردد‬ ‫يد توماس مور حيث رسم‬ ‫الحديث علي‬ ‫السادس عشر‬ ‫مدينة فاضلة من وحي خياله ورأي أن هذه المدينة هي‬ ‫السبيل الوحيد لتحقيق المساواة بين جميع األفراد‬ ‫وأن الغاء الملكية هو شرط تحقيق المساواة ووصول‬ ‫الثروة إلي أيدى جميع أفراد الشعب ‪.‬ولعل تصور‬ ‫لمفهوم‬ ‫هوأقرب‬ ‫الشيوعية‬ ‫لمفهوم‬ ‫مور‬ ‫تلشبوعيةعندماركس أكثر منه عند أفالطون ‪.‬‬ ‫إال أنه بحلول القرن التاسع عشر ‪ ،‬وهو القرن‬ ‫"‬ ‫التنوير‬ ‫عصر‬ ‫"‬ ‫عشر‬ ‫الثامن‬ ‫القرن‬ ‫تلي‬ ‫الذى‬ ‫والتي كانت السيادة فيه لسلطةالعقل وحده والتحرر‬ ‫فيه من كل السلطات األخرى ‪.‬ومن ثم تبني ماركس‬ ‫هذه الفكرة‪.‬‬ ‫كارل ماركس ‪:‬‬ ‫في ترير في ‪ 5‬مايو‪ - 1818‬وتوفي‬ ‫ولد كارل ماركس‬ ‫في لندن في ‪14‬مارس‪ 1883‬وهو فيلسوف وناقد لالقتصاد‬ ‫السياسي ومؤرخ وعالم اجتماع ومنظر سياسي وصحفي‬ ‫القانون‬ ‫ماركس‬ ‫درس‬ ‫و?

Use Quizgecko on...
Browser
Browser